منتدى الفرح المسيحى - ما هي بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة عن سيادة الله

https://upload.chjoy.com/uploads/173754674855141.jpg

ما هي بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة عن سيادة الله؟

أحد أشكال سوء الفهم السائد هو الفكرة القائلة بأن سيادة الله تنفي الإرادة الحرة للإنسان. يعتقد البعض أنه إذا كان الله مسيطر حقًا على كل شيء، فلا يمكن أن يكون للبشر حرية اختيار حقيقية. لكن هذه ثنائية خاطئة. سيادة الله وإرادة الإنسان الحرة ليستا متعارضتين بل تتعايشان في تناغم غامض. لقد لاحظت أن سوء الفهم هذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعجز أو انعدام المسؤولية الشخصية (زيغا، 2023).

هناك مفهوم خاطئ شائع آخر هو فكرة أن سيادة الله تعني أنه يسبب مباشرةً جميع الأحداث، بما في ذلك الشر والمعاناة. يمكن أن يؤدي سوء الفهم هذا إلى رؤية مشوهة لشخصية الله، وتصويره على أنه خالق الشر. في الواقع، سيادة الله تسمح بوجود الشر دون أن تجعله سببًا له. يمكنني أن أشهد أن سوء الفهم هذا قد أدى إلى الكثير من الجدل اللاهوتي والصراع الشخصي عبر التاريخ المسيحي (بيلز، 2018، ص 544-564؛ سلامون، 2021، ص 418).

يعتقد البعض خطأً أن سيادة الله تعني إلهًا بعيدًا غير متدخل يراقب من بعيد. هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. سيادة الله لا تنفي مشاركته الحميمة في حياتنا. إنه متعالٍ وجوهراني في آنٍ معًا، يحكم كل الخليقة بينما هو حاضر أيضًا في كل لحظة من حياتنا (تشو، 2015).

هناك أيضًا سوء فهم بأن سيادة الله تعني أننا يجب أن نكون سلبيين في مواجهة تحديات الحياة. يعتقد البعض أن اتخاذ إجراء أو وضع خطط يدل بطريقة ما على عدم الإيمان بسيطرة الله. لكن سيادة الله تُمكِّننا وتحفزنا على العمل، مع العلم أن جهودنا هي جزء من خطته الكبرى (رايت وأرتربيري، 2022).

هناك اعتقاد خاطئ آخر هو الاعتقاد بأن سيادة الله تضمن للمؤمنين حياة خالية من المشقة. يمكن أن يؤدي هذا التفكير الشبيه بإنجيل الرخاء إلى خيبة الأمل عند مواجهة صعوبات الحياة الحتمية. إن سيادة الله لا تعد بحياة سهلة بل بضمان حضوره وقصده في كل الظروف (جريفيوين، 2018، ص 99).

يسيء البعض تفسير سيادة الله على أنها شكل من أشكال الحتمية، حيث كل تفاصيل الحياة مقدرة مسبقًا. هذا يمكن أن يؤدي إلى القدرية أو الشعور بأن خياراتنا غير مهمة. في الواقع، تعمل سيادة الله في تناغم مع صنع القرار البشري بطرق تفوق فهمنا (إيفرهارت، 2021).

هناك أيضًا ميل إلى استخدام سيادة الله كذريعة لتجنب التعامل مع الأسئلة اللاهوتية الصعبة، خاصة فيما يتعلق بالشر والمعاناة. إن مجرد القول ببساطة "الله هو المسيطر" دون تفكير أعمق يمكن أن يؤدي إلى إيمان ضحل واستجابات رعوية غير كافية لأولئك الذين يتألمون (غريفيوين، 2018، ص 99).

أخيرًا، يسيء البعض فهم سيادة الله على أنها تنطبق فقط على الأمور الروحية، ويفشلون في إدراك سيادته على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العالم المادي والجسدي. هذا التجزئة يمكن أن يؤدي إلى إيمان منفصل لا يدمج سيادة الله بشكل كامل في جميع مجالات الحياة (تشو، 2015).