![]() |
رجل الله أليشع ذو قلب متَّسع
https://upload.chjoy.com/uploads/173045952809751.jpeg خصال رجل الله أليشع ذو قلب متَّسع مع إدراك أليشع لطبيعة المَلِك الذي يتعامل معه، ومدى شره، وقلبه المليء بالحقد والكراهية، لم يجعل مِن ذلك مُبرِّرًا بأن يتعامل معه على أقل تقدير بشيء من التحفظ والجفاء، بل نراه يُظهر ببساطه ما في قلبه من محبة وتسامح وصَفح، دون أن ينظر إلى القلب الذي أمامه المليء بالشر والخبث، والذي قد لا يتأثر بما يُظهره له من عواطف صادقة ومخلصة. وهذا ما حدث بالفعل، فبعد أن أَوْلَمَ أليشع وَلِيمَةً عَظِيمَةً لجيش مَلِكُ أَرَامَ، كنا نتوقع أن يخجل مَلِكُ أَرَامَ بهذه المشاعر الراقية والصادقة التي غُمِر بها، ويطلب أن يعيش في سلام مع جيرانه، إلا أننا نقرأ بكل عجب: «وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ وَصَعِدَ فَحَاصَرَ السَّامِرَةَ» (٢مل٦: ٢٤)! لاحظ عبارة: «وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ»؛ أي أن نتيجة تصرفات أليشع وما فعله مع جيش ملك أرام، كان أن مَلِكُ أَرَامَ صَعَدَ ليُحارب مَلِك إسرائيل! إن طبيعته الرديّة لا تعرف أن تعمل أفضل من ذلك، وطبيعة أليشع الجيدة لا تعرف أن تعمل أقل من ذلك!! أقول إن أليشع سبق عهده، وحري به أن يُطلَق عليه نبي النعمة. إن تعاليم الناموس التي تتناسب مع طبيعة الإنسان الساقط تُعلِّم: «عَيْنًا بِعَيْنٍ، وَسِنًّا بِسِنٍّ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْل» (خر٢١: ٢٤)، أما تعاليم النعمة التي أتي بها الرب بعد أن وهبت قدرته الإلهية لنا كل ما هو للحياة والتقوى (٢بط١: ٣) تُعلِّم: «لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا» (مت٥: ٣٩)! والناموس يُعلِّم: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ» (مت٥: ٤٣؛ تث٢٣: ٣-٦؛ مز٤١: ١٠)، والنعمة تُعلِّم: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ» (لو٦: ٢٧، ٢٨). |
الساعة الآن 12:46 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025