![]() |
بسبب خطيئة الصمت يستحق عقاب كل الذين كان يمكن أن يسلكوا في الصواب بسببه
يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن من يحتجز الحنطة لنفسه ويحتكرها هو ذاك الذي يحتجز كلمة الكرازة المقدسة لنفسه، ويلتزم بالصمت دون الانتفاع بها في إصلاح الآخرين، مثل هذا يستحق لعنة الشعب. * الذين يستطيعون التعليم بتأثير عظيم إلا أنهم يبتعدون بفعل التواضع المفرط، ينبغي أن يتعلموا بأن يستدلوا من التفكر في الأمور الصغيرة كم يخطئون كثيرًا في حق المهام الأكبر والأعظم. ولذلك إن كان لهم أن يخفوا الأموال التي في حوزتهم عن الإخوة المعوزين، فإنهم دون شك يبثون فيهم الكآبة والحزن. ليتفكروا كم هم متورطون في ذنب عظيم، لأنهم إذ يحجبون كلمة التعليم عن الإخوة الخطاة، يحجبون دواء الحياة عن أنفسٍ سائرة إلى الموت. لذلك بالحق يقول الحكيم: "الحكمة المكتومة والكنز المدفون، أيّ منفعة فيهما" (سي 20: 32). إن كانت مجاعة تفني شعبًا، وأخفى هذا الشعب قمحه، فهؤلاء بلا شك هم دعاة للموت ومبشرون به. وعليه ليتفكر الذين لا يتقدمون لخدمة خبز النعمة التي قد أُنْعِمَ بها لهم عندما تهلك النفوس من العطش للكلمة المقدسة، في هول العقاب. لذلك قيل أيضًا بالحق على لسان سليمان: "محتكر الحنطة يلعنه الشعب" (أم11: 26) الذي يخبِّئ الحنطة يحتكر لنفسه كلمات التعليم المقدس. إن مثل هذا الإنسان تصيبه اللعنة، لأنه بسبب خطيئة الصمت يستحق عقاب كل الذين كان يمكن أن يسلكوا في الصواب بسببه. البابا غريغوريوس (الكبير) |
الساعة الآن 12:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025