![]() |
كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg كتاب صانع الخيرات: 100 رسالة تعزية للمتضايقين القس بيشوي فايق قصة هذا الكتاب في بدايات عام 2020 كانت الأخبار تتطاير يومًا وراء يوم عن فيروس اسمه كوفيد 19 أو كورونا يتسبب في مرض قاتل في مدينة ووهان الصينية، وعن قدرة الفيروس في إنهاء حياة نسبة لا بأس بها من المرضى في مدة زمنية بسيطة، وهكذا انتشرت الأخبار مع ازدياد أعداد المصابين، ومع تزايد الوفيات الناتجة عن كوفيد 19 بسرعة، وخلال شهر امتد الفيروس إلى قارات الأرض، عندئذ غمرت التحذيرات من الفيروس المميت الذي لا علاج له الإذاعات والشبكات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي، فأخذت الدول الأمر على محمل الجد، واتخذت الإجراءات الاحترازية من منع السفر منها وإليها، وهكذا حدث توقف في كل مناحي الحياة تقريبًا من سياحة وتجارة وعمل، واقتصاد وتعليم، ومن ترفيه، وعمّ الأمر أيضًا العبادة فتم حظر التجمع في دور العبادة فتوقفت العبادة الجمهورية للشعب وتوقفت اجتماعات الشعب بكل أنواعها، وتوقفت مدارس التربية الكنسية أيضًا. عندئذ كانت الحاجة ماسة لرسائل تعزية إلهية تصل الناس في منازلهم، وهكذا نشأت فكرة إرسال رسائل تعزية يومية تعتمد على فكر الكتاب المقدس وتعاليمه في مثل هذا الظرف الحساس. لقد أعاننا الرب في صياغة أكثر من مائة رسالة بنعمة الله، والتي أخرجها أحد الخدام المحبوبين في تصميم فني رائع مزج فيه الكتابة بالصور المعبرة. وبعد انقضاء شهور على بدء هذا العمل وجدنا أن التعاليم التي تضمنتها هذه الرسائل تصلح للتعزية لكل من هو في ضيقة، ولهذا قررنا بنعمة الله أن نجمعها في كتاب واحد، لتحقق الفائدة المرجوة، لأن كلمة الله الحية الفعالة هي السند والعون في هذه الحياة المليئة بالأتعاب، كقول أب الآباء يعقوب: "... أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي.." (تك 47: 9). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
أقدم شكري وامتناني لأبي نيافة الحَبر الجَليل الأنبا هرمينا، الأسقف العام لكنائس شرق الإسكندرية، لتشجيعه لي على الكتابة في المجال الروحي، فهو له الفضل في إصدارِ سلسلة كتاب عندي سؤال، وكتاب بداية الزمان، وأيضًا هذا الكتاب (صانعُ الخَيرَات). كما أشكر له تفضله بمراجعة هذا الكتاب رغم ضيق وقته، وكثرة انشغالاته في الخدمة.. الرب يديم أبوته ومحبته وحبريته سنينًا كثيرة. كما أشكر آبائي كهنة كنيسة السيدة العذراء بالزيتون على تشجيعهم لضعفي، ومساندتي في ضمِّ مادة الكتابِ؛ الذي كان في صورة رسائل يومية للخدام لتخرج للقارئ العزيز في صورة كتاب. وأيضًا أشكر إخوتي خدام الكنيسة، الذين اهتموا بقراءة مقالات هذا الكتاب ونشرها كرسائل يومية قبل تجميعها معًا. كما أخصّ بالشكرِ والامتنان الأحباء الذين قاموا بالمراجعة اللغوية والإملائية لهذا الكتاب، وأيضًا الذين أضافوا صورًا مناسبة للمقالات توضح الهدف المرجو، والذين نسقوا وأخرجوا هذا الكتاب، وأيضًا مَن صمم غلاف هذا الكتاب بهذه الصورة المُعبرة. وبالإجمال الرَّبّ يُعوض كل من له تعب ومشاركة في هذا العمل. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg المتضايقون أشبعهم بالخيرات لا يترك الله البشر للضيق والمعاناة، ولكنه يعوضهم عن أحزانهم بالخيرات ليُنسيهم آلامهم، ويقودهم إلى مجده. لقد أنعم الله على الأديبة الموهوبة هيلن كيلر بمواهب عظيمة، ليعوضهما عما أصابها في صغرها من صمم وعدم قدرة على الكلام. وأفاض الله أيضًا مواهبه، على من ولدوا بضعف أو نقص في وظائف الجسد، ومن أمثال هؤلاء الأديب المصري الكبير طه حسين، والذي شغل منصب وزير التعليم، وأنتج العديد من الأعمال الأدبية الرائعة، وأيضًا الموسيقار الألماني الفذ بتهوفن، الذي لم يمنعه فقدانه نعمة السمع من تأليف بعض أشهر المقطوعات الموسيقية، وهكذا... إن الله الصالح الرحوم يفيض أيضًا على المتضايقين نِعَمهُ وخيراته الجزيلة، ليُفَرِّج عنهم كربهم. لقد أخبر الرسول العظيم بولس عن اهتمام الله به، أثناء ضيقه في مكدونية، وذلك بإرسال الله له تلميذه تيطس، قائلًا: "لكِنَّ اللهَ الَّذِي يُعَزِّي الْمُتَّضِعِينَ عَزَّانَا بِمَجِيءِ تِيطُسَ" (2كو 7: 6). وقد عزى الله أيضًا أمنا حواء، بعد مقتل هابيل البار، بولادة ابن جديد أسمته شيث. وعَوَّضَ دانيال النبي عن ذله، وهو أسير في قصر نبوخذنصر بنعمة الحكمة، التي جعلت منه مشيرًا للملوك، وأجبرت كل من في القصر على احترامه وتقديره. وعزى الله يوسف الصديق عندما وهبه توفيقًا، ونجاحًا في كل ما امتدت إليه يديه في بيت فوطيفار، فترك له فوطيفار تدبير بيته، ورقاه فوق كل العاملين معه، وعندما أُلقيَّ يوسف في السجن، أعطاه الله نعمة خاصة في عيني رئيس السجن، كقول الكتاب: "وَلكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا، وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ" (تك 39: 21). فترك له رئيس بيت السجن تدبير العمل والنظام في السجن. أخيرًا، يجب على الإنسان ألاَّ يوقف مسيرة حياته من أجل الضيق الذي أصابه، فلا يتذمر على الله، ولا على من حوله، ولكن عليه أن يتعزى بما وهِبَ له من نعم. فاكتشف يا أخي نعمة الله وتعزياته لك، واعتبرها طوق النجاة، الذي يخرجك من ضيقك، حينئذ تستطيع أن تكمل مسيرك مع الله، إلى المجد الذي أعده لك. لقد أعلن المرنم خضوعه التام لله، وقراره بالمسير تحت إرشاده، وهدايته له، واثقًا أن الله سيقوده للمجد، قائلًا: "وَأَنَا بَلِيدٌ وَلاَ أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَكَ. وَلكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ. أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى. بِرَأْيِكَ تَهْدِينِي، وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي" (مز 73: 22-24). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg خطر الموت إخوتي الخدام القديسون المباركون، جنود ربنا يسوع المسيح الصالحون، نعمة وسلام لأرواحكم أجمعين. إنَّ الرعب الكثير من فيروس كورونا، أخطر من كورونا نفسه؛ لأن كورونا قد يتسبب في موت بعض أجساد البشر، وهذا علميًا مجرد احتمال.. أما الرعب والخوف من الوباء فسيقضي على ما هو أهم من ذلك بكثير وهو الإيمان. لا تتبنوا يا إخوتي نشر التحذيرات الصحية الكثيرة، لأن هذه لها أشخاص متخصصين من الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي. أما نحن الخدام فمهمتنا -التي لا يقدر أن يقوم بها سوانا- هي الحث على التوبة عن أفكار القلب الشريرة وقساوته، والتضرع بانسحاق أمام الله طلبًا لمراحمه التي لن تفنَ أبدًا. وأيضًا التحذير الجاد من موت الإيمان، الذي بالتأكيد سيتسبب في الموت الأبدي لكل من يصيبه! لذلك احذروا، احذروا، احذروا... ولا تنشغلوا عن مهمتكم التي اختاركم الله لها. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg الصليب هو قوة الله للحفظ من تعزيات السماء لنا أن يأتي عيد الصليب في وسط المخاوف من وباء كورونا. أن الصليب هو قوة الله للحفظ في وسط الوباء، كما قيل عنه: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1كو1: 18). وهو أيضًا شهادة وعلامة حب الله لنا، كقوله: "اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟" (رو 8: 32). لا تبالغ كثيرًا يا أخي في خوفك من الإصابة بالمرض، بل بالحري، ارشم ذاتك بعلامة الصليب، عند خروجك من منزلك، ارشم طعامك وشرابك بعلامة الصليب. ألسنا ننصح أطفالنا برشم علامة الصليب لكي نبعد عنهم الخوف!! لا تخف لأن الصليب قوة تغلب بها، كما قيل لقسطنطين الملك، عندما رأى علامة الصليب المحيية في السماء بهذا تغلب. كلما رشمت ذاتك بعلامة الصليب تَذَّكر حضور الرب القائم، وهو يحمل في جسده آثار جراح المسامير والحربة، تَذَّكر أنه يُطَمأنُكُ، كقول الكتاب لإسحاق أب الآباء: "... لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ..." (تك26: 24). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg الذعر والرعب القاتل التأثير الضار لسماع أخبار كثيرة، لفترات طويلة بخصوص وباء كورونا، يمكن تشبيهه، بقاتل قد شَهَرَ سكينًا في وجه أحد ضحاياه، ثم أخذ يسنَّ حد السكين أمام عيني ذلك المسكين، وأطال الوقت في سنَّ حدّ سكينه، أنه يريد أن يقتله نفسيًا، بالرعب والذعر، حتى ولو لم يقتله فعليًا. إنَّ الشيطان يستغل خوف الكثيرين في ترديد أخبار الوباء السيئة لتنتشر، وتصيب الناس بالفزع، لكيما يعانوا من التوتر والخوف والارتباك الدائم، وبالطبع يَضعُف إيمانهم. أما وعود الله لمن يتكل عليه فهي أخبار سارة، تُعطي الطمأنينة، وتدفع الإنسان للتسليم ليد الله القدير المحب الضابط الكل، كقول الكتاب: "سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي" (مز 37: 5). إنه وقت هام الآن ينبغي أن نقف فيه للصلاة، لكي نعلن ضعفنا واتكالنا على الله القوي، ونسلم حياتنا ومصائرنا بين يديه، ونقول له: "اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟" (مز 27: 1). القارئ العزيز... لا تهتم بسماع الكثير والكثير من هذه الأخبار السيئة، ولكن قف أمام الله الذي يُعلن لك، ولكل إنسان حبه على الدوام.. لا تلتفت للمخاوف.. تَقَوى بالإيمان بوعود الله، كما فعل رجال الإيمان، حسب قول الكتاب عنهم: "أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ" (عب 11: 34). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg رتب أولوياتك علمنا وباء كورونا ترتيب الأولويات... لقد أثبت كورونا أن الحياة أفضل من الاقتصاد، لأن الدول ضحّت بجذب السياح من أجل الحياة، وأنها أفضل من التعليم بعد أن أغلقت الدول أبواب المدارس والجامعات من أجل الحياة، وأفضل من الأعمال والصفقات بعد أن أوقفت شركات الطيران رحلاتها، وأفضل من العمل بعد أن وافقت على توفير العمالة وخلو المكاتب، وهكذا... لكن هل تعرف يا أخي، أن الكتاب المقدس قد سبق منذ زمان بعيد، ورتب لك الأولويات، لكي لا يصيبك الهلاك، بقوله لك: "اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ" (لو12: 23). هل تدرك هذه الحقيقة الغالية، وهي أن حياتك الأبدية أهم ما لديك، حتى ولو خسرت حياتك الأرضية في سبيلها، تحقيقًا لقوله: "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟" (مر 8: 36). إنَّ الشيطان يستغل خوف الكثيرين في ترديد أخبار الوباء السيئة لتنتشر، وتصيب الناس بالفزع، لكيما يعانوا من التوتر والخوف والارتباك الدائم، وبالطبع يَضعُف إيمانهم. أما وعود الله لمن يتكل عليه فهي أخبار سارة، تُعطي الطمأنينة، وتدفع الإنسان للتسليم ليد الله القدير المحب الضابط الكل، كقول الكتاب: "سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي" (مز 37: 5). إنه وقت هام الآن ينبغي أن نقف فيه للصلاة، لكي نعلن ضعفنا واتكالنا على الله القوي، ونسلم حياتنا ومصائرنا بين يديه، ونقول له: "اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟" (مز 27: 1). القارئ العزيز... لا تهتم بسماع الكثير والكثير من هذه الأخبار السيئة، ولكن قف أمام الله الذي يُعلن لك، ولكل إنسان حبه على الدوام.. لا تلتفت للمخاوف.. تَقَوى بالإيمان بوعود الله، كما فعل رجال الإيمان، حسب قول الكتاب عنهم: "أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ" (عب 11: 34). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg أين أذهب من كورونا؟ يتخيل البعض أن ضيقة وباء كورونا لا مفرّ منها، فيسقطون في الخوف، ويتناسون، أن الرب يمكنه أن يعطي أحباءه مخرجًا من الضيقة، مهما كانت شدتها، كقول الكتاب: "اَللهُ لَنَا إِلهُ خَلاَصٍ، وَعِنْدَ الرَّبِّ السَّيِّدِ لِلْمَوْتِ مَخَارِجُ" (مز 68: 20). هل تعلم صديقي أن الرب ملجأٌ، وهل تعي معنى الكلمة، هو ملجأ لمن يحتمي به، كقوله: "وَيَكُونُ الرَّبُّ مَلْجَأً لِلْمُنْسَحِقِ. مَلْجَأً فِي أَزْمِنَةِ الضِّيقِ. وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ الْعَارِفُونَ اسْمَكَ، لأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ" (مز 9: 9، 10). طلب داود النبي من الله، وهو هارب من جيش بأكمله، وعلى رأسه شاول الملك، قائلًا: "وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ" (مز 27: 4). ولكن ما هو الجمال الذي كان داود يود أن يتفرس فيه.. إنه ما في الله من حب عجيب، وسلام، وقوة ومقدرة على كل شيء.. حكمة وتدبير، وعود صادقة. إن بيت الله هو سكناه في داخلك.. الجأ إليه بالصلاة بإيمان، لأن هذا هو باب الحصن الوحيد، وثق في قوله: "اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ" (أم 18: 10). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg الصلاة باب التعزيات السمائية تتطاير الأخبار السيئة عن وباء كورونا حولنا من المحيطين، أو من وسائل الإعلام، أو من خلال التليفونات الذكية. ولكن البعض قد يغتّم بسبب محاصرة هذه الأخبار السيئة له. فمن هو الذي يُسري عنه هذا الكرب، ويفتح له بابًا للأمل؟!! إنها الصلاة باب التعزيات، والتي قيل عنها: "أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ. أَمَسْرُورٌ أَحَدٌ؟ فَلْيُرَتِّلْ" (يع 5: 13). إن هذا العالم الخانق يُشبه سجن ضيق جدًا، وأحد المسجونين فيه يعاني أزمات ضيق في التنفس، وكلما اشتدت عليه الأزمات رفعه المسجونين إلى أعلى، حتى يتمكن من استنشاق هواء نقي من الطاقة الصغيرة القريبة من سقف السجن.. لكن المسجونين معه ضاقوا به، فرفضوا أن يحملوه إلى أعلى الطاقة، فمات مختنقًا. القارئ العزيز... ارفع نفسك من خلال الصلاة، التي تعطيك الفرصة لتستنشق قليل من نسيم السماء العليل، وإلا ستختنق من الضيق الذي يحيط بك. هل تعلم أن كل مزمور فيه شفاء لنفسك؟ فقد تجد مزمور يطمئنك، وآخر يشدد إيمانك بالله القوي أو يؤكد لك أنه يحبك أو أنه لن يتركك. ما رأيك في هذا المزمور العجيب القائل: "أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي" (مز 23: 4). الصلاة بالمزامير (الأجبية) تنقلك إلى السماء، وتُنسيك همّك وكربك.. فهل اختبرت هذه التعزية العجيبة؟! إن كل مزمور من مزامير الأجبية سيُمَتَّعك بنعمة معينة، وسيكون عونًا وعزاء لك وقت ضيقك. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg انزل عن كرسيك كورونا وباء عام شمل تأثيره الكثير من نواحي الحياة.. ويندر وجود شخص لم يتضرر منه. ولذلك لا بد أن يشترك جميع الناس في الطلب والتضرع لله، لرفع مأساة هذا الوباء... فهل تشعر أخي الحبيب بحاجتك، لرفع صوتك مع بني جنسك من البشر، بصرخات قلبية صادقة، وتتضرع لله، ليرفع عن العالم هذا الوباء البغيض؟! إن الله يود أن تنصهر البشرية المتفرقة -بسبب تَوجُهَّات الناس الذاتية وعجرفة البعض منهم- ليطلب الجميع ويصلوا معًا بروح واحدة، طلبًا لمراحم الله الكثيرة. لا تنس يا أخي أنه كلما امتد وانتشر الوباء كلما اقترب منك.. انزل عن مقعدك، واجلس على التراب مع عموم المتضرعين الصارخين من الناس، متذكرًا قول الكتاب: "اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا فِي الْجَسَدِ" (عب 13: 3). إننا جميعا نشترك في الضعف... انصحك يا أخي... اتضع، وضمّ صوتك إلى صوت إخوتك، وقل بصيغة الجمع مع المرنم: "ارْحَمْنَا يَا رَبُّ ارْحَمْنَا، لأَنَّنَا كَثِيرًا مَا امْتَلأْنَا هَوَانًا" (مز 123: 3). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg جهاد الصلاة يطرح عنّا ثقل الضيقة كما يجتمع الناس لدحرجة صخرة كبيرة، أو لدفع سيارة قد تَعطَّلت بطاريتها الكهربائية، ويبذلون جهدًا عظيمًا لدفعها للأمام، هكذا الآن مطلوب بذل الجهد في الصلاة بإيمانٍ من أجل إزاحة الوباء. لقد كثرت الدعوات لمشاركة جميع الناس في الصلاة، ومع أنه من المتوقع أن مَن لم يَتَعَوَّد على الصلاة، قد يجدها عملًا ثقيلًا.. لكن علينا جميعًا أن نثابر على الصلاة. قف وافتح أجبيتك، وردد المزامير، حتى ولو سرحت.. قف أمامه، واسجد على قدر ما تستطيع، وثق أنه سيأتي الوقت الذي تنال فيه عزاء، وقوة بالمثابرة في التضرع والصلاة.. أطع أمر الكتاب القائل: "وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ" (كو 4: 2). ثابر وجاهد في التضرع بإيمان وثقة، بأن الرب يسوع سيقوم، وينتهر الريح والعاصفة. لقد ظن التلاميذ أن الرب يسوع المسيح نائمًا في السفينة حين هبت عليهم العاصفة، وكادوا يغرقون، فقالوا له: "وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟ فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: اسْكُتْ! اِبْكَمْ! فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ" (مر 4: 38، 39). لا تستسلم لثقل جسدك، وقف باستماتة، لأن تعبك في الصلاة بمثابة ذبيحة حب، تُشارك بها الشهداء، وبها يتحنن قلب الله، كقوله: "حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي..." (نش 6: 5). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg الضيقة تدفعنا لتغيير أذهاننا علمنا الكتاب المقدس ضرورة تغيير دواخلنا، وليس فقط ما هو خارجي ومظهري، بقوله: "وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ" (رو 12: 2). إنني أتخيل زوال ضيقة وباء كورونا في القريب العاجل، ولكن هل ستتغير دواخلنا، ونقتنع في يقين شديد، بضرورة الامتناع عن أمور سلبية، كنا نمارسها، في التعامل مع الله ومع القريب؟ وهل سنقتنع بالضغط على أنفسنا، لنطع وصايا الله، التي كنا نغفلها سابقًا؟ لقد كشفت ضيقة كورونا عن ضعفات، وسلبيات في كل منا. وكشفت أيضًا عن تقصير وإهمال نحو الله والإخوة. ولكن مهما كانت الإجابة هناك تساؤل هام، وهو هل نعاهد الله أن نجاهد في طاعته من الآن وفيما بعد؟ مثلًا ما هو موقفك يا أخي من الجهاد في الصلاة، وقراءة الكتاب، والتمتع بالقداسات؟ وهل ستدبر وقت كافٍ لذلك فيما بعد؟ هل سترحم نفسك، وتلجأ لإله الرحمة، وتعطي اهتمامًا بالأمور الروحية، بعدما تقتنع بالقول: "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ" (رو 8: 6). ما هو موقفك من الحياة الأسرية، وخدمة أهل بيتك؟ هل سَتُصْلِح تقصيراتك في حقهم، وتخضع لله، الذي يوصيك، قائلًا: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ" (1تي 5: 8). لنضع في قلوبنا من الآن كيف نجدد سلوكنا، وتصرفاتنا من نحو الله والقريب، بعد زوال ضيقة كورونا. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg كيف سيذهب عنا وباء كورونا؟ كلنا ننتظر تحنن الله، ونتخيل زوال غمة وباء كورونا قريبًا، ليعم الأمان مرة أخرى، فنخرج من بيوتنا في سلام وأمان، بدون أقنعة على الفم، نلمس ما نريد، ونتحرك في حرية دون خوف، ولكن الأمر يتعلق بالأكثر بنعمة الله، التي سترفع عنا الغمة، كقوله: "يَا رَبُّ، تَجْعَلُ لَنَا سَلاَمًا لأَنَّكَ كُلَّ أَعْمَالِنَا صَنَعْتَهَا لَنَا" (إش 26: 12). لقد أخبرنا الكتاب المقدس، أن ضربات الله أتت على مصر، بسبب غضبه على فرعون المعاند والمتكبر.. فمثلًا ضربة الجراد أتت، عندما أمر الرب موسى برفع عصاه على أرض مصر، وانقضت الضربة بأمره أيضًا، كقوله: "فَمَدَّ مُوسَى عَصَاهُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ، فَجَلَبَ الرَّبُّ عَلَى الأَرْضِ رِيحًا شَرْقِيَّةً كُلَّ ذلِكَ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ. وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ، حَمَلَتِ الرِّيحُ الشَّرْقِيَّةُ الْجَرَادَ" (خر 10: 13). وهكذا تم الشفاء ببساطة، بمجرد أمر الله لموسى النبي. أنه سلطان الله النافذ، لأنه هو الضابط الكل، والمتحكم في خليقته. لا تستصعب زوال الغُمَّة يا أخي، لكن المهم في أمر شفائنا هو توبتنا، ورجوعنا لله، وحينئذ سيرضى الله علينا، ويأمر بانتهاء الضربة والشفاء، فتتلاشى. لقد خادع فرعون موسى، ولم ينفذ عهده، ولكن الله كان أمينًا، ونفذ وعده له بالشفاء في كل ضربة، مع أنه كان يعلم أنه غير صادق في وعوده، ومع هذا كان فرعون في كل مرة يخادع، وينكث بوعده، ويرفض تنفيذ أمر الله، ولهذا أتت عليه الضربات، الواحدة تلو الأخرى. إن الله يؤدب بحنان من أجل التوبة، بل يحذر بشدة من الهلاك القادم، كقوله: "كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ" (لو 13: 5). فهل نستجيب؟ |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق *
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg كيف أتوب، ليرفع عني الله الضيقة؟ قد يظن الناس، أنهم لم يفعلوا خطايا كثيرة تستوجب توبة، وإذا سألت البعض عن خطاياه، قد يشكر الله، لأنه لم يقع في خطايا الزنا أو القتل أو السرقة، كما يفعل الكثيرون... ذلك ليس لأنه بارٌ بلا خطية، ولكن لأنه لا يعرف خطيئته، وقد لا يريد أن يعرفها، لأنه يضل نفسه، كقول الكتاب: "إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا" (1يو 1: 8). أنصحك يا أخي الحبيب، أن تصلي دائما، قائلًا: "... تَوِّبْنِي فَأَتُوبَ، لأَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ إِلهِي" (إر 31: 18). إن الخطية أشواك وأوجاع، وقد تؤدي بالخاطئ إلى الهلاك، لذلك صلي ليكشف لك الرب خطاياك، وثق أنه سيكشفها لك، إن كنت أمينًا في طلبك هذا. إخوتي الأحباء.. يجب أن نتوب عن خطايا الطباع والعادات، التي تؤثر على سلوكنا، لأنها خطايا ولود، ولكننا للأسف كثيرًا ما نتجاهل أمثال هذه الخطايا المركبة، فمثلًا... قد تكون قاسيًا، حينما لا ترحم من يخطئ في حقك وتغالي في تعنيفه، وهذا يعبر عن قساوة قلب، وعدم اهتمام بفضيلة الرحمة، وأيضًا عدم إحساس بمشاعر الآخر، وهي خطايا تؤلم قلب الله، وهذا بالطبع يحتاج منك لمثابرة في الصلوات، وصدق في التوبة.. وقد تكون ساخرًا من الآخرين على الدوام.. أو قد تكون متذمرًا على كل من حولك.. تلوم أحباءك، وتقرعهم، وترى على الدوام أخطاءهم، بينما لا ترى ما فيهم من أمور إيجابية.. صلِّ، واطلب أن يكشف لك الله خطاياك، وافحص طباعك جيدًا، ودقق في سلوكك، لكي يعطيك الله توبة، ويقبلك إليه، كقوله: "كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا" (يو 6: 37). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg كن حريصًا، والله يقيك ما خفيّ يؤكد المزمور الحادي والتسعون حفظ الله لأحبائه، بكلمات صريحة واضحة محددة، بقوله: "لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ، وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ. وَلاَ مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى، وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ" (مز 91: 5-7). إننا نلحظ ذكره خوف الليل، ووصفه للوباء بأنه يسلك في الدجى أي: الليل أيضًا. إن قوله في الدجى أو الليل يعني وباء يسلك بطريقة خفية ماكرة، أي تأتي العدوى دون أن نعلم من أين ستأتي. إننا نحتاط دائمًا مما نراه، وهذا أمر جيد ومطلوب، ولكننا مهما اتخذنا من احتياطات، لن نتمكن من تجنب أمور خفية، قد لا ندركها. لقد طمئننا الوحي الإلهي في هذا المزمور، أن الله كفيل بهذه الأمور المنسية أو الخفية، وأكد لنا أن ما لا يصيبنا، بسبب حفظ الله لنا كثير جدًا. لقد حدده الله بربوات، أي عشرات الآلاف من المخاطر التي تسقط على اليمين، والآلاف الأخرى التي تسقط على الشمال. إننا ننام كثيرًا، ونغفل عن الحذر وحفظ أنفسنا، ولكن الله لا ينام أبدًا كقوله: "إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ" (مز 121: 4). لذلك يجب ألاَّ تضطرب يا أخي من شيء مخفي، لا تعلمه، ولا تضطرب إذا غفلت أو نسيت شيئٍا من الاحتياطات الواجب اتخاذها. ارشم ذاتك بعلامة الصليب المحيي في خروجك، وفي دخولك، وأيضًا على كل ما تمتد إليه يديك، وثق أن إلهك لا يغفل أبدًا عن شيء، مما يجري حولك. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg لو لم يقصر الله تلك الأيام يمكننا أن نتخيل مقدار الهم والشدة التي يعانيها الإنسان حينما يُحبس في مكان، لا يكفي لتمديد جسده. هكذا تُضَيِّق الشدائد على الإنسان، فيحزن القلب، وتتوجع النفس. قد يحتمل الإنسان الضيقة لفترة ما من الزمن، ولكن كلما امتد زمان الضيق، كلما ضعف احتمال الإنسان، وخارت قواه. ولكن شكرًا لله، الذي وعد بتقصير زمان الضيقة لأجل المختارين، كقول الكتاب: "وَلَوْ لَمْ يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلْكَ الأَيَّامَ، لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ، قَصَّرَ الأَيَّامَ" (مر 13: 20). لقد وعد الله بتقصير أيام الشدة، وبالطبع وعده أكيد، لأنه هو المنزه عن الكذب، كقوله: "عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ" (تي 1: 2). إن الله يهتم بالمختارين، ولا يتخلى عنهم، وهو يتحنن لأجلهم. لقد تحنن الله على لوط، ولم يتركه ليهلك، عندما أحرق مدينتي سدوم عمورة، وأكثر من هذا كان الله مستعدًا، أن ينقذ أصهاره، إذا وافقوا على الخروج معه من المدينة، كقوله: "وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: مَنْ لَكَ أَيْضًا ههُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ، أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ" (تك 19: 12). إن كنت يا أخي تحيا حياة التوبة باستمرار، وتترك عنك خطيئتك متى أخطأت، وتصلح آثار ما تقترفه من خطايا دون تردد، وترجع لله بقلب طاهر على الدوام، فأنت إذًا من المختارين، الذين سيقصر الله أيام الضيقة لأجلهم، كقوله: "فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ" (إش 63: 9). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg احذر ما هو أخطر من الوباء يتخذ الناس احتياطيات شديدة خوفًا من فيروس كورونا، الذي لا يرونه بعيونهم، لكنهم يتخيلونه مختبئ في كل مكان، ولا يمكن أن ينسى الناس من ذاكرتهم هذا العدو اللدود طوال النهار، لأنه يفتك بالكثيرين، ولكنني أتعجب ممن لا يخاف عدو آخر أشرس من كورونا، يمكنه أن يُهلِك الناس، ومع هذا لا يأخذ الكثيرون حذرهم منه! إنه الخطية التي قيل عنها: "... وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا" (يع 1: 15) إن الموت بكورونا لا يقاس في خطورته بموت الخطية، لأنه لا يؤدي إلى الهلاك الأبدي، كموت الخطية. لقد عَلّمَ الله شعبه في القديم، أن يتعاملوا مع مرض البرص بحذرٍ شديد، فيعزلون الأبرص خارج مدينته، لئلا يمسه أحد، وقد اعتبر الكتاب البرص نجاسة، لأنه ثمرة للخطية، كقول الكتاب: "ثُمَّ يَرَاهُ الْكَاهِنُ... يَحْكُمُ الْكَاهِنُ بِنَجَاسَتِهِ. إِنَّهَا ضَرْبَةُ بَرَصٍ" (لا 13: 27). طالب الكتاب المقدس شعب الله بالحذر الشديد من الخطية، قائلًا: "امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ" (1تس 5: 22). فهل تتعامل يا أخي مع الشر كما تتعامل مع خطر كورونا. أنا أثق أنه لو قيل لك: احذر الإنسان الذي أنت مقبل عليه الآن، لأنه مصاب بفيروس بكورونا، فإنك ستدير ظهرك له سريعًا، وتهرب بدون تردد. فهل تهرب من مجالس النميمة والإدانة؟ مكان الشر والرذيلة، ومجالس الدنس والنكات البذيئة و.. و؟! هل تطيع أمر الكتاب القائل لك: "أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ" (2تي 2: 22). إياك يا أخي.. أن تستهن بالخطية، التي قيل عنها: "لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (أم 7: 26). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg لماذا الوباء؟ غضب الرب على شعب إسرائيل بسبب خطاياهم، وارتفاع قلب داود ملكهم، فقرر الله معاقبتهم، وطلب من داود أن يختار عقوبة واحدة من ثلاثة، لكن داود فضل أن تصاب مملكته بوباء، ولم يفضل المجاعة أو السقوط في يد الأعداء، قائلًا: "... قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدًّا. فَلْنَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ وَلاَ أَسْقُطْ فِي يَدِ إِنْسَانٍ" (2صم 24: 14). لقد أدرك الملك أن الوباء سيجلب عليه مراحم الله، ولكن لماذا؟! إن المجاعة تستدعي التخطيط والتدبير، للتصدي لها بإجراءات اقتصادية كثيرة... وصد الأعداء أيضًا يلزمه حشد الجيش، وتدريب الجنود، ورسم الخطط العسكرية. وكل من هذان الاختياران يلزمه مجهودات كثيرة، تعتمد على البشر، ولكن داود فضل ضربة الوباء، لأنها تحتاج الاعتماد والاتكال على مراحم الله القوي الحنون، كقوله: "الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ. الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ" (مز 118: 8، 9). لقد آمن داود بأن مراحم الله كثيرة جدًا، وأن الشعب عندما يرى الوباء وسرعته في الانتشار، سيصرخ لله طالبًا المراحم، وبالتالي يتحنن ويرأف الله بهم، كقول الكتاب: "فَإِنَّهُ وَلَوْ أَحْزَنَ يَرْحَمُ حَسَبَ كَثْرَةِ مَرَاحِمِهِ. لأَنَّهُ لاَ يُذِلُّ مِنْ قَلْبِهِ، وَلاَ يُحْزِنُ بَنِي الإِنْسَانِ" (مرا 3: 32، 33). لَم يِرْ داود في الله إله قدوس يغضب على الشر فقط، لكنه آمن أيضًا به كإله حنون، يرأف، ويتحنن على طالبيه، ويرحم، كقوله: "إِذْ قُلْتُ: قَدْ زَلَّتْ قَدَمِي، فَرَحْمَتُكَ يَا رَبُّ تَعْضُدُنِي" (مز 94: 18). فياليتنا يا إخوتي نتوب عن خطايانا، ونتضع أمام الله، واثقين من تحننه وكثرة رأفته، واستجابته لطالبيه. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg الوباء يفسد خططنا المستقبلية ربما أعد الكثيرون منّا خططًا مستقبلية سواء للسفر لدولة أخرى بغرض السياحة، أو لزيارة الابن أو الأخ أو بغرض التجارة والعمل أو.. أو.. وما يقال عن الأشخاص يقال عن الشركات، ويقال أيضًا عن الدول. لقد حلّ كورونا علينا فجأة، ليفسد الكثير من الخطط المستقبلية الواعدة. إن الله له السلطان في ممالك البشر، ولكن البشر ينسون أحيانًا سلطان الله، وحقه في التدخل في ممالك الناس، وقد أكد دانيال النبي هذه الحقيقة لنبوخذ نصر الملك، قائلًا له: "يَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ... حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ" (دا 4: 25). والله له أيضًا إرادة محددة، وخطط وترتيبات مسبقة من نحو بني البشر يجب أن تتم في حينها. إنه من المفيد لنا أن ندرك أن خطط الله وترتيباته لبني البشر تتفق مع صلاحه وحكمته، لأن ما يسمح به الله من أحداث يؤول إلى خير أحبائه، حتى ولو كان ذلك شدة أو ضيقة. لقد أخبر الله بني إسرائيل عن نيته الصالحة من نحوهم، حين سمح بذهابهم للسبي، قائلًا: "لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً" (إر 29: 11). وقد وجه يعقوب الرسول لومًا لمن يتغاضى بكبرياء عن سلطان الله وإرادته في حياته، قائلًا: "أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. عِوَضَ أَنْ تَقُولُوا: إِنْ شَاءَ الرَّبُّ وَعِشْنَا نَفْعَلُ هذَا أَوْ ذَاكَ" (يع 4: 14، 15). لا تحزن إذًا أيها القارئ العزيز، لأن خططك للمستقبل قد تبددت مؤقتًا. هناك إلهًا صالحًا قديرًا قد خطط ودبر لحياتك أمرًا آخر أكثر نفعًا مما فاتك.. ثق أن إلهك الحنون يدير كل ما يمر بك من أحداث لخيرك، كقوله: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg الشكر الواجب في وسط الضيق تطالعنا الأخبار العالمية يوميًا عن ضحايا وباء كورونا، والتي تدمي قلوبنا، ولكننا نشكر الله، أن الوباء لم ينتشر في بلادنا حتى الآن على نطاق واسع، كما حدث في بعض البلدان، التي نطلب أن يرفع عنها الله البلاء. ولكننا لا بد أن نشكر الله على كل الأحوال. إن الإنسان لا يُقَدِّر حفظ الله العظيم له، إلا إذا تخيل الاحتمالات السيئة، التي يمكن أن تحدث له بدون حفظ الله له. لقد تخيل المرنم نفسه بدون حفظ وحماية الله، فصرخ قائلًا: "لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا. لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا، إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا" (مز 124: 1-3). إن ما تضررنا به الآن من جراء الوباء ليس هو بالهين، ولكننا نشكر الله، لأن استحقاق خطايانا أكثر بكثير مما يُصيبنا، كقول عزرا الكاتب: "وَبَعْدَ كُلِّ مَا جَاءَ عَلَيْنَا لأَجْلِ أَعْمَالِنَا الرَّدِيئَةِ وَآثَامِنَا الْعَظِيمَةِ، لأَنَّكَ قَدْ جَازَيْتَنَا يَا إِلهَنَا أَقَلَّ مِنْ آثَامِنَا وَأَعْطَيْتَنَا نَجَاةً كَهذِهِ" (عز9: 13). نحن نشكر الله، لأنه يؤدبنا كأبناء، لا يشاء أن يتركهم أبوهم، بدون تأديب، لئلا يهلكوا، كقوله: "وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ" (عب 12: 11). وإننا نلمس ثمار التأديب وقد ظهرت من خلال دعوات التوبة، التي يصرخ بها الكثيرون. وإننا نشكر الله أيضًا، لأنه أحيانًا يُسَيج حول أحبائه ببعض الأشواك، ليمنع عنهم، ما لا يدركونه من أخطار. لقد قاوم ملاك الله بلعام النبي الكذاب، لكي لا يهلك، قائلًا له: "فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ.. هأَنَذَا قَدْ خَرَجْتُ لِلْمُقَاوَمَةِ لأَنَّ الطَّرِيقَ وَرْطَةٌ أَمَامِي" (عد 22: 32). إخوتي الأحباء... اشكروا الله، لأن شكركم هو إيمان بحبه وجوده واهتمامه بنا، وليس عطية بلا زيادة، إلا التي بلا شكر. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg صلاة مرتفعة كالبخور ترنم داود الملك، وهو هارب، ومتغرب عن هيكل الله، قائلًا: "لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ" (مز 141: 2). لقد كانت صلاة داود بمثابة بخور، يصعد إلى السماء إلى الله. إن الكاهن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يمزج صلواته وصلوات الشعب بالبخور، الذي يتصاعد إلى أعلى. وقد أكد سفر الرؤيا هذا المعنى، قائلًا: "وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ" (رؤ 8: 3). وأكدّ موسى النبي فاعلية البخور الممتزج بالتضرعات في منع الوباء، ذلك عندما أمر هارون الكاهن بإصعاد بخور مجمرته الممتزج بصلواته لله، كقوله: "ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: خُذِ الْمِجْمَرَةَ وَاجْعَلْ فِيهَا نَارًا مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَضَعْ بَخُورًا، وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعًا إِلَى الْجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ، لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الْوَبَأ" (عدد 16: 46). لقد امتنع الوباء أيضًا حين أقام داود الملك مذبحًا في حقل أرونة اليبوسي، وقدم عليه ذبيحة، كقوله: "وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَاسْتَجَابَ الرَّبُّ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ، فَكَفَّتِ الضَّرْبَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ" (2صم 24: 25). إن سر فاعلية الذبيحة في إيقاف الوباء هو قدرة ذبيحة المسيح الفادي على غفران الخطايا. أما رفع اليدين في الصلاة فهو يشير لقبولنا لحب الفادي، والاستعداد لطاعته، مهما كلفنا الأمر، كقول الرسول: "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ" (رو 8: 36). فيا ليتنا نقف أمام الله، لنقدم له صلوات حارة تنطلق صاعدة بيد الملائكة القديسين إلى السماء، ولنرفع أيادينا، مؤكدين طاعتنا له، واثقين أنه سيرفع عنا كل غمة أو ضيقة، وسينعم لنا بسلامه. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg تذكر إحسانات الله لك يتخذ إبليس من الشدة فرصة ليصيب النفوس المتألمة باليأس، لينهكها بالإعياء الشديد والحيرة. لقد اختبر داود النبي هذه المشاعر المؤلمة، ولكنه كشف أيضًا طريق النصرة على تلك المشاعر السلبية، بقوله: "أَعْيَتْ فِيَّ رُوحِي. تَحَيَّرَ فِي دَاخِلِي قَلْبِي. تَذَكَّرْتُ أَيَّامَ الْقِدَمِ. لَهِجْتُ بِكُلِّ أَعْمَالِكَ. بِصَنَائِعِ يَدَيْكَ أَتَأَمَّلُ" (مز 143: 4، 5). إنَ تَّذكر الإنسان لتدخلات الله، وعظم صنيعه معه وقت الشدائد، هي رصيد إيماني عظيم، يعطي النفس طمأنينة. هي شهادة صادقة دامغة عن حب الله للنفس، وقدرته الفائقة على رعايتها وقت الشدة. لقد طالب الله شعبه أن يتذكر على الدوام كيف شق الله البحر الأحمر وعَبَرَّ شعبه في وسطه على اليابسة، بقوله: "فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمُ. اذْكُرْ مَا فَعَلَهُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ الْمِصْرِيِّينَ" (تث 7: 18). إنَ تَّذكر هذه المعجزة العظيمة رصيد إيماني فعال إلى مدى الأجيال، لأنه التذكر والتأمل في مثل هذه الأحداث التي تشهد لعظمة الله، تُشَدد الإيمان وقت الضيق. وقد أكد داود النبي أنه لا يتذكر فقط أعمال الله، ولكنه يلهج، ويناجي بأعماله: أي يتأمل في أعمال الله، كقوله: "وَأَلْهَجُ بِجَمِيعِ أَفْعَالِكَ، وَبِصَنَائِعِكَ أُنَاجِي" (مز 77: 12). إن لي ثقة، أن كل إنسان منا يحتفظ في داخل قلبه، برصيد من الذكريات الكثيرة عن أعمال الله معه، وكيف أنقذه الله من الكثير من الشدائد... كيف شفاه الله من أمراضه... كيف وَفَّقَه الله في أعماله... كيف أنقذه الله، وستره من نتائج أخطائه المُرة... وكيف نجاه من مخاوف كثيرة، كقول المرنم: "طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي" (مز 34: 4). ناهيك عن عمل الله مع آبائنا القديسين، والذي سجل على صفحات الكتاب المقدس، وعمله أيضًا مع كنيستنا والمسجل في تاريخ الكنيسة الحديث والقديم. فيا ليتك تذكر أعمال الله في القديم والحديث ولا تنساها؟ كقول الكتاب: "بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ" (مز 103: 2). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg صلاة المُضطرّ يترجى الإنسان الله في الشدة طالبًا الفرج، منتظرًا وقت الرأفة والتحنن، كقول المزمور: "أَنْتَ تَقُومُ وَتَرْحَمُ صِهْيَوْنَ، لأَنَّهُ وَقْتُ الرَّأْفَةِ، لأَنَّهُ جَاءَ الْمِيعَادُ" (مز 102: 13). التحنن والرأفة هي طبيعة الله، وذلك لأن الله صالح ورحوم. وهو يعطي بسخاء على الدوام بسبب صلاحه. وما هو غير ذلك لا يتوافق مع طبيعته الخيرة، كقول الرسول: "وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ" (يع 1: 5). لقد خلق الله الإنسان في جنة عدن التي اشتهرت بغناها، ودعيت باسم عدن أي: جنة الفرح، لكثرة خيراتها. وقد كشف الرب يسوع المسيح أن بذله لذاته ثمرة لصلاحه، بقوله عن نفسه: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" (يو10: 11) ولكن حينما يبتعد الإنسان عن الله يفقد الكثير والكثير من عطايا الله ومحبته، بسبب رفضه لله. أما عندما يقترب من الله، فالله يقترب إليه. إن وقت الرأفة هو قبول الإنسان لحب الله، واتضاعه أمامه، وهو ما يفرح قلب الله. لقد اتضع آخاب الشرير، عندما كشف له الله ما ينتظره من عقاب، بسبب قتله لنابوت اليزرعيلي، فشقّ ثيابه، ولبِسَ المسوح وصام، لذلك قَبِل الله توبته، وتحنن عليه، كقوله لإيليا النبي: "هَلْ رَأَيْتَ كَيْفَ اتَّضَعَ أَخْآبُ أَمَامِي؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ اتَّضَعَ أَمَامِي لاَ أَجْلِبُ الشَّرَّ فِي أَيَّامِهِ، بَلْ فِي أَيَّامِ ابْنِهِ أَجْلِبُ الشَّرَّ عَلَى بَيْتِهِ" (1مل 21: 29). وقد يتعجب البعض أن الرب يقبل صلاة المضطر الذي اضطرته الشدة للصلاة، كقول المرنم: "الْتَفَتَ إِلَى صَلاَةِ الْمُضْطَرِّ، وَلَمْ يَرْذُلْ دُعَاءَهُمْ" (مز 102: 17). إن الله يشفق ويرأف بحال المتضايقين الذين اضطرّتهم الشدة للصلاة، بسبب إحساسهم بالضعف، ودليل ذلك أنهم يرفعون صلواتهم وتضرعهم لله، أما الاتضاع فيحنن قلب الله، كما حنن قلبه على آخاب الشرير، فهل نتضع أمامه قارعين باب مراحمه؟ فيحين وقت الرأفة..! |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg الله الحنون كثيرون يجتهدون في تصنيف ضيقة كورونا، أو ما يشابهها من كوارث لمعرفة موقف الله منها، إن موقف الله تجاه تلك الأحداث يمكن أن يتضح إذا أدركنا معاني بعض الكلمات مثل: أولًا: العقاب يُخطئ من يدعي أن العقاب هو المجازاة، أو هو الانتقام بغرض إقامة العدالة الإلهية، لأن الموت أو المرض أو الكوارث تصيب الجميع على حدٍ سواء الأشرار والأبرار، كقوله: "... وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أع 14: 22). قد يُجازي الله الأشرار أحيانًا على الأرض، ولكن ذلك على سبيل العبرة والكشف عن عدالته. أما ما يُصيب الشرير من الضيق وفقدان سلام فهو ثمرة خطاياه، وليس بديلًا عن المجازاة العادلة التي سينالها في الأبدية، وتُستخدم كلمة عقاب أيضًا كنوع من التربية، والتهذيب لمنع المستهتر عن الاستغراق في شره، وفي هذه الحالة لا تُعتبر انتقامًا عادلًا عن الخطأ، لأنها غالبًا لا تُساوي جُرم المُخطئ. ثانيًا: التأديب أو التربية هو التعليم، والتدريب، والتوبيخ، وأحيانًا يصاحبه عقاب المخطئ على خطئه، لمنعه من التمادي في شره. إن التأديب يصدر على سبيل الاهتمام، وتهذيب الشخصية، وأعظم مثال لذلك تربية الآباء لأبنائهم.. إنه يعبر عن حبهم لأبنائهم، كقوله: "... فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟" (عب 12: 7). تصنيف ضيقة كورونا: الله صالح، ولا يُسر بمتاعب البشر. لقد بكى الرب يسوع على أورشليم، وهو يتنبأ بخرابها. ولا يمكن لمنصف أن يُنكر صلاحه. وقد دخل الكرب والضيق العالم، كثمرة للخطية، وكم من حروب وأطماع أتت على البشرية بالخراب والآلام... فلابد أن يأتي الضيق لأنه كالريح والعاصفة التي لا بد أن تأتي، ولكن لن يُسقط بسببهما، إلا البيت المبني على الرمل فقط. إن الله يسمح بالضيقات، لكنه يجعلها علاجًا وشفاءً لضعفات البشر، وهو يحولها لخير أحبائه، كقوله: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28). أخيرًا: من الضروري أن ندرك أن الإيمان بصلاح الله هو السبيل الوحيد لفهم ما يجري حولنا من ضيقات أمثال ضيقة كورونا، التي ستنتهي قريبًا بإذن الله. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg طلبت لكي لا يفنى إيمانك بلا شك أن وقت الشدة هو اختبار للإيمان. لقد أخبر الرب يسوع تلاميذه ليلة آلامه عما سيحدث له من آلام، وأمرهم بالسهر حتى لا يقعوا في تجربة، أي: خطية، قائلًا: "...أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ..." (مت 26: 40، 41). وقد خصّ الرب بطرس الرسول بتحذيره من السقوط، بعدما كشف له أن الشيطان سيتخذ منه هدفًا، ليسقطه، ولكن الرب وعده بمعونة خاصة، قائلًا له: "... سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ..." (لو 22: 31، 32). إن التجارب التي تصاحب الضيقات متنوعة وكثيرة، ومن أمثالها: التشكيك في رعاية الله، كقول المرنم: "كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِي: لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ" (مز 3: 2). وهناك تجارب الخوف والقلق، مثلما حدث مع بطرس الرسول، الذي أنكر الرب أمام جارية. وقد يتسبب الخوف من خطر التجربة في ضعف الإيمان، أو قد ينتج عنه تصرفات خاطئة مثل أن يُنكر الإنسان الإيمان خوفًا من الموت، أو قد يُهمل الإنسان في عمله خوفًا من انتقال العدوى إليه، أو قد يُغالي التاجر في أسعار بيع بضائعه، لكسب سريع مستغلًا حاجة الناس وقت الشدة والأزمات. أو قد يتناسى البعض محبة القريب، فيهملون في واجب الحب تجاه الأحباء والأصدقاء، مفضلين أنفسهم. إن أولاد الله القديسين يتبعون وصايا سيدهم وقت الضيق، مهما كلفهم الأمر، لأن إيمانهم بالله يدفعهم لحفظ وصاياه بأمانة، حتى ولو كان ذلك على حساب أنفسهم، كقوله: "فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهذَا يُخَلِّصُهَا" (لو 9: 24). لقد أوصانا الرب بالسهر، لكي ننتصر على أمثال هذه التجارب، التي يُحَارب بها الناس وقت الضيق، لذا يجب أن نسهر ونصلي، كقول الرب: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ" (مت 26: 41). يجب أن يكون الحذر من السقوط في الخطية والهلاك الأبدي هو هَمُّ الإنسان الوحيد وقت الشدة، لأن خلاص الإنسان الأبدي هو غاية كل عاقل، كقوله: "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟" (مر 8: 36). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg السكنى في البرية عاش بعض رجال الله، أمثال موسى النبي، أو يوحنا المعمدان في البرية سنين عديدة. وقد عاش شعب الله إسرائيل أيضًا في البرية 40 سنة، وسيعش شعب الله في آخر الأيام في البرية فترة الضيقة، التي ذكر عنها سفر الرؤيا: "وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا" (رؤ 12: 6). إن حياة البرية شاقة وخشنة، وهي تعبر عن الضيق، الذي يحياه المؤمنين في هذا العالم، ولكننا نجد فيها دائمًا إعداد لحياة القداسة، وهي دائمًا ما تسبق الأمجاد القادمة، كقول الكتاب: "يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ التَّلاَمِيذِ وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ، وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أع 14: 22). ولكن، لماذا البرية بالذات؟ إن البرية ترمز للتجارب والشدائد التي تعترض حياة الإنسان، كقول الكتاب: "الَّذِي سَارَ بِكَ فِي الْقَفْرِ الْعَظِيمِ الْمَخُوفِ، مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ لَيْسَ مَاءٌ. الَّذِي أَخْرَجَ لَكَ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ" (تث 8: 15). لقد عاش يوحنا المعمدان سنوات كثيرة في البرية، وبالطبع ساندته المعونة الإلهية، كما ساندت شعب الله بقيادة موسى النبي، كقوله: "وَأَكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً..." (خر 16: 35)، وكقوله أيضًا: "ثِيَابُكَ لَمْ تَبْلَ عَلَيْكَ، وَرِجْلُكَ لَمْ تَتَوَرَّمْ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً" (تث 8: 4). إن حياة البرية ترمز لفترات الضنك والمعاناة، التي يتعرض لها الإنسان في حياته العملية. فإذا اشتدت عليك التجارب أيها القارئ العزيز، أو حاصرتك من كل ناحية، لا تخف، ولا تتعجب متسائلًا: كيف أحيا في البرية المقفرة (وسط الضيقة الشديدة)؟ بالإيمان ستحيا، وسيرعاك الله وسط الضيقة، كما فعل مع إيليا النبي وقت المجاعة، كقوله: "وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ" (1مل 17: 6). إن الأمر يحتاج منك إيمان، وتعلق بالمخلص، كقول الكتاب عن أبطال الإيمان: "الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ..." (عب 11: 33، 34). قف صلي وتعلق بالمخلص الفادي... ولا تخف، بل ثق في قدرته على الإعالة في البرية القفرة. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg سر الشركة المقدسة يتغنى الكثيرون بفاعلية التكنولوجيا الحديثة (الإنترنت) في تقديم كلمة الله وسط ضيقة كورونا، وهذا قولٌ حق. ولكن هذا لا يُغني عن اجتماعنا معًا في الكنيسة حول الذبيحة المقدسة، مع الرب الحال في وسطنا، وبحضور محفل ملائكته القديسين، كقوله: "بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ" (عب 12: 22). إن اجتماعنا في الكنيسة يمثل الشركة المقدسة، التي دعينا إليها، والتي سوف نسعد بها في السماء. وحينما نجتمع معًا في القداس الإلهي نُحْسَب كأننا قائمين في السماء، حيث تتلاشى كبرياء ذواتنا، ونتمتع بشركة مع الله ومع بعضنا، كقول الكتاب: "الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1يو1: 3). إن أساس هذه الشركة هو المحبة والقداسة، كقول القديس يوحنا الحبيب: "وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (1يو1: 7). ولهذا نصلي في القداس الإلهي صلاة الصلح، التي في نهايتها ينادي الشماس على الشعب، ليُقَبِلّوا بعضهم بعضًا، ذلك لأن المحبة والصلح والسلام شروط قيام هذه الشركة المقدسة ورباطها المتين. إن شركتنا مع بعضنا بعض أساسها ذبيحة حب المسيح، الذي يعطينا خلال القداس الإلهي جسده المكسور عنا، لنأكله فنتحد به، ودمه المسفوك عنا، لنشربه، وهو غفرانًا لخطايانا. وتؤكد صلوات الكاهن أثناء القداس على الشركة والوحدانية التي تتحقق من خلال القداس، بقوله: "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك، طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، لكي نكون جسدًا واحدًا، وروحًا واحدًا، ونجد نصيبًا وميراثًا مع جميع القديسين.." إننا نؤمن بضرورة إتمام هذا السر، الذي يوحد المؤمنين معًا مع مسيحهم القدوس، ليَمثُلوا في حضرة الله المباركة، بحسب وصف الكتاب للكنيسة: "وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ" (عب 12: 23). نطلب من الله زوال الغمة قريبًا، مترقبين في لهفة انتظام القداسات مرة أخرى، لننعم بالشركة المقدسة، التي لا مثيل لها، ولا عوض عنها في أي ممارسة روحية أخرى. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136010379271.jpg كيف أتنقى وقت الضيقة؟ وقت الضيق تستيقظ الضمائر ويراجع الإنسان نفسه ويجول بخاطره شريط ذكريات الماضي المملوء بالخطايا والزلات، وقد يصبح الماضي الأثيم في ذلك الوقت كابوسًا مريعًا يحاصر الإنسان في يقظته كما في نومه، ولكن ما هو الحل في تلك الأوقات الصعبة؟! يفتح الله أمام الإنسان بابًا للرجاء بقبوله لكل تائب، يُقبل إليه، إن قول الرب للص اليمين: "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لو 23: 43). سيظل نورًا يُنير ظلمة الإحباط واليأس أمام كل خاطئ، ولكن.. البعض ينظر لنفسه، وقد تلوث بالخطية، فيحزن متسائلًا: إن انتهت حياتي الآن.. كيف أدخل السماء وسط الأبرار، وقد لطخت ثوبي الأبيض، الذي أخذته في المعمودية بالقاذورات؟!! لا تخف يا أخي الحبيب، بل اشكر الرب، الذي طمأننا، بقوله: "فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا" (إش 61: 10). ثق يا أخي الحبيب أن دم يسوع المسيح يطهر من كل خطية.. ولكن عليك أن تكره الخطية الآن، وترفضها من قلبك، وتدخل مع الله في عهد التوبة، وإن كان الأمر كذلك فسوف تثمر التوبة في قلبك، بما يليق كزكا العشار، الذي قال: "... هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" (لو 19: 8). إن شجرة التوبة لا بد أن تبدأ بالإثمار سريعًا، وذلك برد كل مسلوب وإصلاح ما يمكنك إصلاحه من آثار الخطية، وأيضًا بترك كل ما يربطك بالشر، كقوله: "وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ" (مت 18: 9). ولكنك قد تقول: ولكني أشعر بضعفي، وعدم قدرتي على الإيفاء بتعهداتي والسلوك بتوبة في المستقبل!! القارئ الحبيب... لا تخف.. إن حياة النقاوة واستمرارك في طريق التوبة هو مسئولية إلهية، ولكنها مشروطة بأمانتك، وجديتك في الجهاد الروحي، وغصبك لذاتك، ومتابعتك لإرشادات أب اعترافك.. عندئذ لا بد أن يتحنن الله، وينّميك في النعمة، ويهبك نقاوة القلب، كقول الرب: "كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ" (يو15: 2). فقط كن أمينًا كأمر الرب لك: "...كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" (رؤ 2: 10). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg يحفظ خروجك ودخولك تمتع داود النبي بحفظ الله له من دبٍ وأسد مفترسين، وحفظه له من بطش جليات الجبار، وحفظه من شر شاول الملك، وحفظه أيضًا في معاركه مع أعدائه. لقد ترنم داود بحفظ الله له، قائلًا: "الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ" (مز 121: 8). وهكذا امتلأ قلبه شجاعة بسبب ثقته في حفظ الله له، لم يعتبر خروجه لمقاتلة جليات مغامرة غير معروفة النتائج. لقد كان واثقًا من رجوعه منتصرًا، ولذلك قال عن جليات الجبار: "... لاَ يَسْقُطْ قَلْبُ أَحَدٍ بِسَبَبِهِ. عَبْدُكَ يَذْهَبُ وَيُحَارِبُ هذَا الْفِلِسْطِينِيَّ" (1صم 17: 32). فإذا فرض عليك إيمانك، أو أمانتك، أو حبك لله وللآخرين الخروج من مكان راحتك لعملٍ ما، فلا تتردد. ثق أن الله قادر أن يحفظك ويردك سالمًا، لأنك متكل على الله، الذي وعد، قائلًا: "ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ" (إش 26: 3). إن من يؤخر نفسه عن الخروج لأداء واجبه، أو أمانته، أو يتأخر في صنع الخير وأعمال المحبة، خوفًا من الصعوبات أو الأضرار التي قد تقابله، سيندم كثيرًا يومًا من الأيام على ما فاته، وقد لا يمكنه تعويض ما فاته. لقد أضاع معلمنا بطرس الرسول (بسبب الخوف) فرصة الشهادة للرب يسوع، وأنكر معرفته للرب أمام جارية، ولكنه ندم كثيرًا، كقول الكتاب: "فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا" (لو 22: 62). وقد اعترف معلمنا بطرس الرسول بإيمانه بالمخلص الرب يسوع المسيح وشهد له، ومات شهيدًا على اسمه، ولكن البعض لن يتمكن من تعويض ما فاته من فرصٍ ثمينة للشهادة بإيمانهم، عندما يوبخه، الرب قائلًا: "لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي... مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي" (مت 25: 42، 43). إن أولاد الله القديسين يقتدون بمخلصهم الصالح الرب يسوع المسيح، الذي قيل عنه: "... الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ" (عب 12: 2). هم لا يتركون للوهم والخوف فرصة، لكي يملك عليهم، ولكنهم دائمًا متشددون بإيمانهم، بعد أن أسلموا مصائرهم بين يدي الله، الذي يفتخرون بسلطانه عليهم، لأنه هو الضابط كل الأشياء، ولسان حالهم دائمًا ما قاله الرب يسوع لبيلاطس البنطي وقت صلبه: "... لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ..." (يو 19: 11). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg انتظر الرب وقت الشدة يلجأ الناس إلى الله بالصلاة متلهفين ومنتظرين إجابة صلواتهم في الحال، لكن فرج الله بالاستجابة له ميعاد محدد عند الله، كقوله: "لأَنَّهُ يَقُولُ: "فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ". هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ" (2كو 6: 2). لقد سعى فرعون وجيشه بكامل معداته الحربية وراء شعب الله الأعزل، حتى تمكن من حصارهم، ففزع الشعب جدًا، وصرخوا لله ظانين أن ميعاد النجاة قد فات، لكن الله كلم موسى، قائلًا: "... مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا" (خر 14: 15). فاضطرب موسى، وصرخ لله، طالبًا النجاة، ولكن حاشا لله من الاضطراب، لأنه دائمًا عالم بما سيفعله مسبقًا، كقول الكتاب عن الرب يسوع: "وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ" (يو 6: 6). القارئ العزيز... لا يضعف قلبك بسبب الضيق، انتظر الرب في إيمان، لأن كل وعود الله صادقة، حتى لو تأنى. ثقّ أنه سيأتي في الميعاد المناسب، كقول حبقوق النبي: "لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ" (حب 2: 3). إن انتظار الرب هو دليل إيمانك الصادق بحبه لك، ورعايته لك. لا يكفي أن تصلي فقط، لكن الصلاة لا بد أن يصاحبها تسليم وإيمان، وانتظار لموعد تدخله، ليكن لسان حالك قول المرنم: "انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي، وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ" (مز 130: 5). لا تصدق أن الرب قد تخلى عنك بسبب خطاياك، بل قل لنفسك في إيمان، ما قاله إشعياء النبي: "فَأَصْطَبِرُ لِلرَّبِّ السَّاتِرِ وَجْهَهُ عَنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَأَنْتَظِرُهُ" (إش 8: 17). تمسك بالرب في إيمان، كما تمسكت المرأة الكنعانية، التي لم تكفّ عن الصراخ، فرحمها الرب يسوع، وشفى ابنتها، لقد حدد المرنم زمن انتظاره باستجابة الرب له، قائلًا: "... هكَذَا عُيُونُنَا نَحْوَ الرَّبِّ إِلهِنَا حَتَّى يَتَرَأَّفَ عَلَيْنَا" (مز 123: 2). إن أولاد الله يُثَبَّتونَ وجوههم نحو الله، منتظرين تدخله. لأنهم يعلمون أن الضيقة هي امتحان إيمان ينتهي ببركات عظيمة. أما غير المؤمنين فلا ينتظرون الله، بل ينصرفون عنه، فياليتنا ننصت لوعد الرب، القائل: "هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ" (رؤ 3: 11). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg الله الحنون في تأديبه اغتمّ يونان غمًّا شديدًا عندما تاب أهل نينوى فخرج خارج المدينة منتظرًا لعل الله يحرق المدينة، ولكن الله أعدّ له يقطينة لتظلل على رأسه، فيخلصه من غمّه،، كقوله: "فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاُ عَلَى رَأْسِهِ، لِكَيْ يُخَلِّصَهُ مِنْ غَمِّهِ. فَفَرِحَ يُونَانُ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ فَرَحًا عَظِيمًا" (يون 4: 6). إنني أتعجب كثيرًا من اهتمام الله بيونان النبي، وهو في حالة غَيّظ، واعتراض على مشيئته، فصبر الله وطول أناته على يونان يكشف عن حبه الفائق الذي يُقَدِّر ضعف أولاده، فبينما هم يُخطِئون يعاملهم الله برفق عظيم. إن الله لا يرفض أولاده المؤمنين به، إلاَّ لسببٍ واحد وهو عنادهم، لأن عدم التوبة، ومعاندة الله هي أعظم الخطايا، كقول صموئيل النبي لشاول الملك: "لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ" (1صم 15: 23). لقد شمل الله قايين بحب لا يوصف. فقد حذره أولًا قبل قتله لأخيه، ووعده أيضًا برفعةٍ إن أحسن التصرف، كقوله له: "إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلاَ رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا" (تك 4: 7). لم يترك الله قايين مضطربًا وخائفًا من أن يُقتل، لكنه أعطاه علامة، لكي لا يقتل، إذا تمسك بها. إن الله يؤدب أبناءه حبًا فيهم، كما أدب يونان، وهو يحفظهم، ولا يأمر بهلاكهم.. هو لا يصب عليهم نقمته ليفنيهم عند أول خطأ، لأنه يعلم أن خطاياهم قد تكون عن جهل أو ضعف، وليست عن عناد. وتختلف ضربات التأديب التي تصيب أولاد الله عن تلك التي تصيب الأشرار المعاندين، لأن الأولى يتبعها مراحم الله، وهي ستثمر حتمًا في شفائهم من ضعفاتهم، كقول الكتاب: "فِي الْمُسْتَقْبِلِ يَتَأَصَّلُ يَعْقُوبُ. يُزْهِرُ وَيُفْرِعُ إِسْرَائِيلُ، وَيَمْلأُونَ وَجْهَ الْمَسْكُونَةِ ثِمَارًا. هَلْ ضَرَبَهُ كَضَرْبَةِ ضَارِبِيهِ، أَوْ قُتِلَ كَقَتْلِ قَتْلاَهُ؟" (إش 27: 6، 7). أما الضربات الموجهة للأشرار المعاندين فهي شديدة، لأن الغرض منها إظهار ضعفهم أمام قوة الله، وأيضًا استحقاقهم للدينونة، كقول الكتاب: "الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ" (إش 42: 13). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg الله الرحوم صانع الخيرات إن الله هو الغني صانع الخيرات الذي يعطي خليقته احتياجها بغنى، كقوله: "السَّاقِي الْجِبَالَ مِنْ عَلاَلِيهِ. مِنْ ثَمَرِ أَعْمَالِكَ تَشْبَعُ الأَرْضُ، الْمُنْبِتُ عُشْبًا لِلْبَهَائِمِ، وَخُضْرَةً لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِ، لإِخْرَاجِ خُبْزٍ مِنَ الأَرْضِ" (مز 104: 13، 14). يدرك الكثيرون جود الله ومراحمه وقت الرخاء. أما وقت الضيق فقد يتذمر البعض على الله. ويتناسون أن الله ليس كالبشر الذين يتبدل حالهم. ذلك لأن جود الله وكثرة مراحمه ثابتة لا تزول، كقول إرميا النبي: "أُرَدِّدُ هذَا فِي قَلْبِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُو: إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ، لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ" (مرا 3: 21، 22). وهبات الله تتعدى ما هو مادي، لأنه يهب الإنسان كل شيء، كقوله: "... إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ" (أع 17: 25) فمثلًا الفرح والسلام القلبي، والنفسية السوية المطمئنة هبة من الله، وأيضًا الشجاعة وعدم الخوف والرجاء والأمل هبة من الله، والمعونة والتدبيرات الإلهية النافعة للنجاة من الضيقة هي أيضًا هبة إلهية وهكذا.. كان بولس الرسول تائهًا في سفينة وسط البحر أثناء هبوب عاصفة شديدة على السفينة، ولكن الله طمأنه بوعدٍ بنجاته هو وكل ركاب السفينة، فقام ووقف عندئذ في وسط ركاب السفينة، وأخذ خبزًا وأكل وطمأنهم، فحل السلام في قلوبهم، بسبب قوله لهم: "لِذلِكَ سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ أَنَّهُ يَكُونُ هكَذَا كَمَا قِيلَ لِي" (أع 27: 25). وقد وعد الله الخَيِّر والحنون بمساندة أحبائه وقت الشدة، كقوله: "وَيُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ خُبْزًا فِي الضِّيقِ وَمَاءً فِي الشِّدَّةِ..." (إش30: 20). إن ثقتنا في حنان الله وجوده، تدفعنا وقت الشدة للاتكال عليه، وطلب مراحمه وخيراته، وهو لا يخيب رجاء منتظريه، كقوله: "وَفِي ذلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ… اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا" (يو 16: 23، 24). لا تستعجب يا أخي، إن وجدت أناسًا مملوئين من سلام الله وفرحه وسط الضيقة، بينما مَن حولهم في كربٍ وهَمٍّ. لأنهم قد طلبوا من الله الغني، صانع الخيرات.. فاستجابهم وأفاض عليهم نعمه وعطاياه وسلامه. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg البارَّ بالإيمان يحيا أظهر معلمنا بولس الرسول أهمية الإيمان في إرضاء الله، قائلًا: "وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ..." (عب 11: 6) وأكد أن ذلك هو أسلوب حياة أولاد الله القديسين، بقوله: "وَلكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا" (غل 3: 11). ولكن قد يتساءل البعض كيف أحيا بالإيمان؟! إن الإيمان قبل كل شيء هو الإيمان بشخص الله، لأنه هو الحق الذي ليس فيه كذبٍ على الإطلاق، ويجب أن يصدقه كل بشر دون تردد. وهو أيضًا الحياة، وهو واهبها، لأن من يتبعه سينال الحياة الأبدية. لقد أكد الرب يسوع المسيح هذا المفهوم، قائلًا: "... أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ..." (يو 14: 6). إن البعض قد يَقصرُ مفهوم الحياة بالإيمان على بعض الجوانب، كتصديق مواعيد الله الثمينة التي وعدنا بها الله، أو على الإيمان بالحقائق الإيمانية عن لاهوت الله أو قدرته على النجدة وقت الشدة، وكل هذا طبعًا صحيح، ولازم جدًا، لأنه أساس إيماننا بالله... ولكن هناك جانب آخر قد يغفله البعض، وهو الإيمان بالحياة التي تتحقق كثمرة لتنفيذ وصايا الله، والتي سبق الله، وسلمها لنا. إن كل وصية، نطق بها الرب على فم أنبيائه القديسين، أو تكلم بها الرب يسوع، أو وضعها على فم رسله القديسين هي كالبذرة الحية، التي تحمل حياة داخلها. وأيضًا كل وصية هي حقيقة إلهية تحمل في داخلها منهج يؤدي بمن يسلك بها إلى الحياة الأبدية. لقد أكد معلمنا بولس الرسول هذا المفهوم عندما شبه كلمة الله بالخبر الصادق، الذي ينبغي تصديقه وطاعته، قائلًا: "لكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ، لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟". إِذًا الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ، وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ" (رو 10: 16، 17). ولكن كيف يحيا المؤمن الوصية الإلهية؟ دون أن يدرس كلمة الله، ويتعمق في فهم معانيها، ويتضرع لله طالبًا أن يعينه لكي يطبقها في حياته، ويحاسب نفسه عندما يقصر في العمل على ضوئها؟! إنها خطوات لازمة، لكي يحيا البار بالإيمان أي بكلمة الله. لأن ذلك هو التعبير الصادق الحقيقي عن الإيمان بالله، وأيضًا عن حب الله، كقول الرب يسوع: "... إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلًا" (يو14: 23). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg الهروب بالتباعد الاجتماعي كثيرًا ما تغنى الناس بأهمية التواصل الاجتماعي، لكن العالم كله الآن يؤكد على ضرورة التباعد الاجتماعي، خوفًا من الهلاك بالوباء. لقد أكد الكتاب المقدس أهمية الاعتزال، والخروج خارج المناطق الموبوءة بالشر، قائلًا: "اِعْتَزِلُوا، اعْتَزِلُوا. اخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. لاَ تَمَسُّوا نَجِسًا. اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا. تَطَهَّرُوا يَا حَامِلِي آنِيَةِ الرَّبِّ" (إش 52: 11). إن عدوى الشر أيضًا تنتشر بالخلطة الزائدة مع الأشرار. فمثلًا جلسات النميمة تشجع من لم يتعود على النميمة على مشاركة الباقين نميمتهم، وكذلك إدانة الآخرين وهكذا... لإن قبول فكر الخطية وصنعها يسهل، بالتواجد في أماكن انتشار الشر، وإغراء الخطية يعظم جدًا بمعاينة الأشرار أثناء ممارسة شرورهم، وأيضًا الخلطة مع الخطاة البعيدين عن الله تصبغ أولاد الله بشكل العالم، فالصداقة والود الكثير يسمح بفرص كافية لتسلل روح الشر تدريجيًا داخل الإنسان، دون أن يدري، ويظهر ذلك في أسلوب الكلام الخاطئ، أو الزي غير اللائق، أو التشبه بأهل العالم في أسلوب الاحتفال بالأفراح أو الأحزان أو.. أو.. لقد أشار نحميا الكاتب لسهولة انتقال العادات، والأساليب الخاطئة من الأشرار للأبرار، وذلك كتعلم الأطفال اللغة الأجنبية بسهولة، قائلًا: "... رَأَيْتُ الْيَهُودَ الَّذِينَ سَاكَنُوا نِسَاءً أَشْدُودِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَمُوآبِيَّاتٍ. وَنِصْفُ كَلاَمِ بَنِيهِمْ بِاللِّسَانِ الأَشْدُودِيِّ..." (نح 13: 23، 24). إن الخلطة الزائدة مع الخطاة ينتج عنها صداقات، وأحيانًا روابط قوية لا يمكن فكها بسهولة، كرابطة الزواج من الأشرار، ولكن أمثال تلك الروابط تصير شرك لأولاد الله (سليمان الحكيم أعظم مثال لذلك)، لأنه لا يمكن الإفلات من تلك الروابط بسهولة، كقول الكتاب: "لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟" (2كو 6: 14). مقاومة الانجراف في طغيان الشر تصعب جدًا على من يتواجد في صحبة الأشرار. أما أسهل سبيل للنجاة في مثل هذه الحالة، فهو الهروب سريعًا من صحبة الأشرار، كما فعل يوسف الصديق، الذي قيل عنه: "فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: "اضْطَجعْ مَعِي!". فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ" (تك 39: 12). أخيرًا أنصحك يا أخي الحبيب أن تطع أمر الله لك بالخروج سريعًا من دائرة الشر، كقوله: "... اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ، وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ" (تك 19: 17). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg في المخدع ستجد ما ينقصك يقضي الناس هذه الأيام أوقات طويلة في متابعة الكثير من العظات الروحية، والرسائل الصوتية والمرئية، والتي تحتوي على الكثير من الأمور البناءة، ومع هذا يشتكي البعض من عدم الشعور بالسلام والضجر، فما هو العمل؟! إن كثرة سماع العظات والبرامج الروحية أمر جيد، لكن ليس من المفيد أن يسمع الإنسان، دون أن ينتبه في نفسه ما هو غرضه من السماع أو من القراءة، لأنه لا بد من السعي لتحقيق الهدف من السماع أو من القراءة. لقد انتقد الكتاب المقدس مثل هذه الممارسات السطحية، قائلًا: "وَيَأْتُونَ إِلَيْكَ كَمَا يَأْتِي الشَّعْبُ، وَيَجْلِسُونَ أَمَامَكَ كَشَعْبِي، وَيَسْمَعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يَعْمَلُونَ بِهِ، لأَنَّهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُظْهِرُونَ أَشْوَاقًا وَقَلْبُهُمْ ذَاهِبٌ وَرَاءَ كَسْبِهِمْ" (حز 33: 31). إن هذا الأسلوب الخاطئ يمثل أحيانًا خداعًا للنفس، التي تقتنع داخليًا، بأنها قد أتمت واجبها نحو الله، وهي في الحقيقة مازالت منفصلة عنه، كقوله: "وَلكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ" (يع 1: 22). إنه من الضروري أن يهدأ الإنسان بين الحين والآخر، لكي يجد الفرصة ليدخل مخدعه، ويغلق بابه ليصلي، كقول الرب يسوع: "وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ..." (مت 6: 6). ومن الضروري أيضًا تخصيص وقت كافٍ لذلك، لكي يجد الإنسان الفرصة للتوبة والاستفادة بما سمعه، أو قرأه. وهكذا يمتلأ الإنسان من روح الله، الذي يقوده، ويمنحه قوة روحية تعينه على تطبيق ما سمعه بصورة تناسبه شخصيًا. إن علاقة الإنسان بالله تتوطد من خلال الممارسات الروحية التفاعلية، وليس السماع فقط. أما من يظن أنه بكثرة معرفته العقلية، أو بكثرة تأثره عاطفيًا قادر أن يسمو روحيًا، يشبه سيدةٌ تستمتع كثيرًا بمتابعة برامج طهي الطعام، وتمدح من يقدمونها، لكنها نادرًا ما تدخل المطبخ لتعد وجبة من تلك الوجبات، وهكذا ستظل جائعة، مع أنها تفتخر بمعرفتها الكثيرة. لقد أكد الكتاب المقدس ضرورة عدم الاكتفاء بالسماع فقط، بل طالب كل أحد بالتدقيق، وفهم ما يسمعه، وأيضًا بالتعمق في حفظه في القلب، لكي يكون له تأثير فعال في سلوكه وحياته العملية، ولهذا أيضًا أمر الرب ملاك كنيسة ساردس، قائلًا: "فَاذْكُرْ كَيْفَ أَخَذْتَ وَسَمِعْتَ، وَاحْفَظْ وَتُبْ، فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ، وَلاَ تَعْلَمُ أَيَّةَ سَاعَةٍ أُقْدِمُ عَلَيْكَ" (رؤ 3: 3). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg القوة المتدفقة من الصليب "فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ... وَالأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَالصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ، وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ" (مت 27: 50-52). إن موت الرب يسوع المسيح على الصليب في الساعة التاسعة صاحبه قيامة الكثير من أجساد القديسين، ولكن لماذا لم تتأخر قيامة هؤلاء القديسين، لتتزامن مع قيامة الرب يسوع؟ لقد فجر موت الرب يسوع الفادي الحبيب على الصليب قوة جبارة، نتيجة الرضا والقبول الإلهي للمؤمنين باسمه. إن قوة القيامة تكمن في دم المسيح المسفوك على الصليب، كقول الكتاب: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1كو 1: 18). أما قيامة الرب فهي الإعلان الإلهي الصريح، الذي أدركناه من خلاله قوة فداء ودم المسيح، ونصرته على الشيطان العدو الشرير. إن كل مؤمن تائب يصطلح مع الله حينما تغفر خطاياه بقوة دم المسيح المسفوك على الصليب، كقوله: "وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ..." (كو 1: 20). وليس ذلك فقط بل بدمه يصير المؤمن التائب قريبًا من الله، بعد أن كان بعيدًا وغريبًا عنه، كقوله: "وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ" (أف 2: 13). القارئ العزيز.. إن النفس البشرية تصير في خطر عظيم حينما يحجب الله وجهه عنها (لأجل خطاياها وآثامها)، لأنها في ذلك الوقت تكون فريسة سهلة للشيطان، والعكس صحيح، لأنها تكون في ذلك الوقت قريبة من الله تتمتع برضاه عليها، وبالتالي تمتلئ من نعمته وقوته. لقد تضرع المرنم بلجاجة، قائلًا: "أَسْرِعْ أَجِبْنِي يَا رَبُّ. فَنِيَتْ رُوحِي. لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي، فَأُشْبِهَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ" (مز 143: 7). لذلك، إياك يا أخي الحبيب أن تبقى مستكينًا في خطيتك، لأن بقاءك مستكينًا في خطيتك يحجب وجه الله عنك، ويسلمك ليد إبليس الخصم الشرير. قم سريعًا.. قدم توبة معترفًا بخطيئتك، التي تنغص عيشك... اطلب غفران خطاياك بدم المسيح الذي يقربك من الله للرضا عنك، ولنيل البركات، كقول الكتاب لشاول الطرسوسي: "وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِيًا بِاسْمِ الرَّبِّ" (أع 22: 16). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg الحذر واليقظة جاءت الملائكة لتخدم الرب يسوع، بعد انتصاره على إبليس في التجربة على الجبل، كقوله: "ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ" (مت 4: 11). ولكن القديس لوقا يستدرج سريعًا، قائلًا: "وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ" (لو 4: 13). إنه من الضروري أن ندرك أن النصرة النهائية على إبليس لن تتم، إلا بانتهاء معركتنا معه في نهاية حياتنا الأرضية. لقد أراد معلمنا بولس الرسول تأكيد حقيقة انتصار أولاد الله في معاركهم ضد إبليس، وذلك بوصفه مسيرتنا مع الرب يسوع بموكب المنتصرين، الذين لا يكفوا عن تحقيق النصر في جهادهم، قائلًا: "وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ" (2كو 2: 14). هذا ويوفر الله لنا على الدوام التعزيات، ويمتعنا (في حربنا مع إبليس) بالفوز كثيرًا، لكن يجب علينا الحذر من التراخي، الذي يجعل النفس فريسة سهلة لعدو الخير. لقد حُمِلنّا هذا العام ببركات كثيرة بعد جهاد وصلوات أسابيع الصوم الكبير، وأسبوع آلام ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المملوء بالبركات والتعزيات، وقد شاء الله أن يتضاعف هذا الجهاد الروحي هذا العام، بسبب ضيقة وباء كورونا التي أصابت العالم كله، ولكن الكتاب يعلمنا ضرورة الحذر والاستعداد الروحي إلى المنتهى، كقوله: "... تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَة" (في 2: 12). فلذلك، عندما ينعم عليك الله بنعمة الحفظ من الشر وببعض التوفيق في حياتك الروحية، لا تنسى يا أخي أن الحرب لم تنهي بعد، لأن إبليس قد يفارق الأحياء إلى حين، ثم يعاود هجومه عليهم مرة أخرى. كن حذرًا... إياك أن ترخي سلاح الصلاة أو الدراسة والغوص في أعماق كلمة الله، التي قيل عنها: "وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (2 تي 3: 15). عش حياتك اليومية، وتمتع بما أنعم به عليك الله من خيرات شاكرًا فرحًا بنعمته، ولكن دون انغماس في الشهوات التي تحارب النفس، وتُضعِفَّها، ضع حدًا لشهوات جسدك، لا تتركه يقودك، إلى حيث لا تعلم. إن الله يشاء ألاَّ تعوقك شهوة أو خطية عن المضي معه، فكن دائمًا متأهبًا للانطلاق معه، كقوله: "لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً... حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ" (لو 12: 35، 36) |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg الصليب معصرة جازها الرب إن ما يُعصرَ يُخْرِجُ ما بداخله، كقول الكتاب: "لأَنَّ عَصْرَ اللَّبَنِ يُخْرِجُ جُبْنًا، وَعَصْرَ الأَنْفِ يُخْرِجُ دَمًا، وَعَصْرَ الْغَضَبِ يُخْرِجُ خِصَامًا" (أم 30: 33). كذلك الضيق يكشف ما بداخل الإنسان، ذلك لأن وقت الشدائد يكشف معدن الإنسان. أظهر صليب المسيح -بكل ما فيه من آلام نفسية وجسدية قاسية- ما بداخل قلبه من قداسة وطهارة وحب. ولهذا ارتعب قائد المئة المكلف بصلب الرب يسوع لما عاين فيه وداعة ولطف، لم يرّْ مثلها من مصلوب من قبل. فقد كان معتادًا أن يسمع ألفاظ السبّاب واللعن والتذمر من أفواه المحكوم عليهم بالصلب، ولكنه هذه المرة رأى إنسانًا وديعًا لطيفًا يطلب الغفران لصالبيه.. رأى المصلوب مُحبًا لا يهتم بمعاناته، لكنه يهتم بتدبير حياة أُمَهُ من بعده.. رآه قائد المئة أيضًا شفوقًا رحيمًا يُنصت ويستجيب لطلبة مجرم مصلوب تائب. لقد كان الصليب أعظم امتحان أظهر للبشرية استحقاق الرب يسوع للمجد والكرامة، كقوله: "وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ" (يو 17: 5). القارئ العزيز.. لا تستغرب متسائلًا، لماذا تصيب الأوبئة والمجاعات والكوارث الطبيعية والحروب الجميع أبرارًا وأشرارًا؟! إن الضيق امتحان أو معصرة تُخرج ما بداخل الإنسان من خير أو شر. وكثيرًا ما أظهرت ضيقات (مثل ضيقة كورونا الحالة هذه الأيام) إيمان الكثيرين الذين ألقوا رجاءهم على الله، وأظهرت أيضًا حب من مدَّ يد المساعدة للفقراء الذين فقدوا وظائفهم، وأظهرت أيضًا أمانة الكثيرين من العاملين بالقطاع الطبي، وأظهرت اهتمام وتمسك البعض برعاية غير القادرين على رعاية أنفسهم، وهكذا... إن مثل هذه الضيقات فرصة للشهادة عن حب وطبيعة المسيح القدوس الذي يؤمنون به، كقول الكتاب: "فَيَؤُولُ ذلِكَ لَكُمْ شَهَادَةً" (لو 21: 13). في النهاية.. اعلم أيها القارئ العزيز أن المجد والضيق في حياة أولاد الله المباركين أمران متلازمان، لا يفترقان أبدًا. قل لنفسك إذا أصابتك ضيقة: إنَّ الله شاء أن يهبني شيئًا من مجده من خلال هذه الضيقة، لأنه هكذا وصف الكتاب المقدس آلام صلب الرب يسوع المسيح، قائلًا: "... لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ" (يو 7: 39)، ولكن أنصحك أن تصلي وتسهر دائمًا، لتكون مستعدًا لمثل هذه الأوقات، لأن الضيقات تأتي فجأة، لتغربل، وتفرز البشر، كقول الرب لبطرس الرسول: "وَقَالَ الرَّبُّ: سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ..." (لو 22: 31-32). |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg لا تخافا أنتما... نزل ملاك الرب من السماء، ودحرج الحجر الذي على باب القبر ليعلن حقيقة قيامة الرب يسوع المسيح من الأموات، فصار الحراس كأمواتٍ، كقوله: "فَمِنْ خَوْفِهِ ارْتَعَدَ الْحُرَّاسُ وَصَارُوا كَأَمْوَاتٍ، فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِلْمَرْأَتَيْنِ: لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ" (مت 28: 4، 5). لقد شاء الله أن يُظهر قوته للحراس من خلال رؤيتهم لملاك الرب، أثناء نزوله من السماء، وقد كان منظره كالبرق، ولباسه أبيض كالثلج، هذا بالإضافة إلى الرعب الناشئ من تأرجح الأرض التي كان الحراس واقفين عليها بسبب الزلزلة التي حدثت. لقد سمح الله أن يشعر الحراس بضعفهم، لعلهم يمجدوه، ويهابوه، ساجدين له كما فعل يوحنا الرسول الحبيب، كقول الكتاب: "فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلًا لِي: لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (رؤ 1: 17). إن الله يظهر قوته وجبروته للمتكبرين المعاندين من البشر، ولا مانع لديه من أن يُرعبهم بجلال قوته وعظمة جبروته، لعلهم يعترفون بضعفهم ويخضعون له قبل فوات الأوان، وذلك كقول الكتاب: "فَيُخْفَضُ تَشَامُخُ الإِنْسَانِ، وَتُوضَعُ رِفْعَةُ النَّاسِ، وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ" (إش 2: 17). ولكن البعض يعترضون على إظهار الله لهيبته وجبروته المعلن من خلال خليقته (الطبيعة). ولكنهم يتناسون أنهم سيقفون أمام الله الديان العادل في يوم غضبه، فكيف سيواجهونه، وماذا سيفعلون في ذلك اليوم؟! أليس من الأجدر بهم أن يخضعوا له، ويطيعونه الآن، ولا يعاندوه قبل فوات الأوان!! أما من يهاب الله، ويعترف بسلطانه، ويمجده، ويتضع أمامه، فهذا ينزع عنه الله الخوف، كما نزع عن يوحنا عبده، وعن المريمات اللائي خاطبهن الملاك، قائلًا: ".. لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا..". القارئ العزيز... قد يُظهر الرب عظمة قدرته وسلطانه وجبروته سواء من خلال الطبيعة (زلازل، براكين، عواصف، سيول...) أو من خلال تغيرات عالمية (حروب، أوبئة، أزمات اقتصادية غير متوقعة، تغيرات سياسة...) فإذا شَعرْتَ بعظمة الله في ذلك الحين، اسجد أمام هيبته، واتضع أمام بهاء عظمته، واعطه المجد، واعبده بخشية، ولكن لا تخف، لأن ملاك الرب سبق وطمأن خائفي الرب الطالبين رضاه، بقوله للمريمات: "لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ" تمسك بهذا الوعد، قائلًا: أنا أطلب يسوع المسيح المصلوب الحنون الوديع، الذي استجاب طلبة اللص اليمين، والذي لا يُخزي طالبيه. |
رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق
https://upload.chjoy.com/uploads/167136390204571.jpg لماذا تخاف من النوم؟!! "أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ. اسْتَيْقَظْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْضُدُنِي" (مز 3: 5). تصلي الكنيسة في نهاية طقس جمعة الصلبوت المزمور الثالث من سفر المزامير حتى عبارة أنا اضطجعت، ونمت. إن باقي هذه العبارة: "ثم استيقظت"؛ تشير لقيامة الرب يسوع المسيح. إنها نبوة، قائلها هو داود النبي والملك بلسان الرب، الذي لم يكن خائفًا من أمر موته، لأنه كان يعلم أنه سيقوم ثانية في مجد عظيم، كقوله: "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا" (مز 16: 10). إننا حينما نصلي هذا المزمور كل يوم نؤكد إيماننا الثمين بالقيامة من الأموات، ولكن كما أن الموت لم يكن يُخيف الرب يسوع، لأنه قادر على القيامة من الموت، كقوله: "... بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا..." (يو 10: 18). هكذا نحن أيضًا نثق أننا سنقوم من الأموات بقوة قيامة الرب، كقوله: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ" (1تس 4: 14). إننا لا نخاف الموت، لأننا نرى أن ما بعد الموت هو الأفضل لنا، لأن بعد الموت لن يكون هناك فساد، ولا هوان، بل مجد، ولن يكون هناك ضعف، بل قوة. لقد أطلق الرب يسوع على موت الجسد تعبير رقاد (في حادثة إقامة ابنة يايرس) أي نوم، وهذا يعني أن الموت نوع من الراحة بعد إجهاد وتعب النهار (نهار العمر) وكما يلي النوم استيقاظ، هكذا أطلق الكتاب تعبير استيقاظ على القيامة، كقوله: "وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ..." (دا 12: 2). إن من يستيقظ من النوم بعد أن استراح، يستيقظ في نشاط وحيوية، ليتمتع بصباح جميل مشرق بأمل جديد. القارئ العزيز... إن كان الرب سيقيمك، ويحضرك مرة أخرى في صورة أفضل، فلماذا تخاف؟ فقط اطلب منه أن يعطيك استعداد لتلك الساعة... استودع روحك من الآن بين يدي إلهك الحبيب، الذي أصعد معه موسى النبي فوق جبل نبو، وهو عالم أنه سيفارق هذه الحياة، كقوله له: "اِصْعَدْ إِلَى جَبَلِ عَبَارِيمَ... وَمُتْ فِي الْجَبَلِ الَّذِي تَصْعَدُ إِلَيْهِ..." (تث 32: 49، 50). ولم يتركه الله يموت وحده في الجبل، لكنه اهتم بجسده، كقوله: "فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ... وَدَفَنَهُ فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ.." (تث 34: 5، 6). ولكن حياة النبي العظيم لم تنتهِ. عند هذا الحد، لقد أحضره الرب يسوع المسيح مع إيليا النبي الناري فوق جبل التجلي، ليتكلما معه، كقوله: "وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ" (مت 17: 3). |
الساعة الآن 01:36 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025