منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   معلومات عن الكتـاب المقدس (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   التكامل بين سفري أخبار الأيام وسفري عزرا ونحميا (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1101912)

Mary Naeem 08 - 03 - 2025 05:58 PM

التكامل بين سفري أخبار الأيام وسفري عزرا ونحميا
 
https://upload.chjoy.com/uploads/17411754916721.jpg




التكامل بين سفري أخبار الأيام وسفري عزرا ونحميا

1. إن كان سفر عزرا قد اهتم بإعادة بناء الهيكل الذي حرقه البابليون، وسفر نحميا بترميم أسوار أورشليم لحفظ المدينة من الأمم المُعادِية لإسرائيل أو يهوذا، فإن سفري أخبار الأيام عالجا الأساس الروحي والكتابي لما تحتاجه هذه الدولة التي فقدت استقلالها، بل ووجودها الحقيقي.
لقد عاد البعض من اليهود إلى أورشليم، لكن بلا ملكٍ، بينما سبق فوعد الله أن يبقى نسل داود على العرش إلى الأبد. يؤكد السفران أن نسل داود فقد العرش بسبب إصراره على الشرِّ. وجاء السفران يُعِدَّان القلوب لقبول المُخَلِّص ابن داود، ملكًا على القلوب ورئيس كهنة سماويًا إلى الأبد. وعود الله قائمة وأمينة، تتحقق حسب الفكر الإلهي الفائق، وليس حسب الفكر البشري الحرفي.
2. اهتم السفران على وجه الخصوص بسبطي يهوذا الملوكي، واللاويين الكهنوتي. لكن خلال العصيان، فقد السبطان دورهما إلى حدٍ كبيرٍ. صارت هناك حاجة مُلِحَّة إلى ملك وكاهن وذبيحة في نفس الوقت، قادر أن يحمل البشرية المؤمنة إلى العرش الإلهي.
الإصلاح الذي قام به عزرا ونحميا وغيرهما، في جوهره إعداد لمجيء السيد المسيح، ابن داود حسب الجسد، وهو ملك الملوك، ورئيس الكهنة السماوي، والذبيحة القادرة أن تحمل خطايا العالم، إذ هو حمل الله، وعوض الخطية يُلْبِسنا برَّه الفائق.
3. إن كان كورش الفارسي قد سمح بعودة زرُبابل إلى أورشليم وهو من نسل داود، فإنه لم يرسله ملكًا له كمال الحرية في التصرُّف، بل كأحد المرازبة sutrapies يُعَيِّنهم الإمبراطور الفارسي كحكام لمناطق مُعَيَّنة. لم تكن في نيَّة الإمبراطور ترك زرُبابل في أورشليم على الدوام، ولا استقلاله عن الإمبراطورية الفارسية.
فمع ما أعطاه كورش من حق اليهود في العودة إلى بلدهم، وشعوره بأن الله قد طلب منه أن يبني له بيتًا في أورشليم، لم يكن في ذهن كورش إقامة مملكة لنسل داود.
4. مع بهجة الكثيرين بالعودة إلى أورشليم، وإعادة بناء الهيكل، وبناء سور أورشليم، والبدء في تقديم ذبائح ومُحرَقات للربِّ، بقيت أسئلة كثيرة في أذهان البعض يصعب أن يجدوا لها إجابات صريحة عملية، فذُكِرَ منها:
· تطلَّع كثير من الشيوخ الذين رأوا في طفولتهم هيكل سليمان بكونه أحد عجائب الدنيا، فصار بعضهم يَبْكُون، إذ لا وجه للمقارنة بينه وبين الهيكل الجديد. صاروا يتساءلون: تُرَى هل يأتي وقت يهدمون فيه الهيكل الجديد باعتباره هيكلاً مؤقتًا، ويُقِيمون هيكلاً كالهيكل القديم؟ ومن الذي يفعل هذا؟ وهل يوجد من ينفق عليه كما فعل داود قبل موته وأيضًا ابنه سليمان؟
· هل يمكن أن يعود الكهنوت في نقاوته ومجده كما في أيام هارون؟
· هل من مقارنة مع العبادة في الهيكل، خاصة في الأعياد، كما كان يحدث في أيام سليمان، حيث كان يجتمع الشعب من كل الأسباط؟
· هل سيسترد كل سبط نصيبه في الأرض التي استلمها من يشوع وتوارثتها الأجيال؟
· هل تسترد إسرائيل وحدتها بين كل الأسباط، ويكون لها عظمتها ومجدها وغناها وسلطانها كما في أيام سليمان؟
· كلما عَبَرَ الزمن اعتاد سكان أورشليم ويهوذا على الخضوع والاستسلام للإمبراطورية الفارسية التي وهبتهم العودة كمنحةٍ، لكن لم تتركهم يختارون لأنفسهم ملكًا من نسل داود. فأين هو الوعد الإلهي بخصوص بيت داود؟ هل بالفعل سيتحقق؟ هل ستتحقق نبوات الأنبياء حتى في أثناء السبيّ، كقول الرب على لسان حزقيال: "وأُقيم عليها راعيًا واحدًا، فيرعاها عبدي داود، هو يرعاها، وهو يكون لها راعيًا، وأنا الرب أكون لهم إلهًا، وعبدي داود رئيسًا في وسطهم. أنا الرب تكلمتُ" (حز 34: 23-24). "فيكونون لي شعبًا، وأنا أكون لهم إلهًا. وداود عبدي يكون ملكًا عليهم، ويكون لجميعهم راعٍ واحدٍ، فيسلكون في أحكامي، ويحفظون فرائضي، ويعملون بها. ويسكنون في الأرض التي أَعطيتُ عبدي يعقوب إيَّاها، التي سكنها آباؤكم، ويسكنون فيها هم وبنوهم وبنو بنيهم إلى الأبد، وعبدي داود رئيس عليهم إلى الأبد" (حز 37: 23-25).
وقول الرب على لسان زكريا النبي: "وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات" (زك 12: 10).
الآن بعد العودة من السبي، جاء هذان السفران يستعرضان خطة الله بخصوص بيت داود الملوكي والمهتم بعبادة الله الحيّ. لكن يقف اليهودي الراجع ليرى مملكة الشمال لم يعد لها وجود. ولم تُذكَر العاصمة "السامرة" في هذين السفرين سوى ثمان مرات، وجميعها تظهر في حالة حرب ومقاومة ليهوذا وأورشليم.


الساعة الآن 11:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025