![]() |
انتهى الحلم المزعج وتبددت الظلمة بقيامة الرب
https://upload.chjoy.com/uploads/173590512527521.jpg العروس المقامة: انتهى الحلم المزعج وتبددت الظلمة بقيامة الرب، فتعرفنا عليه وتمتعنا بالاتحاد به، وصار لنا سمة "قيامته"، لهذا وقفت الملائكة كأصدقاء العريس القائم من الأموات تترنم ممتدحة العروس القائمة مع عريسها، قائلين: "مَنْ هَذِهِ الصَّاعِدَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ، كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ، مُعَطَّرَةً بِالْمُرِّ وَاللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ التَّاجِرِ؟" [6]. يلاحظ أن هذا الحديث لا يمكن أن ينطبق على الحب الجسداني، وإلا ما وجه الارتباط بينه وبين الحديث السابق له، ففي أول الأصحاح نرى العروس مسترخية على فراشها تطلب عريسها ولا تجده، وبعد الجهد التقت به ودخلت به إلى بيت أمها، والآن نراها فجأة توصف أنها صاعدة من البرية معطرة بالمر وباللبان ومزينة بكل أدوات التجميل (الأذرة) المشتراة من التاجر... فهل تدخل به إلى بيت أمها وتتركه لتخرج بالعطور والزينة؟! لكنه حديث روحي رائع فإن العروس وقد التقت بعريسها القائم من الأموات الصاعد إلى سمواته قد أدخلته إلى قلبها... وكانت الثمرة الطبيعية لهذا العمل أن صعدت به ومعه إلى سمواته، كقول الرسول بولس: "أقامنا معه وأجلسنا معه في السمويات". دخوله إلى أعماقها رفعها عن برية هذه الحياة، فصارت تُناجيه: "ليّ اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذلك أفضل" (في 1: 23). لعل هذه الكلمات "مَنْ هَذِهِ الصَّاعِدَةُ ...؟" تصدر عن العريس نفسه الذي يسندها ويشجعها مؤكدًا لها أنه يراها صاعدة إلى السموات بالرغم وجودها الآن على الأرض، إنها وهي بعد في الجسد صارت كالدخان الحامل رائحة الصلاة الذكية، فيه نسمات العريس نفسه. ولعلها كلمات السمائيين الذين تطلعوا إلى البشريين الترابيين وقد أنفتح أمامهم باب الفردوس وانطلقوا بالسيد المسيح الساكن فيهم مرتفعين من يوم إلى يوم نحو السمويات ولعلها أيضًا كلمات بنات أورشليم هؤلاء اللواتي كن قبلًا يعيرون الكنيسة بسوادها كما سبق فرأينا بسبب عدم انتسابها للآباء والأنبياء... إذ هي من الأمم، لكنها تظهر الآن خلال اتحادها بالمسيا المخلص جميلة وبهية، تصعد من مجد إلى مجد.! |
الساعة الآن 06:55 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025