![]() |
الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
أ. حلمي القمص يعقوب
الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته ما هي أهم الأدلة التاريخية التي تحدّثنا عن صلب المسيح؟ الآثار لا يمكن أن يتطرّق إليها الشك، فهل هناك أدلة من هذه الآثار تشهد لصلب المسيح وموته؟ ما هي الأدلة الطبية التي تؤكد لنا موت المسيح؟ أولًا: الأدلة التاريخية على صلب المسيح وموته: ما هي أهم الأدلة التاريخية التي تحدّثنا عن صلب المسيح؟ ج: ما أكثر الأدلة التاريخية الصادقة القاطعة والموثوق بها، والتي تحدّثنا عن صلب المسيح وموته وقيامته، وعلى رأس هذه الأدلة شهادة رجال العهد الجديد، وشهادتهم لم تكن شهادة عابرة. إنما شهدوا لحقيقة صلب المسيح وموته وقيامته شهادة تفصيلية وجاءت شهادتهم طبيعية في سياق الكلام، فهي تمثّل خيوطًا من ذات النسيج، وليست رقعة ارتقت بالثوب. بل أنه لم ينل موضوع اهتمام هؤلاء مثلما نال هذا الموضوع، فمثلًا نلاحظ أن مرقس الإنجيلي ويوحنا الحبيب قد أغفلا قصة ميلاد السيد المسيح، وأغفل معلمنا متى ولوقا الإنجيلي قصة صعوده إلى السماء، وأغفل الأربعة مئات المعجزات التي صنعها رب المجد، وأيضًا أغفلوا عظاته على مدار ثلاث سنوات، ولكن واحدًا منهم لم يغفل قط قصة صلب المسيح وقيامته. إنما ذكروا كل شيء بالتفصيل، حتى استغرقت شهادتهم هذه أصحاحات كاملة، فآخِر ثلاثة أصحاحات من إنجيل متى البشير، وآخِر إصحاحين من إنجيل مرقس الإنجيلي، وآخِر ثلاثة أصحاحات من إنجيل معلمنا لوقا، ونحو نصف بشارة يوحنا، كل هذا يحدّثنا عن هذا الموضوع بالإضافة إلى ما جاء في الرسائل وسفر الرؤيا. وبالرغم من أن الصليب كان حينذاك عار وفضيحة ولعنة، وبالرغم من محبة التلاميذ الشديدة لمعلمهم، فبالتأكيد لم يقصد أحد منهم الإساءة إليه أو التشهير به إلاَّ أنهم جميعًا أصرُّوا على ذكر أحداث الصلب بالتفصيل بالرغم من كراهية وحقد اليهود، وبالرغم من ازدراء الأمـم بالصليب.. فلماذا أصرَّ الرسل على هذا؟.. لأن الصليب هو إعلان محبة اللَّه للبشرية، ولذلك أصرَّ التلاميذ على أن يجعلوا الصليب هو محور كرازتهم، ولم تقوَ كل القيادات اليهودية، ولا الدولة الرومانية على تكذيب أقوال الرسل، ولا على تكميم أفواههم، وذلك بالرغم من أنهم نادوا بموت المسيح وقيامته في أورشليم مركز القيادات الدينية واليهودية، وهي المدينة التي شهدت تلك الأحداث العجيبة، وهذا يقضي بلا شك على أي شك في صدق شهادة التلاميذ، وقد تمسّك هؤلاء بشهادتهم حتى الدم، وضحّوا بحياتهم على مذبح الحب الإلهي دون أن يتخلوا عن الشهادة للمصلوب الذي حطّم جبروت الموت. ولو اعتبرنا يا صديقي أن الإنجيليين الأربعة هم أول أربعة شهود للقيامة، فدعنا نستكمل شهادة التاريخ: بطرس الرسول من شهود القيامة بولس الرسول من شهود القيامة اسطفانوس رئيس الشمامسة من شهود القيامة بيلاطس البنطي من شهود القيامة يوسيفوس المؤرخ اليهودي من شهود القيامة تاسيتوس المؤرخ الروماني من شهود القيامة لارنر المؤرخ الروماني من شهود القيامة التلمود من شهود القيامة الحاخام يوحنا بن زكاي من شهود القيامة ديونيسيوس الأريوباغي من شهود القيامة اكليمنضس الروماني من شهود القيامة أغناطيوس الأنطاكي من شهود القيامة بوليكاربوس من شهود القيامة رسالة برنابا من شهود القيامة بليني الأصغر من شهود القيامة يوستين الشهيد من شهود القيامة بابياس من شهود القيامة لوسيان اليوناني من شهود القيامة كَلسوس من شهود القيامة إيريناؤس من شهود القيامة العلامة ترتليان من شهود القيامة يوليوس أفريكانوس من شهود القيامة الأنبا أنطونيوس من شهود القيامة أثناسيوس الرسولي من شهود القيامة كيرلس الأورشليمي من شهود القيامة غريغوريوس أسقف نيصص من شهود القيامة أمبروسيوس من شهود القيامة الشهيد كبريانوس من شهود القيامة إيرونيموس من شهود القيامة باسيليوس الكبير من شهود القيامة القديس مكاريوس الكبير من شهود القيامة مار أفرام السرياني من شهود القيامة يوحنا الذهبي الفم من شهود القيامة أُغسطينوس من شهود القيامة يوحنا من كرونستادت من شهود القيامة مارا ابن سيرابيون من شهود القيامة هانز رودي وبر من شهود القيامة دال فورمان من شهود القيامة سير لسلي هيرسون من شهود القيامة هربرت كاستيل من شهود القيامة أحداث تاريخية مرتبطة بالصليب تشهد للقيامة |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
بطرس الرسول:
الذي خاف وأنكر المسيح أمام جارية، عندما سرت فيه قوة القيامة وقف أمام كل اليهود قائلًا: "أيها الرِّجَال الإسرائيليُّون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري.. هذا أخَذتُموه مُسلَّمًا بمشورة اللَّه المحتومة وعِلْمِهِ السَّابق، وبأيدي أثمَةٍ صلَبتُمُوه وقتلتموه. الذي أقامَه اللَّه ناقضًا أوجاع الموت، إذ لم يكـن ممكنًا أن يُمسَك منه" (أع 2: 22 ـ 24) وعقب شفاء الأعرج قال لليهود: "يسوع الذي أسلمتُمُوه أنتم وأنكرتُمُوه أمام وجْهِ بيلاطس، وهو حَاكِمٌ بإطلاقِهِ. ولكن أنتم أنكرتُم القُدُّوس البارّ، وطلبتُم أن يوُهَب لكم رَجُل قاتلٌ. ورئيس الحَياة قَتَلتمُوه، الذي أقامه اللَّه من الأموات، ونحن شهودٌ لذلك" (أع 3: 13 ـ 15)، ووقف أمام رؤساء الكهنة وقد امتلأ من الروح القدس قائلًا: "فليَكُن معلومًا عند جميعكُم وجميع شعب إسرائيل، أنه بِاسم يسوع المسيح النَّاصري، الذي صَلَبتُموه أنتم، الذي أقامَهُ اللَّه من الأموات" (أع 4: 10). ولم يكفّ بطرس ومَن معه عن إعلان هذه الحقيقية حتى ضجر الرؤساء، فقال له رئيس الكهنة: "وها أنتم قد ملأتُم أورشليم بتعليمِكُم وتُريدُون أن تَجْلبوا علينا دم هذا الإنسان. فأجاب بطرس والرُّسـل وقالوا: ينبغي أن يُطاع اللَّه أكثر من الناس. إلـه آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتَلتُموه مُعلّقين إياه على خشبة" (أع 5: 28 ـ 30)، وشهد بطرس بهذه الحقيقة أمام الأمم، فقال في بيت كرنيليوس: "الذي أيضًا قتلـوه مُعلِّقين إياه على خشبةٍ. هذا أقامَهُ اللَّه في اليوم الثالث" (أع 10: 39، 40). وفي رسالته الأولى تحدَّث مُعلمنا بطرس الرسول عن دم المسيح قائلًا: "عالِمِين أنكُم افتُديتُم لا بأشياء تفنى، بفضّةٍ أو ذَهبٍ.. بل بدَمٍ كَريم، كما من حَمَل بلا عَيبٍ ولا دَنَس، دَم المسيح" (1بط 1: 18، 19)، وذَكَر آلام وصلب المسيح قائلًا: "الذي إذ شُتِم لم يكن يَشتِمُ عوضًا، وإذ تألّم لم يَكُن يُهدّد بل كان يُسلّم لِمَن يقضي بعدل. الذي حَمَل هو نفسُهُ خطايانا في جَسَدِه على الخشبة، لكي نَموت عن الخطايا فنحيا للبرّ. الذي بجَلْدَتِهِ شُفيتم" (1بط 2: 23، 24).. "فإن المسيح أيضًا تألَّم مَرّة واحدة من أجل الخطايا، البارُّ من أجل الأثمة، لكي يُقرّبنا إلى اللَّه مُمَاتًا في الجسد ولكن مُحيي في الروح" (1بط 3: 18). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
بولس الرسول:
الذي اضطهد الكنيسة بإفراط، وكان من ألد أعداء المسيحية عندما ظهر له السيد المسيح الذي صُلِب وقام شهد لهذه الحقيقة وجعلها محور حياته وكرازته، ففي مجمع أنطاكية بيسيدية قال: "لأن السَّاكنين في أورشليم ورؤساءهم لم يعرفوا هذا. وأقوال الأنبياء التي تُقرأ كل سَبت تمَّموها، إذ حكموا عليه. ومع أنهم لم يَجِدوا عِلَّةً واحدةً للموت طَلَبوا من بيلاطس أن يُقْتَل. ولمَّا تمَّموا كل ما كُتِب عنه، أنزلوه عن الخَشَبَةِ ووضَعُوه في قَبر. ولكن اللَّه أقامَهُ من الأموات" (أع 13: 27 ـ 30)، وقال للملك أغريباس: "أنا لا أقول شيئًا غير ما تكلَّم به الأنبياء وموسى أنه عتِيدٌ أن يكون: أن يُؤلَّم المسيح، يَكُن هو أوّل قيَامَةِ الأموات" (أع 26: 22، 23). وقال لأهل رومية: "متبرِّرين مجَّانًا بنعمتِهِ بالفِدَاء الذي بيسوع المسيح، الذي قدَّمه اللَّه كفَّارة بالإيمان بدَمِهِ" (رو 3: 24، 25). "ولكن اللَّه بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاةٌ. مات المسيح لأجلنا" (رو 5: 8). "لأن الموت الذي ماتَه قد ماتَهُ للخطية مرَّةً واحدة" (رو 6: 10). وقال لأهل كورنثوس: "فإن كَلمة الصَّليب عند الهَالكين جَهَالَةٌ، وأمَّا عندنا نحن المخلَّصين فهي قوَّة اللَّه.. نحن نُكْرز بالمسيح مصلوبًا: لليهود عثرةً، ولليونانيّين جهالة! وأمَّا للمدعُوّين: يهودًا ويونانيّين، فبالمسيح قوَّة اللَّه وحِكمَة اللَّه" (1كو 1: 18 ـ 24). "لأنـي لـم أعْـزم أن أعْرف شيئًا بينَكُـم إلاَّ يسوع المسيح وإيَّاه مصلوبًا"(1كو 2: 2). "لأن لو عرفوا لَمَا صَلَبوا رب المجد" (1كو 2: 8). "لأن فِصْحنا أيضًا المسيح قد ذُبِح لأجلنا" (1كو 5: 7). "أن المسيح مات من أجل خطايانا حَسَبَ الكُتُب، وأنه دُفِن، وأنه قام في اليوم الثالث حَسَب الكُتُب" (1كو 15: 3، 4). "وهو مات لأجل الجَميع كي يَعيش الأحياء فيما بَعد لا لأنفُسِهم، بل للذي مات لأجلِهم وقام" (2كو 5: 15). وقال لأهل غلاطية: "أيها الغلاطيُّون الأغبيَاء، من رقَاكُم حتى لا تُذعِنوا للحقّ؟ أنتم الذين أمام عُيونكم قد رُسِمَ يسوع المسيح بينكُم مصلوبًا" (غل 3: 1). "وأمَّا من جِهتي، فحَاشا لي أن أفتَخِر إلاَّ بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قَد صُلِب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 14). وقـال لأهل أفسس: "الذي فيـه لنا الفداء بدَمِـهِ، غُفران الخَطايا، حَسب غِنى نعمته" (أف 1: 7). "ويُصالـح الاثنين فـي جَسـدٍ واحـدٍ مـع اللَّه بالصَّليب، قاتـلًا العدَاوة به" (أف 2: 16). "كمـا أحبَّنـا المسيح أيضًا وأسلَم نفسَهُ لأجلنا، قُربانًا وذبيحَةً للَّه رائحة طيّبة" (أف 5: 2). "أيها الرَّجَال، أحبُّوا نساءَكُم كما أحبَّ المَسِيح أيضًا الكنيسة وأسلَم نفسَهُ لأجلِها" (أف 5: 25). وقال لأهل فيلبي: "وإذ وُجِد في الهيئَة كإنسان، وضَعَ نفسَهُ وأطاع حتى الموت موت الصّليب. لذلك رفَّعه اللَّه أيضًا، وأعطاهُ اسمًا فوق كل اسم" (في 2: 8، 9). "لأعْرفَهُ، وقوَّة قيامته، وشركة آلامِهِ متشبهًا بموته" (في 3: 10). وقال لأهل كولوسي: "لأنه فيه سُرَّ أن يَحِلّ كل المِلء، وأن يُصَالح بهِ الكُلّ لنفسِهِ، عامِلًا الصُّلح بدَم صلِيبه.. قد صالحكم الآن. في جسم بشريَّته بالمَوت" (كو 1: 19 ـ 22). "إذ مَحَا الصَّكّ الذي عَلينا في الفرائض، الذي كان ضدًّا لنا، وقد رَفَعَهُ من الوَسَط مُسمّرًا إيَّاه بالصليب" (كو 2: 14). وقال لأهل تسالونيكي عن اليهود: "الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم واضطهدونا نحن" (1تس 2: 15). وقال لتلميذه تيموثاوس: "الذي بَذَل نفسَهُ فديَةً لأجل الجَميع" (1تي 2: 6). "أوصِيكَ أمام اللَّه الذي يُحيي الكل، والمسيح يسوع الذي شَهد لدى بيلاطس البُنطِيّ بالاعتراف الحَسَن" (1تي 6: 13). وقال لتلميذه تيطس: "منتظرين الرَّجاء المُبارَك وظهور مَجد اللَّه العظيم ومُخلِّصِنا يسوع المسيح، الذي بَذَل نفسَه لأجلنا، لكي يَفْدينا من كل إثمٍ، ويُطهِّر لنفسه شعبًا خاصًّا غَيورًا في أعمالٍ حسنةٍ" (تي 2: 13، 14). وقال في الرسالة إلى العبرانيين: "أنه قد أُظهِر مرَّة عند انقضاء الدُّهور ليُبطِلَ الخطيَّة بذبيحَة نفسه" (عب 9: 26). "ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّلِهِ يسوع، الذي من أَجل السُّرور الموضوع أمَامه، احتَمَل الصَّليب مُستهينًا بالخِزْي، فجَلَس في يَمين عَرش اللَّه" (عب 12: 2). "لذلك يَسـوع أيضًا، لكي يُقدِّس الشَّعب بـدَم نفسِـهِ تألَّـم خـارجَ البـاب" (عب 13: 12). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
اسطفانوس رئيس الشمامسة:
قال لليهود أثناء محاكمته: "أي الأنبيَاء لم يضْطَهده آباؤكم؟ وقد قَتَلوا الذين سَبَقوا فأنبأوا بمَجيء البَارّ، الذي أنتم الآن صِرتُم مُسَلِّميه وقاتليه" (أع 7: 52). بيلاطس البنطي: وهـو الذي كـان واليًا على اليهودية خلال الفترة 26 ـ 36م، وهو الذي حكم على السيد المسيح بالصلب، وقد دُعيَ بالبنطي نسبة إلى بلاد بنطس مسقط رأسه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهو يعتبر الوالي الخامس على اليهودية، وقيل أنه نُفيَ إلى فيينا في بلاد الغال سنة 36م وانتحر هناك، وأن هناك نصبًا تذكاريًا ارتفاعه 52 قدمًا يدل على قبره (راجع "هذا إيماني" ص 80 ـ مطرانية البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية). وقد أرسل بيلاطس البنطي خطابًا إلى طيباريوس قيصر، وقد اكتشفه أحد العلماء الألمان سنة 136م، ومـا زال محفوظًا للآن في مكتبة الفاتيكان، وجاء فيه "ألقى الأوباش الهائجون القبض على يسوع، ولمَّا انسوا عدم الخوف من الحكومة إذ ظنوا مع زعمائهم إني جزع فزع من ثورتهم تمادوا في الصياح اصلبه اصلبه.. ثم طلبت وغسلت يدي أمام الجمهور مشيرًا بذلك إلى استهجان عملهم، ولكن لم يأتِ ذلك بثمرة، فإن نفوس هؤلاء الأشقياء ظمآنة لقتله.. فقلت له (أي ليوسف الرامي) قد أجبت طلبك وفي الحال أمرتُ ماتليوس أن يأخذ بعض عساكر معه ليلاحظ ويباشر دفنه لئلا يتعرّض له أحد.. وبعد ذلك بأيام قليلة وُجِد القبر فارغًا وأذاع تلاميذ يسوع في أطراف البلاد وأكنافها أن يسوع قام من الموت كما كان قد تنبأ"(47). وقد أشار لهذا الخطاب الشهيد الفيلسوف يوستين سنة 139م في دفاعه الذي كتبه للإمبراطور أنطونيوس بيوس فقال: ".. ثقبوا يديَّ ورجليَّ. وصف للمسامير التي تثبتت في يديه ورجليه على الصليب، وبعد صلبه اقترع صالبوه على ثيابه وقسموها بينهم. أما صدق هذا كله يمكن أن تجدها في (الأعمال) التي سجلها بيلاطس البنطي"(48). كما قال يوستين أيضًا: "إن موت المسيح كان له تأثير عظيم في نفوس الذين صلبوه، حتى أن بيلاطس الوالي أشار إلى طيباريوس قيصر بحفظ قضية المسيح في سجلات روما"(49). وفي سنة 196م أشار العلامة ترتليان في دفاعه عن الإنسان المسيحي أمام الحاكم الروماني في أفريقيا إلى خطاب بيلاطس هذا (برهان يتطلب قرارًا ص 160) وكذلك القديس يوحنا الذهبي الفم (الكتاب المقدَّس والآثار ص 8) كما جاء نص الخطاب في مجموعة آباء قبل نيقية مجلد 8 ص 462 ـ 463) وفي فبراير 1892م نشرت هذا الخطاب باللغة الإنجليزية مجلـةZion s Watch Tower. أما في رسائل بيلاطس البنطي إلى سنيكا Seneca الفيلسوف الروماني فقد أفاض الوالي في الحديث عن يسوع ونهاية حياته بالصلب ففي الرسالة الحادية والعشرين التي حرَّرها بيلاطس يوم الجمعة أثناء المحاكمات، ولم يكن قد تحدَّد بعد موقف يسوع كتب يقول: "وفي الليلة الفائتة تم القبض على يسوع بمعرفة مندوبين عن السنهدريم تعززهم فرقة من جنودنا، واليوم انتشرت الأخبار بأنه قد تم الاتفاق بين الحاكم وبين مجلس السنهدريم ـ على حد قولهم ـ على أنه من الأفضل التخلُّص من يسوع، ولهذا الاتفاق وزنه وأثره حتى إذا كان اليهود الغيورون يكرهون السنهدريم. ومرت حادثة القبض عليه بغير مضايقات، ويسوع نفسه لم يبد أقل مقاومة، أما أتباعه فقد هربوا. واعتقد أن معظمهم قد كرّوا عائدين إلى منازلهم. بعد هذا مضوا بالسجين إلى بيت رئيس الكهنة حيث قام قيافا مع بعض كبار الكهنة بفحصه حتى الصباح.. لهذا تجدهم (الكهنة) يمضون في اتهامه بالعمل ضد الناموس بقصد ضمان تأييد الجماهير لهم في الوقوف ضده مستغلين مهاجمته لهم علنًا في الهيكل وعلى رؤوس الأشهاد، وأعتقد أنهم سيتهمونه بأنه قال أنه هو المسيا المنتظر مع أنهم لا يملكون الدليل على صدق ما يقولون ولكنهم لم يعجزوا عن الإتيان بالأدلة اللازمة.. أمرت بإرسال أنتيباس (هيرودس) باعتباره واحدًا من رعايا الجليل ليتصرّف معه كمخلّ بالأمن، بدأ نشاطه في ولايته، لكنه أعاده إليَّ بالتالي برد مهذّب يطلب مني أن أتصرّف في الأمر بمعرفتي لأن الرجل قد قُبِضَ عليه في أورشليم. لا زال "كريتو" ينتظر أن أفرغ من كتابة هذه الرسالة لكي يحملها إليك.. "(50). وفي الرسالة الثانية والعشرين كتب بيلاطس البنطي لسينيكا يقول: "أرى لزامًا عليَّ أن أكمل الرسالة التي بدأت في كتابتها إليك هذا الصباح. بعد أن مضى من عندي "كريتو" رسولك حاملًا ردي ومُحمَّلًا بتحياتي إليك تفاهمت مع ماركيوس على جميع الترتيبات العسكرية اللازمة الخاصة باحتفالات عيد الفصح والتي ستبدأ في الغد.. بعد أن تمّت محاكمة يسوع ومواجهته بالاتهام حَكَمت عليه بالموت صلبًا، وتم بالفعل تنفيذ الحكم فيه هو واثنين آخرين سَبَقت محاكمتهما والحُكم عليهما، وكانا في انتظار دورهما في التنفيذ، وأعتقد أن هذا درس لازم خصوصًا في الفصح ليكون عبرة لكل واحد من هذا الجمع المحتشد هنا. وكالمعتاد تم دفن جسد يسوع في نفس اليوم وقبل حلول السبت الذي يبدأ بعد الغروب، وقد طلب السنهدريم الترخيص بدفنه بعد الظهر. وها هو الجو قد خلا لهم فليفعلوا ما يريدون، وكل شيء انتهى قبل أن يبدأوا احتفالهم بعيد الفصح، ومن جانبي اتخذت كل الإجراءات اللازمة لقمع أي حركة قد تحدث. وعندما قال أحد الكهنة أنه يتهجم على ديانتهم بادرت بإسكاته، لأنه كما أنهم لا يسمحون لنا بالتدخُّل في أمور ديانتهم، هكذا يجب ألا نسمح لهم بإقحام ديانتهم في إجراءات اتخذتها الدولة، فيسوع متهم سياسي لأنه يعلن نفسه ملكًا وهو بهذا يقاوم قيصر، ويستوي إن كانت هذه المقاومة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا أمر يخصّنا نحن ولا شأن لهم به. فليتخاصموا معًا على يهوه كما يشاؤون، وليفعلوا في هيكلهم ما يفعله المصريون في معبد إيزيس ، فكل هذا لا شأن لنا به، ولكن إن حدث في الهيكل أي شغب فعندئذٍ يصبح الأمر من اختصاصنا وعلينا أن نتحرّك. لم يستطع يسوع أن ينكر اتهامنا له بالإخلال بالأمن، ولما سألته ـعن طريق ألكساندرـ عما إذا كان فعلًا يدَّعي أنه المسيا المعيّن لخلاص الأمة أجاب "هم يقولون إني أنا" مشيرًا إلى رئيس الكهنة والذين معه، وعندما سألته عما إذا كان يعتبر نفسه ملك اليهود قالي لي: "أنت تقول". وهذه اتهامات خطيرة وأخطر من الاتهام الذي اتخذه أنتيباس ذريعة لإعدام يوحنا المعمدان، لأنه كون المسيا يعني زوال سلطاننا نحن الرومان، وزوال سلطان الكهنة أيضًا، ولهذا فقد استندوا إلى ما كان ينادي به عن الملكوت الجديد وعن أشياء أخرى خاصة به لإثبات التهمة عليه، وقد تكفّل حنان وبعض من جلبهم لهذا الغرض بإبراز هذه الأقوال كما وعد من قبل. وكانت إجابات يسوع المقتضبة تفيد أنه يعلم أننا راغبون في إلصاق التهمة به، وكان يتكلّم في جرأة بالغة ودون أدنى خوف أو اضطراب.. ورغم أنه كان يرى نفسه مُحاطًا بأعداء قد أعدّوا العدة لقتله، رغم هذا كان يقف صامدًا جامدًا كالصخر لا يلين.. في النهاية حكمت عليه بالموت، ولم يكن في استطاعتي أن أفعل غير هذا، فكل الطرق التي كانت أمامي كانت تؤدي إلى هذه النهاية برغم أن ألكساندر كان قد أخبرني أن يسوع منع الشعب من تنصيبه ملكًا عليهم مُستخدمًا في هذا كل قوته، كما أخبرني بأنهم اتهموه كذبًا لأنه لم يكن ينادي بأنه هو المسيا أو المُخلّص الذي ينتظرونه.. كما إن ألكساندر عرف من بعض أتباع يسوع أنه أوصاهم ألا يتحدثوا عنه باعتباره المخلص المنتظر الذي يتوقعه شعب اليهود.. ثم هنا شيء آخَر فاتني أن أذكره عن موضوع صَلب يسوع، لقد عُلِّقت على صليبه لافتة تحمل لقب: "ملك اليهود" وقد أثار هذا مشاعر الفريسيين الذين تمتلئ صدورهم برغبة جياشة في أن يوجد فعلًا ملك لليهود، إنه لمن دواعي سرورهم أن يروا حكم الرومان وقد إنزاح عن كواهلهم ليحل محله ملك اليهود، ملك من طراز آخر غير طراز هيرودس نصف اليهودي، ملك من دم يهودي خالص يحكم الولاية عن طريقهم ويسحق الصدوقيين. لقد قابل هؤلاء الفريسيون اللافتة التي وضعتها على الصليب بغضب بالغ واستياء شديد، لأنها كانت تتضمن الإعلان بأننا أصحاب السلطان عليهم، كما أنهم اعتبروه تحقيرًا لهم وتصغيرًا من شأنهم أن يحمل مثل هذا المُجرم لقب "ملك اليهود" وعندما أعربوا عن اعتراضهم قابلت اعتراضهم بحزم وقلت لهم أن ما كتبتُ قد كتبتُ وأمرتهم بالانصراف. وأنا متأكد أنهم بدأوا يعدون العدة للقضاء على يسوع منذ بدأ هو في مهاجمتهم وانتقاد تصرفاتهم. تبًا لهم هؤلاء الكهنة المستبدين، أنهم لا يطيقون أن يخدشهم أحد، وإن قام من يطالبهم بالحرص على المقدسات تحسسوا سكاكينهم، ولن يتورعوا عن قطع رقبته إذا ما تمادى في غيه وراح ينبئ الناس بسوء تصرفاتهم. لقد مضى بي الاستطراد بعيدًا أيها العزيز سينيكا، ولهذا تجدني آسفًا وأكرر الاعتذار لك خشية أن أكون قد جلبت لك الملل بكل هذه التفاصيل التي ذكرتها لك عن يسـوع هـذا الشخص وهو ليس إلاَّ واحدًا من هؤلاء اليهود، لا أكثر ولا أقل"(51). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
يوسيفوس المؤرخ اليهودي:
الذي وُلِد سنة 37م، وفي سن التاسعة عشر من عمره صار فريسيًّا، وفي سن التاسعة والعشرين أي سنة 66م تولى قيادة القوات اليهودية في الجليل، وقُبض عليه، فالتحق بالقيادة الرومانية حتى أنه صار قريبًا من الإمبراطور الروماني، وكرّس النصف الثاني من حياته لكتابة تاريخ الأمة اليهودية حتى فترة حكم نيرون في عشرين مجلدًا، فقال يوسيفوس: "عند إتهام مواطنينا (اليهود) الشرفاء (للسيد المسيح) حكم بيلاطس البنطي عليه بالموت صلبًا، وقد ظلت محبة الذين كرّسوا أنفسهم له دون نقصان". وقال أيضًا في كتابه: "العاديات" أي الآثار: "كان نحو ذلك الوقت (أي في زمن هيرودس أنتيباس) رجل حكيم يدعى يسوع ـ إن جاز تسميته إنسانًا ـ لأنه قام بأعمال مدهشة جذب إليه عددًا كبيرًا من اليهود والأمم. وحكم عليه بيلاطس البنطي بالصلب بنـاء على إلحاح رؤساء شعبنا. أما الذين أحبوا المسيح فلم يتركوه، وها هم باقـون إلى الآن يُدعَون مسيحيين نسبة إليه" (كتاب 18: 3) (راجع جوش مكدويل ـ برهان يتطلب قرارًا ـ ص 108، 233، وروث كلفورد ـ محاكمة الإيمان المسيحي ـ ترجمة رأفت زكي ص 103، والقس حنا جرجس الخضري ـ تاريخ الفكر جـ 1 ص 149). وقد استشهد بهذا النص كل من أوريجانوس ويوسابيوس في القرن الثالث والرابـع الميلادي، وأيضًا الأستاذ عباس محمود العقاد أشار لهذا النص في كتابه: "عبقرية المسيح". وقال البعض أن هذا النص مدسوس على كلام يوسيفوس بأيدي مسيحية، لأن يوسيفوس لم يذكر شيئًا آخَر عن السيد المسيح رغم غزارة كتاباته ورغم عِظم شأن شخصية المسيح، ولكن الحقيقة أن يوسيفوس كان مؤرخًا مشهورًا، وأيضًا سياسيًا محنكًا، حتى أنه صار مستشارًا للإمبراطور الروماني بشأن الأمور السياسية الخاصة باليهود، ولذلك صَمَت عن عمد، فلم يود أن يذكر قصة السيد المسيح، حتى لا يثير غضب الكهنة ورؤسائهم، وأيضًا لا يغضب الرومان الذين عانوا من الحركات المسيانية في فلسطين من سنة 5 ق. م إلى سنة 70 ب. م. وقد ردَّ على هذا الادعاء القس "هورون" في كتابه: "مقدمة الدراسة النقدية والتعريف بالكتب المقدَّسة" سنة 1836م، وقال أن هذه الفقرة مدوَّنة في جميع النسخ المخطوطة والمطبوعة المحفوظة في مكتبة الفاتيكان من الترجمة العبرية، وموجودة أيضًا في النسخة العربية المحفوظة لدى الطائفة المارونية بلبنان، وأن كتَّاب القرن الرابع والخامس من السريان والإغريق والمصريين قد اطلعوا على هـذه الفقـرة واستشهدوا بهـا (راجـع د. فريز صموئيل ـ موت أم إغماء ص 112، 113) وعلاوة على هذا فإن يوسيفوس ذكر قصة استشهاد يعقوب أخو الرب فقال: "تسلّم حنان الصغير رئاسة الكهنة، وكان شجاعًا جدًا، واتبع طائفة الصدوقيين الذين كانوا سيفًا مسلّطًا على اليهود، كما سبق أن أشرنا، وقد انتهز حنان فرصة موت فستوس، وفرصة أن الحاكم الجديد ألينوس لم يكن قد وصل بعد، وجمع مجلس قضاة، جاء أمامه بيعقوب أخي يسوع الذي يُدعى المسيح، ومعه آخرين، ووجّه لهم تهمة كسر الناموس وسلمهم للرجم"(52). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
تاسيتوس المؤرخ الروماني (56 – 120م):
وُلِد تاسيتوس ما بين 52 ـ 55م، وصار حاكمًا لأسيا سنة 112 م. ووصل إلى رتبة قاضي القضاة، وكتب تاريخ الإمبراطورية الرومانية فكتب "الحوليات" منذ موت أغسطس قيصر سنة 14م إلى موت نيرون سنة 68 م.، وكتاب "التواريخ" من موت نيرون إلى موت دوميديان سنة 69 م. في ستة عشر مجلدًا، وقال أن نيرون لكيما يُبعد عنه شبهة حريق روما سنة 64م اتهم المسيحيين وأذاقهم عذابات وحشية "إن كل العون الذي يمكن أن يجيء لإنسان، ولا كل الهبات التي يمنحها أمير، ولا كل الكفارات التي تمنحها الآلهة، يمكن أن تعفي نيرون من جريمة إحراق روما، ولكن لكي يقضي على كل هذه الإشاعة اتهم الذين يُدعَـون مسيحيين ظلمًا، بأنهم أحرقوا روما، وأوقع عليهم أشد العقوبات، وكان الأغلبية يكرهون المسيحيين. أما المسيح -مصدر هذا الاسم- فكان قد قُتِل في عهد الوالي بيلاطس البنطي حاكم اليهودية أثناء سلطنة طيباريوس قيصر، وقد أمكن السيطرة على خرافته، لكنها عادت وانتشرت، لا في اليهودية فقط، حيث نشاهد الشر، ولكن في كل روما أيضًا" (tacettus Annals X V: 44)(53). وقال البعض أن تاسيتوس قد استقى هذه المعلومات من الإشاعات المنتشرة حينئذٍ، والحقيقة لو أخذنا بهذا المبدأ فإننا سنطعن في التاريخ كله، ونشك في كل حادثة سجّلها المؤرخون ونقول أنها قد تكون إشاعة، وقال البعض ربما تكون هذه العبارات قد أُضيفت بأيدي أحد المسيحيين، وهذا إتهام مردود عليه أيضًا، لأنها لو أُضيفت بيد أحد المسيحيين ما كان يدعو المسيحية بالخرافة، ويقول د. فريز صموئيل "إن هذه الشهادة تحوي في طياتها ما يؤكد صدقها، فهي تحتوي على إتهام نيرون للمسيحيين بحرق روما، وهذا ما تؤكده كل كتب التاريخ"(54). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
لارنر المؤرخ الروماني:
يقول: "إن المسيح مُنشئ المسيحيين حُكِم عليه بالموت في مُلك طيباريوس والوالي بيلاطس البنطي، فهذه الخرافة المُهلكة بعد أن انطفأت مدة عادت فهاجمت اليهودية"(55). لتلمود: جاء في طبعة التلمود المطبوعة في أمستردام سنة 1640م وفي الصفحة رقم 43 "وفي ليلة الفصح علَّقوا يسوع الناصري، وسار المنادي لمدة أربعين يومًا، يعلن كل يوم أنه سيُرجَم لأنه مارَس السحر وضلل إسرائيل، ودعا كل من يعرف دفاعًا عن أن يهب للدفاع، ولكنهم لم يجدوا مَن يدافع عنه، فعلَّقوه ليموت ليلة عيد الفصح"(56). الحاخام يوحنا بن زكاي: وهو تلميذ المعلّم اليهودي "هلل" (القرن الأول الميلادي) قال في كتابه: (سيرة المسيح): "إن الملك وحاخامات اليهود حكموا على يسوع بالموت، لأنه جدّف بقوله عن نفسه أنه ابن اللَّه"، ثم قال: "ولمّا كان المسيح في طريقه إلى الموت، كان اليهود يصرخون أمامه قائلين: فلتهلك كل أعدائك يارب"(57). ديونيسيوس الأريوباغي: وكان عالمًا في الفلك يعيش في أثينا، وعاين ظاهرة ظلمة الشمس يوم الجمعة العظيمة من الساعة الثانية عشر ظهرًا وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر، فقال: "إما أن يكون خالق الطبيعة متألمًا، أو إن العالم أخذ في التمزّق"، وعندما كرز بولس الرسول في أثينا حدث أن "أُناسًا التصَقُوا به وآمنوا. منهم ديُونيسِيوس الأريُوباغيُّ" (أع 17: 34). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
اكليمنضس الروماني (30 – 100م):
يقول في رسالته: "لنركّز أنظارنا على دم المسيح متحققين كم هو ثمين لدى أبيه، إذ سفكه لأجل خلاصنا، وقدّم نعمة التوبة للعالم كله"، كما قال: "لنكرم الرب يسوع الذي قدّم دمه لأجلنا"، وأيضًا قال: "وقد صار الرب يسوع باكورة القائمين من الموت" (راجع القس عبد المسيح بسيط ـ هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ ص 83). وقال القديس اكليمنضس أيضًا: "لنتأمل دم المسيح، ولنعرف قيمته التي تفوق كل قيمة، فإنه ليس مثل دم الشهداء الذين يموتون من أجل الدفاع عن الحق (وإن كان دم هؤلاء غاليًا وثمينًا في أعيننا) بل أنه دم المحبة الإلهية المعروفة قبل إنشاء العالم للتكفير عن خطايانا"(58). أغناطيوس الأنطاكي (50 ـ 115م): وهو تلميذ بطرس الرسول عندما قبض عليه الإمبراطور تراجان وطلب منه أن ينكر المسيح، فرفض متمسكًا بإيمانه بالمسيح فقال له تراجان: "هل تُعني ذلك الذي صُلِب بأمر بيلاطس؟" فهذه شهادة غير مقصودة من الإمبراطور تراجان عما كان متعارف عليه حينذاك على مستوى العالم كله. وفي رسائله التي أرسلها وهو في طريقه إلى روما قال: "لو لم يمت المسيح فعـلًا، لما كنت أحتمل القيود، وأُسلم نفسي للموت لأجل اسمه" (راجع د. فريز صموئيل ـ موت أم إغماء ص 107، 121). وأيضًا جاء في رسائله وهو في طريقه إلى روما للاستشهاد: "صُلِب المسيح في حكم بيلاطس البنطي، ومات فعلًا تحت بصر السماء والأرض وما تحت الأرض، وقـام في اليوم الثالث. حُكِم عليه في الساعة الثالثة (أي 9 صباحًا) من يوم الاستعداد، ونُفّذ الحكم في الساعة السادسة (12 ظ) وفي الساعة التاسعة (3 ب. ظ) أسلم الروح، ودُفِن قبل غروب الشمس، وبقيَ يوم السبت في قبر يوسف الرامي.. ومع أنه الديان أدانه اليهود زورًا وحكم عليه بيلاطس ظلمًا، وجُلِد وضُرِب على خده، وتُفِل عليه، ولبس تاجًا من شوك وثوبًا أرجوانيًا، وصُلِب فعلًا، لا بالخيال ولا بالمظهر ولا بالخداع. لقد مات حقًا ودُفِن، وقام من بين الأموات"(59). وقال في رسالته إلى أفسس: "إن روحي هي ضحية الصليب، والصليب هو عثرة لغير المؤمنين، أمّا لنا نحـن فهو خلاص وحياة أبدية" (18: 1)(60). وفي رسالته إلى سميرنا قال: "أنا أؤمن أنه بعد القيامة كان ما يزال له جسد، وأؤمن أنه هكذا الآن"(61). وقال القديس أغناطيوس أيضًا: "نحن نؤمن أن المسيح مـات عوضًا عنا من جهة الناسوت، لكنه لم يمت من جهة اللاهوت، لأن اللاهوت غير قابل للموت"(62).. "يوم الرب هو الذي نهضت فيه حياتنا بواسطة قيامة المسيح من بين الأموات"(63).. "إن المسيح تألم لأجل خطايانا، وقام في اليوم الثالث لأجل تبريرنا"(64). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
بوليكاربوس (65 – 155م):
وهو تلميذ يوحنا الحبيب، قال في رسالته إلى فيلبي: "يسوع المسيح سيدنا الذي تحمّل الموت من أجلنا وأقامه اللَّه، حالًا رباطات الجحيم" (1: 2).. "آمنوا بمن أقام سيدنا يسوع المسيح من بين الأموات وأعطاه مجدًا" (21: 1).. "فلنلتصق دائمًا برجائنا وعريس عدالتنا يسوع المسيح الذي حَمَل خطايانا في جسده على الخشبة" (7: 1) (راجع القس عبد المسيح بسيط ـ هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ ص 84) كما قال في نفس الرسالة: "احتمل حتـى الموت لأجل خطايانا، ولكن اللَّه أقامه ناقِضًا أوجاع الموت"(65). وقال أيضًا إن الذي "أقامه من الأموات سيُقيمنا نحن أيضًا إن كنا نفعل مشيئته ونسلك في وصاياه"(66). وقال القديس بوليكاربوس: "مَن ينكر قيامة المسيح، فهو من أتباع الشيطان". رسالة برنابا (100م): جاء فيها "يا إخوتي إذا كان السيد المسيح قد احتمل أن يتألّم من أجل نفوسنا وهو رب المسكونة.. فكيف قَبِل أن يتألم على أيدي الناس" (5: 5).. " أنه هو الذي أراد أن يتألّم هكذا، وكان عليه أن يتألّم على الصليب" (5: 12).. "قد تألم ليحيينا بجراحه، فلتؤمن أن ابن اللَّه لم يتألم إلاَّ لأجلنا، وقد سُقيَ الخل والمرارة عندما صُلِب" (7: 2، 3) (راجع القس عبد المسيح بسيط ـ هل صُلِب المسيح حقًا وقام؟ ص84). بليني الأصغر Pliny the Younger: وهو الحاكم الروماني الذي أُرسِل إلى مقاطعة بثينيا ليعيد ضبط الأمور سنة 110م، وأُرسِل خطابًا إلى الإمبراطور تراجان يقول عن المسيحية: "إن هذا المذهب انتشر في كل مدينة وفي كل قرية، فقد هُجّرت هياكل آلهتنا مع مذابحها، ولهذا فقد ألقيتُ الشماسات في السجون لتعذيبهنَّ، وكان رد الفعل هو صلواتهن الحارّة.. وعادة يجتمع المسيحيون قبيل الفجر في يوم مُحدَّد لإكرام المسيح إلههم بالترانيم" (انظر كتاب الآب بولس إلياس اليسوعي ـ يسوع المسيح شخصيته، تعاليمه، ص 12، 13)(67). يوستين الشهيد (100 – 165م): في دفاعه دافع عن القيامة لأن المعاصرين له كانوا يرفضون فكرة القيامة بشدة باعتبار أن الجسد شر والقيامة مستحيلة، وقال أن اليونانيين يتهمون المسيحيين بالجنون "وهم يقولون أن جنون المسيحيين مصدره هو أنهم يضعون إنسانًا مصلوبًا في المقام التالي بعد اللَّه الأبدي وغير المتغير وخالق الكون" (الدفاع الأول فصل 13: 4)(68). وفي حواره مـع تريفو يقـول "لأنه حقًا بقي المسيح على الشجرة (الصليب) حتى المساء تقريبًا ودفنوه في المساء وفي اليوم الثالث قام ثانية" (69) وفي كتابه عن القيامة قال: "لماذا قام (المسيح) في الجسد الذي تألم به إلاَّ لكي يبيّن قيامة الجسد؟ وتأكيدًا لهذا، فعندما لم يعرف تلاميذه إن كان قد قام بالجسد حقًا.. وكانوا ينظرون إليه بشك قال لهم: أليس لكم إيمان حتى الآن؟ انظروا إني أنا، وسمح لهم أن يجسُّوه ويروا آثار المسامير في يديه، وعندما اقتنعوا تمامًا أنه هو نفسه وفي الجسد، سألوه أن يأكل معهم كي ما يكونوا أكثر يقينًا، أنه قام في جسده الحقيقي، فأكل شهد عسل وسمك"(70). كما قال أيضًا: "في يوم الأحد يجتمع الذين يعيشون في المُدن والمقاطعات سويًا في مكان واحد، لقراءة مذكرات الرسل وكتابات الأنبياء، لأنه اليوم الأول من الأسبوع الذي قام فيه مُخلصنا من الأموات"(71). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
بابياس:
قال "إننا نحفظ الأحد بدلًا من السبت، لأنه يوم القيامة"(72).. "إن اللوغوس الذي خلقنا لم يتركنا وشأننا عندما أخطأنا، بل أتى إلى عالمنا وخلّصنا من خطايانا"(73). لوسيان اليوناني: وُلِد لوسيان سنة 100م وكان من مذهب الأبيقوريين، ومن أكثر فلاسفة اليونان البارزين الذين يؤمنون بحرية الرأي، وأسفاره العديدة منحته إطلاعًا واسعًا على الأخبار العالمية، وسخَر من إيمان المسيحيين بخلود النفس، وتقديم أنفسهم للاستشهاد، وقد سجّل لوسيان كتاباته على شكل محاورات باللغة اليونانية الفصحى، وقال في كتابه (موت بيريجرنيوس) "إن المسيحيين لا يزالون يعبدون ذلك الرجل العظيم الذي صُلِب في فلسطين، لأنه أدخل إلى العالم هذه الديانة الجديدة.. وأن هؤلاء المفتونين (يقصد المسيحيين) قد أقنعوا أنفسهم بأنهم لن يموتوا بل يخلدوا إلى الأبد، ولهذا السبب تراهم يستخفون بالموت، وكثيرون منهم يسلمون أنفسهم طواعية واختيارًا، وكذلك فإن مُشرِّعهم الأول قد علَّمهم بأنهم جميعًا إخوة الواحد للآخَر، طالما ينبذون آلهة اليونان ويعبدون ذلك الصوفي المصلوب ويعيشون حسب الشريعة"(74). كَلسوس: وُلِد سنة 140م وكان فيلسوفًا أبيقوريًا هاجم العقائد المسيحية، فذكر تجسّد المسيح من عذراء، وذهاب المجوس إليه، ومجيئه إلى مصر، وقتل هيرودس لأطفال بيت لحم، واعتماد المسيح بيد يوحنا، وحلول الروح القدس عليه في شبه حمامة، وشهادة السماء له بأنه ابن اللَّه، وذكر أيضًا صَلب المسيح وموته ودفنه وقيامته وصعوده إلى السموات، وإن التلاميذ حسبوه شخصًا إلهيًا (راجع القس يؤانس كمال ـ هل حقًا صُلِب المسيح؟ ص 28). وقال كَلسوس في كتابه "البحث عن الحقيقة" مستهزءًا بالمسيح "إذا أحد أتباع المسيح أنكره، وآخَر خانه، وفي النهاية حُكِم عليه بالموت صلبًا "كما قال أيضًا" فليرجع المسيحيون إلى طرقهم القديمة، فيكفُّوا عن إتباع هذه السخافة، التي اُخترعت حديثًا، وهي عبادة اليهودي الذي صُلِب حديثًا في ظروف مشينة. ليرجعوا إلى العبادة القديمة، عبادة الآلهة الكثيرة، إلى عادات آبائهم، فالمسيحية بدعـة خطـرة حديثـة، وإن لـم توقف صارت نكبة على الإمبراطورية الرومانية"(75). واستهزأ كَلسوس بقول السيد المسيح: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس"، فيقـول ساخرًا: "أولئك الذين صلبوا إلهكم"، كما هزأ بقول بولس الرسول: "صُلِب العالم لي وأنا للعالم" (راجع نيافة الأنبا يؤانس المتنيح ـ المسيحية والألم ص 27). وقد ردّ العلاّمة أوريجانوس على كَلسوس في مؤلف ضخم، حيث فنَّد كل افتراءاته وادعاءاته. إيريناؤس (120 – 220م): أسقف ليون وقد كتب فصولًا طويلة في شرح آلام المسيح وصلبه وموته ودفنه وقيامته، وقال: "كما قام المسيح بجوهر الجسد، وكشف لتلاميذه آثار المسامير والفتحة في جنبه.. فقد قام بقوّته هو" (Against Her B 5. 7)(77) وقال أيضًا: "غاية الكفارة هي إيفاء مطالب العدل الإلهي نيابة عنا، والمسيح بموته على الصليب، وفىَ هذه المطالب، ومن ثمَّ كفَّر عن خطايانا إلى الأبد"(78) كما قـال عـن الاحتفال بقيامة المسيح: "إن سر قيامـة المسيح لا يمكن أن نحتفل به في أي يوم غير يوم الرب، الذي هو يوم الأحد"(79). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
العلامة ترتليان (سنة 160 م.):
ذَكَر أن يوم الأحد كان يُحفظ بسرور تذكارًا لقيامـة مخلصنا، وأن يـوم الجمعة كـان يوم صوم وصلاة حتى الساعة التاسعة (3 ب. ظ) تذكارًا لآلام وموت المسيح (راجع د. طلعت عبده حنين ـ صليب الجلجثة ص 12) كما يحدّثنا ترتليان عن التقليد المتوازن في استخدام علامة الصليب فيقول: "في كل خطوة نقدم عليها أو أي حركة نقوم بها في دخولنا وخروجنا عندما نلبس ملابسنا، عندما نستحم، عندما نجلس لنأكل، عندما نوقد المصابيح، وعندما نخلد إلى الفراش، وفي كل أعمالنا اليومية علينا أن نرشم الصليب على أنفسنا، وبخصوص هذه القوانين إن كنتم تصممون على استشهادات من الأسفار المقدَّسة تُثبتها فلن تجدوا شيئًا. فالتقليد يقوم لكم بمثابة المصدر الوحيد الذي انحدرت منـه هذه الوصايا إليكم، كما تقوم العادة السارية كموثّق لهذه الشهادة، والإيمان كالشاهد"(80). يوليوس أفريكانوس (160 – 240م): يقول "وحينئذٍ نرفع أيدينا ونرشم جبهتنا بعلامة الصليب"(81). الأنبا أنطونيوس: جاء إليه بعض الحكماء اليونانيون وطلبوا منه أن يشرح لهم سبب الإيمان بالمسيح، وحاولوا أن يحاجوه بصدد الكرازة بالصليب قاصدين الاستهزاء، فوقف أنطونيوس وأشفق على جهلهم ثم خاطبهم بواسطة مترجم قائلًا: "إن ما اخترناه هو الاعتراف بالصليب علامة الشجاعة واحتقار الموت، أما أنتم فقد أخترتم شهوات الخلاعة. أيهما أفضل حمل الصليب وقت الجهاد.. دون مخافة المـوت مهما أتى في أي وضع من أوضاعه، أم الالتجاء إلى آلهة الأحجار، ما الذي وُجِد في الصليب حتى يستحق الهُزء؟ بل الصليب هو علامة الغلبة والنصرة على الأعداء، في كل وقت إذا حملناه بالإيمان" (من سيرة الأنبا أنطونيوس بقلم أثناسيوس الرسولي)(82). وقد قدَّم الأنبا أنطونيوس بعض المرضى المعذبين من الأرواح النجسة إلى بعض الفلاسفة والهراطقة قائلًا لهم: "هل تستطيعون تطهيرهم بالحجج أو بأي سحر تختارون داعين أصنامكم؟ وإلاَّ فكفوا عن منازعتنا إن عجزتم، عندئذٍ ترون صليب المسيح" قال هـذا ودعا المسيح ورشم المرضى ثلاث مرات بعلامة الصليب، وفي الحال قام الرجال أصحاء وعقولهم سليمة وقدّموا الشكر للرب في نفس اللحظة (حياة الصلاة الأرثوذكسية طبعة ثانية سنة 1969 ص 675). كما قال الأنبا أنطونيوس: "إن الشياطين توجّه هجماتها المنظورة إلى الجبناء، فأرسموا أنفسكم بعلامة الصليب بشجاعة، ودعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم. أما أنتم فتحصّنوا بعلامة الصليب، وحيث وُجِدت إشارة الصليب ضعف السحر وتلاشت قوة العِرافة". |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
أثناسيوس الرسولي (296 – 373م):
تحدّث باستفاضة عن موت المسيح المحيي على خشبة الصليب وقيامته من خلال رسائله، ومن خلال كتابه "تجسُّد الكلمة" وبقية كتبه الثمينة، فيرد على اليهود الذين يسخرون من الصليب موضحًا قوة الصليب التي حطّمت عبادة الأصنام فيقول: "يسخر اليهود بلسان مشحون شرًا وغشًا ويضحكون علينا جهرًا لأننا نؤمن ونعترف دائمًا ونعلن إيماننا بالصليب، إننا نحس بالأسف الكثير لحماقتهم لأن هؤلاء الذين يسخرون من الصليب هم حقًا عميان، لأنهم لا يرون قوة الصليب العظيم التي ملأت العالم كله.. بالأحرى يؤمنون به أنه بواسطته كان خلاص العالم، أنه لم يكن من أجل هلاك بل من أجل خلاص، وقوة الصليب واضحة إذ بدخوله إلى العالم تلاشت الوثنية وعبادة الأصنام وهربت كل شعوذة أمام علامة الصليب، ولم يبق سوى المسيح الذي نحن نمجده"(83). وقال عن قوة الصليب: "أعطانا السيد المسيح إلهنا الصليب سلاحًا نافذًا ينفذ في النار والهواء والماء والأرض، ولا يحجبه شيء أو يعترض قوته عارض. فهو قوة اللَّه التي لا تقاوَم، تهرب من صورته الشياطين حينما يُرسَم به عليها. الصليب هو قوة المسيح للخلاص والملائكة يخضعون لقوته ويتبعونه حيثما شاهدوا رسمه ليعينوا الملتجئ إليه. ولا تحصل تخلية لمن حَمل الصليب إلاَّ للذي ضعفت أمانته فيه"(84).. "مَن يريد أن يختبر هذا عمليًا فليأت وينظر كيف تُبطَل خداع الشياطين والعرافة الكاذبة، وعجائب السحر، بمجرّد رشم الصليب، والشياطين تلوذ بالفرار"(85). والآن هيا بنا يا صديقي لنتذوّق حلاوة كلام القديس أثناسيوس عن الصليب والقيامة من خلال مقتطفات بسيطة من كتابه تجسُّد الكلمة، فقد أوضح أن الموت غُلِب بصليب المسيح، حتى إن البشر الضعفاء بطبيعتهم أصبحوا لا يخشون هذا الموت بل يتهافتون عليه من أجل محبتهم في الملك المسيح، فقال: "فقديمًا قبل المجيء الإلهي للمُخلّص، كان الموت مرعبًا حتى بالنسبة للقديسين، وكان الجميع ينوحون على الأموات كأنهم هلكوا. أما الآن، بعد أن أقام المُخلِّص جسده، لم يعد الموت مخيفًا لأن جميع الذين يؤمنون بالمسيح يدوسونه كأنه لا شيء، بل بالحـري يُفضّلون أن يموتـوا على أن ينكروا إيمانهم بالمسيح" (تجسُّد الكلمة 27: 2)(86). "فإن كان الموت يُداس بالإيمان بالمسيح وبعلامة الصليب، فلا بد أن يكون واضحًا أمام محكمة الحق، أنه ليس أحد آخَر سوى المسيح نفسه له الغلبة والنصرة على الموت وهو الذي أفقده كل قوته. وإن كان الموت مرعبًا وقويًا فيما سبق، والآن بعد مجيء المُخلّص وموت جسده وقيامته فإن الموت يُحتَقر، فلا بد أن يكون واضحًا أن السيد المسيح نفسه الذي صعد على الصليب هو الذي أباد الموت وغلبه. لأنه كما أن الشمس تشرق بعد الليل، وتستنير بها الأرض كلها فلا يكون هناك شك بالمرة في أن الشمس هي التي نشرت نورها في كل مكان، وهي التي بدَّدت الظلام وأنارت كل الأشياء، هكذا أيضًا إن كان الموت قد أُحتقر ووُطئ تحت الأقدام منذ الظهور الخلاصي للمُخلّص في الجسد وموته على الصليب، فيبقى أن يكون واضحًا تمامًا أن المُخلّص نفسه الذي ظهر في الجسد هو الذي أباد الموت، وهو الذي يُظهر علامات النصرة على الموت في تلاميذه كل يوم. لأنه عندما يرى الإنسان أن البشر الضعفاء بطبيعتهم يسرعون إلى الموت ويتهافتون عليه ولا يخشون فساده ولا ينزعجون من مواراتهم في القبر، بل يتحدون الموت بحماس، ولا يجزعون من التعذيب، بل بالعكس فإنهم من أجل المسيح يندفعون نحو الموت بحماس مفضلينه على الحياة هنا، أو عندما يشاهد الإنسان بنفسه الرجال والنساء والأطفال يندفعون ويقفزون إلى الموت لأجل الإيمان بالمسيح، فمن يكون غبيًا بهذا القدر أو من يكون متشككًا أو عديم العقل حتى أنه لا يُدرك ولا يفهم أن المسيح الذي يشهد له هؤلاء الناس هو نفسه الذي يهب ويعطي كل واحد منهم النصرة على الموت؟ إذ أنه يجعل الموت ضعيفًا أمام كل مـن يتمسّك بإيمـان المسيح، ويحمل علامـة الصليب" (تجسد الكلمة 29: 1 ـ 4)(87). "ومَن يُرد أن يمتحن أقوالنا السابقة بطريقة عملية فدعه ـ في وجود خداع الشياطين وضلالات المنجمين وأعاجيب السحر ـ يستعمل علامة الصليب التي يسخرون منهـا، وينطـق فقط بِاسم المسيح، فيرى كيف تهرب الشياطين من اسمـه، ويُبطَل التنجيـم، ويتلاشى كـل سحـر وعرافـة" (تجسد الكلمة 48: 3)(88). أما الذين يعترفون بموت المسيح وينكرون قيامته فيرد عليهم القديس أثناسيوس قائلًا: "لأنه إن كان المُخلّص يعمل الآن بقوة بين البشر.. فهل لا يزال يوجد من يتطرّق الشك إلى ذهنه أن المُخلّص قد أتم القيامة وأن المسيح حيّ أو بالأحرى أنه هو نفسه الحياة؟ وهل يمكن لشخص ميت أن ينخس ضمائر الآخَرين حتى يجعلهم يرفضون نواميس آبائهم الموروثة، ويخضعون لتعاليم المسيح؟.. كيف استطاع أن يوقف أعمال الأحياء حتى يكفّ الزاني عن الزنا، والقاتل عن القتل، والظالم عن الظلم، ويصير الكافر تقيًّا؟ ولو أنه لم يقم بل لا يزال ميتًا، فكيف يستطيع أن يطرد ويطارد ويحطم تلك الآلهة الكاذبة التي يدَّعي غير المؤمنين أنها حيَّة؟ وأيضًا كيـف يستطيع أن يطرد الأرواح الشريرة التي يعبدونها" (تجسُّد الكلمة 30: 4، 5)(89). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
كيرلس الأورشليمي (315 – 386م):
يقول في عظته سنة 346 داخل كنيسة القيامة: "لقد صُلِب المسيح حقًا ونحن إن كنا ننكر ذلك فها هي الجلجثة تناقضني، تلك التي نحن مجتمعون فيها الآن، وها هي خشبة الصليب أيضًا تناقضني، هذه هي التي تُوزع منها في كل أنحاء العالم"(90). كما يقول: "فلا تخزى إذًا أن تعترف بالمسيح مصلوبًا، بل ليت إشارة الصليب تكون ختمًا نصنعه بشجاعة بأصابعنا على جبهتنا وعلى كل شيء، على الخبز وعلى كأس الشرب، وفي مجيئنا وذهابنا. قبل نومنا وعند يقظتنا، وفي الطريق إلى البيت"(91). ويقول أيضًا: "فلنكرّم الصليب المقدَّس الذي أُعطينا أن نغلب به العدو اللئيم ونرشم به على جباهنا وقلوبنا وسائر أعضائنا لنطرد به الشيطان. الصليب علامة الرب وخاتمه الذي صار الخلاص لآدم وذريته من أسر أبليس عدونا. الصليب هو موضوع فخرنا في هذه الحياة وهو علامة إيماننا.. بالصليب غلب قسطنطين الملك البار أعداءه وارتفع شأنه لما أظهر الرب له علامة الصليب مضيئة في السماء قائلًا له: "بهذه العلامة تغلب أعداءك"، فغلب، وصار الصليب قوة الملوك وعزاءهم ونصرتهم. يضعونه فوق تيجانهم لكي يباركهم ويؤيدهم وينصرهم"(92). غريغوريوس أسقف نيصص (329 – 389م): يقول "فالصليب عن طريق شكله الذي يمتد إلى الأربع جهات، ومن مركزه الذي يربط الكل معًا، حيث تخرج أربعة عوارض واضحة، ففي ذلك درسًا عن المسيح الذي في ساعة موته أحتمله باسطًا نفسه على الصليب حيث خطة اللَّه في الخلاص، لأنه هو نفسه الذي يجمع العالم كله ويربطه بتوافق إلى وحدة كاملة"(93). vأمبروسيوس (339 – 397م): قال "وعلينا حينما نستيقظ أن نشكر المسيح ونبدأ بتتميم أعمالنا اليومية بقوة الصليب"(94). الشهيد كبريانوس: يقول "تحصّنوا وسلّموا أنفسكم بكل جرأة برشم علامة الصليب على جباهكم"(95). إيرونيموس (341 ـ 420م): يقول "إن الصليب هو تلمذة للمسيح المصلوب، عندما أتحدّث عن الصليب فأنا لا أفكّر في مجرّد الخشبة، بل أفكّر في المغزى الأعمق للصليب، فالصليب صار معروفًا للعالم كله من أقصى العالم في الغرب وحتى الهند، ويأتي بعد ذلك مفهوم الصليب في الإنجيل {ومَن لا يَحْمِلُ صليبَهُ ويأتي ورائي فلا يَقْدِر أن يكون لي تلميذًا} (لو 14: 27) والمسيح سبقنا وحمل الصليب وتألّم من أجلنا، فإذا كان إنسان لا يقبل حمل الصليب فكيف يقدر أن يكون تلميذًا للمسيح؟"(96). باسيليوس الكبير: تحدّث عن علامة الصليب كنوع من التقليد المتوارث فيقول: "بخصوص المعتقدات والممارسات المحفوظة في الكنيسة والمُسلَّمة عمومًا، بعضها استلمناه كتابة، وبعضها الآخَر تسلّمناه كما وصلنا، في سر حسب تقليد الرسل، وكلا هذين التسليمين لهما نفس القوة فيما يختص بالدين.. وعلى سبيل المثال للنوع الثاني فلنأخذ المَثل الأول والعام، فمن الذي علّمنا كتابةً أن نرسم بعلامـة الصليـب؟ أو ما هي الكتابة التي علّمتنا أن نتجه في الصلاة ناحية الشرق"(97). القديس مكاريوس الكبير: يقول "يجدر بك أن تحمل الصليب مع مَن حمله، وتتألم مع من تألم، حتى تتمجَّد أيضًا مع مَن تمجَّد.. لأنه لا بد للعروس أن تتألم مع العريس، لكي تصير شريكة للعريس ووارثة معه، فإنه لا يُسمَح لأحد أن يدخل مدينة القديسين ويستريح ويملك مع الملك نفسه إلى أبد الدهور ما لم يتألم ويسلك الطريق الوعر الضيق الكرب"(98). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
مار أفرام السرياني:
يقول "بدلًا أن تحمل سلاحًا أو شيئًا يحميك أحمل الصليب وأطبع صورته على أعضائك وقلبك. وأرسم به ذاتك لا بتحريك اليد فقط بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضًا. ارسمه في كل مناسبة. في دخولك وخروجك، في جلوسك وقيامتك، في نومك وعملك، ارسمه بِاسم الآب والابن والروح القدس"(99). وقال أيضًا عن رسم علامة الصليب "إننا نرسمه على أبوابنا وجباهنا وصدورنا ونتسلّح به لأنه كالسيف القاطع به اُفتتح الفردوس"(100). يوحنا الذهبي الفم (347 – 407م): يقول للذين يخجلون من علامة الصليب: "لا تخجل يا أخي من علامة الصليب فهو ينبوع الشجاعة والبركات، وفيه نحيا مخلوقين خِلقة جديدة في المسيح.. البسه وافتخر به كتاج"(101).. "لا تخجل بهذه البركة العظيمة أي الصليب، حتى لا يخجل منك السيد المسيح حينما يأتي في مجده أو تظهر علامة الصليب أمامه، وضياؤه أقوى من أشعة الشمس ذاتها.. لقد خلَّص الصليب العالم وهداه للإيمان.. بدَّد الخطأ وأعاد الحق. حوَّل الأرض إلى سماء، وحوَّل البشر إلى ملائكة. بسببه لا نخشى الشياطين بل نحتقرهم، ولم يصبح الموت موتًا بل رقادًا"(102).. "لا يخجل أي إنسان من علامة الصليب الجديرة بالاحترام، فبواسطته صار خلاصنا الذي يعتبر أعظم جميع الأعمال، والذي بواسطته نلنا حياتنا وما زلنا موجودين حتى الآن. فنحن نريد أن نحمل صليب المسيح بالأرجح مثل تاج، لأن بواسطة الصليب تحقّق سلامنا الكامل مع اللَّه. ففي كل مرة تتم ولادة جديدة للإنسان (بسر المعمودية) لا بد من وجـود الصليب، وكلمـا ننال غذاؤنا السري (فـي سـر الأفخارستيا) يكون ذلك بالصليب، وأيضًا عنـد تكريس شخص ما (بسر الكهنوت) يتـم بالصليب، وهكـذا بواسطـة الصليب تتـم كـل الأعمال (الأسرار الأخرى)"(103). ويقول عن قوة الصليب: "إن كان الصليب هو الحكمة الحقيقية والقوة الحقيقية فلنبكِ على الذين صار الصليب عندهم جهالة لأنهم من الهالكين. فهم لم يتعرّفوا على قوة الصليب بعد ولا على عقاقيره التي تشفيهم، لأن هذه الأمور تحتاج أولًا إلى الإيمان. إن قوة الصليب لا يعبّر عنها.. المسيح بموته حل رباطات الموت.. لم يستطع العدو أن يمسكه في الموت. كيف يمكن لمسامير الصليب أن تقيّده؟ لقد شفى الرب البشرية بالصليب وأعادها إلى نفسه! فلو بدا أن الصليب أمرًا معثرًا فهو في الواقع قد صار للمؤمنين قوة جاذبة إلى الرب الذي أظهر منتهى حبه بصليبه لأجل خلاص الجميع"(104). أما عن انتشار علامة الصليب، فيقول القديس يوحنا الذهبي الفم "وصارت علامة الصليب تُرسَم على ملابسهم وعلى تيجان الملوك، وتُرسَم في الصلوات، وعلى المائدة المقدَّسة يرتفع الصليب، وفي كل مكان في أرجاء العالم يضيء الصليب بأكثر مما تضيء الشمس" (105).. "إن علامة الصليب التي كان الناس يفزعون منها قبلًا صار كل واحد يتنافس عليها حتى صارت في كل مكان بين الحكام والعامة. بين الرجال والنساء. بين المتزوجين وغيـر المتزوجين. بين الأسرى والأحرار. الجميع يضعونها في كل موضع كريم ومكرَّم ويحملونها يوميًا وكأنها منقوشة على جباههم كما على عمود. نراها على المائدة المقدَّسة وفي رسامة الكهنة. ونراها متألقة فوق جسد المسيح في العشاء السري، وفي كل مكان يمكن للإنسان أن يلاحظه. يُحتفى به في البيوت وفي الأسواق، في الصحاري وفي الطرق العالية فوق الجبال، في شقوق الأرض، فوق التلال وفوق البحر، في السفن وفي الجزر، في العربات، في الثياب، فوق الآنية الذهب والفضة.. في الحرب والسلم، نهارًا وليلًا، في تجمعات النساك، وهكذا يتنافس الجميع في البحث عن هذه الهبة العجيبة والنعمة التي لا يُعبَر عنها"(106). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
أُغسطينوس (354 – 430م):
يقول أُغسطينوس "وهؤلاء الذين يعظوا عن المسيح المصلوب عليه أن يختبروا أولًا المسيح المصلوب في حياتهم، لأن من يتبع المصلوب عليه أن يصلب جسد العالم ويقمعه عن كل الشهوات الرديئة"(107) وقال أيضًا: "من أجل هذا فالرب نفسه يُثبّت قوة الصليب على جبهتنا حتى إن العلامة التي كانت للخزي تصير للافتخار"(108). يوحنا من كرونستادت (1829 – 1908م): قال "إن الإهمال في تأدية رسم الصليب أمر ربما ندان عليه، فإن رسم الصليب اعتراف بيسوع المسيح مصلوبًا، وإيمان بالآلام التي عاناها فوق الصليب. أنه اعتراف وذكرى لعمل الرب ومكتوب في إرميا (48: 10) "مَلْعُون مَن يَعْمَل عمل الرّب برخاوة"(109). وقال أيضًا: "إن في إشارة الصليب كل روح الإيمان المسيحي: فيه اعتراف بالثالوث الآب والابن والروح القدس. فيه اعتراف بوحدانية اللَّه كإله واحد. فيه اعتراف بتجسُّد الابن وحلوله في بطن العذراء. فيه اعتراف بقوة عملية الفداء التي تمّت على الصليب بانتقالنا من الشمال إلى اليمين. إذًا فيليق بنا أن يكون رسمنا للصليب فيه حرارة الإيمان"(110). مارا ابن سيرابيون: كتب مار وهو في السجن إلى ابنه سيرابيون يشجعه لطلب الحكمة موضحًا له إن الذين اضطهدوا الحكماء وقتلوهم نالوا جزاء عملهم، فقال: "أية فائدة جناها اليهود من قتل ملكهم الحكيم؟ لقد زالت مملكتهم بعد ذلك.. لم يمت الملك الحكيم للأبد فقد عاش في التعاليم التي أعطاها"(111). هانز رودي وبر: قال "لقد صُلِب يسوع الناصري زمن بيلاطس البنطي. هذه حقيقة لا يمكن أن يشكّ فيها أحد، إلاَّ إذا تجاهل عن عمد كل الروايات الكتابية وغير الكتابية التي وصلت إلينا"(112). دال فورمان: وكان محاميًا في ولاية واشنجتون، ومؤلّف كتاب "اصلبه.. نظرة محامي إلى محاكمة يسوع"، يقول: "إني أؤمن أن هذه الحقائق الممثلة في المحاكمة والصلب وموت يسوع واضحة وثابتة وأبعد ما تكون عن الشكوك.. إن تعاليم المسيح قد غيرَّت وجه العالم في 2000 سنة، لا يمر يوم واحد لم يظهر فيه نفوذ وتأثير هذا المعلم المُتجوّل الذي نشأ في الناصرة. وكمحامي في قضايا محاكمات قد تدرّبت أن أكون عقلانيًا. الشك في الأدلة والنقد دائمًا في تفكيري. إني أعتقد أن أي شخص مزيف أو نصّاب، أقصد مسيحًا مزيفًا فمن الصعوبة البالغة عليه أن يشكّل مثل عمق التأثير هذا من أجل خير المجتمع"(113). سير لسلي هيرسون: وكان رئيسًا للعدالة في ويلز الجنوبية الجديدة بأستراليا يقول: "دع أي قارئ موضوعي يضع جنبًا إلى جنب (روايات) الأناجيل الأربعة، ويضيف لها حكايات سفر الأعمال الخاصة بالرسل، فسيصعق إذ أن أي قاض إعتاد تقييم الأدلة والشواهد بدقة، سيرتطم بحقيقة بارزة واحدة وهي هذه، بينما يوجد تنوُّع في التفاصيل أو الصيغ أو التعبير أو القصص، ولكن يبرز أسفل كل هذا، فإن المادة ووزن القصص تُثبت بشكل قاطع صحتها"(114). هربرت كاستيل: الذي عمل كمحافظ لمدينة كرتاج ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية، وأحيل إلى التقاعد سنة 1989 كتب عن القيامة يقول: "لا يعوزنا أن نأخذ قفزة يعوزها التفكير السليم، إن اللَّه منحنا كل الأدلة والأحداث أن المسيحية صدق وحق"(115). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
أحداث تاريخية مرتبطة بالصليب:
ظهر الصليب للملك قسطنطين نهارًا، وهو مزمع أن يواجه مكسيميانوس ومعه جيشًا يبلغ تعداده نحو مائتي ألف جندي، وتحت علامة الصليب ظهرت كتابة "بهذا تغلب" وعندما لم يفهم قسطنطين معنى هذه العبارة سأل الجندي "أوساغنيوس" فعرَّفه أنها علامة السيد المسيح، وفي حلم الليل رأى قسطنطين السيد المسيح له المجد، وقد أوصاه أن يضع هذه العلامة على أعلام جيشه، فصنع قسطنطين هكذا، وانتصر على مكسيميانوس الذي فرَّ هاربًا، وأثناء عبوره على نهر التيبر سَقط بـه وهلك هو وعدد كبير من جنوده. أما قسطنطين فدخل روما ظافرًا، وأصدر منشور التسامح الديني، واعتبر أهل روما أن الصليب هو مُخلّص مدينتهم، ومَدَح شعرائهم الصليب. في سنة 351 أيام الملك قسطنديوس بن قسطنطين الكبير ونحو الساعة التاسعة صباحًا ظهر صليب كبير في سماء أورشليم بنور أقوى من نور الشمس، وممتد من جبل الجلجثة إلى جبل الزيتون، فآمن كثيرون بالمسيحية، وكتب القديس كيرلس الأورشليمي إلى الملك قسطنديوس يقول له إن فـي أيـام أبيك السعيد الذّكر ظهر صليب من نجوم وسط السماء، وفي أيامك ظهر الصليب أيضًا ملتحفًا بنور يفوق نور الشمس، ثم أوصاه أن لا يتبع بدعة أريوس (السنكسار يوم 12 بشنس). في القرن الثامن طفت مياه البحر الأبيض على الدلتا فأغرقتها، فحزن الملك "حسان بن عتاهية" لأن هذا الإقليم كان يدر عليه أموالًا كثيرة، فطلب من البطريرك أن يرد الماء كما كان، فأقام البطريرك صلاة القداس في بيعـة سمنود فـي حضور الملك، وكان معه رجلًا قديسًا يُدعى "التفاحي"، وخرج البطريرك ومَن معه رافعين الصليب وهم يستمطرون مراحم السماء صارخين قائلين: "كيرياليسون" فأخذ الماء يهرب من أمامهم حتى وصلوا إلى الزعفرانة، فضربوا الخيام للملك بجوار كنيسة القديسة دميانه وبقية الشهيدات، فأمر الملك بناءً على طلب البطريرك بتجديد هذه البيعة (السنكسار ـ 12 بشنس) وهذه المعجزة تذكّرنا بمعجزة نقل جبل المقطّم أيام البابا ابرآم ابن زرعة والقديس سمعان الخراز. كان الشاعر التعلبي أبو مالك غياث المسيحي محبوبًا من أمراء بني أمية، ومقربًا جدًا من الخليفة عبد الملك بن مروان حتى كـان يدخل إليه بدون استئذان منه، ودُعيَ التعلبي بـ "ذو الصليب" وذلك لأن الصليب الذهب كان يتدّلى من عنقه على صدره ولم يفارقه قط.. أيام الحاكم بأمر اللَّه أمر كل المسيحيين بأن يلبس كل منهم صليبًا ثقيلًا، وتخفَّى ودخل بيت إنسان مسيحي يعمل على النول، ورغم إن الباب كان مغلقًا إلاَّ أنه لم يشأ أن يخلع عنه هذا الصليب الثقيل محبة في الصليب، ولما اكتشف الحاكم بأمر اللَّه محبة المسيحيين للصليب رفع عنهم هذه العقوبة. في أيام الولاة المسلمين المتسامحين مثل الأخشيد، والأفضل ابن أمير الجيوش، والمعز لدين اللَّه، كان المسيحيون يحملون الصلبان في أعياد الغطاس والنيروز والشعانين وخميس العهد، ويطوفون بها الشوارع بلا عائق، وقال المقريزي أن الحكومة كانت توزّع في عيد النيروز أربعة آلاف دينار، وخمسة عشر ألف درهم، وكانت دار السك تُخرج في خميس العهد خمسمائة دينارًا ذهبيًا وعشرة آلاف خروبة، بالإضافة إلى توزيع الحلل الفاخرة والمأكولات الشهية والفواكه الموسمية على الأهالي احتفالًا بهذه المناسبات السعيدة، وقيل عن ليلة عيد الغطاس أن مئات الألوف كانوا يخرجون هذه الليلة إلى النيل، وقد أضيئت الشوارع بالسرج والكثيرون يحملون الشموع والصلبان. "وكان الأخشيد محمد بن طفح في داره المعروفة بالمختار في الجزيرة (الروضة) الراكبة على النيل، والنيل يطيف بها، وقد أمر فأسرج من جانب الجزيرة وجانب الفسطاط ألف مشعل غير ما أسرج أهل مصر من المشاعل والشمع. وقد حضر النيل في تلك الليلة مئات الألوف من الناس من المسلمين والنصارى منهم في الزوارق ومنهم في الدور الدائبة على النيل، ومنهم على الشطوط لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من المأكل والمشرب وآلات الذهب والفضة والجواهر والملاهي والعَزف. وهي أحسن ليلة تكون بمصر وأكملها سرورًا"(116). اجتاز الخليفة المأمون بالدير الأعلى في خروجه من دمشق فأقام أيامًا، جاء فيها عيد الشعانين فخرج الرهبان والقسوس بالمجامر والصلبان فاستحسن الخليفة ذلك ولم يستاء. كان بقيرة الرشيدي الذي لُقّب بصاحب الصليب يتولى منصبًا حكوميًا أيام الحاكم بأمر اللَّه، وعندما اشتد الاضطهاد على المسيحيين، حمل بقيرة صليبًا ضخمًا وسار به إلى قصر الحاكم ووقف مقابل القصر، فأمر بسجنه، ولكنه بعد فترة أفرج عنه، وأوصى أن لا يتعرّض له أحد. في سنة 1235م في عهد الملك الكامل وعند رسامة داود بن لقلق بطريركًا بِاسم البابا كيرلس الثالث خرج في موكب من كنيسة الملاك ميخائيل برأس الخلق إلى كنيسة المعلَّقة، وضم الموكب المسيحيين والمسلمين واليهود، ورفع المسيحيون فيه الصلبان، وكان الكهنة والشمامسة يسيرون في صفوف منتظمة ينشدون التسابيح، وركب الأراخنة الخيل، وسار أمامهم رجل من حاشية السلطان ينادي قائلًا: "يا داود إنا جعلناك خليفـة في الأرض فأحكم بين الناس بالعدل"(117). في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين اللَّه كان في مصر أميرًا أرمنيًا يُدعى "بهرام" وهو شقيق بطريرك الأرمن، وعند موته خرج الأقباط يشيعونه في مشهد رهيب وهم يرفعون الصلبان وينشدون الألحان الجنائزيـة، وكـان الحاكـم يسير معهم وكثير مـن غير المسيحيين أيضًا"(118). في 25 مارس سنة 1844م عند تشييع جنازة الشهيد سيدهم بشاي في دمياط رفع الأقباط الصلبان، وسار رجال الاكليروس في الموكب، وظل هذا التقليد معمولًا به في الأراضي المصرية إلى أن أصدر قداسة البابا كيرلس السادس في 20 برموده سنة 1677ش الموافق 28 أبريل 1961م بيانًا بابويًا منع فيه رجال الاكليروس من السير في الشوارع لتشييع الجنازات حفاظًا على أوقاتهم، وحماية لهم مما كانوا يتعرَّضون له أحيانًا من مضايقات، ويكتفي باستقبالهم الجثمان للصلاة عليه في الكنيسة. في برية الأساس بنقادة توجد كنيسة الصليب من القرن الرابع الميلادي وتحوي أربعة مذاهب على شكل صليب. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
الأدلة الطبية على صلب المسيح وموته:
ما هي الأدلة الطبية التي تؤكد لنا موت المسيح؟ ج: هناك أدلة طبية قاطعة تؤكد لنا موت السيد المسيح بالصليب، وأهم هذه الأدلة ما يلي: 1ـ في بستان جثسيماني كانت قطرات العرق تتقاطر مثل قطرات الـدم، وهذه ظاهرة طبية نادرًا ما تحدث وتُسمى Hemohidrosis of Hematidrosis وتنتج من حالة التوتر النفسي الشديد فيحدث نزيفًا داخل الغدد العرقية، فيصير العـرق بنيًا أو محمرًا (مقالة "رؤية طبيّة لموت المسيح" نشرت في مجلة J. A. M. A الأمريكية في 21 / 3 /1986م)(126). 2ـ كانت الجلدات كفيلة بالقضاء على السيد المسيح، فقد جُلِد بالسوط الروماني "Plagrim" المكوَّن من ثلاثة سيور جلدية ينتهي كل منها ببكرتين من العظم أو الرصاص، وقام بعملية الجَلد جنديان رومانيان، أحدهما طويل القامة والآخَر قصير القامة، وكان الاثنان في حالة تحدي، فانهالت الجَلدات القاسية على ظهر السيد المسيح ومقعدته وساقيه، فتهرأ جسده وأحدثت الكرات جروح غائرة، فتغطّى جسده بالدماء، ثم ألبسوه ثوبًا أرجوانيًا (مر 15: 17) ثم بعد أن استهزأوا به نزعوا عنه الثوب (مر 15: 20) مما تسبب في تفتيح الجروح ثانية وأحدثت آلامًا فوق الطاقة. 3ـ كُلّل السيد المسيح بطاقية من الأشواك، وضُرِب على رأسه مما تسبب في انغراس الأشواك في رأس وجبين مُخلّصنا الصالح، مما تسبب في نزيف، والذي أُصيب من قبل في وجهه أو رأسه يعرف كمية النزيف التي يتعرّض لها نتيجة أية إصابة في هذه المنطقة. 4ـ وصل السيد المسيح إلى مرحلة حرجة من الإنهاك بعد السهر طوال الليل في المحاكمات، وبعد ما جاز فيه من استهزاء وضرب وبصاق وجلدات وحمل عارضة الصليب على منكبيه الطاهرتين والتي بلغ وزنها نحو 45 كجم، فلم يقوَ على مواصلة السير، وسقط أكثر من مرة وهو في طريقه من دار الولاية إلى جبل الجلجثة، وتعرَّض لإصابات بالغة في الوجه والركبة، ووصل إلى الحد الذي سخَّر فيه الرومان سمعان القيرواني ليحمل الصليب عوضًا عنه. 5ـ طرح الجنود السيد المسيح على الأرض مما تسبب في تفتيح الجروح الناتجة عن الجلدات لثالث مرة، واخترقت المسامير يديه ورجليه، وكان طول كل منها 13 ـ 18 سم والمقطع العرضي للمسمار ليس دائريًا لكنه مربعًا طول ضلعه 1 سم مما يحدث احتكاك أكثر.. اخترق المسمار يد المخلص بين عظام الرسغ Carpal bone وعظام الكُعبرة Radius bone مخترقًا أربطة المفصل Flexor Retinaculum مصيبًا الأغشية المحيطة بتلك العظام مما أدى إلى آلام رهيبة، ولو اخترق المسمار العصب الأوسط Median Nerve فإنه ينتُج عنه شلل جزء من عضلات اليد، ونتيجة لنقص كميات الدم، وتقلُّص العضلات، تتخذ أصابع السيد شكل المخلب Clow Like Rand أما مسمار القدم فقد مرَّ بين عظام المشط Metatarsas bone وأصاب الأغشية المحيطة بها مخترقًا العصب الشظوي، ومرَّ بين السلميات الثانية والثالثة مباشرة تحت ما يسمى "مفصل ليسفرانك" مسببًا آلامًا رهيبة، ويعاني المصلوب من صعوبة التنفس، فلكيما يتنفس المصلوب يحاول رفع نفسه فيضغط على قدميه ويشد يديه مما يتسبب في آلام رهيبة تتكرَّر مع كل حركة تنفس، فترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم مما يؤدي إلى تقلص العضلات وحدوث انقباضات تشنجية مما يؤدي إلى صعوبة التنفس ثم الاختناق Asphyxia (راجع د. فريز صموئيل ـ موت أم إغماء ص 74 ـ 76). 6ـ يقول نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدَّس أن: "النزيف الداخلي الحاد الذي تعرَّض له السيد المسيح نتج عن أن كمية الدم الباقية في الدورة الدموية كانت بسيطة جدًا، لذلك احتاج القلب أن يعمل بسرعة لتعويض الدم المفقود، ولكي يعمل بسرعة كان القلب نفسه كعضلة يحتاج لكمية أكبر من الدم، ولكن الشرايين التاجية التي تغذي القلب لم يكن في إمكانها أن تقوم بهذا الدور لقلة كمية الدم نتيجة للنزيف. فإذا كانت سرعة ضربات القلب في الإنسان الطبيعي هي سبعين نبضة في الدقيقة ففي حالات النزيف ترتفع إلى 140 نبضة، وكل هذا يجهد عضلة القلب فتصل إلى مرحلة الهبوط الحاد جدًا في الجزء الأيمن ويؤدي ذلك إلى الوفاة"(127). 7ـ تعرَّض السيد المسيح على الصليب للطعن بالحربة، وهزأ البعض من هذه الحربة فقال إن فعل "طعن" الوارد في الإنجيل في الأصل اليوناني يفيد أن الجرح الناتج لم يكن غائرًا، فإن الحربة نفذت في الجلد والشحم وبعض العضلات فقط، ونزول الدماء من جُرح الحربة دليل على الحياة، فهذا دليل على أن السيد المسيح لم يمت على الصليب، والأمر العجيب أن البعض قال أن غزة الرمح أعادت الدورة الدموية للعمل وأنقذت المسيح من الموت، فيقول أحمد ديدات: "يعمل اللَّه مشيئته بطريقة لا نعرفها. يبث في روع الجنود أن الضحية قد "مات بالفعل" كي لا يقطعوا ساقيه، ولكنه في نفس الوقت يجعل جنديًا آخَر يغزه بالرمح (للتأكد من الوفاة) في جنبه و.. "للوقت خرج دم وماء" (يو 19: 34). من أفضال اللَّه سبحانه وتعالى أن الجسم الإنساني عندما لا يتحمَّل الألم والتعب أكثر من طاقته فإنه يدخل عالم اللاشعور. لكن انعدام الحركة والتعب ووضع الجسم بشكل مغاير لطبيعته ولراحته على الصليب، كل ذلك جعل الدورة الدموية تبطئ، وغزّة الرمح إنما جاءت لتنقذ، وبخروج شيء من الدم استطاعت الدورة الدموية أن تستعيد مسارها وعملها وإيقاعها، وتؤكد لنا دائرة معارف الإنجيل تحت "مادة الصليب" بالعمود رقم 960 أن "يسوع كان حيًّا عندما وُجِّه إليه الرمح "وهذا أيضًا يؤكد قول يوحنا فيما يتعلّق "بالماء والدم" وإنهما انبعثا على الفور إذ أنه يقول: "وعلى الفور: أو في الحال" مما يعد دليلًا مؤكدًا أن يسوع كان حيًّا"(128). والحقيقة أن طعنة الحربة كانت كافية للقضاء على إنسان في ملء صحته فكم وكم مع إنسان مصلوب؟ لقد كانت الحربة نافذة وقاتلة والدليل على ذلك ما يلي: أ ـ طعن الجندي الروماني السيد المسيح بالحربة الرومانية "لانسيا" Lancia وهي عبارة عن رمح طويل له طرف على شكل ورقة الشجر بطرف مدبب يزداد سُمكًا مع الاتجاه لجذع الحربة فيحدث جرحًا غائرًا بيضاوي لا يقل عن 4,6 × 1,1 سم وقد صُمّمت هذه الحربة بهدف القتل وليس بهدف الجرح فقط، فحتى لو افترض البعض أن السيد المسيح كان حيًّا عند الضرب بالحربة فلذلك جرى من الجنب الدم والماء، فإننا نقول له: وما رأيك بعد الطعن بالحربة؟ إن كانت هذه الحربة قادرة على إماتة الإنسان الذي في كمال صحته، فكم وكم مع إنسان مصلوب مُنهك مثل شخص السيد المسيح له المجد؟! ويقول الأستاذ ناجي ونيس الشماس الإكليريكي: "وعجبي يا سيد ديدات! أنها اللا معقوليات ذاتها يا رجل، إلى أي العقول أنت تتكلَّم؟ ومَن تريده أن يصدق خيالك العبقري هذا؟ فهل لكي ينقذ اللَّه يسوع من الموت يجعل جنديًا آخَر يغزه بالرمح في جنبه؟ أنه كلام غير مقبول ولا معقول لأن اللَّه لو شاء إنقاذ يسوع كما تدّعي لفعل ذلك قبل الصليب. فلماذا سمح بصلبه؟"(129). ب ـ فعل "طعن" الذي استخدمه الإنجيل يدل على أنه يحدث جرح غائر، وقد تُرجم إلى الإنجليزية بثلاثة معان ج ـ لو لم يكن السيد المسيح قد مات فعلًا فكيف نزل الماء من مكان الجرح؟ لو كان حيًّا لنزف منه دم فقط، ولأنساب الدم مع كل نبضة من نبضات القلب، ولكن الذي حدث أن الدم خرج أولًا من الترسيب (التجلّط) الذي حدث. ثم أعقبه سائل البلازما الشفاف الذي دعاه يوحنا ماء، وهذا السائل لا يخرج من جسم إنسان حي، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. د ـ يقول د. "صموئيل هفتن" أستاذ الفسيولوجيا من جامعة دبلن: "عندما طعن الجندي جنب المسيح كان قد مات، وخروج الدم والماء قد يكون ظاهرة طبيعية قابلة للتفسير، أو أنه معجزة. ويبدو في رواية يوحنا أنه لو لم تكن هذه معجزة فإنها على الأقل ليست ظاهرة عادية، ويظهر هذا من تعليق يوحنا على هذا بأنه كان شاهد عيان صادق للرواية. ومن ملاحظاتي على الإنسان والحيوان في معمل التجارب وجدت النتائج التالية: عندما يُطعن الجسد في الجانب الأيسر بعد الوفاة بسكين كبيرة في حجم حربة الجندي الروماني، فإن النتائج التالية يمكن أن تحدث: 1ـ أن لا يخرج شيء إلاَّ قطرات قليلة من الدم. 2ـ سيل من الدم فقط يخرج من الجرح. 3ـ دفق من الماء فقط تتبعه قطرات قليلة من الدم. وفي هذه الحالات الثلاث تغلب الحالة الأولى. أما الحالة الثانية فتحدث في حالات الموت غرقًا أو بتسمم الأستركنين.. ويمكن البرهنة على أنها الحالة العادية للشخص المصلوب. أما الحالة الثالثة فتحدث في حالة الموت بذات الجنب أو التهاب التامور أو تمزُّق القلب. وهناك حالتان لم تسجلا في كتب (إلاَّ في إنجيل يوحنا) ولم يكن من حظي أن ألتقي بهما: 1ـ سيل غزير من الماء يتبعه سيل غزير من الدم.. 2ـ سيل غزير من الدم يتبعه سيل غزير من الماء.. ويُحدث الصلب احتقان الرئتين بالدم كما في حالة الغرق أو التسمم بالأستركنين، وتحدث الحالة الرابعة للمصلوب الذي كان يعاني قبل الصليب من حالة انسكاب رئوي. أما الحالة الخامسة فتظهر في المصلوب الذي يموت على الصليب نتيجة انفجار أو تمزّق في القلب. ودراسة تاريخ الأيام الأخيرة من حياة المسيح، تُظهر أنه لم يكن مصابًا بحالة انسكاب رئوي قبل الصلب، وعلى هذا لا يبقى أمامنا إلاَّ احتمال خروج الدم والماء من جنب المسيح بسبب الصلب وتمزق القلب أو انفجاره، وأعتقد أن هذا الفرض الأخير هو الصحيح، ويتفق معي فيه الدكتور وليم سيراود: (Frederick Cook Commenttary on the Holy Bible, John Murruy) (130). |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
الآثار لا يمكن أن يتطرّق إليها الشك، فهل هناك أدلة من هذه الآثار تشهد لصلب المسيح وموته؟
ثانيًا: الأدلة الأثرية على صلب المسيح وموته: : الآثار لا يمكن أن يتطرّق إليها الشك، فهل هناك أدلة من هذه الآثار تشهد لصلب المسيح وموته؟ ج: أي نعم. إن الآثار لا تكذب ولا يتطرّق إليها الشك، وأي نعم أيضًا إن هناك آثارًا تشهد لصلب السيد المسيح وموته وقيامته، ومن أهم هذه الآثار ما يلي: 1ـ خشبة الصليب المقدَّسة. 2ـ إكليل الشوك والمسامير. 3ـ صورة الحكم على المسيح. 4ـ القبر المقدَّس. 5ـ سراديب روما. 6ـ الفن الكنسي والآثار المختلفة. 7ـ النقود الأثرية. 8 ـ كفن المسيح. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
1ـ خشبة الصليب المقدَّسة:
تم اكتشاف خشبة الصليب المقدَّسة بواسطة الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين، وكانت هيلانة ابنة كاهن قرية "فجي" ببلاد السريان، وعندما كان "قسطنطنيوس كلاروس" في طريقه إلى بلاد فارس رآها وأُعجب بها، فخطبها من أبيها وتزوّج بها في مدينة الرها في النصف الثاني من القرن الثالث، وأنجب منها ابنه فلاديوس، وأليريوس أورلينون المعروف بالإمبراطور قسطنطين الكبير، وقد كرَّمها ابنها قسطنطين هذا، فأنعم عليها بلقب الملكة، وسمح لها بالتصرُّف في الخزائن الملكيَّة، فأجذلت العطاء للفقراء والمحتاجين، وأفرجت عن كثير من الأبرياء الذين احتضنتهم سجون روما، وأعادت الكثيرين من المنفى إلى بلادهم، ورغم أنها الملكة إلاَّ أنها كانت تواظب على الصلوات الطقسية بالكنيسة في خشوع وهي ترتدي ثياب بسيطة محتشمة، وكانت تختلط بجماهير الشعب الذي أحبها وأخلص لها (راجع مجدي سلامة ـ الصليب وتساؤلات الأحفاد ص 25). وقد رأت الملكة هيلانة رؤيا تحثها على الذهاب إلى أورشليم للكشف عن صليب ربنا يسوع المسيح والقبر المقدَّس، وكان عمرها حينذاك سبعون عامًا، فجاءت إلى أورشليم بصحبة ثلاثة آلاف من الجنود كما ذكر ذلك المؤرخ يوسابيوس القيصري، والتقت بأسقف أورشليم القديس مكاريوس البالغ من العمر نحو ثمانين عامًا، وظلت تسأل عن مكان قبر المسيح، ورفض اليهود إرشادها، وكان هناك رجلًا يهوديًا طاعنًا في السن يُدعى "يهوذا" خبيرًا بأحداث وتواريخ المدينة، وعندما ضيقت عليه أخبرها بمكان القبر تحت معبد فينوس، فأمرت الملكة هيلانة بهدم المعبد وإزالة الأنقاض والأتربة التي كانت تشبه الهضبة، وفي شهر مايو سنة 326م تم اكتشاف القبر المقدَّس، ووُجِد داخله ثلاثة صلبان، مع اللافتة التي كانت مُعلَّقة على صليب المسيح "يسوع الناصري ملك اليهود" باللغات الثلاث العبرانية واليونانية والرومانية أي اللاتينية، وللآن نرى صور الصلبوت عليها لافتة مكتوب عليها I. N. R. I وهي الحروف الأولى من كلمات:Jeusus Nozarenus Rex Jadaeorum علمًا بأن حرف J لا يُستخدم في اللاتينية ولذلك اُستبدل بحرف I، وهذه اللافتة ما زالت محفوظة في روما محاطة بقالب من الطوب مقاسه 32 × 21 سم، ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "أنه حينما وُجِدت الصلبان الثلاثة ملقاة معًا لم يكن صليب الرب مجهولًا إذ وُجِد كما هو في الوسط وعليه العنوان"(119). وأشار القديس مكاريوس بوضع الصلبان الثلاثة على ميت كان محمولًا ليُدفن، وذلك للتأكُّد من صليب المسيح، فأوقفوا النعش، ووضعوا عليه الصليب الأول ثم الثاني فلم يقم، ولمّا وضعوا عليه الصليب الثالث قام الميت في الحال، فتأكد الجميع أنه صليب ربنا يسوع فكرَّموه جدًا، ولفُّوه بالحرير، ووضعوه في تابوت من الفضة محلّى بالذهب، وكان طول القائم الرأسي للصليب 8’4 م، وطول القائم العرضي يتراوح بين 3’2 ـ 6’2م، وأمرت الملكة هيلانة ببناء كنيستين أحدهما فوق القبر المقدَّس وهي كنيسة القيامة، والأخرى فوق مغارة بيت لحم وهي كنيسة المهد، وأرسلت الملكة هيلانة إلى البابا أثناسيوس الرسولي ليدشّن كنيسة القيامة، فذهب إلى أورشليم ودشّنها سنة 328م ومعه بطريرك أنطاكية، واحتفلوا بخشبة الصليب المجيد، ورتبت كنيستنا القبطية يوم 17 توت كل عام للاحتفال باكتشاف خشبة الصليب. وقد أرسلت الملكة هيلانة جزءًا من خشبة الصليب إلى ابنها قسطنطين في روما، وظلت هذه القطعة من الصليب المقدَّس في روما، وفي سنة 1144م بُنيت لها بازليكا الصليب المقدَّس في الفاتيكان، وجُدّدت بشكلهـا الحالية سنة 1743م في عهد البابا بندكت الرابع عشر، وهذا الجزء من خشبة الصليب ما زال موجودًا بها حتى الآن (The Vatican. P, 442). ويذكر القديس كيرلس الأورشليمي أنهم كانوا يوزعون من خشبة الصليب المقدَّسة على الأمراء والعظماء الذين كانوا يزورون أورشليم، وكانوا يضعون بعض القطع في صلبان من الذهب والماس، فأكبر قطعة وُضِعت في صليب ذهب يُعرَف بصليب أورشليم، والتي تليها وُضِعت في صليب من الماس يُدعى صليب القسطنطينية، وفي سنة 885 م أهدى البابا مارينوس بابا روما الملك ألفريد جزءًا من الصليب، وفي رسالة من غريغوريوس أسقف روما سنة 599م إلى ريتشارد ملك أسبانيا أخبره بأنه أرسل إليه صليبًا بداخله قطعة من خشبة الصليب المقدَّسة، وفي رسالة أخرى إلى ملكة لمباروتر يخبرها بأنه أرسل إليها جزءًا من خشبة الصليب داخل صليب من الفضة (كنيسة العذراء محرم بك ـ عيد الصليب المجيد ص 19). وفي سنة 1975م نُقِلت قطعتان صغيرتان من فرنسا إلى المقر البابوي بالقاهرة ومطرانية دمياط. ثم وصلت أجزاء أخرى إلى كنيسة السيدة العذراء محرم بك إسكندرية، وكنيسة العذراء والملاك غبريـال بحي بشر إسكندرية، كما يوجد جزء من خشبة الصليب أيضًا في الكاتدرائية التي اشترتها مطرانية بورسعيد من الكنيسة الكاثوليكية. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
ومن المؤرخين والقديسين الذين ذكروا حادثة اكتشاف خشبة الصليب:
أ ـ المؤرخ يوسابيوس القيصري (265 ـ 340م) الذي ذكر بأن الملك قسطنطين قد أزال تمثال جوبتر وتمثال فينوس في عهد القديس مكاريوس أسقف أورشليم. ب ـ القديس أمبروسيوس أسقف ميلان (339 ـ 397 م) ذكر حادثة اكتشاف خشبة الصليب بواسطة الملكة البارّة هيلانة في عظته التي ألقاها في تذكار عيد الصليب سنة 395م في وجود الأمبراطور هونوريوس. ج ـ القديس كيرلس الأورشليمي (315 ـ 386 م) تحدّث كثيرًا عن خشبة الصليب في عظاته سنة 348م، فيقول في إحدى عظاته "لقد صُلِب المسيح حقًا، ونحن وإن كنا نُنكر ذلك فهذه هي الجلجثة تناقضني التي نحن مجتمعون حولها الآن، وها هي خشبة الصليب أيضًا تناقضني التي نُوزِع منها على كل العالم.. وخشبة الصليب تشهد للمسيح تلك التي نراها حتى اليوم بيننا، وقد ملأت كل العالم بواسطة المؤمنين الذين أخذوا قطعًا منها إلى بلادهم"(120). كما ذكر القديس كيرلس الأورشليمي تكريم خشبة الصليب الذي يحدث في أورشليم باكر يوم الجمعة العظيمة حيث يجتمع الأسقف والاكليروس والمؤمنون في كنيسة الصليب التي بناها الملك قسطنطين بالقرب من الجلجثة. كما يذكر في كتابه "مواعظ في التعليم المسيحي" أن أساقفة أورشليم كانوا يوزعون من عود الصليب المقدَّس على أعيان الزائرين حتى إن الدنيا امتلأت من أجزاء منه في زمن قليل، ومع ذلك لم ينتقص منه شيء وذلك بسبب النشوء والنمو بواسطة القوة التي اتخذها من جسد الرب يسوع الإلهي الذي عُلّق عليه، وعندما اعترض "جون كالفن" قائلًا بأن أجزاء الصليب التي وُزِعت في العالم لو جُمعت تملأ سفينة كبيرة ردَّ عليه اللاهوتيون الكاثوليك بروما وقالوا: إن دم المسيح الذي سُفِك على خشبة الصليب أعطاها نوعًا من النشوء الطبيعي، فرغم ما يُؤخذ منها لا تنقص (راجع القس شاروبيم إبراهيم ـ تاريخ خشبة الصليب ص 26). د ـ القديس يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية (347 ـ 407 م) تحدّث عن قصة اكتشاف الصليب المقدَّس وقال: "حيث أن خشبة الصليب دُفِنت ولم يهتم أحد أن يأخذها بسبب الخوف من المضايقة"، وشهد لعظمة الصليب فقال إن كثيرين في أيامه يلبسون سلاسل ذهبية تحتوي على أجزاء من خشبة الصليب. هـ ـ القديس بولنيوس الأسقف (353 ـ 431م) من نولا بفرنسا وقد أرسل خطابًا للمؤرخ الكنسي سالبيسيوس وأرسل معه قطعة من خشبة الصليب المقدَّس. و ـ المؤرخ الكنسي سقراط (380 ـ 450 م) يحكي قصة اكتشاف الصليب بواسطة الملكة هيلانة، ويخبرنا أنها أرسلت قطعة من خشبة الصليب إلى القصر الإمبراطوري. ز ـ المؤرخ الكنسي ثيودوريت (393 ـ 458 م) ذكر إن الملكة هيلانة وجدت خشبة الصليب المقدَّسة، وأيضًا وجدت المسامير التي سُمِّر بها جسد مُخلّصنا الصالح، فأخذتها بإكرام وأرسلتها لابنها الملك قسطنطين ففرح بها، وثبّت إحداها فـي خوذته الملكية التي كان يضعها على رأسه أثناء المعارك الحربية. ح ـ الراهبة الإسبانية "إيجيريا" التي زارت أورشليم في أواخر القرن الرابع ذكرت الصلوات التي تقام أمام خشبة الصليب المقدَّس في كنيسة القيامة. وقد ذكر الإمام ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء طبعة سنة 1981م ص 530، 539 قصة اكتشاف الصليـب على الملكة هيلانة، وإن كان يستبعد حدوثها. وقد ظلت خشبة الصليب المقدَّس في التابوت الفضي في كنيسة القيامة حتى سنة 614م، وعندما نشبت الحرب بين الروم والفُرس، انتصر الفرس بقيادة ملكهم "كسرى" Chosraes فنهبوا الكنائس، وعندما دخل أحد أمراء فارس إلى كنيسة القيامة فرأى خشبة الصليب موضوعة في تابوت من الفضة مُحلّى بالذهب ويسطع منه ضوءًا رائعًا، فمد يده يمسك بها فخرجت نارًا وأحرقت أصابعه، وعندما سأل عن سر هذه الخشبة أعلمه المسيحيون أنها خشبة الصليب المقدَّس، ولا يقدر على لمسها إلاَّ الإنسان المسيحي، فأخبر الملك واحتالوا على اثنين من الشمامسة فحملوا التابوت وذهبوا معهم إلى بلادهم فارس، وفي حديقة القصر حفروا حفرة ووضعوا فيها التابوت وهالوا التراب عليه، وذبحوا الشماسين لئلا يفشيان السر، وقد شاهدت هذه الحادثة فتاة مسيحية ابنة كاهن وكانت من ضمن سبايا الفُرس، وأيضًا سُبيَ زخارياس بطريرك أورشليم، وظلت خشبة الصليب مدفونة في ذلك المكان نحو خمسة عشر عامًا. وفي سنة 629م خاض الإمبراطور "هرقل" ملك الروم الحرب ضد الفرس، وانتصر عليهم ودخل بلادهم، واسترد التابوت الفضة وبه خشبة الصليب المقدَّس بعد أن أرشدته إليه الفتاة ابنة الكاهن، فعاد به إلى كنيسة القيامة، وفي احتفال عظيم حَمل هرقل الصليب على كتفه وهو يرتدي حلّته الملوكية متوشحًا بالوشاح الإمبراطوري وعلى رأسه تاجه الذهبي المرصَّع بالأحجار الكريمة وأراد أن يدخل به إلى كنيسة القيامة إلاَّ أن الصليب ثقل عليه جدًا فلم يقوَ على السير به، فقال له أحد الآباء الكهنة المختبرين: "اذكر يا سيدي الملك أن مولاك دخل هذا المكان حاملًا الصليب وعلى هامته المقدَّسة إكليل الشوك" فخلع الإمبراطور تاجه والوشاح الإمبراطوري، ودخل للكنيسة حافي القدمين حاملًا خشبة الصليب المقدَّس في سهولة ويسـر، ووضعها في مغارة الصليب، والشعب مع الإكليروس يرتلون "خلّص شعبك. بارك ميراثك. امنح ملوكنا المؤمنين الغلبة على البربر بقوة صليبك..". وظلت خشبة الصليب في كنيسة القيامة بأورشليم نحو خمس سنوات، وفي سنة 634 م. نُقِل التابوت وبه خشبة الصليب إلى كنيسة هاجيا صوفيا في القسطنطينية(1) خوفًا من وقوعه مرة أخرى في أيدي الفُرس، وفي سنة 670 م. سجّل "أركلنوس" مشاهدته لخشبة الصليب في كنيسة آجيا صوفيا، وبعد هذا التاريخ لا أحد يعلم أين ذهب التابوت بخشبة الصليب. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
2ـ إكليل الشوك والمسامير:
تم العثور على إكليل الشوك، وهو عبارة عن طاقية من الشوك، وما زال محفوظًا للآن في كاتدرائية "نوتردام دي باري" (أي سيدة فرنسا) وكل يوم جمعة عظيمة توزع الكاتدرائية على المصلين صورة الإكليل. أما المسامير فيذكر المؤرخ الكنسي "ثيودوريت" (393 ـ 458 م.) أن الملكة هيلانة عندما اكتشفت خشبة الصليب كان معها المسامير، فأخذتها بإكرام وأرسلتها إلى ابنها الملك قسطنطين الذي فرح بها وثبّت إحداها في الخوذة الملكية، وأحد هذه المسامير في كنيسة الصليب بروما، والثاني كان ضمن كنوز دير "سان دينيس" والثالث كان في دير "سان جرمان دي باري" بفرنسا. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
3ـ صورة الحكم على المسيح:
بينما كان العلماء الفرنسيون الذي رافقوا الجيش الفرنسي في زحفه إلى إيطاليا سنة 1820 م. يبحثون عن الآثار الرومانية، اكتشفوا صورة الحُكم الذي أصدره بيلاطس البنطي بصلب ربنا يسوع المسيح، وتم العثور على هذا الحكم منقوشًا على لوح من النحاس الأصفر باللغة العبرانية، وكان محفوظًا داخل علبة من الخشب الأبنوس في خزانة الأمتعة الكنائسية بدير رهبان الكارتوزيان Carthusian بمدينة أكويلا بإيطاليا، وصورته كالآتي: صورة الحكم الذي نطق به بيلاطس البنطي والي ولاية الجليل على يسوع الناصري في السنة السابعة عشر من حكم الإمبراطور طيباريوس الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر (آذار)، بمدينة أورشليم المقدَّسة في عهد الحبرين حنّان وقيافا، حكم بيلاطس البنطي والي ولاية الجليل الجالس للقضاء في ندوة مجمع البروتوريّين على يسوع الناصري بالموت صلبًا بين لصين بناءً على الشهادات الكثيرة المبيَّنة المقدَّمة من الشعب المثبتة أن يسوع الناصري: أولًا: مضلّ يسوق الناس إلى الضلال. ثانيًا: يغري الناس على الشغب والهياج. ثالثًا: عدو الناموس. رابعًا: يدعو نفسه ابن اللَّه. خامسًا: يدعو نفسه كذبًا أنه ملك إسرائيل. سادسًا: دخل الهيكل ومعه جمع كثير من الناس حاملين سعف النخل. فلهـذا يأمر بيلاطس البنطي لونتيوس كرنيليوس قائد المئة بأن يأتي بيسوع المذكور إلى المحل المُعد لقتله، وعليه أيضًا أن يمنع كل من يتعدى لتنفيذ هذا الحكم فقيرًا كان أو غنيًا. بيان بأسماء من وقّعوا الحكم على يسوع: أولًا: دانيال روباني فريسي. ثانيًا: يوحنا زوربابل. ثالثًا: روفائيل روباني. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
بيان بأسماء من وقّعوا الحكم على يسوع:
أولًا: دانيال روباني فريسي. ثانيًا: يوحنا زوربابل. ثالثًا: روفائيل روباني. رابعًا: كابيت. وأن يؤتى به إلى خارج مدينة أورشليم من باب الطوراني. وهاك أسماء الذين تشاوروا بالحكم على يسوع المسيح: 1ـ يورام: فهو العاصي الذي يستحق الموت على حسب الشريعة. 2ـ سمعان الأبرص: لماذا يُحكم بالموت على هذا البار؟ 3ـ ساراباس: انزعوا عنه الحياة. انزعوه من الدنيا. 4ـ دبارياس: حيث أنه هيج الشعب ـ فمستحق الموت. 5ـ نبراس: فليطرح في هاوية الشقاء. 6ـ أنولومبه: لماذا كل هذه المدة المستطيلة ولم يُحكَم عليه بالموت؟ 7ـ يوشافاط: اتركوه في السجن مؤبدًا. 8ـ سابس: إن كان بارًا أو لم يكن، فمستحق كأس الحمام، حيث أنه لم يحفظ شريعة آبائنا. 9ـ بيلاطس البنطي: إني بريء من دم هذا البار. 10ـ سابتل: فلنقاصه حتى في المستقبل لا يكرز ضدنا. 11ـ أُناس: لا يجب الحكم أبدًا على أحد بالموت ما لم نسمع أقواله. 12ـ نيقوديموس: إن شريعتنا لا تصرّح بالحكم على أحد ما لم نأخذ أولًا أقاويله وأخباره عما فعل. 13ـ يوطفار: حيث إن هذا الإنسان بصفته خدَّاع فيُطرد من المدينة. 14ـ روسمونين: ما فائدة الشريعة إن لم تُحفَظ. 15ـ هارين: إن كان بارًا أو لم يكن فمن حيث أنه هيج الشعب بكرازته فمستحق العقاب. 16ـ ريفاز: اجعلوه أولًا يعترف بذنبه ومن ثم عاقبوه. 17ـ يوسف الأرماني: إن لم يكن أحد يدافع عن هذا البار فعار علينا. 18ـ سوباط: إن الشرائع لا تحكم على أحد بالموت. 19ـ ميزا: إن كان بارًا فلنسمع منه وإن كان مجرمًا فلنطرده. 20ـ رحبعام: لنا شريعة بحسبها يجب أن يموت. 21ـ كرسي رئيس الكهنة قيافا الذي هو رئيس كهنة اليهود قد تنبأ قائلًا: لا تسمعوا منه شيئًا ولا تعتبروه وإن الأجدر بكم أن يموت إنسان واحد عن الشعب جزاء هلاك الأمة بأسرها. وقد أشارت إلى هذا اللوح جريدة الأجبشيان جازيت Egyptian Gazette في عددها رقم 2167 بتاريخ 26/2/1898م. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
4ـ القبر المقدَّس:
اهتم البشيرون الأربعة بذكر "القبر" كحقيقة شاهدة على موت المسيح وقيامته، حتى أنهم ذكروه في أصحاحات القيامة أكثر من ثلاثين مرة، وكان القبر منحوتًا في صخرة ضخمة، وجديدًا لأن يوسف الرامي كان قد أعدّه لنفسه، وعلى بابه حجر كبير، ومدخل القبر كان منحدرًا عن الجانبين. فيقول متى البشير: "فأخَذَ يوسف الجَسَد ولفَّهُ بكتَّان نقيّ، ووضَعَهُ في قبره الجَديد الذي كان قد نَحَتَهُ في الصَّخرة، ثم دحرَج حَجرًا كبيرًا على باب القبر ومضى" (مت 27: 59) فكلمة "دحرج" تفيد حركة الحجر من مستوى أعلى إلى مستوى أدنى، وهذا الموقف جعل يوحنا البشير عندما يصف وضع الحجر بعد القيامة، لا يقول أنه دُحرِج ثانية، إنما يقول أنه رُفِع "فنَظَرَت الحَجَر مرفوعًا عن القَبر" (يو 20: 1) أنه احتاج إلى قوة كبيرة لرفعه وإبعاده عن باب القبر، ولا يمكن أن يفارق الحجر مكانه دون أن تتحطّم الأختام الرومانية، وهذا يمثّل جريمة ضد هيبة الدولة الرومانية تستوجب العقوبة، ولكن مَن من الدولة الرومانية يقدر أن يحاكم ملاك القيامة؟!.. حقًا إن الدولة الرومانية تقف بكل قوتها وهيبتها عاجزة تمامًا أمام ملاك القيامة الذي تحدّاها وحطم أختامها ودحرج الحجر رغم إرادتها وإرادة اليهود. أما الحراس الأقوياء المعروفين بالجراءة والجسارة فقد ارتعبوا وارتعدوا وصاروا كأموات: "وإذا زلزَلَةٌ عظيمة حَدَثت، لأن ملاك الرب نَزَل من السماء وجاء ودحرَج الحجَر عن الباب، وجلس عليه. وكان منظره كالبَرْق، ولباسه أبيَض كالثّلج. فمن خوفِهِ ارتعد الحُرّاس وصاروا كأموات.." (مت 28: 2 ـ 4).. فما بال قوتكم أيها الحرّاس الأشداء تنهار؟!.. وأين صولتكم وجولتكم؟!.. هـل هـول الصدمة أفقدكم الشجاعة حتى صرتم كأموات؟! وهذا القبر الممجَّد الذي ضم في جوفه الجسد المقدَّس الذي لمُخلّصنا الصالح ثلاثة أيام، حاول اليهود إخفاء معالمه، فجعلوه محلًا لإلقاء المخلفات والقمامة، ونادوا في كل أورشليم بأن كل من يكنس بيته أو يهدم بيتًا يلقي بالمخلفات على قبر يسوع الناصري. وفي سنة 135م أراد الإمبراطور هدريان إبعاد المسيحيين تمامًا عن منطقة القبر، ورفع مكانتها من نفوسهم، فأقام فوق المنطقة هيكلًا للإلهة الزهرة "فينوس" Venus حامية مدينة روما، كما أقام هيكلًا للإله: "جوبتر" وفي شهر مايو سنة 326م اكتشفت القديسة هيلانة القبر المقدَّس بعد أن هدمت معبد الإلهة فينوس، وبنت فوق القبر كنيسة القيامة. وكنيسة القيامة عبارة عن دائرة ضخمة تحيط بالقبر المقدَّس، وتحتوي عدَّة هياكل منهم هيكلًا للأقباط الأرثوذكس. كما يوجد بالكنيسة "المغتسل" حيث تم تكفين جسد مُخلّصنا الصالح، وتعلو المغتسل قناديل لكل الكنائس المسيحية، وتظل هـذه القناديـل مضاءة طـوال العام، وتطفـئ فقط فـي الساعة السادسة (12 ظ) يوم الجمعة العظيمة. ثم تضاء من نور القبر يوم سبت النور من كل عام. وعلى جانب باب الكنيسة عمود رخامي به شرخ من أثر النور الذي فجَّ من القبر المقدَّس عندما شكّ إبراهيم باشا ابن محمد على الكبير في هذه المعجزة أيام البابا بطرس الجاولي، وفي مواجهة القبر المنحوت في الصخر يوجد عمودان، اليمين عليه رسم المريمات حاملات الحنوط، والعمود اليسار عليه رسم ملاك البشارة، وعلى واجهة القبر أحد السَّرافيم يعلوه المسيح القائم. وعلى الجدار الأيسر للقبر صورة السيدة العذراء ترفع يديها في صلاة خشوعية، وفي المواجهة ثلاثة مناظر للقيامة أسفلهم بروز حجري يحمل الشمعدانات الكثيرة المتلاصقة مع فازات الورود، وفي كل عام يوم سبت النور يدخل بطريرك الروم الأرثوذكس بملابس بسيطة وهو يحمل في يده ثلاثة وثلاثين شمعة بعدد سنوات عمر المسيح، ويصلّي فينبثق النور العجيب يضيء الشموع التي يحملها الآب البطريرك، ويوقد كل قناديل الكنيسة ويشعل كل الشموع التي يحملها الشعب، وفي اللحظات الأولى من انبثاق النور لا يحرق شيئًا قط، فلم نسمع أن شعر إنسان قد تعرّض للحريق بينما يشعل الشموع والقناديل فقط.. إنها معجزة حيَّة تحدث كل عام، ومَن لا يصدق فليذهب وليعاين نور المسيح لعله يؤمن ويربح الحياة الأبدية. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
5ـ سراديب روما:
سراديب روما تمثل كنزًا تاريخيًا عظيمًا وشاهدًا لصليب المسيح منذ القرن الأول الميلادي، فقد كانت هذه السراديب أماكن لإقامة القداسات والصلوات والاجتماعات للمسيحيين الأوائل هربًا من الاضطهادات العنيفة للرومان، وذلك رغم صعوبة التواجد في هذه الأماكن حيث الرطوبة الشديدة والهواء الملوث من جراء المشاعل وسوء التهوية، ورغم ذلك فإن المسيحيين قد زينوا جدران هذه السراديب برسومات الصليب أشكالًا وألوانًا.. فما الذي دعاهم لنقش علامة اللعنة والذل والعار على هذه الجدران لو لم يُصلب السيد المسيح له المجد؟ |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
6ـ الفن الكنسي والآثار المختلفة:
يكفي ما تحتويه أرض مصر من آثار قبطية من القرون الأولى يظهر عليها علامة الصليب واضحة منقوشة أو مرسومة على الحجر والمعادن والأيقونات والأوراق، ويكفي زيارة أديرة وادي النطرون التي ترجع إلى القرن الرابع الميلادي، أو كنائس مصر القديمة التي ترجع إلى القرون الأولى، أو مناطق أسيوط وأخميم وسوهاج وما تحتويه من آثار ومخطوطات، أو المتحف القبطي والكنوز التي بداخله، وقِطَعْ النسيج اليدوي من القرون الأولى، والآثار التي تكشف عن نفسها يومًا فيومًا، والمعموديات الأثرية فإن المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح، والنسخ القديمة من الكتاب المقدَّس مثل الاسكندرية والفاتيكانية والسينائية والأفرامية. أو آلاف النسخ الأثرية للعهد الجديد، وقد اكتشف علماء الآثار مخطوطة ترجع إلى القرن الأول الميلادي وهي الآن في المكتبة الأهلية بباريس وجاء فيها: "يا صليب طهرني. أطردك أيها الشيطان بحيث لا تبرح مقرّك إلى الأبد. افعل ذلك بِاسم سيدي الحي.." (من مجلة الهلال العدد العاشر السنة العاشرة)(121) وعندما ينادي الإنسان الصليب فهو يقصد بلا شك المصلوب عليه. وقد كتب السير وليم رمزي أحد علماء الآثار كتابًا بعنوان: "الاكتشافات الحديثة وصحة وقائع العهد الجديد"، وما زال في روما درجات سلم قصر بيلاطس التي صعد عليها السيد المسيح أثناء المحاكمة، وأيضًا العمود الحجري الذي رُبِطَ فيه أثناء الجلدات، وفي سنة 1969م عثر علماء الآثار بالإسكندرية على مقابر تعود إلى القرون الأولى منقوش عليها علامة الصليب، وأيضًا اكتشاف المقابر المختلفة في الواحات وغيرها تُظهر كرامة الصليب، ومدى محبة الإنسان المسيحي للصليب، فعلامة الصليب الذي قهر الموت هي أكبر علامة تميز مدافن المسيحيين عن غيرهم. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
7ـ النقود الأثرية:
أمر الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (379 ـ 395 م) بصك دراهم ودنانير عليها الصليب والبسملة (بِاسم الآب والابن والروح القدس، إله واحد. آمين)، وأيضًا أمر الإمبراطور هرقل (610 ـ 641م) بضرب الدراهم والدنانير وقد ظهر على أحد وجهي العملة صورة الإمبراطور لابسًا التاج الذي يعلوه الصليب، وعندما دخل عمرو بن العاص إلى مصر، فرض الجزية على كل إنسان مسيحي ما عدا النساء والشيوخ والأطفال بمعدل دينارين لكل إنسان مسيحي من العملة البيزنطية التي أقرَّ التعامل بها، وفي السنة الأولى لولايته جمع 12 مليون دينار بيزنطي عليها علامة الصليب، وأرسل معظمها إلى بيت المال في المدينة، ولم يعترض عليها أحد من الصحابة، وظل التعامل بهذه العملات حتى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان (685 ـ 705 م) الذي أمر بصك عملات عربية عليها صورته. ثم عادت العملة التي عليها الصليب إلى التداول أيام حرب الفرنجة، فضربوا في دمياط في 5 نوفمبر 1219م إلى 7 سبتمبر 1220م نقودًا عليها اسم دمياط باللاتينية، ويزينها صليب داخل دائرة، وفي عكا ضربوا عملات فضية وذهبية سنة 1250م على أحد وجهيها البسملة وعلى الوجه الآخَر ظهر صليب محاطًا بعبارة: "اللَّه واحد هو.. الإيمان واحد.. المعمودية واحدة" (راجع مجدي سلامة ـ الصليب وتساؤلات الأحفاد ص 98 ـ 100). ومن حين إلى آخَر تكشف لنا الأرض عما في باطنها من نقود أثرية قد أودعتها طياتها منذ عصور طويلة، وتظهر نقود القرن الرابع وما بعده وعليها علامة الصليب، وقد نشرت جريدة الأهرام المصرية في الصفحة الحادية عشر بتاريخ 19/8/1978م أنه أثناء عمليات الحفر لإقامة سنترال بمدينة الشهداء بمحافظة المنوفية تم العثور على مجموعة من النقود الذهبية القديمة، وقرَّر السيد صلاح الدين عبد السلام مفتش الآثار بمنطقة وسط الدلتا أن النقود الذهبية عبارة عن دنانير من الذهب الخالص التي استعملها العرب قبل الإسلام، وقد رُسِم عليها الإمبراطور البيزنطي هرقل، وبجواره الإمبراطور قسطنطين، ويظهر على النقود رسم الصليب، وقد حضر لمكان الكشف المهندس سليمان متولي محافظ المنوفية، وتبين أن مكان الكشف عبارة عن تل قديم يطلق عليه تل سرسنا، وكان هذا التل يقع عند أطراف المدينة منذ عدّة سنوات، وبعد التوسُّع في الإنشاءات الجديدة أصبح يتوسط المدينة، فتقرَّر إزالته واستغلال مكانة في إقامة السنترال الجديد، وقد تم الاتفاق بين المحافظ وهيئة الآثار على عرض بعض الآثار المكتشفة في المتحف القومي في دنشواي، لإتاحة الفرصة لأبناء المحافظة في معرفة جانب من تاريخ مصر، والعملات التي كان يتم التعامل بها في فترة ما قبل ظهور الإسلام. وفي سنة 1989م تم اكتشاف عملات ذهبية أثناء ترميم دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين غرب سوهاج، وظهر على هذه العملات رسمة الصليب. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
8ـ الكفن المقدَّس:
موضوع الكفن موضوع طويل نكتفي بعرض ثلاث نقاط فقط وباختصار شديد وهي: أ ـ رحلة الكفن. ب ـ فحص الكفن. ج ـ الأدلة على أن الكفن خاص بالسيد المسيح. أ ـ رحلة الكفن: 1ـ اشترى يوسف الرامي قماش كتان نقي، وأحضـر نيقوديموس حنوط وأطياب، واشتـرك الاثنان في لف جسد المخلص الصالح بالأكفان كقول الإنجيل: "فأخَذَ يوسف الجسد ولفَّه بكتانٍ نقي" (مت 27: 59).. "وجاء أيضًا نيقوديموس، الذي أتـى أولًا إلى يسـوع ليلًا، وهو حامِلٌ مَزيج مُرٍّ وعُودٍ نحو مئة مَنًا. فأخذا جَسد يسوع، ولفَّاه بأكفان مع الأطياب، كما كان لليهود عادَةٌ أن يكفّنوا" (يو 19: 39، 40)، وقد التصقت هذه الأكفان بجسد السيد المسيح. 2ـ عندما قام المسيح رأى بطرس ويوحنا الأكفان موضوعة في القبر.. "وانحنى (يوحنا) فنَظر الأكفان موضوعَةً، ولكنه لم يدخُل. ثم جاء سِمعان بطرس يتبَعَهُ، ودَخَل القَبر ونَظَر الأكفَان موضُوعَةً. والمنديل الذي كان على رأسِهِ ليس موضوعًا مـع الأكفَان بل ملفوفًا في موضـع وحـده" (يو 20: 5 ـ 7) فكلمة "موضوعة" التي تكرَّرت مرتين في اللغة الأصلية اليونانية تعني "رآها كما كانت موضوعة"، وكذلك كلمة "ملفوفًا" الخاصة بالمنديل تعني في الأصل اليوناني كما لو كان الرأس في داخله، وهذا إثبات كافٍ لمعجزة القيامة فالأكفان كانت "موضوعة" في وضعها ولم تلقَ، وأيضًا المنديل لم يلقَ بعيدًا بل كان في مكانه موضع الرأس، مما يشهد بأن الجسد انسحب من الأكفان بطريقة معجزية، وهذا كان دليل كافٍ جعل يوحنا الحبيب يؤمن بالقيامة، ولذلك نجده يذكر الحدث بالتفصيل، فقد ذهب مع بطرس إلى القبر وهما يركضان، وذكر أنه سبق بطرس فوصل إلى باب القبر وانحنى ونظر الأكفان موضوعة وكذلك المنديل كلٍ في مكانه.. إنها نظرات فاحصة، وذكر أنه لم يدخل حتى جاء بطرس فاندفع إلى داخل القبر فكان أول من دخل القبر، ثم يذكر أنه دخل بعد بطرس وسجل عبارته الشاهدة للقيامة حيث يقول: "ورأى فآمن" فالإيمان هنا مبني على رؤيته للأكفان والمنديل والقبر الفارغ.. رأى فآمن رغم أنه لم يكن يعرف الكتاب "أنه ينبغي أن يقوم من الأموات" رأى فآمن رغم أنه كان يظن أن معلمه لن يقوم إلاَّ في اليوم الأخير.. لقد صارت الأكفان شاهدة للقيامة مثل الشرنقة التي خرجت منها الفراشة، فرؤيتنا لشرنقة فارغة يؤكد أن الفراشة قد انطلقت منها وحلقت في الهواء الطلق. ويقول القديس كيرلس الكبير (326 ـ 444م) بأن الطريقة التي وُضِعت بها الأكفان قادت التلاميذ للتأكد من القيامة (راجع جوش مكدويل ـ برهان يتطلب قرارًا ص 264). 3ـ أرسل "أبيجار الخامس" حاكم أدسا (وهي بلدة بجنوب تركيا) للرب يسوع ليمضي إليه ويشفيه من البرص، فوعده الرب يسوع بأنه سيرسل له تلميذه، وبعد حلول الروح القدس على التلاميذ ذهب تداوس الرسول إلى أبيجار الخامس حاكم أدسا وأخذ معه الكفن المقدَّس، وبشَّرهم بالمسيحية فصارت مدينة أدسا كلها مسيحية، وعندما ارتد "مانيو" الابن الثاني لأبيجار إلى الوثنية واضطهد المسيحيين أخفـى المسيحيون الكفن المقدَّس في كوة فوق الباب الغربي بسور المدينة، فظل بها لفترة طويلة. 4ـ في سنة 525م حدث فيضان رهيب اجتاح مدينـة أدسا وأطاح بكل المنشآت، ولكن الكفن ظل محفوظًا في الكوة العالية بسور المدينة، وحُفِظ من دمار الفيضان. 5ـ عقب الدمار الذي لحق المدينة بدأ سكان أدسا بتجديد مدينتهم فعثروا على الكفن المقدَّس، وعلم الإمبراطور بهذا فبنى كاتدرائية أجيا صوفيا الضخمة ووضع فيها الكفن المقدَّس، وعُرِف في ذلك الوقت بِاسم "المنديليون المقدَّس" أو "صورة أدسا". 6ـ في سنة 1144م نقل الإمبراطور رومانيوس ليسانيوس الكفن إلى القسطنطينية وكان هذا بتدبير إلهي، لأن الأتراك احتلوا أدسا سنة 1164 وهدموا جميع كنائسها بما فيها كاتدرائية أجيا صوفيا، فظل الكفن بمدينة القسطنطينية في كنيسة ماروس. 7ـ في سنة 1204م وأثناء مرور الصليبيين القادمين من غرب أوروبا هجموا على القسطنطينية بغرض إخضاعها لبابا روما، ونهبوا كنوزها. 8ـ انتقل الكفن من القسطنطينية إلى فرنسا خلال رحلة تبلغ حوالي 2500 كيلو متر عن طريق جماعة دينية اشتهرت بالحفاظ على الآثار المقدَّسة وهي جماعة Knights Templars. 9ـ في سنة 1357 م ظهر الكفن المقدَّس في بلدة "ليري" Lirey التي تقع جنوب باريس بمائة ميل لدى عائلة "جيوفري دي شارني" وكان رب العائلة شارني قد قتله الإنجليز سنة 1356م، وقد أرادت زوجته الأرملة تحسين دخلها فعرضت الكفن في كنيسة خشبية صغيرة حتى تجذب الزائرين وتحصل على تقدماتهم، ولكن الأسقف أمر بوقف عرض الكفن حتى لا يتحول إلى تجارة. 10ـ تعرَّضت الكنيسة الخشبية للقِدَم، فسلّمت عائلة جيوفري دي شارني الكفن المقدس إلى أسرة "سافوي" Savoy المشهورة بالتقوى والقوة والثراء للحفاظ عليه، وكانت أسرة سافوي لها أملاك عديدة في شمال إيطاليا، وبعد زمن قليل صار رئيس أسرة سافوي ملكًا لإيطاليا، فنقلت عائلة سافوي الكفن المقدَّس داخل صندوق فضي إلى كنيسة بمدينة شاميري بفرنسا. 11ـ في يوم 4 ديسمبر 1532م حدث حريق بكنيسة شاميري، وحاصرت النيران الصندوق الفضي فانصهرت الفضة الداخلية وسقطت على الكفن المقدس، وقد دبر اللَّـه وجود دوق شجاع من أسرة سافوي تقدّم ومعه كاهنان من الفرنسيسكان وأنقذوا الصندوق وأغرقوه بالمياه، والأمر العجيب أن الحريق أحدث ثمانية ثقوب بالكفن وجميعها بعيدة عن صورة السيد المسيح. كما إن مياه الإطفاء تركت آثارًا على الكفن المقدَّس ولكنها بعيدة أيضًا عن الصورة. 12ـ في سنة 1578م نقلت عائلة سافوي الكفن المقدَّس من مدينة شاميري بفرنسا إلى كاتدرائية يوحنا المعمدان الضخمة بمدينة تورينو بإيطاليا، وهو الذي شاهدناه هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت وقت زيارتنا لتصوير الأماكن المقدسة في إيطاليا عام 2014 م. ب ـ فحص الكفن: كفن تورينو عبارة عن قطعة من الكتان القديم مقاس 36’4 × 10’1 م لونها يميل للأصفر، وتظهر في أحد وجهيها صورة باهتة غير محدَّدة المعالم، والنسيج من خيوط الكتان قطر كل خيط 15’ مم، ويحتوي كل خيط على عدد من الشعيرات يتراوح بين مائة ومائتين. وفي شهر مايو سنة 1898م قام رجل قانون إيطالي اسمه "سكوندوبيا" وكان يهوى الفن بأخذ أول صورة فوتوغرافية للكفن بكاميرا بدائية ضخمة (وهذه الكاميرا ما زالت محفوظة للآن في متحف الكفن المقدَّس بتورينو) ولكن الصورة ظهرت مطموسة المعالم. ثم كرر المحاولة مساء 28 مايو من نفس العام، فظهرت صورة ربنا يسوع وهو موضوع في القبر. وفي سنة 1973م قام بعض العلماء الطليان بدراسـة عمليـة للكفن المقدّس. ثم اهتم العالمان "جون جاكسون" John Jackson و"أرك جيمبر Eric Jumper" وهما من الأكاديمية الجوية بأمريكا بهذه الدراسة، وأرادا التوسُّع في هذه الدراسة فعقدا مؤتمرًا مفتوحًا.. تجمّع عدد كبير من عظماء العلماء، وتكوَّن فريق بحثي من أربعين عالمًا في مختلف التخصصات، وتم وضع مشروع متكامل لدراسة الكفن سميَ "مشروع دراسة كفن تورينو"، حيث قام العلماء بجمع الأجهزة الحديثة المتطورة، وفي أكتوبر سنة 1978م انتقل العلماء لتورينو بإيطاليا ومعهم اثنان وسبعون صندوقًا تشمل أحدث وأدق الأجهزة العلمية، علمًا بأن مجموعة البحث هذه لم تكن تابعة لأي منظمة أو هيئة وقد أنفقت على هذه الأبحاث من مالها الخاص. وفي 8 أكتوبر سنة 1978م بدأ الفريق البحثي العمل والفحص، وقد استمر الفحص خمسة أيام متصلة ليل نهار حيث تم فحص كل شيء، وفحص كل نقطة في الكفن، وكان كل دقيقة يقومون بعمل اختبارين على الأقل وأحيانًا أربعة اختبارات، وقد رفعوا جزئيات دقيقة من الكفن على شرائط السليلوز، وفي 12 أكتوبر 1978م انتهى الفحص وبدأت دراسات نتائج الفحص التي استمرت طوال ثلاث سنوات في أماكن مختلفة بأوروبا وأمريكا. ج ـ الأدلة على أن الكفن خاص بالسيد المسيح: صورة الكفن سلبية (نيجاتيف) - صورة الكفن ثلاثية الأبعاد - دقة الصورة من الناحية التشريحية - عدم وضوح الصورة من قرب - عدم استعمال ألوان تلوين في الصورة - ثبات صورة الكفن - وجود آثار دم بشري على الكفن - حبوب اللقاح على قماش الكفن - قماش الكفن - آثار قطعتين من النقود كانتا على العينين - شخصية المصلوب |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
1ـ صورة الكفن سلبية (نيجاتيف):
عندما نستعمل فيلم التصوير تظهر عليه الصورة السلبية (نيجاتيف) وعند طبع الفيلم تظهر الصورة الإيجابية التي تمثل الواقع، والنيجاتيف تكون متعاكسة مع الأصل، فالمساحات السوداء في النيجاتيف عند الطبع تصبح بيضاء، والأجزاء البيضاء في النيجاتيف تصبح عند الطبع سوداء، والأجزاء الظاهرة في اليمين في النيجاتيف تظهر عند الطبع في اليسار والعكس صحيح، ولكن الأمر العجيب والذي يعتبر معجزة عظيمة هو أن الكفن المقدَّس قام بوظيفة الفيلم فظهرت عليه الصورة السلبية "النيجاتيف" والفيلم الذي تم تصويره ظهرت عليه الصورة الإيجابية التي تمثل الحقيقة، ومن الطبيعي أنه لا يستطيع أي إنسان أن يرسم صورة سلبية على الكفن بهذه الدقة المتناهية، حتى لو أمكن هذا فما الداعي لأن يرسم فنان صورة "نيجاتيف" غير واضحة المعالم على قماش الكتان؟! 2ـ صورة الكفن ثلاثية الأبعاد: أي صورة عادية لا تصلح لعمل تمثال مجسَّم، فلكي يمكن عمل مجسَّم لا بد من وجود صورتين على الأقل أو أكثر، ولكن المعجزة في صورة الكفن رغم أنها صورة واحدة إلاَّ أنها تصلح لعمل تمثال مجسَّم للسيد المسيح.. كيف؟.. يقول العلماء بأن أي صورة ثنائية الأبعاد أي نقطة فيها لها بعدان فقط وهم Y، X ولكن صورة الكفن متميّزة بطريقة معجزية عن أي صورة أخرى، لأن أي نقطة فيها لها ثلاثة أبعاد وهىZ،Y، X وهذا يجعلها تصلح لعمل تمثال مجسَّم للسيد المسيح، وهذا ما صنعه العلماء إذ بمقاييس صورة الكفن وعلى ضوء الصورة أمكن صنع تمثال مجسَّم لربنا يسوع. 3ـ دقة الصورة من الناحية التشريحية: قـام العالـم البيولوجـي الملحد "بول فيجنون" Paul Vignon وصديقـه "يفـز دلاج" Yves Delage أستـاذ التشريـح بجامعـة السوربون وعضو الأكاديميـة الفرنسيـة، بدراسـة الصـور التي التقطها سكوندوبيا، فآمن فيجنون وصار مسيحيًا بعد أن كان ملحدًا، وأثبت إيمانه في كتاب قال فيه: "لا يستطيع أي رسام مهما بلغت مهارته أن يصل إلى مثل هذا المستوى الهائل من الدقة التشريحية والباثولوجية الواضحة في صورة الكفن" Paul Vignon, The shroud of Gist London 1902 P30) (122) ويقول الدكتور المعاصر "روبرت بيكلين" Robert Bucklin المسئول الطبي بولاية لوس أنجلوس في كتابه الذي طبعه سنة 1961م " إن شكل مختلف الجراحات في صورة الكفن يتفق في كل شيء مع ما يعرفه الطب الآن عنها من صفات. كما أن مسلك الدماء النازفة التي تظهر في الصورة هو نفس ما يحدث فـي الواقع مـن حيث خضـوع اتجاه السريـان لقـوة الجاذبية الأرضية" (Dr. Robert Backlin, The Medical Aspects of the crucifixion of Christ sindon) (123). ومن أمثلة الدقة التشريحية أن المسمار يظهر في المعصم وهو المكان الوحيد الذي يمكن للمسمار إذا دق فيه أن يحمل جسد المصلوب، وقد دق المسمار في فراغ اسمه "فراغ دستوت " Space of Destot المحاط بثلاث عظمات، وحين دق المسمار أزاح العظمات الثلاث ونفذ دون أن يكسر أي عظمة وتحقق قول الكتاب "عَـظْـمٌ لا يُكْسَر مـنـه" (يو 19: 36) وعندما نفذ المسمار في فراغ دستوت أذى العصب الأوسط المسئول عن حركة الإبهام فجذب الإبهام نحو راحة اليد، هذا ما ظهر بوضوح في صورة الكفن. كما أن بطن السيد المسيح ظهرت في الكفن منتفخة وهذا صحيح لأن المصلوب يموت نتيجة الاختناق Asphyxia لعدم القدرة على التنفس ويصاحب الاختناق حدوث انتفاخ بالبطن. فلو افترضنا أن أحد الفنانين قد قام برسم هذه الصورة فهل يفهم هذا الفنان أثر نفاذ المسمار في فراغ دستوت وإيذاء العصب الأوسط؟! وجذب الإبهام نحو راحة اليد؟! وهل يفهم أن انتفاخ البطن يصاحب الميت بالصلب مع أن عقوبة الصلب كانت قد اختفت منذ القرن الرابع الميلادي على يد الملك قسطنطين؟! 4ـ عدم وضوح الصورة من قرب: عندما يقف الإنسان على بعد ذراع من الصورة لا يستطيع أن يرى معالم الصورة، ولكن عندما يبتعد عنها يستطيع أن يراها. فهل يمكن لإنسان فنان أن يرسم صورة لإنسان وهو لا يرى ما قد انتهى منه وما بقيَ من الصورة؟! 5ـ عدم استعمال ألوان تلوين في الصورة: رغم أنه تم التكبير 50000 خمسون ألف مرة لكن العلماء لم يعثروا على أي أثر لمواد التلوين، كما أن ألياف القماش غير ملتصقة معًا مما يثبت عدم استخدام الألوان، وقد استخدم العلماء أشعة أكس الفورية للكشف عن المواد التي تستعمل في الصبغات مثل: الحديد، والزرنيخ، والرصاص، فلم يجدوا أثرًا لمثل هذه المواد، وعندما استخدم العلماء التصوير بالأشعة ذات الطاقة المنخفضة لتحديد الكثافة السطحية في الأجزاء المختلفة من الكفن (حيث أن الكثافة السطحية تتأثر بمواد التلوين) فوجدوا أن هناك اختلافًا في الكثافة السطحية ولكنها غير مرتبطة بالأجزاء التي تظهر فيها الصورة، ولكنها مرتبطة بالتغيرات في سُمك القماش. وأيضًا لم يستدل العلماء على وجود أي أثر للوسط اللازم للرسم مثل الشمع أو الزيت، فلو قام أحد الفنانين برسم هذه الصورة هل كانت تعجز أحدث الأجهـزة في الكشف عن هذا رغم الاختبارات العديدة التي أجريت بأحدث الأجهزة؟! ورغم فحص الصورة بأقوى وأعظم الميكروسكوبات فلم يعثروا على نقطة واحدة مشبعة باللون، فلو قام أحد الفنانين برسم الصورة أما كان يظهر بالصورة أجزاء مشبعة باللون أكثر من غيرها؟ أليست الأماكن التي تقف فيها فرشاة الفنان مدة أكبر تظهر مشبعة أكثر باللون؟! وقام عالمان بتحليل صورة الكفن باستخدام الحاسب الالكتروني المتطور في كاليفورنيا (وهو نفس الحاسب الذي اُستخدم في فحص بعض الصور التي أخذتها إحدى سفن الفضاء الأمريكية لكوكب المريخ) فلم يعثروا على أي أثر لاتجاه ريشة الرسم على قماش الكفن في حالة استعمال فرشاة لهذا الرسم، فهل لو قام فنان برسم الصورة أما كان يظهر أثر الريشة التي استخدمها في الرسم واتجاه حركة يد الرسام؟! |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
6ـ ثبات صورة الكفن:
رغم أن الصورة تعرّضت لدرجات حرارة عالية جدًا أثناء الحريق الذي نشب في كنيسة شاميري بفرنسا في اليوم الرابع من ديسمبر 1532م، حتى إن طبقة الفضة الداخلية من الصندوق الفضي قد انصهرت وأحدثت ثمانية ثقوب بعيدة عن الصورة إلاَّ أن الصورة ظلت ثابتة، ومن الطبيعي أنه لو كانت الصورة مرسومة بأي مواد تلوين لكانت قد تعرّضت للتلف وضياع ملامحها. وحينما أنتشل الصندوق من النار وأُغِرق بالماء لم تتأثر الصورة أيضًا من الماء الذي غمرها عقب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، فلو كانت الصورة مرسومة بأي مواد تلوين.. ترى هل كانت تثبت أمام النار والماء؟! وأثناء عمل الفحوص في شهر أكتوبر سنة 1978م تم صناعة رقائق من السليولوز النقي لدى شركة كوداك العالمية، وتم رفع بعض الجزئيات الدقيقة من سطح الكفن وهي عبارة عن شعيرات دقيقة من خيوط الكتان المنسوج بها الكفن وتحمل اللون الأصفر، ورغم استعمال كل أنواع المذيبات الكيماوية والأحماض والقواعد والمذيبات العضوية بقصد إزالة هذا اللون الأصفر الذي تتكون منه الصورة إلاَّ أن كل هذه المذيبات لم تغير شيئًا من اللون الأصفر، فلو كان هذا اللون الأصفر مـن مـواد التلوين تُـرى هل كان يثبت أمام هذه المذيبات المتنوعة؟! 7ـ وجود آثار دم بشري على الكفن: بفحص الصورة بجهاز "الميكروسبكتر فوتمبر" اكتشف العلماء آثار دم بشري في أماكن الجراحات بالصورة، فقد وجدوا مادة الهيموجلوبين، فمن أين جاء الدم البشري في أماكن الجراحات بالصورة؟! 8ـ حبوب اللقاح على قماش الكفن: لاحظ العالم "ماكسي فري" Max Frei أن على سطح الكفن توجد حبوب لقاح فأخذ عينات منها، وباستعمال الميكروسكوب فصل كل نوع من حبوب اللقاح عن الآخَر، فوجد أن هناك تسعة وأربعين نوعًا لنباتات مختلفة بعضها ينمو في أوروبا، والآخَر في مدينة أسطانبول بتركيا، ونوع ثالث لا ينمو إلاَّ في أورشليم، وهذا يحكي قصة انتقال الكفن من أورشليم للقسطنطينية (أسطانبول) ثم لفرنسا وأخيرًا لإيطاليا، واكتشف هذا العالِم أيضًا أن بعض حبوب اللقاح يرجع زمنها للقرن الأول الميلادي، وهذا إثبات قوي أن الكفن كان في أورشليم في القرن الأول الميلادي حيث صُلِب مُخلّصنا الصالح. 9ـ قماش الكفن: أجرى العالم "جيلبرت ريس" Gilbert Raec دراسة دقيقة على خيوط الكتان وقد استعان بأحدث الأجهزة العلمية، وبعد أن انتهى من هذه الدراسة توصّل إلى أن طريقة نسج الكتان هي الطريقة التي كانت متداولة في الشرق الأوسط في القرن الأول الميلادي، واكتشف هذا العالم آثار قطن بين شعيرات خيوط الكتان. أي أن قماش الكفن نُسِج على نول كان يستخدم لنسج القطن، مع العلم بأن القطن لا ينمو في أوروبا حيث ظهر الكفن المقدَّس ولكنه ينمو في بلاد الشرق الأوسط. وقماش الكفن من الكتان، وهذا يتفق مع ما ورد في الإنجيل: "فأخذ يوسف الجسد ولفَّه بكتان نقي" (مت 27: 59)، والأمر العجيب أن المصلوب غالبًا ما يكون من العبيد أو المجرمين الذين ليس لهم مَن يهتم بهم، ولكن ربنا يسوع اهتم به يوسف الرامي الرجل الغني مع نيقوديموس، فكفَّناه بكتان نقي، والكفن لم يُلَف على الجسد بطريقة لولبية كما كان يصنع قدماء المصريين، ولكن لُفَّ الكفن حول الجسد المقدَّس بالطول من أسفل ثم لأعلى، ولهذا انطبعت صورتين على الكفن صورة أمامية وأخرى خلفية. أي صورة تُظهِر وجه ربنا يسوع والأقدام متقاربة واليـدان متقاطعتان فوق منطقة الحوض، والصورة الأخرى تُظهِر الظهر والجلدات. 10ـ آثار قطعتين من النقود كانتا على العينين: كان من عادة اليهود وضع قطعتيّ نقود على عيني الميت، وصورة الكفن توضح وجود قطعتين من النقود المعدنية فوق عيني ربنا يسوع، وباستخدام أحدث الأجهزة اكتشف العالم "فرانسيس فيلاز" Francis Filas أن قطعتي النقود من نفس النقود التي اصطكها بيلاطس البنطي ما بين عاميّ 29، 32 م. وهو الزمن الذي صُلِب فيه مخلصنا الصالح. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
11ـ شخصية المصلوب:
أ ـ يقول العالم "كارلتون كون" Carlton coon أستاذ علم الأجناس أن ملامح شكل المصلوب تكشف عن أنه ليس رجلًا يونانيًا ولا رومانيًا، ولكنه من الشعوب السامية مثل اليهود والعرب، كما أن طول شعر الرأس وافتراقه في المنتصف وأيضًا شعر اللحية يثبتون أن المصلوب يهودي. ب ـ توضح الصورة آثار الجلدات على الظهر بواسطة السوط الروماني ذو السيور الثلاثية الجلدية، حيث ينتهي كل سير منهم بقطعتين من العظم أو الرصاص، وقد حدَّد العلماء بالدراسة الهندسية وضع ربنا يسوع أثناء الجلد إذ كان منحنيًا ومربوطًا لعامود قصير، وجلد بواسطة اثنين من الجلادين إحداهما كان طويل القامة والآخَر قصير القامة. وأثبت العالم "ترومان دافيز" Truman Davis بأن هذه الجروح قد نزفت مرتين الأولى عند الجلد، والثانية بعد أن ألبس الجنود ربنا يسوع الثوب الأرجواني وكانت الجروح قد تجلطت، ثم عادوا وانتزعوا هذا الثوب عند الصلب فعادت الجروح تنزف للمرة الثانية. ج ـ الصورة توضح تجمعات الدماء فوق فروة الرأس وآثار الدماء المنسابة على الوجه والشعر، وهذه الدماء ناتجة عن طاقية الشوك المضفَّر التي وُضِعت على رأس مُخلّصنا الصالح، وقد أوضح العالم "أنطوين لجراند" صـورة لهذه الأشواك، وقد تم اكتشاف إكليل الشوك الذي وُضِعَ على رأس ربنا يسوع وهو مكتمل، ومحفوظ الآن في فرنسا بكاتدرائية نوتردام دي باري. ويقول العالم "جليو ريسيسي" Giulio Ricci أن التتويج بالشوك هو عمل وحيد لم يحدث مرة أخرى على طول التاريخ (راجع كفن السيد المسيح ـ إيبارشية المنيا وأبو قرقاص ص 78). د ـ صورة الكفن توضح وجود جرح بيضاوي في المسافة بين الضلعة الخامسة والسادسة مقاسه لا يقل عن 4.6 × 1.1 سم وهو يساوي مقاس الحربة الرومانية في القرن الأول الميلادي، وباستخدام الأجهزة الحديثة والتصوير الفلوري والفوق البنفسجي اكتشف العلماء وجود آثار دماء ومياه، وهذه الدماء قد سالت بعد حدوث الوفاة لأن حركة الدم تبدو أنها حركة بطيئة بدون تأثير ضغط القلب، وصورة الكفن توضح أن جسد ربنا يسوع كان منتصبًا عندما طُعِن بالحربة، وقد كان للعلماء: "إيان ويلسون" و"بيير باربيث" الجراح بمستشفى القديس بولس بباريس و"أنطونـي سافا" تجاربهم ودراستهم وتعليلاتهم لخروج الماء من الجسد بعد الوفاة. هـ ـ كان المصلوب يموت نتيجة الاختناق، ولذلك كان يكسر سيقان المصلوب حتى لا يستطيع أن يرتكز بقدميه ويرفع جسمه ليتنفس فيموت سريعًا، ولكن صورة الكفن تظهر أن ربنا يسوع لم تُكسر سيقانه. وـ لم يجد العلماء أي أثر على الكفن يثبت تعفُّن الجسد، وهذا يتفق مع جسد ربنا يسوع الذي لم يعاين فسادًا لأن اللاهوت لم يفارقه. ز ـ صورة الكفـن تثبت أن عملية الدفن تمّت بسرعة لذلك لم يُغسَل الجسد المقدّس، وهذا صحيح لأن الجسد أُنزل من على الصليب مساء الجمعة، وكان يوم السبت يوم الراحة قد بدأ من مساء الجمعة، لذلك تم التكفين والدفن سريعًا، وهذا ما دفع المريمات للذهاب للقبر فجر الأحد لاستكمال عملية التكفين، وهنا يأتي السؤال الهام: وهو كيف تكوّنت صورة الكفن؟ في لحظة القيامة خرجت حرارة من جسد ربنا يسوع مثل أشعة الليزر الدقيقة، وهذا اللفح الحراري هو الذي كوَّن الصورة على قماش الكفن دون أن يتلف القماش. ويؤيد هذا التفسير أنه عندما انفجرت قنبلة هيروشيما الذرية كان هناك نقّاشًا يقف على سلم أمام بنك وكان يغمس الفرشاة في جردل البويا، فانطبعت صورته على الجدار الذي أمامه نتيجة هذا الإشعاع الحراري، وهكذا عندما انبعث الإشعاع الحراري لحظة القيامة طبع صورة السيد المسيح على الكفن (راجع مقدمات الكتاب المقدس ـ الكلية الإكليريكية بالبلينا ص 125). ومن الذين شكَّكوا في حقيقة الكفن أحمد ديدات، الذي قال: "أكد علماء ألمان من خلال تجارب معينة أن قلب يسوع لم يكن قد توقّف عن العمل ـ أي أنه كان لا يزال حيًّا"(124) ولم يُحدّد ديدات أسماء هؤلاء العلماء الألمان الذين قالوا أن قلب يسوع لم يتوقّف عن العمل، والحقيقة أن هناك كاتبان من الألمان وليس عالمان من العلماء، الأول هو "بلينز" الذي قال: إن الكفن لا يخصّ السيد المسيح إنما وضعه إنسان على تمثال للسيد المسيح، أو وضعه على جثة طبيعية بعد تغطية الجثة بمادة معينة لتطبع شكل معين على قماش الكفن، وقد أثبت العلماء خطأ هذا الاعتقاد، وقد حاول الأستاذ "كليمنت" الفرنسي تنفيذ هذه الفكرة مستخدمًا دمية عبارة عن رأس وصدر، ولكن الصورة التي طُبعت على القماش كانت مشوهّة وقبيحة في كل من النيجاتيف والبوزيتيف، وذلك لمحاولة نقل شكل ثلاثي الأبعاد مثل جسم الإنسان إلى شكل ثنائي الأبعاد مثل القماش. والكاتب الألماني الثاني هو "كورت بيرنا" الذي أدعى أن القيامة هي مجرد صحوة من إغماء، والمسيح لم يمت على الصليب، وقوله هذا لا يتفق مع الحقيقة للأسباب الآتية: 1ـ صورة الكفـن تثبـت أن جسـد المسيح كـان فـي حالة التيبس state of rigor mortis التي تحدث للإنسان بعد الموت. 2ـ ظهرت صورة الرأس في حالة انحناء تام للأمام كقول الإنجيل أنه نكس الرأس (يو 19: 30). 3ـ ظهر في صورة الكفن حركة صغيرة في القدم اليسرى للعودة إلى وضع الصلب حيث وُضِعت الرجل اليسرى فوق الرجل اليمنى، دليلًا على تيبسها في هذا الوضع. 4ـ انسياب الدماء من جنب المصلوب ببطء، وعدم اندفاعه بقوة يثبت حقيقة الموت. 5ـ يظهر في صورة الكفن أن الجرح الناتج من الطعن بالحربة لم يلتحم مثل بقية الجروح (راجع إيين سميث ـ الكفن المقدَّس بتورينو ـ ترجمة القس جورجيوس عطا اللَّـه ص 14 ـ 39، ود. فريز صموئيل ـ موت المسيح حقيقة أم افتراء ص 148 ـ 152). وقد عرض "د / بيير باريت" مشاهداته وملاحظاته على الكفن والتي أجرها في مستشفى "سان جوزيف بباريس" على صديقه الملحد د/ هوفيلاك، فقام هوفيلاك بفحص هـذه المشاهـدات والملاحظـات بدقة كبيرة، ثـم قـال صارخًا: "يا للعجب إذًا يسوع قد قام حقًا من بين الأموات"(125). وبعد كل هذا نحن نقول أننا لا نبني إيماننا على هذه الأكفان لكننا نبني إيماننا على كتابنا المقدَّس الموُحى به من الروح القدس، فلو صح كل ما سبق وهو صحيح بالفعل فإننا نقول إن هذه الأكفان تمثل الشاهد الصامت، حتى لو أنكر الكثيرون الصلب والموت والقيامة، فإن الأكفان تتكلّم شاهدة عليهم، ولو ثبت أن هذه الأكفان ليست للسيد المسيح وهذا ما هو مستبعد فإن إيماننا لن يهتز قط. |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
رد: الأدلة التاريخية والأثرية والطبية على صلب المسيح وموته
شكرا جدااا الرب يباركك |
| الساعة الآن 01:47 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025