منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=74775)

رمانة 25 - 08 - 2012 05:57 PM

معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
مقدمة
أ- قراءة السيد المسيح للأفكار، ومعرفته الغيب.
1- إن معجزات السيد المسيح لا تدخل تحت حصر، وهي متعددة جداً في أنواعها. لذلك لن نتعرض في هذا البحث إلي:
ب- ظهورات السيد المسيح المتعددة بعد القيامة.
2- إنما سنركز حديثنا في:
أولاً: معجزات خاصة بالرب نفسه.
ثانياً : معجزات عامة أجراها الرب:
أ- هي معجزات كثيرة جداً لا تدخل تحت حصر.
ب- هي معجزات عامة ومتعددة وبالجملة وللجميع.
ج- معجزات أجراها السيد المسيح في أرض مصر، وتؤيدها نبوءة في الكتاب المقدس.
ثالثاً : معجزات خاصة أجراها الرب:
أ- معجزات خاصة بإقامة الموتي.
ب- معجزات خاصة بالأرواح وإخراج الشياطين.
ج- معجزات خاصة بالطبيعة.
د- معجزات خاصة بشفاء المرضي، وبالذات من الأمراض المستعصية.

رمانة 25 - 08 - 2012 05:57 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
أولاً: معجزات خاصة بالرب نفسه

- ولادة السيد المسيح من عذراء ( متي 1 : 18 - 25 ، لو 1 : 34، 35 ، لو 2 : 7 )، ويمكن أن يضاف إليها:
أ- إرتكاض يوحنا المعمدان - وهو جنين - في بطن أمه، تحية للسيد المسيح ( لو 1 : 44 ).
ب- ولادة يوحنا المعمدان من عاقر ( أليصابات ) : ( لو 1 : 36، 37، 57 )، فهو الملاك الذي يهيئ الطريق قدام السيد المسيح ( ملاخي 3 : 1 ، مت 11 : 10 ، مر 1 : 2 ، لو 7 : 27 ).
2- حادثة العماد، ونذكر فيها:
أ- شهادة الآب وقت العماد ( مت 3 : 17 ، مر 1 : 11 ، لو 3 : 22 ).
ب- حلول الروح القدس مثل حمامة نازلاً عليه ( مت 3 : 16 ، مر 1 : 10 ، لو 3 : 21، 22 ، يو 1: 32، 33).
ج- شهادة يوحنا المعمدان له ( مت 3 : 11، 12 ، مر 1 : 7، 8 ، لو 3 : 2، 15 - 17 ، يو 1 : 19 - 36 ).
3- رؤية السيد المسيح لنثنائيل تحت التينة. حتي أن نثنائيل آمن ( يو 1 : 47 - 50 ).
4- حادثة التجلي : ( مت 17 : 1 - 8 ، مر 9 : 2 - 8 ، لو 9 : 28 - 36 )، وشهادة الآب له وقت التجلي ( مت 17 : 5 ، مر 9 : 7 ، لو 9 : 35 ).
5- شهادة الآب له في ( يوحنا 12 ). " أيها الآب مجد إسمك. فجاء صوت من السماء: مجدت وأمجد أيضاً. فالجمع الذي كان واقفاً وسمع قال: قد حدث رعد، وآخرون قالوا : قد كلمه ملاك، أجاب يسوع وقال: ليس من أجلي صار هذا الصوت بل من أجلكم " - ( يو 12 : 28 - 30 ).
6- خروج دم وماء من جنبه. حينما طعن بالحربة، بعد أن أسلم الروح علي الصليب ( يو 19 : 34، 35 ).
7- قيامته المعجزية من بين الأموات.( مت 28 : 5، 6 ، مر 16 : 5، 6 ، لو 24: 1 - 6 ، يو20: 5 - 9، 12).
8- دخوله العلية - بعد القيامة - والأبواب مغلقة ( مرتين ). حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود ( يو 20 : 19، 26 ). فكما خرج من بطن العذراء وبتوليتها مختومة، كذلك خرج من القبر وهو مغلق، وأيضاً دخل العلية والأبواب مغلقة..
9- صعوده إلي السماء. ( مر 16 : 19 ، لو 24 : 50 - 52 ، أع 1 : 9 - 12 ).
10- جلوسه عن يمين الآب. ( مر 16 : 19 ).

رمانة 25 - 08 - 2012 05:58 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
ثانياً: معجزات عامة أجراها الرب
أ- هي معجزات كثيرة جداً لا تدخل تحت حصر
+ سبق أن ذكرنا أن المعجزات التي أجراها السيد المسيح لا يمكن أن تحصي أو أن تعد من كثرتها، إنما ذكرت لنا الأناجيل بعض المعجزات - وليس الكل - علي سبيل المثال وليس الحصر.. بدليل ما ورد في يو 20، 21.
يو 20 { وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه، لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه قد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح إبن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة} بإسمه - (يو 20 : 30، 31 ). يو 21 { وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة } ( يو 21 : 25 ).
ب- هي معجزات عامة ومتعددة وبالجملة وللجميع
1- بعد شفاء حماة سمعان بطرس
متي 8 { ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين. فأخرج الأرواح بكلمة، وجميع المرضي شفاهم } ( متي8 : 16). مر 1 { ولما صار المساء إذ غربت الشمس، قدموا إليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مجتمعة علي الباب. فشفي كثيرين كانوا مرضي بأمراض مختلفة وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه } ( مر 1: 32 - 34 ). لو 4 { وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه، فوضع يديه علي كل واحد منهم وشفاهم. وكانت شياطين أيضاً تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول : أنت المسيح إبن الله. فإنتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح - لو 4 : 40، 41 ).
2- مر 1 : 39 { فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل ويخرج الشياطين }.
3- متي 4 { وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. فذاع خبره في جميع سورية. فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم} ( مت 4 : 23، 24 ).
4- مر 3 ( لأنه كان قد شفي كثيرين حتي وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء. والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة : إنك أنت إبن الله } ( مر 3 : 10، 11 ).
5- لو 6 {.. وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء، الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم، والمعذبون من أرواح نجسة، وكانوا يبرأون. وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه، لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع } ( لو 6 : 17 - 19 ) أنظر أيضاً} ( لو 5 : 15 ).
6- مت 9 { وكان يسوع يطوف المدن كلها والقري يعلم في مجامعها، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب { (مت 9 : 35 ).
7- إذهبا وأخبرا يوحنا:
مت 11 {. إذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: العمي يبصرون والعرج يمشون، والبرص يطهرون والصم يسمعون، والموتي يقومون والمساكين يبشرون } ( مت 11 : 4، 5 ). لو 7 { وفي تلك الساعة شفي كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة، ووهب البصر لعميان كثيرين.. وقال.. إذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما: إن العمي يبصرون والعرج يمشون...... إلخ } ( لو 7 : 21، 22 ).
8- مت 12 : 15 {.. وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً }.
9- ولكنه لما جاء إلي وطنه، لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم!
مت 13 { ولما جاء إلي وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتي بهتوا وقالوا: من أين لهذا هذه الحكمة والقوات ؟! أليس هذا إبن النجار ؟!... فمن أين لهذا هذه كلها ؟! فكانوا يعثرون به. وأما يسوع فقال لهم: ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته! ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم !! - مت 13 : 54 - 58 ). مر 6 {.. ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة، غير أنه وضع يديه علي مرضي قليلين فشفاهم. وتعجب من عدم إيمانهم !!... } ( مر 6 : 1 - 6 ).
10- لوقا 8 {.. كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الإثنا عشر، وبعض النساء كن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض.. } ( لو 8 : 1، 2 ).
11- قبل معجزة الخمس خبزات والسمكتين:
مت 14 { فلما خرج يسوع أبصر جمعاً كثيراً، فتحنن عليهم وشفي مرضاهم } ( مت 14 : 14 ). لو 9 ( فالجموع إذ علموا تبعوه. فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله. والمحتاجون إلي الشفاء شفاهم - لو 9 : 11 ). يو 6 { وتبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها في المرضي - يو 6 : 2 ) أنظر أيضاً} ( يو 2 : 23 ).
12- بعد معجزة المشي علي الماء:
مت 14 { فلما عبروا جاءوا إلي أرض جنيسارت، فعرفه رجال ذلك المكان. فأرسلوا إلي جميع تلك الكورة المحيطة، وأحضروا إليه جميع المرضي، وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء } ( مت 14 : 34 - 36 ). مر 6 { ولما خرجوا من السفينة للوقت عرفوه. فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة، وإبتدأوا يحملون المرضي علي أسرة إلي حيث سمعوا أنه هناك. وحيثما دخل إلي قري أو مدن أو ضياع، وضعوا المرضي في الأسواق، وطلبوا إليه أن يلمسوا ولو هدب ثوبه؛ وكل من لمسه شفي مر 6 : 54 - 56 ).
13- قبل معجزة السبع خبزات وقليل من صغار السمك:
مت 15 ( ثم إنتقل يسوع من هناك وجاء إلي جانب بحر الجليل.. فجاء إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون، وطرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم، حتي تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمشون والعمي يبصرون، ومجدوا إله إسرائيل - مت 15 : 29 - 31 ).
14- في الهيكل في عيد المظال:
يو 7 ( فآمن به كثيرون من الجمع وقالوا: ألعل المسيح متي جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا ؟ -يو7 :31).
15- مت 19 ( ولما أكمل يسوع هذا الكلام، إنتقل من الجليل وجاء إلي تخوم اليهودية من عبر الأردن. وتبعته جموع كثيرة فشفاهم هناك - مت 19 : 1، 2 ).
16- بعد معجزة إقامة لعازر:
يو 11 ( فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا: ماذا نصنع ؟ فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة!!- يو 47:11).
17- صنع عجائب وشفي مرضي في الهيكل، حتي في يوم دخوله أورشليم ( يوم أحد الشعانين ):
مت 21 ( وتقدم إليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم. فلما رأي رؤساء الكنيسة والكتبة العجائب التي صنع والأولاد يصرخون في الهيكل ويقولون: أوصنا لإبن داود، غضبوا !! - مت 21 : 14، 15 ). أنظر أيضاً ( لوقا 19 / 37 ).
18- يو 12 { ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها، لم يؤمنوا به... ولكن مع ذلك آمن به كثيرون من الرؤساء أيضاً غير أنهم - لسبب الفريسيين - لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع. لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله !! } (يو 12 : 37، 42، 43 ).
ج- معجزات أجراها السيد المسيح
في أرض مصر، وتؤيدها نبوءة في الكتاب المقدس..
+ أثناء زيارة العائلة المقدسة لأرض مصر، حدثت معجزات كثيرة لم ترد في الكتاب المقدس، لكنها مذكورة في التقليد. وفي التاريخ الخاص بالكنيسة في مصر، حتي أن كثير من الأصنام وقع علي الأرض في أماكن متعددة بمصر أثناء مرور الطفل الإلهي - مع القديسة مريم العذراء والقديس يوسف النجار - في تلك الأماكن، مع معجزات أخري متنوعة
+ لذلك نجد نبوءة عن هذا الأمر في إشعياء 19 : { وحي من جهة مصر. هوذا الرب راكب علي سحابة سريعة وقادم إلي مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها } ( إش 19 : 1 ) والسحابة هنا تشير إلي السيدة العذراء مريم، وفعلاً إرتجفت وسقطت أوثان مصر - من وجه السيد المسيح - بسبب هيبته في تلك الأماكن.
+ وهكذا نري أن المعجزات التي حدثت في أرض مصر لها أصل كتابي ونبوءة في الكتاب المقدس تؤيدها، لذلك نجد إشعياء النبي يهتف بروح النبؤة في نفس الإصحاح قائلاً. ( في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخمها، فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر... فيعرف الرب في مصر، ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم، ويقدمون ذبيحة وتقدمة، وينذرون للرب نذراً ويوفون به - إش 19 : 19 - 21 )، { مبارك شعبي مصر } ( إش 19 : 25 ).

رمانة 25 - 08 - 2012 05:58 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
ثالثاً: معجزات أجراها الرب (خاصة بإقامة الموتي)
أ- معجزات خاصة بإقامة الموتي
وفيها يظهر سلطان السيد المسيح علي الموت والحياة.
1- إقامة إبن أرملة نايين ( لو 7 : 11 - 17 )
+ يوضح لنا الإنجيل مدي الحالة التي وصلت إليها المرأة {.. ميت محمول، إبن وحيد لأمه، وهي أرملة } ( لو7 : 12).
+{ فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها، لا تبكي } ( لو 7 : 13 ): يقول القديس أمبروسيوس ( إن الأحشاء الإلهية حركتها دموع أم فقدت وحيدها وهي أرملة، بينما مشاركة الجموع لها في آلامها لم تسد الفراغ الذي تركه موت إبنها، وحرمانها من الأمومة ). فالله لا يتعامل معنا علي مستوي السلطة والسيادة - مع أنه الخالق وسيد الكل - بقدر تعامله مع الإنسان علي مستوي الحب والرحمة.
+ { ثم تقدم ولمس النعش، فوقف الحاملون } ( لو 7 : 14 ): ويتساءل القديس كيرلس الكبير عن سر لمس السيد المسيح للنعش، مع أنه كان قادراً أن يقيم الميت بكلمة، ويجيب قائلاً ( كان ذلك يا أحبائي لتعلموا أن جسد الكلمة هو جسد الحياة المتسربل القوة والسلطان، وكما أن الحديد إذا ما إتحد بالنار بدت فيه مظاهر النار وقام بوظائف النار، كذلك جسد الكلمة المسيح تجلت به الحياة، وكان له السلطان علي محو الموت والفساد ). وهكذا أظهر السيد المسيح ما كان لجسده من قدرات علي إعطاء الحياة، خلال إتحاد اللاهوت به.. وبهذا رفع من شأن الجسد الذي كان موضع إزدراء، مباركاً طبيعتنا فيه.
+ المعجزة تمت بالأمر ( أيها الشاب لك أقول قم - لو 7 : 14 ).
+ { فجلس الميت وإبتدأ يتكلم فدفعه إلي أمه - لو 7 : 15 ): يقول القديس أمبروسيوس ( إن أخطأت خطيئة مميتة.. إجعل أمك - التي هي الكنيسة - تبكي عليك، فإنها تشفع في كل إبن لها كما كانت الأرملة تبكي من أجل إبنها الوحيد. إنها تترك في الألم بالروح، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لها حينما تري أولادها يدفعهم الموت في الرذائل المهلكة... حينئذ تقوم أنت من الموت، وتنطق بكلمات الحياة ).
+ وكانت نتيجة المعجزة ( فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم، وإفتقد الله شعبه. وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية، وفي جميع الكورة المحيطة - لو 7 : 16، 17 ).
+ ويقارن القديس أغسطينوس بين موت الجسد وموت الروح بالخطية فيقول ( إنه لعمل معجزي أعظم أن يقوم اللص ليحيا إلي الأبد، عن أن يقوم ليموت ثانية.. لقد فرحت الأم الأرملة عند إقامة الشاب، وها هم البشر يقومون كل يوم بالروح، والكنيسة كأم تفرح بهم. ذاك كان ميتاً حقاً بالجسد، أما هؤلاء فهم أموات بالروح. موته المنظور جلب بكاءًمنظوراً، وموتهم غير المنظور لم يكن موضع سؤال الآخرين ولا موضع إدراكهم، فبحث عنهم ذاك الذي يعرف أنهم أموات، هو وحده يعرفهم وقادر أن يهبهم حياة ).

+ ويؤكد القديس كيرلس الكبير ( أولئك الأموات الذين أحياهم المسيح هم أكبر شاهد علي قيامة الأموات... فعند نهاية العالم، الله الآب يهب بإبنه حياة للجميع. لقد جلب الموت علي الناس الشيخوخة والفساد.. أما المسيح فهو المحيي، لأنه هو الحياة )

رمانة 25 - 08 - 2012 05:58 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
2- إقامة إبنة يايرس ( مت 9 : 18، 19، 23 - 26 ، مر 5 : 22 - 24، 35 - 43،لو8 :41، 42، 49- 56).

كان يايرس رئيساً للمجمع ( لو 8 : 41 ، مر 5 : 22 )، وقد جاء وخر ووقع عند قدمي السيد وسجد له، وطلب منه أن يأتي إلي بيته، لأنه كانت له بنت وحيدة صغيرة - لها نحو إثنتي عشرة سنة - وقال له ( إبنتي الصغيرة علي آخر نسمة - مر 5 : 23 )، وكانت في حال الموت ( لو 8 : 42 ) بل إنها الآن ماتت ( مت 9 : 18 ). وكان طلب يايرس ( تعال وضع يدك عليها فتحيا - مت 9 : 18 ) أنظر ايضاً ( مر 5 : 23 وطلب إليه كثيراً.. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفي فتحيا ). وبمقارنة إيمان يايرس ( اليهودي ) رئيس المجمع بإيمان قائد المئة ( الأممي )، نجد أنه بينما طلب يايرس إلي السيد أن يدخل بيته ( لو 8 : 41 )، إذ بقائد المئة لا يسأله أن يحضر إلي بيته ولا أن يضع يده علي غلامه قائلاً ( لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي، لكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامي - مت 8 : 8 ، لو 7 : 6، 7 ). ولذلك، فعبارة ( طلب إليه كثيراً - مر 5 : 23 ) تدل علي ضعف إيمان يايرس، فإحتاج هذا الإيمان أن يسنده السيد المسيح بمعجزة شفاء نازفة الدم - فيما هو منطلق إلي بيت يايرس - لعله يطمئن إلي عمله الإلهي ولا يضطرب إيمانه بعد.
+ وبينما السيد يتكلم، جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلاً له ( قد ماتت إبنتك، لا تتعب المعلم - لو 8 : 49 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 35 )، وإذ بالسيد المسيح يشدد إيمانه بقوله ( لا تخف، آمن فقط فهي تشفي - لو 8 : 50 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 36 )، فقد قيل عنه ( قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ - مت 12 : 20 ) أنظر أيضاً
( إش 42 : 3 ). وعندما جاء السيد إلي البيت، نظر الجمع يضجون ( مت 9 : 23 )، يبكون ويولولون كثيراً ( مر 5 : 38 )، وكان الجميع يبكون عليها ويلطمون ( لو 8 : 52 ). وإذ به يطمئنهم قائلاً ( لا تبكوا، لم تمت لكنها نائمة - لو 8 : 52 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 24 ، مر 5 : 39 ). ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم ( حقاً، عندما جاء المسيح، صار الموت نوماً ) ! وكان رد الفعل لكلامه أنهم ( ضحكوا عليه عارفين أنها ماتت - لو 8 : 53 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 24 ، مر 5 : 40 ). وصار ضحكهم شهادة حق أنها ماتت.
+ أما هو فأخرج الجميع خارجاً ( لو 8 : 54 )، ( مت 9 : 25 ، مر 5 : 40 ) ولم يدع أحداً يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها ( لو 8 : 51 ) ودخل حيث كانت الصبية مضطجعة ( مر 5 : 40 ). وهكذا لم يدخل السيد إلي الصبية ومعه جموع كثيرة، لأنه أراد أن يؤكد أن التمتع بقوة القيامة ليس للجميع، بل للذين يريدونها ويشتاقون إليها.. فلم تكن إقامة الصبية إستعراضاً لعمل معجزي فائق، إنما كشفاً عن السيد المسيح كواهب للقيامة، يختبره من يلتصق به ( أبو الصبية وأمها ) ومن يتتلمذ علي يديه ( بطرس ويعقوب ويوحنا ).
+ { ثم أمسك بيد الصبية وقال لها: طليثا قومي، الذي تفسيره: يا صبية، لك أقول قومي - مر 5 : 41 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 25 ، لو 8 : 54 ).
+ وكانت نتيجة المعجزة ( رجعت روحها وقامت في الحال.... فبهت والداها - لو 8 : 55، 56 )، ( ومشت... فبهتوا بهتاً عظيماً - مر 5 : 42 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 25 )، (فخرج ذلك الخبر إلي تلك الأرض كلها - مت9: 26).

+ وأمر أن تعطي لتأكل ( لو 8 : 55 ، مر 5 : 43 )، وقد ركز كثير من الآباء علي هذه العبارة، لتأكيد أن إقامتها لم تكن خيالاً بل حقيقة ملموسة. وفي ذلك يقول القديس جيروم {.. أمر بتقديم طعام لها حتي لا يظن أن القيامة وهم }.

رمانة 25 - 08 - 2012 05:58 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
- إقامة لعازر ( يو 11 : 1 - 44 )
+ لقد أرسلت إليه الأختان ( يا سيد هوذا الذي تحبه مريض - يو 11 : 3 ) فإذا بالسيد يعلن ( هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله، ليتمجد إبن الله به - يو 11 : 4 ). قارن ( ليتمجد إبن الله به ) مع ( لتظهر أعمال الله فيه - يو 9: 3) في معجزة منح البصر للمولود أعمي.
+ حكمة السيد المسيح في الإبطاء عن الذهاب لا يمكن إدراكها في حينها ( لما سمع أنه مريض، مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين - يو 11 : 6 ) مع أنه ( كان يحب مرثا وأختها ولعازر - يو 11 : 5 )!! - ( ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن الإستقصاء - رو 11 : 33 ).
+ كان السيد مترفقاً بتلاميذه إذ تدرج معهم في خبر موت لعازر، فقد كانوا هم أيضاً يحبونه ( قال لهم: لعازر حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأوقظه، فقال تلاميذه: يا سيد إن كان قد نام فهو يشفي. وكان يسوع يقول عن موته، وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد الموت. فقال لهم يسوع حينئذ علانية: لعازر مات... فقال توما.. للتلاميذ رفقائه: لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه - يو 11 : 11 - 14، 16 ).
+ إن عبارة ( لعازر حبيبنا قد نام - يو 11 : 11 ) تشبه إلي حد كبير ما قاله عن إبنة يايرس ( إن الصبية لم تمت لكنها نائمة - مت 9 : 24 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 39 ، لو 8 : 52 ). وكما تعلمنا الكنيسة المقدسة في أوشية الراقدين: " لا يكون موت لعبيدك بل هو إنتقال ). ثم يكشف السيد المسيح مشاعره لتلاميذه ( وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا - يو 11 : 15 ). ( فلما أتي يسوع، وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر - يو 11 : 17 )، ( قد أنتن - يو 11 : 39 )، مما زاد في المعجزة! فالمفروض أن جسمه قد بدأ يتحلل، وكأن المعجزة هنا معجزتان:
1- حفظ الجسد سليماً طوال الأربعة أيام التي قضاها في القبر.
2- إقامة الجسد من الموت بإرجاع الروح إليه وإتحادها به.
+ { يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي - يو 11 : 21، 32 ): لقد تكررت هذه العبارة مرتين في نفس الإصحاح علي فم كل من مرثا ثم مريم أختها.
+ وتدخل مرثا في حوار سريع مع السيد المسيح، فيعطيها رجاء كانت في أشد الحاجة إليه ( سيقوم أخوك.. أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير.. أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلي الأبد - يو 11 : 23 - 26 ). وإذ به يٍسألها عن إيمانها به وبما قاله لها ( أتؤمنين بهذا ؟ - يو11: 26)، فقالت له ( نعم يا سيد، أنا قد آمنت أنك أنت المسيح إبن الله الآتي إلي العالم - يو 11 : 27 ).
+ وها هو يشارك طبيعتنا في مشاعرها: فلما رأي مريم تبكي، واليهود الذين جاءوا معها يبكون... بكي يسوع
( يو 11 : 33، 35 ) حتي قال اليهود ( أنظروا كيف كان يحبه ! - يو 11 : 36 )، وقال بعض منهم ( ألم يقدر هذا الذي فتح عيني الأعمي أن يجعل هذا أيضاً لا يموت ؟! - يو 11 : 37 ). ( لقد إنزعج بالروح وإضطرب - يو 11 : 33 ) : فقد رأي الموت في قسوته، والناس في ضعفهم. لقد أمكنهم أن يدفنوا حبيبهم ولم يكن بوسعهم أن يقيموه، إذ إبتلعه الموت ! إنزعج بالروح وإضطرب، إذ رأي البشرية قد وقفت عاجزة أمام سطوة الموت وسلطانه.
+ { أين وضعتموه ؟ - يو 11 : 34 ): إن الذي يستطيع أن يقيم الميت لا يحتاج أن يدله أحد علي قبره. لكنه قال هذا ليذهبوا معه ويشاهدوا المعجزة.
+ قبل أن يقيم إبن أرملة نايين، تحنن السيد علي أمه وقال لها ( لا تبكي - لو 7 : 13 )، وأيضاً قبل أن يقيم إبنة يايرس قال للجمع ( لا تبكوا - لو 8 : 52 )، أما هنا - عندما لمس الحزن أحباءه وقديسيه - ( في كل ضيقهم تضايق - إش 63 : 9 )، لم يقل لمريم ( لا تبكي ) بل ( بكي يسوع - يو 11 : 35 ). والكلمة المستخدمة في ( بكاء السيد ) في الأصل اليوناني تعمل معني أنه ( أذرف الدموع )، وهي تختلف عن الكلمة التي إستخدمت في ( بكاء مريم ) و ( بكاء اليهود الذين جاءوا معها ) وتحمل معني أنهم ( بكوا أو ناحوا ). إن دموع السيد المسيح هي أسمي صورة للدموع، ولعل الآية ( بكي يسوع ) هي من أعمق الآيات في الكتاب المقدس: إنها دموع أعمق من كل تأملاتنا.. فيها الحب، والتأثر، ورقة القلب وحساسيته، والحنو، وربما الحزن أيضاً... وفيها معان أخري لا نعرفها... من هنا يستطيع أن يصل إلي أعماقها ؟!
+ وهكذا نري أن السيد المسيح إنزعج بالروح وإضطرب وبكي، وهذا يدل علي كمال ناسوته، فكإنسان كانت له مشاعر الإنسان. ولو لم تكن له هذه المشاعر، ما كان قد شابهنا في كل شئ، ومشاعر الإنسان تتبعه في كل وقت، وتظهر في تعبيرات. وفي ( المشاعر الإنسانية ) كتب مرة قداسة البابا شنودة الثالث هذه الأبيات الشعرية :
لكنهــــــا مشـــــاعــــرتســـــكن دائمـــــاً معـــــي
تسكــــن فــــي حشــاشتــي فــي مهجتـــي فــي أضلعــي
تظـــــهر فــي إبتســـامتــي فـــي ضحكتـــي فـــي أدمعـــي
مشــــاعــــر تتبعنــــــي فـــي صحوتـــي فــي مضجعــي
تجـــري دوامــاً فـــي دمـــي كنت أعــــــي أو لا أعـــــــي
كـــم مــــــرة قلت لهـــــاعنـــي بعيـــــــداً وإرجعــــي
لكنهـــــــــا مشاعــــــرتسكــــــــن دائمــــــاً معـي
تجـــــري دوامـــاً في دمـــي كنت أعــــــي أو لا أعــــــي
+ { إرفعوا الحجر - يو 11 : 39 ) : وهنا ضعف إيمان مرثا ( يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام - يو 11 : 39 )، وكأنها أرادت أن تقول أنه لا فائدة من المحاولة، فكيف يقوم إنسان قد أنتن وبدأ جسده يتحلل ؟! وهنا أسرع السيد ليشدد إيمانها ويذكرها - بسرعة - بما قاله لها منذ لحظات قائلاً ( ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله ؟! - يو 11 : 40 ). وفي قوله ( إرفعوا الحجر ) محبة فائقة من نحوه تجاه البشر، فيشركنا معه في عمله، مع أنه لا يحتاج إلينا، لأن الذي يقدر أن يقيم إنساناً من الموت يقدر أيضاً أن يرفع الحجر عن المغارة، بطريقة أو بأخري. وأيضاً طلب أن يرفعوا الحجر حتي يظهر الإنسان تجاوبه مع العمل الإلهي : فنحن علينا أن نعمل كل ما في وسعنا من عمل بشري نقدر عليه ( بأن نظهر طاعتنا لله وإيماننا به )، وحينئذ يفرح قلوبنا بالعمل الإلهي الذي لا نقدر عليه.
+ وحديثه مع الآب - قبل إتمام المعجزة - كان من أجل الجمع الواقف ( أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي، وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي، ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت، ليؤمنوا إنك أرسلتني - يو 11 : 41، 42 ).
+ المعجزة تمت بالأمر ( صرخ بصوت عظيم : لعازر، هلم خارجاً - يو 11 : 43 ) وقد صرخ ( بصوت عظيم ) لا ليسمعه لعازر - إذ أنه قادر علي إقامته بمجرد مشيئته بدون كلمة - وإنما إعلاناً لسلطانه الإلهي ،من أجل الجمع الواقف.
+ { حلوه ودعوه يذهب - يو 11 : 44 ) إشارة إلي سر الكهنوت الذي يعطي الحل من الخطايا التي ربطت الإنسان وقيدته.
+ وكانت نتيجة المعجزة ( كثيرون من اليهود الذين جاءوا إلي مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به - يو 11 : 45 )، بينما ( قوم منهم مضوا إلي الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع. فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا : ماذا نصنع ؟ فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة ! - يو 11 : 46 ، 47 )، ( فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه - يو 11: 53)، ( وكان أيضاً رؤساء الكهنة والفريسيون قد أصدروا أمر أنه إن عرف أحد أين هو، فليدل عليه لكي يمسكوه - يو 11 : 57 ).

رمانة 25 - 08 - 2012 05:59 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
تعليق علي إقامة إبنة يايرس، وإبن الأرملة، ولعازر

+ إنها تشير إلي إقامة السيد المسيح لنفوس من موت الخطية في مراحلها المختلفة. ويقول القديس أغسطينوس ( هذه الأنواع الثلاثة من الموتي تشير إلي ثلاثة أنواع من الخطاه، لا يزال يقيمهم المسيح إلي اليوم :
1- إبنة يايرس، كانت صبية صغيرة، لم ترفع بعد عن سرير الموت في بيت أبيها. تشير إلي النفس التي تتلذذ بالخطية في القلب والفكر الداخلي، ولكنها لم تمارسها بطريقة ظاهرة، بل هي كامنة في بيتها ( القلب والفكر )، فإحتاجت أن يدخل السيد إلي بيتها ( قلبها ) ويمسك بيدها فتقوم.
2

رمانة 25 - 08 - 2012 05:59 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
معجزات خاصة بالأرواح وإخراج الشياطين

+ فيها يظهر سلطان السيد المسيح علي الشياطين
مقدمة
1- هناك معجزتان خاصتان بالأرواح، ذكرتا في الثلاثة الأناجيل الأولي، وهما :
أ- إخراج الشياطين ( لجئون ) من مجنوني ( مجنون ) كورة الجرجسيين ( الجدريين ) ( مت 8 : 28 - 34 ، مر 5 : 1 - 20 ، لو 8 : 26 - 39 ).
ب- إخراج روح نجس أخرس أصم من الولد المصروع، لم يقدر التلاميذ أن يخرجوه ( مت 17 : 14 - 21 ، مر 9 : 14 - 29 ، لو 9 : 37 - 43 ).
2- كما توجد 3 معجزات أخري، تكرر ذكر كل منها مرتان، وهي :
أ- إخراج روح نجس في مجمع كفرناحوم ( مر 1 : 21 - 28 ، لو 4 : 31 - 37 ).
ب- شفاء إبنة المرأة الكنعانية ( الفينيقية ) ( مت 15 : 21 - 28 ، مر 7 : 24 - 30 ) - لاحظ هنا أن الشفاء تم عن بعد....
جـ- إخراج سبعة شياطين من مريم المجدلية ( مر 16 : 9 ، لو 8 : 2 ).
3- هذا بالإضافة إلي 4 معجزات أخري، وهي :
أ- إخراج شيطان من إنسان أخرس مجنون ( مت 9 : 32 - 34 ).
ب- إبراء مجنون أعمي وأخرس ( مت 12 : 22 - 30 ).
جـ- إخراج شيطان أخرس ( لو 11 : 14 - 26 ).
د- شفاء المرأة المنحنية ( وهذه وهي إبنة إبراهيم، قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة.. - لو 13 : 10 - 17 ).

رمانة 25 - 08 - 2012 05:59 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
ليس كل حالة جنون أو صرع سببها الشياطين

سوف نلاحظ - في بعض معجزات إخراج الشياطين - وصف الحالة بالجنون أو الصرع. ليس معني هذا طبعاً أن كل حالة جنون أو صرع - نقابلها في الحياة - سببها الشياطين، لكن - في بعض معجزات الكتاب - كان الشخص الذي به الروح النجس تظهر عليه أعراض الجنون أو الصرع. وللتوضيح، نذكر الآيات التالية علي سبيل المثال

رمانة 25 - 08 - 2012 05:59 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
- المجانين..

أ- مت 8 {.. قدموا إليه مجانين كثيرين، فأخرج الأرواح بكلمة... } مت 8 : 16 ).

ب- شفاء مجنون ( مجنوني ) كورة الجدريين ( الجرجسيين ). في مت 8 { إستقبله مجنونان... فالشياطين طلبوا إليه قائلين : إن كنت تخرجنا، فأذن لنا أن نذهب إلي قطيع الخنازير - مت 8 : 28، 31 )، وأيضاً مر 5 { للوقت إستقبله من القبور إنسان به روح نجس.. فخرجت الأرواح النجسة، ودخلت في الخنازير.. وأما رعاة الخنازير.. جاءوا إلي يسوع، فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالساً ولابساً وعاقلاً، فخافوا - مر 5 : 2، 13 - 15 )، وأيضاً لو 8 { إستقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين.. فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت في الخنازير.. فلما رأي الرعاة ما كان.. وجاءوا إلي يسوع، فوجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابساً وعاقلاً.. فخافوا، فأخبرهم أيضاً الذين رأوا كيف خلص المجنون - لو 8 : 27، 33 - 36 ).

جـ- شفاء مجنون أخرس به شيطان، في مت 9 { إنسان أخرس مجنون قدموه إليه، فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس... - مت 9 : 32، 33 ).

د- شفاء إبنة المرأة الكنعانية : وذلك بمقارنة ما قالته المرأة عن إبنتها في مت 15 (.... إبنتي مجنونة جداً.. - مت 15 : 22 ) بما قيل عنها في مر 7 { إمرأة كان بإبنتها روح نجس.. - مر 7 : 25 ).

رمانة 25 - 08 - 2012 05:59 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
- المصروعين..

+ كما ورد في شفاء الولد المصروع الذي به روح نجس أخرس أصم، أنظر : مت 17 { يا سيد إرحم إبني فإنه يصرع.. فإنتهره يسوع، فخرج منه الشيطان.. - مت 17 : 15، 18 )، وأيضاً مر 9 { إبني به روح أخرس، وحيثما أدركه يمزقه، فيزبد ويصر بأسنانه وييبس.. - مر 9 : 17، 18 ) وكلها أعراض الصرع، ( فلما رأي يسوع أن الجمع يتراكضون، إنتهر الروح النجس قائلاً له : أيها الروح الأخرس الأصم، أنا آمرك، أخرج منه ولا تدخله أيضاً - مر 9 : 25 )، وأيضاً لو 9 ( وها روح يأخذه فيصرخ بغتة، فيصرعه مزبداً... وبينما هو آت مزقه الشيطان وصرعه، فإنتهر يسوع الروح النجس وشفي الصبي... - لو 9 : 39، 42 ).

رمانة 25 - 08 - 2012 06:00 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
معجزتان خاصتان بالأرواح ذكرتا في الثلاثة الأناجيل 1أ-

إخراج الشياطين ( لجئون ) من مجنوني ( مجنون ) كورة الجرجسيين ( الجدريين ). ( مت 8 : 28 - 34 ، مر 5 : 1 - 20 ، لو 8 : 26 - 39 )
1ب- إخراج روح نجس أخرس أصم من الولد المصروع، لم يقدر التلاميذ أن يخرجوه. ( مت 17 : 14 - 21 ، مر 9 : 14 - 29 ، لو 9 : 37 - 43 ).

رمانة 25 - 08 - 2012 06:00 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
مجنوني ( مجنون ) كورة الجرجسيين ( الجدريين ).

أ- إخراج الشياطين ( لجئون ) من مجنوني ( مجنون ) كورة الجرجسيين ( الجدريين ). ( مت 8 : 28 - 34 ، مر 5 : 1 - 20 ، لو 8 : 26 - 39 )
+ ذكر معلمنا متي أنهما مجنونان ( مت 8 : 28 )، بينما ذكر كل من معلمنا مرقس ومعلمنا لوقا مجنوناً واحداً ( مر 5 : 2 ، لو 8 : 27 ). يعلل القديس أغسطينوس هذا بأن الإنجيليين إكتفيا بذكر الشخص المشهور، والذي كانت المنطقة كلها متألمة لأجله، بينما يري القديس يوحنا ذهبي الفم أنهما ذكرا شخصاً واحداً يعاني أكثر من الآخر، وأن جنونه كان شديداً وبطريقة واضحة، وأن من يشفي شخصاً يشفي الآخر أيضاً، وأن هدف الإنجيليين مرقس ولوقا لم يكن سرد المعجزة كحدث تاريخي، وإنما إعلان إمكانية الشفاء.
+ ذكر أيضاً معلمنا متي أن السيد ذهب إلي كورة الجرجسيين ( مت 8 : 28 )، بينما ذكر كل من معلمنا مرقس ومعلمنا لوقا أنها كورة الجدريين ( مر 5 : 1 ، لو 8 : 26 )، فالقديس متي الإنجيلي - إذ يكتب لليهود الذين يعرفون تلك الأرض جيداً - حدد موضع المعجزة بمدينة صغيرة أو قرية تدعي ( جرجسة ) تقع علي الشاطئ الشرقي لبحر الجليل، بينما الإنجيليان مرقس ولوقا - إذ يكتبان للأمم - لم يهتما بذكر إسم البلدة الصغيرة التي وقعت فيها أو بقربها المعجزة، إنما ذكرا إسم المقاطعة كلها ( كورة الجدريين )، دون الدخول في تفاصيل أكثرعن المكان. و ( جرجسة ) تعرف الآن بإسم كرسة، وهناك موضع بين الوديان فيه تقترب الهضاب إلي البحر، مما يسهل لقطيع من الخنازير أن يندفع مهرولاً إلي بحرالجليل
.

يتبع : -

رمانة 25 - 08 - 2012 06:00 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
+ وفي وصف حالتيهما {.. إستقبله مجنونان خارجان من القبور، هائجان جداً، حتي لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق } مت 8 : 28 )، {. إستقبله من القبور إنسان به روح نجس، كان مسكنه في القبور، ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل، لأنه قد ربط كثيراً بقيود وسلاسل، فقطع السلاسل وكسر القيود، فلم يقدر أحد أن يذلله. وكان دائماً ليلاً ونهاراً في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة } مر 5 : 2 - 5 )، {.. إستقبله رجل من المدينة كان فيه شياطين منذ زمان طويل، وكان لا يلبس ثوباً ولا يقيم في بيت بل في القبور.. وقد ربط بسلاسل وقيود محروساً، وكان يقطع الربط ويساق من الشيطان إلي البراري} ( لو 8 : 27، 29 ).
+ لعل المجنونان الخارجان من القبور يشيران إلي الروح والجسد، وقد خضعا لحالة من الموت الروحي بسبب الخطية : فقد ملك الشيطان علي الروح، ففقدت شركتها مع الله، وملك الشيطان علي الجسد ففقد سلامه مع الروح... ويصير الإنسان كما في حالة هياج شديد، لا يعرف السلام له موضع فيه. لقد حرمه الروح النجس من السكني في بيته، وعزله عن حياة الشركة - حتي مع أقربائه - ليعيش في عزلة وسط القبور، مثل وحش ثائر لا يقدر أحد أن يضبطه.
+ إن مجنون كورة الجدريين يمثل البشرية التي بقيت زماناً طويلاً مستعبدة لعدو الخير، صارت خارج المدينة والبيت، أي خارج الفردوس الذي أقيم لأجلها، وتعرت من ثوب النعمة الإلهية، تؤذي نفسها بنفسها !
+ ويعلق القديس أمبروسيوس علي هذا الرجل قائلاً { العريان هو من فقد ثوب طبيعته الأولي وفضيلته... وهو يشير إلي شعب الأمم وقد غطته الرذائل فتعري بجهالاته، وخلعت الآثام عنه ثوبه.. إن مثل هذه النفوس تبدو كأنها ساكنة في قبور، فإن أجساد غير المؤمنين ليست إلا نوعاً من القبور يدفن فيها الأموات - أي النفوس الميتة - حيث لا تسكن فيها كلمة الرب }.
+ لقد ساد الإعتقاد عند اليهود قديماً بأن الشياطين تفضل ثلاثة مناطق لسكناها : البرية ( الأماكن الخربة ) وأعماق المياة والقبور. الأولي تشير إلي سعي الشيطان في نزع كل ثمر روحي للإنسان، ليجعل منه برية قاحلة بلا ثمر. والثانية تشير إلي رغبة العدو أن يدخل بالإنسان إلي دوامة الحياة ليلهيه عن أبديته، فيكون كمن في أعماق المياه بلا رجاء. والثالثة تشير إلي طبيعة الشيطان كمقاتل يشتهي هلاك الإنسان وموته.


يتبع : -

رمانة 25 - 08 - 2012 06:01 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
+ وقد رأينا السيد المسيح ينتصر علي الشيطان في هذه المواقع الثلاثة : فقد إنتصر عليه في البرية حينما جاء ليجربه، وفي مياه نهر الأردن إذ أعطانا البنوة والسلطان أن ندوس كل قوات العدو بالولادة من الماء والروح في مياه المعمودية المقدسة ( يو 3 : 5 )، وها هو يلتقي بساكن القبور ليخلصه من الروح النجس ويرده إلي بيته.
+ { إذا هما قد صرخا قائلين : مالنا ولك يا يسوع إبن الله ؟ أجئت إلي هنا قبل الوقت لتعذبنا ؟ } ( مت 8 : 29 )، ( فلما رأي يسوع من بعيد، ركض وسجد له، وصرخ بصوت عظيم وقال : مالي ولك يا يسوع إبن الله العلي ؟ أستحلفك بالله أن لا تعذبني - مر 5 : 6، 7 ) أنظر أيضاً ( لو 8 : 28 ).
+ لقد شهدت الشياطين أن السيد المسيح هو ( إبن الله )، وهي نفس شهادة بطرس الرسول له في نواحي قيصرية فيلبس ( مت 16 : 16 ). وفي ذلك يقول القديس أغسطينوس { ما قاله بطرس، نطقت به أيضاً الشياطين. الكلمات واحدة، لكن الذهن مختلف... فإن إيمان المسيحي يقوم علي الحب، أما إيمان الشياطين، فبلا حب... بطرس نطق بهذا لكي يحتضن المسيح، أما الشياطين فنطقت بهذا لكي يتركها المسيح }.
+ لقد إعتبرت الشياطين أن طردهم من الإنسان عذاباً لهم، بعد أن وجدوا راحتهم في عذاب الإنسان ! يقول القديس جيروم ( إذ رأت الشياطين السيد المسيح علي الأرض، ظنوا أنه جاء يحاكمهم ! إن وجود المخلص هو عذاب للشياطين ). ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم ( ظنت الشياطين أن عقوبتهم قد إقتربت جداً، فإرتعبوا كمن سيحل بهم العقاب فوراً ). وأيضاً القديس كيرلس الكبير يقول ( تأمل سلطان المسيح غير المنهزم، فقد إرتعب أمامه الشيطان ).
+ { لأنه قال له : أخرج من الإنسان يا أيها الروح النجس. وسأله : ما إسمك ؟ فأجاب قائلاً : إسمي لجئون، لأننا كثيرون ! - مر 5 : 8، 9 ) أنظر أيضاً ( لو 8 : 29، 30 ).
+ يقول القديس كيرلس الكبير ( إن كلمات المسيح بالنسبة له نار ولهيب ). لكن لماذا سأله عن إسمه ؟ لقد أراد السيد المسيح أن يظهر قسوة عدو الخير، ويعلق علي ذلك الأب ثيؤفلاكتيوس ( حقاً سأله الرب، لا ليعرف شيئاً، وإنما لكي يدرك من هم حوله أن كثيرين يسكنونه ).
+ إن ما حدث مع هذا المسكين، يمثل صورة حية للإنسان حين يخضع لخطية ما : فالخطية تسلمه إلي أخري، وكما يقول القديس يوحنا سابا ( الآلام - أي الخطايا - متشابكة بعضها ببعض، إن خضعت لألم ما - أي لخطية ما - فبالضرورة تصير عبداً لبقية رفقائه ).



يتبع :-

رمانة 25 - 08 - 2012 06:01 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 

+ لاحظ أن الشياطين - في البداية - كانت تتحدث بصيغة المفرد ( مر 5 : 6، 7 ، لو 8 : 28 )، إذ لم تكن ترد أن تكشف عن نفسها، ولكن لما سأل السيد عن الإسم، صارت تتحدث بصيغة الجمع ( إسمي لجئون، لأننا كثيرون ! -
مر 5 : 9 ). ويقول القديس أمبروسيوس {. لم يعذبه شيطان واحد، بل هاجمه لجئون ).
+ { وكان بعيداً منهم قطيع خنازير كثيرة ترعي - مت 8 : 30 )، ( وطلب إليه كثيراً أن لا يرسلهم إلي خارج الكورة.. فطلب إليه كل الشياطين قائلين : أرسلنا إلي الخنازير لندخل فيها } ( مر 5 : 10 - 12 ) أنظر أيضاً ( مت 8 : 31 ، لو 8 : 31 )، - وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعي في الجبل، فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها.. - لو 8 : 32 ). لعل الشياطين أدركت أن السيد لن يسمح لها بدخول إنسان آخر، فقد جاء لخلاص بني البشر ( يو 3 : 16، 17 )، ولا طلبت منه الدخول في حيوانات طاهرة يمكن أن تستخدم كتقدمة في الهيكل، فإستأذنت أن تدخل الخنازير النجسة ( لا 11 : 7، 8 ، تث 14 : 8 ).
+ ويعلق القديس أمبروسيوس علي طلب الشياطين بقوله ( بدأت الشياطين تتضرع إليه ليأمره حتي تدخل في قطيع الخنازير.. لأنها لم تستطع إحتمال بهاء شعاع النور الإلهي. وكما أن مرضي العيون لا يستطيعون إحتمال التطلع في ضوء الشمس - مفضلين الظلام وهاربين من النور - هكذا تهرب الشياطين مرتعبة قبل حلول الوقت، حيث ينتظرها العذاب ).
+ { فقال لهم : إمضوا، فخرجوا، ومضوا إلي قطيع الخنازير. وإذا قطيع الخنازير كله قد إندفع من علي الجرف إلي البحر، ومات في المياه } ( مت 8 : 32 )، ( فأذن لهم يسوع. فخرجت الأرواح النجسة، ودخلت في الخنازير، فإندفع القطيع من علي الجرف إلي البحر، وكان نحو ألفين، فإختنق في البحر - مر 5 : 13 ) أنظر أيضاً ( لو 8 : 32، 33 ). ربما يتساءل البعض : لماذا سمح الله للشياطين أن تدخل في قطيع الخنازير ؟ ما ذنب هذه الخليقة ؟! وما ذنب أصحابها ؟!
1- لقد أراد أن يعرف الناس أن الشياطين حقيقة وليست وهماً - بدليل ملموس - علي عكس ما يعتقد الصدوقيون ( لأن الصدوقيين يقولون أنه ليس قيامة ولا ملاك ولا روح... - أع 23 : 8
).

رمانة 25 - 08 - 2012 06:02 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
- أراد أن يوضح للناس عنف الشياطين، وطبيعتهم المحبة للهلاك، حتي بالنسبة للحيوانات غير العاقلة، إذ لم تحتمل الخنازير دخول الشياطين فيها، بل سقط القطيع كله مندفعاً إلي البحر ومات في الحال ! فما حدث للمجنونين كان أقل بكثير مما حدث للخنازير، إذ لم يسمح الله للشياطين أن تؤذي المجنونين إلا في حدود معينة... ويوضح القديس يوحنا ذهبي الفم مدي عنف الشياطين وقسوتهم بقوله { هكذا تفعل الشياطين عندما تسيطر ! مع أن الخنازير بالنسبة للشياطين ليست ذات أهمية، أما نحن - فبالنسبة لهم - توجد بيننا وبينهم حرب بلا هوادة، ومعركة بلا حدود، وكراهية بلا نهاية. فإن كان بالنسبة للخنازير - التي ليس بينهم وبينها شئ - لم تحتمل الشياطين أن تترك ولا واحدة منها، فكم بالأكثر تصنع بنا ونحن أعداء لهم، هؤلاء الذين ننخسهم دائماً ؟! ماذا يصنعون بنا لو كنا تحت سيطرتهم ؟! }.
3- أراد أن يظهر للحاضرين قيمة النفس البشرية، فهي عنده أثمن من ألفين من الخنازير، وأنه مستعد - مهما كلفه الثمن - أن يترك قطيع الخنازير يهلك من أجل إنقاذ شخصين. وكما يقول القديس جيروم { ليخز ماني القائل بأن أرواح الناس والبهائم واحدة من نفس العنصر.. إذ كيف يكون خلاص رجل واحد - أو إثنين - علي حساب غرق ألفين من الخنازير ؟! }.
4- أراد أن يظهر عنايت بخليقته، إذ لم تستطع الأرواح الشريرة أن تدخل - حتي في الخنازير - بدون إستئذانه ! فعلي الرغم من عنف الشياطين وقسوتها، فهي أمام السيد المسيح في غاية الضعف { لا تقدر أن تدخل خنزيرة ما لم يسمح لها الرب ) كقول القديس يوحنا ذهبي الفم. ويقول القديس سيرينوس ( إن كان ليس لديهم سلطان أن يدخلوا الحيوانات النجسة إلا بسماح من الله، فكم بالحري يعجزون عن الدخول في الإنسان المخلوق علي صورة الله ؟! ) أنظر ( أي 1 : 12 ).
5

رمانة 25 - 08 - 2012 06:02 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
5- وربما سمح الله بذلك تأديباً لأصحاب الخنازير، إذ قاموا بتربية حيوانات هي نجسة حسب الشريعة ( لا 11 : 7، 8 ، تث 14 : 8 ). وقد قاموا بتربية هذه الخنازير في ( العشر المدن - مر 5 : 20 ) التي أغلب سكانها من اليونانيين، الذين سكنوها أثر هجوم الإسكندر الأكبر علي الشرق.
+ ويعلق القديس أمبروسيوس علي قطيع الخنازير بقوله ( ما هو قطيع الخنازير إلا هؤلاء الذين يشبهون الحيوانات التي بلا نطق ولا فهم، يدنسون حياتهم بالأعمال النجسة.. فيقودهم تصرفم إلي الهاوية، إذ لا يقدرون المكافأة، وبإندفاعهم من فوق إلي أسفل، يختنقون في المياه بين أمواج هذه الحياة ويهلكون.. وهكذا يجلب الإنسان التعاسة لنفسه بنفسه، فإن لم يعش عيشة الخنازير، لا يكون للشيطان سلطان عليه ).
+ { أما الرعاة فهربوا ومضوا إلي المدينة، وأخبروا عن كل شئ وعن أمر المجنونين، فإذا كل المدينة قد خرجت لملاقاة يسوع، ولما أبصروه طلبوا أن ينصرف عن تخومهم !! - مت 8 : 33، 34 )، أنظر أيضاً مر 5 : 14 - 17 {وجاءوا إلي يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالساً ولابساً وعاقلاً، فخافوا ! فحدثهم الذين رأوا كيف جري للمجنون وعن الخنازير... )، وأيضاً لو 8 : 34 - 37 ( فوجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابساً وعاقلاً، جالساً عند قدمي يسوع فخافوا ! فأخبرهم أيضاً الذين رأوا كيف خلص المجنون، فطلب إليه كل جمهور كورة الجدريين أن يذهب عنهم، لأنه إعتراهم خوف عظيم !!... ).
+ لعل غرض الشياطين من إغراق الخنازير كان أن يهيجوا كل أهل الكورة علي السيد المسيح، إذ لم يحتملوا الخسارة المادية التي لحقت بهم، فطردوا رب المجد من كورتهم، وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم ( إن اللذين سقطا تحت سلطان الأرواح الشريرة أمكن خلاصهما منها بسهولة، أما الطامعون فلم يقدروا أن يحتملوا السيد، وصاروا أكثر منهما مرارة !! ).
+ والعجيب أنهم خافوا ( مر5 : 15 ، لو 8 : 35 ) بل إعتراهم خوف عظيم ( لو 8 : 37 ) !! خافوا من الذي يخلص الناس من الشياطين !! وكان عليهم أن يوازنوا بين أمرين : بين الشيطان وهلاكه من جهة، وبين السيد المسيح وخلاصه مع الخسارة المادية من الجهة الأخري.. ألفا خنزير مقابل خلاص النفس البشرية ! لقد وجدوا الثمن غالياً جداً، لأن ( قلبهم ذاهب وراء كسبهم - حز 33 : 31 )، فطلبوا من السيد أن يذهب عنهم ( لو 8 : 37 )، وأن ينصرف عن تخومهم ( مت 8 : 34 ).
+



يتبع :-

رمانة 25 - 08 - 2012 06:02 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
+ ولعل هؤلاء الرعاة يمثلون الذين يهتمون بـ ( العمل الجماعي ) في الخدمة ويحتقرون ( العمل الفردي )، مع أن السيد المسيح أظهر في المعجزة قيمة النفس البشرية الواحدة، أيا كانت هذه النفس. ويري القديس أمبروسيوس ( أنهم يمثلون معلمي الفلسفة ورؤساء المجمع اليهودي، إذ كانت نفوسهم ضعيفة، لا تحتمل كلمة الله ).
+ {فدخل السفينة ورجع - لو 8 : 37 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 18 )، لم يقاومهم السيد المسيح بل تركهم ودخل السفينة، لأنه لا يفرض محبته علي الناس، إذ أعطاهم حرية الإرادة أن يقبلوه أو يرفضوه ( هأنذا واقف علي الباب وأقرع، إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشي معه، وهو معي - رؤ 3 : 20 )، ( كم مرة أردت... ولم تريدوا - مت 23 : 37 ، لو 13 : 34 ). إن كان رعاة الخنازير يرمزون لشعب اليهود وقادته - الذين رفضوا عمل السيد المسيح في وسطهم - فقد تركهم السيد ودخل السفينة ( الكنيسة )، ليحل وسط كنيسة العهد الجديد.
+ {طلب إليه الذي كان مجنوناً أن يكون معه، فلم يدعه يسوع بل قال له : إذهب إلي بيتك وإلي أهلك، وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك. فمضي وإبتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع، فتعجب الجميع - مر 5 : 18 - 20 ) أنظر أيضاً ( لو 8 : 38، 39 ). لقد سبق أن إستجاب السيد المسيح لطلب الشياطين بالدخول في الخنازير، وإستجاب أيضاً لطلب أهل كورة الجدريين وإنصرف عنهم، ولكنه لم يستجب لطلب الرجل الذي شفاه ليكون معه. لعل السيد أراد منه أن يبدأ أولاً بالكرازة في دائرة ضيقة هي دائرة البيت والأهل، فإن وجده أميناً في القليل ( وتكونون لي شهوداً في أورشليم )، أقامه علي الكثير ( وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض - أع 1 : 8 ) أنظر ( مت 25 : 21 ، لو 16 : 10، 19 : 17 ). ومع ذلك نجد الرجل الذي شفي قد مضي وإبتدأ ينادي في العشر المدن ( مر 5 : 20 )، وفي المدينة كلها ( لو 8 : 39 ) بكم صنع به السيد، حتي تعجب الجميع !

رمانة 25 - 08 - 2012 06:03 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
أنظر أيضاً ( لو 8 : 38، 39 ). لقد سبق أن إستجاب السيد المسيح لطلب الشياطين بالدخول في الخنازير، وإستجاب أيضاً لطلب أهل كورة الجدريين وإنصرف عنهم، ولكنه لم يستجب لطلب الرجل الذي شفاه ليكون معه. لعل السيد أراد منه أن يبدأ أولاً بالكرازة في دائرة ضيقة هي دائرة البيت والأهل، فإن وجده أميناً في القليل ( وتكونون لي شهوداً في أورشليم )، أقامه علي الكثير ( وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض - أع 1 : 8 ) أنظر ( مت 25 : 21 ، لو 16 : 10، 19 : 17 ). ومع ذلك نجد الرجل الذي شفي قد مضي

رمانة 25 - 08 - 2012 06:03 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
روح نجس أخرس أصم من الولد المصروع،
ب- إخراج روح نجس أخرس أصم من الولد المصروع، لم يقدر التلاميذ أن يخرجوه. ( مت 17 : 14 - 21 ، مر 9 : 14 - 29 ، لو 9 : 37 - 43 ).
+ لقد وردت هذه المعجزة في الأناجيل الثلاثة الأولي بعد حادثة التجلي، وبالتحديد في اليوم التالي إذ نزلوا من الجبل ( لو 9 : 37 ) : فوق الجبل تجلي السيد المسيح بقوة ومجد عظيم، وأسفل الجبل كان الشيطان يستعرض قوته ! فوق الجبل تجلي السيد بنور بهي ( مت 17 : 2 ، مر 9 : 2، 3 ، لو 9 : 29 )، وأسفل الجبل - رغم نور النهار - كان الموقف مظلماً : روح نجس أخرس أصم يمزق الولد ويصرعه، والأب متألم ومعذب من أجل إبنه، والتلاميذ لم يقدروا علي إخراج الروح النجس، وجمع كثير حولهم، وكتبة يحاورونهم ( مر 9 : 14 ) !!
+

رمانة 25 - 08 - 2012 06:03 PM

رد: معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة
 
+ { وللوقت كل الجمع لما رآوه تحيروا وركضوا وسلموا عليه. فسأل الكتبة : بماذا تحاورونهم
؟
- مر 9 : 15، 16 ). لعل جمع كثير ( لو 9 : 37 )
أحاط بالتلاميذ لينظروا : هل يقدر التلاميذ التسعة أن يخرجوا الشيطان ويشفوا الولد مثل معلمهم ؟ لقد تأزم الموقف بعد فشل التلاميذ في إخراج الروح النجس. ويبدو أن الكتبة إستغلوا الفرصة، وبدأوا يحاورون التلاميذ البسطاء لإحراجهم بأسئلة قد لا يستطيعون الإجابة عليها - في غياب معلمهم - مما زاد الموقف حرجاً ! وبمجئ السيد المسيح إلي تلاميذه، خلصهم من أسئلة الكتبة، إذ رآهم مثل حملان بين ذئاب ( لو 10 : 3 ).
+ { تقدم إليه رجل جاثياً له وقائلاً : يا سيد إرحم إبني، فإنه يصرع ويتألم شديداً، ويقع كثيراً في النار وكثيراً في الماء - مت 17 : 14، 15 )، {يا معلم قد قدمت إليك إبني به روح أخرس، وحيثما أدركه يمزقه، فيزبد ويصر بأسنانه وييبس.. وكثيراً ما ألقاه في النار وفي الماء ليهلكه.. - مر 9 : 17، 18، 22 )،
( وإذا رجل من الجمع صرخ قائلاً : يا معلم، أطلب إليك، أنظر إلي إبني، فإنه وحيد لي، وها روح يأخذه فيصرخ بغتة، فيصرعه مزبداً، وبالجهد يفارقه مرضضاً إياه - لو 9 : 38، 39 ).


الساعة الآن 02:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025