![]() |
هذا هو سرُّ الصليب وفاعليته
https://upload.chjoy.com/uploads/174031262324081.jpg وَلاَ تَكُونُوا كَآبَائِكُمْ وَكَإِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ خَانُوا الرَّبَّ إِلَهَ آبَائِهِمْ، فَجَعَلَهُمْ دَهْشَةً كَمَا أَنْتُمْ تَرُونَ. [7] الآنَ لاَ تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ كَآبَائِكُمْ، بَلِ اخْضَعُوا لِلرَّبِّ وَادْخُلُوا مَقْدِسَهُ، الَّذِي قَدَّسَهُ إِلَى الأَبَدِ، وَاعْبُدُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، فَيَرْتَدَّ عَنْكُمْ حُمُوُّ غَضَبِهِ. [8] لأَنَّهُ بِرُجُوعِكُمْ إِلَى الرَّبِّ يَجِدُ إِخْوَتُكُمْ وَبَنُوكُمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ يَسْبُونَهُم،ْ فَيَرْجِعُونَ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَلاَ يُحَوِّلُ وَجْهَهُ عَنْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِ. [9] صورة رائعة عن ارتباط التوبة بمحبة الإخوة، فإنه إذ يرجع الإنسان إلى الله لا يتمتع وحده برحمة الله وحنانه وتطلُّع وجه الله إليه، إنما يتمتع معه إخوته وبنوه. فعندما رفع نحميا قلبه لله طالبًا مراحم الله ومُعترِفًا باسمه وباسم بيت آبائه بخطاياهم تمتع الشعب بالرحمة الإلهية. فلا نعجب إن رفع المؤمن قلبه طالبًا أن يهبه الله التوبة، قائلاً: "اجذبني وراءك فنجري... نبتهج ونفرح بك" (نش 1: 4). فبصيغة المفرد يقول اجذبني، وبصيغة الجمع يقول "فنجري، نبتهج ونفرح بك". حين يرتفع قلب المؤمن إلى الله، يجذب معه قلوب الكثيرين للتمتع بالشركة مع الله. هذا هو سرُّ الصليب وفاعليته، إنه يحمل قوة الشهادة والجاذبية، وسرُّ البهجة والفرح! إذ تتمتع نفسي بك، وتكون أنت في داخلي، وأصير أنا فيك، يتعرَّف الناس عليك خلالي ويطلبونك، حينئذ تمتلئ قلوبنا بهجة وفرحًا حتى السمائيين يفرحون أيضًا معنا! انجذب زكا العشار وراء السيد المسيح، فجمع الخطاة والعشارين ليلتقوا به ويفرحون، وإذ جلست السامرية معه، نادت أهل المدينة ليجالسوه وينعموا بحديثه الفعال. هذا هو سرّ الكنيسة... قوة الصليب الجذَّابة، أما إن نسيت الكنيسة هذا الصليب، واهتمت بطرق العالم، لا تقدر أن تسابق العالم فيما يخصه، إنما تغلبه بالحب العامل في حياة أولادها. بالصليب وحده تنجذب النفوس إلى الكنيسة خلال التوبة، أما وسائل العالم المُغرِية، فتُحَطِّم صورة الكنيسة حتى في عيني العالم نفسه "لا يحول وجهه عنكم": كثيرًا ما يكشف الكتاب المقدس بعهديه عن شوق الله للحضور فينا وفي وسطنا، ورغبته في تطلُّعه إلينا لنكتشف في عينيه حبه وحنانه ورحمته ورعايته. كثيرًا ما يُكَرِّر الرب قوله: "أنا معكم". "لأني أنا معكم لأُخَلِّصكم وأنقذكم من يده" (إر 42: 11). "أنا معكم يقول الرب" (حج 1: 13). "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين" (مت 28: 20). v إذ وضع على عاتقهم عملاً عظيمًا هكذا... قال "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر"، وكأنه يقول: لا تقولوا إن العمل المُلقَى عليكم صعب، فإنّني أنا الذي أستطيع كل شيء بسهولة معكم. لم يقل إنه يوَد أن يكون معهم وحدهم، بل ومع المؤمنين الذين يأتون بعدهم، لأن الرسل لا يعيشون حتى انقضاء الدهر، لكنّه يكلِّم كل الذين سيؤمنون به كمن هم جسد واحد. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أمبروسيوس |
الساعة الآن 10:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025