![]() |
معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
مقدمة أ- قراءة السيد المسيح للأفكار، ومعرفته الغيب. 1- إن معجزات السيد المسيح لا تدخل تحت حصر، وهي متعددة جداً في أنواعها. لذلك لن نتعرض في هذا البحث إلي: ب- ظهورات السيد المسيح المتعددة بعد القيامة. 2- إنما سنركز حديثنا في: أولاً: معجزات خاصة بالرب نفسه. ثانياً : معجزات عامة أجراها الرب: أ- هي معجزات كثيرة جداً لا تدخل تحت حصر. ب- هي معجزات عامة ومتعددة وبالجملة وللجميع. ج- معجزات أجراها السيد المسيح في أرض مصر، وتؤيدها نبوءة في الكتاب المقدس. ثالثاً : معجزات خاصة أجراها الرب: أ- معجزات خاصة بإقامة الموتي. ب- معجزات خاصة بالأرواح وإخراج الشياطين. ج- معجزات خاصة بالطبيعة. د- معجزات خاصة بشفاء المرضي، وبالذات من الأمراض المستعصية. |
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
- إقامة لعازر ( يو 11 : 1 - 44 )
+ لقد أرسلت إليه الأختان ( يا سيد هوذا الذي تحبه مريض - يو 11 : 3 ) فإذا بالسيد يعلن ( هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله، ليتمجد إبن الله به - يو 11 : 4 ). قارن ( ليتمجد إبن الله به ) مع ( لتظهر أعمال الله فيه - يو 9: 3) في معجزة منح البصر للمولود أعمي. + حكمة السيد المسيح في الإبطاء عن الذهاب لا يمكن إدراكها في حينها ( لما سمع أنه مريض، مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين - يو 11 : 6 ) مع أنه ( كان يحب مرثا وأختها ولعازر - يو 11 : 5 )!! - ( ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الإستقصاء - رو 11 : 33 ). + كان السيد مترفقاً بتلاميذه إذ تدرج معهم في خبر موت لعازر، فقد كانوا هم أيضاً يحبونه ( قال لهم: لعازر حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأوقظه، فقال تلاميذه: يا سيد إن كان قد نام فهو يشفي. وكان يسوع يقول عن موته، وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد الموت. فقال لهم يسوع حينئذ علانية: لعازر مات... فقال توما.. للتلاميذ رفقائه: لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه - يو 11 : 11 - 14، 16 ). + إن عبارة ( لعازر حبيبنا قد نام - يو 11 : 11 ) تشبه إلي حد كبير ما قاله عن إبنة يايرس ( إن الصبية لم تمت لكنها نائمة - مت 9 : 24 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 39 ، لو 8 : 52 ). وكما تعلمنا الكنيسة المقدسة في أوشية الراقدين: " لا يكون موت لعبيدك بل هو إنتقال ). ثم يكشف السيد المسيح مشاعره لتلاميذه ( وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا - يو 11 : 15 ). ( فلما أتي يسوع، وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر - يو 11 : 17 )، ( قد أنتن - يو 11 : 39 )، مما زاد في المعجزة! فالمفروض أن جسمه قد بدأ يتحلل، وكأن المعجزة هنا معجزتان: 1- حفظ الجسد سليماً طوال الأربعة أيام التي قضاها في القبر. 2- إقامة الجسد من الموت بإرجاع الروح إليه وإتحادها به. + { يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي - يو 11 : 21، 32 ): لقد تكررت هذه العبارة مرتين في نفس الإصحاح علي فم كل من مرثا ثم مريم أختها. + وتدخل مرثا في حوار سريع مع السيد المسيح، فيعطيها رجاء كانت في أشد الحاجة إليه ( سيقوم أخوك.. أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير.. أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلي الأبد - يو 11 : 23 - 26 ). وإذ به يٍسألها عن إيمانها به وبما قاله لها ( أتؤمنين بهذا ؟ - يو11: 26)، فقالت له ( نعم يا سيد، أنا قد آمنت أنك أنت المسيح إبن الله الآتي إلي العالم - يو 11 : 27 ). + وها هو يشارك طبيعتنا في مشاعرها: فلما رأي مريم تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون... بكي يسوع ( يو 11 : 33، 35 ) حتي قال اليهود ( أنظروا كيف كان يحبه ! - يو 11 : 36 )، وقال بعض منهم ( ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمي أن يجعل هذا أيضاً لا يموت ؟! - يو 11 : 37 ). ( لقد إنزعج بالروح وإضطرب - يو 11 : 33 ) : فقد رأي الموت في قسوته، والناس في ضعفهم. لقد أمكنهم أن يدفنوا حبيبهم ولم يكن بوسعهم أن يقيموه، إذ إبتلعه الموت ! إنزعج بالروح وإضطرب، إذ رأي البشرية قد وقفت عاجزة أمام سطوة الموت وسلطانه. + { أين وضعتموه ؟ - يو 11 : 34 ): إن الذي يستطيع أن يقيم الميت لا يحتاج أن يدله أحد علي قبره. لكنه قال هذا ليذهبوا معه ويشاهدوا المعجزة. + قبل أن يقيم إبن أرملة نايين، تحنن السيد علي أمه وقال لها ( لا تبكي - لو 7 : 13 )، وأيضاً قبل أن يقيم إبنة يايرس قال للجمع ( لا تبكوا - لو 8 : 52 )، أما هنا - عندما لمس الحزن أحباءه وقديسيه - ( في كل ضيقهم تضايق - إش 63 : 9 )، لم يقل لمريم ( لا تبكي ) بل ( بكي يسوع - يو 11 : 35 ). والكلمة المستخدمة في ( بكاء السيد ) في الأصل اليوناني تعمل معني أنه ( أذرف الدموع )، وهي تختلف عن الكلمة التي إستخدمت في ( بكاء مريم ) و ( بكاء اليهود الذين جاءوا معها ) وتحمل معني أنهم ( بكوا أو ناحوا ). إن دموع السيد المسيح هي أسمي صورة للدموع، ولعل الآية ( بكي يسوع ) هي من أعمق الآيات في الكتاب المقدس: إنها دموع أعمق من كل تأملاتنا.. فيها الحب، والتأثر، ورقة القلب وحساسيته، والحنو، وربما الحزن أيضاً... وفيها معان أخري لا نعرفها... من هنا يستطيع أن يصل إلي أعماقها ؟! + وهكذا نري أن السيد المسيح إنزعج بالروح وإضطرب وبكي، وهذا يدل علي كمال ناسوته، فكإنسان كانت له مشاعر الإنسان. ولو لم تكن له هذه المشاعر، ما كان قد شابهنا في كل شئ، ومشاعر الإنسان تتبعه في كل وقت، وتظهر في تعبيرات. وفي ( المشاعر الإنسانية ) كتب مرة قداسة البابا شنودة الثالث هذه الأبيات الشعرية : لكنهــــــا مشـــــاعــــرتســـــكن دائمـــــاً معـــــي تسكــــن فــــي حشــاشتــي فــي مهجتـــي فــي أضلعــي تظـــــهر فــي إبتســـامتــي فـــي ضحكتـــي فـــي أدمعـــي مشــــاعــــر تتبعنــــــي فـــي صحوتـــي فــي مضجعــي تجـــري دوامــاً فـــي دمـــي كنت أعــــــي أو لا أعـــــــي كـــم مــــــرة قلت لهـــــاعنـــي بعيـــــــداً وإرجعــــي لكنهـــــــــا مشاعــــــرتسكــــــــن دائمــــــاً معـي تجـــــري دوامـــاً في دمـــي كنت أعــــــي أو لا أعــــــي + { إرفعوا الحجر - يو 11 : 39 ) : وهنا ضعف إيمان مرثا ( يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام - يو 11 : 39 )، وكأنها أرادت أن تقول أنه لا فائدة من المحاولة، فكيف يقوم إنسان قد أنتن وبدأ جسده يتحلل ؟! وهنا أسرع السيد ليشدد إيمانها ويذكرها - بسرعة - بما قاله لها منذ لحظات قائلاً ( ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله ؟! - يو 11 : 40 ). وفي قوله ( إرفعوا الحجر ) محبة فائقة من نحوه تجاه البشر، فيشركنا معه في عمله، مع أنه لا يحتاج إلينا، لأن الذي يقدر أن يقيم إنساناً من الموت يقدر أيضاً أن يرفع الحجر عن المغارة، بطريقة أو بأخري. وأيضاً طلب أن يرفعوا الحجر حتي يظهر الإنسان تجاوبه مع العمل الإلهي : فنحن علينا أن نعمل كل ما في وسعنا من عمل بشري نقدر عليه ( بأن نظهر طاعتنا لله وإيماننا به )، وحينئذ يفرح قلوبنا بالعمل الإلهي الذي لا نقدر عليه. + وحديثه مع الآب - قبل إتمام المعجزة - كان من أجل الجمع الواقف ( أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي، وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي، ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت، ليؤمنوا إنك أرسلتني - يو 11 : 41، 42 ). + المعجزة تمت بالأمر ( صرخ بصوت عظيم : لعازر، هلم خارجاً - يو 11 : 43 ) وقد صرخ ( بصوت عظيم ) لا ليسمعه لعازر - إذ أنه قادر علي إقامته بمجرد مشيئته بدون كلمة - وإنما إعلاناً لسلطانه الإلهي ،من أجل الجمع الواقف. + { حلوه ودعوه يذهب - يو 11 : 44 ) إشارة إلي سر الكهنوت الذي يعطي الحل من الخطايا التي ربطت الإنسان وقيدته. + وكانت نتيجة المعجزة ( كثيرون من اليهود الذين جاءوا إلي مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به - يو 11 : 45 )، بينما ( قوم منهم مضوا إلي الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع. فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا : ماذا نصنع ؟ فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة ! - يو 11 : 46 ، 47 )، ( فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه - يو 11: 53)، ( وكان أيضاً رؤساء الكهنة والفريسيون قد أصدروا أمر أنه إن عرف أحد أين هو، فليدل عليه لكي يمسكوه - يو 11 : 57 ). |
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
تعليق علي إقامة إبنة يايرس، وإبن الأرملة، ولعازر
+ إنها تشير إلي إقامة السيد المسيح لنفوس من موت الخطية في مراحلها المختلفة. ويقول القديس أغسطينوس ( هذه الأنواع الثلاثة من الموتي تشير إلي ثلاثة أنواع من الخطاه، لا يزال يقيمهم المسيح إلي اليوم : 1- إبنة يايرس، كانت صبية صغيرة، لم ترفع بعد عن سرير الموت في بيت أبيها. تشير إلي النفس التي تتلذذ بالخطية في القلب والفكر الداخلي، ولكنها لم تمارسها بطريقة ظاهرة، بل هي كامنة في بيتها ( القلب والفكر )، فإحتاجت أن يدخل السيد إلي بيتها ( قلبها ) ويمسك بيدها فتقوم. 2 |
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
معجزتان خاصتان بالأرواح ذكرتا في الثلاثة الأناجيل 1أ-
إخراج الشياطين ( لجئون ) من مجنوني ( مجنون ) كورة الجرجسيين ( الجدريين ). ( مت 8 : 28 - 34 ، مر 5 : 1 - 20 ، لو 8 : 26 - 39 ) 1ب- إخراج روح نجس أخرس أصم من الولد المصروع، لم يقدر التلاميذ أن يخرجوه. ( مت 17 : 14 - 21 ، مر 9 : 14 - 29 ، لو 9 : 37 - 43 ). |
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
+ وفي وصف حالتيهما {.. إستقبله مجنونان خارجان من القبور، هائجان جداً، حتي لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق } مت 8 : 28 )، {. إستقبله من القبور إنسان به روح نجس، كان مسكنه في القبور، ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل، لأنه قد ربط كثيراً بقيود وسلاسل، فقطع السلاسل وكسر القيود، فلم يقدر أحد أن يذلله. وكان دائماً ليلاً ونهاراً في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة } مر 5 : 2 - 5 )، {.. إستقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل، وكان لا يلبس ثوباً ولا يقيم في بيت بل في القبور.. وقد ربط بسلاسل وقيود محروساً، وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان إلي البراري} ( لو 8 : 27، 29 ).
+ لعل المجنونان الخارجان من القبور يشيران إلي الروح والجسد، وقد خضعا لحالة من الموت الروحي بسبب الخطية : فقد ملك الشيطان علي الروح، ففقدت شركتها مع الله، وملك الشيطان علي الجسد ففقد سلامه مع الروح... ويصير الإنسان كما في حالة هياج شديد، لا يعرف السلام له موضع فيه. لقد حرمه الروح النجس من السكني في بيته، وعزله عن حياة الشركة - حتي مع أقربائه - ليعيش في عزلة وسط القبور، مثل وحش ثائر لا يقدر أحد أن يضبطه. + إن مجنون كورة الجدريين يمثل البشرية التي بقيت زماناً طويلاً مستعبدة لعدو الخير، صارت خارج المدينة والبيت، أي خارج الفردوس الذي أقيم لأجلها، وتعرت من ثوب النعمة الإلهية، تؤذي نفسها بنفسها ! + ويعلق القديس أمبروسيوس علي هذا الرجل قائلاً { العريان هو من فقد ثوب طبيعته الأولي وفضيلته... وهو يشير إلي شعب الأمم وقد غطته الرذائل فتعري بجهالاته، وخلعت الآثام عنه ثوبه.. إن مثل هذه النفوس تبدو كأنها ساكنة في قبور، فإن أجساد غير المؤمنين ليست إلا نوعاً من القبور يدفن فيها الأموات - أي النفوس الميتة - حيث لا تسكن فيها كلمة الرب }. + لقد ساد الإعتقاد عند اليهود قديماً بأن الشياطين تفضل ثلاثة مناطق لسكناها : البرية ( الأماكن الخربة ) وأعماق المياة والقبور. الأولي تشير إلي سعي الشيطان في نزع كل ثمر روحي للإنسان، ليجعل منه برية قاحلة بلا ثمر. والثانية تشير إلي رغبة العدو أن يدخل بالإنسان إلي دوامة الحياة ليلهيه عن أبديته، فيكون كمن في أعماق المياه بلا رجاء. والثالثة تشير إلي طبيعة الشيطان كمقاتل يشتهي هلاك الإنسان وموته. يتبع : - |
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
+ لاحظ أن الشياطين - في البداية - كانت تتحدث بصيغة المفرد ( مر 5 : 6، 7 ، لو 8 : 28 )، إذ لم تكن ترد أن تكشف عن نفسها، ولكن لما سأل السيد عن الإسم، صارت تتحدث بصيغة الجمع ( إسمي لجئون، لأننا كثيرون ! - ). مر 5 : 9 ). ويقول القديس أمبروسيوس {. لم يعذبه شيطان واحد، بل هاجمه لجئون ). + { وكان بعيداً منهم قطيع خنازير كثيرة ترعي - مت 8 : 30 )، ( وطلب إليه كثيراً أن لا يرسلهم إلي خارج الكورة.. فطلب إليه كل الشياطين قائلين : أرسلنا إلي الخنازير لندخل فيها } ( مر 5 : 10 - 12 ) أنظر أيضاً ( مت 8 : 31 ، لو 8 : 31 )، - وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعي في الجبل، فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها.. - لو 8 : 32 ). لعل الشياطين أدركت أن السيد لن يسمح لها بدخول إنسان آخر، فقد جاء لخلاص بني البشر ( يو 3 : 16، 17 )، ولا طلبت منه الدخول في حيوانات طاهرة يمكن أن تستخدم كتقدمة في الهيكل، فإستأذنت أن تدخل الخنازير النجسة ( لا 11 : 7، 8 ، تث 14 : 8 ). + ويعلق القديس أمبروسيوس علي طلب الشياطين بقوله ( بدأت الشياطين تتضرع إليه ليأمره حتي تدخل في قطيع الخنازير.. لأنها لم تستطع إحتمال بهاء شعاع النور الإلهي. وكما أن مرضي العيون لا يستطيعون إحتمال التطلع في ضوء الشمس - مفضلين الظلام وهاربين من النور - هكذا تهرب الشياطين مرتعبة قبل حلول الوقت، حيث ينتظرها العذاب ). + { فقال لهم : إمضوا، فخرجوا، ومضوا إلي قطيع الخنازير. وإذا قطيع الخنازير كله قد إندفع من علي الجرف إلي البحر، ومات في المياه } ( مت 8 : 32 )، ( فأذن لهم يسوع. فخرجت الأرواح النجسة، ودخلت في الخنازير، فإندفع القطيع من علي الجرف إلي البحر، وكان نحو ألفين، فإختنق في البحر - مر 5 : 13 ) أنظر أيضاً ( لو 8 : 32، 33 ). ربما يتساءل البعض : لماذا سمح الله للشياطين أن تدخل في قطيع الخنازير ؟ ما ذنب هذه الخليقة ؟! وما ذنب أصحابها ؟! 1- لقد أراد أن يعرف الناس أن الشياطين حقيقة وليست وهماً - بدليل ملموس - علي عكس ما يعتقد الصدوقيون ( لأن الصدوقيين يقولون أنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح... - أع 23 : 8 |
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
- أراد أن يوضح للناس عنف الشياطين، وطبيعتهم المحبة للهلاك، حتي بالنسبة للحيوانات غير العاقلة، إذ لم تحتمل الخنازير دخول الشياطين فيها، بل سقط القطيع كله مندفعاً إلي البحر ومات في الحال ! فما حدث للمجنونين كان أقل بكثير مما حدث للخنازير، إذ لم يسمح الله للشياطين أن تؤذي المجنونين إلا في حدود معينة... ويوضح القديس يوحنا ذهبي الفم مدي عنف الشياطين وقسوتهم بقوله { هكذا تفعل الشياطين عندما تسيطر ! مع أن الخنازير بالنسبة للشياطين ليست ذات أهمية، أما نحن - فبالنسبة لهم - توجد بيننا وبينهم حرب بلا هوادة، ومعركة بلا حدود، وكراهية بلا نهاية. فإن كان بالنسبة للخنازير - التي ليس بينهم وبينها شئ - لم تحتمل الشياطين أن تترك ولا واحدة منها، فكم بالأكثر تصنع بنا ونحن أعداء لهم، هؤلاء الذين ننخسهم دائماً ؟! ماذا يصنعون بنا لو كنا تحت سيطرتهم ؟! }. 53- أراد أن يظهر للحاضرين قيمة النفس البشرية، فهي عنده أثمن من ألفين من الخنازير، وأنه مستعد - مهما كلفه الثمن - أن يترك قطيع الخنازير يهلك من أجل إنقاذ شخصين. وكما يقول القديس جيروم { ليخز ماني القائل بأن أرواح الناس والبهائم واحدة من نفس العنصر.. إذ كيف يكون خلاص رجل واحد - أو إثنين - علي حساب غرق ألفين من الخنازير ؟! }. 4- أراد أن يظهر عنايت بخليقته، إذ لم تستطع الأرواح الشريرة أن تدخل - حتي في الخنازير - بدون إستئذانه ! فعلي الرغم من عنف الشياطين وقسوتها، فهي أمام السيد المسيح في غاية الضعف { لا تقدر أن تدخل خنزيرة ما لم يسمح لها الرب ) كقول القديس يوحنا ذهبي الفم. ويقول القديس سيرينوس ( إن كان ليس لديهم سلطان أن يدخلوا الحيوانات النجسة إلا بسماح من الله، فكم بالحري يعجزون عن الدخول في الإنسان المخلوق علي صورة الله ؟! ) أنظر ( أي 1 : 12 ). |
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
5- وربما سمح الله بذلك تأديباً لأصحاب الخنازير، إذ قاموا بتربية حيوانات هي نجسة حسب الشريعة ( لا 11 : 7، 8 ، تث 14 : 8 ). وقد قاموا بتربية هذه الخنازير في ( العشر المدن - مر 5 : 20 ) التي أغلب سكانها من اليونانيين، الذين سكنوها أثر هجوم الإسكندر الأكبر علي الشرق.
+ ويعلق القديس أمبروسيوس علي قطيع الخنازير بقوله ( ما هو قطيع الخنازير إلا هؤلاء الذين يشبهون الحيوانات التي بلا نطق ولا فهم، يدنسون حياتهم بالأعمال النجسة.. فيقودهم تصرفم إلي الهاوية، إذ لا يقدرون المكافأة، وبإندفاعهم من فوق إلي أسفل، يختنقون في المياه بين أمواج هذه الحياة ويهلكون.. وهكذا يجلب الإنسان التعاسة لنفسه بنفسه، فإن لم يعش عيشة الخنازير، لا يكون للشيطان سلطان عليه ). + { أما الرعاة فهربوا ومضوا إلي المدينة، وأخبروا عن كل شئ وعن أمر المجنونين، فإذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع، ولما أبصروه طلبوا أن ينصرف عن تخومهم !! - مت 8 : 33، 34 )، أنظر أيضاً مر 5 : 14 - 17 {وجاءوا إلي يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالساً ولابساً وعاقلاً، فخافوا ! فحدثهم الذين رأوا كيف جري للمجنون وعن الخنازير... )، وأيضاً لو 8 : 34 - 37 ( فوجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابساً وعاقلاً، جالساً عند قدمي يسوع فخافوا ! فأخبرهم أيضاً الذين رأوا كيف خلص المجنون، فطلب إليه كل جمهور كورة الجدريين أن يذهب عنهم، لأنه إعتراهم خوف عظيم !!... ). + لعل غرض الشياطين من إغراق الخنازير كان أن يهيجوا كل أهل الكورة علي السيد المسيح، إذ لم يحتملوا الخسارة المادية التي لحقت بهم، فطردوا رب المجد من كورتهم، وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم ( إن اللذين سقطا تحت سلطان الأرواح الشريرة أمكن خلاصهما منها بسهولة، أما الطامعون فلم يقدروا أن يحتملوا السيد، وصاروا أكثر منهما مرارة !! ). + والعجيب أنهم خافوا ( مر5 : 15 ، لو 8 : 35 ) بل إعتراهم خوف عظيم ( لو 8 : 37 ) !! خافوا من الذي يخلص الناس من الشياطين !! وكان عليهم أن يوازنوا بين أمرين : بين الشيطان وهلاكه من جهة، وبين السيد المسيح وخلاصه مع الخسارة المادية من الجهة الأخري.. ألفا خنزير مقابل خلاص النفس البشرية ! لقد وجدوا الثمن غالياً جداً، لأن ( قلبهم ذاهب وراء كسبهم - حز 33 : 31 )، فطلبوا من السيد أن يذهب عنهم ( لو 8 : 37 )، وأن ينصرف عن تخومهم ( مت 8 : 34 ). + يتبع :- |
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
+ ولعل هؤلاء الرعاة يمثلون الذين يهتمون بـ ( العمل الجماعي ) في الخدمة ويحتقرون ( العمل الفردي )، مع أن السيد المسيح أظهر في المعجزة قيمة النفس البشرية الواحدة، أيا كانت هذه النفس. ويري القديس أمبروسيوس ( أنهم يمثلون معلمي الفلسفة ورؤساء المجمع اليهودي، إذ كانت نفوسهم ضعيفة، لا تحتمل كلمة الله ).
+ {فدخل السفينة ورجع - لو 8 : 37 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 18 )، لم يقاومهم السيد المسيح بل تركهم ودخل السفينة، لأنه لا يفرض محبته علي الناس، إذ أعطاهم حرية الإرادة أن يقبلوه أو يرفضوه ( هأنذا واقف علي الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشي معه، وهو معي - رؤ 3 : 20 )، ( كم مرة أردت... ولم تريدوا - مت 23 : 37 ، لو 13 : 34 ). إن كان رعاة الخنازير يرمزون لشعب اليهود وقادته - الذين رفضوا عمل السيد المسيح في وسطهم - فقد تركهم السيد ودخل السفينة ( الكنيسة )، ليحل وسط كنيسة العهد الجديد. + {طلب إليه الذي كان مجنوناً أن يكون معه، فلم يدعه يسوع بل قال له : إذهب إلي بيتك وإلي أهلك، وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك. فمضي وإبتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع، فتعجب الجميع - مر 5 : 18 - 20 ) أنظر أيضاً ( لو 8 : 38، 39 ). لقد سبق أن إستجاب السيد المسيح لطلب الشياطين بالدخول في الخنازير، وإستجاب أيضاً لطلب أهل كورة الجدريين وإنصرف عنهم، ولكنه لم يستجب لطلب الرجل الذي شفاه ليكون معه. لعل السيد أراد منه أن يبدأ أولاً بالكرازة في دائرة ضيقة هي دائرة البيت والأهل، فإن وجده أميناً في القليل ( وتكونون لي شهوداً في أورشليم )، أقامه علي الكثير ( وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض - أع 1 : 8 ) أنظر ( مت 25 : 21 ، لو 16 : 10، 19 : 17 ). ومع ذلك نجد الرجل الذي شفي قد مضي وإبتدأ ينادي في العشر المدن ( مر 5 : 20 )، وفي المدينة كلها ( لو 8 : 39 ) بكم صنع به السيد، حتي تعجب الجميع ! |
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
أنظر أيضاً ( لو 8 : 38، 39 ). لقد سبق أن إستجاب السيد المسيح لطلب الشياطين بالدخول في الخنازير، وإستجاب أيضاً لطلب أهل كورة الجدريين وإنصرف عنهم، ولكنه لم يستجب لطلب الرجل الذي شفاه ليكون معه. لعل السيد أراد منه أن يبدأ أولاً بالكرازة في دائرة ضيقة هي دائرة البيت والأهل، فإن وجده أميناً في القليل ( وتكونون لي شهوداً في أورشليم )، أقامه علي الكثير ( وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض - أع 1 : 8 ) أنظر ( مت 25 : 21 ، لو 16 : 10، 19 : 17 ). ومع ذلك نجد الرجل الذي شفي قد مضي
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
|
رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
+ { وللوقت كل الجمع لما رآوه تحيروا وركضوا وسلموا عليه. فسأل الكتبة : بماذا تحاورونهم ؟ - مر 9 : 15، 16 ). لعل جمع كثير ( لو 9 : 37 ) أحاط بالتلاميذ لينظروا : هل يقدر التلاميذ التسعة أن يخرجوا الشيطان ويشفوا الولد مثل معلمهم ؟ لقد تأزم الموقف بعد فشل التلاميذ في إخراج الروح النجس. ويبدو أن الكتبة إستغلوا الفرصة، وبدأوا يحاورون التلاميذ البسطاء لإحراجهم بأسئلة قد لا يستطيعون الإجابة عليها - في غياب معلمهم - مما زاد الموقف حرجاً ! وبمجئ السيد المسيح إلي تلاميذه، خلصهم من أسئلة الكتبة، إذ رآهم مثل حملان بين ذئاب ( لو 10 : 3 ). + { تقدم إليه رجل جاثياً له وقائلاً : يا سيد إرحم إبني، فإنه يصرع ويتألم شديداً، ويقع كثيراً في النار وكثيراً في الماء - مت 17 : 14، 15 )، {يا معلم قد قدمت إليك إبني به روح أخرس، وحيثما أدركه يمزقه، فيزبد ويصر بأسنانه وييبس.. وكثيراً ما ألقاه في النار وفي الماء ليهلكه.. - مر 9 : 17، 18، 22 )، ( وإذا رجل من الجمع صرخ قائلاً : يا معلم، أطلب إليك، أنظر إلي إبني، فإنه وحيد لي، وها روح يأخذه فيصرخ بغتة، فيصرعه مزبداً، وبالجهد يفارقه مرضضاً إياه - لو 9 : 38، 39 ). |
الساعة الآن 02:12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025