منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   أية من الكتاب المقدس وتأمل (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=43)
-   -   عجز الإنسان عن معرفة مقاصد الله (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1092358)

Mary Naeem 24 - 01 - 2025 11:18 AM

عجز الإنسان عن معرفة مقاصد الله
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173764694568531.jpg



عجز الإنسان عن معرفة مقاصد الله:

1 لأَنَّ هذَا كُلَّهُ جَعَلْتُهُ فِي قَلْبِي، وَامْتَحَنْتُ هذَا كُلَّهُ: أَنَّ الصِّدِّيقِينَ وَالْحُكَمَاءَ وَأَعْمَالَهُمْ فِي يَدِ اللهِ. الإِنْسَانُ لاَ يَعْلَمُ حُبًّا وَلاَ بُغْضًا. الْكُلُّ أَمَامَهُمُ. 2 الْكُلُّ عَلَى مَا لِلْكُلِّ. حَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لِلصِّدِّيقِ وَلِلشِّرِّيرِ، لِلصَّالِحِ وَلِلطَّاهِرِ وَلِلنَّجِسِ، لِلذَّابحِ وَلِلَّذِي لاَ يَذْبَحُ، كَالصَّالِحِ الْخَاطِئُ. الْحَالِفُ كَالَّذِي يَخَافُ الْحَلْفَ. 3 هذَا أَشَرُّ كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ الشَّمْسِ: أَنَّ حَادِثَةً وَاحِدَةً لِلْجَمِيعِ. وَأَيْضًا قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ مَلآنُ مِنَ الشَّرِّ، وَالْحَمَاقَةُ فِي قَلْبِهِمْ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَذْهَبُونَ إِلَى الأَمْوَاتِ.

"لأن هذا كله جعلته في قلبي، وامتحنت هذا كله أن الصديقين والحكماء وأعمالهم في يد الله.
الإنسان لا يعلم حبًا ولا بُغضًا. الكل أمامهم" [1].
* المعنى هو أنني قد سلمت قلبي للتأمل، مشتاقًا أن أعرف من يحبه الرب ومن يبغضه. ووجدت بالحقيقة أن أعمال الأبرار هي في يدّ الله، أما كونهم محبوبين أم مبغضين من الله فهم يتأرجحون غير موقنين من ذلك.
القديس جيروم
غموض النص يثير تساؤلات كثيرة، منها كيف لا يدرك المؤمن إن كان محبوبًا من الله أم لا؟ وهل يبغض الله أحدًا؟
إن ما يؤكده الجامعة هو أن جميع الصديقين والحكماء بكل أعمالهم هم في يدّ الله، سواء كانت أيامهم مملوءة فرحًا أم حزنًا ومتاعب... لا يليق بالمؤمن الحقيقي أن يشك في عناية الله به واهتمامه بكل أموره الصغيرة والكبيرة. لكن الإنسان في ضعفه يقف متذبذبًا، متسائلًا: هل الله يحبه أم يبغضه؟ وسط مرارة الضيق تعبر به أفكار لتحطمه أن الله ينتقم منه أو يبغضه أو أنه لا يشعر بضعفاته. لهذه كثيرًا ما يتساءل: لماذا يسمح الله ليّ بتجارب قاسية تكاد تحطم نفسيتي وتفقدني إيماني؟
لعله مما يشكك البعض، أنهم يرون أنه لا فارق بين ما يحلّ بالبار والشرير، الصالح والطالح، الطاهر والنجس، الذابح (يقدم ذبيحة لله) وغير الذابح، الذي يقسم (باطلًا) ومن يخشى الحلف... حتى أنهم في دهشتهم وارتباكهم يصيرون كمن هم في حالة جنون [2-3]، لا يعرفون تفسير الأحداث التي تحل بهم وبمن هم حولهم.
بالحقيقة وإن كانت حياة الأبرار وكل أعمالهم في يدّ الله، لكنه بالنسبة للإنسان الطبيعي يصعب عليه إدراك ذلك بسبب تشابه الظروف الخارجية بالنسبة للأبرار والأشرار، الحكماء والجهلاء، فإنه من الخطر أن نقيس حب الله لنا بالظروف الخارجية.
ليتنا لا ننشغل بالأحداث الخارجية بل نتطلع إلى أعماقنا لنرى يد الله العاملة لتقيم ملكوته فينا، ونراه يقيم أيقونة سمواته فينا فنتهلل ونفرح، ويتهلل هو أيضًا بنا إذ يرانا أطفاله المدركين حكمته والمتمتعين، كقول الإنجيلي: "تهلل يسوع بالروح وقال: أحمدك أيها الآب... لأنك أخفيت هذه عن الحكماء وأعلنتها للأطفال" (مت 11: 25). أنه يفرح بالأطفال الذين يتهيئون بإعلانه السماوي للعرس الأبدي وحكمته.
* يا للحسرة على وهن الطبيعة البشرية وزوالها؟، إلاَّ أن إيماننا بالمسيح يرفعنا إلى السماء ويعدنا بأبدية نفوسنا. أما بالنسبة للأحوال المادية في الحياة فهي ذاتها التي لنا وللبهائم أيضًا.
القديس جيروم



الساعة الآن 01:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025