![]() |
أن كلمة “استراح” لا تعني أنه تعب لأنه حاشا له أن يتعب
https://upload.chjoy.com/uploads/173287977174141.jpg من بداية أسفار الكتاب المقدس ونحن نسمع عن راحة الله إذ قال الكتاب «فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ» (تك2: 1, 2)، ومن المؤكد أن كلمة “استراح” لا تعني أنه تعب لأنه حاشا له أن يتعب، إذ هو «لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا» (إش40: 28)، ولكنها تعني “سُرّ بصنع يديه”. فالله، في صلاحه، كان يود بأن يدخل بهذه الخليقة إلى راحته، إذ يستمتع الخالق بصنيع يديه، وتتمتع الخليقة بجود خالقها وإنعامه عليها. ولكن الخطية دخلت في مشهد الصفاء فعكَّرته، والنقاء فلوثته، والبراءة فدنستها؛ وهكذا تحولت راحة الانسان إلى شقاء وعناء، ولم يجد الله لنفسه راحة في مشهد كهذا، ترزح فيه خليقته تحت «عبودية الفساد»، ولم يكن هذا باختيارها بل من أجل ما فعله الإنسان الأول، بعصيانه وانخداعه بمكر الحية، وبالتالي سقط وعانت الخليقة من سقوطه هذا مرارة المذلة، تحت عبودية إبليس وقسوته. وفي هذا المشهد المهين لم يجد الله لنفسه راحة، فتأجلت الراحة، ولكنها لم تُفقد نهائيًا، فالله دائمًا في النهاية ينتصر. دعا الرب شعبه القديم وهم من أرض العبودية - مصر - واجتاز بهم البرية المخيفة، قاصدًا لهم الراحة في أرض كنعان، وأقام لهم موسى وسيطًا، وهارون كاهنًا، ويشوع قائدًا محاربًا. وهذا الأخير هزم به جموع الأمم، محقِّقًا النصر لشعبه، حتى يتسنى لهم الدخول. فهل دخلوا؟ نعم. وهل استراحوا؟ لا. ولماذا؟ لسبب عدم الإيمان كما يقول الكتاب «لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ!» (عب4: 8، 9). وهكذا حتى الراحة المؤقَّتة خسرها الإنسان متمثلاً في إسرائيل، وهكذا أيضًا تعطَّلت وتأجلت راحة الله نفسه. ومن ذلك كله نفهم أن الراحتين لم تُفقدا، بل تأجلتا، إلى أن يأتي مَن يُزيل آثار الخطية والعصيان من أمام الله في الخليقة. |
الساعة الآن 06:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025