![]() |
عاش السيد المسيح على الأرض صانع للخير محب للجميع رحيم
https://upload.chjoy.com/uploads/174230855500181.jpg عاش السيد المسيح على الأرض صانع للخير محب للجميع رحيم يتمتع بالوداعة والهدوء والتواضع والصبر طول الأناه على الجميع، وهو ترك لنا مثالاً لكى نسلك فى ذات الطريق ولكن كيف نفعل ذلك فى عالم غابت عنه الفضيلة والقيم والمثل العليا؟! ذات يوم كانت الجموع تلتف حول السيد المسيح لكى تتعلم منه، فقال لهم حينها تعلموا منى لأنى هادئ ومتواضع فتسكن الراحة بداخل قلوبكم، حتى وإن أحاطت بكم الكثير من المتاعب والهموم. وفيما يلى سنتعرف على العديد من تلك الفضائل الهامة فى حياة السيد المسيح التى عاش بها على الأرض، والتى تريح قلوبنا ونفوسنا بمجرد السعى إلى تطبيقها. الفضيلة الأولى: "المحبة" فقد كان السيد المسيح محباً للجميع لمن يستحق وأيضاً لمن لا يستحق تلك المحبة، فقد كان مثالاً حقيقياً للمحبة العملية الصادقة. اجتمع السيد المسيح ذات يوماً بالجموع على الجبل ليقدم لهم بعض التعاليم الرائعة لحياة أفضل فقال لهم أحِبوا جميع الناس حتى من يسيء إليكم ويبغضكم، وقد قام الزعيم والسياسى الأمريكى مارتن لوثر كينج والحاصل على جائزة نوبل للسلام بتطبيق تلك الفضيلة وكانت تلك هى خلاصة تجربته فى إحدى مقولاته الشهيرة "المحبة هى القوة الوحيدة القادرة على أن تجعل عدوك صديق لك"، أيضاً يُذكر أنه كان هناك والياً فى الأمبراطورية الرومانية يدعى اريانوس متحجر القلب، قاسى المشاعر، مبتكر باستمرار لأساليب جديدة لتعذيب الآخرين، ولم يستمع لأحد قط حتى لزوجته وابنته وذات يوم قام البعض بتطبيق الحكمة التى تقول لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير، فلم يردوا شره بالمثل بل قدموا له المحبة وبقوة تلك المحبة العملية التى رأها من البعض قد تغيرت حياته من كائن وحشى إلى شخص وديع وهادئ. تلك المحبة التى قيل عنها إننا لا ينبغى أن نحب بالكلام أو اللسان فقط بل يجب أن نحب بـالعـمل. الفضيله الثانية: "الحكمة" كان السيد المسيح يجلس وسَط المعلمين، وكل من يستمع إليه كان يندهش من فهمه وأجوبته، وقيد قيل عنه إنه كان يتقدم باستمرار فى الحكمة والقامة. كان فى حديثه كلام للمنفعة لم ينطق أبداً بأية كلمة لا تليق ولا تفيد،أيضاً كان لا يخاصم ولا يصيح ولا يعلو صوته فى الشارع، وعندما تأملت فى أحوال وأقوال الحكمه خرجت بتلك القاعده الهامه إليكم "إن هدوء الإنسان الداخلى هو مصنع كلام الحكمة" والسيد المسيح كان شخص هاديء يتمتع بالصبر وطول الأناه مع أخطاء تفكير الأخرين. الفضيلة الثالثة: "العتاب" كان السيد المسيح يُعَلم تلاميذه طريقة العتاب الصحيحة فقال لهم إن أخطأ إليك أحد فاذهب وعاتبه بينَك وبينه وحدكُما، وعند خيانة تلميذيه له ( بطرس الذى أنكره ويهوذا الذى أسلمه) لم أره ذهب لأحد منهم حتى يلومه أو يدينه على ما فعل، كما أن السيد المسيح لم يُعاتب المرأة التى أمسِكَت أثناء ارتكاب فعل فاضح وأرادوا رجمها، ولم يُعاتب زكا العشار قبل أن يسامحه، ولكن فقط نظراته المملوءة بالأمل والمحبة والحنان نادر الوجود لهؤلاء الخطاه جعلتهم يتوبوا نادمين على أفعالهم. الفضيلة الرابعة: "الوداعة والهدوء" اعتدنا الآن على أن نحكم على الأمور من ظواهرها فقط مُدعين المعرفة فى كل شىء، ولكن فى حقيقة الأمر أن زينة الإنسان الجوهرية التى تميزه ليست هى الزينة الخارجية التى تُزين الجسد فى الظاهر بل كما قال عنها الرسول إنها زينة الروح الوديع الهادئ التى لا تقدر بثمن. لقد اتسم السيد المسيح بالوداعة وهدوء النفس فقد كُتب عنه: إنه لا يصرخ ولا يصيح أو يُسمِع فى الشارع صوته ، فالمعلم الصالح هو معلم هادىء ومتواضع يزن جميع أموره بطريقه هادئة تتسم بالعقل والحكمة، وبينما كان السيد المسيح يُخاطب الجموع علمهم قائلاً: تعلموا منى لأنى وديع ، هادئ، ومتواضع القلب لكى تجدوا راحة لنفوسكم، فياليتنا نتعلم فضيلة الهدوء حتى تعم السكينة والراحة بداخل قلوبنا، والذي يعتبر مصدر أفعالنا. الفضيله الخامسة: "النظام والترتيب" قال الرسول بولس فى عظته عن الاجتهاد إنه يجب أن يكون كل شىء بلياقه وبترتيب مُسبَق لأن إلهنا إله نظام وضبط ولا يحب الفوضى والعشوائية والتشويش. ذات يوماً كان السيد المسيح مُجتَمِعاً مع تلاميذه فرآه جمعُ كثير فالتفوا من حوله، فتحنن عليهم السيد المسيح وإبتدأ يُعلمهم كثيراً، ولكن تأخر الوقت وابتدأ النهار يمضى وكانت الجموع قد جاعت وكان عددهم خمسة ألاف رَجُلً، فأمر السيد المسيح تلاميذه بأن يُنظِموا الجميع صفوفاً مئَةً مئَةً وخمسين خمسين ويجعلوا الجميع يتكئون على العشب الأخضر ثم يقدموا لهم الطعام وبعدما وفَر لهم طعاماً بطريقه مُعجزيه، وحينما أكل الجميع حتي الشبع، قال لهم السيد المسيح قوموا بجمع ما تبقي من الأكل الفائض حتى يكون هناك نظام، وبهذا قد فعل ذلك كي يُعلمنا أن النظام والترتيب هو أمر ضروري جداً وهام في حياة كل منا. إلي أن ألتقي بكم فى جزء أخر من سلسلة فضائل هامه من حياة السيد المسيح أريدك أن تتذكر جيداً أن تلك الفضائل هى بمثابة "المبادئ الهامة للحياة السعيدة" الفضيله التاسعة: "القيادة الفعالة والقدوة الصالحة " القائد الناجح والقدوة الصالحة هو شخص تظل تعاليمه قائمة وباقية مهما مر عليها الزمن ، فهذا يدل على إنه كان قدوة صالحة بالفعل. القديس بولس الرسول، وهو واحد ممن تعلموا الكثير من حياة السيد المسيح، قام بتوجيه رسالة إلة تلميذه الشاب صغير السن تيموثاوس، لكى يعمل بها ويُعَلِمها فخاطبه قائلاً: كن قدوه للآخرين فى كلامك وفى سلوكك أيضاً، فنحن بحاجة إلى القدوة الصالحة أكثر من احتياجنا للكلام الحسن فقط، فالناس ترى أفعال أكثر مما تستمع إلى أقوال، فإن كنت واعظ أو خطيب ولم تكن تصرفاتك مماثلة لأقوالك، فقد صارت كلماتك كالبخار الذى يختفى سريعاً دون أن يترك أية أثر. كما أوصى أيضاً تلميذه الشاب تيطس قائلاً له: قدم نفسك فى كل شىء قدوة للأعمال الصالحة، فكن عظة حقيقية بأعمالك الحقيقية الصالحة أكثر من كلامك المُرتَب الجميل، كما أنه طلب من أهل كورنثوس قائلاً: انظروا إلى كيف أنى سلكت كما تعلمت من السيد المسيح، فكونوا متمثلين بى كما أنا أيضاً بالسيد المسيح قد تمَثَلت. والسيد المسيح كان مثالاً للقيادة الناجحة والقدوة الصالحة فى جميع أعماله، فهو كان يعمل أعمال صالحة أولاً ثم ينادي بها ويُعلمها أخيراً، وهذا نادراً ما أجده فقد صدق قول سليمان الحكيم، حين قال أكثر الناس ينادون كل واحد بصلاحه أما الرجل الأمين من يجده؟ وبالتأمل فى بعض المواقف من حياة السيد المسيح ومحاكاتها بمبادئ وأصول القياده الفعاله وجدته قد تمتع بها جميعاَ، فهو قد وضع لنا مثالاً وقدوة صالحة لكى نسلك على نهجه، وإليكم بعض المواقف القيادية من حياة السيد المسيح: أولاً: القيادة الفعالة تتطلب القدرة على التأثير فى الآخرين، وقد كانت تلك من الصفات المتأصلة فى شخصية السيد المسيح، فقد كانت الجموع باستمرار تحتشد من حوله لكى تتعلم منه المزيد لأنهم كانوا يثقوا به، وذات يوم وعندما حان الوقت لانتهاء خدمة السيد المسيح على الأرض اجتمع بتلاميذه وقال لهم: أكملوا مسيرتي واذهبوا إلى الآخرين وعلموهم ما قد تعلمتموه وما أوصيتكم به، وكل من يفعل ذلك يصير رائحة السيد المسيح الذكية، تماماً كالعطر الذى تفوح رائحته الطيبة وتنتشر بين جميع المتواجدين. ثانيا: القائد الناجح والفعال يخدم الجميع، وهذا يعد من الفروق الجوهرية، والتى تميز القائد عن المدير الذى يأمر وينهى دون نقاش أو جدال، أراد السيد المسيح أن يُعَلِم تلاميذه ذلك المبدأ فجمعهم وعَلَمَهُم قائلاً: من أراد أن يكون عظيماً فيكم فليكن خادماً للكل، وأعمال الخدمة تعَد من لغات الحب الخمس، والتي تصنَع الألفة والمحبة بين الأفراد، وقد كُتب عنه إنه كان يجول يصنع خيراً مع الجميع. ذكرنا سابقاً العديد من الفضائل الهامة التى يجب أن نتعلمها من حياة السيد المسيح على الأرض، ونستكمل اليوم حديثنا مجدداً عن تلك الفضائل. الفضيلة الحادية عشرة: "الصبر والاحتمال" تأتى كلمة صبر فى قاموس المعانى بمعنى الاحتمال فى هدوء دون تذمر أو شكوي، روى أحد الأشخاص فى كتابه مثل عن الصبر فقال: تخيل معى أن رئيس الجمهوريه كان شخص غير صبور يُستَثَار ويغضب من أقل المواقف، حينها ستقوم الكثير من الحروب بين الدول والبلاد، فالصبر والإحتمال من الصفات الحميده التى تجلب الراحه والهدوء للإنسان لتجعله شخص محبوب ويُحترم من الجميع، أما الغضب فهو صفه مصاحبه للتسرع وصديقه للجاهل كما ورد فى سفر الجامعه حيث قال الحكيم لا تسرع بروحك إلى الغضب لأنه يستقر فى حضن الجهال. بينما كان السيد المسيح مُجتمِعاً بتلاميذه ليقدم لهم بعض التعاليم عن طريقة العتاب السليمه تقدم إليه بطرس ليسأله كم عدد المرات التى يجب على أن أغفر وأحتمل فيها من يخطأ فى حقى ويُغضبنى فكان رد السيد المسيح ليس هناك عدد محدد من المرات، لإن من يستطيع أن يصبر أكثر يحصد ثمار أعظم. ولقد إستخدم السيد المسيح فضيلة الصبر والإحتمال كثيراً فهو كان يعَلَم مسبقاً أن يهوذا سيُسلمه مقابل الثلاثين من الفضه فبينما كانوا جالسين معاً أعلَمَهُم قائلاً أن أحدكم سيُسلمنى وبالرغم من ذلك فقد إحتمله دون شكوى لكى يستقيم قلبه وسلوكه، وحتى وقت أن خانه يهوذا وأسلَمه كانت لكلماته الرقيقه واللطيفه الهادئه بدون غضب تأثير لاذع عليه فطرح يهوذا الفضه فى الهيكل وانصرف ثم ذهب وشنق نفسه، أيضاً قد صبر السيد المسيح وإحتمل قلة نضج وجهل نيقوديموس والذى كان رئيس لليهود عندما أتى إليه ليلاً لكى يتعلم منه، وبصبر السيد المسيح عليه جعله أكثر جرأه وشجاعه ليدافع عن السيد المسيح أمام مجمع اليهود حيث كان يتمتع بسُلطه بينهم. إختبر الرسول تلك الفضيله فأراد أن يُخاطِب كل ذى فهم ووعى فقال: المحبه تحتمل وتصبر على كل شيء فإختبروا محبتكم بالإحتمال، وبطول أناة وبصبر إحتملوا بعضكم بعضاً، أن كان لأحدكم شكوى على الأخر فتذكروا كيف إحتمل السيد المسيح، فهكذا أنتم أيضاً تمثلوا به، الفضيله الثانية عشر: "فضيلة الإحساس بالأخر" من المؤلم جداً للنفس أن لا تجد من يشعُر بهمومها وأحزانها فتسقط من إعتبارات الأخرين فى وسط زحام الحياه الشديد، الإحساس بمعاناة الأخرين هو فن قد لا يُجيده الكثيرين، فن مواساة الروح المنهكه والمملوءه حزناً. سأصحبكم فى جوله فى حياة السيد المسيح إلى منطقة الجليل وبالتحديد فى قرية صغيره بداخلها تُدعى نايين حيث كانت هناك جنازة لشاب وحيد وكانت اُمَهُ أرمَله وبينما كان الرجال يحملوه للدفن كانت الأم تبكى كثيراً، وما قد ابهج قلبى فى هذا المشهد الحزين هو تصرُف السيد المسيح، فلم يطلب منه أحد فى هذا المشهد أن يتدخل ليفعل شيئاً، ولكنه حين رأها تحنن قلبه عليها وقال لها لاتبكى من فضلك ثم تقدم ولمس النَعش وأقام ذلك الشاب وهنا قد دمج السيد المسيح فضيله اُخرى وهى المبادره، فقد كان مبادر بالسؤال وكان رحيم على أرمله ليس لها إلا إبنها الوحيد، نذكر أيضاً أن السيد المسيح بكى عند قبر لعازر قبل أن يقيمه عندما رأى مريم اخته واليهود الجالسين معها يبكون وهو دليل عملى على شعوره بألام المُتعبين، استوقفتنى جمله على لسان أحد أصدقائى ولكنها قد احزنتنى كثيراً حين قال: توقف عن العطاء بإستمرار لكى لا تنتهى دون أن يشعروا بك، الكثيرين منا يريدوا أن يروا النتيجه الفوريه لعمل الخير، تذكر الفلاح الذى يبذر زرعه عالماً أن الحصاد لا يأتى سريعاً، ولكنه سيأتى بالخير المضاعف لفاعله فى وقته. فإن قمت بتقديم خدمة ما لشخص آخر ورأيت النتيجه مخالفه لما تنتظره، فتذكر خطاب الرسول بولس إلى أهل غلاطيه حين قال لهم: إذا حسبما لنا فرصه فلنعمل الخير للجميع لأننا سنحصد الخير فى وقته أن كنا لا نمل، فهناك موسم للحصاد والذى سيجمع فيه الإنسان ثمر ما قد فعله من أعمال خير ومساندة للأخرين، فطوبى لمن يشعر بالأخر لأنه سيجد من يرحمه ويشعر به. |
الساعة الآن 08:00 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025