![]() |
سفرا أخبار الأيام والمزمور 132
https://upload.chjoy.com/uploads/174161413293521.jpg سفرا أخبار الأيام والمزمور 132 يُقَدِّم لنا Reardon صورة رائعة عن العلاقة بين سفري أخبار الأيام وأحد مزامير الصعود (مزمور 132) أو (مزمور 131) LXX التي يتغنَّى بها القادمون إلى أورشليم، وهم يصعدون على التلِّ للذهاب إلى الهيكل. يتغنَّى القادم إلى الهيكل، قائلاً: "اذكرْ داود وكل دعته... من أجل داود عبدك، لا تَرُد وجه مسيحك. أقسم الرب لداود بالحق ولا يرجع عنه. من ثمرة بطنك أجعل على كرسيك... هناك أنبت قرنًا لداود. رتَّبت سراجًا لمسيحي". هكذا يربط المُرَتِّل ما بين ازدهار بيت داود وبركات بيت الرب. يعتقد المُرَتِّل أنه إن تذكَّر الرب داود بالحقيقة، فسيلبس كهنته الخلاص، ويُسَبِّح أتقياؤه القديسون بتهليل، بينما يلبس عدو الخير الخزي. جاء المزمور متناغمًا مع سفري أخبار الأيام، ليس فيه كلمة واحدة سوى ارتباط داود بالعبادة الليتورجية الكنسية. يتذكَّر الشعب داود، لأنهم لن ينعموا باللقاء مع الله في بيته ما لم يذكروا داود. تُرَى من هو داود هذا سوى مُخَلِّص العالم، المسيَّا ابن داود؟ إن سفر أخبار الأيام يُمَيِّز بين داود الملك وبقية الملوك، كما ميَّز إسرائيل القديم عن بقية الشعوب. هكذا إذ نلتصق بابن داود ملك الملوك، نصير كنيسة المسيح المميزة، موضوع حب الله، شركاء السمائيين في حياتهم السماوية، نصير بالحق "أهل بيت الله" (أف 2: 19). ربما يتساءل البعض: لماذا لم يتحدث سفرا أخبار الأيام عن بداية العبادة الليتورجية التي استلمها موسى النبي ومعه أخوه رئيس الكهنة هارون؟ يرى البعض أن سفرا أخبار الأيام اكتفيا بما ورد في أسفار الخروج واللاويين والعدد في شيءٍ من التفصيل. لكنني أظن أن السفرين ركَّزا على داود الملك ودوره في هذا المجال، لأن الشعب كان في حالة شبه يأس من العودة إلى الحياة في أيام موسى وهرون. فأراد الوحي الإلهي تأكيد أن الحياة الليتورجية ستعود بصورة روحية تفوق تلك التي كانت في أيام موسى وهرون، إذ تحمل سمة سماوية، وذلك خلال رئيس الكهنة السماوي ابن داود، وليس خلال الرموز كما في الكهنوت اللاوي. يقول Reardon: [في منهج العبادة الأرثوذكسية ندرك المنظور التاريخي لكاتب أخبار الأيام.] ما في ذهن المُتأمِّل في سفري أخبار الأيام هو إدراك الفهم الحقيقي العميق للتاريخ، وهو العبادة الليتورجية القائمة على ميثاق الله مع شعبه. هذا هو جوهر التاريخ الخاص بشعب الله وخلاصه. بنفس الروح تحدَّث بعد ذلك ابن سيراخ، إذ يقول: "الآن لنمدح الرجال المشهورين، وآباءنا بحسب أجيالهم" (سي 44: 1). وأخذ يُسَجِّل لنا التاريخ الكتابي في شخصيات أخنوح وداود وإبراهيم وإيليا وحزقيا وإشعياء ويوشيا وإرميا وحزقيال وزرُبابل ونحميا. أما ما قام به هؤلاء العظماء، حتى الأصحاح التاسع والأربعين وفي الأصحاح الخمسين يتحدث عن عظمة وجمال الليتورجيا التي للهيكل تحت رئاسة سمعانبن أونيا، رئيس الكهنة، وأبناء هارون وهم يسجدون إلى الأرض يُسَبِّحون الله، ويسجد معهم كل المُتعبِّدين لله الحقيقي، فيقول: "حينئذ كان بنو هارون يهتفون، وينفخون بالأبواق المطروقة، ويصنعون صوتًا عظيمًا يُسمع ذكرًا أمام العلي. كان عند ذلك كل الشعب يبادرون معًا، ويجثون على وجوههم إلى الأرض، ساجدين لربِّهم القدير، لله العلي. وكان المُغَنُّون يُسَبِّحون بأصواتهم في هتافٍ عظيمٍ ولحنٍ عذبٍ. وكان الشعب يتضرع إلى الرب العلي بصلاته أمام ذاك الرحيم، إلى أن يفرغ من إكرام الرب، وتتم خدمته. ثم كان ينزل (سمعان)، ويرفع يديه على كل جماعة بني إسرائيل، ليبارك الرب بشفتيه، ويفتخر بلفظ اسمه. وكانوا يُكَرِّرون السجود، لينالوا البركة من العلي. والآن باركوا إله الكل، الذي يصنع العظائم في كل مكان، والذي أعلى شأن أيامنا منذ الرحم، ويعاملنا على حسب رحمته. ليمنحنا سرور القلب، والسلام في إسرائيل في أيامنا، وعلى مدى الدهور!" (سي 50: 16-23) هكذا يربط ابن سيراخ بين التاريخ والعبادة الليتورجية في تماثلٍ وتطابقٍ مع سفري الأخبار. |
الساعة الآن 02:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025