منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الموضوعات المسيحية المتكاملة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى" (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=92359)

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:32 PM

موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
عيد حلول الروح القدس (البنتيقوسطي)


" و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم. سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا " (يو 14-26-27)

تحتفل الكنيسة فى يوم الخمسين من القيامة بعيد العنصرة وتمارس الكنيسة فى عصارى يوم أحد عيد العنصرة صلاة السجده تذكاراً لحلول الروح القدس على التلاميذ .


يتكون طقس السجده من ثلاث خدمات على اسم الثالوث القدس ، تعمل أثنتان منها فى صحن الكنيسة ، والثالثة فى الهيكل مثل طقس رفع بخور عشية ،


تعمل السجده الأولى باللحن الفرايحى امتداداً لالحان الخماسين ، وتعمل الثانية والثالثة باللحن السنوى كبداية للدخول فى طقس صوم الرسل السنوى ، ونلاحظ هنا الدرج من الفرايحى إلى السنوى ، كما نلاحظ التدرج فى سبت الفرح من الحزاينى إلى السنوى ثم إلى الفرايحى فى قداس عيد القيامة مساء السبت ، ولقد أطلق على هذه الصلاة اسم السجده لأن الكنيسة تمارسها بإحناء الرأس مع الركب (الركوع والسجود) . فالسجده اسم ونموذج لما تم للرسل اذ بينا هم يصلون فى علية صهيون حل الروح القدس عليهم . وهكذا نتوسل مثلهم بإحناء القلب والجسم معاً ونسجد مستمدين الرحمة والغفران ن أجل خطايانا طالبين من الله أن يخلق فينا قلباً نقياً وروحاً مستقياً يجدده فى داخلنا ولا يطرحنا من قدام وجهه
وروحه القدوس لاينزعه منا (مز 51 : 10، 11) .

1 ـ ورتبت الكنيسة هذه الفصول النبوية والإنجيلية التى تقرأ فى صلاة السجده لملاءمتها للغرض الذى يحتفل من أجله ، فالفصول النبوية تتضن إعطاء موسى الشريعة على الجبل وتعليم قومه بأن يحفظوها ويعملوا بها لينالوا بركة الله الموعود بها للمطيعين وحافظى الوصية وأن يعلموها لأولادهم لكى يتعلموا أن يتقوا الرب ، ثم وصيته بعمل الفصح فى شهر أبيب تذكاراً لخروجهم من أرض مصر .

وغرض الكنيسة من هذه القراءات :



أولاً : لتعليم بنيها أن انعمة قد أعلنت بالناموس ، والناموس قد أكمل بواسطة النعمة "الناموس بموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صاراً" (يو 1 : 17) ، وكما أنه لأجل خلاص الشعب الاسرائيلى فى يوم الخسمين بعد تقدمة ذبيحة الخروف قد أعطى الناموس على جبل سيناء ، هكذا بعد الآم الرب الخلاصية قد انسكب الروح القدس على التلاميذ الأطهار وعلى الشعب المؤمن فى يوم الخمسين من قيامته حتى يعلم الشعب أن الناموس القديم كان معداً الإنجيل وأن الناموس الجديد قد تأيد وتثبت بواسطة الروح القدس الذى تثبت القديم أيضاً .


ثانياً : لتذكيرهم بأن موسى بعد أن أخذ الشريعة انذر قومه بها وعلمهم إياها وأمرهم بحفظها وكذلك الرسل بعد أن اخذوا الروح القدس الذى جددهم وجدد فيهم معرفة الأسرار الجديدة بشرونا بها وعلمونا حقائق الإيمان وأمرونا أن نعبد الاله المحسن ذا الطبيعة الأزلية البسيطة المثلثة الأقانيم وإننا إذ استضأنا بتعاليمهم فلنسجد للأب والأبن والروح القدس مبتهلين إليه أن يقدس ويطهر أجسادنا وأرواحنا .

2 ـ أما فصول البولس فرتبت لتذكير المؤمنين بالمواهب التى وزعها الله على كنيسته فى مثل هذا اليوم وأن هذه المواهب توزعت بين المؤمنين مثل توزيع أعضاء الجسد التى تعمل لخير بعضها ، الأعضاء كثيرة ولكن الجسد واحد وهكذا الحال فى الكنيسة التى هى جسد المسيح فإن المواهب الروحية فيها متنوعة ولكن الروح واحد وأن غاية هذه المواهب هى بنيان الكنيسة ، والواجب على كل عضو أن يستعمل موهبته الخاصةبه لمجد الله وخير كنيسته . كمال قال القديس بطرس الرسول "ليكن كل واحد بحسبما أخذ موهبه يخدم بها بعضهم بعضاً كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة" (1 بط 4 : 10) .

3 ـ أما المزامير فلأنها نبوه بالبركات التى تتمتع بها الكنيسة وحث على حمد الله وشكره عليها .

4 ـ أما فصول الإناجيل فلآنها بالاجمال تتضمن صلاة السيح إلى الآب من أجل حفظ تلاميذه وتقديسهم وتمجيدهم وكل المؤمنين معه فى السماء (يو 17) وتعليمه بإبطال تقديم الذبائح فى عهد الشريعة الانجيلية والاستعاضة نها بالذبائح الروحية والعبادة القلبية المقترنة بالإيمان والرجاء والمحبة التى يجب أن تقدم لله من جميع الامم بالروح والحق لأن الله والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا (يو 4 : 20ـ25) .

نلاحظ أن :

أولاً : تحتفل الكنيسة بمارسة صلاة السجده فى عصارى يوم الأحد مع أن الروح القدس حل على الرسل صباحاً فى الساعة الثالثة (أع 2: 15) ، وذلك لأنها فى الصباح تحتفل بقداس العيد الأسبوعى (الأحد) وعيد العنصرة ضمناً . ولأن الله قد أمر شعبه قديماً بعمل الفصح نحو غروب الشمس أى ميعاد خروجهم من مصر (مت 16 : 6) ، وكما يقل فى التقليد اليهودى أنه فى الخمسين بعد الفصح أعطى الله الشريعة لموسى فهكذا رتبت الكنيسة عل السجده فى العصر إشارة إلى أن يسوع فصحنا الذى ذبح فى مثل هذا الوقت فى الساعة التاسعة (مت 27 : 46) أى الوقت الذى يذبح فيه خروف الفصح هو نفسه الذى "اذ أرتفع بيمين الله واخذ موعد الروح القدس .
اذ سكبه على تلاميذه فى الخمسين من قيامته" (أع 2 : 33) .

ثانياً : تقدم الكنيسة هذه الصلاة مصحوبه بالبخور وذلك إشاره إلى انتشار رائحة الروح القدس الزكيه فى العالم .

ثالثاً : عمل الرحمة مع الأحياء أو الصدقة مع الفقراء من أجل الموتى فى هذا اليوم وذلك ليس كما يتوهم البعض بأن أرواح المؤمنين تسرح وتمرح فى الخمسين ثم تسجن فى هذا اليوم فيترحم عليها . كلا فإن هذا خرافة وانما لأنها أيام رفاع والرحمة واحبة فى كل وقت واوجبت الكنيسة على بنيها أن يكثروا من الرحمة فى أوقات معلومة وهى التى يكون فيها الفقراء أحوج إلى الصدقة وأكثر لزوماً مثل أيام المواسم والأعياد والرفاع هذا وعمل الرحمة مع الأحياء من أجل الراقدين أمرت به الكنيسة استناداً إلى قول الرب نفسه ومن احساناته إلى سليمان ورحبعام وأورشليم من أجل داود عبده (1 مل 11 : 21 ، 13 ، 32) .

وقد فهم أباء الكنيسة هذه الحقيقة كما فهمها رجال العهد القديم فإن داود صنع مع مثيبوشت معروفاً واحساناً من أجل يوناثان أبيه
(2 صم 9 : 1 ، 3 ، 7) ،

وبوعز لم يترك المعروف مع الأحياء من أجل الموتى

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:32 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
اسماء عيد حلول الروح القدس

(1) سمى عيد حلول الروح القدس بعيد العنصرة :



ذلك لأنه كان من اهم اعياد اليهود عيد يعرف بعيد العنصرة , وهى كلمة عبرية معناها " الجمع " أو " الإجتماع " أو " الحفل المقدس " , لأن فيه كانوا يجتمعون ويعبدون ...


وجاءت المسيحية فدعت عيد حلول الروح القدس بإسم " عيد العنصرة " لأن الروح القدس حل فيه على جماعة التلاميذ وهم مجتمعين فى العلية .



(2) وسمى عيد حلول الروح القدس بعيد الخمسين [ " البنطيقستى " باليونانية ] :



ذلك لأن عيد العنصرة عند اليهود كان معروفا بإسم " عيد الأسابيع " أو " عيد الخمسين " , لأنه كان يأتى بعد 7 أسابيع من ثانى يوم عيد الفصح أى فى اليوم الخمسين من عيد الفصح .


وجاءت المسيحية فدعت عيد حلول الروح بإسم " عيد الخمسين " , [ عيد البنطيقستى " ] لأنه يقع فى اليوم الخمسين من قيامة الرب .




(3) وأيضا تحتفل الكنيسة بعيد حلول الروح القدس فى يوم العنصرة أو عيد الأسابيع أو عيد الخمسين الذى يأتى بعد 7 أسابيع من ثانى يوم عيد الفصح لما يأتى :


لان فى ثانى يوم عيد الفصح كان اليهود يحتفلون بتقديم حزمة أول حصيد من القمح امام الرب ,


وبعد 7 أسابيع يحتفلون بتقديم كل إنسان رغيف من باكورة حصاده , ولذلك دعوا هذا اليوم " عيد الحصاد " .



وحزمة اول الحصاد كانت ترمز الى قيامة المسيح , وبالتالى فعيد الحصاد يرمز الى حلول الروح القدس وتأسيس الكنيسة وبدء الحصاد الروحى بالكرازة والتبشير بواسطة الرسل .




(4) وقد رتب الرب أن يحل الروح القدس يوم الخمسين الذى يحتفل اليهود فيه بعيد العنصرة أو الجنى او الحصاد .



ويقال أيضا ذكرى إعطاء الشريعة لموسى النبى على جبل سيناء :


ذلك ليشاهد اليهود الذين يأتون من جميع أنحاء العالم الى أورشليم للاحتفال بهذا العيد , الأحداث التى إرتبطت بحلول الروح القدس .

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:32 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
لماذا تُصلى صلاة السجدة يوم عيد حلول الروح القدس ؟



فكرة اليوبيل أو الحرية كانت تُقدم ذبيحة صباحية وذبيحة مسائية ، ولذلك نعمل القداس صباح يوم عيد حلول الروح القدس


ونحتفل بعيد حلول الروح القدس، ثم من وقت الساعة التاسعة أى الساعة 3 بعد الظهر نبدأ صلاة السجدة وهى الذبيحة المسائية



لماذا نبدأ فى وقت الساعة التاسعة ؟


+لأن حلول الروح القدس مرتبط بالفداء . الغفران ثم الحلول والفداء بدأ بالصليب ،

والمسيح مات على الصليب فى الساعة التاسعة ثم دخل الأقداس .


نعمل ثلاث سجدات 2 خارج الهيكل والثالثة فى الهيكل ،


والهيكل يُشير إلى السماء ، بمعنى أن الروح القدس أدخلنا إلى المقدسات ألذلك نبدأ خارج الهيكل ثم ندخل إلى الهيكل.

وارتبطت السجدة بالبخور علامة حلول الله فى المكان.



+يوم حلول الروح القدس كل القراءات بتكون على المسحة المقدسة التى مُسحنا بها بفعل الروح لكى نصير هياكل لله وروح الله ساكن فينا .



+معروف فى التاريخ كان ساعة صلاة السجدة كان يحدث هبوب ريح لا يسكت هبوب الريح إلا إذا سجدوا ، لذلك سموها صلاة السجدة بيصلوا فيها الصلوات وهم ساجدين.


+السجدة الأولى : وصلاة يسوع الشفاعية ( يو 17 )


+السجدة الثانية : هى وعده للتلاميذ بارسال الروح القدس وفعلاً حل الروح القدس .

+السجدة الثالثة : عن بركات الروح القدس ، الماء الحى الذى وُهب للكنيسة .

العشرة أيام من بعد الصعود إلى حلول الروح القدس جلسوا فى خلوة فى الهيكل،

يصلون الصلوات إلى أن حل الروح القدس وهم يصلون.


والمجد لله دائماً أبدياً أمين .

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:35 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
عيد (البنتكسطى) أو حلول الروح القدس، عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس أعياد سيدية كبرى، وكان يرمز لعيد حلول الروح القدس، وكان يرمز له عيد الأسابيع أو عيد الحصاد، وأيضاً اليوبيل، عيد الخمسين هم (49 + 1) (7 فى 7 + 1) فيكون أول الأسبوع الثامن. لأن رقم 8 يُشير إلى الحياة الجديدة، (10 فى 5) 10 رقم سماوى والـ5 تشير للإنسان، 40 = 10 فى 4 العشرة رقم سماوى والأربعة تُشير للأرض لذلك الأربعين يقولون عنها السماء فى الأرض، واليوبيل رقم الخمسين، لذلك يوم الجمعة العظيمة نعمل 50 ميطانية ناحية الشرق بعد ال400، هذه إشارة للحرية التى نلناها. الأربعة يشير إلى أركان الأرض الأربعة والخمسة تشير إلى الحواس الخمسة.

س) ماذا حدث يوم الخمسين؟

(أع 2: 1-6) "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع بنفس واحده وصار بغته من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأت كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا، فلما صار هذا الصوت اجتمع الجمهور وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته". وأيضاً (أع 2: 7 – 11).واضح أن الجميع صاروا يفهمون بعضهم البعض، عودة البشرية إلى ما قبل بابل.

سمع الجمع من 14 مكان بلغتهم ما يُصلى التلاميذ به، وكان هذا حصاد فعل الخلاص الذى تممه الرب يسوع للبشرية، نقل البشرية إلى حالة ما قبل بابل أى ما قبل بلبلة الألسن، بالإضافة أيضاً إلى المواهب التى أعطاها الروح القدس للتلاميذ وللكنيسة عموماً، "أنواع مواهب موجوده ولكن الروح واحد وأنواع خدم موجوده لكن الرب واحد وأنواع أعمال موجوده ولكن الله واحد الذى يعمل الكل فى الكل ولكن لكل واحد يُعطى إظهار الروح للمنفعه، واحد يُعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء الروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تميز أرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء لأن كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة هى جسد واحد كذلك المسيح أيضاً " (1 كو 12: 4 – 12).


س) لماذا تُصلى صلاة السجدة يوم عيد حلول الروح القدس؟

فكرة اليوبيل أو الحرية كانت تُقدم ذبيحة صباحية وذبيحة مسائية، ولذلك نعمل القداس صباح يوم عيد حلول الروح القدس ونحتفل بعيد حلول الروح القدس، ثم من وقت الساعة التاسعة أى الساعة 3 بعد الظهر نبدأ صلاة السجدة وهى الذبيحة المسائية.

س) لماذا نبدأ فى وقت الساعة التاسعة؟

+ لأن حلول الروح القدس مرتبط بالفداء. الغفران ثم الحلول والفداء بدأ بالصليب، والمسيح مات على الصليب فى الساعة التاسعة ثم دخل الأقداس. نعمل ثلاث سجدات 2 خارج الهيكل والثالثة فى الهيكل، والهيكل يُشير إلى السماء، بمعنى أن الروح القدس أدخلنا إلى المقدسات ألذلك نبدأ خارج الهيكل ثم ندخل إلى الهيكل. وارتبطت السجدة بالبخور علامة حلول الله فى المكان. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.

+ يوم حلول الروح القدس كل القراءات بتكون على المسحة المقدسة التى مُسحنا بها بفعل الروح لكى نصير هياكل لله وروح الله ساكن فينا.

+ معروف فى التاريخ أنه ساعة صلاة السجدة كان يحدث هبوب ريح، ولا يسكت هبوب الريح إلا إذا سجدوا، لذلك سموها صلاة السجدة يصلوا فيها الصلوات وهم ساجدين.



+ السجدة الأولى: وصلاة يسوع الشفاعية (يو 17)

+ السجدة الثانية: هى وعده للتلاميذ بارسال الروح القدس وفعلاً حل الروح القدس.

+ السجدة الثالثة: عن بركات الروح القدس، الماء الحى الذى وُهب للكنيسة.

العشرة أيام من بعد الصعود إلى حلول الروح القدس جلسوا فى خلوة فى الهيكل، يصلون الصلوات إلى أن حل الروح القدس وهم يصلون.

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:35 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
طقس عيد حلول الروح القدس و صلاة السجدة

هو عيد عظيم يحوى فى ذاته أسرار عظيمة من العهدين وقد كان من أعياد اليهود الثلاثة الكبيرة (الفصح والحصاد والمظال) حيث كان يسمى عيد الحصاد عيد الاسابيع (خر 34: 22) وسمى فى العهد الجديد: يوم الخمسين (أع 2: 1، 20: 16، 1 كو 16: 8) وهو آخر سبعة أسابيع بعد اليوم الاول من أيام الفطير (خر 23: 16.. راجع لا 23: 35) (خر 23: 14 – 17).. وسمى عندهم عيد الجمع (خر 24: 22 راجع لا 23: 34) صنع تذكارا لقبول موسى الشريعة التى وضعت أساسا لسياسة الشعب الدينية والمدينة عند مدخل أرض الميعاد وتخلص من العبودية... وكانوا يكرسون هذا التذكار شاكرين الله لانتهاء الحصاد الذى يبتدئ فى جمع أبكار غلات الحقل (خر 23: 16، لا 23: 10 –11) وفيه كان يقربون فى الهيكل التقدمات العديدة عن الخطية بخبز ترديد (لا 23: 17، 20).. كما أنهم كانوا يعيدونه بفرح عظيم اذ كان يذهب للاحتفال به فى أورشليم اليهود المشتتة فى جميع أقطار الأرض (أع 2: 5).

كان هذا العيد فى العهد القديم رمزا لما صنعه السيد للجنس البشرى والكنيسة تحتفل به تذكارا لتلك الاعجوبة العظيمة التى قدست العالم وفتحت طريق الايمان وقدست الرسل بنوع خاص وهى حلول الروح القدس على جمهور التلاميذ يشبه السنة نار منقسمة كأنها من نار استقرت على كل واحد منهم بينما كانوا مجتمعين للصلاة بنفس واحدة فى العلية فى يوم الخمسين (أع 2: 1 – 4).

أن أصل وضع هذا العيد فى الكنيسة يرجع الى الرسل أنفسهم وتدل شهادات الكتاب وأقوال الاباء والتاريخ على أن الرسل وضعوه واحتفلوا به... كما سنرى:

اولا: ان الرسول بولس بعد أن مكث فى أفسس أياما ودع المؤمنين وأسرع بالذهاب الى أورشليم قائلا لهم: على كل حال ينبغى أن اعمل العيد القادم فى أورشليم (اع 18: 31).. وكاتب الاعمال قال (انهم لما جاءوا الى ميليتس عزم بولس أن يتجاوز الى أفسس فى البحر لئلا يعرض له أن يصرف وقتا فى آسيا لأنه كان يسرع حتى اذا أمكنه يكون فى أورشليم فى يوم الخمسين (اع 20: 16) ثم أنه لما كان فى اسيا وعد مؤمنى كورنثوس بالحضور عندهم بعد أن يعيد عيد العنصرة (1 كو 16: 7، 8).

ثانيا: قد امر الرسل بالاحتفال به كما يتضح من أقوالهم وهى: (ومن بعد عشرة أيام بعد الصعود: فليكن لكم عيد عظيم لانه فى هذا اليوم فى الساعة الثالثة أرسل الينا يسوع المسيح البار اقليط (لفظة يونانية) أصلها باراكليطون ومعناها المعزى (يو 16: 26) الروح المعزى امتلانا من موهبته وكلمنا بألسنه ولغات جديدة كما كان يحركنا وقد بشرنا اليهود والامم بأن المسيح هو الله (دستى 31).. ولا تشتغلوا يوم الخميس لان فيه حل الروح القدس على المؤمنين بالمسيح (رسط 66 و199).

ثالثا: أما أقوال الاباء والتاريخ فهى تثبت أنه تسليم رسولى.. فاورجانوس قال أنه تسليم من الرسل أنفسهم (ضد مليتوس ك 8 وجه 19) ويوستيوس اشهيد (راجع تاريخ آوسابيوس 4 ف 5) وآغريغوريوس فى مقالته على العنصرة.. وعليه أجمعت سائر الكنائس الرسولية فى العالم. والبروتستانت أيضا يشهدون بما قلناه كما اتضح من أقوالهم التى ذكرناها عند التكلم عن عيد القيامة المجيد ونزيد عليه هنا ما قاله صاحب ريحانه النفوس وهو: (بما أن تاسيس الكنيسة المسيحية من وقت أن فاض الروح القدس وآمن به 3 الاف نفس فى يوم واحد يستحق هذا الحادث العظيم أن يذكر عوض القصد الاصلى الذى رتب لاجله عيد الفصح اليهودى (صحيفة 14، 15).. الى أن قال: وقد جمعنا هذين العيدين (القيامة والعنصرة) لانهما رتبا فى زمان واحد فى القرن الاول (صحيفة 15). مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.



طقس العيد:

أ- تسبحة عشية أحد العنصرة:

توجد ابصاليه واطس بكتاب اللقان والسجدة وكذلك بالابصلمودية السنوية. باقى التسبحة فرايحى عادى.

ب- رفع بخور عشية:

توجد أرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بالعيد (نص ذكصولوجية عيد العنصرة موجودة هنا بموقع الأنبا تكلاهيمانوت بقسم الإبصلمودية المكتوبة).

ج- تسبحة نصف الليل:

توجد أبصالية آدام خاصة بالعيد بكتاب اللقان والسجدة وكذلك الابصلمودية السنوية.. يوجد طرح خاص بعيد العنصرة يقال بعد الثيئوطوكية (موجود بكتاب دورة عيدى باقى تسبحة العيد فرايحى عادية كطقس الاعياد السنوية.

د- رفع بخور باكر:

يصلون رفع بخور كالمعتاد.. وبعد (أفنوتى ناى نان..) يرد الشعب كيرياليسون بالناقوس ثلاث مرات ثم لحن القيامة (كاطانى خوروس) ثم يرتلون البرلكس (يا كل الصفوف السمائيين) وبعده يصعد الكهنة بالمجامر والصلبان والشمامسة بأيديهم الشموع وامامهم أيقونة القيامة المقدسة.. ثم تبدأ الدورة (راجع عيد الصعود المجيد) ونكمل صلاة رفع بخور باكر كالمعتاد.

ه- القداس:

عند تقديم الحمل يصلون مزامير الساعة الثالثة فقط ويقرأ أنجيلها ولكن لاتقال القطع هنا بل يصلون قدوس الله قدوس القوى.. ثم يقدم الحمل مع (كيريا ليسون 41 مرة).. وتكمل الصلاة كالعادة الى نهاية قراءة الابركسيس فلا يقرا السنكسار بل يصلى الكاهن قطع الساعة الثالثة قبطيا ثم عربيا (راجع كتاب خدمة الشماس قبطى). ثم يقولون لحن حلول الروح القدس (بى ابنفما امباراكليطون.. الروح المعزى) وهو يقال فى عيد العنصرة وفى رسم الاساقفة والمطارنة وفى الاكاليل وحل زنانير الشمامسة والعرسان.. وبعد ذلك مرد المزمور الذى يقال ايضا فى عشية وباكر والقداس.. ثم المزمور يطرح بالسنجارى ثم الانجيل ثم هذا الطرح (الاثنى عشر رسولا...) موجود بكتاب دورة عيدى الصليب والشعانين وطروحات الصوم الكبير والخماسين).. وهناك مرد انجيل.. يوجد أسبسمسين آدام وواطس... وفى وقت التوزيع يصلى المرتلون لحن (آسومين توكيريو..) وهى قطعة رومى تقال فى صوم أبائنا الرسل.

و- صلوات السجدة:

كانت العادة قديما فى عهد الرسل أن يقرأ المصلون صلوات السجدة وهم وقوف ويقال أن السبب فى اتخاذ السجود عند قراءتها كما هو متبع الان يرجع الى ما حدث مرة من أنه بينما كان الانبا مكاريوس البطريرك الانطاكى يتلو الطلبات اذ هبت ريح عاتية كما حدث فى علية صهيون يوم عيد الخمسين فخر المصلون ساجدين من فهبت الريح ثانية فسجدوا فهبطت الريح ثم قاموا ليكملوا الصلاة وقوفا فهبت الريح الثانية فسجدوا فهبطت ثم عادوا للوقوف فعادت فسجدوا فهدأت فعلموا أن مشيئة الله تريد أن تؤدى هذه الصلوات فى حالة سجود وخشوع ومن ذلك الحين أخذت الكنيسة هذه العادة الى يومنا هذا.. ولا يخفى أن هذه الامور ظاهرة فى الكتاب المقدس اذ كان كلما حل الله فى مكان تهب الريح العاصفة وقد حدث ذلك مرات عديدة (1 مل 19: 11) والسجود ملازم لصلوات استدعاء الروح القدس فى الكنيسة سواء فى المعمودية أو فى سر الافخارستيا وفى سر التوبة والاعتراف والزيجة والكهنوت.. وعلى هذا الرسم تستقبل الكنيسة فعل الروح القدس وهى ساجدة.

وتشير ايضا أنه فى صلوات السجدة تحرق البخور وهذا لأنه فى يوم الخمسين انتشرت رائحة الروح القدس الذكية بين التلاميذ وملأت العالم كله بواسطة عملهم الكرازى.. والروح القدس هو الله، والبخور اشارة على وجود الله فى المكان فبمجرد فى حضرة الله وكانما رائحة البخور الذكية هى رائحة الرب كما يقول سفر النشيد (ما دام الملك فى مجلسة أفاح ناردين رائحته).. وفى رفع البخور اشارة للاشتراك مع السمائيين فى رفع الصلوات كما ذكر سفر الرؤيا (ملاك وقف عند المذبح ومعه مجمرة من ذهب وأعطى بخورا كثيرا لكى يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذى أمام العرش (رؤ 8: 3). فالكنيسة تصلى وملاك يرفع الصلوات مع تلك التى تخرج من أفواه القديسين المنتقلين كرائحة ذكية أمام عرش الله.

وفى صلوات السجدة تطلب الكنيسة راحة ونياحا لأنفس الراقدين رافعة صلوات مزدوجة لانها لا تغفل فى عيدها هذا أن تصلى مع الكنيسة المنتصرة التى فى السماء فترفع فى هذا اليوم بخورا كثيرا جدا مع صلوات متواترة على ارواح المنتقلين كنوع من الشركة المتصلة وتبادل الشفاعة لانها ترى فى ذلك كمال التعبير.

آما السجدات الثلاثة فتحدثنا عن موضوع الروح القدس.

ففى السجدة الاولى. نرى فى صلاة السيد المسيح الشفاعية من أجل التلاميذ والمؤمنين به مجد الروح القدس فيقول الرب (يكونون معى حيث اكون أنا لينظروا مجدى) (يو 17: 24). أما فى السجدة الثانية نلمس وعد الله لنا بارسال الروح القدس بقوله (وها أنا أرسل لكم موعد أبى) (لو 24: 49) والسجدة الثالثة ترى فيها بركات الروح القدس المشبهة بالماء الذى يعطيه الرب يسوع يطلب فينبع فيه ويجرى من بطنه أنهار ماء حى (يو 4: 14).

ونرى ايضا اشارة صريحة لطقس السجدة (ولكن تأتى ساعة وهى الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق.. الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا) (يو 4: 24).

ومن أقول القديسين الجميلة عن السجود قال القديس باسيليوس الكبير: (كل مرة نسجد فيها الى الارض نشير الى كيف احدرتنا الخطية الى الارض وحينما نقوم منتصبين نعترف بنعمة الله ورحمته التى رفعتنا من الارض وجعلت لنا نصيبا فى السماء) وقال الشيخ الروحاني وهو القديس يوحنا الدلياثي: (محبة دوام لا سجود أمام الله فى الصلاة دلالة على موت النفس عن العالم وادراكها سر الحياة الجسدية).



ترتيب صلوات السجدة:

السجدة الاولى:

يحضر الشعب الى البيعة وقت الساعة التاسعة من مساء يوم أحد العنصرة.. ولعل هذه تذكيرا لنا بيسوع له المجد الذى كان معلقا على الصليب فى مثل هذه الساعة وفاضت روحه المقدسة فى هذه الساعة وتذكرنا بشريعة موسى التى أعطاه الله اياها فى يوم عيد الخمسين الذى يقع بعد عيد الفصح وكانت وسط البروق والرعود والدخان والزلازل وسجود الشعب... وتذكرنا بصعود يسوع الى السماء اذ أخذته سحابة عن اعينهم بعدما وعدهم بحلول الروح القدس عليهم... تعمل السجدتين الاولى والثانية فى الخورس الثالث مكان البصخة أما السجدة الثالثة وهى التى تذكرنا بحلول الروح القدس فتعمل فى الخورس الاول أمام الهيكل.

يبتدئون بصلاة الساعة السادسة والتاسعة والغروب والنوم. (ويضاف الستار فى الاديرة) ثم يقال لحن (نى اثنوس تيرو..) ثم الهوس الرابع ثم الابصالية (وهى خاصة بالعنصرة.. موجودة بكتاب اللقان والسجدة) اى ناهوس ناك ابشويس.. ثم ابصاليه الاحد الادام (اى كوتى انثوك..) ثم لحن ليبون.. ثم ثيؤطوكية الاحد كلها ثم ختام الثييئوطوكيات الادام (نكناى أو بانوتى..) ثم يبدأ الكاهن برفع بخور: اليسون ايماس، صلاة الشكر ثم ارباع الناقوس آبى اخرستوس بين نوتى.. ثم يقال ما يلائم ويختم (ابؤرو انتى تى هيرنى..) وفى هذه الاثناء يضع الكاهن خمس أيادى بخور فى المجمرة المختصة بخدمة المذبح بمشاركة اخوته الكهنة وقبل وضع اليد الخامسة يقول (مجدا واكراما.. نياحا وبرودة لانفس عبيدك..) ثم يقول الكاهن سر بخور باكر.. ثم يقرأ رئيس الكهنة هذه النبوة وهى من سفر التثنية لموسى النبى (5: 22 – 6: 3) يرد الشعب (تين أو أوشت أمموك أوبى أخرستوس..) يبخر الكاهن ويصلى سر البولس وهو فى مكانة.. ويقرأ البولس وهو من (1 كو 12: 28 – 13: 12) ثم يصلون أجيوس. ثم آوشية الانجيل ثم المزمور ثم الانجيل (مز 97: 7، 8، 1).. الانجيل (يو 17: 1 – 26)... ثم يقال الطرح الادام (كان الرسل يبشرون بالتعليم المقدس الانجلى) ثم يقال مرد الانجيل صعد الى سماء السماء ناحية المشرق..) ثم يصلى الكاهن الاواشى الاتية.

1- المرضى 2- المسافرين

3- أهوية السماء 4- خلاص المسكن

ثم يصرخ الشماس قائلا: اسجدوا لله بخوف ورعدة.. ثم يقول الكاهن هذه الطلبة والشعب كله ساجد (الذى بلا عيب غير الدنس..).



السجدة الثانية:

قال القديس مار اسحق: (كلما استنار الانسان فى الصلاة كلما شعر بضرورة وأهمية ضرب المطانيات ويحلو له الثبات.. كل ما يرفع رأسه ينجذب من فرط حرارة قلبه للسجود لأنه يحس بمعونة قوية فى هذه الاوقات ويزداد فرحة وتنعمه...).

يبتدئ الكاهن مثل الاول: اليسون ايماس.. ثم صلاة الشكر ثم يرفع البخور ويصلى سر بخور الابركسيس وهو واقف مكانه ثم يتوجه الى موقد جفن النار ويضع فيه يد بخور واحدة ويقول (نياحا وبرودة لانفس عبيدك الذين رقدوا...) وفى أثناء ذلك يرتل الشمامسة (أموينى مارين أو أوشت... شيرى نى ماريا...) وما يلائم ويختم:

ذوكصابترى "كيرياليصون كيرى أفلو جيسون ناى نى أفنوندتى بين يوت: أو أوشت... شيرى نى ماريا...". وما يلائم ويختم: ذوكصابترى: كيرياليسون كيرى أفلوجيسون ناى نى أفنوتى: بين يوت: كى نين.. ذوكصابترى آوثيئون ايمون مز 50.. ثم يقرأ كبير الكهنة هذه النبوة وهى من سفر التثنية لموسى النبي (6: 17 – 25) يرد الشعب قائلا: تين أو أوشت امموك آوبى أخرستوس.. يقرأ البولس من (1 كو 13: 13 – 14 – 17) ثم أجيوس آوثيئوس.. آوشية الانجيل – المزمور الانجيل (مز 13: 17) (لو 24: 36 – 53) ثم يقال الطرح الواطس (كان الاثنى عشر رسولا فى أورشليم) ثم يردون الانجيل بالطريقة السنوية (أف اى انجى ابشويس) ثم يقول الكاهن:

1- أوشية الملك 2- الراقدين.

3- القرابين 4- الموعوظين.

ثم يصرخ الشماس قائلا: اسجدوا لله بخوف ورعدة.. هنا يسجد الشعب ويقول الكاهن الطلبة (أيها الرب الهنا الذى أعطى السلام للناس).



السجدة الثالثة:

يصعد الكهنة والشمامسة والمرتلون الى الخورس الداخلى (الاول) لصلاة السجدة الثالثة ويفتح الكاهن ستر الهيكل ويصلى أليسون ايماس.. ثم صلاة الشكر.. ثم يصعد الى الهيكل ويضع خمس أيادى بخور ويصلى سر بخور عشية ويطوف حول المذبح ثلاث دورات ثم يخر أمام باب الهيكل كنظام بخور عشية.. وفى هذه الاثناء يرتل الشمامسة والشعب بالناقوس (شيرى تى أككليسيا... تين أو أوشت.. شيرى ناشويس ان يوتى... شيرى تى ماريا.. ثم ربع لصاحب البيعة ثم يختمون بـ هيتين تى ابريسفيا.. مز 50. وذكصاصى أوثئوس ايمون).. يقرأ الكاهن النبوة أخرستوس.. ثم البولس وهو من (1 كو 14: 18 – 40) ثم لحن الروح القدس (بى ابنفما امبراكليطون..) ثم يصلى الشعب آجيوس أوثيئوس ثم أوشية الانجيل ويطرح المزمور بالطريقة السنوية ويقرا الانجيل (مز 66: 4، مز 72: 11) (يشوع 1 – 14) ثم الطرح الواطس (روح الله هو الاب..) ثم يرد مرد الانجيل بلحن الواطس (ابسيكى انتى اسهيمى..) ثم يصلى الكاهن الاواشى الكبار:

1- اوشية السلامة 2- أوشية الآباء 3- أوشية الذين أوصونا أن نذكرهم 4- أوشية الاجتماعات

(ويكمل عبادة الاوثان بالكمال..) ثم تفضل يا رب، قدوس الله.. أبانا الذى.. ثم آمين الليويا تين تى هو ارو.. والذكصولوجيات بالطريقة السنوية.. وفى اثناء ذلك يصعد الكاهن الى المذبح ويدور دورة واحدة ثم ينزل ويبخر أمام باب الهيكل لسائر الجهات وللكهنة والشعب مثل رفع بخور عشية تماما... بعد انتهاء الذكصولوجيات يقال قانون الايمان.. ثم افنوتى ناى نان.. كيريا ليسون بالكبير ثلاث مرات.. وهنا ينبه الشماس: (اسجدوا لله الاب ضابط الكل... فيسجد جميع الشعب ويصلى الكاهن هذه الطلبة (الينبوع الفائض كل حين..) ثم يقول الكاهن أبانا الذى فى السموات... ويرفع الصليب ويقول الثلاثة تحاليل.. ثم يقرا هذا التحليل (الروح المعزى الذى نزل من السماء..) ثم يقول الكاهن هذه البركة ويصرف الشعب بسلام من الرب آمين.

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:35 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
في العنصـــرة
عظة للقديس يوحنا ذهبى الفم


1- أيها الأحبّاء لقد منحنا الله المحبّ البشر اليوم عطايا تتخطّى كلَّ منطق بشريّ. لذلك لنفرح كلّنا معاً ولنرقص بفرح مسبّحين ربّنا. لأن اليوم هو عيدنا واحتفالنا. كما أن عصراً يخلف الآخر ودورة شمس تخلف أخرى هكذا وفي الكنيسة عيدٌ يخلف آخر فتتوالى الاحتفالات الكنسيّة الواحد تلو الآخر.

قبل أيّام احتفلنا بالصليب بالآلام وبالقيامة. بعدها بصعود ربّنا يسوع المسيح إلى السماء. اليوم نلتقي بقمّة الصالحات بأمّ الأعياد ونصل إلى تحقيق وعد الربّ. يقول:

"لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزّي. ولكن إن ذهبتُ أُرسل لكم معزيّاً آخر ولن أدعكم يتامى" (يو 7:16)

مواهب الروح القدس

أنظروا إلى مثل هذه المحبّة للبشر. قبل بضعة أيّام صعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب وأعطانا اليوم حضورَ الروح القدس. هو يحرّرنا من العبودية الروحيّة. يدعونا إلى الحريّة. يقودنا إلى البنوّة وبصورة عامة يُعيد ولادتنا من جديد ويُزيل عنّا حملَ الخطايا الثقيل.

بنعمة الروح القدس نرى الكهنة الكثيرين كما نرى مصفّ المعلّمين من هذا المعين تخرج الموهبة النبويّة والقوة لشفاء الأمراض. وكلّ ما يتبقّى ويزيّن كنيسة المسيح يخرج من هناك. فيصرخ بولس:

"هذه كلّها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكلّ واحد بمفرده كما يشاء" (1كور 11:12)

يقول كما يشاء لا كما أُمر. قاسماً لا مقسّماً. له سلطانٌ لا سيادة عليه لأن مثلَ هذه السلطة بالضبط التي لدى الآب ينسبها بولس أيضاً إلى الروح القدس. عن الآب يقول: "لكن الله واحد الذي يعمل الكلَّ في الكلّ" (1كور 6:12) وعن الروح القدس يقول أيضاً: "هذه المواهب كلّها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكلّ واحد بمفرده كما يشاء".

قوة الروح القدس

أنطر إلى مثل هذه السلطة الكاملة. لأن الذين لديهم جوهرٌ واحدٌ لديهم سلطانٌ واحدٌ. والذين عندهم مرتبة واحدة، عندهم قوّة واحدة وسلطانٌ واحدٌ. بالروح القدس نحصل على التحرّر من الخطايا ونتطهّر من كلّ دنس. بنعمته نحن البشر نصبح ملائكة. كلّ من لابس نعمته، دون أن تتغيّر طبيعته بل يبقى في طبيعته البشرية لكنه مع ذلك يُظهر مسلكاً ملائكياً. هكذا هي قوّة الروح القدس.

كما أن النار هذه التي نشاهدها عندما تقترب من اللِّبن الليّن تجعل منه قرميداً قاسياً كذلك يحصل مع الروح القدس عندما يتّخذ نفساً متعقَلة حتى ولو كانت ليّنة مثل اللبن يجلعها شديدة كالحديد. كما أن ذاك الذي كان ملّطخاً بالخطايا يجعله للحال ألمع من الشمس. هذا ما يعلّمنا إيّاه بولس المغبوط عندما يقول:

"أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله. لا تضلّوا، لا زناة ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون ولا مُفسدون ولا مضاجعوا ذكور ولا سارقون ولا طمّاعون ولا سكّيرون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله" (1كور 9:6-10)

بعد أن عدّد أصنافَ الشرّ وأكدّ على أن مرتكبيها لا يرثون ملكوت الله للحال يضيف:

"وهكذا كان أناسٌ منكم. لكن اغتسلتم بل تقدّستم بل تبرّرتم باسم الربّ يسوع وبنعمة روح إلهنا" (1كور 11:6)

أرأيت أيها الحبيب قوّة الروح القدس؟ أرأيت كيف أنه يَمحو الشرَّ كلّه. أولئك الذين كانوا قبلاً عبيداً لخطاياهم يرفعهم للحال إلى الكرامة العلويّة.

أعداء الروح القدس مساواته للآب


2- من يقدر إذاً أن يرثي للذين يزدرون بمرتبة الروح القدس؟ الذين يعملون كلّ شيء لكي ينزعوا عن الروح الإلهي مرتبته الإلهية ويجعلوه من المخلوقات. وأودّ أن أسألهم لماذا إلى هذا الحدّ تحاربون الروحَ القدس بل خلاصنا. الا تريدون أن تفهموا كلام المخلّص لتلاميذه:

"إذهبوا وعلّموا كلّ الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 19:28)

ألم تروا في ذلك مساواة في الكرامة بين الأقانيم الثلاثة؟

بل انسجاماً تاماً لأن الثالوث القدّوس غير منقسم. ألا تعلمون أن الذي يحاول أن يغيّر شيئاً في أوامر الملك الأرضي يُعاقب بقسوة؟ كيف إذا نستطيع أن نسامح أولئك الذين يحاولون أن يشوّهوا أقوال مخلّص الكلّ، الملك السماوي ولا يريدون أن يسمعوا بولس يصرخ:

"ما لم ترَ عين ولم تسمع به اذنٌ ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الله للذين يحبّونه" (1كور 9:2)

كيف نستطيع إذاً يا بولس أن نعرف هذه الأشياء كلّها؟

إن الرسول بعد قليل يُجيب:

"فأعلنه الله بروحه لأن الروح يفحص كلّ شيء حتى أعماق الله" (1 كور 10:2)

هذا كلّه قاله الرسول لكي يُبيّن قوّة الروح القدس العظيمة ومساواته للآب والابن في الجوهر والقوّة.

ثم يريد أن يوضح تعليمه بأمثال من الحياة البشريّة اليومية فيًضيف: "لأن مَن من الناس يعرف أمور الإنسان إلاّ روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحدٌ إلاّ روح الله" (1كور 11:2) هذا كلّه أمرٌ عظيمٌ هام كافٍ ليبيّن مرتبة الروح القدس.

لقد أعطانا الرسول مثلاً وقال لا يستطيع إنسان أن يعرف ما في فكر الآخر هكذا فإن الروح القدس وقال لا يستطيع إنسان أن يعرف ما في فكر الآخر هكذا فإن الروح القدس وحده يستطيع أن يعرف خصائص الله.

ومع ذلك كلّه لم يقتنع أولئك الذين يحاربون الروح القدس ويُنزلون من شأنه ليضعوه في مصفّ المخلوقات.

لكن لنقبل نحن العقائد الإلهية كإعلان إلهي ونقدّم للربّ التمجيد اللائق مظهرين إيماناً صحيحاً ومتّبعين الحقيقة بدقّة.

مواهب الروح القدس

لقد ذكرنا ما فيه الكفاية بالنسبة للذّين يعلّمون عكس ما يمليه علينا الروح القدس. أمّا لكم أيها الأحبّاء لا بدّ أن نقول لماذا لم يمنحنا الربّ الخيرات الكثيرة مباشرة بعد صعوده إلى السماء، بل جعل أن تمضي أوّلاً أيّام قليلة بقي فيها التلاميذ وحدهم وبعدها أرسل إلى الأرض نعمة الروح القدس. هذا كلّه لم يحصل بدون قصد وبطريقةعرضيّة. يعرف الربّ أن الناس لا يتمتّعون بالخيرات التي بين أيديهم ولا يقدّرون قيمة الأمور الأساسية الحسنة لو لم يوجد ما يعاكسها. أقصد ما يلي:

كلّ من كان صحيحاً في جسده لا يشعر ولا يعرف جيّداً كم هي الخيرات التي تأتي من صحّته إن لم يكتسب خبرة المرض. كما أن الذي ينظر إلى نور النهار لا يعتبر النور كفاية لو لم يليه ظلام الليل لذلك خبرة ما يعاكس تعلّمنا بإيضاح كيف نتمتّع بما حصلنا عليه سابقاً.

لذلك بالضبط تمتّعَ التلاميذ بخيرات كثيرة عندما كان الربّ معهم وقد أُعطوا مواهب كثيرة من جرّاء معاشرتهم لله كانوا يرون عجائب كثيرة: الموتى يقومون، البرص يطهرون، الشياطين يُطردون والمرضى يشفون...) فأصبح التلاميذ معروفين جداً لذلك جعلهم يُحرمون ولوقت قصير من القوّة التي كانت فيهم عندما كان معهم حتى عندما يوجدون وحدهم يتعلّمون ماذا منحهم حضور صلاح الرب.

وعندما يفهمون الصالحات التي أخذوها في الماضي يتقبّلون بعزم متزايد عطيّة الروح القدس.

في الواقع كانوا قلقين لذا عزّاهم. كانوا حزينين بسبب انفصالهم عن معلّمهم فأنارهم بنوره الخاص. كانوا أمواتاً فأقامهم وبدّد غيمة الحزن وأخرجهم من الوضع الصعب.

كانوا قد سمعوا كلمات الربّ "اذهبوا وتلمذوا كلّ الأمم" ووُجدوا فيما بعد في وضع صعب ولم يعلموا أين يجب لكلّ واحد أن ينطلق وإلى أيّة ناحية من الأرض لكي يكرز بكلام الله. يأتي الروح القدس بشكل ألسنة ناريّة ويوزّع على كلّ واحد أقطارَ الأرض إذ يعرفوا أن يتجّهوا للكرازة وباللسان الذي أُعطي لهم عرف كلّ واحد إلى أين يتّجه ومن يجب أن يعلّم من الشعوب. لذلك ظهر الروح القدس بشكل ألسنة نارية. هذا لكي يذكّرنا أيضاً بقصّة قديمة:

في السنين القديمة تشتّت الناس وأرادوا أن يبنوا برجاً يصل إلى السماء وعن طريق بلبلة الألسن قضى الله على قرارهم الرديء (تك 1:11-9). لذلك، بشكل ألسنة نارية، ينزل الروح القدس لكي يوحّد المسكونة المشتّتة قديماً.

"إن الألسن تبلبلتْ قديماً بسبب جسارة صانعي البرج. أمّا الآن فإن الألسن قد حُكّمت من أجل رأي معرفة الله. هناك قضى الله بالعقوبة على الملحدينَ. وهنا المسيح بالروح أنار الصيادين. في ذلك الحين اصطنع اختلاف الأصوات للانتقام والآن فقد نجدّد اتفاق النغمات لخلاص نفوسنا" اللحن الثامن: الأبوستيخا غروب العنصرة – ذكصا كانين الأينوس سحر اثنين الروح القدس[.

ثمار الروح القدس المحبة

حصل شيء عجيب: كما أنه في السنين القديمة قسّمت ألسنَ المسكونة وقضيتَ على الوفاق الشنيع. كذلك اليوم جمعت ألسنَ المسكونة وأرشدتَ إلى اتفاق من كان منقسماً. لذلك ظهر الروح القدس بشكل ألسنة ناريّة من أجل شوك الخطيئة الذي نبت فيها.

لأنه كما أن الأرض وهي خصبة وغنيّة عندما تُفلح تُخرج أشواكاً كثيرة. هكذا الطبيعة الإنسانية بينما هي حسنة من جهة خالقها وجديرة بكلّ عمل صالح، كونها لم تقبل محراثَ التقوى ولا زرعَ المعرفة الإلهية، أنبتت فينا الإلحاد كأشواك ونباتات أخرى غير مفيدة. وكما أن سطح الأرض في كثير من الأحيان لا يظهر من كثرة الأشواك والعشب البرّي هكذا فإن شرفَ وطهارة نفسنا لم تكونا ظاهرتين إلى أن أتى فلاّح طبيعتنا البشريّة ووضع نارَ الروح القدس فطهّرنا وهيّاها لكي تتقبّل الزرعَ السماوي.

3- إلى هذا الحدّ وأكثر من ذلك كانت الخيرات في مثل هذا اليوم. لذلك أرجوكم لنعيّد وفقاً لأهمية الصالحات التي منحها الله لنا. لا بتزيين المدينة بل بتجميل نفوسنا لا بتزيين الأسواق باليافطات بل بجعل نفسنا تفرح بألبسة الفضيلة حتى نستطيع هكذا أن نتقبّل نعمة الروح القدس ونكسب الأثمار التي يمنحها لنا. ما هو ثمر الروح القدس؟ لنسمع بولس يقول:

"ثمر الروح القدس هو المحبّة، الفرح، السلام..."

(غلا 22:5) انتبهوا إلى دقّة الكلمات وسلسلة التعليم. وضع أوّلاً المحبّة وبعدها ذكر الفضائل الأخرى. وضع أوّلاً الأساس ثم أضاف بقيّة البناء. بدأ بالنبع ثم وصل إلى الأنهار.
في الواقع لا نستطيع أن نشعر أولاً بالفرح إن لم نحسب فرح الآخرين فرحنا، إن لم نحسب خيرات الآخرين خيراتنا. إذاً لا نستطيع أن نصل إلى الثمار الأخرى إن لم تسدْ فينا المحبة.
المحبّة هي الجذر، النبع، أمّ الصالحات كلّها.
لأنه كجذر تجعل الفروع تنبت وتزهر بلا حدود. وهي كنبع يُخرج مياهاً غزيرة وكأمّ تجمع في أحضانها كلّ الذين يلجأون إليها.
هذا ما كان بولس يعرفه تماماً. لذا سمّى المحبّة ثمرَ الروح القدس وفي مكان آخر أعطاها ميزة عظيمة حتى قال:

"إن المحبّة هي كمال الناموس" (رو 10:13)


فاعتبرها الميزة الأولى لتلاميذه

"بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم محبّة بعضكم لبعض" (يو 35:13)

لذلك أرجوكم لنلتجئ كلّنا إليها. لنعانقْها وهكذا نتقبّل العيدَ الحاضر لأنه حيث تكون المحبّة لا تفعل أهواء النفس. حيث تكون المحبّة تتوقّف شهوات النفس الغريبة. "المحبة، يقول بولس، لا تتفاخر ولا تنتفخ لا تطلب ما لنفسها ولا تقبّح" (1كور 4:13-5)

المحبة لا تؤذي الآخرين، حيث المحبّة لا يقتل الواحد أخاه. أَخرج من قلبك مصدر الفساد تُخرج أنهار الرذائل كلّها. اقطع الجذرَ تقطع في الوقت نفسه الثمرَ أيضاً. أقول هذا لأني أحزن على الذين يفسدون ويُبغضون أكثر من المُبغضين لأن المبغضين هم الذين يتأذّون أكثر من غيرهم. لأن البغضَ إن تقبلّناه يصبح فرصة للإكليل والأجر.

أنظر أرجوك كيف أن الصدّيق هبيل يُمدح ويُذكر يومياً ومقتله أصبح له مدعاةً للمديح. وهو بعد موته يتكلّم بحريّة ويدين قاتله بصوت عال. لكن قاين أخاه بقي في الحياة أخذ أجره وفقاً لأعماله فبقي يتنهّد ويرتعد. أما هبيل الذي قُتل فقد ظهر بعد موته ذا دالةٍ كبيرة. كما أن خطية قاين جعلته يعيش حياةً شقيّة أشقى من الأموات، كذلك فضيلة هبيل جعلته يعيش بعد موته أبهى من قبل.

لذلك ونحن أيضاً لنكتسب دالة في هذه الحياة وفي الأخرى، لكي نتمتع بالفرح الناتج عن العيد لنقضِ على كلّ الألبسة الدنسة التي للنفس لنتعرَّ خاصة من لباس الغيرة والحسد...

أنتم إذاً الذين أصبحتم اليوم أبناء الله، الذين لبستم هذا اللباسَ البهجَ حافظوا بكلّ الطرق على الفرح الذي أنتم فيه الآن بعد أن أغلقتم على الشرّير من كلّ جانب لكي تتمتّعوا بفيض بنعمة الروح القدس ولكي تُعطوا أعمالاً حسنةً أضعافاً ولكي تستحقوا أن تواجهوا ملك السماوات عندما ينبغي له أن يأتي ويوزّع الصالحات التي لا توصف لأولئك الذين عاشوا في هذه الحياة حياةً فاضلة بمعونة ربّنا يسوع المسيح الذي يليق له المجد والقوّة الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آميــن.


الراهب القمص أغناطيوس الأنبا بيشوي

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:36 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
عيد حلول الروح القدس( عيد العنصرة )


https://www.chjoy.com/vb/../photos/u...c5a535a47e.gif

نحتفل بعيد عظيم من الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية وهو عيد حلول الروح القدس ويسمي أيضاً عيد الخمسين أو عيد العنصرة وكلمة عنصرة معناها اجتماع لأن فيه كانوا يجتمعون في الهيكل للعبادة (وتقديم الذبائح) وفيه كان الآباء الرسل وتلاميذ الرب مجتمعين في العلية بنفس واحدة في الصلاة والتضرع انتظاراً لحلول الروح القدس حسب وعد الرب الذي أوصاهم ألا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي هو حلول الروح القدس .


@ ويسمي عيد الخمسين لأنه يأتي بعد خمسين يوماً من عيد القيامة المجيد .


إن العدد خمسين في الكتاب المقدس يشير إلي العفو والصفح ، وفي العهد القديم كانوا يقدسون السنة الخمسين ويسمونها سنة اليوبيل حيث يحرر فيها العبيد ويعفي المديونون من ديونهم ، وفي عيد الخمسين أسس الله كنيسته المقدسة بعد أن عفا عن شعبه وحررهم من عبودية إبليس والخطيئة وجعلهم له بنينا وخاصة .
@ كان عيد الخمسين في العهد القديم يأتي دائماً يوم أحد كما جاء في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر اللاويين ، وفي العهد الجديد يأتي عيد الخمسين أيضا يوم أحد تماماً كما يأتي عيد القيامة دائماً يوم أحد مما جعل الكنيسة المقدسة منذ تأسيسها تقدس يوم الأحد وتسميه يوم الرب وتجعله يوم العبادة والصلوات والراحة وعليه ينطبق قول المزمور"هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه،يارب خلصنا يارب سهل سبلنا.مبارك الآتي باسم الرب " (مز26:24:118( .


@ لقد حل الروح القدس علي الكنيسة الأولي بكل أعضائها الذين كان عددهم مائة وعشرون شخصاً في علية صهيون بأورشليم ، وكانت تلك العلية هي الدور العلوي من بيت عائلة مرقس الذي هو مار مرقس الرسول كاروز الأسكندرية والديار المصرية ، وقد أصبح هذا المكان أول كنيسة في العالم بعد أن حل فيه الروح القدس وباركه ، وقبل ذلك كان يجتمع فيه الرب يسوع المسيح مع تلاميذه القديسين وفيه أسس سر التناول المقدس وفيه ظهر لتلاميذه أكثر من مرة بعد قيامته المقدسة .

@ وعن عيد حلول الروح القدس نقرأ في الإصحاح الثاني من سفر أعمال الرسل الآيات المقدسة التالية:"ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين،وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت علي كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخري كما أعطاهم الروح أن ينطقوا
(أع 4:1:2)


إن تعبير " كان الجميع معا بنفس واحدة "تعبير بسيط في مبناه عظيم في معناه ، فالحياة بمحبة وشركة بنفس واحدة وقلب واحد وفكر واحد وهدف واحد كانت هي السمة الغالبة علي الكنيسة الأولي وكانت هي السبب الرئيسي في حلول الروح القدس عليها واستقراره فيها كما كانت هي السبب الرئيسي في قوة الكنيسة وصمودها ونجاحها وانتشارها،ونجد أن هذه العبارة القوية تتكرر في أماكن كثيرة من سفر أعمال الرسل وهو سفر تاريخ الكنيسة الأولي فمثلاً :

@ كانوا يواظبون علي الصلاة بنفس واحدة (أع 46:2( .
@ وبعد التهديدات اليهودية لهم"رفعوا بنفس واحدة صلاة الي الله ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه " (أع 31:4).

@ وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة ولم يكن أحد يقول أن شيئاً من أمواله له بل كان عندهم كل شيء مشتركاً (أع32:4) .

@ وحينما اجتمع أول مجمع كنسي في أورشليم لمناقشة وتقنين بعض الأمور الكنسية صدر قرار المجمع هكذا "رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبنا برنابا وبولس لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلا آخر غير هذه الأشياء الواجبة أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون كونوا معافين" (أع 29:25:15( .

@وينصحنا معلمنا بولس الرسول في رسالة رومية قائلاً "ليعطكم إله الصبر والتعزية أن تهتموا اهتماماً واحداً فيما بينكم بحسب المسيح يسوع لكي تمجدوا الله بنفس واحدة وفم واحد
(رو 5:5) .

@ ويكرر النصح في رسالة فيلبي قائلاً "تمموا فرحي حتى تفتكروا فكراً واحداً ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئاً واحداً" (في1:2) .

ما أحوجنا أيها الأحباء إلي الفكر الواحد والنفس الواحدة والقلب الواحد لذلك نصلي في القداس الإلهى قائلين"وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا" إن الاتحاد قوة والتفرق ضعف ، ما أفدح الأضرار والخسائر التي يسببها التفرق والانقسام،وما أعظم المنافع والبركات التي يجلبها الاتحاد وتوحيد الكلمة والفكر والهدف والصف .
@ لقد صاحب حلول الروح القدس علي التلاميذ بعض المظاهر نذكر منها :
أولاً : صوت كما من هبوب ريح عاصفة .
ثانياً : ظهور ألسنة منقسمة كأنها من نار . ثالثاً : التكلم بألسنة .

المظهر الأول : ريح عاصفة

والريح ترمز للروح ، وقديماً كلم الله أيوب الصديق من العاصفة (أي 1:38) وأرسل الله ريحاً عاصفة علي سفينة يونان نفذت كل مقاصده .

ونلاحظ أن هذه الريح العاصفة في يوم الخمسين هبت علي المنزل الذي كان فيه الرسل دون بقية منازل المدينة حتى تظهر أنها شيء فائق للطبيعة،كما حدث في جزة جدعون ، فمرة يكون طل علي الجزة وحدها وجفاف علي الأرض كلها ومرة يكون جفاف في الجزة وحدها وطل علي الأرض كلها (قض40:37:6( .

إنها قوة الله القادرة علي كل شيء والتي لا يعسر عليها شيء ، وهذه الريح العاصفة التي هبت علي علية صهيون وحدها رغم محدوديتها كانت قوية ومدوية حتى أنها سمعت في كل أرجاء أورشليم فتجمع الناس بكثرة حول البيت ليروا هذا الحدث العجيب، وليسمعوا عظة بطرس الرسول المؤيدة بالروح القدس ويؤمن منهم بالمسيح ثلاثة آلاف فرد يكونون النواة الأولي للكنيسة الصاعدة الواعدة .

المظهر الثاني : ألسنة من نار



وفي العهد القديم ظهر الله لموسى في عليقة (شجرة صغيرة) مشتعلة بالنار (خر3) وحل الله علي جبل سيناء بمنظر النار أيضاً (خر19) وكان المنظر مخيفاً حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد (عب21:12( .
والنار تشير إلى عمل التطهير وقد حل الروح القدس علي التلاميذ مثل ألسنة نار لكي يطهرهم من خطاياهم ومن ضعفاتهم مثل الخوف والشك واليأس الذي كان يعتريهم أحياناً .

وألسنة النار أعطتهم ألسنة اللغة فابتدأوا يتكلمون بألسنة أخري كما أعطاهم الروح أن ينطقوا .


المظهر الثالث : التكلم بألسنة

فقد اقتضت حكمة الله أن يعطي الروح القدس الذي حل علي الرسل في يوم الخمسين موهبة التكلم بألسنة ولغات حية لأولئك الرسل فصاروا يتكلمون بلغات كثيرة حتى تعجب الحاضرون وقالوا: نحن نسمع كل واحد منا لغته التي ولد فيها (أع8:2) وذكروا حوالي 16 جنسية تتكلم 16 لغة ، والمعروف أن الآباء الرسل كانوا شبه أميين ومطلوب منهم أن يبشروا العالم أجمع كما قال لهم الرب يسوع :"اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر15:16) .
وكان علي الواحد منهم إذا أراد أن يتعلم لغة أجنبية واحدة ويتقنها أن يدرس عدة سنوات ويبذل جهداً كبيراً ، فأراحهم الله من هذا الجهد وأعطاهم موهبة التكلم باللغات حتى ينتشروا في الأرض سريعا وينشروا الإيمان في كل مكان مجتذبين الناس من ظلمة الوثنية وجهلها إلي نور المسيحية وسموها .

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:36 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
نبذة عن قراءات يوم عيد حلول الروح القدس على التلاميذ



تحتفل الكنيسة القبطية المصرية بعيد العنصرة الذي هو عيد حلول الروح القدس علي الآباء الرسل يوم الخمسين في علية صهيون بأورشليم حيث ملأهم من المواهب والنعم والبركات التي ساعدتهم في خدمتهم وكرازتهم .
ويسمي هذا العيد أيضاً عيد ميلاد أو تأسيس الكنيسة المقدسة حيث انطلقت الشرارة الأولي للكرازة والتبشير بالمسيح القائم من بين الأموات في مثل هذا اليوم من سنة 34م. بعد حلول الروح القدس علي الرسل مباشرة حيث آمن ثلاثة آلاف نفس نتيجة عظة قوية وممسوحة بالروح القدس للقديس بطرس الرسول ، فلما سمعوا كلامه نخسوا في قلوبهم بفعل الروح القدس وقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس .
ومنذ حلول الروح القدس علي الرسل في علية صهيون وحتى الآن وهو يعمل في أسرار الكنيسة وبواسطة هذه الأسرار نحن ننهل من بركات ونعم الروح القدس فيعمل فينا بقوة ويعلمنا ويرشدنا إلي الطريق والحق والحياة الأبدية التي إليها دعينا .
وبنظرة سريعة إلى قراءات قداس هذا اليوم نجدها كلها تتكلم عن الروح القدس ومواهبه وأعماله وبركاته ،
ففي فصل البولس:
يتكلم معلمنا بولس الرسول عن مواهب الروح القدس قائلاً : فأنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة،وهذه كلها يعملها الروح الواحد أي الروح القدس روح الله الذي من عند الآب ينبثق .

وفي الكاثوليكون
يقول معلمنا يوحنا الرسول :" وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس (أي من الروح القدس) وتعرفون كل شيء"، وهذا الكلام مطابق لما ورد في إنجيل باكر هذا العيد "ومتي جاء الروح القدس المعزي الذي سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم " ويضيف معلمنا القديس يوحنا الرسول قائلاً :" وأما أنتم فالمسحة التي قبلتموها منه تبقى فيكم ولستم محتاجين أن يعلمكم أحد هذه الأشياء بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي صادقة لا كذب فيها وبحسب ما تعلمكم فأثبتوا " وهذه دعوة إلى الثبات على كلام الإنجيل المقدس الذي كتبه وعلمه لنا الروح القدس بنفسه .

أما فصل الإبركسيس
فيتكلم عن حلول الروح القدس علي الرسل في يوم الخمسين قائلاً :"فلما حضر يوم الخمسين كان الجميع بنفس واحدة وصار من السماء بغتة صوت كصوت ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت علي كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس " .
أما إنجيل القداس
فيتحدث فيه الرب يسوع المسيح عن الروح القدس قائلاً:" ومتى جاء الباراقليط الذي أرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي" كما قال أيضا " " أما متي جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق.ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم " . بهذه القراءات الحية الناطقة الروحانية نتعلم الكثير عن أعمال الروح القدس ومواهبه وبركاته لكل مؤمن يلتصق بالكنيسة ويسمع تعاليمها الحية ويمارس أسرارها المحيية ويعيش ابناً باراً للكنيسة ولله فيحيا بالروح ولا يكمل شهوة الجسد،ومن الأعمال البارزة للروح القدس في حياة المؤمن ما يلي :
أولاً : يمنح القوة الروحية : كما قال الرب لتلاميذه:"ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والي أقصي الأرض (أع1) .
وفعلاً بعد حلول الروح القدس علي الرسل نالوا قوة ونبذوا الخوف وشهدوا للمسيح ونادوا بالأيمان به أمام مجامع اليهود وأمام الملوك والولاة في كل مكان بشروا فيه .
ثانياً : الشهادة للحق : كما قال الرب:" ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من الآب ينبثق فهو يشهد لي.وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء" (يو26:15( .
ثالثاً : التعزية في الضيقات : فهو اسمه الروح القدس المعزي وقد قال الرب لتلاميذه:وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر يمكث معكم إلي الأبد (يو16:14) .
رابعاً : التبكيت علي الخطايا والتقصيرات : كما قال الرب :"ومتي جاء ذاك يبكت العالم علي خطية وعلي بر وعلي دينونة"، فالروح القدس الساكن فينا يبكتنا علي أية خطية نعملها فنتوب عنها ،كما يبكتنا علي أي بر قصرنا في عمله فلا نعاود التقصير في عمل الخير والبر،كذلك يذكرنا بالدينونة العامة الأخيرة الرهيبة فنستعد لها بالتوبة والأعمال الصالحة .
خامساً : يشفع فينا ويساعدنا في الصلاة : لكي تكون صلواتنا روحانية مقبولة أمام الله كما قال معلمنا بولس الرسول:"كذلك الروح أيضا يعين ضعفاتنا. لأننا لا نعلم ما نصلي من أجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها.لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين (رو26:8 ) .

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:36 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
توصيات السيد المسيح لتلاميذة بانتظار حلول الروح القدس عليهم بعد صعودة






عيد حلول الروح القدس من الأعياد السيدية الكبرى الهامة في الكنيسة ، وقد أوصي الرب يسوع المسيح تلاميذه الأطهار بانتظار حلول الروح القدس عليهم بعد صعوده ،

ومن أقواله في هذا المجال :
@ الحق أقول لكم : خير لكم أن أنطلق (أي أن أصعد إلي السماء) لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.ومتى جاء ذاك يبكت العالم علي خطية وعلي بر وعلي دينونة ( يو8:7:16 ) .

@ وقوله أيضا :"ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء " (يو26:15 ) .

@ كذلك قال ومتي جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلي جميع الحق ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم ( يو14:13:16 ).
كذلك بعد قيامته المقدسة من بين الأموات " أراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم ألا يبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني (أي حلول الروح القدس) حسب وعده المبارك ( أع 6:3:1 ) .

@ وفي اليوم الأربعين لقيامته المقدسة صعد الرب إلى السماء بمجد عظيم من علي جبل الزيتون ، فرجع التلاميذ إلي أورشليم بفرح عظيم، وظلوا في العلية عشرة أيام يصلون بحرارة وبنفس واحدة طالبين ومنتظرين حلول الروح القدس عليهم .


وقد أوفي الرب بوعده وأرسل لهم الروح القدس المعزى فيقول سفر أعمال الرسل : "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين،وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت علي كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا ( أع 4:1:2 ) .

@ كان حلول الروح القدس وفاء لوعد الله المبارك الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران ، وكان بسبب صلوات التلاميذ الحارة التي قدموها لله بنفس واحدة وباتفاق كامل لأن الله يعطي حتى الروح القدس للذين يسألونه ( لو 13:11 ( .

ونحن حينما نصلي يجب أن نطلب من الله الأمور الروحية حسب قول المزمور " اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه فهو قريب (مز4:105) ونطلب الملكوت حسب نصيحة مخلصنا الصالح : "اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم " (لو31:12)، نطلب ما فوق مترفعين عن الماديات حسب نصيحة الرسول القائل: "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" (كو1:3) ونطلب الروح القدس ليملأنا ويعمل فينا بقوة حسب نصيحة معلمنا بولس الرسول:"لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" (أف8:5) وحين يمتليء الإنسان بالروح يصبح إنساناً روحانياً يسلك بالروح ولا يكمل شهوات الجسد لأنه إذا قاد روح الله روح الإنسان تستطيع روح الإنسان أن تقود جسده إلى مجالها الروحاني فيصبح الإنسان روحانياً بجملته مؤهلاً لسكنى السماء .

حينما حل الروح القدس علي الرسل جعلهم يتكلمون بكثير من لغات العالم الحية التي كانوا يجهلونها ، وهذه كانت لازمة جداً لهم لتبشير الشعوب وخدمتها حسب أمر الرب لهم :"اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " (مر15:16) ،كذلك أعطاهم الروح القدس شجاعة وقوة في الإيمان وقوة في الشهادة باسمه أمام المجامع والملوك والولاة ، وأيضا أعطاهم قوة في عمل المعجزات لإقناع الأمم بصحة رسالتهم حسب قول الإنجيل : " وكان الرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة " ( مر20:16 ) .


كذلك أعطاهم قوة لإقناع السامعين وتحريك قلوبهم لقبول البشارة ، فبعد خطاب قصير لبطرس الرسول في يوم الخمسين نخس السامعون في قلوبهم (بعمل الروح القدس فيهم) وقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس (أع41:14:2) ، حقاً إن يوم عيد حلول الروح القدس هو يوم ميلاد الكنيسة ومازال الروح القدس يعمل في الكنيسة بقوة في أسرارها وفي خدامها ، يختارهم ويرشدهم ويعلمهم ويساعدهم ويقويهم لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح الذي هو الكنيسة المقدسة (أف12:4)

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:37 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
مواهب وأعمال الروح القدس في الكنيسة المقدسة لقيادتها وخدمتها .


أولاً : رسل
الرسل هم الاثنى عشر رسولا الذين اختارهم السيد المسيح ليبشروا باسمه القدوس ويقودوا الكنيسة بعد صعوده الي السماء،يقول الإنجيل"ولما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضا رسلاً" (لو13:6) .
هؤلاء الاثنى عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلاً "اكرزوا قائلين قد اقترب ملكوت السماوات ودعمهم بوصايا كثيرة وأعطاهم سلطاناً علي الأرواح النجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف" (مت10) .
وبعد قيامته من بين الأموات ظهر لهم في العلية وقال لهم "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا ولما قال هذا نفخ (في وجوههم)وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو23:21:20) .
وعند صعوده "أخرجهم خارجاً إلي بيت عنيا ورفع يديه وباركهم وأوصاهم قائلاً "ها أنا أرسل إليكم موعد أبي (الروح القدس) فأقيموا في أورشليم إلي أن تلبسوا قوة من الأعالي (لو50:49:24) وهكذا ظلوا في أورشليم عشرة أيام حتى حل عليهم الروح القدس يوم الخمسين مثل ألسنة نارية منقسمة علي كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس .
وبعد أن أخذوا كل مؤهلات الكهنوت والرسولية خرجوا للكرازة في كل العالم ، عمدوا الناس وأسسوا الكنائس وأصبحوا هم أعمدة الكنيسة الجامعة الرسولية في العالم كله وعنهم تسلسل الكهنوت في الكنائس الرسولية حتى وقتنا هذا .

ثانياً : أنبياء
الأنبياء هم الذين وهبهم الله روح النبوة أي التنبؤ بالمستقبل مثل النبي أغابوس مثلاً ، كذلك تعني الوعاظ الملهمين من الروح القدس الذين يفصلون كلمة الحق باستقامة ويفسرون الكتاب المقدس وما يحويه من معان عميقة وأسرار خفية بقوة واقتدار بإرشاد الروح القدس نفسه الذي يحفظهم من الانحراف والوقوع في البدع والهرطقات .


ثالثاً : معلمون
المعلمون هم الذين وهبهم الله موهبة التعليم والوعظ والإرشاد والإقناع وإعطاء الناس كلمات منفعة مفيدة لحياتهم وأبديتهم ويفصلون كلمة الحق باستقامة سواء بكلامهم أو بكتابتهم وتصبح كتاباتهم مرجعا وكلماتهم كقوانين في الكنيسة في عصرهم والعصور اللاحقة ، مثل آباء الكنيسة الكبار الذين نعتمد علي تعليمهم النقي حتى الآن ونسميهم "معلمي البيعة" .


رابعاً : قوات
وهم الذين منحهم الروح القدس عمل القوات ووهبهم سلطان صنع المعجزات لخدمة الناس وراحتهم ولتأييد البشارة بالإنجيل"وأما هم (الرسل) فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة" (مر20:16( .


خامساً : مواهب شفاء
وهم الذين أعطاهم الروح القدس مواهب شفاء الأمراض خصوصاً المستعصي منها والتي لا يقدر الأطباء علي شفائها مثل المرأة نازفة الدم التي أنفقت كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تشفي من أحد،ولما لمست هدب ثوب السيد المسيح ففي الحال وقف نزف دمها وشفيت (لو48:43:8) .


سادساً : أعوان
أي معاونون في الخدمة،يخدمون في خفية وإنكار ذات وتواضع لا يحبون الظهور والأضواء ويفضلون المتكأ الأخير ويقدمون بعضهم بعضاً في الكرامة .
وهذه موهبة عظيمة من مواهب الروح القدس،والمعاونون هم الذين يعاونون الأسقف أو الكاهن في خدمة الفقراء والمرضي والأرامل والأيتام وكافة المحتاجين،وهم الشمامسة والشماسات وكل من يخدمون أمثال هذه الحالات في صمت وهدوء كجنود مجهولين لا يعرف عملهم وتعب محبتهم إلا الله الذي يكافئهم أعظم مكافأة .


سابعاً : تدابير
أي المدبرون الذين وهب لهم الروح القدس حسن التدبير في الكنيسة في الشئون الروحية والمالية والإدارية ، الأسقف مدبر لكافة شئون إيبارشيته ، القمص مدبر روحانيي في كنيسته،مجلس شمامسة الكنيسة مدبرون للشئون المالية والإدارية في الكنيسة وملحقاتها وممتلكاتها .
نعمة التدبير تفيد الكنيسة وتحميها من إهدار أو ضياع الأموال والممتلكات وتجعلها تنمو في التعمير والمباني وتنمو روحيا أيضاً .
يقول معلمنا بولس الرسول "أما الشيوخ المدبرون حسناً فليحسبوا أهلا لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم (1تي17:5) .
من أمثال المدبرين حسنا في الكنيسة استفانوس الذي أقيم شماساً ليدبر خدمة الأرامل في الكنيسة مع أخوته الشمامسة الآخرين وكان رجلاً مملوءاً من الإيمان والحكمة والروح القدس،فكان يخدم خدمة روحية في الوعظ والتعليم إلي جانب خدمة تدبير احتياجات الأرامل والفقراء ، وكان أيضا يصنع عجائب ومعجزات وآيات كثيرة في الشعب مما أغضب اليهود فقبضوا عليه ورجموه وأصبح الشهيد الأول في الكنيسة وتضعه الكنيسة في ترتيب مجمع القديسين بالتسبحة والقداس قبل القديس مار مرقس الإنجيلي الرسول كاروز الديار المصرية .


ثامنا : أنواع ألسنة
أي أصحاب ألسنة متنوعة (لغات مختلفة) وهم الذين وهب لهم الروح القدس نعمة التكلم بألسنة ولغات لم يتعلموها وذلك لخدمة التبشير والكرازة في البلاد الأجنبية ذات اللغات المتباينة .
كلف السيد المسيح رسله القديسين قائلاً "اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر15:16( .
وموهبة الألسنة أفادتهم في سرعة الكرازة ليكلموا أهل كل بلد بلغتهم دون أن ينتظروا السنين الطويلة ليتعلموا بعض هذه اللغات ويتقنوها ليتكلموا ويتفاهموا بها ويبشروا ويعظوا بها .


تاسعاً : المحبة
المحبة هي أعظم المواهب وأفضل الفضائل ، إن كل مواهب الروح القدس بدون المحبة لا تفيد،يقول معلمنا بولس الرسول "وعلي جميع هذه (المواهب والفضائل) البسوا المحبة التي هي رباط الكمال" (كو14:3) أي كمال كل المواهب والفضائل ، فالمحبة تفوق كل المواهب وسائر الفضائل في أنها أبقي منها وأثبت فالمحبة لا تسقط أبدا لأن المحبة تحمى وتستر كل مواهب الروح القدس وتحفظها،كذلك تحمي صاحب هذه المواهب من الضربات اليمينية أو اليسارية التي يصوبها نحوه عدو الخير .
وقد كرس الرسول بولس الإصحاح الثالث عشر كله من رسالته الأولي إلي أهل كورنثوس عن المحبة وأفضليتها علي مواهب كثيرة مثل التكلم بألسنة أو التنبؤ أو العلم أو الخدمة وكل الممارسات الأخرى،فكلها بدون المحبة لا شيء،بل قد تكون سبب تعب لصاحبها إذا استخدمها استخداماً سيئاً ليس فيه محبة وإفراز .
والمحبة المسيحية تسير سيراً متوازناً علي خطين متوازيين ، محبة الله ومحبة الناس ، بشرط أن تكون محبة عملية حقيقية حسب قول الرسول "يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" (1يو18:3) .
والمحبة الحقيقية العملية لله تتحقق حين يواظب الإنسان علي حضور الكنيسة وممارسة العبادة والخدمة،تتحقق أيضا بقراءة كلمة الله وحفظ وصاياه حسب قوله "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي" (يو15:14) ، تتحقق بالتوبة والرجوع إلي الله ، تتحقق بالتناول من جسد المسيح ودمه الأقدسين"من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه" (يو56:6) ، تتحقق بالصلاة والالتصاق بالله وتسليم الحياة له علي طول الخط ، تتحقق بحياة التقوى ومخافة الله والضمير الحي .
أما محبة القريب فتتحقق بخدمته "بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا" (غل13:5) ، تتحقق باحتماله في حالة ضعفه أو غضبه "محتملين بعضكم بعضا بالمحبة" (أف3:4) ، المحبة لا تصنع شراً بالقريب ولا تؤذيه ، المحبة لا تحسد ولا تحقد ولا تطلب الشر لأحد بل تطلب الخير للآخرين وتفرح بنجاحهم،المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ (تتكبر) ولا تقبح ولا تحتد (تغضب) ولا تطلب ما لنفسها ، المحبة تحتمل كل شيء وتصبر علي كل شيء.المحبة لا تسقط أبداً (1كو13) .

المحبة هي الله ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه (1يو16:4( .
المحبة هي الكمال كما يطلبه الله منا..أحبوا أعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم..وهكذا "تكونون كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل (مت48:44:5( .
الله يملأنا بالروح القدس ويعطينا مواهبه المقدسة حتى نسلك بالروح .


Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:37 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
ثمار الروح القدس


تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا اليوم المبارك في كافة قارات العالم بعيد حلول الروح القدس علي الرسل القديسين في اليوم الخمسين من عيد القيامة المجيد .
وفي هذه المناسبة المباركة نريد أن نتكلم عن ثمار الروح القدس التي ذكرها معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي أهل غلاطية الإصحاح الخامس قائلاً :
"وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل23:22:5) .
تسع ثمار حلوة للروح القدس يقتنيها الإنسان حينما يتجاوب مع عمل الروح القدس الساكن فيه،ونتكلم عنها بشيء من الاختصار :

الثمرة الأولي : المحبة
@ أولي هذه الثمار التي تفرح قلب الله هي المحبة.
@ والمحبة هي الفضيلة الأولي في المسيحية،يقول معلمنا يوحنا رسول المحبة:"الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يو16:4) .
@ المحبة في المسيحية تسير في خطين متوازين : محبة الله ومحبة الناس،وتكمل إحداهما الأخرى ، فمحبة الله هي النبع والأساس ومحبة الناس هي الثمرة والبرهان،يقول معلمنا يوحنا الرسول"إن قال أحد إني أحب الله وهو يبغض أخاه فهو كاذب ولنا هذه الوصية منه أن من يحب الله يحب أخاه أيضاً" (يو21:20:4)، ومحبتنا لله أو للناس يجب أن تكون محبة عملية لا نظرية وينصحنا معلمنا يوحنا الرسول قائلاً :"يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" (1يو18:3) أي نحب محبة عملية حقيقية

وتظهر المحبة العملية الحقيقية لله من الممارسات الآتية
:

1 - التردد الدائم علي الكنيسة للعبادة والصلاة وحضور الاجتماعات التعليمية .
2 - قراءة الكتاب المقدس بانتظام والحياة حسب الوصية .
3 - حياة التوبة والاعتراف بالخطايا والذنوب .
4 - التناول المستمر من الأسرار المقدسة،أما المحبة الحقيقية للناس فتظهر في :1_ خدمتهم ، 2_ احتمال ضعفاتهم وهفواتهم ،
3_ مشاركتهم أفراحهم.وأتراحهم.، 4_ عدم ايذائهم ،
5_ عدم حسدهم بل الفرح لخيرهم ونجاحهم،وبهذا نتمم وصية المحبة لله وللقريب .

الثمرة الثانية : الفرح
لقد خلق الله الإنسان للسعادة والفرح،وضعه في جنة عدن وخلق من أجله كل شيء وأحاطه بكل وسائل الراحة وكان يعيش تحت العناية المباشرة لله وفي شركة عميقة معه حتى يعيش سعيداً،ولم يكدر حياته سوي الخطية وتنفيذ حكم الموت فيه وطرده من الجنة،وجاءت المسيحية لتجعل الإنسان فرحاً فقد قال الرب "جئت لتكون لهم حياة وليكون لكم أفضل" (يو10:10) .
والفرح الذي نقصده هو الفرح الروحي وليس أفراح العالم الباطلة .
والفرح الروحي له أسبابه الكثيرة منها :
أولاً : فرح بالرب
يقول الرسول بولس "افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا" (في4:4) ، فحينما يكون الإنسان ملتصقاً بالله قريباً منه وله شركة قوية معه يكون سعيداً ويفرح فرحاً لا ينطق به ومجيد .
ثانيا : فرح بالخلاص الثمين
نفرح بالخلاص كما يفرح المريض بشفائه والمأسور بإطلاقه والسجين بخروجه للحرية ، يقول المرنم"امنحني بهجة خلاصك"، كما يقول"يبتهج قلبي بخلاصك" .
أما العذراء مريم فقالت"تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو26:1) .
ثالثا : فرح بعطايا الرب الثمينة
يفرح الإنسان عندما ينعم عليه الله بصحة جيدة وحياة مستقرة وأسرة سعيدة . يفرح بالكنيسة بيت الله وباب السماء ، يفرح بالأسرار المقدسة ووسائط النعمة التي تقوده للخلاص .
رابعااً : فرح بالعبادة التي يقدمها لله
ويحس بالشركة معه والقرب منه،بقول المرنم"أغني للرب في حياتي أرنم لالهي مادمت موجودا فيلذ له نشيدي وأنا أفرح بالرب" ويقول يعقوب الرسول " أعلي أحد مشقات فليصل.أمسرور أحد فليرتل " (يع13:5) .
خامسا : فرح بالعطاء
قال الرب يسوع الغبطة في العطاء أكثر من الأخذ (أع35:20) فالذي يعطي يسعد سعادة روحية لأنه أسعد آخرين وأراحهم وساهم في حل مشاكلهم .
يقول الرسول :"المعطي المسرور يحبه الرب" (2كو7:9) .

الثمرة الثالثة : السلام
أما الثمرة الثالثة من ثمار عمل الروح القدس في حياتنا فهي السلام.وهو عربون الأبدية السعيدة لأن هناك الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد ، السلام شيء ضروري لحياة الناس بدونه لا يستقر مجتمع ولا يهدأ بال .
وحينما نتحدث عن السلام نتحدث عنه بعناصره الثلاثة:سلام مع الله ، سلام مع الناس ، سلام مع النفس .
أولاً : سلام مع الله
حينما خلق الله الإنسان كان يعيش في سلام وشركة عميقة مع الله ، وبالخطية فقد سلامه وشركته مع الله "لا سلام قال الهي للأشرار.لأن الشرير كالبحر المضطرب الذي لا يستطيع أن يهدأ بل تقذف مياهه حمأة وطينا" (اش 2:57) .
ويأتي السلام مع الله من حياة التوبة والرجوع إلي الله ، فالإنسان التائب التقي النقي يتمتع بسلام الهي عميق،يقول الرسول بولس"إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله" (رو1:5) ، وحياة السلام مع الله تأتي من تسليم الحياة بكاملها لله والاتكال عليه والثبات فيه ، يقول القديس أغسطينوس:"يا الهي ستظل نفوسنا قلقة حتى تجد راحتها فيك .
ثانياً : سلام مع الناس
بأن توجد محبة وتعاون بين الناس وبعضهم ، يسلمون علي بعض ليس بالأيدى فقط بل وبالقلوب والنيات والعواطف الجياشة والمشاعر الفياضة بالحب .
الله يفضل الصلح والسلام بين الناس علي العبادة وتقديم الذبائح فيقول:"إذا قدمت قربانك إلي المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت23:5) .
إن أردت أن تعيش في سلام مع الناس كن واسع الصدر حليما مثل موسى النبي الذي قيل عنه :"وكان موسى حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض"(عدد3:12) .
لا تجعل المشاكل تأتي بسببك أطفأ المشاكل التي تأتي من الآخرين ، حاول أن تحتمل وتغفر ، واعلم أن المحتمل هو الأقوى أما الذي يثور ويغضب ويعيب في الآخرين فهو الأضعف.ينصحنا بولس الرسول قائلا: "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا" (رو2:15) .
اقبل الناس كما هم وليس كما تريدهم أنت لأن من الصعب تغيير الطباع وإذا أردت إصلاح العالم فابدأ بنفسك وليس بالآخرين.
ثالثا : سلام مع النفس
يأتي السلام مع النفس بالتوبة والنقاوة وممارسة وسائط النعمة وعمل الخير ، حينئذ يحس الإنسان أنه أرضي الله وأنه قريب منه فيحس بالاطمئنان والسلام الداخلي ويرتل مع داود النبي"إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي" (مز23) .
بالإيمان تري معونة الله قريبة منا فنطمئن ونشعر بالسلام الداخلي، ويدعو لنا معلمنا بولس الرسول بالسلام الداخلي قائلا:"سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (في 7:4) .

الثمرة الرابعة : طول الأناة
ومن الثمار اليانعة لعمل الروح القدس فينا طول الأناة ، وطول الأناة هو التأني وطول الروح وطول البال وسعة الصدر والحلم والصبر .
طويل الأناة يتمثل بالله الذي هو رحيم ورءوف طويل الروح وكثير الرحمة يطيل أناته علينا ويحتمل ضعفاتنا ولا ينتقم سريعاً .
كثير من القديسين اقتنوا هذه الفضيلة العظيمة مثل القديس ايسذوروس الذي كان يأخذ كل إنسان شرس الطباع شتاماً ومفترياً ويطيل أناته عليه حتى ينصلح حاله،وسألوه مرة:لماذا تخاف منك الشياطين يا أبانا ؟ ، فقال:لأني منذ صرت راهباًوحتى الآن (أى حوالي 50سنة)لم أدع الغضب يجوز من حلقي إلي فوق ، الصبر وطول الأناة مطلوب في معاملة الناس لكسبهم وحل المشاكل وعدم تطورها،ينصحنا الرب قائلا "بصبركم تقتنون أنفسكم" (مت23:10) .
"ومن يصبر الي المنتهي فهذا يخلص" (لو19:21) ويوصينا معلمنا بولس الرسول قائلا " شجعوا صغار النفوس.اسندوا الضعفاء.تأنوا علي الجميع " (1تس14:5) .

الثمرة الخامسة : اللطف
اللطف ضد العنف،وهو نوع من الوداعة والرقة والبشاشة والشفقة والترفق بالآخرين والبعد عن الخشونة والقسوة .
وينصحنا معلمنا بولس الرسول بقوله"كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين" (أف 2:4) ويقول "البسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة" (كو12:3) .
الله لطيف بشهادة معلمنا بولس الرسول القائل"حين ظهر لطف الله مخلصنا وإحسانه لا بأعمال بر عملناها بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى 4:3) ، الإنسان اللطيف يتشبه بالله في لطفه ومحبته وشفقته وإحسانه .
في مثل الابن الضال (لو15) انظروا كم كان الأب لطيفاً مع ابنه الذي رجع ومع ابنه الذي تذمر وغضب حتى كسب الاثنين .
الإنسان اللطيف لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته ، الإنسان اللطيف يكتشف النقاط البيضاء في الآخرين ويركز عليها ويظهرها ويمتدحها حتى يشجع الناس للسير في طريق الخير مثلما عمل الرب مع المرأة السامرية .
الإنسان اللطيف لا يتذمر من العتاب والمواجهة بل يعطى الآخرين فرصة للتعبير عن رأيهم ، فهذا هو الطريق السليم لحل المشاكل والتصالح .
الإنسان اللطيف لا يحتقر الضعفاء والفقراء بل يسندهم ويشفق عليهم . بالعنف قد يخسر الإنسان أحباءه ، بينما باللطف يكسب حتى أعدائه .

الثمرة السادسة : الصلاح
@ الصلاح ثمرة شهية من ثمار الروح القدس العامل فينا .
@ والصلاح هو الاستقامة والسلامة من العيوب .
@ الإنسان الصالح هو الإنسان المستقيم الملتزم والمؤدي لواجباته على ما يرام .
الصلاح نوعان : سلبي وإيجابي .
@ الصلاح السلبي هو البعد عن الخطايا والنقائص ، أما الإيجابي فهو عمل الخير والبر وممارسة الفضائل بكافة أنواعها .
@ والإنسان الصالح هو الذي يسير علي هذين الخطين المتوازيين .
@ الله من أجل محبته للصلاح ورغبته في قيادتنا في طريق الصلاح وضع أمامنا وفينا إمكانيات كثيرة للصلاح مثل :
أولاً : خلقنا علي صورته ومثاله في الصلاح والبر والعقل والحكمة،ولما فسدت طبيعتنا بالخطية قام بتجديدها بالفداء والمعمودية .
ثانياً : جعلنا هياكل للروح القدس ليعمل فينا ويقودنا في طريق الصلاح "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم" (1كو16:3) وهو يرشدنا إلي جميع الحق ويعلمنا كل شيء ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا ، يبكتنا علي كل خطية نرتكبها وعلي كل خير قصرنا في عمله .
ثالثاً : أوجد فينا الضمير الذي هو صوت الله في الإنسان ، يحكم ويشرع ويوبخ ويؤنب ويهذب ، يمنع عن الخطأ ويرشد إلي البر ويشجع علي الصلاح والاستقامة .

الثمرة السابعة : الإيمان
@ الإيمان هو الأساس الذي نبني عليه حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله ، به نرضي الله لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضائه (عب6:11).
@ الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تري ، هو ضد الشك والارتياب والتزعزع .
@ الإيمان هو أحد الفضائل الثلاث الكبرى في المسيحية : الإيمان والرجاء والمحبة (1كو13) الإيمان أولها والمحبة أعظمها .
@ الإيمان هو حياة عملية يحياها المؤمن كقول الرسول بولس "أما البار فبالإيمان يحيا" (رو27:1) ، أي يحول الإيمان النظري إلي حياة معاشه وسلوك عملي ولا يفصل بين ما يؤمن به وما يعمله، إيمانه يكون هو الإيمان العامل بالمحبة (غل6:5) أي الإيمان الذي يعبر عن نفسه بالمحبة والعمل الصالح لأن الأعمال هي برهان وثمار الإيمان.
@ الإيمان الأرثوذكسي معناه الإيمان المستقيم الصحيح،ولكي يكون الإنسان كاملاً يجب أن يتحلى بأرثوذكسية الإيمان وأرثوذكسية السيرة أي إيمان مستقيم وسيرة مستقيمة تمجد الله .
وللإيمان المستقيم ثمار حلوة نافعة مثل الصلاة المقبولة وحياة التسليم الكامل لمشيئة الله المعتنى بنا،وحياة الشكر والرضا في كل ظروف الحياة،وطاعة الوصية الالهية ما دمنا نؤمن أنها كلمة الله لخلاصنا .

الثمرة الثامنة : الوداعة
@ والوداعة هي السكون والهدوء والبعد عن العنف والنرفزة وعلو الصوت تشبها بالمسيح الذي لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته .
@ الرجل الوديع هو الرجل الطيب الهاديء دمث الأخلاق .
@ طوب السيد المسيح الوداعة في عظته علي الجبل حين قال "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض"(مت5:5) ، يرثون الأرض هنا أي يكسبون محبة الكل وقلوب الكل ويعيشون في سلام وأمان حسب قول المزمور "الودعاء يرثون الأرض ويتلذذون بكثرة السلام" (مز11:37) ثم يرثون السماء في الأبدية كقول المزمور "أنا أؤمن أن أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء" (مز13:27).
ولأهمية الوداعة دعانا الرب أن نتعلمها منه شخصياً فنعيش سعداء ، قال "تعلموا منى فأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت29:11) .
وللإنسان الوديع صفات كثيرة منها :
1 - الوديع طيب مسالم.
2 - الوديع هاديء بشوش .
3 - الوديع صوته خفيض وهادىء .
4 - الوديع سهل التعامل مع الناس .
5 - الوديع لا يتذمر ولا يتضجر .
6 - الوديع محتمل .
7 - الوديع لا يحتد ولا يتهيج بل يجاوب الجواب اللين والجواب اللين يصرف الغضب .
8 - الوديع يكون كالنسيم الهادىء الذي لا يحدث عاصفة ولا زوبعة ولا توتر ولا اصطدام ، بل تنساب حياته في هدوء وسلام مع نفسه ومع الآخرين أيضا .

الثمرة التاسعة : التعفف
@ الثمرة الحلوة الأخيرة التي ذكرها الرسول بولس هي التعفف .
@ التعفف هو العفة والطهارة والنزاهة والأمانة .
@ التعفف يشمل : عفة اللسان وعفة الجسد وعفة الحواس وعفة الفكر والقلب وعفة اليد .
@ عفة اللسان : هي ألا يتلفظ بكلمة بطالة من أي نوع ، لا شتيمة ولا كذب ولا حلفان ولا تهكم ولا إدانة ولا نميمة ولا أي خطية من خطايا اللسان .
@ اللسان العفيف صاحبه مؤدب مهذب يزن كل كلمة قبل أن ينطق بها ويتقن أدب الحوار والتخاطب مع الآخرين .
@ عفة القلب والفكر هي العفة الداخلية التي يبنى عليها كل تعفف من الخارج قال الحكيم "فوق كل تحفظ احفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة (أم23:4( .
@ عفة القلب والفكر هي عفة المشاعر والعواطف والأحاسيس والمقاصد والنيات والرغبات .
@ أما عفة الجسد فهي بعده عن كل شهوة جسدية رديئة،وشهوات الجسد تشمل شهوة الأكل والشرب والراحة والمتعة والزنا وسائر الملذات الجسدية .
@ عفة الجسد تشمل الحشمة وعفة الملبس والعفة في المشي والجلوس والكلام .
@ الإنسان العفيف هو الذي يبتعد عن كل العثرات والمثيرات التي تثير الجسد وتهيجه وويل لمن تأتي بسببه العثرات .
@ عفة الحواس تشمل عفة النظر والسمع واللمس والشم والتذوق وكلها مطلوبة للإنسان الذي يريد أن يحيا حياة التعفف ، لأن الحواس هي مداخل القلب والفكر،وصيانتها تصون القلب والفكر والجسد من خطايا النجاسة .
@ عفة اليد أيضا مطلوبة وتعنى الأمانة وعدم السرقة والاختلاس وقبول الرشوة وملامسة الأجساد بغرض نجس أو ضرب الآخرين وإيذائهم أو تقديم ما يضرهم ويدمر حياتهم مثل الخمور والمخدرات والمكيفات بسائر أنواعها .

هذه بعض ثمار الروح القدس كما علمها لنا الكتاب المقدس نرجو أن تكون هذه الثمار واضحة في حياتنا حتى يتمجد الله فينا وبنا .

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:38 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
أعمال الروح القدس فى العهد القديم والعهد الجديد



تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد من أعز وأكبر أعيادها وهو عيد العنصرة أو حلول الروح القدس .

والروح القدس هو الأقنوم الثالث من الثالوث القدوس ، ومعني كلمة أقنوم صفة ذاتية يقوم عليها الكيان الإلهى ، فنحن المسيحيين نؤمن بإله واحد في الجوهر مثلث الأقانيم أو الصفات الذاتية وهذه الصفات هي صفة الوجود وصفة الحياة وصفة الحكمة والنطق ، فالله تبارك اسمه كائن بذاته حي بروحه ناطق بكلمته وهذا هو التثليث الذي نؤمن به في الله الواحد الذي لا نشرك به أحداً ، وللروح القدس أعمال كثيرة ذكرها الكتاب المقدس بعهديه : العهد القديم والعهد الجديد .

في العهد القديم :
أولاً : كان الروح القدس يعمل في الخلق :
نقرأ في الإصحاح الأول من سفر التكوين عند بدء خلقة العالم "كانت الأرض خربة وخالية وعلي وجه الغمر ظلمة وروح الرب يرف علي وجه المياه " (تك2:1) ثم خلق الله النور وبقية المخلوقات الأخرى .
إن حركة رفرفة الروح القدس أي روح الله علي المياه كانت للخلق وتعمير الأرض و إنارتها . يقول المرنم ترسل روحك فتخلق (المخلوقات) وتجدد وجه الأرض (مز30:104) .
كما يقول " بكلمة الرب صنعت السماوات وبنسمة فمه (الروح القدس) كل جنودها " (مز6:33) ويقول أيوب الصديق:"روح الرب صنعتني ونسمة القدير أحيتني " (أى 4:33( .
ثانيا : كان الروح القدس يعمل في سيامات الكهنة وتكريس الملوك :
@ فعند سيامة هارون صب موسى من دهن المسحة على رأس هارون ومسحه لتقديسه (لا12:8) ، فحل عليه الروح القدس وصار رئيس كهنة .
@ كذلك يشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى يديه عليه (تث9:34) .
@ وعندما كرس صموئيل النبي شاول ملكاً أخذ صموئيل قنينة الدهن وصب علي رأسه وقال له يحل عليك روح الرب فتتنبأ وتتحول إلي رجل آخر ، وكان عندما أدار شاول كتفه لكي يذهب من عند صموئيل أن الرب أعطاه قلباً آخر (1صم10:1:10) نتيجة حلول الروح القدس عليه ومباركته له.
@ كذلك عند تكريس داود ملكاً أخذ صموئيل النبي قرن الدهن ومسحه في وسط أخوته وحل روح الرب على داود من الآن فصاعداً (1صم13:16) .
ثالثا : الروح القدس يعمل في تكريس الهياكل والمذابح :
فنقرأ في سفر اللاويين " ثم أخذ موسى دهن المسحة ومسح المسكن وكل ما فيه وقدسه،ونضح منه على المذبح سبع مرات ومسح المذبح وجميع آنيته " (لا10:8) وهكذا نحن ندشن المذابح وأوانيها بدهن الميرون المقدس فيحل عليها الروح القدس ويقدسها فتصبح مقدسة ومكرسة لخدمة الرب ولا تستخدم في أي غرض آخر
رابعا : الروح القدس يعطي الحكمة والفهم :
قال الرب :قد دعوت بصلئيل بن أورى وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات (خر1:31)
ونرى إشعياء النبي يدعو الروح القدس بسبع صفات فيقول متنبئاً عن السيد المسيح "يخرج قضيب من جذع يسي وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم .روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب " (إش2:1:11) .
والرب يسوع نفسه لما دخل مجمع الناصرة وأخذ سفر إشعياء ليقرأ وجد الموضع الذي كان مكتوباً فيه:"روح الرب على لأنه مسحنى لأبشر المساكين.أرسلني لأشفى المنكسرى القلوب لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة (لو19:17:4) ، وكل من يمتليء بالروح القدس يمتليء حكمة وفهماً ومعرفة ومخافة الرب فيسلك سلوكاً روحياً ويخدم خدمة مثمرة لأن روح الله يقوده ويرشده فتظهر في حياته ثمار الروح القدس المباركة التي تكلم عنها معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي أهل غلاطيه قائلًا:"وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف (غل22:5) إنها تسع ثمار أو فضائل هامة جدا ولازمة لكل مؤمن سائر في طريق الملكوت .
خامسا : الروح القدس هو الذي كتب الكتاب المقدس بعهديه:
فيقول معلمنا بولس الرسول "كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ليكون انسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح " (2تى 16:3) ، ويقول معلمنا بطرس الرسول: " لم تأت نبوة قط بمشيئة إانسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط21:1) .
أما في العهد الجديد
فالروح القدس يعمل في الكنيسة من خلال الأسرار المقدسة ويعطينا البركات والمواهب الروحية :
@ في سر المعمودية : يعطينا الميلاد الثاني الروحاني من الماء والروح.
@ في سر الميرون : يسكن فينا فنصبح هياكل مقدسة ومساكن طاهرة للروح القدس .
@ في سر التوبة والاعتراف : يمنحنا غفران الخطايا التي اعترفنا بها أمام الله في حضرة الكاهن وكيل أسرار الله،وذلك عندما نسمع من فمه الحل والغفران بالسلطان المعطي له من الله .
@ في سر الإفخارستيا : يحول الخبز والخمر إلي جسد ودم عمانوئيل إلهنا وعندما نتناول منه باستحقاق نثبت فيه وننال عربون الحياة الأبدية السعيدة .
@ في سر مسحة المرضى : ننال الشفاء النفسي والجسدي .
@ في سر الزواج : يحل الروح القدس علي العروسين ويوحدهما فيصيران جسداً واحداً وروحاً واحداً وقلباً واحداً وفكراً واحداً ان أطاعا وصايا الله واستجابا لتوجيهات الروح القدس .
@ في سر الكهنوت : ينال المشرطن نعمة وحكمة وقوة ليقوم بأعمال وظيفته خير قيام .
والروح القدس هو الذي يعطي للخدام مواهب الخدمة المتعددة لأجل بنيان الكنيسة ، فإنه لواحد يعطى كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ومعجزات ، هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء (1كو11:8:12) لأجل بنيان الخدمة وتكميل القديسين .
@ الروح القدس أيضا يرشد الخدام إلى أماكن خدمتهم ، فقد أرشد فيلبس المبشر إلي مكان الخصى الحبشي فذهب إليه وعلمه وعمده (أع8) ، كما أرشد بطرس الرسول ليذهب إلى كرنيليوس الروماني فذهب إليه وعلمه وعمده (أع10) ، الروح القدس أفرز برنابا وشاول للخدمة القوية المثمرة ، فبينما المؤمنون في أنطاكية يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوهما (أع3:2:13) .
وهكذا نري الروح القدس روح الله يعمل في الكون كله بصفة عامة وفي الكنيسة المقدسة بصفة خاصة ، يبارك ويقدس ويساعد ويرشد ويوجه وطوبى للإنسان الذي يسمع نداءات الروح القدس ويعمل حسب إرشاداته فيسير في الطريق المضمون المؤدى إلي الحياة الأبدية .

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:40 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
أعمال الروح القدس في العهد القديم



لأنه روح الله الأزلي الأبدي الحي المحي .

أولا : عمله في الخليقة :
نقرأ في أول إصحاح في أول سفر من أسفار الكتاب المقدس وهو سفر التكوين الذي يتكلم في بدايته عن خلقة العالم .
نقرأ هذه الآيات (في البدء خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية وعلي وجه الغمر ظلمة وروح الله - أي الروح القدس – يرف علي وجه المياه وقال الله ليكن نور فكان نور) (تك3:1:1) .
الروح القدس يرف والرفرفة تعني الحركة استعداداً للخلق وصنع الحياة علي الأرض حتى تعمر وتثمر،ويقول المرنم مخاطباً الله "ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مز30:104) .
هكذا في المعمودية يرف روح الله القدوس علي مياهها حينما يستدعيه الكاهن المصلى فيقدس الماء ويعطيه قوة الخلق والميلاد الثاني من الماء والروح ، وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي تلميذه تيطس:"حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه علينا بغني يسوع المسيح مخلصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية" (تي7:4:3) .
وعن الروح القدس الخالق يقول المرنم في المزمور الثالث والثلاثين:"بكلمة الرب صنعت السماوات وبنسمة فيه كل جنودها" (مز6:33) ونسمة فيه هو الروح القدس روح الله الحي المحيي .

ثانيا : الروح القدس يملأ المدبرين حكمة ليقوموا بواجبهم في خدمة الشعب خير قيام :
فنقرا في سفر العدد أن الرب أمر موسى أن يختار سبعين شيخاً من الشعب ليساعدوه في تدبير الشعب وحل مشاكلهم،وأمره أن يحضرهم عند خيمة الإجتماع ، ولما حضروا مع موسى "نزل الرب في سحابة وتكلم معه وأخذ من الروح الذي عليه وجعل علي السبعين رجلاً ، فلما حل عليهم الروح القدس تنبأوا" (عدد25:11) وإمتلأوا حكمة ونعمة لخدمة الشعب .
كذلك حدث مع يشوع بن نون تلميذ موسى النبي ، فنقرأ في سفر التثنية "ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى يديه عليه "فسمع له بنو إسرائيل وعملوا كما أوصى الرب موسى" (تث 9:34) .
ونفس الشيء حدث عند سيامة هارون وبنيه كهنة لخدمة الشعب وتقديم الذبائح أمام الله "صب موسى من دهن المسحة علي رأس هارون ومسحه لتقديسه،ثم قدم موسى بنى هارون وألبسهم أقمصة ونطقهم بمناطق وشد عليهم قلانس كما أمر الرب موسى" (لا13:12:8) .
وعند تكريس داود ملكاً "اخذ صموئيل قرن الزيت ومسحه في وسط أخوته وحل روح الله علي داود من ذلك اليوم فصاعدا"
(1صم 13:16) .
وأصبح داود بفضل عمل الروح القدس فيه وقيادته له من أعظم الملوك وأشهرهم إلى جانب أنه أصبح نبياً لله قال كل مزاميره بالروح القدس كما شهد عنه الرب يسوع قائلاً:"فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً قال الرب لربى اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئا لقدميك" (مت43:22) ، (مز1:110( .
وهذا ما يحدث حتى الآن في سيامة رتب الكهنوت في الكنيسة المقدسة يضع رئيس الكهنة يده علي المتقدم للكهنوت ويصلى صلوات ويعمل رشومات فيحل عليه الروح القدس ويعطيه نعمة الكهنوت لتدبير الشعب وخدمة الكنيسة المقدسة .

ثالثاً : الروح القدس يعطى للخدام الحكمة والمعرفة لتدبير خدمة الله وبيته المقدس :
فنقرأ عن بصلئيل بن أورى أن الرب كلم موسى قائلاً:"قد دعوت بصلئيل بن أورى وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب ويعمل في كل صنعة لصنع خيمة الاجتماع وكل آنيتها" (خر7:1:31( .
أما إشعياء النبي فيطلق علي الروح القدس سبعة اسماء هي :
@ روح الله @ روح الحكمة @ روح الفهم @ روح المشورة .
@ روح القوة.@ روح المعرفة @ روح مخافة الرب.(إش2:11).
والسبعة عدد كامل أي أن الروح القدس له عمل كامل وشامل في حياة الإنسان الذي يطيعه، وكما يقول معلمنا يوحنا الرسول"وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء"(1يو20:2) .
وكما قال الرب يسوع "لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه" (لو12:12)،كما قال أيضاً "أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14) ، والروح القدس حينما يحل علي الإنسان يعطيه روحاً جديداً وقلباً جديداً وحياة مقدسة روحانية تهتم بالسمائيات وتسعى نحوها ، قال الرب علي لسان حزقيال النبي "وأعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جديداً في داخلكم وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم وأجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها (حز27:26:36) .

رابعا : الروح القدس يحل ويقدس الكنائس والمذابح عند تدشينها :
فقد أخذ موسى دهن المسحة ومسح المسكن (خيمة الاجتماع) وكل ما فيها وقدسه ونضح منه علي المذبح سبع مرات ومسح المذبح وجميع آنيته والمرحضة وقاعدتها لتقديسها (لا 10:8) .
وهذا ما يحدث حتى الآن في تدشين الكنائس والمذابح الجديدة ، يأخذ رئيس الكهنة دهن الميرون المقدس ويسكب منه علي المذبح وهو يرشم بعض الرشومات ويصلي بعض الصلوات فيحل الروح القدس ويقدس المذبح ويصير جاهزاً للصلاة وتقديم الذبيحة غير الدموية عليه .

خامسا : الروح القدس هو روح العطاء .
فحينما امتلأ داود النبي من الروح القدس جعله يعطي بكثرة وسخاء وقد أعطي كل ثروة بيته لبناء بيت الرب ولعمل الأواني والأدوات الأخرى وقال "وأنا بكل قوتي هيأت لبيت إلهي الذهب لما هو من الذهب والفضة لما هو من فضة وحجارة للترصيع.ولأني سررت ببيت الهي فما هو خاص بي من ذهب وفضة قد دفعته لبيت الهي" (1أى 4:2:29) وقال"لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك"
(1أى 14:29) طالباً من الله أن يقبل عطاياه وتقدماته .

سادسا : الروح القدس هو روح السلام :
فقد حل الروح القدس علي عماساى رأس الثوالث فقال نحن لك يا داود ومعك نحن يا ابن يسى.سلام سلام لك ولمساعديك لأن الهك معينك (1أى18:12) .
والذي يمتليء بالروح القدس يتمتع بمسحة من السلام الإلهى فيعيش في سلام مع نفسه وسلام مع ربه وسلام مع كل الناس وبذلك يأخذ عربون الملكوت وهو علي الأرض ويصير ابناً حقيقياً لله القائل:"طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت9:5) .

سابعاً : الروح القدس هو الذي كتب الكتاب المقدس كله بعهديه القديم والجديد :
قال معلمنا بولس الرسول "كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ليكون انسان الله كاملا متأهباً لكل عمل صالح"(2تى 16:3) .
وقال معلمنا بطرس الرسول "لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط21:1).
لقد كتب الكتاب المقدس علي مدي 1500سنة واشترك في كتابته كثيرون من ثقافات مختلفة وأماكن متباعدة وبيئات متباينة ولكنك حينما تقرأ تحس بالترابط الذي فيه وتحس أن روحه واحدة وليس فيه تناقض أو نشاذ والسبب هو أن كاتبه واحد هو الروح القدس ومعلمه واحد هو الروح القدس كما قال معلمنا بولس الرسول "لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس"(1كو13:2)وقال "وكلامي وكرازتى لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله" (1كو5:4:2( .
"وهذه الأمور جميعها كتبت بالروح القدس لإنذارنا نحن الذين انتهت الينا أواخر الدهور"(1كو11:10) .
هذا قليل من كثير من أعمال الروح القدس كما علمها لنا الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد .

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:42 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
مواهب الروح القدس



تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا اليوم المبارك في كافة قارات العالم بعيد حلول الروح القدس علي الرسل القديسين في اليوم الخمسين من عيد القيامة المجيد .
فالروح القدس الذي يعمل في الكنيسة بقوة منذ حلوله علي الرسل القديسين في اليوم الخمسين أي في مثل هذا اليوم من سنة 34م.، يوزع ثماره الروحية ومواهبه المقدسة علي المؤمنين بحسب استعداد كل واحد منهم وقامته الروحية وذلك لبناء الإنسان نفسه ولمنفعة الآخرين وخدمتهم .
وفي هذه المناسبة الهامة نتكلم بنعمة الله عن مواهب الروح القدس للمؤمنين والتي ذكرها معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولي إلى كنيسة كورنثوس الإصحاح الثاني عشر ، ففي هذا الإصحاح ذكر قائمتين من مواهب وأعمال الروح القدس في الكنيسة قوام كل منهما تسع مواهب .
يقول"فإنه لواحد يعطي الروح القدس كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة (1كو10:8:12) وفي آخر الأصحاح يورد القائمة الأخرى من مواهب وأعمال الروح القدس في الكنيسة قائلاً "وضع الله أناساً في الكنيسة أولاً رسلاً ثانياً أنبياء ثالثاً معلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء ، أعواناً ، تدابير وأنواع ألسنة ، ثم يختم هذه المجموعة من المواهب بمسك الختام وهو المحبة قائلاً "جدوا للمواهب الحسنى وأيضا أريكم طريقاً أفضل" (1كو31:12) أي طريق المحبة لله والناس وهي أفضل وأنفع المواهب الروحية وأعظمها ، لذلك أفرد للحديث عن المحبة إصحاحاً كاملاً هو الإصحاح الثالث عشر كله .
ونحاول في عجالة أن نتكلم عن بعض هذه المواهب الروحية العظمى والثمينة التي ينعم بها الروح القدس علي المؤمنين لبناء الكنيسة ومنفعة الناس أجمعين :

أولاً : كلام حكمة
الحكمة والإفراز من أفضل الفضائل التي يجب أن يتحلى بها الإنسان ويطلبها من الله بلجاجة حسب وصية الرسول يعقوب"من تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطى الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له" (يع5:1) والحكمة التي ينالها الإنسان من الله بالصلاة والتضرع تكون"حكمة طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة وأثمارا صالحة عديمة الريب والرياء" (يع17:3) كما يقول معلمنا يعقوب الرسول .
والحكمة الحقيقية تظهر في أعمال الإنسان وتصرفاته كما يقول معلمنا يعقوب الرسول"من هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة" (يع13:3) أي يتحلى في سلوكه بالتصرف الجيد الممتزج بالحكمة الوديعة والوداعة الحكيمة .
قال القديس العظيم الأنبا أنطونيوس:الإفراز (الحكمة) هو الذي يعلم الإنسان كيف يسير في الطريق المستقيم الملوكي وكيف يحيد عن الطريق الوعرة ، الإفراز هو عين النفس وسراجها ، بالإفراز يفهم الإنسان الأمور ويميز جيدها من رديئها .

ثانياً : كلام علم
قال الرب يسوع لتلاميذه "أما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14) .
فالروح القدس يعلم ويرشد ويفتح الذهن والقلب لكافة العلوم النافعة للإنسان نفسه وللآخرين . ما أحسن وما أعظم العلم مع التقوى ، ما أعظم العالم المتدين ورجل الدين العالم . العالم كله يجرى الآن وراء العلم والتكنولوجيا الحديثة لتقدم وتطور الإنسان . ونحن نعرف أن العلم الصحيح لا يتعارض مع الدين الصحيح .
العالم يتجه الآن ناحية التخصصات الدقيقة في الطب والهندسة وغيرها من العلوم النافعة جرياً وراء معرفة أعمق وأفيد لكل الناس ، ومتى كان الإنسان أميناً ومجتهداً في بحثه وعلمه يكشف له الروح القدس أعماقاً أبعد وأفيد سواء في العلم الديني أو العالمي من أجل خير ومنفعة الإنسانية جمعاء .

ثالثاً: إيمان
فالإيمان هو الأساس الذي نبني عليه حياتنا الروحية وعلاقتنا بالله وبه نكسب رضى الله حسب قول الرسول بولس"بدون إيمان لا يمكن إرضائه" (عب6:11) والإيمان هو أحد الفضائل الكبرى في المسيحية حسب قول الرسول بولس "أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة" (1كو13) والإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا تري، الإيمان هو حياة عملية يحياها الإنسان المتدين حسب قول الرسول"أما البار فبالإيمان يحيا" (رو17:1) .
أردأ شيء أن يفصل الإنسان بين الإيمان والأعمال "لأن كل ما ليس من الإيمان فهو خطية" (رو23:14) .
الروح القدس يهب الإنسان إيماناً عالي المستوى فلا يتوقف عند الإيمان النظري بوجود الله بل يتعداه إلي الإيمان العملي أو الإيمان العامل بالمحبة (غل6:5) الذي يشمل الحياة كلها ويتغلب علي التحديات التي يواجهها ويكون له ثماره الحلوة مثل الصلاة المقبولة وحياة التسليم والرضا والشكر وطاعة الوصية الإلهية الي حد الاستشهاد إذا لزم الأمر .

رابعاً : مواهب شفاء
كان الرب يسوع أثناء خدمته يطوف في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب (مت23:4) .
ولما أرسل تلاميذه للخدمة والكرازة قال لهم "اشفوا مرضى طهروا برص أقيموا موتى اخرجوا شياطين مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا" (مت8:10) ، وحتى الآن يعطى الروح القدس لبعض المؤمنين مواهب شفاء وإخراج شياطين كبرهان على صحة الديانة وقوتها،لأن هذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين ويتكلمون بألسنة جديدة..ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون (مر18:17:16) .
لكن مثل هذه المواهب تحتاج إلي إتضاع وحكمة وإفراز في استخدامها حتى لا يصاب صاحبها بضربات يمينية أو يسارية تهدد حياته الروحية .

خامساً : عمل قوات
من أمثلة عمل القوات التي عملها الرب يسوع إقامة الموتى ، فقد أقام موتى كثيرين كذلك أخرج شياطين مردة معاندين ، ومن أمثلة هذه القوات والآيات أن بطرس الرسول أمات حنانيا وسفيرة زوجته عندما كذبا علي الروح القدس (أع5) وضرب بولس الرسول عليم الساحر بالعمى (أع13) .
وكان الله يصنع علي يدي بولس قوات غير المعتادة (أي معجزات عجيبة خارقة للعادة) حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل ومآزر إلى المرضي فتزول عنهم الأمراض وتخرج منهم الأرواح الشريرة (أع12:11:19) .
وقد قال لأهل غلاطية "الله الذي يمنحكم الروح القدس ويعمل فيكم قوات (غل5:3) .

سادساً : نبوة
النبوة تعني أحيانا التنبؤ بما في المستقبل كما فعل النبي أغابوس حينما تنبأ بالروح القدس أن جوعاً عظيماً كان عتيداً أن يصير علي جميع المسكونة وقد تحققت نبوءته وحدث هذا الجوع في عهد كلوديوس قيصر (أع28:11) .
ونفس هذا النبي تنبأ عن بعض الاضطهادات التي كان سيلاقيها بولس الرسول "فأخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال : هذا يقوله الروح القدس أن الرجل الذي له هذه المنطقة سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه الي أيدي الأمم (أع11:21) وقد تحققت هذه النبوة بعد ذلك بقليل (أع36:27:21) . وفي عصر الرسل كان يوجد أنبياء كثيرون غير أغابوس (أع27:11) .
كذلك كان لفيلبس المبشر أحد الشمامسة السبعة " أربع بنات عذارى كن يتنبأن " (أع9:21) ، كذلك تدل كلمة النبوة في العهد الجديد إلي قوة إعلان الحق الالهى أثناء الوعظ والإرشاد وتفسير الكتاب المقدس بفهم وعمق واستخراج المعاني والتأملات العميقة النافعة منه ، كل ذلك مع المعونة الالهية التي تعطي للمتكلم أو الواعظ التي تقود السامعين إلي الإيمان والتوبة والسلوك الروحي الصحيح في كافة نواحي الحياة .

سابعاً : تمييز الأرواح
كثر مدعو النبوة في الكنيسة الأولي وأحدثوا بلبلة كثيرة بين المؤمنين لذلك أعطي الروح القدس بعض المؤمنين موهبة تمييز الأرواح أي قوة ملاحظة وفهم ومعرفة من يتكلم بإلهام الروح القدس ومن يتكلم من نفسه أو بإيحاء من الأرواح الشريرة مدعياً النبوة كذباً ، نصح معلمنا يوحنا الرسول المؤمنين قائلاً : "أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالم " (1يو1:4) ، لذلك لزم أن يهب الروح القدس لبعض المؤمنين قوة إفراز لتمييز الملهمين بالحق من المدعين الإلهام باطلاً ، كذلك يوصينا معلمنا بولس الرسول قائلاً "امتحنوا كل الأشياء وتمسكوا بالحسن" (1تس21:5).
كما يوصي مؤمني كورنثوس قائلاً "أما الأنبياء فليتكلم اثنان أو ثلاثة (في الاجتماع الواحد) وليحكم الآخرون (1كو29:14) ممن لهم موهبة تمييز الأرواح .

ثامناً : أنواع ألسنة
موهبة التكلم بألسنة هي قوة يعطيها الروح القدس لإنسان بها يقدر أن يتكلم بلغة لم يتعلمها قبلاً ، كما حدث مع الآباء الرسل في يوم الخمسين حيث "امتلأ الجميع من الروح القدس وأبتدأوا يتكلمون بألسنة أخري كما أعطاهم الروح أن ينطقوا (أع3:2) والألسنة التي نطقوا بها كانت لغات حية مثل اليونانية واللاتينية والقبطية والعربية وغيرها ، مما جعل السامعين يتحيرون قائلين ما عسي أن يكون هذا ..كيف نسمع نحن كل واحد منا لغته التي ولد فيها..إننا نسمعهم يتكلمون بألسنتنا (بلغاتنا) بعظائم الله (أع12:8:2) وقد استعملها الآباء الرسل في الكرازة بالإنجيل عندما خرجوا إلي العالم أجمع ليكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (مر15:16) وأي رسول منهم وهو أصلاً يهودي شبه أمي لا يتكلم سوى الآرامية أي العبرية الدارجة حينما ذهب إلي أي شعب آخر وكلمهم بلغتهم بطريقة صحيحة نطقاً وقواعد وهو لم يتعلمها قبل ذلك شد انتباههم وإعجابهم واستمعوا إلي كلامه بإمعان ولما وثقوا من صحته واقتنعوا به آمنوا واعتمدوا .

تاسعاً : ترجمة ألسنة
كما أعطي الروح القدس بعض المؤمنين موهبة التكلم بألسنة أعطي البعض الآخر موهبة ترجمة الألسنة،فيترجمون للسامعين ما يقوله أصحاب الألسنة حتى يفهم السامعون ويستفيدون حتى تنال الكنيسة بنياناً (1كو5:14) .
موهبة ترجمة الألسنة هي التي تحكم موهبة الألسنة وتجعلها تبنى السامعين ، لذلك يقول الرسول"وإن لم يوجد مترجم فليصمت في الكنيسة" (1كو28:14) .
وفي العصر الرسولى كانت موهبة ترجمة الألسنة هي صمام الأمان لموهبة الألسنة لذلك كان الرسل يحتمون أنه في حالة استعمال الألسنة يجب أن يكون هناك مترجم حتى يستطيع السامعون أن يعرفوا أن المتكلم يتكلم بلغة حقيقية ذات معان وأن الروح القدس أعطاها له لينفع بها الآخرين .
وحتى الآن نرى أن الترجمة نافعة للخدمة،فإذا زارنا ضيف أجنبي لا يعرف لغتنا ولا نعرف لغته وأراد أن يلقي كلمة في اجتماع أو يعمل حواراً فلابد من مترجم يجيد اللغتين حتى يكون اللقاء مثمراً ومفيداً .
وننتهز هذه الفرصة لنهنىء أبناء كنيستنا المحبوبة في كل مكان بعيد حلول الروح القدس راجين أن يعيده الله علي الجميع بالخير والبركات.
ولإلهنا المجد الدائم الي الأبد آمين

.

Marina Greiss 06 - 10 - 2012 07:42 PM

رد: موضوع متكامل عن عيد حلول الروح القدس "البنتيقوسطى"
 
بركات الامتلاء بالروح القدس



قال معلمنا بولس الرسول "لا تسكروا بالخمر الذي فيه عدم الصحة ، بل امتلئوا بالروح" (أف18:5( والترجمة الدقيقة لعبارة "امتلئوا بالروح" هي "دعوا الروح يملأكم ويقصد هنا الروح القدس.

على أساس أن الروح القدس ساكن فينا منذ أخذنا نعمة المعمودية وسر الميرون المقدس وأصبحنا هياكل الله وروح الله ساكن فينا "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (1كو19:6) ، "احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2تى14:1) .

والمطلوب منا أن نعطى الروح القدس الساكن فينا فرصة ليعمل وينتشر ويملأنا بنعمته وعمله الإلهي،ينتشر في كياننا طولاً وعرضاً وعلواً وعمقاً (أف18:3) ، أي في كل الإتجاهات،ولا يظل محصوراً محبوساً في داخلنا بدون عمل .

المطلوب منا أن نضرم أو نشعل موهبة الروح القدس التي فينا بممارسة وسائط النعمة والخلاص،ونزيل من أمامه العوائق كالخطايا والأخطاء وسلبيات الحياة،حتى نشتعل بلهيب نار الروح القدس ونصبح روحيين بدرجة عالية ونصل إلي "الإنسان الكامل ، إلى قياس قامة ملء المسيح"(أف13:4) .

الامتلاء بالروح القدس معناه أن يصير الروح القدس مالئاً كل كيان الإنسان وينفذ إلى كل الخلايا والذرات مثل شحنة كهربية دخلت ونفذت إلى كل خلية وذرة في كيان الإنسان حتى تخترق مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ (عب13:4) .

الامتلاء بالروح القدس،هو أن يصل الإنسان إلى حالة أن يصير عمل الروح القدس شاغلاً كل فراغ الروح والقلب بحيث لا يصبح للإنسان اهتمامات جسدانية أو عالمية وإنما تصير كلها اهتمامات روحية .

الامتلاء بالروح القدس ، هو أن يمتلىء قلب الإنسان بالروح القدس امتلاء كامل وأن يملك الروح القدس قلب الإنسان امتلاكاً كاملاً مثل الإسفنجة المغموسة في الماء ، فالماء يحاصرها من كل جهة ناحية "لأن محبة المسيح تحاصرنا" (2كو14:5) وتصبح الإسفنجة مشبعة بالماء تماما .

الامتلاء بالروح القدس ، هو أن نسلم أجسادنا لقيادة أرواحنا ، ونسلم أرواحنا لقيادة الروح القدس ، فنصل إلى درجة عالية من الروحانية،بحيث يرتفع كل شيء فينا إلى مستوى الروح ، حتى الجسد يتروحَن ، فالإحساسات والمشاعر والعواطف والوجدان والأهداف والممارسات تتروحن؛أي تشحن بقوة روحية ، بحيث تتنقى وتتقدس وتطرد العواطف والمشاعر الرديئة والشهوات الجسدانية الأرضية ويحدث صلح بين الجسد والروح ، حينما يخضع الجسد لأوامر الروح ، وينتهي الصراع التقليدي بينهما ، والذي قال عنه معلمنا بولس الرسول "اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد.لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد،وهذان يقاوم أحدهما الآخر ولكن الذين هم للمسيح يسوع قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات ، إن كنا نعيش بالروح،فلنسلك أيضا بحسب الروح" (غلا16:5،17،24،25) .

وأمامنا في الإنجيل نماذج عالية تشجعنا علي الإمتلاء بالروح القدس ، فالسيد المسيح مثلنا الأعلى مكتوب عنه أنه "كان ينمو ويتقوى بالروح،ممتلئاً حكمة ، وكانت حكمة الله عليه" (لو40:2)، ولما حل عليه الروح القدس في نهر الأردن"رجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس ، وكان يقتاد بالروح في البرية" (لو1:4) .

زكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان امتلأ من الروح القدس (لو67:1( .
يوحنا المعمدان نفسه امتلأ بالروح القدس من بطن أمه وسجد للسيد المسيح سجوداً روحانياً (لو41:1-44) .

الآباء الرسل حينما حل عليهم الروح القدس في يوم الخمسين "امتلأ الجميع من الروح القدس ، وابتدئوا يتكلمون بألسنة أخري (بلغات أخري) كما أعطاهم الروح أن ينطقوا" (أع4:2) .

نقرأ في رسالة القديس بولس الرسول إلي أهل أفسس عن غنى المسيح الذي لا يستقصى (أف8:3) ، والتأييد بالقوة بروحه في الإنسان الباطن (أف16:3) ، والامتلاء إلى كل ملء الله (أف19:3)،كذلك نقرأ عن قامة ملء المسيح (أف13:4) ، كما نقرأ نصيحة أو وصية معلمنا بولس الرسول لنا "لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة،بل امتلئوا بالروح" (أف18:5) ، فمن يسكر بالخمر فإنه يكسر الجزء الأول من الوصية،ومن يهمل في الامتلاء بالروح القدس ويبقي بدون امتلاء،يكون كاسراً لبقية الوصايا ، كمن يكسر وصية وجوب الصلاة أو الصوم أو العطاء أو المحبة،ويخسر خسارة كبيرة ويكون مجرماً في كل الوصايا،كما قال معلمنا يعقوب الرسول "من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة،فقد صار مجرماً في الكل" (يع10:2) .

إن روح الله القدوس يسعى لكي يملأ قلوبنا بقوته ونعمته ويغرس فينا عطشاً للامتلاء ، إنه يشتاق أن يملأ الأوانى الخزفية،وهو لا يهدأ حتى يملأنا بالغيرة والحماس لحياة الامتلاء .
وعلينا أن نتجاوب معه ونعطيه الفرصة أن يعمل فينا بقوة حتى يجعلنا روحانيين ، فلا نقاومه كاليهود (أع51:7) ، ولا نحزنه بأعمالنا الشريرة (أف30:4) ، ولا نطفئه (1تس19:5) بخطايانا وعدم استماعنا لصوت همساته الحانية الرقيقة في داخلنا أن نعيش حياة التوبة والالتصاق بالله والسيرة المستقيمة المقدسة .
فوائد الامتلاء بالروح القدس

إذا امتلأنا بالروح القدس سننال بركات وفوائد كثيرة منها :
1 - الامتلاء بالروح القدس يثبتنا أكثر في المسيح :
إن هدف حلول الروح القدس هو أن يشهد للمسيح ويساعدنا نحن أيضا في الشهادة للمسيح،كما قال بفمه الطاهر "ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب ، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق ، فهو يشهد لي،وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء " (يو26:15،27) . الروح القدس يجعلنا نعرف سر المسيح، وقيمة عمله الخلاصى لنا
قال الرب "أما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14) ، وحينما نعرف كل شيء عن المسيح نحبه أكثر ونلتصق به ونثبت فيه أكثر ، خصوصا أنه يلح علينا كثيراً جداً أن نثبت فيه لأجل منفعتنا نحن ، يقول: "اثبتوا فيَّ وأنا فيكم" (يو4:15). "الذي يثبت فيَّ وأنا فيه ، هذا يأتي بثمر كثير،لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" (يو5:15) . " إن ثبتم فيَّ وثبت كلامي فيكم،تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يو7:15) . " أثبتوا في محبتى" (يو9:15) . "كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" (يو11:15) .

الروح القدس بعمله القوي يحفر في أعماقنا صورة المسيح الحي الممجد،كما يقول الرسول بولس "ونحن جميعا ناظرين مجد الرب يسوع بوجه مكشوف كما في مرآة ، نتغير إلي تلك الصورة عينها من مجد إلي مجد كما من الرب الروح" (2كو18:3) ، أي تتغير صورتنا لتكون مثل صورة المسيح،كما يشتهي معلمنا بولس الرسول لأجلنا قائلاً "يا أولادي الذين أتمخض بكم إلي أن يتصور فيكم المسيح" (غل19:4) .

الامتلاء بالروح القدس يجعلنا نمتليء بيسوع في داخلنا . نمتليء من معرفته،ونتأصل في محبته فنعرف محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي نمتليء إلي كل ملء الله (أف17:3-19) ونثبت في المسيح أكثر حسب نصيحة معلمنا بولس الرسول"ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله الذي ختمنا أيضا وأعطي عربون الروح في قلوبنا" (2كو21:1) .
2 - الامتلاء بالروح القدس يملأ الإنسان بالفرح والسلام :
بعد حلول الروح القدس علي الكنيسة الأولي في يوم الخمسين كانت حياتهم مملوءة بالفرح والابتهاج "كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله" (أع46:2) ، "وأما التلاميذ فكانوا ممتلئين من الفرح والروح القدس" (أع52:13) ، ويصلي معلمنا بولس لأولاده في روما قائلاً "وليملأكم إله الرجاء كل فرح وسلام في الإيمان،لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس" (رو13:15) .

وبعد أن كلم الرب يسوع تلاميذه عن عمل الروح القدس في حياتهم بعد صعوده،قال لهم "كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم" (يو11:15) ، فالروح القدس يملأ النفس التي تخضع للمسيح وتثبت فيه بالفرح والسلام ، ليكون فرحها كاملاً (يو24:16).
يقول القديس الأنبا أنطونيوس "حينما يسكن الروح القدس في نفوس المؤمنين المطيعين للمسيح ، يهبهم راحة ويجعل نير المسيح حلواً لهم ولا يخافون من شيء.لأن فرح الروح القدس يهب لعقولهم سلاماً ، وبهذا الفرح تغلب النفس جميع أعدائها وتنتصر عليهم وتدوس مشورتهم تحت قدميها،ويكمل عليها قول نحميا النبي "لأن فرح الرب هو قوتكم" (نح10:8( .
3 - الامتلاء بالروح يثمر كل ثمر الروح :
"أما ثمر الروح فهو محبة.فرح.سلام.طول أناة.لطف.صلاح.إيمان.وداعة.تعفف" (غل22:5( .
أول ثمرة هي المحبة،لأن الروح القدس هو روح الله أي روح المحبة،لأن الله محبة،ومحبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس (رو5:5) ، فمن الطبيعي أن تكون أولي ثمراته هي المحبة .
وفرح الروح القدس يتميز بالفرح والسلام العميق في النفس ، مع هدوء وثقة شديدة في الرب.وقد علمنا الآباء القديسين أن وجود السلام والهدوء في النفس رغم الشدائد والأعاصير هو علامة سكني الروح القدس في النفس.يقول الأنبا أنطونيوس"حينما يحل الروح القدس في النفس تمتلىء تعزية وسلاماً " .
كل ثمر الروح هو صفات وفضائل السيد المسيح التي عاش بها علي الأرض ، وحينما نمتليء بالروح نثمر ثمر الروح أي تظهر حياة يسوع فينا،وكما قال معلمنا بولس الرسول "لكي تظهر حياة يسوع في جسدنا المائت" (2كو11:4) ، وهكذا "يقودنا الله في موكب نصرته في المسيح كل حين،ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان" (2كو14:2) .

4 - الامتلاء بالروح القدس يملأنا بالقوة الروحية :
قال الرب لتلاميذه"ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض" (أع8:1) ، وكان قد سبق وأوصاهم قائلاً "أقيموا في أورشليم إلي أن تلبسوا قوة من الأعالي" (لو9:24) .
فامتلاء الإنسان بالروح القدس يعطيه قوة روحية فائقة ، تمكنه من العبادة بالروح والسلوك بالروح والخدمة المؤثرة والشهادة للمسيح بكل شجاعة،كما يعمل في السامعين لإقناعهم،يقول معلمنا بولس الرسول: "وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة،لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله" (1كو4:2) ، ونري في يوم الخمسين خطاباً بسيطاً قصيراً لمعلمنا بطرس الرسول أمام الجموع التي احتشدت لتري أعجوبة حلول الروح القدس ، فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل:ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة ؟ ، فقال لهم بطرس : "توبوا وليعتمد كل واحد منكم علي اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا،وأنضم في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس" (أع2) .
بعد حلول الروح القدس علي الرسل ، تحولت حياتهم من الضعف واليأس والخوف ، إلي القوة والشجاعة ، "امتلأ الجميع من الروح القدس ، وكانوا يتكلمون بكلاك الله بمجاهرة وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع" (أع31:3) .
وسفر أعمال الرسل كله هو تسجيل لمظاهر قوة الروح القدس التي ظهرت علي الآباء الرسل وأفراد الكنيسة الأولي ، في خدمتهم وشهادتهم للمسيح واحتمالهم الاضطهاد من أجل المسيح .
إن من يقرأ سفر أعمال الرسل بقلب منفتح،يلمس بوضوح القوة الفائقة التي تنتج من الامتلاء بالروح القدس ، لأنه روح القوة .
يقول معلمنا بولس الرسول"الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح" (2تي7:1) ، وهذه القوة ليست للرسل فقط بل لكل مؤمن يطلبها بإلحاح"لكي يعطيكم الله بحسب غني مجده ، أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن" (أف16:3( .
كيف نمتلىء بالروح القدس ؟

1 - الصلاة والعبادة :
أهم وسيلة من وسائل الامتلاء بالروح القدس هي الصلاة والعبادة ، ففي الصلاة تتقابل أرواحنا مع روح الله،لأن الصلاة هي عمل من أعمال الروح القدس فينا "فإننا لا نعرف ما نصلي لأجله كما ينبغي ، ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات (تنهدات) لا ينطق بها لأنه يعين ضعفاتنا.وبحسب مشيئة الله يشفع في القديسين" (رو26:8) . فإذا واظبنا علي الصلاة بأمانة امتلأنا من الروح القدس. السيد المسيح له المجد ، وهو غير محتاج للصلاة ، كان يقضى الليالي الطويلة في الصلاة (لو12:6) ، لكي يعطينا النموذج الصالح للإنسان الكامل الممتلىء من الروح القدس والذي ينقاد بالروح القدس ويسلك بالروح فلا يكمل شهوة الجسد .
يحثنا السيد المسيح علي الصلاة قائلا"كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً "(يو23:16،24) وما هو الفرح الكامل ؟ هو الامتلاء من الروح القدس"لأن فرح الرب هو قوتكم" (نح10:8) .
في المزمور الخمسين نصلي قائلين "قلباً نقياً اخلق في يا الله،وروحاً مستقيماً جدده في أحشائي.لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني.امنحني بهجة خلاصك وبروح مدبر (الروح القدس) عضدني"،وفي آخر مزامير صلاة باكر نقول"علمني يا رب أن أصنع مشيئتك لأنك أنت هو الهي.روحك القدوس فليهدني إلي سبل الاستقامة" .
نصلي صلاة الساعة الثالثة تذكاراً دائماً ويومياً لحادثة حلول الروح القدس علي الرسل في يوم الخمسين .
في الإنجيل نذكر وعد السيد المسيح للرسل بإرسال الروح القدس عليهم ، فنردد قول الرب"ومتي جاء المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي.فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو26:14) .
وفي القطع نطلب بإلحاح أن لا ينزع الله روحه عنا ، بل يجدد عمله وينشط تأثيراته فينا حتى نسلك بالروح .
نقول في القطعة الأولي"روحك القدوس يا رب الذي أرسلته علي تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في وقت الساعة الثالثة ، هذا لا تنزعه منا أيها الصالح،لكن جدده في أحشائنا.قلباً نقياً اخلق في يا الله،وروحاً مستقيماً جدده في أحشائي،لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني وفي القطعة الثانية نقول"أيها الرب الذي أرسلت روح قدسك علي تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين في الساعة الثالثة ، هذا لا تنزعه منا أيها الصالح ، لكن نسألك أن تجدده في أحشائنا يا ربنا يسوع المسيح ابن الله الكلمة.روحاً مستقيماً ومحيياً.روح النبوة والعفة.روح القداسة والعدالة والتدبير ، أيها القادر علي كل شيء" .
وفي القطعة الرابعة نقول "أيها الملك السمائى المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان والماليء الكل.كنز الصالحات ومعطي الحياة هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح وخلص نفوسنا" .
وفي تحليل الساعة الثالثة نقول "يا إله كل الرأفات ورب كل عزاء، الذي عزانا بعزاء روحه القدوس.نشكرك لأنك أقمتنا للصلاة في هذه الساعة الثالثة المقدسة التي أفضت فيها نعمة روحك القدوس بغني علي تلاميذك القديسين ورسلك المكرمين مثل ألسنة نار.نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر.اقبل إليك صلواتنا ، واغفر خطايانا ، وأرسل علينا نعمة روحك القدوس ، وطهرنا من كل دنس الجسد والروح،وانقلنا إلي سيرة روحانية لكي نسعى بالروح ولا نكمل شهوة الجسد" .
2 - التوبة :
ومن أهم وسائل الامتلاء بالروح القدس ، فحص الضمير.ومراجعة النفس.والندم علي الخطايا السابقة والتوبة الصادقة والاعتراف الأمين علي الكاهن والعزم الأكيد علي تجديد السيرة والسير مع الله والالتصاق به .
3 - القراءة في الكتاب المقدس والكتب الروحية :
لأنها تعطي الإنسان شحنة روحية وطاقة داخلية للحياة النقية الطاهرة والسلوك حسب مشيئة الله كما يحق لإنجيل المسيح .
4 - التأمل :
أي التأمل في شخص السيد المسيح،وسير القديسين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة ، حسب وصية الرسول "انظروا إلي نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13) .
5 - التناول من جسد المسيح ودمه الأقدسين :
كل إنسان لابد أن يأكل ليحيا ، وحياة الجسد تقوم بالغذاء الجسدي وإن لم يأكل يموت . كذلك أرواحنا لابد أن تتناول من الطعام الروحاني لكي تحيا .
قال الرب يسوع"من يأكل من هذا الخبز يحيا إلي الأبد والخبز الذي أعطيه هو جسدي.من يأكل جسدي ويشرب دمي ، فله الحياة الأبدية.فالذي يأكلني يحيا بي.الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه ، فليس لكم حياة في أنفسكم "كما قال "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه" (يو6) .
كما نتغذي بالطعام الجسدي باستمرار لحياة أجسادنا ، علينا أن نتناول من الطعام الروحي الذي هو جسد المسيح ودمه الأقدسين باستمرار لحياة أرواحنا وضمان عدم ضعفها أو ذبولها،ولا نكتفي بالتناول في المناسبات فقط .
بالمعمودية نغتسل ونتطهر من خطايانا الأصلية أو الجدية ، وبالتناول نغتسل ونتطهر من خطايانا الفعلية اليومية.لأن "دم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية" (1يو7:1) .
ويقول الكاهن في الاعتراف الأخير بالقداس "يعطي عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه" .
وعن القديسين في السماء ، قال أحد الشيوخ ليوحنا الرائي "هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة،وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الحمل" (رؤ14:7) .
وحينما يطهر القلب بالعبادة والتوبة والتناول من الأسرار المقدسة ووسائط النعمة والخلاص ، يسر الروح القدس أن يملأه ويسكن فيه،ويصبح بحق هيكلا للروح القدس.
آمين .


الساعة الآن 08:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025