![]() |
الإعداد لبناء بيت الرب
https://upload.chjoy.com/uploads/173815829373711.jpg الإعداد لبناء بيت الرب يكشف هذا الأصحاح عن غاية الحديث عن شخصية الملك سليمان، فقد تجاهل هذا السفر الجانب السياسي في حياة سليمان كما في حياة أبيه داود، وركَّز على دورهما في الحياة التعبدية، وعلاقة الشعب بالله. اتَّسم سليمان باتساع الفكر والقدرة على التدبير بحكمةٍ ونظامٍ، مع نعمة من قبل الله لتعمل معه القيادات وكل الشعب (2 أخ 1: 2). كما دخل في علاقات تجارية مع مصر والحثّيين والأراميّين (2 أخ 1: 16-1-7). الآن نراه يُصدِر أمره ببناء بيت الرب، ويقوم بالإعداد له في الداخل والخارج، بروح التواضع والشهادة الحيَّة لله الذي لا تسعه سماء السماوات [6]. الإعداد الداخلي للبناء 1 وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاسْمِ الرَّبِّ، وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ. 2 وَأَحْصَى سُلَيْمَانُ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُل حَمَّال، وَثَمَانِينَ أَلْفَ رَجُل نَحَّاتٍ فِي الْجَبَلِ، وَوُكَلاَءَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ. يُقَدِّم لنا سليمان منهجًا للبناء، سواء الروحي أو الزمني، وهو أن يبدأ بالداخل قبل أن يسأل الإنسان عن احتياجاته من الخارج. وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاِسْمِ الرَّبِّ وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ. [1] أصدر سليمان أمره ببناء بيت لاسم الرب، وأيضًا لبناء القصر الملكي. ويُلاحَظ في أمره هذا أنه يُعلِنُ عن أولوية بيت الرب، وفي نفس الوقت لا يتجاهل احتياجات الدولة، أي بناء قصر لإدارة شئون الدولة. فالعمل الروحي لا يعني التراخي أو الإهمال أو تجاهل الالتزامات والمسئوليات الزمنية. هذا ولم يطلب بيتًا له لراحته الشخصية وإبراز عظمته، إنما طلب بيتًا لمُلْكِه، أي لخدمة الدولة، لاستقبال رعيته، كما يُمَثِّل شرفًا للدولة بين الدول الأخرى. وكأن البيت الأول لمجد الله، والثاني للصالح العام. فهو لا يطلب ما لنفسه، بل بالأكثر ما هو للرب ولإخوته. جاء في النص العبري الأصلي: "وبيت مَلَكي له"، استُخدِم لإدارة المملكة، وكقصر لسكناه. احتاج هذا القصر إلى تخطيطٍ على مستوى عالٍ، استغرق التخطيط والبناء حوالي ثلاثة عشر عامًا (1 مل 7: 1-12). ورث سليمان عن أبيه اشتياقات قلبه، وحَقَّق ما كان يحلم به داود، إذ كان يترنم قائلاً: "واحدة سألت من الرب، وإيّاها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر جمال الرب، وأَتفرَّس في هيكله" (مز 27: 4). "لا أدخل خيمة بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي وسنًّا لعينيَّ، ولا نومًا لأجفاني، حتى أجد مقامًا للرب، مسكنًا لعزيز يعقوب" (مز 132: 3-5). في البرية كان الشعب يأتي بتقدمات وذبائح إلى الخيمة المتنقلة، والآن إذ استقروا في أرض الموعد، وبذل داود النبي مجهودات ضخمة لتوسيع المملكة. حان الوقت أن يُبنَي بيت الرب، خاصة وأن داود أَعدَّ الكثير من المواد والتصميمات وتهيئة القادة والشعب للعمل. |
الساعة الآن 09:51 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025