منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   مزامير داود النبى (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   مزمور 119 | التأديب والشكر (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=1000899)

Mary Naeem 11 - 11 - 2023 07:06 PM

مزمور 119 | التأديب والشكر
 
https://upload.chjoy.com/uploads/169737371550071.jpg






التأديب والشكر

مادام تأديب الله لنا نابع عن صلاحه وحبه لنا، كي يدفعنا إلى حفظ وصاياه عوض عصياننا، لهذا نشكره على كل ما يحل بنا، حاسبين تأديباته عطية من قبل عنايته الإلهية. عوض التذمر نقدم شكرًا له، وعوض الاعتراض على أحكامه نطلب أن يعلمنا حكمته.
"صالح أنت يا رب،
فبصلاحك علمني حقوقك" [68].
* يقول البعض "حلو أنت يا الله" [68] أو "صالح أنت يا الله
كما سبق لنا معالجة هذه الكلمة، "فبعذوبتك علمني أحكامك".
بالحق يرغب أن يمارس برَ الله، إذ يرغب في ذاك الذي يقول له:
"حلو أنت يا رب".
القديس أغسطينوس
* بفحصي لذاتي أعرف أنني أخطأت فعلًا، وبإدراكي لصلاحك
أعرف أنك صالح وعندك الصلاح، لذلك أطلب أن أتعلم منك
حقوقك وأحكامك أنت لا أحكام آخر غيرك.
القديس ديديموس الضرير
يرى يوسابيوس القيصري أن الكلمة اليونانية لا تعني أن الصلاح مجرد سمة وإنما تمس جوهر الله بكونه هو الصلاح في ذاته. يعرف المرتل ذلك جيدًا، أن الله هو الصلاح، ومع هذا فهو يحتاج إلى الله لكي يرشده بنفسه ويعلمه أحكامه وحقوقه ويتفهم الصلاح.
شتان بين المعرفة العقلية المجردة أن الله صلاح وحب، وبين أن يكشف الله لنا عن صلاحه وحبه ولطفه، فنذوق ونختبر الله عمليًا في حياتنا. الله الكلي الصلاح يُحول نفوسنا الفاسدة إلى شركة طبيعته! هذا ما يبعث فينا روح الشكر والتسبيح لله "الصلاح". بمعنى آخر لسنا نسبحه بأفواهنا ونشكره بألسنتنا، إنما تسبحه قلوبنا وتتغنى به طبيعتنا بشركتها في حياته وتمتعها بخبرة صلاحه فيها!
مع كل معرفة صادقة يمتلئ القلب فرحًا واللسان تسبيحًا، ومع كل جهالة تمتلئ النفس تذمرًا ويضيق القلب جدًا... لهذا لا يخجل المرتل من أن يطلب على الدوام: "علمني".


الساعة الآن 08:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025