![]() |
بين سفري الملوك الثاني والملوك الأول
https://upload.chjoy.com/uploads/174281536604821.jpg بين سفري الملوك الثاني والملوك الأول يُعتبر سفر الملوك الثاني امتدادًا لسفر الملوك الأول، وتتمة له، وهما في الأصل العبري سفر واحد. يبدأ الثاني حيث انتهى الأول بالحديث عن المملكة المنقسمة، حيث كان أخزيا بن أخآب (853-852 ق.م) على إسرائيل، ويهوشافاط (872-847 ق.م) على يهوذا. يبدأ سفر الملوك الأول بالمملكة في أوج عظمتها، وينتهي سفر الملوك الثاني بالسبي الذي تنبأ عنه موسى النبي (تث 28: 48-53). يبدأ الأول بسليمان أول ملك خلف داود، وينتهي الأخير بآخر خلف له، الملك يهوياكين الذي اُقتيد أسيرًا إلى بابل، وأحسن أويل مردوخ معاملته (2 مل 28:25-30). في الملوك الأول نرى هيكل الله القدوس يُبنَى ليُمثِّل الحضرة الإلهية، وفي الملوك الثاني نرى تدميره حيث دنسه الملوك والشعب حتى القيادات الدينية. سفر الملوك الثاني هو سفر المملكة المنقسمة كثمرة لإصرار الإنسان على الشر، والارتداد عن الإيمان الحق، ورفض للعبادة الحقيقية. هذه الظلمة هي ثمرة الإرادة البشرية الشريرة، ففقدت الأمة كيانها وصارت منقسمة، بل وسيقت المملكتان إلى السبي. في هذا السفر كما في السفر السابق غاية الكاتب واضحة، وهي أنه يتطلع إلى المملكتين بالرغم من انقسامهما سياسيًا، ودخولهما تارة في منازعات، وأخرى في تحالف، وكثيرًا ما تتحالف مملكة منهما مع ممالك غريبة ضد أختها المملكة الثانية، إلا أنه يتكلم عن شعبٍ واحدٍ. فما انتهى إليه السفر من فقدان مدينة الله أورشليم ودمار الهيكل وتوقف العبادة، إنما هو ثمرة الخطية للشعب كله في المملكتين. بروح الله يُبرز كاتب السفر التفسير اللاهوتي للأحداث لشعب ذي كيان واحد[1]. هذا ويُقدِّم الكاتب تبريرات لما حلَ بالشعب من دمارٍ، فيصف الملك أنه لم يتحوَّل عن خطايا يربعام (2 مل 3: 3؛ 10: 29، 31؛ 13: 2 إلخ.)، وتارة يُقدِّم تفسيرًا مطولاً ليُبرِّر هذا الحكم الإلهي (1 مل 11: 9 إلخ.؛ 2 مل 17: 7 إلخ.). غاية الكاتب ليس تسجيل تاريخ أمة معينة، أو عرضٍ تاريخيٍ لأحداث معينة، إنما الكشف عن معاملات الله مع الإنسان، واهتمامه بخلاصه، تارة بالحنو واللطف والعفو، وأخرى بالتأديب. |
الساعة الآن 11:12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025