منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الموضوعات المسيحية المتكاملة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   الزواج فى العقيدة المسيحية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=49819)

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 07:49 PM

الزواج فى العقيدة المسيحية
 
الزواج فى العقيدة المسيحية
نبدا براى الانجيل

و احلى حاجة فى مصر كلها


ذهبى الفم بابا شنودة





1


"لطف المرأة ينعم رجلها" (سفر يشوع بن سيراخ 26: 16)



2

"لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 3)



3
"لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 4)



4
"لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 5)



5
"وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ، فَأُوصِيهِمْ، لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا، وَإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 10، 11)



6
"أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 22-24)



7
"أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 25)




8
"يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 28)



9
"يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا" (سفر التكوين 2: 24؛ إنجيل متى 19: 5؛ إنجيل مرقس 10: 7؛ رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 31)



10
"فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 33)







11


"زَوْجُهَا مَعْرُوفٌ فِي الأَبْوَابِ حِينَ يَجْلِسُ بَيْنَ مَشَايخِ الأَرْضِ" (سفر الأمثال 31: 23)





بابا شنودة الثالث



Mary Naeem 06 - 07 - 2012 07:50 PM

رد: الجنس فى المسيحية (موضوع متكامل)
 
الأمانة الجسدية:

يُعبر عنها بالوفاء الجسدي للشريك .فالجسد قد سُيج وكُرس للآخر:"أختي العروسُ، جنَّةٌ مقفلةٌ وينبوعٌ مختوم"(نش4\12).وكل اختراق لهذا السياج هو خيانة لعهد الحب وبذل الذات وقتل للآخر.أجل قتل بكل ما للكلمة من معنى.:"وليس من قبيل الصدفة أن تكون وصية لا تزني مُلحقة بتلك التي تُحرّم القتل. فالكائن البشري المتزوج يُدمّر قرينه،عندما يستسلم لعلاقة أُخرى، وإن بطريقة عابرة…كان هناك خطيئتان في الكنيسة الأولى تمثلان القتل وتُبعدان عن الأفخارستيا: القتل والزنى.هذان الأخوان القاتلان كلاهما ،رغم تباين الأسلوب" (راجع تيودول ري مرميه، الخلقية،ص434).هذا هو القتل الذي ترتكبه الخيانة الزوجية ،وتعبر عنه إحداهن بقولها:"عندما اكتشفت في سن الأربعين، مثل الكثيرات من النساء، أن زوجي يخونني مع امرأة أخرى، أحسست نوعاً ما،بموت حقيقي.في ناحية من ذاتي ،شخصٌ يموت. وعرفتُ بعد سنتين فقط، ما كانت تعني لي تجربة الموت هذه؛ إنها التمزق الداخلي الذي يرافق انفجار صورة كنت أعيش معها حياة حميمة إلى حدّ أني توصلت إلى أن أمتزج بها"(أليس ت. المرجع ذاته).

- الأمانة الفكرية:


الخيانة هي موقف فكري داخلي قبل أن تكون فعلاً.فإن وجود الرغبة الداخلية والقرار بالخيانة كافٍ لأن يجعل الشخص خائناً حتى ولو تعذر عليه القيام بالفعل:" من نظر إلى امرأة واشتهاها في قلبه فقد زنى"(متى5\27). فالخيانة بالدرجة الأولى هي خيانة للمبادئ الأخلاقية.

- الأمانة النفسية:


وهي تتمثل بهذا التناغم السري والمميز الذي يجذب الواحد للآخر دون غيره.وكل محاولة لإيجاد تناغم مشابه في مكانٍ آخر ،ومع شخص آخر يُعتبر خرقاً لهذه الأمانة.

- الأمانة الروحية:


تتجلى بالأمانة للإيمان والمعتقد .فالزواج المسيحي بما يحمل من نعمة، هو ينبوع خاص وأداة فريدة لتقديس الأزواج والعائلة المسيحية (را البابا يوحنا بولس الثاني، في وظائف العائلة المسيحية…،فقرة 65). فإلى جانب متطلبات الحياة المشتركة، يجب أن يضع الأزواج نُصب أعينهم همّ القداسة المشتركة وقداسة العائلة. وهي قداسة تتحقّق بالفعل في الإنفتاح على سرَّي التوبة والإفخارستيا، وعبر تكريس الوقت الكافي للصلاة، وتحويل حياتهم إلى قرابين مرضية عند الله، وعيش الفضائل المسيحية والقيم الإنجيلية في الحياة اليومية.


خاتمة:
أختم حديثي بمقطع رائعٍ عن سرّ الزواج كتبهُ أحد المفكرين اللبنانيين باللغة العاميّة:"كل فعل من أفعال الإنسان بدّو أعظم سرّ. وخصوصاً فعل الزواج.لأنو بدون سرّ وبدون استعداد الإنسان الدايم لعيش السر، مين بيحمل من البشر واحد تاني أربعين سنه، خمسين سنه، مين؟(وهيب كيروز، محاضرة لجميم عن الزواج باللغة العاميّة، مجلة حضارة المحبة، العددين 19و20، سنة 1998).


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 07:51 PM

رد: الجنس فى المسيحية (موضوع متكامل)
 
بابا شنودة الثالث

الزواج المسيحى


مصادر التشريع في المسيحية

http://www.arabchurch.com/forums/ima...s/download.gif


المصدر الأول الأساسى للتشريع فى المسيحية هو الكتاب المقدس بعهديه. ثم هناك التقاليد والإجماع العام، وفى ذلك يقول القديس باسيليوس الكبير (من آباء القرن الرابع الميلاد) فى "رسالته إلى ديودورس" "آن عادتنا لها قوة القانون، لأن القواعد سلمت الينا من اناس قديسين".





وهناك أيضاً القوانين الكنسية سواء كانت من الآباء الرسل أو من مجامع مسكونية أو مجامع اقليمية، او من كبار معلمى الكنيسة من الآباء البطاركةوالأساقفة. ومن هذا النوع الأخير قوانين أبوليدس وقوانين باسيليوس وهى قوانين معترف بها ونافذة المفعول فى العالم المسيحى.



وكل هذه القوانين التى وضعها الرسل والمجامع والآباء انما كانت بناء على السلطان الكهنوتى الذى منحه لهم السيد المسيح بقوله " الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا فى السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا فى السماء".
فالسيد المسيح قد سلم تلاميذه روح التعليم، وترك لهم كثيراً من التفاصيل لم يعطهم فيها تعليما، و اسند اليهم أن يتصرفوا فيها بحسب الروح المعطى لهم. لأن المسيحية روح وليست مجرد نصوص. وقد دعا السيد المسيح إلى التمسك بالروح وليس بالحرف. وفى ذلك يقول بولس الرسول فى رسالته الثانية الى كورنثوس " الذى جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد. لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيى" (6:3).



وقد كانت للسيد المسيح أحاديث كثيرة مع تلاميذه لم يرد منها فى الكتاب المقدس شئ (أعمال 3:1). و هذا واضح، لأنهم لو سجلوا كل شئ لما كان ذلك مستطاعا، كما شهد القديس يوحنا فى انجيله (21:25).
وهكذا فى أشياء كثيرة جدا وجوهرية للغاية، سار العالم المسيحى حسب التقاليد التى سلمت اليه، و لم ترد فى الإنجيل، اذ لم يكن ممكنا آن تشمل الأناجيل كل شئ.
ومثال ذلك كل تفاصيل العبادة فى الكنيسة. فالكتاب المقدس يذكر أن السيد المسيح أمر تلاميذه قائلاً " تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم " " متى 19:28". أما طقس العماد، طريقته و صلواته، فلم يذكر عنها شئ. وكذلك صلوات عقد الزواج، وصلاة القداس، وصلوات الجنازات.. الخ.
كل ذلك وغيره وصل الينا عن طريق التقاليد (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وضع بعضه رسل السيد المسيح، والبعض وضعته المجامع المقدسة، والبعض وضعه الآباء البطاركة والأساقفة فصار تقليدا له قوة القانون.
ومثال ذلك تفاصيل أخرى فى موضع الزواج الذى نحن بصدده، كالمحرمات فى الزواج مثلا. ليست كل القرابات المحرمة موجودة فى الكتاب المقدس، ومع ذلك فهى كلها من الأمور المسلم بها، ليس فى الكنيسة القبطية فحسب، وانما فى الكنائس المسيحية جمعاء.
فهل يمكن آن تسمح محكمة بزيجة محرمة شرعا فى المسيحية، على اعتبار انه لا يوجد بخصوصها؟!
كلا، وانما نسأل نحن عن ديننا وعما نعتقده، ونحن أعرف من غيرنا بشريعتنا ومصادرها، التى لا تقتصر على الإنجيل.
وانما هناك كما قلنا التقاليد والإجماع العام والقوانين. وهناك روح الدين كما فهمها بنوه و معلموه، وكما شرحه الآباء القديسون الأول الذين كانوا يتكلمون بروح الله، وكلماتهم لها فى قلوبنا هيبة القوانين ذاتها.
و لذلك لم نستطع أن نستغنى فى هذا البحث عن شئ من هذا كله.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 07:54 PM

رد: الجنس فى المسيحية (موضوع متكامل)
 
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام: أ) مقدمة

إن وحدة الزواج فى المسيحية أمر مسلم به عند جميع المسيحيين فى العالم كله على اختلاف مذاهبهم من أرثوذكس إلى كاثوليك إلى بروتستانت.
اختلفوا فى موضوعات لاهوتية وتفسيرية كثيرة، واختلفوا فى بعض التفصيلات فى موضوع الأحوال الشخصية نفسه. أما هذه النقطة بالذات "
الزوجة الواحدة"، فلم تكن فى يوم من الأيام موضع خلاف. وإنما سلمت بها جميع المذاهب المسيحية، وآمنت بها كركن ثابت بديهى من أركان الزواج المسيحى.
فعلى أى شئ يدل هذا الإجماع، الذى استمر بين هذه المذاهب كلها طوال العشرين قرنا من بدء نشر المسيحية حتى الآن؟ واضح انه يدل على أن هذا الأمر هو
عقيدة راسخة ليست موضع جدل من أحد.
وشريعة " الزوجة الواحدة " هذه: كما كان مسلما بها لدى رجال الدين، كان مسلما بها أيضاً لدى رجال القضاء. وكما علمت بها الكتب الكنسية، كذلك وردت فى التشريعات التى أصدرتها الحكومات المسيحية فى العالم أجمع.
ويعوزنا الوقت أن نتناول البلاد المسيحية واحدة واحدة، ونفصل تشريعاتها فى الأحوال الشخصية (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و لكننا نشير إلى من يشاء معرفة هذه التفصيلات، بقراءة كتاب " الأحوال الشخصية للأجانب فى
مصر " الذى صدر فى القاهرة سنة 1950 م. لمؤلفه الأستاذ جميل خانكى المحامى و وكيل النائب العام سابقاً لدى المحاكم المختلطة. وسنكتفى فى هذا البحث الموجز بذكر أمثلة من المؤلف، تشمل بعض بلاد تتبع لكل من الذاهب المسيحية الرئيسية.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 07:57 PM

رد: الجنس فى المسيحية (موضوع متكامل)
 
الزواج المسيحي ومفاعيله القانونية
الزواج المسيحي ومفاعيله القانونية

المطران بشارة الراعي
مقدمة:

الزواج المسيحي، من حيث هو عقد وسرّ وعهد، يُنتِجُ المفاعيل القانونية التالية:
1. من العقد ينشأ وثاق زوجي دائم وإستئثاري.
2. ومن السرّ تنبثق نعمة إلهية تُكرّس الزوجين وتعضدهما في عيش واجبات حالتهما الجديدة.
3. ومن العهد تُولَدُ شركة حُبّ وحياة، تهدف إلى خيرهما وإنجاب البنين وتربيتهم وتتساوى بينهما الحقوق والواجبات (ق776-777).

1- الوثاق الزوجي:

ينشأ من عقد الزواج "وثاق" بين الزوجين يتّصف بميزتين جوهريّتين: الديمومة (اللاإنفصام) والإستئثارية (الوحدة) اللتين تكتسبان رسوخاً أكبر بفضل السرّ المقدّس (ق776-بند3).

أ) الديمومة تعني أنّ الوثاق الزوجي غير قابل للإنفصام، إذا اكتمل الزواج بالمجامعة، وإذا كان العقد الزواجي صحيحاً أي عندما لا يكون ثَمَّةَ مانعٍ مُبطِل يحولُ دون انعقادِهِ (ق800-812)، ولم تُعَطِّل الرِضى الزوجي أيّة شائبة (ق818-826)، ولم يَنَل صيغة عقد الزواج القانونية أيّ نقص (ق828). وهكذا لا تستطيع حلّ الزواج أيّةُ سُلطةٍ بشرية ولا أيّ سبب من الأسباب ما عدا الموت (ق853). إنّها ديمومة مُطلَقَة.
يُستَثنى من هذه القاعدة ثلاثة حالات: الزواج المُقَرَّر غير المُكتمل(ق862)، (في حال تمَّ الزواج بحسب الصيغة الكنسية وتَعَذَّر إتمام المُجامعة الزوجية)، الإنعام البولسي (ق854-858)، (يُحَلّ الزواج بين فريقين غير مُعَمَّدَين لِصالح إيمان الفريق الذي تَعَمّد)، والإنعام البُطرُسي(ق859-860)، (يستطيع الفريق الذي تعَمَّد أن يختار له زوجَةً من بين عِدّة زوجات كان اقترن بهنَّ قبل اعتماده، والبقاء معها طوال حياته).

ب) الإستئثارية تعني إنّ الوثاق الزوجي يقوم بين رَجُلٍ واحدٍ وامرأةٍ واحدة (الوحدة)، فلا تَعَدُّد زوجات ولا تَعَدُّد أزواج ؛ وإنَّ الحُبَّ المتبادَل مُقتَصِر على الزوجين ولا شريك ثالث لهما (الأمانة).


2-النعمة الإلهية:

يُوهَب الزوجان، بقوّة سرّ الزواج، نعمةً خاصّة تُقدّسهما وتعضُد مقاصِدَهُما للقيام بواجبات حالتهما الزوجية، وتُنَقّي حُبَّهُما، وتُمَكّنهما من تكريس الذات المُتبادَل الواحد لِإسعاد الآخَر. هذه النعمة هي حضور الروح القدس في حياة الزوجين تُصَوّرهما على مِثال إتّحاد المسيح بالكنيسة (أفسس5\23-33)، وتجعل الإثنينِ جسداً واحِداً(متى19\4-6). والنعمة تُعَزّي في الشِدّة، وتُنير في الضياع، وتُشَدِّدُ في الضعف، تُعَلِّم الحقيقة وتقود إليها.

3- شَركَة حُبّ وحياة:

يقوم عهد الزواج على شَركة حُبٍّ وحياة بين الزوجين ، تدوم مَدى العمر ولا رجوع عنها. إنّها على مِثال الثالوث الأقدس، قائمة بين شخصين، هُما الزوجان، ثُمَّ تتعدّاهما إلى الأولاد:" خلقَ الله الإنسان على صورته ومثاله، ذكراً وأُنثى خلقهما وباركهما وقال:" انميا واكثُرا واملاءا الأرض""(تك1\27-28). وهي على صورة الكنيسة، الشركة أي اتّحاد الزوجين والأسرة مع الله عامودياً، واتّحادهم في ما بينهم أفُقيّاً. إنَّ رفضَ شركة الحبّ والحياة مدى العمر يُبطِل الزواج(ق824 بند2).

شَركة حُبّ، هي تكريس الزوجين لعيش الحبّ الذي هو عطيّة من الله لهما، وترجمته في الأفعال والمواقف والمبادرات، وتجسيده من خلال شخصيّة كلٍّ منهما. وتُصبح بذلك الأسرة مدرسة الحبّ وما يتفرّع عنه من فضائل وصفات إنسانية: الصداقة، العطاء بدون مقابل، التضحية،احترام الآخر، قبول الآخر في قوّته وضعفه، الغفران والمصالحة؛ وبذلك يتمّ خير الزوجين والأولاد. وبالنسبة للأفعال الزوجية، يحقّ لكُلٍّ من الزوجين طلب الواجب الزوجي، وعلى الآخر أن يُلبّيه من باب العدالة.

شركة الحياة تتناول مجالاتٍ متعدّدة هي:

أ‌) قبول سلطان من الله لِنَقل الحياة البشرية، وتربيتها حِسّياً واجتماعياً وثقافيّاً وخُلُقيّاً. وبذلك يشترك الزوجان في الأبوّة والأمومة الإلهية، أي في سلطان الخلق. إنّها خدمة الحياة منذ اللحظة الأولى لتكوينها في حشى الأُمّ (لا إجهاض ولا تلاعب بالأجنّة ولا وسائل مَنع حَمل اصطناعية...) حتى آخر رَمَقٍ من الحياة (لا تَعَدٍّ عليها من أيّ نوع مادي أو معنوي، ولا موت رَحيم، ولا قتل، ولا إنتحار). والأسرة حامية إنجيل الحياة: بالنسبة للأولاد، يتمَتّع الأب بالسلطة الوالدية عليهم، التي هي إعالتهم وحفظهم وتربيتهم وتأديبهم، والموافقة على اختيار حالة عيشهم، والإنتفاع منهم لمصلحة العائلة، وإدارة واستثمار أموالهم وأملاكهم والإنتفاع منها لمصلَحة الأُسرة، والنيابَة عنهم وتمثيلهم في العقود والمعاملات لَدى المحاكم، طالما هم قاصرون. ويختَصّ بالأُمّ حضانة الأولاد ومُدّتُها سنتان، وتُنقَلُ إليها السلطة الوالدية عند سقوط حقّ الأب فيها أو حرمانه منها، وكانت الأمّ أهلاً لها (قانون الأحوال الشخصية للطوائف الكاثوليكيّة؛ مادّة 119-138). والأولاد الراشدون مسؤولون عن إعالة والديهم عند عُسرِهِم وفقرِهِم. وإنّ أي رفض لِنقل الحياة البشرية وتربيتها (نفي الإنجاب) يُبطِلُ الزواج(ق824 بند2).

ب‌) فيما الزوج هو رأس المرأة، الزوجة هي شريكته المتساوية معه في الحقوق والواجبات. عليه أن يحميها، ويحترمها، ويبذل نفسه في سبيلها، ويؤمّن لها أساليب العيش بكرامَة: المال والسكَن والكسوة والغذاء والطبابة. وهذا الواجب يمتدّ نحو الأولاد، وعليها أن تتفانى في خدمة الزوج والأسرة، وفي تأمين ما يلزَم من واجباتٍ عليها نحوه ونحو الأولاد في إدارة البيت. إنّهما يتكاملان ويتعاضدان، ويتشاوران، ويُقرّران، فلا تَفَرُّد ولا إهمال ولا استبداد ولا احتقار:" لا يَحسُنُ أن يكون الإنسان وحده، فَلأصنعَنَّ له عوناً يُناسِبُه"(تك2\18).

ت‌) يُشارك الزوجان في المسكَن والمضجع والمائدة، وهذا مَظهر حسّي لِوِحدَة الحياة الزوجية. وتقوم مسؤولية مشتركَة في تأمين هذه الثلاثة، تَقَع في الأساس على عاتق الرَجُل، وفي عُسرِهِ على عاتق المرأة. ولا تُجبَرُ الزوجة على إسكان أحدٍ معها من أهلِ زوجها سِوَى أولادُه من غيرها. وليس لها أن تُسكِن معها في البيت الزوجي أحداً من أهلها من غير رِضاه سِوى ولدها الصغير. وفي كلّ حالٍ، تَجِبُ السكَن للزوجة على زوجها في دارٍ على حِدَتِهِ(قانون الأحوال الشخصية للطوائف الكاثوليكية، المادة158-159).

ث‌) تُشاركُ الزوجة زوجها في حالته: في المنزل، في اتّباع مذهبه إذا شاءت، في عقد الزواج حسب طقسِه، في اتّخاذ شُهرَتِه، في قَيدِها على خانته في قيود الأحوال الشخصية، وفي مدفَنِه.

ج‌) يَعود إلى الزوجين، كما إلى الأولاد، حَقّ التوارُث الذي يُنَظِّمُه قانون23 حزيران1959 الخاصّ بالمسيحيين وفيه ثلاثة أقسام: الإرث، ألوصيّة، وتحرير التَرِكات.

ح‌) تكتسب الزوجة الأجنبيّة جنسية زوجها اللبناني بعد سنة من تسجيل الزواج في قيود الأحوال الشخصيّة (قانون11 كانون الثاني 1960)، بِشَرط أن يكون الزواجُ صحيحاً، حتى إذا أُعلِنَ بطلانُه بعد اكتسابها الجنسية، تفقدها.

خ‌) يتساوى الزوجان في الحقوق والواجبات في ما يختصّ بحياتهما الزوجية المشتركة.
د‌) يُعتَبَر الأولاد شرعيّين إذا حُبِلَ بهم أو وُلِدوا من زواج صحيح أو مَظنون (الزواج الذي يُفسَخ في ما بَعد بالبطلان). ويُقَدَّر شرعيين الأولاد المولودون بعد عقد الزواج ب 180 يوماً على الأقَلّ، أو خلال 300 يوماً من تاريخ انحلال الحياة الزوجية (قانون الأحوال الشخصية...مادة80). يُشَرَّع الأولاد غير الشرعيين بزواج والديهِم اللاحق، أو بمرسوم من الكرسي الرسولي. ويتساوى الأولاد المُشَرَّعون بالشرعيين في المفاعيل القانونية، ما لم يُقرِّر القانون غير ذلك صريحاً.

خاتمة:

إنَّ مفاعيل الزواج القانونية، التي رأينا، ناتجة على صعيد حياة الزوجين والأولاد، وعلى صعيد الكنيسة والدولة، وعلى صعيد المجتمع البشري. وتُنَظِّمها القوانين اللبنانية والمدنية ومجموعة قوانين الكنائس الشرقية وقوانين الأحوال الشخصية.
بالنسبة للمسيحيين، مفاعيل الزواج المدنية التي تخضَعُ للمحاكم الكنسية يُمكن أن تخضع للمحاكم المدنية، شرط المساواة مع الطوائف الإسلامية. وفي كلّ حال، ليست من الشرع الإلهي ويجب فصلها عن الزواج كمؤسّسة طبيعية وكَسِرٍّ مقدَّس.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:05 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام: ب) الإجماع من جهة التشريعات المدنية

فكمثال للبلاد الأرثوذكسية:

1- أقباط مصر: نصت لائحة الأحوال الشخصية التى أصدرها المجلس الملى العام سنة 1938فى الفصل الثالث " موانع الزواج الشرعية " على أنه ؛ " لا يجوز لأحد الزوجين أن يتخذ زوجاً ثانياً مادام الزواج قائماً " " المادة 25". وفى الفصل السادس الخاص ببطلان الزواج نصت المادة 41على أن كل عقد يقع مخالفا للمادة السابقة " يعتبر باطلا ولو رضى به الزوجان أو أذن ولى القاصر، وللزوجين وكل ذى شأن حق الطعن فيه".
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وكمثال للبلاد الأرثوذكسية، الخلقيدونية:

1- اليونان: من بنود موانع الزواج تنص المادة 1354 من القانون المدنى اليونانى الصادر فى 30/1/1941 على أنه يمتنع الزواج " إذا كان أحد الزوجين قد سبق له الزواج، و لم تنحل رابطته بعد". وفى بطلان الزواج تحكم المادة 1372 بأنه يقع باطلا " زواج من لا يزال مرتبطا بزواج سابق". وفى أسباب الطلاق تنص المادة 1439 على الطلاق فى حالة " إذا ارتكب أحد الزوجين زنا أو تعددت زوجاته".
2- روسيا: على الرغم من أن الزواج فيها لا يعتبر سوى عقد تراض بين شخصين. فإنه على حسب القانون المدنى للجمهوريات السوفيتية الاشتراكية الصادر سنة 1927 نص على أنه من موانع تسجيل وثيقة الزواج " أن يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد".
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وكمثال للبلاد الكاثوليكية:

1- ايطاليا: ينص القانون المدنى الايطالى الصادر فى 16/3/1942 فى الشروط الموضوعية لصحة الزواج على أنه "لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد" (المادة 86). كما تنص المادة 117 على أنه يقع باطلا " زواج من كان مرتبطاً بزواج سابق لم تنحل رابطته".
2-فرنسا: على حسب قانونها المدنى فى الأحكام الصادرة فى 12/4/1945 تنص المادة 147 فى فى الشروط الموضوعية لصحة الزواج على أنه " لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد". والمادة 184 تقضى ببطلان زواج من كان مرتبطا بزواج سابق.
3-أسبانيا: تنص الفقرة الخامسة من المادة 83 من القانون المدنى الأسبانى الصادر فى 24/7/1889م على أنه من الشروط الموضوعية لصحة الزواج " أن لا يكون أحد الزوجيين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد". والفقرة الثانية من المادة 3 تقضى بالطلاق فى حالة "تعدد الأزواج أو الزوجات".
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وكمثال للبلاد البروتستانتية:

1- الولايات المتحدة: حسب القانون العادى common law من شروط صحة الزواج " أن لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد ".
2- ألمانيا: تنص المادة الخامسة من القانون رقم 16 الذى أصدره الحلفاء بتاريخ 20/2/1946م على أنه من الشروط الموضوعية لصحة الزواج " أن لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد".
3- النمسا: تنص المادة 8 من القانون المدنى النمساوى الصادر سنة 1810 فى الشروط الموضوعية لصحة الزواج على أنه " لا يكون أحد الزوجين مرتبطاً بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد". بينما المادة 24 تقضى ببطلان الزواج " إذا كان أحد الزوجين ما يزال مرتبا بزواج سابق صحيح".
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
وكمثال للبلاد التابعة للمذهب الأسقفى:

بريطانيا: وهى – وإن كان ليس لها قانون مكتوب – إلا أنه حسب التقاليد يحكم ببطلان الزواج إذا كان أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد.
وهذه الشريعة المسيحية " الزوجة الواحدة"، وكما هى متبعة فى البلاد الآنفة الذكر التى تكلمنا عن قوانينها كمجرد أمثلة، هى أيضاً متبعة فى باقى البلاد المسيحية مثل الأرجنتين وبولندا ورومانيا والسويد وسويسرا وهولندا.. الخ
لذلك فإن الأستاذ تادرس ميخائيل تادرس فى كتابه " القانون المقارن فى الأحوال الشخصية للأجانب فى مصر " – الذى أصدره سنة 1954 وهو وكيل لمحكمة الأسكندرية ورئيس دائرة الأحوال الشخصية للأجانب (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)– رأى فى الباب الثانى الخاص بالشروط الموضوعية للزواج أن يتكلم بإجمال عن هذا الأمر فقال:
" هذا ولا تأخذ القوانين الأوربية والأمريكية وبالأحرى قوانين البلاد غير الإسلامية بمبدأ تعدد الزوجات، بل أنها تعتبره مخالفا للنظام العام. ولهذا نصت جميع هذه القوانين على أن ارتباط شخص بزواج سابق لم يحل ولم يفصم يعتبر مانعا من زواجه بآخر".
ويقول المؤلف ايضا فى الفقرة 182: وتأسيسا على هذا قضت المحاكم المختلطة ببطلان الزواج الثانى للشخص الذى مازال مرتبطا بزواج سابق، عملا بالقانون الفرنسى " فى القضية رقم 1679 سنة 70 " بتاريخ 17 مارس سنة 1947، والإيطالي: في القضية رقم 2048 سنة 73 " بتاريخ 28 فبراير سنة 1949.
ويقول المؤلف أيضاً في الفقرات 189 صفحة 129 تحت عنوان "الزواج الظني" "Marige Putatif ": كثيراً ما يحصل أن أحد الزوجين كان يجهل أسبابا البطلان الذي عقده مع الزوج الأخر. مثال ذلك: رجل متزوج في بلد ما، ويخفي حالته المدنية علي سيدة اخري في بلد أخر، ويتزوجها بصفة أعزباً، ثم تظهر الحقيقة بعد ذلك ويقضي ببطلان الزواج. فما هو الحل؟
أيضيع كل حق للزوجة الثانية التي كانت حسنة النية، ام يعترف لها بحقوق، ويناقش سيادته مسالة التعويض في ما إذا كانت هذه الزوجة الثانية التي حكم ببطلان زوجها لقيام الزوج الأول تستحق تعويضاً أم لا:

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:06 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام:
ج) الإجماع من الوجهة الكنسيّة

هذا الاجماع العام من الناحية القانونية المدنية: يقوم علي أساس " تعليم كنسي ينص علي وحده الزوجة. وسنعرض أيضاً أمثله لهذا التعليم من جهة
المذاهب المسيحية المختلفة.
1- الكاثوليك:

ورد في باب " سر الزيجه " في كتاب التعليم المسيحي الروماني catechismus Romanus الذي طبع سنة 1786 في روما "بأمر الحبر الأعظم البابا بيوس الخامس" ما يأتي:
إننا آن تأملنا في شريعة الطبيعة بعد الخطيئة أو في شريعة موسي، فنطلع بسهولة ونعرف آن الزيجة قد فقدت وعدمت حسنها وجمالها الأول الأصلي لأنه في زمان الشريعة الطبيعية قد تحققنا وعلمنا عن كثيرين من الاباء القدماء كان متزوجين بنساء كثيرات معاً. أما فيما بعد ؛ في شريعة
موسي فكان مسموحاً بذلك وإذا وجد سبب موجب وتدعو الضرورة إلي تلقي المرأة فيكتب لها كتاب طلاق. فهذان الأمران المذكوران قد ارتفعا وزالا من زيجة الشريعة




الإنجيلية. والزيجه قد ارتدت إلي حالها الأول، لكون الزيجة بكثرة نساء كانت شيئاً غريباً عن طبيعة الزيجة (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولو أن الآباء القدماء لم يلاموا علي زيجتهم بنساء كثيرات لأنهم ما فعلوا ذلك بغير إذن من الله وسماح منه تعالي. وربنا يسوع المسيح أوضح بطلان الزيجة بنساء كثيرات في تلك الألفاظ التي قالها "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراتة ويكون الإثنين جسداً واحداً" ثم أضافه قائلاً " فليس هما اثنان ولكن جسد واحد" (متي 19: 5، 6). وأثبت ذلك المجمع المقدس التريدنتيني في القانون الثاني من الجلسة الرابعة والعشرين عن سر الزيجة. فالسيد المخلص في هذه الكلمات قد أوضح أيضاحاً بينا بأن الزيجة قد فرضت من الله هكذا: بأن تكون أقتراناً فيما بين اثنين فقط لا اكثر. الشئ الذي قد علمه أيضاً في مكان اخر وأوضحه جيداً حيث قال "من طلق أمرأة وتزوج بإخري فقد زني. وأن فارقت زوجها وتزوجت اخر فهي زانية" ( مرقس 10: 11، لوقا 16: 17).
فلو كان يجوز للرجل آن يتزوج بنساء كثيرات، لما كان يوجد سبب أصلاً أن يقال عنه أنه مجرم بخطيئة الزني إذا ما أقترن – عدا أمرأته التي عنده في البيت – بإمرأة اخري". وكذلك في قضية المرأة الأمر يجري هكذا. فالأجل هذا يلزمنا آن نعرف بإنه أذا كان احد من غير المؤمنين قد تزوجت بنساء كثيرات، حسب عادة أمته وطقسها. فلما يرتد إلي الديانة الصادقة والحقيقية، تأمرة الكنيسة أن يترك باقي النساء الآخر جميعهن ويأخذ المرأة التي أتخذها أولاً قبل جميعهن فتكون له إمرأة هي وحدها فقط شرعاً وعدلا".

https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
2- البروتستانت:

نفس
الشريعة "الزوجة الواحدة" يؤمن بها البروتستانت كما يظهر من " كتاب نظام التعليم في علم الاهوت القويم " الذي " يبين معتقد الكنيسة المسيحية الإنجيلية". فقد ورد في صفحة 396 منه في شرح الوصية السابعة: "الكتاب في كلا العهدين يكرم الزوج غاية الأكرام، ويعتبره رسما إليها، وقد وضعته الحكمة الإلهية لغاية حسنة وهي بركة فائقة لجنسنا.
والقانون الأصلي الدائم فيه آن يكون رجل واحد وأمرأة واحدة وهو اقتران لا يجوز أنفكاكه إلا بالموت أو لسبب إخر ذكره المسيح. وما يظهر في الكتاب انه عدول عن هذا القانون كأتخاذ نساء كثيرات في العهد القديم، أنما هو بإحتمال الله لأسباب وقتيه، وهو خلاف ما اعتاده العبرانيون انفسهم في كل العصور اما المسيح فأثبت القانون بدون ادني التباس (متي 19: 3 –9، مرقس 10: 4 –9، لوقا 16: 18، متي 5 : 32). ولا يجيز
الطلاق الكامل الذي يحل للإنسان زواجاً أخر إلا لزنا، بموجب تعليم المسيح (متي 5: 31، 32، 19: 3-9).
ورأي البروتستانت هذا عبر عنه كذلك قاموس
الكتاب المقدس للدكتور جيمس هيستنجز J. Hastings إذ ورد فيه :" إن أول تغيير أحدثته المسيحية هو وحدة الزواج ومنع تعدده " وقد ذكر الكتاب أيضاً آن الآيتين 4، 5 من انجيل متي 19 تمنعان وجود زوجة ثانية.

https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
3- أما الأسقفيون:

فإن رأيهم صريح في وحدة الزواج عبر عنه الدكتور تشيثام Cheetham رئيس الشمامسة السقفة واستاذ علم الاهوت الرعوي بكلية الملك بلندن في كتابة Dictionary of Christian Antiquities أذا ورد فيه " إن التعديلات التي احدثها ربنا في قانون الزواج والطلاق العبران كما كانت قائمة في ايامه هي اثنتان:
"أ" أنه أرجع قاعدة الزواج الواحد monogamy
"ب" ولم يسمح بالطلاق إلا علي اساس زنا الزوجة...
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
أما رأينا نحن الأورثوذكس:

فهو واضح مما سبق أن ومع ذلك فسنشرحه بالأدله التي سيتضمنها
هذا الكتاب كله. ولكننا نكتفي في هذا الفصل الإجمالي بما ورد في صفحة 119 من كتاب التميز – وهو أحد أجزاء مخطوطه قديمة بدير السريان بوادي النطرون – من أنه " لا يجوز للمرء ما دامت امرأة حية أن يتخذ عليها أخري".
انظر أيضاً الباب الخاص بمنع تعدد الزوجات بسبب قوانين كنسية صريحة.



Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:08 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام: د) خاتمة

أوردنا امثله عديدة تدل علي أن شريعه " الزوجة الواحده هي ركن أساسي من أركان الزواج المسيحي، تؤمن بها جميع المذاهب المسيحية التي سلمت بها علي الرغم من أختلفها في بعض أمور أخري وبقي آن نقول الأن: اما أن هذا الأجماع العام يعني آن الأمر هو عقيده راسخه لم تتزعزع مدي عشرين قرناً من الزمان. وهذا هو الثابت منطقاً وعملاً. وأما انه يعني آن المسيحيين في العالم اجمع – أكليروساً وعلماء وشعباً – منذو نشأتهم حتي الأن مخطئون في فهم دينهم، وهذا ما لا يستطيع آن يقول به أحد. والذي يعرضون هذا الأمر يلزمهم آن يفتشو التاريخ جيداً ويسألوه: متي سمع عن المسيحي أنه جمع بين زوجتين في زواج قانوني تقره الكنيسة؟! ومنذو بدأ المسيحية حتي الأن، متي أجازت الكنيسة امرا كهذا – علي علم – وأجرت طقوسه؟! فإن لم توجد اجابه علي هذا السؤال – ولن توجد – نتدرج إلي نقطة أخري في الفصول التالية وهي تفسير وتوضيح الأسباب التي من اجلها امن المسيحيون بهذه العقيدة...

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:09 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء

: أ) اثنان؛ ذكراً وأنثى

عندما أتي الكتبة والفريسيون يسألون السيد المسيح عن الطلاق ليجربوه، قال لهم "إن موسي من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم، ولكن من البدء لم يكن هكذا" (متي 19: 18) يفهم من هذا ضمناً أن السيد المسيح يهمه أن ترجع الأمور إلي ما كانت عليه منذ البدء. إن النظام الذي وضعه الله للبشرية منذ البدء لم يكن هكذا" (متي 19: 18) يفهم من هذا ضمنا أن السيد المسيح يهم أن ترجع الأمور إلي ما كانت عليه منذ البدء. لأن النظام الذي وضعه الله للبشرية منذ البدء. كان هو النظام الصالح له، وإذا حادت البشرية عنه كان يجب آن ترجع إليه " من البدء " ذكرها السيد المسيح كذلك في اول حزمه مع الكتبة والفريسين (متي 19: 4).
فما الذي كان منذ البدء؟
قال لهم " أما قرأتم آن الذي خلق، من البدء خلقهما ذكر وأنثي". وقال " من يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكون اثنين جسداً وأحداً؟ إذن ليس بعد أثنين بل جسدا واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متي 19: 4-6).
هذا إذن هو الزواج المسيحى:
"أ" اثنان فقط ذكر وأنثى.
"ب" يجمعهما الله.
"ج" فى وحدة عجيبة لا يصبحان فيها اثنين بل واحد.
"د" ولا يستطيع إنسان أن يفرقهما.
نعم، لا يستطيع جسد ثالث أن يدخل بينهما ويفرقهما – ولو إلى حين – ليوجد له اتحادا – إلى حين – مع طرف منهما. لأن الزواج ليس متكونا من ثلاثة أطراف بل من طرفين اثنين فقط، كما ظهر من كلام السيد المسيح، وكما تكرر التعبير بالمثنى فى كلامه أكثر من مرة.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:10 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
هكذا كان منذ البدء: ب) وضع إلهي منذ بدء الخليقة




فكرة أن يقوم الزوج بين اثنين فقط، وأن تكون للرجل امرأة واحدة لا غير، ليست هى إذن فكرة جديدة أتت بها المسيحية، وإنما هى الوضع الأصلى للنظام الإلهى الذى كان منذ البدء. و كيف كان ذلك؟ يقول سفر التكوين – " و قال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيرة... فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام ، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى الرب الإله الضلع التى أخذها من آدم امرأة، وأحضرها إلى آدم، فقال آدم: "هذه عظم من عظمى و لحم من لحمى، هذه تدعى إمرأة لأنها من امرء أخذت. لذلك يترك الرجل أباه و أمه ويلتصق بامراته، ويكونان جسدا واحد" (تكوين 2:18-24) كانت الأرض خالية من السكان، " ومع ذلك فإن الله الخالق الذى كان يريد أن تمتلئ الأرض من البشر، لم يصنع لأدم سوى زوجة واحدة. وكان آدم بمفرده فى هذا الكون الواسع، ومع ذلك فإن الله لم يخلق له سوى معين واحد يشاركه حياته.
وهكذا وضع الله بنفسه أسس الزواج الواحد Monogamy و فى هذا يقول سفر التكوين أيضاً عن الناس جميعاً، ممثلين فى الزوجين الأولين"... ذكرا وأنثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض..." (تكوين27:1-28). ويختم سفر التكوين هذا الوضع الإلهى بعبارة " ورأى الله كل ما عمله، فإذا هو حسن جدا، وكان مساء وكان صباح يوم سادسا" (تكوين 1:31).



Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:12 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
هكذا كان منذ البدء: ج) تعليق القديسين والعلماء



و قد ترك هذا الوضع الإلهى أثره فى قديسى وعلماء القرون الأولى من معلمى المسيحية فأفاضوا فى شرحه:
+ قال القديس ايرونيموس " جيروم":
وذلك فى رسالته التى كتبها سنة 409م إلى أجيروشيا عن وحدة الزواج " إن خلق الإنسان الأول يعلمنا أن نرفض ما هو أكثر من زيجة واحدة. إذ لم يكن هناك غير آدم واحد وحواء واحدة " وقال قبل ذلك فى كتابه الذى وضعه سنه 393 ضد جوفنيانوس " فى البدء تحول ضلع واحد إلى زوجة واحدة. وصار الإثنان جسدا واحدا، وليس ثلاثة أو أربعة. وإلا فكيف يصيرون اثنين إذا كانوا جملة؟!"
+ و العلامة ترتليانس الذى عاش فى القرن الثانى الميلادى.
تعرض لهذه النقطة أيضا فى كتابه " إلى زوجته " Ad Uxorem فقال " كان آدم هو الزوج الوحيد لحواء، وكانت حواء هى زوجته الوحيدة: رجل واحد لإمرأة واحدة".
ويفصل الأمر فى كتابه " حث على العفة "

فيقول: إن أصل الجنس البشرى يزودنا بفكرة عن وحدة الزواج. فقد وضع الله فى البدء مثالا تحتذيه الأجيال المقبلة، إذ صنع إمرأة واحدة للرجل، على الرغم من أن المادة لم تكن تنقصه لصنع أخريات، ولا كانت تنقصه القدرة. ومع ذلك فأزيد من إمرأة واحدة لم يخلق الله " يصير الإثنان جسدا واحدا، ليس ثلاثة أو أربعة، وإلا فلا يمكن أن يكونا اثنين فى جسد "
+ ومن قبل جيروم و ترتليانوس Saint Tertullian قال رسل السيد المسيح الإثنا عشر فى تعاليمهم " الدسقولية ":
و من بدء الخليقة أعطى الله إمرأة واحدة. ولهذا السبب فإن الإثنين جسد واحد.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:15 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
<B>البابا شنودة الثالث
9- هكذا كان منذ البدء: د) البشرية تكسر هذا الوضع الإلهي


هذا هو ما وضعه الله منذ البدء، وما غرسه فى ضمير الإنسان قبل أن يزوده بشريعة مكتوبة. و لكن البشرية أخطأت وكسرت الوضع الإلهى. وقايين الذى قتل أخاه هابيل ، فلعنه الله هو ونسله، ظهر من نسله رجل قاتل أيضاً اسمه "لامك" كان أول إنسان ذكر عنه الكتاب المقدس أنه تزوج من إمرأة. إذ يقول سفر التكوين فى ذلك: "واتخذ لامك لنفسه إمرأتين " (تكوين19:4).
وفى ذلك يقول القديس ايرونيموس Saint Jerome فى كتابه ضد جوفنيانوس " لامك رجل دماء وقاتل، كان أول من قسم الجسد الواحد إلى زوجتين ولكن قتل الأخ والزواج الثانى قد أزيلا بنفس العقاب، الطوفان".
وهذا هو الذى حدث فعلاً إذ انتشر الزنا فى الأرض، لأن نعمة الزواج التى أعطاها الله للبشر، ليتوالدوا بها ويكثروا ويملأوا الأرض ويخضعوها، استغلوها استغلال سيئا لإشباع شهوات جسدية. فغضب الله وأغرق الأرض بالطوفان، ومحا هذا الشر العظيم من على الأرض لكيما يجددها فى طهارة مرة أخرى.
</B>

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:15 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
10- هكذا كان منذ البدء: ه) الله يرجع المبدأ.. أيام نوح


و الآن لعلنا نسأل " أى قانون وضعه الله للزواج بعد أن تطهرت الأرض من الظلم والنجاسة؟" انه نفس القانون الذى كان قد وضعه منذ البدء، ورأى أنه حسن جدا، وهو قانون "الزوجة الواحدة".
يسجل سفر التكوين هذا الأمر فيذكر أن الله قال لنوح " فتدخل الفلك أنت وبنوك وإمرأتك ونساء بنيك معك... فخرج نوح وبنوه وإمرأته ونساء بنيه معه" (15:8-18).
وكما كانت لنوح إمرأة واحدة كذلك كان بنوه لكل منهم إمرأة واحدة أيضاً: "وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساما وحاما ويافث (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)... هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومن هؤلاء تشعبت كل الأرض (18:9-19). نوح وبنوه الثلاثة كانوا اربعة رجال، ولهم أربعة نساء فقط، لكل رجل زوجة واحدة، فيكون الجميع ثمانى أنفس بشرية دخلت الفلك وهذا الأمر يثبته القديس بطرس الرسول فى رسالته الأولى بآية صريحة (ص20:3) قال فيها " كانت عناية الله تنظر مرة أخرى فى أيام نوح إذ كان الفلك يبنى، الذى فيه خلص قليلون أى ثمانى أنفس بالماء". وأيضاً ورد هذا المعنى عينه فى سفر التكوين بنص صريح هو " فى ذلك اليوم عينه دخل سام وحام ويافث بنو نوح وإمرأة نوح وثلاث نساء بنيه معه إلى الفلك" (تكوين13:7). بنفس شريعة " الزوجة الواحدة " جدد الله البشرية فى أيام نوح بينما كانت الأرض خالية – كما فى أيام آدم – وكان الله يريد أن يملأها.
وهذا واضح من قوله تعالى لنوح وبنيه كما قال لآدم من قبل " اثمروا واكثروا واملأوا الأرض، و لتكن خشيتكم ورهبتكم على كل
حيوانات الأرض" (تكوين2،1:9).
كان الله يريد حقا أن تمتلئ الأرض وتعمر، ولكنه كان يريد أيضا أن يتم ذلك بطريقة مقدسة، تتفق و النظام الإلهى الذى وضعه للزواج منذ البدء، وهو قانون "الزوجة الواحدة".

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:15 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
11- هكذا كان منذ البدء: و) حتى الحيوانات والطيور بنفس المبدأ


حتى الحيوانات والطيور وضع لها نفس النظام، عندما جدد الحياة على الأرض . وفى ذلك يسجل سفر التكوين أمر الله لنوح " ومن كل حى ذى جسد اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك، تكون ذكرا وأنثى، من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها اثنين من كل تدخل إليك لاستبقائها (تكوين 20،19:6).
وفعل نوح ذلك و دخل وأسرته إلى إلى الفلك "هم وكل الوحوش كأجناسها، وكل الطيور كأجناسها، و كل عصفور ذى جناح دخلت إلى الفلك: اثنين اثنين من كل ذى جسد فيه روح وحياة. و الداخلات دخلت ذكرا وأنثى ومن كل ذى جسد كما أمره الرب". (تكوين14:7-16)

نفس القانون نفذه الله على الحيوان والطير وإن كان قد فرق فى الكمية لا فى القانون بالنسبة إلى الحيوانات الطاهرة والنجسة. فقال لنوح من جميع البهائم الطاهرة، تأخذ معك سبعة سبعة ذكرا وأنثى، ومن البهائم التى ليست بطاهرة اثنين ذكرا وأنثى، لاستبقاء نسل على وجه الأرض" (تكوين3،2:7).
وكانت الحكمة فى ذلك هى أن الحيوانات والطيور الطاهرة يجب أن يزيد عددها " مع الإحتفاظ بنفس الشريعة " لسببين:
" أ " لكى تقدم منها ذبائح لله، كما فعل نوح عندما خرج من الفلك (تكوين20:8).
" ب " وأيضا لتكون طعاما فيما بعد (تكوين3:9).
فإن كان الله قد وضع هذه الشريعة حتى للحيوان الأعجم الذى لم يصل إلى سمو الإنسان، فكم بلأولى تكون الشريعة المعطاة للإنسان؟!

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:18 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
12- هكذا كان منذ البدء: ز) تعليق القديسين والعلماء


وهذا الأمر لم يتركه قديسو الكنيسة وعلماؤها بدون تعليق.
فقال
القديس ايرونيموس:
" وهكذا أيضاً فى الفلك – الذى يفسره بطرس الرسول بأنه مثال للكنيسة – أدخل نوح وأولاده الثلاثة و زوجة واحدة لكل واحد وليس اثنتين، وبالمثل فى الحيوانات غير الطاهرة زوجا واحدا أخذ ذكرا وأنثى، ليظهر أن الزواج الثانى ليس له مكان. حتى بين الوحوش و الدواب والتماسيح والسحالى...".
وقد علق أيضا على ذلك العلامة ترتليانوس فقال:
"عندما ولد الجنس البشرى للمرة الثانية، كانت وحدة الزواج – للمرة الثانية – هى أمه. وإذا باثنين فى جسد واحد، يعودان فيثمران ويكثران (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. نوح وإمرأته مع بنيهم، والكل فى وحدة زواج. حتى بين الحيوانات أمكن ملاحظة واحدة الزواج...
وبنفس الشريعة أمر باختيار مجموعات من سبعة أزواج، كل زوج ذكر وأنثى. ما الذى يمكن أن أقوله أكثر من هذا؟! حتى ولا الطيور النجسة أمكنها أن تدخل فى شركة " زواج مع اثنتين".


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:18 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
13- هكذا كان منذ البدء: ح) السيد المسيح يعمل على إرجاع ما كان منذ البدء


هذا هو الوضع السامى الذى أراده الله للبشرية منذ البدء،
والذى فشل البشر مدة طويلة من الزمن فى الوصول اليه، وهو نفس الوضع الذى علم به السيد المسيح،
ودعا الناس إليه موبخا اياهم على ضعف مستواهم بقوله:
" لم يكن هكذا منذ البدء" (متى8:19، مرقس6:10).
وقد صدق العلامة ترتيليان فى قوله إن السيد المسيح عمل على ارجاع أشياء كثيرة إلى ما كانت عليه منذ البدء ؛
فألغى
الطلاق الذى لم يكن موجودا منذ البدء. وارجع وحدة الزواج التى كانت منذ البدء.
ولم يقيد الإنسان بالختان وبترحيم أطعمة معينة،
إذ لم تكن القيود موجودة منذ البدء.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:19 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
14- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
أ) فساد الجنس البشري وتدهوره



لكى يتضح هذا الأمر جيدا، علينا أن نعرف أولا ظروف قيامه، حينئذ تظهر لنا حكمة الله فيه:
فساد الجنس البشرى وتدهوره:

1- كان آدم بتولا فى الفردوس، وكذلك كانت حواء. ويقول عنهما الكتاب المقدس " وكان كلاهما عريانين آدم وإمرأته وهما لا يخجلان" (تكوين25:2). ولكنهما – بعد الخطية – فقدا حالتهما الأولى السامية الفائقة للطبيعة، وأحسا بعريهما فكساهما الله وستر عريهما. وبعد أن طردا من الفردوس، يقول الكتاب " عرف آدم حواء إمرأته فحبلت وولدت قايين..." (تكوين1:4).
ولم يكتف الإنسان بالنزول من سمو البتولية إلى عفة الزواج الواحد، بل تدرج البعض إلى تعدد الزوجات (تكوين19:4)، وبدأت الشهوة الجسدية تسيطر على الرجال " فرأوا بنات الناس أنهن حسنات " فاتخذوا لأنفسهم نساء منكل ما اختاروا" (تكوين2:6)، ويصف الكتاب الحالة السيئة التى وصلت إليها البشرية فيقول " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر فى الأرض، وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم... فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذى خلقته" (تكوين7،5:6). وكان الطوفان...
ولكن حتى نسل نوح الذى أنقذ من الطوفان أخطأ ايضا إلى الرب (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وعاد الشر فكثر فى الأرض. ولم يكتف الناس بالزنا، بل انحطوا أكثر من ذلك إلى الشذوذ الجنسى، كما ظهر ذلك ببشاعة فى أهل سادوم التى أحرقها الله بالنار هى و عامورة (تكوين24،5:19). وظهرت بشاعة الزنا فى حادث سبط بنيامين (قضاة29:20-33).
وانحدرت البشرية إلى هوة أخرى فعبدت الأصنام دون الله، حتى أن لابان خال يعقوب أب أسباط إسرائيل الإثنى عشر، كان هو أيضاً يعبد الأصنام (تكوين30،19:31). وظهر التسرى وانتشر (تكوين2:16و 9،3:30). وتطور الزنا بالناس، حتى عرف بينهم البغاء أيضاً (تكوين16،15:38).
ووسط هذا الجو الوثنى الفاسد، كان تعدد الزوجات يعتبر عملا شريفا جدا إذا قيس بالممارسات الأخرى. وهكذا كانت البشرية تتطور – فى البعد عن الله – من سئ إلى أسوأ. ولم تكن الشريعة المكتوبة قد أعطيت لهم بعد. فماذا يفعل الله؟ هل يفنى الإنسان مرة أخرى من على وجه الأرض، ويتوالى تكرار قصتى الطوفان ونار سدوم؟! أم هل كان هناك حل آخر تقوم به مراحم الله لأجل إنقاذ الإنسان؟.. كان هناك حل آخر. فما هو؟

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:22 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
15- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ب) كان لابد من سياسة تدرُّج لإنقاذ الإنسان


1- انتقى الله من البشرية إبراهيم أبا الآباء، لكى يجعله نواة لشعب جديد، ينشأ بتربية إلهية خاصة، ويكون كمتحف حى للديانة الإلهية وللعبادة الحقة، وسط الشعوب الوثنية التى تملأ الأرض. ونظروا إلى حالة البشرية المنحطة لم يتقل الله بوصايا صعبة على الشعب الناشئ المحاط فكرياً وعمليا بألوان من خطايا الوثنيين.
وحتى فى هذا الشعب المختار ظهر تعدد الزوجات أيضا. لم يأمر الله به، و لكنه تسامح فيه: إذ كانت له ظروفه الخاصة من جهة، ومن جهة أخرى فإن المستوى البشرى المعاصر لم يكن يسمح وقتذاك بالسمو الذى أراه الله للإنسان منذ البدء. لابد من سياسة تدرج يتخدها الله الرحيم الشفيق، لكى يأخذ بيد البشرية الساقطة، و يقودها خطوة خطوة إلى الوضع الإلهى الذى كان فى البدء.
وكمثال لسياسة التدرج التى عامل بها شعبه تشريع الطلاق مثلا: فى البدء لم يكن هنك طلاق، ولكنه ظهر لما فسدت البشرية. فلم يلغه الله دفعة واحدة، وإنما تدرج مع الناس. تركهم فترة طويلة فى حريتهم المطلقة، يستخدمون الطلاق بدون قيد و لا شرط. ثم قيدهم فى الشريعة بكتاب طلاق يعطى للمطلقة. ويقول القديس اوغسطينوس إنه " فى هذا الأمر كان يظهر التوبيخ أكثر من الموافقة على الطلاق. فمن المعروف أن إجراءات قسيمة الطلاق كانت نوعا من التعطيل، لأنه تستغرق وقتا يراجع فيه الزوج نفسه. ومع ذلك فقد قال السيد المسيح لليهود "من أجل قساوة قلوبكم، أذن لكم أن تطلقوا نساءكم" (متى8:19).
إذن فلم يكن السبب آن الأمر كان يتمشى مع قصد الله، وإنما هى تنازل من الله ليتمشى مع ضعف الإنسان. وقد قال
ذهبى الفم: "أن الزوجة المكروهة، وإذا لم يكن يؤذن بطلاقها، كان يمكن أن يقتلها الزوج، لأنه هكذا كان جنس اليهود الذين قتلوا الأنبياء (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)... فسمح الله بالأقل ليزيل الشر الأكبر... فيخرجوهن بدلا من أن يذبحوهن فى البيوت".
ولكن الله صبر على ذلك زمنا، ثم وبخ الشعب علانية على الطلاق، مظهرا لهم كراهيته لهذا الأمر (ملاخى16:2). وأخيرا ألغى الطلاق فى
العهد الجديد، إلا لعلة الزنا، لأن هذه الخطية بالذات تكسر جوهر الزوج من أساسه، كما سيظهر ذلك عند كلامنا عن "الجسد الواحد".
تنازل الله إذن فى تشريعه مع مستوى الناس، لكى يرفعهم تدريجيا إلى المستوى الذى يريده لهم: سمح لهم بأكثر من زوجة، سمح لهم بالطلاق، سمح لهم بالتسرى، سمح لهم برجم الزناة... كل ذلك لأنهم كانوا وقتذاك لا يحتملون السمو الذى أراده لهم.
وكان من غير المعقول أن يعطى الله الناس شريعة فوق مستواهم لا يستطيعون تنفيذها. ولذلك حسنا وبخ السيد المسيح
الكتبة والفريسيين بقوله عنهم "يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس" (متى4:23).
وهكذا اختار الله نقطة بدء منخفضة تتفق ومستوى الناس، مع عرضه الكمال عليهم يختاره من يشاء ومن يحتمل، دون أن يكون إجباريا. ولكنه تدرج شيئا فشيئا فى تشريع هذا الكمال حتى تم ذلك فى المسيحية. وحتى فى هذه أيضا ترك درجات عليا من الكمال اختيارية، لأنه كما قال " ليس الجميع يحتملون" (متى11:19). غير أنه احتفظ فى المسيحية بسمو للحد الأدنى.
من أجل هذا قال
العلامة ترتليانوس " كل واحد يعلم الآن، أنه قد سمح لآبائنا – حتى رؤساء الآباء أنفسهم – ليس فقط بالزواج وإنما بتعدد الزيجات أيضا، بل إنهم احتفظوا كذلك بسرارى. ولكن على الرغم من استعمال الطريقة الرمزية فى الكتاب فى الكلام عن الكنيسة والمجمع، فإننا سنشرح هذا الإشكال فى بساطة بقولنا إنه " كان من الضرورى فى الأزمنة الماضية، أن تقوم ممارسات ينبغى إبطالها فيما بعد أو تعديلها". بقى علينا أن نشرح لماذا كان ذلك ضروريا فى تلك الأزمنة.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:24 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
16- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ج) فكرة "شعب الله" وبركة النسل



1- كان تعدد الزوجات يتمشى إلى حد كبير مع فكرة " شعب الله"، هذا الشعب الذى علمه الله الشريعة، وأرسل إليه الأنبياء ليحفظ فيه العقائد السليمة إلى أن يحين انتشارها فى الأرض كلها، فتصبح جميع الأمم هى شعب الله.
وكان لابد أن يكثر هذا الشعب: ليس فقط ليستطيع الصمود أمام شعوب الوثنية القوية، وإنما أيضا ليستخدمه الله فى القضاء على الوثنية. كما حدث فيما بعد، عندما طرد الوثنيين من الأرض وسكنها، فصارت مقدسة، إذ أنها كانت المركز الوحيد لعبادة الله الحقيقية فى العالم كله.
من أجل هذا كانت كثرة النسل بركة توارثها الآباء وسعوا لنيلها. وهكذا نسمع أن الله قال لإبراهيم أبى الآباء"... وأجعل نسلك كتراب الأرض، حتى إن استطاع أحد أن يعد تراب الأرض فنسلك أيضا يعد" (تكوين 16:13). وقال له أيضا " انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها... هكذا يكون نسلك" (تكوين5:15). وقال له ثالثة " من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك " عنى"، أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذى على شاطئ البحر (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و يرث نسلك باب أعدائه، ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 16:22-18). و أقام الله عهداً مع إبراهيم قال له فيه " لأنى أجعلك أبا لجمهور من الأمم، وأثمرك كثيرا جدا وأجعلك أمما، وملوك منك يخرجون. وأقيم عهدى بينى وبينك وبين نسلك من بعدك فى أجيالهم..." (تكوين 5:17-7).
ونفس هذه البركة منحها الله لإسحق بن ابراهيم فقال له " فأكون معك و أباركك... وأكثر نسلك كنجوم السماء وتتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 3:26،4). وكرر الله هذه البركة عينها
ليعقوب بن إسحق (12:32،11:35).

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:48 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
17- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
د) زيجات إبراهيم ويعقوب وفكرة الرمز


1-أعجيب"... بعد كل هذه المواعيد بكثرة النسل كنجوم السماء ورمل البحر... أنيتخذ ابراهيم له أكثر من زوجة؟! ظانا فى نفسه أن هذا قد يتفق ومشيئة الله فى مباركة نسله!
ولم يفعل إبراهيم ذلك عن شهوة جسدية، وهو رجل كان قد شاخ واجتاز الثمانين من عمره بسنوات، دون أن يتخذ لنفسه إمرأة أخرى غير سارة زوجته الوحيدة العاقر! إلى أن أعطته هى أمتها هاجر سرية قائلة له " هوذا الرب قد أمسكنى عن الولادة. ادخل على جاريتى لعلى أرزق منها بنين" (تكوين2:16). وكانت له ست وثمانون سنة من العمر حين ولدت له هاجرا ابنا" (تكوين16:16)
وقد قال
القديس اغسطينوس فى كتابه Bono Conjugali عن أبينا ابراهيم انه عاش فى حالة الزواج بعفاف. وكان فى مقدوره أن يعيش عفيفا بدون زواج، ولكن ذلك لم يكن مناسبا فى ذلك الزمان. فأى زمان يقصده أوغسطينوس؟ إنه ليس زمنا وثنيا فاسدا تكتنفه ظلمة الجهل فحسب، وإنما تسرى ابراهيم فى عصر خافت فيه إبنتا قريبه لوط من انقرض العالم بعد حرق سادوم و عمورا، وهرب هذه العائلة الصغيرة وحيدة في الأرض، فأسكرتا أباهما، وأنجبتا منه نسلاً دون آن يعلم (تكوين 19: 31-38)... ليس عن شهوة ولا دنس، وإنما رغبة في النسل، وخوفاً من أنقراض الأسرة في الأرض... ليست المسألة أذاً شهوة حسية أو عدم ضبط نفس. فإن القديس أغسطينوس في الأجابة عن هذه النقطة "وهي زواج إبراهيم بأكثر من واحدة يصيح متسائلاً في تعجب" هل لم يضبط نفسه، هذا الذي قدم أبنه ذبيحة"؟!
أما العلامة ترتيليانوس فيضيف رأياً أخر بقوله "كان زواج إبراهيم مثالاً ورمزاً" وهذه الفكرة شرحها إيضاً القديس ايرونيموس بالتفصيل في رسالته إلي أجيروشيا. وكلا هذين الكاتبين المسيحيين الكبيرين لم يتكلم من ذاتيهما، وإنما أعتمد علي شرح القديس بولس الرسول بهذه النقطة بذات في رسالته إلي غلاطية (4: 22- 30). في الواقع كانت كثير من الأشياء في تصرفات وحياة الآباء الأول والإنبياء هي – كما قال القديس ايرونيموس – "رموز لأمور ستأتي". وهذا الموضوع شرحة بالتفصيل القديس هيلاري أسقف بواتيبية الذي كان يلقب "أثناسيوس الغرب" في كتابه Tractatus Mysteriorum فتحدث عن هذه الرموز منذ آدم، وتعرض فيه الزيجات إبراهيم ولزيجات يعقوب إيضاً. وهذا المر أوضحه القديس أوغسطينوس في عبارة موجزة قال فيها " كانت زوجات الإباء الكثيرات رمز لكنائس مستقبله من شعوب كثيرة تخضع لعريس واحد هو المسيح (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أما سر الزواج بواحده في أيامنا، فيشير إلي وحدتنا جميعاً في خضوعنا لله، نحن الذين سنصبح فيما بعد مدينة سمائية واحدة".ومع ذلك فإن إبراهيم لم تجده زوجاته الكثيرات شيئاً إذ قال له الله " باسحق يدعي لك نسل" (تكوين12:21). ولما مات لم يدفن كما لاحظ القديس أمبروسيوس إلا مع زوجته سارة وحدها.
وإبنه اسحق لم يتخذ في حياته كلها التي بلغت 180 عاماً (تكوين 35: 28) غير زوجه واحده هي رفقة ، التي كانت حياتها هي الأخري تحمل رموزاً كثيره بالأخص في زواجها وفي إنجابها.
أما
يعقوب أبو الأسباط الأثني عشر، فمعروف أنه خدع من خاله لابان الذي زفه إلي زوجه من إبنتيه غير التي أختارها لنفسه. وفي الصباح اكتشف يعقوب أنها ليست خطيبته التي أختارها، وإنما هي أختها الكبري. وأجابه لابان عن هذه الخدع بقوله "لا يفعل هكذا في مكاناً آن تعطي الصغيرة قبل البكر" (تكوين 29: 36). وعلاجاً للمشكلة زواجه الصغري أيضاً. وتسري يعقوب بنفس السبب الذي من أجله تسري أبراهيم: دفع إلي ذلك دفعا من زوجتيه أن يتخذ له جاريتهما سريتين لينجب لهما نسلاً (تكوين 30: 3،9). وكانت في تلك الزيجات أيضاً رموز لأمور ستأتي، شرحها القديس ايرونيموس في رسالته الأنفه الذكر.
وهكذا نري أن الأب الكبير لم يطلب تعدد الزوجات ولم يشتهيه، ولكنه أيضاً لم يرفضة عندما دفع إليه دفعاً بحكم ظروفه الخاصة. بل علي العكس سري بأن ير له نسلاً كثيراً كان يرن في إذنيه وعد الله له ولأبيه وجده بإن نسله سيصير كنجوم السماء ورمل البحر لا يعد من الكثرة، وأن به ستتبارك جميع قبائل الأرض.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:48 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
18- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ه) العنصر الروحي الأول لتعدد الزوجات


1-كانت هناك أسباب روحية خطيرة من أجلها تسامح الله فى قيام تعدد الزوجات.
أما السبب الأول الخطير فهو مقاومة طغيان الوثنية:
تلك الوثنية التى كانت قد انتشرت بشكل مريع، حتى كادت تكتسح العالم كله بدون استثناء. ولذلك كانت فكرة الله فى اختيار شعب يعبده تقوم على ثلاثة عمد أساسية، و هى عزل هذا الشعب، وإنماؤه، وتعليمه. أما سياسة العزل فبدأت عندما قال الله لإبراهيم "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك..." (تكوين1:12،2). وكان العزل لازما حتى لا يتأتر شعب الله بالوثنية فيعتنقها نتيجة لاختلاطه بالوثنيين.
وكان من مظاهر هذه السياسة: السكن المنفرد، وعدم التزاوج مع شعوب الأرض الوثنية، وعدم التعامل معهم. وحرص
إبراهيم على تنفيذ هذا فى فى تزويجه لابنه إسحاق (تكوين3:24-4) كما حرص عليه اسحق فى تزويج ابنه يعقوب (تكوين 1:28-4). وعندما كان شعب الله يكسر قاعدة العزلة هذه، كان يقع فى عبادة الأوثان ويحل عليه غضب الله، كما حدث ذلك مرات سجلها سفر القضاة.و لكن سياسة العزل وحدها عن الشعوب الوثنية لا يكفى، لأن الشعب المؤمن إذ كان قليلا وضعيفا، حتى إن هو اعتزل عن الوثنيين يمكن أن يطغوا هم عليه ويستعبدوه لهم ويخضعوه لعبادتهم. فكان لابد أن تصحب عملية العزل عملية إنماء فى العدد، حتى يستطيع الصمود أمام قوة أعدائة، وحتى يرث أرضهم و ينشر فيها عبادة الله. وعملية الإنماء صحبها بالضرورة تعدد الزوجات، لأن الأمر لم يكن سهلاً، إذ هو تكوين شعب من فرد واحد.
ولهذا كان إنجاب البنين وقتذاك عملا مقدسا. لأن المقصود به كان حفظ الايمان بالله من الضياع، والوقوف أمام خطر العبادات الفاسدة. وهكذا نرى حقيقة هامة وهى:
فى تعدد الزوجات – قبل مجئ
السيد المسيح – لم يكن المقصود هو الزوجات، وإنما البنين الذين تلدهم الزوجات والبنون لم يقصدوا لذاتهم، وانما لحفظ الإيمان فى عالم وثنى. فخرج الأمر اذن عن الغرض الجسدى الى الغرض الدينى. ومن الواضح أن هناك فرقا بين الحالة هنا، والحالة أيام آدم وأيام نوح بعد الطوفان. ففى هذه الحالة الأخيرة كانت الأرض خالية، ولكنها كانت نقيةليست فيها وثنية تهدد الإيمان السليم بالفناء (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فكان يمكن للإنسان أن ينمو على مهل فى ظل قصد الله السامى بشريعة "الزوجة الواحدة". أما فى أيام ابراهيم فكان العكس هو السائد: كانت فى الأرض شعوب كثيرة من الناس. وإذ كانو كلهم وثنيين، صاروا خطرا على القلة الضئيلة جدا التى تعبد الله. ولذلك كان يبدو أن تعدد الزوجات بالنسبة لعابدى الله لازم ليرفع نسبتهم العددية ولو قليلا.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:49 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
19- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
و) لم يكن مناسباً أن يلغي تعدد الزوجات في شريعة موسى


1- كل هذا حدث ولم تكن الشريعة المكتوبة قد أعطيت بعد ونريد أن نعرف في أي ظروف أعطيت هذه الشريعة علي يد موسي النبي، لكي نفهم مدي مناسبتها للناس وللظروف المحيطة بهم. أعطيت الشريعه منحة لشعب مؤمن. ولكنه علي الرغم من كونه وقت ذاك الشعب الوحيد الذي يعرف الله الحقيقي ويعبوده، فإنه كان شعباً قاسياً (متي 19: 8) عنيداً " صلب الرقبة " بشهادة الله نفسه عنه ( خروج 32: 9، 33: 5) وبشهادة موسي النبي أيضاً (خروج 34: 9). كان شعباً متذمراً كثير الشهوات (خروج 15: 24، 16: 3) أتعب موسي النبي جداً، علي الرغم من المعجزات التي رأها، حتي قال لهم هذا النبي العظيم، "ليس تذمركم علينا بل علي الرب" ( خروج 16: 8).
لقد أعطيت الشريعة أيام موسي لشعب قال الله لموسي عنه " دعني أفني هذا الشعب". ولولا شفاعة موسي، لأهلك اله الشعب كله في البرية وأفناه (خروج 32). نعم أعطيت الشريعة لهذا الشعب، الذي لم أبطئ عليهم موسي مع الله – إذا كان علي الجبل يستلم الشريعة – قال هذا الشعب لهرون " قم اصنع لنا آلهه تسير أمامنا، لأن موسي هذا الرجل الذي أصعدنا من
ارض مصر، لا نعلم ماذا أصابه "(خروج 32: 1) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وهكذا لم نذل موسي من علي الجبل، وجد الشعب يعبد عجلاً من ذهب! هذا الشعب الذي قال الله عنه فيما بعد " ربيت بنين وبنات ونشأتهم وأنهم فعصوا علي. الثور يعرف قانية، والحمار معلف صاحبه. وأما اسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم ويل للأمه الخاطئة، الشعب الثقيل الأثم، نسل فعلي الشر أولاد مفسدين" (اشعياء 1: 2-4) لم يكن ممكناً لمثل هذا الشعب الذي أوضحنا شيئاً من حالته، أن يحتمل مستوي عالياً، فكان لابد أن يتدرج الله معهم.
هذا الشعب الذي بكي بدموع مشتهياً أن يأكل لحماً (عدد 11: 4، 10،15)، والذي عادي فأشتهي العبودية من أجل اكلأ اللحم (خروج 16: 3)، هل كان ممكناً أن يمنع الله عنه تعدد الزوجات؟! مثل هذا الشعب الذي ارتكب
الزنا في بيت الرب نفسه، والذي بسبب زناه عبد آلهه اخري وسجد لها في حياة موسي نفسه (عدد 25)، هل كان ممكناً آن يمنع عن تعدد الزوجات؟!... لم يكن مناسباً أذن أن يمنع تعدد الزوجات في شريعة موسي، علي الأقل لسببين:
أولاً: لأن ذلك لم يكن مناسباً لمستوي الشعب الأسرائيلي ذاته، وألا أقتيد إلي الزنا.
ثانياً: لأن ذلك لم يكن مناسباً للرغبة في مقاومة الجو الوثني الطاغي المحيط بالشعب.
وإنما كان لابد من سياسة تدرج، يسمح فيها لمن يريد من الشعب بأتخاذ النساء كزوجات، مع رفع فكرة ليتسامي بفكرة الزواج فيتخذها بغرض روحي، لتكوين شعب لله، بدلاً من التفكير في الزواج كمادة لأشباع شهوة جسدية.
فما الذي فعل
الله في سياسة التدرج هذه؟

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:50 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
20- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ز) سياسة التدرج التي اتبعها الله


7- بدأ الله في شريعة موسي يغسل هذا الشعب من نجاسته ويرفع مستواه، حتي يستطيع أن يصل به في المسيحية إلي الطهارة التي أرادها له منذ البدء، و التي كانت شريعة "الزوجة الواحدة" أحد مظاهرها. فماذا شرع له حتي أقتاده إلي ذلك؟
أ‌- حرم الله علي الشعب كثيراً من الزيجات:

حرم عليه التزوج بالأخت، وكان ذلك ممارساً في القديم.
فابراهيم أبو الآباء أتخذ ساره زوجه له ( تكوين 20: 12). وحرم عليه الزواج لأختين وكان ذلك أيضاً ممارساً في القديم، كما حدث مع يعقوب أبي الأسباط الأثني عشر (تكوين 29: 26، 27). وحرم عليه زيجات اخري كثيرة، بلغت في سفر الاويين 17 حاله (أصحاح 18). وهكذا لم يعد الزواج مطلقاً كما كان من قبل. وقد تدرج هذه المحارم وتطور حتي وصلت إلي حد اكبر فيما بعد. ومن يكسر هذه المحارم كان في الغالب يقتل.
ب‌- أمره بالأبتعاد عن النساء في ظروف روحية معينه:

فقبل أن يقتر بالشعب من جبل سيناء لسماع الشريعة، أمره موسي آن يتطهر ويغسل ثيابه، ولا يقرب النساء ثلاثة أيام (خروج 19: 15). وكان محرماً علي اي فرض من الشعب آن يتقدم ليأكل من ذبائح الله المقدسة، إلا وهو طاهر لم يقرب أمرأة (لاويين 22: 6). وهكذا كانت هناك أيام عامه، يتعفف فيها الشعب كله، ويتفرغ للعبادة وهي موسم الرب وأعياده، التي تقدم فيها ذبائح عامه وكانت كثيرة (لاويين 23) تضاف إليها المناسبات الخاصة بالأفراد التي يقدمون فيها ذبائح للرب عن أمور خاصه بهم.
وهكذا عندما طلب داود النبي من
أخيمالك الكاهن خبزاً، أجابه ذاك"... يوجد خبز مقدس، إذ كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم ولاسيما من النساء". ولم يعطيه إلا بعد أن أجابه داود " أن النساء قد منعت عنا منذ أمس وما قبله" (صموئيل الأول 21: 4، 5).
ج- كان أمر الله الشعب بالأبتعاد عن النساء في ظروف خاصة بهن:

مثال ذلك "أيام طمث المرأة". أن مسها وهي "في نجاسة طمثها" يصبح هو أيضاً نجساً إلي المساء وكذلك أن كانت ذات سيل، في الغير أيام طمثها (لاويين 15: 19، 27). أما أذا أضطجع رجل مع إمرأة طامث فكلاهما يقطعاً من بين الشعب (لاويين 20: 18). كذلك كان المرأة لا تمث في أيام نفاسها حتي تطهر (لاويين 12).
د- ولكي يمنع الله الشعب من الأنغماس الشهواني في المعاشرات الجنسية اعتبر أن "كل من اضطجع مع امراة أضطجع زرع يكون نجساً إلي المساء" (لاويين 15: 16) فيغتسل الأثنين ويغسلاً ملابسهما هذا إذا كانا زوجيين، أما آن لم يكونا كذلك فإنهما يقتلان (لاويين 20: 10) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فكأن الله شرع لهم أن الأبتعاد عن النساء طهارة، حتي الزوجات! فإن كانت هذا مع الوحدة، فكم بالأكثر في حالة تعدد الزوجات؟!
ه - وهكذا حتي في شريعة موسي كشف الله للشعب ولو من بعيد قبساً من جمال البتوليه وسموها عن الزواج.

وكمثال لذلك قال عن الكاهن الأعظم "هذا يأخذ أمرأة عذراء أما الأرملة والمطلقه والمدنسة والزانية، فمن هؤلاء لا يأخذ بل يتخذ عذراء من قومه أمراة (لاويين 21: 13، 14). وتدرج الله حتي بارك الخصيان وقال "لا يكن الخصي اني شجرة يابسه... أني أعطيهم... أسماً أفضل من البنين والبنات" (أشعياء 56: 3، 5).
و- أصلاح آخر قام به الله في شريعة الزواج وهو يختص بالطلاق:

وقد شرحنا قبلاً ما اتبعه الله فيه من تتدرج أنتها إلي أنه قيل في سفر ملاخي النبي " لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل" (2: 16). هذه امثله قليله من التدرج الذي أحدثة اله في شريعه الزواج، ورفع به الشعب من الممارسات البدائية التي تشابه الوثنين إلي درجات قربتهم إلي شريعة المسيحية التي رجعت فيها الوضع الألهي الأصلي. أما تعدد الزوجات فإن وقت إلغائه لم يكن قد حان بعد.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:50 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
تفريق مَا جمعَــــــه الله


ســـــــؤال

يقول الكتاب " ما جمعه الله لا يفرقه إنسان " ( مت 19 : 6 ). فكيف يحدث أنه فى حالة الزنا يمكن تفريق ما جمعه الله؟

الجواب :
الوصية تقول " لا يفرقه إنسان ". وفى حالة الزنا , لايحدث التفريق بواسطة إنسان , إنما بأمر الله نفسه, الذى سمح بالطلاق فى حالة الزنا , وفى نفس الإصحاح ( مت 19 : 9 ).

عن كتاب سنوات مع أسئلة الناس
لصاحب القداسة والغبطة
البابا شنودة الثالث

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:51 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
21- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ح) السبب الروحي الثاني لتعدد الزوجات


8- عملياً سمح الله بتعدد الزوجات لن مستوي الشعب لم يكن يتفق وإلغاءه. ولكنه لكي يسمو بهم وجههم إلي إتخاذ الزواج لإنجاب البنين لسببين.
أ- لينمو شعب الله ويقف أمام قوة الوثنيين
وفي ذلك يقول القديس أوغسطينوس "إن الآباء في العهد القديم كان واجباً عليهم أن ينجبوا أولادا لأجل تلك الأم اورشليم... حتي الأنبياء الذين كانوا لا يعيشون حسب الجسد كانوا أيضاً مضطرين أن يجتمعوا بأجساد".
ب‌-لأنه بهذا النسل ستتبارك الأرض، إذ أن منه سيخرج المسيح.
كان مجئ المسيح أو "المسيا المنتظر" هو أمل كل فرد من أفراد الشعب. حتى إن المرأة السامرية – على الرغم من أنها كانت خاطئة – قالت للسيد المسيح قبل أن يعلن لها ذاته "أنا أعلم أن المسيا الذى يقال له المسيح يأتى. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شئ" (يوحنا 25:4).
و هكذا كانت قلوب جميع أبناء
إبراهيم معلقة بالمسيا ومجيئه. وكانوا يعرفون أنه المقصود بوعد الله لإبراهيم "ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 18:22)، وهو نفس الوعد الذى سمعه إسحق أيضا (تكوين 4:26)، وكذلك يعقوب (تكوين 14:28).
كل رجل كان يتمنى أن يأتى المسيح من نسله وكل أمرأة كانت تذوب شوقاً فى أن يكون المسيا من ثمرة أحشائها. ولهذا يقول
القديس أغستينوس " فاشتعلت النساء القديسات –ليس بالشهوة وانما بالتقوى– للأنجاب". وقال عن الآباء القديسين " كان الزواج واجباً علي القديسين، ليس طلباً له في ذاته وإنما لأجل شئ أخر". من أجل أي شئ؟ يريد القديس في نفس كتابة " ليوا من أجل العالم، وغنما من أجل المسيح صاروا أزواجاً ومن أجل المسيح صاروا أباء". لذلك فما أصدق القديس أوغسطينوس عندما قال في موضع اخر "كانت الرغبة في انجاب الأولاد روحيه وليست جسدية". ولهذا اصبحت قلة النسل عاراً. فرحيل زوجة يعقوب، لما كانت عاقراً قالت ليعقوب " هب لي بنين وإلا فإنا اموت"! (تكوين 30: 1) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولم فتح الله رحمها فولدت، قالت "قد نزع الله عاري" (تكوين 30: 23). وإليصابات العاقر لم ولدت أبنها يوحنا المعمدان سبحت الله قائلاً " نظر إلي لينزع عاري من بين الناس" (لوقا 1: 25) وعلي عكس ذلك كان كثرة البنين بركة. فقيله " البنون ميراث من الرب..." (مزمور 127: 3).... وكان من البركة أن يقال " أمرأة مثل كرمه مخصبه في جوانب بيتك، وبنيك مثل غصون الزيتون الجدد حول مائدتك... "(مزمور128: 3)...
لذلك فعلي الرغم من أن الزواج بإمراة الخ كان محرماً حسب الشريعه (لاويين 18: 16) ، فإنه كان يتحول إلي واجب حتمي أذا مات الأخ بدون نسل، فيضطر أخوه إلي أتخاذ أرملته زوجه ليقيم نسلاً للأخ المتوفي، فالبكر الذي تلده يحسب أبناً للمتوفي "لئلا يمحي اسمه من اسرائيل" (تثنية 25: 5- 10).

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:51 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
22- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ط) تطور الأمور وزوال أسباب تعدد الزوجات



إذن لم يكن تعدد الزوجات في قصد الله منذ البدء، بل انه وضع للبشرية شريعة "الزوجة الواحدة" ورأي أنه حسن. ولكن لما سقط الناس في الفساد في تعدد زوجاتهم تنازل الله إليهم ويرفعهم اليه، وتسامح في هذا المر محاولاً آن يوجه أفكارهم في أتجاه روحي. فسار هذا الأمر فتره من الزمن، ثم استجاب لهم القديسون فقط الذين قال عنهم اوغسطينوس " كان الآباء يستطيعون أن يضبطوا انفسهم لكنهم – لأجل الأنجاب وليس لمرض الشهوة – إتخذوا لهم نساء. ولنا في السماء شركاء زاهدون.. لم يستعملوا نساءهم أطلاقاً للحبل". وقال عنهم ايضاً " لم يتقدموا في المعاشرة الجنسية اكثر من حاجة أنجاب البنين". امام غالبيه الشعب فلم تسر في هذا الطريق الروحي، وإنما انحرف عن الطريق السليم، واستغلت سماح الله استغلالاً رديئاً.
وكما قال العلامه ترتليانوس في كتابه إلي زوجته "هناك احتياجات اسئ استعمالها". ولم يقف الناس عند هذا الحد بل تدنسوا بالزنا وخالفوا وصايا الله وعبدوا آلهه أخري وسجدوا للاصنام. لذلك أسلمهم الله للسبي، فسباهم نبوخذ نصر ملك بابل. واورشليم ذاتها أنهدم سورها واحرقت أبوابها والذين نجوا من السبي وبقوا فيها صاروا في شر عظيم وعار (نحميا 1: 2، 3).
وسمح برجوع المسبين وبناء السور أورشليم، ولكن الشعب لم يتحول عن فساده حتي قال الله لارمياء النبي أكثر من مرة "لا تصل لأجل هذا الشعب للخير. حين يصومون لا أسمع صراخهم، وحين يصعدون محرقه لا أقبلهم. بل بالسيف والجوع والوباء أنا أفنيهم" (ارمياء 14: 11، 12). وبالفعل اسلمهم الله فعلاً لليونان فحكمهم الأسكندر الأكبر وخلفائه البطالمه، ومن بعد هؤلاء أسلمهم إلي الرومان فاستعبدوهم. وجاء المسيح وهم كذلك.
هكذا لم تستمر فكرة "شعب الله الذي يصمد أمام الوثنيين" فإذا قد سلموا المسيحية وديعتهم العقائديه من نبوات ورموز وتقاليد وكتب موحي بها، انتهت فكرة الشعب المختار، واصبح المؤمنون في العالم كله هو شعب الله، ولم يعد هناك فرق بين يوناني ويهودي كما قال بولس الرسول (كولوسي 3: 11)
وفكرة إنجاب المسيح تطورت هى الأخرى.
إذ ما لبثوا أن عرفوا من النبوءات أنه سيأتى من سبط يهوذا، وهو واحد فقط من الأسباط الإثنى عشر. ثم عرفوا أيضاً أنه سيأتى من قرية بيت لحم، من بيت داود بالذات، وهو فرع من سبط. ثم عرفوا أخيرا أنه سيولد من عذراء. وهكذا زال هذا السبب أيضاً كما زال سابقه (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و هكذا يقول القديس أوغسطينوس فى كتابه De Bonon Viduitetis عن حنة النبية، التى تفرغت للعبادة وهى بعد شابة بعد ترملها المبكر، عابدة بأصوام و صلوات مدى 84 سنة لم تفارق الهيكل " كانت حنة كنبية تؤمن أن المسيح سيولد من عذراء، و لذلك لم تتزوج ثانية".
ثم ولد المسيح أخيراً، وانتهى هذا السبب أيضا.
بل أننا وجدنا ظاهرة أخرى قد جدتفى تاريخ شعب الله، وهى البتولية. فإذا بأنبياء كثيرين عاشوا بتوليين، مثل يشوع وإيليا واليشع ودانيال والفتية الثلاثة القديسين وكثيرين غيرهم، وأخيرا يوحنا المعمدان الذى عمد السيد المسيح.
و لم يعد عدم الانجاب عارا، بعد دعوة المسيحية إلى البتولية وإلى البقاء فى الترمل. والشعب اليهودى نفسه، بدأ يقلل من تعدد الزوجات، إذ لم يجد داعيا إليه ، حتى إنه ندر فى الفترة التى سبقت ولادة المسيح. " وقد ألغته الآن طائفة اشكنازيم ولم تعد تسمح به. كما ألغته غيرها من الطوائف". وهكذا فى مجئ المسيحية، كان الجو معدا من كل ناحية، ولم يعد هناك سبب واحد للإبقاء على تعدد الزوجات، الذى كان كسرا للنظام الذى وضعه الله منذ البدء.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:52 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
23- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ي) الزمن الآن قد تغير


10- عرضنا فى الفصول السابقة، الظروف التى نشأ فيها تعدد الزوجات فى العهد القديم قبل المسيحية، والأسباب التى كانت تدعو إليه وكيف زال بزوالها. وبقى أن نردد الآن ما سبق فقاله القديس ايرونيموس: "ما شأننا وهذا؟! نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور، الذين قيل لنا: الوقت مقصر، لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو29:7). وأيا كانت الحالة فى العهد القديم فإننا نضع إلى جوارها قول بولس الرسول " الأشياء القديمة قد مضت، وهو ذا كل شئ صار جديدا". فما أعجب قول من يقول آن المسيحية توافق على تعدد الزوجات مستدلا على ذلك بأن إبراهيم أبا الأنبياء كانت له أكثر من زوجة! إن كان المسيحى إذن يقلد إبراهيم فيتخذ لنفسه زوجات، فهل يستطيع المسيحى أن يتزوج أخته لأن إبراهيم كان متزوجا اخته؟! وهل يستطيع المسيحى أن يتخذ له سرارى ومحظيات مثل ابراهيم وسليمان؟! وهل يحق للمسيحين أن يملأوا هياكلهم ذبائح ومحرقات لأنه هكذا كان أيام موسى والأنبياء؟!
لا شك أن الزمن غير الزمن، والشريعة القديمة اليهودية قد كملت فى المسيحية،
والسيد المسيح نفسه قال إنه جاء ليكمل (متى17:5).
قال
القديس أغسطين " سمح للأزواج باتخاذ نساء عديدات، ولم يكن سبب ذلك شهوة الجسد ولكن فكرة الانجاب... أما الآن فلم يعد إنجاب البنين واجباً كما كان فى القديم". ويقول أيضاً "حتى حينما كان النساء يلدن بنينا كان مصرحا بتزوج نساء أخريات للحصول على ذرية أكثر، ولكن هذا الآن بالتأكيد غير شرعى، لأن الاختلاف بين الأزمنة يحدد جواز الشئ أو عدم جوازه.
الآن يعمل الرجل أحسن لو أنه لم يتزوج حتى زوجة واحدة، إلا إذا كان لا يستطيع أن يضبط نفسه" (اكو1:7،9).
بقى أن نعرف الآن كيف ألغت المسيحية تعدد الزوجات؟

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:52 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
24- تشريع المسيحية بخصوص الطلاق

1-الشريعة التى وضعها السيد المسيح بخصوص الطلاق هى شريعة واضحة لا لبس فيها، وهو قوله فى العظة على الجبل " وأما أنا فأقول لكم أن من طلق أمرأته إلا لعله الزنا يجعلها تزني. ومن تزوج بمطلقه فإنه يزني" (متي 5: 32) وهذا الأمر أيدته وفسرته قوانينه الكنسية وأقوال الآباء...



2-ولكن السيد المسيح لم يكتفي بهذا. إنماأتي إليه الفريسيون مره فسألوه في موضوع الطلاق، فكان من ضمن إجابته لهم " وأقول لكم أن من طلق إمرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بإخري، يزني..." (متي 19: 9، لوقا 16: 18). وهذه الآية تظهر بطريقة لا تحتمل الجدل شريعة "الزوجه الواحدة". لأنه أن كان مسموح للرجل أن يتخذ زوجات عديدات، فإنه لا يعتبر زانياً أذا تزوج بأخري. لأنه سواء أكان تطليقه للأولي قانونياً أو غير قانوني، قائماً أو باطلاً، فإن الزوجة الثانية – بمبدأ تعدد الزوجات – تعتبر زوجة قانونية أخرى تحل له.
و لا يوجد من هذه الناحية ما يقف ضد شرعية هذا الزواج.



3-و لكن متى يعتبر الزواج بعد التطليق كعلاقة زنا؟ يعتبر كذلك إن كان هناك قانون ينص على عدم الجمع بين زوجتين فى وقت واحد، واعتبر مثل هذا الشخص جامعا بين زوجتين فى وقت واحد بسبب بطلان الطلاق من الأولى.
و هذا هو الذى قاله السيد المسيح وعلم به إذ قال"... وتزوج بأخرى يزنى". و لذلك فإن القديس مرقس الرسول أورد لنا أكثر وضوحا من هذا، فبعد سؤال الفريسيين للسيد المسيح وإجابته لهم، يقول القديس مرقس فى إنجيله " ثم فى البيت سأله تلاميذه أيضا عن ذلك. فقال لهم: "من طلق امراته وتزوج بأخرى، يزنى عليها (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و إن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزنى" (مرقس11،10:10). هذا هو الشرح الذي نطق به السيد المسيح نفسه. فإنه إذا ماعتبر الطلاق باطلاً لسبب كونه لغير عله الزنا وتبعاً لذلك اعتبر الزواج الأول مازال قائماً وعلاقه الزواج بمن طلاق مازالت علاقه زوجية لم تنفصل، فإنه إن تزوج غيرها يزني عليها. وكلمه " عليها " تدل علي جرم هذا الذي أتخذ زياده علي زوجته الواحده التي لا تحل له زوجه أخري عليها.
ومن الشق الثاني للآية التي أوردها القديس مرقس، نري أن السيد المسيح قد ساوي بين المرأة والرجل في وحده الزواج. فكما آن المرأة لا تستطيع أن تجمع بين زوجين، وان تزوج بأخر في حالة قيام الزوج الأول لبطلان الطلاق يعتبر زانية؛ كذلك الرجل الذي لا يحل له هو إيضاً سوي زوجه واحده.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:53 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
25- فكرة "الجسد الواحد"

أن الفكرة قديمة متجددة:

1- إن فكرة " الجسد الواحد" قديمة متجددة. ذكرت فى البدء منذ أول الخليقة اذ قيل " لذلك يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته. ويكونان جسدا واحدا" (تكوين24:2). وذكرها السيد المسيح فى كلامه مع الكتبة والفريسيين ودعمها بقوله "إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذى جمعه
الله لا يفرقه إنسان" (متى5:19، مرقس7:10). وبولس الرسول استعمل هذا التعبير أيضا فى رسالته إلى أفسس (3:5) مشبها إتحاد المسيح بالكنيسة باتحاد الزوجين وقائلا بعد ذلك " إن هذا السر عظيم".
ما معنى " جسد واحد "؟

2- من قول السيد المسيح " ليسا بعد اثنين ، بل جسد واحد " يفهم آن الاثنين قد أصبحا
بالزواج وحدة واحدة وليس أكثر. ولذلك فإن القديس يوحنا فم الذهب يخاطب فى ذلك العروسين قائلا " لقد أصبحتما الآن واحدا ، مخلوقا حيا واحدا". هذه الوحدة فيها الرجل هو الرأس والمرأة هى الجسد، كما شرح بولس الرسول (أفسس28،23،5) الذى قال أيضا مؤكدا ذلك فى نفس الأصحاح من الرسالة " من يحب امرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط" (الآيتان28،29). ويشرح القديس يوحنا ذهبى الفم هاتين الآيتين فيقول: "أتسأل كيف هى جسده؟ إسمع هذه الآن عظم من عظامى ولحم من لحمى هكذا قال آدم" (تكوين23:2)، لأنها مصنوعة من مادة منا. وليس هذا فقط، وإنما يقول الله يصيران جسدا واحدا" (تكوين24:2)... ليس لاشتراكنا فى طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هى أبعد من طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هى أبعد من هذا بكثير وانما هذا لأنه ليس هناك جسدان وإنما جسد واحد: هو الرأس وهو الجسد.
ويستطرد هذا القديس فيقول:" الاثنان لا يظهران بعد اثنين. لم يقال "روحا واحداً" ولا "نفساً واحده" لأن هذا ممكن لجميع الناس" (إعمال 4: 32)، وإنما "يكونان جسداً احداً". ويتذكر القديس قصة لخليقة فيقول "في الواقع إن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصاً لهذا الأتحاد فيقول:
"في الواقع آن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصاً لهذا الاتحاد لتحويل الاثنين إلي واحد... فهو لم يخلقها من خارج لئلا يشعر " آدم أنها غريبه عنه "
والقديس أمبروسيوس يؤيد هذه الحقيقة فيقول " أن الله أخذ ضلعاً من أدم وعمله امرأة، لكي يرجع ويربطهما مرة أخري، ويصبحان جسداً واحداً".
تعرض الفكرة مع الطلاق وتعدد الزوجات:

3- فكرة " الجسد الواحد " هذه، تتعارض منطقياً مع أمرين منعتهما المسيحية أيضاً لأنهما لا يتفقان و تعليم المسيحية في الزواج. أما هذان الأمران فهما:
الطلاق وتعدد الزوجات. واضح هو تعارض الطلاق مع فكرة "الجسد الواحد". فمن المستطاع التفريق بين اثنين، ولكن الزوجين في المسيحية هما كما قال السيد المسيح " ليسا بعد اثنين بل جسد واحد ". ولم يسمح السيد المسيح بالطلاق في حالة الزنا إلا لأن الزوجة قد خطت في ذلك عملياً يوم زناها. لأنها – بهذا الزنا – تكون قد حطمت مبدأ " الجسد الواحد " تحطيماً. وذلك لأن جسد ثالثا قد دخل بالزنا في الإتحاد الذي ربطه الله ففصم عري روابطه.
فالزوجة مع زوجها جسد واحد حسب الشريعة، وهي – كزانيه – صارت كذلك جسدا واحداً مع الذي زني بها. وهكذا علم بولس الرسول في رسالته الأولي إلي كورنثوس إذ قال "أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد، لأنه يقول يكون الاثنان جسداً واحداً؟" (6: 16). فبالزنا مع الزواج، أصبح هناك اتحادان أو جسدان، وتحطمت الفكرة السامية، وأصبح فصل الزوجين شيئاً واقعياً قد تم من قبل عملا، وبقي أن يتم شرعا. وذلك لأنه الزواج المسيحي ليس جسدين ولا اتحادان ولا أكثر، وإنما جسد واحد واتحاد واحد حسب قول الرب.
والذي يحدث في الزنا المسبب للطلاق، هو من الناحية العلمية نفس الذي يحدث في تعدد الزوجات (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). الوضع واحد وإن تغييرت الأسماء.
كل ما في الأمر أنه في الحالة الثانية حدث أن كسر فكرة " الجسد الواحد " قد تغطي برداء شرعي.. أما الواضع الواحد المشترك بين الحالتين، فهو دخول جسد ثالث غريب، يحاول أن يوجد له اتحادا مع أحد طرفي الوحدة المقدسة، بأن يعزل الطرف الاخر عنه، ويكون بهذا قد حطم الفكرة الإلهية. إن فكرة " الجسد الواحد " تجعل تعدد الزوجات أمرا متعذرا فليس بالإمكان عقلياً أن يكون رجل في جسد واحد مع اكثر من أمراة، إذ يستحيل اجتماع ثلاثة في جسد واحد ولا أربعه. قالت الوصية الإلهية أن الزوج يترك أباه وأمه ويلتصق بأمرأته. ولكن الذي تتعدد زوجاته لا يستطيع بحق أن يكون ملتصقاً بأخري. وعلي ذلك فإن كل محاولة للاتصال بامرأة اخري، عن طريق علاقة شرعية أو زنائية، هي تصديع لهذه الوحدة.
فإن سأل أحد: هل يمكن للرجل - بعد الزواج – أن يتحد بجسد أخر؟ فمثل هذا السؤال ليس له موضع في الواقع. لأنه بعد الزواج لم يعد هناك اثنان حتي يجوز أن يعطي واحد منهما جسده لثالث. فهما ليسا بعد اثنين وغنما جسد واحد، لا يستطيع إنسان آن يفرقه، كما قال الرب. ويقول
القديس ايرونيموس: إنه مع التعدد تكون فكرة الزواج " الجسد الواحد " قد تحطمت ويستطرد القديس متعجباً " في البدء تحول ضلع واحد إلي زوجة واحدة ، وصار الاثنان جسداً واحداً وليس ثلاثة او أربعة وإلا كيف يكونان اثنين أن صار جمله "؟!
خاتمه:

1- إنه جسم واحد، فيه الزوج هو الرأس والزوجه هي الجسد. وكما أنه لا يمكن أن يكون للجسد رأسان أو اكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للمرأة زوجان أو أكثر. وأيضاً كما أنه لا يمكن للرأس جسدان أو أكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للرجل زوجتان أو أكثر. وإلا فإن هذا التشبيه الذي ذكره بولس الرسول مقتبساً إياه من تعليم الله ذاته، يكون تشبيهاً خاطئاً لا تطبيق له.
أنسأل بعد عن نص في المسيحية لتحريم تعدد الزوجات؟! ليست المسيحية في الواقع ديانة نصوص بقدر ما هي "روح وحياة" كما قال الرب (يوحنا 6: 63). وهذا هو روح الزواج المسيحي وقد علمنا المسيح أن نسلك بالروح.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:53 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
26- علاقة المسيح بالكنيسة

الزواج الروحي بين المسيح والكنيسة :

1- كما أن الذي يلتصق بامرأة، يصير معها جسداً واحداً (تكوين 2: 24) ، كذلك " من التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 17).
فالاتحاد الأول نسميه زواجاً جسدياً، والاتحاد الثاني نسمية زواجاً روحياً وفي الكتاب المقدس أمثله عديدة لهذا الزواج الروحي بين الله وشعبه أي بين الله وكنيسته. ويكفي أن سفرا بأكمله في العهد القديم، هو نشيد الأناشيد، يدور كله حول هذه العلاقة وحدها التي ذكرها الله ايضاً بوضوح في سفر أشعياء النبي كذلك (أشعياء 54: 5).
ولهذا يقول بولس الرسول في رسالته الثانية إلي كورنثوس "خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). وفي رسالته إلي أفسس أتي بتفصيلات كثيرة لهذه العلاقة الروحية بين المسيح وكنيسته، مقارنا بينها وبين الزواج الجسداني للرجل والمرأة في أوجه شبه عديدة ((أفسس 5: 22- 33). قائلاً عن الزواج الروحي بين المسيح وكنيسته "أن هذا السر عظيم".
زوجة واحدة:

1- من هذه المقارنة التي عقدها بولس الرسول بين زواج الرجل والمراة من ناحية أخري، يمكن الاستدلال بوضوح علي شريعه " الزوجة الواحدة " في المسيحية. وقد كان هذا هو نفس تفكير كبار قديسي الكنيسة ومعلميها. فالقديس ايرونيموس يقول في كتابه ضد جوفنيانوس:
" المسيح بالجسد بتول، وبالروح تزوج مرة واحدة. لأن له كنيسة واحدة، هي التي قال عنها الرسول: أيها الرجال أحبوا نساءكم، كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها (افسس 5: 25).
فكما آن المسيح مثال يقتدي به البتوليون في حياتة حسب الجسد، كذلك هو مثال أيضاً للمتزوجين، في علاقته الروحية بالكنيسة التي سار فيها علي شريعة "الزوجة الواحدة".
ويقول القديس ايرونيموس أيضاً في رسالته إلي اجيروشيا " إن بولس في شرح هذا الفصل من اففسس، يشير إلي المسيح والكنيسة بقوله " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته ويكون الإثنان جسداً واحداً. هذا السر العظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أفسس 5: 31، 32).
فجعل آدم الأول صاحب زوجة واحدة في الجسد، وآدم الثاني "= المسيح " صاحب زوجة واحدة في الروح. وكما أنه توجد حواء واحدة هي أم كل الأحياء كذلك توجد كنيسة واحدة هي أبوا كل المسيحية ".
وكلمه " أبوا " التي استخدمها القديس ايرونيموس يقصد بها المسيح والكنيسة ، العريس والعروس، الرأس والجسد. ومثل هذا الكلام قال أيضاً العلامة ترتليانوس في كتابه De Exhortatione Castitas أذ قال " عندما فسر الرسول هذا النص " يصير الإثنان جسداً واحداً"، علي علاقة المسيح بالكنيسة، فكر في العلاقة الروحية بين المسيح الذي هو واحد، والكنيسة التي هي واحدة. نفس التأييد لقانون الزواج الواحد. زواج واحد جسد في آدم وروحي في المسيح".
رأس، وجسد:

قال بولس الرسول في رسالته إلي أفسس " إن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة "
(5: 23). وعن الجسد قال " كذلك يجب علي الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم... فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضاً للكنيسة لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (5: 28-30). وفي الآية الأخيرة يذكرنا بولس الرسول بقول آدم عن حواء "هذه الأن عظم من عظامي ولحم من لحمي" (تكوين 2: 23). فكما آن للرأس جسداً واحداً، فللمسيح كنيسة واحده وكذلك للرجل امرأة واحدة. لأنه لو اتخذ الرجل زوجات عديدات، لما أمكن تشبيهه بالمسيح الذي له كنيسة واحدة. إذ أننا نقول في قانون الإيمان " نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعه رسولية". وفي ذلك يقول القديس اغريغوريوس الناطق بالالهيات " لو كان هناك مسيحان، لكان يمكن هناك زوجان أو زوجتان. ولكن إن كان المسيح واحدا، الذي هو الرأس الواحد للكنيسة، فليكن هناك إذن جسد واحد، وليرفض الثاني ويأخذ القديس أمبروسيوس هذا التشبيه من ناحية المرأة أيضاً، فيقول " لم تأخذ حواء زوجاً ثانياً، ولا الكنيسة المقدسة تعرف عريساً ثانياً.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:54 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
27- نصوص أخرى بخصوص الزوجة الواحدة

استعمال التعبير بالمفرد باستمرار بخصوص الزوجة:

1-لا يوجد فى العهد الجديد كله، نص واحد يتحدث عن "نساء" أو "زوجات" للرجل الواحد، و إنما الكتاب يستعمل المفرد باستمرار فى الحديث عن هذا الأمر.
وسوف لا نأتى بجميع
الآيات المتعلقة بهذا والمثبتة له، لأنها كثيرة جداً. وإنما يكفى أن ننتقى منها أمثلة تحيط بها قرائن أخرى تؤكد هذه " الفردية".
(أ) ففى الموضوع السابق الذى يشبه فيه الرسول علاقة الرجل بزوجته، بعلاقة المسيح بكنيسته الواحدة، نراه يستعمل هذا الإفراد أيضا فى أكثر من مناسبة، فيقول من يحب امرأته يحب نفسه". وأما أنتم الأفراد، فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه" (أفسس33،28:5).
وكيف يمكن لإنسان أن يحب امرأته كنفسه وهو فى نفس الوقت يتزوج إلى جوارها امرأة أخرى أو أكثر، تكون " ضرة " لها، أو سبب ضرر لها، أو منافسة لها؟!
هذه قرينة، وهناك قرينة أخرى وهى ورود هاتين الآيتين فى مناسبة التشبيه بالزواج الروحى القائم بين المسيح و
الكنيسة الواحدة.
(ب) وفى نفس المجال أيضا يذكر الرسول الآية التى تقول: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكون الأثنان جسداً واحداً" (الآية31). و هذه الآية ذاتها استخدمها
السيد المسيح نفسه فى مجال مشابه عند الحديث عن الطلاق، ذلك الحديث الذى أثبتنا منه وحدانية الزوجة من قوله "من طلق امرأته وتزوج أخرى يزنى عليها" (مر11:10). (انظر ص 53،54).
وهذا المعنى بالذات "فى التعبير بالمفرد" فهمه
القديس ايرونيموس هكذا كما شرحناه. فعندما فسر الآية السابقة"... ويلتصق بامرأته " قال " وبالتأكيد لم يقل بنسائه".
(ج) وفى مستهل رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس، نسمعه فى حثه على البتولية يقول " وأما من جهة الأمور التى كتبتم لى عنها فحسن للرجل ألا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها" (2،1:7).
فبالتأكيد كلمة " امرأته " هنا، تعنى زوجة واحدة ليس له سواها، لأن الرسول بصدد حديث عن البتولية. فإن كان جيدا للرجل ألا يمس امرأة فكيف تكون له نساء كثيرات؟!. كما أن هناك قرينة أخرى، وهى عبارة " ولكن لسبب الزنا " ولم يقل بسبب إنجاب البنين. لأنه إن كان بسبب إنجاب، اتخذ كثيرون زوجات فى العهد القديم، فإن الذى يتزوج بسبب تجنب الزنا تكفيه ولا شك امرأة واحدة. وإلا كانت الديانة تدعو إلى الانغماس فى الشهوة وهذا ما لم يقل به أحد، وتنفيه بالأكثر مناسبة الحديث عن البتولية.
(د) قال السيد المسيح " وكل من ترك بيوتا أو أخوة أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمى يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية" (متى29:19). و هذه الآية واضحة جدا فالذى يحتمل فيها الكثرة ذكره السيد المسيح بأسلوب الجمع، و الذى لا يحتمل إلا الإفراد والوحدانية ذكره بأسلوب المفرد. فالبيوت والحقول و الأخوة والأولاد تحتمل الجمع، فذكرها بأسلوب الجمع، على الرغم من أن الشخص قد لا يكون له سوى بيت واحد أو حقل واحد أو أخ واحد ولكن هذه الأمور تحتمل الكثرة بالنسبة إلى الآخرين فذكرت بالجمع. أما الذى لا يمكن أن يحتمل الكثرة ولا يمكن الحديث عنه بأسلوب الجمع، بالنسبة للشخص الواحد، فهو الأب والأم والزوجة.
فكما أنه لا يمكن أن يكون للشخص سوى أب واحد، وأم واحدة، كذلك لا يمكن أن تكون له سوى زوجة واحدة فى المسيحية. وهكذا تحدث السيد المسيح عن الثلاثة بالمفرد الأب والأم والزوجة. آية صريحة ولا شك. مثل هذا الإنسان الذى يترك كل ذلك من أجل المسيح ينال – من الناحية الروحية – مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. و طبعا من المحال أنه يقصد مكافأة جسدية، لأنه لا يمكن أن يكون للإنسان مئة أب بالجسد، ولا مائة أو، وبنفس المعنى ولا مائة زوجة..
فالإنسان الذى له زوجة واحدة. ويطلب إليه أن يتركها هى أيضا من اجل المسيح، أى لا يدعها تشغله عن
الله، أو كما يقول بولس الرسول "لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو29:7)، نعم، هل الذى يطلب إليه أن يترك حتى الواحدة التى له، يصرح له بأن تكون له نساء عديدات؟!
ومن القرائن الأخرى التى لا يمكن تجاهلها أن هذا النص السابق الذى لم يذكر فيه السيد المسيح غير الأب والأم والزوجة بأسلوب المفرد، هذا النص قاله فى نفس الأصحاح الذى ذكرت فيه مناقشته مع الكتبة والفريسيين عن الطلاق التى أثبتنا منها وحدانية الزوجة، ونفس الأصحاح الذى تحدث فيه عن البتولية فى كلامه عن
الخصيان (متى12:19).
ونفس التعبير ذكره السيد المسيح فى مناسبة أخرى غير هذه، قال فيها " إن كان أحد يأتى إلى ولا يبغض أبه وأمه وامرأته وأولاده وأخوته وأخواته، حتى نفسه أيضا، فلا يقدر أن يكون لى تلميذا" (لوقا26:14). يقصد إلا يفضل الإنسان و تعارضتا، يترك أقاربه ويتحمل المتاعب من أجل المسيح (الآية27).
وهنا أيضا لم يذكر بالمفرد غير الأب والأم والزوجة والنفس، بعكس الاخوة والأخوات والأولاد.
مبدأ " السلطان المتبادل ":

2-رفعت المسيحية جدا من قدر المرأة، فى مبدأ "
الجسد الواحد". فبعد أن كانت المرأة فى العصور الأولى، تشترى فى الزواج بالمهر، كأنها شئ من ممتلكات الرجل، جاءت المسيحية لتقول.
" ليس للمرأة سلطان على جسدها بل للرجل. وليس للرجل سلطان على جسده بل للمرأة" (1كو4:7)
النصف الأول من هذا النص كان معروفا فى القديم، عندما تعدد الزوجات ممارسا. أما النصف الثانى فهو شئ جديد " على فهم الناس " لا يتفق الا مع فكرة "
الزوجة الواحدة". لأن الرجل ليس له تسلط على جسده، لكى يهبه لزوجة ثانية أو ثالثة، تشارك الزوجة الأولى حقها الشرعى، وإنما امرأته هى صاحبة السلطان على جسده.
أتستطيع المرأة أن تعطى جسدها لزوج ثان فى حياة الزوج الأول؟! كلا طبعا، لأنه ليس لها تسلط على جسدها بل للرجل. هكذا الرجل أيضا لا يستطيع فى حياة زوجته أن يعطى جسده لزوجة ثانية، لأنه ليس له تسلط على جسده بل للمرأة. هذا هو مبدأ " السلطان المتبادل".
حتى فى النسك والتعفف، لا يستطيع الرجل أن يترك فراش الزوجية بدون موافقة زوجته التى لها التسلط على جسده

فبعد النص السابق يقول الرسول مباشرة " لا يسلب أحدكم الآخر، الا أن على موافقة الى حين، لكى تتفرغوا للصوم والصلاة ثم تجتمعوا أيضا معا".
ولذلك فإن قوانين الكنيسة لا تسمح لرجل متزوج بأن يسلك فى سيرة الرهبنة، إلا بناء على موافقة زوجته. فإن لم توافق، لا يستطيع ذلك. والقانون الخامس من قوانين الرسل، يقطع من الكهنوت كل من يخرج امرأته لعلة الزهد. وليس هذا بالنسبة للرجل فقط، وإنما بالنسبة إلى المرأة أيضا. فإن القانون 13من قوانين مجمع غنغرا المقدس يقول " أيما امرأة تترك زوجها، وتقصد الانفراد بمعزل عنه، مشمئزة من الزيجة، فلتكن ملعونة".
فإن كان للمرأة تسلط على جسد الرجل – حتى فى العبادة – فإنه من البديهي أن الرجل لا يستطيع أن يعطى جسده لغيرها لأنه لا يملك ذلك.
وإن دينا يجعل جسد الرجل حقا لأمرأته لا يستطيع سلبها إياه ولو للتعبد، إلا بموافقتها، هو دين لا يمكن أن تنفذ إليه حرية الرجل فى التزوج بأكثر من امرأة فى وقت واحد.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:55 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
28- قوانين كنسيّة صريحة بخصوص الزوجة الواحدة

1-" أيما رجل علمانى أخرج امرأته من بيته من غير علة ولا حجة تستوجب ذلك أو تزوج أخرى معها أو مطلقة من زنا، فلينف من كنيسة الله".
القانون 45 من قوانين أكليمنضس " للآباء الرسل "
عن الداخلين إلى الإيمان المسيحى:







2-"... وإن كان واحد له زوجة أو إمرأة لها بعل، فليعلموا أن يكتفى الذكر بزوجته، والمرأة ببعلها "
القانون 27من الكتاب الأول لقوانين الرسل
وأيضا بخصوص المؤمنين الجدد:







3-"... وإن كان واحد له زوجة، أو إمرأة لها بعل، فليعلموا أن يكتفوا "
القانون 62من الكتاب الأول لقوانين الرسل
وكان هذان القانونان لازمين للمقبلين إلى المسيحية من الوثنيين أو اليهود حيث توجد ممارسات لتعدد الزوجات.
من صفات المسيحى:

4-"... ولا يكون نهما، ولا محبا للعالم، ولا محبا للنساء، بل يتزوج بإمرأة واحدة".
القانون 38 من قوانين أبوليدس






5-" إذا مات واحد من الإثنين المتصلين، فالآخر محالل " أى له الحق " أن يتزوج. فإذا تزوج الواحد من قبل موت الآخر، فالذى تزوج مدان مداينة الفاسق...
" ولا يتزوج واحد له زوجة. وهذا المثال " = العمل " الواحد يكون لمن ماتت زوجته "
القانون العاشر من قوانين باسيليوس
وواضح آن هذا القانون لا يعطى الحق فى الزواج ثانية، إلا لمن ماتت زوجته. أما الذى يجمع بين زوجتين فيعتبر فاسقا.
"لا يصلى اكليريكس " = رجل من الاكليروس " جملة على تزويج ثان".
القانون 72من قوانين باسيليوس





6-" تعدد الزواج بالنسبة إلينا، خطية أكثر من الزنا، فليتعرض المذنبون به للقوانين "
القانون 80 من الرسالة القانونية الثالثة للقديس باسيليوس
وذلك طبعا لأنه زنا دائم، وليس زنا عرضيا، كما أنه ضد الشريعة. عن المتزوجين و المتزوجات بعد نذر البتولية (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).




7-" فليفرض عليهم من التوبة، مثل الذى يفرض على من قد تزوج إمرأتين وجمع بينهما، وليلزموا قانون الزناة لأنهم كانوا عرائس المسيح".
القانون 18من قوانين مجمع أنقرا المقدس سنة 314م
ومن هذا القانون يفهم أن الذي كان يجمع بين زوجتين، كان يتعرض لعقوبة الزناه، ويطابق هذا لعبارة "مدان مدانية الفاسق" التي وردت في القانون العاشر من قوانين باسيليوس.
ويقول ابن العسال تعليقاً على هذا القانون بالذات:
" افترى من جمع بين إمرأتين، تقبل له توبة، إلا بعد ترك الثانية؟! و هكذا أيضا الزناة: هل تقبل لهم توبة إلا بعد ترك الخطية والإنعزال عنها".
ابن العسال





8-


" ولا يتزوج مؤمن بغير مؤمنه، ولا بالثابته في الزنا.... ولا يجمع بين زوجتين أو اكثر رقم 8 في الزيجات الممنوعة – قوانين البابا كيرلس بن لقلق
هذه القوانين التي أوردناها تمثل عصورا مختلفه. الثلاثه الأول منذ عهد الرسل، والأخير في القرن الثالث عشر. والباقي في القرون الأربعة الأولي للمسيحية.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:55 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
29- قوانين كنسيّة بخصوص الزِّنى والتَسَرِّي

تعدد الزوجات كالتسري – كلاهما زنا في نظر المسيحية:

1- أمرت المسيحية بأن تكون للمؤمن زوجة واحدة، لا تشاركها أخري في فراش الزوجية العفيف، سواء أكانت تلك الدخليه " زوجة " أم سرية لأن هاتين الكلمتين في الواقع لهما في المسيحية نفس الدلالة.
لأن المسيحية لا تعترف بتعدد الزوجات، ولا تشترك فيه كنسياً. فإن كانت لمسيحي " زوجة أخري " عقد زواجه بها طريقة مدنية أو أية طريقة اخري خارجة عن
الكنيسة التي لا تقر هذا الأجراء، فإن هذه المدعوه " زوجة " مدنياً، هي في نظر الكنيسة كالسريه، من حيث أن العلاقتين – في نظرها – هما زنا مكشوف، أو معاشرات غير شرعية.
لهذا وجدنا من اللازم آن نورد القوانين والإثبات الخاصة بمنع التسري في المسيحية لإرتباط هذا الأمر
بشريعة " الزوجة الواحدة".
منع التسري في المسيحية:

1- أما عن منع التسري في المسيحية، فتثبته القوانين الآتيه:
" وأن كانت له سرية، فليكف، ويتزوج كالناموس. وإن لم يرد فليخرج" "أي فليُطرَد من الكنيسة فلا يصير من أعضائها".
(القانونان 29، 63 من الكتاب الأول لقوانين الر سل والقانون 1)
والقانون 63 عن السرية العبده. وهو يامر صاحبها بأن " يكف عنها إذا هو تنصر، ويتزوج بها كالناموس". ويأمر كذلك بتزوجها إن كانت حرة. وينذر بنفس العقوبة.
" لم يعط ناموس أن يأخذ أحد سريه له بل يبقي كل واحد قاعداً مع زوجته لجوده الزيجة".
(القانون السابع من قوانين
باسيليوس 1)
وقد تحدث
القديس أوغسطين في كتابه De Bono Connjugali عن عدم قانونية التسري، قائلا أنه حتي هذا لا يجعل التسري قانونياً (نفس المرجع السابق)
وقد ورد في كتاب " المجموع الصفوي " لابن العسال أن " التسري في شريعتنا المقدسة حرام، لأنه خارج عن التزويج المباح... فهو زنا ظاهر ومستمر".
ابن العسال: الباب 25: 1
منع تعدد الزوجات " من قوانين منع التسري ":

علي آن هناك في القوانين الخاصة بالتسري ومنعه نصوصاً يفهم منها عدم شريعة تعدد الزوجات في المسيحية. وسنورد منها مثالين أحدهما من قوانين ابوليدس، والثاني من قوانين باسليوس:
" نصراني تكون له سرية، وقد رزقت منه ولدا: إذا تزوج عليها، فإنه قاتل الإنسان؟، إلا من يجدها في زنا"
القانون 16 من قوانين ابو ليدس
وهذا القانون يطالب بتحويل السريه إلي زوجة. وقوله لا يتزوج عليها، يفهم منه بلا شك منع تعدد الزوجات. فإن كانت السريه لها هذا الحق، بحيث إذا عاشرها المتسري كزوجه وأنجب منها، لا يستطيع أن يتخذ معها زوجة أخري، فكم بالأولي الزوجة؟!
" إذ كان واحد قد ترك له سرية، فإذا لم تكن له زوجة فليأخذها... لأنه لا يجب أن يدع إنسان له سرية من الآن".
القانون السابع من قوانين باسيليوس
هذا القانون أيضاً يطالب بتحويل السريه إلي زوجة، إلا إذا كان المتسري له زوجة من قبل، فلا يستطيع ذلك لئلا يجمع بين زوجتين وهذا القانون واضح في دلالته علي منع تعدد الزوجات.
منع تعدد الزوجات "من القوانين الخاصة بالزنا".

3- ونفس هذه الفكرة يظهرها القديس باسيليوس في قانون أخر له خاص بالزنا (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)، وهو "إذ ذكر ذكر قبيح عن واحد مع إمرأة: أن كان ليس لها بعل، وهو أيضاً ليست له زوجة، فليتزوجها..."
القانون السادس من قوانين باسيليوس
فهو يشترط عدم وجود زوجه سابقة، لئلا يجمع بين زوجتين، وهذا غير جائز شرعاً.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:57 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
30- نظرة المسيحية إلى الزواج الثاني بعد الترمُّل

المسيحية لا تستحسن الزواج الثاني بعد الترمُّل علي الرغم من أنه أخف من تعدد الزوجات:
1- المسيحية تجيز بعدم قيامة، وتضعه في درجة أقل من الزواج الأول.
وقد كان الحماسة شديدة جداً ضده في القرون المسيحية الأولي "ضد لياقته لا ضد شريعته طبعاً". وحاول كثير من القديسين أن يثنوا المترملين عنه. حتي أنه كلمه Monogamia " الزواج الواحد " في استعمال الكتاب المسيحيين في تلك العصور، لم تكن تعني اكتفاء الزوج بإمرأة واحده فلا تتعدد زوجاته، إذ أن ذلك كان أمرا لا يختلف فيه أحد. وإنما كانت في غالبية استعمالها، تعني الزواج الواحد علي الإطلاق سواء في حياة الزوجة أو بعد وفاتها. وغالبيه الذين عن الـMonogamia كانوا يدعون إلي عدم التزوج بعد الترمل. للعلامه ترتليانوس ثلاثة:" إلي زوجته " و"بحث علي العفه" و"الزواج الواحد" كلها تدور حول هذه النقطة. وكثيرة هي كتابات
القديس ايرونيموس "جيروم" عن هذا الموضوع وبالأخص في رسائله وكذلك القديسان أمبروسيوس وأوغسطينوس، كتب كل منهما كتبا عن الترمل، وغير هؤلاء الكتاب الكبار، كثيرون ساروا علي نفس نهجهم. وفي مسألة الزواج لم يكن من منافس لهذا الموضوع في كتابات القديسين غير تمجيد البتولية. حدث كل هذا علي الرغم أن الزواج بعد الترمل – من حيث عفته وبعده عن شهوة الجسد – لا يقارن بحالة الجمع بين زوجتين في وقت واحد! فماذا تكون إذن فكرة المسيحية عن تعدد الزوجات؟!
زواج في مرتبه أقل وعلامة علي عدم ضبط النفس.

2- وقد تحدث
القديس بولس الرسول عن هذا الأمر في الأصحاح السابع من رسالته الأولي إلي كورنثوس، فقال " ولكن أوق لغير المتزوجين وللأرامل، إنه حسن لهم إذا لبثوا كما انا. ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا "(الأيتان 8، 9). وكرر هذه النصيحة للمرأة المترملة فقال "إنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا" (الآية 40). فهو قد جعل البقاء في الترمل، أحسن وأكثر غبطة من الزواج الثاني.
وقد علق كثير من القديسين علي أفضليه الترمل فقال
القديس باسيليوس " الزيجات الثانية هي علاج ضد الزنا فهكذا قيل :" أن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا " أما القديس اغسطينس فعلق علي تعليم بولس الرسول بقوله التزوج ثانية علامه علي عدم ضبط النفس " كما قال أيضاً " الزيجات الثانية ليست مدانة، ولكن في مستوي أقل". وفسر ذلك بقوله " عفة الزواج حسنة، ولكن زهد الترمل أحسن". أما القديس أمبروسيوس معلم القديس أوغسطينوس فقال " لست أرفض الزيجات الثانية، ولكنى لا أنصح بها " واستطرد القديس يقول للمترمل " شرعيا يمكن أن تتزوج، ولكن من المناسب أكثر أن تمتنع".و عن هذا الزواج غير المستحسن، يقول القديس ايرونيموس " جيروم " " آدم الأول كانت له زوجة واحدة، والثانى " أى المسيح " كان غير متزوج، فليرنا أنصار الزوج الثانى آدم ثالثا تزوج مرتين!!".
ويشرح القديس ايرونيموس رأيه فيقول " وكما جعل " الرسول " الزواج أقل من البتولية، كذلك جعل الزواج الثانى أقل من الزواج الأول"... إنه يسمح بالزيجات الثانية، ولكن للأشخاص الذين يرغبونها، " ولا يستطيعون أن يضبطوا أنفسهم " لئلا " ينحرف البعض وراء الشيطان" (1تى15:5) وهكذا وضح القديس السبب الذى من أجله سمح بالزواج للمترملين. وكشف أكثر فقال " بالنسبة إلى خطر الزنا يسمح للعذارى أن يتزوجن، ولتجنب نفس السبب يسمح بالزيجات الثانية" (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وأضاف فى الفصل التالى " و هكذا سمح بالزواج الثانى لغير المتعففين". ونفس الرأى عرضه القديس كيرلس رئيس اساقفة أورشليم فقال إن هذا الزواج سمح به على الرغم من أن العفة شئ نبيل " حتى لا يسقط الضعيف فى الزنا... إذ قال الرسول: خير أن نتزوج من أن نتحرق" (1كو9:7).
وأيد ترتلينانوس نفس الرأى فقال " هذا الزواج سمح به من أجل خطر عدم التعفف " واستطرد " السماح هو اختبار للشخصية، هل ستقوم الإغراء أم لا، والسماح هو ذاته إغراء".
على أن بعض القديسين قد سمح بالزواج بعد الترمل، لمن ترملوا وهم ما يزالون فى سن الشباب، أو لم يقضوا فى حياة الزيجة سوى فترة ضئيلة.
وفى ذلك قد نصح القديس بولس من جهة " لأرامل الحدثات " أن " يتزوجن، و يلدن الأولاد، ويدبرن البيوت" (1تى14:5)، وذلك اشفاقا عليهن.
وبعض العلماء يوافقون على الزيجة الثانية بعد الترمل، بالنسبة إلى من يحتاجون إلى رعاية، فى ضعف أو شيخوخة أو مرض، كما حدث لداود فى شيخوخته. وذلك أن التزوج ليس لمجرد عدم ضبط الجسد، وانما أيضا للتعاون فى الحياة " فأصنع له معينا نظيره" (تك18:2).
والخلاصة:
فإن
الكنيسة على الرغم من اعترافها بشرعية الزواج الثانى بعد الترمل، فإنها جعلته فى مرتبة أقل وسمحت به لحالات من الضعف...
فإن كان كل هذا قد قيل عن الزواج واحدة بإمرأة بعد وفاة الأولى، فماذا يمكن أن يقال عن الجمع بين زوجتين؟! أى عذر يمكن أن يقدمه للكنيسة طالب هذا الزواج الأخير لتسمح به بينما زوجته التى ماتزال على قيد الحياة يمكن أن تقيه من الأسباب التى يتعلل بها الضعفاء من المترملين فى طلب الزواج ثانية. ولذلك فإن كلمة digamy أى الزواج الثانى، أخذت – فى هذا الجو العفيف الذى ساد كتاب المسيحية فى تلك العصور – معنى الزواج بعد وفاة الزوجة، وليس الجمع بين زوجتين. إذ لم يكن أحد يتصور إطلاقا، أن تنفذ فكرة تعدد الزوجات polygamy إلى المسيحية المحبة للبتولية والعفة، ولم تثر تلك المشكلة حتى يحاربها كبار كتاب المسيحية فى كتاباتهم.

مثال من الطيور:
1- وتعجب كتاب المسيحية من أن الإنسان الذى خلق على صورة
الله ومثاله (تكوين27:1) لا يستطيع أن يصل إلى مستوى العفة الذى وصلت إليه بعض أنواع الطير!
فقال القديس امبروسيوس " هناك أنواع كثيرة من
الحيواناتوالطيور إذا فقدت أليفها لا تبحث عن آخر، وتقضى وقتها كما لو كانت حياة وحدة". والعلامة اكليمندس الاسكندرى ضرب المثل فى ذلك بالحمام واليمام. وهكذا قال القديس ايرونيموس أيضا " الحمامة واليمامة إذا مات رفيقها لا تأخذ غيره... فنفهم أن الزواج الثانى يرفضه حتى الطيور.
وقال القديس باسيليوس فى قانونه الثالث والأربعين " إذا كان اليمام غير الناطق لا يقعد فى زيجة ثانية، فكيف بالحيوان الناطق".
عقوبة كنسية على المتزوج بعد ترمله:

2- من أجل كل هذا، تأخذ الكنيسة اجراءات حازمة مشددة تجاه من يتزوج ثانية بعد وفاة زوجته الأولى.
أول تلك الإجراءات هو أنها تفرض عقوبة على المتزوج ثانية، بأن تبعده عن الكنيسة وعن تناول الأسرار المقدسة مدة من الزمن، شرحها القديس باسليوس الكبير فى القانون الرابع من رسالته القانونية الأولى. فقال " الذين تزوجوا للمرة الثانية، يوضعون تحت عقوبة كنسية لمدة سنة أو سنتين. والذين تزوجوا للمرة الثالثة لمدة ثلاث سنين أو أربعة. ولكن لنا عادة أن الذى يتزوج للمرة الثالثة يوضع تحت عقوبة لمدة خمس سنوات، ليس بقانون وإنما
بالتقاليد. وأشار إلى هذه العقوبة أيضا فى رسالته القانونية الثالثة فى القانون الثالث والخمسين.
والظاهر أن تلك العقوبة كانت معروفة أولا عن طريق التقاليد ولكن ما لبثنا أن رأيناها مشروعة رسميا فى
المجامع المقدسة التى انعقدت فى القرن الرابع الميلادى.
وهكذا أشار إلى هذه العقوبة القانون الثالث من قوانين مجمع قيسارية الجديدة المنعقد سنة 315م فقال عن أمثال هؤلاء إن "مدة عقوبتهم معروفة " مما يدل على قدم هذه العقوبة فى الكنيسة. ثم استطرد هذا المجمع فى قانونه الثالث " ولكن طريقة معيشتهم وإيمانهم يقصران المدة. أى أن هذا المعاقب على "عدم ضبطه لنفسه"، إذا ما أظهر فى مدة العقوبة تعففا ة نسكا، فإن مدة عقوبته تقل تبعا لذلك. وأخيرا – على حسب ما ورد فى القانون الأول من قوانين مجمع اللاذقية المقدس المنعقد فى القرن الرابع أيضا – " يعطى هؤلاء القربان على سبيل المسامحة " " وذلك بعد مرور زمان قليل من ممارستهم الصلوات والأصوام".
لا بركة اكليل لهذا الزواج بل صلاة استغفار:

3- وقد ورد فى البند الحادى عشر من الباب الرابع والعشرين من كتاب المجموع الصفوى لابن العسال ما يأتى " واما الزيجة الثانية فدون الأولى. ولهذا رسم فى القوانين أن لا يكون لها بركة إكليل بل صلاة استغفار.
فما الذى يحدث إن كان أحد طرفي هذا الزواج بكرا أى بتولا والطرف الآخر أرمل؟ للإجابة على هذا السؤال ورد فى البند 87 من الباب السابق ذكره " وإن كان أحد المتزوجين بكرا، فليبارك وحده. وهذه السنة للرجال والنساء جميعاً".
ولا يحضر القس وليمة هذا الزواج:

4- يقول القانون السابع من قوانين مجمع قيسارية الجديدة:
" لا يجلس
القس فى وليمة زيجة المتزوج ثانيا. وذلك من حيث أن المتزوج ثانيا يجب عليه أن يلتمس التوبة. فما عساه يكون أمر القس الذى بواسطة اتكائه فى الوليمة قد يذعن مرتضيا فى تلك الزيجة". ويعلق العالم هيفيليه Hefele على ذلك القانون بقوله " إن المتزوج ثانيا، المفروض فيه أن يأتى إلى الكاهن ليخبره بعقوبته التى يمارسها. فكيف يقف القس نفسه فى الوليمة كأنه يشترك معه فى الإساءة".
المتزوج ثانية لا يدخل فى شرف الكهنوت:

5- ومن أهم النقط التى تبين نظرة الكنيسة إلى الزواج الثانى من حيث أنه علامة على عدم التعفف، كونها تحرم ممارسه من الدخول فى شرف الكهنوت فى أية درجة من درجاته الثلاث الأساسية:
الأسقفية، و القسيسية، و الشماسية.
وقد ورد هذا الأمر فى رسالة بولس الرسول إلى تيطس (6:2) وفى رسالته الأولى إلى تيموثاوس (12،2:3). حتى الشماس لا يستطيع أن يتزوج ثانية بعد وفاة زوجته، لأن مستوى هذا الزواج الثانى لا يتفق وسمو رتبته
الكهنوتية كشماس. وتنص قوانين الكنيسة على أنه إذا تزوج أحد من رجال الكهنوت بعد وفاة زوجته فإنه يقطع من درجته الكهنوتية.
حتى الذى سبق له هذا الزواج الثانى قبل المعمودية، لا يجوز أيضا أن يصير كاهنا على الرغم من أن
المعمودية تغفر فيها جميع الخطايا السابقة ويولد الإنسان منها ولادة ثانية فى نقاوة تامة وطهر. وفى ذلك يقول القديس باسيليوس إن المسألة ليست مسألة خطية، وإنما مسألة قانون ونظام. " فالذى تزوج ثانية لا يحسب له ذنب، و لكنه غير مؤهل للكهنوت". ويقول فى كتاب آخر " ولكن يجب أن نعرف أنه فى المعمودية تغفر الخطية، ولكن لا يلغى القانون".
حتى التى تخدم أرملة فى الكنيسة: على الرغم من أن وظيفتها ليست خدمة كهنوتية فإنها أيضا لا تقبل إلا إذا كانت أرملة لزوج واحد. فهكذا يأمر بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس (9:5).
الزيجات الأكثر من هذه:

6- فإن كانت هذه هى نظرة الكنيسة إلى من تزوج ثانية بعد وفاة زوجته الأولى؟ فماذا يقال عن نظرتها إلى المتزوج ثالثة بعد وفاة الزوجة الثانية، أو إلى المتزوج رابعة بعد وفاة الزوجة الثالثة.
تقول
الدسقولية " الزيجة الثالثة هى علامة الغواية لمن لم يقدر أن يضبط نفسه. والأكثر من الثالثة هى علامة الزنا الظاهر والنجاسة التى لا تذكر".
ويقول
القديس اغريغوريوس الناطق بالالهيات فى تتابع الزيجات"... الأولى هى شريعة، والثانية تسامح، والثالثة تعد... وكل ما يزيد على ذلك هو شبيه بالخنازير".
ويقول القديس باسيليوس فى قانونه الحادى عشر عمن تزوجوا لثالث مرة " لم يأمر المجمع بأن يبقوا خارجا عن
الكنيسة، بل قالوا أنهم مثل إناء وسخ فى الكنيسة". أما الذين يتزوجون للمرة الرابعة أو الخامسة فقد أمر القديس فى نفس القانون أن "يطردوا خارج مثل الزناة".
خاتمة:

7- وبعد، فإن كانت هذه هى نظرة المسيحية إلى تعدد التزوج – مع الاحتفاظ بزوجة واحدة فى كل مرة – فماذا يمكن أن يكون رأيها فى تعدد الزيجات والجمع بينهن فى وقت واحد.
إن كان الذى توفيت زوجته فتزوج غيرها – وقد تكون فترة الزواج الأول أو الزوجين الأولين قصيرة، والرجل ما يزال شابا، وقد ذاق لونا من الحياة ولم يستطع الامتناع – إن كان هذا تنظر الكنيسة هكذا، ولا تباركه، ولا تحضر وليمته، و تفرض عليه العقوبات الكنسية، وتحرمه من الكهنوت، وتنظر اليه كضعيف، فهل يمكن لديانة تدعو إلى هذه الدرجة من التعفف، أن تسمح بتعدد الزوجات؟! لا يستطع أحد أن يجيب بنعم.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:57 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
31- عفة الزواج المسيحي

غرض الزواج المسيحى فى أصله:

1- الأصل فى الزواج المسيحى هو إنجاب البنين. ولذلك يقول العلامة اثيناغوراس ناظر مدرسة الإسكندرية اللاهوتية فى القرن الثانى " كل واحد منا ينظر إلى زوجته التى تزوجها حسب القوانين التى وضعت بواسطتنا ، وهذه فقط لغرض إنجاب البنين، وكما أن الزارع يلقى بذاره فى الأرض منتظرا المحصول، ولا يلقى فيها أكثر،هكذا معنا...".
ويعلق القديس اوغسطينس على غرض إنجاب البنين فيقول: "إن رابطة الزواج من القوة بحيث – على الرغم من أنها ربطت بقصد إنجاب البنين – إلا أنها لا يمكن أن تُحَل بسبب عدم إنجاب البنين. وليس مصرحا تطليق العاقر. ولا يمكن أن يتزوج شخص أزيد من زوجته الحية".
ويقول العلامة كليمنضس الإسكندرى " الزواج هو أول رابطة بين الرجل و المرأة لإنجاب بنين شرعيين".
2- وهناك غرض آخر ورد فى بدء الخليقة عند خلق حواء وهو قول الله " أصنع له معينا نظيره" (تكوين18:2). وفى هذا يقول القديس أوغسطينوس " ليس الزواج لإنجاب البنين فقط، وإنما أيضا لأجل التكوين الطبيعى للجماعة " "التعاون الاجتماعى" ويستطرد " إن شهوة الجسد تخفف بواسطة المشاعر الأبوية ومشاعر الأمومة".
غرض آخر لأجل الضعفاء:

3- على أن بولس الرسول أضاف غرضا آخر فى رسالته الأولى إلى كورنثوس حيث قال " حسن للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها... لأن التزوج أصلح من التحرق" (9،2،1:7). وهكذا كما قال القديس أوغسطينوس " ليس لإنجاب البنين وإنما لأجل الضعف وعدم ضبط النفس".
وجوب الاعتدال والعفة فى هذا الغرض العرضى:

4- يقول القديس أوغسطينوس "ففى الشئ المصرح به، ينبغى أن يكون هناك اعتدال سواء بالنسبة إلى الرجل أو المرأة، حتى لا تنفجر الشهوة، وتقود إلى غير المصرح به. لذلك فزينة الأزواج هى عفة الإنجاب والإخلاص فى الخضوع لطلبات الجسد". ويعترض القديس على الانغماس فى الشهوة، الأمر الذى يتعارض وقدسية الزواج المسيحى فيقول "كل ما هو مخجل ومنحط مما يفعله المتزوجون ببعضهما البعض، ليس هو عيب الزواج وإنما عيبهما هما". ويقول عن هذا أيضا فى كتاب آخر "فأنتم ترون إذن أن عفة المتزوجين والإخلاص لفراشهما المسيحى هما عطية الله (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولكن عندما تزيد الشهوة الجنسية، وتزيد عن حد المعاشرة الحسية اللازمة لإنجاب البنين، فإن هذا الشر ليس من الزواج وإنما هو عرضى"؟
والقديس أمبروسيوس يعتبر أن عدم العفة فى الزواج هى زنا، إذ يقول " و لهذا فإن بولس الرسول يعلم العفة " الاعتدال " حتى فى الزواج ذاته. لأن الذى ليس هو عفيفا فى زواجه هو نوع من الزناة ويكسر قانون الرسول".
ويقول القديس كيرلس الأورشليمى " فليبتهج أيضا أولئك الذين إذا تزوجوا يستعملون الزواج قانونيا حسب فريضة الله، وليس للشهوة برخصة غير محدودة، الذين يعرفون مناسبات للامتناع ليتفرغوا للصلاة (1كو5:7)، والذين فى اجتماعاتنا فى الكنيسة يحضرون أجسادا نقية كالملابس النظيفة، الذين دخلوا إلى الزواج من أجل إنجاب البنين وليس من أجل الانغماس".
والقديس اغريغوريوس الناطق بالالهيات يقول عن الزواج " أنا أسمح به لأن الزواج مكرم عند الجميع والفراش غير دنس" (الرسالة إلى العبرانيين 4:13). إنه حسن للمعتدلين، ولكن ليس للشرهين، والذين يشتهون أن يعطوا الجسد أكثر من الإكرام الواجب له".
ويقول القديس إبرونيموس: "فإن كان المسيح يحب الكنيسة فى قداسة وعفة و بدون دنس، فليحب الأزواج زوجاتهم فى عفة". " ليعرف كل واحد كيف يقتنى إناءه فى قداسة وكرامة" (1تس4:4). " ليس فى شهوة مثل الأمم الذين لا يعرفون الرب" (1تس7:4).
أيام تمتنع فيها المعاشرة الزوجية:

5-وفى الزواج المسيحى لم تكتف الكنيسة بأن تكون المعاشرات الزوجية فى عفة واعتدال، وفى بعد عن الانغماس فى الشهوة، وإنما حددت فترات للامتناع عن فراش الزوجية بقصد التفرغ للعبادة.
وفى ذلك يقول القديس إيرونيموس " فليتحرروا أولا فترات قصيرة من قيد الزواج ويتفرغوا للصلاة. وعندما يذوقون حلاوة العفة، سيطلبون دوام تلك المتعة الوقتية [متعة البُعد عن المعاشرة]".
وهذا التفرغ للصلاة والصوم ذكره بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى كورنثوس حتى لا يتجرب الزوجان من الشيطان " بسبب عدم تعففهما" (5:7) والاصوام فى المسيحية كثيرة، ولكن بعضها إجبارى على جميع المسيحيين إلا للمرضى ومن كل شاكلتهم ومن أمثلة ذلك صوم الأربعين المقدسة، وصوم أسبوع الآلام " البصخة"، و صوم الأربعاء والجمعة على مدار السنة تقريبا.
وفى ذلك يأمر القديس باسيليوس الكبير فى قانونه الثلاثين قائلا " إنه شئ خارج عن الزيجة أن يلتصق أحد بفراشه فى الأربعين يوما كلها من أولها إلى آخرها. و الويل لمن يفعل هذه الخطية فى البصخة المقدسة...".
وقد ورد عن ذلك فى المجموع الصفوى لابن العسال " الأيام المقدسة التى للصوم لا تدنسها، وأيام حيضها ونفاسها لا تقربها، لئلا تصير زيجتك بما لا يجب".
كذلك تمتنع المعاشرة الزوجية فى أيام التقدم للأسرار المقدسة. ومما يؤيد هذا القانون 13 للقديس تيموثاوس الكبير بطريرك الأسكندرية حيث وجه اليه سؤال فى الامتناع عن المعاشرة الزوجية فأجاب بأنه فى الايام التى تقدم فيها الذبيجة المقدسة... طبعا أى يوم يتقدم فيه أحد الزوجيين إلى السرائر المقدسة. فإن حسبنا كل هذا نجد أنه كثير. ايام الصوم وأيام التقدم للسرائر الإلهية، كما يمتنع عنها كذلك فى أيام حيضها وطمثها ونفاسها.
فإن كانت ديانة تمنع المعاشرة الزوجية فى أيام كثيرة، ليتفرغ الزوجان للعبادة، وعندما يجتمعان تحوطهما بجو من العفة، فهل مثل هذه الديانة يمكن أن تسمح لرجل بأن يتخذ له عددا من النساء فى وقت واحد؟!
إن كانت الزوجة الواحدة ليست معاشرتها مطلقة، فهل يسمح بعديد من الزوجات؟! إن روح الديانة يمنع هذا وليست المسألة شكلية، يبحث فيها عن نصوص، وإن كنا قد أوردنا أيضا نصوصا كثيرة.

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 08:58 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
32- نظرة المسيحية إلى البتولية

ديانة بتولية وزهد:

1-لم نر ديانة فى الوجود تحض على
البتولية، وتدعو إلى حياة الزهد والتعفف مثلما فعلت المسيحية، حتى كان من نتائج ذلك قيام الحركة الرهبانية الواسعة النطاق، التى كانت تشمل فى القرن الرابع الميلادى عشرات الآلاف من الرهبان فى كل من برارى مصر وحدها.
فهل ديانة كهذه تسأل فى يوم ما: هل تعدد الزوجات فيها مباح؟!
إنها ديانة زهد ونسك. ديانة قال فيها الرسول علانية " لا تحبوا العالم و لا الأشياء التى فى العالم".
البتولية كما أسسها المسيح ودعا لها
بولس الرسول:
2- أما البتولية فى المسيحية فقد وطد دعائمها
السيد المسيح ذاته، الذى كان بتولاً، وولد من أم بتول، وعمده وبشر به مهيئا الطريق أمامه نبى بتول هو يوحنا المعمدان، وعهد بأمه إلى رسول بتول هو يوحنا الحبيب. وهذه البتولية شرحها وتكلم عنها بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس الأصحاح السابع حيث قال " حسن للرجل أن لا يمس امرأة " و" أريد أن يكون جميع الناس كما أنا" "أى بتوليين". و"أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا " و"أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة " و" أقول هذا ايها الإخوة الوقت منذ الآن مقصر، لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم " و" أريد أن تكونوا بلا هم، غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف للرب كيف يرضى الرب، وأما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يرضى امرأته " و" من زوج فحسنا يفعل ومن لا يزوج يفعل أحسن" (انظر الآيات 38،32،29،8،7،1- وانظر أيضا 37،26).
فهل يعقل أن ديانة تقول " حسن للرجل أن لا يمس امرأة " ثم تسمح هذه الديانة
بتعدد الزوجات؟!
هل يعقل أن ديانة تريد أن يتفرغ الإنسان من جميع الاهتمامات العالمية ليهتم فى ما للرب، ثم تسمح له بتعدد الزوجات، بينما تقول له " المتزوج يهتم فى ما للعالم كيف يرضى امرأته "؟!
إن كانت امرأة واحدة تجعل الإنسان يهتم فى ما للعالم لكى يرضيها، ولا يستطيع أن ينفذ نصيحة الرسول " أريد أن تكونوا بلا هم فكم بالأولى إن كانت له زوجات عديدات؟!
وهل يعقل ديانة تريد من المتزوجين أنفسهم أن ينزعوا أنفسهم من اهتماماتهم الكثيرة ليتفرغوا للرب، قائلة لهم " ليكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم"، ثم تسمح هذه الديانة لمن له زوجة بأن يتزوج أخرى معها؟!
أمثلة من تمجيد القديسين للبتولية:

3- هذه البتولية تركت أثرها الكبير فى أنفس قادة المسيحية وقديسيها العظام، حتى يندر أن نجد قديسا فى العصور الوسطى لم يكتب عن البتولية ولم يدع إليها. وإن حاولنا أن نورد ولو قلة ضئيلة عما قاله القديسون عن البتولية، وتفضيلها على
الزواج، والدعوة إليها، لضاق بنا المجال. لكننا سنحاول أن نذكر بعض عبارات بسيطة كأمثلة:
قال
القديس أمبروسيوس Saint Ambrose " البتولية أحضرت من السماء ما يمكن تقليده على الأرض ... لا الذين يتزوجون ولا الذين يزوجون يشبهون ملائكة الله فى السماء، لذلك فلا تعجب إذا ما قورن أولئك بالملائكة".
وقال
القديس يوحنا الذهبى الفم " إذا كنتم تريدون الطريق الأسمى والأعظم، فالأفضل ألا يكون لكم علاقة مع أية امرأة كانت".
وقال ترتليانوس " ما أكثر الذين نذروا البتولية من ذات لحظة عمادهم، و أيضا ما أكثر الذين فى الزواج منعوا أنفسهم – بموافقة مشتركة – عن استعمال الزواج " فجعلوا أنفسهم خصيانا من أجل ملكوت السموات" (متى12:19) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).
وقال القديس اثناسيوس الرسولى أشهر
بطاركة الأسكندرية " هناك طريقان فى الحياة يختصان بهذه الأمور: أحدهما أكثر اعتدالا وعادى وأعنى به الزواج. و الثانى ملائكى وليس ما يفوقه، وأعنى به البتولية. والآن إذا ما اختار الإنسان طريق العالم، أعنى الزواج فلا يلام فى الواقع، ولكنه سوف لا ينال أمثال تلك المواهب العظيمة كالآخر". وشرح النقطة الأخيرة بتناول مثل الزرع الجيد (مرقس20:4) فشبه المتزوج بالزرع الذى يعطى ثلاثين والبتول بالذى يعطى مائة".
وقال
القديس جيروم فى رسالته إلى يوستوخيوم " البتولية هى الوضع الطبيعى، و الزواج أتى بعد السقوط". كما قال فى نفس الرسالة إنى أمدح الزواج، ولكن لكى ينجب لى بتوليين.
والقديس جيروم استعمل أيضا نفس تشبيه القديس اثناسيوس فى مثل الزارع، و اعتبر آن المائة لإكليل البتولية، والستين للترمل بعد التزوج، والثلاثين للزواج الواحد العفيف. و" لم يدخل الزواج بعد الترمل فى هذه الدرجات الثلاث التى للعفة " .
على أن هناك سؤالا يمكن أن يسأل وهو " إلا يحدث أن ينتهى العالم إذا نفذت دعوة المسيحية إلى البتولية؟!".
يجيب القديس جيروم عن هذا السؤال فيقول " اطمئن. فالبتولية شئ صعب، و لذلك فهى نادرة لأنها صعبة. أذ لو كان الجميع يستطيعون أن يكونوا بتوليين، ما كان الرب قد قال:... من استطاع آن يقبل فليقبل" (متى12:19). ورد
القديس اغسطينوس على نفس السؤال برد مشابه مستخدما قول السيد المسيح عن البتولية " ليس الجميع يقبلون هذا الكلام بل الذين أعطى لهم" (متى11:19).
السماح للضعفاء، وتعليق:

4- ولذلك فإن بولس الرسول فى دعوته إلى البتولية فى الأمثلة التى أوردناها فى (1 كو 7) سمح بالزواج للذين لا يحتملون. فقال " ولكن إن لم يضبطوا أنفسهم فليتزوجوا، لأن التزوج أصلح من التحرق" (آية 9). و لكن الرسول بولس على الرغم من هذا السماح يقول عن الذين سمح لهم " ولكن مثل هؤلاء يكون لهم ضيق فى الجسد، وأما أنا فإنى اشفق عليكم" (آية 28). " هذا أقوله لخيركم ليس لألقى عليكم وهقا بل لأجل اللياقة..." (آية 35).
ويعلق
العلامة ترتليانوس على هذا بقوله " إن كانت هذه هى فكرته عن الزواج الأول، فكم بالحرى عن الثانى؟!".
خاتمة:

و بعد، إن كانت هذه هى نظرة المسيحية إلى البتولية، ودعوتها إليها فى صراحة تامة ، إلا للذين لا يحتملونها، فهؤلاء لهم عفة الزواج خير من الوقوع فى الخطية. فهل يمكن لديانة كهذه أن تسمح بتعدد الزوجات وهى تنصح بترك التزوج بواحدة فقط؟!

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 09:06 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
33- أقوال آباء الكنسية وعلمائها بخصوص الزوجة الواحدة

"كانت الزوجات الكثيرات للآباء رمزا لكنائس مستقبلة من شعوب كثيرة تخضع لعريس واحد هو المسيح. أما سر الزواج بواحدة فى أيامنا فيشير إلى وحدتنا جميعا فى خضوعنا لله، نحن الذين سنصبح فيما بعد مدينة سمائية واحدة".
[De Bono Conjugali,21] القديس اوغسطينوس
"سر الزواج فى أيامنا حدد برجل واحد لإمرأة واحدة".
[De Bono Conjugali,21] القديس أوغسطينوس

" حتى حينما كان النساء يلدن بنين فى القديم، كان مصرحا بتزوج نساء أخريات للحصول على ذرية أكثر. ولكن هذا الآن بالتأكيد غير شرعى. لأن الاختلاف بين الأزمنة يحدد جواز الشئ أو عدم جوازه".
[Ibid:17] القديس أوغسطينوس
" لا يمكن أن يتزوج شخص بأكثر من زوجته الحية".
[Ibid:17] القديس أوغسطينوس
" لأنه لم يقل إنه صنعهما رجلا واحدا وامرأة واحدة، بل هو أيضاً أعطى وصيته أن رجلا واحد يرتبط بامرأة واحدة".
[Homilies on,st. Mathew: (ch.19)]القديس يوحنا ذهبى الفم

" ولكن سواء عن طريق الخلق أو عن طريق التشريع، أظهر أن رجلا واحد ينبغى أن يعيش مع امرأة واحدة على الدوام ولا ينفصل عنها".
[Homilies on,st. Mathew: (ch.19)]القديس يوحنا ذهبى الفم
" ولو كان هناك مسيحيان كان يمكن أن يكون هناك زوجان أو زوجتان. ولكن إن كان المسيح واحد، الرأس الواحد للكنيسة، فليكن هناك إذن جسد واحد، وليرفض الثانى".
[Oration 38]القديس اغريغوريوس الناطق بالالهيات
" إن خلق الانسان الأول، يعلمنا أن نرفض ما هو أكثر من زيجة واحدة. إذ لم يكن هناك غير آدم واحد وحواء واحدة".
[Letter 123 (To Ageruchia):12] القديس جيروم " ايرونيموس "
" إذا مات واحد من الاثنين المتصلين، فالآخر محالل أن يتزوج فإذا تزوج الواحد من قبل موت الآخر، فهو مدان مداينة الفاسق".
القديس باسيليوس الكبير " قانونه العاشر"
" لا يتزوج واحد وله زوجة. وهذا المثال الواحد يكون لمن ماتت زوجته".
القديس باسيليوس الكبير " قانونه العاشر "
" تعدد الزواج بالنسبة لنا خطية أكثر من الزنا، فليتعرض المذنبون به للقوانين".
القديس باسيليوي الكبير - القانون 80 " من رسالته القانونية الثالثة "
" من بدء الخليقة أعطى الله امرأة واحدة لرجل واحد "
الآباء الرسل [Ethiopian Didascalia XIV\2p. 85]
" من صفات المسيحي... ولا يكون نهما، ولا محباً للعالم، ولا محباً للنساء. بل يتزوج بامرأة واحدة".
القديس ابوليدس " القانون 38من مجموعة قوانينة "
" ولا يتزوج مؤمن بغير مؤمنة، ولا بالثابتة فى الزنا... ولا يجمع بين زوجتين أو أكثر".
البابا كيرلس بن لقلق " رقم 8 فى الزيجات الممنوعة- من قوانينة "
" أفترى من جمع بين امرأتين له توبة إلا بعد ترك الثانية" (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).
ابن العسال " الباب العاشر:72- من المجمع الصفوى
" إن أصل الجنس البشرى يزودنا بفكرة عن وحدة الزواج. فقد وضع الله فى البدء مثالا تحتذيه الأجيال المقبلة، إذ صنع امرأة واحدة للرجل على الرغم من أن المادة لم تكن تنقصه لصنع أخريات، ولا كانت تنقصه القدرة".
[Exhortation to chastity:5] العلامة ترتليان
" من البدء خلق رجلا واحد وامرأة واحدة. ولم يحل الاتحاد بين الجسد والجسد".
الفيلسوف اثيناغوراس " ناظر الاكليريكية فى القرن الثانى "- [Plea of Athenagoras: ch. 33]
" إما أن يبقى الانسان كما ولد. وإما أن يقنع بزواج واحد. لأن الزواج الثانى ما هو إلا زنا".
[Plea of Athenagoras: ch. 33] الفيلسوف أثيناغوراس
"... ولكن حاشا أن تكون مثل هذه الأعمال عند المسيحيين، لأن عندهم يقطن الاعتدال، ويمارس ضبط النفس، وتلاحظ وحدة الزواج، وتحرس العفة... "
القديس ثاوفيلوس الانطاكى - Xv] :[To Autolycus:Book III
والسؤال الآن هو:
هل أخطأ كل هؤلاء : الرسل، والآباء القديسون، والعلماء، والفلاسفة، فى فهم المسيحية فصرَّحوا – فى جهل – بشريعة الزوجة الواحدة؟!
ولسنا فى حاجة إلى جواب.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 09:06 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
34- رأي أساتذة القانون المسلمين: أ) رأي الأستاذ الدكتور أحمد سلامة

أستاذ ورئيس قسم القانون المدنى – كلية الحقوق – جامعة عين شمس - فى كتابه الذى حاز على جائزة الدولة التقديرية سنة 1963.
ذكر الاستاذ الدكتور أحمد سلامة، فى حديثه عن خصائص الزواج فى المسيحية، فى الفقرة "ج" تحت عنوان الزواج علاقة فردية " ص 425 - ص 427، ما يلى:
الزواج علاقة فردية:

ذلك أن الزواج لا يمكن أن ينشأ إلا بين رجل واحد وامرأة واحدة. ومن ثم فلا يجوز لرجل أن يجمع بين أكثر من زوجة فى وقت واحد، ولا يجوز للمرأة أن تجمع أكثر من زوج فى وقت واحد.
وينبنى على ذلك أنه اذا كان من يريد الزواج مرتبطا سلفا برابطة زوجية اخرى ، فإن العلاقة المزمع انشاؤها لا يمكن أن تنشأ باعتبارها زواجا.https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...le-Justice.jpg
وقد ألمعت إلى هذه الخاصة المادة 14 من مجموعة الأقباط الارثوذكس حين قالت " يرتبط به رجل وامرأة". ونصت عليها صراحة المادة 24 من نفس المجموعة، حين قالت "لا يجوز لأحد الزوجين أن يتخذ زوجا ثانيا ما دام الزواج الأول قائما".
كما جعلت المادة 12 من مجموعة السريان الارتباط بزيجة اخرى مانعا من صحة الزواج الثانى. وكذلك المادة الخامسة من مجموعة الأرمن الارثوذكس، والمادة الثالثة من مجموعة الروم الارثوذكس.
وليست بقية الشرائع بأقل وضوحا فى هذا الصدد من شرائع الارثوذكس، فالمادة الثانية من الإرادة الرسولية تنص فى فقرتها الثانية، على أن من خصائص الزواج الجوهرية خاصة الوحدة unite . وكذلك تنص المادة السادسة من قانون الانجيليين على أن الزواج هو اقتران رجل واحد بامرأة واحدة اقترانا شرعيا.
وهذه النصوص كلها تنفق مع المؤكد فى الشريعة المسيحية (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). لأنه اذا كانت هذه الشريعة تقرر أن من يطلق امرأته إلا لعلة الزنا ويتزوج باخرى يزنى عليها، وكذلك من يتزوج فإنه يزنى، فبالأولى أن يكون الجمع بين زوجتين (Polygamie) أو زوجين (Polyandrie) زنا ظاهر. ومبدأ فردية الزواج هو المعمول به فى الشرائع الوضعية فى بلاد الغرب " ثم تعرض الاستاذ الدكتور احمد سلامة إلى الزيجة الثانية فى المسيحية بعد انتهاء الزيجة الأولى بالوفاة أو بالتطليق " فقال:
ويتصل بهذه الخاصة امر الزيجة الثانية أو بعدها عند الارثوذكس. وبطبيعة الحال فإن هذا الأمر لا يعرض ولا يجوز النقاش فيه، إلا اذا كانت الزيجة الأولى قد انتهت. فإن لم تكن، فالحكم فى الزيجة الثانية مقطوع به وهو التحريم، لأننا سنكون بصدد تعدد ممنوع...
" وقد أكد الاستاذ الدكتور احمد سلامة هذا الرأى ذاته فى كتابه " الوجيز فى الأحوال الشخصية للمصريين غير المسلمين".
وهو كتاب نشره سنة 1977 أى بعد 14 سنة من الكتاب المطول، ويحمل نفس الرأى باختصار بنفس العبارات، اذ قال فيه " ص 112":
" وأما أن الزواج علاقة فردية: فلأنه لا يمكن أن ينشأ إلا بين رجل واحد و امرأة واحدة. ومن ثم فلا يجوز لرجل أن يجمع بين أكثر من زوجة فى وقت واحد، ولا يجوز للمرأة أن تجمع أكثر من زوج فى وقت واحد. وينبنى على ذلك أنه اذا كان من يريد الزواج مرتبطا سلفا برابطة زوجية أخرى، فإن العلاقة المزمع انشاؤها لا يمكن أن تنشأ باعتبارها زواجا"...

Mary Naeem 06 - 07 - 2012 09:07 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
35- رأي أساتذة القانون المسلمين: ب) رأي الأستاذ الدكتور توفيق حسن فرج

الأستاذ الدكتور توفيق حسن فرج هو استاذ كرسي القانون المدني - بكلية الحقيق- جامعة الأسكندرية في كتابه احكام الأحوال الشخصية لغير المسلمين من المصريين":
في حديث الاستاذ الدكتور توفيق حسن فرج عن "مميزات
الزواج الجوهرية" في المسيحية (ص 348 إلى ص 351) قال:
ومن أغراض الزواج السابقة، تبرز لنا مميزاته الجوهرية التى هي الوحدة، وعدم القابلية للانحلال. وتكتسب هاتان الخاصيتان ثبوتاً Fermete خصوصيا
https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...___Bible-1.jpgفي الزواج المسيحي لكونه سرا (المادة 2/3 من الإرادة الرسولية - المادة 1013 من القانون الكنسي الغربي).
فالوحدة في ألزواج L'unite تعتبر من المبادىء التي تمسكت بها المسيحية من أول عهدها. إذ لا يجوز للمسيحي أن يتخذ أكثر من زوجة واحدة في وقت واحد. كما أنه ليس للمرأة الواحدة التزوج بأكثر من رجل واحد في الوقت نفسه.
فزواج الرجل الواحد بعدة نساء La Polygamie لا يحقق أغراض الزواج، إذ لا يجد هذا العدد من النساء لدى الرجل الواحد المساعدة التى تعتبر حقا لهن، إلا بصعوبة. كما أن في زواج المرأة الواحدة بعدة رجال la Polyandrie يتعارض هو للآخر مع الهدف الأول من الزواج...
وقاعدة الوحدة في الزواج المسيحي لا تحتمل أي استثناء.
وقد جاء في رسالة الرسول بولس الأولى إلى أهل كورنثوس "ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة بعلها" (1كو 7: 2). كما جاء في الإنجيل "إن الذى خلق من البدء، خلقهما ذكراً وأنثى.. من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته، ويكون الاثنان جسداً واحداً. إذن ليسا بعد اثنين، بل جسد واحد" (متى 19: 4..).
ويبين من نصوص الكتاب المقدس في هذا الصدد، أن
الله حين خلق منذ البدء، لم يخلق ثلاثة أو أكثر، بل خلق اثنين فقط. كما أن النص صريح بقوله "ويلتصق الرجل بامرأته ولم يقل يلتصق بنسائه. وفي هذا ما يدل على أن تعدد الزوجات غير موجود منذ بدء الخليقة. ومن كل هذا يبين المسيح أن الله نظم الزواج بحيث يكون ارتباطا بين اثنين فقط، لا أكثر من اثنين (انظر De Smet ص 245-246، وإشارته إلى ما قاله إنوسينت الثالث Innocent III بشأن ما جاء في مجمع ترنت Trente في هذا الصدد.
يدلل الفقهاء المسيحيون على أن الوحدة من خصائص الزواج المسيحي عن طريق آخر. ذلك أن الإنجيل قد نصَّ على أن من طلَّق امرأته إلا بسبب
الزنا وتزوج بأخرى يزني. كما أنه إن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزني (متى 19: 9؛ مر 10: 11، 12) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فهذه النصوص تصرح أنه إذا كان للرجل زوجة وطلقها ثم أخذ أخرى فإنه يرتكب زنا، وكذلك المرأة التي تتزوج بآخر بعد أن تطلق زوجها. ولهذا يكون الزواج الثاني باطلاً، طالما بقي الزواج الأول... يضاف إلى ما سبق أن قرارات المجامع الكنسية المتعددة نادَت بنفس هذا المذهب وهو وحدة الزواج المسيحي.
وقد نصت على مبدأ وحدة الزواج فى الشريعة المسيحية، المادة 24 من مجموعة 1955
للأقباط الارثوذكس، فقررت أنه "لا يجوز للأحد الزوجين أن يتخذ زواجاً ثانياً مادام الزواج قائماً". فالزواج الأول بين الزوجين، يعتبر مانعا من زواج أخر.
(انظر كذلك المادة 25 من مجموعة 1938 للأقباط. وهذا هو ما نصَّت عليه المسألة 13 من الخلاصة القانونية للأيغومانوس فلتاؤوس، إذ قضت بأنه لا يجوز للمسيحي أن يتخذ سوى امرأة واحدة في الحال لا أكثر، وإن توفيت او افترقت عنه شرعا له أن يتفزج باخرى". وانظر ايضاً ما جاء في شرح الخلاصة ألقانونية لجرجس فلتاوؤس عوض، في هامش ص 30 (طبعة 1913). ويقول
ابن العسال في كتاب القوانين (سنة 1927 ص 191) "وأما الجمع بين زوجتين أو أكثر، فلا يجوز لأنه زنا ظاهر مستمر"، وانظر كذلك ص 205-206).
وقد نصَّت المادة الثانية "فقرة 2" من الارادة الرسولية للكاثوليك على أنه من مميزات الزواج الجوهرية: الوحدة وعدم القابلية للانحلال.
"وهنا أورد الاستاذ الدكتور توفيق حسن فرج في الحاشية (3) ص 350 على أنه قد نصت المادة 26 من القواعد التى اوردها فيليب جلاد بالنسبة إلى
الطوائف الكاثوليكية على أن "وحدة الزواج قائمة بان يقترن الرجل الواحد بامرأة لا أكثر حسب الشريعة الانجيلية واستعمال الكنيسة الدائم". وتبيح المادة 27 للحي من الزوجين التزوج بعد موت الآخر".
واستطرد المؤلف في نفس ص 350 بقوله عن وحدة الزواج: وهذا ما نصحت عليه كذلك المادة السادسة من قانون اللأحوال الشخصية
للطائفة الانجيلية، فقررت أن "الزواج هو اقتران رجل واحد بامرأة واحدة اقتراناً شرعيا مدة حياة الزوجين".
ويختتم للأستاذ الدكتور توفيق حسن فرج بحثه هذا بقوله:
وخلاصة القول إن
نظام الزوجة الواحدة أو الزواج الواحد (e régime monogamique) هو النظام الوحيد الذى يحقق للزواج اهدافه كاملة، ويقيم بين الزوجين تضامنا تاماً ومساواة أساسية، للمرأة الحق فيها للرجل سواء بسواء. وهو النظام الذى يمكن فى ظله أن يكون فيه الزوجان أسرة حقيقية تركز فيها حياتهما.
ويتعرض الاستاذ المؤلف لوحدة الزواج أيضا في الفصل الخاص
بموانع الزواج "ثالثاً: مانع الزواج السابق" (انظر المادة 5 من القواعد الخاصة بالأرمن الأرثوذكس. وكذلك المادة 12 "أولاً" من مجموعة السريان الأرثوذكس)، فيقول:
يتمثل هذا المانع فى عدم إمكان ابرام زواج ثان طالما بقى الزواج الأول قائما. وهو من الموانع التى أقرتها الكنيسة فى الشرق والغرب منذ البداية، لأنه من التعاليم الالهية التى تحرم تعدد الازواج...
فطالما بقى الزواج الأول قائما، حرم على أى من الزوجين عقد زواج جديد مع شخص آخر، وإلا كان زواجه الثاني باطلاً.
إذن هناك مانع يمنعه من الزواج الثاني، وهو قيام الزواج الأول. فالمانع فى هذه الحالة يقوم على خاصتين من خصائص الزواج، وهما للوحدة وعدم قابلية الرابطة الزوجية للأنحلال. ولا خلاف بين
المذاهب المسيحية جميعها فى ذلك.
ولكى يوجد هذا المانع، يتعين أن يكون الزواج السابق صحيحا قائما. ويكفى أن يوجد عقد صحيح، حتى ولو لم تحصل معاشرة بين الزوجين. فالعبرة بتمام العقد الصحيح ولو لم يكن الزواج قد اكتمل بالدخول والمعاشرة الجنسية.
وعلى هذا فطالما لم يثبت أن الزواج السابق وقع باطلا، أو انه انحل لسبب من الاسباب، يعتبر الزواج الجديد باطلا لقيام المانع (انظر المادة 24 من مجموعة 1955، 25 من مجموعة 1938 للأقباط الارثوذكس، حيث ينص على أنه "لا يجوز لأحد الزوجين أن يتخذ زواجاً ثانياً مادام الزواج قائماً". وانظر ايضا المادة 2 "أ" من قواعد الروم الأرثوذكس، والمادة 5 من قواعد الأرمن ألارثوذكس، والمادة 12 "أولاً" للسريان، الماد ة 6 بالنسبة للأنجيليين... وتقضي المادة 59 من الإرادة الرسولية بالنسبة للطوائف الكاثوليكية عامة "1-إن مَنْ كان مقيدا بوثاق زواج سابق -ولو غير مكتمل- يحاول باطلأ عقد الزواج، هذا مع مراعاة امتياز الإيمان. وانظر كذلك المادة 99 من القواعد الخاصة بالكاثوليك لفيليب جلاد، السابق،
ج 5 ص 380). وعند السريان الأرثوذكس تعتبر الخطبة السابقة مانعاً من الموانع للمبطلة لعقد الزواج والخطبة. إذ تنص المادة 12 على أن الموانع الشرعية في الخطبة والزواج هى "أولا" ألا يكون أحد الخطيبين مخطوباً لآخر أو مرتبطا بزيجة أخرى.
ولابد أن يثبت بطلان الزواج الأول أو انحلاله على وجه يقينى وبطريق قانوني، سواء كان ذلك عن طريق حكم قضائى أو بدليل قطعى آخر، وذلك على الاقل فى حالة الشك، كشهادة الوفاة مثلاً. وقد جاءت المادة 59 من الإرادة الرسولية للكاثوليك، فى فقرتها الثانية، مقررة لهذا المعنى السابق، إذ نصَّت على أنه "وإن كان الزواج السابق باطلا، أو انحل لأى سبب كان، فلا يجوز عقد زواج آخر، قبل أن يثبت يقينا وعلى وجه شرعى، أن الزواج السابق باطل أو انحل" (انظر أيضاً المادة 189 من القانون المدني الفرنسي).
ويدق الأمر في حالة غيبة أحد الزوجين. والغيبة فى ذاتها لا تعتبر سببا كافيا لإبرام زواج جديد، بل لابد من تحقق موت الغائب وإثبات ذلك على وجه يقيني (وقد أورد فيليب جلاّد [ج5 ص 381] في صدد القواعد الخاصة بالكاثوليك في حكم الغيبة، فقرر أن "غيبة أحد الزوجين -وإن طالَت- ليست بحجة كافية للتزوج بآخر، بل لابد من تحقيق موت الغائب")..
وأما بالنسبة للمذاهب المسيحية التى تبيح التطليق للغيبة، فلابد في هذه الحالة من صدور حكم من القضاء بذلك وبتطليق الحاضر من الزوجين. فإذا ما قضي له بذلك اصبح فى حِل من أن يتزوج من جديد.


Mary Naeem 06 - 07 - 2012 09:07 PM

رد: الزواج فى العقيدة المسيحية
 
البابا شنودة الثالث
36- رأي أساتذة القانون المسلمين: ج) رأي الأستاذ الدكتور جميل الشرقاوي


الأستاذ الدكتور جميل الشرقاوى - الاستاذ بكلية الحقوق - جامعة القاهرة - "فى كتابه الاحوال الشخصية لغير المسلمين - الوطنيين والاجانب"
تعرض الاستاذ الدكتور الشرقاوى لهذا الموضوع تحت عنوان "تعريف الزواج وخصائصه". فذكر فى صفحة 89: "كما يتصل بقداسة الزواج فى المسيحية، وباعتباره سراً إلهياً، ما استقر لدى المسيحيين من القول بمبدأ واحدية الزواج، أي اقتصار الرجل فى الزواج على امرأة واحدة، على خلاف ما كان معروفاً من إباحة التعدد في اليهودية".
"وتؤيد هذه الواحدية نصوص عديدة فى الكتب الدينية الأولى، كما تقررها نصوص المجموعات الحديثة التى تمنع التعدد "المادة 25 من
https://st-takla.org/Pix/Christian-Sy...Dove-Light.jpgمجموعة سنة 1938 و24 من مجموعة 1955".
وذكر د. الشرقاوى فى الحاشية "2" على هذا ألرأى: "انظر إشارة الى هذه النصوص فى حلمى بطرس ص100، وتوفيق فرج فقرة 97 ص346. وانظر قول ابن العسال فى المجموع الصفوى: "وأما الجمع بين زوجتين أو كثر فلا يجوز، للأنه زنا ظاهر مستمر" "رقم 13 ص223".
وفى حديث الاستاذ الدكتور الشرقاوى عن الزواج في شريعة الكاثوليك، عرض للمادة الثانية من "الإرادة الرسولية" فقال في صفحة 91: "ويربط نص المادة الثانية "بند 2" ببن اعتبار الزواج سرا، وبين عدم قابليته للانحلأل بالطلأق، وواحديته: أى عدم جواز جمع الرجل بين زوجتين".
وفى حديثه عن الزواج في شريعة البروتستنت (ص91) فقال: "تعرف المادة 9 من قانون الأحوال الشخصية للانجيليين الوطنيين الزواج بأنه: اقتران رجل واحد بامرأة واحدة اقتراناً شرعيا مدة حياة الزوجين" (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).
وفى ص 252 اشار الى احوال البطلان المطلق للزواج، عند الاقباط الارثوذكس، ومنها: "إذا كان أحد الزوجين مرتبطا بزوجية قائمة "المادة 25/24". وقال فى ص255: "والزواج الذى يعقد مع الارتباط بزوجية قائمة، تجعله النصوص زواجا باطلاً بطلانا مطلقا"..
وفى سرده لأحوال البطلان فى شريعة الكاثوليك (ص259-260)، ذكر من بينها "والزواج الذى يعقد مع الأرتباط بزوجية قائمة" (المادة 59).
وفى حديثه عن بطلان الزواج في شريعة البروتستانت (ص261)، قال: "وعلى ذلك فالزواج يكون باطلا في شريعة الانجيليين، إذا تم مع الارتباط بزوجية قائمة - المادة 6".






الساعة الآن 03:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025