منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   شخصيات الكتاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   بيت داود والرجوع من السبي (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1102803)

Mary Naeem 13 - 03 - 2025 11:54 AM

بيت داود والرجوع من السبي
 
https://upload.chjoy.com/uploads/174161413293521.jpg





بيت داود والرجوع من السبي

يمكننا القول بأن الأصحاحين السابقين كانا تمهيدًا للعبور بنا من آدم إلى نوح، ومن نوح إلى إبراهيم، ومن إبراهيم إلى إسرائيل، ومن إسرائيل إلى يهوذا حتى يتحدث عن داود الملك، وهو محور سفريّ أخبار الأيام، لأن من نسله يأتي من يُقِيم خيمة داود الساقطة ويملك إلى الأبد. لذلك يستحضر هذا الأصحاح نسب داود حتى أجيال قليلة قبل يسوع المسيح.
جاء هذا الأصحاح محصورًا في الخط الملوكي الداودي لمدة خمسة قرون تقريبًا من تجليس داود ملكًا إلى عودة إسرائيل من السبي بلا ملك. وقد جاءت نبوة واضحة أنه لا يعود يقوم ملك من بيت داود يحكم في يهوذا، إذ يقول إرميا: "هل هذا الرجل كنياهو وعاء خزف مهان مكسور، أو إناء ليست فيه مسرة؟ لماذا طُرِحَ هو ونسله والقوا إلى أرض لا يعرفونها؟ يا أرض، يا أرض، اسمعي كلمة الرب. هكذا قال الروح الرب: اكتبوا هذا الرجل عقيمًا، رجلاً لا ينجح في أيامه، لأنه لا ينجح من نسله أحد جالسًا على كرسي داود، وحاكمًا بعد في يهوذا" (إر 22: 28-30).
عندما أعاد الفارسيون المجتمع اليهودي من بابل في عام 538 ق. م، سمحوا بوجود قادةٍ وحكامٍ من اليهود مثل زرُبابل ونحميا بجانب القادة الدينيين مثل عزرا الكاهن، لكن لم يُقِيموا عليهم ملكًا يهوديًا من نسل داود. فإن كان زرُبابل من نسل داود، غير أنه لم يكن ملكًا، ولا وجدت نيّة لدى فارس أن تقيمه ملكًا، كما لم يكن الشعب في أورشليم يفكر في إقامة ملك من بيت داود أو من عشيرة أخرى.
كان رجاء الأنبياء سواء قبل السبي أو أثناءه أو بعده هو إقامة خيمة داود الساقطة بمجيء ابن داود، ملك الملوك. فيقول الرب على لسان زكريا النبي: "وأفيض على بيت داود، وعلى سكان أورشليم، روح النعمة والتضرعات، فينظرون إلى الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائحٍ على وحيدٍ له" (زك 12: 10). إنه الملك المصلوب المطعون بالحربة، ليملك على العقول ويهبها نعمته وبرَّه!
يُسَجِّل هذا الأصحاح أُسرة داود، ونجد فيه بعض أسماء لأبناء داود لم يُذكَروا في أسفار صموئيل والملوك، على سبيل المثال أول ثلاثة ذُكروا في آية 5: "وهؤلاء وُلِدُوا له في أورشليم. شمعي وشوباب وناثان وسليمان. أربعة من بثشوع بنت عميئيل" (1 أي 3: 5).
إذ نعود إلى نسب ربنا يسوع المُسَجَّل في إنجيل القديس لوقا، نجده يأخذ لقب الدم لعرش داود كذبيحة خلال ناثان، وليس خلال سليمان، فالقديسة مريم والدة الإله منسوبة إلى ناثان.
وفي إنجيل القديس متى نجد أن ربنا يسوع أخذ اللقب القانوني لعرش داود كملكٍ خلال سليمان، فالقديس يوسف منسوب إلى سليمان.
وهذا يهمنا جدًا، لأن في نسب سليمان يظهر يكنيا (مت 1: 11) الذي لقَّبه الله "كنياهو" (إر 22: 28)، والوحي الإلهي يذكر: "هكذا قال الرب. اكتبوا هذا الرجل عقيمًا، رجًلا لا ينجح في أيامه، لأنه لا ينجح من نسله أحد جالسًا على كرسي داود وحاكمًا بعد في يهوذا" (إر 22: 30).
هذا الرجل وحده سبَّب انقطاع في الحلقة المؤدية إلى المسيا، وفي ذلك برهان آخر على الميلاد البتولي من العذراء مريم.


الساعة الآن 03:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025