منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم السيدة العذراء مريم والدة الإله (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=61028)

magdy-f 25 - 07 - 2012 07:08 PM

موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://rock2up.co.cc/images/52256134886472464766.jpg


نسب مريم العذراء
عائلة مريم:
نستطيع أن نتعرف على بعض أفراد عائلة مريم العذراء، فنعرف أنه كان لها أخت جاء ذكرها في بشارة يوحنا عند حادثة الصلب حيث "كانت واقفات عند صليب يسوع أُمُّهُ وأخت أُمِّهِ مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية" (يوحنا 19: 25). وأنها أيضاً نسيبه أليصابات أم يوحنا المعمدان (لوقا 1: 36).
1- نسب مريم العذراء:
يعود نسب القديسة العذراء مريم إلى زربابل من عائلة وبيت داود، ونجد أن البشير لوقا يؤكد هذه الحقيقية، أن العذراء مريم ووليدها يَعُودَان لسبط يهوذا، وبالتحديد بيت داود. حين كلمها الملاك قائلاً "فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا 1: 30 – 33). وهذا ما هو واضح في قول زكريا الكاهن "مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاهُ" (لوقا 1: 68-69).
وجاء عن نسب السيدة مريم العذراء فى السنكسار يوم 16 أمشير الآتى:
تزوج متثات من سبط لاوي من بيت هارون من صوفية وأنجب ثلاث بنات حسب الترتيب الآتى:


1

مريم

(أم سالومي)

إهتمت بالعذراء مريم أثناء ميلاد المسيح




2

صوفية

(أم أليصابات)

والدة يوحنا المعمدان




3

حنة

(أم مريم العذراء)

أم يسوع المسيح





إذن تكون: سالومي وأليصابات ومريم العذراء بنات خالات
وهذا هو النسب الأوقع لأن الملاك قال لمريم هوذا أليصابات نسيبتك، فهى بنت خالتها.
2- نسب يوسف النجار




داود الملك



سليمان
ناثان




¯
¯




متان
ملكى





يعقوب
هالى




مات هالى ولم ينجب فتزوج يعقوب إمرأة أخية هالى ليقيم نسل لأخية المتوفى




يوسف النجار





يوسف إبن يعقوب
حسب الطبيعة
يوسف إبن هالى
حسب الشريعة





قد قال القديس مار يعقوب اسقف اورشليم فى ميمر عن ميلاد السيدة العذراء مايأتى:
- تزوج متان من سبط يهوذا ببيت داود من إمرأة فولدت له ولدين الأول يعقوب والثانى يواقيم
- توفى متان فتزوجت إمرأته رجلا من نسل ناثان أخو سليمان بن داود وكان اسمه متثات بن لاوى فولدت إبنا إسمه هالى فصار أخو يعقوب ويواقيم من الأم
- تزوج هالى إمرأة ثم توفى ولم يخلف نسلا.. فأخذ يعقوب أخوه إمرأته وأنجب منها ابنا سماه يوسف وهو الذى سمى خطيب مريم
- كان يوسف ابن يعقوب ودعى بن هالى بالاسم من اجل قول الله لموسى: اذا مات رجل ولم يخلف ولدا فليأخذ اخوة امرأته ليقيم زرعا لاخيه. وأول ولد يأتى منه ينسب الى المتوفى الذى لم يخلف ولدا، ولذلك نسب لوقا الى يوسف انه يظن به انه ابن هالى بن متان بن لاوى بن ناثان.
أما يواقيم أخو يعقوب فتزوج بأمرأة تدعى حنة وهى اخت اليصابات العاقر امرأة زكريا الكاهن ابو يوحنا المعمدان ومكثا بعد زواجهما احدى وثلاثين سنة ولم يرزقا نسلا وكانا بارين يتقيان الله ويحفظان وصاياه فأكثرا من الصلاة الى الرب طالبين ان ينزع عارهما ويهبهما نسلا وتعهدا بأنه اذا اعطاهما زرعا ولدا كان او بنتا يقدمانه قربانا للرب خادما ومسبحا فى هيكله فظهر ملاك الرب للقديسة حنة وبشرها بأنها ستلد زرعا يشيع اسمه فى جميع الارض سلاما وخلاصا ورحمة وبركة فحبلت حنة وولدت بنتا اسمتها مريم ولما اكملت من العمر ثلاث سنوات قدمها ابواها الى الهيكل اتماما لنذرهما وفى السنة السادسة من عمرها توفى ابوها وبعد ذلك بسنتين توفيت امها ايضا، ومكثت فى الهيكل الى ان بلغت الثانية عشرة من عمرها.
3- نسب يوسف النجار ومريم العذراء
وضع القديس يعقوب الرسول جدول وملخصة أن:
هناك أخوان (متثات – متان)، ومات متان بدون نسل
فتزوج متثات زوجة أخية المتوفى متان فأنجب ولدين هما:

هالى
يواقيم
ومات هالى بدون نسل
فتزوج يعقوب من أرملة هالى
وأنجب منها: يوسف النجار
ويعقوب هذا إما هو أخو هالى ويواقيم
أو قريباً لهما
زوج حنة أم مريم العذراء:
وأنجب يواقيم بنتين بإسم مريم:
1- الأولى مريم العذراء
2- الثانية مريم زوجة كلوبا التى ولدت:
يعقوب - يوسى - سمعان – يهوذا
وهؤلاء يقال لهم إخوة يسوع

وبحسب هذا النسب يكون يوسف النجار إبن عم مريم العذراء، وكلوبا أو (حلفى) إما يكون أخو يوسف النجار أو قريباً له وهو زوج أختها الصغرى مريم التى أنجب يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا.
(متى 13: 55) أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟
(مرقس 15: 40) وَكَانَتْ أَيْضاً نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي.
(مرقس 16: 1) وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ.

وهناك عدة أراء بخصوص يوسف النجار:
1- يوسف إبن يعقوب بالجسد.
2- يوسف إبن هالى بالتبنى.
3- هالي هو جد مريم العذراء (حسب التلمود اليهودي وكتب اليهود).
4- حينما تزوج يوسف من العذراء نُسِبَ إلى هالي.
5- يقول البعض أن هالي كان والد مريم العذراء وليس جدها فهو اسم ثانٍ لاسم يواقيم.
وعلى هذا المنوال يكون يوسف النجار أخو مريم العذراء، وهذا ليس صحيحاً.
6- والد مريم العذراء لم يكن له ابن لذلك دُعِىَ يوسف خطيب مريم ابناً له. وقد حدث هذا فى القديم:
- هقوص تسمى باسم حميه برزلاى الجلعادي: "وَمِنَ الْكَهَنَةِ: بَنُو حَبَابَا بَنُو هَقُّوصَ بَنُو بَرْزِلاَّيَ الَّذِي أَخَذَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ بَرْزِلاَّيَ الْجِلْعَادِيِّ وَتَسَمَّى بِاسْمِهِمْ" (نحميا 7: 63).
- راعوث أصبحت بنتاً لنعمى حماتها (راعوث 2: 2)
وهكذا يمكن أن ينسب الرجل لحميه. والبنت لحماتها أو حميها.
وهناك رأي آخر يقول أن اليهود كانوا إذا تعذر عليهم معرفة الأب ينسبون الطفل لجده أبو أمه. ولذلك قال لوقا أنه على ما كان يظن ابن يوسف ابن هالي. ويوسف كان قريباً للعذراء مريم وكلاهما من سبط يهوذا ومن نسل داود الملك. وكانت عادة عند اليهود أن يزوجوا ويتزوجوا من الأقارب.
ويوسف ابن هالي الشرعي ووارثه، مع أنه كان ابن يعقوب الطبيعي الحقيقي، فيكون متان تناسل من سليمان واقترن باستا، ومنها خلف يعقوب, وبعد وفاة متان اقترن متثات الذي كان من سبط يهوذا ولكنه من عائلة أخرى، بأرملة متان، فولد هالي, فكان يعقوب وهالي من أم واحدة, ومات هالي بدون نسل، فتزوج أخوه أرملته، وخلف يوسف، فكان ابن هالي الشرعي.




magdy-f 25 - 07 - 2012 07:09 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://rock2up.co.cc/images/63058839957839877771.jpg


بشارة‏ الملاك جبرائيل لحنة بميلاد‏ ‏‏مريم
‏حنة إسمها‏ ‏بالعبراني‏ ‏معناه حنان ‏-‏فضل‏- ‏نعمة‏.
وكانت هذه الصديقة ابنة لماثان بن لاوي بن ملكي من نسل هارون الكاهن
واسم أمها مريم من سبط يهوذا، وكان لماثان هذا ثلاث بنات الأولى مريم باسم والدتها وهي أم سالومي القابلة، والثانية صوفية أم أليصابات والدة القديس يوحنا المعمدان، والثالثة هي هذه القديسة حنة زوجة الصديق يواقيم من سبط يهوذا ووالدة السيدة العذراء القديسة مريم أم مخلص العالم
وبذلك تكون السيدة البتول وسالومي وأليصابات بنات خالات، وإن كنا لا نعلم عن هذه الصديقة شيئا يذكر، إلا إن اختيارها لتكون أما لوالدة الإله بالجسد لهو دليل علي ما كان لها من الفضائل والتقوى التي ميزتها عن غيرها من النساء حتى نالت هذه النعمة العظيمة، وإذ كانت عاقرا كانت تتوسل إلى الله إن ينزع هذا العار، فرزقها ابنة قرت بها عيناها وأعين كل البشر، هي العذراء مريم أم مخلص العالم.
‏لقد‏ ‏كانت حنة امرأة‏ ‏فاضلة‏ ‏وعفيفة‏ ‏طاهرة‏, ‏اشتهرت‏ ‏في‏ ‏زمانها‏ ‏بالتقوي‏‏, ‏وكانت‏ ‏تعيش‏ ‏مع‏ ‏زوجها‏ ‏البار يواقيمفي‏ ‏هدوء‏ ‏وسلام‏ ‏ووئام‏, ‏غير‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏ينغصهما‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏لهما‏ ‏ولد‏ ‏يحمل‏ ‏اسمهما‏, ‏وقد‏ ‏كان‏ ‏العقم‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏عارا‏, ‏وكان‏ ‏الناس‏ ‏يعيرون‏ ‏المرأة‏ ‏العقيم‏ ‏بأنها‏ ‏ملعونة‏ ‏ومغضوب‏ ‏عليها‏ ‏من‏ ‏السماء‏. ‏ولعل‏ ‏هذا‏ ‏ماقصدت‏ ‏إليه‏ ‏اليصابات‏ ‏عندما‏ ‏حملت‏ ‏بالقديس‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏ ‏بقولهاهذا‏ ‏هو‏ ‏الفضل‏ ‏الذي‏ ‏صنعه‏ ‏الرب‏ ‏معي‏, ‏إذ‏ ‏عطف‏ ‏علي‏ ‏كي‏ ‏ينزع‏ ‏عني‏ ‏العار‏ ‏بين‏ ‏الناس (لوقا ‏1: 25).
‏وما‏ ‏عبرت‏ ‏عنه‏ ‏حنة‏ ‏أم‏ ‏النبي‏ ‏صموئيل‏, ‏إذ‏ ‏كانت‏ ‏هي‏ ‏الأخري‏ ‏عاقرا‏, ‏وقد‏ ‏عيرتها‏ ‏بذلك‏ ‏ضرتها‏ ‏وغير‏ ‏ضرتها‏, ‏فصلت‏ ‏إلي‏ ‏الرب‏ ‏وبكت‏ ‏بكاء‏, ‏ونذرت‏ ‏نذرا‏ ‏وقالت‏: ‏يارب‏ ‏الجنود‏, ‏إن‏ ‏أنت‏ ‏نظرت‏ ‏نظرا‏ ‏إلي‏ ‏مذلة‏ ‏أمتك‏،‏ وذكرتني‏, ‏ولم‏ ‏تنس‏ ‏أمتك‏، ‏بل‏ ‏رزفت‏ ‏أمتك‏ ‏زرع‏ ‏بشر‏، ‏فإني‏ ‏أعطيه‏ ‏للرب‏ ‏كل‏ ‏أيام‏ ‏حياته‏. (1‏صموئيل 1: 10-11). ‏وظلت‏ ‏حنة‏ ‏عاقرا‏, ‏ومر‏ ‏علي‏ ‏زواجها‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏السنين‏ ‏ولم‏ ‏ترزق‏ ‏نسلا‏, ‏فحزنت‏ ‏حزنا‏ ‏شديدا‏ ‏وشرعت‏ ‏تصلي‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏بحرارة‏ ‏ومرارة‏. ‏
ويقول‏ ‏القديس‏ ‏افرآم‏ ‏السرياني‏306-373‏
في‏ ‏ميمر‏ ‏لهبين ما‏ ‏كانت حنة تندب‏ ‏نفسها‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏وقت‏ ‏قائلة‏: ‏أي‏ ‏شيء‏ ‏تساوي‏ ‏حياتي‏ ‏من‏ ‏الدنيا‏, ‏مع‏ ‏تجردي‏ ‏من‏ ‏الثمر؟وهوذا‏ ‏البهائم‏ ‏والطيور‏ ‏وكل‏ ‏المخلوقات‏ ‏ترزق‏ ‏نسلا‏, ‏أما‏ ‏أنا‏ ‏فلم‏ ‏أرزق‏. ‏الويل‏ ‏لي‏ ‏أنا‏، ‏وعظيم‏ ‏هو‏ ‏حزني‏ ‏وألم‏ ‏قلبي‏. ‏أسألك‏, ‏أيها‏ ‏الإله‏ ‏دائم‏ ‏وحده‏, ‏الذي‏ ‏سمع‏ ‏سارة‏ ‏زوجة‏ ‏أبينا‏ ‏إبراهيم‏, ‏وأعطاها‏ ‏إسحق‏ ‏بعد‏ ‏الكبر‏, ‏وسمع‏ ‏لراحيل‏ ‏وأعطاها‏ ‏يوسف‏ ‏وبنيامين‏.. ‏أن‏ ‏تسمع‏ ‏صوت‏ ‏دعائي‏, ‏أنا‏ ‏المسكينة‏ ‏الخالية‏ ‏من‏ ‏النسل‏, ‏وتعطيني‏ ‏زرعا‏ ‏يسر‏ ‏به‏ ‏قلبي‏, ‏لأني‏ ‏صرت‏ ‏مرذولة‏ ‏بين‏ ‏أهلي‏ ‏وعشيرتي‏, ‏سيما‏ ‏بعلي يواقيم الحزين‏ ‏القلب‏ ‏كثيرا‏.
‏وها‏ ‏أنا‏ ‏أنذر‏ ‏بين‏ ‏يديك‏ ‏يا‏ ‏إلهي‏ ‏أن‏ ‏النسل‏ ‏الذي‏ ‏تعطيني‏ ‏لا‏ ‏أدعه‏ ‏يمشي‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏حتي‏ ‏أقدمه‏ ‏لهيكلك‏ ‏المقدس‏. ‏وكانت‏ ‏القديسة حنة تقول‏ ‏هذا‏ ‏الكلام‏ ‏وهي‏ ‏تبكي‏ ‏بكاء‏ ‏مرا‏.
‏وفيما‏ ‏هي‏ ‏تصلي‏, ‏ظهر‏ ‏لها‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏بنور‏ ‏سماوي‏،‏ وقال‏ ‏لها‏: ‏ياحنة‏ ‏إن‏ ‏الله‏ ‏سمع‏ ‏لدعائك‏ ‏وصلواتك‏. ‏وها‏ ‏أنت‏ ‏ستحبلين‏ ‏وتلدين‏ ‏ابنة‏ ‏مباركة‏, ‏وسيكون‏ ‏لها‏ ‏الطوبي‏ ‏في‏ ‏جميع‏ ‏الأجيال‏, ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏أقطار‏ ‏المسكونة‏, ‏ومنها‏ ‏يولد‏ ‏الخلاص‏ ‏من‏ ‏أسر‏ ‏إبليس‏, ‏لآدم‏ ‏وذريته‏.
‏فأجابت حنة الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏وقالت‏:
حي‏ ‏هو‏ ‏الرب‏،لو‏ ‏أنني‏ ‏رزقت‏ ‏بمولودة‏ ‏كما‏ ‏قلت‏ ‏لي‏, ‏لسوف‏ ‏أقدمها‏ ‏قربانا‏ ‏للرب‏ ‏الإله‏, ‏لتخدمه‏ ‏كل‏ ‏أيام‏ ‏حياتها‏ ‏في‏ ‏هيكله‏ ‏المقدس‏.
وحبلت‏ ‏حنة كقول‏ ‏الملاك‏, ‏ثم‏ ‏بعد‏ ‏تسعة‏ ‏أشهر‏ ‏وضعت‏ ‏الطفلة‏ ‏المباركة‏ ‏وسمتها‏ ‏مريم‏
‏تعيد‏ ‏الكنيسة‏ ‏للبشارة‏ ‏بميلاد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏في‏ ‏السابع‏ ‏من‏ ‏مسري‏ ‏وتعيد‏ ‏له‏ ‏كنيسة‏ ‏الروم‏ ‏الأرثوذكس‏ ‏والكاثوليك‏ ‏في‏ ‏التاسع‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏ديسمبر/كانون‏ ‏أول‏. ‏
وتعيد‏ ‏كنيستنا‏ ‏بميلاد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الأول‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏بشنس‏ ‏وتعيد‏ ‏له‏ ‏كنيسة‏ ‏الروم‏ ‏في‏ ‏الثامن‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏سبتمبر/أيلول‏.




magdy-f 25 - 07 - 2012 07:11 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://rock2up.co.cc/images/79607522977896811389.jpg



بشارة الملاك جبرائيل ليواقيم
يواقيم اسم عبري يهوا يقيم أي الرب يقيم
الصديق يواقيم (سمي أيضا بوناخير وصادوق) والد السيدة العذراء والدة الإله بالجسد.
وهذا كان من نسل داود من سبط يهوذا وهو ابن يوثام بن لعازر بن اليود الذي يصعد في النسب إلى سليمان بن داود الذي وعده الله أن نسله يملك علي بني إسرائيل إلى الأبد. هذا الصديق كانت زوجته عاقرا وبمداومته معها علي السؤال والطلبة من الله رزقهما ثمرة صالحة حلوة أشبعت كل أهل العالم ونزعت من أفواههم مرارة العبودية ولهذا استحق أن يدعي أبا للسيد المسيح من حيث التجسد العجيب الغريب. وبعد أن أقر الله عينيه بمولد السيدة وفرح قلبه قدم قربانه وزال عنه العار.
أرسل الله ملاكه الجليل جبرائيل وبشر القديس يواقيم بميلاد البتول بميلاد البتول والدة الإله بالجسد.
كان هذا البار وزوجته القديسة حنة قد تقدما في أيامهما ولم يرزقا ولدا لان حنة كانت عاقرا ولان بني إسرائيل كانوا يعيرون من لا ولد له. لهذا كان القديسان حزينين ومداومين علي الصلاة والطلبة إلى الله نهارا وليلا ونذرا أن الولد الذي يرزقانه يجعلانه خادما للهيكل
وقد ذهب ‏يواقيم زوج‏ ‏حنة‏ ‏إلي‏ ‏البرية‏ ‏وبني‏ ‏لنفسه‏ ‏مظلة‏،‏ وعكف‏ ‏صائما‏ ‏مدة‏ ‏أربعين‏ ‏يوما‏ ‏يصلي‏ ‏إلي‏ ‏الله‏, فنزل عليه سبات فنام وظهر له ملاك الرب جبرائيل ‏وبشره‏ ‏بأن‏ ‏امرأته‏ ‏حنة‏ ‏ستحبل‏ ‏وتلد‏ ‏ابنة‏ ‏تدعوها‏ ‏مريم‏ ‏تقر‏ ‏عينيه‏ ‏وتسر‏ ‏قلبه‏, ‏ويحصل‏ ‏بسببها‏ ‏الفرح‏ ‏والسرور‏ ‏للعالم‏ ‏أجمع‏ ‏فعاد‏ ‏إلي‏ ‏بيته‏ ‏وأخبر‏ ‏زوجته حنة بالرؤيا‏ ‏فصدقتها‏, ‏وحدثته‏ ‏بما‏ ‏أعلمها‏ ‏به‏ ‏الملاك‏ ‏نفسه‏, ‏ففرحا‏ ‏معا‏ ‏فرحا‏ ‏عظيما‏, ‏وقالا‏: ‏ليكن‏ ‏اسم‏ ‏الرب‏ ‏مباركا‏ ‏ثم‏ ‏أولما‏ ‏وليمة‏ ‏كبيرة‏،‏ وقدما‏ ‏لله‏ ‏قرابين‏ ‏الشكر‏ ‏لعزته
ولما انتبه من نومه رجع‏ ‏يواقيم‏ ‏إلي‏ ‏بيته‏ ‏وأخبر‏ ‏حنة‏ ‏امرأته‏ ‏أن‏ ‏صلواتهما‏ ‏استجيب‏ ‏وأنها‏ ‏ستحبل‏ ‏وتلد، ‏قالت‏ ‏له‏ ‏أيضا‏ ‏ظهر‏ ‏لي‏ ‏الملاك‏ ‏جبرائيل‏ ‏وبشرني، ‏ففرحا‏ ‏معا‏ ‏وذكر‏ ‏أنهما‏ ‏أولما‏ ‏وليمة‏ ‏لهذه‏ ‏البشارة‏.‏
تذكار بشارة الملاك جبرائيل ليواقيم (7 مسرى)





magdy-f 25 - 07 - 2012 07:16 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
اليوم 9 مايو تذكار ميلاد القديسة العذراء والدة الإله ( 1 بشــنس)



http://multiply.com/mu/almanahry/ima...&nmid=16666893



ميلاد القديسة العذراء والدة الإله

ولدت مريم العذراء بمدينة الناصرية حيث كان والداها يقيمان، وكان كليهما متوجع القلب لأنه لم يكن يستطيع أن يقدم قربانا لله لأنه لم ينجب أولادا فلما جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهي أرسل ملاك الرب وبشر الشيخ يواقيم والدها حينما كان قائما في الجبل يصلي بقوله: "ان الرب يعطيك نسلا يكون منه خلاص العالم " فنزل من الجبل لوقته موقنا ومصدقا بما قاله له الملاك وأعلم زوجته حنة بما رأي وسمع ففرحت وشكرت الله ونذرت نذرا أن الذي تلده يكون خادما لله في بيته كل أيام حياته، وبعد ذلك حبلت وولدت هذه القديسة وأسمتها مريم.
تذكار ميلاد القديسة العذراء والدة الإله (1 بشنس)

ميمر السيدة العذراء للقديس مارافرام السريانى أول بشنس
أريد الآن أيها الاخوة الاحباء أن أعلمكم بهذا السر العظيم الذى هو ميلاد السيدة العذراء. وأسألكم أنا الخاطىء المسكين بأثامى الكثيرة أن تفتحوا مسامع أذانكم وتصغوا بقلبكم لما أتلو عليكم اليوم.

كان رجل غنى أسمه يواقيم من بنى أسرائيل يملك الكثير من أموال هذا العالم الزائل، وكانت له زوجة تدعى حنة من سبط يهوذا وكانت عاقرا لم تلد البتة. ذلك الامر الذى كان سبب حزنها. فكانا كلاهما يسألان الله أناء الليل وأطراف النهار بقلوب خاشعة ودموع غزيرة أن يرزقهما نسلا صالحا يسر قلبهما. وان الرب الإله المتحان على خليقته، والذى يعلم سائر الاشياء اراد ان يتخذ مسكنا لروح قدسه فاجاب دعوتها وأعطاها ثمرا طيبا بواسطتة ليكون الخلاص لادم وذريته من نير العبودية بينما كانت حنه تندب نفسها فى كل وقت قائلة أى شىء تساوى حياتى فى الدنيا وانا مجردة من الثمر، وهوذا البهائم والطير وكل المخلوقات ترزق نسلا أما أنا الويل لى وعظيم هو حزنى وألم قلبى. أسألك أيها الاله الدائم وحده الذى سمع صوت سارة زوجة أبينا إبراهيم واعطها إسحق بعد الكبر، وسمع لرحيل وأعطاها يوسف وبنيامين لتسمع صوت دعائى أنا المسكينة التى بدون نسل وعشيرتى لاسيما يعلى يواقيم حزين القلب كثيرا، وها أنا أعترف بين يديك ياإلهى انى لا أتركه يمشى على الارض حتى أعطية لهيكلك المقدس وكانت القديسة حنة تقول هذا وهى تبكى بكاء مرا.

وفيما هى كذلك جاءت أحدى جواريها فوجدتها على هذا الحال، فقالت لها ما بالك يا سيدتى متوجعة القلب. قالت لها حنة دعينى لان حزن قلبى عظيم فأجابتها قائلة يا سيدتى أنا أشير عليكى أنتى وسيدى ان تقدما لهيكل الله قربانا لعل الله يذكركما وأخبرت حنة بعلها يواقيم بهذا فاستحسنة وقام مسرعا وأخذ قرابينا وبخورا وذبائح كثيرة ومضى حيث كان يوم عيد اليهود الكبير (فلما جاء ليقدمها على المذبح منعه الكاهن قائلا أنت لم ترزق نسلا فى اسرائيل فلا ينبغى لك هذا فذهب وأعلم زوجتة بذلك فحزنت كثيرا وقالت وهى تبكى مرا أنت ياربى العظيم وحدك والقادر على كل شىء. بمن أشبه نفسى الحقيرة فان الطيور والبهائم وسائر الوحوش على اختلاف أجناسها ترزق نسلا أما أنا فقد نزعت منى الثمرة وصرت عارا بين ابناء جنسى وليس لى من يخلقنى, اسالك ايها الرب الجالس على الكرسى الشاروبيمى أن تسمع صلاتى ودعائى وترزقنى نسلا يسر به قلبى. وفيما هى تصغى اذ ظهر لها الملاك الجليل جبرائيل بنور سماوى وقال لها: يا حنه أن الله سمع دعائك وصلوتك وانك ستحبلين وتلدين إبنة وسيكون لها التوبة فى جميع الاجيال وفى كل أقطار المسكونة, ومنها يكون الخلاص لأدم وذريته من أسر الشيطان, فأجابت قائلة: حى هو الرب انى لو رزقت بمولودة كما قلت لى لقدمتها قربنا للرب لتخدمه كل ايام حياتها فى هيكله المقدس, ثم تركها الملاك وتوجه الى يواقيم حيث كان فى البرية يصلى الى الله ويسأله بتضرع مدة أربعين يوما وهو صائما فقال له ايها الرجل المبارك لماذا انت مكتئب القلب فان الله اختارك وأكرمك أكثر من بنى اسرائيل, قال له من انت الذى تخاطبنى. فقال له الملاك انا هو جبرائيل الواقف امام كرسى الرب الاله الذى ارسلنى اليك لابشرك قم و امضى الى زوجتك المباركة حنه فانها ستحبل وتلد ابنة عذراء وتدعوها مريم ومنها يكون خلاص ادم وذريته.
ولما قال هذا غاب عنه فقام يواقيم وجاء الى زوجته؛ فخاطب بعضهما بعضا بما قاله لهما الملاك ثم صنعا وليمة عظيمة لكهنة وشعب الرب وأخذا قربانا وذبائح وبخوراً ومضيا لتقديمها لله ذبيحة مرضية وقالا إن الله قبل دعاءنا وذكرنا فالكاهن يقبل قرابيننا ويقدمها امام الله, فلما وصلا خرج الكهنة الى يواقيم وقالوا: افرح فان الله قد سمع لك. ثم اسرعوا وقدموا القرابين على المذبح, وفى تلك الساعة صعدت الى الله ذكرا طيبا ثم بارك الكهنة يواقيم وحنة زوجته وانصرفا وهما يسبحان الله ويقولان: تباركت يالله يا من قبلت دعاءنا وسمعت طلباتنا, ثم انفردت حنه فى مكان للصوم والصلاة فلم تأكل شيئا دسما وكانت تصنع صدقات كثيرة للفقراء والمساكين والضعفاء وذوى الحاجة ولما تمت ايام حملها أشتد بها المخاض فأرسلت بعض جواريها لتأتيها بقابلة, وفى صبيحة اليوم الاول من شهر بشنس وضعت العذراء مريم الطاهرة بوجه ممتلىء من نعمة الروح القدس ودعتها مريم كبشارة الملاك لها قبل الحبل بها. وكان سرورها فى ذلك اليوم عظيما جدا وقدما القرابين شكرا لله وتصدقا على الفقراء والمحتاجين بشىء كثير ولبثا كذلك العام الثالث ومن ثم قدماها الى هيكل الرب وهى تنمو كل يوم ويزداد وجهها حسناً ونوراً ساطعاً وهدوء و سكينة وكرامة. الى أن أتاها ملاك الرب وبشرها بقبول الكلمة وفعلا تم ذلك، وكمل الخلاص لادم وذريته بحلول الابن الكلمة داخل أحشائها.
ولنقل مع الملاك غبريال هكذا (السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك. منك أشرق الاله الحى الأزلى المتجسد من الروح القدس, حول أحزاننا الى فرح القلب فلهذا نسجد له ونرتل لآمه مريم الحمامة الحسنة)
ونسأل الرب أن يؤهلنا لميراث النعيم, ويتعطف علينا ويتراءف بنا ويحسن الينا ويمن علينا بكثرة الخيرات وخصب الزروع ونمو الاثمار ووفاء الانهار بشفاعة السيدة العذراء ولنقف فى بيعته المقدسة بقلوب صافية. وعقول سليمة من الافكار، ونفوس شاعرة بالاتضاع والوقار ويوصلنا الى ميناء الخلاص، ويجعلنا من أهل اليمين، وأن نعمل بوصاياه الالهية وأقوال الانجيل الناطقة فى بيعته الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية. ولنسد أذاننا عن كل رذيلة عاملين بوصاياه دائما، مستحقين تناول جسده الطاهر ودمه الزكى اللذان بهما خلاص البشرية وغفران خطايانا، وصحة أجسادنا وأروحنا وحياة نفوسنا المائتة بالخطية.
بشفاعة سيدتنا العذراء سيدة البشرية، وكرسى الرب العذراء مريم ابنه يواقيم أم فادينا العظيم الذى له المجد مع أبينا الصالح والروح القدس الى أبد الدهور أمين.



magdy-f 25 - 07 - 2012 07:18 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://jesusloves-you.com/artcls/525...060cca3721.jpg


مريم قبل دخول الهيكل (مريم قبل سن ثلاث سنوات)
العذراء‏ ‏مريم‏ ‏رضعت‏ ‏من‏ ‏أمها‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏، ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏قدمتها‏ ‏إلي‏ ‏الهيكل‏ ‏كنذيرة‏، ‏لأنها‏ ‏نذرت‏ ‏لله‏ ‏نذرا‏ ‏بعد‏ ‏فترة‏ ‏عقم‏ ‏طويلة‏، ‏وهذه‏ ‏مسألة‏ ‏لها‏ ‏حكمتها‏ ‏عند‏ ‏الله‏، ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏العذراء‏ ‏تولد‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏معين‏، ‏لأن‏ ‏تدبير‏ ‏العناية‏ ‏الإلهية‏ ‏أن‏ ‏التجسد‏ ‏له‏ ‏زمنلما‏ ‏حل‏ ‏ملء‏ ‏الزمان‏ ‏أرسل‏ ‏الله‏ ‏ابنه‏ ‏مولودا‏ ‏من‏ ‏امرأة‏ ‏تحت‏ ‏الناموس‏ ‏ليفتدي‏ ‏الذين‏ ‏تحت‏ ‏الناموسلما‏ ‏حان‏ ‏ملء‏ ‏الزمان‏. ‏لما‏ ‏كمل‏ ‏الزمان‏، ‏فتدبير‏ ‏العناية‏ ‏الإلهية‏ ‏اقتضي‏ ‏أن‏ ‏التجسد‏ ‏يأتي‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏معين‏، ‏لذلك‏ ‏كان‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏مريم‏ ‏تأتي‏ ‏في‏ ‏الوقت‏ ‏المناسب‏، ‏لو‏ ‏كان‏ ‏الله‏ ‏استجاب‏ ‏لصلوات‏ ‏أمها‏ ‏حنة‏ ‏وأبيها‏ ‏يواقيم‏ ‏بعد‏ ‏الزواج‏ ‏مباشرة‏ ‏كان‏ ‏الجنين‏ ‏لايكون‏ ‏هو‏ ‏مريم‏. ‏إنما‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏مريم‏ ‏تولد‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏معين‏ ‏مناسب‏ ‏سابق‏ ‏لعمل‏ ‏التجسد‏ ‏الإلهي‏، ‏لذلك‏ ‏شاء‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يتأخر‏ ‏عن‏ ‏إجابة‏ ‏يواقيم‏ ‏وحنة‏ ‏إلي‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏ ‏بالذات‏، ‏بعد‏ ‏سنوات‏ ‏طويلة‏ ‏من‏ ‏العقم‏، ‏وكانت‏ ‏حنة‏ ‏تصلي‏ ‏وتبكي‏ ‏بدموع‏ ‏وتطلب‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يرفع‏ ‏عنها‏ ‏هذا‏ ‏العار‏، ‏لأن‏ ‏المرأة‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏تلد‏ ‏أو‏ ‏تنجب‏ ‏فإنها‏ ‏تحسب‏ ‏نفسها‏ ‏عقيما‏، ‏وتحسب‏ ‏نفسها‏ ‏أنها‏ ‏غير‏ ‏مثمرة‏ ‏وأنه‏ ‏لافائدة‏ ‏منها‏. ‏فكانت‏ ‏هذه‏ ‏دائما‏ ‏مرارة‏ ‏المرأة‏ ‏كانت‏ ‏ولازالت‏، ‏لكن‏ ‏كل‏ ‏امرأة‏ ‏تلد‏ ‏هذا‏ ‏يرفع‏ ‏رأسها‏ ‏أمام‏ ‏زوجها‏ ‏وأمام‏ ‏أهلها‏ ‏وأمام‏ ‏الناس‏ ‏جميعا‏، ‏أو‏ ‏كما‏ ‏قالت‏ ‏أليصابات‏ ‏عندما‏ ‏بشرت‏ ‏بيوحنا‏ ‏المعمداننزع‏ ‏عاري‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الناسفكان‏ ‏هذا‏ ‏عارا‏. ‏
وموسي‏ ‏النبي‏ ‏أرضعته‏ ‏أمه‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏، ‏وصموئيل‏ ‏النبي‏ ‏أرضعته‏ ‏أمه‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ ‏وها‏ ‏هي‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏أرضعتها‏ ‏أمها‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏. ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏نص‏ ‏عليه‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏في‏ ‏سفر‏ ‏المكابيين‏ ‏الثاني‏ ‏الأصحاح‏ ‏السابع‏ ‏تقول‏ ‏الأم‏ ‏لابنها ارحمني‏ ‏أنا‏ ‏التي‏ ‏حملتك‏ ‏في‏ ‏بطنها‏ ‏تسعة‏ ‏أشهر‏ ‏وأرضعتك‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏.
‏ووجدنا‏ ‏وثائق‏ ‏ونصائحفي‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏أيضا‏ ‏تؤكد‏ ‏هذا‏ ‏المعني‏،‏وأن‏ ‏الأم‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏ترضع‏ ‏طفلها‏ ‏من‏ ‏صدرها‏ ‏ثلاث‏ ‏سنواتأعرف‏ ‏يا‏ ‏ابني‏ ‏قدر‏ ‏أمك‏ ‏أنها‏ ‏حملت‏ ‏أوساخك‏ ‏وكان‏ ‏فمك‏ ‏في‏ ‏ثدييها‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏، ‏تقول‏ ‏هذا‏ ‏الكلام‏ ‏توكيدا‏ ‏لهذه‏ ‏المسألة‏ ‏التي‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏نلح‏ ‏عليها‏ ‏دائما‏، ‏أن‏ ‏الطفل‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏يرضع‏ ‏من‏ ‏صدر‏ ‏أمه‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏. ‏وهذا‏ ‏حق‏ ‏طبيعي‏ ‏لأن‏ ‏لبن‏ ‏الأم‏ ‏ليس‏ ‏له‏ ‏نظير‏ ‏أبدا‏، ‏إنه‏ ‏غذاء‏ ‏ودواء‏ ‏للطفل‏، ‏فلبن‏ ‏الأم‏ ‏كما‏ ‏يقولون‏ ‏الآن‏ ‏فيه‏ ‏مناعة‏ ‏لا‏ ‏توجد‏ ‏في‏ ‏لبن‏ ‏آخر‏، ‏ودرجة‏ ‏الدفء‏ ‏فيه‏ ‏لا‏ ‏توجد‏ ‏لها‏ ‏مثيل‏ ‏في‏ ‏لبن‏ ‏آخر‏. ‏ثم‏ ‏أنه‏ ‏يتمشي‏ ‏مع‏ ‏سن‏ ‏الطفل‏، ‏حين‏ ‏يكون‏ ‏الطفل‏ ‏صغيرا‏ ‏جدا‏ ‏يكون‏ ‏اللبن‏ ‏خفيفا‏ ‏علي‏ ‏قدر‏ ‏ما‏ ‏تحتمله‏ ‏قدرته‏ ‏وصحته‏، ‏وكلما‏ ‏نما‏ ‏الطفل‏ ‏يزداد‏ ‏لبن‏ ‏الأم‏ ‏تركيزا‏ ‏من‏ ‏الناحية‏ ‏الغذائية‏، ‏واتضح‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏لبن‏ ‏الأم‏ ‏يجعل‏ ‏الطفل‏ ‏أكثر‏ ‏ذكاء‏ ‏من‏ ‏أي‏ ‏لبن‏ ‏آخر‏، ‏إلي‏ ‏جانب‏ ‏أن‏ ‏عملية‏ ‏الرضاعة‏ ‏من‏ ‏صدر‏ ‏الأم‏ ‏تنفع‏ ‏الأم‏ ‏نفسها‏، ‏فأولا‏ ‏عملية‏ ‏سحب‏ ‏اللبن‏ ‏من‏ ‏صدرها‏ ‏بهذه‏ ‏الصورة‏ ‏التي‏ ‏يقوم‏ ‏بها‏ ‏الطفل‏، ‏تكون‏ ‏بمثابة‏ ‏مساج‏ ‏أو‏ ‏تدليك‏ ‏لأجهزة‏ ‏المرأة‏، ‏فتعود‏ ‏إلي‏ ‏وضعها‏ ‏الطبيعي‏. ‏الأمر‏ ‏الثاني‏ ‏أن‏ ‏الأم‏ ‏التي‏ ‏ترضع‏ ‏طفلها‏ ‏من‏ ‏صدرها‏ ‏تنجو‏ ‏من‏ ‏مرض‏ ‏السرطان‏، ‏لأن‏ ‏احتجاز‏ ‏اللبن‏ ‏الذي‏ ‏يتكون‏ ‏طبيعيا‏ ‏مهما‏ ‏أنكرت‏ ‏المرأة‏ ‏اجتجازه‏ ‏يسبب‏ ‏مرض‏ ‏السرطان‏ ‏بصدرها‏، ‏بالضبط‏ ‏كالبول‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏ينزل‏ ‏يحدث‏ ‏بولينا‏، ‏والبراز‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏ينزل‏ ‏يحدث‏ ‏تسمما‏، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏نسميه‏ ‏وظيفة‏ ‏الإخراج‏ ‏في‏ ‏الجسم‏، ‏فاللبن‏ ‏إذا‏ ‏لم‏ ‏يأخذه‏ ‏الطفل‏ ‏وهذا‏ ‏حقه‏ ‏الطبيعي‏، ‏وهو‏ ‏غذاء‏ ‏ودواء‏ ‏فإنه‏ ‏يضر‏ ‏المرأة‏ ‏نفسها‏، ‏لأنه‏ ‏يسبب‏ ‏لها‏ ‏سرطانا‏ ‏وهذه‏ ‏حقيقة‏ ‏أصبحت‏ ‏مقررة‏.


magdy-f 25 - 07 - 2012 07:21 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://info.1fch.com/information/alaayad/21-11.bmp

http://sqlb-church.com/wp-content/up...9%83%D9%84.jpg



دخول مريم الهيكل
بعد‏ ‏مدة‏ ‏الرضاعة‏ ‏وهي‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏ كان ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏توفي‏ ‏حنة‏ ‏النذر‏ ‏بأن‏ ‏تقدمها‏ ‏إلي‏ ‏الهيكل‏ نذيرة للرب كل أيام حياتها ‏لتقيم‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏النذيرين‏. ‏وكانت‏ ‏أمها‏ ‏من‏ ‏وقت‏ ‏إلي‏ ‏آخر، ‏وفي‏ ‏المناسبات‏ ‏تذهب‏ ‏إليها‏ ‏تقدم‏ ‏لها‏ ‏احتياجاتها‏ ‏من‏ ‏أكل‏ ‏أو‏ ‏كسوة‏ ‏أو‏ ‏شئ‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏القبيل
دخلت السيدة البتول والدة الإله القديسة مريم إلى الهيكل وهي ابنة ثلاث سنين، لأنها كانت نذرا لله، وذلك انه لما كانت أمها حنة بغير نسل، وكانت لذلك مبعدة من النساء في الهيكل، فكانت حزينة جدا هي والشيخ الكريم يواقيم زوجها، فنذرت لله نذرا، وصلت إليه بحرارة وانسحاق قلب قائلة "إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرا لهيكلك المقدس"، فاستجاب الرب لها ورزقها هذا القديسة الطاهرة فأسمتها مريم
وتعيد الكنيسة في‏ ‏اليوم‏ ‏الثالث‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏كيهك‏ ‏عيد‏ ‏دخول‏ ‏العذراء‏ ‏طفلة‏ ‏إلي‏ ‏الهيكل‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏أتمت‏ ‏مدة‏ ‏الرضاعة‏ ‏وهي‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏، ‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏الترتيب‏ ‏الذي‏ ‏ننادي‏ ‏به‏ ‏لبناتنا‏ ‏ولسيداتنا‏ ‏أن‏ ‏الطفل‏ ‏ينبغي‏ ‏أن‏ ‏يرضع‏ ‏من‏ ‏صدر‏ ‏أمه‏ ‏ثلاث‏ ‏سنوات‏. ‏
وقد أودعت حنة بنتها مريم ‏‏إلي‏ ‏رواق‏ ‏النذيرين‏ ‏بالهيكل‏
وكان الهيكل ينقسم إلى:
‏1- القدس‏: ‏يدخل‏ ‏فيه‏ ‏الكهنة‏ ‏للتبخير‏ ‏وللصلاة‏
2- ‏قدس‏ ‏الأقداس: ‏يدخل‏ ‏إليه‏ ‏رئيس‏ ‏الكهنة‏ ‏مرة‏ ‏واحدة في‏ ‏السنة
3- رواق‏ ‏الكهنة‏: حيث كان ‏الكهنة‏ 24‏ فرقة‏، ‏وكل‏ ‏فرقة‏ ‏من‏ ‏الكهنة‏ ‏عليها‏ ‏الخدمة‏ ‏لمدة ‏15 ‏يوما‏ ‏في‏ ‏السنة‏، ‏فكان‏ ‏الكهنة‏ ‏يقيمون‏ ‏هذه‏ ‏المدة‏ ‏وينامون‏ ‏ويستريحون‏ ‏ويأكلون‏ ‏في‏ ‏رواق‏ ‏الكهنة‏.
4- ‏رواق‏ ‏الأمم: ‏وهم‏ ‏الناس‏ ‏الذين‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏اليهود‏ ‏وليسوا‏ ‏من‏ ‏جنسهم‏، ‏ولكن‏ ‏يميلون‏ ‏للعبادة‏ ‏اليهودية‏ ‏فخصصوا‏ ‏لهم‏ ‏مكانا‏ ‏سموه‏ ‏رواق‏ ‏الأمم‏.
هذه‏ ‏الأروقة‏ ‏الأربعة‏ ‏التي‏ ‏في‏ ‏الدار‏ ‏الخارجية‏ ‏وهي‏ ‏خارج‏ ‏القدس‏ ‏وقدس‏ ‏الأقداس‏. ‏
5- ‏رواق‏ ‏النذيرين: وهو خاص للأطفال‏ ‏النذيرين‏ من ‏الأولاد‏ ‏والبنات‏ ‏الصغار‏ ‏لأنهم‏ ‏يقيمون‏ ‏إقامة‏ ‏دائمة‏ لمدة ‏سنوات‏، ‏فخصصوا‏ ‏لهم‏ ‏مكانا‏ ‏اسمه‏ ‏رواق‏ ‏النذيرين‏، ‏مثل‏ ‏صموئيل‏ ‏وكانوا‏ ‏عشرات‏ ‏بل‏ ‏مئات‏ ‏الأطفال‏ ‏الأولاد‏ ‏والبنات‏ ‏الصغار‏ ‏كانوا‏ ‏يقيموا‏ ‏إقامة‏ ‏دائمة‏.
والعذراء‏ ‏مريم‏ ‏وهي‏ ‏طفلة‏ ‏بعد‏ ‏الثالثة‏ ‏من‏ ‏عمرها‏، ‏أقامت‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏النذيرين‏، وكانت ترعاها حنة النبية بنت فنوئيل التى كانت تقول عنها من بطنها يأتى مشتهى الأجيال وأيضا كان يرعاها سمعان الشيخ وزكريا الكاهن أبو يوحنا المعمدان.
عمل المرأة فى الهيكل:
منذ القديم دخلت المرأة الهيكل لتؤدى عملين هامين هما:
1- الخدمة:
ذكر سفر الخروج أن هناك متطلبات للخدمة لعمل المرأة مثل المتجندات اللواتى تجندن عند باب خيمة الإجتماع وهن نذرن أنفسهن للرب للعمل فى خدمة اليهكل: "مِنْ مَرَائِي الْمُتَجَنِّدَاتِ اللَّوَاتِي تَجَنَّدْنَ عِنْدَ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ" (خروج 38: 8).
كما تكلم سفر العدد عن شريعة النذير ولم يجعلها قاصرة على الرجال فقط: "1وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 2«قُل لِبَنِي إِسْرَائِيل: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ" (عدد 6: 1-2).
ومن هؤلاء النذيرات الخادمات الثلاث بنات أبناء هيمان أحد رؤساء جيش داود النبى "جَمِيعُ هَؤُلاَءِ بَنُو هَيْمَانَ رَائِي الْمَلِكِ بِكَلاَمِ اللَّهِ لِرَفْعِ الْقَرْنِ. وَرَزَقَ الرَّبُّ هَيْمَانَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ابْناً وَثَلاَثَ بَنَاتٍ. كُلُّ هَؤُلاَءِ تَحْتَ يَدِ أَبِيهِمْ لأَجْلِ غِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ بِالصُّنُوجِ وَالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ لِخِدْمَةِ بَيْتِ اللَّهِ. تَحْتَ يَدِ الْمَلِكِ وَآسَافَ وَيَدُوثُونَ وَهَيْمَانَ" (أخبار أيام الأول 25: 5-6).
وهؤلاء الثلاث بنات زاد عددهن فى أيام عزرا الكاهن الكاتب إلى 200 "فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ" (عزرا 2: 65).
وعن هؤلاء المغنيات والمسبحات المرنمات قال داود النبى:
"مِنْ قُدَّامٍ الْمُغَنُّونَ. مِنْ وَرَاءٍ ضَارِبُو الأَوْتَارِ. فِي الْوَسَطِ فَتَيَاتٌ ضَارِبَاتُ الدُّفُوفِ" (مزمور 68: 25).
ولعل هذا يرجع بنا إلى مريم أخت موسى النبى وهارون الكاهن التى أمسكت الدف بيدها وخرجت وجميع النساء وراءها بدفوف ورقص ثم رنمن ترنيمتهن المشهورة:
"فَاخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ اخْتُ هَارُونَ الدُّفَّ بِيَدِهَا وَخَرَجَتْ جَمِيعُ النِّسَاءِ وَرَاءَهَا بِدُفُوفٍ وَرَقْصٍ. وَاجَابَتْهُمْ مَرْيَمُ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ فَانَّهُ قَدْ تَعَظَّمَ! الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ!»" (خروج 15: 20-21).
2- التكريس والعبادة:
وهو أشبة ما يكون بوضع الرهبنة والديرة الان، ومثال على ذلك حنة بنت فنوئيل النبية التى كانت من سبط أشير وعاشت مع زوجها لمدة 7 سنوات وبعد ترملها رفضت الزواج مرة ثانية ودامت فى ترملها 84 سنة عابدة بأصوام وصلوات لا تفارق الهيكل ليلا ونهارا (لوقا 2: 36-38).
ولأجل هذا دخلت مريم العذراء الهيكل لتحيا الحياتين معاً حياة الخدمة وحياة التكريس والعبادة.
وكن المكرسات فى العمل لخدمة الهيكل يقمن فى المكان الذى بناه سليمان الحكيم من داخل الهيكل ويسمى دار النساء.



magdy-f 25 - 07 - 2012 07:24 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 


ميلاد مريم الصغرى
المعروف‏ ‏عن‏ ‏حنة‏ ‏أم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏أنها‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏ولدت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏, ‏فتح‏ ‏الله‏ ‏رحمها‏ ‏فولدت‏ ‏بنتا‏ ‏أخري‏ ‏دعتها‏ ‏هي‏ ‏الأخري‏ ‏باسم مريم وهي‏ ‏التي‏ ‏عرفت‏ ‏باسم مريم‏ ‏الأخري وهى زوجة كلوبا
(متى 28: 1) وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر.
(يوحنا 19: 25) وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ.
وقالت‏ ‏حنة‏: ‏مريم‏ ‏الأولي وهي‏ ‏العذراء صارت‏ ‏من‏ ‏نصيب‏ ‏الله‏, ‏أما‏ ‏مريم‏ ‏هذه‏ ‏فقد‏ ‏صارت‏ ‏من‏ ‏نصيبي‏.
‏ومريم‏ ‏الأخري‏ ‏هذه‏ ‏وهي‏ الأخت الصغرى للعذراء‏ ‏مريم, والتى ‏عندما‏ ‏كبرت‏ ‏تزوجت‏ ‏برجل‏ ‏يسمي‏ ‏حلفي‏ ‏أو‏ ‏كلوبا‏. ‏وقد‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏عادة‏ ‏بعض‏ ‏اليهود‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏للواحد‏ ‏منهم‏ ‏اسم‏ ‏عبراني‏ ‏أو‏ ‏آرامي‏, ‏واسم‏ ‏آخر‏ ‏يوناني‏.. ‏فكان‏ ‏حلفي‏ ‏هو‏ ‏اسمه‏ ‏الآرامي‏, ‏وكلوبا‏ ‏هو‏ ‏اسمه‏ ‏اليوناني‏.
و‏قال‏ ‏الإنجيل‏: ‏وكانت‏ ‏واقفات‏ ‏عند‏ ‏صليب‏ ‏يسوع‏, ‏أمه‏, ‏وأخت‏ ‏أمه‏, ‏مريم‏ ‏زوجة‏ ‏كلوبا (يوحنا‏19: 25‏).
وهي‏ ‏التي‏ ‏ولدت‏ ‏من‏ ‏كلوبا‏ ‏أو‏ ‏حلفي‏ ‏أولادا‏ ‏هم‏ ‏يعقوب‏ ‏ويوسي‏ ‏وسمعان‏ ‏ويهوذا‏, ‏وبنات‏ ‏أيضا
‏ويقول ‏القديس‏ ‏أبيفانيوس‏ ‏أسقف‏ ‏سلامينا‏ ‏في‏ ‏قبرص نحو‏ 315-403‏
أوضح ‏الإنجيل‏ ‏إن‏ ‏اليهود‏ ‏قالوا‏ ‏عن‏ ‏المسيح أليس‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏ابن‏ ‏النجار؟ أليست‏ ‏أمه‏ ‏تدعي‏ ‏مريم‏ ‏وإخوته‏ ‏يعقوب‏ ‏ويوسي‏ ‏وسمعان‏ ‏ويهوذا؟ أوليست‏ ‏أخواته‏ ‏جميعهن‏ ‏عندنا‏.‏؟ (متي‏ 13: 55-56)، (‏مرقس ‏6: 3‏)
والواقع‏، ‏إن‏ ‏هؤلاء‏ ‏لم‏ ‏يكونوا‏ ‏إخوة‏ ‏أشقاء‏ ‏للرب‏ ‏يسوع‏, ‏وإنما‏ ‏كانوا‏ ‏أولاد‏ ‏خالته‏ ‏مريم‏ ‏زوجة‏ ‏كلوبا‏
‏كما‏ ‏كانوا‏ ‏أيضا‏ ‏أولاد‏ ‏عمومة‏, ‏ذلك‏ ‏لأن‏ ‏كلوبا‏ ‏أو‏ ‏حلفي‏ ‏هو‏ ‏قريب ‏ليوسف‏ ‏خطيب‏ ‏العذراء‏ ‏مريم
‏و‏يقول‏ ‏يوسابيوس القيصرى ‏المؤرخ:
‏إن‏ ‏يعقوب‏ ‏ويوسي‏ ‏وسمعان‏ ‏ويهوذا‏ ‏لم‏ ‏يكونوا‏ ‏إخوة‏ ‏أشقاء‏ ‏للرب‏ ‏يسوع‏ ‏من‏ ‏أمه‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏, ‏ولكنهم‏ ‏كانوا‏ ‏له‏ ‏أولاد‏ ‏خؤولة‏ ‏وعمومة
يوسابيوس القيصرى ‏-‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏, ‏جزء‏3: ‏فقرة‏11, ‏فقرة ‏32: 1-8, ‏جزء‏4‏: ‏فقرة‏ 22: 5, 4‏
ولذلك‏ ‏عرفت‏ ‏أخت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏في‏ ‏الإنجيل‏ ‏بأنها:
مريم‏ ‏أم‏ ‏يعقوب‏ ‏ويوسي (متي‏27: 56‏)
ومريم‏ ‏أم‏ ‏يعقوب‏ ‏الصغير‏ ‏ويوسي (مرقس‏15: 40‏)
ومريم‏ ‏أم‏ ‏يعقوب (مرقس‏16: 1), (‏لوقا‏24: 10)
و‏مريم‏ ‏أم‏ ‏يوسي (مرقس‏15: 47).


magdy-f 25 - 07 - 2012 07:33 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://img26.imageshack.us/img26/5700/80362796.gif


نياحة يواقيم والد العذراء أم الاله
توفى القديس يواقيم والد مريم العذراء وجد المسيح وكانت مريم ‏العذراء‏ فى السادسة ‏من‏ ‏عمرها.
تذكار نياحة يواقيم والد العذراء أم الاله (7 برمودة)





http://jesusloves-you.com/sant/fffff...ffffffffff.jpg

نياحة حنة والدة مريم العذراء
توفت القديسة حنة أم مريم العذراء وجدة المسيح وكانت مريم ‏العذراء‏ فى الثامنة ‏من‏ ‏عمرها.
ولنا أن نتخيل ‏الأزمة‏ ‏النفسية‏ ‏لبنت‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏السن‏ ‏يتيمة‏ ‏لا‏ ‏أب‏ ‏لها‏ ‏ولا‏ ‏أم، ‏وعندما‏ ‏بلغت‏ ‏السن‏ 12 ‏سنة‏ ‏لا‏ ‏تجد‏ ‏أحدا‏ ‏يأخذها، ‏وكان‏ ‏اختيار‏ ‏الله‏ ‏ليوسف‏ ‏بأن‏ ‏أفرخت‏ ‏عصاه‏ ‏وأخرجت‏ ‏براعم، ‏كيف‏ ‏أن‏ ‏العصا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏جفت‏ ‏تخرج‏ ‏هذه‏ ‏البراعم؟ إنها‏ ‏معجزة‏ ‏لتكون‏ ‏علامة‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏يوسف‏ ‏الذي‏ ‏اسمه‏ ‏مكتوب‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏العصا‏ ‏هو‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏اختارته‏ ‏السماء‏ ‏ليكون‏ ‏هو‏ ‏الشخص‏ ‏الذي‏ ‏يأخذ‏ ‏مريم‏ ‏في‏ ‏كنفه‏ ‏ورعايته‏.‏ فمن‏ ‏ضمن‏ ‏ألقاب‏ ‏مريم‏ ‏عصا‏ ‏هرون‏ ‏لأنه‏ ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏مع‏ ‏عصا‏ ‏يوسف‏ ‏وعصا‏ ‏هرون‏ ‏سيحدث‏ ‏مع‏ ‏مريم‏ ‏بالرغم‏ ‏أنها‏ ‏بتول‏ ‏تلد‏ ‏الكلمة‏ ‏مقيم‏ ‏السماء‏.‏
وهنا‏ ‏سؤال‏ ‏نسأله‏ ‏لماذا‏ ‏شاء‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏مريم‏ ‏العذراء‏ ‏تعاني‏ ‏هذه‏ ‏الطفولة‏ ‏المعذبة؟ إنها‏ ‏لم‏ ‏تستمر‏ ‏في‏ ‏كنف‏ ‏والديها‏ ‏إلا‏ 3‏ سنين، ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏ذهبت‏ ‏الهيكل‏ ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏مات‏ ‏أبوها‏ ‏وماتت‏ ‏أمها‏ ‏وظلت‏ ‏يتيمة‏ ‏حتي‏ ‏سن‏12‏سنة‏ ‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏أخذها‏ ‏يوسف، ‏لا‏ ‏شك‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏كان‏ ‏فيه‏ ‏ألم‏ ‏كثير‏ ‏وعذاب، ‏طفلة‏ ‏تحرم‏ ‏من‏ ‏الأب‏ ‏والأم، ‏وكلنا‏ ‏نعلم‏ ‏مركز‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏ ‏بالنسبة‏ ‏للطفل، ‏هذه‏ ‏الإنسانة‏ ‏التي‏ ‏من‏ ‏المفروض‏ ‏إنها‏ ‏سيكون‏ ‏عن‏ ‏طريقها‏ ‏خلاص‏ ‏العالم، ‏لماذا‏ ‏لم‏ ‏يبق‏ ‏والداها؟ ما‏ ‏هي‏ ‏الحكمة؟ لابد‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏له‏ ‏حكمة‏ ‏أن‏ ‏مريم‏ ‏تعاني‏ ‏هذا‏ ‏العذاب، ‏عذاب‏ ‏الحرمان‏ ‏من‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏ ‏وتظل‏ ‏تعيش‏ ‏هذه‏ ‏الطفولة‏ ‏اليتيمة‏ ‏حتي‏ ‏كبرت، ‏ولا‏ ‏يكون‏ ‏لها‏ ‏أحد‏ ‏تعتمد‏ ‏عليه‏ ‏أو‏ ‏تستند‏ ‏إليه، ‏وبهذا‏ ‏كانت‏ ‏شبيهة‏ ‏بالعليقة‏ ‏التي‏ ‏رآها‏ ‏موسي‏ ‏أو‏ ‏العليقة‏ ‏شبيهة‏ ‏بمريم‏ ‏فالله‏ ‏ظهر‏ ‏في‏ ‏العليقة، ‏إنه‏ ‏ساكن‏ ‏السماوات‏ ‏والأرض‏ ‏إنما‏ ‏نزل‏ ‏في‏ ‏العليقة، ‏ونزول‏ ‏الله‏ ‏ليس‏ ‏كنزول‏ ‏الإنسان، ‏فعندما‏ ‏ينزل‏ ‏الله‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏فهو‏ ‏لا‏ ‏يخلي‏ ‏السماء‏ ‏من‏ ‏وجوده، ‏لأنه‏ ‏مالئ‏ ‏السموات‏ ‏والأرض، ‏فبينما‏ ‏كان‏ ‏المسيح‏ ‏في‏ ‏السماء‏ ‏كان‏ ‏علي‏ ‏ركبتي‏ ‏العذراء‏ ‏مريم، ‏وبينما‏ ‏كان‏ ‏علي‏ ‏ركبتي‏ ‏العذراي‏ ‏مريم‏ ‏كان‏ ‏فوق‏ ‏الكاروبيم‏ ‏في‏ ‏السماء، ‏فكلمة‏ ‏نزل‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏لا‏ ‏بمعني‏ ‏أنه‏ ‏أخلي‏ ‏السماء‏ ‏من‏ ‏وجوده، ‏ولكن‏ ‏بمعني‏ ‏أنه‏ ‏أصبح‏ ‏له‏ ‏وجود‏ ‏علي‏ ‏الأرض، ‏وأيضا‏ ‏بالنسبة‏ ‏لفهم‏ ‏الإنسان‏ ‏نقول‏ ‏الله‏ ‏نزل، ‏لأن‏ ‏الإنسان‏ ‏يعلم‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏ساكن‏ ‏السموات، ‏فعندما‏ ‏يصير‏ ‏له‏ ‏وجود‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏ ‏يكون‏ ‏نزل‏ ‏بهذا‏ ‏المعني، ‏نزل‏ ‏بالنسبة‏ ‏للإنسان‏ ‏لكن‏ ‏بالنسبة‏ ‏لله، ‏الله‏ ‏لا‏ ‏ينزل‏.‏
فنزول‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏العليقة‏ ‏كان‏ ‏رمزا‏ ‏للنزول‏ ‏الأعظم‏ ‏الذي‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏التجسد، ‏ولماذا‏ ‏الله‏ ‏نزل‏ ‏من‏ ‏السماء؟ لأن‏ ‏الخطيئة‏ ‏أذلت‏ ‏الإنسان‏ ‏وطرد‏ ‏الإنسان‏ ‏وصار‏ ‏الإنسان‏ ‏منفيا‏ ‏من‏ ‏حضرة‏ ‏الله، ‏وهذه‏ ‏مذلة‏ ‏أعظم‏ ‏مذلة، ‏فالله‏ ‏شاء‏ ‏بالتجسد‏ ‏أن‏ ‏ينزل‏ ‏ليخلص‏ ‏الإنسان‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏المذلة، ‏ونزول‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏العليقة‏ ‏بمنظر‏ ‏النار‏ ‏المتوهجة، ‏تشرح‏ ‏لنا‏ ‏لماذا‏ ‏العليقة‏ ‏لم‏ ‏تحترق؟ لأنها‏ ‏ليست‏ ‏نارا‏ ‏عادية، ‏فكانت‏ ‏بهذا‏ ‏رمزا‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم، ‏ولذلك‏ ‏نقول‏ ‏عليها‏ ‏العليقة، ‏العليقة‏ ‏شجرة‏ ‏صغيرة، ‏ليست‏ ‏شجرة‏ ‏كبيرة، ‏وأغصانها‏ ‏رخصة‏ ‏ورخوة‏ ‏لا‏ ‏قدرة‏ ‏لها‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏تنتصب‏ ‏بل‏ ‏تتعلق‏ ‏علي‏ ‏غيرها‏ ‏من‏ ‏الأشجار‏ ‏المجاورة، ‏العليقة‏ ‏رمز‏ ‏للعذراء‏ ‏مريم؟ نقول‏: ‏العليقة‏ ‏التي‏ ‏رآها‏ ‏موسي‏ ‏النبي‏ ‏في‏ ‏البرية، ‏والنيران‏ ‏تشتعل‏ ‏فيها‏ ‏ولم‏ ‏تمسها‏ ‏بأذية، ‏مثال‏ ‏أم‏ ‏النور‏ ‏مريم‏ ‏حملت‏ ‏جمر‏ ‏اللاهوتية، ‏وهي‏ ‏عذراء‏ ‏ببكورية فالعليقة‏ ‏كمريم‏ ‏التي‏ ‏عانت‏ ‏اليتم‏ ‏من‏ ‏طفولتها‏ ‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏لها‏ ‏إنسان‏ ‏تعتمد‏ ‏عليه‏ ‏لا‏ ‏أب‏ ‏ولا‏ ‏أم‏ ‏ولا‏ ‏قريب، ‏عانت‏ ‏مريم‏ ‏هذه‏ ‏المعاناة‏ ‏التي‏ ‏يندر‏ ‏أن‏ ‏يعانيها‏ ‏طفل‏ ‏آخر، ‏هذا‏ ‏عذاب‏ ‏لأن‏ ‏الطفل‏ ‏يحتاج‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏السن‏ ‏الصغير‏ ‏إلي‏ ‏الأب‏ ‏وإلي‏ ‏الأم‏ ‏وخصوصا‏ ‏إلي‏ ‏الأم، ‏وبعد‏ ‏سن‏ 12‏سنة‏ ‏أخذها‏ ‏رجل‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏جدها‏ ‏تقريبا‏ ‏أو‏ ‏فوق‏ ‏التسعين‏ ‏سنة، ‏هذه‏ ‏المعاناة‏ ‏مقصودة، ‏أبي‏ ‏وأمي‏ ‏قد‏ ‏تركاني‏ ‏وأما‏ ‏الرب‏ ‏فقبلني فالاحتمال‏ ‏الذي‏ ‏احتملته‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الله‏ ‏سيحسب‏ ‏لها، ‏ستكافأ‏ ‏عنه، ‏هناك‏ ‏أمور‏ ‏كثيرة‏ ‏يبدو‏ ‏أن‏ ‏مريم‏ ‏عانت‏ ‏كثيرا‏ ‏واحتملت‏ ‏الكثير، ‏في‏ ‏أرض‏ ‏مصر‏ ‏تحملت‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏البلايا‏ ‏والمتاعب‏ ‏والاضطهاد، ‏كثيرا‏ ‏ما‏ ‏طردت، ‏ولذلك‏ ‏انتقلت‏ ‏من‏ ‏مكان‏ ‏إلي‏ ‏مكان‏ ‏بمحطات‏ ‏سميت‏ ‏محطات‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏.‏
مريم‏ ‏تعبت‏ ‏كثيرا‏ ‏جد، ‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏أحدا‏ ‏أبدا‏ ‏لا‏ ‏من‏ ‏الشهداء‏ ‏ولا‏ ‏من‏ ‏القديسين، ‏ولا‏ ‏من‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏احتمل‏ ‏مع‏ ‏المسيح‏ ‏كما‏ ‏احتملت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏!! ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏جعل‏ ‏لها‏ ‏دالة‏ ‏قوية‏ ‏وشفاعة‏ ‏كبيرة‏ ‏لأنها‏ ‏احتملت‏ ‏كثيرا‏.‏
إن‏ ‏مريم‏ ‏احتملت‏ ‏هذه‏ ‏الطفولة‏ ‏المعذبة‏ ‏وهذا‏ ‏اليتم‏ ‏المقصود، ‏لكي‏ ‏نقول‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏ليس‏ ‏لها‏ ‏أحد‏ ‏تعتمد‏ ‏عليه‏ ‏لا‏ ‏أب‏ ‏ولا‏ ‏أم‏ ‏ولا‏ ‏قريب، ‏فيكون‏ ‏الاعتماد‏ ‏علي‏ ‏الله‏ ‏وحده، ‏فكانت‏ ‏بهذا‏ ‏شبيهة‏ ‏بالعليقة، ‏العليقة‏ ‏فوقها‏ ‏النار‏ ‏الملتهبة‏ ‏وهو‏ ‏الرب‏ ‏نفسه‏ ‏الذي‏ ‏حماها‏ ‏وعطف‏ ‏عليها‏ ‏وقواها‏ ‏وكان‏ ‏خير‏ ‏سند‏ ‏لها، ‏لكي‏ ‏نتأمل، ‏ونحن‏ ‏عندما‏ ‏نجد‏ ‏أنفسنا‏ ‏في‏ ‏تجارب‏ ‏وفي‏ ‏آلام، ‏الإنسان‏ ‏يتذمر‏ ‏علي‏ ‏الله‏ ‏ويقول‏ ‏ماذا‏ ‏عملت‏ ‏يارب؟‏ ‏لماذا‏ ‏سمح‏ ‏الله‏ ‏بذلك؟ لماذا؟ نعترض‏ ‏علي‏ ‏الله؟؟ الله‏ ‏يجعل‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏أم‏ ‏المخلص‏ ‏تتحمل‏ ‏هذه‏ ‏الأشياء‏ ‏لكي‏ ‏يكون‏ ‏هذا‏ ‏تعليم‏ ‏لنا‏ ‏نحن، ‏لا‏ ‏نتعلم‏ ‏إن‏ ‏لم‏ ‏نتألم‏... ‏فالآلام‏ ‏عن‏ ‏طريقها‏ ‏نتعلم‏ ‏أشياء‏ ‏كثيرة، ‏فإذا‏ ‏رأينا‏ ‏التجارب‏ ‏لا‏ ‏نتذمر‏ ‏علي‏ ‏الله، ‏بل‏ ‏إذا‏ ‏احتملنا‏ ‏التجربة‏ ‏واحتملنا‏ ‏الألم‏ ‏يحسب‏ ‏هذا‏ ‏فضيلة، ‏يحسب‏ ‏هذا‏ ‏بر‏ ‏أمام‏ ‏الله، ‏لا‏ ‏نريد‏ ‏في‏ ‏علاقتنا‏ ‏مع‏ ‏الناس‏ ‏أو‏ ‏مع‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏نتذمر‏ ‏أو‏ ‏نجدف‏ ‏علي‏ ‏الله، ‏لا‏ ‏تنظر‏ ‏للآخرين‏ ‏وتقول‏ ‏لماذا‏ ‏أنا؟انظر‏ ‏للست‏ ‏العذراء‏ ‏كنموذج، ‏إذا‏ ‏كانت‏ ‏هناك‏ ‏تجربة‏ ‏ويوجد‏ ‏ألم‏ ‏وصبر‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الألم، ‏هذا‏ ‏الصبر‏ ‏يحسب‏ ‏له‏ ‏فضيلة، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏قاله‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏في‏ ‏رسالة‏ ‏يعقوبطوبي‏ ‏لمن‏ ‏يحتمل‏ ‏التجربة‏ ‏لأنه‏ ‏متي‏ ‏تزكي‏ ‏ينال‏ ‏إكليل‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏ ‏الذي‏ ‏وعد‏ ‏به‏ ‏الرب‏ ‏للذين‏ ‏يحبونه (يع‏1: 12). ‏متي‏ ‏تزكي، ‏أي‏ ‏متي‏ ‏تطهر، ‏التجربة‏ ‏لا‏ ‏تجعله‏ ‏يجدف، ‏بل‏ ‏طهرته‏ ‏ونقته‏ ‏مثل‏ ‏أغصان‏ ‏الشجر، ‏الكرم‏ ‏أو‏ ‏الجنايني‏ ‏لابد‏ ‏أن‏ ‏يشذبها، ‏فالآلام‏ ‏يا‏ ‏أولادنا‏ ‏لها‏ ‏فوائد، ‏وكما‏ ‏قال‏ ‏يوحنا‏ ‏ذهبي‏ ‏الفمما‏ ‏من‏ ‏تجربة‏ ‏إلا‏ ‏وتحمل‏ ‏وراءها‏ ‏إحدي‏ ‏البركاتهذا‏ ‏بالنسبة‏ ‏للإنسان‏ ‏الذي‏ ‏يهوي‏ ‏التجربة‏ ‏لكي‏ ‏يتعلم‏ ‏منها‏ ‏شيئا‏ ‏ويستفيد، ‏ويوجد‏ ‏إنسان‏ ‏يتذمر‏ ‏ويقارن‏ ‏بينه‏ ‏وبين‏ ‏الآخرين، ‏ويعتبر‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏يعاكسه، ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يبحث‏ ‏عن‏ ‏سبب‏ ‏رسوبه‏ ‏يقول‏ ‏ربنا‏ ‏هو‏ ‏سبب‏ ‏الرسوب، ‏التجارب‏ ‏تمحص‏ ‏الإنسان، ‏وتجعله‏ ‏يتزكي‏ ‏وينال‏ ‏إكليل‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية، ‏متي‏ ‏تزكي، ‏متي‏ ‏تنقي، ‏متي‏ ‏استفاد‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏التجربة‏ ‏ينال‏ ‏إكليل‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏ ‏الذي‏ ‏وعد‏ ‏به‏ ‏الرب‏ ‏للذين‏ ‏يحبونه، ‏وهذا‏ ‏يكون‏ ‏برهانا‏ ‏لمحبة‏ ‏الله، ‏أن‏ ‏الإنسان‏ ‏لا‏ ‏يتذمر‏ ‏ولا‏ ‏يكفر‏ ‏ولا‏ ‏يغضب‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏إنما‏ ‏يقول‏ ‏أنا‏ ‏مستحق‏ ‏لهذه‏ ‏التجربة‏ ‏وأنا‏ ‏أتعلم‏ ‏منها، ‏والتجربة‏ ‏ترفع‏ عمق ‏الحياة‏ ‏الروحية‏ ‏بيننا‏ ‏وبين‏ ‏الله‏.‏
وفي‏ ‏اليوم‏ ‏الحادي‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏هاتور‏ ‏تحتفل‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏وأقاليم‏ ‏الكرازة‏ ‏المرقسية‏, ‏بذكري‏ ‏رقاد‏ ‏القديسة‏ ‏حنة‏ ‏أم‏ ‏العذراء‏ ‏الطاهرة‏ ‏مريم‏, ‏وانتقالها‏ ‏إلي‏ ‏عالم‏ ‏الخلود‏. ‏والمعروف‏ ‏عن‏ ‏القديسة‏ ‏حنة‏ ‏أنه‏ ‏معترف‏ ‏بقداستها‏ ‏في‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏.
‏ففي‏ ‏الشرق‏ ‏يحتفل‏ ‏الروم‏ ‏الأرثوذكس‏ ‏والكاثوليك‏ ‏بعيد‏ ‏انتقالها‏ ‏إلي‏ ‏عالم‏ ‏البقاء‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏الخامس‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏يوليو/تموز‏, ‏وأما‏ ‏في‏ ‏الغرب‏ ‏فيحتفلون‏ ‏به‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏السادس‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏نفس‏ ‏الشهر يوليو/‏تموز ونعني‏ ‏بالغرب‏, ‏علي‏ ‏الأخص‏ ‏الكنيسة‏ ‏اللاتينية‏, ‏والكنيسة‏ ‏الأنجليكانية‏ ‏الأسقفية‏ ‏وتوابعها‏ ‏في‏ ‏بريطانيا‏ ‏وكندا‏ ‏وغيرهما‏, ‏وللقديسة‏ ‏حنة عند‏ ‏الروم‏ ‏الأرثوذكس‏ ‏والكاثوليك‏ ‏عيد‏ ‏آخر‏ ‏يحتفلون‏ ‏فيه‏ ‏بها‏ ‏وبزوجها‏ ‏القديس يواقيم في‏ ‏التاسع‏ ‏من‏ ‏شهر‏ ‏سبتمبر/أيلول‏. ‏
ولقد‏ ‏بني‏ ‏الإمبراطور‏ ‏جستنيان‏ ‏الأول ‏483-565‏م أول‏ ‏كنيسة‏ ‏باسم‏ ‏القديسة‏ ‏حنة في‏ ‏مدينة‏ ‏القسطنطينية‏, ‏في‏ ‏عام‏ 565 ‏لميلاد‏ ‏المسيح‏, ‏وأما‏ ‏رفاتها‏ ‏فاستقرت‏ ‏في‏ ‏روما‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الثامن‏, ‏بكنيسة‏ ‏القديسة‏ ‏ماريا‏ ‏الأثرية‏. ‏
ولقد‏ ‏زاد‏ ‏الاهتمام‏ ‏بعيد‏ ‏القديسة حنة في‏ ‏الغرب‏ ‏منذ‏ ‏القرن‏ ‏العاشر‏. ‏وفي‏ ‏العصور‏ ‏الوسطي‏ ‏صار‏ ‏الاحتفال‏ ‏بعيدها‏ ‏شعبيا‏. ‏وقد‏ ‏أصدر‏ ‏الحبر‏ ‏الروماني‏ ‏غريغوريوس‏ ‏الخامس‏ ‏عشر‏1621-1622‏براءة‏ ‏بجعل‏ ‏هذا‏ ‏العيد‏ ‏عاما‏ ‏وإجباريا‏, ‏والآن‏ ‏يحتفل‏ ‏بهذا‏ ‏العيد‏, ‏باحترام‏ ‏خاص‏, ‏في‏ ‏كندا‏, ‏وفي‏ ‏بريطانيا‏, ‏إذ‏ ‏يعتبرونها‏ ‏شفيعة‏ ‏وحامية‏ ‏لهم‏.
تذكار نياحة القديسة حنة والدة القديسة العذراء القديسة مريم (11 هاتور)





magdy-f 25 - 07 - 2012 07:38 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
خروج مريم العذراء من الهيكل
أقامت مريم العذراء فى الهيكل مع العذارى اثنتي عشرة سنة، كانت تقتات خلالها من يد الملائكة إلى إن جاء الوقت الذي يأتي فيه الرب إلى العالم، ويتجسد من هذه التي اصطفاها، حينئذ تشاور الكهنة إن يودعوها عند من يحفظها، لأنها نذر للرب منذ ولادتها، إذ لا يجوز لهم إن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن فقرروا إن تخطب رسميا لواحد يحل له إن يرعاها ويهتم بشئونها.
وظهر ملاك الرب لزكريا الكاهن وأعلمة أن يجمع من سبط يهوذا اثني عشر شيخا ورجلا أتقياء ويأخذ عصا كل واحد منهم ويدخلها إلى الهيكل، وبالفعل قام زكريا الكاهن بعمل ما أمرة به ملاك الرب، وأمام حشد كبير من المصلين والحاضرين إذ بحمامة تاتى وتستقر على عصا الشيخ يوسف النجار وتفرخ براعم مزهرة، فعلموا إن هذا الأمر من الرب، لان يوسف كان صديقا بارا، فتسلمها وظلت عنده إلى إن آتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها لخلاص آدم وذريته.

magdy-f 25 - 07 - 2012 07:42 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
مريم في بيت لحم

يعتبر إنتساب مريم إلى ذريّة داود من التعاليم التقليدية. وقد أشار إليه القديس بولس - على ما يبدو - في رسالته (رومية 1: 3) عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ.
وأثبته آباء الكنيسة منذ القرن الثاني، ويدعمه أن اليهود كانت لهم عادة شائعة جدا في زفاف الفتاة إلى أحد أقاربها الأدنيين، وذلك لأسباب شرعية، في أغلب الأحيان.
لقد توجّه يوسف النجار وخطيبتة مريم إذن إلى بيت لحم: وهي المدينة التي ورد عنها في الكتاب المقدّس، أنها مسقط رأس الملك العظيم (1صموئيل 6: 20-28).
ففي حقول بيت لحم، بألفَ سنة قبل المسيح، كانت راعوث المؤابية (راجع سفر راعوث)قد استهوت قلب بوعز سيّد تلك الحقول. ومن زواج ذاك السيد الكريم بتلك الغريبة الفقيرة التي جاءت تلتقط السنابل في أرضه،ولدَ عوبيد، ومنه وُلد يسى ذاك الجذع المتين الذي كان داود أجمل فروعه.
كانت الشقة بعيدة بين الناصرة وبيت لحم: 15. كيلومتراً تقريبا. وكانت الطرق لم تزل وعرة، فكان يجبقطع تلك المسافة فى أربعة أيّام كاملة على ظهر الحمار - تلك الدابّة الشائعة التي كان أفقر الناس يملكونها.
فبعد اجتياز سهل عزريلون (السهل المعروف اليوم بمرج أم عامر)، كان المسافر يوغل جنوباً، من قرية إلى قرية. ثم كان يفضي إلى السامرة حيث هناك ضريح يوسف وبئر يعقوب، والتي أمست أرض كفر وشقاق. ثم كان ينتهي، أخيرا، إلى بلاد اليهودية، بأرضها الجافية الحمراء المتموّجة إلى أقصى ما يمدّ إليه النظر. ثم تظهر على البعد أورشليم فجأة من منفذ أحد الشعاب
وبعد مسيرة ساعتين من أورشليم، وبعد الترحّم في الطريق على قبر راحيل تلك الأمّ الثاكل كان يُبلْغَ أخيراً إلى بيت لحم.تلك المدينة البيضاء الجاثمة، على علو 800 متر، فوق منحدرات هضبتين توأمتين، ما كان أبهج منظرها، بعد تلك الوعورة الموحشة التي لم يكن فيها ما يذكّر بالحياة سوى بعض الشجيرات، وبعض البراوق والشقائق الحمراء
هناك في الأفق البعيد، كانت الصحراء تمتدّ، تارة أخرى، موغلةً حتى شواطئ البحر الميّت، محدّبة كأنها ذوب رصاص قد تجمد فجأةً. وأمّا ما حول القرية، فكان كلّه رياض وحقول شقراء، وزيتون فضّي! لقد كانت خليقة باسمها، قرية بيت لحم، أي: بيت الخبز، بحسب المدلول الشعبي
وكانتُ تعرف أيضاً باسم "أفراتة " أي " الكثيرة الفواكه".
لقد كانت ولا شك، على عهد المسيح، أصغر منها اليوم؛ بيد أنها لم تكن حقيرة، بل كانت تعي، حق الوعي، محتدها القديم الحافل بالأمجاد. أو لم يكن ميخا النبي قد أنبأ، يوماً، بمصيرها السنيّ، حيث قال: "وأنت يا بيت لحم، أفراتة وأنت صغيرة بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم، منذ أيام الأزل " (ميخا 5: 2)
فهل كان بالإمكان أن تغرب تلك النبوءة عن ذهن يوسف ومريم، وقد كانا من نسل داود، وعلى علم، خصوصاً، بالمعجزة الكبرى التي كان جنين مريم مصداقها؟ لقد كان يدعمهما رجاء عظيم ؛ وربما كان يراود قلبيهما أن قيصر لم يوقعّ على قراره، ولم يجيّش موظفّيه وكتبته، إلاّ لكي يتحقق، على يده، ما كان مكتوباً منذ الأبد.
كانت الفتاة الصغيرة العذراء مريم، تعيش في مدينة تدعى الناصرة، وهي مدينة في الجليل، لم تكن ذات أهمية، وقد كانت بلدة محتقرة، وأقل ما يقال عنها أنها بلدة شريرة ومدينة آثمة لا يمكن أن يأتي منها شيئاً صالحاً، وهذا ما قاله نثنائيل حين عَرَف أن يسوع من الناصرة فقال "أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح" (يوحنا 1: 46).
في هذا الوسط عاشت العذراء مريم، لكنها كانت كالنور الذي يشع وسط الظلام، كانت فتاة طاهرة، نقية الأخلاق، تحيا حياة القداسة، حسب دعوة الله "وتكونون لي قديسين لأني قُدُّوس أنا الرب، وقد مَيَّزتُكُم من الشعوب لتكونوا لي" (لاويين 20: 26). كانت في علاقة حيه، وصحيحة مع الله.
كانت تعرف الكتب المقدسة وتحفظ منها الكثير، وحين ترنمت بأنشودتها العذبة كانت تستمد كلماتها مما في ذاكراتها، وقد كانت كلمات تَغَّنت بها حنة، وترَّنم بها كاتب المزامير.
إلى هذه الفتاة جاءت نعمة الله، لتدعوها لتكون أُماً للمسيح، ابن الله، الذي اشتهت الأجيال أن يُولد فيما بينها، وتمنت النساء أن يأتي منهن، ويالها من نعمة تلك التي تأتي من الله لتختر إنساناً، وتمنحه ما لا يستحق، فالنعمة هي أن يُمنح شخصاً شيء لا يستحقه، وما كان للإنسان أن يدخل في علاقة صحيحة مع الله، ما لم يتدخل الله بنعمته ليصنع طريقاً من خلال تجسد ابنه يسوع المسيح فنستطيع أن نصبح أولاداً لله.



يتبع

magdy-f 25 - 07 - 2012 07:44 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://toulousestreet.files.wordpres...03/joseph2.jpg

يوسف النجار
إرتبط اسم يسوع بيوسف النجار في السجلات الرومانية وفي الحياة البيئية والخدمات الخاصة والعامة. ويشير التقليد ان يوسف النجار خطب مريم وهو إبن 90 سنة، ومات وهو إبن 111 سنة، وكان عمر السيد المسيح آنذاك يتراوح بين 16-19 سنة. وتم دفتة فى قبر يعقوب أبية بمدينة الناصرة.
ويوضح الإنجيل أن يوسف النجار يرجع في أجداده إلى داود الملك، وإلى سبط يهوذا، وإن هذا الرجل الفقير كان من سلالة الملك العظيم المشهور، ومتى كتب الإنجيل لليهود وذكر نسب يوسف وأوضح أن يعقوب هو الذى أنجب يوسف النجار، بينما كتب لوقا الإنجيل إلى الأمم الذين لا يعنيهم ارتباط يوسف بالمسيح، ومن ثم تحول إلى نسب العذراء نفسها، وهكذا كان يعقوب أبًا ليوسف بالجسد، في الوقت الذي كان فيه هالي أبا ليعقوب بالتبنى.
ومن الواضح أن يوسف جاء من سلسلة سليمان الملك ابن داود، وجاءت العذراء من سلسلة ناثان بن داود، وكلا البشيرين يؤكد ميلاد المسيح العذراوي.
وكان فقيرًا جدًا، وربما كان أفقر الناس في مدينة الناصرة، ومن الصعب علينا تصور المسكن الذي كان يسكنه في الناصرة، إذا ذكرنا أن المسيح عندما خرج من الناصرة، وتنقل بين كفرناحوم وأورشليم وغيرهما من المدن، خلف لنا العبارة القاسية على النفس: «للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه» ويبدو أن يوسف النجار كان كذلك، ومن المعتقد أن فقره العميق كان ظاهرًا في التقدمة التي قدمتها مريم بعد ميلاد ميلاد المسيح، فقد كانت تقدمه الفقراء: «زوج يمام أو فرخي حمام» ومن المتصور أيضًا أن تقدمه الذهب التي قدمها المجوس أعانته في رحلة الهروب إلى مصر!
حتى السيد المسيح قيل عنه:
(كورنثوس الثانية 8 : 9) فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ.
ولو كان ليوسف أبناء أخرين لأعانوه فى البحث عن يسوع وهو صبي في الثانية عشرة في الهيكل، بل قالت له مريم العذراء أمه: «هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين».. «ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعًا لهما» (لو 2: 48-51). مما يوضح انهما كان وحيدين ليس معهما أشخاص أخرى.
كانت حرفة يوسف النجارة حسب العادة المتمكنة عند اليهود بضرورة تعليم أولادهم حرفة ما يواجهون بها الحياة، فقراء كانوا أم أغنياء، ومن البادي أن كسب الرجل من النجارة كان ضئيلاً جدًا، ومع ذلك استمر عليها وعلمها ليسوع المسيح، وهنا تبدو أمامنا دورة الزمن المحزنة، فيصبح الوريث لعرش داود نجارًا فقيرًا، ويصبح أكثر منه ذاك «الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسه أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائرًا في شبه الناس» (في 2: 6-7) ابهتي أيتها السموات والأرض لأنه عندما بدأ رحلته على الأرض كان على الصبي يسوع أن يكون «صبي نجار» في دكان صغيرة حقيرة في مدينة الناصرة!
كانفقيرا بلا أدنى شك! ولكن هل كان يقينا من نسل داود؟
ليس في الأمر ما يحمل على الاستغراب، فقد كانت ذرّية داود وسليمان ابنه على جانب من الكثرة، وإن لم يكن جميع أفرادها قد لزموا المناصب العالية، والمراكًز الوجيهة... أمّا انتساب يوسف إلى بيت داود، فقد أثبته اثنان من الإنجيليين: القديس متى(متى 1: 1–17)، والقديس لوقا، في مطلع أحداث سيرة المسيح العلنية (لوقا3: 23-38). ولا شك أن قضية الانتساب هذه، كانت على جانب من الخطورة، إذ كان شائعاً، في الناس، أن المسيح سوف يكون من نسلً الملك الأعظم، "وغصنا من جذع يسّى"، على حدّ ما ورد في نبوءة أشعياء. فأمّا الفروق التي وقعت بين نصّي متى ولوقا، في إثبات لائحة النسب، فليس فيها كبير شأن ؛ فإنّ جوهر النصّين واحد: وهو إثبات حقيقة ذاك الانتساب.
نحن لا نعلم كم من السنوات عاشها يوسف مع المسيح، إذ لا نسمع عنه شيئا بعد الأثنى عشر عاماً الأولى من حياة السيد المسيح، لقد أوحى إليه بالذهاب إلى مصر مع الصبى ومريم أمه، هربًا من سيف هيرودس، وبقى في مصر حتى عاد إلى فلسطين بعد موت هيرودس، ونحن نعلم أن المسيح أخذ حرفة النجارة عنه، وبدون أدنى شك كان الصبى يسوع خاضعاً له ولمريم أمه في كل شيء، وما من شك بأنه كان مساعدًا مجيدًا في النجارة وسائر أمور البيت على نحو يعجز التصور البشرى عن إدراكه، وقد شاطر يوسف الصبي يسوع الحياة في بيت واحد، بما في هذه المشاطرة من أروع الامتيازات وأدق المسئوليات!.



magdy-f 25 - 07 - 2012 07:46 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
شريعة الخطبة
كانت مريم نذيرة للرب قبل ولادتها، كنذر أمها حنة قبل أن تلدها، أن تكون نذيرة للهيكل كل أيام حياتها، ولما خرجت مريم من الهيكل بعد ان بلغت سن 12 عام، شاءت العناية الإلهية ان يتولى امرها الشيخ ‏يوسف‏ النجار وكان ‏شيخا‏ ‏كبيرا‏ ‏وقورا، ‏وهذه‏ ‏حكمة‏ ‏لله‏ ‏لكي‏ ‏تكون‏ ‏مريم بالنسبة‏ ‏له‏ ‏كإبنة، ‏فشاء‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏يوسف‏ ‏هو‏ ‏الإنسان‏ ‏المناسب‏ ‏الذي‏ ‏يرعى ‏مريم‏.‏ وكان‏ ‏لابد‏ ‏احتياطا‏ ‏أن‏ ‏الآباء‏ ‏الكهنة‏ ‏يعقدو‏ ‏عقد‏ ‏زواج‏ ‏رسمي، ‏وهذا‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏الزواج‏ ‏الذي‏ ‏نسميه‏ ‏الزواج‏ ‏البتولي‏.‏
وهذا‏ ‏ما‏ ‏قال‏ ‏عنه‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏في‏ ‏(حزقيال ‏44: 2‏) هذا‏ ‏الباب‏ ‏يكون‏ ‏مغلقا‏ ‏لا‏ ‏يفتح‏ ‏ولايدخل‏ ‏منه‏ ‏إنسان‏ ‏لأن‏ ‏الرب‏ ‏إله‏ ‏إسرائيل‏ ‏دخل‏ ‏منه‏ ‏فيكون‏ ‏مغلقا، وكما‏ ‏قال‏ ‏آباء‏ ‏الكنيسة‏ ‏إن‏ ‏هذه‏ ‏نبوءة‏ ‏عن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏أنها‏ ‏تظل‏ ‏بتولا‏ ‏كل‏ ‏أيام‏ ‏حياتها، ‏وهي‏ ‏المعروفة‏ ‏بالعذراء‏ ‏بالألف‏ ‏واللام، ‏فكل‏ ‏بنت‏ ‏غير‏ ‏متزوجة‏ ‏نسميها‏ عذراء‏ ‏لكن‏ ‏مريم‏ ‏نقول‏ ‏العذراء‏ ‏بالألف‏ ‏واللام‏.‏
وفى ذلك قال القديس ماريعقوب اسقف اورشليم فى ميمره مايأتى:
لما بلغت مريم العذراء من العمر اثنتى عشرة سنة تشاور الكهنة وفى مقدمتهم زكريا فيما بينهم عما يكون من امرها فقرر قرارهم على خطوبتها ليوسف البار بأمر ملاك الرب الذى امر زكريا قائلا اجمع شيوخ وشبان يهوذا وخذ عصيهم واكتب على كل منها اسم صاحبها والتى تظهر منها علامة يكون صاحبها هو المختار لمريم، ففعل زكريا كما امره ملاك الرب وعند تسلم العصى لآربابها ظهر من عصا يوسف حمامة استقرت على رأسه، فسلم زكريا مريم اليه قائلا خذها واحفظها عندك لتكون لك امرأة فرضخ يوسف للآمر وسجد قدام الكهنة فأخذ زكريا الكاهن بيمين مريم الطاهرة ووضعها فى يمين يوسف وقال له يايوسف انظر انك من بيت الرب المقدس اخذت هذه الابنة والله تعالى هو الشاهد عليك بما تفعله معها فى امرها وصلى عليه الكاهن الصلاة حسب الناموس وباركها، فأخذها يوسف من تلك الساعة ومضى بها فى بيته.
كانت الخطبة في الشريعة اليهودية عهداً أبدياً لا ينفصم، وما الزفاف إلا حفل تنتقل فيه الفتاة من بيت أبيها لبيت رجلها، ووفقاً لهذه الشريعة كانت الفتاة المخطوبة بمثابة زوجة لخطيبها، ولو مات خاطبها أثناء فترة الخطبة وقبل الزفاف تُعتبر الخطيبة أرملة خاضعة لشريعة الزواج من أخي الزوج (تثنية 25: 5-10)؛ ولم يكن ممكناً للفتاة أو عائلتها أن يفُضَّا علاقة الخطوبة هذه إلا بكتاب أو وثيقة طلاق، كما أن هذه العادات أو الشريعة ما كانت لتسمح بوجود علاقة جنسية بين الخطيب وخطيبته قبل إعلان حفل الزفاف وإلا اُعتبرا في حُكم الزناة.
ووفقاً لهذه الشريعة، كانت العذراء مريم مخطوبة لرجل من بيت داود، اسمه يوسف (لوقا 1: 27)؛ كان يوسف رجلاً باراً، فحين عَرِفَ بأمر حبل خطيبته، لم يشأ أن يُشِّهرَ بها، أراد تخليتها سراً، ولكن فيما هو مُتفكر في هذه الأمور جاءته بشارة الملاك قائلة "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبل به فيه هو من الروح القدس" (متى 1: 20).

magdy-f 25 - 07 - 2012 07:49 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://jesusloves-you.com/sant/rrrrrr.jpg

بشارة الملاك جبرائيل لزكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان
(لوقا 1: 5-25)
5كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا،وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.7وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.8فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ،9حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ. 10وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجاً وَقْتَ الْبَخُورِ. 11فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 12فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ. 13فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا،لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. 14وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ،15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ،وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 16وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 17وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ،لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً». 18فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟» 19فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ،وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا. 20وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ،إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هَذَا،لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ». 21وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ. 22فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ،فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي الْهَيْكَلِ. فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً.23وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ. 24وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ حَبِلَتْ أَلِيصَابَاتُ امْرَأَتُهُ، وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ قَائِلَةً: 25«هَكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ،لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ».
كان عدد الكهنة في أيام المسيح، كما يقولون، عشرين ألف كاهن، ويظهر بالعودة إلى الأصحاح الرابع والعشرين من سفر أخبار الأيام الأول أن داود قد قسمهم في خدمة الهيكل إلى أربع وعشرين فرقة، وكانت فرقة أبيا التي ينتمي إليها زكريا الكاهن، الفرقة الثامنة، وكانت كل فرقة تأخذ خدمتها، أسبوعًا كاملاً من صباح السبت إلى صباح السبت التالي، على مدار السنة، وكانت الفرقة توزع نفسها خلال هذا الأسبوع، على مختلف أعمال الهيكل، وتلقي القرعة على من يدخل إلى القدس ليقدم البخور هناك، وكانت العادة أن الكاهن على هذا الأساس لا يكاد يدخل القدس سوى مرة واحدة، في حياته على الأغلب، وإذ وقعت القرعة على زكريا في ذلك اليوم البعيد، رأى الرؤيا التي غيرت تاريخه وحياته، ومن عجب أن تكون هذه الرؤيا في هيكل الله، وكما كانت الرؤيا لأشعياء في الهيكل لها تأثيرها العجيب، فإن رؤيا زكريا كان لها التأثير العظيم الذي أدخله في سجل الخالدين، وما أكثر ما يرتبط بيت الله في حياة الناس برؤيا الحياة والمصير، فيهب الواحد منهم ليقول ما قاله يعقوب قديمًا: «ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء» (تك 28: 17)!!.. والآن فلنعبر إلى قصة الرجل، ونأخذ منها الكثير من عبر الحياة فيما يلي من صور وأوضاع!
من هو زكريا؟
هو زكريا الكاهن إبن برخيا، وليس هو زكريا النبي أحد الاثنى عشر نبيا الصغار، لأن ذلك لم يقتل بل مات ووجد جسده بغير فساد.
كان لزكريا ومعنى الاسم «الله ذكر» وزوجته أليصابات، بيت صغير، على ربي الجبال العالية في يهوذا، إذ لم يكن للزوجين أولاد، مما قد يثير التساؤل أو الألم، أهو غضب من الله عليهما أن يحرمهما من الذرية، التي بها يمتد اسمهما بعد رحيلهما من هذه الدنيا، أو ليؤنس وحدتهما عندما يصبحان شيخين عجوزين يقعدان عن الحركة والحيوية، تلاحقهما صعفات الشيخوخة وأمراضها وأوصابها، على أي حال لم يكن هذان الزوجان هما أول من يتعرض لهذه المحنة، فقد تعرض لها الكثيرون قبلهما من خيرة الناس، وعلى رأسهم إبراهيم أبو المؤمنين عندما كانت سارة عاقرًا إلى وقت الشيخوخة، وعندما كانت راحيل عاقرًا، وأختها الكبرى تلد، وعندما كانت حنة مرة النفس، لأنها لا تنجب وضرتها تكيد لها وتضاعف من إحساسها بالحرمان، وما أكثر اللواتي أخفين نفوسهن عن عيون الناس كما أخفت إليصابات نفسها في الشيخوخة قبيل مجيء المعمدان!!
ولقد ظن البعض أن زكريا انتهز الفرصة الوحيدة في عمره في هيكل الله عند تقديم البخور ليطلب طلبته القديمة، ولكن النص الكتابي واضح كل الوضوح بأن زكريا كان لا يتوقع إطلاقًا - وقد بلغت الشيخوخة منه ومن امرأته - أن يكون هناك ثمة رجاء في مجيء ابن في ذلك الوقت المتأخر من العمر، والكسندر هوايت يعتقد أن الخبر نفسه قد أثار ارتباكه إلى حد بعيد، وكأنما يقول للملاك: لا لقد جئت متأخرًا، ومتأخرًا جدًا، ومن ذا الذي يشرف على تربية الولد وتنشئته؟! لو أنك جئت بالخبر قبل ذلك بأربعين عامًا، لكانت بشارتك أعظم بشارة. وحديثك اشهى حديث إلى النفس، ثم كيف يمكن أن يكون هذا، وقد أصبحت شيخًا فانيًا وامرأتي كذلك! لقد أثار زكريا المشكلة التي يثيرها الضعف البشري عندما توزن الأمور بموازين العقل البشري! ولكن الله لا يمكن أن تنتهي طريقه بنهاية التفكير البشري أو حدود الذهن الإنساني! وقد عوقب زكريا، عندما أراد أن يوقف قدرة الله عند منعطف الذهن الإنساني القاصر! وكانت العقوبة غريبة في حد ذاتها، من المعتقد أنه لم يصب فقط بالبكم بل بالصمم أيضًا، وقد تعذر عليه أن يتكلم إلى الشعب، ولا إلى الذين تكلموا إليه يوم ميلاد ابنه، وتكرر القول: «فكان يؤميء إليهم وبقي صامتاً.. ثم أومأوا إلى أبيه ماذا يريد أن يسمى» (لو 1: 22 و62) وإذا كان الإيماء الأول من جانبه دليلاً على عجزه عن الكلام، لكن الإيماء الثاني من جانب المخاطبين، ينهض دليلاً على تعذر التفاهم معه بالكلام، والحاجة إلى الإشارة التي يمكن أن تقوم مقام الكلام! على أن هذه العقوبة الظاهرة كانت في واقع الحال رحمة من الرب بالرجل، الذيي عاد إلى بيته، لتنضم إليه زوجته في نوع من العزلة إذ «أخفت نفسها خمسة أشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي نظر فيها إلى لينزع عاري بين الناس» (لو 1: 24 و25)
لقد جاء الملاك جبرائيل ليبشر زكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان. لأن زكريا هذا كان قد كبر وشاخ، وزوجته أليصابات كأنت عاقرا ومضى زمان حملها. وكان زكريا مداوما على الصلاة والطلبة إلى الله أن يرزقه ولدا، لأن بنى إسرائيل كانوا يعيرون من لم يرزق ولدا، ويستنقصون قدره. ويقولون عنه انه عديم البركة التي أعطالها الله تعالى لأدم، ولهذا كان الصديق مداوما الطلب أن يرزقه الله ولدا. فتحنن الله عليه وسمع طلبته. وأرسل له جبرائيل الملاك ليبشره بيوحنا. فاتاه وهو في الهيكل كما يقول الإنجيل المقدس وبشره بالنبي العظيم يوحنا، وأعلمه أنه يتقدم مجيء المسيح كما قيل بالأنبياء ليكون مناديا أمامه، فقال للملاك سائلا "كيف يكون لي هذا وأنا رجل شيخ، وامرأتي متقدمة في أيامها". فاعلمه الملاك أنه من قبل الله أتاه ليعرفه بهذا الخبر. فلا ينبغي أن يشك فيه. ثم أعلمه أنه سيبقى صامتا إلى أن يولد يوحنا، وفى يوم ختانه سئل عن اسمه. فطلب لوحا وكتب فيه يوحنا. وللحال انطلق لسانه وتكلم وسبح الله، وتنبأ عن ابنه يوحنا وعن السيد المسيح. وان ابنه سيكون نبيا، وينطلق أمام وجه الرب.
تذكار بشارة زكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان بواسطة غبريال المبشر (26 توت)
تذكار استشهاد زكريا الكاهن (8 توت)




magdy-f 25 - 07 - 2012 07:53 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://rock2up.co.cc/images/79607522977896811389.jpg
بشارة الملاك جبرائيل لمريم
البشارة بميلاد يسوع

(لوقا 1:
26-38)26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ،27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. 28فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». 29فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ،وَفَكَّرَتْ: مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هَذِهِ التَّحِيَّةُ! 30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً،وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى،وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» 35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ،وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا،وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً،37لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». 38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.
لم تكن مريم ذات حسب أو نسب وإنما كانت الفتاه اليتيمة التى تعيش بين جنبات الهيكل
، ولما جاء ملء الزمان ليظهر الله فى الجسد ويتجسد ابن الإنسان لخلاص البشرية كانت العذراء مريم هى الإناء المختار والهيكل الطاهر والسماء الثانية الجسدانية التى يحل بها الإله وتابوت العهد المقدس اذى يحوي المن النازل من السماء وخبز الحياة؛ وفى تعبير لاهوتي عميق أشار الآباء إلى إختيار الله الآب العذراء لولادة الابن فى ثيؤطوكية الأربعاء حيث يختتم كل قطعة قائلاً: ((تطلع الآب من السماء فلم يجد من يشبهك. أرسل وحيده. أتى وتجسد منك)). الفتاه التى تميزت بالطهر والعفاف فى وسط جيل شرير والقداسة التى رضعت لبنها بين أحضان أبوين بارين قدماها نذيراً للرب وترعرعت بين جدران الهيكل، غذاؤها صلوات وتسابيح وشرابها كلمات الله.
كانت مريم يوم ذاك، مخطوبة ليوسف. فجاءها ملاك وقال: "سلام لك،
أيتها الممتلئة نعمة، الربّ معك!." فاضطربت مريم لرؤيتة، وفكرّت ما عسى أن يكون ذاك السلام. فقال لها الملاك: " لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت تحبلين، وتلدين ابنا، وتسمّينه يسوع. هذا يكون عظيما، وابن العليّ يدعى. ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية ". فأجابت مريم قائلة: " كيف يكون هذا، وأنا لست أعرف رجلاً؟ ". فقال الملاك: " الروح القدس يحل عليك، وقوة العليّ تظلّلك! فلذلك أيضاً القدّوس المولود منك يدعى ابن الله " (لوقا 1: 29 - 35)
فقد كانت مريم مخطوبة ليوسف. ومعلوم أن معنى الخطبة، عند العبرانيين، كان قريباً جدّ اً من مفهوم الزواج. وكان للخطبة جميع امتيازات الزواج، ماعدا المساكنة. ومن ثمّ، كانت الخطيبة تخضع لناموس خطيبها سنة قبل الزواج، إذا كانت بكراً، وشهراً، إذا كانت أرملة. وكان، إذا ولد طفل في فترة الخطبة، يحسب ولداَ شرعياً. لقد كانت الأمانة " الزوجية " إذن فريضة صارمة من فرائض الخطبة، والخطيبة الحانثة بعهودها تعتبر زانية، وأهلاً، إذا وشى بها خطيبها، للعقاب المقرّر في سفر " التثنية " (22: 23): أي الموت

كل هذه الأسئلة كانت ستتوارد لفكر أي فتاة أخرى في موقف العذراء مريم، وقد يمكن أن لا تقبل هذا الأمر، لكن ما حدث مع العذراء القديسة مريم هو أنه في كل خضوع وتسليم لمشيئه الله، وقناعة باختياره، قبلَت هذا الأمر، وحين سألت الملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟. " (لوقا 1: 34)؛ لم يكن ليس تساؤل الخائف أو غير المؤمن، بل كان تساؤل من يريد أن يعرف، فكيف لعذراء
نذرت نفسها للهيكل أن توجد حُبلى، وتلد ابناً، دون أن يَمسسها رجل، أو أن تعرف رجلاً؟.
وقد أجاب الملاك جبرائيل مُعطياً تفسيراً للعذراء، قائلاً "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلّلُكِ فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لوقا 1: 35).

وكشف ملاك الرب ليوسف خطيبها أمر الحبل المقدس حين جاءه في حُلمٍ قائلاً "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، وهذا كله لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعُّون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (متى 1: 20 – 23). كان خضوع العذراء وتجاوبها مع دعوة الله لها، هو الطريق الذي هيأ به الله جسداً له ليدخل منه إلى العالم (عبرانيين 10: 5).

وكما بدأ الملاك كلامه مع العذراء بالتحية، إبعاد الخوف عنها بقوله "لا تخافي. "، أنهى معها حديثه بخبرٍ مشجع، عن قريبتها أليصابات، حين أخبرها قائلاً "وهوذا أليصابات نسيبتك هي أيضاً حُبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله" (لوقا 1: 36 – 38).

كان قَبُول العذراء مريم لرسالة الملاك، ما يجعلها في تَميّز واضح عن سارة، المرأة المتزوجة، العاقر، حين سمعت رسالة الله بولادة ابن لها في شيخوختها، ضحكت، لأنها أعتبرت أن الوقت فات لحدوث مثل هذا الأمر (تكوين 18: 9-15)، وزكريا الكاهن حين ظَهر له ملاك الرب، خاف واضطرب، حتى بعدما بشَّره الملاك بأن الله قد سَمِع لطلبته وسوف يُعطى ابناً، لم يُصدِق، فكيف وهو شيخ، وامرأته متقدمة في الأيام أن يكون له ولدٍ؟. (لوقا 1: 12-18).

أما العذراء مريم فحين سمعت البشرى السارة، لم تَخف، ولم تضطرب، ولم تشك، بل قالت في كل خضوع وإيمان " هوذا أنا أمة الرب، ليكن لي كقولك" لقد قبلت رسالة الله لها حتى وهي في ظروف بشرية مستحيلة.
السلام لك (أو إفرحي) يا ممتلئة نعمة الرب معك

لنقارن بين هذين النصين: بشارة
صفنيا النبي لابنة صهيون كتعبير رمزي لشعب العهد القديم وبشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء.


صفنيا 3: 14- 17
14 هلّلي يا بنت صهيون إهتف يا إسرائيل
إفرحي وتهلّلي بكلّ قلبكيا بنت أورشليم
15 فقد ألغى الربّ الحكم عليك وأبعد عدوّك
في وسطك ملك إسرائيل الرب فلا ترينَ شرًّا من بعد
16 في ذلك اليوم يقال لأورشليم:
لا تخافي ولصهيون: لا تسترخي يداك
17 في وسطك الربّ إلهك الجبّار الذي يخلّص
(= يوشيع)ويسرّ بك فرحًا ويجدّدك بمحبّته
كما في أيّام العيد




لوقا 1: 28- 33
28 السلام لك (باليونانية "إفرحي")
يا ممتلئة نعمة الرب معك
30 لا تخافي يا مريم
فلقد نلت حظوة عند الله
31 وها أنت تحبلين في أحشائك
وتلدين ابنًاوتسمّينه يسوع
(أي "الله يخلّص")


كثيرًا ما يصوّر الأنبياء شعب العهد القديم في شخص امرأة اختارها الله وأحبّها وأراد أن يجعل منها عروسًا له. هذا الرمز نجده أيضاً في تعبير "ابنة صهيون" التي تعني الشعب كلّه، كما في المقاطع التالية المرتبطة بالنص الإنجيلي:
"قولوا لابنة صهيون: هوذا خلاصك آت" (أش 62: 11).
"إهتفي وافرحي يا ابنة صهيون، فهاءَنذا آتي وأسكن في وسطك، يقول الرب" (زك 2: 14).
"إبتهجي جدًّا يا ابنة صهيون، واهتفي يا ابنة أورشليم، هوذا ملكك يأتيك بارًّا مخلّصاً وضيعًا راكبًا على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9: 9).
وتصوَّر ابنة صهيون تارة كعذراء وتارة كأُمّ تلد في الأوجاع:
"داس السيّد المعصرة على العذراء ابنة يهوذا" (مرا 1: 15).
"ماذا أساوي بك فأعزّيك، أيّتها العذراء بنت صهيون؟ لأنّ تحطّمك عظيم كالبحر. فمن ذا يشفيك؟" (مرا 2: 13).
"لقد صنعت عذراء إسرائيل أمرًا يُقشعَرُّ منه جدًّا" (إر 18: 13).
"قد سمعت صوتًا كصوت الماخض، وصوتًا مثل شدّة التي تلد بكرها، صوت بنت صهيون تنتحب وتبسط كفّيها" (إر 4: 31).
"تمخَّضي وادفعي يا بنت صهيون كالتي تلد. فإنّك الآن تخرجين من المدينة، وتسكنين في الحقول وتسيرين إلى بابل. هناك تُنقَذين، وهناك يفتديك الربّ من أيدي أعدائك" (مي 4: 10).
إبنة صهيون تصوّر كعذراء للدلالة على أنّ الله اختارها عروساً له:
"فكما أنّ شابًا يتزوّج بكرًا كذلك بنوك يتزوّجونك. وكسرور العريس بالعروس يسرّ بك إلهك" (أش 62: 5. راجع 61: 10).
وتصوّر ابنة صهيون أيضاً كأمّ تلد في الأوجاع، وهذه الأوجاع هي محن اجتياح أورشليم وسبي سكّانها إلىّ بابل حيث سيخلّصها الرب.
إنّ آلام المخاض التي تعانيها ابنة صهيون تحمل معها رجاء ماسيويًّا. فالربّ سينقذها يومًا بمجيء المسيح الذي سيمنح شعبه الخلاص النهائي.
تنظي صورة ابنة صهيون إذاً على بعدين: بعد صوفي إذا تعبّر عن اتّحاد بنت صهيون العذراء بالربّ عريسها، وبعد اسختولوجي لأنّها تشير إلى أنّ تلك العذراء ستلد بالأوجاع الرجاء الماسيويّ، ومنها سيخرج المسيح الذي سيخلّص شعبه.
تحيّة الملاك جبرائيل للعذراء مريم: "إفرحي يا ممتلئة نعمة الرب معك"، يجب وضعها في إطارها الصحيح حيث تجد ملء معناها. وهذا الإطار هو ترقّب ابنة صهيون مجيء المسيح المخلّص. وهذا هو مدعاة الفرح العظيم الذي يدعو إليه الأنبياء: "هلّلي... إفرحي وتهلّلي بكلّ قلبك" (باليونانية:).
وقول الملاك هذا ليس مجرّد تحيّة اعتياديّة، كل لأيّ شخص: "السلام عليك"، بل هو دعوة إلى الفرح الماسيويّ الناتج من مجيء المسيح المخلّص: "الربّ معك... ها أنت تحبلين وتلدين ابنًا وتسمّينه يسوع... ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد". فالعذراء أمّ المسيح هي صورة شعب العهد القديم المشار إليه بتعبير "ابنة صهيون"، الذي كان ينتظر في أوجاع تاريخه ميلاد رجائه بفرح وتهليل، والخلاص الذي وعده به الربّ الإله.
مدعاة الفرح في العهد القديم هي حضور الله في وسط شعبه "ليُلغيَ الحكمَ عليه ويبعد عدوَّه" ويكوّن في وسطه "الربّ الذي يخلّص". وقد تحقّق هذا في العهد الجديد بحضور الله في شخص ابنه يسوع المسيح في أحشاء مريم العذراء التي اختارها الله وجعلها "ممتلئة نعمة". فلا حكم من بعد. بل ملء النعمة أي ملء حضور الله. والله، بحضوره في وسط شعبه، سيجدّده بمحبّته.
ولقد "نالت مريم حظوة عند الله" بأنّ هذا الخلاص سيتمّ بواسطتها؛ فهي التي ستحبل بقدرة الروح القدس وتلد المسيح المخلّص.
التعبير الذي يستعمله لوقا للدلالة على الحبل يتضمّن حشوًا مستغربًا إذ يقول: "ستحبلين في أحشائك وتلدين...". فتعاقب الفعلين تحبلين وتلدين هو أمر معهود في العهد القديم، ولكن لماذا أضاف لوقا عبارة "في أحشائك" التي تبدو تكرارًا وحشوًا؟
هذا الحشو هو دلالة على أنّ نصّ لوقا مستقى من نبوءة صفنيا التي تحقّقت في الحبل بيسوع في أحشاء مريم العذراء. فصفنيا يؤكّد مرّتين حضور الله في وسط شعبه (3: 15، 17). فاللفظة العبرية التي يستعملها "بقربيخ" تعني في أحشائك. ويعني بها "في وسطك"، والوسط هنا ليس وسط الشعب، بل وسط الهيكل، كما يقول في موضع آخر: "الربّ بارّ في وسطها لا يرتكب ظلمًا، وصباحًا فصباحًا يُصدر حكمَه وعند طلوع النور لا يقصِّر" (صف 3: 5).
في هذه الآيات إشارة إلى سكنى الله في وسط الهيكل حيث يتجلّى برُّ الله وتعلَن شريعته. وهذا المعنى نجده عند غير نبيّ:
"فتعلمون أنّي أنا في وسط إسرائيل، وأنّي أنا الربّ إلهكم" (يوء 2: 27).
"إهتفي وافرحي يا ابنة صهيون، فهاءنذا آتي وأسكن في وسطك، يقول الرب... ليسكتْ كل بشر أمام وجه الرب، فإنّه قد استيقظ من مسكن قدسه" (زك 2: 14، 17).
سنة 587 ق م احتلّ البابليون أورشليم ودمّروا الهيكل وسبوا السكّان إلى بابل. ثمّ سنة 538 أذن قورش ليهود بالعودة من بابل إلى أورشليم. وسنة 520 بدأوا بإعادة بناء الهيكل. في هذا الإطار يتنبّأ زكريّا أنّ الله سيَخرج من جديد من مسكن قدسه السماوي ليسكن في وسط شعبه أي في الهيكل، في تابوت العهد الذي يحوي وصايا الله العشر. وسكنى الله في تابوت العهد هو منذ القديم ضمانة لشعب الله، كما في قول الله لموسى: "لا ترتعد أمامهم (أي أمام الشعوب الكثيرة)، لأنّ الربّ إلهك في وسطك إله عظيم رهيب" (تثنية 7: 21).
هذه العبارة تشير عند الأنبياء إلى إعادة بناء الهيكل وفي الوقت عينه إلى مجيء الربّ لدى تحقيق الرجاء الماسيويّ، كما نرى ذلك في نصّ صفنيا والنصّ التالي لأشعيا: "إهتفي وابتهجي يا ساكنة صهيون، فإنّ قدّوس إسرائيل في وسطك عظيم" (أش 12: 6).
فإذا كان لوقا قد استعمل العبارة "في أحشائك" التي تعني "في وسطك" وتشير في العهد القديم إلى سكنى الله في الهيكل في تابوت العهد، فليس ذلك لمجرّد التكرار والحشو، بل لتأكيد العلاقة بين تحيّة الملاك والنبوءات الماسيويّة التي تنبّأت عن إعادة بناء الهيكل ومجيء الله ليسكن في وسط شعبه. فمريم العذراء ستحمل في أحشائها المسيح المنتظر الذي سيكون المخلّص. فكما كان الله في وسط شعبه "الجبّار الذي يخلّص"، ستكون مريم هيكل الله، تابوت العهد الجديد ومقام سكنى الله.
مريم العذراء هي "ابنة صهيون"، "أورشليم الجديدة"، مسكن الله المقدّس. إنّها تمثّل "البقيّة" الأمينة من شعب إسرائيل، أولئك الصدّيقين الذين كانوا ينتظرون في الفقر الروحي والضعة والبرّ والقداسة فرح مجيء الربّ المخلّص في شخص المسيح.
مريم العذراء هي تابوت العهد الجديد. بعد خراب أورشليم الأوّل سنة 596 ق م اختفى تابوت العهد. وعندما أُعيد بناء الهيكل سنة 520، تُرك "المكان المقدّس" فارغًا، وكان هذا الفراغ علامة رجاء وانتظار لمجيء الله من جديد في الأزمنة الأخيرة. وإذا بجبرائيل ملاك الأزمنة الأخيرة، يعلن تحقيق وعود الله: لقد كوّن الله مريم العذراء "ممتلئة نعمة" وجعلها تابوت العهد الجديد المقدّس، ليسكن فيها، بدل وصاياه العشر وأحكامه المتعدّدة، كلمتُه وابنُه الوحيد يسوع المسيح المخلّص.

يسوع ابن مريم يدعى ابن الله

الحبل بيسوع بقدرة الروح القدس يفسّر لماذا يدعى يسوع "ابن الله"، ويشير إلى تحقيق نبوءة ناتان النبيّ بمجيء ملك من نسل داود يدعى "ابن العلي".
لنقارن بين النصّين التاليين:



2 صموئيل 7: 11- 16
11 لقد أخبركَ الربّ أنّه سيقيم لك بيتًا،
12 وإذا تمّت أيّامك واضطجعتَ مع آبائك،
أقيمُ من يخلفك من نسلك
الذي يخرج من صلبك،
13 وأثبّت عرش ملكه إلى الأبد.
14 أنا أكون له أبًا، وهو يكون لي ابنًا،
16 بل يكون بيتك وملككثابتين إلى الأبد
أمام وجهك، وعرشك يكون راسخًا إلى الأبد.






لوقا 1: 31- 33
31 ها أنتِ تحبلين وتلدين ابنًا
وتسمّينه يسوع.
32 إنّه يكون عظيمًا،
وسيعطيه الربّ الإله عرشداود أبيه،
وابن العليّ يُدعى،
33 ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد،
ولن يكون لملكه انقضاء.




نبوءة ناتان هذه هي جواب الربّ على رغبة داود الملك في أن يبني هيكلاً للربّ: "قال الملك. لناتان النبيّ: "أنظر إنّي ساكن في بيت من أرز. وتابوت الربّ ساكن في داخل الخيمة" (2 صم 7: 2). فكان جواب الرب أنّ داود لن يصنع بيتًا (أي هيكلاً) للربّ، بل الربّ هو الذي سيصنع بيتًا (أي سلالة) لداود. فالوعد يتناول في جوهره استمرار نسل داود على عرش إسرائيل. ويرى لوقا أنّ هذا الوعد قد تحقّق في شخص يسوع المسيح ولكن على نحو روحي. فالمسيح سيملك، ولكنّ ملكوته سيكون ملكوتًا روحيًّا. لن يعيد مملكة داود، بل سينشئ ملكوت الله على الأرض، ولن يكون لهذا الملكوت انقضاء.
أمّا قول ناتان: "أنا أكون له أبًا، وهو يكون لي ابنًا"، فيرى لوقا تحقيقه في قول الملاك: "وابن العليّ يُدعى". ثمّ يفسّر لماذا سيدعى يسوع "ابن الله" في الآيات 34- 36: "فقالت مريم للملاك: كيف يكون ذلك وأنا لا أعرف رجل؟ فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحلّ عليك، وقدرة العليّ تظلّلك. ومن أجل ذلك فالذي يُولَد منك يُدعى قدّوسًا "وابن الله". فيسوع يدعى ابن الله، إلى جانب كونه ابن داود، لأن ليس له أب من بين البشر، بل تكوّن في أحشاء مريم العذراء من الروح القدس، أي بقدرة الله الخالق القدّوس، "إذ ليس من أمر يستحيل على الله" (لو 1: 27).
إنّ فعل "عرف" يشير في سياق الكلام هنا إلى العلاقات الزوجيّة (راجع تك 4: 1: "وعرف آدم حوّاء امرأته فحملت وولدت قايين"). فمريم لا تزال عذراء، وهي فقط مخطوبة ليوسف (لو 1: 27). لا شكّ أنّ الخطبة في التقليد اليهودي هي بمثابة زواج شرعي، لكنّ المساكنة لا تتمّ إلاّ بعد أن تُزَفّ العروس إلى بيت عريسها. وهذا ما يشير إليه متّى، كما سنرى ذلك (متّى 1: 18- 20).
فمريم لا تزال إذن عذراء. والملاك ينبئها بأنّها ستكون أمًّا. ولقد أدركت أنّها ستكون أمًّا على الفور كما حصل لأمّ شمشون حين بشّرها الملاك بأنّها ستحبل وتلد ابنًا (قض 13: 3- 5). فسألته عن كيفيّة ذلك، إذ ليست لها أيّ علاقة زوجيّة مع يوسف، فكان سؤالها هذا مدخلاً إلى وحي الملاك.
إنّ لقب "ابن الله" هو، في نظر لوقا كما في نظر العهد القديم، تسمية للمسيح (لو 4: 34، 41؛ أع 9: 20، 22). لكنّ لوقا يجعل منه أيضاً التعبير الأمثل للصلة السرّية التي تربط يسوع بالله. فإنّه لا يضع هذا اللقب في إنجيله على لسان البشر (كما يفعل متّى 14: 33 ومر 15: 39)، بل على لسان الآب (3: 22؛ 9: 35) وأحد الملائكة (هنا) والأرواح الشيطانيّة (4: 3) ويسوع نفسه (10: 22؛ 22: 70). وفي خاتمة بشارة الملاك جبرائيل، يضيف لقب "ابن الله" إلى لقب "ابن العليّ" الوارد ذكره في الآية 32، مبيّنًا ما في بنوّة يسوع الإلهية من عمق وجدّة.

قدرة العلي تظلّل العذراء
مريم العذراء هي مسكن الله، ففيها سكن كلمة الله. لذلك يستخدم لوقا للتعبير عن تلك السكنى الألفاظ عينها التي استخدمها العهد القديم لحضور الله في تابوت العهد وخيمة الموعد التي كان يوضع فيها.
لنقارن بين النصّين التاليين:





خروج 40: 34- 35
34 ثمّ غطّى الغمام خيمة الموعد،
وملأ مجد الربّ المسكن،
35 فلم يستطع موسى أن يدخل خيمة
الموعد،لأنّ الغمام كان حالاًّ عليه،
ومجد الربّ قد ملأ المسكن.





لوقا 1: 35
الروح القدس يحلّ عليك،
وقدرة العليّ تظلّلك،
ومن أجل ذلك فالذي يولد منك
يدعى قدّوسًا وابن الله.

بين النصين صلة واضحة أرادها لوقا لإظهار تتابع العهدين والتأكيد أنّ مريم العذراء هي مسكن الله، وأنّ الله يتجلّى فيها كما كان يتجلّى في خيمة الموعد وتابوت العهد. يتضمّن هذا التجلّي عنصرين: الغمام المنير الذي يظلّل خيمة الموعد ويبقى على نحو ما فوقها وخارجها، ومجد الربّ الذي يملأ المسكن. فالغمام الذي هو في العهد القديم رمز لحضور الله يصير هنا شخصيًّا ويدعى "الروح القدس" أو "قدرة العليّ". فالروح القدس، قدرة العليّ، يحلّ على مريم العذراء ليظلّلها كما كان الغمام يظلّل خيمة الموعد. ونتيجة حضور الله على مريم العذراء هي تجسّد كلمة الله وابن الله في أحشائها: "ومن أجل ذلك فالمولودُ منها سيُدعى قدّوسًا وابنَ الله". فكما كان مجد الله يملأ المسكن الذي كان يظلّله الغمام، هكذا سيسكن القدّوس ابن الله في أحشاء مريم العذراء بعد أن تظلّلها قدرة العليّ.
يسوع المسيح هو مجد الله على الأرض. هذا ما سيظهر أيضاً من خلال رواية تجلّي يسوع على جبل ثابور (لو 9: 28- 36). فبطرس ويوحنّا ويعقوب شاهدوا مجد المسيح الذي تجلّى على جبل ثابور كما تجلّى مجد الله على جبل سيناء: "وصعد موسى الجبل فغطّى الغمام الجبل. وحلّ مجد الربّ على جبل سيناء، وغطّاه الغمام ستّة أيّام. وفي اليوم السابع دعا الربّ موسى من وسط الغمام" (خر 24: 15- 16). إنّ مجد الله حاضر على الأرض في شخص يسوع ابن الله. لذلك في التجلّي "انطلق صوت من الغمامة يقول: هذا هو ابني الحبيب، فاسمعوا له" (لو 9: 35).
في المعنى عينه يقول إنجيل يوحنّا: "والكلمة صار جسدًا وسكن في ما بيننا. وقد شاهدنا مجده، مجدًا من الآب لابنه الوحيد، الممتلئ نعمة وحقًّا" (يو 1: 14). الجسد الذي اتّخذه ابن الله هو خيمة الموعد الجديدة حيث يسكن المجد الذي هو ملء النعمة والحق في ما بيننا. الله حاضر بين البشر في جسد ابنة الذي فيه يشّع مجده.
الغمام الذي يظلّل المسيح في التجلّي، وقدرة العليّ التي تظلّل مريم العذراء في البشارة، إشارة إلى سموّ الله الذي يتجلّى وفي الوقت عينه يبقى متساميًا عن مكان تجلّيه. فالغمام هو رمز الآب الذي يُسمعَ صوتُه آتيًا من السماء. الآب متسامٍ وفوق المسكن. والابن هو حضور الآب، هو تجلّي مجده داخل المسكن. كذلك مريم العذراء تظلّلها من الخارج قدرة العليّ، وتحمل في داخلها مجد الله، يسوع المسيح ابن الله المتجسّد.
على ضوء هذه المقارنة، تبدو مريم العذراء، في لحظة حبلها بالمسيح، مسكن الله الجديد وقدس الأقداس وخيمة الموعد يظلّلها الغمام المنير، الروح القدس، قدرة العليّ، ويحلّ فيها مجد الله، الابن الحبيب والوحيد، الممتلئ نعمة وحقًّا، الكلمة الذي صار جسدًا وأقام سكناه في ما بيننا، الإله الحاضر في ما بين خلائقه.
نشير أخيرًا إلى لقب "القدّوس" الذي نجده إلى جانب لقب ابن الله. وهو يشير إلى الانتماء إلى الله وحده. وهو من أقدم التعابير عن ألوهيّة المسيح (أع 3: 14: "لقد أنكرتم القدّوس الصدّيق". راجع أيضاً: أع 4: 27، 30، لو 4: 34).
مريم العذراء هي مسكن الله بين البشر، عليها حلّت قدرة الله ومنها وُلد المسيح القدّوس ابن الله.

magdy-f 25 - 07 - 2012 07:56 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...ry-Life-11.jpg

أليصابات أم يوحنا المعمدان
ولدت هذه القديسة بأورشليم من أب بار اسمه متثات من سبط لاوي من بيت هارون، واسم أمها صوفية. وكان لمتثات ثلاث بنات اسم الكبرى مريم وهي أم سالومي التي اهتمت بالعذراء مريم أثناء الميلاد البتول. واسم الثانية صوفية وهي أم القديسة أليصابات والدة يوحنا المعمدان. والصغرى هي القديسة حنة والدة العذراء مريم أم المخلص. فتكون إذن سالومي وأليصابات والسيدة العذراء مريم بنات خالات. فلما تزوج القديس زكريا الكاهن بالقديسة أليصابات، سار الاثنان بالبر والقداسة أمام الله كما يقول البشير عنهما "وكان كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم" وكانت هذه البارة عاقرا. فداومت مع زوجها علي الطلبة إلى الله فرزقهما القديس يوحنا الصابغ. وقد تباطأ الله تعالي عن أجابتهما سريعا لكي يكمل الوقت الذي تحبل فيه العذراء مريم بكلمة الله. إذ انه لما تقدم الاثنان في العمر، أرسل الله ملاكه جبرائيل إلى زكريا فبشره بحبل أليصابات بيوحنا، واعلمه بما يكون من أمر هذا القديس. ولما زارت العذراء مريم القديسة أليصابات لتبارك لها بثمر بطنها، تهلل القديس يوحنا وهو جنين في بطن أمه وامتلأت أليصابات من النعمة. ولما ولدت يوحنا زال العار عنها وعن عشيرتها. ولما أكملت أيامها بالبر والطهارة والعفاف تنيحت بسلام.
تذكار نياحة القديسة أليصابات أم يوحنا المعمدان (16 أمشير)

سؤال: ما دامت مريم العذراء من عشيرة داود من سبط يهوذا، بينما أليصابات إمرأة زكريا الكاهن من سبط لاوى من بنات هارون (لوقا 1: 5)، فكيف صارت أليصابات نسيبة أو قريبة العذراء؟!
الرد:
يأخذ البعض كلمة نسيبتك بمعنى واسع كما قال بولس الرسول عن اليهود:
(رومية 9: 3-5) 3إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ4الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ5وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً ُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ.
أما القديس ساويرس بطريرك أنطاكية فيقول:
كما أن الملاك الذى ظهر ليوسف فى حلم قال له "يا يوسف إبن داود"، ليذكرة بوعد الله السابق أن المسيح سيأتى من نسل داود هكذا أيضا بالمثل عبارة أليصابات نسيبتك ترجعنا إلى ماضى بعيد. فقد كتب فى سفر الخروج قبل أن تعطى الوصية التى تمنع أخذ زوجة من سبط آخر، أن هارون أول رئيس كهنة حسب الناموس أخذ زوجتة من سبط يهوذا "أليشابع" أى أليصابات إبنة عميناداب أخت نحشون (خروج 6: 23) وكان نحشون رئيس بنى يهوذا (أخبار الأيام الأول 2: 10)، (متى 1: 4). وهنا نتأمل حكمة الروح القدس التى دبرت أن تكون زوجة زكريا الكاهن أم يوحنا المعمدان وقريبة مريم العذراء، بإسم أليصابات الذى معناه "أليشابع". على نفس إسم زوجة هارون رئيس الكهنة. لأن إسم أليصابات هو اليُّونانيّة للكلمة العبريّة "اليشبع أو "أليشابع" الذي معناه "الله قد أقسم" أو "الله يُقْسِم" أو "يمين الله".


magdy-f 25 - 07 - 2012 07:58 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 

https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...ry-Life-10.jpg
مريم تزور أليصابات
العذراء مريم تزور أليصابات(لوقا 1: 39-45)
39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا،40وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. 41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا،وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. 45فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ».
أعلن جبرائيل لمريم أن الله افتقد نسيبتها أليصابات، لكي تقوم بما كان يجب عليها أن تؤديه، سواء فهمت معنى الرسالة كاملة أم لا. وأصبح لديها الشعور أن لها صديقة واحدة يمكنها تسكب معها نفسها ولذلك "قامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات".
وزيارتها لأليصابات كانت من الرب، وهذا رأيناه من التحية التي استقبلت بها – هذه التحية كانت دافعاً لتثبيت إيمانها بشكل ملحوظ. وحالما سمعت أليصابات سلام نسيبتها تذكرت حالتها الخاصة، وفي الحال امتلأت بالروح القدس وأوحى لها أن تعلن البركة لتلك التي ميزها الرب بنعمته "وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك. فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟. فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني. ارتكض الجنين بابتهاج في بطني: فطوبى للتي آمنت أن يتم لها ما قيل من قبل الرب".
وقبل أن نتناول إجابة مريم لأليصابات، هناك ملاحظات قليلة في هذه الكلمة. أليصابات إذ "امتلأت من الروح لقدس" صارت في شركة تامة مع أفكار الله تجاه مريم. كان جبرائيل قد قال لها: "مباركة أنت في النساء"، والآن أليصابات تقول لها: "مباركة أنت في النساء" وتضيف أيضاً "ومباركة هي ثمرة بطنك". وإذا انفتحت عيناها بقوة الله، رأت كما رأى الله فنطقت بذات تقدير الله لتلك التي اختارها لهذه الميزة المتفردة. وإذ امتلأت بالروح في تواضع ووداعة اعترفت بمجد مريم بنعمة الله. وأكملت قائلة "فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟". وهي نفسها إذ كانت غرض رحمة الله فإنها اتخذت المكان المتداني أمام تلك التي ستصبح أماً للرب.
تسبحة مريم(لوقا 1: 46-56)
46فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،47وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي،48لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،49لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ،وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ،50وَرَحْمَتُهُ إِلَى جِيلِ الأَجْيَالِ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. 51صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. 52أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. 53أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ. 54عَضَدَ إِسْرَائِيلَ فَتَاهُ لِيَذْكُرَ رَحْمَةً،55كَمَا كَلَّمَ آبَاءَنَا. لإِبْراهِيمَ وَنَسْلِهِ إِلَى الأَبَدِ». 56فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا.
ومكثت مريم ثلاثة أشهر عند نسيبتها أليصابات حتى تمت ولادة يوحنا المعمدان. إشارة لمكوث تابوت العهد فى بيت عبيد الأدومى ثلاثة أشهر:
(صموئيل الثانى 6: 11) وَبَقِيَ تَابُوتُ الرَّبِّ فِي بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ الْجَتِّيِّ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. وَبَارَكَ الرَّبُّ عُوبِيدَ أَدُومَ وَكُلَّ بَيْتِهِ.

مريم العذراء تابوت العهد
"في تلك الأيّام قامت مريم، وانطلقت مسرعة إلى الجبل، إلى مدينة في يهوذا، ودخلت بيت زخريا وسلّمت على أليصابات. فلمّا سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس، فصاحت بصوت جهير، وقالت: مباركة أنت في النساء، ومبارك ثمرة بطنك. من أين لي هذا أن تأتي أمّ ربّي إليّ. فإنّه عندما بلغ سلامك إلى أذنيّ ارتكض الجنين من الابتهاج في بطني. فطوبى للتي آمنت بأنّه سيتمّ ما قيل لها من قبل الرب".
ذهبت مريم حاملة حضور الله، كتابوت العهد قديمًا، إلى "مدينة في يهوذا"، يحدّدها العلماء اليوم بأنّها بلدة "عين كارم"، وهي قائمة في الجبال قريبًا من أورشليم. قصدتها مريم لتزور نسيبتها أليصابات امرأة زكريا. ذهبت مسرعة لتفرح مع أليصابات بالعلامة التي أعطاها إيّاها الملاك:
"ها إنّ أليصابات نسيبتك قد حبلت هي أيضاً بابن في شيخوختها. وهذا الشهر هو السادس لتلك التي تدعى عاقرًا، إذ ليس من أمر يستحيل على الله" (لو 1: 36- 37).
ذهبت مسرعة لتبشّر أقاربها، فقراء الربّ، بالبشرى الصالحة، بشرى الخلاص الماسيوي. أمام هذا المشهد يتبادر إلى ذهننا نصّ أشعيا القائل:
"ما أجمل على الجبال قدمي المبشرّ الخبر بالسلام القائل لصهيون: قد ملك إلهكِ. أصوات رقبائكِ قد رفعوا أصواتهم وهم يهتفون جميعًا لأنّهم يرون عيانًا الربّ راجعًا إلى صهيون. اندفعي بالهتاف جميعًا يا أخربة أورشليم فإنّ الرب قد عزّى شعبه وافتدى أورشليم. كشف الربّ عن ذراع قدسه على عيون جميع الأمم فترى كل أطراف الأرض خلاص إلهنا" (أش 52: 7- 10).
ذهبت مريم إلى قرب أورشليم لتبشّر شعب الله، في شخص أليصابات وزكريا، بأنّ وعود الربّ بمجيء المسيح الملك قد تمّت، هذا المسيح الذي "سيملك على بيت يعقوب إلى الأبد" (لو 1: 32- 33)، وتحمل إليه بشرى السلام والسعادة والخلاص. إنّ إسراع مريم وفرحها سيميّزان من بعدها رسالة الرسل والكنيسة. فالكنيسة، وقد سكن فيها الروح القدس، وحملت كلام المسيح وجسده، تسرع فرحة لتنقلهما إلى جميع الناس وتبشّرهم بالسلام والسعادة والخلاص بمجيء ملكوت الله.
إنّ دخول مريم إلى بيت زكريا وسلامها على أليصابات يبدوان تجلّي الله نفسه. وعندما بلغ سلام مريم إلى أذني أليصابات ظهر لها كأنّه صوت آتٍ من عند الله، فارتكض الجنين يوحنّا المعمدان في أحشائها. وبذلك تمّ قول ملاخيا النبي: "وتشرق لكم، أيّها المستقون لاسمي، شمس البرّ، والخلاص في أشعّتها، فتخرجون وتثبون فرحًا كعجول المعلف" (ملا 3: 20). يوحنّا المعمدان، وهو يرتكض في بطن أمّه أمام الحاملة المسيح الربّ، يذكّرنا بداود النبيّ الذي راح يثب ويرقص فرحًا أمام تابوت العهد الحامل الله، لدى دخوله أورشليم.
إنّ حضور الربّ في تابوت العهد وفي أحشاء مريم العذراء يتيح لنا أن نقارن بين المشهدين:





صعود تابوت العهد إلى أورشليم
(2 صموئيل 6)
2 قام داود ومضى بكلّ الشعب
الذي معه من بعلة يهوذا
9 وخاف داود من الرب في ذلك
اليوم وقال: "كيف ينزل تابوت
الربّ عندي؟"
11 وبقي تابوت الربّ في بيت عوبيد
أدوم الجتّي ثلاثة أشهر
12 فمضى داود وأصعد تابوت الله بفرح
من بيت عوبيد أدوم إلى مدينة داود...
14 وكان داود يرقص ويدور على نفسه
بكلّ قوته أمام الربّ...
15 وأصعد داود وكل بيت إسرائيل
تابوت الربّ بالهتاف وصوت البوق
صعود مريم الى بيت زكريا

(لوقا 1)
39 قامت مريم وانطلقت مسرعة
الى الجبل الى مدينة في يهوذا
43 "من أين لي هذا
أن تأتي أمّ ربّي إليّ؟"
56 ومكثت مريم عندها نحو
ثلاثة أشهر، ثمّ عادت الى بيتها
44 "إرتكض الجنين من الابتهاج في بطني"
42 فصاحت (أليصابات) بصوت جهير.

إنّ ابن الله المتجسّد في أحشاء مريم هو لأليصابات والجنين الذي في أحشائها مدعاة فرح وابتهاج ماسيويّ، كما أنّ حضور الله في تابوت العهد جعل داود الملك يثب ويرقص. وسلام مريم، بسبب المسيح الذي تحمله، هو كلام الله. وهذا الكلام هو الذي يملأ أليصابات من الروح القدس ويوقظ الفرح الماسيوي في جنينها الذي يمثّل شعب الله الذي ينتظر خلاص الرب. مريم تظهر هنا حقًّا أّع الربّ. الأمّ وابنها متّحدان في الرسالة. كلام الأمّ ينقل كلام ابنها ويمنح الروح القدس لأليصابات. هذه الوحدة بين الأمّ وابنها تؤكّد حقيقة التجسّد. كلمة الله أخذ جسدًا من مريم العذراء، إنّه حقًّا ابن مريم، ومريم هي حقًّا أمّ كلمة الله.
أليصابات، وقد امتلأت من الروح القدس، أنشدت لحضور المسيح في أحشاء مريم، على غرار أولئك الذين كانوا يسبّحون الله أمام تابوت حضوره في المَقْدِس. الروح القدس يقود قلب الإنسان إلى التسبيح. فلا يسعه إلاّ أن يعبّر عن شكره بصوت عظيم. هذا الهتاف الإسختولوجي الذي تطلقه أليصابات أمام ظهور الخلاص النهائي في مريم هو هتاف فرح بمجيء المسيح وبكثرة الأبناء الذين سيولدون إلى الإيمان به:
"إهتفي أيّتها العاقر التي لم تلد، اندفعي بالهتاف واصرخي أيّتها التي لم تتمخّض فإنّ بني المهجورة أكثر من بني المتزوّجة، قال الرب" (أش 54: 1).
"يمكننا الخلوص إلى أنّ صورة تابوت العهد، ذاك الموضع الذي فيه يتحقّق بنوع خاص حضور الله في إسرائيل، تظهر في الواقع من خلال رواية لوقا. إنّ مريم التي حبلت بالمسيح هي تابوت العهد الجديد، ذاك الموضع الذي فيه يتمّ حقيقة حضور الله في وسط شعبه. وهكذا يغطّي لوقا سلطته كل ما ورد في الليترجيّا وعند الآباء من تطبيق للصور الكتابيّة على مريم العذراء وعلاقتها بتابوت العهد وخيمة الموعد والهيكل، ولا سيّما في عيد تقدمة سيّدتنا مريم العذراء إلى الهيكل".

مريم العذراء" المباركة في النّساء"
أليصابات العاقر ومريم العذراء تتّحدان في الابتهاج عينه، ابتهاج ابنة صهيون، شعب إسرائيل الذي كان ينتظر، من خلال آلام تاريخه، الخلاص الأخير الذي سوف يمنحه إيّاه المسيح. أليصابات العاقر، وهي تشعر بطفلها يرتكض في أحشائها، وتدرك أنّ مريم العذراء تحمل في أحشائها المسيح الموعود به، تفقه أنّ نبوءات ابنة صهيون تحقّقت، وأنّ ابن العاقر وابن العذراء سيكونان في أصل الشعب الجديد الذي لا يُحصَى، شعب إسرائيل الجديد المولود من الله. وتنطلق من فمها البركة التي أوحى بها إليها الروح القدس الذي امتلأت منه: "مباركة أنت في النساء ومبارك ثمرة بطنك". هذا القول يجب فهمه بالمعنى الكتابي للفظة "البركة".
إنّ اليصابات، بقولها إنّ مريم ويسوع هما مباركان، تعني أنّهما موضوع بركة الربّ، وتشكر لله ما صنعه لهما وما صنعه لنا بواسطتهما. فالبركة هي نشيد شكر لله. مريم ويسوع هما مباركان، أي إنّهما يشتركان في بركة الربّ ويسهمان في قصده الإلهي. يوم الشعانين ستهلّل الجموع ليسوع معلنة إيّاه المسيح والملك، ومستخدمةً اللفظة عينها:
"مبارك الآتي باسم الرب" (متى 21: 9)
"مباركة المملكة الآتية، مملكة داود أبينا" (مر 11: 9- 10)
"مبارك الملك الآتي باسم الرب" (لو 19: 38).
"مبارك الآتي باسم الرب ملك إسرائيل" (يو 12: 13).
ويسوع نفسه في موضع آخر يطبّق هذا الهتاف مجيئه الثاني المجيد في نهاية الأزمنة: "فإنّي أقول لكم: إنّكم لن ترونني من الآن حتى تقولوا: مبارك الآتي باسم الرب" (متّى 23: 39). هذا يدلّ على أنّ بركة أليصابات تتسم بسمة ماسيوية وإسختولوجية. إنّها تحيّي مريم العذراء "المباركة" وتحيّي فيها "المبارك" اللذين يأتيان باسم الرب، إنّها تحيّي في مريم العذراء أمّ المسيح الملك، الملكوت الآتي.
إنّ لقب "المبارك" كان عند اليهود مرادفًا لله الذي كانوا يخشون التلفّظ بانه. "فالمبارك" يعني يهوه الله. هكذا يبدأ نشيد زكريا، مشيرًا إلى اسم الله وإلى موضوع تسبحته: "مبارك الربّ إله إسرائيل" (لو 1: 68). وفي أثناء محاكمة يسوع، يسأله رئيس الكهنة: "أأنت المسيح ابن المبارك؟" (مر 14: 61). وفي العهد القديم يبارك ملكيصادق إبراهيم بقوله: "مبارك أبرام من الله العليّ، خالق السماوات والأرض، ومبارك الله العليّ الذي أسلم أعداءَك إلى يدك" (تك 14: 19- 20).
وتُوجَّه أيضاً البركة عينها إلى يهوديت لكونها بقدرة الله قطعت رأس عدوّ شعب الله. وتجدر المقارنة بين هذه المقاطع الثلاثة:



تك 14: 19- 20

مبارك إبراهيم
من قبل الله العليّ
خالق السماء والأرض

ومبارك الله العليّ

الذي أسلم أعداءك
الى يديك


يهوديت 13: 18

مباركة أنت، يا بنيّة
من قبل الله العليّ
فوق جميع النساء
اللواتي على الأرض
ومبارك الربّ الإله
خالق السماوات والأرض
الذي هداك لضرب
رأس قائد أعدائنا


لو 1: 42

مباركة أنت

في النساء

ومبارك ثمرة بطنك



أليصابات تعبّر عن إيمانها بالمسيح الملك وبمجيء الملكوت في شخصه، وفي الوقت عينه تشكر لله مَن يأتي إليها باسم الربّ هو وأمّه، حاملاً الخلاص للعالم. يهوديت أُعلنت "مباركة فوق جميع النساء اللواتي على الأرض" لأنّها خلّصت الشعب من عدوّه أليفانا رئيس قوّاد جيش أشور. ومريم تُعلَن هنا "مباركة في النساء" لأنّها تحمل في أحشائها المسيح مخلّص جميع الشعوب.

مريم العذراء "أمّ ربّي"
بعد أن تُبارَك يهوديت، "يُبارَك الربّ الإله الذي هداها لضرب رأس قائد أعدائنا". هنا، بعد أن تُبارَك مريم العذراء، يُبارَك ثمرة بطنها، الربّ يسوع المسيح. ففي مريم العذراء لم يعد الربّ المخلّص قدرة تأتي إلى الإنسان من الخارج بل صار شخصاً متجسّدًا في أحشاء مريم العذراء. أليصابات تقول عنه إنّه "ربّي". ومريم هي "أمّ ربّي". وفي ذلك تذكير بقول داود في المزمور 110: "قال الربّ لربّي: إجلس عن يميني، حتى أجعل أعداءك موطئًا لقدميك". والسيّد المسيح نفسه يسأل اليهود عن معنى هذا القول: "كيف يقال إنّ المسيح هو ابن داود، وداود نفسه يقول في سفر المزامير: قال الربّ لربّي: إجلس عن يميني، حتّى أجعل أعداءك موطئًا لقدميك؟ فداود يدعوه ربًّا، فكيف يكون هو ابنه؟" (لو 20: 41- 43). لا جواب على هذا السؤال إلاّ بالاعتراف بأنّ المسيح هو كإنسان ابن داود وكابن الله ربّ له. هتاف أليصابات إعلان إيمان بألوهية المسيح. ومن ألوهية المسيح تتّخذ مريم العذراء أشرف لقب لها، كما سنرى في مجمع أفسس، لقب "والدة الإله"، لأنّها ولدت المسيح الذي هو الربّ ابن الله.

مريم العذراء التي بها صنع الله القدير العظائم (لو 1: 46- 55)
جوابًا على أقوال أليصابات، أنشدت مريم نشيدًا تعظّم فيه الله الذي صنع بها عظائم لشعبه: "تعظّم نفسي الرب..." (لو 1: 46- 55). هذا النشيد منسوج في معظمه من آيات من العهد القديم تذكّر بالعظائم التي صنعها الله تجاه شعبه منذ وعده لإبراهيم. وقد بلغت وعود الله الماسيوية كمالها في شخص مريم العذراء وفي المسيح الذي وُلد منها. الفكرة الأساسية التي يدور حولها هذا النشيد هي أنّ عظمة الله تظهر في ضعة الإنسان. فالخلاص لا يأتي من الإنسان بل من الله، كما أنّ المسيح لم يأت "من مشيئة رجل" بل "من الله" (يو 1: 13).
هذا النشيد نسّقه لوقا على مثال نشيد حنّة أمّ صموئيل النبي. فلقد تحقّق في مريم العذراء ما صنعه الربّ قديمًا في حنّة العاقر. حنّة، وقد أذلّها عقرها، صلّت إلى الربّ وقالت: "يا ربّ القوات، إن أنت نظرت إلى ضعة أمتك، وذكرتني ولم تنس أمتك، وأعطيت أمتك مولودًا ذكرًا، أعطه للربّ لكل أيّام حياته.." (1 صم 2: 1- 11). ولمّا استُجيبت صلاتها، أنشدت نشيدًا يمكننا أن نقارن بينه وبين نشيد مريم العذراء:



نشيد حنّة (1 صم 2: 1- 11)

1 إبتهج قلبي بالربّ
وارتفع رأسي بالربّ...
لأنّي قد فرحت بخلاصك



2 لا قدّوس مثل الرب




4 كُسرت قسيّ المقتدرين
وتسربل المتواضعون بالقوّة.
5 الشباعى آجروا أنفسهم بالخبز
والجياع كفّوا عن العمل.
7 الربّ يفقر ويغني
ويضع ويرفع
8 ينهض المسكين من التراب
يقيم الفقير من المزبلة ليجلسه مع العظماء
ويورثه عرش المجد.


نشيد مريم (لو 1: 46- 55)

46 تعظّم نفسي الرب

47 ويبتهج روحي بالله مخلّصي.
48 لأنّه نظر إلى ضعة أمته،
فها، منذ الآن، تغبّطني جميع الأجيال.
49 لأنّ القدير صنع بي عظائم
واسمه قدّوس

50 ورحمته إلى جيل وجيل للذين يتّقونه.
51 بسط قدرة ساعده
فشتّت ذوي القلوب المتغطرسة بأفكارها.
52 حطّ المقتدرين عن عروشهم
ورفع المتواضعين.
53 أشبع الجياع خيرًا
والأغنياء أرسلهم فارغين.
54 عضد إسرائيل فتاه
ذاكرًا رحمته
55 على ما وعد به آباءنا
لإبراهيم ونسله إلى الأبد.



نشيد حنّة نشيد ماسيوي يعبّر عن رجاء الفقراء المستضعَفين المتواضعين، وينتهي بذكر المسيح الملك: "الربّ يدين أقاصي الأرض، يهب عزّة لملكه ويرفع رأس مسيحه" (آية 10). والمسيح هو نسل إبراهيم الذي تجسّدت فيه رحمة الرب من جيل إلى جيل.
"جميع الأجيال تغبّط مريم العذراء لأنّ القدير صنع بها عظائم". لا تنسب مريم العذراء لذاتها أيّ مجد. يكفيها فخرًا أنّ الله اختارها ليصنع بها عظائم الخلاص ويأتي منها المسيح. ولكنّ شخصها ليس غريبًا عن تلك العظائم الخلاصية. فهي أمّ المخلّص، وقد أسهمت في الخلاص بقبولها أن تصير أمّ المسيح: "ليكن لي بحسب قولك". لذلك تغبّطها جميع الأجيال، وتكرّمها الكنيسة في صلواتها وفي كرازتها.


magdy-f 25 - 07 - 2012 08:01 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 

http://www.jordanorthodoxmonastery.c...ank/John-B.jpg

ميلاد يوحنا المعمدان
(لوقا 1: 57-80)
ميلاد يوحنا المعمدان
57وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ابْناً. 58وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا،فَفَرِحُوا مَعَهَا. 59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ،وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقَالَتْ: «لاَ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». 61فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهَذَا الاِسْمِ». 62ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ، مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. 63فَطَلَبَ لَوْحاً وَكَتَبَ قَائِلاً: «اسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ. 64وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ. 65فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهَذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ،66فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هَذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ.
تسبحة زكريا
67وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَتَنَبَّأَ قَائِلاً: 68«مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ، 69وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ. 70كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ هُمْ مُنْذُ الدَّهْرِ، 71خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. 72لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ،73الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: 74أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ،مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، نَعْبُدُهُ 75بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا. 76وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى،لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. 77لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ،78بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ. 79لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ».80أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، وَكَانَ فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيلَ.

يوحنا المعمدان هذا الذي لم تلد النساء أعظم منه، وهو الذي سجد للمسيح وهو بعد في بطن أمه. كما استحق أن يضع يده علي رأس ابن الله وقت العماد. وجاء عنه في الإنجيل المقدس: " أما أليصابات فلما تم زمانها لتلد فولدت ابنا وسمع جيرانها وأقرباؤها ان الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها، ولما كان في اليوم الثامن جاءوا لختنوا الصبي ودعوه باسم أبيه زكريا. فقالت أمه لا بل يسمي يوحنا. فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك تسمي بهذا الاسم، ثم أشاروا لأبيه ماذا يريد أن يسميه فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا. فتعجب الجميع لأنه في الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله وتنبأ عن ابنه أنه سيدعي نبيا للعلي وينطلق أمام وجه الرب ليعد طريقه (لوقا 2: 57 – 76).
ولما كان ابن سنتين واتفق مجيء المجوس وقتل هيرودس الأطفال وشي بعضهم عن هذا الطفل، فطلبه الجند ليقتلوه لكن زكريا حمله وأتي به إلى الهيكل وقال للجند: "من هذا المكان تسلمته" فخطفه الملاك وأتي به إلى بريه الزيفانا.
فاغتاظ الجند وقتلوا أباه زكريا. ولهذا السبب قال الرب لليهود "يأتي عليكم كل دم زكي سفك علي الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن براخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (متى 23: 25). أما الصبي يوحنا فكان ينمو ويتقوى بالروح (لوقا 1: 80).
وظل منذ أيام طفولته يسكن البرية وعاش فيها أكثر من عشرين سنة عيشة ملائكية حتى يوم ظهوره لإسرائيل (لوقا 1: 57 – 80).وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وعلي حقويه منطقه من جلد وكان طعامه الجراد والعسل البري (متى 3: 4: مرقس 1: 6) وقد أقام بالبرية مواظبا علي الصلاة والتقشف إلى أن أمره الله تعالي لتتم النبوة أن يبشر الشعب بمجيء مخلص العالم (متى 3: 4 مرقس 1: 6) لأنه مرسل من الله ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته ولم يكن هو النور بل ليشهد للنور (يوحنا 1: 6 – 8)
وفي السنة الخامسة عشرة من ملك طيباريوس قيصر حينما كان بيلاطس البنطي واليا علي اليهودية وهيرودس رئيس ربع علي الجليل وفيلبس أخوه رئيس ربع علي ايطورية وبلاد تراكونيتس وليساتوس رئيس ربع علي أبيلية وحنان وقيافا رئيسا للكهنة كانت كلمة الله إلى يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلى بقعة الأردن كلها يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا كما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي " صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة وكل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض والمعوج يستقيم ووعر الطريق يصير سهلا ويعاين كل بشر خلاص الله " (لو 3: 1 – 6).
وفي تلك الأيام أقبل يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ويقول " توبوا فقد اقترب ملكوت السموات " (مت 3: 1 و2)، فكان يخرج اليه أهل أورشليم وكل اليهود وجميع بقعة الأردن فيعتمدون منه في الأردن معترفين بخطاياهم (مت 3: 5 – 6)، وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله هو المسيح أجابهم يوحنا قائلا: " أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوي مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ (لو 3: 16 و17)، حينئذ أتي يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليتعمد منه فمنعه يوحنا قائلا " أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلى " فأجابه يسوع قائلا: " اسمح الآن لأنه هكذا ينبغي لنا أن نتمم كل بر " حينئذ تركه. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء فانفتحت له السموات ورأي روح الله نازلا مثل حمامة وحالا عليه " وإذا صوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت 3: 13 – 17. لو 3: 20 – 22). ثم جاء تلاميذ يوحنا اليه وقالوا له: يا معلم هوذا الذي معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون اليه. فأجاب يوحنا وقال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئا ان لم يكن قد أعطي من السماء أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح بل أني مرسل أمامه من له العروس فهو العريس، إذا فرحي هذا قد كمل ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس أحد يقبلها ومن قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق لآن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح. الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يري حياة بل يمكث عليه غضب الله (يو 3: 26 – 36)
ولما رأي يوحنا أن كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم: " يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي. فاصنعوا أثمار تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا ابراهيم أبا لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم. والآن قد وضعت الفأس علي أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقي في النار ولما كان هيرودس أنتيباس بن هيرودس المدعو الكبير قد تزوج بهيروديا امرأة أخيه فيلبس ضد كل الشرائع، فأتي إليه القديس يوحنا المعمدان موبخا إياه علي هذا الذنب وعلي كل الشر الذي كان يصنعه، فأمر بناء علي تحريض هيروديا الفاجرة أن قبض علي يوحنا ويقيد بالسلاسل ويوضع في السجن داخل الحصن المدعو ماكرونده.
واستمر يوحنا في هذا السجن مدة سنة كاملة دون أن يتمكن لهيرودس أن يقتله وكان تلاميذه يترددون بكل شجاعة علي معلمهم وهو في السجن، كما أنه لم يهمل واجباته نحوهم مبرهنا لهم أن يسوع هو المسيح المنتظر وحينما شاع في كل مكان خبر العجائب التي كان مخلصنا يصنعها كان يوحنا يريد أن يكون تلاميذه شهود عيان لعجائب المسيح حتى يثبتوا علي الإيمان به.
فأرسل وهو في السجن اثنين من تلاميذه يقولان ليسوع "هل أنت المسيح الآتي أم ننتظر آخر؟" فأجاب يسوع وقال لهما "اذهبا واعلما يوحنا بما سمعتما ورأيتما. العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتي يقومون والمساكين يبشرون وطوبى لمن لا يشك في ثم قال يسوع للجموع عن يوحنا: "ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا؟ أإنسانا لابسا ثيابا ناعمة؟ هوذا الذين عليهم اللباس الناعم في بيوت الملوك. أم ماذا خرجتم لتنظروا؟ أنبيا؟ نعم أقول لكم وأفضل من نبي فان هذا هو الذي كتب عنه ها أنذا مرسل ملاكي أمام وجهك الذي يهيئ طريقك أمامك. الحق أقول لكم لم يقم بين مواليد النساء أعظم من يوحنا المعمدان ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه، ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونه لان جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا وأن أردتم أن تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع أن يأتي. من له أذنان للسمع فليسمع. وبمن أشبه هذا الجيل. يشبه صبيانا جلوسا في السوق يصيحون بأصحابهم قائلين: زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تلطموا. جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا ان به شيطانا وجاء ابن البشر يأكل ويشرب فقالوا هوذا إنسان أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة والحكمة تبررت من بينها (مت 11: 7 – 19)، كما قال السيد المسيح له المجد عن يوحنا المعمدان أيضا: كان هو السراج الموقد المنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة.
وحدث موت القديس يوحنا المعمدان في أواخر السنة الحادية والثلاثين أو في بدء السنة الثانية والثلاثين للمسيح، حيث تم إستشهاد القديس والنبي العظيم يوحنا المعمدان ابن زكريا الكاهن، على يد هيرودس الملك. وذلك لما بكته النبي يوحنا من أجل هيروديا زوجة أخيه فيلبس آلتي اتخذها له زوجه. قائلا له. لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك، فقبض على القديس ودفعه إلى السجن. ومع ذلك فقد كان يهابه (مر 6: 20) فلما اتفق عيد ميلاد هيرودس صنع وليمة لأكابر مملكته ومقدمي الجليل. وحضرت ابنة هيروديا ورقصت في الوسط. فأعجبت الملك. فوعدها أن يعطيها كل ما تسأله، ولو إلى نصف المملكة. فخرجت إلى أمها. فقالت لها أمها: اطلبي رأس يوحنا المعمدان على طبق. فلما سمع الملك ذلك حزن. ولأجل المتكئين معه لم يرد أن يردها. فأرسل لوقته وقطع رأس يوحنا، وأعطاه للصبية، فأعطته لأمها (مر 6: 21 – 28). وكان قلق عظيم في ذلك اليوم وتبدل فرحهم حزنا، وقيل أن الرأس المقدس قد طار من بين أيديهم،وهو يصرخ في الجو قائلا: لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك، وقيل أن الرأس الآن بأعمال حمص. أما الجسد المقدس، فقد حمله تلاميذه ووضعوه في قبر إلى أيام أثناسيوس البطريرك حيث أراد الرب إظهاره.
كما قيل أنه لما أمر هيرودس بقطع رأسه وإحضاره إليه وتقديمه إلى الفتاة هيروديا علي طبق كما طلبت قيل انه بعد انتهاء الوليمة ندم علي قتله يوحنا فابقي الرأس في منزله واتفق إن اريتاس ملك العرب صهر هيرودس،حنق عليه لأنه طرد ابنته وتزوج بامرأة أخيه وهو حي، فأثار عليه حربا ليثار لابنته فغلب هيرودس وشتت شمل جنوده وخرب بلاد الجليل. وقد علم طيباروس قيصر إن السبب في هذه الحروب هو قتل هيرودس لنبي عظيم في شعبه وطرده ابنة اريتاس العربي وتزوجه من امرأة أخيه. فاستدعاه إلى رومية ومعه هيروديا. فاخفي هيرودس راس القديس يوحنا في منزله وسافر. فلما وصل إلى هناك أمر طيباروس بخلعه وتجريده من جميع أمواله ثم نفاه إلى بلاد الأندلس حيث مات هناك. وخرب منزله وصار عبرة لمن يعتبر واتفق بعد مدة من السنين إن رجلين من المؤمنين من أهل حمص قصدا بيت المقدس ليقضيا مدة الصوم الكبير هناك وأمسى عليهما الوقت بالقرب من منزل هيرودس فناما فيه ليلتهما. فظهر القديس يوحنا لأحدهما واعلمه باسمه وعرفه بموضع رأسه وأمره إن يحمله معه إلى منزله. فلما استيقظ من نومه قال ذلك لرفيقه وذهبا إلى حيث المكان الذي كان راس القديس مدفونا فيه، وحفرا فوجدا وعاء فخاريا مختوما ولما فتحاه انتشرت منه روائح طيبة ووجدا الرأس المقدس فتباركا منه ثم أعاداه إلى الوعاء. وأخذه الرجل الذي رأي الرؤيا إلى منزله ووضعه في خزانته وأضاء أمامه قنديلا. ولما دنت وفاته اعلم أخته بذلك فاستمرت هي ايضا تنير القنديل. ولم يزل الرأس ينتقل من إنسان إلى إنسان حتى انتهي إلى رجل اريوسي، فصار ينسب ما يصنعه الرأس من الآيات إلى بدعة اريوس، فأرسل الله عليه من طرده من مكانه وبقي مكان الرأس مجهولا حتى زمان القديس كيرلس أسقف أورشليم حيث ظهر القديس يوحنا لأنبا مرتيانوس أسقف حمص في النوم وأرشده إلى موضع الرأس. فأخذه وكان ذلك في الثلاثين من شهر أمشير.
تذكار ميلاد القديس يوحنا المعمدان (30 بؤونة)
تذكار استشهاد القديس يوحنا المعمدان (2 توت)
وجود رأس القديس يوحنا المعمدان (30 أمشير)


magdy-f 25 - 07 - 2012 08:01 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
موقف يوسف النجار من حبل مريم

عندما رجعت مريم من زيارة نسيبتها أليصابات إلى بيت يوسف النجار رأى عليها علامة الحَمْل؛ فشك فى الآمر ولكنه إذ كان باراً لم يشأ أن يشهرها لذا أراد تخليتها سراً أي لم يُسلمها للرجم كما قضت الشريعة ولكن الرب المُحب دافع عنها وأكد ليوسف النجار طهارتها وعفتها وقداستها "ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذ ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلا: يا يوسف ابن داود لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك. لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس. وكما آمنت العذراء بكلام الملاك، آمن يوسف أيضاً بما أوحي إليه في الحلم.
من المتصور أن يوسف قضى أيامًا وليالي لا يعرف كيف يجد السبيل إلى حل الموضوع، ومن المعتقد أنه صلى صلوات حارة إلى الله، ليرشده إلى الطريق الإلهي الصالح! لقد كان أمامه سبيلان للتخلص من العذراء:
1- السبيل العلني الذي يتخلص فيه منها كليه، مع ما فيه من تشهير رهيب بمركزها وسمعتها فيعطيها كتاب طلاق.
2- السبيل السري، إذ يخليها من الرابطة الزوجية سرًا أمام اثنين من الشهود، وهو لا يتهمها في هذه الحالة بنفس التهمة التي يمكن أن تكون في الإخلاء العلني، بل هو إخلاء مبني على الكراهية، وإن كانت الثمرة التي لابد أن تأتي، تحسب في هذه الحالة منه، وتنسب إليه!
لكن الرجل البار كان في نفس الوقت الرجل الذي قام فكره المرتفع على السماحة والرقة والحنان، الرجل الذي كان أول من ظهر على مسرح الإنجيل ليربط الرحمة بالعدل، والشدة بالمحبة، والذي علمنا أن الصرامة لا يمكن أن تكون في وضعها الديني الصحيح، إلا متحلية باللطف، وأن الإنسان الذي في الغضب لا يتعلم أن يذكر الرحمة، يخشى أنه لم يتعرف التعرف الصحيح على الله الذي في الغضب يذكر الرحمة، «فهوذا لطف الله وصرامته»! (رو 11: 22).


magdy-f 25 - 07 - 2012 08:03 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://besara7a.files.wordpress.com/...rist.jpg?w=468




إكتتاب المسكونة
(لوقا 2: 1-8)1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ.2وَهَذَا الاِكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ.3فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ. 4فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ، إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِي تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ، لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ، 5لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى.6وَبَيْنَمَا هُمَا هُنَاكَ تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِدَ.7فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.
قبل ظهور يوحنا المعمدان في الأردن بثلاثين سنة، تقريباً، جرى إحصاء في بلاد فلسطين. والواقع أن اليهود لم يكونوا ليأنسوا كثيراً إلى مثل تلك الإجراءات الإحصائية، حيث يمسي الإنسان وهو الكائن الفذّ رقماًُ يعدّ كالدواب بالمئات والألوف. وكان موسى قد تعنّت كثيراً في أنُ يخضع لها القبائل اليهودية. أمّا روما فكانت تفرض على جميع سكان الأقاليم أن يدونوا في سجلاتها الرسمية، بأسمائهم، وحِرفهم، وكميةّ ثرواتهم. وهكذا كان يسهل عليها وضع قاعدة للضرائب، وتقدير الطاقات العسكرية في أزمنة الحرب. فمن المحتمل أن تكون روما قد فرضت تلك الفريضة على المملكة اليهودية الصغيرة التي كانت عائشة في ظلّها، إلاّ إذا افترضنا أن هيرودس، في مسارعته الدائمة إلى مداهنة السلطة الحامية، قد تبرعّ بتنفيذ القرار في بلده. وكانت عمليّة الإحصاء، في فلسطين، تستتبع مشكلة خاصة: فالتسجيل لم يكن يتمّ في محلّ الإقامة، بل في المنشأ الأصلي الذي كانت تنتمي إليه كل أسرة. ولا غرو، فقد كانت التقاليد العائلية راسخة في إسرائيل، منذ أقدم العصور، وازدادت رسوخاً من بعد الجلاء، من يوم أخذت الأمّة اليهودية تعمل على صيانة العنصر العبراني، وتحريم الزواج بالأغراب
"ففي تلك الأيّام صدر أمر من أوغسطس قيصر، بإحصاء جميع المسكونة: فأخذ الجميع ينطلقون، كل واحد إلى مدينته، لكي يكتتبوا. وصعد يوسف أيضاً من الجليل، من مدينة الناصرة، إلى اليهودية، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم - فإنه كان من بيت داود، ومن عشيرته - لكي يكتتب مع مريم امرأته التي كانت حبلى" (لوقا 2: 1–5).
من كان هذان الزوجان اللذان نراهما من خلال رواية الإنجيل، وقد ذهبا في الدروب، امتثالاً لأوامر القيصر أسرة مترابطة بروابط الزواج المقدس، وبأواصر التعاطف، على حدّ سواء! وإلاّ فهل كان من الضروري أن تجابه تلك المرأة الفتيّة-وهي في حالها- وعورة السفر، مع العلم بأن الرجال وحدهم ملتزمون بفريضة الإحصاء، لولا أن الزوجين قد وَطّنا العزم على التكافل فى تحمّل تلك السخرة. لقد كانا، ولا شك، من الفقراء، رجلاً وامرأةً من الشعب الكادح، من أولئك المتواضعين الذين لهم من شهامتهم ثروةٌ دونهَا ثروة مالهم، والذين تجدهم السلطات، دوما، على أهبة الانقياد والخضوع.



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:06 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://img187.imageshack.us/img187/3...ivity22ka2.gif


ميلاد المسيح
ميلاد يسوع المسيح(متى 1: 18-25)
18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ، لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِلِ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا.24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.
تنبأ ميخا النبي قبل مجئ المسيح بنحو 700 عام، بميلاد المسيح في بيت لحم:
(ميخا 5: 2) «أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ».
كانت هذه نبوة عن مكان ميلاد المسيا، وقد اقتبسها رؤساء الكهنة والكتبة في إجابتهم عن السؤال الذي طرحه هيرودس عليهم – أين يولد المسيح؟. ولكن كان بيت مريم في الناصرة في الجليل، وكان الوقت يقترب لميلاد طفلها القدوس، وهكذا: "في تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة (العالم أو الإمبراطورية الرومانية). وبناء على هذا القرار تحرك يوسف ومعه مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى بابنها، لكونه من بيت داود وعشيرته، وصعد من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية في مدينة داود التي تدعى بيت لحم. ولم يكن الإمبراطور الروماني يدري كثيراً عن نتائج هذه الفكرة التي طرأت على ذهنه. وهذا العمل كان لتحقيق قصد الله العجيب، لكي يولد المخلص الملك في قرية بحسب شهادة الله لابد أن يتم فيها هذا الحدث".
وما يلفت الملاحظة أكثر أنه على الرغم من صدور هذا القانون، والذي بموجبه صعد يوسف ومريم مع كثيرين أيضاً إلى مدينتهم ليكتتبوا هناك، غير أن الاكتتاب قد تم بعد ذلك بفترة "عندما كان كيرينيوس والياً على سورية".
لقد كان بوسع المسافرين أن يأويا إلى البناء الفسيح الذي كان قائماً عند مدخل بيت لحم، والذي يدعوه البشير لوقا "نزلاً". ولعل ذاك النزل كان قد حلّ محل "خان كنعان"، الذي كان الجلعاديّ، ابن أحد أصدقاء داود، قد شيده لإيواء قطعانه، عشرة قرون قبل الميلاد. وتلك الخانات التي لا يزال مثلها قائماً في الشرق، لم تكن أسباب الراحة لتتوفّر فيها. فهي فسحة مكشوفة يطوف بها سياج مربعّ، وتزدحم فيها البهائم. وأمّا الآدميون فلهم فيها سقيفة من خشب يأوون إليها كيفما اتفق الحال. وهناك أيضاً بعض الحُجر الضيقة، ولكنها نادرة، وتؤجر بأثمان باهظة جدا بالنسبة إلى أوضاعها الرثّة.
لم يجد يوسف أى مكان خالى لتلد فية مريم بسبب إزدحام القرية من المسافرين القادمين للإكتتاب والذين جاءوا لشراء الحنطة وبيع الأنسجة والألبان.
وبينما كان يوسف ومريم في بيت لحم، أن مريم تمت أيامها لتلد، فولدت ابنها البكر فقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل"
لا يورد الإنجيل ذكر المغارة ولا وجود سالومى القابلة التى ساعدت مريم فى ولادتها. ولكن فى أقدم التقاليد تثبت أن يوسف قد أنزل امرأته في أحد تلك الكهوف التي لا يزال يشُاهد كثير مثلُها في فلسطين التي كانت تسُتخدم زرائب للمواشي. وقد شهد للمغارة أيضاً، شهادة قاطعة يوستينس الشهيد وكتب في القرن الثاني وكان يعَرف تلك الأمكنة معرفة دقيقة.
وفيَ إنجيل لوقا آية مقتضبة تلخّص كلّ ما نعرفه عن ذاك الحدث الذي بات عظيماً فببساطته وروعته معاً "ولدت ابنها البكر، وقمطته وأضجعته في المذود " (لوقا 2: 7).



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:07 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
يسوع إبن مريم البكر
لماذا هناك اختلاف بين متى و لوقا حول نسب المسيح؟
بإعتبار أن يوسف إبن داود فقد كان ليوسف الحق فى عرش داود، ولو كان ليوسف أبناء لكان لهم الحق ذاته.بل لو كان ليوسف أبناء من زواج سابق لكان للبكر منهم الأحقية ان يكون هو ملك إسرائيل وليس المسيح!!!
ولكن لأن يسوع هو بكر مريم الوحيد حسب الجسد، وبكر يوسف الوحيد حسب الشرع، ومن نسل الملك داود، فهو الوحيد صاحب حق القانوني في عرش داود الملك.
ولو كان الأمر غير ذلك ما كان الشعب أن يحاول تنصيبة ملكاً على إسرائيل، أو على الأقل لنصبوا الأخ الأكبر للمسيح ملكاً عليهم، ووسط الأحداث السياسية الهامة والصراعات الموجودة فى اليهودية حول المسيح، لم يذكر أبداً فى الأنجيل عن وجود إخوة للمسيح حاول معهم اليهود إسناد المملكة لهم بصفتهم الورثة الشرعيون لكرسى الملك داود.
ولكن لم يكن للمسيح إخوة حسب الجسد لا من يوسف ولا من غير يوسف ولا من مريم العذراء.
+(يوحنا 6: 14-15) 14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» 15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.
حتى عندما أراد بيلاطس أن يطلق يسوع، صرخ اليهود وقالوا له كل من يجعل نفسة ملكاً يقاوم قيصر وكان قصدهم بالملك هو المسيح، فلو كان للمسيح إخوة بالفعل ما كان بيلاطس يقول لهم ذلك ولا كان الشعب يقول ذلك ويصبح الأمر على هذه الدرجة من السذاجة والجهل بالشرائع والقوانين.
+(يوحنا 19: 12) مِنْ هَذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ وَلَكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هَذَا فَلَسْتَ مُحِبّاً لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكاً يُقَاوِمُ قَيْصَرَ».
ولذلك إنفرد المسيح منذ طفولتة بلقب ملك اليهود
(متى 2: 2) «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».
وفى اول خدمتة قال له نثنائيل: أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ
(يوحنا 1: 49) فَقَالَ نَثَنَائِيلُ: «يَا مُعَلِّمُ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»
وعندما دخل أورشليم لقبوة بملك إسرائيل:
(يوحنا 12: 13) «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»
وبيلاطس البنطى لقب المسيح بملك اليهود أمام الشعب:
(مرقس 15: 9) فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟».
(يوحنا 19: 15) فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرُ».
حتى أثناء صلب المسيح قالوا لو نزل من على الصليب فسيؤمنوا أنه ملك إسرائيل:
(متى 27: 42) إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ!
(مرقس 15: 32) لِيَنْزِلِ الآنَ الْمَسِيحُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَنِ الصَّلِيبِ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ
بعد كل ذلك والمسيح مثبوت رسمياً وشرعياً فى السجلات أنه إبن يوسف النجار، فلو كان ليوسف أبناء غير المسيح من زواج سابق، هل لأحد أن يعقل هذا الكلام المدون بالأناجيل، فأين إذن أبناء يوسف الذين لا ذكر لأى أحد منهم فى وسط كل تلك الأحداث؟؟؟
وعلى هذا فإن لوقا يورد نسب المسيح من جهة مريم عائدا إلى داود وآدم. ويظهر أن المسيح هو الوارث الطبيعي للعرش عن طريق مريم ومنها لداود.
سليمان وناثان
ناثان هو الأخ الأكبر لسليمان وكلاهما أولاد بثشبع.
(أخبار الأيام الأول 3: 5) وَهَؤُلاَءِ وُلِدُوا لَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. شَمْعَى وَشُوبَابُ وَنَاثَانُ وَسُلَيْمَانُ. أَرْبَعَةٌ مِنْ بَثْشُوعَ بِنْتِ عَمِّيئِيلَ.
فمريم ابنة يواقيم، ويوسف هو ابن يعقوب الذى تزوج أرملة أخية هالى بعد موتة وأنجب منها يوسف, إذن يوسف ومريم من عائلة واحدة، فإن كلاً منهما تناسل من زربابل, فيوسف من أبيهود ابنه الأكبر كما في متى 1: 13، ومريم من ذرية ريسا ابنه الأصغر كما في لوقا 3: 27,
ولذلك نرى أن يوسف خطيب مريم له أب شرعى هو هالى المذكور فى لوقا، الذى مات ولم ينجب.
أما يعقوب المذكور فى متى فهو أبوه الطبيعى
بمعنى أن هالى مات ولم ينجب، فتزوج يعقوب إمرأة هالى المتوفى وانجب منها يوسف النجار
وحسب الشريعة اليهودية يكتب الإبن البكر بإسم الأب المتوفى (وهو ما يعرف بالنسل الشرعى)
ولذلك يقال يوسف بن هالى (نسل شرعى)
أو يقال يوسف بن يعقوب (نسل طبيعى لأن يعقوب هو الأب الفعلى الذى أنجب يوسف)
ورغم أن هناك تقليد يرجع إلى القرن الرابع الميلادى بعنوان: "تاريخ يوسف النجار"
جاء فيه أنه كان أرمل له أولاد عندما خطب مريم التى كانت فتاة فى الثانية عشر من عمرها. ولا تذكر الأناجيل شيئاً عن يوسف بعد رحلته إلى أورشليم فى عيد الفصح عندما كان يسوع فى الثانية عشرة من العمر (لوقا 2: 41-48). فالإشارات اللاحقة لا تذكر سوى مريم واخوة يسوع، دون أن تذكر يوسف (مرقس 27.26) مما يعنى أنها كانت فى حاجة إلى من يُعنى بها، مما يدل على أن يوسف كان قد مات. وجاء فى إنجيل متى ولوقا أن العذراء مريم ولدت الرب يسوع وهى مخطوبة ليوسف قبل أن يتزوجا (متى 1: 18)، (لوقا 1: 27-35). وكان يوسف نجاراً (متى 13: 55)، وكان معروفاً بأنه رجل بار (متى 1: 19)، وعندما عرف أن مريم ستصبح أما لمسيا إسرائيل بعمل الروح القدس، لم يتخل عنها، بل رافقها إلى بيت لحم حيث ولدت الطفل يسوع.
ولذلك من المستبعد أن يكون ليوسف النجار أولاد من زواج سابق له.


magdy-f 25 - 07 - 2012 08:09 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://www.marnarsay.com/Christmas/f...lz1mm3sb0q.gif


مريم والرعاة
(لوقا 2: 8-20)8وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ،9وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً. 10فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: 11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. 12وَهَذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً فِي مِذْوَدٍ». 13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: 14«الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ».15وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هَذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». 16فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعاً فِي الْمِذْوَدِ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هَذَا الصَّبِيِّ. 18وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. 19وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. 20ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ.
الحدث الذي احتواه المزود لم يكن ليظلّ مكتوماً. " فقد كان في تلك الناحية رعاة يبيتون في البادية، يتناوبون السهرَ على رعاية مواشيهم بالليل.
ولقد كشف الله لأولئك الرعاة المساكين ما كان لم يزل بعد مطويا عن الناس: مجيء ذاك الذي سوف يلقّب نفسه بالراعي الصالح. وإذ نشير إلى أولئك الأتقياء الذين اختارهم الله ليتسلموا إعلان ولادة المخلص الذي هو "المسيح الرب"فذلك بسبب ارتباطهم بما تسجل في قصة مريم. فإن الله في هذا الوقت لم يمنح عظماء الأرض هذا الإعلان بل إلى فقراء شعبه والمتألمين الذين كان هؤلاء الرعاة معدودين منهم. فالأخبار والإعلانات الإلهية تعطى فقط للقلوب المعدة إعداداً إلهياً ولهذا فإننا نؤمن بأن هؤلاء الرجال البسطاء كانوا ممن ينتظرون فداء في أورشليم (انظر ع 38). وإذا كانوا ساهرين ليلاً على قطعان أغنامهم فقد أرسل لهم الملاك حاملاً بشائر الفرح العظيم لجميع الشعب، كما أعطاهم علامة للمصادقة على إيمانهم "تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود". وحالما أنهى رسالته سرعان ما "ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله قائلين المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة".



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:14 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
https://files.arabchurch.com/upload/i...226038344.jpeg


https://files.arabchurch.com/upload/i...017655098.jpeg


زيارة المجوس
(متى 2: 1-12)1 وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ،إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ.4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟»5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ،أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ.8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي،لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ».9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ.
أولئك المسَافْرين الثلاثة القادمين بأبهّة من المشرقَ سجدوا أمام الطفل الفقير وليد المزود، وقدموا له ثلاثة هدايا لها رموز، فقد رأوا في الذهب رمزاً إلى مُلْك المسيح، وفي اللبان رمزا إلى ألوهيّته وكهنوتة الأبدى، وفي المرّ رمزاً إلى إنسانيّته الصائرة وعذاباتة حتى الموت.
فمن هم أولئك المجوس القادمون من الشرق؟
لقد أطلق عليهم منذ أوائل القرن الثالث لقب "الملوك المجوس" وهم من تنبأ عنهم داود النبى:
(مزمور 72: 10) مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً
هم ‏المجوس‏ ‏الآتين‏ ‏من‏ ‏المشرق‏ ‏من‏ ‏بلاد‏ ‏الفرس‏ ‏أو‏ ‏إيران‏ ‏بناء‏ ‏علي‏ ‏ما‏ ‏أنبأهم‏ ‏به‏ ‏زرادشت‏ zarathustra ‏زعيم‏ ‏المجوسية‏.
وقد تنبأ لهم ‏زرادشت‏ zarathustra ‏‏الذي‏ ‏قال‏ ‏لهم‏:
‏إن‏ ‏بكرا‏ ‏طاهرة‏ ‏تحبل‏ ‏بجنين‏ ‏هو‏ ‏الكلمة‏ ‏مقيم‏ ‏السماء‏. ‏فإذا‏ ‏رأيتم‏ ‏نجمه‏, ‏فاذهبوا‏ ‏واسجدوا‏ ‏له‏, ‏وقدموا‏ ‏له‏ ‏هداياكم‏, ‏لئلا‏ ‏يصيبكم‏ ‏بلاء‏ ‏عظيم‏. وكان زرادشت الفارسي يعلم أتباعه، أنه إن لم تنجدنا السماء بمنقذ، فلن يكون هناك رجاء قط عند بني الإنسان، ومن هنا كان ترقب المجوس للنجم العجيب الذي تبعوه إلى بيت لحم.
‏فلما‏ ‏رأوا‏ ‏النجم‏ ‏الموعود‏ ‏وعلموا‏ ‏أنه‏ ‏نجم‏ ‏المولود‏ ‏ملك‏ ‏اليهود‏, ‏جاءوا‏ ‏إلي‏ ‏أورشليم‏ ‏في‏ ‏موكب‏ ‏عظيم‏ ‏ومعهم‏ ‏هداياهم‏: ‏من‏ ‏ذهب‏ ‏ولبان‏ ‏ومر‏, ‏قائلين‏: ‏أين‏ ‏هو‏ ‏المولود‏ ‏ملك‏ ‏اليهود‏, ‏فإننا‏ ‏رأينا‏ ‏نجمه‏ ‏في‏ ‏المشرق‏ ‏وأتينا‏ ‏لنسجد‏ ‏له‏.
وفى الأصل كان المجوس كهنة الدين المزدكي الذي كان عليه أهل ماداي والفرس. وكانوا يعيشون عيشةً شديدة الانطواء على ذاتها، عُرفوا فيها بالتقشّف، وتعهّد بالنار المقدّسة فيَ المشارف، ورصد مسالك النجوم، وتفسير الأحلام. وكان لهم إذ ذاك سطوة عظيمة... وإنما لا يبدو أن هناك دليلاً على أن المجوس، عهد ولد المسيح، كان لهم بعد، في أمتهم، مكانة عالية. وأكبر الظن أن المجوس كانوا قد أمسوا، آنذاك، من جملة المنصرفين إلى مراقبة النجوم، فلكيّين ومنجّمين في آن واحد، منهم الحسن ومنهم الرديء، منهم الرصين، ومنهم المشعوذ... وأمّا المجوس الذين ورد ذكرهم في الإنجيل، فقد كانوا، بلا مراء، من خيرتهم
وأمّا أن يكون أولئك الرجال -ومهنتهُم ترقب الغيوب - قد أنبئوُا بميلاد المسيح، فليس في ذلك ما يتعذّر على الفهم. فاليهود كانوا قد أذاعَوا، في جميع أرجاء الشرق، وحتى في الأصقاع النائية من بلاد فارس حيث جرت أحداث سفر أستيربالعهد القديم عظيم ما كانوا يرقّبون. وربما كان المجوس على علم بالنبؤة التي كان بلعام قد تنبأ بها - بإرغام من الله - لصالح الشعب المختار: " يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل … " (سفر العدد 24: 17). وكان الأسينيوّن يذهبون إلى تطبيق تلك الآية النبوية على زعيم فرقتهم؛ وذكر النجم يتردد في كثير من نصوصهم، ويومئ إلى ظهور شخص خارق.
وأمّا تاقيطس (وهو مؤرخ لاتيني شهير (55 -120) عرف بتشاؤمه وشخصيته البارزة، له " الحوليات " و " التواريخ " و " أخلاق الجرمانيين ")، فبالرغم من اعتزازه برومانيّته، فقد كتب في تاريخه: " لقد كان اليقين شائعاً، استناداً إلى بعض.النبوءات القديمة، من أن الشرق سوف يغلب، وأنه سوف يخرج، بعد قليل، من اليهودية، أولئك الذين يحكمون المسكَونة"



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:19 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...-Temple-03.jpg


ختان الطفل يسوع

(لوقا 2: 21)21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.
لمّا بلغ الولد ثمانية أيام - وهي المهلة القانونية - أجريت له، مراسيم الختان، بمقتضى العادة القديمة التي جرى عليها الأسلاف، منذ إبراهيم، والتي كانت في نظر إسرائيل، عربون العهد المقطوع مع الله. ختان يوحنا (معمدان الغد) كان قد احتُفل بها احتفالاً عائلياً، أشرق، في غضونه، مجد الله على زكريّا أبيه. ورأوا ختان يسوع، ابن هذين المسافرين، عابريْ السبيل، فقد جرت على أقصى ما تكون البساطة... وفي الوقت عينه، سميّ الطفل يسوع، على حسب ما تقدّم به الملاك
ولم تكن عملية الختان سوى واحدة من الفرائض الشرعية التي كان يُلزَمُ بها الوالدين عند ولادة كل صبيّ، ولاسيّما البكر. فإنّ الله كان قد أمر أيضاً أنْ: " كل ذَ كَرٍ بكر يكون مقدساً للرب " (خروج 13: 2، 13)، وذلك تذكاراً للنعمة التي أنعم اللّه بها عليهم، ليلة ضَرب أبكار المصريين، وعفى عن أبكار إسرائيل... وكان على الأهل أن يقضوا تلك الفريضة، قبل انقضاء الشهر الأول، فيفتدوا الصبيّ بتقدمة ما يعادل، خمسة شواقل.



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:20 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
تقديم يسوع للرب

(لوقا 2: 22-24)22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ،23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ.
كانت المراسيم الموسويةّ تقضي على المرأة، بعد وضعها، أن تشخص إلى الهيكل لتقوم بفريضة التطهير. فإنها كانت تحسب نجسة أربعين يوماً بعد الوضع، إذا كان الوليد ذكراً، وثمانين يوماً إذا كان أنثى. وكان عليها أيضاً أن تقرّب لله ذبيحة مماّ تسمح به حالتها: فإمّا حملاً حولياً، وإماّ زوجي حمام أو يمام (سفر اللاويين 12)
نتبين في كل من شخصية مريم ويوسف هذه الصفات التقوية التي نلحظها في انتباهها الشديد لدقائق كلمة الله سواء في أمر ختان الصبي القدوس أو في تطهير مريم، فقد كانت طاعتها لأوامر الناموس واضحة وصريحة (انظر لاويين 13). وكذلك في تقديم يسوع للرب "كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوساً للرب".وكان لا بد أن يمضي أربعون يوماً بعد ولادة الصبي.

magdy-f 25 - 07 - 2012 08:28 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://www.sg-aa.org/photo_gallery/images/Temple_c.jpg
سمعان الشيخ


(لوقا 2: 25-35)25 وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا الرَّجُلْ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. 26وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ. 27فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ، 28أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: 29«الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، 30لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، 31الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. 32نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». 33وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ. 34وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ، وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إِنَّ هَذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. 35وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ».
اسم "سمعان" يعني "المُستمع" أو "المُطيع" فيشير إلى المؤمنين الطائعين من اليهود الذين طال بهم الزمن مترقِّبين تحقيق النبوَّات، والتمتَّع بذاك الذي هو مشتهى الأمم. وإذ قادهم الروح القدس إلى الهيكل حملوا السيِّد بين أذرعتهم واشتهوا بصدق أن يخرجوا من العالم بعد ما استراحت قلوبهم من جهة خلاص الشعوب وإعلان مجد الله بين الأمم.
تتلخَّص قصَّة سمعان الشيخ كما وردت في التقليد الكنسي في أنه كان أحد الاثنين وسبعين شيخًا من اليهود الذي طلب منهم بطليموس إبن لاجيس الملقب بالغالب حوالي سنة 269 قبل الميلاد ترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانيّة، والتي سُمِّيت بالترجمة السبعينيّة.
وتتلخص تلك القصة فى أن الملك بطليموس كان مولعا مغرما بالعلوم ومولعا بجميع الكتب، بل إشترط أن كل من يدخل مصر مسافرا قادما من الخارج أن يحضر معه كتاب من بلدة يوضع فى مكتبة الإسكندرية، وقد جمع كتب تزيد على 200 ألف مجلد، وسلم إدارتها لرجل خبير فى المعارف والعلوم إسمة ديمتريوس الذى كان خبيراً وملما بالكتب اليهودية، وكان ديمتريوس قد أخبر الملك بطليموس بإحضار الكتب اليهودية ووضعها فى المكتبة، فوافقة الملك فى الحال على طلبة وأرسل هدايا وتحف إلى أليعازر رئيس الكهنة آنذاك وطلب منة أن يرسل له نسخة من أسفار التوراة والأنبياء والكتب التاريخية بصحبة علماء ماهرين ملمين باللغتين اليهودية واليونانية معاً من أجل ترجمتها. ولذلك إستدعى أليعازر رئيس الكهنة إثنين وسبعين عالما، من كل سبط ستة علماء يهود وسلمهم نسخة مذهبة هدية للملك بطليموس وأرسلهم إلى الإسكندرية، فأكرم الملك هذا الوفد وقبل منهم هدية رئيس الكهنة مسروراً ثم أعد غرفة لكل إثنين منهم ووضعهم فى جزيرة قرب الإسكندرية وطلب منهم ترجمة أسفار التوراة والأنبياء والكتب التاريخية من اللغة اليهودية إلى اللغة اليونانية، فشرعوا فى الترجمة وإستمروا فيها حتى أنجزوها. ثم أتوا بالترجمة إلى الملك وقرأوها أمامه وأمام جمهور من العلماء اليهود فشهدوا بصحتها، فسر الملك سروراً بليغا وأمر بنسخ عدة نسخ منها لمنفعة اليهود المصريين، ثم وضع الترجمة فى مكان يليق بكرامتها.
ويذكر التقليد والتاريخ ان سمعان الشيخ كان أحد الإثنين وسبعين عالماً، وكان من نصيبة ترجمة سفر أشعياء النبى.
وقيل أنه لما وصل إلى أية "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»" (أشعياء 7: 14)، أنه أراد حذف أداة التعريف (ألـ) من كلمة العذراء لتصبح عذراء أو إستبدال كلمة العذراء بكلمة فتاة وهى تعنى عذراء أو إمرأة تخوفاً من سخرية الملك من ذلك، فظهر له ملاك الرب وأكّد له أن يكتب ما يقرأ (العذراء) وأنه لن يرى الموت حتى يعاين مولود العذراء هذا. وقد تم ذلك وعاش هذا البار نحو 300 سنة حيث ولد السد المسيح. وكان قد كف بصره، وعند قدوم الطفل يسوع إلى الهيكل أتى بالروح إلى الهيكل وحمل الطفل يسوع على يديه وانفتح لسانه بالتسبيح، مشتهيًا أن ينطلق من هذا العالم بعد معاينته بالروح خلاص جميع الشعوب والأمم، ويقال أنه تنيح فى اليوم التالى مباشرة.
ويطلق البعض على سمعان الشيخ لقب «مراقب الصبح» ولعلهم يرونه بهذا المعنى الإنسان الذي يقول مرنم المزمور المائة والثلاثين: «انتظرتك يارب انتظرت نفسي وبكلامه رجوت. نفسي تنتظر الرب أكثر من المراقبين الصبح، أكثر من المراقبين الصبح، ليرج إسرائيل الرب لأن عند الرب الرحمة وعنده فدى كثير وهو يفدي إسرائيل من كل أثامه» (مز 130: 5-8).
بعد أن أنهى سمعان تسبحتة، تحول إلى العذراء وتحدث عن المسيح بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة لها، فقال: «ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم (الصليب)، وأنت أيضًا يجوز في نفسك سيف. لتعلن أفكار من قلوب كثيرة» (لو 2: 34 و35) ويتفق هذا القول مع ما جاء في إشعياء عن السيد: «قدسوا رب الجنوب فهو خوفكم وهو رهبتكم. ويكون مقدسًا وحجر صدمة وصخرة عثرة لبني إسرائيل وفخًا وشركاً لسكان أورشليم، يعثر بها كثيرون ويسقطوا فينكسرون ويعلقون فيلقطون صُرّ الشهادة اختم الشريعة بتلاميذي» (اش 8: 13-16) وهو عين ما قاله السيد للشعب: «فنظر إليهم وقال إذاً ما هو هذا المكتوب الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأس الزاوية، كل من يسقط على ذلك الحجر يترضض. ومن سقط هو عليه يسحقه» (لو 20: 17 و18). ولعل ما قاله الكسندر هوايت هنا، من أصدق وأدق ما يمكن أن يقال: «كان المسيح هكذا لإسرائيل، وما يزال إلى اليوم» هناك مدارس ومذاهب فكرية في تفسير الكتاب، وهناك مدارس ومذاهب فلسفية، وهي تذهب جميعًا إلى أن النبوة التي تنبأ بها سمعان ما تزال باقية إلى اليوم، إنهم ينهضون ويقومون ويسقطون على أساس قبولهم أو رفضهم لعمانوئيل، ولكن السؤال الذي يرفعه الكتاب أمامنا، ليس عن مدارس الفكر إو النظم اللاهوتية أو الفلسفية بل عن نفوسنا! هذا الذي ولد من مريم، وهو ابن الله، هل هو حجر صدمة!؟ أو هو حجر الأساس في صهيون بالنسبة لي!؟ أهو رافعي لخلاصي الأبدي، ولمجده الدائم، فوق جميع سقطاتي لأثبت في بره كمن يقف على صخرة!؟ قد يسقط سمعان وقد أسقط أنا، لكن السيد يرفعني بيده: «والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور، آمين (يهوذا 24 و25).
نجد فى علاقة العذراء مريم بابنها يسوع تحقيقاً لهذه النبوة "وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيف"، والكلمة المستخدمة هنا للدلالة على السيف، في أصلها اليوناني تعني السيف كبير الحجم مثل الذي كان جليات يستخدمه، السيف الحاد الطويل، المخيف. فكلمة «سيف» لا تعني ذلك النوع الصغير القصير من السيوف، بل ذلك النوع الحاد الطويل المرهف، وقد جاز في قلبها من يوم تبشير الملاك لها، حتى وقفت تحت الصليب في يوم الصلب العظيم!!
كانت هذه نبؤة عن مِقدار الألم التي سوف تجتازه العذراء، وقد جاز السيف أعماقها:
1- سيف اليتم بعد ان فقدت أبوها وامها وهى فى سن الثامنة من عمرها.
2- سيف بشارة الملاك لها بولادة المسيح وإخفاء سر الحبل الإلهى.
3- سيفمواجهه خطيبها يوسف بأمر الحمل الإلهى.
4- سيف العار: عندما أراد يوسف تخلِّيتها سراً رغم ما في ذلك من عدم تشهير بها وتقديراً لها، إلا أنه موقف بالضرورة تألمت لأجله.
5- سيف مواجهة مجتمعها وهي حبلى قبل أن يتم زفافها ليوسف كعادة اليهود.
6- سيف مطاردة هيرودس لإبنها.
7- سيف تغرَّبها عن بلادها وهروبها إلى أرض مصر.
8- سيف رفض اليهود رسالة إبنها لهم.
9- سيف محاولة قتلوطرح يسوع من أعلى الجبل (لوقا 4: 29)
10- سيف إتهام أقرباء يسوع له بأنه مختل (مرقس 3: 21)
11- سيف إتهام الفريسيون والكتبة وقادة الدينبأن يسوع يعمل المعجزات ويخرج الشياطين بقوة بعلزبول رئيس الشياطين.
12- سيف الصليب: وهو قمة الألم سيف رؤية إبنها مصلوباً ومعلقاً على خشبه الصليب أمام عينها، وهي واقفة تنتحب باكية لا تستطيع أن تعمل شيئاً من أجله. وقد ورد فى قطع الساعة التاسعة بالأجبية: "عندما نظرت الوالدة الحمل والراعي مخلص العالم على الصليب معلقا قالت وهي باكية: أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل، يا ابني والهي".
13- يقدَّم لنا القدِّيس أمبروسيوس مفهومًا آخر للسيف الذي يجوز في نفس القدِّيسة مريم، ألا وهو "كلمة الله" التي يليق بنا أن نتقبَّلها في أعماقنا كسيفٍ ذي حدين (عبرانيين 4: 12)، تفصل الشرّ عن الخير الذي يقوم... [لم يذكر الكتاب ولا التاريخ أن مريم استشهدت، غير أن السيف المادي لا يجوز في الروح بل في الجسد، إنما كلمة الله قويّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدِّين، وخارقة إلى النفس والروح (عبرانيين 4: 12)
فكم كان رهيباً ذاك السيف الذي أجتاز في نفسك يا والدة الإلة مريم العذراء الدائمة البتولية وأنتِ الممتلئة نعمة، والمباركة وسط نساء العالمين.
تذكار نياحة القديس سمعان الشيخ (8 أمشير)



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:31 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
https://encrypted-tbn0.google.com/im...kGTjYz8c5RTdaQ


حنة بنت فنوئيل
(لوقا 2: 36-38)36وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقّدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. 37وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ، عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطِلْبَاتٍ لَيْلاً وَنَهَاراً. 38فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ.
كانت حنة بنت فنوئيل النبية امرأة طاعنة في السنّ، فيها روح النبوّة أيضاً وكانت منتظرة فداء أورشليم، وقد أقبلت في تلك الساعة تدعّم أقوال سمعان الشيخ. ويقال عنها أنها حينما كانت ترى مريم العذراء فى الهيكل تقول عنها: منها يخرج مشتهى الأجيال.



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:32 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
العودة إلى الجليل
(لوقا 2: 39-40)39وَلَمَّا أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ، رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ. 40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئاً حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
بعد أن أتمت مريم العذراء شريعة التطهير، رجعت ومعها يوسف النجار والطفل يسوع إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة، وكان الصبى ينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة اللة علية.

magdy-f 25 - 07 - 2012 08:33 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
https://st-takla.org/Pix/People-Celeb...-the-Great.jpg

سخط هيرودس
(متى 2: 1-18) 1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ،إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ.4فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟»5فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هَكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».7حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ.8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي،لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً. 11وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَباً وَلُبَاناً وَمُرّاً. 12ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيقٍ أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ... 16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقائِلِ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».

هيرودس الكبير (بعد وفاته قسمت المملكة كالتالي على أبنائه)


أنتيباس
الجليل
رفض قيصر تسميته ملكاً وسُمِّىَ رئيس ربع



أرخيلاوس
أدوم– اليهودية - السامرة


أعطى لقب ملك ولكن قيصر رفض إعطائه هذا اللقب، وكان شريراً جداً وأسقطه قيصر بعد 9 سنوات وضم ملكه للوالي الروماني مباشرة



فيلبس
قيصرية
سُمِّىَ رئيس ربع



ملك هيرودس الكبير على كل اليهودية سنة 37ق.م. ودخل القدس بمعونة الرومان. وكانت أمه وأبيه أدوميين. وكان الأدوميون قد رضخوا بالقوة للمذهب اليهودي سنة 125ق.م. فلم يكن هيرودس يهودي الأصل. وقد تزوج هيرودوس عشر نساء وكان له أبناء كثيرين. واشتد التنافس فيما بينهم على وراثة العرش. وكان القصر مسرح عشرات المؤامرات والفتن. واشتركت زوجات الملك وأقاربهن في تلك المؤامرات. هذا عدا المؤامرات التي كان يحيكها هيرودس ضد أعدائه من اليهود والرومان فقد كان هيرودس الكبير قاسي القلب، عديم الشفقة يسعى وراء مصلحته مهما كانت الخسائر واشتهر بكثرة
الحيل ولم ينتبه إلى صراخ المظلومين. وقتل عدة زوجات وأبناء وأقارب خوفاً من مؤامراتهم. ولكنه بني أماكن كثيرة أشهرها مدينة قيصرية وسماها هكذا تكريماً لأوغسطس قيصر، ورمم مدينة السامرة بعد ان تهدمت وأسماها سباسطيا (سيباستوس هو الاسم اليوناني لاسم أغسطس اللاتيني) أي مدينة أغسطس. وبدأ في ترميم الهيكل في القدس. ومن وحشيته أنه قتل ابنيه الإسكندر وأرسطوبولس، وقبل موته بخمسة أيام قتل ابنه انتيباتر وفيما هو يسلم أنفاسه الأخيرة أمر بقتل جميع عظماء أورشليم حتى يعم الحزن المدينة ولا يجد الملك الجديد مجالاً للبهجة، لكنه مات قبل أن تتحقق أمنيته الأخيرة. وهو الذي أمر بقتل أطفال بيت لحم حتى لا ينافسه مولود بيت لحم الملك. فقد ولد المسيح في أواخر أيام هذا الطاغية. ولقد مات هيرودس الكبير بعد قتل أطفال بيت لحم بثلاثة شهور بعد أن اشتدت شراهته في الفترة الأخيرة لأكل اللحم وأصيب بداء النقرس والاستسقاء، وتصاعدت منه رائحة كريهة جداً حتى لم يقدر أحد أن يقترب إليه. وبعد موته اقتسم أبناءه مملكته حسب ما سبق.
وعند سماع هيرودس أمر المولود ملك اليهود اضطرب وخشى أن ترجع المملكة إلى يهودي وتضيع منه، فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب، وسألهم: "أين يولد المسيح؟، وهنا نجد أن رؤساء الكهنة والكتبة يرشدون المجوس للخبز الحي، أما هم فلا يقتربون إليه، لعلهم صاروا كالعاملين في بناء فلك نوح الذين هيأوا فلك الخلاص ولكنهم لم يدخلوه. لقد تمتع الغرباء بسر الحياة وحُرم الرؤساء منه، وقالوا له: "في بيت لحم اليهودية. لأنه هكذا مكتوب بالنبي: وأنت يا بيت لحم، أرض يهوذا، لست الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبريرعى شعبي إسرائيل، وباقي النبوة أن مخارجه منذ الأزل، وهم كتموها نفاقاً لهيرودس (ميخا2: 5) لكن واضح معرفتهم بالنبوة بل بحسب نبوة دانيال فهم كانوا يعرفون سنة ميلاده (دا 9) فسمعان وحنة كانا ينتظرانه (لو2)
حينئذ دعا هيرودس المجوس سراً، وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. ثم أرسلهم إلى بيت لحم، وقال: "أذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي. ومتى وجدتموه فأخبروني، لكي آتي أنا أيضاً وأسجد له، فقد أخفى هيرودس اضطرابه بمظاهر الخداع، فلما سمعوا من الملك ذهبوا. وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق، حيث كان الصبي، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً، وأتوا إلى البيت، ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا: ذهباً ولباباً ومراً، ثم إذ أوحى إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس أنصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم، والله بهذا أنقذ المسيح وأنقذ المجوس من بطش هيرودس، إذ هو من المؤكد كان سيقتلهم لأنهم اعترفوا بالمسيح ملكاً. وانصراف المجوس دون أن يلتقوا بهيرودس. وحينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جداً. فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها، من ابن سنتين فما دون، بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس، وهنا نرى وحشية هيرودس، فمن قتل أولاده وزوجاته وأقربائه من المؤكد أنه يفعل هذا فهو قتل أولاده وزوجاته لنفس السبب الذي قتل أطفال بيت لحم بسببه ألا وهو خوفه وحرصه على عرشه. حينئذ تم ما قبل بأرميا النبي القائل: "صوت سمع في الرامة، نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى، لأنهم ليسوا بموجودين.
ومن هؤلاء الأطفال أيضا يوحنا المعمدان، أنه لما كان ابن سنتين واتفق مجيء المجوس وقتل هيرودس الأطفال وشي بعضهم لهيرودس عن هذا الطفل ابن زكريا الكاهن لعله يكون هو المقصود بملك اليهود، فطلبه الجند ليقتلوه لكن زكريا حمله وأتي به إلى الهيكل وقال للجند: "من هذا المكان تسلمته" فخطفه الملاك وأتي به إلى بريه الزيفانا.فاغتاظ الجند وقتلوا أباه زكريا. ولهذا السبب قال الرب لليهود "يأتي عليكم كل دم زكي سفك علي الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن براخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح" (متى 23: 25).



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:36 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://upload.konozalsamaa.com/uploads/13262893331.jpg
قتل أطفال بيت لحم
(متى 2: 16-18) 16 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقائِلِ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».
لما ولد السيد المسيح أتى المجوس ليسجدوا له، فاضطرب هيرودس وخاف على مملكته، ولهذا أمر بقتل أطفال بيت لحم من ابن سنتين فما دون.. ليقتل السيد المسيح بينهم. وقيل أنه وقت قتل الأطفال ظن هيرودس أن يوحنا هو المسيح، فأرسل يطلبه من أبيه زكريا. فقال "لست أدرى أين الولد"، فهددوه بالقتل فلم يكترث به، فأمر الجند فقتلوه. ويقال أيضا ان هيرودس لما طلب يوحنا ليقتله، هرب به زكريا إلى الهيكل ووضعه فوق المذبح، ولما لحقوا به. قال للجند "من هنا قبلته من الرب" وعندئذ خطفه الملاك إلى برية الزيفانا، وإذ لم يجدوا الطفل قتلوا زكريا بين الهيكل والمذبح (متى 23: 35).
ففى السنة الثانية لميلاد المسيح، قتل أطفال بيت لحم الشهداء وذلك ان هيرودس لما رأي هيرودس ان المجوس قد سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس وقد أراد هيرودس بذلك ان يقتل الطفل يسوع في جملتهم.
وقيل ان هيرودس احتال لتحقيق غايته الأثيمة بان أرسل إلى تلك البلاد قائلا لهم بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون. فجمعوا مئة وأربعة وأربعين آلف من الأطفال (144000) علي أيدي أمهاتهم وقد ظن ان يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائدا ومعه آلف من الجنود فذبحوا هؤلاء الأطفال علي أحد الجبال في يوم واحد.
وقد قال القديس يوحنا الإنجيلي: انه رأي نفوس هؤلاء الأطفال وهم يصرخون قائلين حتى متي أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين علي الأرض. فأعطوا كل واحدا ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم " وقال ان التسبحة التي يسبح بها الأربعة الحيوانات والشيوخ لا يعرفها إلا المئة والأربعة والأربعون آلفا هؤلاء الأبكار الذين لم يتنجسوا من النساء لأنهم أطهار وهم مع الرب كل حين يمسح كل دمعة من عيونهم فطوبي لهم وطربي للبطون التي حملتهم.
تذكار إستشهاد أطفال بيت لحم (3 طوبة).


magdy-f 25 - 07 - 2012 08:39 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://rock2up.co.cc/images/58352673716419276782.jpg

هروب العائلة المقدسة إلى مصر
(متى 2: 1-18)13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقائِلِ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».
هوذا الرب راكب على سحابة خفيفة وقادم الى مصر. فترتجف اوثان مصر من وجهه (اشعياء 19: 1)
من هى السحابة الخفيفة الا مريم العذراء , انت هى السحابة الخفيفة - ثيئوطوكية الاربعاء - القطعة الثالثة
ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم قائلا: " قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لان هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه" فأتي السيد المسيح له المجد مع يوسف ووالدته العذراء وسالومي
وجاء فى ميمر البابا ثاؤفيلس ال23 مخطوط رقم 9-14 بدير المحرق الآتى:
أن يوسف أطاع صوت الملاك, وهيأ يوسف ومريم العدراء نفسيهما للهروب والرحيل ومعهما الطفل يسوع وبسرعة غادرت القافلة الصغيرة بيت لحم فى جنح الظلام فى النصف الثان من نفس الليلة التى ظهر له فيها الملاك , رافقت الركب الصغير سالومة القابلة العجوز التى حينما عاينت معجزة ميلاد المخلص, عاهدت نفسها الا تفارق القديسة العذراء مريم طيلة حياتها.. وقيل انها كانت خالة أم النور... وهى ام يوحنا ويعقوب ابنى زبدى الصياد.
كانت هناك ثلاث طرق يمكن ان يسلكها المسافر من فلسطين الى مصر معروفة للرحالة فى ذلك الوقت ولكن العائلة المقدسة لم تسلك اى من الطرق الثلاثة المعروفة فى ذلك الزمان اذ كان من الطبيعى الا تلجأ القافلة لطريق مطروق بل بعيدا عن عيون هيرودس وجنوده , فسارت مسافة 18 كيلو متر من بيت لحم حتى وصلت الى بلدة تسمى فارس... ومن هناك ارادوا مواصلة الرحيل بعد ان سمعوا بالمذبحة البشعة التى قتل هيرودس اطفال بيت لحم وعددهم 144000.
ولكن كانت ابواب هده المدينة مغلقة والحراس واقفون فالتمس القديس يوسف منهم الاذن بالخروج ولكن الحراس اعتذروا لعدم وجود مفاتيح معهم وطلبوا منهم الانتظار الى الصباح لحين حضور الرئيس المسئول عن الابواب... ولما انتصف الليل واشتدت البرودة دخلوا الحراس الى غرفهم يلتمسون الدفء وبقيت العائلة المقدسة بجانب الابواب فوضعت العذراء يدى الرب يسوع على الاقفال فأنفتحت فى الحال وخرجوا من المدينة وعادت الابواب كما كانت... فتنبه الحراس لما حدث وحاولوا فتح الاقفال فلم يفلحوا , فتيقنوا ان هذا الطفل ليس طفلا عاديا.. ثم اسرعت العائلة المقدسة بالسير حتى بلدة الجليل وهى تبعد 37 كم من بيت لحم.. ثم الى بئر سبع وهناك ارادت العائلة المقدسة ان تستريح قليلا فلجأت الى الكهف , وبينما هم مزمعين الدخول فيه اذ اسد ولبوءة قد اندفعا من الداخل يريدان الفتك بهم الا ان الرب يسوع نظر الى الوحشين نظرة امرة واذا بالوحشين قد ابتعدا قليلا عن مدخل الكهف واظهر علامة خضوعهما ووقفا للحراسة على باب الكهف وقد انبع الله عين ماء فشربوا منها ونحو المساء انصرفوا من المكان وقد ودعتهم الوحوش بخضوع ورؤس منحية.
سارت العائلة المقدسة 83 كم اخرى حتى وصلوا الى بلدة عوجه الخفير.... وبعد ان تركوا تلك البلدة سطا عليهم اثنان من اللصوص قطاع الطرق وطلبا منهم ان يقدموا ما لديهم من مال ومتاع وبعد ان استولى احد اللصين على مامعهما اعادها زميله اليهم مرة اخرى وذلك لانه رأى وجه الطفل يسوع يشع من النور فأدرك ان هذا الطفل ليس طفلا عاديا وانما طفلا يختلف عن كل الاطفال الذين رأهم من قبل وبحق انه طفلا الهيا فرق له قلبه واشفق عليه والاكثر من ذلك انه احتل قلبه مكانة كبيرة فأصر على مرافقتهم حتى اخرجهم من غابات واحراش المناطق الخطرة... وفى الطريق تطلع اللص الى الطفل فرأى العرق يتصبب من جيبينه بينما تحيط به هالة من النور الفائق فأخرج منديلا ومسح به وجه الطفل يسوع واذ بالعرق يتزايد وبدأ اللص يعصر المنديل فى زجاجة صغيرة اخرجها من جيبه ربما تكون زجاجة الخمر الذى كان يحتسيه فكانت رائحة العرق افضل من رائحة الطيب واشد نفادا من رائحة المسك ويقال ان اللص باع هذا العرق الى احد تجار العطور بالمدينة على اعتبار انه عطر وحفظه ذلك التاجر الى ان شاءت ارادة الله ان تشتريه المراة التى سكبته على رأس المسيح قبل الامه وصلبه بيومين.
وكان مرورهم أولا بضيعة تسمي بسطة وهناك شربوا من عين ماء فصار ماؤها شافيا لكل مرض ومن هناك ذهبوا إلى منية سمنود وعبروا النهر إلى الجهة الغربية. وقد حدث في تلك الجهة أن وضع السيد المسيح قدمه علي حجر فظهر فيه أثر قدمه فسمي المكان الذي فيه الحجر بالقبطي " بيخا ايسوس " أي (كعب يسوع) ومن هناك اجتازوا غربا مقابل وادي النطرون فباركته السيدة لعلمها بما سيقام فيه متن الأديرة المسيحية ثم انتهوا إلى الأشمونين وأقاموا هناك أياما قليلة ز ثم قصدوا جبل قسقام. وفي المكان الذي حلوا فيه من هذا الجبل شيد دير السيدة العذراء وهو المعروف بدير المحرق، ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم أيضا قائلا " قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل. لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي" فعادوا إلى مصر ونزلوا في المغارة التي هي اليوم بكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة ثم اجتازوا المطرية واغتسلوا هناك من عين ماء فصارت مباركة ومقدسة من تلك الساعة. ونمت بقربها شجرة بلسم وهي التي من دهنها يصنع الميرون المقدس لتكريس الكنائس وأوانيها. ومن هناك سارت العائلة المقدسة إلى المحمة (مسطرد) ثم إلى أرض إسرائيل.
ولقد روت الأناجيل المنحولة عن رحلة المسيح فى مصر بعض الأساطير منها:
1- كانت العذراء مريم عند جذع نخلة تشتهي من رطبها. ولما كان الرْطب فوق متناول يدها، تقدم الطفل يسوع إلى النخلة وأمرها بالانحناء، ووعدهاَ جزاء لطاعتها، أنّ ملاكاً سوف ينقل غضناً من أغصانها إلى الجنة (ونجد صدى لهذه الأسطورة في القرآن فى سورة مريم 19: 16 - 34)
2- كان اثنين من قطّاع الطرق أخذتهما الشفقة بالمسافرين الفقيرين، فراحا يزوّدانهما بالقوت. وكان ذلك اللصين هو اللّص اليمين الذي وعده المسيح وهو على الصليب بدخول الجنة.
3- سقوط أصنام الثلاث مائة والخمسة والستين إلهاً هوت إلى الأرض، فور دخول يسوع هيكل هيليوبولس، وأن أفروديرسيسُ الوالي، وقائد الموقع مع جنوده، اهتدوا إلى المسيحية في إثر تلك المعجزة.
تذكار مجىء العائلة المقدسة الى مصر (24 بشنس)

magdy-f 25 - 07 - 2012 08:46 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 

رجوع العائلة المقدسة إلى فلسطين
العودة إلى الناصرة(متى 2: 19-23)
19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ،لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».
توفي هيرودس الكبير في آذار أو نيسان سنة 75 من تأسيس روما. وخلفه أرخيلاوس. ورجعت الأسرة المقدسة إلى ناصرة الجليل حسب رواية لوقا ومّتى - بعد مقامها في مصر. ويضيف القديس متى: لكي يتم ما قيل بالأنبياء، أنه سيدعى ناصرياً " (متى 2: 23).


magdy-f 25 - 07 - 2012 08:47 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
مدينة الناصرة
كانت الفتاة الصغيرة العذراء مريم، تعيش في مدينة تدعى الناصرة، وهي مدينة في الجليل، لم تكن ذات أهمية، وقد كانت بلدة محتقرة، وأقل ما يقال عنها أنها بلدة شريرة ومدينة آثمة لا يمكن أن يأتي منها شيئاً صالحاً، وهذا ما قاله نثنائيل حين عَرَف أن يسوع من الناصرة فقال "أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح" (يوحنا 1: 46).
في هذا الوسط عاشت العذراء مريم، لكنها كانت كالنور الذي يشع وسط الظلام، كانت فتاة طاهرة، نقية الأخلاق، تحيا حياة القداسة، حسب دعوة الله "وتكونون لي قديسين لأني قُدُّوس أنا الرب، وقد مَيَّزتُكُم من الشعوب لتكونوا لي" (لاويين 20: 26). كانت في علاقة حيه، وصحيحة مع الله.


magdy-f 25 - 07 - 2012 08:51 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
https://st-takla.org/Pix/Saints/Copti...f-Jesus-20.jpg



يسوع فى عمر الثانية عشرة
يسوع في الهيكل(لوقا 2: 41-52)
41وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. 44وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ، ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. 45وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. 46وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ، جَالِساً فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. 47وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. 48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» 49فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». 50فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا. 51ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعاً لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. 52وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.
انقضت 12 سنة ولم يذكر طيلة هذه الفترة غير شيئين أولهما: "وكان الصبي وينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه". والأمر الثاني: "وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح"
لقد كان مفروضا على كل ذكر، حسب ناموس الله، أن يذهب إلى أورشليم ثلاث مرات في العام للاحتفال بالأعياد الكبرى (تث 16: 16). فكان الاحتفال بعيد الفصح في الربيع، يليه مباشرة عيد الفطير الذي يستمر لمدة سبعة أيام متصلة. والفصح تذكار لليلة خروج بني إسرائيل من أرض مصر حينما ضرب ملاك الرب كل أبكار المصريين، وعبر بيوت بني إسرائيل (انظر خر 12: 21-36). فالفصح أهم الأعياد السنوية الثلاثة.
لقد كان المسيح إذن، في الثانيةَ عشرة من عمره، على وشك أن يصبح " ابناً للشريعة "! ماذا؟ أإبن الشريعة؟ أم هو - أكثر من ذلك - سيّد تلك الشريعة التي جاء ليتمّمها، على حدّ ما سوف يصرّح به؟... ذلك ما تكشف عنه حادثة الهيكل. (لوقا 2: 41 - 5.)
كان يوسف ومريم -وهما من تقية اليهود- يحجّان كل سنة إلى أورشليم، في عيد الفصح. ألعلّها كانت المرّة الأولى، يصطحبان فيها الولد؟.. لقد كانت الأصوات قد ارتفعت، طوال الطريق، بأناشيد الحجّاج تلك الأناشيد المعروفة بمزامير "المراقي"، والتي كان الأسلاف قد وقعها بإيقاع خطى السير: " أرفع عينيّ إلى الجبال. من حيث يأتي عوني؟... معونتي من عند الرب صانع السماوات والأرض " (مزمور 21 ا) ؛ " تقف أرجلنا على أبوابك يا أورشليم. أورشليم المبنية كمدينة متصلة كلها حيث صعدت الأسباط، أسباط الرب شهادة لإسرائيل. ليحمدوا الرب " (مزمور 122)
وبعد أن أكلوا الحمل، ومن حوله المرق المُصلح بأعشاب مرّة، وتناولوا خبز الفطير، وشربوا الخمر بحسب المراسيم المبيّنة فيَ الشريعة، وانطلقت من صدورهم " التهاليل " الأخيرة، قفلوا راجعين إلى بيوتهم. ففي مساء المرحلة الأولى، افتقد يوسف ومريم الصبيّ، بين الأقارب والمعارف. وكان قد غاب عن أبصارهم سحابة النهار كلّه، فظنوا أنه قد انضمّ إلى بعض الرفقة من الحجيج. وإذ لم يجداه ارتدّا إلى أورشليم يطلبانه متخوّفين. وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل. وكانت عادة الفقهاء أن يجلسوا للتعليم تحت أروقة الهيكل، في وسط حلقات تلاميذهم. وكان بعض الفتيان ينضمّون إلى تلك الحلقات، ويرخّص لهم أحياناً بطرح الأسئلة. وقد روى إفلافيوُس يوسيفوس أنه كان - وهو غلام - ينضم إلى تلك المساجلات الفكرية. ولما لم يكن التواضع من مناقبه الراسخة، فقد أضاف " أن رؤساء الكهنة وعلية القوم كانوا يقصدونه للاستفسار عن شؤون الدين "
لقد كان يسوع إذن، في الهيكل، وسط علماء إسرائيل وحكمائهم. ويقول لوقا، من غير تكلف: " وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته " (لوقا 2: 47). فلمّا رأته أمّهُ بهتت، فسألته على سبيل المؤاخذة اللطيفة: " يا بني لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين. فقال لهما: لماذا كنتما تطلبانني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي؟" (لوقا 2: 48 - 49).
بيد أن هذه الحادثة الوحيدة على قيمتها وبُعْد دلالتها لم تكن لترضي فضول الجماهير، ولذلك فقد استرسلت الأناجيل المنحولة - ولاسيما إنجيل الطفولة وإنجيل توما في ذكر نوادر تلك الحقبة الغامضة من حياة المسيح. ومن تلك النوادر ما هو ذائع وظريف. فهي تروي عن يسوع - مثلاً - أنه كان يلهو مع أترابه في صنع طيور من طين، ينفخ فيها فتطير!... (وهنا نجد ذلك في القرآن بسورة آل عمران 3: 49، المائدة 5: 11.) وإذ كان يوماً عند مدخل غار مع رفقة له، برزت له أفعيان هائلتان، فأمرهما أن تذهبا وتطأطئ رأسيهما عند أقدام أمّه!... جميع تلك الأساطير ليس لها من جدوى سوى أنها أوحت إلى فنّاني العصور الوسطى، في جميع الديار المسيحية"، كثيراً من رسومهم ونقوشهم... ولكنها، من ذاتها لا تجدينا أي نفع في معرفة الطفل الإلهي.



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:54 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 


نياحة يوسف النجار
إستحق القديس البار الشيخ يوسف النجار أن يدعي أبا للمسيح بالجسد. هذا الذي شهد عنه الإنجيل أنه كان صديقا وقد اختاره الله ليكون خطيبا لكلية الطهر سيدتنا مريم العذراء. فلما أكمل سعيه وجهاده وتعبه مع السيد والسيدة بمجيئه بهما من بيت لحم إلى أرض مصر وما قاساه من اليهود، ولما حضر الوقت الذي ينتقل فيه من هذا العالم إلى عالم الإحياء حضر السيد المسيح نياحته ووضع يده علي عينيه وبسط يديه واسلم الروح ودفن في قبر أبيه يعقوب وكانت جملة حياته 111 سنة.
وكانت نياحته في السنة السادسة عشرة لميلاد السيد المسيح.
كما أن هناك تقليد قديم جدّاً يذهب إلى أن يسوع كان له من العمر تسع عشر سنة يوم توفي يوسف.
ولا شك أن ما يشعر به قارئ الإنجيل أن العذراء امرأةُ قد فقدت زوجها. ولنا أن نتصوّرها في الناصرة بثوب الأرامل فى غرفة الأرامل وهى الغرفة المشتركة في المحل الأوّل الذي يرخّص فيه التلمود للأرامل من ربّات البيوت.
تذكار نياحة القديس يوسف النجار (26 أبيب).



magdy-f 25 - 07 - 2012 08:55 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 

يسوع قبل الثلاثين
كان الرب يسوع يعمل نجارا حتى بلغ سن الثلاثين. وأغلب الظن أن يوسف لقنّ يسوع مهنة النجارة التي ارتزق بها في غضون حياته المتسترة. فقد كان على كل فرد من أفراد الأمّة اليهودية أن يتقن مهنة يدوية، حتى ولو كان من المنصرفين إلى علم الشريعة: فرابيّ هلّيل كان شقّاق حطب، ورابي شمعي نجارا. فيسوع قد سعى إلى قوته بعرق جبينه، عملاً بالسُنّة التي فرضت على آدم.
وجاء في أحد التعاليم الربينية: " من لم يلقنّ ابنه مهنة، جعله لصاً!". وسوف يقول بولس، فيما بعد: " من لا يعمل لا يأكل ". وأما مهنة النجارة فقد كانت تشتمل في الواقع، جميع صناعات الخشب: من سحج عمدان السقوف، إلى صناعة الأنيار (جمع نير) والمهاميز، وإلى تجهيز الأسرة إلأصونة والمقاعد والمعاجين... وقد لاحظ بابيني (كاتب إيطالي معاصر، وضع " سيرة المسيح " بعد اهتدائه إلى الإيمان)، مصيباً، أن الفلاحّ والحدّاد والبناء والنجّار همٍ، بحرَفهم اليدوية، أكثر العمال اندماجاً في حياة البشر، وأعمقهم نزاهة وتديناً"
انقضت أعوام، ولا شك، كثيرة.. فيسوع لم يخرج من عزلته إلا بعد الثلاثين من عمره. وأما تلك الأعوام فلا نعرف عنها شيئاً سوى أن المسيح كان، في أثنائها، " يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس " (لوقا 2 ك 52). وإن الأحداث التي نعرفها من غير ذلك لها أي اتصال بالبيئة التي نشأ فيها الطفل الإلهي
كان يسوع قد ناهز العشرين من عمره عندما توفي أوغسطس قيصر (14م) وهو في السادسة والسبعين من عمره؛ وخلفه على العرش طيباريوس بن ليفا دعيه وحظية. فكيف يكون أوغسطس قد نصب بعد وفاته إلهاً فما كان ذلك في نظر كل يهودي ورع سوى برهان جديد على وثنية الشعب الروماني. وأن يكون الإمبراطور الجديد قد أطلق يد صفيه "سيجان" في رقاب بطانته فما كان ذلك سوى دليل على بربريتهم. ولم يكن الشعب اليهودي ليهتمّ إلاّ للأحداث التي كان لها بديارهم المقدّسة علاقة مباشرة. ففي السنة 6م وهي السنة التي جرت فيها حادثة يسوع في الهيكل، خلع "أغسطس أرخيلاوس بن هيرودس، عاهل اليهودية، عن عرشه، ونفاه، بسبب ما تفاقم من أخطائه ؛ وتولى من بعده على اليهودية ولاة رومانيون... وكان يسوع قد بلغ -ولاشك - الحادية والثلاثين من عمره، وعلى همة الشروع في رسالته العلنية، عندما وصل إلى اليهودية، في السنة 26م، وَال روماني اسمه بنتيس بيلاطس، ذاك الذي كان على المسيح أن يتواجه وإياه يوماً في ساعة عصيبة.
أمّا بلاد الجليل فكانت إقطاعية هيرودس أنتيباس، أحد أبناء هيرودس الكبير- فكانت تنظر بعين التحفظ والحذر إلى ذاك المُليكْ الذي هبّ يتخلّق بأخلاق الرومان، ويهدر الأموال الطائلة، على ضفاف البحيرة، في بناء عاصمة باذخة مترفة، دعاها طبرية، توددا إلى طيباريوس، سيّد العرش المقتدر. وعندما شاع في الناس، سنة 28م، أنه طلق امرأته الشرعية، وتزوج بامرأة أخيه هيروديّا، سرت في الشعب المؤمن موجة من السخط، وراحوا يرددون، همساً، اللعنات التي أنزلها الله بالزناة، قي جبل سيناء
لقد عاش يسوع عيشة الفقراء. ولاشك أنه سكن بيتا متواضعاً جدّاً شبيهاً بذاك الذي حضر فيه الملاك إلى مريم، والذي أوى إليه يوسف مع أسرته. وأما طعامه فكان من طعام الشعب الجليلي، قوامه خبز الحنطة أو الشعير، واللبن الرائب، والخضار، والفواكه، واللحم في بعض الأحوال النادرة، وكثيراً من الأحيان " ذاك السمك المقلي الذي يخصب جسم الإنسان "، على حدّ ما جاء في كلام الرابيين. ويتبّين من مطالعة الأمثال الإنجيلية، أن يسوع لم يخالط قط الأغنياء وعظماء الأرض. فهو يتكلّم عن البذخ والترف بما نجده عند الفقراء من نزعة إلى التبسيط. وعندما يأتي، في معرض أمثاله، على ذكر الدرهم المفقود، فًلا شك أنه يتذكّر والدته، والسراج في يدها، تبحث في بيتها الفقير، عن قطعة النقود المفقودة، وتطفح بشراً إذا عثرت عليها. حياة فطرية رائعة يجب ألاّ تغيب عن الأذهان صورتها، عندما يتجلى لنا المسيح، في سناء مجده، والجماهير زاحفة في إثره..
فمن تلك البيئة الاجتماعية، بيئة الفقراء.والصيّادين، والكرّامين، والفلاحين، وذوي المهن اليدوية، استمدّ يسوع تلك الدربة التي يصادفها كلّ منا في مشاركاته مع الناس. وكان الجليليون من الأقوام الطيّبين، أقلّ تشبّثاً بالشكليّات من يهود اليهودية، قلوباً صافية، وإن على شيء من الخشونة. وسوف يستعين يسوع بلغتهم وعاداتهم وبكثير من تعابيرهم التصويرية. ولسوف تبقى، سحابة حياته كلها، واحداً من أبناء الشعب له من سجايا النبل الفطري، ما يجعله توّاً في مستوى جميع الناس
إن جميع بقعة الجليل تكسوها من الخصب والرُواء ما يتعارض ومشهد الجفاء في أرض اليهودية. فالآكام فيها لينة، والأرض مريعة، تحجب الجثاء الصخري. والمطر فيها (6 سنتمتراً) أغزر منه في أورشليم، وفي وادي الأردن خصوصاً. لقد كانت أرض الجليل، إذن، في حياة المسيح، مهبط البشرْ والفرح. فيها درجت طفولته، وانضوت حياته المتسترة الدائبة، واَنطلقت، فيما بعد، تباشير نجاحه الرسولي. وإنه لمن الأهمية بمكان أن يكون كتاب الطبيعة قد رافق أعوام نشأته بتلك الهمسات الودية التي سوف يبقى ذكرها عالقاً في كل صفحة من صفحات الإنجيل.
من تلك الأرض انطلق المسيح، ذات يوم من شتاء سنة 27م، وشخص إلى مخاضة " بيت عَبرا "، حيث كان ينتظره مع المعمدان، اعتلان مصيره.


magdy-f 25 - 07 - 2012 09:00 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
https://4.bp.blogspot.com/-eJUsKin4uC...ng+at+Cana.jpg


مريم العذراء فى عرس قانا الجليل
(يوحنا 2: 1-11)1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ.2وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ.3 وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ».4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ».6 وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثلاَثَةً.7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلأَوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأَوهَا إِلَى فَوْقُ.8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا.9 فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ10وَقَالَ لَهُ: « كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!». 11 هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ
تمضي السنون قبلما نجد مريم مرة أخرى في سجل الوحي. رأيناها آخر مرة في أورشليم عندما كان يسوع عمره 12 سنة وقد صعدت مع رجلها إلى هناك لتحفظ عيد الفصح ثم رجعت إلى الناصرة. ولا يرد شيئاً عن يسوع أو عن أمه لمدة لا تقل عن ثمانية عشر عاماً. وطوال هذه الفترة التي كان فيها يسوع مختفياً كانت هي كذلك مختفية. كذلك في الإنجيل ففي اللحظة التي بدأ فيها يسوع ظهوره لإسرائيل نجد مريم مرة أخرى تأتي في المشهد. ولكن لكي نفهم الأمر فهماً صحيحاً وما تبع ذلك فتجب ملاحظة أن سيرتها الشخصية تتوقف. وعندما نراها بعد ذلك أو يرد ذكرها فإما بغرض رمزي أو لتعلم درساً ثميناً في ارتباطها مع ربنا.
ويقال لنا أنه في اليوم الثالثكان عرس في قانا الجليل. وكانت أم يسوع هناكودعي أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العرس. وإذا تناولنا هذا المشهد بشكل رمزي والجملة التي تتكلم عن العرس أنه كان في اليوم الثالث إنما تشير بوضوح إلى ذلك المعنى النبوي، فاليوم الثالث يتكلم عن زمان البركة (وكذلك الدينونة إذا أضفنا إليها حادثة تطهير الهيكل) والتي جاءت بعد اليومين للشهادة وهما ليوحنا المعمدان وليسوع نفسه والتي تعني غالباً القيامة.
وإذ أكمل يسوع إرساليته في قانا الجليل انحدر إلى كفرناحوم هو وأمه وإخوته وتلاميذه وأقاموا هناك أياماً ليست كثيرة.



magdy-f 25 - 07 - 2012 09:01 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
يسوع فى عمر الثلاثين
(لوقا 3: 23) وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي
كان الرب يسوع يعمل نجارا حتى بلغ سن الثلاثين. وانتظر يسوع توقيت الآب السماوي لحياته وخدمته على الأرض. وكان الكاهن يبدأ خدمته في سن الثلاثين (عدد 4: 3). وكان يوسف في الثلاثين من عمره حينما بدأ في خدمة ملك مصر (تكوين 41: 46). وكذلك كان داود في سن الثلاثين حين بدأ يملك على يهوذا (2صم 5: 4). لقد كانت سن الثلاثين إذا مناسبة تماما لبداية الاضطلاع بالمهام الخطيرة والهامة في حضارة اليهود. ونحن، ويسوع لنا مثال، نحتاج إلى العمل في إطار التوقيت الذي يضعه الله، ونرفض محاولة العمل قبل أن نتلقى توجيه الروح القدس. فهل ستنتظر، متسائلا عن الخطوة التالية؟ لا تسبق الأحداث، بل ثق في التوقيت الذي يضعه الله.


magdy-f 25 - 07 - 2012 09:02 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 

أم الرب وإخوتة
+(متى 12: 46-50) 46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَ وَقَالَ لِلْقَائِلِ لَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».
+(مرقس 3: 31-35) 31فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجاً وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ. 32 وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِساً حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجاً يَطْلُبُونَكَ». 33فَأَجَابَهُمْ قَائِلاً: «مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟» 34ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي،35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».
+(لوقا 8: 19-21) 19وَجَاءَ إِلَيْهِ أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَصِلُوا إِلَيْهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ. 20فَأَخْبَرُوهُ قَائِليِنَ: «أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً، يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ». 21فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».
يبدو من تلك الحادثة المذكورة إلى وجود مريم ثانية وهى خالتة مريم زوجة كلوبا وليست والدتة، لأن والدتة مريم العذراء بعد درس قانا الجليل لا تتجاسر هكذا لتقاطع الرب في خدمته.ويمكن أن نفهم ذلك في ضوء الحادثة المشار إليها في (مرقس 3: 20-21)20فَاجْتَمَعَ أَيْضاً جَمْعٌ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا وَلاَ عَلَى أَكْلِ خُبْزٍ. 21 وَلَمَّا سَمِعَ أَقْرِبَاؤُهُ خَرَجُوا لِيُمْسِكُوهُ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!».
وإلى تلك اللحظة كان الرب مشغولاً تماماً بخدمته المباركة. وكانت جموع غفيرة جداً التي انجذبت نحوه حتى أنه وتلاميذه لم يقدروا ولا على كسر خبز. "وأقرباؤه" سواء أكانوا المهتمين به أو المتضايقين مما كان يحدث "خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا أنه مختل".
وحول الصراع عن من هم اخوه المسيح الذين جاء ذكرهم في الإنجيل
فهناك الرأي القائل إن هؤلاء الأخوة هم أبناء يوسف من زواج سابق وأنهم في مفهوم الناس أو حسب القانون أخوة غير أشقاء للمسيح، وكان من أقدم الآخذين بهذه الآراء أوريجانوس ويوسابيوس القيصرى وغريغوريوس النيصيصى، وكيرلس الإسكندري، وأبيفانيس، وأمبروز، ويستند هذا الرأي إلى أن يوسف لا يسمع عنه بعد قصة المسيح في الهيكل، وهو في الثانية عشرة من عمره، مما يشجع على الاعتقاد أنه كان كبير السن وقد مات، ولم يكن هناك من يهتم بالعذراء بعد المسيح، سوى يوحنا الحبيب الذي ضمها إلى خاصته بوصية من السيد.
وقد وجد من اعتقد أنهم أبناء العمومة للمسيح وعلى وجه الخصوص من يعتقدون أن مريم ويوسف كانا أكثر قرابة لا بمجرد عودة كل منهما إلى سليمان أو ناثان، إذ يتصور بعض المفسرين بأن هناك قرابة الولي بين هالي ويعقوب، وإن أحدهما مات قبل الآخر، وترك أرملته في كفالة الثاني، وإن كان من الصعب تصور هذا الأمر، لأن العذراء في هذه الحالة تصبح أختًا ليوسف، ولا يمكن أن تكون إمرأة له، إلا إذا كانت الولاية أبعد من ذلك بين الأجداد، وهنا تصبح القرابة، التي لا يقوم عليها دليل ثابت من هذا القبيل، وهناك من اتجه إلى أنهم أبناء خالته مستندين إلى القول: «وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم وزوجة كلوبا ومريم المجدلية» ونشأ التفكير أن زوجة كلوبا هي أخت العذراء، وأن أبناء كلوبا هم أخوة المسيح
وقد إستبعد البعض أن تسمى أختان بإسم واحد (مريم)، وإلا كانت النساء الواقفات عند الصليب أربعة نسوة وليست ثلاث وهن: مريم العذراء وأختها، ومريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية، ولكن هناك من يقول أن يواقيم والد مريم العذراء بعد أن نذرها لليهيكل رزقة الله إبنه أخرى، فسماها على إسم أختها الكبرى مريم. وهى مريم زوجة كلوبا، وبالتالى يكون هناك ثلاث مريميات وليس أربعة وهذا هو الصحيح حسب نص الإنجيل وهن: مريم العذراء - مريم زوجة كلوبا (أخت مريم العذراء) - مريم المجدلية.
ولكن لو كان بالفعل يوسف تزوج قبل ذلك فى زواج سابق له وأنجب أولاداً، لسقط قول متى البشير وهو يكتب إلى اليهود فى إثبات أحقية المسيح كملك، لأنه حسب هذا المفهوم يكون أحد أبناء يوسف السابقين في مفهوم الشرع اليهودي هو البكر وهو الأولى بالملك والعرش وليس المسيح!!
وهنا مسألة أشد إشكالا: فهل قضى يسوع عهد الصبا ما بين أخوة له وأخوات، أم كان ابناً وحيداً؟
فالإنجيل يذكر أكثر من مرة "أخوة الرب" ويعدّد أسماءهم: يعقوب، ويوسى، ويهوذا، وسمعان ؛ ويضيف ذكر أخَواتهِ (مرقس 6: 3) "أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخَو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ هَهُنَا عِنْدَنَا؟"
إن عقيدة عدد عظيم من المسيحيين، تأبى الأخذ بما يتبادر إلى الذهن، فوراً، من أن يوسفً ومريم - بعد أن وُلد يسوع، بولادة معجزة- قد أنجبا، حسب الطبيعة، بنين وبنات. وتستند هذه العقيدة إلى تقليد متواتر منذ عهد بعيد جدّ اً. ثم إن يسوع كان يكنى، في بيئته، " بابن مريم "، وقد رأى رينان في ذلك، برهاناً على أن يسوع كان وحيد أمّه الأرملة. هذا، ولو كان للعذراء سبعة بنين آخرين فكيف استطاع يسوع وهو يحتضر على الصليب أن يعهد بها إلى يوحنا؟.
يبقى أن نفسّر قول الإنجيل في " أخوة المسيح ". إن ذاك التفسير قد بات مقرراً، منذ زمن بعيد، بفضل بحث بسيط جدّا في اللغات السامية. فلفظة " أخا " في الآرامية، و" أخ " فيَ العبرية "، تشير إلى الأخ، وابن العمّ، وكل ذي قربى. وإننا نجد في العهد القديم أمثلة كثيرة جدا في استعمال لفظة الأخ بالمعنى التوسّعي. فإبراهيم يقول للوط ابن أخيه، مثلاً: " إنما نحن اخوة " (تكوين 13: 8). ولابان يستعمل نفس اللفظة في مخاطبته ليعقوب ابن أخيه. من الممكن إذن أن تكون تلك اللفظة قد استعملت، في الإنجيل، للإشارة إلى أقارب المسيح، لا سيّما إذا كان أولئك الأقارب قد عاشوا معه تحت سقف واحد - كما هي العادة في الشرق حيث تجتمع فروع الأسرة الواحدة في بيت واحد. بالإمكان إذن أن نستنتج، مع الأب لاجرانج، استنتاجاً حكيما ً، حيث يقول: " لا نزعم أنه قد ثبت تاريخيا أنّ اخوة المسيح هم أبناء عمومته، وإنما نقول فقط أن ليس هناك البتة ما يمكن أن نعترض به على بتولية العذراء مريم. فإن تلك البتولية تومئ إليها نصوص كثيرة من الكتاب المقدس، ويثبتها التقليد "

ذكر العهد الجديد أسماء أربعة هم: يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا.
وقد ذكر أنهم أخوة الرب (متى 13: 55) وقد ذكر أيضاً انتقالهم إلى كفر ناحوم مع مريم ويسوع في بدء كرازته (يوحنا 2: 12). ومرة فيما كان يسوع يكلم الجمع جاءت أمه وإخوتة طالبين أن يكلموه (متى 12: 47). وحتى نهاية خدمته لم يكونوا قد آمنوا به بعد (يوحنا 7: 3-5). ولكن بعد القيامة نقرأ أنهم كانوا يجتمعون مع التلاميذ (أعمال الرسل 1: 14).
ويذكرهم الرسول بولس كقادة في الكنيسة المسيحية (كورنثوس الأولى 9: 5) وقد أصبح أحدهم وهو يعقوب قائداً ممتازاً في كنيسة أورشليم (أعمال الرسل 15: 13)، (غلاطية 1: 19) وهو كاتب الرسالة التي تحمل اسمه (يعقوب 1: 1).

وقد تشعبت الآراء في نسبهم إلى المسيح ودرجة قرابتهم له:
1- قال البعض أنهم أخوته بالجسد من مريم.
أي أن مريم بعد أن ولدت المسيح الذي حبل به فيها من الروح القدس وولدته وهي عذراء، ولدت هؤلاء الأخوة من يوسف ويقولون ان هذا هو التفسير البسيط الطبيعي للأقوال الواردة في (متى 1: 25، 13: 55) قد قال بهذا الرأي ترتليانوس في القرن الثاني، هلفديوس في القرن الرابع ومعظم رجال الطوائف الإنجيلية
2- هناك من يعارض هذا الرأي ويقول:
لو كان لمريم أولاد لما عهد المسيح بها إلى يوحنا تلميذه كما نجد هذا في يوحنا 19: 26و27، ويرد عليهم اصحاب الرأي بالقول أن أخوة المسيح لم يكونوا بعد قد آمنوا به، ولذلك فضّل المسيح ان يضعها في عهدة يوحنا تلميذه ويرجح أنه كان أيضاً قريبها، ولكن ما دخل إيمان إخوتة به ورعايتهم لأمهم، وحتى لو فضل المسيح ذلك لكانوا عارضوة أيضاً ولا يدعوا أمهم تعيش فى بيت شخص غريب عنهم وهذا يعتبر فلا حكم العار لو كان فعلا هناك أبناء حقيقين لمريم العذراء غير يسوع.
3- البعض يقول أنهم كانوا أولاد يوسف من زوجة سابقة ماتت وبعدها اتخذ مريم العذراء زوجة ثانية.
ويستدلون على ذلك من أن الكتاب المقدس لا يذكر شيئاً عن حياة يوسف بعد ان بلغ يسوع السنة الثانية عشرة من العمر ويقولون لا بد أن يوسف مات بعد ذلك ويرجحون أنه تزوج العذراء وهو متقدم في السن. وقد ورد هذا الرأي في بعض الأسفار غير القانونية وقال به أوريجانوس في القرن الثالث وأبيفانيوس في القرن الرابع الميلادي وكذلك تعتنق كنيسة الروم الأرثوذكس هذا الرأي.
4- رأي أخر يقول أن هؤلاء الأخوة هم أولاد كلوبا وكانت أمهم أخت مريم أم المسيح، فهم أولاد خالته (يوحنا 19: 25) ويقول أصحاب هذا الرأي أن متى 27: 56 ومرقس 15: 40 يذكر وجود مريم أم يعقوب ويوسي عند الصليب. ويقول أن مريم هذه كانت أخت مريم أم يسوع وأن يعقوب ويوسي هما اللذان ذكر عنهما أنهما أخوان.
وأول من قال لهذا الرأي هو ايرونيموس في القرن الرابع وأتبعته كنيسة رومية ومارتن لوثر وبعض أتباعه.
وقال جيروم في معارضته لبلفيديوس، وأيده أوغسطينوس وسائر الكتاب الكاثوليك، وانتقل منهم إلى الكنائس البروتستانتية في عصر الإصلاح، فقبله مارتن لوثر وكينمتز وبنجل وغيرهم. أن كلمة " أخ " تؤدي في المفهوم العام معنى " قريب " فقد تعني ابن العم أو ابن العمة أو ابن الخال أو ابن الخالة، وبناء على هذا المفهوم، يكون هؤلاء " الإخوة " ممن تربطهم صلة القرابة بيسوع، ولكن ليس بيوسف، فهم أبناء حلفي المدعو كلوبا (او كلوباس - يو 19: 25) وكانت زوجته أختا لمريم، وتوصف في متى (27: 56) بأنها " أم يعقوب ويوسي "، وفي مرقس (15: 40) بأنها "أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة". وهذه النظرية في أكمل صورها، تقول إن الأسماء الثلاثة " يعقوب ويهوذا وسمعان " موجودة في جدول أسماء الرسل وفي جدول أسماء " إخوة يسوع "، ويستبعدون أن تحدث مثل هذه المطابقة العجيبة لو أنهم كانوا أشخاصاً مختلفين، وأن تسمي كل من الأختين - وكل منهما اسمها مريم - أبناءها بنفس أسماء أبناء أختها.
كما يقول مؤيدو هذه النظرية إن عبارة " يعقوب الصغير " تدل على أنه لم يكن هناك إلا شخصان فقط باسم يعقوب في الدائرة الوثيقة الصلة بيسوع. كما يقولون انه بعد موت يوسف، نزلت مريم في بيت أختها، فامتزجت الأسرتان وقام أبناء وبنات أختها على خدمتها، وبذلك أصبح من السهل أن يقول عنهم أهل الناصرة إنهم "إخوته وأخواته". ولكن هذه النظرية المعقدة، تقوم في وجهها عدة صعاب
وقال البعض لا يمكن إثبات أن كلوبا وحلفي هما شخص واحد لمجرد بعض التشابه الغامض بين الاسمين في الأرامية. وأحسن ما يمكن أن يقال عن هذه النظرية إنها مجرد احتمال. كما أن تطابق شخصية " مريم زوجة كلوبا " مع أخت مريم أم يسوع، أمر لا يمكن اثباته على وجه اليقين، فما جاء في يوحنا (19: 25) - الذي تستند إليه هذه النظرية - يمكن أن يستدل منه أيضاً على أنه كانت هناك أربع نساء واقفات عند الصليب: إحداهن مريم زوجة كلوبا، وأخت أمه واحدة أخرى، والأمر يتوقف على ما إذا كانت "مريم" اسم بدل من " أخت "، فإذا قرأنا الآية على أنها تذكر أربع نساء، فلا يكون ذلك تركيباً فريداً في العهد الجديد، بل بذلك نتخلص من مشكلة وجود أختين بنفس الاسم، وهي مشكلة أصعب من وجود أبناء خالة بنفس الأسماء. كما أن اعتبار " يعقوب الصغير " حجة على أنه كان هناك " يعقوبان " فقط - كما ذكر آنفاً - لا جدوى منها، لأنها في الأصل اليوناني ليست " يعقوب الأصغر " (كما في الترجمة الانجليزية) ولكنها " يعقوب الصغير " بدون أي صيغة من صيغ التفضيل أو المقارنة.
والأرجح أنه دعي كذلك لأن قامته كانت أقصر من المعتاد. كما أن المشكلة لا تحل بافتراض أن هؤلاء الإخوة الثلاثة كانوا رسلا بنفس هذه الاسماء، لانه كثيراً ما يذكر " إخوة يسوع " بجانب الرسل ومتميزين عنهم، ففي متى (12: 49) بينما كان يقف إخوة يسوع خارجاً، كان الرسل يحيطون به. ونقرأ في يوحنا (2: 12) عن " أمه وإخوته وتلاميذه " وفي الأعمال (1: 13) كان هناك الأحد عشر بما فيهم يعقوب بن حلفي وسمعان ويهوذا ويعقوب، ومعهم مريم أم يسوع " وإخوته ". ولكن أهم اعتراض على نظرية جيروم، هو ما جاء في يوحنا (7: 3 - 5) من أن " إخوته أيضاً لم يكونوا يؤمنون به ". بل بالحرى كانوا يسخرون منه.
ومن الجانب الآخر فإن الاعتراض على أنهم أبناء مريم ويوسف لا يقوم على أساس متين.
حتى أن المشاعر المسيحية تشمئز لمجرد فكرة أن رحم مريم العذراء الذي سكن فيه الكلمة الذي صار جسداً بطريقة عجيبة، قد صار مسكناً لأطفال آخرين.



magdy-f 25 - 07 - 2012 09:05 PM

رد: موضوع متكامل عن حياة السيدة العذراء
 
http://img167.imageshack.us/img167/1044/marimcw4.gif
طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما
(لوقا 11: 27-28) 27وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا، رَفَعَتِ امْرَأَةٌ صَوْتَهَا مِنَ الْجَمْعِ وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضَعْتَهُمَا». 28أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ».
قيل فى الإنجيل خمس مرات "الصبي وأمه" ولا يقال "الأم والصبي". فكيف يقال ذلك ما لم يكن هذا المولود ليس أقل من عمانوئيل "الله معنا"؟ هذه الحقيقية متى فهمت كما ينبغي فإنها تخمد وراءها إلى الأبد الرغبة في تعظيم مريم فوق ابنها، كما علم الرب بنفسه في موضع آخر عندما أظهرت واحدة ممن أعجبها ما سمعته وأدهشها كلامه فقالت له "طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" فأجابها "بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه" (لو 11: 27 و 28). إنها ليست المرأة التي حظيت نعمة عظيمة ولكنه "نسل المرأة" الذي سحق رأس الحية، وهو ذاك الذي استغلت به كل مقاصد الله واكتملت. إنه هو ابن الله المحبوب وليس مريم الذي أمكنه أن يملأ قلوب شعب الله بالتسبيح والتعبد.
طوبى للبطن= هنا نجد تنفيذ نبوة العذراء "كل الأجيال تطوبنى (لو 48: 1)" هذه المرأة تطوب المرأة التى حملت المسيح فى بطنها إذ أعجبت بأقواله.
ونفهم أن الروح القدس نطق على شفتيها فهى لم تذكر أباه فهو بلا أب جسدى
طوبى للذين يسمعون كلام الله =المسيح بهذا يطوب العذراء أيضاً فهى بلا شك تحفظ كلام الله وإلاً ما إستحقت أن تكون لهُ أماً.
المسيح هنا يرفض أن تكون الطوبى بسبب القرابة الجسدية، ولكن بسبب التقوى فهذا أهم.ونجد أن من تلاميذ المسيح من هم أقرباؤه بالجسد مثل يعقوب ويهوذا كاتب الرسالة وليس الإسخريوطى، ولكنهم فى كتابتهم لم يقولوا أنهم أقرباء لهُ بالجسد بل عبيده (يعقوب1: 1 + يهوذا 1: 1). فالقرابة الجسدية لا تعطى فرحاً بالمسيح، فهاهم بعض أقرباؤه يعتبرونه مختل (مر 21: 3). لذلك إعتبر بولس الرسول أنه إن عرفنا المسيح حسب الجسد فنحن ما عرفناه (2كو 16: 5) ولاحظ أن الناس لن يحبوا أحداً لأنه يقول أنا إبن فلان أو علان وإنما هم يحبونه لشخصه وأعماله، وهكذا السيد المسيح أراد أن تكون الطوبى لأمه بسبب تقواها. وإن كنا نهاجم الفريسيين على عنادهم وعدم إيمانهم المسيح وعيونهم المغلقة، فإننا نطوب هذه المرأة على أذنيها المفتوحتين وعيونها المفتوحة وقلبها المفتوح،فى علمت أن من أمامها أى المسيح، ليس شخصاً عادياً، إذ هى عرفت قدر كلماته وتعاليمه.


الساعة الآن 06:08 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025