![]() |
يا لها من حجج واهية تقدمها النفس في فتورها الروحي
https://upload.chjoy.com/uploads/173642561232341.jpg "قَدْ خَلَعْتُ ثَوْبِي فَكَيْفَ أَلْبِسُهُ؟! قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟" [3]. يا لها من حجج واهية، تقدمها النفس في فتورها الروحي... أعتذار لعدم فتح القلب لذاك الذي تعلم عنه تمامًا أنه يحبها. أنها صورة للإنسان وقد ضن على نفسه أن يتحمل يسيرًا من التعب لأجل تحقيق اللقاء مع السيد المسيح بالرغم من الكثير الذي دفعه السيد.! ما أسهل أن تصنع آذارًا على جسدها وتنتعل حذاءً في قدميها... لكنها انشغلت براحه جسدها عن التمتع بعريسها... تشبهت بهؤلاء الذين قدموا أعذارًا لكي لا يحضروا العرس (مت 22: 5). إن كانت قد خلعت ثوبها، فالسيد المسيح نفسه هو الثوب الأبدي الذي يسترنا، كقول الرسول بولس "قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). هذه هي الحلة الأولى التي يُقدمها الآب السماوي للابن الراجع إليه (لو 15: 22). هذا هو الثوب المزخرف الذي يُقدم من يد الله كقول زكريا النبي: "قد أذهبت عنك إثمك وألبستك ثيابًا مزخرفة" (زك 3: 4). إن كانت قد خلعت ثوبها، فهو يعطيها روحه لكي تلبسه، كسرّ حياة فيها، إذ يؤكد على تلاميذه: "ها أنا أرسل إليكم موعد أبي فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" (لو 24: 49). إن كانت قد غسلت رجليها، فلتعلم أن القارع على الباب هو سيدها الذي يتمنطق ويغسل أقدام عروسه (يو 13: 5). هي غسلتهما بمياه برها الذاتي لكي يستريح ضميرها إلى حين، لكن إذ تمتد يدي الرب لغسل قدميها يصير لها راحة في ملكوته الأبدي. لهذا قال الرب لبطرس الرسول: "إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب" (يو 13: 8). إذن فلنقم من سرير "الأنا" أو "الذات البشرية" ونتقدم لعريسنا الذي يسترنا بدمه ويلبسنا روحه القدوس، كما يغسل حياتنا الداخلية فنحيا مقدسين له. |
الساعة الآن 03:35 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025