منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   الروح القدس وحياة القداسة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1084153)

Mary Naeem 15 - 12 - 2024 01:20 PM

الروح القدس وحياة القداسة
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173426287942681.jpg



الروح القدس وحياة القداسة

«اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ»

(2تس2: 13)

سؤال هام يجب أن نقف عنده وهو: ما هي نتائج تعدي الإنسان الأول على وصية الله في الجنة؟
النتائج كثيرة ومتعددة، لكن أريد أن أركز على شيء واحد أساسيّ، وهو الحرمان من الشركة الحميمة مع الله، وتكوّن طبيعة ساقطة داخل الإنسان تميل لفعل الإرادة الذاتية بالانفصال عن الله. وهذا ما قاد الإنسان ليُصبح مُستعبدًا من الداخل لطبيعته البشرية الساقطة، ومن الخارج لإبليس الذي يُحرك هذه الطبيعة عن طريق العالم الشرير الذي نعيش فيه. وهكذا يُقاد الإنسان للانفصال التام عن الله، والنهاية الهلاك الأبدي.
وهنا نأتي إلى السؤال الثاني الهام: ما هي النتائج العملية التي يحصل عليها الإنسان عندما يأتي إلى الرب يسوع المسيح، بالتوبة والإيمان، ويقبله فاديًا ومُخلصًا لحياته؟
النتائج أيضًا كثيرة، لكن أريد أن أركز على شيء واحد هام وهو الحصول على طبيعة جديدة بالولادة من الله «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ» (1يو5: 1). وفي هذه الطبيعة الجديدة يسكن الروح القدس «إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ» (أف1: 13)، وعندئذٍ نتحرر من سلطة إبليس، وندخل عمليًا في دائرة ملكوت الله «شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي أهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، الَّذِي أنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ» (كو1: 12، 13).
والروح القدس يبدأ عمله فينا في اتجاهين أساسيين:
أولاً: الانفصال والتخصيص:
يعمل الروح القدس فينا ليفصلنا عن هذا العالم الحاضر الشرير، ويجعلنا مُخصَّصين لسيدنا العظيم «اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ، بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ» (2تس2: 13). وكذلك يكتب الرسول بطرس: «الْمُخْتَارِينَ بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1بط1: 1، 2). وهكذا يتحقق فينا ما قاله الرب في صلاته الأخيرة «لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ» (يو17: 14، 16).
ثانيًا: حياة الطهارة والنقاوة: إن عمل الروح القدس في انفصالنا عن هذا العالم الشرير، وتخصيصنا لسيدنا العظيم، هو عمل تم مرة واحدة، ولكن يلي ذلك عملية مستمرة لحياة الطهارة والنقاوة العملية، والبعد عن النجاسة والشرور العالمية «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هَكَذَا، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ» (أف4: 20-24).
وحيث إننا صرنا شركاء الطبيعة الإلهية، لذا يعمل فينا الروح القدس عمليًا لحياة القداسة «قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ» (2بط1: 4). وسوف يستمر الروح القدس عاملاً في داخلنا لحياة القداسة حتى النهاية «وَالرَّبُّ يُنْمِيكُمْ وَيَزِيدُكُمْ فِي الْمَحَبَّةِ بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ ... لِكَيْ يُثَبِّتَ قُلُوبَكُمْ بِلاَ لَوْمٍ فِي الْقَدَاسَةِ، أَمَامَ اللهِ أَبِينَا فِي مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِ قِدِّيسِيهِ» (1تس3: 12، 13).
وإن كان هذا عمل الروح القدس داخلنا فلا عذر للمؤمن الحقيقي المولود من الله للسقوط بعيدًا عن حياة القداسة العملية. وإن حدث ذلك فيكون السبب الحقيقي هو عدم إعطاء الروح القدس مكانه الصحيح في حياتنا.

ولهذا تُحرضننا كلمة الله على شيئين هامين:
1- «لاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ» (أف4: 30).
فعندما نُهمل شركتنا اليومية مع الرب، وننشغل بأمور الحياة اليومية الأرضية، سوف نُعطي فرصة للطبيعة القديمة فينا أن تأخذ مكانها في حياتنا، وعندها نفقد القوة العاملة فينا، ونُحزن الروح القدس داخلنا، ونُحرَم مِن ثمره المبارك فينا.
2
- «اسْلُكُوا بِالرُّوحِ» (غل5: 16). إن عدم إعطاء القيادة الكاملة للروح القدس في حياتنا، يقودنا إلى الانحراف بعيدًا عن طريق الحياة الصحيحة المُقدَّسة، ويُسقطنا في مكايد إبليس وحيله. لذلك علينا دائمًا التدريب على تسليم قيادة حياتنا عمليًا للرب، لنتمتع بالحياة المُقدَّسة المنتصرة دائمًا، ونختبر عمليًا القول: «وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ ... إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ الرُّوحِ» (غل5: 16، 25).
لهذا كله، ليتنا نُعطي الروح القدس مكانه الصحيح في حياتنا حتى نتمتع عمليًا بوعد الله لنا «وَإِلَهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1تس5: 23).


الساعة الآن 12:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025