![]() |
لأن الإنسان السعيد ليس هو الغني ولا الفقير إنسان بائس بل بالأحرى مُطوَّب
v لنقم أيها الإخوة المحبوبون، ولنرفع أعين نفوسنا تجاه ذاك الذي سيعود، إذ يقول لنا بولس: "لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ... ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ" (1 تس 4: 16-17). ولكن ليس الكل (يتمتع بهذا)، بل بعضنا يصعد إلى السماوات وآخرون يبقون... اسمعوا ماذا يقول المسيح؟ "اثنتان تطحنان على الرحى. تؤخذ الواحدة، وتُترَك الأخرى" (مت 41:24)... فهل نحن أيضًا نصعد؟!... وعندما أقول "نحن" أحسب نفسي لستُ (مستحقًا) أن أكون بين الذين يصعدون. لأنني لست هكذا بلا إحساس أو فهم حتى أتجاهل خطاياي. وإذ أخشى أن أتلف فرح هذا العيد المقدس، لهذا فإنني أبكي بدموعٍ مُرةٍ عندما استرجع في ذهني هذه الكلمات وأتذكر خطاياي. وإذ لا أريد أن أنزع فرح هذا العيد، فإنني أنهي عظتي تاركًا فرح هذا العيد يشع في أذهانكم دون أن يُحتجَب، فلا يبتهج الغني كثيرًا بغناه، ولا يتضايق الفقير بسبب فقره، بل يصنع كل إنسانٍ عمله أيا كان حسبما يمليه عليه ضميره. لأن الإنسان السعيد ليس هو الغني، ولا الفقير إنسان بائس، بل بالأحرى مُطوَّب، ومثلث التطويبات، ذاك الذي يكون مستحقًا أن يصعد على السحاب ولو كان أفقر الجميع. وهو بالحق بائس ومثلث البؤس، ذاك الذي يُحسَب مع المفقودين، ولو كان أغنى من جميع الناس. القديس يوحنا الذهبي الفم |
الساعة الآن 12:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025