![]() |
الإنسان لا يقدر بذاته أن يخلص
https://upload.chjoy.com/uploads/173582591549791.jpg وَتَتْرُكُنَا طُولَ الأَيَّامِ؟ [20] بقوله: "تتركنا طول الأيام؟" نتذكر حالة الرعب التي يسقط فيها الإنسان حين يسمع كلمات الرب لموسى وهرون عندما لم يثق الشعب في وعد الله، وألزموهما أن يرسلا جواسيس إلى أرض الموعد. فقد عاقبهم الرب عن الأربعين يومًا للتجسس بالتيه أربعين عامًا، ومع هذا لم يدخلوا أرض الموعد، بل سقطوا موتى في القفر، أي عاقبهم عن اليوم بسنة كاملة، ومع ذلك لم ينعموا بالوعد الإلهي (عد 14: 34). يقول الأب قيصريوس أسقف آرل : [إن كان كل خاطئ تتعين له عقوبة عن خطية يومٍ واحدٍ وحسب عدد الأيام التي يخطئ فيها يقضي بعددها سنوات في العقوبة. أخشى أنه بالنسبة لنا نحن الذين نخطئ يوميًا، ولا نقضي يومًا واحدًا من حياتنا بدون معصية، فإن أجيالًا وأجيالًا لا تكفي لنا أن نوفي عقوباتنا.] حقًا إن طول الأيام لا يوفي شيئًا عن خطايانا، بل على النقيض يزداد استحقاقنا للعقوبة، فلا خلاص بطول الأيام، وإنما بالمخلص وحده الذي يكفر عن خطايانا، بكونه حامل خطايا العالم. وللقديس القديس أغسطينوس أيضًا تفسير للعبارة: "في هذا القفر تسقط جثثكم جميع المعدودين منكم حسب عددكم من ابن عشرين فصاعدًا الذين تذمروا عليّ" (عد 14: 29). يرى أن رقم 20 هو محصلة ضرب رقم 5 في 4، فالرقم 5 يشير إلى أسفار شريعة موسى، ورقم 4 إلى أسفار شريعة العهد الجديد أي الأناجيل، وكأن الإنسان لا يقدر بذاته أن يخلص، بل يهلك سواء كان من رجال العهد القديم أو العهد الجديد، ما لم يتدخل المخلص ذاته، هو وحده الذي يفدي إسرائيل من كل آثامه (مز 25: 22) . يختم النبي مراثيه لا بطلب رفع الضيق، إنما أن يهبنا التوبة كعطيةٍ إلهيةٍ، فنرجع إلى الله في مصالحة صادقة، ولا يغضب بعد علينا. نحن في حاجة إلى معونة الله نفسه في توبتنا (مز 80: 3، 7، 19؛ إر 24: 7؛ 31: 18؛ يو 6: 44، 65). يشعر النبي أن المغفرة من قبل إنما هي عطية إلهية، نتمتع بها خلال نعمته ورحمته، وليس عن استحقاقنا الذاتي. *ما كان يهدد غير التائبين إن كان لا يريد أن يسامح التائبين. هذا يكون فيه شك فقط لو أنه لم يعلن في موضع آخر عن فيض رحمته. ألم يقل: "الذي يسقط يقوم"، ويؤكد تمامًا أنه يريد رحمة لا ذبيحة (مت 9: 13؛ 12: 7). السماء والملائكة يفرحون بتوبة البشر. انظر إلى نفسك أيها الخاطئ، وليكن قلبك صالحًا! انظر إنه حيث توجد (التوبة) تكون علة الفرح . العلامة ترتليان لا يوجد ظلم في الله، فإنه ليس بظالمٍ سواء في مغفرته أو في حزمه في العقوبة. فالرحمة مجانية تتحقق في الوقت الذي كان يمكن أن توجد نقمة عادلة. بهذا من الواضح جدًا عظمة المنفعة التي توهب لمن يُعفى من عقوبة عادلة ويتبرر مجانًا، بينما يُعاقب آخر على نفس الخطأ بعدالة دون ممارسة أي ظلم من جانب الذي يعاقبه . القديس أغسطينوس |
الساعة الآن 04:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025