![]() |
هل تؤمن الكنيسة القبطية بالصلاة علي الراقدين؟
لماذا نصلي علي الراقدين؟ كلمة الناشر ﻷن الموت موت للجسد أما الروح فلا تموت فقد علمتنا كنيستنا القبطية الأرثوذكسية الصلاة من آجل الراقدين صلاة طقسية رتبها الآباء بإرشاد من الروح القدس. وعبر هذا الكتاب المعزي يجيبنا أبونا القمص بطرس بطرس : لماذا نصلي علي الراقدين ونطلب الراحة والرحمة لهم وسكني الملكوت الأبدي. أنه كتاب يشعرنا أن الرب يسوع يعزينا فنواصل بإطمئنان وصبر ورجاء رحلة العمر التي - مهما طالت - قصيرة !! دار أنطون كنيستنا القبطية الأرثوذكسية علمتنا أنه يجب أن نصلي من أجل الراقدين الذين إنتقلوا من هذا العالم الحاضر، فنأتي بجسد المنتل أمام هيكل الله في الكنيسة المقدسة ونصلي عليه صلاة طقسية رتبها الآباء بإرشاد الروح القدس. لقد جاء في الدسقولية في تعليم الآباء الرسل في الباب الثالث والثلاثين: (( إجتمعوا بلا كسل في البيعة التي هي الكنيسة ، وإقرأوا الكتب المقدسة ، ورتلوا علي من رقد من الشهداء والقديسين والذين كانوا قبلاً إخوتكم الذين رقدوا. )) ولقد تعودنا من كنيستنا القبطية أن ترافقنا في أيام غربتنا حتي يواري جسدنا التراب، وترافقنا من خلال وسائط النعمة والأسرار ونحن في الجسد ، وكذلك بعد إنتقالنا فهي تصلي من أجلنا يوم إنتقالنا ، وأيضاً من خلال صلاة الترحيم في القداس الإلهي. الصلاة علي المنتقلين هي طقس من طقوس الكنيسة ولكنها ليست سراً من أسرارها ، ﻷن الأسرار لها فاعلية ولها بركات لا تُعطي إلاّ للأحياء فقط. والصلاة علي المنتقلين هي صلاة علي أجساد مباركة تم تدشينها بالمعمودية والميرون والإفخارستيا … وهكذا باقي وسائط النعمة، إذنً فليس من الغرابة أن نودع هذا الجسد المبارك بهذه الصلاة. لذلك أود أن أجيب عن هذا السؤال الذي يسأله الكثيرون: هل من ضرورة للصلاة علي المنتقلين؟ هل المنتقل يستفيد من هذه الصلاة؟ ربما يوجد من المسيحيين في بعض الطوائف يصلون من أجل الأسرة فقط لتعزيتهم ، وبعضهم يصلون ولكن بقصد أن ينقذهم الرب من عذاب المطهر وينقلهم إلي الفردوس. لكن كنيستنا القبطية تصلي عليهم قائلة للرب: (( هب لهم خيرات مواعيدك ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن ، وما لم يخطر علي بال إنسان ما أعددته يارب للذين يحبونك … ﻷنه لا يكون موت لعبيدك بل هو إنتقال ، وإن كان قد لحقهم توانٍ أو تفريط كبشر ، وقد لبسوا جسداً وسكنوا في هذا العالم فأنت كصالح ومحب للبشر اللهم تفضل نفوس عبيدك المسيحيين الأرثوذكسيين …)) وقد علمنا الآباء مبدأ هام يقول: (( ما دام القاضي لم ينطق بالحكم ، فمن حق المحامي أن يترافع )) والمقصود هو كل هذه الطلبات التي نطلبها من الرب أثناء الصلاة علي أجساد أحبائنا المنتقلين. لماذا نصلي عليهم؟ اقتباس:
اقتباس:
-الحياة الأرضية: أولها وأقصرها هي الحياة التي نحياها الآن علي الأرض ، وفي هذا الجسد المادي بكل ما له من حواس وغرائز زمشاعر وإنفعالات. هذه الحياة تبدأ بالميلاد وتنتهي بالموت ، وهي فترة قصيرة جداً إذا ما قيست بالأبدية التي لا نهاية لها. أهميتها القصوي إنها فترة إختبار يتوقف عليها المصير الأبدي اللإنسان ، ﻷنه في هذه الفترة يختبر فكره وقلبه وإرادتهومدي نقاوته ومدي طاعته لله، ونجاح الإنسان في فترة الإختبار القصيرة هذه يؤهله إلي إستحقاق النعيم الأبدي. الإنسان الحكيم هو الذي يُدرك هذه الحقيقة ويعمل ﻷجل أبديته ، فيستفيد من كل إنذار يأتي إليه أو كل عظة يسمعها حتي إذا أتاه الموت يجده مستعداً. الموت ليس موتاً كلياً فهو موت للجسد فقط أما الروح فلا تموت، فالجسد خلقه الله من تراب الأرض وإلي التراب يعود وأما الروح فهي ترجع إلي الله ، ومن هنا تبدأ حياته الثانية. -الحياة في الفردوس: تبدأ من لحظة الموت إلي يوم القيامة ، ونحن لا نعرف الكثير من أسرار هذه الفترة ، كما أننا لا نعرف كيف تخرج الروح من الجسد؟ ولا كيف يكون مسارها إلي أن تصل إلي مستقرها في الفردوس؟ يمكننا أن نعرف ما يقوله الكتاب عن الموتي: " يستريحوا من أتعابهم ، وأعمالهم تتبعهم " ( رؤ14: 13). نحن نصلي من أجل هذا الميت ونقول: (( نيح يارب نفسه )) أي نطلب راحة لنفسه حتي لا يكون قلقاً أو مضطرباً علي مستقبله الأبدي ، كذلك نصلي من أجل حياته الثانيه ﻷن يوم الدينونة والحساب لم يأت بعد. الحياة الأرضية كانت فترة إختبار وأما الحياة الثانية فهي فترة إنتظار ليوم القيامة. ويهمني أن نعرف أنه إذا كانت حياة الإنسان علي الأرض في الفترة الأولي غير صالحة وليس له أعمال مرضية أمام الله فستقضي روح المنتقل هذه الفترة الثانية أو الحياة الثانية في الجحيم ومن هنا نحن نؤكد علي أهمية هذه الفترة الأولي ﻷنه عليها يتوقف وجود روح المنتقل في الجحيم أو الفردوس. -الحياة الأبدية: سوف تتحد الروح بالجسد ويقف الإثنان معاً للدينونة أي الحساب الذي فيه يتقرر مصير الإنسان وتبدأ حياته الثالثة. تبدأ من يوم القيامة وتستمر إلي الأبد ولا تنتهي. هذه الحيوات الثلاثة متتابعة تبدأ الواحدة فيها بنهاية التي تسبقها ، ولكنها مختلفة من حيث المدة ، ومن حيث علاقة الروح بالجسد ونوعه ، حيث أن: الحياة الأولي: تكون فيها الروح متحدة بالجسد المادي في حياة أرضية. الحياة الثانية: تكون بالروح فقط ، فهي منفصلة عن الجسد. الحياة الثالثة: تكون فيها الروح متحدة بالجسد ، ولكن بالجسد الممجد جسد القيامة في الحياة السمائية أو الأمجاد السمائية. الكنيسة بعد إنتهاء الحياة الأولي وإنفصال الروح عن الجسد تصلي علي الجسد من أجل الروح الحية التي ستذهب إلي الفردوس إنتظاراً ليوم القيامة لكي ينيحها الرب، أي يعطيها الراحة لكي لا تُتعب الجسد نقائص تظل عالقة في ذهنه تزعج هذه الروح، بل يريحه الرب بالغفرة ومحو خطاياه وبالثقة في الحياة الأخري ، وكذلك يريحه بعشرة باقي أرواح القديسين ، فبعد إنفصال الروح عن الجسد تذهب أرواح الأبرار إلي الفردوس لتلتقي بأرواح ن عاشوا حياتهم الأرضية حياة فاضلة مقبولة عند الله. اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
<< خاصة إن الكنيسة القبطية كنيسة رسولية بشهادة العهد القديم ولنا الفخر ومباركة السيد المسيح بل كانت ملجأ إلي شعب الله والأنبياء قديماً {{عظمة علي عظمة هي كنيستنا القبطية الرسولية النبوية}} >> اقتباس:
أيها القارئ العزيز … إن من واجب الكنيسة أن تصلي علي المنتقلين وليس من الغرابة أن تُودع هذا الجسد المبارك بهذه الصلوات الطقسية المُعزية ، ولكن من حق الله أن يتقبل هذه الصلوات أو يرفضها ولكننا نعمل ما يجب عمله. ونكون مقصرين نحو هذه النفوس لو لم نطلب عنهم ومن أجلهم ، وأيضاً لو لم نتقدم تعزية ﻷهل المنتقل بهذه الصلوات المُعزية. في النهاية نقول أن الصلاة علي المنتقلين إن لم تفدهم فعلي الأقل كل الإستفادة ستكون لمن يحضر هذه الصلوات سواء للتعزية أو الصبر أو الدرس الروحي أو لسماع كلمة الله. الرب قادر أن يعطينا جميعاً أن نتعزي بكلمة الله وبصلوات كنيستنا من أجلنا. الرب يعطينا جميعاً الآخرة الصالحة له المجد. أميــــــــــــــــــــــن ك.لماذا نصلي علي الراقدين؟ القمُّص/ بُطرس بُطرس بسطُورُوس اسم الكتاب: لماذا نصلي علي الراقدين؟ المؤلف: القمُّص/ بُطرس بُطرس بسطُورُوس النشر: دار أنطون - شبرا …. رقم الإيداع: 5627/ 2055 |
رد: هل تؤمن الكنيسة القبطية بالصلاة علي الراقدين؟
موضوع مميز ربنا يباركك |
الساعة الآن 11:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025