![]() |
مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
تأملات فى قصة المولود أعمى http://www14.0zz0.com/2011/04/08/13/453928906.gif أحد المولود أعمى حقا أن قصة هذا الإنسان تثير الإعجاب و الدهشة.. أولا: عندما رآه السيد المسيح وكان معه تلاميذه "سأله التلاميذ يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى" ( يو 9 : 2 ) كنا ننتظر أن يتسرع الأعمى ليدافع عن نفسه ويقول لهم ليس لكم شأن من المخطئ لكن لم ينطق بكلمة حتى دافع عنه السيد المسيح وقال لا هذا أخطأ و لا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه وفى ذلك كان يحقق قول الكتاب "الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون" ثانيا: طلب منه السيد المسيح أشياء غير طبيعية ويستحيل على العقل البشري أن يقبلها..في البداية وضع طينا وطلى عيني الأعمى فالعقل يعرف أن الطين لو وضع في عين سليمة يضرها لكن الأعمى لم يتذمر.. وبعد ذلك قال له اذهب وأغتسل في بركة سلوام وهذا المكان يبعد 6 ك عن المكان الذي تقابل فيه السيد المسيح مع الأعمى فكيف يسير وهو أعمى ووجهه ملطخ بالطين كل هذه المسافة وكان من الممكن أن يعتبر ذلك إهانة وذل له لكنه قبل ذلك بتسليم كامل لشخص لم يكن يعلم بعد أنه المسيح. ثالثا: تخيلوا معي إنسان محروم منذ ولادته من رؤية الدنيا و الأشجار و الطبيعة والناس و....عندما يشفى ما هو المتوقع أن يفعله بعد شفاؤه مباشرة ؟ فأي شخص في مكانه كان يتمتع بالحياة أسبوع أو أسبوعين وبعد ذلك يفكر في الذي شفاه وقد لا يفكر لكن هذا الرجل أول ما فعله أنه ذهب ليشكر السيد المسيح.. رابعا: وعندما تحير الجيران في أمره وكانوا يتشاورون هل هذا هو الأعمى الذي كان يستعطي كان من الممكن أن يتهرب من سمعة لصقت به كل حياته أنه كان يأخذ صدقة لكنه كان لديه جرأة ولم ينكر ذلك وعندما امسكوه اليهود ليشترك معهم في إدانة السيد المسيح لم يقبل وقال لهم أهو خاطئ لست أعلم لكن أعلم أني كنت أعمى والآن أبصر ونحن نعلم أن الله لا يسمع للخطاة أي أن ذلك الشخص بار لذلك تجرى على يديه المعجزات .. قال ذلك مع أنه كان يعلم أن من يشهد للمسيح يطردونه من المدينة لكنه شهد بالحق دون خوف من اليهود عكس ما فعله أبواه إذ خافا أن يشهدا أن ابنهم كان أعمى والآن يبصر.. وأخيرا تقابل مع السيد المسيح وسجد له وآمن به ويقول التاريخ أن هذا المولود أعمى صار أسقفا ثم شهيدا على اسم المسيح |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
معلومات عن المولود اعمى http://www.rosaryqatar.com/rm/articl.../blind_man.jpg + احد المولود اعمى هو الاحد السادس من احاد الصوم الكبير + يسمى ايضا احد التناصير حيث كان يتعمد فيه كثيرين من غير المؤمنين + معجزة جبارة صنعها رب المجد يسوع تظهر قدرته على الخلق + معجزة شفاء المولود اعمى هى قصة انسان اعمى منذ ولادته قابله السيد المسيح وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عين الاعمى وقال له : أذهب وأغتسل فى بركة سلوام الذى تفسيره مرسل فمضى واغتسل واتى بصيرا + الجيران الذين كانوا يرونه قبلا انه كان اعمى ويجلس ويستعطى لما سألوا عنه انه هو اجابهم المولود اعمى وقال لهم : انى انا هو .فقالوا له كيف انفتحت عيناك ؟ فأجاب وقال : انسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عينى وقال لى اذهب الى بركة سلوام وأغتسل فمضيت واغتسلت فأبصرت " + فأتوا الى الفريسيين بالذى قبلا كان أعمى وكان سبت حين صنع يسوع المعجزة وفتح عينيه فسأله الفريسييون أيضا كيف أبصر فقال لهم المولود اعمى : يسوع وضع طينا على عينى واغتسلت ، فأنا ابصر فقالوا للاعمى :ماذا تقول انت عن يسوع فقال : انه نبى + لم يصدق اليهود عنه انه كان أعمى فأبصر حتى دعوا أبوى الذى أبصر فسألوهما قائلين أهذا ابنكما الذى تقولان انه ولد أعمى فكيف يبصر الان ؟ اجابهم ابواه وقالا : نعلم ان هذا ابننا وانه ولد أعمى وأما كيف يبصر الان فلا نعلم أو من فتح عينيه فلا نعلم . هو كامل السن أسالوه هو يتكلم عن نفسه .قال هذا أبواه لأنهما كان يخافان من اليهود. + فدعوا ثانية الانسان الذى كان اعمى فقال : انما اعلم شيئا واحدا انى كنت اعمى والان ابصر ، منذ الدهر لم يسمع ان احدا فتح عينى مولودا اعمى لو لم يكن هذا من الله لم يقدر ان يفعل شيئا + بعد ان اخرجوه خارجا وجده يسوع وقال له :اتؤمن بأبن الله اجاب ذاك وقال : من هو يا سيد لأؤمن به ؟ فقال له يسوع قد رأيته والذى يتكلم معك هو هو فقال اؤمن يا سيد ، وسجد له . تلك هى معجزة شفاء المولود اعمى . وسوف نتأمل ثلاثة تأملات : أولا : تأمل طقسي ثانيا : تأمل لاهوتى ثالثا : تأمل روحى يتبع ،،،،،،، |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
http://www6.0zz0.com/2012/03/26/08/237963051.jpg أولا تأمل طقسي : (1) يسمى احد التناصير لأن المولود اعمى برئ بعد اغتساله فى الماء وهو رمز المعمودية وايضا كان غير المؤمنين يدرسون الكتاب المقدس ويصومون الصوم الكبير ثم يتعمدوا فى احد التناصير ويحتفلوا بالقيامة كمسيحيين (2) أحد المولود اعمى وهو الاحد السادس من احاد الصوم الكبير . (3) احاد الصوم الكبير هى : 1- أحد الكنور (مت 6 : 19 -21) 2-أحد التجربة عل الجبل (مت 4 : 1 - 11 ) ، (لو 4 :1-13 ) 3- أحد الابن الضال (لو 15 :11 -32 ) 4- أحد السامرية (يو 4 :1 -42) 5- أحد المخلع (يو 5 : 1 -15 ) 6- أحد المولود أعمى (يو 9 :1-41 ) 7- أحد الشعانين (مت 21 : 1-17)، (مر 11 : 1-10 ) (4)صنع السيد المسيح له المجد هذه المعجزة الكبيرة يوم سبت وايضا صنع معجزات اخرى يوم سبت أيضا مثل : 1- معجزة شفاء ذو اليد اليابسة (مر 3 :2) 2- معجزة شفاء المخلع على بركة بيت حسدا ( يو 5 :1-18 ) 3- معجزة شفاء المرأة التى بها روح ضعف (لو 13 : 14 ) 4- معجزة شفاء الرجل ذو الاستسقاء (لو 14 : 1&2 ) (5) عن السبت قال السيد المسيح له كل المجد : 1- السبت انما جعل لأجل الانسان لا الانسان لأجل السبت اذا ابن الانسان هو رب السبت ايضا (مر 2 : 28 ) 2- قال من منكم يسقط حماره او ثوره فى بئر ولا ينشله حالا فى يوم سبت ( لو 14: 5 ) 3-فقال لهم اى انسان منكم يكون له خروف واحد فان سقط هذا فى السبت فى حفره فأما يمسكه ويقيمه فالأنسان هو افضل من الخروف اذا يحل فعل الخير فى السبوت (مت 12 : 11 ). (6) كان ذلك فى يوم السبت لاعلان ان يوم الرب فى العهد الجديد هو يوم الأحد ولذلك نجد ادله على يوم الرب الجديد منها : 1- دخل المسيح اورشليم كملك يوم أحد الشعانين 2- قام السيد المسيح من بين الاموات فجر الأحد 3- ظهر السيد المسيح للتلاميذ بعد القيامة بدون توما يوم الاحد 4- ظهر السيد المسيح للتلاميذ ومعهم توما يوم الأحد 5- أسس السيد المسيح سر الكهنوت يوم الأحد فى ظهورة الاول بعد القيامة قائلا "اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن امسكتم خطاياه أمسكت " (يو 20 : 23 ) 6- فى يوم الخمسين بعد القيامة حل الروح القدس على التلاميذ يوم الأحد 7- قدس الرسل يوم الأحد بالصلاة والعبادة وجمع الصدقات ( أع 20 :7 ) ، (1 كو 16 :2 ) يتبع ،،،،، |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
https://hdchristianimages.files.word.../2012/04/9.jpg ثانيا : تأمل لاهوتى (1)معجزة شفاء المولود أعمى هى احدى معجزات الخلق التى صنعها يسوع وايضا صنع معجزات خلق اخرى مثل : 1- معجزة تحويل الماء الى خمر فى عرس قانا الجليل 2- معجزة أسبع الجموع من خمس خبزات وسمكتين وفضل عنهم اثنى عشرة قفه مملؤة خبزا (2) معجزة شفاء المولود أعمى السيد المسيح فيها قال عن نفسه قبل صنع المعجزة "مادمت فى العالم فأنا نور العالم " (يو 9 :5 ) ولم يحدث فى تاريخ البشرية ان انسانا قال عن نفسه أنا نور العالم ومن يستطيع ان يكون نورا للعالم كله الا الله . اذن هذه الايه هى اعلان من السيد المسيح عن الوهيته (3) فى هذه المعجزة السيد المسيح " تفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عين الاعمى وقال له اذهب واغتسل فى بركة سلوام الذى تفسيره مرسل فمضى واغتسل وأتى بصيرا " (يو 9 :6 ،7 ) ونجد فيما فعله يسوع عده تأملات : 1- السيد المسيح له المجد تفل على الارض وصنع من التفل طينا وخلق عينين بهما حياة وتعملات بكامل وظائفهم الحيوية ذلك مثل الرب حينما خلق ابينا ادم "وجبل الرب الاله أدم ترابا من الارض ، ونفخ فى انفه نسمة حياه فصار ادم نفسا حية " ( تك 1 :7 ) اذا المسيح استعمل نفس المادة التى خلق بها الله ادم فصار ادم نفسا حية كذلك السيد المسيح تفل على الارض وصنع من التفل طينا لكى ما يعطى من نفسه حياة لهذا الطين الذى خلق به عينين بهما حياة وتعملان بكامل وظائفهم الحيوية مثل بقية اجزاء واعضاء جسم المولود أعمى . 2-السيد المسيح له المجد حينما اختار تراب الارض ليصنع به عينى المولود اعمى ولم يختار مثلا دقيقا ويصنع به عجينا معقما ليخلق عينين انما ليثبت الوهيته فى انه قادر على الخلق تماما مثل الله الذى خلق ابينا ادم من تراب الارض يتبع |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
https://www.linga.org/newsimages/ima...923_22002_.jpg ثالثا تأمل روحى : (1) قصة احاد الصوم الكبير هى قصة توبة الخاطئ ورجوعه الى الله وكيف ان الله يبحث عن الخطاة ويفرح برجوعهم الهيه ولهذا نجد ان : 1- الاحد الاول : احد الكنوز (مت 6 : 19 -21 ) فيرفع نظرنا فى البحث عن الكنز الارضى الى البحث عن الكنز السماوى " بل اكنزوا لكم كنوزا فى السماء " (مت 6 : 20 ) 2- الاحد الثانى : أحد التجربة على الجبل ( مت 4 : 1-11 ) ، ( لو 4: 1-13 ) توضح ان الشيطان يتربص بالأنسان ويحاول اسقاطه فى الخطية . 3- الأحد الثالث : أحد الابن الضال ( لو 15 : 11- 32 ) هى قصة الابن الشاطر الذى قام من الخطية مسرعا وعاد الى ابوه السماوى وقال له " اخطأت الى السماء وقدامك " ( لو 15 :21) 4- الاحد الرابع : أحد السامرية ( يو 4 : 1-42 ) المسيح يذهب لمقابلة الخاطئ لكى يعود الى الله ويقدم توبة مثلما فعل مع المرأة السامرية . 5- الأحد الخامس : أحد المخلع (يو 5 :1-15 ) اذا كانت الخطية قد اقعدت الانسان ، المسيح قادر ان يقيمه من الخطية مثلما شف الرجل المخلع والذى كان عند بركة بيت حسدا لمدة 38 سنة 6- الاحد السادس : احد المولود اعمى ( يو 9 : 1-41 ) اذا كانت الخطية قد اصابت الانسان بالعمى لا يرى طريق الله فان السيد المسيح قادر ان يقيم الانسان ويشفيه من العمى لكى يعود الى طريق الله الذى قال عنه "انا هو الطريق والحق والحياة " 7- الاحد السابع :احد الشعانين السيد المسيح دخل اورشليم كملك وقد تعنى اورشليم قلب الانسان والانسان الذى يقدم توبة صادقة الرب قادر ان يملك على قلب الانسان كملك ويعطيه البصيرة الروحية (2) الصوم هو الذى يعطى الانسان القدرة على ان يقاوم الخطية ويقوم من سقطته وهى الفائدة الاساسية من الصوم فكما ان الانسان بالصوم يقاوم شهوة الطعام هكذا بالصوم يكون للانسان القوة على مقاومة الخطية (3) لهذا عرف الاباء الروحيون فائدة الصوم ومعه الصلاة ووسائط النعمة ولن يستطع الانسان ان يصل الى القداسة او ان ينمو فى الحياة الروحيه بدون حياة الصوم والصلاة (4) ما اجمل قسمة الصوم الكبير التى تقول : علمان ان الصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطين اذا قال ان هذا الجنس لا يخرج بشئ الا بالصلاة والصوم وفى ختام القسمة : ونحن ايضا فلنصم عن كل شر بطهارة وبر (5) أرجو من كل اب ومن كل ام ان يجعلوا اولادهم يصومون ويأخذوا بركة الصوم لكى يستطيعوا ان يقاوموا الخطية حينما يكبرون (6) تدريب : قراءة الاصحاحات 9،10،11 فى انجيل معلمنا يوحنا البشير يتبع |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
أعمى يرى نور يسوع الشماس سمير كاكوز http://www.abouna.org/sites/default/.../image/207.png يذكر يوحنا في الاصحاح 9 ان يسوع شفى رجلا اعمى منذ ولادته. يسوع قال للعمى اذهب واغتسل في بركة سلوام معناها الرسول او المرسل. الاعمى أبصر في الحال بعد ان غسل وجهه بماء البركة. كيف جعل يسوع هذا الاعمى يبصر عندما تفل على الارض وصنع طيناً ووضعه على عيني الاعمى؟. هذا الشفاء وهذه المعجزة حصلت يوم السبت، الراحة الاسبوعية للشعب اليهودي. كان القانون اليهودي يمنع الاعتناء بالمرضى يوم السبت الا في الحالات الضرورية. كما ورد ايضا في يوحنا المسيح شفى مقعدا يوم السبت الاصحاح 5/ 9، وقال له احمل فراشك وامشي. الرجل الاعمى بعدما أبصر ترك مكانه، واكيد لم يذهب الى اهله واصدقائه، بل الى السوق فورا ليرى الاشياء التي لم يراها منذ ولادته. في هذا الاثناء الجيران او بعض من معارفه رأه مبصر العينين وقالوا في انفسهم وانهم قبلا شاهدوه شحاذا وكان يقعد ويستعطي انه ولد اعمى فكيف الان يبصر. فلم يصدقوا انه هو لكن اخرون قالوا انه هو نفسه الشحاذ الذي كان يقعد ويستعطي، واخرون قالوا لا انه احد من الاشخاص يشبه. لكن الرجل الذي أبصر قال لهم انا هو ولم ينكر الحقيقة. هنا حدث انشقاق بين الناس حول الرجل الاعمى الذي شفاه يسوع. من هنا بدأت الاسئلة تدور فيما بينهم كيف انفتحت عيناك. الرجل وبكل شجاعة لم يخاف من هؤلاء واجابهم رجلا اسمه يسوع صنع طينا ووضعه على عيني وقال لي اذهب واغتسل في بركة سلوام فذهبت واغتسلت فابصرت. هؤلاء سالوه اين هو الشخص الذي شفلك. اجاب لا اعلم اين ذهب، بمعنى ان هؤلاء لم يصدقوا انه كان اعمى والان يبصر. ويا لقساوة قلوب الناس انهم يشاهدون العجائب ولم يؤمنوا بيسوع. وكثير منا مثل هؤلاء الناس حتى ان راينا معجزات لا نؤمن بها. السبب هو ان الخطئية جاثما على قلبنا على روحنا على فكرنا فاذن ان لا نكون مثل هؤلاء الذين لا يصدقون بكلام الله واعماله ومعجزاته. لنتذكر كلام الرب يسوع للتلميذ توما وقال له ألانك رأتيني أمنت؟ طوبى للذين يؤمنون ولم يروا (يوحنا 20 29). نذكر شيء اخر وهو ان كلمة اعمى ترد 12 مرة في الاصحاح التاسع. هذا ما معناه انه ننتقل من عمى الرجل الى عمى الفريسيين. لم يصدقوا الشحاذ الذي ابصر ذهبا به الى جماعة الفريسيين واتوا به امامهم. الفريسين سالوأ الاعمى الذي ابصر كيف انفتحت عيناك اجابهم وضع طينا على عيني ثم اغتسلت والان ابصر. هنا الاعمى لم يذكر اسم يسوع احتمال اخرون قالوا للفريسيين ان يسوع هو الذي شفاه فرد عليه الفريسيين ان هذا الرجل ليس من الله واما الواقفون في الجلسة وقسم منهم قالوا كيف لرجل خاطئ يقدر ان يعمل مثل هذه الايات فحدث انشقاق وخلاف بينهم فرجعوا الى الرجل الذي ابصر وانت ماذا تقول عنه ما هو رايك فيه اجابهم الذي ابصر انه نبي. فهنا يعترف للمرة الاولى بان يسوع هو رجل الله وله كل السلطان ويفوق الطاقات البشرية وان يسوع يعمل باسم الله. وكما قالت المراة السامرية في يوحنا الاصحاح 4/ 19 أرى انك نبي يا سيدي، وبمعنى اخر ان يسوع هو رجل الله. وان فتح عيني اعمى لا يمكن ان يفعله اي انسان ان لم يكن معه الله. مرة اخرى الفريسيين لم يصدقوه انه كان اعمى وهو الان يبصر فارسلوا الى والديه ان ياتيا امامهم للسؤال عن ابنهم الذي ولد اعمى. الوالدان اتيأ وسالوهم الفريسيين هل هذا ابنكم كما تقولون للناس انه ولد اعمى فكيف يبصر الان. اجابهم الوالدان ان ابننا هذا ولد اعمى. كيف يبصر ومن فتح عينيه لا نعلم ولا نعرف اي شيء عن هذا الموضوع. هنا الوالدان لم يقفا بجانب ابنهم بل خافا من الفريسيين من ان يطردوهم من المجمع ان اعترفا بيسوع. اليهود اصدروا قرار بان كل من يعترف بيسوع يطرد من المجمع وعليه انكر الوالدان ولم يعترفا بيسوع امام الفريسيين، فقالا: لا ندري من فتح عينيه، اسالوه انه مكتمل وبالغ السن. اكيد الرجل الاعمى كان حاضرا في هذه الجلسة، لكن يوحنا لا يذكر ان الاعمى الذي ابصر كان حاضر ام لا. الفريسيون دعوا الاعمى مرة ثانية ليسألوه عن كيفية انفتاح عيناه، فقالوا له: مجّد الله او احلف اليمين، نحن نعلم ان هذا الرجل خاطئ. فردّ عليهم الاعمى، واحتمال بقوة وعصبية: إن الرجل ان كان خاطئاً، لا اعلم!، اني اعلم شيئاً واحداً اني كنت اعمى والان ابصر. فسالوه ثانية ماذا صنع لك وكيف فتح عيناك. عجبا ما هذا القلب القاسي والاعمى الذي لا يرى هذه المعجزة وينكرونها، مع العلم ان هؤلاء الناس والجيران والفريسيون يعرفون كل المعرفة انه كان اعمى منذ ولادته لكن هم ينظرون ولا يبصرون. اجابهم الاعمى كم مرة تريدون ان اذكرها لكم بانه كيف فتح عيني ولم تسمعون لي ولا تصغون اذن لماذا اعيدها لكم كيف فتح عيني في فكري هو انكم تريدون وترغبون ان تصيروا من تلاميذه. هنا، لم يخف الاعمى من الفريسيين، فيما خاف والديه من ان يقصوه من المجمع ويطرد. فهم الاعمى شيئا واحدا، وعلم هو انه حياته تغيرت بعد ان فتحت عيناه. ففي الحال غضبوا عليه وشتموه من كلامه، وقالوا له: انت تلميذه، واما نحن فتلاميذ موسى، نحن نعلم أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعلم من أين هو. عجيب ما هذه القلوب القاسية. إن هؤلاء لم يروا أن الله كلم موسى، ولكن يؤمنون بذلك من خلال الكتب الموجودة عندهم، لكن يسوع الذي عمل وصنع المعجزة أمامهم لم يؤمنون به ولم يصدقونه. الشيء ينطبق علينا، كيف إن لم نرى الآيات والعجائب لا نؤمن بيسوع، نؤمن بالجسديات اكثر من الروحيات. نعم هذا الاعمى تعجب من كلامهم، بأنهم يعلمون كل العلم أن الله لا يستجيب للخطأة أبداً بل يستجيب الى الناس الذين يسمعون كلامه ويتقونه ويعملون بمشيئته. وكذلك يعلمون كل العلم، ولم يرد في الكتب أبداً ان احدا ومنذ بدء الخليقة انه فتح عيني مولود اعمى، وعليه ان هذا الرجل ان لم يكن من الله لم يقدر ان يصنع شيئا او ان يعمل معجزة ويفتح عيني. هنا الاعمى يعترف اعترافا جديدا بيسوع، ويقر بانه هو رجل الله الذي لم يوجد غيره في اسرائيل يقدر ان يصنع هذا الشيء. وقبلها اعترف بانه نبي. الفريسيون من كلامه يطردوه من المجمع بعد ان قالوا له انت تريد ان تعلمنا وكلك ولدت في الخطايا. كثير منا عندما نريد منهم ان يسيروا في الطريق الصحيح يولمهم وكانه يفكرون في انفسهم اننا لا نريد شيئا لخيرهم بل لشرهم وعليه يطردوننا من حياتهم. نعم عندما نؤمن بالمسيح ونتبعه تحدث لنا الاضطهادات ونفقد اصدقائنا وحتى ايضا حياتنا. طوبى لكم اذا عيروكم من اجل اسمي. الاعمى طرد من مجمعهم ولم يهتم لطرده من مجمع اليهود. بل خرج وهو ممتلىء سعادة وفرح من اجل اسم المسيح ولن يخاف. السبب هو انه فضل ان يصبح تلميذ يسوع افضل ام يكون تلميذ الفريسيين. التقى بيسوع مرة ثانية بعد ان علم انه طرد من مجمع الفريسيين. قال له يسوع اتؤمن بابن الانسان. اجاب الاعمى من هو يا سيد فامن به. هنا في هذه المرة الرجل الاعمى راى يسوع وجها لوجه. لكن في المرة التي ذهب ليغتسل في بركة سلوام لم يرى وجه يسوع بل ذهب فورا من عند يسوع. يسوع اجابه قد رايته هو الذي يكلمك. فقال الاعمى امنت يا رب وسجد له. الرجل يقدم الاحترام والتقدير والسجود الواجب تقديمه الى الله. فطوبى لهذا الاعمى الذي راى يسوع راى الله راى المخلص والفادي والشفيع. هذا الاعمى اعترف من كل قلبه ان يؤمن به ايمانا كاملا وبدون تردد ويحتمل العذاب والاضطهاد من اجل يسوع الذي اتى ليجمع شمل البشرية كلها وياخذهم معه الى السماء والمشاركة في حياة الله والقداسة. الاعمى هذا وقف امام اليهود بعزم ولم يخاف ابدا، بمعنى انه لم يفكر ما هو العقاب الذي سياخذه من الفريسيون، ففضل العيش مع المسيح افضل من العيش مع اليهود القساة. الاعمى لم يسترد عينيه الجسديتين فقط، بل بصيرته الروحية لما اعترف بيسوع نبيا وربا. هؤلاء اليهود بالرغم هم يبصرون لكن في الاصل هم عميان القلب والفكر والنظر والروح. يريدون البقاء والعيش في الظلمات والهلاك، ويبقون عاجزين عن رؤية الخلاص الذي جاء به يسوع. يريدون ان يتمسكون بحياتهم المزيفة التي لا خلاص لها. نعم الكثير منا لا يريدون الخروج الى النور بسبب ان اعمالهم تنكشف امام الله والناس. الفريسيون ادعوا القدرة على الابصار لكن في الحقيقية هم عميان روحيا. نحن نبصر ولكن تجدنا نسير في الطريق الخطئ او الغير الصحيح والسبب هو اذا خرجنا الى النور سوف تفتضح اعمالنا السيئة ولكن ان كنا عميان مثل هذا الاعمى ونبصر تجدنا نؤمن ونبلغ ونشفي من امراضنا. اذا قلنا اننا نبصر، فالخطيئة باقية فينا، لانه نعتمد على ما عندنا من تكبر وانتفاخ في الروح والفكر. الافضل ان نكون عميان لكي يشفينا يسوع من امراضنا ونؤمن به. قال له المجد اني جئت هذا العالم لاصدار حكم ان يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون. الفريسيين سمعوا كلام يسوع الذين كانوا واقفين بجانبه. فقالوا له أفنحن عميان؟ قال لهم يسوع لو كنتم عميانا لما كان عليكم خطيئة، ولكنكم تقولون الآن اننا نبصر فخطيئتكم ثابتة. بمعنى انهم عميان من اعمالهم الغير صحيحة، تدل انهم يقيمون وباقون في خطاياهم. والمجد لله امين. |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
الأحد السادس - أحد المولود أعمى لنيافة الأنبا رافائيل ومعجزة المولود أعمى هي قصة معمودية بكل تفاصيلها.. فالرجل وُلد مشوهاً رمزاً للطبيعة الفاسدة، التي نولد بها من آدم وحواء.. وجاء الرب يسوع ليعيد خلقة الإنسان، ويجددها، لذلك فقد استخدم - بصفته الخالق - عناصر خلق الإنسان الأول نفسها.. (الطين).. وقال اذهب اغتسل في بركة سلوام (المعمودية).. فمضى واغتسل وأتى بصيراً (سر الاستنارة).. ونتيجة هذه المعمودية انفصل هذا الرجل عن مجمع اليهود وصار في مجمع المسيح (الكنيسة). العودة إلى نور العالم https://files.arabchurch.com/upload/i...9380399263.png كان المولود أعمى يعيش في الظلام... ككل إنسان محروم من نور المسيح... جاء إليه النور "مادمت في العالم فأنا نور العالم" (يو 5:9). "فمضى واغتسل وأتى بصيراً" (يو 7:9)... ورأى النور. لم يكن النور الذى رآه هو الشمس بل نور المسيح.. كان شاول الطرسوسى يظن أنه يرى بنور الناموس، ولم يكن يدرى أن هناك قشور على عينيه... كان يحتاج أن يعتمد من حنانيا؛ لتتساقط القشور ويستعيد رؤية نور المسيح... سيعيش العالم في ظلام الخطية والجهل والشهوة والدمار؛ حتى يعود إلى المسيح النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان... إن الصوم الكبير هو موسم إستعادة الإستنارة التي أخذناها في المعمودية... إنه موسم ملء المصباح بزيت الصوم والقداس... حتى نكون في زمرة العذارى الحكيمات أصحاب المصابيح الموقدة، والآنية المليئة بالزيت، والمستعدات للقاء العريس السماوى... فعريسنا سيفرح بإستنارتنا... وسيضفى حينئذ علينا من بهاء مجده "استنارت الأرض من بهائه" (رؤ 1:18). طوبى للنفس التي تعود إليه تتأمل في وجهه "نظروا إليه واستناروا، ووجوههم لم تخجل" (مز5:34). مأساة الإنسان أنه قد تلهى عن الله... ليتنا في الصوم نعود إليه في هدوء، ونجلس تحت قدميه بسكون. "بالرجوع والسكون تخلصون. بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم" (إش 15:30). يتبع |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
الاسبوع السادس من الصوم المقدس (المولود اعمى) الاسبوع السادس من الصوم والذى يختم باحد المولود اعمى وهو آخر آحاد قطمارس الصوم سوف يقول البعض ليس هو الاخير بل هناك احد الشعانين واجيبهم قائلآ ان احد الشعانين ليس من أيام الصوم بل هو من ايام اسبوع الاﻵم (سنوضح ذلك الاسبوع القادم) اذن الاحد السادس هو آخر احاد الصوم المقدس. ان ترتيب الصوم المقدس مر بعدة مراحل فى كنيستنا فمثلآ فى بداية القرن الرابع كان الصوم فى مصر ستة اسابيع هذه الاسابيع كانت تشمل اسبوع اﻻﻵم وكان يتم فى سبت النور عماد الداخلين الى المسيحيه يعمدوا يوم سبت النور ويتناولون فى قداس عيد القيامة وعلى الرغم من ان الكنيسة قد اضافت بعد ذلك اسبوعى الاستعداد واﻻﻵم اﻻ انها احتفظت بان يكون الاسبوع السادس هو اسبوع المعموديه للموعوظين لذلك فان الاحد السادس يسمى ايضا احد التناصير وهذا ما انعكس على قراءات هذا الاسبوع فاصبح هذا الاسبوع هو الاسبوع الخاص باعداد الموعوظ للمعمودية. هذا الموعوظ هو المولود اعمى الذى ولد اعمى ﻻيعرف المسيح النور الحقيقى ولكن عندما يعرف المسيح ويتعمد تنفتح عينيه ويستنير لذلك يسمى ايضا احد الاستناره. |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
أحد التناصير https://upload.chjoy.com/uploads/1427041675561.jpg لقد كان الغرض الرئيسي من الصوم الأربعيني الكبير في عصور كنيستنا الأولي هو تعليم الموعوظين أي المؤمنين الجدد بالمسيح، وتهيئتهم لنوال نعمة المعمودية، وحينما اختفى نظام الموعوظين، بقي المعني الأساسي للصوم الكبير كما هو، فرغم أننا معمدون إلا أننا في أغلب الأحوال نفقد قوة الحياة الجديدة التي سبق فنلناها في جرن المعمودية، ولذلك فإن المنهج الكنسي الليتورجي والفكر التعبدي للكنيسة جعل من فترة الصوم الأربعيني المقدس فرصة رجوع من جديد إلي هذه الحياة الإلهية التي وهبها لنا المسيح ونلناها منه في المعمودية لأننا نسينا قوتها وفاعليتها وقيمتها وسط اهتماماتنا وانشغالنا وسط مشاغل هذا العالم. وأنجيل قداس الأحد السادس (أحد التناصير) هو إنجيل النور إنجيل المولود أعمي الذي خلق له المسيح البصر من جديد ونجد أن الكنيسة الواعية الملهمة بالروح تضع إنجيل (أحد التناصير) (أحد المولود أعمي) ضمن قراءات الصوم الكبير إذ معروف في طقس الكنيسة أنها في العصور الأولي ربطت بين إنجيل المولود أعمي وبين طقس المعمودية ربطًا شديدًا، ويوجد في سراديب روما التي من القرن الثاني نقوش بالفريسكو لإنجيل المولود أعمي تحت عنوان المعمودية كشرح لعملها السري، كذلك يربط الآباء جميعا بين إنجيل المولود أعمي وطقس المعمودية في عظاتهم مثل القديس أمبروسيوس في المقالة على الأسرار. ورؤية الله هي هدف رحلة الصوم، والكنيسة تطالبنا بالرؤيا الروحية من خلال إنجيل المولود لأن بنقاوة القلب نعاين الله وهذه هي ثمار الصوم المقدس. يتبع |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
كنت أعمي والآن أبصر http://www.abouna.org/sites/default/..._sueur_003.jpg أن تبدأ عيون قلوبنا الروحية تري الله تري إرادته، تري أحكامه وأعماله، عندئذ نثبت نظرنا في المسيح ونسجد له كما فعل المولود اعمي. وهكذا يقودنا الفكر الليتورجي الكنسي خلال فترة الصوم إلي الاستعداد + التواضع والمحبة وصلاة المخدع. قبول التجربة لأن السيد المسيح أنتصر لحسابي + المياه الحية التي تشبع النفس التي كل من يشرب منها لا يعطش + حتى نصل إلي رؤية الله بقلب مفتوح ومعاينة المسيح وتجديد البصيرة الروحية ونوال بركات مفاعيل المعمودية وخيراتها ثم مشاركة المسيح في آلامه في أسبوع البصخة. ويمر أمامنا في هذا الإنجيل، المسيح رب المجد نحن الذين فقدنا البصر الروحي لكي يخلق لنا يخلق لنا قلبا جديدا وعيونا جديدة وبصيرة مستنيرة لنري بها ملكوت الله، ونحن لا يمكننا أن نبصر المسيح ونعرفه حقا إن لم نذهب ونغتسل فيه هو الذي يهب الحياة، لأنه غير ممكن أن نغتسل مرة أخري عن طريق المعمودية -لأننا سبق أن اعتمدنا باسمه- فاغتسالنا الآن في المسيح إنما هو تطهير التوبة والانسحاق كما نردد في ليتورجيات الكنيسة في الصوم (أخطأت أخطأت يا ربي يسوع المسيح أغفر لي لأنه ليس عبد بلا خطية ولا سيد بلا مغفرة). فالتوبة معمودية ثانية نستعيد بها هبة الحياة الجديدة التي سبق أن أعطاها لنا السيد المسيح في معموديتنا، فنؤهل بالتوبة خلال فترة الصوم لنتذوق فرح قيامته. ويتضح من عظات القديس كيرلس الأورشليمي للموعوظين وأيضا القديس جيروم أن الصوم الأربعيني كان يخصص ليشرح قانون الإيمان بنوع خاص حتى يقبل بعدها الموعوظين الذين هم "جنود الرب الجدد" بحسب تعبير العلامة ترتليان إلي دخول شركة الكنيسة بالمعمودية فيكونوا من المستنيرين، لذلك خلال الصوم الكبير كان الموعوظ يذهب إلي الكنيسة ليتلقي التعليم استعدادًا للمعمودية ولطقس جحد الشياطين والكنيسة كلها تشترك في الصوم مع الموعوظين الذين يتلقون التعليم لأعدادهم لنوال نعمة المعمودية وهذا ما يؤكده كلا من الشهيد يوستينوس والعلامة ترتليان وأيضا القديس كيرلس الأورشليمي والقديس أغريغريوس النيزنيزي. من أجل هذا كان الفكر الليتورجي والمنهج الكنسي التعبدي وقراءات الكنيسة يعطي اهتمامًا كبيرًا في الصوم الكبير لموضوع تجديد النفس ودعوة الإنسان إلي الله وهو الهدف الذي تبرزه روحانية كنيستنا الأرثوذكسية الشرقية أثناء الصوم الأربعيني. وكما كان الصوم الأربعيني في القديم يعد الموعوظين لنوال نعمة المعمودية هكذا كنيستنا خلال فترة الصوم ترجع كل نفس وتأتي بها عند المعمودية لتدرك النعمة الإلهية. واليوم في إنجيل الأحد السادس من الصوم الكبير (إنجيل المولود أعمي) في أحد التناصير تبرز لنا الكنيسة أن عطية المعمودية هي عمل إلهي هي ولادة ثانية، هي مسحة داخلية من الروح القدس هي استنارة وخلاص وختم وختان للعهد الجديد وهذه كلها أسماء لاهوتية أطلقها آباء الكنيسة على المعمودية فعكست هذه الأسماء قوتها وفاعليتها. ونجد أيضًا أن القديس كيرلس السكندري قام بتفسير معجزة المولود أعمي طقسيًا وليتورجيًا يتبع |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
وفيما هو مجتاز رأي إنسانا أعمي منذ ولادته https://upload.chjoy.com/uploads/1366409350591.jpg لأن ربنا يسوع المسيح مملوء بالحب للإنسان ومهتم بخلاص النفس، كان يجول يصنع خيرا ولم يتأخر عن أي عمل من أعمال الرحمة، فصنع آية غير عادية حتى إن المولود أعمي شهد وقال بعد أن أبصر: (منذ الدهر لم نسمع أن أحدا فتح عيني مولود أعمي). لقد أبصر السيد الأعمى فذهب إليه ليخلصه من العمي، أنه يبحث عن الخروف الضال ويفتش عن الدرهم المفقود وينتظر رجوع الابن الشارد، ويسعي وراء السامرية، ويشفي المخلع، واليوم يخلق البصر من جديد للمولود أعمي (المسيح الخادم). وهكذا رتبت أمنا البيعة الأرثوذكسية في الأحد السادس من الصوم الكبير (أحد المولود أعمي) لكي تنبه أذهاننا بأن المخلص قام بالمعجزة دون أن يطلب منه أحد، أو حتى دون أن يترجاه أحد لقد قرر أن يشفي المولود أعمي، وهذه المعجزة ترينا جموع الأمم التي لم تترجي الله رغم أنهم كانوا خطاة ولكن الله بالطبيعة صالح، بإرادته وحده جاد وأظهر رحمته ناحيتهم، لقد أظلمت عقولهم بظلمة كثيفة جعلتهم غير قادرين على رؤية النور الحقيقي. وهذا ما نراه بوضوح لأن الرجل الذي شفي كان مولودا أعمي فهو لا يعرف ولا يقدر على رؤيته ولكنه بعمل محب البشر حصل على رجاء عظيم، وهذا ما حدث للأمم بالمسيح يسوع. لقد حدثت هذه المعجزة في يوم السبت آخر أيام الأسبوع لأن الابن الوحيد ربنا يسوع سكن بيننا وأعلن ذاته للكل في نهاية الزمن وآخر الدهور، ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعتها. أنه محب البشر الصالح الذي لا يشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون، وهكذا تجذب الكنيسة أنظار المؤمنين في الصوم إلي المسيح الذي صام ليقدس صومي ويكمله (صام عنا) الذي أنتصر على جبل التجربة لحسابي ومن أجلي، الذي يتعطف على الخطاة ويقبل الراجعين مع الابن الضال إلي الأحضان الأبوية، تشد ألحاظ المؤمنين إلي المسيح الذي تعب ومشي وسعي وراء السامرية ليخلصها ويحولها إلي مبشرة وكارزة بعد أن كانت كارثة. واليوم تشد ألحاظ المؤمنين إلي المسيح الخالق المحب الذي خلق أعين للمولود أعمي وأعطاه البصيرة الروحية وما صار المسيح رب المسيح رب المجد إلا عني ليكمل ضعف صومي (صام عنا) وما الخروف الضال إلا أنا وما الدرهم المفقود إلا أنا وما الابن الضال إلا أنا وما السامرية إلا أنا وما هذا الأعمى إلا أنا، يا لها من كنيسة عظيمة تلك التي رتبت لنا هذه المائدة الدسمة الغنية بالقراءات والألحان والعبادات لتسد جوع الجسد بشبع الروح. يتبع |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
شفاء الاعمى ويسوع نور العالم https://upload.chjoy.com/uploads/1427127268141.jpg في عيد المظال عند اليهود أثبت يسوع لهم أنه "نور العالم" والمرسل من الله عن طريق شفائه للمولود الأعمى. ومن هنا نتسأل ما هو سبب عَماه وكيف عالجه يسوع وما النتيجة؟ سبب المرض؟ "يا معلم، من خطئ، أهذا أَم والِداه، حَتَّى وُلِدَ أعْمى؟" اعتقد اليهود ان هناك علاقة بين الخطيئة والمرض (خر 9/1-12) وفيما يتعلق بالأمراض منذ المولد، كان بعض علماء الشريعة ينسبون الذنب الى الوالدين. لم يُجبْ يسوع على السؤال، لكنه اعتبر المرض كفرصة ليُعلم عن الايمان وليُمجّد الله فقال: "لا هذا خطئ ولا والداه، ولكن كان ذلك لتظهر فيه أعمال الله". هنا يعترف يسوع بواقع المرض ويحاول ان يشفيه ويقدم له العلامة للمريض للوصول الى النور الحقيقي أي المسيح، السبيل الوحيد للخلاص (8/12). فهو "نور العالم" واستخدم يسوع عنصرين جوهرين في الشفاء. ما علاجه؟ "وتَفَل في الأَرض، فجَبَلَ من تُفاله طيناً، وطَلى به عَيني الأعمى". كان هناك اعتقاد في الزمن القديم بأن للتفال خصائص شفائية. استخدم يسوع هذه الوسائل لكنه اعطاها طابعا آخر قائلاً للأعمى: "اِذهَبْ فَاغتَسِلْ في بِركَةِ سِلوامَ". فاسم البركة سلوام تعني "مرسل" وهو أحد ألقاب يسوع، المرسل من الله والشافي والمخلص للناس. النتيجة: اعلان الايمان لم يسترد الرجل الاعمى بصر عينيه فحسب، إنما بصيرته الروحية؛ إذ أعلن إيمانه بالمسيح: سيداً فنبيّاً ثم ربّاً وابن الانسان: "إنه نبي"، اي يتكلم باسم الله ويعمل باسم الله، وله سلطان يفوق الطاقات البشريَّة. "كُنتُ أَعْمى وها إِنِّي أُبصِرُ الآن، لا أعلم كيف شُفيتُ، ولكن أعلم ان حياتي تغيّرت. "اؤمن يا رب انك أَنتَ بِابنِ الإِنسان وسجَدَ له. ابن الانسان أي ذاك الذي أتى من السماء ليجمع شمل البشر، ويرتفع بهم الى المشاركة في حياة الله. وإعلان الايمان ادّى به الى السجود. أي العبادة بالروح والحق. ولم يكتفِ بإعلان ايمانه بل قام ايضا بتحمل الاضطهاد في سبيل المسيح والدفاع عنه بقوله لليهود "لو لم يَكُن هذا الرَّجُلُ مِنَ الله، لَما استَطاعَ أَن يَصنَعَ شَيئاً". نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ اللهَ يَستَجيبُ لِمَنِ اتَّقاهُ وعَمِلَ بِمَشيئتِه. ولم يتمكن الفريسيين ان ينزعوا منه ايمانه بالمسيح الذي وهبه الحياة الابدية. التطبيق الروحي "إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حكم"، الدينونة هي النتيجة الحتمية لمجيء المسيح على الارض كي "يكون نور العالم". "أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَعْمى الَّذينَ يُبصِرون": من يقبلون الى النور ينالون الايمان وهكذا كان موقف والدا الاعمى منذ ولادته وموقف الاعمى الذي انتقل من العمى الى رؤية الايمان ومعرفة يسوع المسيح، واما الذين يعتبرون انهم يمتلكون الحقيقة وأظهروا عدم الايمان والانكار والحقد مثل الفريسيين فهم يبقون في ظلمة الشر والخطيئة "فخَطيئَتُهم ثابتة". يتبع |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
رؤية المسيح https://files.arabchurch.com/upload/i...410910525.jpeg الإنسان بعد أن خلقه الله ليحيا في النور ويري النور سقط بالعصيان وصار في الظلمة أي فقد الإمكانية الداخلية لرؤية نور المسيح نفسه، لذلك يقول المسيح عن نفسه أنه النور الحقيقي الآتي إلي العالم وهذا الإنجيل (المولود أعمي) هو إنجيل نور العالم وإنجيل أبناء النور. أن عيوننا الروحية قد أصيبت بالعمى فلم تعد تري الله أو تحس به من أجل هذا تجسد المسيح ليشفي عيون البشر الداخلية من العمي (نورًا تجلي للأمم) وفي إنجيل المولود أعمي (يو 9) يقدم لنا السيد صورة محسوسة لشفاء عيني الإنسان عموما من العمي، لقد تفل السيد المسيح في التراب كالفخاري العظيم الذي يعيد تشكيلنا من جديد بواسطة يده الإلهية البارعة، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لقد خلق السيد المسيح أعين جديدة فنقل المولود أعمي من ظلمة العمي إلي نور النظر إشارة وتأكيدًا للوضع الروحي (النور أضاء في الظلمة) وهو جعل الذي كان بلا عين أصلا منذ ولادته الأولي يبصر. وهنا يظهر المسيح القادر أن يعطي حواسًا جديدة للإنسان، حواسًا جديدة على المستوي الجسدي وعلي المستوي الروحي أيضًا، ينقلنا من الضعف إلي القوة ومن النقص إلي الكمال ومن الظلمة إلي النور، ومن الضلالة والعبودية إلي حرية مجد أولاد الله. |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
لكي تظهر أعمال الله فيه https://divineseasonsdotorg.files.wo...age1.jpg?w=640 لقد أعاد الرب للمولود أعمي بصيرته.. مظهرًا عمله لتظهر أعمال الله فيه، إن الرب إلهنا هو الطبيب الذي يشفي طبيعتنا ويصحح حياتنا لكي يظهر قوته الإلهية ومن الذي يقدر أن بخلق أعين للمولود أعمي إلا الله الكلمة، لقد قال الرب عن نفسه (لتظهر أعمال الله فيه) وهنا نري أن المسيح رب المجد يتكلم عن نفسه، وعن أعماله. لأنهم سمعوا أن الله حينما خلق الإنسان أخذ ترابًا من الأرض لذلك أيضا صنع المسيح طينًا وبالرغم من انه لم يكن محتاجا للمادة عند خلق العينين ولكنه فعل ليعرفنا بذاته أنه هو الخالق منذ البدء لأنه خلق أعين من جديد وكأنه يقول: أن هو الذي أخذت التراب من الأرض وصنعت الإنسان، فلو كان قد قال ذلك لظهر كلامه صعبًا على السامعين أن يصدقوه لذلك أراد أن يريهم ذلك بالعمل، فاخذ التراب وخلطه بالتفل فأظهر بذلك مجده المخفي وأظهر ألوهيته. فلم يكن هينًا أن يعتبروه خالقًا ولكنه بخلقته للعينين أثبت أنه خالق الكل، خلق العينين بذات الطريقة الأولي التي خلق بها الإنسان. ولما كانت العين سراج الجسد، من أجل هذا نحن نطلب من الرب يسوع خالق الكل أن يهبنا الأعين الروحية المستنيرة والبصيرة الحية كما صنع مع المولود أعمي في هذا اليوم لأنه قادر أن يتمجد في الضعف، لذلك كل الأمور التي حولنا مهما كانت صعبة تجارب، أحزان، بلايا، أمراض، فشل، مضايقات، اضطهادات، لنثق إنها ستؤول لمجد الله.. لقد قال السيد (يجب أن أعمل مادام نهارًا). إن عمل المسيح أن يتمم مشيئة الآب السماوي الذي أرسله، لذلك هو يعمل في النهار حيث النور والإيمان والاجتهاد والتوبة. أن الله يعمل في أبناء النور وفي أبناء النهار، أبناء المعمودية الذين يقبلون الكلمة، فلنقبل الكلمة الموضوعة على المذبح الجسد والدم، ولنقبل كلمة الله التي نسمعها من المنجلية لنسلك في النهار وفي النور لأن إلهنا لا يسكن إلا في النور، لأنه هو النور الحقيقي الآتي إلي العالم، كل من يعيش بعيدًا عنه ينطرح في الظلمة الخارجية. إن الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورًا، لنبصر النور، ولنعاين النور، ولنعمل أعمال النهار، ولنسير في النور، نور الحياة الجديدة نور الوصية ولا نسلك في ظلمة الخطية القاتلة للنفس، ولا في ليل العدو الشرير. ولنخبر بفضل الذي دعانا من الظلمة إلي نوره العجيب فنكون كمصباح منير في موضع مظلم إلي أن ينفجر نور النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبنا. فها هو المولود أعمي، ونحن جميعا معه نولد عميان ليس لنا مقدرة على رؤية الله بسبب الفساد الذي دخل طبيعتنا منذ سقوط أبينا آدم ولكن لصلاح الله ومحبته، يتقدم المسيح من نفسه دون أن يطلب منه أحد، ليخلق البصر للمولود أعمي، بل ويعلن أنه ينبغي أن يعمل أعمال الرب لكي تظهر في هذا الرجل قائلا (مادامت في العالم فأنا نور العالم) والطريقة التي شفي بها المسيح رب المجد المولود أعمي تشير إلي طريقة إعطائنا البصر الروحي الذي به نستطيع أن نراه (بنورك يا رب نعاين النور) وهنا المسيح يعلن لنا عن ذاته ويصالحنا مع الله، وفي هذه المعجزة يقدم لنا نفسه شافيا لعين الجسد التي لإنسان مولود أعمي لكنه في ذات الوقت يقدم نفسه للعالم والعميان بحسب الروح وللجالسين في الظلمة وظلال الموت لأن معرفة المسيح هي معرفة النور وكل من يتبعه لا يمشي في الظلمة وتلك هي بركات المعمودية وخيراتها في حياتنا لذلك من تدابير كنيستنا المقدسة أن يقرأ هذا الفصل من إنجيل المولود أعمي في يوم اقتبال نفوس كثيرة لنعمة العماد لكي ندرك أسرار ملكوت الله. والنور في اللاهوت الأرثوذكسي مرتبط صميما بالحب والحق والفرح والحياة والنهار والسلوك بلا ميل ولا عثرة، أننا أبناء نور وأبناء نهار وأبناء قيامة. |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
بركة سلوام https://i.ytimg.com/vi/qIUoykmo3-k/hqdefault.jpg أن الاغتسال من بركة سلوام إشارة إلي المعمودية باسم المسيح وقد ذكر الإنجيل أن سلوام تفسيرها أي معناها "مرسل" أي أن الاغتسال من المعمودية هو اغتسال في المسيح أبن الله المرسل من الآب لخلاصنا. وبدون المعمودية لن تكون لنا الأعين الروحية لكي نري نور الله، وهذا الإنجيل الذي تقرأه الكنيسة يوم أحد التناصير يوم تعميد الداخلين الجدد في الإيمان يجعل تفتيح عيني المولود أعمي مذكرًا لكل مسيحي معمد بالنور الذي أعطاه لنا المسيح بتجسده ومجيئه وصليبه وقيامته، وإن الكنيسة تذكرنا في الأحد السادس من الصوم أننا نلنا نور البصر الروحي في المعمودية. ومجرد الاغتسال من بركة سلوام الذي تفسيره مرسل إشارة تتجه نحو المسيح نفسه مباشرة، أي أن الاغتسال في بركة سلوام سر فاعليته من صميم رسالة المسيح. وكذلك معروف أنه في عيد المظال هذا الذي صنع فيه المسيح معجزة المولود أعمي كان يعمل فيه طقس تذكار الصخرة (الصخرة كانت المسيح) (1 كو 10: 4) حيث كان رئيس الكهنة يملئ بنفسه جرة فضية -عوض الصخرة في برية سيناء- من ماء سلوام ويصبها على المذبح، فماء سلوام هو المسيح نفسه الذي يقدس ماء المعمودية لكي يعطينا الحياة والاستنارة والحواس الجديدة التي من فوق فنؤهل لرؤية الملكوت وقبول الأبدية. وإنجيل قداس المولود أعمى يشرح لنا عمل المسيح في المعمودية بصفته النور والحياة في ماء سلوام، وماء المعمودية هو لنا جميعا ماء سلوام الروحية، ماء المرسل ماء المسيح الماء الحقيقي الحي، الذي يعطي الحياة الجديدة والبصيرة السمائية وموهبة الحياة الجديدة والاستنارة لأنه هو مصدر الحياة ومصدر النور. فتأخذنا الكنيسة إلي عمق الفكر الليتورجي لكي نراجع حياتنا وقلوبنا من جديد وننظر إلي هدف حياتنا ببصيرة روحية واعية مستنيرة خلال ربيع السنة الروحية في الصوم الكبير. |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
لنسأل أنفسنا: https://files.arabchurch.com/upload/i...2497240696.png هل نحن نتمتع بإشراقة نور المسيح؟ هل نحن نعيش بركات المعمودية؟ لقد أعطانا المسيح أن ننال معرفة الثالوث القدوس الواحد في الجوهر، وأعطانا أن نكون شركاء جسده وإن نجحد الشيطان ومملكته في المعمودية المقدسة. سلوام صورة المعمودية المقدسة التي بها نصير بنين مخلصين ووارثين ومجددين ولابسين ثياب البر، نتعرف على شخص المسيح الذي يهبنا الولادة الجديدة بالمعمودية لأنه هم المرسل، ولأنه هو الذي يقدس الأسرار، نتعرف عليه في سلوام (جرن المعمودية) سابحا بطريقة غير منظورة فوق سطح مياه المعمودية المقدسة لنغسل التلوث والنجاسة التي في عيون الذهن، وننظر الجمال الإلهي بنقاوة ومحبة الصلاح. لقد أسرع الرجل الأعمى ليغتسل من بركة سلوام الروحية التي نتقابل معها في جرن المعمودية، لقد خلق السيد أعين للمولود أعمي دون أن يطلب، يا للعجب أن مسرة قلبه أن نعيش فيه ونري النور، لقد جاء من أجل الجميع من أجل الضالين والخطاة والمشتتين والعمي ومن أجل الشحاذين والعميان. أن الكنيسة تأخذنا اليوم في الأسبوع السادس من الصوم الكبير أحد التناصير (المولود أعمي) إلي رؤية المسيح ومعاينة النور الإلهي في داخلنا. |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
المعمودية هي النور والبصيرة https://download.mrkzy.com/u/0114_105ae15440c71.png البصيرة الجديدة التي وهبها لنا الله في مياه المعمودية، البصيرة الروحية التي تقبل أعمال الله في الأسرار بلا مجادلة ولا شرشرة، البصيرة الروحية التي بها نستطيع أن نري جيش الملائكة النورانية، ونعيش في شركة الثالوث القدوس وفي شركة السمائيين، فنتأكد أن الذين معنا أكثر من الذين علينا. تلك البصيرة الروحية التي أخذناها في المعمودية لنستطيع بها أن نقول أننا ناظرين إلي الرب بوجه مكشوف، تلك المعمودية التي أهملناها وحولنا أنظارنا إلي العالم والمشتهيات والأباطيل، ولا نعود نعرف حقيقة ضعفنا. أن توبتنا هي معموديتنا المتكررة التي نسترد بها بصيرتنا واستنارتنا لنعرف الطريق التي نسلك فيها. وكما أن الذين يتعمدون يعانون من الضيق والاضطهاد والآلام، كذلك كل الذين يدعي عليهم أسم ربنا يسوع المسيح أبناء المعمودية يتضايقون ويتعيرون، وهكذا نري في قصة المولود أعمي أنه بعد أن فتح الرب عينيه أصطدم بمقاومات ومحاكمات من الفريسيين ومن رؤساء الكهنة فالشيطان يرصد حركاتنا لأنه عدو الخير وعدو أولاد الله فيهيج من حولنا ويثير الناس ونجد أن الفريسيين الذين شاهدوا المعجزة، أدانوها واحتقروها لأنهم كانوا عميانا بسبب الحقد والكراهية، أما المولود أعمي فقد كشف الرب بصيرته فشهد للحق، ويكفي إنه قال: أنا أعلم إنني كنت أعمي والآن أبصر. لقد كان هذا الرجل مولود أعمي وأبواه أيضًا، والكلمة هذه تتكرر المرة في القراءة الإنجيلية في (أحد التناصير) لقد أبصر مستنيرًا بعد ظلام وعتمة طويلة، لكن اليهود أخرجوه خارجًا، فوجد المسيح ينظره خارجًا وكفاه. وكل من استنار وأبصر يسلك في النور بروح القيامة متحدثا عن فضائل ذلك الذي دعانا من الظلمة إلي نوره العجيب، وها قد تركنا كل شيء وتبعناك مع هذا المولود أعمي، لنشهد بعمل الله ونخبركم بكم صنعت بنا ورحمتنا ولسان حالنا أننا لا نعرف شيئا إلا أننا كنا عميان والآن نبصر. |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
يوحنا 9 - تفسير إنجيل يوحنا تفتيح عيني المولود أعمى نور العالم https://download.mrkzy.com/u/0114_bcc8cb4e87f92.png رأينا في الأصحاح السابق السيد المسيح يعلن لليهود أنه نور العالم (٨:١٢). جاء لكي يفضح الظلمة ويبددها، فينتزع السالكين فيها، ويحملهم إلى نور مجده. لقد صار أبناء إبليس (٨: ٤٤) يحتاجون إلى المحرر الحقيقي ليهبهم استنارة داخلية، ويتهللوا مع إبراهيم أبيهم بيوم الرب العجيب (٨: ٥٦). الآن وقد أرادوا رجمه فاختفى عنهم ظهر لكي يهب البصر للمولود أعمى، ربما بعد أيامٍ أو شهورٍ قليلة من الحوار السابق. كان يلزمهم أن يتلامسوا مع واهب البصر، ليدركوا أنه واهب البصيرة أيضًا. لم يرد في العهدين القديم والجديد تفتيح عيني مولود أعمى سوى في هذا الأصحاح، وقد ورد في العهد الجديد عن عطية النظر للعميان كأحد أعمال المسيا المنتظر: "ويسمع في ذلك اليوم الصم أقوال السفر، وتنظر من القتام والظلمة عيون العمي" (إش ٢٩: ١٨)، "حينئذ تنفتح عيون العمي وآذان الصم تتفتح" (إش ٣٥: ٥)، كما قيل عن عبد الرب (الكلمة المتجسد): "أنا الرب قد دعوتك بالبرّ، فأمسك بيدك وأحفظك، وأجعلك عهدًا للشعب ونورًا للأمم، لتفتح عيون العمي" (إش ٤٢: ٦-٧). ويسبح المرتل الرب قائلًا: "الرب يفتح أعين العمي" (مز ١٤٦: ٨). وكأن الإنجيليين وهم يشيرون إلى تفتيح أعين العميان، خاصة هذا المولود أعمى يعلنون تحقيق النبوات خلال شخص يسوع بكونه المسيا المنتظر، الرب الذي يفتح الأعين الداخلية للقلب مع العيون الجسمية. فيه قد تحققت النبوات، حيث تمم أعمالًا لا يمكن أن يمارسها غير الله نفسه، أو باسم الرب. شفاء المولود أعمى يعلن عن شخص السيد أنه جاء يفتح البصيرة الداخلية، لكي يتعرف المؤمنون على أسرار الله. وفي نفس الوقت يفضح عمى القيادات المرائية المتعجرفة التي لم تستطع أن تكتشف عماها الروحي وخطاياها! مع أهمية هذه الآية الفريدة من جهة خلق عيني مولود أعمى إلاَّ أن الإنجيلي لم يذكر لنا اسم الأعمى، ولا أورد تفاصيل كثيرة عنها إنما قدم الحوارات المتبادلة بخصوص هذه الآية، خاصة أحاديث السيد المسيح مع التلاميذ ومع الأعمى نفسه كما مع الفريسيين. فإن ما يشغل ذهن الإنجيلي ليس إبراز ما في الآية من عملٍ معجزي فائق، وإنما في تمتع البشرية بعمل المسيح الإلهي في حياتهم وأفكارهم. لقد استخدم التراب في خلقة العينين ليؤكد أنه الخالق المخلص، أما طلبته من الأعمى أن يغتسل في بركة سلوام ليؤكد الحاجة إلى مياه المعمودية لننعم باستنارة الروح القدس خلال الميلاد الجديد. لقد طرد اليهود المتمتع بالاستنارة ليجد له موضعًا لدى السيد المسيح، مسيح المطرودين والمرذولين. إن كان البعض من الشعب قد أدرك عماه وأيضًا كثير من الأمم فإن هذين الفريقين أفضل من الفريسيين الذين مع عماهم ادعوا أنهم مبصرون. بادعائهم هذا صاروا في غباوة بلا رجاء، أما العشار والزانية فإذ اعترفا بعماهما انفتح أمامهما باب الرجاء ليتمتعا ببصيرة فائقة وينعما بالحياة الأبدية في المسيح يسوع. خلال هذا العمل أمكن للبصيرة أن تتدرج في معرفة شخص ربنا يسوع: * إنسان يُدعى يسوع [11]. * إنه نبي [17]. * إنسان من عند اللَّه [33]. * ابن الإنسان السماوي [35]. * مستحق للسجود والعبادة بكونه الرب [38]. يقرأ هذا الأصحاح في "أحد التناصير" لأنه يرتبط بسرّ المعمودية، بكونها استنارة للبصيرة الداخلية. |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
شفاء الأعمى "وفيما هو مجتاز رأى إنسانًا أعمى منذ ولادته". إن كان السيد المسيح قد اجتاز في وسط القيادات اليهودية واختفى منهم لأنهم حملوا حجارة لكي يرجموه (٨: ٥٩)، نراه يجتاز بجوار أعمى مسكين يستعطي، فيتطلع إليه لا كما يتطلع الآخرون إليه، إنما بروح الحب والترفق. إنها صورة حيَّة للسيد المسيح الذي رفضه اليهود المعتزين بالهيكل، ليسير كما في الشوارع يطلب الأمم. إنهم عاجزون عن رؤيته لأنهم بلا نبوات ولا شريعة إلهية ولا رموز؛ إنهم أشبه بالمولود أعمى، مكانه الطريق، فقير يستعطي في حالة بؤس. وكما يقول أيوب البار: "لِمَ يعطي لشقي نور، وحياة لمُريّ النفس" (أي ٣: ٢٠). لم يذكر الإنجيلي أين كان مجتازًا ولا إلى أين يذهب، لكنه إذ كان مجتازًا كحامل للآلام رأى هذا المولود أعمى. وكان فقيرًا يستعطى، في مكانٍ معين، حيث يقدم له بعض المحسنين عطاءً لكي يعيش. كان معروفًا في المدينة أنه مولود أعمى، ولم يسأله الشخص ولا من هم حوله، ولا حتى تلاميذ السيد من أجل تفتيح عينيه، ربما لأنه لم يتوقع أحد حدوث ذلك. تطلع إليه ربنا يسوع لكي يجده الأعمى المسكين، وكما جاء في إشعياء: "أصغيت إلى الذين لم يسألوا، وُجدت من الذين لم يطلبونني. قلت هأنذا لأمة لم تُسمى باسمي" (إش ٦٥: ١). بادر بالحب، فأحبنا قبل أن نعرفه، وكما يقول الرسول: "عُرفتم من الله" (غلا ٤: ٩). * إذ هو مملوء حبًا نحو الإنسان، مهتم بخلاصنا، ويريد أن يبكم أفواه الأغبياء لم يتوقف عن العمل من جانبه مع أنه لم يوجد من يبالي به. وإذ يعرف النبي ذلك قال: "كي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكمت" (مز ٥١: ٤). لذلك هنا عندما رفضوا كلماته السامية، قائلين أن به شيطان، وحاولوا قتله، ترك الهيكل وشفى الأعمى، مُسكنًا من ثورتهم بغيابه، وصانعًا المعجزة ليهدئ من قسوتهم وعنفهم، مثبتًا الحقائق. صنع معجزة غير عادية، بل حدثت لأول مرة. يقول الذي شُفي: "منذ الدهر لم يُسمع أن أحدًا فتح عيني مولود أعمى"[٣٢]. ربما فتح البعض أعين عميان، أما مولود أعمى فلم يحدث قط. أما بخروجه من الهيكل تقدم للعمل عمدًا فواضح من هذا، أنه هو الذي رأى الأعمى، ولم يأتِ الأعمى إليه. بغيرة تطلع إليه، وقد أدرك تلاميذه هذا القديس يوحنا الذهبي الفم * هذا الأعمى (يو 9) هو الجنس البشري، لأن هذا العمى وجد له موضعًا في الإنسان الأول بالخطية، هذا الذي نحن جميعنا نلنا أصلنا، ليس من جهة الموت فحسب، بل ومن جهة الشر. فإن كان عدم الإيمان هو عمى، والإيمان استنارة، فمن وجده المسيح مؤمنًا عند مجيئه؟ فإن ذاك الرسول الذي تنسب نفسه لعائلة الأنبياء يقول: "كنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضًا" (أف ٢: ٣)... فإن كان الشر قد وجد له جذوره فينا، فإن كل إنسانٍ ولد أعمى ذهنيًا. لأنه إن كان يرى فعلًا، فلا يحتاج إلى قائد. وإذ كان يحتاج إلى من يقوده وينيره، فهو إذن أعمى منذ مولده القديس أغسطينوس "فسأله تلاميذه قائلين: يا معلم، منأخطأ هذاأمأبواه حتى ولد أعمى؟" [2] خرج السيد المسيح من الهيكل (يو ٨: ٥٩)، وكان في رفقته تلاميذه الذين لم يتركوه في تجاربه، فتمتعوا بالتعرف عليه، ونالوا خبرات جديدة فائقة. لاحظوا أن عينيه تتطلعان إلى الأعمى المسكين، ولم تكن نظرات عادية، بل نظرات عمل مملوءة حبًا. فتحولت نظراتهم هم أيضًا إلى المولود الأعمى، وعوض السؤال من أجله لشفائه قدموا استفسارًا عن علة ميلاده أعمى. * إن قلت: من أين جاءوا بهذا السؤال؟ أجبتك: لما شفي السيد المسيح المفلوج قبلًا قال له: "ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضًا لئلا يكون لك أشر" (يو 5: 14). فهؤلاء إذ خطر ببالهم أن ذاك قد أصاب الفالج جسده لأجل خطاياه، إلا أن هذا القول لا ينبغي أن يُقال عن هذا الأعمى، لأن من مولده هو أعمى. فهل أخطأ والداه؟ ولا هذا القول يجوز أن يُقال، لأن الطفل لا يتكبد العقوبة من أجل أبويه... لقد تحدث التلاميذ هنا لا ليسألوا عن معلومات قدر ما كانوا في حيرة القديس يوحنا الذهبي الفم كان القول الرباني (المنسوب للربيين) المشهور: "ليس موت بدون خطية، ولا ألم بدون شر". وقد حاول الربيون تبرير ذلك بما ورد في حز ١٨: ٢٠؛ مز ٨٩: ٣٢. وقد ثبت هذا القول في أذهان اليهود، من بينهم تلاميذ السيد المسيح الذين لم يسألوا إن كان هذا العمي بسبب الخطية أم لا، ففي نظرهم هذا أمر لا يحتاج إلى سؤال أو مناقشة، إنما جاء السؤال عمن أخطأ حتى حلت الكارثة المرعبة بهذا الشخص. ما أربك التلاميذ أنه كيف يكون قد أخطأ قبل ولادته حتى يُولد هكذا، ألعل هذا بسبب خطية والديه؟ وما ذنبه هو مادامت الخطية ارتكبها أحد الوالدين؟ لقد اعتقد البعض أن نفس الإنسان قد تكون أخطأت قبل أن تلتحف بالجسد، كما اعتقد العلامة أوريجينوس أن البعض يعانون آلامًا قبل أن يمارسوا خطأ بعد ولادتهم. ولعل البعض اعتمد على المنطق البشري لتبرير العدالة الإلهية، كيف يُولد أناس فقراء وآخرين أغنياء، أو يولد شخص حاد الذكاء وآخر ينقصه الذكاء، أو شخص قوي البنية وآخر مصاب بأمراض كثيرة. هذا وقد اعتمد البعض على تأكيد إمكانية ارتكاب الخطأ قبل الولادة مما قيل عن يعقوب وعيسو وهما في الرحم: "وتزاحم الولدان في بطنها" (تك ٢٥: ٢٢). وجاء في كتابات الربيين عما يحل بالأبناء بسبب أخطاء الوالدين. قال أحدهم في التزام الرجل ألا يحملق في امرأة: "من يتطلع إلى عقب امرأة سيولد له أطفال معوقين". وقال آخر أن هذا يحدث لمن يعاشر زوجته أثناء الطمث. وقال آخر أن من يمارس العلاقات الزوجية أثناء وجود دم (فترة الطمث) سيكون له أطفال يعانون من مرض الصرع. وقد وردت أقوال مشابهة كثيرة تبرز في اقتناع الربيين بأن أخطاء الوالدين يُعاقبون عليها بتشوهات خلقية في أبنائهم، يعاني منها الأبناء مدى الحياة. هذا يوضح أن ما قاله التلاميذ لم يكن من وحي خيالهم، بل كان تعليمًا راسخًا في أذهان الكثير من اليهود خلال تعاليم الربيين وكتاباتهم. يظن البعض أن التلاميذ سمعوا عن بعض الأفكار الفيثاغورية Pythagrean التي كانت تنادي بالوجود السابق للنفس. ولعل الفريسيون حملوا ذات الفكر عندما قالوا للمولود: "في الخطايا وُلدت أنت بجملتك" تعتقد كثير من الشعوب الآسيوية في تناسخ الأرواح، ولا تزال الهندوسية تهتم أن تحدد خطية الشخص التي ارتكبها حين كان في جسم آخر قبل ميلاده. اقتبس العلامة أوريجينوس عن كتاب العبرانيين غير القانوني حديثا ليعقوب يقول فيه: "أنا ملاك الله، أحد الرتب الأولى للأرواح. يدعوني الناس يعقوب، وأما اسمي الحقيقي الذي يعطيني الله إياه فهو إسرائيل. يعتقد أفلاطون أن الهواء مملوء بالأرواح، والبعض بسبب نزعاتهم الطبيعية الحيوية يربطون أنفسهم بأجسام، والآخرون يبغضون مثل هذا الاتحاد". "أجاب يسوع: لا هذاأخطأ ولا أبواه، لكن لتظهرأعمال الله فيه". عوض إدانة المولود أعمى أو والديه وجَّه السيد المسيح أنظار تلاميذه إلى عناية الله الفائقة وخطته الخفية، فقد سمح بالعمى لكن يهب هذا المولود أعمى البصيرة الروحية، ولكي يشهد للحق الإلهي أمام القيادات اليهودية العنيفة ويمجد الله. لم يقل السيد المسيح أن هذا الأعمى لم يخطئ، ولا أيضًا أبواه لم يخطئا، فكل البشرية تسقط في الخطية. لكن ما يعاني منه هذا الأعمى ليس بسبب خطية معينة ارتكبها هو أو والداه. ما يليق بالتلاميذ كما بالمؤمنين أن ينشغلوا بأعمال الله وخطته نحو كل إنسان ليتمتع بالبصيرة الداخلية، ويتعرف على أسرار الله، وينال شركة المجد الأبدي. يد الله عاملة على الدوام وسط الضيقات كما في الأفراح، تحت كل الظروف الله يريد خلاصنا. فالمؤمنون لم ينالوا وعدًا بألا تحل بهم ضيقات أو آلام كغيرهم من سائر البشر، إنما بالعكس يتعرضون لضيقات أكثر. لكن ما يعزيهم هو إدراكهم لخطة الله في كل شيء، وتمتعهم بالنعمة الإلهية التي لهم فيها كل الكفاية. هذا ما وعدنا به الله كما قيل لبولس الرسول: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" (٢ كو ١٢: ٩). لا يعرف المؤمن الشكوى وسط التجارب لأن عيناه مسمرتان على أبوة الله الحانية، وقلبه منفتح على إدراك خطة الله نحوه. * المسيح هو المخلص، بعمل الرحمة صنع ما لم يعطه في الرحم. الآن عندما لم يعطِ ذاك الأعمى عينين لم يكن ذلك عن خطأ فيه (الخالق) بالتأكيد، وإنما للتأجيل من أجل صنع المعجزة... "لا هذه أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه"... إنه لم يعطه ما كان يمكنه أن يعطيه؛ إنه لم يعطه ما عرف أنه سيعطيه حين تكون هناك حاجة إلى ذلك. لم يكن العمى بسبب خطية والديه ولا بسبب خطاياه هو "لكن لتظهر أعمال الله فيه"، فإننا نحن جميعًا حين وُلدنا كنا مرتبطين بالخطية الأصلية، ومع ذلك لم نُولد عميانًا. على أي الأحوال ابحث بحرص فإننا وُلدنا عميان. فمن لم يولد أعمى؟ أقصد عمى القلب. ولكن الرب يسوع الذي خلق الاثنين يشفي الاثنين القديس أغسطينوس * قول السيد المسيح عن الأعمى: "لا هذا أخطأ ولا أبواه"، ليس مبرئًا لأبويه من الخطايا، لأنه لم يقل على بسيط ذات القول: "لا هذا أخطأ ولا أبواه"، لكنه أكمل: "لكن لتظهر أعمال الله فيه". لأن هذا الأعمى قد أخطأ هو ووالداه، إلا أن عماه هذا ليس بسبب هذا. لأنه لا يجوز أن يُعاقب أحد إذا أخطأ آخر، فقد أزال هذا الوهم بلسان حزقيال النبي إذ قال: "وكان إليّ كلام الرب قائلًا: ما لكم أنتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل قائلين: الآباء أكلوا الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست. حي أنا يقول السيد الرب لا يكون لكم من بعد أن تضربوا هذا المثل في إسرائيل. ها كل النفوس هي لي، نفس الآب كنفس الابن، كلاهما لي النفس التي تخطئ هي تموت" (حز 18: 1-4). هذا وقد قال موسى النبي: "لا يُقتل الآباء عن الأبناء، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيته يُقتل" (تث 24: 16). فإن قال قائل: فكيف قال الرب لموسى النبي: "لأني أنا الرب إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي" (خر 20: 5)؟ فنقول له: إن هذه القضية ليست كلية، لكنها إنما قيلت عن أناسٍ من الذين خرجوا من مصر، فالذي يقول هذا معناه: لما خرج اليهود من مصر وصاروا بعد رؤيتهم لآيات وعجائب أشر من والديهم وأجدادهم الذين لم يشاهدوا مثل هذه العجائب، سيقاسون المصائب نفسها التي قاساها أولئك إذ قد تجاسروا على هذه الأعمال نفسها. * يقول هذا ليس كمن يشير إلى أنهم لم يخطئوا، فإنكلمن هذا الإنسان ووالديه قد أخطأوا، لكن عماه ليس بسبب هذا... وإنما لكي يُعلن مجد الله فيه. يقول قائل:لماذا يعاني من أجل مجد الله؟ أي ظلم، أخبرني؟ فإنه ماذا لو أن لم يخلقه نهائيًا؟ لكنني أقول: لقد نال نفعًا بعماه، إذ نال شفاءً لبصيرته الداخلية. أي نفع لليهود بأعينهم إذ صارت دينونتهم أعظم، فإنهم رأوا وكانوا عاجزين؟ أي ضرر أصاب هذا الرجل من عجزه، فإنه بهذا انفتحت عيناه؟ لذا فشرور الحياة الحاضرة ليست شرورًا، ولا الخيرات هي صلاح. الخطيئة وحدها هي شر، أما العجز فليس شرًا القديس يوحنا الذهبي الفم كتب القديس جيروم إلى كاستريتوس Castrutius of Pannonia يعزّيه على عماه الجسدي: * إذ أكتب إليك الآن أسألك ألا تتطلع إلى البلوى الجسدية التي حلّت بك ظانًا أنها بسبب الخطية... أما نرى أعدادًا كبيرة من الوثنيين واليهود والهراطقة وأصحاب أفكار مختلفة يتمرغون في وحل الشهوة، ويسبحون في الدم في عنفٍ أكثر من الذئاب المفترسة وكالحدأة الخاطفة، ومع هذا لم يحل هذا الوباء إلى مساكنهم؟ إنهم لا يصابون مثل غيرهم، ويزدادون وقاحة ضد اللَّه، ويرفعون وجوههم حتى إلى السماء. ومن الجانب الآخر نحن نعرف أن القديسين يصابون بأمراضٍ وآلامٍ وأعواز... إن ظننت أن عماك سببه الخطية، وأن المرض الذي غالبًا ما يستطيع الأطباء أن يشفوه شهادة على غضب اللَّه، إذن فأنت تحسب اسحق خاطئًا، إذ أصيب بعمى كامل حتى خُدع، وهو يعطي البركة لمن لم يكن يود أن يعطيه. نتهم يعقوب بالخطية الذي اظلمّ نظره، فلم يعد يرى إفرايم ومنسّى (تك 1:48)، مع أنه بعينه الداخلية وروحه النبوية استطاع أن يرى المستقبل البعيد وأن المسيح قادم من السبط الملوكي (تك 1:49) القديس جيروم لا يليق بالمؤمن وقد أدرك أسرار الله الفائقة أن يدين أحدًا أو يحسب ما يحل بالآخرين عقوبة إلهية لخطايا خفية، إذ يستخف بهم حتى وإن كانت خطاياهم ظاهرة. لقد سقط اليهود في ذلك فحسبوا البار، الذي بلا خطية، أنه يتألم ويُصلب عن شر أو تجديف ارتكبه. يقول المرتل: "لأن الذي ضربته أنت هم طردوه، وبوجع الذين جرحتهم يتحدثون" (مز ٦٩: ٥٦). ويقول إشعياء النبي: "نحن حسبناه مُصابًا مضروبًا من الله ومذلولًا، وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبحُبره شُفينا" (إش ٥٣: ٤ - ٥). "ينبغي أنأعملأعمال الذيأرسلني مادام نهار، يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل". كانت لحظات حاسمة حين تطلع رب المجد يسوع إلى المولود أعمى. إنها ليست لحظات لشفاء عيني المولود أعمى فحسب، وإنما للكشف عن شخص السيد المسيح أنه نور العالم واهب البصيرة الداخلية، ومع هذا لم يستطع أحد أن يكتشف ما وراء هذا العمى. لم يكن ممكنًا حتى تلك اللحظات لتلاميذ السيد المسيح أن يقرأوا ويفهموا كتاب العناية الإلهية، لكنه جاء الوقت فيما بعد لإدراك هذا السرّ الإلهي، وللتعرف علي العمل الإلهي الفائق. إنه لم يتقدم للعمل لإبراز قدرته على صنع عجائب، وإنما ليمارس أعمال أبيه الذي أرسله. لم يقل أمارس الأعمال التي أمرني بها أبي، وإنما يمارس ذات أعمال أبيه. ويلاحظ هنا الآتي: أولًا: جاء إلى العالم لمهمة عمل، يحقق إرادة أبيه في طاعة كاملة كابن الإنسان، وهي ذات إرادة الابن. لهذا فمن يطيع، إنما يشارك مسيحنا طبيعة الطاعة. ثانيًا: يمارس ذات عمل الآب، وهذا ما يؤكده السيد المسيح في إنجيل يوحنا في وحدة العمل الإلهي، كما سنرى في عبارات قادمة واضحة. ثالثًا: بروح الحب للبشرية والطاعة والوحدة مع الآب يجد مسرة في تحقيق هذا العمل، بل والتزام محبة، إذ يقول: "ينبغي أن أعمل". رابعًا: يعمل مادام نهار قبل أن يتحرك اليهود بالحقد والكراهية لقتل السيد المسيح. فترة خدمته هي فرص للعمل الظاهر حتى وإن كان الوقت سبتًا. هذه دعوة لنا للتحرك بالعمل، وانتهاز كل ساعات عمرنا لئلا ينتهي نهار عمرنا ولا نحقق رسالتنا. لقد وهبنا الله النهار للعمل (مز ١٠٤: ٢٢-٢٣)، لذا يليق بنا ألا نلهو في نهار عمرنا ولا نفسده، بل نجاهد في طاعة لله أبينا حتى متى حل المساء صار لراحتنا. خامسًا: يدعونا نحن أيضًا أن نعمل به ومعه، وكما يقول الرسول: "العاملان مع الله" (١ كو ٣: ٩). ففي العمل معه راحة وكرامة ومجد، نشترك معه في العمل مادمنا في الحياة قبل أن يحل الليل. * ماذا تعني تلك الكلمات؟ ما هي النتائج المترتبة عليها؟ كثيرة. لأن ما يقوله هو نوع من هذا: مادام نهار حيث يمكن للشعب أن يؤمن بي، مادامت هذه الحياة لازالت قائمة يلزمني أن أعمل. يأتي ليل، بمعنى أنه في المستقبل حيث لا يقدر أحد أن يعمل. لم يقل: "أنا لا أقدر أن أعمل"، بل "لا يقدر أحد أن يعمل"، بمعنى أنه لا يعود يوجد إيمان ولا أعمال ولا توبة * لماذا دعا بولس هذه الحياة "ليلًا"؟ (رو ١٣: ١٢) وهنا دعاها السيد "نهارًا"؟ إنه لا يتحدث بما يعارض المسيح، إنما يقول نفس الشيء، وإن كان ليس في الكلمات لكن في المعنى. إنه يقول: "قد تناهى الليل وتقارب النهار". دعا الوقت الحاضر ليلًا، لأنه يقرنه بالنهار المقبل. دعا المسيح المستقبل "ليلًا" لأنه لا يوجد مكان لأعمال التوبة والإيمان والطاعة في العالم المقبل إن أُهملت خطية ما هنا. أما بولس فيدعو الحياة الحاضرة ليلًا، لأن من يستمر في شره وعدم إيمانه فهو في ظلمة. فإذ يوجه الحديث إلى المؤمنين قال: "قد تناهى الليل وتقارب النهار"، إذ يلزمهم أن يتمتعوا بذاك النور؛ إنه يدعو الحياة القديمة ليلًا. "فلنخلع أعمال الظلمة، ونلبس أسلحة النور" القديس يوحنا الذهبي الفم هكذا إذ يوجه السيد المسيح حديثه إلى غير المؤمنين يحسب حياتهم هنا نهارًا إن قورنت بحياتهم في العالم المقبل. الآن وقت يمكن لهم أن يتمتعوا بنور شمس البرٍّ في أعماقهم بالإيمان الحي والتوبة الصادقة؛ أما في العالم العتيد فتحيط بهم الظلمة، حيث لا مجال للرجوع إلى المخلص وتقديم توبة. أما الرسول بولس فيوجه حديثه إلى المؤمنين حاسبًا حياتهم الماضية ليلًا حيث كانوا يسلكون في أعمال الظلمة، وقد حان وقت الرحيل إلى العالم المقبل حيث يتمتعون بنور المسيح الأبدي، الذي أمامه تحسب الحياة هنا أشبه بليلٍ دامس. * يا اخوة، إن وضعنا في الاعتبار عقوبتنا الموروثة، فالعالم كله أعمى. وقد جاء المسيح واهب الاستنارة، لأن الشيطان هو الذي يسبب العمى. لقد جعل كل البشرية مولودين عميانًا، ذاك الذي خدع الإنسان الأول. ليجروا نحو واهب الاستنارة. ليجروا ويؤمنوا ويتقبلوا الطين الذي من البصاق... ليغسلوا وجوههم في بركة سلوام... هوذا سلوام، أغسل وجهك، اعتمد، حتى تستنير وترى يا من كنت قبلًا لا ترى * أولا: افتح عينيك لمن قال: "جئت لكي أعمال الذي أرسلني" (راجع يو ٩: ٤). الآن يقف الأريوسي في الحال ويقول: "هنا كما ترى لم يفعل المسيح أعماله هو بل أعمال الآب الذي أرسله"... هل هذه الأعمال ليست أعماله؟ ماذا يقول الذي هو نفسه سلوام، المُرسل نفسه، الابن نفسه، الابن الوحيد، الذي تشتكي له مقللًا من شأنه؟ ماذا يقول: "كل ما للآب هو لي" (يو ١٦: ١٥)... فإنه لم يقل: "كل ما للآب قد أعطاني". مع أنه حتى إن قال هذا يظهر أيضًا مساواته له... اسمع في موضع آخر: "وكل ما هو لي فهو لك، وما هو لك فهو لي" (يو ١٧: ١٠). التساِؤل ينتهي، فإن ما للآب والابن هو كما باتفاقٍ واحدٍ، فلا تُدخل شقاقًا. ما يدعوه "أعمال الآب" هي أعماله هو، فإن ما هو لك فهو لي... "لأنه مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك (وبنفس الطريقة)" (يو ٥: ١٩) القديس أغسطينوس يقدم لنا السيد المسيح نفسه مثالًا، بل ونائبًا عنا، حتى متى اختفينا فيه نمارس ذات عمله بذات روحه. لم يكن محتاجًا إلى جهاد، لأنه يعمل عمل أبيه بكل مسرة داخلية بالرغم من المقاومة المستمرة ممن حوله. إنه ينبغي أن يعمل حتى خلال اتحادنا به، لا نكف عن الجهاد والشعور بالالتزام بالعمل قبل أن يحل بنا ليل الموت وينتهي نهار زماننا على الأرض. "مادمت في العالم فأنا نور العالم". يعمل السيد المسيح مادام الوقت نهار، أي مادام يمكننا أن نتمتع بأعماله الخلاصية، لأنه إذ ينتهي النهار ويحل ليل القبر لا يمكن الانتفاع بعد بأعماله، حيث لا مجال لتوبتنا ورجوعنا إليه. في نهار حياتنا يشرق علينا بكونه "نور العالم"، شمس البرّ الذي ينير نفوسنا وأذهاننا وكل أعماقنا. سبق فأعلن أن عمله هو إشراق نوره على الجالسين في الظلمة (يو ٨: ١٢)، فهو شمس البرّ واهب الاستنارة والشفاء خلال أشعة حبه أو تحت جناحيه. كرأس للكنيسة يحول مؤمنيه إلى "نورٍ للعالًم" ليس لهم إلاَّ أن يحترقوا بنار الحب الإلهي من أجل الآخرين. * قال هذا لنؤمن بأنه يتحدث عن التجسد، فإنه مادام هو إنسان. إنه في هذا العالم إلي حين، لكنه بكونه الله يوجد في كل الأزمنة. يقول في موضع آخر: "هاأنذا معكم كل الأيام وإلي كمال الدهر" (مت 28:20) القديس أمبروسيوس * هنا يُظهر أنه حتى بعد الصليب يهب رعايته الحانية للأشرار، ويجذب كثيرين إليه. فإنه لا يزال الوقت نهار ولكن بعد هذا فسيقطعهم تمامًا. يعلن عن هذا بقوله:"مادمت في العالم فأنا نور العالم". (يو 9: 5]. كما قال لآخرين: "مادام لكم النور آمنوا بالنور" (يو 12 :36) القديس يوحنا الذهبي الفم * الابن الوحيد الجنس هو نور ليس فقط للعالم، بل ولكل خليقة علوية القديس كيرلس الكبير * يُلقب "نور العالم" (يو ٩: ٥) لأجل عمله في إنارة العالم، الذي فيه هو النور. ويُدعى القيامة إذ ينزع عن للذين يقتربون إليه بإخلاص ما هو ميت ويقيم فيهم خبرة الحياة. وبسبب أعمال أخرى دُعي "الراعي" (يو ١٠: ١١، ١٢)، والمعلم (يو ١٣: ١٣)، والملك (زك ٩: ٩؛ مت ٢١: ٥؛ يو ١٢: ١٥)، والسهم المختار (مز ٤٤: ٦؛ إش ٤٩: ٢)، والعبد (إش ٤٩:٣)، بالإضافة إلى الشفيع والكفارة (١ يو ٢: ١ - ٢؛ رو ٣: ٢٥)، كما يدعى أيضًا اللوغوس، إذ ينزع عنا كل ما هو غير عاقل alogon، ويجعلنا بحق كائنات عاقلة نعمل كل شيء لمجد الله، حتى الأكل والشرب (١ كو ١٠: ٣١)، فنتمم الأعمال العامة والكاملة في الحياة لمجد الله، وذلك بسبب التعقل. إن كنا بالشركة معه نقوم ونستنير، وأيضًا يرعانا ويدبر حياتنا، فمن الواضح أننا أيضًا نصير عاقلين بطريقة إلهية عندما يحطم فينا كل ما هو ليس عاقل irrational وما هو ميت بكونه هو الكلمة والقيامة (يو ١: ١، ١١: ٢٥) العلامة أوريجينوس * ما هو ذاك الليل الذي متى حل لا يقدر أحد أن يعمل؟ اسمعوا ما هو هذا النهار، وعندئذ ستفهمون ما هو الليل... دعوه هو يخبرنا: "مادمت في العالم فأنا نور العالم" [٥]. انظروا هو نفسه النهار. دع الأعمى يغسل عينيه في النهار، لكي يرى النهار... إذن سيكون ليل من نوع ما هو عدم معرفة الشخص لي؛ حيث لا يكون بعد المسيح هناك، فلا يقدر أحد أن يعمل * إنه ليل الأشرار، ليل أولئك الذين سيُقال لهم في النهاية: "ابعدوا إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته". الآن يعمل الإيمان بالحب، فإن كنا الآن نعمل - فيكون الآن نهارًا - إذ المسيح حاضر هنا. اسمعوا وعده، ولا تظنوا أنه غائب. إنه بنفسه قال: "ها أنا معكم". إلى متى؟ ليتنا لا نقلق نحن الأحياء؛ حيث هذا ممكن إذ نكون في أمان كامل بكلمته في الأجيال القادمة. إنه يقول: "هذا أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت ١٨: ٢٠). يوجد وقت للعمل وآخر لنوال الأجرة، فإن الرب سيكافئ كل واحدٍ حسب أعماله (مت ١٦: ٢٧). مادمتم تعيشون اعملوا... فسيأتي ليل مرعب يغشى الأشرار في ثناياه. الآن كل غير مؤمن يموت يدخل في ليلٍ، حيث لا يوجد عمل يمكن أن يُفعل. في ذلك الليل كان الغني يحترق ويتألم ويعترف، لكنه لم ينل أية راحة. لقد حاول أن يفعل صلاحًا إذ قال لإبراهيم: "يا أبي إبراهيم، أرسل لعازر إلى اخوتي ليخبرهم ما يحدث هنا، لئلا يأتوا هم أيضًا إلى موضع العذاب هنا" (راجع لو ١٦: ٢٧-٢٨). يا له من إنسان شقي! عندما كنت عائشًا كان وقت للعمل، الآن أنت في ليلٍ، حيث لا يقدر إنسان أن يعمل القديس أغسطينوس "قال هذا وتفل على الأرض، وصنع من التفل طينًا، وطلى بالطين عيني الأعمى". طريقة شفاء المولود أعمى فريدة، فمن المعروف أن الطين يفسد العين السليمة، فكيف يصنع من التفل طينًا ليطلي به عيني المولود أعمى؟ ولماذا لم ينتظر ليشفيه خفية حتى لا تهيج القيادات الدينية؟ وأيضًا لم ينتظر حتى يعبر السبت ليشفيه؟ أولًا: يؤكد السيد المسيح أنه يتمم عمله بحسب فكره الإلهي وليس حسب رغبتنا ووسائلنا البشرية. ثانيًا: ما يشغله هو وهب الأعمى بصرًا لعينيه، وبصيرة لقلبه، دون اهتمام بمقاومة القيادات اليهودية له. ثالثًا: لم ينتظر حتى يعبر السبت، لأن السبت هو يوم الراحة، فتستريح نفس المسيح بالعمل الإلهي واهب الاستنارة والراحة للغير. رابعًا: يقدم نفسه مثلًا ألا نؤجل عمل الخير إلى الغد، بل ننتهز كل فرصة لنسرع إلى عمل الخير لئلا لا توجد هذه الفرصة في الغد. خامسًا: صنع من التفل طينًا وطلى عينيه بيديه، ليؤكد أن سرّ القوة في المسيح نفسه، وفي عمل يديه. كل ما يصدر عن المسيح فيه قوة وحياة واستنارة، فإن يده قديرة. * لاحظوا أنه عندما أراد أن يشفيه نزع عماه بأمرٍ يزيد العمى، إذ وضع طينًا * أخذ ترابًا من الأرض وذلك بنفس الطريقة هو يخلق (آدم). حقًا لو أنه قال: "أنا هو الذي أخذ ترابًا من الأرض وشكل الإنسان"، لكان الأمر شاقًا وبغيضًا على سامعيه أن يحتملوه. لكنه إذ أظهر الأمر خلال العمل الواقعي لا يقف شيء أمامه. لذلك إذ أخذ ترابًا ومزجه باللعاب يًعلن مجده الخفي. فإنه ليس بالمجد الهين أن يؤمنوا أنه صانع الخليقة * إن سألت: لِم لم يستعمل السيد المسيح ماءً في الطين الذي أصلحه، بل استعمل لعابه؟ أجبتك: لكي لا يُنسب الشفاء إلى الينبوع، بل لكي تعرف أن القوة الظاهرة من فمه هي التي أبدعت عيني الأعمى وفتحتهما. القديس يوحنا الذهبي الفم * منحه عينين جديدتين القديس بولينوس * صنع العينين من الطين. انبعث النور من التراب، وذلك كما حدث في البداية... أمر النور، فُولد من الظلمة. هكذا هنا أيضًا. صنع طينًا بلعابه، وقدم كمالًا لما كان ناقصًا في الخليقة، وذلك منذ البداية، ليظهر أن ما كان في يديه هو أن يقدم كمالًا لما هو ناقص في الطبيعة... وإذ كانوا لا يريدون أن يؤمنوا أنه قبل إبراهيم. برهن لهم بالعمل أنه ابن ذاك الذي شكلت يداه آدم الأول من التراب مار افرام السرياني * فإذ صنع من التفل طينًا طلى بالطين أعيننا (يو 6:9، 7)، وجعلنا نبصر جليًا (مر25:8) وفتح آذان (راجع مر 33:7-35) قلوبنا، حتىإذصارت لنا آذان نسمع (راجع متى 11: 15، 13: 19). وإذ نشتم رائحته الذكية (راجع أف 5؛ 2كو 15:2)، مميزين اسمه كرائحة طيب مسكوب (نش 1: 3، في2) وإذ ذقنا ونظرناماأطيب الرب (1بط 3:2، مز34[33]: 8) وإذ لمسناه بتلك اللمسة التي يتحدث عنها يوحنا: "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1 يو1:1)، صار في إمكاننا حينئذ أن نذبح الحمل ونأكله، فنخرج بهذا من مصر العلامة أوريجينوس "وقال له: اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل، فمضى واغتسل وأتى بصيرًا". سلوام: تدعى أيضًا شيلوه Siloo, Siloe, Shilooh، وهي عبارة عن ينبوع كان تحت حصون أورشليم نحو الشرق، ما بين المدينة وجدول مياه قدرون. يرى البعض أن سلوام هي بنفسها عين روجل الواردة في يش ١٥: ٧؛ ١٨: ٦؛ ٢ صم ١٧: ١٧؛ ١ مل ١: ٩. كانت مياه هذا الينبوع تجمع في مخزن عظيم لاستخدام المدينة، وكان يصدر عنه مجرى ماء يغذي بركة بيت صيدا. كانت هذه البركة تستمد المياه من ينبوع صادر عن جبل صهيون، فكانت مياه الهيكل "نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن العلي" (مز ٤٦: ٤). إنها مياه حيَّة شافية (حز ٤٧: ٩). "الذي تفسيره مرسل"، إذ الاسم مشتق من العبرية Shalach وتعني "أرسل"، إما لأنهم كانوا يتطلعون إلى هذا الينبوع كعطية مرسلة من قبل الله لأجل استخدام مياهه في المدينة، أو لأن مياهها كانت تُرسل خلال قنوات أو أنابيب إلى جهات متباينة. يرى البعض أن الاسم يشير إلى نبوة يعقوب ليهوذا عن مجيء السيد المسيح من نسله: "حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع الأمم" (تك ٤٩: ١٠)، فهي رمز للسيد المسيح المُرسل من قبل الآب لإنارة النفوس وشفائها. كان السيد المسيح يُدعى المُرسل، إذ هو رسول العهد (ملاخي ٣: ١)، ويكرر السيد في إنجيل يوحنا أن الآب قد أرسله. هكذا إذ يدعو الأعمى أن يذهب إلى بركة سلوام أو المرسل، إنما يدعو كل نفس تحتاج إلى الاستنارة أن تذهب إليه، إذ هو المُرسل الذي يطهر الإنسان من الخطية، ويشرق بنوره عليه، فيتمتع بالمعرفة السماوية، ولا تعود للظلمة موضع فيه. * كما أن المسيح كان الصخرة الروحية (١ كو ١٠: ٤) هكذا كانت أيضًا سلوام الروحية القديس يوحنا الذهبي الفم أبرز السيد المسيح طاعة هذا الأعمى، فمن جهة ترك ربنا يسوع المسيح الذي لم يره من قبل أن يصنع طينًا على عينيه دون أن يتذمر، أو حتى يتساءل كيف تُشفى عينان بالطين؟ ومن جهة أخرى أطاع وذهب إلى بركة سلوام واغتسل فيها، وربما سبق فاغتسل فيها ولم يتمتع بالبصر، وحتمًا كثيرون اغتسلوا بمياه سلوام ولم يُسمع عن أعمى قد شُفي بمياهها. لقد أعلن السيد عن فضائل هذا الأعمى المسكين كيف أطاع في يقين وثقة وهدوء. * لاحظوا فكر الأعمى، كان مطيعًا في كل شيء. إنه لم يقل: إن كان بالحق الطين واللعاب يهبني عينين، فما الحاجة إلى سلوام؟ إن كانت هناك حاجة إلى سلوام فما الحاجة إلى الطين؟ لماذا هو يدهنني (بالطين)؟ ولماذا يأمرني أن أغتسل؟ إنه لم يفكر في مثل هذه الأمور. لقد هيأ نفسه لأمرٍ واحدٍ وهو الطاعة في كل شيء لذاك الذي قدم له الأمر، وألا يفعل شيئًا مضادًا له القديس يوحنا الذهبي الفم تمتع المولود أعمى بالبصر الذي لم يتمتع به قبلًا، وكأنه قد نال ميلادًا جديدًا يختلف عن مولده السابق. بركة سلوام كانت تشير إلى مياه المعمودية التي تهب مع التطهير وغفران الخطايا استنارة داخلية. كانت المياه تشير إلى العصر المسياني أو مملكة بيت داود: "لأن هذا الشعب رذل مياه شيلوه الجارية بسكوت..." (إش ٨: ٦). عاد الأعمى بصيرًا، يرى ما لا يُرى، مسبحًا بكل كيانه ذاك الذي وهبه الاستنارة. وكما قيل بإشعياء النبي: "صوت مراقبيك يرفعون صوتهم، يترنمون معًا لأنهم يبصرون عينًا لعين عند رجوع الرب إلى صهيون" (إش ٥٢: ٨). * يقول السيد المسيح للأعمى اذهب اغتسل في بركة سلوام، فإن قلت: لِم لم يعمل السيد المسيح هذا العمل في الحال، بل أرسل الأعمى إلى بركة سلوام؟ أجبتك: ليُعرف إيمان الأعمى، ولكي يُبكم مكابرة اليهود، ولأنه كان واجبًا أن يبصره كل من التقى به ذاهبًا إلى البركة مشتملًا الطين على عينيه. إذ بهذا المنظر الغريب يجتذب الكل إليه، سواء الذين كانوا يعرفونه أو الذين لم يكونوا يعرفونه، فالكل يلاحظه بكل دقة (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). وإذ ليس من السهل أن يُعرف الأعمى بعد تفتيح عينيه (إذ تتغير ملامحه) لذلك جعل السيد أولًا شهودًا كثيرين بطرق مختلفة، وبالمنظر الغريب يلاحظونه بدقة... حتى لا يمكنهم بعد المعجزة أن يقولوا أن هذا ليس هو. القديس يوحنا الذهبي الفم * غسل عينيه في تلك البركة التي تفسيرها "مرسل". إنه اعتمد في المسيح. لذلك إذ عمده بطريقة ما فيها استنارة، وعندما مسحه (بالطين) ربما جعله موعوظًا القديس أغسطينوس يرى القديس أغسطينوس في صنع الطين بالتفل إشارة إلى أن الكلمة صار جسدًا |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
المسيح يفتح عيني مولود أعمى http://www14.0zz0.com/2011/04/08/13/453928906.gif "وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَاناً أَعْمَى مُنْذُ وِلَادَتِهِ، فَسَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ قَائِلِينَ: "يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟" أَجَابَ يَسُوعُ: "لَا هذَا أَخْطَأَ وَلَا أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللّهِ فِيهِ. يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ". قَالَ هذَا وَتَفَلَ عَلَى الْأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِيناً وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الْأَعْمَى. وَقَالَ لَهُ: "اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ". الَّذِي تَفْسِيرُهُ مُرْسَلٌ. فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً" (يوحنا 9:1-7). مرَّ المسيح في مدينة أورشليم برجل وُلد أعمى، فسأله تلاميذه: "من أخطأ، هذا أم أبواه، حتى وُلد أعمى؟". أجابهم المسيح بما معناه أن هذه المصيبة العظيمة لم تأتِ هذا الرجل نتيجة خطيئة ارتكبها هو أو والداه، إنما سمحت العناية الإِلهية بهذه الضربة لتظهر أعمال اللّه في المُصاب. ما أعظم الفرق بين هذا الكلام المعزي من المسيح، وكلام التأنيب الموجِب لليأس الذي كان يسمعه ذلك الأعمى كل حياته من الجميع عن أسباب مصيبته. ها هو يسمع لأول مرة أن مصيبته هذه لا تدل على أنه مغضوب عليه من اللّه ومرفوض، بل بالعكس، أن للّه في مصيبته مقاصد صالحة، فنقله هذا الكلام من عالم اليأس إلى عالم الرجاء. سأل عن اسم من يكلِّمه، وعرف أن اسمه "يسوع". يا لمصيبة عماه! إنه لا يستطيع أن يرى هذا الذي انتصر له. لو قدم له المسيح في هذه الساعة ليس الدنانير النحاسية التي تعوَّدها، بل الذهبية أيضاً، لما أحسن إليه بمقدار إحسانه بهذا الجواب، حتى لو تركه وشأنه حالاً. لكن هذه اللفتة كانت بداية عمل المسيح الصالح معه. نبَّه المسيح سامعيه أولاً إلى قِصَر الفرصة الباقية له للعمل. قال: "ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل". ثم أشار إلى وظيفته كالنور الحقيقي الآتي إلى العالم الذي ينير كل إنسان، وقال: "ما دمتُ في هذا العالم فأنا نور العالم". أي أن الظلمة الجسدية والروحية التي أعثرت هذا الضرير هي ضدي وأنا ضدها، فسأزيلها. ثم فعل المسيح ما قاله. تفل على الأرض وصنع طيناً، وطلى بالطين عيني الأعمى، وأمره أن يذهب ويغتسل في بركة سلوام، فمضى واغتسل وأتى بصيراً. ظهرت القوة الإلهية في هذا العمل بواسطة الفرق العظيم بين طريقة الشفاء ونتيجته. إن الطين يُعمي العين السليمة، لكن الطلي بالطين كان مهماً لأجل تحقيق العلاقة بين الفاعل وفعله، ولأجل إحياء الإيمان في قلب هذا الأعمى. كان مهماً أيضاً إيضاح ضرورة الطاعة التي هي ثمر الإيمان. فعلى الأعمى أن يطيع وإلا فلا يستفيد من عمل المسيح. ليست النتيجة العجيبة التي حدثت ثمر عمل الأعمى، لكنها توقفت على ذلك الفعل. ولو لم يؤمن لما أطاع. لو لم يطع بعد إيمانه لما جاز أن يُقال إنه آمن. جاءه الشفاء لأنه آمن إيماناً يثمر بالطاعة. وهذه على الدوام قاعدة الخلاص والإيمان والأعمال. من يؤمن يخلص، ومن يؤمن لا بد له أن يعمل. فإن لم يعمل حسب الفرصة المُعطاه له يحكم أنه لم يؤمن، فيهلك، ليس لأنه لم يعمل بل لأنه لم يؤمن إيماناً صحيحاً. نرى هذا الأعمى يسير بين الجمهور، بعد أن طلى المسيح عينيه بالطين، وقَبْل أن يغسلهما في بركة سلوام، ووجهه ملطخ بالطين، وسيْره جديٌّ فوق العادة، مما ينبّه الناظرين ويثير عليه الاستهزاء. لكن الاستهزاء لم يُثْنه عن طاعته، ولا نصائح العقلاء له أن لا ينقاد لكلام المسيح المكروه من قادة الدين، وان لا يعرض نفسه لغيظ الرؤساء، لأنه يعمل في السبت ضداً لتعاليمهم. كل هذه لم تطفئ فتيلة إيمانه المدخنة، ولم تردَّه عن الذهاب إلى حيث أمره المسيح. ولما نال البصر عاد إلى المكان الذي فارق فيه المسيح ليمتّع بصره الجديد برؤية الذي أنعم عليه بهذه الهبة التي لا تُثمَّن، وليقدم له الشكر اللائق والواجب، ويستمد منه إرشادات جديدة دينية. لكنه لم يجد المسيح هناك، ولم يجد من يهديه إليه. هذه المعجزة رمز مناسب جداً للخلاص. لأنها منحت هذا المولود أعمى ما لم يكن له سابقاً. كانت مصيبة هذا الرجل الكبرى أنه مولود أعمى بالمعنى الروحي أيضاً، لأنه وُلد في الإِثم والخطيئة كما ذكَّره الرؤساء، فمنحه المسيح مع البصر الجديد الجسدي، ما هو أهم بما لا يُقاس، وهو بصر جديد روحي. "فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا: "أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟" آخَرُونَ قَالُوا: "هذَا هُوَ". وَآخَرُونَ: "إِنَّهُ يُشْبِهُهُ". وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ: "إِنِّي أَنَا هُوَ". فَقَالُوا لَهُ: "كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟" أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: "إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ، وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ". فَقَالُوا لَهُ: "أَيْنَ ذَاكَ؟" قَالَ: "لَا أَعْلَمُ" (يوحنا 9:8-12). نال المولود أعمى شفاءه في يوم سبت - وهو يوم راحة عند اليهود. وعندما رأى المتعصبون الرجل ماشياً في السبت يطلب الشفاء حنقوا عليه، وأرادوا أن يعاقبوه لأنه خالف شريعة السبت المقدسة. ولم يجسر أحد أن يدافع عمَّا فعله المسيح، ولا عمَّا جرى مع الأعمى، لأن الرؤساء كانوا قد أعلنوا جهاراً أنه إن اعترف أحدٌ بأنه المسيح يُحرَم من امتيازاته الدينية والمدنيّة، ويطردونه من ممارسة العبادة. لما فشل الأعمى الذي أبصر أن يرى شافيه، رجع إلى بيته ليرى والديه وجيرانه لأول مرة في حياته التي لم تقلّ عن الثلاثين سنة. ما أعظم التغيير الذي حصل في منظر هذا الرجل بسبب ما جرى له. فقد انفتحت عيناه، وضاء وجهه بالفرح، وتغيّرت لهجته، فلم يعرفه الذين كانوا يعرفونه بعض المعرفة السطحية فقط. لهذا السبب اختلف الرأي بخصوصه. اعتقد البعض أن شفاءه وَهْمٌ وخداع، وأن هذا البصير ليس هو ذاك الضرير بل شخص آخر يشبهه. أما هو فقال: "إني أنا هو". ولما سألوه عما جرى له، ومن شفاه، أجابهم بالواقع. لكن لما سألوه عن شافيه أين هو؟ قال: "لا أعلم". وهو يتمنى لو استطاع أن يهتدي إلى مكان المسيح ليهديهم إليه. "فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى. وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ، فَقَالَ لَهُمْ: "وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ، فَأَنَا أُبْصِرُ". فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: "هذَا الْإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللّهِ، لِأَنَّهُ لَا يَحْفَظُ السَّبْتَ". آخَرُونَ قَالُوا: "كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هذِهِ الْآيَاتِ؟" وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. قَالُوا أَيْضاً لِلْأَعْمَى: "مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟" فَقَالَ: "إِنَّهُ نَبِيٌّ". فَلَمْ يُصَدِّقِ الْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ حَتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ الَّذِي أَبْصَرَ. فَسَأَلُوهُمَا قَائِلِينَ: "أَهذَا ابْنُكُمَا الَّذِي تَقُولَانِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الْآنَ؟" أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ وَقَالَا: "نَعْلَمُ أَنَّ هذَا ابْنُنَا وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى، وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الْآنَ فَلَا نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلَا نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ السِّنِّ. اسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ". قَالَ أَبَوَاهُ هذَا لِأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ، لِأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ. لِذلِكَ قَالَ أَبَوَاهُ: "إِنَّهُ كَامِلُ السِّنِّ، اسْأَلُوهُ" (يوحنا 9:13-23). لم يهتدِ المتعصبون إلى الذي سبَّب هذه المخالفة، فجرُّوا الأعمى الذي أبصر إلى مجلسهم ليحاكموه. ولما طلب أعضاء المجلس أن يسمعوا القصة من فمه رأساً قصَّها عليهم. ولما علموا أن المسيح الذي يبغضونه وينوون قتله فعل هذه المعجزة حاروا في أمرهم. إنْ هم حكموا على المسيح بمخالفة السبت يثبتون المعجزة ويشِيعُون خبرها، فيزيد تمسُّك الشعب بالمسيح. ولأنه وقت العيد العظيم لا يُستبعَد أن الشعب يثير حركة سياسية، وينادي بالمسيح ملكاً. وإنْ هم أنكروا حقيقة المعجزة، يخسرون الحُجَّة التي فرحوا لها للحكم عليه بأنه دنَّس السبت. لذلك ترددوا وناقضوا ذواتهم لأنهم أثبتوا المعجزة أولاً، وافتكروا الآن أن يلاشوا تأثيرها بقولهم إن فِعْلها في يوم السبت برهان أن الفاعل ليس من اللّه، بل قد فعلها بقوة الشياطين! لكن قوماً في المجلس اعترضوا بقولهم: "كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه المعجزة؟" فحصل انقسام في المجلس، وغيَّروا خطَّتهم وعمدوا إلى حيلة ضد الأولى، إذْ حاولوا إنكار المعجزة لعلهم ينجحون في اتهام المسيح بالاحتيال، وطلبوا أن يجبروا الرجل وأبويه على إنكار المعجزة. ولكنه قال: "أعلم شيئاً واحداً: أني كنتُ أعمى والآن أبصر". هذا القول هو شعار كل من اختبر الخلاص بالمسيح، بواسطة الإيمان الحي به، لأنه يقدم الشهادة عينها. "فَدَعَوْا ثَانِيَةً الْإِنْسَانَ الَّذِي كَانَ أَعْمَى، وَقَالُوا لَهُ: "أَعْطِ مَجْداً لِلّهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الْإِنْسَانَ خَاطِئٌ". فَأَجَابَ: "أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالْآنَ أُبْصِرُ". فَقَالُوا لَهُ أَيْضاً: "مَاذَا صَنَعَ بِكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟" أَجَابَهُمْ: "قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا. لِمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا أَيْضاً؟ أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلَامِيذَ؟" فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: "أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلَامِيذُ مُوسَى. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللّهُ، وَأَمَّا هذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ". أَجَابَ الرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ: "إِنَّ فِي هذَا عَجَباً! إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ. وَنَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ لَا يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللّهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ فَلِهذَا يَسْمَعُ. مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَداً فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى. لَوْ لَمْ يَكُنْ هذَا مِنَ اللّهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً". أَجَابُوا قَالُوا لَهُ: "فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!" فَأَخْرَجُوهُ خَارِجاً" (يوحنا 9:24-34). ولما وجَّه الرؤساء أسئلتهم للأعمى الذي أبصر قال: "قلت لكم ولم تسمعوا. لماذا تريدون أن تسمعوا أيضاً؟ ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ؟" فشتموه مفتخرين بأنهم تلاميذ موسى، بينما هو تلميذ هذا الجليلي المجهول الأصل. شتموه بحجة أنه ضلَّ وكفر في تسميته المسيح نبياً. ولامهم الأعمى الذي أبصر لأنهم - وهو معلمو الدين - يجهلون أصل شخص عمل ما يبرهن أنه من اللّه. وختم جوابه بكلام قوي أظهر ذكاءه وشجاعته وإيمانه. إذ قال إن كل تاريخهم منذ نشأة العالم لا يذكر شخصاً واحداً منح البصر لمولود أعمى. ثم قال: "نعلم أن اللّه لا يسمع للخطاة، ولكن إنْ كان أحد يتّقي اللّه ويفعل مشيئته فلهذا يسمع. لو لم يكن هذا من اللّه ما قدر أن يفعل شيئاً". ويستند قوله هذا على بعض آيات الكتاب، فالخاطئ الوحيد الذي يسمع له اللّه هو الذي يقدم توبة حقيقية صادقة. فاستشاطوا غيظاً وقالوا له: "في الخطايا وُلدت أنت بجملتك وأنت تعلّمنا!". ثم حكموا عليه بالحَرْم الأعظم وأخرجوه من المجمع. "فَسَمِعَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً، فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ: "أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللّهِ؟" أَجَابَ: "مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لِأُومِنَ بِهِ؟" فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "قَدْ رَأَيْتَهُ، وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ". فَقَالَ: "أُومِنُ يَا سَيِّدُ". وَسَجَدَ لَهُ" (يوحنا 9:35-38). وما أن خرج الرجل من المجمع مطروداً حتى لاقاه المسيح، فقال له: "أتؤمن بابن اللّه؟". لم يعلن المسيح ذاته كابن اللّه للعلماء في الأمة، لكنه أعلن ذلك لهذا الفقير الميَّال إلى الإيمان، والذي ظهر جوهره لما أجاب: "من هو يا سيد لأومن به؟" فأناره المسيح بقوله: "قد رأيتَه، والذي يتكلم معك هو هو". ما أصعب هذا الجواب على مسامع يهودي متمسك بالتوحيد. كيف يكون هذا الرجل الذي أمامه ابن اللّه وكل ملامحه بشرية؟ فإنْ كان حقاً ابن اللّه فيجب أن يسجد له حالاً، وإلا فلا يجوز، بل يكون السجود له خطيئة عظيمة. لقد عرف أولاً واعترف أن المسيح نبي ولم يسجد له، وأما الآن فيسجد، لأنه صدَّق أنه ابن اللّه، وهذا يُجيز سجوداً له لا يُعطَى لنبي أو ملك أو ملاك. في هذه الساعة تمَّ شفاء هذا الرجل من عماه الروحي الذي وُلد فيه، فأبصر جلياً ورأى أمامه بعينه الجسديتين يسوع الناصري ابن مريم، وبعين الإِيمان رأى ابن اللّه الوحيد. أخذ هذا المسكين من رؤسائه الشتيمة والحرم، لكن المسيح عوَّض عليه أضعاف الأضعاف بالبركة والخلاص. أولئك أخرجوه من المجمع وأغلقوا في وجهه باب النظام الديني والحقوق المذهبية، لكن المسيح أدخله إلى ملكوت اللّه وفتح له باب السماء. وبسبب عماه اهتدى إلى الخلاص الأبدي، وربح صداقة هذا الخِلّ السماوي، ونال ذكراً شريفاً أبدياً في التاريخ. ثم أنه خدم المسيح بنشر صيته انتشاراً جديداً بشهادته الصادقة له، وخدم ذوي القلوب السليمة حوله بإعطائهم أسباباً كافية ليلجأوا إلى هذا المخلّص وينالوا به خلاصاً. أفلا يحقُّ لنا أن نتصَّوره بين القديسين في السماء يقدم شكراً وافراً على الدوام، لأنه وُلد أعمى. |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
أحد المولود أعمى https://comingeon.files.wordpress.co...-blind-man.jpg يسمى هذا الأحد المبارك بأحد التناصير لان الكنيسة الأولى اعتادت ان تمنح جماعة الموعوظين سر المعمودية المقدسة قبل عيد القيامة . واختارت الكنيسة لهذا اليوم فصل من إنجيل معلمنا يوحنا البشير وهو الإصحاح التاسع بأكمله الذي يروى معجزة شفاء السيد المسيح للمولود أعمى والسبب في اختيار هذا الفصل انه يصف حالة المعتمد قبل نوال سر المعمودية وبعده. فمن يتقدم للمعمودية يعتبر مولودا أعمى بالخطية الأصلية وبنعمة المسيح يغتسل في جرن المعمودية (الذي يشير إلى بركة سلوام) فيخرج منها وقد تطهر من خطاياه وانفتحت عيون قلبه ونال بصيره روحية يعاين بها أمجاد الحياة في المسيح على الأرض وأمجاد الملكوت بعد أن يكمل جهاده على الأرض . وكما قال السيد المسيح عن المعمودية. "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله.."(يو5:3) ويستخدم الماء فى المعموديه لأن كل سر لابد له من مادة ملموسة ظاهرة والماء مناسب لسر المعمودية لأن: 1_ الماء للغسيل والتطهير وهكذا المعمودية تغسل الشر وتنقي النفس. 2_ أمر إلهي " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح.... " 3_الماء يرمز إلي الموت والحياة في عبور البحر الأحمر، موت للشر والشيطان ممثلاً في فرعون، وحياة لأولاد الله الخارجين من الماء. 4_ يسوع بارك الماء بنزوله فيه في نهر الأردن ويستخدم ايضا زيت الميرون المقدس الميرون المقدس سر بعطى فقط للمعتمدين ويكون ذلك بمسحهم به أي ختمهم بختم الروح القدس..فينعموا بمواهبه الالهية وهذه المواهب تنمي الحياة الجديدة التي أخذوها بالمعمودية وتقودها الى الكمال الميرون زيت يؤخذ من زيت الزيتون ومن أطياب مختلفة .. والمعموديه فى اشارتها للميلاد الثانى كما فى تفيح عينى المولود اعمى استخدم السيد المسيح تراب الأرض بأن تفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الأعمى وقال له اذهب أغتسل في بركة سلوام فمضى واغتسل واتى بصيرا وهذا مما يؤكد لاهوت المسيح وأنه هو الله الخالق. وكما تشير هذه المعجزة إلى سر المعمودية وفاعليتها في الإنسان المعتمد تشير أيضا إلى سر التوبة والاعتراف التي تعتبرها الكنيسة معمودية ثانية يغتسل بها التائب من خطاياه وينال بها بصيرة روحية ليسير في النور بعد أن كان سالكا في الظلمة . والمعمودية تعنى الاغتسال (في بركة سلوام) لكي نصير أبناء أطهـار، والتوبة هي استمرار للاغتسال لكي نبصر جيداً، فالتوبة هي استمرار للمعمودية- وهي الوسيلة التي بها نبصر المسيح جيداً طوال حياتنا. فالتوبة المستمرة تغسل القلب وتجدد الذهن وتحفظ النفس منسحقة في طاعة الآب، وتكشف لها كل بركات وأسرار الآب السماوي. تعالوا يا اخوتى نسمع الى صرخات المولود أعمى عايش حزين غايب عنى الأمل من غير عينين ساكن فى الملل محتاج أشوف .. مشتاق لقدرة وعمل أصل أنا مولود أعمى ويعدى على كتير الناس شايفنى فى عيونهم أعمى مستنى اللى يقدر يجتاز قلبى بالنور والنعمة ولاقيت اللى بينادينى بالطين عايز يداوينى مين يصدق أعمى مسكين يكون فى يوم دواه الطين ويشوف نور العالم بعد ما عاش أعمى سنين شافنى ونادانى وبايده حن على لمسنى قوانى فتح بالطين عينى فتح بالطين عينى فتح بالطين عينى ترنيمة لمسنى وقوانى تأليف: كورال للرب نرنم كنت أعمى والآن أبصر "، هذا هو اختبارنا الدائم كأبناء للآب السماوي. لقد كنا عميان فأنار بصيرتنا وكشف عن أعيننا فأبصرنا عجائب من شريعته، وأرانا ما اشتهي الأنبياء أن يروه، وفتح بصيرتنا لنفهم الكتب... لنعاين مجد الله وبركته الدائمه لنا ينبغى اولا ان ينير ظلمه عيوننا واذهاننا ان يعطينا الاغتسال من بركه سلوان الاغتسال الدائم عن طريق التوبه والاعتراف ترنيمة روحنا في يوم التناصير رحنا فى يوم حد التناصير أبونا غطس أخويا الصغير فى أوضة المعمودية ثلاث مرات جوه المياه خلاه بزيت طاهر مرشوم وبعد رشمه بالميرون بقى مسيحى زينا إداه لينا وبارك لنا لفه بشريط اسمه الزنار فضل لابسها بإستمرار على هدوم بيضاء ولامعه لحد ما إنتهى الأسبوع |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
معجزة خلق أعين للمولود أعمي وعلاقتها بالمعمودية والميلاد الجديد https://s-media-cache-ak0.pinimg.com...293c59e41f.jpg ليست صدفة على الأطلاق بل عمل الله الكامل أن تسمي الكنيسة الاصيلة قديما أحد المولود أعمي بأحد التناصير (أي المعمودية) ويتعمد فيه الكثيرين. وليست صدفة أيضا أن تكون قصة خلق أعين للمولود أعمي ملحمة روحية عظيمة تبدأ في الظلام وتنتهي في النور لتلخص الميلاد الجديد بحلول الروح القدس. لقد بدأت القصة بداية غير تقليدية حين سأل التلاميذ المسيح: يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى. أجاب يسوع لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه. ينبغي أن اعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دمت في العالم فأنا نور العالم.” الآيات (6-7): “قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طينًا وطلى بالطين عيني الأعمى. وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل فمضى واغتسل وآتى بصيرًا.” من الواضح جدا في هذه الاعداد ان الخليقة الجديدة هي أن يصير الانسان “بصيرا”. وبالتالي المعمودية هي ليست طقسا بل استعلان. لذلك تجد كلمة Epiphany بالإنجليزية أو epiphaneia باليونانية القديمة تعني التجلي (او الظهور الإلهي) أو الاستعلان. وهو الاسم الذي نطلقه بالعربية على عيد الظهور الإلهي أو التجلي (والذي حدث مرئيا مرة واحدة فقط في عماد المسيح) لذلك فالمعمودية أو الميلاد الجديد هو استعلان وبصيرة جديدة. وهذا ما حدث بالضبط مع المولود أعمي. إذا الميلاد الجديد هو أن يصير المولود أعمي بصيرا يخلق له المسيح أعين جديدة يراه بها؛ أنه هو “ابن الله” ومن لا يري نفسه أعمي لن يقدر أن يقبل الميلاد الجديد لأنه يظن أنه مبصر. “قال لهم يسوع لو كنتم عميانًا لما كانت لكم خطية ولكن الآن تقولون إننا نبصر فخطيتكم باقية.” وقد ضاع هذا الجوهر العظيم في الكنيسة الارثوذوكسية الحديثة حيث أصبحت المعمودية ليست ميلادا جديدا بمفهوم الاستعلان والبصيرة بل ميلادا جديدا بمفهوم الفريضة. وبدلا من قبول الروح القدس كمرشد ومغير للنفس، أصبح قبول الروح القدس بدهن الزيت على المفاصل 36 مرة ثم صرفه من الماء كما لو أن الروح القدس هو مادة تقديس وليس عمل الله في النفس. لقد كان اليهود يظنون أيضا كما تظن الكنيسة المعاصرة اليوم بأن الانسان يولد بخطية والديه المولودين بخطية أدم “نفسها” بدلا من “طبيعة الفساد والميل للخطية” فقد قالوا للمولود أعمي صراحة: “في الخطايا ولدت أنت.” وبالتالي يظنون بان معمودية الأطفال هي غفران لخطايا ادم. كأن عمل المسيح يحتاج الي تكملة والا لضاع بسبب اهمال الناس. وتجاهلوا حقيقة جوهر المسيحية ألا وهي الخليقة الجديدة بالمسيح عن طريق عمل الروح القدس. لقد استخدم المسيح التراب الذي خلق الله منه ادم ولكنه تفل فيه من فمه ليصير خليقة جديدة بالمسيح. الحقيقة واضحة وضوح الشمس: “إنما اعلم شيئًا واحدًا أني كنت أعمى والآن أبصر.” فهل سيدرك الطفل انه كان أعمي والان هو مبصر؟ هل استعلن له شيء؟ أم هي مجرد طقوس جوفاء بحروف مسيحية فتخفي القيمة الحقيقية. الخلاصة: من قصة المولود أعمي يتضح جليا ان المعمودية هي “كنت أعمي والان أبصر عمل الله بالمسيح من خلال الروح القدس فأصير خليقة جديدة تابعة للمسيح بقيادة روحه الحي.” ” كنت أعمى والآن أبصر “، هذا هو اختبارنا الدائم كأبناء للآب السماوي. لقد كنا عميان فأنار بصيرتنا وكشف عن أعيننا فأبصرنا عجائب من شريعته، وأرانا ما اشتهي الأنبياء أن يروه، وفتح بصيرتنا لنفهم الكتب… والمعمودية تعنى الاغتسال (في بركة سلوام) لكي نصير أبناء أطهـار، والتوبة هي استمرار للاغتسال لكي نبصر جيدًا، فالتوبة هي استمرار للمعمودية-وهي الوسيلة التي بها نبصر المسيح جيدًا طوال حياتنا. فالتوبة المستمرة تغسل القلب وتجدد الذهن وتحفظ النفس منسحقة في طاعة الآب، وتكشف لها كل بركات وأسرار الآب السماوي. وقد كانت الكنيسة الأولى تقوم بعماد الموعوظين يوم أحد التناصير على اعتبار أن الشخص الذي نال سر العماد هو كالمولود أعمى الذي أبصر ولسان حاله يقول كنت أعمى والآن أبصر. هل سيسكت الشيطان؟ يقول الكتاب: “فأخرجوه خارجًا.”. ولكن وعلى الفور يكمل بعدها: “فوجده يسوع“ |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
ميرسى على التاملات الجميل سمسمة |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
رد: مجموعة تأملات فى قصة المولود أعمى
تأملات رائْعة
موضوعك مُمَيز ربنا يبارك خدمتك |
الساعة الآن 10:26 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025