![]() |
القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه ميلاد القديس ونشاته: ولد هذا القديس في سوزبوليس باسيا الصغري وكان ابواه يعدان من الاعيان وكانا يمتازان بثروتهما وكانا من سلالة ساويرس اسقف المدينة وكان من جملة المائتي اسقف الذين حرموا نسطوريس الشرير وسمي ساويرس صاحب هذه السيرة علي اسمه وبعد وفاةوالده الذي كان في مجلس شيوخ المدينة ارسلته والدته مع اخويه الذين يكبرانه الي الاسكندرية لكي يدرس قواعد اللغة والبيان واليونانية واللاتينية وبعد ان اكمل ساويرس دراساته الفلسفية بالاسكندرية انطلق الي بيروت ليدرس القانون وهناك كان موضع اعجاب كل زملائه من اجل صلابة طبعه والجد في الدرس وايضاً من اجل ذكائه حتي فاق الجميع بمعرفته وتعمقه في دراسته . ولكن لم يكن قد اخذ المعمودية الالهية بعد وقد ابدي ساويرس اهتمامته بدراسة مقالات القديسين باسيليوس واغريغوريوس. |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
هـدايتـه: رتب له الله صديقاً اسمه افاجريوس كان يؤنبه ويقول له (( لماذا تتاخر عن ان تعتمد بعد ما حصلت عليه من علم )) وذكره بانه اذا كان يهتم لخلاص نفسه فلابد من ان يعتمد فوراً . تاثر القديس ومضي واعتمد وحدث اثناء دهنه بالميرون المقدس ان ظهرت يد فوق المعمودية علي راس ساويرس وسمع الجميع صوتاً يقول ((مستحق مستحق مستحق)) فتعجب الجميع وقالوا ما راينا لمن تعمد مثل هذه الايات. وبعد عماده تقدم في الروحيات جداً فكان يصوم كل يوم ولايقضي في الكنيسة وقت صلاة المساء فقط لكن يقضى فيها أيضاً معظم الليل حتى ضعف جسده وفى نفس الوقت كان يتعمق فى دراسة القانون ودرس الحقوق . إنطلق بعد إذ إلى بلده وإشتغل بالمحاماه زماناً ثم قرر أن يمضى إلى أورشليم لزيارة الأماكن المقدسة ، وهناك أخذ يتعبد لله من كل قلبه فأخذ يفكر جدياً فى إستبدال ثوب المحاماه بثوب الرهبنة المقدس . |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
دخول القديس الدير للرهبنة . بينما كان القديس يقرأ فى الفلسفة ظهر له القديس لاونديوس وقال له : ( حسبك هذه القراءة هلم إتبعنى لكى تتعمق فى دراسة قوانين الله التى كان يقرأها الآباء حتى أيام نياحتهم ، إنهض يا ساويرس أعد نفسك للعمل الجديد فى الكنيسة وأسلك فى الرهبنة لتعرف الجهاد بقوة وإحمل قوس الإيمان الذى به تطفىء سهام العدو وخذ خوذة الخلاص وسيف الروح الذى هو كلمة الله .. وانك سوف تمضى إلى أنطاكية وتصرخ كأسد زائر ويهرب من أمام وجهك الجموع المقاومة للإيمان ، وعليم بدراسة كتابات القديسين باسيليوس وأغريغوريوس ). وقليلاً قليلاً رفعته النعمة الإلهية وقرر العزم على الرهبنة والذهاب إلى دير القديس لاونديوس بفلسطين سنة 488م ، كما إنضم إليه فى هذا الدير بعض أصدقائه وسرعان ما تقدم فى الحياة الروحية . |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
توحد القديس: وبعد ان مكث زماناً في دير الشهيد لاونديس اشتاق الي التوغل في حياة البر والقداسة واختار طريق التوحد في الصحراء وكان القديس يتعب جسده بالصوم والسهر ودراسة الكتاب المقدس وبالعمل حتي مرض فمضي الي دير رومانوس وهناك اخبر بواب الدير الاباء وقال لهم ((بالباب فيلسوف يدعي ساويرس يريد ان يقيم معكم )) فلنا سمع رومانس اسم ساويرس حتي قام مسرعا وكل من معه وخرجوا للقائه وما ان وقع بصره عليه حتي ابتدره قائلاً (( افرح ياراعي الانفس ومدبر الاجساد انت دعامة للحق تقوي يا ساويرس الرب معك لقد اظهر لي الرب عملك وعلمك في هذه الليلة ومقدار كرامتك )). |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
رؤية رومانس عن القديس : راي انه كان في صحراء لازرع فيها ولا حرث مملؤة شوكاً وحسكاً ثم راي امراة جميلة كانت دموعها تجري علي خديها وصدرها وكانت ثيابها مهلهلة وممزقة وهي حزينة باكية وبينما كان واقفاً كان اضطراب عظيم وسمع من يقول لرفيقه: ((هوذا ياتي ساويرس ليقتلع الشوك من هذه الارض ويقدس كرماً للرب)) وخاطبوا المراة قائلين ((لاتخافي ايتها المدينة انطاكية هوذا ساويرس رجل مستقيم وسيبني علي اساس المجامع المقدسة )) وكان ساويرس حزيناً لما سمع هذا الكلام وقال لهم((ان كلامكم قد اقلقني لان الانسان يجب ان يحزن اذا اكرم اكثر مما يستحق والله عارف بذنوبي اني بائس اكثر من الكل )) فلما سمعوا كلام القديس المملؤة قبلوه بفرح واندمج الاب ساويرس في سلك الرهبنة وراي عمل الاخوة وفرح جداً وكان ينفرد للعبادة والصلاة ولم يكن عليه من السهل ان يمارس عمل الرهبان لانه كان رقيق الجسم وكانت حياة الرهبنة وقتئذ صعبة. وكان ساويرس منهك القوي بسبب حياة الوحدة القاسية فنصحه رومانس رئيس الدير ان يخفف من نسكه ويهتم بجسده حتي يستطيع ان يمارس الفضائل. |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
رؤيا : كان هناك راهب ناسك بينما هو واقف ليصلي راي رجلين يمشيان نحو ساويرس ويعلنان سر الامانة الارذثوكسية وكل كلمة قالاها كان ساويرس يقبلها باتضاع ويشكرهما فقال الراهب للملاك (( من هذان الرجلان)) فقال له باسيليوس الكبير واغريغوريس الناطق بالالهيات وهما يرشدان ساويرس الي قواعد الايمان المستقيم لانه سيكون حارساً للكنيسة ويرعي شعب عظيم في انطاكية وفي المسكونة كلها . |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
القديس يجاهد في حفظ الايمان المستقيم: بعد ان تعبد القديس سنينا طويلة في الاديرة والصحاري وراي ماحدث من الانشقاقات والمحاربات الكثيرة للكنيسة من الهراطقة صمم ان يخرج من عزلته وينطلق من وحدته ليدافع عن الايمان المستقبم كما فعل القديس انطونيوس فبدا يقاوم الهرطقات بشدة ويرد علي كل منهم مقنعاً ومهدداً ومبيناًلهم عاقبة افعالهم الرديئة . كتب رسائل كثيرة للرد علي المبتدعين ولما وصلت رسائله الي الملك احس الجميع انه الشخص الوحيد الذي يستطيع الوقوف امام هولاء المعاندين فارسلوا اليه ان يحضر الي القسطنطينية ليحاجج ولاسيما مقدونيوس الكافر الذي كان ينادي بان الذي صلب هو المسيح الانسان . لما علم المقامون بقدوم ساويرس انطلقوا من اماكنهم وهربوا منها ولما حضر ساويرس اضطرب مقدونيوس جداً وتوقع انه سوف يحاججة ويظهر هرطقته وانكاره الايمان الصحيح ولم ينطق مقدونيوس ببنت شفه وكان يخشي صياح الجماهير الذي كانت تصرخ وتحي ساويرس البطل اما ساويرس اقناعه بالايمان المستقيم ولما رفض انعقد مجمع وقرورا قطع مقدونيوس ونفيه . ففرح الشعب جداً وكان يصيح نعم حضورك ياساويرس يانور المسكونة الملح الذي لايفسد . |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
رسامته بطريركاً: عاد القديس بعد جهاده في القسطنطينية الي وحدته وحدث ان بطريرك انطاكية وقع في بدعة وهرطقة فاضطروا ان يعولوه فاقر الجميع اساقفة ورهبان وعلمانيون بصوت (( ان ساويرس هو الذي يجلس علي الكرسي )) ووافق الامبراطور علي هذا الاختيار. أوفدوا إلى القديس أناساً ... ولما علم القديس الأمر فكر فى الهروب وقال : " إنى لا أصلح لهذه الوظيفة العظيمة وكيف أستطيع أنا الصغير أن أجلس على كرسى أغناطيوس الكبير ". ولكن أقنعه الرهبان وذكرةه بالنبوات التى قيلت عنه فخضع لهم ولما علم سكان المدينة بقدوم القديس خرج الجميع إلى الشوارع لأنهم يريدون أن يروه وكانوا يرتلون تراتيل الفرح ، ولدى وصوله ألقى عظة مليئة بالمعرفة اللاهوتية الرقيقة . وعند رسامته كانت رائحة تفوح فى كل مكان ، فأيقنوا أن الملائكة شاركت أيضاً بإبتهاج حفل تكريسه سنة 512م. وفى سنة 513م دعا إلى مجمع فى إنطاكية أدان فيه مجمع خلقيدونية ورسالة لاون ، وتبودلت الرسائل بينه وبين كرسى الأسكندرية و ( البابا يوحنا – البابا ديوسقورس ). |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
إضطهاد الإمبراطور يوستينوس: بعد جلوسه على الكرسى حوالى 7 سنين توفى الإمبراطور إلتقى أنسطاسيوس وخلفه يوستينوس أحد قادة الحراس الإمبراطورى الذى بدأسلسلة من الإضطهادات ، وأصدر أمرأ بالإعتراف بمجمع خلقيدومية وخير الأساقفة بين القول بالطبيعتين وبين الطرد ، فأقصى 32 منهم عن كراسيهم وأنزل بالأساقفة المقاومين العذاب الليم واتخذ إإجراءات قاسية لإكراه الرهبان على القول بالطبيعتين ، فطردوا من أديرتهم . |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
مجىء القديس إلى مصر المرة الأولى : شدد الامبرطوار الاضطهاد علي القديس ساويرس باعتباره الراس وناله ضيق شديد كان من اثره ان جاء الي مصر وعاش بمصر حوالي 20 عاماً وفي خلالها لم يهمل كنيسته في انطاكية فكان يدبرها بنوابه ورسائله ويكتب الكتب في الدفاع عن الايمان وفي خلالها امر القيصر في سلسلة اضطهادته ان يعقد مجمع بالقسطنطينة لاجبار الارثوذكس علي اعتناق المذهب الخلقدوني ووجه الدعوة بالذات الي الانبا تيموثاوس بطريرك الاسكندرية الذي رفض الحضور الي ساويرس الذي قبل الدعوة وظهر له ملاك الرب وشجعه بالذهاب والاعتراف بالايمان السليم فتوجه القديس الي القيصر ووبخه بشدة فرد القيصر (( هل انت ساويرس الذي تحتقر كنائس الله )) فقال له القديس (( لا بل انت الذي تركت الايمان الحقيقي )) فلاطفه الملك وذكره باسلافه الذين تعرضوا للنفي والتشديد ولكنه رفض بعناد بعد محاولات كثيرة ادت الي احتدام غضب القيصر عليه فامر بالقبض عليه وبقطع لسانه واشار ايضاً احد الضباط بان يامر بقطع رقبته ليكون سلام في الكنيسة ولما علمت الملكة ثيودوره المحبة للمسيح بذلك اوعزت الي القديس بالهرب فلم يقبل وقال انه مستعد ان يموت في سبيل الامانه المستقيمة ولكنه نزل عن رغبته طاعة لاحبائه وابنائه وهرب الي مصر سنة 536م للمرة الثانية اما الامبرطوار فلما طلبه ولم يجده ارسل خيلاً ورجالاً في طلبه ولكن اسدل الله حجاباً علي ابصارهم فلم يروه مع انه كان قريباً منهم وظل في ديار مصر حتي نهاية حياته وكان لشدة اتضاعه يجول متنكراً من مكان لاخر في شكل راهب بسيط . وامتدد الاضطهاد لمصر ايضاً ولاقي البابا ثيؤدسيوس خليفة تيموثاوس الام النفي واغلقت الكنائس في الاسكندرية وبعد طرد القديس شغل منصبه 3 اساقفة خلقيدونين علي التوالي . |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
فضائله ومعجزاته : حدث ان وشي بعض الاشرار به الي الملك يوستيانوس وقالوا له ان ساويرس هو المقاوم الكبير لمجمع خلقيدونيه فاغتاظ الملك وارسل ضابطاً من قبله يدعي روفوس ومعه ستين جندياً المدينة خرج الاب ساويرس من ناحية اخري فجد الضابط في البحث عنه حتي لقيه فكلمه الضابط مستهزئاً (( يا تلميذ الرب المجاهد)) وكان يحرك راسه بسخرية وتعاظم وعند ذلك هبت ريح عاصفة وشب حريق كبير احرق روفوس ومن معه ولم ينج سوي اربعة هربوا الي القديس وصاحوا يارجل الله نجنا ورجع الاب الي انطاكية وكف الملك عن طلبه. |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
اختفاء القربان وقت القداس: دخل القديس احدي الكنائس في برية شيهيت ليصلي في زي راهب بسيط غريب وعند رفع القس القربان ووضعه علي المذبح وبعد الرسائل والانجيل صعد القس الي الهيكل ورفع الابروسفارين ليقدس القربان فلم يجده فبكي والتفت الي الحاضرين قائلاً لهم (( ايها الاخوة انني لم اجد القربان ولست اعلم ان كان من اجل خطيتي او خطيتكم فبكي الحاضرون ايضاً وللوقت ظهر ملاك واعلمه ان هذا ليس من اجل خطية احد انما رفع القربان من علي المذبح لان الاب البطريرك ساويرس حاضر القداس واشار الملاك اليه وكان في احدي زوايا الكنيسة فعرف القديس بالنعمة ولما اتي اليه القس امره البطريرك ان يكمل القداس بعد ان ادخلوه الهيكل بكرامه عظيمة فصعد الكاهن فوجد القربان فمجدوا الله جميعاً . |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
قصة اخري مثلها : عندما وصل انبا ساويرس مصر عبر علي كنيسة العذراء وقف بالباب وكان الكاهن يقدس علي المذبح وفيم هويرشم الشعب بالصليب اذا الملائكة قدحجبوا الصنية والكاس من علي المذبح من قدامه فلما التفت يريد ان يكمل القداس لم ير الصينية فبكي كثيراً وبقي متحيراً فاتاه صوت قائلاً (( لاجل انك رشمت الصليب علي رئيس الاحباربطريرك انطاكية )) فقال ياسيدي ماعرفت انه حاضر فخرج اليه الكاهن وصنع له مطانيه وطلب اليه ان يدخل ويبارك ويقدس وبذلك زادت المحبة بين القبط والسريان. |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
نياحته: في اليوم الرابع عشر من امشير رقد في الرب سنة 538م في بيت دوريثاس حاكم مدينة سخا . فقام بتكفينه في اكفان ثمينة وحمله الي الدير الذي كان القديس ينزل فيه ويدعي دير الزجاج (مكانه الدخيلة حالياً) وهو غرب الاسكندريةويقال انه عند نقل جسد القديس الي دير الزجاج غرب الاسكندرية ساروا به قليلاً ولم يجدوا ماء يحملهم فاضطربوا ولكن الرب حفظ جسد القديس وسير المركب 6 اميال الي الساحل . وقيل عنه ايضاً انه بعد نياحته انهم اعدوا له قبراً لم يكن مناسبا لطوله بل كان اقصر منه بكثير ولم يتحققوا من ذلك بل صرفوا صانع القبر الذي كان غريباً ولما حضروا لكي يضعوا جسد القديس لم يستطيعوا فوقفوا متحيرين وبعد ان فكروا وكان البعض يقترح ان يثنوا ركبه والبعض يرفض ويعتبروه شيئاً مكروهاً . حينئذ كما لو كانت قوة الهية تدفعه ونزل القبر دون ان يكسروا اي عضو او يثني قليلاً فوضعوه باكرام جزيل . |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
تذكاراته: تحتفل الكنيسة يوم 2بابة تذكار مجيئه الي مصر. 14 امشير تذكار نياحته . 10 كيهك تذكار نقل جسده الي دير الزجاج. توجد كنيسة باسمه ضمن كنائس الحصن الاثري القديم بدير السريان ببرية شيهيت. بركة صلواته فلتكن معنا امين |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
|
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
نقل جسد القديس ساويرس الأنطاكي https://a.top4top.net/p_6493plv01.png (10 كيهك / 19 ديسمبر) http://www.stmacariusmonastery.org/graphics/sep-1.gif [بالحقيقة أشرق لنا اليوم كالكوكب التذكار المُكرَّم الذي لساويرس البطريرك, هذا الذي من قِبَلِه, قد أَعطى الروحُ القدس حلاوةً لنفوسنا] (دفنار 10 كيهك). القديس ساويرس الأنطاكي (465-538م) يتمتع بمحبة عظيمة ومكانة جليلة في الكنيسة القبطية. وتحتفل له الكنيسة بثلاثة أعياد: نياحته في (14 أمشير), وتذكار مجيئه إلى مصر (2 بابة), أمَّا التذكار الموافق له في هذا الشهر (ديسمبر) فهو نقل جسده إلى دير الزجاج (10 كيهك). ويذكر السنكسار القبطي ما يلي: [في مثل هذا اليوم نُقِلَ جسد القديس ساويرس بطريرك أنطاكية إلى دير الزجاج، وذلك أنه تنيح في سخا عند رجل أرخن مُحب للأهل اسمه دوروثيئوس. وهذا أرسله مع قوم في سفينة إلى دير الزجاج غرب الإسكندرية، وأمرهم أن لا يدخلوا الخليج بل يسيروا في البحيرة حتى يصلوا إلى الساحل. ولما وصلوا بحري قرطسا قليلاً، واتجهوا نحو الغرب لم يجدوا ماءً يكفي لسير سفينتهم فحاروا وقلقوا؛ ولكن الله مُحب البشر الذي حفظ بني إسرائيل من أعدائهم، وفتح لهم في البحر الأحمر طريقاً وأجازهم، قد حفظ جسد هذا القديس من مُبغضيه وأظهر آيةً، بأنْ جعل السفينة تسير في ماء قليل مقدار ستة أميال حتى وصلوا إلى الساحل. ومن هناك حملوه إلى دير الزجاج، ووضعوه في المكان الذي بناه له الأرخن دوروثيئوس، وصار بذلك فرح عظيم في مدينة الإسكندرية. وقد أجرى الله آياتٍ وعجائبَ كثيرة من جسده، وعَظَّم اللهُ القديسَ بعد مماته أكثر من حياته. صلاته تكون معنا، آمين]. |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
القديس ساويرس الأنطاكي في الصلوات الكنسية: ويُلاحَظ اهتمام الكنيسة بالقديس ساويرس الأنطاكي حتى أنها وضعته في صدارة القدِّيسين الذين يُذكَرون في الصلوات الليتورجية بدايةً من تسبحة نصف الليل في مجمع القدِّيسين, حيث تضعه مع القديس أثناسيوس الرسولي وقبل البابا ديسقورس حامي الإيمان في الربع الـ 63؛ وهكذا تَجْمَع الكنيسة الآباء المُدافعين عن الإيمان، وبالأخص المعترفين الذين تعرَّضوا للنفي عن كراسيهم. وورد ذِكْره في ذوكصولوجية باكر الآدام: ”البطريرك العظيم أبونا أنبا ساويرس, الذي أنارت تعاليمه المقدسة عقولنا“, ذاكرة إيَّاه قبل القديس البابا ديوسقورس. وفي صلوات القدَّاس يُقال مثلاً في تحليل الخدَّام القديس ساويرس قبل القديس أثناسيوس الرسولي!! وفي مجمع القدَّاس يُذكَر مباشرة بعد القديس مار مرقس الرسول. وهُنا يطرح السؤال نفسه عن سبب وضع اسم القديس ساويرس الأنطاكي في صدارة أسماء القديسين، بل وقبل قديسين من القرن الرابع، وفي نفس الوقت قبل لاهوتيين عِظام مثل القديس أثناسيوس الرسولي, والقديس كيرلس الكبير, وبالأحرى قبل بطاركة الكرسي السكندري؟! يرجع ذلك إلى رهبان دير القديس أنبا مقار حيث دوَّنوا أسماء آباء شيهيت العظام في القداس القبطي في الصلاة المعروفة بالمجمع. وإنَّ نوع وكيفية ترتيب أسماء القديسين في المجمع الذي يتلوه الكاهن في القداس يكشف بصورة واضحة عن قصة هذه الترتيبات واتجاهاتها التاريخية. فمثلاً القديس ساويرس يُذكَر في القداس قبل القديس أثناسيوس الرسولي, وهذا يرجع إلى الصلة الوثيقة التي قامت بين القديس ساويرس ودير أنبا مقار(1). ولكن يُعلِّق الأب متى المسكين على ذلك أسفل صورة لمخطوطة تحوي أسماء البطاركة وتنتهي باسم القديس ساويرس الأنطاكي فيقول: ”المجمع ينتهي بساويرس الأنطاكي, وهذا وضعه السليم وليس قبل أثناسيوس“(2). |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
رهبان دير القديس أنبا مقار وتكريمهم للقديس ساويرس الأنطاكي: هناك ما يُشير إلى رهبان دير أنبا مقار في إضافة اسم البطريرك الأنطاكي, وكان ذلك خلال القرن السابع أو بعده بقليل. ويظهر ذلك بوضوح في احتفال الكنيسة بأكثر من ذكرى للقديس ساويرس كما يُخبرنا السنكسار. ولعل هذا بسبب القديس أنبا يوحنا أسقف ”البُرُلُّس“ (550-640م)، وهو أول مَن جمع سِيَر الشهداء والقديسين لتُقرأ في الكنيسة. وتُشير إليه إبصالية الشهيدة دميانة بصفته جامع سِيَر الشهداء والقديسين فتقول الإبصالية: ”يوحنا أسقف مدينة البرلس أخبرنا باجتهاد بكرامة هذه العذراء قائلاً: "قد ابتهجتُ لمَّا وجدتُ الجهاد الحسن الذي للشهيدة المختارة القديسة دميانة"“(3). وكان هذا الأسقف القديس أحد أبناء دير القديس أنبا مقار. كما توجد إشارات واضحة وقوية للقديس ساويرس الأنطاكي في كتاب تاريخ مصر ”ليوحنا النقيوسي“، وهو أيضًا من أبناء دير القديس أنبا مقار. ويُسجِّل في تاريخه أحداثاً هامة عن حياة البطريرك ساويرس الأنطاكي مثل: هروبه إلى مصر، ومساعدة الإمبراطورة ثيئودورة له وميلها إلى الإيمان بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح, كما يُشير في أحد الأبواب إلى اتفاق أحد الأساقفة مع إيمان البطريرك ساويرس والبابا ثيئودوسيوس (الـ 33), مُقدِّماً القديس ساويرس على البطريرك السكندري(4). ولقَّبه رهبان الدير في إحدى المخطوطات بـ ”العظيم في البطاركة“(5). |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
الهروب إلى مصر: وسبب ارتباط رهبان دير أنبا مقار بالقديس ساويرس الأنطاكي أنه وَفَد إلى مصر هارباً من الإمبراطور يوستينوس الأول (527-565م), والذي كان من المُتعصِّبين لمجمع خلقيدونية, ويَعتبر نفسه رئيساً للدولة والكنيسة في آنٍ واحد. فاتَّخذ لنفسه الحق في عَزْل الأساقفة وتعيين آخرين بدلاً منهم؛ بل كان يدعو لعقد المجامع ويوافق على قراراتها ويلغي البعض منها حسبما يروق له. أما زوجته الإمبراطورة ثيئودورة (527-548م) فكانت تؤمن بطبيعة المسيح الواحدة، وكانت تُخفِّف وتُهدِّئ من غضب زوجها وتَحدُّ من اضطهاده قدر استطاعتها. وكان لها دورٌ أساسي في هروب القديس ساويرس من ملاحقة الإمبراطور له. وظل القديس ساويرس فترة حُكْم الإمبراطور يوستينوس الأول في مصر, وكان يُدير شئون الكنيسة عن طريق نوابه، وإرسال الرسائل والكتب لتثبيت الشعب ودحض البدع والهرطقات. وكتب للرهبان (في سوريا)، بعد أن عَلِمَ أنهم كانوا مضطَهَدين: ”أنتم أعمدة وسند مدينة الرب, فإذا كنتم أنتم الأعمدة قد اهتززتم ورُفعتم من مكانكم، فماذا يكون علينا أن نتوقع بعد, إلاَّ أن يكون هناك عقاب الله والأهوال العظيمة التي لا يمكن أن نتفاداها!“(6). وكانت فترة هروب القديس ساويرس لمصر من بطش الإمبراطور خلال حبرية البابا تيموثاوس الثالث الـ 32 (518-536م). وكان في ذلك الوقت دير القديس أنبا مقار مركزاً للعلوم الكنسية بعد اندثار مدرسة الإسكندرية اللاهوتية واتجاه الكثير من علمائها لحياة الرهبنة, وتأثُّر الرهبان به كمدافع عن الإيمان الأرثوذكسي. |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
صلاة القديس ساويرس تُحوِّل بئر الماء المالح إلى ماء عذب: كما تأثَّر رهبان دير أنبا مقار أيضاً بالمعجزات التي رأوها تجري على يديه. وتروي السيرة أنَّ القديس ساويرس مضى إلى دير القديس أنبا مقار وكان هناك راهبٌ قديس من أهل الصعيد اسمه مكاريوس. وكعادة البطريرك الأنطاكي كان يزور الأديرة متخفِّياً في زِيِّ راهب بسيط, لكن مكاريوس الراهب قد عرفه وقدَّم له الإكرام اللائق, وطلب منه أن يُصلِّي على بئر ماء (يُقال له: ”بئر مكاريوس“) يشرب منه الإخوة ولكنهم يتعبون من ملوحته. فقال الأب البطريرك للشيخ: ”إن صلاتك، يا أبي، قادرة أن تجعل هذا الماء عذباً“. فأجابه الشيخ: ”بل صلواتك أنت، يا سيدي، المقبولة أمام الله قادرة أن تجعل هذا الماء حلواً“. حينئذ طلب منه القديس ساويرس أن يُلقي بالماء الذي يتبقَّى في الصينية بعد غسلها في نهايـة القداس في البئر، فيصير الماء حلواً بـأَمر الله. وببساطة إيمان أطاع هذا الشيخُ القديسَ ساويرس، فصار الماء حلواً (إذا كان فعل الماء المتبقِّي من غسل الأواني المقدسة صيَّر الماء المالح ماءً عذباً، فكم بالحري يكون فعل جسد ودم ربنا يسوع المسيح في النفوس). |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
البطريرك الأنطاكي يدحض بدعة: بعدما التجأ القديس ساويرس الأنطاكي إلى مصر بعد نفيه عن كرسيه عام 518م, كان يتنقَّل بين الأديرة متخفِّياً، يُشدِّد الرهبان ويُثبِّتهم على الإيمان الأرثوذكسي. وحين بلغ دير القديس أنبا مقار، قاومه بعض المنشقِّين وضربوه وقيَّدوه بالحبال(7)، واحتفظ دير أنبا مقار بهذه القيود(8) (لا يوجد أثر لها الآن). وهؤلاء كانوا من أتباع يوليانوس (أسقف يوناني خلقيدوني مطرود من كرسيه)، وتقابَل هذا الأسقف مع القديس ساويرس في دير الزجاج، وهناك اختلفا في طبيعة جسد المسيح, لاعتقاد يوليانوس في قابلية طبيعة جسد المسيح للفساد وإلاَّ ما كانت تقع عليه الآلام. فقام القديس ساويرس الأنطاكي بمقاومة هذه البدعة, ووضع في الأجبية في صلاة الساعة السادسة جملة تَرُدُّ على هذه الهرطقة: ”نسجد لشخصك غير الفاسد أيها المسيح إلهنا“(9). |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
بقية أخبار القديس ونياحته: ذكرنا هنا ما يخصُّ نقل جسد القديس ساويرس, وعلاقة القديس بدير أنبا مقار؛ أما عن نياحته وبقية أخباره, فيمكن الاطِّلاع عليها في السنكسار تحت يوم 14 أمشير, 2 بابة. بركة صلاته تكون معنا، آمين. |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
(1) القمص متى المسكين، ”الرهبنة القبطية في عصر = = القديس أنبا مقار“، مطبعة دير القديس أنبا مقار، الطبعة الثانية 1984، ص 542. (2) القمص متى المسكين، ”الإفخارستيا والقداس“، الجزء الأول، مطبعة دير القديس أنبا مقار، الطبعة الأولى 1977، ملزمة صُور المخطوطات. (3) الراهب القس أثناسيوس المقاري، ”فهرس كتابات آباء الإسكندرية باللغة القبطية“، مطبعة دار نوبار، الطبعة الأولى: يوليو 2006، ص 332. (4) دكتور صابر عبد الجليل، ”تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي“، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، بدون رقم للطبعة 2009، من الباب 31-34. (5) مخطوطة رقم 18 سِيَر - دير أنبا مقار. (6) يوسف حبيب، ”البطريرك القديس أنبا ساويرس الأنطاكي“، 1969، ص95. (7) حسب ما ذكره السنكسار الإثيوبي. (8) د. منير شكري، ”أديرة وادي النطرون - تاريخها وعمارتها“، دير السريان، بدون رقم للطبعة 2008، ص 169. (9) ”الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار“، مرجع سابق، ص 416. |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
بركة صلواته تفرح قلبك مرمر |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
شكرا على المرور |
رد: القديس الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكيه
انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم شكراً للسيرة العطرة والطرح الرائع ربنا يبارك خدمتك |
| الساعة الآن 02:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025