منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   كل سنه وأنتم طيبين (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=822783)

بشرى النهيسى 22 - 11 - 2021 09:23 PM

كل سنه وأنتم طيبين
 
[ =" كل سنه وأنتم طيبين

https://upload.chjoy.com/uploads/16376156712371.jpg


أولا

عتذر جدا لدخولى المنتدى بصفه ضعيفه ومتقطعه جدا

وذلك لظروف مرضى ... وأنا متأكد من صلاتكم الجميله لأجل شفائى


وبشكر كل من سأل وبيسأل عنى


++++++++++++++++++


ثانياا


كل سنه وأنتم طيبين



https://upload.chjoy.com/uploads/16376156712371.jpg


بمناسبه صوم الميلاد المجيد ياريت كلنا نشارك بجمع اى موضوعات متعلقه بالصوم والميلاد

أو أقوال هنا فى هذا الموضوع

أطيبب ألامنيات لجميعكم بالتوفيق


صلوا لشفائى وضعفى

[/SIZE][/SIZE]

walaa farouk 22 - 11 - 2021 09:29 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
الف ملييييون سلامه علي حضرتك
وكل سنة وحضرتك طيب وبالف خير وصحة
صوم ميلاد مبارك

بشرى النهيسى 22 - 11 - 2021 09:51 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
شكرا جدا أختنا الغاليه
دمتم بخير وصحه وسعاده
دائمه يارب

بشرى النهيسى 22 - 11 - 2021 09:52 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
قداسة البابا شنودة الثالث



"فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا، الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله. لكنه أخلى ذاته آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبة الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب" (فى2: 5 8).

إن السيد الرب، إذ أخلى ذاته وأخذ شكل العبد لم يقتصر ذلك على حادثة الميلاد فحسب، بل شمل ذلك حياته كلها التي لا تدخل تحت حصر.

ميلاد السيد المسيح المتواضع كان مجرد مظهر من مظاهر إخلاء الذات وسنحاول أن نتبع إخلاء الرب لذاته في كل ناحية... ونحاول أن ندرك الأسباب التي من أجلها أخلي ذاته... ثم نأخذ لأنفسنا عظة عملية، محاولين أن نطبق عنصر الإخلاء في حياتنا...

وعلينا أن نفهم بالدقة: ما هو معني إخلاء الذات...

إنه لم يخلها طبعًا من جوهرة ولا من طبيعته ولا من لاهوته الذي لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. بل أخلي ذاته من الأمجاد المحيطة به ومن عظمة السماء. وسننشر هذا وغيره بالتفصيل في الصفحات المقبلة هنا في موقع الأنبا تكلا...

جميل بنا أن نلاحظ أن هذا الإخلاء لم يكن إقلالًا من شأن الرب، وإنما هو عظمة جديدة في مفهومها. كان الناس يفهمون العظة في مظاهر خارجية. أما عظمة من يخلي ذاته ويأخذ شكل العبد، فلم يكن أحد يتصورها. هذه قدمها الرب لنا...

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 09:48 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
أخلى ذاته في ميلاده
لقداسة البابا شنودة الثالث




عجيب هو الرب في اتضاعه، عندما أخلي ذاته في ميلاده.

* نزل إلى العالم هادئا بدون ضجة، ودخله في خفاء لم يشعر به أحد... لم يحدد من قبل موعد مجيئه.

* وهكذا ولد في يوم مجهول، لم تستعد له الأرض ولا السماء، ولم يستقبله فيه أحد. يوم ميلاده كان نكره بالنسبة إلى العالم، مع أنه من أعظم الأيام إذ بدأ فيه عمل الخلاص الذي تم على الصليب.

ولو نزل الرب إلى العالم في صفوف ملائكته، على سحابة عظيمة، أو في مركبة نورانية يحيط به الشاروبيم والسارافيم... وقد ارتجت له السموات وكل قوي الطبيعة... أو لو أن السماء احتفلت بميلاده، وليس بنجم بسيط يظهر للمجوس، بل اهتزت له كل نجوم السماء وكواكبها... لو حدث ذلك، لقلنا إنه أمر يليق بالرب ومجده...!


لو أن شخصًا كان مسافرًا إلى مكان، لأرسل الرسائل قبلها، فيستقبله الأحباء والأصدقاء والأقارب والمعارف والمريدون، وربما يستاء إذا قصر أحد في انتظاره أو في استقباله....

أما السيد المسيح فدخل إلى العالم في صمت، بعيدًا عن كل مظاهر الترحيب، في ضجيج، وبطريقة بسيطة هادئة... دخل بنكران عجيب للذات، أو في إخلاء عجيب للذات وكل الذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين، ثم المجوس...

* هناك أشخاص يحبون الضجيج وبهرجة الترحيب في دخولهم وفي خروجهم، لأن فاعلية ميلاد السيد المسيح لم تغيرهم بعد...

لم يخل السيد المسيح ذاته في هدوء مجيئه إلى العالم فحسب، بل في كل ظروف ميلاده. فكيف كان ذلك؟

* ولد من أم فقيرة يتيمة، لم تكن تجد من يعولها. عهد بها الكهنة إلى يوسف، خطبوها له لتعيش في كفنه.

وولد في قرية هي: "الصغرى بين رؤساء يهوذا" (مت2: 6).

وسكن في الناصرة التي يعجب الناس إن أمكن أن يخرج منها شيء صالح (يو1: 46). ودعي ناصريًا.

وعاش في بيت نجار بسيط، حتى كانوا يعيرونه قائلين: "أليس هذا هو ابن النجار" (مت13: 5).

وعاش ثلاثين سنة مجهولًا، كفترة تبدو ضائعة في التاريخ. حتى الرسل لم يعتنوا أن يكتبوا عنها شيئًا تقريبًا... عاش فيها دون أن يلتفت إليه أحد، مخفيًا لا يعرف عنه أحد شيئًا، كأي شخص عادي... بينما تلك السنوات الثلاثون هي فترة الشباب والقوة التي يهتم فيها كل إنسان بذاته، ويود فيها كل شاب أن يظهر وأن يعمل عملًا...

* أخلي الرب ذاته فعاش في التطورات الطبيعية كسائر البشر.

قضي فترة كرضيع وكطفل. ولم يستح من ضعف الطفولة... بما فيها من احتياج إلى معونة آخرين، وهو معين الكل!

احتياج إلى رعاية أم، وهو راعي الرعاة! احتياج إلى امرأة من صنع يديه، تحمله على يديها، وتهتم به، وهو المهتم بكل أحد. وتغذيه، وتعطيه ليأكل ويشرب!

ومن العجيب في طفولته، أنه أخلي ذاته من استخدام قوته. فهرب من أمام هيرودس، بينما روح هيرودس في يده! هرب من هيرودس وهو الذي خلق هيرودس، وأبقاه حتى ذلك اليوم. عجيب هذا الأمر.. عجيب أن نري القوي القادر على كل شيء يهرب مثل سائر الذين يهربون من الضيق! يهرب من القتل وهو الذي يملك الحياة والموت... وجاء إلى مصر وعاش فيها سنوات. ولم يرجع إلا بعد أن هدأ الجو، بينما كان يستطيع أن يفلت من الرجل بطريقة معجزية أو يقضي عليه...

أخلي ذاته، فاحتمل ضعف البشرية وهو المنزه عن كل ضعف. وسمح لنفسه أن يجوع ويعطش ويتعب وينام، كسائر البشر...

عجيب أن يقال عن الرب أنه في آخر الأربعين يومًا: "جاع أخيرًا" (مت4: 2). وعجيب أن هذا الينبوع الذي روي الكل يقول للسامرية: "أعطيني لأشرب" (يو4: 7)، ويقول على الصليب: "أنا عطشان" (يو19: 28). وعجب أن يقال عنه إنه تعب وجلس عند البئر (يو4: 6) وإنه نام في السفينة (لو8: 23).

* أخلى الرب ذاته كل هذا الإخلاء، ليخزي الذين يفتخرون ويتكبرون. وكأنه يقول لكل هؤلاء: إنني لم أولد في قصر ملك، ولا على سرير من حرير، وإنما في مزود للبهائم. ولكني سأجعل هذا المزود أعظم من عروش الأباطرة والملوك... سيأتيه الناس من مشارق الشمس إلى مغاربها ليتباركوا منه.

ليس المكان هو الذي يمجد الإنسان، ولكن الإنسان هو الذي يمجد المكان. والعظمة الحقيقية إنما تنبع من الداخل.

فليحل الرب في أي مكان، ولو كان مكانًا للبهائم، وليولد في أية قرية ولو كانت هي الصغرى في يهوذا. ولكنه سيرفع من شأن كل هذا... يولد في هذه الحقارة إلى مجد. يولد من فتاة فقيرة، ويجعلها أعظم نساء العالم... ويولد في بيت رجل نجار بسيط، فيحوله إلى رجل قديس مشهور في الكنيسة...

Mary Naeem 23 - 11 - 2021 11:13 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
كل سنة وحضرتك طيب وبخير
ربنا يكمل شفاءك على خير
ببركة ام النور

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 12:20 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
شكرا جدا أختنا الغاليه

وشكرا لسؤالك الدائم

كل سنه وحضرتك والأسره بخير
صوم مبارك

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 12:21 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
ما معنى الرفاع قبل الصوم ؟

+ كثير منا يفهم معنى الرفاع قبل الصوم خطأ
ويظن البعض إن الرفاع هو أن تأكل كل المأكولات التى تحبها وتأكل كمية كبيرة من اللحوم
وذلك قبل الصوم وتشبع نفسك بكل أكل فطارى قبل البدء فى الصوم
فهل هذا هو المعنى الحقيقى لكلمة " الرفاع " ؟؟؟


+ فتعالى معى نعرف المفهوم الروحى للرفاع قبل الصوم :
المقصود "بالرفاع" هواليوم السابق على بدء الصوم والمقصود بالرفاع هو رفع كل طعام حيواني عن مائدتنا،ورفع أدوات المطبخ الفطارى ونزول ادوات المطبخ الصيامى لان قديما كان يوجد حلل وادوات خاصة للصوم وذلك استعداداً لبدء الصوم
ورفع القلب إلى الرب "بالتوبة" والإستعداد "للتدريب" على ترك خطية محبوبة أو عادة شريرة،
والتدريب على اكتساب فضيلة جميلة
+ إذن- كما هو واضح – ليس المقصود بالرفاع هو أكل كمية من اللحوم قبل بدء الصوم، كما يحدث عادة الآن- من كثير من الناس- للأسف الشديد.

فهذا مفهوم غير روحي اطلاقاً لمعنى الرفاع
لذلك نطلب من الله ان يعطينا ان نستعد استعداداً حقيقيا وروحيا لهذا الصوم المقدس



بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 12:22 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
ما معنى الرفاع قبل الصوم ؟

+ كثير منا يفهم معنى الرفاع قبل الصوم خطأ
ويظن البعض إن الرفاع هو أن تأكل كل المأكولات التى تحبها وتأكل كمية كبيرة من اللحوم
وذلك قبل الصوم وتشبع نفسك بكل أكل فطارى قبل البدء فى الصوم
فهل هذا هو المعنى الحقيقى لكلمة " الرفاع " ؟؟؟


+ فتعالى معى نعرف المفهوم الروحى للرفاع قبل الصوم :
المقصود "بالرفاع" هواليوم السابق على بدء الصوم والمقصود بالرفاع هو رفع كل طعام حيواني عن مائدتنا،ورفع أدوات المطبخ الفطارى ونزول ادوات المطبخ الصيامى لان قديما كان يوجد حلل وادوات خاصة للصوم وذلك استعداداً لبدء الصوم
ورفع القلب إلى الرب "بالتوبة" والإستعداد "للتدريب" على ترك خطية محبوبة أو عادة شريرة،
والتدريب على اكتساب فضيلة جميلة
+ إذن- كما هو واضح – ليس المقصود بالرفاع هو أكل كمية من اللحوم قبل بدء الصوم، كما يحدث عادة الآن- من كثير من الناس- للأسف الشديد.
فهذا مفهوم غير روحي اطلاقاً لمعنى الرفاع

لذلك نطلب من الله ان يعطينا ان نستعد استعداداً حقيقيا وروحيا لهذا الصوم المقدس



بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 01:53 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
كان ميلاد السيد المسيح مناسبة فرح:
فرح الملائكة بميلاده. وانشدوا نشيدهم الخالد "المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وفي الناس المسرة".

ودَعوا الرعاة أيضا للاشتراك معهم في الفرح. لأنه فرح لجميع الشعب. والعذراء فرحت. وعائلة زكريا الكاهن فرحت. ومازال العالم يفرح إنه فرح ببدء عهد جديد. تظهر فيه مبادئ جديدة وقيم سامية عالية يقدمها السيد المسيح للعالم.. وظهرت في عظته الشهيرة علي الجبل. وفي سائر عظاته وتعاليمه. وفي ما أودعه في قلوب تلاميذه من تعليم.

علي أن هناك دروسًا عميقة نتعلمها من قصة الميلاد. وما أحاطت بها من أحداث. وما نتعلمه أيضا من حياة السيد المسيح علي الأرض..
اتلبابا شنوده

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 01:54 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
البابا شنوده


من الدروس الهامة التي نتعلمها من قصة الميلاد:
عدم الاهتمام بالمظاهر:
يظهر هذا جليا من ميلاد السيد المسيح في بلدة صغيرة تدعي بيت لحم. وفي مكان حقير هو مزود بقر. وفي يوم لم يعلن للناس مازالوا يختلفون في موعده.. كما يولد بدون احتفالات أرضية. كما يحدث لسائر الناس. استعاضت عنها السماء بحفل من الملائكة والجند السمائيين.

كما ولد من أسرة فقيرة. وفي رعاية رجل نجار. وقيل عن يوم ميلاده "لم يكن له موضع في البيت". وحتى الآن لا تزال صور الميلاد تبين المزود وما يحيط بالفراش القش من حيوانات.

وولد في يوم شديد البرد. لم يجد فيه أقمطة كافية ولا دفئًا..

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 01:54 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
كل ذلك نأخذ منه درسا روحيا. وهو أننا بالبعد عن المظاهر الخارجية ندخل في مشاعر الميلاد. بعيدًا عن العظمة والترف.

فالعظمة الحقيقية ليست في المظاهر الخارجية من غني وملابس وزينة.. وباقي أمثال هذه الأمور التي فيها إعلان عن الذات.. إنما العظمة الحقيقية هي في القلب المنتصر المملوء من الفضائل.

فليبحث إذن كل شخص عن مظاهر العظمة الخارجية التي يقع في شهوتها ويسعي إليها. لكي يتجنبها.. إن أراد أن تكون للميلاد فاعلية في حياته..

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 01:54 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
من دروس الميلاد أيضا : الاتضاع
إن ميلاد السيد المسيح هو أكبر درس في الاتضاع. وقصة الميلاد بدون اتضاع. تفقد جوهرها.. سواء في ظروف الميلاد التي أخلي فيها ذاته من كل مجد عالمي. أو حياته حوالي ثلاثين عامًا وهي تكاد تكون مجهولة لكثيرين. علي الرغم مما حدث فيها من معجزات في فترة مجيئه لمصر..

واتضاع السيد المسيح. كان معه اتضاع أمه العذراء أيضاَ.

فإن أردنا الاحتفال بالميلاد. فلنحتفل بالاتضاع فيه وفينا.

ولنبحث ما هي أعماق الاتضاع. وكيف تكون وكيف نحياها؟ وما هي الأمور التي تضاد الاتضاع في حياتنا لكي نتجنبها؟ لأنه ما الفائدة في أن ننظر إلي اتضاع السيد المسيح دون أن نتشبه باتضاعه علي قدر طاقتنا؟!

أليس أنه ترك لنا مثالًا. حتى كما سلك هو. نسلك نحن أيضا..!

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 01:56 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
من دروس الميلاد أيضا: البساطة
نلاحظ في قصة الميلاد أن السيد المسيح له المجد - لما بدأ رسالته - اختار له تلاميذ بسطاء. غالبيتهم من الصيادين. ولكنهم كانوا أبرارًا ولهم قلوب مستعدة لحمل الرسالة.

كما أن بشارة الميلاد أُعلنت لجماعة من الرعاة البسطاء. ولكن كانت لهم بساطة الإيمان وعمقه. ولم تعلن هذه البشارة لكثيرين من القادة كالكتبة والفريسيين وكهنة اليهود وشيوخ الشعب.. فلماذا؟

ذلك لأن أسرار الرب. إنما تُعلن لقلوب بسيطة تفرح بها.

إن المجوس والرعاة كانوا بسطاء القلب. لما سمعوا ببشارة الميلاد. صدقوا وآمنوا وفرحوا. وذهب المجوس إلى المزود وقدموا هداياهم..

أما الكبار فلم تكن قلوبهم مستعدة ولا بسيطة. مثال ذلك هيرودس الملك. الذي لما سمع الخبر "اضطرب وكل أورشليم معه". واستخدم الفحص والاستقصاء. وأيضا الحيلة والدهاء في كيف يقتل المولود!!
فهل أنت لك بساطة الإيمان. التي تستطيع بها أن تقبل أسرار الرب ومعجزاته؟
إن القديسة العذراء كانت لها بساطة القلب. فآمنت بما قيل لها من قِبل الرب عن طريق ملاكه. وصدقت أنها ستلد وهي عذراء. فكانت لها هذه البركة.. وكذلك يوسف النجار أيضًا آمن بأنها حبلي من الروح القدس..

والمجوس علي الرغم من أنهم كانوا حكماء وعلماء. إلا أنهم كانوا أيضًا بسطاء في قلوبهم. ولم يكن لهم مكر هيرودس الملك وخبثه. لذلك استحقوا هم أيضا أن يروا المسيح وينالوا بركته. وعلي الرغم من أنهم رأوه في مزود. إلا أنهم آمنوا وقدموا هداياهم.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 01:56 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
وهنا نسأل : هل نحن نسلك ببساطة الإيمان. أم بتعقيد وشك؟
إن العالم المعاصر - للأسف الشديد - فيه الكثير من التعقيد باسم العلم! فكثيرون ينكرون المعجزات. وينكرون صحة الرؤى المقدسة. لذلك إذا ما حدثت أمامهم لا يصدقونها! بل بعضهم ينكر القيامة أيضا. وهكذا وجدت فجوة بين الدين. وبعض الفلاسفة والعلماء.

إننا نؤمن بالعلم. ولكننا لا نحب في الأمور الخاصة بالله ومعجزاته. أن نفقد بساطة القلب. فالبساطة كنز عظيم. من الخسارة أن نضيّعه.

والبساطة هي غير السذاجة. فمن الممكن أن تكون بسيطًا وحكيمًا.

البساطة هي عدم التعقيد. وليست عدم التعقل. وهي تتمشي مع حياة الإيمان. وبها نقبل ما يقوله الله. دون أن نكون رقباء علي عجائبه.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 01:57 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
وفي احتفالنا بالميلاد. نذكر المبادئ السامية التي نادي بها المسيح:
ولعل في مقدمة ذلك : المحبة والسلام. جاء المسيح ينشر الحب بين الناس. وبين الناس والله. ويقدم الله للناس أبًا محبًا. يعاملهم لا كعبيد. بل كأبناء. ويصلون إليه قائلين "أبانا الذي في السماوات".وهم في الحرص علي محبته. يعملون بوصاياه. لا خوفًا من عقوبة. بل حبًا للخير.

وهكذا قال السيد المسيح إن جميع الوصايا تتركز في وصية واحدة وهي المحبة "تحب الرب إلهك من كل قلبك. ومن كل فكرك. ومن كل قدرتك. وتحب قريبك كنفسك" بهذا تتعلق جميع الوصايا.
وإلي جوار المحبة. جاء المسيح أيضا ببشارة السلام:
سلام بين الناس. وسلام بين الإنسان والله. وسلام في أعماق النفس من الداخل. سلام من الله يفوق كل عقل.

وعلّم بأن الصلح أفضل من تقديم القرابين. فقال : "إن قدمت قربانك علي المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك. فاترك قربانك قدام المذبح. واذهب أولًا اصطلح مع أخيك".

وفي سبيل السلام بين الناس. دعتهم تعاليم المسيح أن يكونوا مقدمين بعضهم بعضًا في الكرامة.

إن العالم بميلاد المسيح قد بدأ عصرًا جديدًا. يتميز عن كل ما سبقه من عصور. وأصبح الميلاد المجيد فاصلًا بين زمنين متمايزين: ما قبل الميلاد. وما بعد الميلاد.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 01:58 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
كما ولد السيد المسيح في عالم مظلم. وأشرق عليه بنوره..
هكذا فليمنح الله الاستنارة للعالم الآن. ويرشده إلى سواء السبيل.. ولد المسيح في ليلة باردة جدًا من ليالي الشتاء. ووسط مجتمع شملته البرودة الروحية فترة طويلة من الزمن. بلا صلة بينه وبين الله. وبلا أنبياء. وبلا افتقاد إلهي. وبلا معونة من الروح. قال عنه المسيح فيما بعد:

"جيل فاسق وشرير يطلب آية ولا تُعطي له". جيل حارب المسيح وحارب معجزاته ووصاياه. لذلك قيل عنه إن "النور أضاء في الظلمة. والظلمة لم تدركه. إلي خاصته جاء. وخاصته لم تقبله":


وعلي الرغم من ظلمة العصر. أحيط الميلاد المجيد بمجموعة من القديسين.

نذكر من بين هؤلاء القديسين زكريا الكاهن وزوجته أليصابات.وكيف بشرهما الملاك بميلاد ابنهما يوحنا المعمدان "وكان كلاهما بارين أمام الله.. سالكين في جميع وصايا الله بلا لوم". وإلي جوارهما وجد يوسف النجار وسمعان الشيخ. وحنة ابنة فنوئيل العابدة في الهيكل بأصوام وصلوات ليلًا ونهارًا.

ومع هؤلاء. عاشت القديسة العذراء أطهر امرأة في الوجود. التي استحقت أن روح الله يحل عليها. وقوة العلي تظللها. والتي بشرها بميلاد ابنها : الملاك جبرائيل. وكانت الوحيدة في العالم التي ولدت ميلادًا بتوليًا. بمعجزة لم تحدث من قبل. ولم تتكرر فيما بعد..

كل أولئك كانوا موجودين في عصر واحد. هو وقت ميلاد المسيح..



وجود أولئك القديسين في ذلك العصر المظلم يعطي رجاء بأن روح الله يعمل حتى في العصر الخاطي المبتعد عنه.
إن الفساد السائد في ذلك الزمن. لم يكن عقبة تمنع وجود أولئك الأبرار فيه. كما أن فساد سادوم من قبل. لم يمنع وجود رجل بار هو لوط. وفي كل جيل فاسد يستحق طوفانًا ليغرقه. لابد من وجود إنسان بار مثل نوح ليشهد للرب فيه. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد..

وهكذا كان العصر الذي ولد فيه المسيح.

كان روح الله يعمل - وبخاصة وسط مختاريه - لكي يمنحهم حياة النصرة علي ذلك الجو. ولكي يقيمهم شهودا له. فاستحقوا أن يروا ملائكة . وأن يتسلموا رسالات إلهية.

يضاف اليهم الرعاة والمجوس الذين عاصروا الميلاد.

وكان كل أولئك القديسين من نوعيات متعددة
* كانوا من نوعيات تختلف في السن. فمنهم سمعان الشيخ. وكان طاعنًا جدًا في السن. وزكريا وأليصابات "وكان كلاهما متقدمين في أيامهما". وحنة ابنة فنوئيل. وكانت أرملة من نحو أربع وثمانين سنة. إلي جوار القديسة العذراء وهي شابة صغيرة. ويوحنا بن زكريا وهو طفل رضيع..

* وكانت هذه المجموعة من الأبرار. متنوعة من جهة العمل.

كان منهم الكاهن مثل زكريا. والنجار مثل يوسف. وسمعان الشيخ كان من علماء الكتاب أو علماء اللاهوت. وكان المجوس من علماء الفلك. وإلي جوارهم مجموعة من الرعاة. وكانت أليصابات "ست بيت".

وحياة البر شملت الكل. بغض النظر عن السن أو نوع العمل

مما يدل علي أن الله للجميع. يدعو الكل إلي برّه. وإلي ملكوته.


وكان أولئك الأبرار متنوعين من جهة الحياة الزوجية:
كان زكريا وأليصابات زوجين. وكان يوسف ومريم مخطوبين.

وكانت حنة ابنه فنوئيل أرملة. ولا شك أن سمعان الشيخ كان أرملًا.

والعذراء كانت بتولًا. ويوحنا بن زكريا صار بتولًا أيضًا.

وفي صورة واحدة. اجتمع المتزوجون والمترملون والمخطوبون والبتوليون. كلهم لهم نصيب في الرب. وكلهم لهم نصيب في حياة البر.

كذلك كان من بينهم الرجل والمرأة والطفل والكل فرحوا بميلاد المسيح. كما فرح الرعاة بذلك. وكما فرح المجوس.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 01:59 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
كان ميلاد السيد المسيح مناسبة فرح:
فرح الملائكة بميلاده. وانشدوا نشيدهم الخالد "المجد لله في الأعالي. وعلي الأرض السلام. وفي الناس المسرة".

ودَعوا الرعاة أيضا للاشتراك معهم في الفرح. لأنه فرح لجميع الشعب. والعذراء فرحت. وعائلة زكريا الكاهن فرحت. ومازال العالم يفرح إنه فرح ببدء عهد جديد. تظهر فيه مبادئ جديدة وقيم سامية عالية يقدمها السيد المسيح للعالم.. وظهرت في عظته الشهيرة علي الجبل. وفي سائر عظاته وتعاليمه. وفي ما أودعه في قلوب تلاميذه من تعليم.

علي أن هناك دروسًا عميقة نتعلمها من قصة الميلاد. وما أحاطت بها من أحداث. وما نتعلمه أيضا من حياة السيد المسيح علي الأرض..

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 03:02 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 

كثير منا يتسأل لماذا جعلت الكنيسة صوم الميلاد المجيد 43 يوماً بالذات؟


مدة هذا الصوم هى 43 يوماً تنتهى يوم 7 يناير الموافق 29 كيهك

والأصل فى هذا الصوم أن تكون مدته 40 يوماً فقط

لأننا نتشبه فى ذلك بموسى النبى الذى صام 40يوماًكاملة كى يتسلم كلمة الله المكتوبة على لوحى الحجر ( خر24: 18 )

ولذلك فنحن نصوم 40يوماًأيضاً كى نستقبل كلمة الله المتجسد مولودا من القديسة الطاهرة مريم العذراء .

وأما ال 3 أيام الباقية فقد أضيفت إلى مدة الصوم فى عهد البابا إبرام ابن زرعه ال 62 ( 975 -979 ) تذكارا للأيام ال 3 التى صامها الأقباط للرب فى أمر جبل المقطم والتى انتهت بنقل الجبل فحفظ الأقباط هذا التذكار شهادة للتاريخ .

وهذا الصوم له طقسه الجميل والحانة الرائعة والتسابيح والمدائح البديعة فى شهر كيهك

وهو صوم من الدرجة الثانية اى يؤكل فيه السمك ماعدا يومى الأربعاء والجمعة .

فليتنا جميعاً نصوم هذا الصوم ويكون صومنا مقدساً ومقبولاً

ونستعد لمجئ المسيح داخل قلوبنا ويملك على حياتنا.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 04:55 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
طقس صوم الميلاد

يحمل معنى التجسد الإلهي واستقبال الله ظاهرًا في الجسد ويتكون من:

طقس الصوم من بداية الصوم إلي أول كيهك علي أن يكون بالألحان السنوية بإضافة قسمة صوم الميلاد وجملة ختام الصلوات الجماعية الخاصة بصوم الميلاد أيضًا.

الطقس الكيهكي الذي يبدأ من شهر كيهك حتى برامون عيد الميلاد المجيد.



* يمتاز بالإيقاع المبهج لاستقبال طفل المذود ممزوجًا بالخشوع لإعداد النفس بالتوبة لتستطيع أن تشترك مع الملائكة في عرس السماء والأرض بطفل المذود.




* مدته 43 يوم ينتهي دائمًا في 29 كيهك أي 7 يناير (ويقع في 28 كيهك في السنوات الميلادية الكبيسة) وهذه المدة تشمل الآتي:


40 يوم تصومها الكنيسة لاستقبال ميلاد يسوع المسيح كلمة الله الحي، كما صام موسى 40 يوم قبل أن يتسلم كلمة الله المكتوبة.


3 أيام تذكار معجزة نقل جبل المقطم في وقت القديس سمعان الخراز كما صام آباؤنا فتحنن الرب عليهم.



* ابتداءً من شهر كيهك تبدأ الصلوات بالألحان الكيهكية، فتقال الذكصولوجيات الكيهكي في باكر وعشية، وقطع الرومي والمعقب في عشية يوم الأحد، والإبصاليات الواطس (على طريقة العليقة) أو الإبصاليات الآدام (على طريقة مديحة آجيوس أوثيئوس)، ويقال مرد المزمور ومرد إنجيل "تينتي نيم بي شيري تي إسموس" للأحد الأول والثاني، و"تين إتشيسي إممو" ten[ici@ `mmo للأحد الثالث والرابع، كذلك يقال في التوزيع الليلويا الكيهكي ومدائح على طريقة مردات الأناجيل.




* إذا لم يكن في شهر كيهك أربعة آحاد سابقة للبرامون، يحسب آخر أحد من هاتور على أنه الأحد الأول من كيهك والأحد الأول من كيهك يكون هو الأحد الثاني وهكذا حتى تتم الأربعة آحاد الخاصة بشهر كيهك والتي تتحدث عن الأحداث السابقة لميلاد الرب يسوع وهي على التوالي: البشارة بمولد يوحنا المعمدان، والبشارة بميلاد رب المجد، وزيارة العذراء مريم لأليصابات، وميلاد يوحنا المعمدان.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 04:57 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 

- الله معنا


لقداسة البابا شنودة الثالث



إن بركة عيد الميلاد تتركز في عبارة (عمانوئيل). الله معنا. فإن كنت يا أخي تحسّ أنك مع الله، والله معك، تكون قد تمتعت فعلًا ببركة عيد الميلاد...


لا تظن أن عيد الميلاد هو اليوم الذي انتهينا فيه من الصوم وبدأنا نفطر!! أو أن عيد الميلاد هو اليوم الذي عملنا فيه قداس العيد بطقوسه وألحانه الفرايحي... عيد الميلاد من الناحية الروحية هو عشرة عمانوئيل، الذي هو الله معنا...

إن الله لا يريد منك شيئًا غير قلبك ليسكن فيه... إوعى تفتكر إن ربنا عايز منك غير كده!! أبدا، صدقني. تقول له يا رب، سأعطى كل أموالى للفقراء، يقول لك يا حبيبي أنا عايز قلبك، عايز أسكن جواك. تقول له يا رب ها أصوم وأبطل كل حاجة، يقول لك أنا عايز قلبك ... تقول له: أنا ها أصلى طول الليل، يقول لك: إن صليت طول الليل، ولم تعطني قلبك، فلا فائدة من صلاتك.

كل عبادتك وصلواتك هي مجرد عبادة خارجية، إن لم يكن لله مسكن داخل قلبك.

* الله يريد أن يقيم صداقة معك. يقول الكتاب: "وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه" (تك 5: 24). منظر جميل أن نتخيل أخنوخ وهو سائر مع الله. وشعور عميق أن ندرك كيف أن الله لم يمكنه الاستغناء عن أخنوخ، فأخذه إليه...

إن بولس الرسول يشرح مجيء الرب الثاني على السحاب، واختطافنا إليه، فيختم هذا المشهد الجميل بقوله: "وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام" (1تس4: 17، 18). وهنا على الأرض نلمح ملاحظة قوية في حياة القديسين...

وهي أن القديسين كانوا يشعرون دائمًا بوجودهم في حضرة الله. كانوا يرونه معهم على الدوام، أمامهم وعن يمينهم...

إنها عبارة متكررة على فم إيليا النبي إذ يقول: "حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه" (1مل18: 15). من فينا شعر باستمرار أنه واقف أمام عمانوئيل الذي هو الله معنا..؟

داود أيضًا كان يحس على الدوام بوجود الله معه إذ يقول: "رأيت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز16: 8). ما هذا يا داود؟ هل الرب أمامك أم عن يمينك؟ هو معي في كل حين وفي كل موضع، وفي كل اتجاه أشعر بوجود الله...

* إن الشخص الذي يشعر بأن الله أمامه، لا يمكن أن يخطئ، سيخجل حتمًا من الله. ويقول: "هوذا الله يراني وأنا أعمل، هوذا الله يسمعني وأنا أتكلم". الله له عينان كلهيب نار تخترقان الظلام. فلو أننا شعرنا أن الله كائن معنا، لكان من المستحيل علينا أن نخطئ. إن خطايانا دليل على أننا غير شاعرين بوجوده معنا.

* هناك حادثة حدثت مع القديس مارأفرام السرياني تثبت هذا الأمر.

في إحدى المرات هددته امرأة ساقطة أن تشهر به إن لم يطاوعها ويفعل الشر معها. فتظاهر بالموافقة على شرط أن يحدث ذلك في سوق المدينة. فاندهشت المرأة وقالت له: [كيف نفعل هذا في السوق ؟! ألا تستحي من الناس وهم حولنا؟!] فأجابها القديس: [إن كنت تستحين من الناس، أفما تستحين من الله الذي عيناه تخترقان أستار الظلام؟!]. . وكان لكلام القديس تأثيره العميق في المرأة فتابت على يديه.

هل تظن يا أخي أن الملحدين فقط هم الذين ينكرون وجود الله؟! أؤكد لك أنك في كل خطية ترتكبها تكون قد نسيت وجود الله أو أنكرته عمليًا. لو كنت مؤمنًا فعلًا بوجوده أمامك، لخجلت وخشيت... لا شك أن إحساسنا بعمانوئيل الله معنا يعطينا الطهارة والنقاوة والقداسة، على الدوام.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 04:58 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 09:00 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
البابا شنودة الثالث
الصوم‏:‏ أهميته وفائدته


الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية وبها وضع الله حدودا للجسد لا يتعداها‏.‏ وبالامتناع عن الأكل يرتفع الإنسان فوق مستوي الجسد ويرتفع أيضا فوق مستوي المادة‏,‏ وهذه المادة هي حكمة الصوم ولكن حينما ينهزم الإنسان أمام الجسد حينئذ يأخذ الجسد سلطانًا عليه‏, ويظل الإنسان يقع في خطايا عديدة من خطايا الجسد, واحدة تلو الأخرى.

† والصوم عرفته كل الشعوب, وهو معروف في كل ديانة حتى في الديانات الوثنية والبدائية والذي يقرأ عن البوذية والبراهمية والكونفشيوسية, وعن اليوجا أيضا يري أمثلة واضحة عن الصوم وعن قهر الجسد لكي تأخذ الروح مجالها, والصوم عندهم تدريب للجسد وللروح أيضًا.

وفي حياة المهاتما غاندي الزعيم الروحي الشهير بالهند نري الصوم من أبرز الممارسات الواضحة في حياته وكثيرا ما كان يواجه به المشكلات. وقد صام مرة مدة طويلة متواصلة حتى قال الأطباء: إن دمه بدأ يتحلل.

وبالصوم اكتشف اليوجا بعض طاقات للروح.. تلك الطاقة الروحية التي كانت محتجبة وراء الاهتمام بالجسد. وقد عاقها الجسد عن الظهور, ولم يكتشفوها إلا بالصوم ويري الهندوس أن غاية ما يصلون إليه هو حالة النِرفانا Nirvana أي انطلاق الروح من الجسد للاتحاد بالله ولا يمكن أن يدركوها إلا بالنسك الشديد والزهد والصوم.

† بالصوم يشعر الإنسان بضعفه فيلجأ إلي الله لكي يقويه. فالصوم إذن هو فترة صالحة يتوسل به الإنسان أن يتدخل الله لكل مشكلاته لكي يحلها, وفي فترات الصوم الممزوج بالصلاة يقترب الإنسان إلى الحياة التي ترضي الله سبحانه وروحيات الإنسان يمكن أن تكون في أي وقت, ولكنها في فترة الصوم تكون أعمق وتكون أصدق وتكون أقوي.

† والذي يدرك فوائد الصوم وفاعليته في حياته وفي علاقته بالله إنما يفرح حقا بالصوم ولا يكون من النوع الذي يصوم وفي أثناء الصوم يشتهي متى يأتي وقت الإفطار بل إنه حينما يحين الإفطار يشتهي الوقت الذي يعود فيه للصوم من جديد. والإنسان الروحي يفرح بأيام الصوم, أكثر مما يفرح بالأعياد التي يأكل فيها ويشرب.. ومن فرح الروحيين بالصوم لا يكتفون بالصوم العام, إنما يضيفون إليه أصوامًا خاصة بهم.. شاعرين أن روحياتهم تكون أقوي في فترة الصوم ولعلنا نتذكر أن الآباء الرهبان -من محبتهم للصوم- جعلوه منهج حياة وبه صارت حياتهم منتظمة.


† إن الصوم الحقيقي هو الذي يتدرب فيه الصائم علي ضبط النفس ويستمر معه ضبط النفس كمنهج حياة فيضبط نفسه في أيام الفطر كما في أيام الصوم.. وهكذا يكون الصوم نافعا له ويعتبر بركة لحياته ولا يري في الصوم صعوبة بل يراه نعمة.

† إن الصوم يصل إلي كماله بالجوع وفي احتماله وما أكثر الفضائل الروحية التي يحملها الجوع.. ففيه يشعر الإنسان بضعفه فيبعد عن الغرور والشعور بالقوة وفي ضعفه تقوده مسكنة الجسد إلى مسكنة الروح.. ويصل إلى فضيلة الاتضاع وفي شعوره بالضعف يحتاج إلي قوة تسنده فيلجأ إلى الله بالصلاة وهكذا يرتبط الصوم بالصلاة وصلاة الإنسان وهو جائع صلاة أكثر عمقًا، وقد عرضنا هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في كتاب روحانية الصوم للبابا شنودة الثالث. أما الجسد الممتلئ بالطعام لا تخرج منه صلوات ممتلئة بالروح في الواقع أن الجوعان يشتاق أن يصلي. أما الشبعان فكثيرا ما ينسي الصلاة ولعلنا نلاحظ أن غالبية المتدينين يصلون قبل الأكل بل نري قليلين من الذين يصلون بعد الانتهاء من الأكل وقد شبعوا.

† إن الصوم مفيد للإنسان صحيا فالذي يتعب الجسد ليس هو الصوم بل الأكل أي كثرة الأكل والتخمة وعدم الضوابط في الطعام بل الصوم هو فترة راحة لبعض أجهزة الجسد إنها فترة تستريح كل أجهزة الجسد الخاصة بالهضم والتمثيل: كالمعدة والأمعاء والكبد والمرارة هذه التي يرهقها الأكل الكثير والطعام المعقد في تركيبه, كما يتعب الجسد أيضا أنه بعد الإفطار يبدأ في تناول المسليات والترفيهات وما أشبه, فترتبك أجهزته.

† وما أخطر اللحوم بشحومها ودهونها في إزادة نسبة الكوليسترول Cholesterol في الدم وخطر ذلك في تكوين الجلطات حتى أن الأطباء يشددون جدًا في هذا الأمر ويقدمون النصائح في البعد عن الدسم الكثير حرصا علي صحة الجسد وبخاصة بعد سن معينة وفي حالات خاصة.

† ومن فوائد الصوم أنه يساعد علي التخلص من السمنة والبدانة والترهل, فالمعدة كلما تعطيها أزيد من احتياجها تتسع لتحتمل ما هو أكثر ويزداد اتساعها في حالات الترهل وكثير من الأطباء ينصحون من أجل صحة الجسد بإنقاص وزنه, ويضعون له حكما يسمى Regime (رجيم) ويقولون: الإنسان البدين لن يضبط نفسه في الأكل بعد أن كان يأكل بلا ضابط والصائم يقلل أو ينقص من وزنه بدون أمر من طبيب حقا أنها لمأساة أن يقضي الإنسان جزءًا كبيرًا من عمره يربي أنسجة لجسده ويكدس في هذا الجسم دهونًا وشحومًا، ثم يقضي جزءا آخر من عمره في التخلص من هذه الكتل التي تعب كثيرًا في تكوينها واقتنائها. لعل هذا يذكرني بالتي تظل تأكل إلي أن يفقد جسدها رونقه ثم ينصحها الأطباء أن تصوم وتقلل الأكل وتتبع رجيم.

† صوموا إذن لتستفيد أجسادكم صحيًا ولا تفقد رونقها، وفي نفس الوقت تسمو الروح وتقترب من الله.

† إن الصوم يساعد علي علاج كثير من الأمراض.. ومن أهم الكتب التي قرأتها قديمًا في هذا المجال كتاب لعالم روسي ترجم إلي العربية سنة 1930 م. باسم التطبيب بالصوم.

† إن الصوم أيضًا يجعل الجسد خفيفًا ونشيطًا فالصوم إذن ليس مجرد علاج للروح, إنما هو علاج للجسد أيضًا فيجب أن تتحرروا من فكرة أن الصوم يتعب الصحة, هذه الفكرة التي تجعل بعض الأمهات من حنوهن الزائد علي صحة أبنائهن يخفن عليهن من الصوم فتفرح الأم أن تري ابنها سمينا وممتلئ الجسم, وتظن أن هذه هي الصحة! بينما قد يكون العكس هو الصحيح.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 09:00 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
https://upload.chjoy.com/uploads/163770119802861.jpg

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:08 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
سرور العالم بميلاد السيد المسيح
القديس غريغوريوس اللاهوتي



المسيح ولد فمجدوه. المسيح أتى من السماوات فاستقبلوه. المسيح على الأرض فارفعوه. رتّلي للرب أيتها الأرض كلّها ويا شعوب سبّحوه بابتهاج لأنه قد تمجد.

المسيح في الجسد فابتهجوا: "يا جميع الأمم صفقوا بأكفكم وهللوا لله بصوت الترنم" (مزمور46: 1) "لأنه ولد لنا ولد، وأُعطينا ابنًا، وتكون الرئاسة فوق منكبه ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا جبارًا أبا الأبد رئيس السلام" (أشعياء9: 6). به يبتدئ الكيان ويخلق غير المخلوق. فيا لها من محبة للبشر لا توصف يظهرها السيد. إن المولود منذ الأزل بلا أم يولد ثانية بلا أب. إن ابن الله يصير ابن البشر من أجلنا، نحن الساقطين من السعادة بسبب الخطيئة ليعيدنا إلى الحالة الأولى بواسطة تجسده. فالغني يفتقر إلى جسدي لأغنى أنا بألوهيته، والكامل يضعف في المجد لأشاركه في كماله. فيا له من سر لا يوصف.

إني حصلت على صورة الله ولم أحافظ عليها. فالسيد يأخذ جسدي لينقذ الصورة ويجعل الجسد خالدًا. إن الضابط الكل يدخل ثانية معنا في الشركة بصورة أعجب من الأولى، لأنه وهبنا الأحسن، أمّا الآن فيأخذ الأسوأ، ولكن هذا الأخير أشد ارتباطا بالله من الأول وأكثر علوًا للعقل. فحفلتنا عظيمة جدًا لأننا نعيد اليوم لمجيء الرب إلى البشر. الرب الذي أرجعنا إلى الله. "فلنطرح الإنسان العتيق ولنتشح بالجديد" (افسس4: 22و23) "وكما أننا متنا بآدم كذلك سنحيا بالمسيح" (كورنثوس الاولى15: 22) بالمسيح يولد ويتجدد المصلوبون والمدفونون والأحياء لأنه لا بد لنا من أن نحتمل هذا الانقلاب الخلاصي حتى ينتج الحزن من السرور فينقلب الحال، ونرى السرور من الحزن لأنه "حيث تكثر الخطيئة تزيد النعمة أكثر" (رومية5: 20) فإن كانت اللذة قد جلبت الدينونة فإن آلام المخلص قد حققت تبريرنا.
وعليه فلنعيّد، لا بالأبهة والتفاخر، بل بالسلام! ليس العيد عيدنا بل عيد السيد، ولا عيد الضعف بل عيد الشفاء، ولا عيد الخليقة بل عيد تجديدها، فكيف يجب أن نكمل ذلك؟ لا يجب أن نفتن البصر، وندنس السمع، ونرفه الشم، ونروي غليل الذوق، ونلهي اللمس؛ فان هذه الطرق كلها تؤدي إلى الخطيئة وتفتح أبوابها.

لنسع باستقامة كما في النهار، لا بالقصف والسكر، ولا بالمضاجع والعهر ولا بالخصومة والحسد، بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا يسبق اهتمامكم بشهوات الجسد" (رومية13: 13و14) لان تعليم المعلم الرديء رديء، والأفضل أن يُقال أن الحبوب الرديئة تعطي زرعًا رديئًا، فلا تدعْ الأرض أو المياه تقدّم لك الأقذار في شكل هدية ثمينة. فإن الزينة التي تشوّه الطبيعي تهين صورة الله؟ ولا ينافس أحدنا الآخر في الإفراط، لأنّ كل ما يزيد عن الحاجة هو الإفراط عينه.

فبأي شيء يجب أن نتلذذ نحن الساجدين للكلمة؟ يجب أن نتلذذ بكلمة الله، وبالحديث عن أسباب الحفلة الحاضرة.

لنقدم المجد لبيت لحم الصغيرة التي أرجعتنا ثانية إلى الفردوس لنسجد أمام المذود الذي هذبّنا بالكلمة بعد أن شابهنا البهائم! لنمجد المولود مع الرعاة ولنقدم له الهدايا مع المجوس! لنفرح مع الملائكة، ولنرسل مع رؤساء الملائكة المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام. ولتكن الحفلة عامة بين القوات السماوية

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:12 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
البشارة بالتجسد الإلهي



"وفى الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل أسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم.." (لو 1: 26، 27).



أولًا: منذ خمسة أشهر سبق فبشر الملاك زكريا الكاهن، والآن مع بداية الشهر السادس جاء يبشر القديسة مريم، لكن شتان بين البشارتين، البشارة الأولى لزكريا الكاهن تمت داخل الهيكل أثناء العبادة الجماعية، وبطريقة شعر بها الكهنة والشعب الذي كان واقفًا يصلي بالخارج، كانت بشارة بميلاد أعظم المواليد من النساء؛ يوحنا المعمدان!!

أما البشارة الثانية فتمت في بيت مجهول في قرية فقيرة بطريقة سرية لم يلمسها حتى صاحب البيت نفسه.. يوسف النجار.. وقد كانت بشارة بتجسد الكلمة نفسه!!

لقد أخلى الابن ذاته حتى في البشارة به، لم تتم بين الكهنة ولا في داخل الهيكل ولا على مستوى الجماعة، إنما تمت مع فتاة فقيرة في مكان بسيط..



ثانيا:
أُرْسِل الملاك إلى "عذراء مخطوبة لرجل"... لماذا لم يرسل إلى عذراء غير مخطوبة؟

إن وجود الخاطب أو رجل لمريم ينزع كل شك من جهتها عندما تظهر علامات الحمل عليها..

كانت الخطبة في التقليد اليهودي تعادل الزواج بالمفهوم السائد الآن ما خلا العلاقات الجسدية...

لهذا دعيت القديسة مريم "امرأة يوسف".

إن وجود القديس يوسف في حياة العذراء مريم يشكك الشيطان في أمر المولود ويربكه من جهة التجسد الإلهي، لقد سبق للسيد المسيح أن أوصى تلاميذه ألا يقولوا لأحد أنه المسيح (مت 16: 22).. كما منع الذين شفاهم من إظهار أسمه، وأمر الشياطين ألا تتكلم عن ابن الله (لو 4: 35).


ثالثا:
كرر الإنجيلي كلمة "عذراء" وكأنه أراد تأكيد عذراويتها ليعلن أن السيد المسيح ليس من زرع بشر.


رابعا:
جاءت تحية الملاك: "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك، مباركة أنت في النساء" (لو 1: 28).

لم تكن بالتحية العادية وإنما جاءت تحية فريدة حملت كل معنى الفرح، إنه فرح شعب الله بعمل مثير يمس خلاصهم، وكأن القديسة مريم العذراء قد نالت باسم الكنيسة كلها التي هي عضو فيها فرحا فائقا خلال تجسد الله الكلمة وحلوله فيها.

انفردت العذراء بدعوتها "الممتلئة نعمة"، إذ وحدها نالت النعمة التي لم يقتنها أحد غيرها، إذ امتلأت بمواهب النعمة

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:13 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
حديث الملاك للعذراء
"فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية.. فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم، لأنك وجدت نعمة عند الله" (لو 1: 29، 30).

لقد اضطربت العذراء ولم تستطع أن تجاوبه إذ لم يسبق لها أن قدمت تحية لرجل من قبل، لكنها إذ عرفته من هو أجابته، هذه هي التي كانت تخاف الحديث مع رجل صارت تتحدث مع ملاك بلا خوف.

لا نستطيع أن ننكر أن ما اتسمت به العذراء من حياء شديد وتكريس كامل لحساب الرب، وعدم رغبتها في الزواج كما يظهر من قولها للملاك: [كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلًا] لكنها كانت الإنسانة الفعالة في الجماعة المقدسة، فعالة بصلواتها وتقواها، وفعالة أيضا بقبولها عطية الله الفائقة (تجسد الكلمة في أحشائها)، وفعالة في الخدمة ففي أول معجزة للسيد المسيح طلبت منه "ليس لهم خمر"( يو 2: 3)، ورافقت السيد المسيح حتى الصليب وبعد الصعود كانت مع التلاميذ تسندهم، فالبتولية لا تعني السلبية إنما إيجابية الحب الباذل المعلن خلال العبادة والعمل في حدود مواهب الإنسان التي يتسلمها من الرب نفسه، لذلك يقول القديس أغسطينوس: لا تكرم البتولية من أجل ذاتها وإنما لانتسابها لله..

جاء الوعد الإلهي للقديسة مريم على لسان الملاك: "وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يُدْعَى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لو 1: 32).

إذ سمعت القديسة مريم الوعد الإلهي بروح الاتضاع وفي إيمان دهشت إذ كان الوعد فريدا لم تسمع في الكتب المقدسة إنسانا ناله لهذا تساءلت: " كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلًا؟! فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو 1: 34، 35).

يظهر من حديث العذراء أنها قد نذرت البتولية، فلو أنها كانت تود الزواج لما قالت هكذا ؛ بل تقول "متى يكون هذا؟!"..... منتظرة تحقيق الوعد خلال الزواج، لقد وضعت في قلبها أن تكون بتولا للرب فحل البتول فيها ليقدس فيها بتولية الكنيسة الروحية.. وكما يقول القديس أغسطينوس: [ اليوم تحتفل الكنيسة البتول بالميلاد البتولي... فقد أكد السيد المسيح بتولية القلب التي يريدها للكنيسة أولا خلال بتولية جسد مريم، فالكنيسة وحدها هي التي تستطيع أن تكون بتولا فقط حين ترتبط بعريس، ألا وهو البتول، إذ تقدم له ذاتها تماما].

أمام هذا الإعلان أحنت رأسها بالطاعة لتقول: "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك" (لو 1: 38).

زكريا الكاهن شك في إنجاب زوجته، ولكن العذراء سمت بإيمانها على الكاهن ؛ فالكاهن أخطأ وتوارَى والعذراء قامت بإصلاح الخطأ].

العذراء تصف نفسها أمة للرب مع أنها اختيرت أما له، فإن الوعد الذي تحقق لم يسقطها في الكبرياء.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:13 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
لقاء مريم بأليصابات
إن كانت القديسة مريم قد صارت ممثلة للبشرية المؤمنة، أو ممثلة للكنيسة بكونها قبلت الأيمان بوعد الله وانحنت ليحل كلمة الله فيها، فإنها إذ تمتعت بالكلمة داخلها لم تستطع إلا أن تنطلق "بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا" (لو 1: 39) – لتلتقي بنسيبتها أليصابات... صورة حية للكنيسة الحاملة للعريس فيها والتي لن تستريح بل تنطلق عبر الأجيال كما على الجبال لكي تقدم عريسها لكل نفس في العالم.

حسب المنطق البشرى كان يلزمها أن تتوارى وتبحث الأمر في نفسها كما مع خطيبها لتدبير أمر الحبل والميلاد، لكنها وقد حملت ذاك الذي يحمل هموم العالم ويدبر كل الأمور لم تفكر فيما هو لنفسها بل بروح الخدمة انطلقت إلى الجبال إلى مدينة يهوذا تخدم أليصابات.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:14 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
نلاحظ في هذا اللقاء المبارك:
1- حسب المنطق الإلهي فإن الكبير يطلب الصغير.. ويبحث عنه لكي يضمه بالحب ويحمله على منكبيه... هكذا "الله أحبنا أولًا"، لقد بادر بالحب ونزل إلينا إذ لا نقدر نحن أن نرتفع إليه.. هو ينحني ليحملنا من التراب وينتشلنا من الأعماق ليدخل بنا إلى أحضان الآب ويرفعنا إلى سمواته، يسوع وهو في بطن العذراء يسرع بتقديس يوحنا المعمدان الذي كان لم يزل بعد في بطن أمه، ويسوع ذهب إلى يوحنا إذ أراد يسوع أن يقدس معمودية يوحنا بنفسه ليعتمد.

إن حملنا مسيحنا القدوس نتقدس فننطلق إلى كل موضع مشتاقين أن يقدس الكل معنا!

2- استحقت مريم أن تكون والدة الإله فصار عليها أن تصعد الجبال وتبقى في المرتفعات!

3- إذ حملت القديسة مريم كلمة الله محب البشر جاء لقاؤها مع أليصابات رقيقا للغاية، تحمل روح الخدمة في اتضاع.

4- دخلت مريم لبيت أليصابات تحمل عريسها في أحشائها لذلك إذ سلمت عليها يقول الإنجيلي: "فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس" (لو 1: 41).

ليتنا في زياراتنا ولقاءاتنا مع الآخرين نحمل إليهم مسيحنا القدوس الذي يبهج أحشاءهم الداخلية ويلهب روحه القدوس فيهم، عوض أن نحمل معنا أفكارًا شريرة وكلمات إدانة فنملأهم غما ونطفئ الروح في داخلهم.

وقد لاحظ الدارسون أن كلمة " ارتكض " بالعبرية جاءت بمعنى "رقص"، هي ذات الكلمة التي استخدمت حين رقص داود النبي أمام التابوت.

بينما كانت العذراء وأليصابات يتحدثان بكلمات النعمة ؛ كان الجنينان يحققان في الداخل عمل المراحم الإلهية.

إذ امتلأ يوحنا من الروح القدس تقدس وهو في بطن أمه لكي يعمد الرب.

5- انطلق لسان أليصابات يعلن عما في داخلها منسجمًا ومتناغمًا مع جنينها يوحنا إذ "صرخت بصوت عظيم وقالت: مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك، فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلى؟! فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني، فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو 1: 42 – 45).

لقد طوبت أليصابات مريم لأنها صارت أما لله خلال تجسد الكلمة، وقد بقيت الكنيسة عبر الأجيال تطوبها، فقد وقف القديس كيرلس الكبير يتحدث أمام آباء مجمع أفسس، قائلًا: "السلام لمريم والدة الإله، كنز العالم كله الملوكي، المصباح غير المنطفئ، إكليل البتولية، صولجان الأرثوذكسية، الهيكل غير المفهوم، مسكن غير المحدود، الأم وعذراء، السلام لك يا من حملت غير المحوى في أحشائك البتولية المقدسة"

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:15 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
تسبحة العذراء
إذ انطلق لسان أليصابات يطوب العذراء لأنها آمنت بالمواعيد وحملت كلمة الله في أحشائها، انطلق أيضًا لسان العذراء بالتسبيح لله، وهكذا تحول اللقاء إلى ممارسة لحياة تعبدية على مستوى تسبيحي ملائكي، يمجد الله ويعلن أسراره الفائقة بفرح.

"فقالت مريم: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو 1: 46 – 47).

هنا النفس والروح يشتركان في التعظيم، لقد أساءت حواء إلى خالقها حين شوهت روحها بالعصيان وأفسدت خليقة الله الصالحة، فلم تعد حياتها تمجد الخالق ولا أعماقها تعلن عن بهائه، وقد جاءت القديسة مريم تحمل كلمة الله في أحشائها يرد لنفسها جمالها الأول وتصير روحها مبتهجة بكونها صورة الله ومثاله.


"تعظم نفسي الرب...." عندما يزداد بر الإنسان بداخله يزداد بهاء الرب ولمعانه بداخله، أما عندما نخطئ تصغر الصورة وتبهت!!

"تبتهج روحي بالله مخلصي....".. هذا القول يحمل مفهوما لاهوتيا هاما أن القديسة مريم مع سموها العظيم تحتاج إلى "الخلاص" كسائر البشر.

"نظر إلى اتضاع أمته...." لم تقل أن الله نظر إلى صلواتها وأصوامها أو سهرها، لقد عرفت الطريق الذي به تنطلق إلى مراحم الله وتغتصب عطاياه وهو "الاتضاع"، فإن كان عدو الخير فقد مركزه خلال الكبرياء، فبالاتضاع تعود النفس إلى الله.

"فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني...." إننا نطوبها عبر العصور لا كعذراء عاشت ثم ماتت وإنما كعذراء تجلى في حياتها عمل الله الخلاصي الفائق، لقد تمتعت العذراء بأمومة للسيد المسيح إذ حملته متجسدا في أحشائها، وقبل هذا حملته بالأيمان في قلبها.

"صنع قوة بذراعه، شتت المستكبرين بفكر قلوبهم "... تشير " بالذراع " إلى الرب يسوع المسيح الذي ولدته، "وبالمستكبرين" إلى إبليس وجنوده.

"أنزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتضعين"... غرق إبليس وحكماء الإغريق وكتبة اليهود وفريسوهم في بحر العظمة الفارغة والخيلاء الكاذبة فأذلهم الله ورفع عليهم قوما اتضعت قلوبهم وخلصت ضمائرهم فقد أعطوا سلطانا ليدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يصرهم شيء..

"أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين ".. جميع البشر ما عدا اليهود أعوزهم مجد الله وذاقوا مرارة الجوع، لم يكن هناك من بين الناس سوى اليهود الذين استمتعوا بلذة الناموس وتثقفت عقولهم بتعاليم الرسل والأنبياء إذ " لهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد " رو 9: 4، ولكن قادهم غرورهم إلى هاوية الشموخ.

لم يقبل اليهود سلطان الحياة وصلبوا المخلص وهجروا ينبوع الماء الحي ولم يقدروا قيمة الخبز الحي النازل من السماء، فلا غرابة بعد ذلك أن ذاقوا مرارة جوع لا يضارعه جوع آخر، أما الأمم الذين قبلوا المخلص فقد أشبعت نفوسهم من دسم الكلمة الإلهية وارتوت قلوبهم بالماء الحي الشافي لأنهم قبلوا الرب يسوع المسيح فحظوا بالمواعيد التي كانت لليهود قبلا.

"عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة".. لم يعضد شعب إسرائيل حسب الجسد وهو الذي امتاز بالكبر والخيلاء وشمخ بأنفه معتمدًا على حسبه ونسبه بل عضد إسرائيل حسب الروح، وتشير الآية أيضا إلى جمهور اليهود الذين قبلوا الرب فاديًا ومخلصًا".

إذا كان حضور العذراء مريم إلى أليصابات وسلامها جعلا يوحنا وهو جنين يرتكض مبتهجا وأليصابات تتنبأ بعد أن امتلأت بالروح القدس.. إن كان هذا كله قد تم خلال ساعة واحدة، فلنا أن نتصور مقدار النعمة التي حلت على أليصابات ويوحنا طوال فترة الثلاثة أشهر التي مكثتها العذراء في منزل أليصابات لتخدمها ‍‍‍‍ - ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍فى هذه الأشهر الثلاثة كان يوحنا يتقوى في حلبة الأبطال ويعد وهو في بطن أمه لميلاد عجيب وتثقيف أعجب ‍... هكذا كان النبي يوحنا يأخذ المسحة المقدسة ويتهيأ للمعركة الكبرى.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:16 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
ميلاد صديقنا السماوي
"وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد، فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل" (لو 2: 6 – 7).

كيف دخل المسيح البكر إلى العالم وهو بعيد عن العالم بطبيعته ويختلف عن الجبلة البشرية بطبيعتها؟

دخله بأن الله صار إنسانا، ومع أنه ابن الله الوحيد إلا أنه بكر لنا لأننا جميعنا أخوة له وبذلك أصبحنا أبناء الله.

وجد الله أن الإنسان قد انحط إلى مستوى الحيوان ولذلك وضع نفسه كطعام في المذود حتى إذا نبذنا الطبيعة الحيوانية ارتفعنا إلى درجة الفهم والإدراك التي تليق بالطبيعة الإنسانية، فباقترابنا إلى المزود إلى مائدته الخاصة لا نجد طعامُا ماديُا بل خبزًا سمائيًا هو الجسد الحي.

لم يجد له موضعا بين البشر، إنما وجد له موضعًا في المذود، بين البسطاء والأبرياء، لهذا قال الرب في الإنجيل: "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه".


بينما استقبلت الأرض خالقها في صمت رهيب، لكن لم يكن ممكنا للسماء أن تصمت فقد جاء ملاك الرب إلى جماعة من الرعاة الساهرين الأمناء في عملهم وربما كانوا في بساطة قلوبهم منشغلين بخلاصهم، جاءهم ووقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفًا عظيمًا، "فقال لهم الملاك: لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب، وهذه لكم العلامة تجدون طفلُا مقمطًا مضجعًا في مذود" (لو 2: 10 – 12).

هؤلاء الرعاة هم رمز للرعاة الروحيين الذين يظهر لهم الرب يسوع المسيح فيبشرون باسمه في كل مكان كما بشر رعاة بيت لحم بالمسيح في بلدتهم هذه على أثر سماعهم أنشودة الفرح والابتهاج من الملائكة الأطهار.

لننظر مجد المسيح على الأرض وقد تلألأ بالنور وسطع على الرعاة وجمهور الملائكة ينشدون أناشيد الفرح والسرور فقد تنبأ موسى منذ قرون عديدة فقال: "تهللوا أيها الأمم شعبه".

إشعياء النبي قال: "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل، زبدًا وعسلًا يأكل متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر يختار الخير " (أش 7: 14 – 15).

هوذا "بيت لحم" تضاهي السماء، فتسمع فيها أصوات تسبيح الملائكة من الكواكب، وبدلًا من الشمس أشرق شمس البر في كل جانب.

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:18 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
طوبى لِمَنْ يصير قيثارة لتسبيحك، فإن نعمتك تكون هي مكافأته!
انفتحت السماء لتنزل جوقة من الملائكة تشاركنا بهجتنا الروحية، يقول الإنجيل: "وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة (الإرادة الصالحة)" (لو 2: 13 – 14).

إذ مضت الملائكة تشاور الرجال معًا منطلقين بشوق وبسرعة، ليلتقوا بهذا المولود العجيب.. جاءوا يشهدون بما قيل لهم عنه، فصاروا كارزين به، إذ قيل: "وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة"..

يقدم القديس مار أفرام صورة مبهجة للقاء الرعاة بالطفل الراعي، إذ يقول:

جاء الرعاة حاملين أفضل الهدايا من قطعانهم: لبنًا لذيذًا ولحمًا طازجًا وتسبيحًا لائقًا... أعطوا اللحم ليوسف، واللبن لمريم، والتسبيح للابن!!

أحضروا حملا رضيعا وقدموه لخروف الفصح! قدموا بكرا للابن البكر، وضحية للضحية، وحملا زمنيا للحمل الحقيقي، إنه لمنظر جميل أن ترى الحمل يقدم إليه الحمل!

اقترب الرعاة منه وسجدوا له ومعهم عصيهم، حيوه بالسلام.. قائلين: السلام يا رئيس السلام، هوذا عصا موسى تسبح عصاك يا راعي الجميع، لأن موسى يسبح لك، مع أن خرافه قد صارت ذئابا، وقطيعه كما لو أنه قد صار تنينا!

تأثرت جدا القديسة مريم بهذا اللقاء، وكما يقول الإنجيلي: "وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الكلمات متفكرة به في قلبها " - يقول القديس أمبروسيوس: [من كلمات الرعاة تحصد مريم عناصر إيمانها].

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:19 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
التشابه بين القديسة مريم والكنيسة:
القديسة مريم والكنيسة كلاهما أم وعذراء في نفس الوقت، كل منهما قد حملت بالروح القدس بغير زرع بشر، معطية ميلادا للابن الذي بلا عيب، فالقديسة مريم هي أم الكلمة الإلهي ولدته حسب الجسد، والكنيسة أم أعضائه ولدتهم بالمعمودية ليشاركوا السيد المسيح حياته.

في هذا يقول القديس أغسطينوس: "كما ولدت مريم ذاك الذي هو رأسكم، هكذا ولدتكم الكنيسة، لأن الكنيسة هي أيضًا أم (ولود) وعذراء، أم في أحشاء حبنا، وعذراء في إيمانها غير المنثلم، هي أم لأمم كثيرة الذين يمثلون جسدا واحدا، وذلك على مثال العذراء مريم أم الكثيرين وفي نفس الوقت هي أم للواحد".

القديسة مريم عذراء حسب الجسد والروح، أما الكنيسة فيمكن دعوتها عذراء إذ لا تنحرف قط عن الأيمان بل تبقى أمينة على تعاليم السيد المسيح إلى النهاية.

تحمل الكنيسة ذات لقب القديسة مريم، أي "حواء الجديدة". فإن القديسة مريم قد ولدت "الابن المتجسد" واهب الحياة للمؤمنين، أما الكنيسة فهي أم المؤمنين الذين يتقبلون الحياة خلال اتحادهم بالرأس، الإله المتجسد.

تشابه الكنيسة القديسة بكونها " أمة الرب " فهي كأمة الرب المتضعة ترفض كل المجهودات البشرية الذاتية، وتصير علامة لنعمة الله، الذي يطلبنا في اتضاع طبيعتنا ليقودنا إلى مجد ملكوته.

دعى كل من القديسة مريم والكنيسة بـ"المقدسة" أو "القديسة". يفسر القديس هيبوليتس التطويب الذي ذكره موسى "مباركة من الرب أرضه، تبقى له وتتبارك بندى السماء " (تث 33: 13) كنبوة عن قداسة مريم، الأرض المباركة إذ تقبلت كلمة الله النازل كندى السماء، يعود فيقرر أنها نبوة تشير إلى قداسة الكنيسة، قائلًا: "يمكن أن تُقال عن الكنيسة، إذ تباركت بالرب، كأرض مباركة، كفردوس البركة، أما الندى فهو الرب، المخلص نفسه".

شفاعة القديسة هي نموذج لعمل الكنيسة، حيث يلتزم أعضاؤها المجاهدون والمنتصرون الاقتداء بالقديسة مريم، مصلين بغير انقطاع من أجل تجديد العالم كله في المسيح يسوع "

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:19 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
شهر كيهك وشفاعة السيدة العذراء
تحتفل الطوائف المسيحية الأرثوذكسية ابتداء من اليوم بالشهر المريمي (شهر كيهك القبطي) – حيث تشدو الألحان بتسبيح السيد المسيح من خلال والدة الإله القديسة مريم..

بعد حوالي شهر من الآن نستقبل السيد المسيح – الإله المتجسد – طفلًا مولودًا في مذود للبقر بمدينة بيت لحم،.. هناك احتفلت السماء مع الأرضيين من بسطاء الناس من رعاة للغنم مهللين مرنمين الأنشودة الجميلة: " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. "

إن تسابيح كيهك في الحقيقة تمثل سيمفونية سماوية، لا تمدح القديسة مريم وحدها كوالدة الإله، بل تمدح الكنيسة كلها بكونها المسكن المقدس للإله المتجسد، بمعنى آخر، خلال تجسد ابن الله في الأحشاء المقدسة للقديسة مريم نرى أبن الله ساكنا في نفوسنا بتقديس روحه القدوس.

وبجانب تسبيح السيدة العذراء خصص كثير من التسابيح في مديح بعض القديسين أيضا، وكأنهم يجتمعون معنا لتسبيح الإله المتجسد، مخلص البشرية.

ونحن نقدم للسيدة العذراء باقة ورد وحب مبادلة منا لحبها الكبير للبشرية، وشفاعتها الدائمة عنا أمام ابنها يسوع المسيح لمغفرة خطايانا.

من منا لم يشعر بحب وحنان السيد العذراء له في حياته، من منا طلب منها معونة بإيمان فتخلت عنه، إنها تطلب عنا دون أن نسأل، فكم لو سألنا،،

لقد بدأت خدمة السيد المسيح في عرس قانا الجليل، (يوحنا 2: 1 – 5) وهناك أجرى أول آياته ومعجزاته، بتحويل الماء إلى خمر.. فمن الذي طلب منه ذلك؟ إنها السيدة العذراء؟!

نلاحظ هنا أن خدمة السيد المسيح بدأت ومعها شفاعة من السيدة العذراء!!

كان المدعوين هم جنس البشر، والخمر التي فرغت هي رجاء البشر، الذي يحتاجه العالم في كل زمان، والسيدة العذراء التي تشفعت في أهل العرس "ليس لهم خمر" كانت شفيعة العرس كله، بل وشفيعة كل المتكئين من مشارق الأرض ومغاربها، وستظل هكذا إلى الأبد أم قادرة رحيمة ومعينة.

وشفاعتها هي فى أول الشفاعات، وأقوى الشفاعات، تأتى قبل شفاعة الشهداء وجميع القديسين، فهي دائمة الحضور عن يمين الملك، تسأله بدالة الأم والعبدة، فكيف يرفض لها طلبًا؟

والسيدة العذراء وهي تمارس تقديم حاجتنا إلى السيد المسيح، تمارس عملها معنا كأم ومربية ومعلمة.. إذ توجه قلوبنا خفية نحو وصايا الله لنتممها بكل دقة وأمانة، كما أوصت أصحاب العرس "مهما قال لكم فافعلوه"!! – وذلك عندما نظهر لها احتياجنا ويبدو أمامها لائقا مستحقا الشفاعة كما كان أهل العرس يستحقون.

ونحن حينما نقول عن العذراء " الملكة الحقيقية " التي قامت عن يمين الملك لا نعطيها من عندنا لقبا فخريا بل في الحقيقة هو إشارة إلى مسئولية وعمل العذراء في العرش الإلهي، فإن كان العبد الأمين قد أقامه الرب على عشر مدن فالعذراء الأم الأمينة قد أقامها الله على الكنيسة.

وشفاعة السيدة العذراء لا تبخل بها على غير المسيحيين، فإننا نرى أهل الأديان الأخرى يكرمون العذراء ويتشفعون بها.

والذين ينكرون قوة وشفاعة السيدة العذراء من بعض طوائف المسيحيين هم جهلة يعزلون أنفسهم عن دائرة الحب والرحمة، ويتحججون بالآية التي وردت في رسالة يوحنا الأولى الأصحاح الثاني: "وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا...."

إنهم يخلطون بين الشفاعة الكفارية التي قام بها السيد المسيح على الصليب لخلاص جنس البشر، والتي لا يستطيع أحد أن يقوم بها لا رئيس ملائكة ولا نبيًا، بل السيد المسيح وحده لمصالحة آدم وبنيه مع الله الآب عن خطية آدم الأصلية.

أما شفاعة السيدة العذراء والقديسين فهي شفاعة توسلية من أجل مغفرة خطايانا التي نرتكبها كل يوم، ومن أجل الاستجابة لطلباتنا التي تتفق مع مشيئة الله.

هلموا ترتمي في أحضان السيدة العذراء معانقين إياها "بالسلام".

يدرك الكل بلا استثناء... بأنها العذراء مريم التي استأهلت أن تحمل في أحشائها الذي يحمل المسكونة والساكنين فيها.

فهي عذراء قبل ولادتها ربنا يسوع المسيح.. وعذراء أثناء ولادته... وعذراء بعد الولادة.

كأوراق الخريف تتساقط الكلمات أمام وصفك.. أيتها القديسة الطاهرة مريم العذراء وتتوارى الورود خجلي استحياء أمام جمالك.. الذي لا يدانيه جمال يا من ولدت الأبرع جمالًا من بني البشر.

سيدتي العذراء من أين آتى بكلمات تستطيع أن تترجم كمالاتك وطهرك.. وتفردك بصفات لم ولن توجد في أحد من البشر عبر التاريخ... أجل أيتها العذراء طوبى للأفواه التي تتغنى باسمك والقلوب التي تلهج بحبك... يا من ارتفعت عن السموات وسموت فوق الشاروبيم... حقا تطلع الرب من السماء فلم يجد من يشبهك... يا ملكة متوجة بالكمال... وزمردة مزدانة بالجلال والجمال.

"من أجل حواء أغلق باب الفردوس. ومن قبل مريم العذراء فتح لنا مرة أخرى" (التسبحة).

بشرى النهيسى 23 - 11 - 2021 10:35 PM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:50 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
ماذا تعرف عن قصة شجرة عيد الميلاد؟


لماذا نزين شجرة عيد الميلاد وما هي قصتها؟



عادة تزيين الشجرة عيد الميلاد، عادة شائعة عند الكثيرين من الناس، حيث تنصب قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس، وعندما نعود إلى قصة ميلاد السيد المسيح في الإنجيل المقدس لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد. نتساءل من أين جاءت هذه العادة ومتى بدأت؟ بالرجوع إلى إحدى الموسوعات العلمية، نلاحظ بأن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات Oak of Thor والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية.

تقول إحدى التحليلات أنه في عام 727 أو 722م أوفد إليهم القديس بونيفاسيوس لكي يبشرهم، وحصل أن شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى أشجار البلوط، وقد ربطوا طفلًا وهموا بذبحه ضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وخلص الطفل من أيديهم ووقف فيهم خطيبًا مبينًا لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك. وقام بقطع تلك الشجرة، وقد رأى نبتة شجرة التنوب fir تبع من الشجرة (شجرة الكريسماس الحالية)، فقال لهم أنها تمثل الطفل يسوع..


وكان كمن يقول لهم: "تستخدمون أخشاب هذه الشجرة البسيطة لبناء بيوتكم.. فلتجعلون المسيح هو حجر الزاوية في منازلكم.. فهو يهِب حياتكم الاخضرار الذي لا يذبل، لتجعلوا المسيح هو نوركم الدائم.. أغصانها تمتد في كل الاتجاهات لتعانِق الناس، وأعلى الشجرة يشير إلى السماء.. فليكن المسيح هو راحتكم ونوركم".

وهناك عدة تحليلات أخرى لنشأة شجرة الميلاد.. ولكن أكثر ما نلاحظه أن بداية وضعها رسميًا هكذا بدأ في القرن السادس عشر في ألمانيا أيضًا في كاتدرائية ستراسبورج عام 1539 م.


وكما أوضحنا أعلاه، فقصة ميلاد المسيح الفعلية ليس بها ذِكر لأي شجر، ولكن كما أرسل لنا أحد زوار موقع الأنبا تكلاهيمانوت، وقال أن الصلة واضحة تمامًا؛ فما شجرة الميلاد بمصابيحها المتلألئة (أو قديما بشمعاتها المتوهجة) إلا العليقة التي رآها موسى النبي في البرية وهي مشتعلة نارًا ولا تحترق.. والعليقة (خروج 3) كانت ترمز للعذراء مريم التي حملت في بطنها الأقنوم الثاني بناسوته المتحد بلاهوته الناري ولم تحترق. لذلك فالعُلِّيقة حملت سر التجسد الإلهي. ولاحظ أن الله ظهر وسط شجرة ضعيفة وليست شجرة أرز فالله يسكن عند المتواضعين (اش15:57).

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:53 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
تجسد ليفديني
نيافة الأنبا موسي



"ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه عن أحبائه..." (يوحنا 13:15)
كان الهدف الأول من التجسد هو: التعليم!

ولكن التعليم لا يكمل إلا بالقدوة! والقدوة لا تكمل إلا بالحب! والحب لا يكمل إلا بالفداء! وهكذا كان الفداء!! الحب الإلهي غير محدود! ولكن العدل الإلهي أيضًا غير محدود! ولا يمكن أن يكون إلا إلهًا:

حبه عادل! وعدله محب.
ولا نستطيع أن نهتم ونتقبل إحدى كمالات الله، دون أن نهتم ونتقبل كمالاته الأخرى. ذلك لأن البعض يريدون من الله أن يكون محبا! فقط، ويستكثرون عليه أن يكون عادلًا! وهذا خطأ جسيم، سببه تغليب العاطفة على العقل، والفكر الفردي على فكر الآباء!

(أ) نتائج السقوط
لقد نتج عن السقوط - إذن - أمران جوهريان هما:

1- حكم الموت.

2- فساد الطبيعة الإنسانية. 1- حكم الموت: وهو موت رباعي.

* الموت الجسدي: إذ يمرض الإنسان ويشيخ ويدفن في التراب.

* الموت الروحي: إذ يحيا الإنسان منفصلًا عن الله.

* الموت الأدبي: حيث سقط الإنسان من رتبته، وخرج من جنة عدن، وتألبت عليه الطبيعة المادية، والنباتية، والحيوانية...

* الموت الأبدي: إذ سيطر عليه - لفساده - حكم الموت، في الجحيم، ثم جهنم.



2- فساد الطبيعة:
إذ تلوث الإنسان، وانحرفت مكوناته، وتألبت عليه غرائزه وشهواته وأنانيته، فقتل، وزنى، وسرق، وأصبحت نفسه ينبوعًا للآثام، تزداد في كميتها ونوعياتها كل يوم، وحتى الآن، إذ يبتدع إنسان لنفسه شهوات كثيرة، وجديدة ومنحرفة..وها هو الآن يحاول تقنينها ضميريًا ومدنيًا وحتى دينيًا... كما يحدث في الغرب الآن مع حركات الجنسية المثلية. وأخيرًا جاء الفادي.

كان لابد من فادٍ يدفع عن البشرية حكم الموت، ويطهرها من فساد الطبيعة... وأن يكون هذا الفادي بصفات خاصة، تؤهله للقيام بهذا العمل المجيد إذ لابد أن يكون:

1- غير محدود : لأن خطية آدم وحواء غير محدودة، إذ أنها موجهة نحو الله غير المحدود، وعقاب أي خطأ يكون بحسب الموجه إليه هذا الخطأ.

2- بلا خطيئة : لأن الفادي لو كان خاطئًا، لأحتاج من يفديه... إن فاقد الشيء لا يعطيه.

3- خالقًا: حتى يستطيع تجديد طبيعة الإنسان التي فسدت، هذا أمر لا يستطيعه إلا الخالق!

4- إنسانًا : فالإنسان هو الذي أخطأ، ولابد لمن يموت ليفديه أن يكون إنسانًا، لكي يمثل الإنسانية المفتداة.

5- قابلًا للموت : لأن أجرة الخطية موت، ولابد من دفع ثمن السقوط، وهو تنفيذ حكم الموت.

بل لابد لهذا الموت أن يصاحبه سفك دم... "لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين 22:9).

بل لابد لسفك الدم من أن يكون على عود الصليب، لأنه مكتوب: "ملعون كل من علق على خشبة" (غلاطيه 13:3)... ذلك لكي يغسل الرب لعنة الإنسان ولعنة الأرض. "ملعونة الأرض بسببك" (التكوين 17:3).


ويستحيل - بالطبع - أن تجتمع هذه المواصفات، لا في إنسان، ولا في ملاك ولا فى رئيس ملائكة، ولا في نبي.. فمن يحقق بعضها لا يحقق البعض الآخر... لهذا جاء التجسد بمثابة الحل الوحيد لإنقاذ الإنسان وفدائه، لأن "الكلمة" حينما تجسد وتأنس، استطاع أن يوفى كل مواصفات الفادي، وكل مطاليب العدالة الإلهية، والحب الإلهي بآن واحد:

* بلاهوته: كان غير محدود، وبلا خطية، وخالقًا...

* وبناسوته: كان إنسانًا، قابلًا للموت، وسفك الدم بالصليب. وهكذا ارتفع الرب يسوع على الصليب، ليحمل عقاب خطايانا، ويرفع عنا ديوننا، ويطهر لنا طبيعتنا الساقطة، ويردنا إلى صورتنا الأولى كأولاد الله..

لك الشكر يا رب!!

(ب) فاعليات الفداء
الفداء، هو سر خلاص البشرية، وبدون الفادي ليس سوى الهلاك: بالموت الذي حكم به علينا، وبالفساد الذي ورثته طبيعتنا، وبالخطايا اليومية الناتجة عن ذلك.

لكن الرب يسوع حينما فدانا على عود الصليب، قدَّم لنا من خلال دمه الطاهر فعاليات خمس هي:

1- الغفران: إذ "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (العبرانيين 22:9) "فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا" (أفسس 7:1) فها هو دم المسيح يغفر للتائبين كل خطاياهم، حيث حمل الرب "خطايانا في جسده على خشبة" (1بط 24:2).

لذلك فمهما كانت خطايانا فأمامنا باب التوبة المفتوح، "من يقبل إلَّى، لا أخرجه خارجًا"(يوحنا 37:6)، "محوت كغيمة ذنبوك، وكسحابة خطاياك. وخطاياك لا اذكرها" (أش 22:44)، "كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا" (مز 12:103) "طرحت خطاياك وراء ظهري... لا أذكرها" (أش25:43).

2- التطهير: فالغفران يخص الماضي، أما التطهير فيخص الحاضر "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية"(1يو 7:1).

وهكذا فمن يلجأ إلى الرب يسوع، وإلى دمه الطاهر، ويتطهر من كل خطية! وأرجو من القارئ الكريم ملاحظة كلمة "كل".

3- التقديس: وهذا يخص المستقبل، فالغفران يكون لما ارتكبتاه في الماضي من خطايا، والتطهير يخص حاضرنا المدَّنس، أما التقديس فيخص مستقبلنا الروحي، ذلك حينما يقدسنا دم المسيح، أعمالًا لفعل الميرون فينا، وسكنى روح الله داخلنا.. يسوع "لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب" (عب9). والتقديس هنا لا يعنى العصمة، ولكنه يعنى التخصيص والتكريس والتدشين والملكية.. فروح الله الذي أخذناه بالميرون المقدس، يضرم بفعل التناول المستمر، من جسد الرب ودمه فيزداد، تكريسنا عمقًا وشمولًا: من الفكر، إلى الحواس، والمشاعر، والإرادة، والأعمال، والخطوات.

4- الثبات : إذ قال الرب: "من يأكل جسدي ويشرب دمى، يثبت فيَّ وأنا فيه" (يو 56:6)... التناول إذن ثبوت الرب، وثبوت للرب فينا وما أمجدها من حياة، أن يسكن فينا المسيح، ويجعل من قلوبنا مذود له، ومن بيوتنا كنائس يسكناها، لذلك يوصينا "أثبتوا فيَّ" (يو 4:15)، علينا أن نكثر من تناولنا من جسده ودمه الأقدسين.

5- الحياة الأبدية: إذ قال لنا بفمه الطاهر: "من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو 54:6).. إذن فجسد الرب دمه يعطينا إمكانية القيامة.. فالخلود، والدخول إلى ملكوته الأبدي السعيد..

يا لعظيم محبة الله..!! إن يرفعنا من طين الخطية إلى عرش نعمته! ومن ضعف الجسد إلى أمجاد أورشليم!

ومن شركة الترابيين إلى شركة سكان السماء!



ماذا علينا الآن؟

1- إن كان دم المسيح يغفر فعلينا بالتوبة.

2- إن كان دم المسيح يطهر.. فعلينا بالإلحاح في الصلاة!!

3- إن كان دم المسيح يقدس.. فلنفحص مدى تكريسنا له!!

4- إن كان دم المسيح يثبت.. فلنشبع به في التناول!!

5- إن كان دم المسيح يحيىّ.. فلنرفع قلوبنا إلى فوق!!


بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:55 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
لنيافة الأنبا بيشوى


لماذا ولد السيد المسيح في بيت لحم؟

إن السيد المسيح هو ملك الملوك، ورب الأرباب. وقد أراد بميلاده في بيت لحم أن يعلمنا الاتضاع، وأن الكرامة الحقيقية تنبع من الداخل وليس من المظاهر الخارجية. فالحب مجد، والكراهية عار. فليس المجد في الملابس الثمينة الغالية الثمن أو الذهب. فالإنسان الأصيل هو الذي معدنه مثل الذهب، هذا هو الإنسان الذي له المجد الداخلى. وهذا هو أول درس يعلمه لنا السيد المسيح من ميلاده في حظيرة للأغنام. وهناك دروس أخرى هامة من الممكن أن نتعلمها من قصة الميلاد.

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:55 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
لنيافة الأنبا بيشوى

لماذا ولد السيد المسيح في بيت لحم؟

إن السيد المسيح هو ملك الملوك، ورب الأرباب. وقد أراد بميلاده في بيت لحم أن يعلمنا الاتضاع، وأن الكرامة الحقيقية تنبع من الداخل وليس من المظاهر الخارجية. فالحب مجد، والكراهية عار. فليس المجد في الملابس الثمينة الغالية الثمن أو الذهب. فالإنسان الأصيل هو الذي معدنه مثل الذهب، هذا هو الإنسان الذي له المجد الداخلى. وهذا هو أول درس يعلمه لنا السيد المسيح من ميلاده في حظيرة للأغنام. وهناك دروس أخرى هامة من الممكن أن نتعلمها من قصة الميلاد.

بشرى النهيسى 24 - 11 - 2021 06:56 AM

رد: كل سنه وأنتم طيبين
 
هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم
لقد ولد السيد المسيح في وسط الأغنام لأنه هو حمل الله، وكما قال يوحنا المعمدان "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" (يو1: 29). فكان من الطبيعي أن الخروف الذي سيحمل خطية العالم، والذي سيذبح من أجل خلاصنا؛ أن يولد في وسط الأغنام أو الخرفان. وبالأخص في مدينة بيت لحم حيث المراعى الكثيرة.

فبيت لحم كانت تُربَى فيها الأغنام حيث المراعى الكثيرة. كما أنها كانت قريبة من أورشليم. وأيضًا يوجد بها هيكل سليمان الذي كانت تقدم فيه ذبائح لغفران خطايا الشعب في العهد القديم. وهذا الغفران كان رمزًا للغفران الحقيقي الذي تم بذبيحة الصليب، وذلك عندما سفك المسيح دمه على الصليب، ومات من أجل خطايانا، ثم قام من الأموات، وصعد إلى السموات. فكان من الطبيعي أن الحمل يولد في وسط الحملان. وهذه نبوة واضحة جدًا عن أنه حمل الله الذي يحمل خطية العالم كله.


الساعة الآن 09:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025