منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم المواضيع المسيحية المتنوعة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=154)
-   -   خاطبهم بقدر كبير من الاحترام والحنان (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1108205)

Mary Naeem 10 - 04 - 2025 11:56 AM

خاطبهم بقدر كبير من الاحترام والحنان
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174281536604821.jpg
وَوَقَفَ دَاوُدُ الْمَلِكُ وَقَالَ:
"اِسْمَعُونِي يَا إِخْوَتِي وَشَعْبِي.
كَانَ فِي قَلْبِي أَنْ أَبْنِيَ بَيْتَ قَرَارٍ لِتَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ، وَلِمَوْطِئِ قَدَمَيْ إِلَهِنَا،
وَقَدْ هَيَّأْتُ لِلْبِنَاءِ. [2]
يتحدث داود الملك وهو شيخ، وفي اللحظات الأخيرة من عمره، مُقَدِّمًا نفسه، ليس أكثر من أخ مع إخوته: "اسمعوني يا إخوتي وشعبي" [2]. فقد كان موضع سرور عظيم له أن يكونوا خدامه (1 أخ 21: 3)، لكنه يدعوهم الآن إخوته الذين يُحِبّهم وشعبه الذين يرعاهم، وليس خدامه الذين يقودهم.
خاطبهم بقدر كبير من الاحترام والحنان، وهو لم يقم فقط من سريره ليجتمع معهم فالمناسبة نشطت من روحه، بل قام من كرسيه ووقف أيضًا على رجليه [2] مهابة لله الذي سيُعلِنُ إرادته، وتوقيرًا لذلك المجمع المهيب لإسرائيل الله. كأنه ينظر إلى نفسه على أنه أَقَلُّ منهم كمجموعة مع أنه أعظم من أيّ فرد فيهم، فتَقَدُّم سنه وضعفه بالإضافة إلى مكانته العظيمة كانت أسبابًا كافية لأن يجلس. لكنه أراد أن يُظهِرَ مقدار تواضع قلبه تجاه افتخاره بعدد شعبه ومُلْكه عليهم.
يليق بالرؤساء أن يتكلموا بالمودة واللطف والتواضع حتى مع مرؤوسيهم، فهذا لا يُقَلِّل من كرامتهم، بل يُزِيد من حُبهم له، وبذلك جذب داود انتباههم إلى ما هو على وشك أن يقوله.
يقول القديس باسيليوس الكبير إن فضيلة التواضع هي أفضل درس نتعلمه من المسيح نفسه [التواضع هو إقتداء بالمسيح والتعرُّف على التقوى هو التعرُّف على التواضع والوداعة.]
يقول أيضًا إنه يليق بالرئيس أن يكون على علاقة قوية بكل الإخوة. تكشف له كل أسرار قلوبهم، وأن يكون نموذجًا يُقَدِّرونه. وأن يحب إخوته "كما تُرَبِّي المُرضِعة أولادها" (1 تس 2: 7). وأن يكون طبيبًا للنفوس يُقَدِّم الدواء اللائق لمرض كل إنسانٍ. كما يقول:
[يكون أمام الله كخادم المسيح، ووكيل سرائر الله، يخشى دومًا لئلا يقول أو يفعل شيئًا ضد إرادة الله، فيوجد شاهدًا كذبًا لله. أو يكون مجروحًا بتدنيس المقدسات، وذلك بتقديم ما هو ضد تعليم الرب، أو ما هو ليس مسر لله. في معاملاته مع الإخوة كمرضعة مع أولادها، هكذا يكون شغوفًا أن يُقَدِّمَ لكل واحدٍ ليس فقط إنجيل الله، بل ويُقَدِّم خطته التي بها يُسَرّ الله وتنتفع كل الجماعة، كوصية ربنا وإلهنا يسوع المسيح القائل: "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم" (يو 13: 34). "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" ( يو 15: 13).]


الساعة الآن 03:58 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025