منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   بر الله في العهد الجديد (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1081413)

Mary Naeem 30 - 11 - 2024 01:30 PM

بر الله في العهد الجديد
 
https://upload.chjoy.com/uploads/173297298562241.jpg




في العهد الجديد
جاءنا المسيح «البار» مُعلنًا لنا على الوجه الأكمل الله البار وبر الله في أنٍ معًا. كان هو البار الوحيد، وعند معموديته قال ليوحنا: «لأنه هكذا يليق بنا أن نكمِّل كل بر» (مت3: 15)، وعن بره شهدت امرأة بيلاطس «إياكَ وذلك البار» (مت27: 29)، وكذلك فعل قائد المئة (لو23: 47)، واستفانوس وبَّخ اليهود لأنهم «قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار» (أع7: 25). كذلك يكتب يوحنا «يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا، وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار» (1يو2: 1).
وقد أعلن المسيح عن البر الذي يطلبه الله، وكان هذا هو موضوع الصِدام الرئيسي بينه وبين الكتبة والفريسيين، فقد صَدَم المسيح سامعيه في موعظة الجبل حين قال لهم: «إن لم يَزِد برّكم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات» (مت5: 20). لقد ظنوا أن البر الذي علَّموا به ومارسوه كفيل أن يضمن لهم مكانًا أكيدًا في الملكوت، فإذا به يكاشفهم أن هذا البر لن يُجديهم نفعًا.
لقد كان البر عندهم هو بِرّ الظاهر والمظاهر، فكانوا ينقون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافًا ودعارة، وكانوا يُشبهون قبورًا مُبيَّضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة. «هكذا أنتم أيضًا تظهرون للناس أبرارًا، ولكنكم من داخل مشحونون رياءً وإثمًا» (مت23: 28). لكن البر عنده كان ينبع من القلب من الداخل. لقد كان ينظر إلى الدافع وراء العمل وليس فقط إلى الفعل الخارجي، لذلك قال: «سمعتم أنه قيل ... أما أنا فأقول». ما قيل هو ما كان يعلِّمه الكتبة والفريسيون .. وما قاله كان يخص الدافع القلبي.
وبما أن البر الحقيقي هو بر الداخل الذي لا يراه الناس، فقد حذَّر المسيح من إدانة الآخرين «لا تدينوا لكي لا تُدانوا». فالحكم بحسب الظاهر ليس هو الحكم الصحيح.
على أن أعظم إعلان عن بر الله في العهد الجديد كان في صليب المسيح، وأعظم تجليات هذا البر كانت في خلاص الخطاة الذين احتموا في ذبيحة المسيح.
يقول الرسول بولس: «وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودًا له من الناموس والأنبياء، بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون، لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح» (رو3: 21- 24).
لقد جاء الناموس ليعلن مطاليب الله البار للإنسان، وأمامها وقف الإنسان عاجزًا، وبالتالي وقع تحت طائلة الموت والدينونة «لأن أجرة الخطية هي موت» .. لكن جاء المسيح، ما قلل من مقاييس بر الله، وما تواضع بها إلى مستويات أقل، لكنه في الصليب احتمل دينونة الخطية التي اقتضاها بر الله، «لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطيةً لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه» (2كو5: 21).
لقد ظهر بر الله حين اقتص أجرة خطايانا بالكامل من المسيح حين وضع عليه إثم جميعنا.
وظهر بر الله حينما على أساس عادل يبرر جميع الذين يأتون إليه مستندين على كمال عمل المسيح لأجلهم «ليكون بارًا ويبرر مَن هو من الإيمان بيسوع» (رو3: 26).


الساعة الآن 08:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025