![]() |
دور المؤمن العملي ويهبه الله ما هو فائق للطبيعة
يؤكد القديس يوحنا الذهبي الفم دور المؤمن العملي، ويهبه الله ما هو فائق للطبيعة. v"ليس للإنسان طريقه" (إر 10: 23). لا يقف (النبي) عند هذا، إنما يضيف: "لَيْسَ لإِنْسَانٍ... أَنْ يَهْدِيَ خَطَوَاتِهِ". الآن ما يعنيه هو ما يلي: "ليس كل شيءٍ يتوقف علينا. بعض الأمور تعتمد علينا، والبعض على الله. بمعنى اختيار الأفضل، وأخذ القرار، وإظهار الغيرة واحتمال كل متاعب يتحقق بناء على نيّتنا، بينما بلوغ هذه إلى النتيجة المطلوبة، وحفظنا من الانحراف نحو الخطأ، وبلوغ هدف الأعمال الفاضلة تتحقق بنعمةٍ من فوق. كما ترون، الله هو الذي يمنحنا الفضيلة، دون أن يترك كل شيءٍ حتى لا ننحرف في غباوتنا، ولا يأخذ كل شيء بطريقة ننحرف إلى اللامبالاة. مع هذا الجانب البسيط لمسعانا، يقوم بنفسه بالجانب الأكبر. في الواقع إن كان كل شيءٍ يتوقف علينا، يتشامخ البعض فيسقطون. لننصت لقول الفريسي (لو 18: 10-14)، أي تشامخ بلغ إليه، كيف تباهى، حاسبًا رأسه أكبر من العالم كله. لذلك عوض أن يكون كل شيء يعتمد علينا، ترك القليل لنا، لتوجد حجة أن نكلل بحقٍ. لقد أشار في المثل الذي فيه قال إنه وجد أناسًا في الساعة الحادية عشرة وأرسلهم إلى الحقل للعمل (مت 20: 6-7). لكن أي عمل يقدر أن يتمموه في الساعة الحادية عشرة، لا شيء! فإنه حتى الوقت القصير كان كافيًا ليعطيهم الله المكافأة كاملة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
الساعة الآن 11:40 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025