منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   كتاب المحبة جوهر المسيحية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=50477)

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:26 PM

كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
المتنيح الخادم الأمين الأستاذ يوسف حليم
أمين خدمة إبتدائي
بكنيسة السيدة العذراء مريم بعين شمس الغربية
تنيح في يوم الثلاثاء 14 / 3 / 2006م


https://images.chjoy.com//uploads/im...e4e150bddd.gif

+ أسم الكتاب : المحبة جوهر المسيحية
+ مراجعة وتقديم : القس / أثناسيوس يوسف
+ المؤلف : المتنيح الخادم الأمين الأستاذ / يوسف حليم
أمين خدمة إبتدائي
بكنيسة السيدة العذراء مريم بعين شمس الغربية
+ تصميم غلاف : بيشوي ماجد
+ كمبيوتر : مركز M م
+ الطبعة : الأولي – يناير2007م

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:31 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
مقدمة
من سيفصلنا عن محبة المسيح
أشدة أم ضيق أم إضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف .
أكتب إلى ملاك كنيسة أفسس . هذا يقوله المُمسك السبعة الكواكب فى يمينه الماشى فى وسط السبع المناير الذهبية .. أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك ، وإنك لا تقدر أن تحتمل الأشرار وقد جربت القائلين ... إنهم
رسل وليسوا رسلاً فوجدتهم كاذبين وقد إحتملت ولك صبر وتعب من
أجل إسمى ولم تكل . لكن عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى .
( رؤ2: 1-4 )
+ درس لنا جميعاً أن نتمسك بالمحبة التى أعطاها لنا الله منذ الطفولة التى تجعلنا ندخل الملكوت بسببها ، المحبة التى لا تعرف الحسد ولا التفاخر ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق – المحبة هى الدين الوحيد الذى ينبغى أن يكون المسيحى مديون به لكل أحد ولكن المحبة التى أوصانى بها الرب يسوع . "أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه


لأجل أحبائه " (يو15: 12-13) . فجاء الرب يسوع
الحب الحقيقى أحبنا وأسلم ذاته من أجلنا وعلمنا ... " تحب الرب إلهك من كل قلبك وتحب قريبك كنفسك " .
المحبة هى التى تميزنا عن الآخرين كما قال السيد المسيح بهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذى إن كان فيكم حب بعضكم نحو بعض " يجب علينا أن لا نحب الآخرين باللسان وبالكلام فقط بل بالعمل والحق .
وهذا الكتاب يا أحبائى يتكلم عن المحبة العملية المختبرة من المتنيح/ يوسف حليم الذى كتب هذا الكتيب وأختتمه قبل نياحته بأيام وأكمل محبته على الأرض ليكملها فى الفردوس ، المكان الذى هرب منه الحزن والكراهية ، المكان فيه المحبة مجتمعة مع الله المحبة ، لقد كتب لنا المحبة المختبرة منه ومن القديسين وأعطى لنا أمثله عن المحبة حتى نقتاد بها .
أشكر الله الذى جعل إبنه المحبوب الخادم الأمين المتنيح يوسف حليم
أن يعطينا نفس الوصية التى تركها لنا السيد المسيح الأولى والأخيرة أن نحب بعضنا بعضاً كما أحبنا . أطلب من الرب يسوع أن يجعل هذا الكتاب سبب بركة للجميع ، وهى ثمرة من ثمار الروح القدس ويجعل كل قارئ لهذا الكتاب يشعل فيه محبة الله ومحبة الناس

بشفاعات سيدتنا كلنا أمنا ..
العذراء كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم
وبصلوات صاحب القداسة والغبطة المعلم المعظم
قداسة البابا شنودة الثالث
وشريكة فى الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل
الأنبا تيموثاوس
( أسقف عام المطرية وعين شمس وعزبة النخل )

نعمة الرب تشملنا جميعاً ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد أمين .

القس / أثناسيوس يوسف
كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم
بعين شمس الغربية


Ramez5 07 - 07 - 2012 08:33 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
مقدمة
( الله محبة ) هكذا دعي الله نفسه بهذه الصفة ، ولهذا نسمع الحبيب يوحنا الرسول وهو يقول .. ( من قال انه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلي الآن في الظلمة . من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة . وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمت عينيه ) " يو2: 9-11 " .
+ في الحقيقة العقل أصبح في حيرة وأيضاً في حصرة .. لماذا ..؟ أسئله كثيرة مُحيرة لفكر الإنسان .. لماذا تعيش البشرية بهذه الروح النافرة الكارهه لمحبة الله الكلي محبة ..؟ ففي كل مكان نوجد فيه ننظر وإذ الكل ليس فيه خوف الله ونسمع عن كم من المشاكل المعقدة ناسين أن الله محبة لهذا نهتف لهم وننبههم بأن ( بذبور الدخول إلي السماء هو المحبة ) تلك المحبة التي تحتمل كل شئ .
فإن كان شعارنا هو .. ( المحبة ) والتغاضي عن الهفوات والتدريب علي فضيلة الإحتمال ، بالطبع ستكون من خاصة الله الذين قال عنهم ..( طوبي لأنقياء القلب ) فالقلب النقي يُحب ويتحب وهنا نجد تعادل منه ، حقاً ما أحلي وما أجمل أن نعيش في سلام

وفي محبة . فكيف نُدعي أتباع السيد المسيح ونقول يارب
يارب ونحن لا نعمل أعمال الله ..؟ العمر قصير ولا يعلم أحد ما هي نهاية حياته ، لهذا لابد أن ننتبه ونصحي ونقوم من نوم الغفلة ونعيش بروح المحبة تلك الروح التي أوجدنا بها الله . لنتصالح مع الكل ولنتمثل بملك السلام نطلب منه المعونة الإلهية ، علي ان نُحب لكي نتحب ، لكي نجد سلام لأنفسنا ومعه سعادة لقلوبنا وهو القادر أن يمتعنا بسلامة القلب العجيب ، لكي لا نُحرم من السعادة الأبدية في مجده الأبدي . أمين .
ونحن من أجل سعادة كل فرد وكل أسرة طلبنا جادين من روح الله القدوس أن يتمجد ويرشدنا لما فيه نفع للأخرين وبالأكثر
كل المتخاصمين والذين عن المحبة متباعدين ، ولاهين وناسين
الوصية ، بأنه أوصي وقال . ( بهذا أوصيكم حتي تحبوا بعضكم بعضاً ) " يو15: 17 " .
رب المحبة نطلب منه أن يعمل في القلوب ويغيرها ، لكي تكون قلوب لحمية وليست حجرية ، قلوب تعرف معني المحبة وتبدأ من جديد ، لكي تسير في منهاج المحبة الخالصة التي لا تستطيع مياه كثيرة أن تُطفئها .


نطلب منك يارب المحبة أن تتمجد في كل القلوب وبالأخص
القلوب المتخاصمة ، أنت الحب فأعطينا المحبة .. محبة مجانية من عندك ساعدنا وأشملنا بنعمتك الإلهية ، وأعمل بهذه الكلمات البسيطة في قلوبنا . من أجل شفاعة السيدة العذراء وجميع مصاف الملائكة والقديسين وكل طغمات الملائكة الأطهار ، وبصلوات صاحب القداسة القديس البابا شنودة الثالث ذهبي فم هذا الجيل ، ومُشرف منطقتنا عين شمس والمطرية وعزبة النخل سيدنا المعلم المبجل نيافة الحبر الجليل الأنبا تيموثاوس الكلي الإتضاع والمحبة ، نفعنا بصلواتهم عنا ، وتقبل منا هذا العمل من أجل مجدك القدوس . أمين ...

- ملحوظة .. توجد بعض الألفاظ مكتوبه باللغة العامية ،
كما كتبها المؤلف .
المؤلف : أ / يوسف حليم
أمين خدمة إبتدائي
بكنيسة السيدة العذراء مريم
بعين شمس الغربية

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:35 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
تأملات عن المحبة
من خلال رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
( الإصحاح الثالث عشر )
تكلم يا رب من فضلك لأن عبدك سامع ...
بيكلمنا النهاردة الروح القدس وييئول لنا " فإن قال أحد إنى أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب . لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره فكيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره " ( 1يو4: 20 ، 21 ) وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء ... من القلب الطاهر الذى هو مذبح بيقدم عليه صعائد الحب والشكر من الضمير الصالح الذى يعرف المحبة بلا خداع ، وبلا غش ، فمن كان ضميره شريراً كيف يعرف الحب الحقيقى ؟ المحبة هى تلك الملحمة الجميلة التى نظمها الروح القدس على يد القديس بولس الرسول .. جسّد منها عملاً وإختباراً لأبعاد المحبة ، المحبة التى لا تسقط أبداً .
وبنعمة ربنا وبإرشاد روحه القدوس هيكون موضوعنا النهارده عن طريق قصص قصيرة عن المحبة من خلال إختبارات الآباء القديسين

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:37 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
المحبة تتأنى وترفق
( وللأخوة النيام فى الكنيسة ) :
راح بعض الآباء الرهبان لأبيهم الروحى القديس الأنبا بيمن راحولو وفى ألوبهم الغيظ والحقد راحولو عشان يشتكولو من زميل ليهم واللى لاحظوه عليه نومه فى الكنيسة ساعة تأدية الخدمة وألولو نعمل معاه إيه . وأنت هاتعمل معاه إيه ..؟ . ولكنه فى هدوء وهو ملاحظ عليهم فقدان المحبة المتأنية المترفقة وآل لهم إن لقيت أخى نايم فى الكنيسة زى ما أنت قلتم فأنا هافسحلو وأحط راسه على ركبتى عشان يستريح ... فلما سمعوا منه الكلام ده أتذمروا . وآلولو طيب وإيه هو الجواب اللى هاتجاوب بيه السيد المسيح باللى حصل ده ..؟ فرد عليهم وآل لهم هأقول لربى لقد قلت لى إلهى " أخرج الخشبة من عينك أولاً حتى تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك " ومن هنا علمهم حاجة مهمة ، مايصحش ينفذ صبرنا بسرعة ونسرع فى الحكم على الآخرين ، ندين تراخيهم وكسلهم فى الوقت اللى فيه حياتنا مليانه هواناً ، وخشباً كثيراً مالى عيوننا فلا يبص إلا لخطايا الآخرين .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:38 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
المحبة لا تحسد
فى الحئيئة خطية الحسد خطية بشعة أوى .. تأملوا إزاى عن طريقها أسقطت طغمات سمائية وحولتها لقوات شريرة ، ومن بداية الخليقة عمل إيه قايين بأخوه هابيل ؟ وعملوا إيه أسباط إسرائيل بأخوهم يوسف ؟ إزاى حسدوه فألقوه فى البئر أبل ما يبيعوه للإسماعيليين ، الحسد اللى ملا قلب شاول الملك فحب إنه يموت طبيبه داود . داود ده اللى أنقذه وأنقذ شعبه من تعييرات جليات ... هو نفسه الحسد اللى ملا حياة هيرودس بالخوف فموت أبرياء بيت لحم وكمان هو اللى إمتلئ بيه القاده ( قادة اليهود ) فئمتلئوا غيظ على السيد المسيح ومن هنا صلبوه على عود الصليب .
+ قول للقديس كبريانوس .. ( كل الشرور لها حدود . الزانى تنتهى معصيته عند حد إرتكاب التعدى ، اللص تقف جريمته عند حد سرقته ، والمخادع يضع نهاية لغشه ، أما الحاسد فليس له حدود ، إنه شر يعمل على الدوام والخطية ليس لها نهاية ... ) .
+ بفنودة تلميذ الأنبا مكاريوس .. ( كان مليان من الروحانية ومن كل ثمار الروح القدس وزاع خبره فى كل مكان ومن هنا حسده الشيطان .سمح لشيخ أنه يتهمه تهمه باطلة الحسد خلاه

يفكر فكرة شريرة واللى بيها تتشوه صورة بفنودة ده ، إنتهز
فرصة وجوده فى الكنيسة وراح خافى إنجيله المدهب فى وسط سعف بفنوده فى ألب قلايته ، وبسرعة راح جارى على الأنبا إيسيذورس قسيس القلالى وحكى له بالسرقة ، فبسرعة راح موقف الصلاة وتتفتش كل القلالى علشان السارق ياخد عقابه. وساعتها الراهب الشيخ بالطبع منتظر الفضيحة . وظهر إن بفنوده هو السارق لأنه كان متلبس بالجريمة وطبعاً مش ممكن يدافع عن نفسه كان متشبهاً بسيده الذى سيق للذبح أما هو فتذلل ولم يفتح فاه . وإبل بنفس راضيه إنه يؤف على عتبة الكنيسة ينحنى لكل الداخلين لطلب منهم المغفرة والصلاة من أجله ، والدموع ماليه عينيه لكن كان لا بد إن يظهر الحق ولو كان مدفون فى التراب . ففى يوم من الأيام الرهبان فوجئوا إن الشيخ ده متأزم ومتألم يقوم من على الأرض ويقع ثانياً مسكين الشيخ ده دخله شيطان ، وكان بيصرعه ولم يشفق على شيخوخته ، وفى الوقت ده كان الأنبا إيسيذورس مشهود بإخراج الشياطين لكنه عجز عن إخراج الروح ده وساعتها سأله أى شر عملت حتى صرت مسكنناً طيباً للشيطان مش عاوز يخرج منك وقدام الرهبان يعترف بالحقيقة وساعتها الأنبا إيسيذورس

يقوله مش ممكن يخرجه منك أيها الشيخ الحاسد إلا
بفنوده الذى أحتملك وإحتملنا كلنا . وينحنى الشيخ المعذب أُدام بفنوده ليصلى عليه ويعتقه من الشيطان. هذا الراهب الشيخ لو كان عند محبة مش ممكن كان دخل فيه الشيطان لأن المحبة لا تحسد .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:40 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ
موسى النبي عندما تزوج من الكوشية تكلمت عليه مريم أخته وهارون أخيه ودبت الغيره فى قلبهما وبسبب هذا تدخل الله ذاته وآل لهم أخرجوا من هنا إلى خيمة الإجتماع المكان الذى إرتضى فيه الله أن يجتمع مع شعبه وهم الثلاثة موسى وهارون ومريم حسب طلب ربنا توجهوا وساعتها راح طالب مريم وهارون فخرجوا إليه ونزل ساعتها ربنا فى عمود السحاب ووقف على باب الخيمة وساعتها قال لهم معاتباً ، إسمعوا كلامى إن كان منكم نبى للرب فبالرؤيا أستعلن له فى الحلم . وأكلمه . أما عبدى موسى فليس هكذا بل هو أمين فى بيتى ، أتكلم معه ، لماذا لا تخشيان أن تتكلما على عبدى موسى ؟ . وحمى غضب الرب عليهما ومضى ، مضى ليترك مريم برصاء كالثلج ينخر فى عظامها المرض
بعد أن نخر فى قلبها الحسد.. مش هو ده كلام الإنجيل لما
بيوصينا ويقولنا ، " لا شيئا بتحزب او بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض افضل من انفسهم " ( فى 2: 3 ) ، " وأدين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضاً فى الكرامة " ( رو12: 10 ) .
+ محبة لا تتفاخر ، لا تنتفخ ، لا تحقر ، تضع مكاناً لأقل أخ فى البشرية ، وفى قول جميل للشيخ الروحانى " يوحنا سابا " بيقول إيه ... ( فإن كنت قد ولدت بالمسيح حقاً فكل مولود من المسيح هو أخوك ، فإن أحببت نفسك أكثر من أخيك فهذه الزيادة ليست من المسيح ، ليه ؟ لأن المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ) .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:41 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
ولا تطلب ما لنفسها
هل رأيت عنئود العنب الذي دخل التاريخ ..؟ راهب طيب يلائي عنئود العنب في غير أوانه فيأخذه وهو فرحان ويأدموه هدية للقديس الأنبا مقار ويشكره أبو مقار علي هذا وساعتها يقول هذا العنئود من نصيب الأخ المسن المريض هو في حاجه ليه . لكن المسن ده يؤل في نفسُه ده هيكون من نصيب الراهب المبتدئ حديث الرهبنة . وهكذا فضل العنئود يلف من راهب لراهب لغاية ما رجع تاني لأبو مقار هذا العنئود الذي دخل التاريخ من باب عظيم
باب المحبة التي تنكر نفسها لأن المحبة لا تطلب ما لنفسها

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:42 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
ولا تحتد
إن إحتد أحد على أخوه وأحزنه فلا ينام قبل أن يصالحه بحلاوة المحبة فالوصية بتطالبنا " لا تغيب الشمس على غيظكم " محبتنا لبعض لابد أنها تكون حقيقية تتسم بالهدوء ، والإنسان اللى ما بيحتدش هو اللى بيحفظ قلبه وباطنه من روح الغضب والسخط ... إلخ .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:43 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
ولا تظن السُوء
نلائى أن القلب الفارغ من المحبة هو اللى بيكون مليان بالشر والخطية والإنسان لما يظن السوء فى الآخرين مش ممكن ينجى من خطية الإدانة والخطية دى خاطئة جداً ، عايزين نتأمل فى نظرة ربنا يسوع المسيح القدوس لكل الخطاه ..! الخطاه إللى قعد معاهم وأكل معاهم ودخل بيوتهم لكن فيه نقطة مهمة وهى إنه أبل ما كان بيدخل بيوتهم كان الأول بيدخل قلوبهم ويملك عليها بمحبته ، دخل أريحا مدينة الكهنة لكنه إختار بيت زكا عشان يبيت فيه وساعتها الكتبة والفريسيون آلوا إنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ يا إخوتى الكامل هو اللى يحسب نفسه إن كل الناس أفضل منه.
وعديم المعرفة هو الذى يرذل رفقاءه بـإزدراء حسب قــول
( يوحنا التبايسى ) .
والراهب الذي كان علي فراش الموت : الكل يقولون متي يصلح هذا الراهب من شأنه . أزاي بس عايش بكل هذا التواني في المكان المقدس ده . ده بقعة سوداء تلطخ جبيننا .. ليه ساكت عليه الرئيس وكانوا كلهم متذمرين عليه والكل ظنوا فيه السُوء . وجت ساعة الفراق فكان لابد لهم أن يجتمعوا حوله لكي يتعلموا منه درساً فات عليهم لكنهم وجدوه يبتسم فرحان ولما سألوه عن سر الفرح ده رغم تهاونه قال لهم ... فعلاً أنا كدا لكن الملاك جاني وفي إيده كتاب خطاياي وآل لي .. أنت عارف كتاب مين ده الملطخ بالوحل ، فرديت عليه أيوه أنا إللي عملتوه بإرادتي ، ولكن ليّ رجاء وفي توسل ، أنا من ساعة ما بقيت راهب ما دنتش حد أو أزداريت بحد ، ولا نمت وفي ألبي حقد علي أي حد . وأنا أرجو أن يكمل فيّ الله وعده ( لا تدينوا كي لا تدانوا ) أتركوا يترك لكم .
أنه حقي .. حق إنجيل ربنا يسوع المسيح ، وللحال مزق الملاك كتاب خطاياي بسبب حفظي لهذه الوصية ، وانتفع الأخوة الرهبان واتعلموا درس جديد لأن المحبة لا تظن السُوء .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:44 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
ولا تفرح بالإثم
إثنان رهبان كانو عايشين طقس الملائكة واحد منهم شيطان الزني تملك عليه فصمم أنه ينزل العالم ، لكن صديقة ده رفض كلامه ، ولما لئاه مصمم آلوه وأنا معاك هنزل العالم لكنه راح وحكي لأبيه الروحي الموضوع وكانت دموعه منهرة من عينيه ، ففرح الأب الروحي من أجل محبة الراهب ده وآلوه لو أصر فأنزل معاه وإتأكد من أجل محبتك له ودموعك أن الله لا يتركك وهتشوف عمله إللي هيفرح ألبك . وفعلاً نزلوا مع بعض العالم ، الراهب المغلوب من شهوته كان عئله تايه في العالم ، لكن كان زميله بيشده لقداسة السيرة ولديره مرة تانية ، فهو كان سايب ألبه هناك وكانت دموعه بتقلق السماء وبتصرخ للإله الحي . وفجأة راح وائف الراهب المهزوم ده وهو بيبص لدموع زميله دموع المحبة التي لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق وآلوه إيه هينفعني من لذة التراب دي هتزول فأي نفع لي أنا الشقي وراح أيل لزميله من أجل دموعك التي تكره الإثم . ربنا نور بصيرتي ورفع الله عني القتال ، ماكنتش آدر أقاومه هيا نعود إلي شهوة الحب المقدس ورجع لمحبته الأولي " وفعلاً المحبة لا تفرح بالإثم "

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:44 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
تحتمل كل شئ
المحبة لازم تحتمل كل شئ ، يارتنا ندرب أنفسنا علي أننا نحتمل بعض في صبر نتحمل نقائص الأخرين وضعفاتهم ، مهما كان شأنها ، ولازم نعرف إن أحنا فينا عيوب كثيرة لازم الأخرين يحتملوها ...
+ كان القديس يوحنا القصير بمحبته الكبيرة محبته التي تحتمل كل شئ ، كان بيقصده أولاده الرهبان ويسألوه وهو يرد علي أسئلتهم بطول آناة .. وفي الوئت ده كان فيه شيخ كثير النسيان يسأل القديس ويرد عليه لكنه بينسى علي طول ويرجع ويسأل تاني القديس نفس السؤال ويرد عليه بكل هدوء لكن الشيخ ده خجل خجل شديد من كثرة الأسئلة وأمتنع عن الذهاب ليه ، لكن القديس يوحنا قابله وسأله عن سبب عدم مجيئة فأعترف الشيخ باللي في قلبه ، لكن القديس يوحنا إبتسم ودخله قلايته وآله .. ولع الشمعة دي وعمل زي ما آله ، وبعدين آله هات من المكان ده كل الشمع إللي هتلائيه ، وجاب الشمع كله ، فئاله القديس يوحنا ولعهم وحده وحده من الشمعه دي ، وعمل الشيخ كده وهنا بص ليه القديس وآله يا تري الشمعة دي إتأذت عشان أنت
أخذت منها وولعت كل الشمع ده ..؟ وهل ضعف نورها
يا أبي ..؟ وبسبب المحبة دي إللي أظهرها القديس للشيخ تلك المحبة التي تحتمل كل شئ إن الله شفي الشيخ من النسيان .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:45 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
تصدق كل شئ
كان ساكن بجوار القبور في خدمة معلمه وطاعته ، فلمح الشيخ الكبير ( أنبا بيموا ) قُله بين المقابر فقال لتلميذه يوحنا هات القله دي فيرد عليه القديس يوحنا القصير ويئول له ... لكن فيه هناك ضبعه عايشة اعمل ايه لو أبلتني ..؟! فرد عليه الشيخ وآل له إن أبلتك وأربت منك أربطها وهاتها هنا . وراح فعلاً يوحنا القصير إللي كان متعلم المحبة الغامرة ، وإللي كان بيصدق كل إللي بيئولوا معلمه الشيخ ، وكان الوئت مساء والشمس أربت تغيب وشافته الضبعه وراحت مئربه منه لكنها شافت فيه صورة خالقه ، فراحت متغيرة عن طبعها وسابته ، وساعتها آل لها وهو بيجري وراها أن معلمي طلب مني أمسكك وأربطك وأوديك ليه ، فراحت علي طول وائفة وبئيت كحمل وديع أستسلمت لوداعته ، فراح حاططها في حضنه ومودياها لمعلمه وساعتها إتعجب معلمه من محبته التي
تصدق كل شئ ورفع رأسه للسماء يشكر الله ويمجده، لكن
عشان يحميه من الكبرياء آلوه أنا طلبت منك الضبعة جايبلي كلب ، فراح سايبها القديس يوحنا وهو مكسوف وخجلان بس لابد أن تكون المحبة دي إللي بتصدق كل شئ تكون خارجة من قلب عمران بمحبة الله الكاملة .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:46 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
ترجوا كل شئ
بيئول القديس أغسطينوس .. الرجاء ضروري طالما أنك لا تري ما تؤمن به . خوفاً من أن تيأس مما لا تري فتفقد الإيمان . إسمع صوت المسيح الذي يعد ويقول : إني أحفظ لك ما وعدتك به . شيد الرجاء في قلبك وأطرد منه عدم الأمانة . ها قد صنعت من أجلك ما هو أعظم من ذلك بكثير ..
+ كانت ليلة عيد الميلاد ورجع ابراهيم الجوهري لبيته بعد حضور القداس الإلهي ، ولما دخل شاف أن البيت كله ظلمة وساعتها وئعت عنيه علي ميراته وهي أعدة في ركن من البيت فألها حصل إيه إنت مش عارفة إن النهاردة ليلة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح . فألتله إزاي نفرح .. فآل لها الأولاد مش بخير فآلتله هما بخير الحمد لله ، لكن إخواتو واحد منهم مش بخير .

وساعتها عرف إن جارهم الفئير المسكين أتسجن ظلم وبيته
مئلوب لمحزنة ، وبسرعة ينزل من بيته في نصف الليل ويعمل محاولاته لغاية ما يخرجه من السجن وساعتها طبق وصية الكتاب فرحاً مع الفرحين ، ورجع لبيت جاره الفرح ، لأن المحبة ترجوا كل شئ . ترجوا الخير والمحبة والسعادة والهناء لكل الناس ..

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:47 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
وتصبر علي كل شئ
هنا المحبة بتصبر علي كل ما يصيبها من ضيق أو أضطهاد من الخطاة والمسئيين إليها ، طمعاً في برهم وصلاحهم ، تعالوا نشوف المحبة العملية إللي بتصبر علي كل شئ ... أخّين كانوا ساكنين في البرية وحب الشيطان إنه يفرء بينهم ، في الليل ولع الأخ الصغير المصباح ووضعه كعادة كل يوم في المكان المرتفع ، لكن الشيطان عدو كل خير ، بحيلة ماكرة وئع المصباح فراح مطفي وهنا الأخ التاني ده نزل علي أخوه ضرب ، لكن الأخ الصغير إللي كان ألبه مليان محبه ، المحبة التي تصبر علي كل شئ عمل له مطانية وآله ماتزعلش يا أخي طول روحك عليَّ ، وأنا هاولعه ليك تاني . ومن أجل حب الأخ الصغير عذب ربنا الشيطان إللي عمل الحركة دي ، لغاية الصبح . فراح الشيطان لرئيسه في هيكل الأوثان يحكي له
قصة عذابه وقصة صبر الأخ ، وكاهن الهيكل عمال يسمع الكلام وهو مندهش من محبة الصغير ومن صبره لأخيه الكبير ، إندهش من المحبة التي تصبر علي كل شئ ، وبعدين قرر أنه لا عوده في قراره أنه لابد أن يترك ويهجر الأوثان ، ومش ممكن يبقي خادم للشيطان لكنه هيروح ويترهبن وينضم لزمرة الرهبان المجاهدين بالحب والإتضاع . الغالبين بقوة الله .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:49 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
المحبة وما مقدارها ...
قال السيد المسيح بفمه الطاهر معلمنا إيانا ( وإن أحببتم الذين يحبونكم فأي فضل لكم ...؟ فأن الخطاة أيضاً يفعلون هكذا .. )
" لو6: 32-33 "
ومن جمال الكنيسة في صلاة باكر بالأجبية جعلت رسالة المحبة في مقدمة الصلاة لكي نبدأ بها نهارنا " أسألكم أنا الأسير فى الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم إليها بكل تواضع القلب والوداعة وبطول آناه ، محتملين بعضكم بعضاً فى المحبة ، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل لكى تكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً ، كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد ، رب واحد ، إيمان واحد ، معمودية واحدة " ( أف4: 1-5 ) .
فصوت المحبة مع بداية اليوم يصرخ فى آذان كل واحد " محتملين بعضكم بعضاً فى المحبة " فهى مقدارها عظيم جداً ، وكما يقولون فى الأمثال الشعبية ( بصلة المحب خروف ) وهكذا قيل فى سفر الأمثال " أكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف

ومعه بغضة " ( أم15: 17 ) ، فالمحبة فعل وليس كلام
وهى من أحلى وأشهى المعانى التى عرفتها البشرية ، رنينها جميل لسمع الأذن ، وصوتها لسامعيها يثلج القلوب التى تطلب السلام وتريد أن تنجى نفسها من أى تعب أو أى مرض ، المحبة التى لا غنى عنها لكل نفس فمن كان متعب القلب أو مر النفس وتغنى بقيثارة المحبة تعود إليه بهجة القلب ويحفظ نفسه من أخطار كثيرة ، وهكذا يطالبنا الكتاب بالمحبة ... " وأسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً " ( أف5: 2 ) . ويقول القديس يعقوب الرسول " من أين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذاتكم المحاربة فى أعضائكم ، تشتهون ولستم تمتلكون ، تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا ، تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون ، تطلبون ولستم تأخذون لأنككم تطلبون ردياً لكى تنفقوا فى لذاتكم " ( يع4: 1-3 ) . ومع صفحات هذا الكتيب الصغير سنعيش مع كلمات المحبة التى فاها بها الرسول بولس فى الإصحاح الثالث عشر مع رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس . وسنجد رد الفعل لها من خلال قصص حقيقية جمعناها من بستان القديسين المملوئين بالروح القدس وبروح المحبة .

فهو فى بداية الرسالة يقول "إن كنت أتكلم بألسنة الناس
والملائكة ولكن ليست لى محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن " . ولكنه عندما بدأ الكلام عن المحبة قال " وأما غاية الوصية فهى من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء " من القلب الطاهر الذى هو بمثابة مذبح لله يقدم عليه صعائد الحب والشكر ، من الضمير الصالح الذى يعيش فى داخل قلوبنا بروح المحبة بدون خداع ولا غش لأنه من كان ضميره شريراً كيف يعرف طريق الحب الحقيقى ؟ ومن إيمان بلا رياء ، هذا الإيمان الذى يمتدح ، الإيمان العامل بالمحبة ، لأنه لا يمكن بسهولة أن يقتنى الإيمان بدون محبة ، وهذا ما تفعله الشياطين ولكن ليس بالإستطاعة أن تقتنى المحبة دون الإيمان بالله . الله المحبة . ولا ننسى أن أعظم الفضائل وتاجها فضيلة المحبة التى هى غاية الوصية وتكميل الناموس والدرة الغالية والكنز الثمين بين كل الفضائل .
المحبة هى تلك الملحمة الجميلة التى نظمها الروح القدس على لسان العطر بولس الرسول وجسّد منها عملاً وإختباراً ، المحبة التى لا تسقط أبداً ... ولنعود ونبدأ من بداية الإصحاح والرسالة " إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لى محبة فقد صرت

نحاساً يطن أو صنجاً يرن وإن كانت لى نبوة وأعلم جميع الأسرار
وكل علم ، وإن كان لى كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لى محبة فلست شيئاً ، وإن أطعمت كل أموالى وإن سلمت جسدى حتى إحترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئاً .
+ المحبة تتأنى وترفق .

+ المحبة لا تحسد .
+ المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح .
+ ولا تطلب ما لنفسها ، ولا تحتد .

+ ولا تظن السوء .
+ ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق .

+ تحتمل كل شئ .
+ تصدق كل شئ ، وترجوا كل شئ .

+ تصبر على كل شئ .
+ المحبة لا تسقط أبداً . ( 1كو13: 1-8 )


Ramez5 07 - 07 - 2012 08:50 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
الطاعة وبائع السمك
حقاً لقد إختار الله جهلاء العالم لكى يخزى بهم الحكماء .
كان من عادة هذا البائع فى يوم الرب يوم الأحد أن يغلق متجره ويذهب إلى الدير فى البرية حيث إعتاد أن يقضى هذا اليوم المقدس فى خلوة روحبه مع الله ، وفى وسط الأماكن المقدسة وهناك تقابل مع الأنبا بيمن يسمع منه ويتأمل ولكنه فوجئ هذه المرة

بالذات بأن طلب منه الأنبا بيمن أن يقف ويكلم الحاضرين
وكم كانت دهشة بائع السمك من هذا الطلب إذ كيف وهو بمحدود المعرفة أن يقف بينهم ويعظهم ويعلمهم ولكن إزاء إلحاح القديس عليه وإزاء محبته لله ولفضيلة الطاعة . طاعة مرشده طلب صلوات الأنبا بيمين ، وقبلها أرشاد الروح القدس ومن أجل المحبة وقف يقول للجموع ...
+ كان لرجل ثلاثة أصدقاء وأراد هذا الرجل أن يذهب لمقابلة الملك ولكنه أحب أن يذهب معه أحد أصدقاءه ولا يذهب وحيداً ، طرق باب صديقه الأول يطلب صحبته والذهاب معه لمقابلة الملك . فرحب الصديق الأول بالذهاب معه ، ولكن علي شرط أنه لا يقدر علي مصاحبته إلا إلي منتصف الطريق ، فتركه الرجل وذهب إلي صديقه الثاني أكثر سخاءً ، رحب بدعوته بأنه سيصاحبه ولكن إلي باب القصر فقط ، هذا الرجل عندما لم يجد فائدة من الأثنان ذهب إلي صديقه الثالث ولما دعاه كان رد صديقه عليه إني ذاهب معك وسأدخل معك إلي حضرته بل وأتكلم نيابة عنك .. وهنا إمتلأ قلب الرجل بالسرور . وهنا أعتدل بائع السمك في وقفته ووجه سؤاله للحاضرين.. من يــاتــري يكــون هـــــؤلاء

الأصدقاء الثلاثة .. وساعتها سكت الحاضرون وعجزوا
عن الإجابة ، ولكن بكل محبة فسر لهم المثل وقال .. الصديق الأول إنه النسك ، مجرد النسك الذي يخلو تماماً من فعل المحبة ، هذا النسك الذي قال عنه القديس بولس الرسول .. وإن سلمت جسدي حتي أحترق ، ولكن ليس لي محبة فلا أنتفع شيئاً ، هذه هي الأصوام الباطلة ، التي فعلتها في القديم الملكة إيزابل الشريرة ، التي وهي تضمر بسبق الإصرار قتل نابوت اليزرعيلي الذي أبي أن يفرط في ميراث أبائه وأجداده ، ووقف وقفة رجل شجاع أمام زوجها الملك أخاب الشرير . هذه التي أرادت قتله نادت بصوم ، وأوصت الشهود أن يقولوا ضد الرجل أنه جدف فكانت أن قتلت الرجل بأيدي رجال تنسكوا في صوم مزيف باطل يخلو من كل محبة . أما الصديق الثاني فقال عنه .. إنه القداسة ، التي بدونها لا يري أحد الرب ، الله هو الذي وحده قدوس القديسين ، لا يستريح إلا في قلوب قديسيه ، الله الذي هو النور الأعظم ، كيف يدنو منه إلا الذي التحف بالنور .. التحف بالقداسة ...؟ وأنهي الرجل حديثة عن الصديق الثانى : أما الصديق الثالث فلعلكم تكونوا قد عرفتموه أنه المحبة .. المحبة التي أحبنا بها الله ، حتي دعانا أبناءه

المحبة التي بها ومن خلالها نصرخ ونقول.. يا أبا الأب . المحبة
التي بها نقتحم السماء ، فهي التي تجلسنا معه في السماء وياه . المحبة التي نلناها من جنبة المطعون ، حيث سال الدم والماء .
المحبة التي هي قوية كالموت ، لهيبها نار لظى الرب ( نش8: 6، 7 ) ، مياه كثيرة لا تقدر أن تطفئها والسيول لا تغمرها ، لا تقوى عليها ...
تلك قصة سريعة تبين لنا مقدار المحبة العاملة بوصية الكتاب : لكن وماذا عن المحبة أيضاً ...؟ فهى أيضاً ..

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:51 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
تتأنى وترفق
تلك هى المحبة بمعناها الأصيل وهذا يعنى مسئولية الصبر والترفق على الضعيف وإحتماله ، فمن الممكن أن يكون سبب ضعفه وقوعه فى عدة مشاكل مختلفة خارجة عن إرادته ولهذا علينا واجب ألا وهو الإحتمال بروح التأنى لأن المحبة ...
" تتأنى وترفق ... ولكن .. ولكن ماذا ..؟ .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:52 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
مسئوليات المحبة المسيحية
لقد أوضح الرسول بولس مسئوليات المحبة عندما تحدث فى رسالته الأولى لأهل كورنثوس عن أهمية المحبة وتفوقها عن كافة
المواهب الروحية بقوله "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة
ولكن ليست لى محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن " فمن سمات المحبة المسيحية أنها ... محبة إلهية من خلال السيد المسيح .. غير متحيزة .. غير نفسانية .. غير نقصية .. وهى موحدة تجمع ولا تفرق .. تربط ولا تقسم .
محبة روحية من خلال الحق ( ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس ) . لا تجامل على حساب الحق ولا تقبح دفاعاً عن الحق . وهكذا يعيش المسيحى الحقيقى بروح مسيحية يثبت فى النور والحق .
والرسول يوحنا الحبيب يؤكد لنا أهمية الفاعلية العملية للمحبة من مودة وخدمة الطاعة وعطف ولا مانع من إنفاق مادى ومعنوى لأن هذه هى التى تبرهن على صدق المحبة وأصالتها ونقاوتها.. " يا أولادى لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق .. من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه " . ( 1يو3: 17 – 18 ) .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:52 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
المحبة يلزم أن تكون طاهرة
قول جميل ونافع لنا نسمعه من القديس الأنبا أنطونيوس الكبير الذى يحب الرب فهو يحب الكل ، فيا أولادى الأحباء لا تكلوا

ولا تملوا من محبة بعضكم لبعض بل إجعلوا هذا الجسد
الذى تلبسونه مجمرة ترفعون فيها جميع أفكاركم ومشوراتكم إلى الرب ، يرفع عقولكم إليه وتقديم قلوبكم له ، وأطلبوا منه أن يوقد فيكم نار محبته لتحرق وتطهر كل ما فى تلك المجمرة ..

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:53 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
المحبة يلزم أن تكون عملية
فى هذا يعلمنا أيضاً مار فليكسينوس قائلاً : " أن سيدنا لم يعلمنا أن نحفظ جميع الوصايا بالكلام فقط بل أرانا ذلك بأفعاله أيضاً لأنه مكتوب أنه أبتدأ يعمل ويعلم ويكمل جميع الوصايا واحدة واحدة .. وهذه جميعها أكملها بالفعل ، فلا يمكن للإنسان أن يكون محباً إلا بحفظ الوصايا عملياً وإن لم يحفظها فإنه لا يرث الحياة "
وهذا معناه أنه يجب أن تكون المحبة محبة عملية " من قال أنه فى النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن فى الظلمة ، من يحب أخاه يثبت فى النور وليس فيه عثرة ، وأما من يبغض أخاه فهو فى الظلمة ، وفى الظلمة يسلك ولا يعلم إلى أين يمضى لأن الظلمة أعمت عينيه " (1يو2: 9 – 11)
كل من يحب فقد ولد من الله ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة
(1يو4: 7-8 ) وهكذا نجد أن المسيحية تعتبر الثبوت فى المحبة ثبوتاً فى الله وثبوتاً فى النور وولادة من الله ومعرفة حقيقية للحق.

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:54 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
الأخوة النائمين فى داخل الكنيسة
بعض الآباء الرهبان ذهبوا إلى أبيهم الروحى القديس الأنبا بيمن وكان فى قلبهم غيظ وكمد وبكل حماس يعوزه البصيره والشفقة إبتدأوا يشكون حال زميلهم الذى لاحظوا عليه نومه الدائم فى الكنيسة وذلك فى أثناء تأدية الخدمات ، لقد وجدنا أخاً لنا نائماً فى الكنيسة أثناء الصلاة وحيث تحين ساعة الجهاد ، فماذا تفعل إذاء هذا الوضع يا أبانا ..؟ وكان رد القديس المملوء من الروح القدس روح الحكمة ، بعد أن رأى ولاحظ عليهم فقدان المحبة المتأنية المترفقة قال لهم : أن وجدت أخى نائماً فى الكنيسة كما تقولون فإنى أفسح له . وأضع رأسه على ركبتى ليستريح . ولما سمعوا كلامه هذا تذمر الأخوة وظن واحداً منهم أن معلمهم جانب الصواب فى رده فسأل متجاسراً ، وما الجواب الذى تعطيه للسيد المسيح ، إزاء هذا العمل ، يوم الدين ..؟ هنا أطرق القديس إلى الأرض وتكلم فى عذوبة وثقة وقال معلماً إياهم ، سأقول لربى.. لقد قلت لى إلهى ، أخرج الخشبة من عينيك أولاً – حتى تبصر جيداً أن تخرج القذى من عين أخيك . وكان درساً نافعاً لهم وبعده خرج الأخوة منتفعين منصرفين ... ولكنهم قبل أن ينصرفوا
ألا نتعلم نحن الدرس ، فلا ينفذ صبرنا سريعاً ونسرع فى
الحكم على الآخرين ، ندين تراخيهم وكسلهم فى الوقت الذى تمتلأ فيه حياتنا هواناً . وخشباً كثيراً
يملأ عيوننا فلا نلتفت إلا إلى خطايا الآخرين .
بينما تتزاحم خطايانا فينا ، خطايانا الكثير
التى تدعونا إلى الخزى والعار .
- ولا ننسى هذا الدرس والذى كان صاحبه هو الأنبا موسى الأسود عندما دعوه إلى المجمع لمحاكمة أحد الأخوة وعندما ألحوا عليه فى الحضور جاء إليهم وكان حاملاً وراء ظهره شبه شيكارة مملوءة رمال ولكنها مثقوبة فكانت الرمال تخرج منها وعندما سألوه عن فعله هذا أجابهم .. خطاياى وراء ظهرى ولم أنظرها واليوم جئت لأدين أخى " حقاً لا تدينوا لكى لا تدانوا " وحقاً أن المحبة تتأنى وترفق ... ولسان العطر معلمنا القديس بولس الرسول يقول لأهل كولوسى فى الإصحاح الثالث ومن العدد الثانى عشر إلى العدد الخامس عشر " فألبسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ، ولطفاً ، وتواضعاً ، ووداعة ، وطول أناة ، محتملين بعضكم بعضاً ، ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح

هكذا أنتم أيضاً "فكلمة المحبة كلمة جميلة لحنها شيق ونغمتها
سماوية ملائكية وفى الحقيقة أن المحبة لا يستطيع أن يتحلى بها سوى المتضعين ، يقول القديس مار أوغريس " الوديع ولو صنعوا به كل شر لا يتخلى عن المحبة " وأيضاً " الإنسان المتواضع لا يغضب من أحد ولا يغضب أحداً ، أصل الإدانة عدم المحبة لأن المحبة تغطى كل عيب " ، وهكذا دعانا معلمنا بولس الرسول أن تكون كل حياتنا هى فى نمط واحد المحبة " لتصر كل أموركم فى المحبة " . ( 1كو16: 14 ) وماذا أيضاً عن .. " المحبة التى تتأنى وترفق ..؟ .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:55 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
وكسبت السماء الرجل
لقد ذهب الجندى مع كتيبته إلى إسنا لكى يمارس فيها جنديته حسب الأوامر وهناك رأى العجب " رأى المحبة العملية " إذ كيف يذهب إليكم ليضطهدهم ويقابل منهم بكل هذا الحب هناك وجد من يقدم له الطعام والشراب وعندما سأل لماذا يفعلون معنا كل هذا بينما نحن جئنا إليهم لنحتل مدينتهم وندب فيها الخراب ..؟ كان ردهم هو بأنهم مسيحيون من خاصة السيد المسيح ، والذى منه تعلموا المحبة العملية ، المحبة المحتملة ، المحبة الفاخرة ، وهنا تحول وهو منحنى بروح الإتضاع أمام أهل إسنا لقد غيرت فيه الذئب

وحولته إلى الحمل الوديع. هذا هو القديس الأنبا باخوميوس
أب الشركة ، الذى صار جندياً صالحاً للسيد المسيح وهو وأن تحول إلى محبة ووداعة الحمل الوديع لكن كان لا يزال على طبعه جاداً وحازماً رغم ما يغمر قلبه من محبة الله وكل الناس ، ففى مرة من المرات جاءه تلميذه ثيئودوسيوس ليخبره بأن واحداً من زملائك قرر ترك حياة الرهبنة ، ليعود إلى العالم ، هذا العالم الذى مات عنه من زمن لبسه زى الرهبنة ، وهنا تساءل الأنبا باخوميوس عن السبب وكان رد تلميذه فى محبة متجاسرة . من أجل معاملتك له القاسية . فلقد عاملته يا أبى بقسوة أكثر من مرة حتى شك فى محبتك له ، ولست أدرى ماذا سينتهى إليه حال زميلى ..؟ معذرة يا أبى فقد سلكت معه سلوكاً غريباً ، هكذا تصرفت لكى أؤخر إنصرافه فقد إستمعت إليه وهو يشكو . ثم بادلته الشعور ، بل تظاهرت أيضاً إننى أضيق ذرعاً بمعاملتك القاسية . رغم إننى على ثقة يا معلمى إنك تطيل آناتك علىّ ... وبحكمة الروح القدس الحال فيه طلب من تلميذه أن يجئ به إليه على شرط مصحوب بالرجاء " أرجوا يا إبنى أن تطيعنى فيما أوصيك به الآن ... هل تعد نى..؟ وكان رد تلميذه – سأكون مطيعاً لك يا أبى...

تعال معه ووبخنى أمامه بشدة لا تشفق علىّ من أجل السيد
المسيح . وبخ قساوة قلبى وسوء تدبيرى عساه يكشف ما لم يستطيع أن يكتشفه . وحاول تلميذه أن يعترض ولكن نظرة من عين القديس جعلته يذكر وعده هذا الذى تعلم دوماً أن يكون فى طاعة . وعادا سوياً التلميذ والراهب المزمع أن يترك مكانه ، وبدأ التلميذ حسب الوعد من معلمه يتحدث إلى القديس ، والقديس إليه سامعاً وبكل جسارة بدأ يوبخه على قساوته فى معاملة الرهبان ، بينما كان القديس فى وداعته يحتمل ويطيل آناته ولا يظهر عليه الغضب بل يشع من وجهه كل محبة ، الأمر الذى جعل الراهب الآخر يخجل بل ينتهر زميله على تجاسره ، وهنا حدثت المعجزة ، فقد صنع الراهب ميطانية لأبيه الروحى بعد أن أدرك محبة القديس ، صبره وطول آناته وترفقه وقال – ها أنا أعود يا أبى إلى سيرتى . محبتك وطول آناتك وترفقك يعيدانى إلى سيرتى . وإنصرفا بعد أن أعطاهما القديس باخوميوس الدرس العملى فى أن " المحبة تتأنى وترفق ...
ولنعود سوياً لكى يحكى لنا تاريخ عن تأثير المحبة العملية وعن المحبة العاملة بوصايا السيد المسيح ...

ذات يوماً وكان المعلم جرجس أخو المعلم إبراهيم الجوهرى
كان ماراً فى أحد الشوارع وفجأة يجد من أطال لسان الشر عليه وظل يقذفه بالألفاظ الشريرة ، مما جعله أى المعلم جرجس أن ذهب إلى أخيه غاضباً وصائحاً فيه ، بأن هذا الرجل لابد من تأديبه وعندما إستفهم أخيه منه عن السبب قال له مهدئاً سأقطع لك لسانه ، وكان يقصد قطع لسان الشر الحال بداخله . وكما قال الرسول
" فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فإسقيه . لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه ، لا يغلبنك الشر بل إغلب الشر بالخير :
( رو12: 20-21 ) ، ليتنا نتعلم كيف نغلب الشر وننتصر عليه بسلاح المحبة ..؟ فالمعلم إبراهيم كلف خادمه بأن يحمل لهذا الرجل الذى أساء إلي أخيه جرجس بأن يحمل له إلى منزله تلك الأشياء والتى كانت عبارة عن أقمشة ودقيق وأرز ... إلخ .. وهنا تم تحويل البغضة إلى محبة والجفاء إلى الترحيب والشر إلى الخير وهذا ما جعل المعلم جرجس يتساءل ماذا جرى لهذا الرجل الذى كان بالأمس يهاجمنى بلسان الشر أما الآن فيقابلنى بالترحيب وبكل الحفاوة..؟ لقد غيرته المحبة التى أظهرها المعلم إبراهيم الجوهرى من نحوه وأمتص بهذا كل كراهية وكل بغضة إلى محبة وإلى ترحاب

بمن أطال لسان الشر عليه فحقاً " غاية الوصية فهى
المحبة من قلب طاهر ... إلخ ".

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:56 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
وأيضاً ماذا عن المحبة المترفقة المتأنية ..؟
فهى كثيرة وتعالي بنا نتعلم من المعلم الصالح كيف خدم فهو القائل بفمه الطاهر " ما جئت لأُخُدم بل لأخدِم وأبذل نفسى عن كثيرين " ففى حب كامل سار مسافة طويلة عند وقت الظهيرة لكى ما ينقذ المرأة السامرية المكروهة من عامة الناس ، بسبب
سوء سلوكها ، كيف ذهب إليها ليخلصها ..؟
وأيضاً بارك المرأة الخاطئة ولم يهتم
بالرجل العظيم الذى دعاه للحفل ،
وأعلن أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة . ولم يهتم بالعدد والمظهر ، وفرح فرحاً عظيماً عندما وجد الدرهم المفقود والخروف الضال ، وعانق إبنه عندما رجع إليه ، هكذا يعلمنا رب المجد أننا إن أردنا حياة سعيدة تضمن لنا الملكوت ، إن أردنا صفقة رابحة فالنقيس هذا بمقياس الحب المقدس للسيد المسيح الذى " بين محبته لنا إذ ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا " .

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:57 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
علاقتنا نحن بالآخرين
سأل ناموسى السيد المسيح قائلاً : ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ..؟ فأجابه الرب معلماًُ " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك . فقال بالصواب أجبت . إفعل هذا فتحيا . مــن هــــو قـــريبــى ..؟
أجاب الرب يسوع وذكر له قصة السامرى الصالح ، وكيف أن الشخص الغريب الجنس صنع معروفاً مع إنسان يهودى عدو له بينما لم يصنع معه أقرباءه ( الكاهن واللاوى ) هذا المعروف ، بل تركوه بين حى وميت . ثم قال له الرب يسوع إذهب أنت أيضاً وأفعل هذا .
لذلك ينبغى أن تقوم علاقتنا مع الآخرين على أساس المحبة ، حتى مع أعدائنا .. وكيف ذلك ؟ .. كيف نحب أعدائنا.. ؟ حقاً إنه بلا شك أمر صعب جداً .. كما أنه أيضاً سهل جداً .. صعب بالطبيعة البشرية .. وسهل بالطبيعة الإلهية .. لقد قتل قايين أخاه هابيل فى بدء العالم ، ولقد مات الإبن الوحيد الجنس من أجل الخطاه وهو لم يعمل أى خطية . وبينما تبدوا أمامنا وصية المحبة ثقيلة على الناس العالميين ، نجد أنها تصبح سهلة على المسيحيين الحقيقيين

فالذى لا يستطيع أن يحب الآخرين هو بالتأكيد لم يختبر الحب
الإلهى نحو الله . أما الذى أحب الله وأتحد به وأخذ منه ( إذ أنه ينبوع المحبة ) الله محبة وصار واحداً مع الله ، أى صار إنساناً مسيحياً فهو بالتأكيد يفيض قلبه حباً من نحو الآخرين ، إذ أنه قد صار متحداً بالإله المحبة ، فكيف لا يحب فيما بعد الآخرين ؟ .. ودائماً الصوت الإلهى يرن فى أذاننا معلماً " أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً ، لأن المحبة هى من الله ، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله " ( 1يو4: 7 ) ، " الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه " ( 1يو4: 16 ) " كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح فقد ولد من الله " فإن هذه هى محبة الله أن نحفظ وصاياه . ووصاياه ليست ثقيلة ، لأن كل من ولد من الله يغلب العالم ... " من هو الذى يغلب العالم إلا الذى يؤمن أن يسوع هو إبن الله " ( 1يو: 5 ) حقاً أن السيد المسيح هو وحده الذى سبق فغلب العالم " وهكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو3: 16 ) ، لهذا عندما نعيش مع الله ونسلك حسب وصاياه ونتحد به ، نصير أولاداً لله على صورته وتصبح محبتنا للجميع أمراً فى منتهى السهولة ولا نبذل فيها مجهوداً ، بل تصبح من طبيعتنا ، إذ أن الله حال فينا

فنحب ويزداد حبنا بلا تعب وبلا مقابل ، فهو حب غير ناقص
لأنه ليس منا بل من الله الساكن فينا ... ولكن إن كنا نرى ثقلاً فى وصية الرب . أن نحب الجميع فعلينا أن نبحث أولاً فى علاقتنا بالله ومدى إتصالنا به وهل هو حقاً متحداً بنا أم لا ...؟
إبحث عزيزى أولاً لئلا تبتعد عن الطريق لأن من يبغض أخاه فهو قاتل نفس ، وعلينا أن نقف فى الطريق وقفة طويلة سائلين . لماذا لا يسمع الله صلواتنا ..؟ ولماذا لا يعطينا عندما نطلب ..؟ ولماذا لا يقبل أصوامنا ..؟ ولماذا ... ولماذا ... ولماذا ..؟ وكما قال الرسول يا إخوتى " إن كان لى كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لى محبة ، فلست شيئاً " فسنقف فى الطريق وستقف عبادتنا ، ونصبح لا شئ ، فإن لم يمتلئ القلب بالحب للآخرين . وعلى العكس سنسير بسرعة فائقة ، فى طريقنا إلى السيد المسيح . إذا إمتلأ القلب بالحب للسيد المسيح . وهكذا وصلت تلك المرأة الخاطئة بأقصر الطرق وأسرعها . وفى ذلك يقول معلمنا بولس الرسول " ولكن جدوا للمواهب الحسنى ، وأيضاً أريكم طريقاً أفضل " ( 1كو12: 13 ) وفى الحقيقة وبالحق وإن لم يتدرب القلب على إقتناء فضيلة المحبة فى العالم فكيف يعيش فى المحبة الدائمة فى الحياة الأبدية ..؟

Ramez5 07 - 07 - 2012 08:59 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
أيضاً المحبة ماذا فعلت مع سئ السمعة
هكذا كان حال ذلك القديس الذى يدعى " أرخيلاوس " كان حقاً شيخاً وقوراً وممتلئاً من كل حكمة " حكمة الروح القدس " وكان قلبه كله محبة ، وكان يصنع الشباك ، جاءه أحد الأخوة يسأل أن يصنع له شبكة ، فإعتذر له ، وجاء آخر يسأله نفس السؤال . فكان نفس الرد ، الإعتذار . وجلسا هذين الراهبين يراقبان هذا القديس ، وهما على هذه الحالة ، نظرا راهباً ثالثاً داخلاً على القديس أرخيلاوس وكان هذا الراهب متقدم فى السن ورغم هذا فقد كان سئ السمعة ، ووقتها تكلم الراهب مع زميله قائلاً له : دعنا نرى ماذا يكون موقف القديس أرخيلاوس من هذا الشيخ سئ السمعة ، وهل يكون حظه مثلنا فى الرفض أم لا ؟ ولكن حكمة الشيوخ لها العمل الشافى . القديس أخيلاوس بحكمته رحب بالشيخ وأكرمه وأيضاً وعده أن ينتهى من عمل الشبكة فى وقت قريب . ثم ودعه بالإجلال وبكامل المحبة . هنا إغتاظ الإخوان اللذان كانا يراقبان الموقف عن قرب وذهب إلى القديس يسألانه لماذا رفضت طلبنا بينما قبلت أن تعمل للشيخ طلبه ..؟ ولكن فى وداعة وفى محبة أجاب عليهم وقال : لقد عملت له طلبه ووعدته بذلك

حتى لا يغتم ويهلك فى الحزن واليأس أردت ألا أكسر قلبه
فأظهر له محبتى ، لا بل محبة السيد المسيح المتأنية والمترفقة بكل الخطاه أردت له أن أكشف عن محبة السيد المسيح الفائقة التى فتشت وراء الضال وسعت وراء العشار والزانى ، هذه المحبة التى دعت كل الخطاة ، كل الزناه خارج السياجات ، ليدخلهم إلى فرحه . وإلى مجده ، ليصيروا ضيوفاً عليه . ويشبعهم من غناه ومن دسمه ومن حلاوته ... وهنا أدخل الراهبان فى دائرة المحبة تلك المحبة المترفقة المحتملة المحبة التى تتأنى وترفق ...
وماذا عن المحبة أيضاً فهى ثمرة من ثمار الروح القدس :

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:00 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
المحبة لا تحسد
لا نستطيع أن نقول أننا نحب ، ونحب كل الناس ، وفى داخل قلوبنا خطية الحسد ، كلمة صعبة الحسد ، كم هى بشعة تلك الكلمة فخطية الحسد بجانب إنها بشعة فهى تتسلل إلى النفس فتهدمها وتحطمها وتضيع تعبها وجهادها ويقول معلمنا يعقوب الرسول " من أين الحروب والخصومات بينكم ؟ أليست من هنا . من لذاتكم المحاربة فى أعضائكم تشتهون ولستم تمتلكون ، تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا . تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون
تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون ردياً لكى تنفقوا فى ذاتكم "
( يع4: 1-3 ).
فى بداية الحياة لماذا قام قايين على أخيه هابيل وقتله ..؟ السبب بالطبع معروف لنا جميعاً بسبب الحسد كيف تُقبل ذبيحة أخيه وذبيحته لم تقبل ولهذا ناداه الله وقال له . " لماذا إغتظت ؟ لماذا تجهم وجهك ؟ لو أحسنت فى تصرفك ألا يشرق وجهك فرحاً ؟ وإن لم تحسن التصرف فعند الباب خطية تنتظرك " ( تك3: 6-7 )
فخطية الحسد كما هو معروف هى التى
جعلت اليهود يصلبون رب المجد ظلماً .
ولنتأمل فى كيف أسقطت طغمات سمائية ،
وحولتها إلى قوات شريرة . وماذا فعل أيضاً أسباط بنى إسرائيل بأخيهم يوسف حينما حسدوه وجرهم الحسد إلى أن ألقوه فى البئر قبل أن يبيعوه للأسماعيليين ، أليس هو الحسد أيضاً الذى ملأ قلب شاول الملك ، فبه أراد قتل من مد يده إليه وكان كطبيب خاص له ( داود ) مرنم إسرائيل الحلو ، هذا الذى أنقذه وأنقذ شعبه من تعييرات جليات ، الحسد الذى ملأ قلب هيرودس بالخوف ساعة ولادة الرب يسوع فقام وفتك بأبرياء بيت لحم وجعل

راحيل تبكى ، ولا تريد أن تتعزى ، لأن أولادها ليسوا
بموجودين .
+ يقول القديس كبريانوس : كل الشرور لها حدود ، الزانى تنتهى معصيته عند حد إرتكاب التعدى ، اللص تقف جريمته عند حد سرقته ، والمخادع يضع نهاية لغشة ، أما الحاسد ، فليس له حدود ، إنه شر يعمل على الدوام ، وخطية ليس لها نهاية .

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:01 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
قصة
الشاب ببنودة هذا الراهب المملوء من كل ثمار الروح القدس ، الذى بجهاده إستطاع أن يقتنى الفضائل الروحية ، ولهذا فاح شذاه وكان يقصده القريب والبعيد لكى يتزود منه زاداً روحياً ، ولكن بعد كل هذا هل تتركه الشياطين لقد كان يرقب جهاد القديس بفنودة شيخ حاسد وبدلاً من أن يسر به ويصلى من أجل نموه أكثر وأكثر ويمجد الله فى قديسه . الشاب التقي سمح للشيطان .. شيطان الحسد أن يتسلل ويدخل إلى قلبه . لقد فقد هذا الشيخ كل محبة لأن الحسد أعمى عينيه الروحية ، لم يستطع أن يحتمل بفنودة هذا الراهب المميز الناجح ، جائته فكرة بعد تفكير طويل ألا وهى بينما يغادر الرهبان أماكن سكناهم للذهاب إلى الكنيسة وحينما

يتأكد أن بفنودة ترك قلايته ، يسرع دون أن يراه لكى يخفى
إنجيله الغالى الثمين . بين سعف بفنودة وفى قلايته ، ويخرج مسرعاً دون أن يلحظه أحد ، ليدرك الرهبان قبل دخولهم الكنيسة . وحالما يقترب منهم يذيع النبأ الحزين ألا وهو " فقد سرق واحد إنجيله الغالى الثمين " . وأمام الأنبا إيسيذورس قسيس القلالى ردد فى حسد هذه الكلمات ، لا يجب ولا يصح ولا ينبغى أن يحدث مثل هذا فى مكان سكنى القديسين ، وهنا يقف الأنبا إيسيذورس موقفاً حازماً بأنه أمر أن تترك الصلاة إلى حين ، وتفتش كل القلالى ، عساهم أن يجدوا السارق ، فيأخذ عقابه جزاء ما فعل ، وما بسبب فى تكدير الرهبان ، وهنا جلس الشيخ الحاسد ينتظر لحظة الفضيحة. ينتظر هذه اللحظة ويتمتع بها حينما يظهر بفنودة الذى عرف بوداعته وفضائله أنه السارق ومتلبساً بالجريمة . وبعد التفتيش يظهر بفنودة أمام الكل أنه السارق وكيف ينكر وقد وجدوا الإنجيل فى قلايته وبين سعفه ، ولكن بسبب وداعته لم يشأ حتى أن يدافع عن نفسه متشبهاً بسيده الذى سيق للذبح ، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه ، وقبل فى نفس راضية أن يقف على عتبة الكنيسة ، محروماً من دخولها ، ينحنى لكل داخل ، ويصنع له ميطانية

كعادة الرهبان ، يطلب المغفرة والصلاة من أجله ، بينما
تكسُو وجهه الدموع ، إغفرلى وسامحنى.. إغفرلى وسامحنى ، صلى من أجلى ... إلخ . ولكن الله لم ينسى جهاد بفنودة ولم ينسى له إتضاعه ومحبته ، لم ينسى صلاته وسهره فلا بد للحق أن يظهر ، ولو دُفن فى أعماق الرمال ... ففى يوم فوجئ الرهبان أن هذا الشيخ الذى بلغ عن سرقة إنجيله صار متأزماً ومتألماً يقوم من على الأرض ليقع ثانيةً متوجعاً ، نعم مسكين هذا الشيخ لقد دخله روح نجس وكان يصرعه ولا يشفق عليه ولا على شيخوخته ، وهنا أتوا به إلى معلمهم القديس إيسيذورس فهو له السلطان المعطى من الله فى سرعة إخراج الشياطين ... ولكنه فى هذه المرة لم يستطع أن يخرج هذا الروح الشرير . وهنا كان إستعجاب الرهبان ، فهل على مدى أربعين عاماً لا يعجز فى إخراج روح شرير فلما عجز تلك المرة ؟!. تعجب القديس إيسيذورس كثيراً من أمر هذا الشيخ وأخذ يسأله ، أى شر فعلت أيها الشيخ حتى صرت مسكناً للشيطان يعذبك ولا يريد الخروج منك أخبرنى من فضلك ؟ وهنا أحنى الشيخ رأسه إلى الأرض وفى مذلة قال هذا الشيخ الحاسد وقال بكل ندم مصحوب بدموع الذل وإبتدأ يعترف جهراً

أمام الرهبان بخطيئته ، حسده الذى تعاظم حتى أضر
بفنودة القديس ، ولكنه قبل أن يفتح فاه بالإعتراف قال له القديس إيسيذورس لن يخرج منك الشيطان أيها الشيخ الحاسد إلا بفنودة الذى إحتملك وإحتملنا كلنا ، وهنا ينحنى الشيخ المعذب أمام بفنودة ليصلى عليه ويعتقه من الشيطان الذى لم يكن له أن يدخله ، لولا أن سمح لشيطان آخر ، هو شيطان الحسد ، أن يدخله ويدمر حياته . إنحنى الشيخ فى مذلة يكسوه العار والخزى لأن الحسد لا يضر إلا صاحبه .
نعم الحاسد لا يمكن مغادرة خطيئته بل يصير كالخنزير المتمرغ فى الحمأة " الشيطان حاسد ، لكنه يحسد البشرية ، ولا يحسد شيطاناً آخر ... " يوحنا ذهبى الفم " "
أما أنت فإنسان وتحسد أخاك الإنسان ، وبالأخص الذين هم من عائلتك وعشيرتك الأمر الذى لا يصنعه الشيطان .

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:02 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
الحسد حولها إلى برصاء ...
نحن نشك ولا نصدق بمن يقول إننى أحب الله وأفعل كل ما يرضيه وعندما نرى أفعاله نجدها ضد أقواله ، فهو لا يحب سوى ذاته وتتمركز هذه الذات حول نفسها فقط .

وها الكتاب يحكى لنا عن ذاك الأخ الذى تزوج وهذه
الزوجة عندما جلست فى وسطهم شعرت أخته بكأن هذه الزوجة الجديدة ثقلاً عليها ، ستسلبها حريتها وتأخذ عنها دورها ، وتزاحمها فى مكانها . لقد وضعها أخيها فى مكان القيادة وهنا القمة لا تتسع لها للزوجة الجديدة ، وهنا فقط دبت الغيرة الرديئة فى داخل قلبها ، الغيرة الحاسدة وإشتعلت نفسها بالحسد تلك هى مريم النبية أخت النبى موسى وهارون الكاهن ذهبت بدون حرج إلى أخيها هارون تعبر له عن سخطها الناتج عن ضعفها وشر حسدها . وهنا تكلمت مريم وهارون على موسى بسبب المرأة الكوشية التى أتخذها ، نست مريم وضعها ومركزها الحقيقى وتخطت من خلال حسدها تخوم إتضاعها . ونست كل ما فعله موسى النبى من أجلها ولأجلها حتى قالت هى وهارون وهما يتناجيان كمداً وغيظاً : هل كلم الرب موسى وحده ؟ ألم يكلمنا نحن أيضاً ... هذه المره تدخل الله بذاته وأصدر إليهم الثلاثة موسى وهارون ومريم ، أن يخرجوا إلى خيمة الإجتماع ... هذا المكان الذى إرتضى فيه الله أن يجتمع مع شعبه ، وتوجه الثلاثة . ونزل الرب فى عمود السحاب ووقف فى باب الخيمة ، ودعا هارون ومريم فخرجا كلاهما وساعتها

بادرهما الرب بهذا العتاب ، رداً على ما كانا يتناجيان به
أو يتذمران ... إسمعا كلامى ، إن كان منكم نبى للرب فبالرؤيا أستعلن له فى الحلم أكلمه . أما عبدى موسى فليس هكذا ، بل هو أمين فى بيتى أتكلم معه . لماذا لا تخشيان أن تتكلما على عبدى موسى..؟ وحمى غضب الرب عليهم ومضى .. ومضى ... ليترك مريم برصاء كالثلج ينخر فى عظامها المرض بعد أن كان قد نخر فى قلبها الحسد . ومكثت مريم فى برصها فى مكانها تؤخر بخطيتها ارتحال شعبها وتعطل مسيرته ، لعلها وهي غارقة في أفكارها كانت تقول ... كيف وصل بي الحال لهذا الوضع ..؟ كيف تركت نفسي للحسد والخطية ، للغيرة الرديئة ..؟ كيف أنسي ما فعلته حباً بأخي موسى حينما كان رضيعاً بعد ..؟ كيف كنت اتبعه متسللة خلف الأشجار وهو مسجي في سفطه البردي حتي تلتقطه ابنة الملك . كيف وكيف وكيف ..؟ كيف انسي فضل أخي علىّ وأنا أقود المسيرة ، وجميع النساء ورائي بدفوف ينشدن ويرقصن ، لقد جعلني نبيه وشرفني . فكيف تأكلني نار الغيرة وكيف ينهشني المرض الآن ..؟ ويتحدث هرون إلي موسى الذي كان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين علي وجه الأرض ، فيصرخ لله بكل محبة .. ( اللهم أشفها ) هكذا ظلت مريم الحاسدة ، تناجي

نفسها ، مطرودة خارج المحلة ، طريدة من ضميرها ، خائفة
من ربها ، متألمة من مرضها ، لأن الحسد لا يضر إلا صاحبه ، وظلت مريم كحسب أمر الرب سبعة أيام في بؤسها وشقائها وبعد تلك العقوبة يتم شفائها ، بعد أن أعطيت للأجيال من بعدها درساً علي مر الأيام .. نعم المحبة لا تحسد ، لابد أن نعلم بأن الحاسد هو اول الخاسرين فماذا كسبت مريم من حسدها لأخيها النبي موسى ..؟ سوي المرض والإندراء وأيضاً الخجل والفضيحة بين إخواتها وكل عشيرتها وبالأكثر غضب الله عليها ورفضها خارج المحلة سبعة أيام ..
نعم لقد كانت مريم في حسدها تدين أخيها موسى بسبب عدم محبتها ونسيت إن المحبة لا تحسد .
+ قيل إن ثلاثة رهبان شافوا راهباً خرج من قلايته بعيداً ، رآه الأول فقال يا له من راهب محب للمال خرج إلي العالم يقتني مالاً ، والثاني ظن فيه انه خرج بسبب شهوته ، أما الثالث فظن انه خرج بعيداً عن القلالي ليختلي مع إلهه بالصلاة ، فالواقعة واحدة لكن كل منهم رآه ، لا كما هي ، بل من خلال قلبه وحياته الداخلية ...
لهذا يقول الآباء ان الكمال – في المسيح يسوع – يحجب

أعيننا عن معاينة عيوب اخواتنا فلا نري إلا ربنا ، ولا
نقدر أن ندين أحداً ..

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:03 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
ماذا تفعل إدانتي ..؟
حدث أن دان اسحق القس التبايسي أخاً علي فعل ما ، وذلك بعد خروجه من الجماعة ليتوحد في البرية ، فجاءه ملاك يقول له .. الرب يقول لك .. أين تشاء أن تطرح نفسي ذلك الأخ المخطئ الذي تدينه ..؟ فلما أدرك خطأه قال " أخطأت . أغفر لي " أجابه الملاك " الله غفر لك ، ولكن ينبغي عليك ان تحفظ نفسك من الآن ولا تدين أحداً من الناس قبل أن يدينه الله ".

- قيل : أخطأ أخ في الأسقيط يوماً فأنعقد بسببه مجلس لإدانته وأرسلوا في طلب الأنبا موسى الأسود ليحضر ، فأبي وأمتنع عن الحضور ، فأتاه قس المنطقة وقال .. " ان الآباء كلهم ينتظرونك " فقام وأخذ كيساً مثقوباً وملأه رملاً وحمله وراء ظهره ، وجاء إلي المجلس ، فلما رأه الأباء هكذا قالوا له .." ما هذا أيها الأب ..؟ " فقال " هذه خطاياي وراء ظهري تجري دون أن أبصرها " وقد جئت اليوم لإدانة غيري عن خطاياه ، فلما سمعوا ذلك غفروا للأخ ولم يحزنوه في شئ ...
لهذا يجب علينا بكل محبة أن كل واحد منا أن يدين نفسه
وأن يعتني ويهتم في كل الأشياء ، آلا يدين حياة الآخرين وسلوكهم وذلك كوصية الرسول .." من أنت الذي تدين عبد غيرك ، هو لمولاه يثبت أو يسقط " وكما قيل .. " لا تدينوا لكي لا تدانوا ، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون " ( مت7: 1 ، 2 ) .
- قال القديس أغسطينوس .. ( أحبب وأفعل ما تشئ )
أخ من الرهبان كان يسير بتوان كثير ، هذا وُجد علي فراش الموت وهو في النزاع الأخير بدون جزع من الموت بل كانت نفسه عند أنتقاله في فرح كامل وسرور شامل . وكانوا الأباء وقت ذلك جلوساً حوله ، لأنه كانت العادة في الدير أن يجتمع الرهبان كلهم أثناء موت أحدهم ليشاهدوه ، فقال أحد الشيوخ للأخ الذي يموت ( يا أخانا .. نحن نعلم أنك أجزت عمرك بكل تواني وتفريط ، فمن أين لك هذا الفرح والسرور وعدم الهم في هذه الساعة ..؟ فأننا بالحقيقة لا نعلم السر ، ولكن بقوة الله ربنا تقوا وأجلس وأخبرنا عن أمرك العجيب هذا ، ليعرف كل منا عظائم الله ) وللوقت تقوي وجلس وقال " نعم يا آبائي المكرمين ، فأني جزت عمري كله بالتواني والنوم إلا إنه حدث الآن في هذه الساعة

أنه أحضر لي الملائكة كتاب أعمالي التي عملتها منذ أن
ترهبنت ، وقالوا لي .. أتعرف هذا ..؟ قلت نعم هذا هو عملي ، وأنا أعرفه ، ولكن منذ صرت راهباً ما دنت أحداً من الناس فقط ولا نميت بأحد قط ، ولا رقدت وفي قلبي حقد علي أحد ، ولا غضبت البته ، وأنا أرجو أن يكمل في قول الرب يسوع المسيح القائل .. " لا تدينو لكي لا تدانو ، أتركوا يترك لكم ، فلما قلت هذا تمزق للوقت كتاب خطاياي بسبب إتمام هذه الوصية الصغيرة " وإذ فرغ من هذا الكلام أسلم الروح ، فأنتفع الأخوة بذلك وسبحوا الله ...

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:04 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
بطل ومع الأسف طريد ..
بمحبة ذهب ليطمئن علي أخواته في الحرب وهناك سمع من كان يعيّر الله والكل حتي الملك خائف منه ، هذا هو الفتي الأشقر
داود وبالفعل ليس بسيف ولا برمح ولا بترس جاءه
الأنتصار علي هذا الجبار بل بقوة رب الجنود ، وأنتصر داود
بقوة ربنا علي جليات ووقف داود علي
الفلسطيني الأغلف وأخذ منه سيفه وقتله وهنا
خرجت النساء من جميع المدن بالغناء والرقص بدفوف

وكن يصرخن قائلات ضرب شاول ألوفه وداود ربواته
وهنا دب الحسد في قلب شاول الملك .. كيف يعطين داود الربوات أما هو الألوف ؟ ودخل في شاول الملك شيطان الحسد ، وجن جنونهه لدرجة أنه قرر قتل داود .
الحسد يعمي البصيرة ويفقد الإنسان ثوابه ، ولكن برغم هذا كلما داهمه الروح الردئ كانوا يأتونه بداود صاحب القيثارة العذب فتهدأ بوقع أنغامه ، وبرغم هذا كان شاول مازال عند قراره ( قتل داود ) والقصة طويلة ولكننا نختصرها . هكذا لم يكف شاول عن أن يطارد داود من مكان لمكان داود الذي كان كل جرمه أنه أنقذ شعبه من تعييرات جليات . وبينما ينشغل شاول عن التزامه نحو شعبه وينشغل عن حروبه ويشغل نفسه فقط في تعقب داود ، نري داود يحارب حروب الرب ، فقد سمع أن الفلسطينين يحاربون بلدة فعيلة ينهبون بيادرها ، فأستشار الله . وخرج هو ورجاله للقتال وأنتصر داود . لأن الله كان معه ، وسمع شاول أن داود في هذا المكان فيجدها فرصه سانحة لملاقاته ، وهنا يهرب داود يحمل جراحاته في قلبه إلي برية زيف في الغاب ، أخذ شاول ثلاثة آلاف رجل منتخبين ليطارد داود .

وهناك دخل شاول كهف لينام بينما كان داود ورجاله
جلوساً في الكهف وهنا حانت الفرصة لداود أن يقتل مطارده ، ولكنه قال بقلب مملوء محبة .. ( كيف أقتل الملك إنه مسيح الرب هو ) . ولكنه قام وقطع جبة شاول . وعندما قام الملك وخرج من الكهف نادي عليه معاتباً ، لماذا تسمع كلام الناس القائلين هوذا داود يطلب أذيتك ..؟ هوذا قد رأت عيناك اليوم هذا كيف دفعك الرب اليوم ليدي وقيل لي أن أقتلك ، لكنني أشفقت عليك وقلت لا أمد يدي إلي سيدي ، لأنه مسيح الرب هو ، فأنظر يا أبي طرف جبتك .. فمن قص طرف جبتك ، وعدم قتلي إياك .
أعلم وأنظر انه ليس في يدي شر ولا جرم . ولم أخطئ إليك وأنت تصيد نفسي لتأخذها ، وراء من أنت مطارد ، وراء كلب ميت ، وراء برغوث واحد ، وهنا وبخ داود بإتضاعه كبرياء شاول وقساوة قلبه ، وهنا رفع الملك صوته بالبكاء وهو يقول .. ( أنت أبر مني يا ابني داود ، لأنك جازيتني خيراً وأنا جازيتك شراً ، لأن الرب قد أوقعني بيدك ولم تقتلني ، الرب يجازيك خيراً عما فعلته بي اليوم هذا . ولكن هذا الإعتراف كان إعتراف وقتي وليس من العمق ، لأن شاول لم يكف أبداً عن مطاردة داود .

الحسد أعمي بصيرته وأفقده وعيه ، كانت لا تزال كلمات
النسوة وهتافاتهم تمزق نفسه ، وكان ولا يزال خوف علي ضياع الملك يؤرقه ، وحينما كان يدرك ببصيرته أن المُلك سيؤول إلي داود يداهمه شيطان الحسد وينسيه ما فعله داود من أجله ، وأجل شعبه وكانت نهايته مُرة وأليمه سقط شاول في المعارك ، سقط وحيداً مع أبناءه الثلاثة . سقط علي سيفه ، سقط غارقاً في دمائه ، سقط ليؤخذ منه ملكه . وعندما حدث ذلك لم يتهلل داود ويقول لقد إنتقم لي الله وأخذ لي حقي ولكنه عندما سمع بهذا ملأ الحزن قلبه ، لقد كان يحب شاول برغم كل المعاناة التي قابلها منه ، وكتب مرثاه فيها نعي شاول وأبناءه الثلاثة ، وبها عبر عن محبته حتى لعدوه شاول الذي قال عنه في مرثاه .. ( شاول ويوناثان المحبوبان والحلوان ) . هذا هو القلب المحب الذي يطلبه منا الرب لقد دعانا في دعوة المحبة أن نحب حتي أعداءنا . وها الوصية توصينا .. ( سالموا جميع الناس )
نطلب أن يملأ الله قلوبنا بالمحبة تلك المحبة التي بالحقيقة ( لا تحسد ) المحبة أيضاً من ضمن ثمارها أنها ...

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:05 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
لا تتفاخر ولا تقبح ..
لنتساءل سوياً من هو الأنسان يا تري الذي يزدري بأخيه أو يتفاخر عليه . إلا ذاك الذي يمتلك قلباً حجرياً بارداً يخلو من حرارة المحبة .
قلب بارد يرفع صاحبه إلي قمة بارده صنعها الكبرياء ، أما الذي له حرارة الحب فأتضاعه يسحقه ، يقوده إلي وادي يمتلئ بالثمر النفيس ، إنسان له العين البسيطة الصافية ، عين تمتلئ طفولته وبراءة ، عين لا تري إلا الحسن في كل إنسان ، عين تري الناس والأشياء من خلال عين الله ، تري الجمال كل الجمال الذي للخالق في خليقته التي علي صورته كشبهه وعلي مثاله ، أليس تلك هي وصية الكتاب الذي يعلمنا به .. ( لا بتحزب أو بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم ) " في2: 3 "
( وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة )
" رو12: 10 "
تلك المحبة التي لا تتفاخر ، لا تنتفع ، لا تحتقر ، تضع مكاناً لأقل أخ في البشرية .. يقول الشيخ الروحاني " فأن كنت قد ولدت بالمسيح حقاً ، فكل مولود من المسيح هو أخوك ، فأن أحببت

نفسك أكثر من أخيك فهذه الذيادة ليست من المسيح ".

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:06 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
طريق الكبرياء لها ..
بالطبع كلنا نسمع عن الفيلسوف المتأدب بكل علوم روميه هذا القديس زهد الدنيا وطلب خلاص نفسه ، ذات مرة رآه واحد من الرهبان وهو جالساً كتلميذ يتتلمذ علي يد شيخ بسيط كان يسأله ويتلقي عنه أسرار الحياة مع الله . نسي أرسانيوس ما تعلمه في روما ، فقد كان سعيه الآن هو عن الحق . الحق الذي يعيش في قلوب البسطاء . عندئذ سأله الشيخ – كيف تسأل يا أرسانيوس ، أنت العالم والمتأدب بكل أدب روميه ، كيف تحتاج أن تسأل هذا الراهب البسيط الذي لا يعرف القراءة ، أنت المتأدب بكل فلسفة اليونانية ..؟ ورد عليه في محبة لا تتفاخر . أما عن الرومية واليونانية فقد تعلمتهما ، أما الالفا فيطا ( أ ، بـ .. ) التي أحسنها هذا الراهب فأني إلي الآن لم أتعلمها ، ولهذا كان مكاني بين يديه ، لهذا لم نجده متفاخراً ولو إلي لحظة واحدة متميزاً عن اخوته الرهبان الذين أحبهم بالحق في ربنا يسوع المسيح .

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:07 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
وكان هذا هو حاله ..
عجيب حقاً هذا الرجل في محبته ، كان هذا الشيخ إذا دخل

ليزور أو يفتقد واحداً من أبنائه الرهبان ، ويبصر قلاية هذا
الراهب مرتبة ومنظمة يقول في داخله ولمن حوله ، ما أجمل حقاً حياة هذا الراهب ، إنه مرتب .. وهادي .. وجميل .. ومنتظم في حياته الروحية .. وفي جهاده .. تماماً تماماً كما تحكي لنا قلايته ..
وبعد تلك الزيارة يزور آخر الذي يري قلايته غير مرتبة ، فيقول بداخله .. ما أجمل حياة هذا الراهب إنه مشغول تماماً بالله ومن فرط انشغاله بالأمور الروحية لا يجد وقت لترتيب قلايته أو يعتني بحجرته ..
هكذا كان له العين البسيطة والمحبة التي تري الناس ، وكل الأشياء من خلال السيد المسيح ، كان له المحبة التي لا تنتفع أو تقبح ...
+ حقاً المحبة هي رأس كل الفضائل وغاية كل وصيه من قلب طاهر بشدة وضمير صالح ( 1تي1: 5 ) كما أن المحبة هي أعظم من الإيمان والرجاء ( أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة ) "1كو13: 13 " .
- والمحبة أيضاً هي صدي لمحبة الله لنا ( في هذا هي المحبة . ليس أننا نحن أحببنا الله بل هو أحبنا وأرسل إبنه كفارة لخطايانا ) "1يو4: 10 "

وهي علامة التلمذة للسيد المسيح " بهذا يعرف الجميع أنكم
تلاميذي إن كان فيكم حب بعضكم نحو بعض " ( يو13: 35 ) .
لا ننسي أيضاً بأن المحبة هي علامة الميلاد من الله ( وكل من يحب فقد ولد من الله ) . وهي علامة معرفة الله الحقيقية " كل من يحب يعرف الله ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة " (1يو4: 7-8 ).
نحن في كل أمور حياتنا وللأسف الشديد ، نتصيد لبعضنا البعض الأخطاء ، ونجعل تلك الأخطاء تسلية يومنا ، ولا نعذر بعضنا بعضاً .. لماذا ..؟ لأن محبتنا أولاً وأخيراً لله ناقصة ، وتنقصها حفظ الوصايا والعمل بها . فالمحبة هي جوهر المسيحية وهي الرباط المقدس الذي يربط الناس بالله لأنها رباط الكمال . والمحبة هي التي تولد الثقة بين الناس والتعاون والبذل والعطاء ، كما تولد الصداقة والتضحية والسلام مع الآخرين ، لأنها أم الفضائل ورأسها . والمحبة هي أن تحب الخير كما قال قداسة البابا شنودة الثالث ( المحبة هي خليط ممتزج من إنكار الذات والطهارة والنقاوة والحق من أجل العطاء والبذل والتضحية بالنفس والنفيس ) والمحبة هي الله نفسه فمن ليس فيه الحب ليس فيه الله . ( الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه) (1يو4: 16 )

نعم يا أحبائي بالحقيقة المحبة لا تتفاخر ولا تقبح وماذا أيضاً..

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:08 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
ولا تطلب ما لنفسها ...
ببساطة المحبة نقول إنها أي .. المحبة بذل وحب وتضحية وأيضاً سخاء ، ومعهم عطاء يبلغ إلي عطاء النفس ، خروج مستمر وأنسلاخ دائم عن الذات . نعم إنسلاخ يقودها أن تجد وتحقق نفسها في من هو أعظم من ذاتها ، لهذا نسمع الإنسان الذي إمتلأ بالحب نسمعه يقول .. ( لقد أخرجت نفسي ، سكبت نفسي خارج ذاتها ، إن بقيت نفسي في ذاتها لا تستطيع أن تجد إلا ذاتها ، محبة لا تطلب نفسها ، فهي تنشد محبة القريب ، ولا تري بعيونها الروحية القلبية سوي شخص السيد المسيح الساكن فيه .. لهذا ينبهنا الرسول يوحنا الحبيب قائلاً .. " فإن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب ، لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره فكيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره " ( 1يو4: 20-21 ) . ولنا هذه الوصية منه ، من يحب الله يحب أخاه أيضاً

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:09 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
القديسة مريم وأليصابات ...
لنجئ سوياً ولنأخذ لأنفسنا ذلك الدرس العظيم في المحبة

والتي لا تطلب ما لنفسنا ، تلك المحبة الباذلة التي دفعت
أمنا الطاهرة القديسة مريم أن تذهب إلي نسيبتها أليصابات وذلك عندما سمعت من الملاك بحملها ، وأنها في الشهر السادس . قامت مسرعة إلي جبال يهوذا بمفردها وذهبت بسرعة لكي تقوم لها بواجب الخدمة من نحوها ، وبالطبع كلنا ندعُوا السيدة العذراء بأنها أمنا جميعنا ، فإذ كُنا حقاً صادقين في هذا القول يجب أن نتمثل بها فعل وليس قول فقط ، فإن كانت هي أم الإله قامت بهذا العمل الجليل فمن نحن بجانبها ..؟
لقد ظلت تلازمها علي طول باقي مدة حملها
حتي ولادة يوحنا المعمدان ، أليصابات في
ذلك الوقت كانت إمرأه مُسنة وكانت
خدمتها شاقة كل هذا قامت به السيدة العذراء والتي كانت تحمل الجنين الإلهي في أحشاءها ، لم تقل ولو للحظة كيف أخدم نسيبتي وأنسي من أنا ..؟ لم تتفوه بهذا الفكر مجرد فكر ، ولكنها ذهبت إليها مسرعة وقامت بواجب الخدمة علي أكمل وجه ، نعم لأن المحبة لا تطلب ما لنفسها .. لهذا ومن هذا الدرس المريمي يجب .. ومطلوب ..

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:09 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
محبة الناس بعضهم لبعض ...
أن محبة الناس بعضهم لبعض تتضمن بعض الآيات الإلهية المقدسة .. " حبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا " ( يو15: 12 ) وأيضاً .. " تحب قريبك كنفسك " فالمحبة هي رباط الكمال .. " أسلكوا في المحبة التي هي بلا رياء " ويسترسل معلمنا القديس بولس والذي كان من قبل إيمانه شاول الطرسوسي في إصحاح المحبة قائلاً عن المحبة .. إنها لا تطلب ما لنفسها .

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:10 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
إحكي يا تاريخ ..
قصة معروفة لنا جميعاً وأيضاً لأبناءنا ولكننا نكررها للتذكر ولا
أقل ، نحكيها لنتعلم أكثر وأكثر عن أرتواء وعشق المحبة ، التي كان يتحلي بها ابن الست العدرا " أنبا مقاريوس " الراهب المكلف بالزراعة عندما ، وجد هذا العنقود من العنب ولم يكن مجيئة في أوانه قال سوف أقدمه هدية إلي أبينا القديس الذي يتعب معنا ، فهو بلا شك سيسر بهذا .
وأخذه مسرعاً حيث قدمه للقديس ، وهنا شكره القديس علي محبته ولكن سرعان ما فكر بفكر المسيح وقال هذا العنقود يكون من نصيب الأخ المسن والمريض ، إنه فعلاً أحوج إليه مني ...

وبسرعة حمله وطرق باب الراهب المريض ، ويشكر الراهب
لأبيه القديس صنيع محبته .. ولكنه تأمل الراهب في هذا العنقود وهم أن يلتقط واحدة من حباته ، وفجأة يتوقف .. ماذا جري يا تري ..؟ فكر في راهب مبتدئ حديث الرهبنة وقال في نفسه ..
" أخي الراهب المبتدئ سيسر جداً بعنقود العنب هذا في غير أوانه. ربما يسعده هذا ويفرح به فهو بعد لم يعتد حياة التقشف إنها هدية محبة ، سوف يفرح بها قلبه . وفي محبة حمله إليه وشكره الراهب المبتدئ ، وهكذا ظل عنقود العنب ، أو نستطيع أن نسميه عنقود المحبة ينتقل من راهب إلي آخر ... حتى كان نهاية المطاف ، فقد قال الراهب الذي وصله العنقود ، بعد رحلة طويلة وهو لا يعلم بقصته ، أن هذا العنقود جدير بأبي القديس مقاريوس ، سوف أقوم بسرعة وأقدمه عربون صغير لمحبته الواسعة ، وحالما رجع ذلك العنقود إلي القديس حتى أمر أن يدق الجرس ليجتمع الآباء والرهبان وهنا وقف القديس وهو فرحاً وفخوراً بأبناءه وقال للرهبان " أشكر الله لأنه حينما توجد المحبة ، المحبة التي لا تطلب ما لنفسها يوجد السيد ، ويسكن السيد المسيح ، الآن أوقن أن ربنا يسوع المسيح يعيش بيننا ، فالتتعظم المحبة بيننا ، ونستطيع

أن نقول الآن أن هذا العنقود بعد رحلته الطويلة تلك قد
زاد وزنه فلقد كان قبلاً مجرد عنب ، ظهر في غير أوانه أما الآن فقد صار عنقود عنب مضافاً إليه المحبة في تقلها ومجدها . المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ..

Ramez5 07 - 07 - 2012 09:11 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
المحبة هي أساس تعاليم السيد المسيح
وبالأخص في محبة الأعداء وتنفرد بها المسيحية ديانة السماء الإلهية للعالم كله .
فالقديس مقاريوس من أين أتي بهذه الفضيلة ..؟
لقد تعلمها جيداً من رب المحبة والذي
كان المثل الأعلي لكل البشر في محبته
للأعداء ، إذ تمثلت قمة هذه المحبة
وهو مسمر بالمسامير علي عود الصليب
وعليه نجده وهو ينظر إلي السماء لا ليطلب قوة من الملائكة لهزيمة أعدائه ، ولا ليطلب النقمة والأنتقام السريع من أعدائه ، بل طلب الغفران والرحمة بقوله .." يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " من الجائز أن تأخذنا أفكارنا وخواطرنا ونقول ما معناه هذا العنقود الذي لا قيمة له ، هذا بالطبع لو كانت أفكارنا وخواطرنا بهذا الرد ستكون مشاعر خاطئة ، لأن المحبة لا تطلب

ما لنفسها ، فالمحبة القلبية تدفعني ان نضحي بأغلي شئ
وهو النفس من أجل الآخرين ، حقاً غريب هذا العنقود الذي دخل التاريخ فمن منا يا تري دخل مثله التاريخ ..؟ لذلك لنا نصيحة في ذلك لابد أن نزرع المحبة ، لكي نحصد المحبة . كما هو مكتوب .. ( ما يزرعه الإنسان إياه يحصد ) . وطبقاً للقاعدة الذهبية التي تقول .. " كما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا أنتم أيضاً بهم هكذا " ( لو6: 31 ) ولا نستطيع أن ننسي ولا ننكر بأن المحبة قد منحها الله لنا مجاناً ، فيجب علينا نحن أن نعطيها مجاناً لأخي في البشرية . " مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا " .
ليتنا نتمثل في كل أمور حياتنا بفضيلة المحبة والتي هي من ثمار الروح القدس فهي أول ثمرة عظيمة جداً من ثمار الروح القدس " وأما ثمر الروح فهو محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان ، وداعة ، تعفف ، ضد أمثال هذه ليس ناموس " ( غل5: 22 ) .


Ramez5 07 - 07 - 2012 09:12 PM

رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
 
ويعيد التاريخ نفسه ..
كلنا بالطبع نتذكر مثل السامري الصالح ، كان راهباً محباً لله وكان عمل يديه مثل عمل باقي الرهبان ، وكان ينزل كل أسبوع ليبيع عمل يديه وهو فرحاً ومسروراً فهو يعمل لكي يأكل

وثانياً لكي يعطي للفقراء أخوة الرب يسوع .
وفي الطريق شاهد فقيراً جريحاً يتلوي من جراحاته ، لم يجد هذا الجريح من يسعفه أو يساعده ، فما كان من القديس أغاثون إلا إنه يتقدم نحوه وتتحرك الشفقة المملؤة رحمة ومحبة ، بأن حمله إلي المدينة وأستأجر له حجرة وأحضر له الدواء ، وتركه مع صاحب الحجرة ووصاه أن يرعاه ، ففي كل أسبوع حينما يفرغ من بيع عمل يديه يذهب مسرعاً إليه حاملاً له كل ما يحتاجه ، حتى ولو كلفه هذا كل ما باعه . بل إنه ضاعف من مجهوده في العمل حتي يوفر آخر الأسبوع ما يُدخل السرور إلي قلب هذا الجريح ، ظل علي هذا الوضع أربعة أشهر كاملة ، يعاود المريض في محبة بازلة لا تطلب ما لنفسها ، إلي أن تم شفاءه ، ويحمل هذا المريض الذي كان مريضاً يحمل ذكري مقدسة لعمل طاهر وجليل ، بينما القديس أغاثون ظل يبحث كسامري صالح عن قريب آخر حتى من خلاله يضع يده علي جراحات سيده ، ويسعد بلقاء معلمه الصالح الذي يعلم منه المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ...
ولهذا لابد أن نُذكر أنفسنا ومع التذكر نتعلم منه ... القديس يوحنا الحبيب كان في أواخر أيامه وقد أنهكته الشيخوخة كان

يردد علي مسامع المؤمنين وهو يعظهم بعبارة واحدة كان
يكررها وهي : يا أبنائي أحبوا بعضكم ، ثم يقول لهم : هذه هي الوصية الأولي للرب فأن عملتم بها تكونوا قد أطعتم كل وصية أخري ...
يقول قداسة البابا شنودة الثالث بحق عن محبة الإنسان لله : ان الله لا يريد منك سوي شئ واحد فيه تكمن جميع الوصايا وهو المحبة ، أن أحببت الله تكمل كل ما هو مطلوب منك ، وان لم تكن تحبه فباطل هو كل عملك : فالله يريد قلبك كله .. ( تحب الرب إلهك من كل قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي ) فالدين هو حب نحو الله والناس ومن هذا الحب ينبع كل خير ...


الساعة الآن 06:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025