![]() |
كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث https://upload.chjoy.com/uploads/164693834532851.jpg هذه مجموعة محاضرات عن الأسرة، ألقيناها في بعض الندوات واللجان الخاصة بأسقفية الخدمات، وفي لجنة الأسرة بمجلس كنائس الشرق الأوسط، ونشر بعضها في مجلة الكرازة. وقد جمعناها لتكون كتابًا نهديه إلى الأسرة، في عيد الأسرة الذي تحتفل به مصر يوم 21 مارس من كل عام. على أن هناك كتابًا آخر نرجو أن نصدره فيما بعد عن: المرأة في الكتاب المقدس والتاريخ . نهديه إلى المرأة التي كان لها دور بارز في تاريخ البشرية عمومًا، كما نهديه أيضًا إلى الرجال، تقديرًا لدور المرأة. وسوف يشمل هذا الكتاب أيضًا ما قاله كثير من الفلاسفة والأدباء عن المرأة.. ويضم كتاب المرأة إلى كتاب الأسرة في مجلد واحد. أخيرًا أهنئ كل أسرة، وأطلب لها نعمة خاصة من الرب. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
الأسرة المثالية https://upload.chjoy.com/uploads/164693740724231.jpg في عيد الأسرة في شهر مارس من كل عام، رتبت لنا مصر عيدًا للأسرة. كان أولًا عيد للأم، ثم امتد حتى شمل الأسرة كلها. وهنا إيحاء جميل عن أهمية الأسرة. كخلية مترابطة بالحب، وبالدم، والقرابة، ووحدة المصير. والذي لا يحب أسرته، لا تصدق أنه يحب في صدق أي أحد آخر. الأسرة هي منبع الحب.. الحب الذي ربط زوجين، صارا أبوين لأطفال ربياهم في حب وفي بذل، وانفقا كل شيء لأجلهم. وكل فرد في الأسرة، يسعى حينما يكبر أن يكون أسرة خاصة. وعن طريق الأسرة يتكون المجتمع، وتتكون البشرية جمعاء. وما أجمل أن تكون البشرية أسرة واحدة مترابطة يجمعها الحب. وهنا نحب أن نذكر أنه على الأسرة مسئولية خطيرة يجب أن تؤديها.. وهي: حياة الأسرة مع الله.. التربية الأسرية لكل الأولاد.. هاتان هما النقطتان الحيويتان اللتان نذكرهما في عيد الأسرة. وهذا هو الواجب الذي نذكر به كل أب وكل أم وكل فرد في الأسرة. الأسرة الروحية تنجب أولادًا روحيين. والأسرة المتدينة تقدم للمجتمع مثالًا روحيًا وأبناء روحيين. لهذا ينبغي أن يكون عند كل زوجين نضوج روحي وفكري وتربوي، لكي يتكون بيت صالح متماسك، يقدم للمجتمع ذرية صالحة نافعة. ولهذا يجب أن يهتم المجتمع، كما تهتم الكنيسة بالتوجيه الأسرى. فنقدم للأسرة الإرشاد اللازم، الذي به نقودها نحو المثالية والحياة الروحية السليمة، بحيث تقل مشاكلها أو تنعدم. وأن وجدت مشاكل يمكن حلها.. واذكر هنا واجب الآباء الكهنة، وواجب المعلمين في الكنيسة، في افتقاد الأسرة والعمل على بنائها روحيًا.. هذه هي الهدية التي نقدمها لكل أسرة في عيد الأسرة. ويجب أن يعرف كل أب وكل أم، أن واجبهما ليس فقط الاهتمام بالأطفال من جهة الملبس والمأكل والمسكن والتعليم.. وإنما بالأكثر واجب الوالدين الاهتمام بالحياة الروحية لأبنائهما لأنهما سوف يقدمان حسابًا أمام الله عن أخلاق أولادهما وروحياتهم وطريقة سلوكهم في الحياة.. كل ذلك بالحب والهدوء، وليس بالسيطرة وأسلوب الأمر والنهى وأب والأم مسئولان عن تقديم أمثولة طيبة وقدوة حسنة لأبنائهم. ومن أخطر ما يقاسيه، مجتمعنا، انشغال الأبوين عن تربية أولادهما! وترك الأطفال للمربيات أو لدور الحضانة، بعيدًا عن الحب الطبيعي الذي للوالدين.. أو تربية الأولاد على المستوى الاجتماعي فقط، وليس على المستوى الروحي.. وأخطر من هذا، أن الأولاد لا يجدون حنانًا من الأبوين، فيبحثون عن الحنان من مصدر آخر خارجي. وقد يضلون، ويصبحون فريسة لمن يستغلهم!! وقد يكون السبب قسوة الوالدين. نود في هذا الكتاب أن نبحث موضوع الأسرة، منذ نشأتها وأيضًا صفاتها المثالية، مع حل مشاكلها.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693740724231.jpg الأسرة السعيدة الزوجان السعيدان يشيعان جو السعادة في بيتهما، وينشأ أولادهما سعداء غير معقدين. كثيرًا ما يخاف الأولاد من الزواج، إذ يجدون آباءهم وأمهاتهم في خلاف، وجو البيت غير مريح. أما الحياة الزوجية السعيدة، فإنها تشجع الأبناء والبنات وتعطيهم مثالًا طيبًا في الحياة الاجتماعية.. البيت غير السعيد يهرب منه الزوج إلى المقهى أو النادي ويهرب منه الأولاد إلى التلهي مع أصحابهم. أما البيت السعيد فإنه يشجع على البقاء فيه.. من العجيب أن يهرب إنسان من بيت تربطه بكل من فيه روابط الدم والقربى، والبيئة الاجتماعية الواحدة المتجانسة.. البيت هو البيئة الأساسية التي تشكل طباع الإنسان ونفسيته ومبادئه وأفكاره وطباعة.. لا نستطيع أن نخلى البيت من مسئولية ما يترسب في نفسية أولاده من مخاوف أو أمراض أو عقد. حياتكم في بيوتكم هي مسئولية، ولها آثار عميقة في أجيال كثيرة تأتى بعدكم.. يفيدك في هذا الموضوع أن تقرأ كتاب: شريعة الزوجة الواحدة، ففيه معلومات عن الزواج والأحوال الشخصية، في العهدين القديم والجديد. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693740724231.jpg أهمية الأسرة الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع. ويجب أن تهتم الكنيسة كل الاهتمام حتى توجد جيلًا روحيًا يخاف الرب ويعبده بالروح والحق. يبدأ هذا الاهتمام من فترة الخطوبة وما قبل الخطوبة، حتى يتم التوافق بين اثنين روحيين، يتحملان مسئولية إنشاء بيت مسيحي روحي. وينبغي تعريف الزوجين الجديدين بطبيعة هذه الحياة الجديدة ومسئولياتها، لكي يسلكا فيها حسنًا. والزواج ليس اتحادًا بين اثنين، وإنما بين ثلاثة، وثالث الزوجين هو الله.. هو طرف ثالث في الزواج.. لذلك عندما ينجب الزوجين ابنًا، فإن هذا المولود الجديد يكون ابنًا، للزوج، وابنًا للزوجة، وابنًا لله.. الله هو الذي يوحد الزوجين بروحه القدوس، فيصيران واحدًا في الإيمان، وفي القلب والفكر، متعاونين في بيت واحد، وبهدف واحد. إن هذه الوحدة تحتاج إلى تأمل.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693740724231.jpg توافق الزوجين الأسرة المثالية ينبغي أن تبنى على أساس من التوافق. وكما يقول البعض إن التزوج عبارة عن نصف يبحث عن نصفه الآخر.. إن الزوجين اثنان يعيشان معًا في بيت واحد، وفي حياة مشتركة طول العمر، فينبغي أن يكون التوافق بينهما تامًا. إنهما مثل جوادين يجران عربة واحدة. ولا يمكنهما ذلك إلا إذا كانا سيرهما في اتجاه واحد، وبسرعة واحدة، وبقوة متكافئة. يسيران معًا، ويقفان معًا، ويتجهان معًا نحو هدف واحد، ولا يضغط أحدهما على غيره. وقديمًا قال المثل: من شروط المرافقة الموافقة. ينبغي أن يوجد بين الزوجين توافق ديني وروحي. يجب أن يكون اثنان مسيحيين أرثوذكسيين سليمي العقيدة والإيمان، لهما حياة روحية مرتبطة بالكنيسة. في بعض الأحيان لا يكون الاثنان من مذهب واحد، فينضم الطرف الآخر إلى الأرثوذكسية انضمامًا شكليًا رسميًا، لإتمام الزواج. وتظل عقيدته في داخل قلبه كما كانت قبل هذا الانضمام الصوري! ويبقى هذا الاختلاف المذهبي، وله آثاره العملية.. لأنه كيف يمكن أن يرتبط الاثنان بحياة واحدة، إن لم يوجد هذا التوافق؟! وكيف يسلك الاثنان في المجتمع، بل وفي محيط الأسرة إن كان كل منهما له طريقة وله طريقته؟! إذ يحتار الابن أي طريق يسلك، وبأية مثالية يقتدي، وأمامه متناقضات في حياة أبويه. بل إن اختلاف الأبوين في الأسلوب، يوجد اختلافًا في طريقة تربيتهما للأولاد. إذ كيف يعيش طرف جاد جدًا، مع طرف مرح جدًا؟! أو كيف يعيش شخص مدقق جدًا، مع آخر في منتهى التساهل والتسامح والتهاون؟! وكيف يعيشان إن كان أحدهما يميل إلى الهدوء الشديد، والآخر يميل إلى اللهو والصخب وكثرة الكلام؟! كيف نحقق قول الرب "لا يصيران اثنين بل واحدًا"؟ |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693740724231.jpg
موقف الوالدين في الارتباط وظيفة الوالدين في خطبة ابنتهما أو ابنهما، تكمن في العرض وفي الإرشاد، ولكنها لا يمكن أن تصل إلى الفرض أو الإرغام. من حقهما أن يرفضا زوجًا لا يجدانه مناسبًا، ولكن ليس من حقهما أن يفرضا أخر. وحتى في الرفض ينبغي أن يكون ذلك مبنيًا على أسس سليمة، وأسباب تستحق ذلك. في موضوع الزواج وفي غيره، ليتذكر الأبوان قول الكتاب: "أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم، لئلًا يفشلوا" (كو21:3). بعض الآباء يفرضون خطيبًا عن طريق العنف والسيطرة، أو عن طريق الحزن والغضب والمرض، وإرغام الابن أو الابنة على القبول حرصًا على صحة أبيه أو أمه. وقد يفرض الأبوين خطيبًا عن طريق الشك، إذ يتهمان ابنتهما مثلًا بأنها ترفض هذا الخطيب لأنها على علاقة بشخص آخر.. وقد يفرضان شخصًا عن طريق الإلحاح المستمر، ورفض باقي العروض.. كل أنواع الفرض لا يمكن أن تنتج زواجًا ناجحًا. الزواج الناجح يبنى على التوافق والرضى والحب. وقد يفرض الأب والأم أحد أقربائهم (أبن الأخ، أبن الأخت). أو أحد أصدقاء العائلة، أو شخصًا ثريًا لا يكلفهما شيئًا في الزواج، أو شخص له وظيفة أو ثقافة تروقهما.. إلخ. ولكن فليتذكر الأبوان أنهما لا يختاران ما يناسبهما هما، وإنما ما يناسب أبنهما أو أبنتهما. أنها حياة الذي سيتزوج، وليس حياة الذي يختار. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693740724231.jpg فترة الخطبة الخطبة ليست سرًا من أسرار الكنيسة، وليست عقدًا بين الخطيبين، وإنما هي أتفاق، ووعد بالزواج. وفترة الخطوبة هي فترة تعارف، وفترة ود وصداقة، وفترة أعداد للزواج. والإعداد للزواج يفهمه البعض على أنه الإعداد المادي، ومن حيث تجهيز الأثاثات والملابس وبيت الزوجية. ويدخل هذا الإعداد عند البعض في اتفاقات مالية، وانشغالات تلهيهم عن العنصر الروحي. أما الإعداد الروحي الخاص بفترة الخطبة، فهو أعداد الخطيبين لكي يصيرا واحدًا، فكرًا واحدًا وقلبًا واحدًا، واتجاهًا واحدًا، حتى يمكنهما أن يصيرا بالزواج جسدًا واحدًا، يضمهما بيت واحد. ولا يمكن أن يتم هذا، إلا إّذا كانت فترة الخطوبة فترة تعارف، يتعرف فيها كل من الخطيبين على الآخر، ويفهمه ويتفاهم معه، ويتأكد من توافق طبعيهما، وإمكانية الحياة المشتركة. وأن لم يوجد التوافق، يعملان على التوافق. هي فترة يحاول فيها الخطيبان أن يصلا إلى درجة من الصداقة والحب، يؤسس عليها الزواج. لأن الزواج الذي لا يبنى على التوافق والصداقة والحب، هو زواج فاشل. وهذا التوافق بين الاثنين ينبغي أن يشمل الطابع، والثقافة، والسن، والمثاليات، كما يشمل الحياة الروحية بكل فروعها.. فترة الخطوبة تساعد على اختيار هذا التوافق، ولكن يحسن التأكد منه بقدر الإمكان قبل الخطوبة. إنها مغامرة خطيرة أن يظن بعض الآباء أن هذا التوافق يأتي عن طريق الزواج والحياة المشتركة. فربما لا يأتي، ويزداد الاثنان خلافًا، فماذا تكون النتيجة؟! يجب على كل من الخطيبين أن يكون مفتوح العينين، لماحًا، مدركًا أهمية معرفته لمن سيشاركه الحياة كلها. فترة الخطبة ليست فترة تمثيل، يحاول فيها كل من الخطيبين أن يبدو أمام الآخر في صورة مثالية ليست له، سرعان ما تنكشف بعد الزواج، وتبدو الخدعة، فيتصدع الزواج.. إن الخطيب الذكي، والخطيبة الذكية، يستطيع كل منهما أن يدرك في حكمة وفي وعى طباع زميله، إذ يستنتجها دون أن يشعره بذلك. ومن الأخطاء التي تحجب البصيرة عن الرؤية الحقيقية في فترة الخطوبة. انشغال الخطيبين بنزوات عاطفية تشغل الحواس والعقل، فلا يلتفت إلى حقيقة خطيبه. الخطيب الحكيم يحاول في هذه الفترة أن يتعرف على زميل الحياة المقبلة. يدرسه في عمق، ويرى هل يمكنه أن يعيش معه طول العمر في مودة.. يحاول أن يصادقه مصادقة حقيقية بريئة دون أن يفكر في أن يملكه في هذه الفترة. فإذا أمكن بتعارف الخطيبين وودهما أن يصيرا واحدًا في الفكر وفي المشاعر وفي الطباع وفي الاتجاه، حينئذ يمكن أن يصيرا جسدًا واحدًا بالزواج. وإن لم يتمكنا من هذه الوحدة القلبية، فالأفضل أن يتأجل الزواج ريثما تتم الوحدة، إن أمكن تتم. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث امتداد روح الخطبة في فترة الخطبة، يكون الخطيب أكثر رقة ومودة، وأكثر مراعاة لشعور خطيبته، وأكثر عملًا على إرضائها.. فلماذا لا تمتد هذه الروح بعد الزواج أيضًا؟! كثيرًا ما نرى أزواجًا، بعد الزواج، يقل احترامهم لزوجاتهم، وتقل رقتهم، وتقل مجاملاتهم. ولا ترى فيهم زوجاتهم المعاملة الأولى المهذبة، المملوءة محبة وعطفًا وحنانًا وإرضاءً. كثير من الأزواج تسوء معاملتهم بحجة رفع الكلفة.. وباسم رفع الكلفة، لا يقول كلمة شكر لزوجته، ولا عبارة استئذان ولا لفظ مديح. وقد يمزح معها بفكاهات ثقيلة، وقد يسمح لنفسه أحيانًا بالتهكم. كما يسمح لنفسه أحيانًا بالتوبيخ الشديد والأسلوب القاسي..!! لماذا لا يعيش الرجل في الزواج بنفس روح الخطبة؟ وكذلك الزوجة لماذا لا تستمر كما كانت أثناء خطبتهما؟ أثناء الخطبة كانت مطيعة هادئة، تبدو لطيفة على الدوام، تتحاشى الصوت العالي والغضب والخصام، تود المحافظة على الرجل ومحبته.. ليتها في الزواج تستمر بنفس الروح.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث ليس الزواج مجرد علاقة اجتماعية أو عاطفية بين رجل وامرأة، وإنما أيضًا مسئولية. إنه تكوين لأسرة ورعاية لأطفال، يربون في خوف الله، وينشئون تنشئة صالحة، لتكوين كنيسة مقدسة، ومجتمع صالح، ووطن متماسك. إنها أمانة الجيل المقبل، توضع في أيدي الأزواج والزوجات. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث سن الزواج ينبغي أن يكون سن الزواج، هو سن نضوج. ليس فقط النضوج الجنسي، وإنما أيضًا النضوج الفكري، والاجتماعي، وسن القدرة على تحمل المسئوليات.. هذان الخطيبان سيصيران بعد زواجهما أبوين لطفل أو أطفال، يتحملان مسئولية تربيتهم. فيجب أن يكونا في سن النضوج الذي يسمح بتحمل مسئولية تربية الأطفال.. كما ستكون لهما أعباء اجتماعية، ومسئوليات عائلية ومادية واجتماعية، يلزمهما الدراية بتصريف أمورها.. وهذا النضوج أيضًا يساعد على تحمل كل من الزوجين لمسئولياته بنفسه، دون الحاجة إلى استشارة والديه والسير حسب توجيهاتهما، وما يتبع ذلك من مشاكل عائلية نتيجة لتدخل الصهر والحماة في شئون العائلة الجديدة الصغيرة. إنها سن تحتاج إلى رعاية، وليست سن تحمل مسئوليات، أو تدبير شئون أسرة، بروح الزوجية الحقة، والأبوة أو الأمومة.. لذلك من الخطأ أن يتم زواج بين أشخاص غير أكفاء لحمل مسئولية تربية جيل جديد،ومن هنا كان زواج الصغار، لا يقع ضرره على الأزواج والزوجات فقط، وإنما على نسلهم أيضًا.. ينبغي إذن أن يكون كل من الزوجين في سن نضوج: نضوج روحي، وعقلي واجتماعي، وتربوي. هذا النضوج يفيدهما في تفهم الحياة الجديدة، وفي العلاقات بينهما، وفي تربية الأولاد.. ويفيدهما أيضًا في العلاقات مع العائلات المجاورة ومع الأقارب. يلزمها أن يتصف الزوجان بحسن التدبير، وبفهم للنواحي المالية وللأوضاع الاقتصادية.. كل ذلك يحتاج إلى نضوج، وإلى قدرة على مواجهة أعباء الحياة، وتحمل أحدثها ومفاجآت وما فيها من تغير وتطور. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث سن الزواج الحق والواجب كل عضو في الأسرة له حقوق، وأيضًا عليه واجبات. إن الكتاب الذي أمر المرأة بإطاعة الرجل، هو نفسه الذي أمر الرجل بمحبة المرأة كما أحب المسيح الكنيسة (أف22:5-25). والكتاب الذي قال "أيها الأبناء أطيعوا والديكم في الرب" (أف1:6). هو نفسه الذي قال "لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا" (كو21:3) إن المطالبة بالحقوق دون القيام بالواجبات، هو نوع من الأنانية وعدم التعاون. ومطالبة الطرف الأخر بواجبات دون أعطائه حقوقه، هو نوع من الإذلال وعدم المحبة. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث كنيسة البيت ما أجمل قول بولس الرسول في رسالته إلى رومية "سلموا على بريسكلًا وأكيلًا.. والكنيسة التي في بيتهما" (رو16:5). وأيضًا قوله إلى أهل كولوسي "سلموا على الأخوة الذين في لاودكية، وعلى نمفاس وعلى الكنيسة التي في بيته" (كو15:4). وكذلك قوله لفليمون "الكنيسة التي في بيتك" (فل2). هؤلاء صارت بيوتهم كنائس مثل بيت مريم أم مرقس الرسول (أع12:12) وليدية بائعة الأرجوان. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث الحب والثقة الأسرة لكي تحيا حياة مثالية ينبغي أن يجمعها الحب والثقة. لا بُد أن يجمع الحب بين كل أفراد الأسرة. الحب الأبوي، والحب الينوى، والحب الزوجي.. الحب يوجد جوًا من السلام في البيت، ويشعر الكل بالطمأنينة وبروح الصداقة والتعاون تجمعهم.. البيت المملوء بالنزاع والشجار، يغرس الخوف في نفوس الصغار. ويعقدهم من الحياة الزوجية. البيت الذي لا يوجد فيه الحب، يوجد فيه الشك، وتفقد فيه الثقة، وبالتالي يفقد السلام. كيف يمكن علاج هذا؟ ينبغي أن يعمل كل من الزوجين على تقوية الثقة التي تربطه بزميله: هو يثق، وأيضًا يكتسب ثقة الطرف الآخر به. الثقة ينبغي أن تسبق الزواج، وتستمر فيه. إذا فقد أحد الزوجين الثقة بزميله، قد تتحول حياتهما إلى شك وإلى عذاب. إذا حدث شك، ينبغي أن يعالج "بالمصارحة الكاملة، وبالقضاء على الأسباب المؤدية إليه". سوء الظن مرض نفسي، إذا أصيب به أحد الزوجين، يقوده إلى الشك، ولكن بحسن النية، يحل الموضوع وإلا فبالمصارحة. لا يصح أن يفرض أحد الزوجين رقابة على شريكه في الحياة، ويظل يزن كل تصرفاته وأقواله. فليسلك الزوجان معًا ببساطة وحب، وليبرر كل منهما تصرفات شريكه تبريرًا حسنًا، ويلتمس له العذر في كل خطأ، فهذا طريق إلى السعادة. إن الشك نار للطرفين، سعيد من يهرب منها. والشك قصة طويلة لا تنتهي. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث شريعة الجسد الواحد هذا المبدأ راسخ منذ بدء البشرية، إذ قال الرب "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكونان جسدًا واحدًا" (تك24:2). ودعم السيد المسيح هذه الحقيقة بقوله في حديثه مع الكتبة والفريسيين حول الطلاق "إذن ليسا بعد اثنين، بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت5:19). هذه الوحدة، فيها الرجل هو الرأس، والمرأة هي الجسد (أف23:5-28). وأكد بولس الرسول هذا المعنى مكملًا "من يحب امرأته يحب نفسه، فإنه لم يبغض أحد جسده قط". ويشرح القديس يوحنا ذهبي الفم هاتين الآيتين فيقول "أتسأل كيف هي جسده؟ اسمع: هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمى، هكذا قال آدم" (تك23:2). ويتابع ذهبي الفم حديثه عن هذه الوحدة، فيقول للعروسين في تفسيره للرسالة إلى أفسس "لقد أصبحتما الآن واحدًا، مخلوقًا حيًا واحدًا". |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث ليسا اثنين بل واحد يقول القديس ذهبي الفم عن الزوجين "ليس هناك جسدان، وإنما جسد واحد: هو الرأس، وهي الجسد". ويتذكر القديس قصة الخليقة فيقول: إن الله لم يخلق حواء من خارج، لئلا يشعر آدم أنها غريبة عنه. إنها من نفس الجسد الواحد. والقدّيس أمبروسيوس يؤيد هذه الحقيقة فيقول "إن الله أخذ ضلعًا من آدم وعمله امرأة، لكي يرجع ويربطهما مرة أخرى ويصبحان جسدًا واحدًا". الرجل والمرأة يتزوجان، ولكنهما بعد الزواج "لا يصيران بعد اثنين، بل واحد". هما واحد في الروح، وواحد في الجسد، وواحد في كل شيء. لا يستطيع أحدهما أن يقول للآخر "هذا لي، وهذا لك". فمن الناحية الروحية، لا يوجد هذا التمييز، ولا هذه الإثنينية.. وكل شيء في البيت ملك للاثنين معًا.. إن كتابة شيء باسم أحدهما إجراء دنيوي، وليس إجراءً مسيحيًا. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث فكرة الجسد الواحد ونتائجه الأسرية مادام الزوجان قد صارا "جسدًا واحدًا" كما قال الكتاب إذن لا يجوز تعدد الزوجات. لأنه بهذا سيدخل جسد ثالث بين الزوجين (هو جسد الزوجة الثانية)، ويفرقهما. وفكرة الطلاق في الكنيسة ممنوعة أصلًا، لأنها تمزق لهذا الجسد الواحد. ولم يصرح بها إلا في حالة الزنا. لأنه في هذه الحالة تكون الوحدة قد تمزقت عملًا.. فالزنا عبارة عن دخول جسد ثالث بين الزوجين يفرق وحدتهما، "يمزق الجسد الواحد" الذي صار لهما بالزواج، ويحاول أن يوجد له اتحادًا غير شرعي مع أحد طرفي هذا الجسد الواحد. وفصل الزيجة يسبب الزنا، ما هو إلا الاعتراف بالفصل الذي تم عمليًا بينهما عن طريق الزنا. في حالة الزنا يكون فصل الزوجين- اللذين اتحدا في جسد واحد- قد تم عملًا، وبقى أن يتم شرعًا. كذلك هما أيضًا يصيران واحد من جهة الأقارب. أم الزوج هي أم للزوجة، وأبوه أبوها. وأم الزوجة هي أم للزوج، وأبوها أبوه. أخوة الزوج هم أخوة للزوجة. وأخوات الزوجة هم أخوات للزوج. لهذا فإن القرابات المحرمة بالنسبة إلى الزوج هي نفسها محرمة أيضًا بالنسبة إلى الزوجة. كلاهما واحد. من لا يجوز أن يتزوجه الواحد، لا يجوز أن يتزوجه الآخر.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث عدم تدخل الأسرتين الكبيرتين مما يساعد على سعادة الزوجين الجديدين، عدم تدخل أسرتيهما في حياتهما: أقارب الزوج، وأقارب الزوجة. ما أسهل عليهما أن يحلا مشاكلهما في هدوء، إذا لم يتدخل فيها الآباء والأمهات لتعقيد الموقف وتصعيده.. إننا ننصح الزوجين الجديدين بأن تكون مشاكلهما سرًا بينهما. لا ينقلانه إلى الوالدين أو من في مستواهما من القرابة. هذه المشكلة يمكن أن يحلها الأب الروحي بطريقة أفضل، بطريقة روحية غير متحيزة، وتبقى معه سرًا. ولا يجوز للزوج أن يحب أهله أكثر من زوجته.. وكذلك بالنسبة إلى الزوجة.. قال السيد المسيح: "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته" (مت5:19). وهذا ما قيل أيضًا منذ بدء الخليقة (تك24:2). إذا كان الأبوان حكيمين، يستطيعان أن يقودا هذا الزواج الحديث في طريق سليم،ويزوداه بالمعرفة اللازمة لهذه الحياة الجديدة، أما إذا طغت عليهما عوامل التعصب للأسرة ورابطة الدم، والحب الخاطئ، والكرامة الزائفة، فإنهما يهددان الأسرة الجديدة بالانحلال والضياع. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث الاتفاق في الإيمان لا يكفى فقط أن يكونا مسيحيين، وإنما يجب أيضًا أن يكونا أرثوذكسيين. يكونان من مذهب واحد، وعقيدة واحدة، وإيمان واحد. يكونان متفقين في الأصوام، والأعياد، والأسرار الكنسية. يعبدان الله بروح واحدة. يذهبان إلى الكنيسة معًا، ويمكن أن يتناولا معًا، وأن يعترفا على أب واحد. إن الخلاف في العقيدة، لا يمزق وحدة الزوجين فقط، وإنما يمزق الأطفال أيضًا، يحتارون هل يحتارون هل يتبعون الأب أم الأم؟! وإن تبعا أحدهما سيحكمان على الآخر بالخطأ، وهذا ضد الفكرة المثالية التي يريد الابن أن يأخذها عن والديه. هذا من الناحية العملية، ومن الناحية القانونية والكنسية، فإن الكنيسة لا تجيز عقد اثنين مختلفين في المذهب.. غير أن البعض يحاولون أن يتخلصوا من هذه العقبة: فيقوم طرف منهما بعمل انضمام شكلي إلى مذهب الآخر، ويتم الزواج، ويبقى الخلاف العقائدي، وتبقى نتائجه!! ما قيمة هذا الانضمام الشكلي من الناحية الإيمانية؟! وكيف يقبله ضمير الكاهن الذي يتمم إجراء سر الزواج؟! |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث الزواج والأصوام الزواج فرح: فرح بتكوين أسرة جديدة، وبحلول الروح القدس لتحويل اثنين إلى واحد، وبعثور كل من طرفي الزواج على شريك حياته الذي يعاونه في غربة العمر. والفرح لا يتفق مع الصوم الذي يناسبه الانسحاق والتذلل. لذلك قال السيد المسيح: "لا يستطيع بنو العرس أن يصوموا مادام العريس معهم" (مر19:2). كذلك فإن الأفراح يناسبها ألحان الفرح في صلوات طقس الزواج. وهذه الألحان المفرحة لا تجوز في الصوم.. ومن ناحية الطعام، من الصعب عمليًا أن يكون يوم الإكليل يوم صوم وانقطاع عن الطعام، بالنسبة للزوجين وأهلهما ولضيوف الفرح.. يضاف إلى هذا أن العلاقات الزوجية غير لائقة في الصوم (1كو7). لكل هذا تمنع قوانين الكنيسة عمل الأكاليل وصلوات سر الزواج في الصوم. ولا يصح أن يبدأ إنسان حياته الزوجية بكسر قوانين الكنيسة، وكسر روحياتها.. ومن غير اللائق أن يضغط بعض المؤمنين على رجال الإكليروس وبكافة الضغوط وصنوف الإلحاح مع محاولة تقديم الأعذار والتبريرات.. لإجراء طقس الزواج في فكرة الصوم.. ويجب أن يرتب كل إنسان مواعيده، حتى لا يناسب وقت زواجه فترة الصوم، وبخاصة في الصوم الكبير!! |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164693834534452.jpg البابا شنودة الثالث الأسرة والتربية الدينية على الأسرة واجب أساسي نحو أولادها. فهي مسئولة عنهم أمام الكنيسة وأمام المجتمع. ولذلك فالخطيبان قبل أن يرتبطا بالزواج، ينبغي أن تكون من مؤهلات كل منهما: القدرة على التربية. ولعله لهذا السبب ولغيره، لا يسمح بزواج صغار السن، لأنهم غير قادرين على تربية الأطفال، ولا على التعامل كأسرة ناشئة. الأب عليه واجب في تربية أبنائه. ولذلك يقول له الرب في الكتاب المقدس "لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك. وقصها على أولادك. وتكلم بها حين تجلس في بيتك.. (تث6:6، 7). فما هي المعلومات الدينية التي يقصها كل أب على أولاده في البيت؟ إن الأب ليس مسئولًا فقط عن أولاده، بل عن زوجته أيضًا، وعن البيت كله، لأنه رب الأسرة ورأس المرأة.. أنظروا كيف كان أيوب الصديق يهتم بأولاده، ويقدم عنهم محرقات (أى5:1). كذلك هناك واجب على الأم، بخاصة في فترة طفولة أبنائها، لأنها تقضى معهم وقتًا أكثر من وقت الأب. ومن الأمثلة البارزة جدًا أمامنا: يوكابد أم موسى النبي، التي استطاعت في سنوات قليلة مع طفلها، أن تلقنه كل مبادئ الإيمان، حتى أنه لما انتقل إلى قصر فرعون، لم يتأثر بعباداته الكثيرة. ولم يحتفظ فقط بإيمانه بل صار فيما بعد بطل الإيمان في عصره. ومثل يوكابد، كذلك كانت أم القديس تيموثاوس وجدته. وفي ذلك يقول له معلمه القديس بولس الرسول "أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي فيك. الذي سكن أولًا في جدتك لوئيس وأمك أفنيكي" (2تى5:1). إن الجدة بلا شك لها مركز كبير في تربية أحفادها. وقد تساعد كثيرًا في هذا المجال، إذا كانت الأم امرأة عاملة. وأتذكر أنني في روسيا، لما حضرت العيد الألفي للكنيسة، مدحت الدور الذي قامت به الجدات والأمهات في حفظ الإيمان. وذلك خلال السبعين سنة السابقة من الحكم الشيوعي، الذي لم يكن يسمح للكنيسة بنشاط في تعليم الأطفال، فكان العبء كله مركزًا على التعليم الديني الأسرى في البيوت. وبخاصة واجب الأمهات والجدات. إن الأم القديسة يمكنها أن تربى أولادها في حياة القداسة. ولنا مثل جبار هو القديسة باولا أم القديس باسيليوس الكبير. استطاعت بتربيتها الروحية العجيبة أن تقدم أربعة من أولادها قادة للإيمان والروحيات في جيلها وهم: القديس باسيليوس الكبير رئيس أساقفة قيصرية كبادوكيا، وأخوه القديس غريغوريوس أسقف نيصص، وأخوهما القديس بطرس أسقف سبسطية، وأختهم القديسة مكرينا المرشدة الروحية لكل أخوتها والتي صارت رئيسة دير. على كل أب وأم أن يضعا أمامهما قول يشوع بن نون: "أما أنا وبيتي فنعبد الرب" (يش15:24). هذه هي الأسرة السليمة العابدة. وبالمثل يقف أمام الله والكنيسة ويقول: "ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الرب" (أش18:8) (عب13:2). إن الله قد أعطى الزوجين أولادًا، لكي يصيرهم أولادًا له. والزواج ليس مجرد علاقة بين رجل وامرأة، وإنما هناك الأولاد أيضًا. ومن أجل حسن تربية الأولاد، أمر الله الأبناء بطاعة والديهم. من أجل كرامة الأبوة والأمومة، وأيضًا من أجل التربية الروحية السليمة. ولذلك قال الرسول "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب، لأن هذا حق" (أف1:6). وعبارة (في الرب) تعنى في كل ما يوافق كلام الرب، لأن هذا حق. أعود فأقول إن القدرة على تربية الأولاد هي شرط أساسي من شروط الزواج. فالذي يتقدم لخطبة فتاة، عليه أن يتأكد هل يمكنها أن تكون ربة بيت تدبر أموره حسنًا أم لا؟ هل يمكنها أن تكون أما صالحة تحسن تربية أولادها وأولاده؟ وكذلك على الفتاة أن تطمئن هل خطيبها هذا يمكنه أن يكون أبًا صالحًا يحسن تربية الأولاد؟.. وزوجًا صالحًا يسعد زوجته.. الزواج إذا ليس هو مجرد حياة خاصة، إنما هو أيضًا مسئولية اجتماعية ومسئولية روحية. إنها مسئولية أمام المجتمع، حيث تقدم الأسرة للمجتمع أعضاء جددًا قد تربوا حسنًا في بيوتهم، وأصبحوا نافعين في كل شيء، لا يسيئون إلى أحد، بل على العكس يبنون المجتمع ويكونون موضع ثقة واحترام الكل. وهي مسئولية أمام الله، بتقديم أبناء قديسين يكونون من بنى الملكوت، ومن خدام الكنيسة الصالحين. وكل هذا يشمل بالضرورة مسئولية تعليمة.. فيشترط في الوالدين أن يكونا صالحين للتعليم، وعلى قدر كاف من المعرفة.. إذ كيف يعلمان أولادهما إن لم يكونا على مستوى يسمح بالعطاء وبالإقناع وبالتفهيم. بحيث يكون كل من الأب والأم مرجعًا لأبنائه ومصدرًا دقيقًا ووثيقًا لما يلزمهم من المعلومات.. وإن لم يكونا كذلك، فيلزمهما الدراسة. يجب على الأم أن تدرس لكي تعلم ابنها. ولا تقف أمامه في موقف من لا يعرف.. ونفس الكلام نقوله للأب أيضًا.. ومع دراسة المعلومات اللازمة للابن، ينبغي على الوالدين دراسة نفسية طفلهما في كل مرحلة من مراحل عمره، حتى يمكن التعامل معه بما يناسبه نفسيًا.. وتربية الأبناء لا تقتصر فقط على التعليم، إنما تحتاج كذلك إلى التدريب العملي. لأن الدين ليس هو مجرد معلومات، إنما هو حياة.. فعلى الوالدين أن يساعد أولادهما على ممارسة الفضائل عمليًا والتدريب عليها.. وفي كل ذلك يقف أمامهما واجب آخر لا يقل خطورة وهو: أهمية قدوة الوالدين في الحياة الروحية لأبنائهما. فالدين ليس مجرد تعليم، إنما هو بالأكثر تسليم. هو حياة يتسلمها جيل من جيل. ويتسلمها بالممارسة العملية التي يراها ويلاحظها ويلمسها في الكبار: في البيت أولًا ثم في المدرسة والمجتمع. وإذا كان تأثير البيت قويًا، فإنه ينقذ الطفل من محاكاة أخطاء المجتمع. وهكذا يتربى الطفل تربية قوية عميقة، بالتعليم والتدريب والقدوة الصالحة. على أن يكون كل ذلك ممزوجًا بالحب، لأن الطفل يتعلم ممن يحبه، ويحب أن يحاكى أيضًا من يحبه. والمعاملة السيئة قد تدفعه إلى العناد وإلى العصيان.. وهنا تضيع كل فائدة التعليم، مهما كان صحيحًا وسليمًا، إن كان الطفل يصر على رفضه في عناد شديد، لأنه صادر من أب أو أم يسئ معاملته.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث اقتصاديات الأسرة إنني مسرور أن أحضر في وسطكم. وكنت أود أن أجلس واستمع واستفيد، لأنكم خبراء في هذا المجال. إذا تحدثنا عن اقتصاديات الأسرة، لابد أن نفرق بين الأسرة الغنية والأسرة الفقيرة. فاقتصاديات هذه غير اقتصاديات تلك. وينبغي أن نفرق بين الاقتصاد والبخل. وبين الحياة الكريمة والترف والإسراف. وأيضًا نفرق بين الاقتصاد وكنز المال، الذي ينبغي أن نساعد به المحتاجين. النقطة الأولى التي أحدثكم عنها في اقتصاديات الأسرة هي تعاون الكل. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث تعاون الكل وأعنى بذلك عدم إلقاء العبء كله على رب الأسرة. فالمفروض أن يتعاون الكل في اقتصاديات الأسرة. ولا مانع من وجود المرأة العاملة ومساعدتها لزوجها. وسفر الأمثال يعطينا مثالًا عن المرأة العاملة فيقول: "امرأة فاضلة من يجدها، لأن ثمنها يفوق اللآلئ.. تطلب صوفًا وكتانًا، وتشتغل بيدين راضيتين. هي كسفن التاجر، تطلب طعامها من بعيد.. تمد يديها إلى المغزل.. تبسط كفيها للفقير.. ولا تأكل خبز الكسل" (أم10:31-27). وقد تحدث عن أعمال كثيرة تعملها.. وعندنا في كثير من الكنائس توجد مشاغل، ويمكن أن تعرض ما تقدمة الأسرة المنتجة. هذا لو كانت مواهب المرأة في الخياطة والتطريز. فقد تكون لها مواهب أخرى.. على الأقل يمكن أن تصنع المرأة ملابسها وملابس أولادها. ولا تكلف زوجها مبالغ طائلة في شراء هذه الملابس من الأسواق. وإن لم تكن تعرف، يمكنها أن تتعلم.. ونفس الوضع نقوله بالنسبة إلى ستائر البيت ومفارشه وبياضاته.. لماذا لا تتدرب أيضًا على توضيب شعرها وشعر بناتها، بدلًا من أن تصرف مبالغ عند الكوافير، وتضيع هناك وقتًا يمكن أن تستفيد به..؟ كما أنه يمكنها أن تصنع المربات والأغذية التي تشتريها من الأسواق. وبالتدريج تستغني عن شراء كل ما يمكنها صنعه بنفسها، وتعلم ذلك لأولادها. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث التدبير المنزلي إن تعليم بناتنا وتدريبهن على التدبير المنزلي، يضيف إلى البيت لونًا من البهجة، ويساعد على اقتصاديات الأسرة. ويوفر ما ننفقه على الطباخين، وما ننفقه في حفلاتنا بشراء أطعمة أو ألوان من الحلوى يمكن صنعها في منازلنا. لماذا لا نعود أولادنا أن ينظموا حجراتهم، ويرتبوا فراشهم ومكاتبهم، وينظفوا المائدة بعد تناولهم الطعام. فهكذا يفعل الجنود في الجيش أيا كانت ثقافتهم أو مراكزهم الاجتماعية في أسراتهم.. وهكذا يفعل الضباط والبحارة في السفن، إذ يخدمون أنفسهم. إن هذا يعود أولادنا النظام والاعتماد على النفس، ويوفر على الأسرة ما تصرفه على الشغالات. ولماذا لا نعود أولادنا على كي ملابسهم في البيت، ونوفر أجر ذلك.. إلا للضرورة.. ويمكن أن يقوم أفراد الأسرة بصنع أو تدبير كل ما يلزم البيت من أدوات الزينة، بل وصنع كثير من الهدايا بدلًا من شرائها. ومثل هذه الهدايا تترك أثرًا فيمن يأخذونها أكثر من المشتراة. لقد كتب الأستاذ توفيق الحكيم كلامًا لطيفًا يشبه هذا في كتابه (الأيدي الناعمة) وكذلك في كتاب (شمس النهار). |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث التدريب المهني كما تعمل المرأة، يمكن للأولاد أيضا أن يعملوا، في إمكانات يتدربون عليها.. يمكنهم أن يتدربوا على تصليح وصيانة كل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الموجودة في المنزل. فلا يتكلف الأب شيئًا إذا تلف شيء منها.. مثال ذلك كل التوصيلات الكهربائية، وإصلاح التليفون، والبوتاجاز، والغسالة، والراديو، والتليفزيون (إذا وجد في البيت). وإصلاح حنفيات الماء وكل أعمال السباكة. وكذلك التدرب على إصلاح السيارة، حتى إذا تلفت في الطريق يمكنهم إصلاحها.. ويعوزني الوقت إن تحدثت عن الأشياء التي يمكن أن يتعلمها الأبناء لمساعدة والديهم.. إنني أحب أن ينمي أولادنا مواهبهم. وأن يزيدوا مقدراتهم. ولا يظنون أن الرزق سيهبط عليهم من فوق، بدون جهد منهم. فالله لا يشجع الكسل إطلاقًا. بهذه التداريب، يكتسبون خبرة ومهارة، ويقضون وقتهم في تسلية مفيدة، تبعدهم عن اللهو الضار. ويساعدون في اقتصاديات الأسرة. وينتفعون بكل هذا في حياتهم الخاصة حينما يكبرون ويشعرون بشخصيتهم وفائدتهم.. بل هذا التدريب المهني يفيدهم روحيًا، فعلقهم إذ ينشغل في العمل، لا يسرح في أفكار خاطئة. ويفيدهم مهنيًا في المستقبل.. إننا نستطيع أن ندرب أولادنا أيضًا على صنع الجوائز التي توزع على مدارس الأحد في الكنيسة. تشتريها منهم الكنيسة بثمن رمزي، أو ثمن معقول. أو تقبلها تبرعًا من أفراد الأسرات الفنية التي يصنعونها لمجرد التسلية.. وهكذا يأخذون خيرًا ويوفرون مالًا. نقطة ثالثة في اقتصاديات الأسرة، وهي ترشيد الإنفاق. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث ترشيد الإنفاق المفروض كما أننا لا نضيق على أولادنا، أيضًا نعلمهم عدم الإسراف، وعدم الصرف على ما لا ينفع. وبالتالي عدم صرف المال فيما يضر (كالتدخين مثلًا).. إنني دائمًا أقول لكل مدخن أصادفه: أنت بالتدخين تضيع صحتك، وتضيع مالك الذي يمكنك أن تنفقه على بيتك أو على الفقراء، أو فيما يفيد.. وإن كانت الأسرة تحتاج إلى الضروريات، فلا داعي إذن للكماليات. ولا داعي إلى رفع مستوى الترف باستمرار، وإنفاق كل إيراد الزوج الذي يصله في سنى شبابه وقوته، على أمور يبدو فيها عنصر المبالغة في الإنفاق.. ومن ضمن ترشيد الإنفاق، تقليل الخسائر والتلفيات. فالابن الذي في غير حرص يكسر أواني البيت، أو يتلف ما يكون عنده من أدوات وآلات. أو يسرف في استخدام الكهرباء بغير حاجة إليها، أو يتسبب في خسائر مالية للأسرة سواء في الأثاث أو الملابس أو الأجهزة.. أو الذي يضيع ما اشتراه له والده بلا مبالاة.. هذا الابن إنما يثقل على والده ويحمله أعباء اقتصادية، كان يمكنه أن يريحه منها.. وما ينطبق على الابن، ينطبق على كل فرد آخر في الأسرة. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث النجاح النجاح لازم اجتماعيًا وروحيًا، واقتصاديًا أيضًا، فمن الناحية الاجتماعية يعطى صاحبه مركزًا مرموقًا في المجتمع. ومن الناحية الروحية قيل عن الإنسان البار في المزمور الأول "وكل ما يعمله ينجح فيه". وقال القديس يوحنا "أروم أن تكون ناجحًا وصحيحًا، كما أن نفسك ناجحة" (3يو2). يمكنه أيضًا أن يدرس لغات أجنبية ويتقنها. وهذه تفتح أمامه مجالات أوسع.ونجاح الابن يساعد أباه اقتصاديًا، فلا يتحمل أعباء رسوبه أو ضعفه، أو المشاكل التي تنتج عن فشله في الحياة. فالابن الذي يرسب في امتحاناته، ويكلف أباه إعادة مصروفات السنة. أو الذي يضعف في مواد معينة تحوجه إلى دروس خصوصية.. إنما يضع على أبيه أعباء في المصروفات، كان يمكنه أن يريحه منها. بعكس الابن الناجح فهو سبب فرح لأبيه، ومعين له في اقتصادياته.. بل هناك أبناء متفوقون تمنحهم الدولة مكافآت.. والأبناء الناجحون يمكن أن يضيفوا إلى أنفسهم مقدرات يحصلون بها على أيراد. سواء بعمل إضافي بعد تخرجهم، أو حتى بعمل أثناء عطلاتهم في دراستهم. كابنة تتعلم آلة كاتبة، أو اختزال، أو Telex، أو كومبيوتر.. ويمكن أن يكون هذا مصدر إيراد، كما أنه مجال للتسلية ولقضاء الوقت فيما يفيد. وفي رفع عبء المصروفات الخاصة عن الأسرة أو زيادة إيرادها. أنا أيضًا جربت العمل أثناء حياتي الدراسية، ولم أحب أن أتقل على أسرتي في مصروفاتي. بل كنت أساعدهم في إيرادها أيضًا. وفي هذا لا أكلمكم من فراغ، وإنما من خبرة عملية. وفي خلال دراستي بالجامعة كنت حاصلًا على مجانية تفوق، لأن الجامعة في أيامنا كانت بمصروفات (في بداية الأربعينات). الابن الناجح في حياته يمكنه أن يتابع دراساته العليا ويحصل على درجات علمية.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث تنظيم النسل الأسرات الغنية قد لا تتأثر بكثرة النسل، إلا في مدى القدرة على تربية الأولاد.. أما الأسرات الفقيرة أو المحدودة الدخل، فإن تنظيم النسل يبدو ضرورة اقتصادية لها. اقتصاديات الأسرة أيضًا ينبغي أن تشمل نقطتين هامتين: 1- تنظيم الأنفاق على كل أوجه الصرف، باعتدال، بحيث لا نهمل ناحية، بينما يبالغ في ناحية أخرى. 2- يدخل في تنظيم الأسرة حق الله في ما يصل إليها من إيراد. بحيث لا تهمل العشور والبكور، وحق الفقراء الذين هم أعضاء في الأسرة الكبيرة. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث واجب الأم في محيط الأسرة على المرأة واجبات عديدة في محيط الأسرة، يلزمها عناصر ينبغي توافرها لكي تسير الأسرة بمنهج سليم يقود إلى سعادة الأسرة ومثاليتها: فما هي العناصر اللازمة لصيانة الأسرة ولسلامة الأسرة؟ . عنصر الفهم من المرأة تحتاج المرأة في الأسرة أن تفهم عقلية الرجل ونفسيته وطباعة، وتتعامل معه بما يناسب هذا الفهم. كما ينبغي للرجل أيضًا أن يفهم نفسية المرأة وطباعها. يعوز المرأة أيضًا أن تفهم نفسية أبنائها، في كل مرحلة من مراحل السن، وما يناسب كل مرحلة من أسلوب التعامل. عليها أن تدرس ذلك، أو على غيرها أن يفهمها هذه الأوضاع كلها. يمكن أن تصدر لجنة المرأة كتبًا تشرح نفسيات الأطفال، وطريقة تربيتهم. وما قد يصدر عنهم من أخطاء في كل مرحلة من مراحل العمر، سواء عن قصد أو عن غير قصد، وطريقة معالجة تلك الأخطاء. أو يمكن لمعهد الرعاية في كنيستنا أن يصدر أمثال هذه الكتب أو النبذات ومن المعروف أن هيئات تربوية كثيرة قد اهتمت بهذا الموضوع، وصدرت فيه مطبوعات عديدة. مثال ذلك ما نشر عن الطفل الخجول، وكيفية معاملته. أو عن الطفل المشاكس، والطفل العدواني، والطفل الأناني، والطفل العنيد.. وطريقة معامله كل منهم. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث طول البال عند الزوجة يلزم الأم أيضًا أن تكون طويلة البال، مستريحة الأعصاب. ولا تجعل أولادها ضحية لحالتها النفسية. فقد تكون حالتها النفسية متعبة في بعض الأوقات، نتيجة لظروفها الجسدية أو الصحية، أو نتيجة لخلاف بينها وبين زوجها أو بعض المعارف.. فلا يجوز أن يدفع أولادها الثمن، ويتحملوا تعبها النفسي.. من جهة اضطراب أعصابها، أو كونها غير قادرة على الاحتمال، أو أنها تعانى ضيق الخلق.. مجرد رؤية أولادها لها في هذه الحالة، عثرة لهم. ما ذنبهم في أن أمهم تكون وقتذاك عصبية، لا تحتمل كلمة منهم، تصيح وتنتهر، وترفض التفاهم.. أو ربما تضرب وتؤذى..! وقد يلتقط أولادها منها هذا الأسلوب، في تعاملهم مع بعضهم البعض! بينما المفروض فيها أن تكون قدوة لهم في كل شيء، ووسيلة إيضاح لكل فضيلة.. عليها إذا غضبت، أن تضع حدودًا لغضبها أو أسلوبه. فيكون غضبها لسبب روحي يتفهمه الأطفال، ويأخذون منه درسًا. ولا ينحرف الغضب إلى العنف، أو إلى استخدام ألفاظ غير لائقة، ولا تستخدم فيه الضرب أو الشدة، أو التهديد بما لا يستطيع تنفيذه! مع إدراك الأبناء لعدم قدرتها على تنفيذ تهديداتها، فيسخرون منها في داخلهم أو يعلنون ذلك. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث عنصر الحنان لدى الأم المفروض في الأم أن تكون مصدر حنان لأبنائها، وينفع الأطفال جدًا أن يشبعوا من حنان أمهاتهم. حتى لا ينحرفوا إلى التماس الحنان من مصدر خارجي، لا نضمن سلامته. وحنان الأم ينبغي أن يكون بحكمة. فلا يتحول إلى تدليل خاطئ يسئ إلى تربيتهم، ولا يستغله الأبناء في أن يسلكوا بأسلوب اللامبالاة، إذ يجدون أمهم أمامهم راضية بأي خطأ أو متساهلة جدًا في التعامل مع أخطائهم، وكأنهم لم يخطئوا!! أو أنها أمام أبيهم تدافع عن أخطائهم وتبررها، أو تغطى عليها فلا يراها!! وهكذا لا يجد الابن من يربيه.. والحنان يشمل أيضًا عنصر العطاء لما يحتاجه الابن. فتشعر الأم باحتياجاته، وتعطيه دون أن يطلب. ولا شك أن هذا يترك في نفسه أثرًا طيبة ويبادلها حبًا بحب. ولكن العطاء ينبغي ألا يمتزج بالإسراف البذخ، وإنما يكون في حدود المعقول. وذلك حتى لا يشب الابن شاعرًا بأن كل ما يطلبه واجب التنفيذ، مهما كانت حالة الأسرة لا تسمح بهذا.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث المرح وانضباطه لدى الأم في المنزل من الأمور اللطيفة التي يحبها الأطفال، جو المرح في البيت. والأم اللطيفة المرحة، تكسب محبة أبنائها. حتى أن الضيوف والأقرباء الذين يزورون البيت: إن كانوا يتصفون بالمرح، يحبهم الأولاد ويلتفون حولهم، ويسعدهم تكرار زيارتهم. وأن لم يجد الأبناء مرحًا في البيت، سيبحثون عنه خارج محيط الأسرة. ولا نضمن أي نوع من المرح سيجدونه، وتأثير ذلك عليهم على أن المرح في البيت يجب أن يكون منضبطًا. فيتعود الأولاد أن المرح حدودًا وأوصافًا. وإن خرجوا فيه عن الأسلوب المعتدل، يخطئون ولا يقابلون بتشجيع من أحد. بل تنبههم الأم إلى تجاوزهم في مرحهم، سواء بكلمة أو بإشارة أو بملامحها غير الراضية. أذن ينبغي الاهتمام بأسلوب المرح، وبوسائله. ومع من يكون؟ وإلى أي حد؟ ويدركون أنه يمكن لهم أن يضحكوا على غيرهم،ويميزون بين الفكاهة المقبولة وغير المقبولة. وكيف أن مجالس المرح لا تتحول إلى مجالس المستهزئين (مز 1). وكذلك لا يتحول المرح إلى هرج، ولا يكون في كل وقت ولا مع كل أحد، لأن هناك أوقات تحتاج إلى جدية. والخروج عن الجدية وقتذاك يكون ملومًا ومعيبًا.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث عنصر الحكمة لدى المرأة التميز بين أوقات المرح والجدية، يحتاج إلى حكمة وضبط الأم لهذا الأمر وذلك، يحتاج إلى حكمة.. كذلك ينبغي أن تحل مشاكل البيت والأولاد بحكمة. هناك أمور تحتاج منها إلى تدخل جاد، وأمور أخرى يحسن تركها بعض الوقت. حتى لا تأخذ الأم موقف الشرطي في محيط الأسرة!! أمور تصمت عنها إلى أن تحلها فيما بعد، وأمور تأخذ فيها موقفًا في نفس الوقت. هناك ما تحله على مستوى الجلسة الخاصة مع أحد الأبناء. وأشياء أخرى تتكلم عنها أمام الجميع، لكي يأخذون الآخرون منها درسًا وينتفعوا. ومسائل تحتاج إلى لون من التوعية والتفهيم. والحكمة تدخل أيضًا في موضوع العقوبة.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث العقوبة والمخاصمة بعض الأخطاء تحتاج إلى عقوبة، إذا كانت فادحة ومقصودة. بينما أخطاء أخرى يكفيها مجرد التنبيه، أو التوبيخ، أو الإرشاد، أو إظهار عدم الرضى عنها، أو الإنذار بالعقوبة إن تكرر الخطأ. والعقوبة لازمة، لأن كثيرين يشعرون بفداحة الخطاء إن لم يعاقبوا. وبدون العقوبة قد يستمر المخطئ في خطئه، وقد يصل إلى الاستهتار. والله-تبارك اسمه- قد عاقب كثيرين أفرادًا وشعوبًا. وقد حكم حكمًا شديدًا على عالي الكاهن، لأنه لم يؤدب أولاده. فمن حق الأم أن تعاقب، ومن حق الأب أن يعاقب. بل من واجبهما أن يفعلا ذلك، لأنهما مسئولان عن تربية أولادهما. وهناك ألوان من العقوبة، يستخدمها الآباء والأمهات. البعض منهم قد يمنع عن ابنه بعض المصروف أو الهدايا، أو يمنعه عن بعض الفسح (النزهات) أو بعض المشتهيات أو بعض الزيارات التي يحبها، أو يمنعه عن اللعب، أو عن بعض الصدقات. أو يلجأ بعض الآباء والأمهات في معاقبة أبنائهم إلى الضرب أو الشتيمة وهذا بلا شك أسلوب غير روحي، إن كان مرتبطًا بالعنف والإهانة وجرح الشعور.. وقد يأتي بنتائج عكسية إذا كان منهجًا مستمرًا.. على البعض قد يستخدم المخاصمة أو المقاطعة. فتستمر الأم مثلًا فترة طويلة لا تكلم ابنها، ولا تستمع إليه ولا ترد عليه إن كلمها، أو تتجاهله باستمرار، أو أن تغيظه- في فترة مخاصمتها له- بأن تعامل أحد أخوته بلطف وحنو ومودة. وقد تطول المقاطعة أو المخاصمة، ويبدو الموضوع بلا حل!! وأن اشتكى الابن لأحد الأقارب أو الأصحاب، تعنفه بشدة وتقول له "أنت تفضحنا وسط الناس، وتنشر أسرار الأسرة في الخارج". وتزداد مقاطعتها له.. ولا شك أن المخاصمة والمقاطعة لها أضرارها وأخطارها. فهي إجراء سلبي، وليست حلًا لإشكال، ويكون فيها الابن -وبخاصة إن كان صغيرًا- في وضع عاجز عن التصرف. ولا يعرف متى تنتهي هذه المخاصمة؟ وكيف؟ كما أنها لا تعطى مجالًا للتفاهم ولا للحوار.. وإن طالت، يزداد الأمر تعقيدًا.. يبدو أن هذه الوسيلة -كعقوبة- لا تصلح إلا إذا كانت لدقائق أو ساعات، يعقبها عتاب.. المهم في العقوبة أن تكون ذات نتيجة طيبة في تقويم الابن. ولا تكون مجرد تنفيس عن غضب مكبوت، أو إراحة لأعصاب متوترة. والأم الحكيمة لا تهدد، وإنما تتصرف تصرفًا حكيمًا، يجمع بين الحب والحزم، وبين العقاب والعلاج. فيكون هدفه العلاج، وليس لمجرد العقاب والمجازاة.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
البابا شنودة الثالث شروط العقوبة وبحكمة تكون العقوبة، وتعرف صاحبتها متى تكون؟ ولأي سبب؟ وهل تصلح؟ وإلى أي مدى؟ 1- الشرط الأول أن يعرف الابن أنه قد أخطأ ويستحق العقوبة. لذلك ينبغي توضيح الموقف له، وشرح نوعية الخطأ الذي وقع فيه ونتائجه، على أن يقتنع بذلك. لأنه إذا لم يدرك أنه قد أخطأ، سيشعر أنه واقع تحت ظلم، وأن سلطة الوالدين تستخدم بطريقة عشوائية وبدون حق. وهذا الشعور يضره ويتبعه.. 2- يجب إقناعه أيضًا بأن العقوبة نافعة له. وأنها تفيده وتربيه، حتى يبتعد عن الخطأ، ولا يكرره ولا يصبح عادة له. وكلما يتذكر العقوبة، يذكر أنه قد فعل ما لا يليق، وقد أغضب الله ووالديه بما قد فعله، وربما قد أساء كذلك إلى سمعة الأسرة، وقدم صورة غير لائقة لأخوته، الذي قد يقلدونه إذا وجدوا أن خطأه قد مر بسهولة دون عقاب. فالعقوبة كما هي نافعة له، هي نافعة أيضًا لغيرة.. 3- إشعاره بأن العقوبة لا تمنع المحبة. فمحبة أمه له قائمة، تظهرها نحوه بأساليب أخرى على الرغم من بقاء العقوبة. وأن هذه المحبة جزء من طبيعة الأم، وقد أظهرتها نحوه في مناسبات عديدة تذكرة بها. وأن الله نفسه قد عاقب، على الرغم من محبته للبشر. 4- من شروط العقوبة أن تكون على قدر الاحتمال. عل قدر ما يستحق الخطأ من جهة، وعلى قدر ما يحتمل المخطئ من جهة أخرى.. ويراعى في هذا شعور الابن الحساس، والابن الصغير، والابن المحب قد تصدمه العقوبة في أمه، وأيضًا يراعى شعور الابن المحتاج إلى حنان لظروف خاصة. ويراعى أيضًا عامل السن، وعامل المعرفة أو الجهل. 5- تكون العقوبة لوقت محدد، تنتهي بعده. لأن هناك أمهات: إذا غضبت مرة واحدة يكون غضبًا مستمرًا لا يعرف متى تنتهي! وإن خاصمت يستمر الخصام إلى مدى لا تعرف نهايته! وهذه إذا عاقبت، لا يعرف الابن متى تنتهي عقوبته! وإذا منعته عن شيء، لا يعرف متى ينتهي هذا المنع! وكل هذا خطأ بلا شك. فالله نفسه -تبارك اسمه- قيل عنه في المزمور إنه كثير الرحمة وبطئ الغضب "لا يحاكم إلى الأبد، ولا يحقد إلى الدهر" (مز103:9). 6- تكون العقوبة لونًا من العلاج. فتعاقبه الأم بمنعه عمَّا يضره، وبإبعاده عن أسباب الخطأ،ويكون هذا علاجًا له، بحيث يدرك أيضًا أن هذا لون من العلاج، وليس مجرد عقاب. كمنعه مثلًا من صدقات ضارة، وعن زيارات تسبب له خطايا، أو منعه عن مرفهات ومسليات تضره.. 7- ويشترط في العقوبة أن تكون على أساس ثابت. بحيث يفهم الابن أنها تمثل مبادئ وقيمًا ثابتة. وهكذا لا تكون الأم مترددة: تمنعه عن شيء في وقت ما، وتصريح بنفس الشئ في وقت آخر. فلا يدرى الابن من تصرفها ومن معاقبتها، مادامت هي تأمر بالشيء وعكسه!! |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164760366129521.jpg
البابا شنودة الثالث مصادقة الأبناء يفيد جدًا في التربية، وفي العلاقات الأسرية، أن تكون الأم صديقة لأبنائها: تربطها معهم عوامل من المودة، وليس مجرد سلطة الأعلى على الأدنى. وفي هذه الصداقة والمودة، توجد الثقة والمصارحة.فيستطيع الابن أن يفتح قلبه لها، ويحدثها بكل صراحة عما في داخله، وعن مشاكله وحروبه الروحية، دون أن يخشى عقابًا أو توبيخًا أو فقدانًا لثقتها به. بل يطلب المشورة والإرشاد. ولا مانع من الحوار، لا بلون من المجادلة والكبرياء، بل لمجرد التوضيح وبحث كل وجهات النظر معًا. وحتى إن كشف لها أخطاءه ومشاكله، يكون على يقين أنها ستحفظ السر، ولن تعايره بخطأ وقع فيه.. أو تعاقبه عليه.. تحلل ما يقوله لها في موضوعية، وترشده إلى الواجب عليه، دون أن تثور، ودون أن تتضايق أو تبكى، أو تطالبه بأكثر مما يستطيع، أو تشتد في لومه وفي إيلامه.. وفي حفظها للسر، لا يكون ذلك بحفظ اللسان فقط من الكلام، بل أيضًا بحفظ ملامحها فلا تكشف شيئًا، وبالحرص في معاملاتها له فلا يستنتج منها ما أرادت أن تخفيه بصمتها.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164760366129521.jpg
البابا شنودة الثالث الاحترام والتقدير من المفروض أن يحترم الأبناء آباءهم وأمهاتهم. فالكتاب يقول "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض" (خر12:20). "لكي يكون لك خير على الأرض" (تث16:5). وقد علق القديس بولس الرسول على هذه الوصية، بأنها "أول وصية بوعد" (أف2:6). ويكون احترام الإنسان لأمه، ليس مجرد مركزها العائلي كأم. ولكن حبذا لو كان ذلك أيضًا بسبب تقديره لعقلها وحكمتها وحسن مشورتها، وحسن تصريفها وتدبيرها لأمور الأسرة. ولا تكون مثل بثشبع أم سليمان الملك، التي جاءته في طلب، فقام عن كرسي ملكه وسجد لها، وأجلسها على يمينه.. ولكن لما طلبت منه طلبًا شعر أنه ضد الشريعة، لم يستجب لها، بل عاقب من جاءت تتوسط لأجله وأمر بقتله (1مل 19:2-25). هناك إذن فرق بين الاحترام للمركز، واحترام الصفات والشخصية. والأم الحكيمة العاقلة، هي الأم التي يحترمها أبناؤها للأمرين معًا. حتى لو لم تكن أما، لا يقل احترامهم لها. فشخصيتها توجب الاحترام. وكلامها يجب تنفيذه، ليس لأنه مجرد كلام أم، بل بالأكثر لأنه كلام منفعة، كله حكمة وفائدة.. هذه هي الأم التي لها مواهب وشخصية، وحياة ماثلة. إنه احترام من عمق القلب والعقل، لأنها موضع ثقة. غير أن بعض الأمهات للأسف، يطلبن الاحترام والطاعة، في مواقف وأوامر خاطئة لا يمكن للابن الحكيم أن يطيعها!! كما حدث لبثشبع مع ابنها سليمان الحكيم،وإن حدث لمثل هذه الأم إن خالفها ابنها، أن تثور عليه وتوبخه. وتقول له: أبهذا الأسلوب تكلم أمك؟! وأين هي الطاعة التي أمرك بها الرب؟! ونفس الوضع بالنسبة إلى الأب المخطئ في أوامره. وهكذا يقول الكتاب "أيها الأولاد، أطيعوا والديكم في الرب، لأن هذا حق" (أف1:6). نعم، في الرب، فهذا حق. أما خارج دائرة الرب، فيقول السيد الرب "من أحب أبًا أو أمًا أكثر منى، فلا يستحقني" (مت37:10). أما "في الرب" فكل كلمة تقولها الأم، تكون موضع الطاعة، وموضع الاحترام، وموضع التنفيذ.. برضى، وبشكر. والأم الحكيمة تحترم أولادها أيضًا كما يحترمونها: لا تهينهم، ولا توبخهم بغير سبب يستحقون عليه التوبيخ. ولا تجرح شعورهم، ولا تصغر من شأنهم. بل تكلمهم بألفاظ رقيقة، ويكونون في نظرها كبارًا تفتخر بهمم، وترفع من قدرهم أمام الكل. وتمتدح ما فيهم من حسنات، وتسر، بنجاحهم وتفوقهم.. الابن يعاملونه خارج بيته معامله طيبة وباحترام. ولكنه للأسف لا يجد في بيته نفس الاحترام الذي يجده خارجًا. فإنه في نظرهم باستمرار، صغير مهما كبر، يعاملونه في البيت كصغير لا يستحق احترامًا. وبهذا قد ينشأ الابن معقدًا، يبحث عن احترامه دائمًا خارج بيته!! أما في البيت فقد يجد الابن العناية، ولكن ليس الاحترام. لهذا أقول باستمرار أن الزواج يحتاج بكل تأكيد إلى مواهب تربوية، لأنه ينجب أولادًا تحتاج إلى تربية سليمة. والأم بالذات، تحتاج بالأكثر إلى هذه المواهب التربوية، لأن الأب غالبًا ما يكون مشغولًا بعمله خارج البيت، تاركًا مسئولية تربية أبنائه على أمهم.. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164760366129521.jpg البابا شنودة الثالث أهمية تعليم المرأة المرأة المثقفة تستطيع أن تكلم زوجها في أمور يحترم فيها عقلها ومعرفتها. بعكس المرأة الجاهلة التي يأتي زوجها من عمله، فلا تحدثه إلا في أمور تافهة تتعلق بعملها في البيت وصلتها بالجيران والأقارب! وأن أراد أن يتكلم أو يتناقش في موضوع هام، لا يجد العقلية التي تناسبه أو تشبعه إلا في محيط أصدقائه خارج البيت. أما الزوجة المثقفة، فلها العقلية والمعرفة التي يحترمها الرجل. وهكذا كان مجتمعنا القبطي ينادى بتعليم المرأة، منذ أيام البابا كيرلس الرابع. هذا الذي افتتح أول مدرسة في مصر لتعليم الفتاة. وانتشرت بعد ذلك مدارس تعليم الفتيات. وأصبحت المرأة تشغل مناصب عالية. وصارت الزوجة في البيت، تتعامل مع زوجها بعقلية ناضجة، وبمعلومات واسعة لا تقل عنه، بل قد تزيد. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164760366129521.jpg البابا شنودة الثالث نفسية الرجل المرأة الحكيمة -لكي تكون ناجحة كزوجة- ينبغي أن تعرف نفسية الرجل وعقليته، لكي تدرك كيف تتعامل معه. تحادثه بمعلومات تشبعه. ولكن لا تتعالى علية بمعلوماتها، حتى لا تخدش كبرياءه كرجل! حقًا، ينبغي أن يبعد الرجل عن الكبرياء. ولكنه بطبيعته لا يحب أن تقوده المرأة! ويصر باستمرار على عبارة "الرجل رأس المرأة" (1كو3:11)(أف22:5،23). والمرأة الحكيمة تحفظ لرجلها كرامته.. في مجال الحق يمكن أن تقنعه، ولكن لا تشعره بأنها تقوده! وفي حالة ضيقه تحتمله، ولا تزيده ضيقًا على ضيق.. وتقدر ظروفه الخارجية، وتحاول أن تخفف عنه على قدر الإمكان. إن كان يناسبه الصمت، وإن كان يناسبه الضحك تضحك. وإن كان مستعدًا للحوار تحاوره. إن كانت بينهما مودة وثقة، سيصارحها الرجل بما يتبعه. وأن لم توجد هذه المودة، تحاول هي أن توجدها. وفي جو المودة والثقة، توجد الصراحة التي يحلان بها مشاكلهما. وتحاول المرأة أن تكون لزوجها "معينًا نظيره" كما قال الكتاب (تك18:2). ففي أي الأمور تكون "معينًا نظيره"؟ ليس فقط في إدارة المنزل، وفي تربية الأولاد. بل أيضًا في أمور عديدة: في ضيقه النفسي، وفي مشاكله الاجتماعية والشخصية، وإن كانت المرأة على جانب من الذكاء والحكمة، يمكن أن تتدخل في حياته بعمق، وتقدم له الرأي السديد. المهم أنها تدرس نفسيته، وتكسب ثقته، وتعرف متى تعمل؟ وكيف؟ وبهذا تقيم توازنًا بين الحب والكرامة في حياتهما. فلا الحب يضيع الكرامة، باسم الدالة. ولا الكرامة تضيع الحب، حرصًا على الاحترام المطلوب. إنما يمكن أن تعامله بحب عميق، وفي نفس الوقت باحترام شديد. ولا تفقد احترامها له باسم الدالة وإزالة الكلفة بينهما.. أنا لا أنصح مطلقًا بإزالة الكلفة تمامًا، بحيث يفقد الزوجان احترام كل منهما للأخر، برفع الكلفة بينهما!! فليبق الاحترام قائم، فهو سياج منيع يحفظ العلاقات الزوجية بغير انهيار. وليكن كل منهما حريصًا على مشاعر الآخر، يدقق في كل كلمة يقولها ولا يخطئ. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164760366129521.jpg البابا شنودة الثالث العتاب بين الزوجان يمكن أن يتعاتب الزوجان أحيانًا، بطريقة موضوعية، بعيدة عن الحدة. ولا يكون العتاب لأي سبب، فكثرة العتاب تزيل مشاعر الحب، وتزيل أيضًا مشاعر الاحترام، ولا يحاول كل منهما في العتاب أن يثبت خطأ زميله. ولا يكون ذلك بطريقة جارة. ودون أن يشعره في عتابه أنه فقد ثقته ومحبته وتقديره..! ولا يعاتب على كل صغيرة وكبيرة. وكما قال الشاعر: إذا كنت في كل الأمور معاتبًا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى ظمئت، وأي الناس تصفوا مشاربه فَعِش واحد أو صل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه لذلك ليس من الصالح أن يقيم كل منهما نفسه رقيبًا على كل تصرفات الطرف الآخر: يحاسبه ويعاتبه! ويشعره بالخطأ، ناسيًا كل أعمال محبته السابقة، أو مسيئًا للظن فيه! ومن الخطر أن يشعر أحدهما، أنه في الزواج فقد حريته! وأنه أصبح مقيدًا في كل تصرفاته، يحاسبه الطرف الآخر على كل كلمة، وكل زيارة، وكل ابتسامة، وكل إعجاب بأحد من الناس مهما كان إعجابًا عاديًا بريئًا. وكل ذلك في جو من الشك المتعب للنفس.. وفي محاولة للمراقبة والسيطرة. ولا يجوز أن يتحول العتاب إلى جو من النكد. يفقد فيه البيت سلامه وهدوءه. وتعلوا فيه الأصوات، وتتجهم فيه الملامح. ويهتز الحب بين الزوجين. وربما يمتزج النكد بالبكاء، أو الشكوى من الحياة. وتهب ريح القطيعة أو المخاصمة أو التهديد بالفرقة..! كثير من الزيجات قد فشلت بسبب النكد. وربما لا يكون هناك سبب جوهري يدعو إليه. |
رد: كتاب الأسرة الروحية السعيدة - البابا شنوده الثالث
https://upload.chjoy.com/uploads/164760366129521.jpg البابا شنودة الثالث الله في الأسرة الأسرة هي أصغر مجتمع بشرى، أو هي نواة المجتمع البشرى. وأول أسرة تكونت كانت من آدم وحواء، ومعهما الله. ولا أستطيع أن أتصور أسرة من طرفين أثنين فقط (رجل وامرأة). إنما كل أسرة تتكون أولًا من ثلاثة أطراف: الرجل والمرأة ومعهما الله. ثم بعد ذلك ينجبانه، كما يكون ابنًا للرجل وابنًا للمرأة، يكون كذلك (بالمعمودية) ابنًا لله. ويدخل في عضوية الكنيسة. ونحن نقول في المزمور "البنون ميراث من عند الرب" (مز3:127). وقيل في قصة ليئة وراحيل: "ورأى الرب أن ليئة مكروهة، ففتح رحمها. فحبلت ليئة وولدت أبنًا. وأما راحيل فكانت عاقرًا" (تك31:29،32). ثم قيل بعد ذلك "وذكر الله راحيل وسمع لها. وفتح رحمها فحبلي وولدت ابنًا" (تك22:30). فالأسرة المسيحية هي إنسان ثابت في الله، يتزوج امرأة ثابتة في الله، وإذا أنجبوا أبناء، يكون هؤلاء الأبناء أبناء لله. أما ما يسمونه الزواج المدني، أو الزواج العرفي، فهذا ما لا نعترف به، لأن الله ليس طرفًا فيه. فالزوج المسيحي هو الزواج الذي "جمعه الله" لذلك "لا يفرقه إنسان" (مت6:19) (مر9:10). وكل من يتزوج زواجًا لا يكون الله طرفًا فيه، لا يكون زواجًا مقدسًا. والأسرة الروحية هي عطية من الله. قال آدم للرب عن حواء "المرأة التي أعطيتها لي.." "التي جعلتها معي" (تك12:3). وحينما يحتاج الرجل أو المرأة، يقول كل منهما لله "أعطني ابنًا". وكانت هذه هي صلاة زوجة ألقانة، إذ تضرعت إلى الرب قائلة "إن نظرت نظرًا إلى مذلة أمتك، وذكرتني ولم تنس أمتك بل أعطيت أمتك زرع بشر، فإني أعطيه للرب كل أيام حياته" (1صم11:1). وفي أول أسرة تكونت، الله هو الذي أختار الزوجة لآدم، وزوجها له (تك2). وهنا لابد أن نتأكد من وجود الله في الأسرة. إنها ليست مجرد علاقة اجتماعية: رجل أحب امرأة فتزوجها!! وإنما هي علاقة مقدسة تتم بصلوات ورشومات، ويأخذ الرجل زوجته من الكنيسة، من أمام الهيكل. يسلمها له الأب الكاهن، كوكيل لله (1كو1:4)، بعد أن يبارك هذا الزواج. مادام الله -بروحه القدس- يجمع اثنين في الزواج، إذن لا يمكن أن يفرقهما إنسان (مر9:10). فماذا نقول عن الزواج الذي تم بطريقة خاطئة، في قرابة ممنوعة مثلًا، أو عن غير طريق الكنيسة، أو على الرغم من الارتباط بزيجة أخرى؟! الجواب أن مثل هذا الارتباط، لا تنطبق عليه عبارة "ما جمعه الله".. فيمكن تفريقه. في أمثال تلك الحالات الخاطئة، يحكم ببطلان الزواج. والروح القدس في سر الزواج، يحول الاثنين إلى واحد. فلا يكونان جسدًا واحدًا" (مت5:19). ويسمى الزواج سرًا كنسيًا، لأن عملية توحيد الزوجين وصيرورتهما واحدًا إنما تمت بطريقة سرية بفعل الروح القدس.. وبهذه الوحدانية يصير أقارب الزوج أقارب للزوجة، ويصير أقارب الزوجة أقارب للزوج. أبوها يصبح أباه، وأمها أمه، وأخوتها وأخواتها أخوة له وأخوات. وهكذا أقاربه بالنسبة إليها، وفي اللغة الإنجليزية يستعملون هذا التعبير Father in law, mother in law. وبهذا المنطق لا يستطيع بعد وفاة، أن يتزوج أختها، لأنها his sister in law أي أخته حسب الشريعة. وبالمثل المرأة إن مات زوجها، لا تستطيع أن تتزوج أخاه من بعده، لأنه أخوها بحسب الشريعة.. her brother in law وفي ظل الزيجة، يصبح الرجل لا سلطان له على جسده، بل للمرأة، والمرأة لا يكون لها سلطان على جسدها، بل للرجل (1كو4:7). فإن قدم أحدهما جسده لطرف آخر، تعتبر هذه خيانة زوجية. |
الساعة الآن 04:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025