![]() |
موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الملك (1) هو أحد الألقاب التي تُطلق على رأس البلاد، مثل: إمبراطور، أمير، سلطان، رئيس. وبتتبُّع معنى الكلمة ”ملك“ باللغات المختلفة، نستطيع أن نرى أنها تحمل معاني: ”مستشار“، ”حاكم“، ”مالك“. ومن هنا يمكننا استنتاج، تدعمه كثير من الأبحاث التاريخية، أن الملك في البداية كان عمله كمستشار لأمور البلد، يعطي آراء إرشادية. ويرى البعض أنه كان يُقام بالاختيار طبقًا لذكائه وحكمته وتدبّره للأمور. لكن مع الوقت تحوَّل إلى حاكم، آمرٍ ناهٍ، لا يجوز نقض أوامره. وفي هذه المرحلة أصبح الاختيار طبقًا للأكثر في القوة والنفوذ. ثم وصل الأمر إلى أن يصبح مالك البلد، ومن هنا بدأ توريث الحكم من الآباء إلى البنين. ونستطيع أن نرى بداءة الممالك في تأسيس مملكة بابل على يد نمرود ابن حفيد نوح (تكوين10: 8-10). كما يمكننا أن نستنتج أن الملك كان يملك في القديم على مدينة واحدة (تكوين 14). ثم بتقدّم الزمن اتّحدت المدن لتكوِّن الدول (2ملوك7: 6). ثم مع عصور الغزوات نرى ملوك يملكون على عدة دول كأحشويرش الذي ملك على «مئة وسبع وعشرين كورة (دولة)» (أستير8: 9)، أو كنبوخذنصّر الذي كان «ملك ملوك» (دآنيال2: 37). وللأسف فقد ارتبط تاريخ معظم الملوك بالشرِّ؛ من كبرياء، وشراسة، وظُلم، ونجاسة، وعبادة أوثان، واستعباد للآخرين (اقرأ على سبيل المثال إشعياء19: 11-13؛ عدد22؛ 31: 8؛ قضاة1: 5-7....). على أن هناك القليل ممن كانوا حسب قلب الرب كداود وفعلوا المستقيم في عيني الرب كأحفاده آسا وحزقيا ويهوشافاط، وساروا في طريقه. وبما أن الرب جعل المؤمنين «ملوكًا» (رؤيا1: 6؛ 5: 10)؛ فحري بنا أن نستمع إلى وصية الرب للمك يوم يجلس على عرشه، والتي أعطاها كروشتة نجاح له، ونقرأها في تثنية17: 17-20: «لا يُكثر له الخيل» أي مصادر القوة التي قد تجعله يتكبَّر فيبتعد عن الرب. «ولا يَرُدّ الشعب إلى مصر» أي لا يعود إلى عبودية خطايا الماضي ومغريات العالم. «ولا يكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه» وهذا ما حدث بكل أسف مع سليمان الذي زاغ قلبه بسبب النساء؛ فلنتحذر من ميل القلب وخداعه في هذا الاتجاه، ولنسلك بطهارة الفكر والجسد. «وفضة وذهبًا لا يكثر له كثيرًا»؛ فمحبة المال هي الأصل لكل الشرور، ولا تنتج إلا أوجاعًا كثيرة (1تيموثاوس6: 10). «وعندما يجلس على كرسي مملكته يكتب لنفسه نسخة من هذه الشريعة في كتاب»؛ فهو يجب أن يكون ملازمًا لكلمة الله لكي «يقرأ فيها كل أيام حياته»، والغرض من ذلك «لكي يتعلّم أن يتّقي الرب إلهه، ويحفظ جميع كلمات هذه الشريعة وهذه الفرائض»، لا في العقل فقط، بل «ليعمل بها؛ لئلا يرتفع قلبه على إخوته ولئلا يحيد عن الوصية يمينًا أو شمالاً». ليتنا نطيع هذه الوصية فنفلح. ولحديثنا بقية بمشيئة الرب. عصام خليل .................................................. .................................................. ....................... الملك - 2 المهن التى توجد الكتاب المقدستحدّثنا العدد الماضي عن نشأة المُلك، وكيف اتّسم معظم ملوك البشر بصفات رديئة. لكننا من الكتاب نعلم أن هناك ملكًا واحدًا، وحيدًا، يمكن أن يُقال عنه، في كل الزمان، وكل المواقف أنه «يُدعى أمينًا وصادقًا، وبالعدل يحكم» (رؤيا19: 11). إنه ليس فقط “ملك” ولا حتى «ملك (على) ملوك» كنبوخذنصر؛ بل هو وحده من يستحق أن يُقال عنه «ملك الملوك (أي فوق كل الملوك) ورب الأرباب» (رؤيا19: 16؛ 1تيموثاوس6: 15). وهو الوحيد الذي يمكن أن نقول إنه «يملك إلى الدهر والأبد» (خروج15: 18)، فهو فوق الزمن. هل عرفت من هو يا عزيزي؟ نعم، هو الرب يسوع المسيح. وهو يريد أن يملك على حياتك الآن ليجعلها أروع حياة. في يوم سابق، رفض الشعب أن يملك الرب عليه، وطلب من صموئيل أن يمسح لهم ملكًا كسائر الشعوب. ولما ساء الأمر في عيني صموئيل، قال له الرب «لأنهم لم يرفضوك أنت، بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم». وقد أعطى الرب للشعب طلبهم بعد أن أخبرهم بـ«قضاء الملك الذي يملك عليكم. يأخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه... ويأخذ حقولكم وكرومكم وزيتونكم أجودها ويعطيها لعبيده... ويأخذ عبيدكم وجواريكم وشبّانكم الحسان وحميركم ويستعملهم لشغله... فتصرخون في ذلك اليوم من وجه ملككم الذي اخترتموه لأنفسكم فلا يستجيب لكم الرب في ذلك اليوم»، وكل من يملِّك آخر غير الرب على حياته لن يناله في النهاية إلا العبودية وخراب الحياة. ومع ذلك التحذير «أبى الشعب أن يسمعوا لصوت صموئيل، وقالوا: لا بل يكون علينا ملك» (اقرأ القصة بالكامل في 1صموئيل8؛ 9). وقد كانت خسارتهم فادحة في الملك الذي اختاروه لأنفسهم، وبل وأثبت التاريخ أن كل اختياراتهم كانت كأشجار العوسج المؤذية والتي لا يُطال منها نفع (اقرأ قضاة9). بل وازدادوا جدًا فقالوا يومًا: «ليس لنا ملك إلا قيصر!» (يوحنا19: 15)، فتم فيهم مثل القائلين: «لا نريد أن هذا يملك علينا». لكن ذاك الذي يومًا سُخر منه بالقول: «السلام يا ملك اليهود»، وألبسوه تاج شوك على رأسه؛ سيراه الكل قريبًا «وعلى رأسه تيجان كثيرة» (رؤيا 19: 12)، وسوف «تجثو باسم يسوع كل ركبة؛ ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربُّ لمجد الله الآب» (فيلبي2: 10، 11)، وسيُسمع الصوت «أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم؛ فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي» (لوقا19: 14، 27 واقرأ أيضًا رؤيا 19). والسؤال الهام يا عزيزي: هل قبلت مُلك المسيح على حياتك أم اخترت ملكًا لنفسك؟! ماذا تنتظر لتملّكه على حياتك؟! الفرصة الآن!! عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الراعي(1)
مهنة قديمة قِدَمَ وجود الإنسان على الأرض؛ فنقرأ عن هابيل (ثاني مواليد الأرض) أنه كان راعيًا للأغنام (تكوين4: 2). كان في المعتاد أن صاحب الغنم هو الذي يقوم برعايتها (حزقيال34: 15) أو أولاده (تكوين 29: 10؛ 1صموئيل 16: 19) أو في بعض الأحوال كان صاحب الغنم يستأجر حارسًا لها وكان يسمّى الأجير (1صموئيل17: 20؛ يوحنا 10: 13). كانت مهمة الراعي هي أن يحافظ على حياة الغنم؛ وذلك بتقديم الطعام اللازم (بأن يقود الغنم إلى مرعى مناسب)، وتوفير الماء (من خلال بئر أو نهر)، والحماية من الحيوانات المفترسة (اقرأ تكوين 26: 18-22؛ 19: 2، 3؛ 31: 38-40؛ عاموس3: 12). ولكي يتمم ذلك كان عليه أن يتعب نهارًا وليلاً كما قال يعقوب وهو يصف مهمته «كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَاكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ». وكان يميّز الراعي السائر أمام الغنم العصا والعكاز (مزمور23: 4؛ ميخا7: 14؛ لاويين27: 32؛ حزقيال 20: 37) وكنف (جراب) الرعاة والمقلاع (1صموئيل17: 40). ورغم أن مهنة رعي الغنم لم تكن من المهن الموقَّرة (تكوين 43: 32)، لكننا نرى في الكتاب تقدير الله لها حتى أنه نسبها لنفسه. دعونا لا ننسى أن السماء شرّفت رعاة بسطاء بأن كانوا من أوائل من سمعوا أروع بشارة بولادة المخلِّص (لوقا2: 8-14). فمقاييس البشر غير مقاييس الله. وقد اشتغل الكثيرون من مشاهير الكتاب المقدس بالرعي مثل اسحاق ويعقوب وعاموس (عاموس1: 1). لكن لعل أشهرهم هو داود (1صموئيل16: 11)؛ ذلك الراعي الشجاع الذي الذي أنقذ شاة من قطيعه من فم أسد ودب (1صموئيل 17: 34، 35). ولأمانته هذه اختاره الله ليرعى شعبه «فَرَعَاهُمْ حَسَبَ كَمَالِ قَلْبِهِ وَبِمَهَارَةِ يَدَيْهِ هَدَاهُمْ» (مزمور 78: 70-72). والرائع أننا نسمع من فمه كلمات مزمور 23 الشهير «الرب راعيَّ» فما أروع أن يشهد راعٍ ماهر كداود هذه الشهادة عن الرب الإله الذي إذ يرعى أحباءه لا يعوزهم إلى شيء. وعنه شهد آخر أنه «كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ» (إشعياء40: 11). وقيل عنه إنه الراعي الصخر (تكوين 49: 24) والراعي الجالس على الكروبيم (نوع من الملائكة - مزمور80: 1). فيا لسعادة كل مؤمن حقيقي بالمسيح إذ يمكنه أن يعدِّد البركات التي له في ذلك الراعي المجيد: «لاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّ. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ». ولا زال لحديثنا بقية عن أعظم الرعاة وأكفأهم. .................................................. .................................................. .................................. الراعي (2) أما راعينا الكريم فيُدعى الراعي الصالح وقد قال عن نفسه «وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ» (يوحنا10: 11)· لقد فعل هذا على الصليب، حيث احتمل كل الغضب الذي كان ينبغي أن ينصبّ على عصاة نظيرنا، يوم تم فيه المكتوب «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ··· اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زكريا13: 7)· لقد ضُرب من أجل ذنبي وذنبك· وهكذا لاق به أن يقول «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ··· إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى··· َأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا10: 7- 10)· فهل دخلت من هذا الباب الوحيد؟ وتمتعت بهذا الخلاص العظيم؟ وشبعت في هذا المرعى الخصيب؟ ونعمت بتلك الحياة الفضلى؟ إن كان نعم فهنيئًا؛ وإن كان لا فأرجو أن تفعل ذلك الآن· إنه يبحث عنك وسط أشواك الشر التي رميت نفسك فيها· اسمعه وهو يشير إلى نفسه بالقول: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ» (لوقا15: 4-6)· فهلا عدت إليه فيتم فيك القول «لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لَكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا» (1بطرس2: 25)؟! وراعينا الكريم، بالنسبة لكل مؤمن حقيقي، هو أيضًا راعي الخراف العظيم (عبرانيين 13: 20)، ورئيس الرعاة (1بطرس 5: 4)· فهو خير من يهتم بنا شخصيًا· إنه ذاك الذي يومًا لما رأى الجموع تحنَّن عليهم إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها (متى9: 36)، فكان يشفى المرض ويواسى الحزن ويشبع الاحتياج· وهو رئيس الرعاة (1بطرس 5: 4) فأنه يشغِّل من المؤمنين من يرعى إخوته، كما فعل مع التلاميذ، ويكون رئيسًا عليهم ليقودهم لبركة أحباء قلبه· عزيزي المؤمن، إن شعرت بجدوبة في وسط حرِّ العالم الذي نعيش فيه، أو داهمك احتياج؛ فلتكن طلبتك «أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي أَيْنَ تَرْعَى أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ؟» (نشيد1: 7)، وهناك ستجد كل حاجتك؛ بل أكثر· عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
صانع الخيام الخيام هي مكان السكن الأقدم للإنسان. فنحن نقرأ عن الخيام في الجيل الثامن من آدم، عن واحد من أحفاده من قايين «يابال، الذي كان أبا لساكني الخيام»(تكوين 4: 20). وتجمُّع الخيام معًا يسمى مخيَّم (عدد 13: 19) أو محلَّة. وقد سكنت شعوب كثيرة في الخيام. لذا فنحن نقرأ عن «خيام الأشرار»، وفي المقابل عن «خيام الصديقين» والتي تتميز بأنه يُسمع فيها «صوت ترنم وخلاص»(مزمور84: 10؛ 118: 15). ولقد شهد بلعام العراف عن خيام شعب الله بالقول «ما أحسن خيامك!» (عدد24: 5). والخيمة بالنسبة للمؤمن تعني إقراره بأنه غريب في هذه الأرض منتظر وطنه السماوي. لذا يُقال عن إبراهيم أبي المؤمنين «بالإيمان إبراهيم... تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكنًا في خيام... لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله» (عبرانيين11: 8-10؛ اقرأ أيضًا 2كورنثوس 5: 1-4).وقد تميزت حياته فعلاً بالخيمة (تكوين12؛ 13؛ 18)، وكذا نسله. والخيمة تُصنع من قطع من الأقمشة السميكة التي تحتمل الظروف الجوية القاسية، تشكل جوانب الخيمة، وكانت تسمى “الشقق”. وتُشد الشقق عن طريق الحبال، والتي تسمى“الأطناب”، والتي بدورها تُثبَّت في رمال الصحراء، أو على الصخور، بواسطة جسم معدني أو خشبي يسمى “الوتد”، وذلك بدقِّه بمطرقة خاصة تسمى “الميتدة”(إشعياء54: 2؛ إرميا10: 20؛ قضاة4: 21). وكانت مهمة صانع الخيام هي تفصيل الشقق وترتيب الأطناب والأوتاد. ولعل واحد من أشهر صانعي الخيام في التاريخ كان الرسول بولس (أعمال18: 1-3). ورغم أنه كان من حقِّه كرسول أن لا يعمل، على أنه لم يستعمل هذا الحق، بل عن طريق صناعته هذه كان يسدّ احتياجاته. وهكذا لاق به أن يشهد عن نفسه بالقول: «أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان (عن طريق صنع الخيام). في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء، متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ» (أعمال20: 34، 35). وكذا نقرأ عن زوجين من صناع الخيام هم أكيلا وبريسكلا، نعرف أنهما كانا ضالعين في تعليم كلمة الله (أعمال18: 1-3، 26)، وكانت هناك كنيسة في بيتهما(1كورنثوس16: 19)، بل إنهما «وضعا عنقيهما (أي كانا على استعداد للموت)» من أجل الرسول بولس (رومية16: 3-5). وهكذا صارت هذه المهنة رمزًا جميلاً لمن يتعب في عمله من أجل احتياجاته الطبيعية، وفي نفس الوقت لا يكل في خدمة الرب ولا يبخل حتى بحياته. ليتنا نكون صانعي خيام من هذه الجهة! عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
النحّاس هو الذي يعمل في تشكيل النحاس، باستخدام الصهر والطرق والحفر، وذلك لإنتاج المشغولات النحاسية. وكان أول من اشتهر بالعمل في النحاس هو توبال قايين (تكوين4: 22)، وهو من نسل قايين، وجميعهم لم يكونوا في صف الله. ومن أهم المصنوعات النحاسية كان تلك الحية النحاسية التي أمر الرب موسى أن يعملها، والتي كانت سبب خلاص كثيرين وصورة للرب يسوع على الصليب (عدد21: 6-9؛ يوحنا3: 14-16). فهل تمتع قارئي بهذا الخلاص العظيم؟ كما أنه كان من أشهر المصنوعات النحاسية بعض مكونات خيمة الاجتماع والهيكل، كالمرحضة ومذبح المحرقة والأواني وغيرها (اقرأ خروج25-29). ومن أشهر من عملوا نحاسين هما اثنين، واحد عمل في خيمة الاجتماع؛ «وكلم الرب موسى قائلاً: انظر. قد دعوت بصلئيل بن أوري بن حور من سبط يهوذا باسمه. وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات ليعمل في... النحاس... ليصنعوا كل ما أمرتك» (خروج31: 1-6؛ 35: 30-32). والآخر عمل في الهيكل «حيرام من صور؛ وهو ابن امراة أرملة من سبط نفتالي، وأبوه رجل صوري نحّاس، وكان ممتلئًا حكمةً وفهمًا ومعرفةً؛ لعمل كل عمل في النحاس» (1ملوك7: 13، 14). ويا لها من دروس رائعة لكل من يريد أن يعمل عملاً يرضي الله، نتعلمها من هذين الرجلين العظيمين: فنحن نحتاج الحكمة لنفعل كل شيء حسنًا في الوقت المناسب، بالطريقة المناسبة. كما يعوزنا الفهم والمعرفة فلا نعمل بالجهل. والحكمة والفهم والمعرفة هم عطية الله لنا المذخرة لنا في شخص المسيح (كولوسي2: 2، 3). فلنطلب منه إذًا، وهو يعطي بلا حدود (يعقوب1: 5). كذلك لنعلم أن ملء الروح القدس هو أهم أسباب نجاح أي شيء نفعله لله، فلننقي أنفسنا من كل ما يعيقه، ولنترك القيادة له ليعمل فينا ما يرضي. وفي حين عمل بصلئيل وحيرام ما يرضي الله، نقرأ في العهد الجديد عن نحّاس شرير اسمه اسكندر أظهر شرورًا كثيرة للرسول بولس وقاوم عمل الله (2تيموثاوس4: 14، 15). فليست المهنة أو ما نعمله هو ما يرضي الله، بل ما في القلب. فليت قلوبنا تمتلئ دائمًا بالرغبة في إكرام الله عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الكاتب ذُكرت مهنة الكاتب بعدة معانٍ: كوظيفة حربية للجمع للحرب (إرميا52: 25)، وكأمين للخزنة (2ملوك12: 10؛ 2أخبار24: 11؛ نحميا13: 13)، على أن أشهر معنى والأكثر ذكرًا على صفحات الكتاب المقدس هو مهنة معلم للناموس. في بداية دخول الشعب لأرض الموعد، كان بين أيديهم أسفار موسى الخمسة فقط، وكان الكهنة يقومون بتوضيح ما يعثر فهمه. لكن مع زيادة عدد الأسفار، وتنامي تقدير الشعب للشريعة، أصبح فهم كلمة الله يتطلب أن يكون مهمة العمر كله. ومن هنا بدأ ظهور مجموعة من دارسي ومحبي شريعة الرب الذين خصصوا الجزء الأكبر من وقتهم لدراسة الشريعة وكذلك لتعليمها. وهي ليست مهنة بمفهوم أنها مصدر دخل؛ فقد كان التقليد اليهودي يحرِّم على الكاتب أن يتلقى أموالاً في المقابل، فكان كل منهم يبحث عن مصدر رزق. وعزرا الكاتب مثال رائع لـ«كاتب ماهر في شريعة موسى»؛ وذلك لأنه «هيّأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها (أولاً.. ثم) وليعلّم اسرائيل»، ولذلك شهد عنه ملك عظيم أنه «عزرا الكاهن كاتب شريعة إله السماء الكامل». وقد «قرأ» عزرا الشريعة للشعب، في يوم، طول النهار دون كلل، وهو واقف على منبر خشبي. وكان يفهم الشعب أيضًا ما في الشريعة فجأوا «إلى عزرا الكاتب ليفهمهم كلام الشريعة» (اقرأ عزرا 7: 6-12؛ نحميا8: 1-13). ولكن للأسف لم يدُم الحال هكذا، فقد انحرف الكتبة عن مسار دراسة كلمة الله حتي قيل فيهم يومًا «كيف تقولون: نحن حكماء وشريعة الرب معنا؛ حقًا إنه إلى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب» (إرميا8:8)!! وفي أيام الرب على الأرض كان الحال قد وصلت بهم إلى أحطِّها!! لقد أصبحت شريعة الله لا تعني لهم إلا وسيلة للحصول على كرامة وأحيانًا ربح قبيح. لقد وصل بهم الأمر أن رفضوا وقاوموا كلمة الله المتجسد، ربنا يسوع المسيح (متى15:1،2؛ لو10:25)، وهو الذي تشير إليه كل نبوات ورموز الشريعة التي بين أيديهم!! ولقد فضحهم الرب وأنبأ بنهايتهم حين «قال لتلاميذه: احذروا من الكتبة... الذين ياكلون بيوت الأرامل، ولعلّة يطيلون الصلوات. هؤلاء يأخذون دينونة أعظم» (لوقا20:45-47). وأيضًا في متى 23 «على كرسي موسى جلس الكتبة... حسب أعمالهم لا تعملوا؛ لأنهم يقولون ولا يفعلون. فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحرِّكوها بإصبعهم. وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس... ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي... لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون...».ليتنا نقتدي بالوضع الأول ونتحذر من الأخير! عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
البواب ويسمَّى أيضًا “حارس الباب;. ومن التسمية نعرف أنه شخص كان يقف على الباب ومهمته الأساسية الحراسة والتمييز بين من يُسمَح له بالدخول ومن لا يُسمَح له. فنجده حارسًا على باب المدينة (2ملوك7: 10)، وأبواب القصور (أستير2: 21)، وبيوت الشخصيات الهامة (يوحنا18: 16)، والبيوت عامةً (مرقس13: 34). كذلك نجد في يوحنا 10: 1-4 بوّابًا على باب حظيرة الخراف، وهو لا يفتح إلا لـ«راعي الخراف. لهذا يفتح البواب». وهنا دعني أسألك سؤالاً هامًا: هل فتحت باب قلبك لذلك الراعي الصالح، ربنا يسوع، الذي مات من أجلك؟! أم بعد تُغلق قلبك أمامه؟! ونجد وصفًا مستفيضًا لعمل البوابين في 1أخبار9: 17-29؛ فهم كانوا حرَّاسًا لكل من «باب الملك... حراس أبواب... على محلّة الرب حراس المدخل... باب خيمة الاجتماع... عليهم الحراسة وعليهم الفتح كل صباح. وبعضهم على آنية الخدمة لأنهم كانوا يدخلونها بعدد ويخرجونها بعدد. وبعضهم أؤتمنوا على الآنية وعلى كل أمتعة القدس وعلى الدقيق والخمر والزيت واللبان والأطياب». كما نفهم أنه «أقامهم داود وصموئيل الرائي على وظائفهم». ونسمع عنهم كلمات رائعة «وفينحاس... الرب معه... جميع هؤلاء المنتخبين (مختارين بدقة)». ومن هنا نفهم أهمية هذا العمل وتقديره. لعلنا ندرك إذًا أهمية حراسة حياتنا وبيوتنا واجتماعاتنا، حتى لا يدخلها ما يعكِّر صفو علاقتنا مع الرب ويدمِّر حياتنا الروحية. ونفهم ذلك أكثر: أن يكون كل واحد بوّابًا على حياته ووكالته، وذلك بالسهر؛ من مثل قاله الرب نفسه (مرقس13: 33-37)، وليت هذه الكلمات ترنّ دائمًا في آذاننا «انظروا. اسهروا وصلّوا؛ لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت... وأوصى البواب أن يسهر. اسهروا اذًا. لأنكم لا تعلمون متى ياتي رب البيت... لئلا يأتي بغتة فيجدكم نيامًا. وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهروا». ولأهمية دور البوابين، ولأن غيابهم يعني بوادر الهزيمة الكاملة، فقد سجَّل الكتاب، عند بداية سبي نبوخذنصر للشعب، أنه أخذ حرّاس الباب، وهكذا أصبحت المدينة بلا حراسة فكانت بداية النهاية (2ملوك25: 18-20). ولنحذر: إن عدم يقظتنا وسهرنا على حياتنا، والسماح لأشياء لا يرضاها الرب بالدخول إلى حياتنا؛ غالبًا ما تكون هي بداية كارثة كبيرة في حياتنا. كما نتعلم ارتباط البوابين بالمرنمين من 1أخبار 15: 16-24؛ 23: 3-5، وأن عددهم كان مساويًا للمسبّحين ويذكرون أولاً، فقبل أن نسبِّح يجب أن نحرس حياتنا، وبنفس أهمية أن نعبد الرب. وواحد من البوابين الذين نتعلم قصتهم من الكتاب كان عظيمًا جدًا في عين الروح القدس، رغم بساطة مركزه أمام الناس، فقد «كان مردخاي جالسًا في باب الملك»، لكنه بأمانة رائعة أنقذ حياة الملك، فهو قد كان قبل الكلِّ تقيًا وأمينًا للرب، ولقد أحسن الرب إليه في النهاية وأكرمه كثيرًا. اقرأ القصة في سفر أستير ص2، 6؛ وليتنا نتعلم من هذه القدوة الحسنة. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
التاجر التجارة مهنة قديمة وشهيرة أيضًا. بدأت في صورة تبادل بين سكان المناطق المختلفة، بحيث يعرض كلٌّ الأغذية والمصنوعات المتوفرة في منطقته مقابل غير المتوفرة. ثم تطور الأمر لاعتماد الفضة كعملة للتعامل في التجارة بدل التبادل (تكوين 23:16). ومن شواهد مثل تكوين37:25،26؛ 1ملوك 10:22؛ أمثال31:14،24؛ إشعياء23:8؛ حزقيال 27:3،24،25؛ رؤيا18:12؛ يمكن أن نعرف أن من أشهر التجار في التاريخ القديم كان سكان صور، والكنعايون، والمديانيون، والترشيشيون. وكانت أشهر مواد التجارة هي المواد العطرية والنباتات الطبية، الحيوانات والطيور ومنتجاتهما، والأقمشة والملابس، والأحجار الكريمة والمجوهرات، ومشغولات المعادن. كما ارتبطت التجارة باستعمال السفن (التجارة البحرية) والجمال (التجارة البرية). وقد أوصى الرب شعبه بعدم الغش في تجارتهم، وألا يكون في يدهم موازين مغشوشة كغيرهم (لاويين19:36؛ انظر أيضًا 25:14-19؛ تثنية25:13-16؛ هوشع12:7). كما نصَّ الناموس على منع الإتجار (وكل عمل) في يوم السبت والأعياد والتي كانت تخصَّص لراحة الإنسان وعلاقته مع الرب، لكنهم كثيرًا مكسروا هذا الأمر (نحميا13:15-21). وللأسف، ورغم أن التجارة في ذاتها مهنة لا غبار عليها؛ إلا أن سوء استعمالها انتشر كثيرًا. فأصبحت مجالاً لكسر وصايا الله والغش (عاموس8: 5، 6)، وكحجة لعدم قبول دعوة الله للخلاص (متى22:1-5؛ قضاة5:17)، بل أهانوا بها الله (يوحنا2:16). حتى أصبح الشيطان نفسه مشبَّهًا بتاجر كثر ثروته فارتفع قلبه (حزقيال18:5). ولقد قاد هذا التاجر الظالم آخرين للمتاجرة بمظاهر التقوى (1تيموثاوس6:5) وبالآخرين ومصائرهم (2بطرس2:3،4). على أنه في المقابل، هناك ذاك الكريم الذي شبَّه نفسه بالقول: «إنسانًا تاجرًا يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن (صورة للكنيسة) مضى وباع كل ما كان له (بل مات من أجلها) واشتراها» (متى13:45،46). ومن كلمة الله نتعلم أنه «طوبى للانسان الذي يجد الحكمة... لأن تجارتها خير من تجارة الفضة» (أمثال3:13). وكذلك أن «التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة» (اقرأ 1تيموثاوس6:5-11). أخيرًا نقول إن الرب عاد لتشبيه نفسه بـ«إنسان شريف الجنس... دعا عشرة عبيد له وأعطاهم عشرة أمناء وقال لهم تاجروا حتى آتي». وهي دعوة لنا جميعًا أن نستغل كل ما استودعه الرب في أيدينا من إمكانيات وطاقات لمجد اسمه، وفي يوم قريب سيُسمع كل من كان أمينًا في هذا الأمر، القول العظيم «نعمًّا أيها العبد الصالح» (لوقا19:12-27). فليتنا نكثر في عمل الرب. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
العشار هو محصِّل الضرائب. والضرائب عُرفت منذ قديم الزمن لصالح الحاكم لمساعدته على القيام بمهامة من ترتيب حال الشعب والدفاع عنه، أو لدولة تحتل أخرى. وتسمّت بأسماء كثيرة على مر الزمن مثل: هدية الملك والخراج، والعُشر، والخفارة والجزية (خروج30؛ 2أخبار17: 11؛24: 6؛ عزرا4: 13؛...). والعشارون المذكورون في العهد الجديد كانوا يجمعون الضرائب لصالح الإمبراطورية الرومانية. وكانوا مضرب الأمثال ومقياس الشر (متى5: 46، 47؛ 18: 17)؛ وذلك لأنهم كانوا يأخذون أكثر من الضريبة المفروضة (لوقا3: 13)، ويظلمون الشعب مستخدمين طرقًا تخلو من الرحمة لإتمام عملهم؛ كالسجن أو رهن الممتلكات والبيوت وبيعها أو التسخير (أن يعمل الواحد بدون أجرة). لذلك كانوا مكروهين للغاية من الناس ومرفوضين منهم. لكن هذه الطائفة، شأنها شأن كل الخطاة؛ جاءها شخص أحبهم وقَبِلَهم «وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه» (لوقا15: 1)، فهو الذي فتح لهم باب القبول أمام الله (متى21: 28-32)، حتى صارت تهمته لدي الفريسيين القساة وأشباههم أنه «مُحبّ للعشارين والخطاة» (متى11: 19؛ لوقا7: 34). والثلاثة العشارون الذين نعرف قصصهم من صفحات العهد الجديد يحكون لنا القصة الرائعة: الأول صعد للهيكل شاعرًا برداءته وشناعة خطيته، وبتوبة حقيقية متَّكلة على نعمة الله، قال القول الأشهر «اللهم ارحمني أنا الخاطئ» بعكس الفريسي المتعجرف. فنال العشار شهادة رب المجد «أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرَّرًا دون ذاك»؛ ويا للروعة! لم يَعُد إلى بيته كما جاء، بل عاد والرب لا يحسب له خطية!! (اقرأ القصة في لوقا18: 9-14). والثاني لم يكن عشارًا عاديًا؛ بل رئيسًا للعشّارين. لكنه، مع مركزه المرموق المهوب، وغناه الكثير، وذكائه (كما يظهر من اسمه “زكا” ومن تصرّفه)؛ لم يكن مكتفيًا. وقد قرع الباب الصحيح إذ «طلب أن يرى يسوع من هو»، ولم يترك معطِّلاً يؤخِّره. فتجاوب الرب مع رغبته، ودخل بيته ومعه الخلاص!! ومن ثم ظهرت الثمار في ردِّ ما اغتصبه، بل وفي عمل الخير للآخرين!! (اقرأ القصة في لوقا19: 1-10). أما الثالث فزاده الشرف. لقد مرّ به السيد يومًا داعيًا «اتبعني! فترك كل شيء وقام وتبعه. وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته». ورافق الرب هنا وهناك، وتشرَّف بأن انضمّ اسمه إلى قائمة رسل الملك: «متى العشار» (اقرأ القصة في لوقا5: 27-32؛ متى9: 9-13؛ 10: 1-3؛ مرقس2: 14-17). عزيزي.. قال الرب في هذا الصدد «لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة». فهل تشعر بثقل خطاياك؟ أو هل ترى الآخرين لا يطيقون أفعالك فأصبحت منبوذًا؟ إذًا هيا للمخلِّص الذي جاء خصّيصًا من أجلك. سيقبلك إن جئته تائبًا مؤمنًا بعمله الكامل من أجلك. سيغيّرك من شخص لا يفعل إلا الشر إلى شخص جديد يفعل مرضاته. بل وسيستخدمك لمجد اسمه. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
المشير هي مهنة خاصة جدًا كان يمتهنها الحكماء. ودور المشير، كما يظهر من اسمه، هو تقديم المشورة في المواقف الخاصة. والمشير في المعتاد كان من المقرَّبين للملك (1أخبار27: 32-34). وكان البعض يستأجر المشيرين (عزرا 4: 5). وقد أكَّد سليمان الحكيم على أهمية المشورة عدة مرات في سفر الأمثال (11: 14؛ 12: 20؛ 15: 22؛ 24: 6). لذلك كان قضاءٌ من الرب أن يقطع المشيرين من الشعب (إشعياء3: 1-5) ومن مشاهير المشيرين كان أخيتوفل، والذي كان بالأصل مشيرًا لداود الملك الممسوح من الله (2أخبار27: 33). ومع أنه كان حاذقًا في مشورته، إلا أنه جرَّ على نفسه الوبال عندما خان سيده. فالذي حدث أنه انحاز إلى أبشالوم (ابن داود) عندما تمرَّد على أبيه، بل كان أخيتوفل قائد هذا التمرد الحقيقي. غير أن الربّ استجاب طِلبة داود «حمِّق يا رب مشورة أخيتوفل» (2صموئيل15: 31)، فمع أنه حَبَكَ خطة حربية قوية للقضاء على داود، إلا أن الربّ استخدم كلام مشير آخر، هو حوشاي الأركي، ليقنع أبشالوم بألا يتبع مشورة أخيتوفل. ولما رأى أخيتوفل أن مشورته لم يؤخذ بها؛ مضى وانتحر، ونال مصيرَ آخرٍ خان سيده بعد ذلك (اقرأ القصة في 1صموئيل15-17). لكننا أيضًا نعرف واحدًا آخر كانت هذه هي مهنته في العهد الجديد، هو يوسف الرامي، لم نسمع مشورته لمَلك أو لمجمع السنهدريم؛ لكننا نعلم أنه عمل عملاً عظيمًا لتكريم جسد الربّ يسوع بعد موته على الصليب، فطلب الجسد ليدفنه في قبر جديد لم يستعمله أحد؛ فخلَّد الوحي عمله العظيم هذا أكثر من مهنته المرموقة (اقرأ القصة في مرقس15؛ لوقا 23؛ يوحنا 19). وهناك مشورة حسنة، كتلك التي أشارها الشعب على يهوشافاط يوم رنّموا للرب وحمَّدوه (2أخبار20). أو كمشورة الشيوخ الحكماء على رحبعام يوم تولى الملك (1ملوك12: 6-7)؛ لكنه بكل أسف رفض تلك المشورة الحكيمة. وللأسف فهناك أيضًا المشورة المُهلكة كتلك التي قبلها رحبعام (1ملوك12: 8-11). أو كتلك المشورة الحمقاء التي سار وراءها ملك آخر إذ عمل عجلين من الذهب ليسجد لهم الشعب فنال لقب رديء للغاية «يربعام الذي أخطأ وجعل إسرائيل يخطئ» (1ملوك12: 28-29؛ 14: 16؛ اقرأ أيضًا 2أخبار 22: 1-9؛ 25: 14-24؛ دانيآل 6: 6-9). ودعني أسألك صديقي: مِمَن تستقي مشورتك؟! احذر فمشورة صالحة سترفعك إلى أعلى، ومشورة ردّية ستكلّفك الكثير، بل أكثر مما تتصور. لذا تعالَ أعرِّفك على ذاك الذي قيل عنه «ويدعى اسمه... مشيرًا» (إشعياء 9: 6)، إنه الوحيد الذي يعطي المشورة ولا يحتاج لمُشير (إشعياء40: 14؛ رومية11: 34)، والذي قال بالنبوة عن نفسه «لي المشورة والرأي. أنا الفهم. لي القدرة» (أمثال8: 14). هيا اتخذه صديقًا ومشيرًا لك في كل مواقف حياتك، فتفلح. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الرقيب كان عمل الرقيب أن يراقب اقتراب أي خطر من المدينة فيحذِّر قياداتها وشعبها مبكِّرًا ليتمكنوا، في وقت مناسب، من صد هجوم الأعداء. ومع أننا لا نقرأ كثيرًا عن الرقيب في قصص العهد القديم (2صموئيل 18؛ 2ملوك 9)؛ إلا أننا، من وصف مهمة الرقيب في حزقيال 33، ندرك أهمية عمله. كان عليه أن يقف على سور المدينة، غالبًا في برج خاص مبني عليه، متطلِّعًا بيقظة إلى الطرق المؤدية إلى المدينة، «فإذا رأى السيف مُقبِلاً» أي إذا لاحظ اقتراب أعداء أو خطر فعليه أن ينفخ في البوق ويحذِّر الشعب. وتنص مهام الرقيب على أنه «إن رأى الرقيب السيف مقبلاً ولم ينفخ في البوق ولم يتحذّر الشعب؛ فجاء السيف وأخذ نفسًا منهم، فهو قد أُخذ بذنبه، أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه». فما أكبر مسؤولية الرقيب! أما إن أسمع الرقيب صوت البوق عند الخطر فلا يُعَدُّ مقصِّرًا في كل الأحوال. وقد شرح الرب لحزقيال المعنى الروحي من هذا «وأنت يا ابن آدم فقد جعلتك رقيبًا... فتسمع الكلام من فمي وتحذّرهم من قبلي. إذا قلتُ (أي قال الرب) للشرير: “يا شرير موتًا تموت”، فإن لم تتكلم لتحذّر الشرير من طريقه فذلك الشرير يموت بذنبه، أما دمه فمن يدك أطلبه. وإن حذّرت الشرير من طريقه ليرجع عنه ولم يرجع عن طريقه فهو يموت بذنبه؛ أما أنت فقد خلصت نفسك» (انظر أيضًا حزقيال3: 17-21). صديقي.. إن لم تكن قد تعرّفت بالمسيح مخلِّصًا شخصيًا لك؛ فدعني أعمل كالرقيب وأحذِّرك من الدينونة القادمة عليك إن لم ترجع عن طريق الشر الذي تسير فيه، إلى المسيح ليخلّصك. وأرجوك ألا تكون كمن قال عنهم الرب «أقمت عليكم رقباء قائلين: اصغوا لصوت البوق. فقالوا لا نصغى» فنهايتهم كانت رهيبة (إرميا6: 17-19). أما إن كنت قد نلت خلاصًا من المسيح، فاعلم أن عليك أن تكون رقيبًا أنت أيضًا. هيا اذهب حذِّر قريبك وصديقك وزميلك الذين لم يحتموا بعد في دم المسيح. وإلا فتذكر أننا سنعطي حسابًا عن كل تقصير. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
قائد حربي تحدّثنا في العدد السابق عن الجندي. ولكثرة الجنود في الجيش كان لا بد أن يوجد قوّاد. في المستويات الأولى كان من الممكن أن يكون القائد على عدد محدود من الجنود، ولهذا اشتهر اللقب ”قائد المئة“ في العهد الجديد. ونذكر منهم أفاضل مثل: قائد المئة صاحب الإيمان العظيم في قدرة ومحبة الرب والذي مدحه الرب نفسه (متى 8)، وقائد المئة الذي كان عند الصليب والذي شهد عن الرب: «حقا كان هذا ابن الله» (متى 27: 54)، وكرنيليوس الذي شهد عنه الكتاب أنه كان بارًا يتقي الله وبشّره بطرس (أعمال 10). ثم إذ نعلو في مستوى القيادة إلى قمّته نجد «رئيس الجيش». وفي الكتاب المقدس نقرأ عن الكثير من رؤساء الجيوش، منهم الأتقياء والأشرار. وطبعًا كلنا يذكر نعمان السرياني رئيس الجيش الذي كان، مع ما يملكه من ميزات، أبرص؛ وكيف نال الشفاء وتغيّرت حياته عندما أطاع كلام الله الذي أرسله له على فم أليشع النبي. وواحد من أشهر القادة الحربيين في شعب الله كان يشوع، الذي قاد معركة انتصار شعب الله على عماليق في البرية (خروج 17)، والذي أوقف الله الشمس في كبد السماء من أجله حتى تتم له النصرة (يشوع 10). وكذلك قاد يشوع، ذلك القائد المنتصر، الشعب في حروبه لامتلاك الأرض. وهو في انتصاراته صورة بسيطة للقائد المنتصر الحقيقي ”يسوع“. ذلك العظيم الذي استطاع وحده أن يهزم كل الأعداء. لقد غلب إبليس يوم جاء يجرّبه على الجبل (متى 4)، والنصرة الأعظم كانت في الصليب يوم «جرّد الرياسات والسلاطين (إبليس وجنوده) اشهرهم جهارًا (فضحهم وأعلن هزيمتهم) ظافرًا بهم» (كولوسي 2: 15). وحتى الموت، الذي هو آخر عدو يُبطَل (1كورنثوس 15: 26)، فقد غلبه المسيح بالقيامة. والأمر العظيم أن نصرة المسيح، بكل جوانبها، حُسِبَت للمؤمنين به، فالذي بالموت قهر إبليس أعتق المؤمنين به (عبرانيين 2: 14، 15)، والذي استطاع أن يعيش منتصرًا على الأرض، هو الآن في السماء قائدنا المنتصر. فارفع رأسك أخي المؤمن، سائرًا خلفه، مرنِّمًا هذه الأنشودة العذبة «ولكن شكرًا للّه الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين» (2كورنثوس 2: 14). عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الجندي في الكتاب المقدس تُطلَق كلمة «جندي» على كل من يشارك في الجيش، من الصغير للكبير· وتُستعمل تعبيرات ودرجات متعدِّدة للحديث عن أفراد الجيش في كلمة الله لتدلِّل على عملهم أو قوتهم؛ مثل: عسكري (أعمال 12: 6؛ 23: 23)، حامل السلاح (1صموئيل14: 6)، فارس (1ملوك10: 26)، جبار بأس (1صموئيل 14: 52) للكناية عن القوة في الحرب، قائد المئة (أعمال 27: 1)، وكيل على رجال الحرب، رئيس الجند (2ملوك25: 19؛ إرميا 52: 25)، قواد الجند (لوقا 22: 4؛ أعمال 4: 1؛ 5: 26)، رئيس الجيش (2ملوك5: 1)· وكان سن المتجندين في العهد القديم من العشرين إلى الخمسين (عدد1: 3؛ 2: 26)، وتجمّعهم يسمى الكتيبة (أعمال27: 1)· وكان الجنود يستخدمون أدوات عدّة منها: القوس والدرع (إرميا 51: 3)، الخوذة والرمح (إرميا46: 4)، السيف والخيل (هوشع1: 7)، مركبات الحديد التي تجرها الخيل (يشوع17: 18؛ 2صموئيل8: 4؛ ميخا5: 10)، الأبواق (عدد10: 9؛ 2صموئيل2: 28)، وغيرها· ومن الأمثلة الحلوة للجنود نرى: قائد المئة الذي مدح الرب إيمانه (متى8: 10)، والذي كان عند الصليب (مرقس 15: 39)، وكرنيليوس (أعمال 10: 1)· ومن الأمثلة السيئة للجنود: الجندي الذي شكَّك في كلام الله ونال عقابه (2ملوك7: 2-19)، والجند الذين تعاملوا مع الرب باحتقار واستهزاء وقت أحداث الصليب (لوقا23؛ يوحنا18؛19)· والكلام عن الجندي في الكتاب يعني أن نتكلم عن ربع الكتاب تقريبًا· لذا نكتفي هنا بالإشارة إلى المعنى الروحي للجندية، وهو الذي يخصّنا الآن (2كورنثوس10: 3-5)· فالرسول بولس يحرِّض الشاب تيموثاوس بالقول «فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» وألا «يَرْتَبِكُ بِأَعْمَالِ الْحَيَاةِ لِكَيْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ» (2تيموثاوس2: 3-5؛ انظر فيلبي 2: 25؛ فليمون 1: 2)· ومن الصفات الهام وجودها في الجندي الصالح: الطاعة والخضوع (متى8: 9؛ لوقا 7: 8)، الرجولة (خروج17: 9)، كثرة الأفعال وليس الأقول، كبناياهو بن يهوياداع، لا يهاب ولا يختلق الأعذار (2صموئيل 23: 20)، التقوى (أعمال10: 7)· أما الصفات المرفوضة فيه فهي مثل: الخوف (تثنية20: 8)، الاهتمام بأمور العالم (تثنية20: 5-7)، الارتشاء (متى28: 12) ومن حق الجندي الصالح أن يهتف دائمًا «شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ» (2كورنثوس2: 14-16). عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
النجّار النجّار هو من يعمل بتصنيع الخشب، ليحوِّل الشجر إلى أثاثات ومعدّات نافعة للاستعمال· ولم تكن من المهن المرموقة في زمن الكتاب، ولا تناولتها الألسنة بالاحترام إذ لم تكن تتطلب الكثير من المهارات· على أنها مهنة غالية جدًا في عين كل المؤمنين، إذ تشرّفت بانتسابها إلى ربنا الكريم في حياته؛ فقد قيل عنه «ابْنَ النَّجَّارِ» (متى13: 55)، وأيضًا «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ؟» (مرقس6: 3)· لكن مع اتضاعه هنا ورضاه بهذه المهنة البسيطة، إلا إننا نؤمن أنه أعظم من مجرَّد نجار، فهو «الله ظهر في الجسد» (1تيموثاوس3: 16)· وما أروعه؛ ذاك الذي بدأ حياته بين الخشب في دكان يوسف نجار الناصرة، وفي شبابه كم عَمِلَ من أخشاب نفعت الناس أثق في إتقانها؛ إلا أن أروع ما عمله بالخشب كان يوم أنهى حياته على خشبة معلَّقًا ليفتديني ويفتديك (غلاطية3: 13؛ فيلبي2: 8)· لك السجود يا ربنا المعبود! ونوح أول من يُذكر عنه أنه عمل بالنجارة، يوم قال له الله «اصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ» معطيًا إياه كل مواصفاته (تكوين6: 14-16)، «فبنى فُلكًا لخلاص بيته» (عبرانيين11: 7)· وأول ما يجب أن نهتم بفعله، وهو لا يتطلب إمكانيات، هو أن نحتمي في فلك النجاة: ربنا يسوع· فهل فعلت؟! إن كان لا فاسرع· كانت النجارة إحدى مهارات بصلئيل بن أوري الذي استخدمه الرب في عمل خيمة الاجتماع (خروج31: 2-5)· كما شارك النجارون بكثرة في بناء بيت الرب وترميمه (2ملوك22: 6؛ 2أخبار24: 12؛ عزرا 3: 7)· وبيت الله، في العهد الجديد، هو الكنيسة، أي جماعة المؤمنين· لذا فعلينا ألا ندّخر جهدًا في سبيل كل ما يبني المؤمنين ويكرم المسيح في وسطهم· كذلك قام النجارون ببناء بيت داود، مكان راحته (2صموئيل5: 11؛ 1أخبار14: 1)· ونحن أيضًا يجب أن نعمل، بالقليل الذي نملكه، على أن تكون قلوبنا وحياتنا مكان راحة للرب يسوع، داود الحقيقي· لكن التحذير يأتي من أن النجارين أيضًا شاركوا في صُنع الأصنام (إشعياء44: 13؛ 41: 6-7)· فلنحذر، فإمكانياتنا البسيطة في يدي الرب يمكن أن تفعل الكثير مما يمجِّده؛ لكن ما يمكن أن نخدم به الرب قد يتحول في أيدينا نحن إلى ما يبعدنا عنه ويجعلنا نكسر قلبه· دعونا نلاحظ كيف نستخدم ما بين أيد· عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
العطار العطّار في الكتاب المقدس هو الشخص الذي يقوم بصناعة العطور والأطياب من خلاصات النباتات المتنوعة، مستخدمًا في ذلك أدوات متعددة، للعصر وللطحن وللخلط· ثم بعد إنتاج العِطر كان يوضع في أوانٍ محكمة الغلق أو مغلقة تمامًا، غالبًا ما يُطلق عليها "قوارير" ومفردها "قارورة" (متى 26: 7)· أول ما ذُكر العطَّار كان بالارتباط بصنع دُهن المسحة الذي كان تُمسح به خيمة الاجتماع (خروج 30: 25)، وكذا بصنع البخور العَطِر (خروج30: 35)· والاثنان معًا يكلِّمانا عن كمال المسيح وحياته الرائعة بكل تفاصيلها· ثم يأتي الذِكر التالي للعطارين في 2أخبار16: 14 في مراسم دفن آسا الملك والتي عُملت له كإكرام· من الفكرين معًا يمكننا أن نرى أن صنعة العطّار هي أن يعمل فينا لنظهر صفات المسيح وكماله وذلك رغبة في إكرام الله وتمجيده· والوحيد الذي يمكنه أن يكون عطّارًا يصنع ذلك في حياتنا هو إلهنا القدير· لكن التحذير الخطير الذي لا بد وأن نستمع إليه بخصوص العطّار والعطارة، هو ما قاله الحكيم: «اَلذُّبَابُ الْمَيِّتُ يُنَتِّنُ وَيُخَمِّرُ طِيبَ الْعَطَّارِ» (جامعة 10: 1)· وهو هنا يحذِّرنا، كمؤمنين، أننا قد نفلح في حياتنا الروحية، ونحرز تقدمًا، ويبدأ طيب العطار يظهر فينا؛ لكن إذا سمحنا لبعض الأمور التي قد تبدو صغيرة، لكنها في الواقع مرتبطة بالموت، أن تدخل حياتنا؛ فستفسد كل جمال في حياتنا· قد يكون الذباب الميت عبارة عن علاقات غير سليمة، أو صداقات تؤثر تأثيرًا سلبيًا في حياتنا· وقد يكون بعض كلمات يقول عنها الكتاب إنها «رديّة» نسمح لأفواهنا أن تقولها، أو نكات نتناقلها عن الأشرار· وقد يكون مشاهدات مختلفة من التلفاز أو الأفلام والمسرحيات، والتشدّق بكلماتها، فما بالك بالمشاهدات الشريرة· أو ربما أحقاد في القلب، وخصومات مع الآخرين، عنف في التعامل، وتمرد على الوالدين، خرق للقوانين··· الخ· هيا صلِّ معي أن يكشف الرب لعينيك الذباب الميت الذي في حياتك، والذي يُفسد الطيب الحلو الذي يريد الله أن يصنعه· هيا اطلب منه بقلب صادق، وبرغبة خالصة، أن يخلِّصك من كل هذا الذباب الميت؛ فيفوح عطر المسيح من حياتك، ويا نعم مثل هذه الحياة! عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الصائغ هو من يعمل في مجال تشغيل وتشكيل المعادن النفيسة (الذهب والفضة)· عند استخراج المعدن النفيس من الأرض يكون مختلطًا بشوائب مختلفة تسمى الزغل (أمثال25: 4؛ إشعياء1: 25)، مما يُلزم الصائغ بإجراء عملية أولية للتنقية تُسمّى التمحيص (أيوب28: 1)· والإناء الذي يوضع فيها المعادن أثناء هذه العملية يسمى البوطة (أمثال17: 3)· وتتم عملية التنقية هذه بإدخال المعدن إلى الكور (الفرن) حتى يصل إلى درجة التوهج، ثم يُلقى في الماء، ونتيجة لذلك تأخذ الشوائب موقعها على السطح، ومن ثم تُستخدم المبارد لإزالتها· تُكرر هذه العملية عدة مرات، وكلما زاد تكرارها زادت نقاوة المعدن، والذي يسمى عندئذ ذهب (أو فضة) مصفى (1أخبار28: 18؛ 29: 4؛ رؤيا3: 18)· وإن كان المعدن من الصنف الرديء فلم يستجب لعملية التنقية كان يسمى فضة مرفوضة (إرميا6: 30)· وعلى مثال عملية التمحيص هذه ينقي الرب المؤمنين بالضيق والتجارب أحيانًا «لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (1بطرس1: 7؛ انظر أيضًا إشعياء48: 10؛ زكريا13: 9)· فيصرخ المؤمن أحيانًا «لأَنَّكَ جَرَّبْتَنَا يَا اللهُ· مَحَصْتَنَا كَمَحْصِ الْفِضَّةِ··· دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ» لكنه لا بد وأن يترنم في النهاية، إذ يختبر روعة النقاوة التي يوجدها الله فيه «ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ» (مزمور66: 10-12)· وهنا دعني أنقل لك ملاحظة مؤمنة تقية عند زيارتها لصائغ يعمل في تنقية الفضة، وهي تتذكر قول الكتاب عن الرب «فَيَجْلِسُ مُمَحِّصاً وَمُنَقِّياً لِلْفِضَّةِ» (ملاخي3: 3)· قالت إن الصائغ يكرِّر العملية ثم ينظر في قطعة الفضة وهو جالس في هدوء، ويقرِّر أن عملية التنقية قد تمت عندما يستطيع أن يرى صورته على سطح الفضة· وهكذا ينقينا الرب أكثر حتى نُظهر صورته، وما أروعها صورة! ثم بعد عملية التنقية، كان الصائغ يصنع الشكل النهائي لعمله: مسبوكًا (هوشع13: 2)، أي بوضعه في النار مع استخدام قوالب خاصة· أو بالخراطة (خروج25: 18)، أي تشكيله باستخدام آلات حادة· أو بالتغشية (خروج 25: 11؛ 1ملوك6: 20)، أي بجعله طبقة رقيقة فوق مادة أخرى· أو بمده كصفائح أو خيوط تدخل في تطريز الملابس (خروج28: 6؛ 39: 3)· ويُذكر أن أول مَن نعرفه في الكتاب المقدس كصائغ، هو بصلئيل بن أوري، الذي انتخبه الرب للعمل في تنفيذ خيمة الاجتماع (خروج31: 2-5)· كما كان للصائغين دور عظيم في ترميم سور المدينة المقدسة أيام نحميا (نحميا 3: 8 ، 32)· لكن بكل أسف، نرى مع الوقت أن الصائغين أصبحوا يعملون في صناعة الأصنام (قضاة17: 4؛ إشعياء40: 19؛ 46: 6؛ إرميا10: 14؛ 51: 17)؛ حتى أن آخر صائغ نقرأ عنه هو «ديمتريوس صائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس» (أعمال 19: 24)· لنحذر، فقد ننحدر إلى أدنى دركٍ بأمور كانت تستخدم لمجد الله! عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الحاصد هو من يقوم بجمع ثمر ما تم زرعه. والموسم الذي يعمل فيه يسمى الحصاد. وموسم الحصاد هو موسم فرح (إشعياء9: 3)؛ فمن ذهب بالبكاء تاعبًا وهو يزرع، لا بد أن يعود في يوم الحصاد فرِحًا وهو يحمل حزم الزرع الذي حصده (مزمور126: 5، 6). لكن ليس للكل هو يوم فرح، فمن يسيء في زرعه لا بد وأن يستاء من حصاده «إِنَّهُمْ يَزْرَعُونَ الرِّيحَ وَيَحْصُدُونَ الزَّوْبَعَةَ» (هوشع8: 7). ويحذّرنا الكتاب بكل وضوح «الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضً. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا»؛ فاحذر من أن تزرع مثل هذا الزرع من أهواء وشهوات، بل ليتم فيك القول «وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً» (غلاطية6: 8). ويبقى المبدأ الساري المفعول أبدًا «مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ» (2كورنثوس9: 6)، فلنعيه ولنكن أسخياء في كل ما نعمله للرب. ويعلمنا الكتاب أنه إن جاء يوم نحصد فيه بركة لشيء زرعناه، علينا أن نشارك آخرين فيه أيضًا، ولا سيما من له احتياج (لاويين19: 9؛ تثنية24: 19). والحصاد كذلك يتكلم عن الفرصة المواتية، كزمن الشباب الذي أنت فيه الآن. اسمع مدح الحكيم للنملة «وَتُعِدُّ فِي الصَّيْفِ طَعَامَهَا وَتَجْمَعُ فِي الْحَصَادِ أَكْلَهَا» (أمثال6: 8)، كما يحذرنا أيضًا «مَنْ يَجْمَعُ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ ابْنٌ عَاقِلٌ وَمَنْ يَنَامُ فِي الْحَصَادِ فَهُوَ ابْنٌ مُخْزٍ» (أمثال10: 5). فكن ابنًا عاقلاً واذخر في شبابك كل ما يمكنك روحيً. أخيرًا، يمكننا من مثل الزوان والحنطة (متى13: 24-43) أن نرى الحصاد مشيرًا إلى انتهاء صبر وأناة الله وانصباب غضبه على الأشرار. فهل تقتادك أناة الله ولطفه اليوم إلى التوبه؟ أم تتهاون فتذخر بذلك لنفسك غضبًا في يوم الغضب؟ (رومية2: 4، 5)؛ فيأتي اليوم الذي فيه تصرخ «مَضَى الْحَصَادُ انْتَهَى الصَّيْفُ وَنَحْنُ لَمْ نَخْلُصْ!» (إرميا8: 20). عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الكرام هو الذي يعمل في الكروم، أي حقول العنب· وأول من سُجِّل عنه أنه عمل في الكروم كان هو نوح، وبالأسف فسرعان ما نقرأ أنه «شرب من الخمر فسكر وتعرّى» (تكوين9: 20 ،21)· والكرمة فيها حلاوة تسبِّب الفرح لله والناس (قضاة9: 13)، وفي الكتاب المقدس نراها صورة للشهادة لله على الأرض والإعلان عنه· وفي العهد القديم كانت الكرمة، أي الشهادة لله، هي شعبه الأرضي (إشعياء 5: 7؛ مزمور 80: 8 ،14)؛ لكن بكل أسف فشلوا في ذلك تمامًا حتى نسمع الرب قائلاً «ماذا يُصنع أيضًا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟ لماذا إذ انتظرت أن يصنع عنبًا، صنع عنبًا رديئًا؟!» (اقرأ إشعياء 5: 1-7؛ 24: 7)· بل ونقرأ عن ما فعله قادة هذا الشعب بابن الله في المثل الذي رواه بفمه الكريم (متى21: 33-41؛ مرقس12: 1-9؛ لوقا20: 9-16)· لكننا نتعلم شيئًا جديدًا ورائعًا من أقوال ربنا يسوع في يوحنا 15 إذ نسمعه يقول «أنا الكرمة الحقيقية»؛ فقد صار هو الشهادة الكاملة لله· وتأمل هذا الامتياز الرائع «وأنتم الاغصان»؛ فالمؤمنون الحقيقيون هم الذين يحملون ثمار الرب يسوع للعالم· ودعونا لا ننسى باقي ما قاله الرب «كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فيّ··· الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير· لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا»· أما عن دور الله الآب في هذا الأمر فيقول الرب «وأبي الكرَّام» فإن «كل غصن فيَّ لا يأتي بثمر ينزعه» وينزعه هنا تعني ينزعه من الشهادة، اذكر لوط؛ هل كان يمكن أن يشهد لله؟ طبعًا لا· لكن «كل ما يأتي بثمر ينقّيه ليأتي بثمر أكثر»، فالمؤمن المثمر محل اهتمام الآب لينقيه حتى يتزايد ثمره لمجد الله (انظر الطِلبة في نشيد2: 15)· فأي نوع أنت من الأغصان يا أخي المؤمن؟ اسمع تحريض الرب لنا «بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي»· وأخيرًا تجدر كلمة تحذير من قول الرب «إن كان أحد لا يثبت فيَّ يُطرح خارجًا كالغصن (لاحظ "ك" التشبيه) فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق»· فكم من المرائين الذين يتظاهرون بمظهر المؤمنين ويتصرفون ظاهريًا مثلهم دون تغيير حقيقي في القلب· فاحذر أن تكون من المخادعين المخدوعين فالله لا يُخدع! عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الفاعل ما زلنا نتحدّث عن مهن ترتبط بالزراعة، ونتحدث اليوم عن الفاعل (جمعها فعلة). وعمل الفاعل في الحقل غير محدد؛ فتارة تجده يساعد في حرث، ومرة ينقي الزرع من الآفات والحشائش الضارة، وأخرى يقلّب الأرض، وفي النهاية يشارك في جمع المحصول. ويرتبط عمل الفاعل أساسًا بالتعب، ويُفهم ذلك من أصل الفعل الذي اشتُقت منه الكلمة، فهو بعينه المستعمل في أماكن أخرى بمعنى «تعب» (مثلاً رؤيا2: 2؛ أفسس4: 28؛ 1تسالونيكي1: 3؛ 2: 9). والمدلول الروحي لهذه المهنة يحدّثنا عن خدمة الرب، الخدمة التاعبة المضحية، المستعدة لعمل أي شيء لمجد المسيح. فتجد مَن، مِن أجل الرب، يتعب في نشر كلمته بالتجول هنا وهناك. وآخر يجتهد في تدريس فصل لمدارس الأحد. وثالث يجوب بلاد ليوزِّع كتب ومطبوعات روحية. وتالٍ يتعب في ترتيب مكان الاجتماع أو نقل هذا أو ذاك لتتميم الخدمة. وغيرهم يعمل أعمالاً في الخفاء لا تنظرها العين. ومنهم من يعمل هذه في مرة وتلك في مرة أخرى. الكل يتعب بسرور إكرامًا للسيد الذي سبق وأحبّنا وتعب من أجلن. ومن أشهر الآيات عن الفعلة، قول الرب بفمه الكريم: «الْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلَكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ» (متى9: 37، 38). فهل نتمم طلب الرب هذا فنصلي باستمرار من أجل أن يرسل الرب مَن يُتمم عمله الكثير. ولا شك أن المؤمن الذي يهتم بالصلاة من أجل خدمة الرب وخدامه سيستخدمه الرب في عمل ما لخدمته وإكرامه. على أننا نقرأ في متى20: 1-16 مثلاً قاله الرب أيضًا عن الفعلة، ومنه نتعلم خطورة أن يخدم واحد الرب طلبًا لأجرة أو مقابل (كأن ينجحه الرب أو يعطيه عطايا أرضية أو... أو...)، بل ينبغي أن نخدمه حبًّا فيه، واثقين في نعمته التي تعطينا لا ما نستحق بل أكثر كثيرً. إنه الذي قرّر وكرّر القول «لأَنَّ الْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ» (لوقا10: 7؛ 1تيموثاوس5: 18؛ متى10: 10)، والذي أكد الكتاب عنه أن «اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ» (عبرانيين6: 10). عزيزي المؤمن، هل تتعب من أجل الرب؟! أم في ماذا تستثمر جهدك وشبابك؟! هل أنت على استعداد دائمًا أن تذرف العرق من أجل من أحبك فسفك الدم؟! هل تقضي حياتك لمن جاد من أجلك بحياته؟! فلنسمع التحريض في النهاية «إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ كُونُوا ... مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ» (1كورنثوس15: 58). عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الحراث هو عملية تقليب الأرض الزراعية لتجهيزها لاستقبال البذور. ويسمى أيضًا "فلاحة" (تكوين45: 6) و"شق الأرض" (إشعياء28: 24). وليتمم الحراث غرضه يستعمل المحراث، وهو الذي ما زال يُستعمل إلى الآن في بلاد كثيرة، وإن اختلفت أشكاله بعض الشيء. والمحراث، في أشهر صوره، عبارة عن آلة بسيطة تتكون من قطعة شجر عرضها يصل إلى مترين وقطرها قرابة 15 سم، مثبت بها عدة قطع حديدية حادة تُسمى أتلام؛ ويُجرّ المحراث غالبًا باستخدام الثيران (أيوب1: 14). ويتم الحرث بعد هطول الأمطار أول موسم الزراعة. والحرث مهمة شاقة، لذا يقول الحكيم «اَلْكَسْلاَنُ لاَ يَحْرُثُ بِسَبَبِ الشِّتَاءِ» فتكون النتيجة الحتمية «فَيَسْتَعْطِي فِي الْحَصَادِ وَلاَ يُعْطَى» (أمثال20: 4)؛ فلن تصلح زراعة ليس قبلها حرثًا! وفي المقابل فإنه «فِي حَرْثِ الْفُقَرَاءِ طَعَامٌ كَثِيرٌ وَيُوجَدُ هَالِكٌ مِنْ عَدَمِ الْحَقِّ» (أمثال13: 23). والتطبيق الروحي يعلّمنا أن نبذل الجهد في تحصيل كلمة الله (حتى وإن كنا فقراء في المواهب والمعرفة الروحية)؛ فذلك سينتج لنا الكثير من الفوائد الروحية، وإلا فسنجني المتاعب من عدم معرفة الحق الإلهي. وتبعية الرب تُشبَّه بالحرث، تتطلب التعب وترك كل شيء؛ فيوم جاء واحد قائلاً للرب: «أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ وَلَكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي»، فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ» (لوقا9: 61 ، 62). فلنتسلح بنية التعب لمجد الله. هكذا كان أليشع بن شافاط (1ملوك19: 19) الذي نراه في أول مشهد له يحرث أرضه، لكن بمتابعة قصة حياته نراه يتعب لمجد الله ناسيًا كل شيء. على أن التعب في تبعية وخدمة الرب لا يذهب هباءً منثورًا، بل إن المبدأ الإلهي «يَجِبُ أَنَّ الْحَرَّاثَ الَّذِي يَتْعَبُ يَشْتَرِكُ هُوَ أَوَّلاً فِي الأَثْمَارِ» (2تيموثاوس 2: 6)، فمن يتعب من أجل السيد سيرتاح قلبه إذ يشارك في ثمر تعبه هنا على الأرض، ثم يسعد إلى الأبد بمكافأة الرب له. وقبل أن أختم لا أنسى أن أشير إلى نبوة على لسان ربنا المعبود إذ يقول «عَلَى ظَهْرِي حَرَثَ الْحُرَّاثُ. طَوَّلُوا أَتْلاَمَهُمْ» (مزمور129: 3). لقد جُلد الرب يسوع يومًا بمنتهى الوحشية، في بداية آلامه الكثيرة لأجلي ولأجلك، راضيًا احتمل الألم وحمل العار (إشعياء50: 6)؛ أ فلا يستحق أن نتعب من أجله؟! عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الزارع (1) الزراعة واحدة من أهم وأشهر مهن الكتاب المقدس. وهي أول مهنة كُلِّف بها الإنسان منذ كان في الجنة وبعد أن طُرد منها (تكوين2: 15؛ 3: 23). بل أن الله شرّفها بأن كان أول من قيل عنه أنه غرس، وما أروع ما غرس «وَغَرَسَ الرَّب الإلَهُ جَنَةً فِي عَدْنٍ» (تكوين2: 8). ونظرًا لأهمية الزراعة في زمن كتابة الكتاب المقدس، وكذلك لاتساع مجالاتها نجد مسميات عديدة يتسمى بها العاملون بالزراعة (في مراحلها المختلفة) من ضمنها: الزارع (متى13: 3)، الفلاح (1أخبار26: 10؛ يعقوب5: 7)، عامل الأرض (تكوين4: 2)؛ الفاعل وجمعها فعلة (متى9: 37)، الحارث أو الحرَّاث (عاموس9: 13، 2تيموثاوس2: 6)، الكرّام (متى21: 33)، الحاصد وجمعها الحصّادين (يوحنا4: 36؛ راعوث2: 6)، البستاني (يوحنا20: 15)، الغارس والساقي (1كورنثوس3: 4). وسنتكلم عن بعضها في مرات متتالية إن أذن الرب. ولنبدأ بأكثر هذه المسميّات شهرة وهو مُسمّى شرّفه الرب بأن نسبه لنفسه إذ قال: «اَلزارعُ الزرْعَ الجَيدَ هُوَ ابْنُ الإنْسَانِ» (متى13: 37). ولعل أول ما يجب أن نذكره هنا هو المثل الذي بدأه الرب يسوع بالقول «هُوَذا الزارعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ» (اقرأ المثل في متى 13: 3-9؛ وتفسيره في 18-23). في هذا المثل نرى الزارع خارجًا يحمل بيده مبذر الزرع، (مزمور126: 6)، وباختصار تقابل مع 4 نوعيات من التربة تتكلم عن طرق استقبال القلب لكلمة الله: 1- الطريق: وهي ممرات وسط الحقل تصلّبت من جرّاء دوسها بالأقدام فما عادت تستقبل البذار أصلاً. وعن هذا يقول المسيح «يَسْمَعُ... وَلاَ يَفْهَمُ، فيَأتِي الشريرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ». احذر حين تسمع أو تقرأ كلمة الله لئلا يخطف الشرير الكلمة منك فلا تفهم رسالة الله لك. 2- الأرض المحجرة: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَحَالاً يَقبَلُهَا بفَرَحٍ وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أصْلٌ فِي ذاتِهِ بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فإذا حَدَثَ ضِيقٌ أو اضْطِهَادٌ مِنْ أجلِ الْكَلِمَة فحَالاً يَعْثرُ». تذكر أن عمل الله الحقيقي يبقى في القلب. 3- وسط الشوك: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة، وَهَمُّ هَذا الْعَالَم وَغُرُورُ الْغِنَى يَخنُقانِ الْكَلِمَة فَيَصِيرُ بلاَ ثمَرٍ». ما الذي يخنق تأثير كلمة الله في .. 4- الأرض الجيدة: «َهُوَ الذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الذِي يَأتِي بِثَمَرٍ فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ». أصلي أن تكون من هذا النوع الرائع، وأن يكون ثمرك كثيرًا لمجد الله. .................................................. .................................................. .............................................. الزارع (2) الكلام عن الزارع والزرع في الكتاب المقدس كثير، ومليء بالدروس المفيدة. وهاك القليل من كثير. فالزرع يعلِّمنا الاجتهاد، يقول الحكيم «فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ، وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ؛ لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو:هَذَا أَوْ ذَاكَ، أَوْ أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً» (جامعة 11:6). مبدأ سارِ المفعول في كل دروب الحياة:اعمل باجتهاد، صباحًا ومساءً، فلا بد أن تجني ثمرً.وما أحلى أن نطبِّق هذا بالأولى على أمورنا الروحية، فنهتم بكل ما ينمي حياتنا الروحية، ونبذل كل الجهد في خدمة السيد. وعلى من يريد أن يزرع ألا يتلمس الأعذار والحجج للكسل لأن «مَنْ يَرْصُدُ الرِّيحَ لاَ يَزْرَعُ وَمَنْ يُرَاقِبُ السُّحُبَ لاَ يَحْصُدُ» (جامعة 11:4). فالذي ينتظر أن تكون الريح (أي الظروف) مواتية، حتى يبدأ عمله لن يبدأ في الغالب، ولن يحصد بالتالي.وعلينا ألا ننسى للحظة أن «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ» (مزمور 126:5)، وفي كل ما نفعله للرب لا بأس بقطرة عرق أو دمعة ألم إن كان سيعقبها فرح غزير وأبدي. كما نتعلم مبدأً هامًا من الزراعة، حين يوصي الناموس بالقول «لا تَزْرَعْ حَقْلكَ صِنْفَيْنِ... لا تَحْرُثْ عَلى ثَوْرٍ وَحِمَارٍ مَعا» (تثنية22:9 ، 10). والمعنى هنا يمكن بسهولة أن نقرنه بقول الرسول بولس «لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ»؛ فراقب صداقاتك وعلاقاتك يا صديق «لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ » (2كورنثوس6:14 ، 15). ثم يأتي القول الأشهر والأهم حين يقول الكتاب «لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً» (غلاطية 6:7). وهل يحتاج إلى تعليق؟! اعلم أن كل ما تفعله هو زرعة ستجني ثمارها بعد زمن، وإن كان طويلاً. فإن زرعت مثلاً درسًا للكتاب، سيثمر معرفة أعمق لله، أما إن زرعت شهوة فستُنبت خطية تمرمر حياتك إذ تدفع ثمنها غاليً. فلا تزرع إلا ما تحب أن تجني ثمره. واسمع النصيحة «اِزْرَعُوا لأَنْفُسِكُمْ بِالْبِرِّ. احْصُدُوا بِحَسَبِ الصَّلاَحِ.احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثاً، فَإِنَّهُ وَقْتٌ لِطَلَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ الْبِرَّ» (هوشع 10:12). عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الزارع (1) الزراعة واحدة من أهم وأشهر مهن الكتاب المقدس. وهي أول مهنة كُلِّف بها الإنسان منذ كان في الجنة وبعد أن طُرد منها (تكوين2: 15؛ 3: 23). بل أن الله شرّفها بأن كان أول من قيل عنه أنه غرس، وما أروع ما غرس «وَغَرَسَ الرَّب الإلَهُ جَنَةً فِي عَدْنٍ» (تكوين2: 8). ونظرًا لأهمية الزراعة في زمن كتابة الكتاب المقدس، وكذلك لاتساع مجالاتها نجد مسميات عديدة يتسمى بها العاملون بالزراعة (في مراحلها المختلفة) من ضمنها: الزارع (متى13: 3)، الفلاح (1أخبار26: 10؛ يعقوب5: 7)، عامل الأرض (تكوين4: 2)؛ الفاعل وجمعها فعلة (متى9: 37)، الحارث أو الحرَّاث (عاموس9: 13، 2تيموثاوس2: 6)، الكرّام (متى21: 33)، الحاصد وجمعها الحصّادين (يوحنا4: 36؛ راعوث2: 6)، البستاني (يوحنا20: 15)، الغارس والساقي (1كورنثوس3: 4). وسنتكلم عن بعضها في مرات متتالية إن أذن الرب. ولنبدأ بأكثر هذه المسميّات شهرة وهو مُسمّى شرّفه الرب بأن نسبه لنفسه إذ قال: «اَلزارعُ الزرْعَ الجَيدَ هُوَ ابْنُ الإنْسَانِ» (متى13: 37). ولعل أول ما يجب أن نذكره هنا هو المثل الذي بدأه الرب يسوع بالقول «هُوَذا الزارعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ» (اقرأ المثل في متى 13: 3-9؛ وتفسيره في 18-23). في هذا المثل نرى الزارع خارجًا يحمل بيده مبذر الزرع، (مزمور126: 6)، وباختصار تقابل مع 4 نوعيات من التربة تتكلم عن طرق استقبال القلب لكلمة الله: 1- الطريق: وهي ممرات وسط الحقل تصلّبت من جرّاء دوسها بالأقدام فما عادت تستقبل البذار أصلاً. وعن هذا يقول المسيح «يَسْمَعُ... وَلاَ يَفْهَمُ، فيَأتِي الشريرُ وَيَخْطَفُ مَا قَدْ زُرِعَ فِي قَلْبِهِ». احذر حين تسمع أو تقرأ كلمة الله لئلا يخطف الشرير الكلمة منك فلا تفهم رسالة الله لك. 2- الأرض المحجرة: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَحَالاً يَقبَلُهَا بفَرَحٍ وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أصْلٌ فِي ذاتِهِ بَلْ هُوَ إِلَى حِينٍ. فإذا حَدَثَ ضِيقٌ أو اضْطِهَادٌ مِنْ أجلِ الْكَلِمَة فحَالاً يَعْثرُ». تذكر أن عمل الله الحقيقي يبقى في القلب. 3- وسط الشوك: «يَسْمَعُ الْكَلِمَة، وَهَمُّ هَذا الْعَالَم وَغُرُورُ الْغِنَى يَخنُقانِ الْكَلِمَة فَيَصِيرُ بلاَ ثمَرٍ». ما الذي يخنق تأثير كلمة الله في .. 4- الأرض الجيدة: «َهُوَ الذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَة وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الذِي يَأتِي بِثَمَرٍ فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ». أصلي أن تكون من هذا النوع الرائع، وأن يكون ثمرك كثيرًا لمجد الله. .................................................. .................................................. .............................................. الزارع (2) الكلام عن الزارع والزرع في الكتاب المقدس كثير، ومليء بالدروس المفيدة. وهاك القليل من كثير. فالزرع يعلِّمنا الاجتهاد، يقول الحكيم «فِي الصَّبَاحِ ازْرَعْ زَرْعَكَ، وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ؛ لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو:هَذَا أَوْ ذَاكَ، أَوْ أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً» (جامعة 11:6). مبدأ سارِ المفعول في كل دروب الحياة:اعمل باجتهاد، صباحًا ومساءً، فلا بد أن تجني ثمرً.وما أحلى أن نطبِّق هذا بالأولى على أمورنا الروحية، فنهتم بكل ما ينمي حياتنا الروحية، ونبذل كل الجهد في خدمة السيد. وعلى من يريد أن يزرع ألا يتلمس الأعذار والحجج للكسل لأن «مَنْ يَرْصُدُ الرِّيحَ لاَ يَزْرَعُ وَمَنْ يُرَاقِبُ السُّحُبَ لاَ يَحْصُدُ» (جامعة 11:4). فالذي ينتظر أن تكون الريح (أي الظروف) مواتية، حتى يبدأ عمله لن يبدأ في الغالب، ولن يحصد بالتالي.وعلينا ألا ننسى للحظة أن «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالاِبْتِهَاجِ» (مزمور 126:5)، وفي كل ما نفعله للرب لا بأس بقطرة عرق أو دمعة ألم إن كان سيعقبها فرح غزير وأبدي. كما نتعلم مبدأً هامًا من الزراعة، حين يوصي الناموس بالقول «لا تَزْرَعْ حَقْلكَ صِنْفَيْنِ... لا تَحْرُثْ عَلى ثَوْرٍ وَحِمَارٍ مَعا» (تثنية22:9 ، 10). والمعنى هنا يمكن بسهولة أن نقرنه بقول الرسول بولس «لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ»؛ فراقب صداقاتك وعلاقاتك يا صديق «لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ » (2كورنثوس6:14 ، 15). ثم يأتي القول الأشهر والأهم حين يقول الكتاب «لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً» (غلاطية 6:7). وهل يحتاج إلى تعليق؟! اعلم أن كل ما تفعله هو زرعة ستجني ثمارها بعد زمن، وإن كان طويلاً. فإن زرعت مثلاً درسًا للكتاب، سيثمر معرفة أعمق لله، أما إن زرعت شهوة فستُنبت خطية تمرمر حياتك إذ تدفع ثمنها غاليً. فلا تزرع إلا ما تحب أن تجني ثمره. واسمع النصيحة «اِزْرَعُوا لأَنْفُسِكُمْ بِالْبِرِّ. احْصُدُوا بِحَسَبِ الصَّلاَحِ.احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثاً، فَإِنَّهُ وَقْتٌ لِطَلَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ الْبِرَّ» (هوشع 10:12). عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
البناء البِناء صناعة قديمة جدًا كان أول من عرفها هو قايين بعد أن خرج من لدن الرب (تكوين4: 17). كما كان واحد من المباني الأكثر شهرة في كل التاريخ هو برج بابل (تكوين11) الذي كان إعلانًا لتحدي البشر لله والذي كان نتيجته بلبلة الألسنة وتعدد اللغات. على أن البناء أيضًا استُعمل لمجد الله؛ فنرى الكثير من رجال الله وقد بنوا له مذابحًا، بداية من نوح (تكوين8: 20)، وأروع الأبنية التي بُنيت لمجد الله كان هيكل سليمان (1ملوك 5-8). وعلى مَر التاريخ استُعمل كمواد للبناء مواد كثيرة أشهرها الحجارة والخشب والطوب اللبِن. ومن أدوات البناء التي ذُكرت في الكتاب: الخيط والمطمار (إشعياء28: 17)، والزيج (زكريا4: 10) وكلها كانت تُستعمل في ضبط وقياس المباني. وأعظم بنّاء وهو الذي بنى أعظم بِناء، هو ربنا الكريم الذي قال «على هذه الصخرة (الإيمان بشخصه الكريم كابن الله الحي) أبني كنيستي (أي جماعة المؤمنين) وأبواب الجحيم لن تقوى عليها» (متى16: 18). فما أروع أن يُقال عن المؤمنين «مبنيين كحجارة حية بيتًا روحيًا» وأنهم «بناء الله» (1بطرس2: 5؛ 1كو3: 9؛ انظر أيضًا أفسس2: 20-22). ويعلمنا الرب يسوع نفسه أن ما يجب أن نعطيه أكثر أهمية في أي بناء هو الأساس (متى7: 24-27؛ لوقا6: 47-49). لذا دعني أسألك: هل اهتممت بالأساس الذي تبني عليه حياتك وأبديتك؟ ألا تعلم أنه لن ينفعك إلا صخر الإيمان بالرب يسوع المسيح مخلِّصًا شخصيً. ولنا كمؤمنين تحذير «إن كان أحد يبني على هذا الأساس: ذهبًا، فضة، حجارة كريمة، خشبًا، عشبًا، قشًا؛ فعمل كل واحد سيصير ظاهرًا لأن اليوم سيُبيّنه. لأنه بنار يُستعلن وستَمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة، إن احترق عمل أحد فسيخسر وأما هو فسيخلص ولكن كما بنار» (1كورنثوس3: 12-15). فلنحذر إذًا فنبني بما لا يحترق بدافع تمجيد الله فحسب. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الفخاري ويسمّى أيضًا الخزّاف· وهي مهنة عُرفت منذ القديم، والمُرجَّح أنها عُرفت أولاً في مصر القديمة· وهو الذي يصنع الأواني المنتجة من الطين· والطين الموجود على السطح لا يصلح لعمل الفخاري، لكنه يحفر قليلاً ليستخرج الطين الصالح للعمل، وكانت المنطقة التي يستخرج منها الطين تُسمى «حقل الفخاري» (متى 27: 7 - وهو الحقل الذي اشتراه رؤساء الكهنة بالثلاثين من الفضة التي أعادها الخائن يهوذا - متى 27: 6-10 تتميمًا لنبوة زكريا11: 12 ،13)· يترك الفخاري الطين بضعة أيام في الهواء، ثم يبلله بالماء، ويبدأ بعجنه ليتجانس، وذلك بأن يدوسه برجليه (إشعياء41: 25)· بعد ذلك يضعه على آلته الشهيرة "الدولاب" وهو عبارة عن قرص من الحجر موضوع على عمود من حديد متصل بآلية تسمح للفخاري أن يديره عن طريق إحدى رجليه، فيدور القرص الحجري بسرعة وفوقه كتلة الطين· يقوم الفخاري بتشكيلها عن طريق ضغطات أصابعه، وهذا يستلزم خبرة وفنًّا، ليخرج الإناء على الشكل الذي يريده· ثم يزيل أي زوائد في الإناء بواسطة آلة حادة· يترك الإناء قليلاً ثم يدخَله إلى فرن خاص ليُحرق فيه، ليخرج في صورتة النهائية، والتي يمكن استعمالها كأوانٍ للشرب (الجرار - تكوين 24: 14؛ قضاة 7: 16، الإبريق - إرميا 19: 1··· الخ)، أو لحفظ الطعام (الكوار 1ملوك17: 12)، أو طهيه (القدور - خروج11: 8) وغير ذلك الكثير· أما بالنسبة للأوعية الزخرفية، فيتم تلوينها بألوان خاصة، ثم تُعاد للفرن مرة أخرى· والفخار في الكتاب المقدس يكلمنا عن ضعف الإنسان وعدم قدرته، فيقول عن الرافضين للمسيح أنه، في يوم غضبه، « مثل إناء خزّاف تكسّرهم» (مزمور2: 9)· لكن عندما يختلط ضعف الإنسان بقوة الله نسمع القول «ولكن لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية، ليكون فضل القوة للّه لا مِنَّا» (2كورنثوس4: 7؛ انظر أيضًا قضاة7: 16-25)· وأهم ما يكلمنا عنه الفخاري، هو سلطان الله في تشكيل شخصياتنا وحياتنا رغم كوننا من طين، ليُخرج من كل واحد إناءً مفيدًا رغم فسادنا (اقرأ بتمعن إرميا18: 1-7)· فهل تسلم يا عزيزي ليدي ذاك الفخاري الحكيم ليشكِّل فيك حسب حكمته وقدرته، برغم كل ضعفك· هل تقول مع المرنم: أُخضع ذاتي دون عنادِلأصابعك تشكِّل فيَّإن أتوجّع لن أتراجعفأنا اشتقت لعملك فيَّ عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
صياد السمك fisherman. ومهنة صياد السمك عُرفت منذ القديم في الدول الساحلية والدول التي بها أنهار تصلح للصيد، كنهر النيل. ويستخدم صيادو السمك في عملهم: الشبكة، وتستخدم أكثر في البحار والبحيرات. والشص (الصنارة) ويستخدم في الأنهار أكثر. (انظر إشعياء19: 8؛ حبقوق1: 14-17). وفي بعض الأحيان يستخدمون نوعًا من الحِراب الخاصة للصيد في المياه الضحلة، والتي تسمى في سفر أيوب "إلال السمك" (أيوب 41: 7). وقد سُرّ الرب يسوع بأن يكون الكثير من تلاميذه من الصيادين. فنقرأ عن بطرس وأندراوس أخيه، وعن يوحنا ويعقوب ابني زبدي، أنهم كانوا صيادين (متى4: 18-22؛ مر1: 16-20)، ويمكننا من أجزاء أخرى من الكتاب أن نستنتج أن اثنين آخرين على الأقل كانا صيادين (يوحنا 21: 2)./p>وفي دعوة الرب لتلاميذه هؤلاء قال لهم قوله المشهور "هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس"، مكلِّفًا إياهم بأعظم مهمة، أن يأتوا من بحر العالم بأناس للحياة في المسيح. وهو - تبارك اسمه - ما زال يدعو مؤمنيه لأن يفعلوا هكذا، فيبحثوا عن النفوس الضالة، ليقدّموا لهم رسالة المسيح، الذي هو الحياة. ووكما كانت نصيحة الرب قديمًا "ابعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد" (لوقا5: 4)، فالنصيحة لنا اليوم أن ندخل إلى أعماق الشركة مع ربنا يسوع المسيح، عندئذ سنكون سبب بركة لنفوس كثيرة. وحذاري من الذهاب للصيد بمفردنا، فقد خاب أمل التلاميذ عندما فعلوها (يوحنا 21)، ولم يتغير المشهد إلا بظهور الرب فيه. وهكذا ليكن قولنا له دائمًا "على كلمتك أُلقي الشبكة" (لوقا5: 5). أخيرًا اختم بنصيحة صياد قديم لمن يبغي الصيد "اعطِ وجهك لمصدر الضوء، ولا تدَع ظلك يظهر على المياه، تأمل سلوك السمك، وتحلّى بالصبر". أو أقولها بعبارة أخرى: لتكن عيناك إلى الرب دائمًا، ولا تسمح لذاتك أن تتسلل في المشهد، افهم الآخرين قبل أن تكلمهم، والصبر نصيحة تحتاج إلى تكرار. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الصيَّاد الكلمة التي تُترجم إلى العربية “صياد”، تحمل في اللغات الأصلية 3 معانٍ مستقلة، الأول يعني صائد الحيوانات hunter وكان أول من ذُكر عنه ذلك هو نمرود ابن كوش حفيد نوح (تكوين 10: 8،9)، وأعقبه عيسو (تكوين25: 27)، والاثنان كانا مثالين لعناد الله وتحدي إرادته. أما المعنى الثاني للكلمة فهو صائد الطيور fowler وهي التي تتردد بكثرة في العهد القديم. وصيد الطيور معروف منذ القديم، من أيام قدماء المصريين. وفي زمن الكتاب المقدس كان الصياد يستعمل لاقتناص الطيور، بعضًا من الأدوات التالية: الشبكة، والمصيدة، والشرك، والطُعم، والقوس والسهم (مزمور 69: 22؛ أمثال 22: 5؛ إرميا 5: 26؛ هوشع5: 1؛ 9: 8؛ عاموس 3: 5). وفي معظم الأحوال يشير الصياد إلى إبليس والوسائل التي يستخدمها لقيادة البشر إلى الهلاك، فمثلاً يرجو الرسول بولس للمبتعدين عن الله أن «يستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته» (2تيموثاوس 2: 26).ويقول سليمان الحكيم عن مصير مَن يمشي وراء الشهوة والخطية (ممثلين في المرأة الأجنبية) «ذهب وراءها لوقته، كثور يذهب إلى الذبح أو كالغبي إلى قيد القِصَاص. حتى يشق سهم كبده، كطير يُسرع إلى الفخ ولا يدري أنه لنفسه» (أمثال 7: 22،23). وهكذا لا يكُفّ إبليس عن نصب فخاخه وشراكه بإحكام لاقتناص ضحاياه. لكن الخبر السار أن هناك مخلَّص مكتوب عنه «لأنه ينجّيك من فخ الصياد» (مزمور 91: 3). وهكذا فمن حق كل من آمنوا بالمسيح مخلِّصًا وربًّا، أن يترنموا هاتفين «انفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن انفلتنا» (مزمور124: 7). والآن دعني أذكِّرك بقول الجامعة «لأن الانسان أيضًا لا يعرف وقته… كالعصافير التي تؤخذ بالشرك، كذلك تُقتنص بنو البشر في وقت شر إذ يقع عليهم بغتة» (جامعة9: 12)؛ لذا فاسمع النصيحة «نَجِّ نفسك كالظبي من اليد، كالعصفور من يد الصياد» (أمثال 6: 5)، نجِّ نفسك بالإيمان بالمسيح! وأخيرًا أقول لكل مؤمن حقيقي «لأنه باطلاً تُنصب الشبكة في عيني كل ذي جناح» (أمثال1: 17)، فاستخدم جناحيك للهرب سريعًا من كل شبكة يضعها إبليس في طريقك، واعلُ طائرًا إلى فوق، إلى جو السماويات. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
القصّـار مهنه لعلك لم تسمع عنها من قبل قد يبدو الاسم غريبًا على مسامعك، لا عجب فهي مهنة قد اندثرت الآن، واستُعيض عنها بالتكنولوجيا الحديثة. القصّار Fuller يسمّى أيضًا “مبيّض الثياب”، فعمله الأساسي أن يقوم بتبييض الثياب وذلك بإزالة البقع والدهون وأي نوع من الصبغات التي قد تكون علقت به. وكلما كانت مهارة القصّار أعلى كلما كانت نصاعة الثياب التي تخرج من يده أكثر. وأشهر آية ذُكر فيها هي عند تغيّر هيئة ربنا يسوع الكريم على جبل التجلي إذ يقول عنه «وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدًا كالثلج، لا يقدر قصّار على الأرض أن يبيّض مثل ذلك» (مرقس9: 3). ومن كان أنقى في سلوكه العملي وحياته اليومية أكثر من ربنا يسوع؟! فلم يستطع أحد أن يحيا حياة البر العملية سواه. كان القصّار يستخدم، لتتميم عمله، مواد كيماوية تسمى «الإشنان» (ملاخي3: 2)، وهي في الغالب “الصودا الكاوية” التي تدخل في تركيب الصابون. وقديمًا عبّر أيوب عن محاولاته البشرية لأن يتبرر أمام الله بالقول: «ولو اغتسلت في الثلج ونظّفت يدي بالإشنان؛ فإنك في النقع تغمسني حتى تكرهني ثيابي» (أيوب9: 30،31)؛ ونسمع رد الرب على مثل هذه المحاولات بالقول «فإنك وإن اغتسلت بنطرون وأكثرت لنفسك الإشنان فقد نُقش إثمك أمامي يقول السيد الرب» (إرميا2: 22)، فكل محاولات الإنسان وجهاده أن يكون بارًا قدام الله لا بد وأن تذهب هباءً منثورًا. لكن أبشِر يا صديقي، فهناك من يستطيع أن يطهِّرك فيجعلك نقيًّا كذات نقائه هو، اسمعه يقول لك: «هلم نتحاجج يقول الرب: إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف» (إشعياء1: 18). كانت مهنة القصّار تُنبع روائح غير مرغوبة، لذلك كان عليه أن يمارس عمله خارج المدينة في منطقة كانت تُعرف باسم «حقل القصّار» (2ملوك18: 17؛ إشعياء7: 3؛ 36: 2)، ولكي يبرّرك المسيح، تم القول «لذلك يسوع أيضًا، لكي يقدِّس الشعب بدم نفسه، تألم خارج الباب» (عبرانيين13: 12). وهناك خارج أورشليم، في الجلجثة، مات المسيح لأجلك. لقد تعرّى ليكسوك ببره، ورُفض لتنال القبول لدى الله. فهل تُقبل إليه بتوبة حقيقية وإيمان قلبي طالبًا إليه «طهّرني بالزوفا فأطهر. اغسلني فأبيضّ أكثر من الثلج» (مزمور51: 7). عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الطبيب عمل الطبيب هو أن يساعد شخصًا على التخلُّص من عِلة: في جسده (مرض أو جرح أو كسر)، أو في نفسه؛ مستخدِمًا ما يناسب من وصفات، مثل: البلسان (إرميا 8: 22)، والزيت والخمر (لوقا10: 34). ومهنة الطب كانت معروفة من أيام قدماء المصريين، حين كانت مهمتهم تمتد أيضًا إلى الحفاظ على الجسد من الفساد بعد الموت بالتحنيط (تكوين50: 2). ونعرف أن لوقا (كاتب إنجيل لوقا وأعمال الرسل، ورفيق بولس في كثير من رحلاته التبشيرية) كان طبيبًا (كولوسي4: 14). وربما أنه كان له تأثير على بولس وهو يكتب إرشادات طبية إلى تيموثاوس (1تيموثاوس5: 23). على أن مهمّة الطبيب ليست بالضرورة ناجحة، فيخبرنا الكتاب عن امرأة تعذّبت كثيرًا من نزيف استمر 12 سنة، لكن بكل أسف نسمع شهادة الطبيب لوقا عن حالتها «أنفقت كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تُشفَى من أحد» (لوقا8: 43). لكنها بلمسة إيمان للطبيب الأعظم، نالت قوته فبرئت، بل وسمعت القول العذب من فمه الكريم «اذهبي بسلام» (مرقس5: 25-34). هل تعرف المرض العضال الذي يضرب كل كيان الإنسان بالفساد؟ إنه الخطية؛ لقد أصابت العين فضربتها بالنظرات النجسة، وأصابت اللسان فجعلته يقذف أبشع السباب والحلف والكلام الباطل، وأصابت القدمين بداء السير المعوج، واليدين بالأعمال الردية، والعقل بالإفكار الشريرة… بالإجمال لقد ضربت الجسم كله بالعطب (اقرأ إشعياء1). هناك طبيب وحيد، في يديه الشفاء الكامل والمضمون من هذا الداء، فقط صرخة إليه بالإيمان تكفي. هل تشعر بالمرض قد تمكّن منك؟ هيا إليه الآن بالتوبة، فلقد أتى لمثلك وليس لمَن يظن أنه لم يُضرَب بداء الخطية. اسمعه يقول: «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبرارًا، بل خطاة الى التوبة» (مرقس 2: 17). هيا إليه فقد جاء خصيصًا إليك. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
الطبيب عمل الطبيب هو أن يساعد شخصًا على التخلُّص من عِلة: في جسده (مرض أو جرح أو كسر)، أو في نفسه؛ مستخدِمًا ما يناسب من وصفات، مثل: البلسان (إرميا 8: 22)، والزيت والخمر (لوقا10: 34). ومهنة الطب كانت معروفة من أيام قدماء المصريين، حين كانت مهمتهم تمتد أيضًا إلى الحفاظ على الجسد من الفساد بعد الموت بالتحنيط (تكوين50: 2). ونعرف أن لوقا (كاتب إنجيل لوقا وأعمال الرسل، ورفيق بولس في كثير من رحلاته التبشيرية) كان طبيبًا (كولوسي4: 14). وربما أنه كان له تأثير على بولس وهو يكتب إرشادات طبية إلى تيموثاوس (1تيموثاوس5: 23). على أن مهمّة الطبيب ليست بالضرورة ناجحة، فيخبرنا الكتاب عن امرأة تعذّبت كثيرًا من نزيف استمر 12 سنة، لكن بكل أسف نسمع شهادة الطبيب لوقا عن حالتها «أنفقت كل معيشتها للأطباء ولم تقدر أن تُشفَى من أحد» (لوقا8: 43). لكنها بلمسة إيمان للطبيب الأعظم، نالت قوته فبرئت، بل وسمعت القول العذب من فمه الكريم «اذهبي بسلام» (مرقس5: 25-34). هل تعرف المرض العضال الذي يضرب كل كيان الإنسان بالفساد؟ إنه الخطية؛ لقد أصابت العين فضربتها بالنظرات النجسة، وأصابت اللسان فجعلته يقذف أبشع السباب والحلف والكلام الباطل، وأصابت القدمين بداء السير المعوج، واليدين بالأعمال الردية، والعقل بالإفكار الشريرة… بالإجمال لقد ضربت الجسم كله بالعطب (اقرأ إشعياء1). هناك طبيب وحيد، في يديه الشفاء الكامل والمضمون من هذا الداء، فقط صرخة إليه بالإيمان تكفي. هل تشعر بالمرض قد تمكّن منك؟ هيا إليه الآن بالتوبة، فلقد أتى لمثلك وليس لمَن يظن أنه لم يُضرَب بداء الخطية. اسمعه يقول: «لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبرارًا، بل خطاة الى التوبة» (مرقس 2: 17). هيا إليه فقد جاء خصيصًا إليك. عصام خليل |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
رد: موضوع متكامل عن المهن التى توجد فى الكتاب المقدس .
أشكرك جدا جدا لتثبيت الموضوع وتشجيع حضرتك الرب يباركك |
الساعة الآن 11:43 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025