![]() |
اللاويون في سفري الأخبار
https://upload.chjoy.com/uploads/174161413293521.jpg اللاويون في سفري الأخبار إذ اهتم سفرا أخبار الأيام بخدمة الهيكل، نرى كلمة "لاوي" التي وُجِدَتْ فقط خمس مرات في سفر اللاويين في أصحاحٍ واحدٍ، نجدها تتكرر في سفري أخبار الأيام 99 مرة. أن أضفنا إلى السفريْن سفري عزرا ونحميا كمُكَمِّليْن لهما، نجد الكلمة في الأسفار الأربعة تتكرَّر 158 مرة أكثر من استخدامها في كل بقية أسفار الكتاب المقدس معًا. هذا وقد جاءت أنساب العشائر الخاصة باللاويين هنا بتفصيل لم ترد في سفر آخر. يكشف سفرا أخبار الأيام عن دور اللاويين في إحياء العبادة في فترة ما بعد السبي، وقد تزايد دورهم وأهميتهم عمّا كان قبل السبي. لقد أعطى السفران للاويين دورهم في بث روح التسبيح والفرح في وسط هذا الشعب الذي حطَّمه السبي. كما كان اللاويون ملتزمين ببث روح الأمان في الهيكل والاطمئنان بجانب اهتمامهم بالتعليم وإدارة شئون الهيكل. يرى بعض الدارسين أن اللاويين قاموا بالكثير من أعمال الأنبياء في فترة ما قبل السبي. جاء الحديث عن نشاط المُغَنِّين (المُسَبِّحين) في الهيكل والموسيقيين (2 مل 23: 13)، حتى ظن بعض الدارسين أن كاتب السفريْن حتمًا أحد أحفاد المُغَنِّين الذين عيَّنهم داود الملك للتسبيح في بيت الرب. يُحَدِّثنا سفرا الأخبار عن خدام الهيكل، وكلهم من أبناء لاوي. فوظيفة الكهنة هي النفخ في الأبواق أمام تابوت العهد (1 أي 15: 24؛ 2 أي 13: 12)، ورشّ دم الضحايا على المذبح (2 أي 30: 16). أما اللاويون فليسوا عُمَّالاً من درجة دنيا، بل لهم دورهم في شعائر العبادة. كانوا يحملون تابوت العهد، ويفتحون أبواب الهيكل، ويحرسون مداخله، ويعزفون وينشدون، ويشاركون الكهنة في تهيئة الذبائح، لا في تقديمها (2 أي 29: 24؛ 30: 16-17). كانوا يشاركونهم في حمل كتاب شريعة الله وتعليم الشعب (2 أي 17: 7-9؛ 35: 3). ولقد اهتم سفرا أخبار الأيام بلوائح أنساب اللاويين، فلم ينسَ عشيرة من عشائرهم. كما أثنى على غيرتهم ومهارتهم الفائقة في خدمة الرب، فقال عنهم: "لأن اللاويين أكثر استقامة قلبٍ من الكهنة في التقديس" (2 أي 29: 34). نتوقَّف هنا نحن المسيحيين عند أُسس العبادة في كنائسنا، عند دور الكهنة ومساعديهم في ممارسة الطقوس. للأشخاص دورهم الذي لا يُستغنَى عنه، ولشعائر العبادة أهميتها اليوم وفي كل يومٍ. كان لشعب العهد القديم طرق عبادته، التي تقوم بتقدمة الذبائح في الهيكل ورفع الصلوات إلى الله. وسيكون لشعب العهد الجديد طرق عبادته، حول الذبيحة الوحيدة، ذبيحة ربنا يسوع المسيح التي نعيشها على مذبحنا في القداس، وفي حياتنا في سائر الأسرار والطقوس. جوهر العبادة هو بذاته، التقوى ضرورية لتنقلنا من عالم البشر العادي إلى السماء. |
الساعة الآن 09:08 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025