منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الموضوعات المسيحية المتكاملة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   موضوع متكامل عن الأنسان الروحى (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=479564)

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:21 AM

موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
من هو الأنسان الروحى ؟؟؟

كتب الرسول بولس:‏ «لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ.».‏ (‏روميه ٨:‏٦‏)‏ اشار بولس بهذه الكلمات ان اهتمام الانسان بحاجاته الروحية ليس مسألة اختيار او تفضيل شخصي،
بل هو في الواقع مسألة حياة او موت.‏ ولكن بأي معنى ينال الانسان الروحي ‹حياة وسلاما›؟‏ بحسب الكتاب المقدس،‏ يتمتع هذا الانسان الآن بالسلام الداخلي مع ذاته وبالسلام مع الله،‏ كما يبارَك في المستقبل بحياة ابدية.‏ (‏روما ٦:‏٢٣؛‏ فيلبي ٤:‏٧‏)‏


لكنّ الآراء تختلف كثيرا حول مواصفات الانسان الروحي.‏
لذلك قد تتساءل:‏ ‹من هو حقا الانسان الروحي؟‏›.‏
هو من له فكر المسيح

‏«فكر المسيح»‏
لم يكتفِ الرسول بولس بالاشارة الى ضرورة اهتمام المرء بحاجاته الروحية والفائدة التي ينالها من جراء ذلك،‏ بل استفاض ايضا في الحديث عمَّن هو حقا الانسان الروحي.‏ فقد اوضح للمسيحيين في مدينة كورنثوس القديمة الفرق بين الانسان المادي الذي يتبع نزوات جسده،‏ والانسان الروحي الذي يقدّر الامور الروحية.‏
كتب قائلا:‏ «الانسان المادي لا يقبل امور روح الله،‏ لأنها عنده حماقة».‏
اما الانسان الروحي فقد اوضح بولس ان له «فكر المسيح».‏ —‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٤-‏١٦‏.‏

ان امتلاك المرء «فكر المسيح» يعني من حيث الاساس ان له «الموقف العقلي عينه الذي كان عند المسيح يسوع».‏ (‏روما ١٥:‏٥؛‏ فيلبي ٢:‏٥‏)‏
بكلمات اخرى،‏ ان الانسان الروحي هو الذي يفكر مثل يسوع ويسير على خطاه.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١؛‏ ٤:‏١‏)‏
وكلما طابق فكر المرء تفكير المسيح،‏ زاد عمقه الروحي وبات اقرب الى نيل ‹الحياة والسلام›.‏ —‏ روما ١٣:‏١٤‏.‏

كيف نعرف «فكر المسيح»‏
ولكن ليكون لنا فكر المسيح،‏ علينا اولا ان نعرف هذا الفكر.‏
لذلك فإن الخطوة الاولى لتنمية اهتماماتنا الروحية هي ان نعرف طريقة يسوع في التفكير.‏ ولكن كيف يمكننا ان نعرف فكر شخص عاش على الارض منذ ألفَي سنة؟‏ ف
كّر في المسألة:‏ كيف تعرّفت مثلا بالشخصيات التاريخية في بلدك؟‏ من المرجح انك تعرّفت بهم بالقراءة عنهم.‏ على نحو مماثل،‏
ان قراءة التاريخ المكتوب عن يسوع هي احدى الطرائق المهمة للتعرّف بفكر المسيح.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

هنالك اربع روايات تاريخية تساعدنا على التعرّف بيسوع،‏ وهي الاناجيل التي كتبها متى ومرقس ولوقا ويوحنا.‏ وقراءة هذه الروايات باعتناء ستساعدك على فهم طريقة تفكير يسوع،‏ مشاعره الاعمق،‏ والدافع الى قيامه بمختلف الاعمال.‏

فلنتفحّص بعض المقاطع في الاناجيل بهدف التعرّف بفكر المسيح،‏ ولنرَ لماذا كان يسوع مميَّزا كإنسان روحي.‏
وبعدئذ،‏ اسأل نفسك كيف يمكنك ان تقتدي بالنموذج الذي وضعه.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏١٥‏.‏
فلا عجب ان قال يسوع:‏ «سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية»!‏ —‏ متى ٥:‏٣‏.‏

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:22 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الإنسان الروحى
+ الإنسان الروحى هو الشخص المتضع الذى لا يفكر فى نفسه بل هو مشغول دائماً بالرب وبأموره وبالنفوس الغالية.يعرف قدر نفسه وفساد قلبه ويقدر نعمة الله التى افتقدته والتى تحفظه.يعرف أنه ليس أفضل من أخوته بل ويراهم أفضل منه فى أعماق نفسه.يعرف كيف يحكم على ذاته فى محضر الله بدون شفقة فى حين يتعامل بكل لطف وشفقة مع ضعفات أخوته.هو شخص يمتدح عمل نعمة الله فى إخوته ويراهم دائماً كنزاً ثميناً غالياً مات المسيح لأجله.
ولا يتكلم عنهم بالسوء أو ينتقدهم فى العلن.

+ عندما يرى أخطاء أخوته وخطاياهم يعترف بها أمام الله وينوح عليها كأنها خطيته هو الشخصية
إنه يأكل من ذبيحة خطية إخوته بلغة رموز العهد القديم.وهو وإن كان يحزن لفشل أخوته إلا أنه لا يُصدم من أخطائهم لأنه يعرف مَنْ هو الإنسان ويعرف أن الرب يعرف جبلتنا.يذكر أننا تراب نحن وأنه فى أشياء كثيرة نعثر جميعاً.هو مُدرك أن"مشيع المذمة هو جاهل"(أم18:10) فلا يشيع مذمة أحد وفى نفس الوقت يشيع بسرور بالغ أعمال الإيمان البسيطة التى يقوم بها الآخرون مثلما تحدث بولس عن أبفرودتس فى رسالة فيلبى.

هو الشخص الذى عندما يشعر أن الرب غير راض عن الجماعة يبادر تلقائياً ليسأل الرب بصدق وإخلاص

"هل أنا"هو السبب يارب؟ ولا يبحث عن عاخان مُكدر للجماعة مجهول وربما وهمى إذ هو يعرف معنى تعليم المسيح"يا مرائى أخرج أولاً الخشبة من عينيك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذى الذى فى عين أخيك" لو42:6.

باختصار هو إنسان الله المطلوب لمجد الله ولبركة شعبه فى كل عصر وجيل.

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:23 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 

الإنسان الروحي هو صورة الله.

كما قال الاله في قصة الخلق "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك1 26). أي ان الله خلق الإنسان على صورته في الطهارة والبر والقداسة لكن بالخطيئة يفقد هذه الصورة الإلهية. أما الإنسان الروحي فهو دائم السعي للتمسك بهذه الصورة فهو قديس لانه هيكل للروح القدس وروح الله ساكن فيه" (1كو3 : 16). وقديس بفعل الأسرار الإلهية العاملة فيه.

والإنسان الروحي يسعى الى الكمال النسبي حيث يواصل جهاده الروحي حسب امكانياته كما قال الرب في العظة على الجبل"كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي هو في السماوات كامل" (متى 5 : 48). فهو دائما يقارن نفسه بالصورة الالهية ويسأل ذاته اين انا الان؟؟ والى اين وصلت؟؟

الإنسان الروحي يجعل الله الأول في كل اهتماماته

الله هو المرتبة الاولى في كل شيء في المحبة والعطاء ومن ثم الناس في المرتبة الثانية كما تقول الوصية الأولى" أحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك". أما الوصية الثانية "أحب قريبك كنفسك" فهو يجعل الله أولا في الطاعة وليس البشر كما جاء في الآية "ينبغي ان يطاع الله أكثر من الناس" (اع5 :29)


Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:24 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الإنسان الروحي يتصف بالعمق.

أ) العمق في الصلاة: يطلب من الله من عمق ايمانه وثقته. هو عالم ان الله يسمع صوته ويستجيب له؛

ب) العمق في الايمان: إن إيمانه له قوته ونصرته وفاعليته حتى يشمل الحياة كلها كما قال الرب: "كل شيء مستطاع للمؤمن"(مر9 :21)؛

ج) العمق في العطاء: فهو يقدم عشور وهو في منتهى العوز؛

د) العمق في التوبة: يتوب بعمق وندم عن خطاياه فلا يعود اليها.


Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:24 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
إن قلبه مع الله

حياته لا تعتمد على المظاهر الخارجية بل هي حياة القلب مع الله لان الرب يقول "يا بني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي" (ام 23: 26). إن حياته تخرج من هذا القلب الحافظ لوصايا الله المليء بكل العواطف والمشاعر والأحاسيس حيث يتربع حب الله فوق كل شيء.


Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:25 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
انه يحيا بالروح لا بالحرف

يضع أمامه على الدوام قول الرسول "لا الحرف بل الروح، لان الحرف يقتل لكن الروح تحيي" (2كو3 :6) انه لا يتمسك بحرفية الآيات والوصايا بل بروح معناها. فهو يدرك ان الصوم مثلا في حقيقته هو إذلال للجسد وانتصار على الشهوة وليس مجرد تناول الطعام النباتي ولهذا كثيرون يصومون ولا يستفيدون لأنهم يسلكون في صومهم حرفية شكلية ولم يدخلوا في روحانية الصوم وهكذا صاموا بالجسد وكانت ارواحهم مفطرة. أما صلاته فهي اتصال روحي بينه وبين الله. فهو يصلي بكامل قواه ويرتل بروحه وذهنه كما يقول الرسول "أصلي بالروح واصلي بالذهن أيضا"(1كو14: 5).

أما عطاؤه فيكون من القلب مملوء بالفرح والسرور لانه يقر انه شارك في اسعاد الناس بعكس بعض الناس يقدمون العطاء بغير حب وسرور لمجرد التنفيذ الحرفي للوصية وينسون ان المعطي المسرور يحبه الرب"(2كو9 :7)

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:25 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الإنسان الروحي قلبه مع الله


الإنسان الروحي، حياته ليست مظهرية من الخارج، ولا هي مجرد ممارسات يمارسها، ولا مجرد ناموس (أى وصايا تنفذ حرفيًا)، إنما حياته الروحية قبل كل شيء، هي "حياة القلب مع الله". لأن الرب يقول: "يا ابنى اعطنى قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقى" (أم 23: 26).

المهم أن تعطينى قلبك. وإن أعطيتنى هذا القلب، سوف تلاحظ عيناك طرقى. ويقول الوحى الإلهي في سفر الأمثال أيضًا "فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة" (أم 4: 23).. حياة الإنسان الروحية كلها تخرج من هذا القلب. لذلك على الإنسان أن يهتم بقلبه ونقاوته. ومن اهميته قال الرب في تطويباته في العظة على الجبل:

"طوبى لأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8)

حقا ما أعظم مكافاة القلب النقى.. إنه يرى الله!! فليست الحياة الروحية كلاما، ولا مظهرية خارجية.. فإن المرتل يقول في المزمور "كل مجد ابنة الملك من داخل "على الرغم من أنها "مشتملة بأطراف موشاة بالذهب، ومزينة بأنواع كثيرة" (مز 45: 13).

"ولتكن هذه الكلمات التي انا أوصيك بها اليوم على قلبك" (تث 6: 6).
وقال المرتل في ذلك "خبأت كلامك في قلبى، لكي لا أخطئ إليك" (مز 119). وحينما تكون وصية الله داخل القلب، تكون مختلطة بالمشاعر والعواطف والأحاسيس. وتكون أيضًا مرتبطة بالمحبة التي في القلب، كما قال داود في المزمور "أحببت وصاياك جدا"، "ممحص قولك جدًا. عبدك أحبه" (مز 119).. القلب هو مركز المشاعر. والله يريد مشاعر قلبك..
يريد محبتك. ولذلك قال: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك.." (مت 22: 37)
وكذلك: "تحب قريبك كنفسك". وقال الرب عن هذه المحبة، إنه بها "يتعلق الناموس كله والأنبياء" (مت 22: 40). وعبارة "من كل قلبك "تعنى أنه لا يوجد في القلب أي شخص أو أي شيء ينافس الله في محبة القلب له. ولهذا قال الرب "من أحب ابا أو أما أكثر منى، فلا يستحقنى. ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر منى، فلا يستحقنى" (مت 10: 37).. كل القلب لله.
والله يطلب هذا، فيقول في سفر النشيد: "اجعلنى كخاتم على ساعدك" (نش 8: 6).
كخاتم على قلبك من جهة الحب، وعلى ساعدك من جهة العمل. وهكذا يكون العمل الذي يقوم به الإنسان الروحي، هو نتيجة طبيعية لمحبته لله وللناس.. وكلما كان القلب عميقا في محبته، فعلى هذا القدر يكون عمله لأجل الله قويا..

والقلب النقى يكون كلامه نقيا، ويكون فكره أيضًا نقيا، لأن الفكر يصدر عن القلب، والكلام يصدر عن القلب، والكلام يصدر عن القلب. وقد قال الرب في ذلك..
"الإنسان الصالح، من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح" (لو 6: 45).
"والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر". إذن المهم هو القلب، "لأن منه مخارج الحياة". هو النبع الذي يخرج منه الفكر والكلام والعاطفة، بل هو المؤثر على الحواس أيضًا.. إن البعض قد يدافع عن إنسان غضوب تخرج من فمه ألفاظ قاسية شديدة، فيقول "على الرغم من غضبه، فإن قلبه أبيض "! كلا، فالقلب الأبيض تخرج منه الفاظ بيضاء مثله. وقد قال الرب
"من فضلة القلب يتكلم الفم" (لو 6: 45) (مت 12: 34) (مت 15: 18).
ولذلك فخطية اللسان هي خطية ثانية تابعة. أما الخطية الأولى السابقة لها فهى في القلب فيه نفاق تخرج منه ألفاظ نفاق. القلب فيه غضب، تخرج منه ألفاظ غضب. القلب فيه حنو وعطف.. وهكذا مع باقى الأمور.. وهكذا يقول المرتل في المزمور: "فاض قلبى بكلام صالح" (مز 45: 1)
هذا يكون مع الصالحين، الذين قلوبهم والسنتهم في مجرى واحد، كما نقول في التسبحة "قلبى ولسانى يسبحان القدوس". وعكس ذلك المراءون الذين قلوبهم غير ألسنتهم! أولئك الذين وبخهم الرب قائلا".. كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنت أشرار؟!" (مت 12: 34).
هذا المرائى الذي يتكلم بغير ما في قلبه، قد تكشفه نظرات عينيه 9 فإن العين كثيرا ما تكون مرأة للقلب، تظهر فيها أحاسيسه كلها.. وقد تكشفه ملامح وجهة، أو نبرات صوته.

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:27 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
والإنسان الروحي بسيط القلب، لا يضمر غير ما يظهر!

هو إنسان صريح. ما يقوله بلسانه هو نفس الذي في قلبه. إذا امتدح إنسانا، فهو يثق به هكذا في قلبه. وإن اعتذر لإنسان عن خطأ، يكون هذا الاعتذار صادرا حقا من قلبه.. بينما غيره قد يعتذر، ولا يكون اعتذاره مقبولا، لأنه لم يصدر من القلب! وقد يقول لشخص "الله يسامحك"، وهو يقصد "الله يجازيك حسب عملك"..!!

إن الله أعلم بما القلب، فهو وازن القلوب (أم 21: 2).
وقد قال الكتاب عن الله إنه "فاحص القلوب الكلى" (أر 11: 20) "هو يعرف خفيات القلب" (مز 44: 21) "الرب يعرف أفكار والإنسان" (مز 94: 11). وقيل "القلب أخدع من كل شيء، وهو نجس من يعرفه؟! أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لأعطى كل واحد حسب طرقه.." (أر 17: 9).. أما الإنسان الروحي، فقلبه مستقيم أمام الله.
والرب يعرف القلوب المستقيمة، والقلوب الملتوية.
ويقول الكتاب "نور أشرق للصديقين، وفرح للمستقيمى القلب" (مز 97: 11). ويقول "كراهة الرب ملتوو القلب" (أم 11: 20). والمستقيمون بقلوبهم يقول عنهم الكتاب إنهم "يدعون الرب من قلب نقى" (2تى 2: 22). وعن هذا القلب
يقول داود النبى في مزمور التوبة:
"قلبا نقيا أخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في أحشائي" (مز 51: 10).

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:28 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
وهذه النقطة تنقلنا إلى التوبة وعلاقتها بالقلب..

التوبة الحقيقية ليست هي مجرد ترك الخطية بالفعل، إنما ترك الخطية من القلب. أي أن القلب لم يعد يحبها. وكمال التوبة هو كراهية الخطية. وإذا كره الإنسان الخطية، فلن يعود إليها مرة أخرى. وهكذا تصبح توبته هي خط فاصل بين حياة بعيدة عن الله، وحياة مع الله. وهكذا قال الرب في التوبة:
"ارجعوا إلى بكل قلوبكم" (يوء 2: 12).
" مزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب إلهكم" (يوء 2: 13). فالتوبة هي اشتياق للرجوع إلى الله، واستجابة لصوته ولعمل نعمته في القلب. أما الإنسان الذي لا يستجيب لصوت الله، فهو إنسان قاسى القلب.

وفي ذلك يقول الرسول:
"إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب 3: 8، 15).
ويكرز ذلك في (عب 4: 7). وهذا نفس ما قيل قديما في المزمور "ليوم إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (مز 95: 7، 8). إذن فالله ينظر إلى عدم التوبة، من خلال القلب الرافض، قبل العمل العاصى. ولذلك فهو في قيادتنا إلى التوبة، يعدنا بتغيير هذا القلب. فإن تغير، يتغير السلوك طبقًا لذلك. وهكذا يقول الرب: "اعطيكم قلبا جديدًا، واجعل روحًا جديدة داخلكم" (حز 36: 26).

"أنزع قلب الحجر من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم". فهو يعتبر التوبة تبدأ من القلب. والقلب التائب هو قلب حجر، قلب صخر، قلب قاس، كما كان قلب فرعون قلبا قاسيا.
ويكرر الرب نفس الكلام في سفر ارمياء النبى فيقول "وأعطيهم قلبا ليعرفونى أنى أنا الرب، فيكونوا لي شبعا، وأنا أكون لهم إلها. لأنهم يرجعون إلى بكل قلوبهم" (أر 24: 7).

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:28 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
ورجوع الإنسان معناه ان ارادة قلبه تتحد مع ارادة الله.

الله يعمل في قلبه، وهو يرجع بقلبه إلى الله. وهكذا يقول الرب في سفر يوئيل لنبى "ارجعوا إلى بكل قلوبكم" (يؤ 2: 12). ويقول في سفر حزقيال النبي "اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها. واعملوا لأنفسكم قلبا جديدا وروحا جديدة" (حز 18: 31)،وعن نتائج هذا القلب الجديد، يقول القديس بولس الرسول".. تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو 12: 2). فإن القلب إذا تغير من الداخل، تتغير افكاره ايضًا. لأن الأفكار الشريرة تخرج من القلب، كما قال الرب (مت 15: 19). إذن لابد من تغيير القلب.
عيب الكثيرين أنهم يظنون التوبة مجرد الاعتراف بالخطايا، ويستبقون خطية محبوبة في القلب.

وبسبب هذه الخطية المحبوبة يرتدون عن توبتهم، ويسقطون مرارا كثيرة، لأن القلب ليس كله الله، ولأنهم لم يرجعوا إلى الله بكل قلوبهم.. ولم تتجدد أذهانهم، إذ لا يزال الفكر متعلقا بالخطية، كالقلب ايضًا.. هؤلاء توبتهم من الخارج وليس من الداخل. وينظر الله إلى الداخل ويقول "يا ابنى اعطنى قلبك".. حنانيا وسفيرا وضعوا المال تحت أقدام الرسل. ولكن لم يضعوا الله في قلوبهم. كانت في قلوبهم محبة المال، ولو بعض المال (أع 5: 1 – 4).

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:29 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
كثيرا من ندعو أولادنا إلى الحشمة في ملابسهم، دون أن ندخل الحشمة إلى قلوبهم!

بينما لو دخل الله إلى قلوبهم، لاقتنعوا بالحشمة قلبا وفكرًا. وحينئذ تأتى الحشمة في الملابس والزينة كعمل تلقائى طبيعى، دون ضغط من الخارج، يكون فيه القلب مشتاقًا إلى غير ذلك!
ينبغى أن نسمو عن مستوى الأعمال الظاهرة، إلى مشاعر القلب من الداخل.

يوجد إبن قد طيع أباه خوفا أو لمجرد فضيلة الخضوع، بينما قلبه متمرد من الداخل على أوامر أبيه، ولم يخضع بعد قلبا ولا فكرا.. وقد إنسان العشور، وقلبه غير مستريح. فهو قد دفعها من جيبه، وليس من قلبه..
أما الإنسان الروحي إذا أعطى، يعطى، يعطى من قلبه، برضى وسرور، حسب قول الكتاب "المعطى بسرور يحبه الرب "0
وقد يصوم إنسان عن الطعام بفمه، وقلبه غير زاهد في هذا الطعام، ويتحايل على الطعام بألوان وطرق شتى، فيبحث عن المسلى الصيامى، والجبنة الصيامى، والشيكولاته الصيامى. كما يبحث عن طريقة الطهى التي تجعل الطعام الصيامي شهيًا..!! أين جوهر الصوم هنا؟ وما علاقته بالقلب؟!

وقد يضرب إنسان مطانية بجسده، بينما قلبه لم ينحن مثل انحناءة رأسه.
ولا نكون في مطانياته روح الندم، ولا روح الخشوع، ولا روح التوبة. ولذلك حينما بتعذر لغيره بمطانية، لا تكون مقبولة منه.. وقد يعترف إنسان بخطاياه، وقلبه غير نادم عليها!
وقد يصمت إنسان عن الكلام بلسانه، ويكون في فكرة كلام كثير!
وقد يتكلم إنسان بكلام إتضاع، ولا يكون قلبه متضعًا، وقد تكون كلماته ألين من الزيت، وهى سهام (مز 55: 21). وفى كل ذلك يقول الرب "يا ابنى اعطنى قلبك".

الإنسان الروحي يعطى القلب لله، لأن القلب فيه كل المشاعر والروحيات.
خذوا الإيمان مثلا: فرق كبير بين المؤمن اسما، وبين المؤمن من أعماق القلب، الذي يظهر إيمانه في كل اعماله (يع 2: 18).. المؤمن الذي يرى الله أمامه في كل حين. ووجود الله بالنسبة اليه، ليس مجرد عقيدة، بل هو حياة يحياها ويحسها.. والغيرة المقدسة ليست مجرد عمل أو كلام، بل من القلب تصدر والوداعة والإتضاع وباقى الفضائل، ليست هي مجرد أعمال ظاهرية. فهناك فرق كبير بين المتواضع بلسانه، والمتواضع بقلبه المقتنع في داخله بأنه خاطئ وضعيف، ولولا نعمة الله التي تسنده لسقط كغيره..

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:30 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
والقلب أيضًا هو مصدر الأحلام والظنون والأفكار والشكوك..

وهو أيضًا مصدر كل ثمار الروح (غل 5: 22، 23).
المحبة مثلا، والفرح، والسلام.. كلها صادرة من القلب.. وطول الأناة واللطف والصلاح والتعفف.. كلها صادرة عن القلب، إلا فإنها تفقد معناها وما فيها من بر..
الصلاح ليس قبورا مبيضة من الداخل (مت 23: 27)، وإنما هو صلاح القلب. الطهارة ليست مجرد الهرب من الخطية، وإنما هي نقاوة قلب..

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:30 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الإنسان الروحي في كل عمل يعمله، يدرك أن الله ناظر إلى قلبه وإلى نيته وقصده.

ومن كنز قلبه الطاهر، يخرج كل عمل طاهر. حيث يكون كنزه، يكون قلبه أيضًا (مت 6: 21). وكنزه الوحيد هو الله.. وهو في كل حين يقول للرب "مستعد قلبى يا الله مستعد قلبى" (مز 57: 1). حتى إن نام، تقول نفسه لله "أنا نائمة، وقلبى مستقيظ" (نش 5: 2).

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:31 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الإنسان الروحي في صلاته، تكون خارجة من قلبه.

وليس مثل أولئك الذين قال عنهم الرب "هذا الشعب يكرمنى بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا" (أش 39: 12) (مت 15: 8).. إنما قلبه متصل بالله تماما. وهو يتكلم ويشعر بوجوده في حضره الله، وأنه يكلم الله. ويقول "قلبى ولسانى يسبحان القدوس "ويردد مع داود قوله في المزمور:
"من كل قلبى طلبتك" (مز 119).

حتى في القداس، وفي التسبحة، ولا تكون صلاته مجرد لحن، أو مجرد ألفاظ يرددها، أو تلاوة، إنما هي مشاعر قلب انسكب أمام الله.. في انسحاق، في خشوع، في إيمان، في حب، في فهم في تأمل، في حرارة والتهاب قلب.
ويتقدم واحد من الأربعة والعشرين قسيسًا ويأخذ صلاته في مجمرته الذهبية، ويصعد بها إلى فوق.

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:32 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الانسان الروحي و «ثمر الروح»‏

يذكر كاتب الانجيل لوقا ان روح الله القدس حلّ على يسوع عند معموديته
‹فامتلأ يسوع روحا قدسا›.‏ (‏لوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ٤:‏١‏)‏
وقد طبع يسوع بدوره في ذهن اتباعه اهمية نيل توجيه روح الله القدس،‏ او ‹قوته الفعالة›.‏
(‏تكوين ١:‏٢؛‏ لوقا ١١:‏٩-‏١٣‏)‏
ولماذا ذلك مهم جدا؟‏ لأن في وسع روح الله ان يُحدث تغييرا في تفكير الشخص بحيث يفكّر مثل المسيح.‏ (‏روما ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏
فالروح القدس ينتج في الشخص صفات مثل
«المحبة،‏ الفرح،‏ السلام،‏ طول الاناة،‏ اللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس».‏
وهذه الصفات التي يدعوها الكتاب المقدس «ثمر الروح» تميّز الانسان الروحي.‏
(‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏
بكلمات اخرى،‏ ان الانسان الروحي هو الذي يقبل ارشاد روح الله.‏

اعرب يسوع عن ثمر الروح طوال خدمته.‏ فكانت صفات مثل المحبة واللطف والصلاح بارزة خصوصا في الطريقة التي عامل بها المعتبَرين مساكين في المجتمع.‏ (‏متى ٩:‏٣٦‏)‏
لاحِظ مثلا احدى الحوادث التي وصفها الرسول يوحنا.‏
نقرأ:‏ «بينما هو [يسوع] مارٌّ رأى انسانا اعمى منذ ولادته».‏
وقد رأى التلاميذ ايضا هذا الرجل الاعمى،‏ لكنهم لم يروا فيه إلّا شخصا خاطئا.‏
فسألوا:‏ «من اخطأ،‏ هذا ام والداه؟‏».‏
علاوة على ذلك،‏ كان جيرانه يرونه دائما،‏ غير انهم لم يعتبروه سوى متسوِّل اعمى.‏
فقالوا:‏ «أليس هذا هو الذي كان يجلس ويتسوَّل؟‏».‏
لكن يسوع رأى في هذا الاعمى شخصا يحتاج الى المساعدة.‏ فتحدث اليه وشفاه.‏
—‏ يوحنا ٩:‏١-‏٨‏.‏

ماذا تعلّمنا هذه الحادثة عن فكر المسيح؟‏
اولا،‏ لم يزدرِ يسوع بالمساكين بل ترأف بهم.‏ ثانيا،‏ اخذ المبادرة في مساعدة الآخرين.‏
فهل تقتدي بالنموذج الذي رسمه يسوع؟‏ هل تنظر الى الناس كما نظر اليهم يسوع،‏
فتمدّهم بالعون الذي يحتاجونه كي يحسِّنوا حياتهم ويصبح رجاؤهم بالمستقبل مشرقا؟‏
ام هل تفضّل الاشخاص البارزين وتغضّ النظر عن سواهم؟‏
اذا كانت نظرتك الى الناس كنظرة يسوع،‏ فأنت حقا تسير على خطاه.‏
—‏ مزمور ٧٢:‏١٢-‏١٤‏.‏

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:32 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الانسان الروحي والصلاة

تُظهر روايات الاناجيل ان يسوع غالبا ما صلى الى الله.‏
(‏مرقس ١:‏٣٥؛‏ لوقا ٥:‏١٦؛‏ ٢٢:‏٤١‏)‏
فخلال خدمته على الارض،‏ خصّص يسوع الوقت للصلاة.‏

كتب التلميذ متى:‏
«بعدما صرف [يسوع] الجموع،‏ صعد الى الجبل منفردا ليصلي».‏ (‏متى ١٤:‏٢٣‏)‏
وقد استمدّ يسوع القوة من هذه اللحظات التي قضاها في التحدث على انفراد الى ابيه السماوي.‏
(‏متى ٢٦:‏٣٦-‏٤٤‏)‏
وعلى نحو مماثل اليوم،‏ ينتهز الاشخاص الروحيون الفرص ليخاطبوا الله،‏
عالمين ان ذلك يقوي علاقتهم بالخالق ويساعدهم على الاقتداء بالمسيح في طريقة تفكيرهم.‏

امضى يسوع في احيان كثيرة فترات مطوَّلة في الصلاة.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١-‏٢٦‏)‏
على سبيل المثال،‏
قبل ان يختار يسوع رسله الاثني عشر،‏
«خرج الى الجبل ليصلي،‏ وبقي كل الليل يصلي الى الله».‏ (‏لوقا ٦:‏١٢‏)‏
وهكذا يتّبع الاشخاص الروحيون مثال يسوع بالصلاة الى الله،‏ رغم انهم لا يصلون بالضرورة الليل كله.‏
فقبل ان يتخذوا قرارات مهمة في حياتهم،‏ يصرفون الوقت الكافي ليصلوا الى الله،‏ طالبين ارشاد الروح القدس لاتخاذ قرارات تعزّز اهتمامهم بالامور الروحية.‏

بالاضافة الى ذلك،‏ كان يسوع مخلصا في صلواته،‏ ويحسن بنا ان نقتدي به في هذا المجال.‏
تأمل في ما يقوله لوقا عن الطريقة التي صلى بها يسوع عشية موته.‏
يقول:‏ «إذ اخذه الجهد،‏ استمر يصلي بأشد حرارة،‏ وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض».‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤٤‏)‏
كان يسوع قد صلى بحرارة من قبل.‏ لكنه هذه المرة واجه اقسى امتحان في حياته الارضية،‏
فصلى ‏«بأشد حرارة»،‏ وقد استجيبت صلاته.‏ (‏عبرانيين ٥:‏٧‏)‏
وينبغي للاشخاص الروحيين ان يحذوا حذو يسوع.‏
فحين يواجهون المحن القاسية،‏ يصلون الى الله «بأشد حرارة» طلبا للدعم والارشاد والروح القدس.‏

بما ان يسوع كان يواظب على الصلاة،‏ فلا عجب ان تلاميذه سعوا الى الاقتداء به في هذا المجال.‏
لذلك طلبوا منه:‏ «يا رب،‏ علمنا ان نصلي».‏ (‏لوقا ١١:‏١‏)‏
وبشكل مماثل اليوم،‏ ان من يقدّرون الامور الروحية ويريدون ان يرشدهم روح الله القدس يتبعون مثال يسوع في الطريقة التي يصلون بها.‏
فالشخص الروحي لا ينقطع ابدا عن الصلاة الى الله.‏

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:33 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الانسان الروحى والصلاة

إن القراءة السريعة لحياة الرب يسوع (بصفة خاصة في إنجيل ابن الإنسان: لوقا) تلفت انتباهنا إلى رجل الصلاة الحقيقي، الذي لم تكن الصلاة بالنسبة له مجرّد طلبات في وقت الاحتياج، بل كانت أسلوب حياته وأنفاسه، بل نستطيع أن نقول إنه كان مكرَّسًا للصلاة ”أما أنا فللصلاة“ (قراءة أدق لمزمور 109: 4).

يخبرنا بولس، المصلّي، في 2كورنثوس 3: 18، أن التواجد في حضرة الرب ليس فقط يمنحنا التمتّع بمجد حضوره، لكننا أيضًا نتغير.
واحدة من أسباب تأخير الرب لاستجابة بعض طلباتنا، لأنه يعلم أن احتياجنا لأن نكون معه أهم من سداد الطلبات التى طلبناها منه.
لقد أحرج يوحنا وبطرس مجلس السنهدريم بسبب شجاعتهما المتميّزة، والكتاب يعلن أنهما كانا عاميّان، لكن ما يستوقفنا هو ملاحظة الأعداء «أنهما كانا مع يسوع» (أع 4: 13).
إن أفضل شيء يمكن أن نقدّمه لجيلنا ولأجيال لاحقة، ليس هو كتبنا الروحية (مع أهميتها)، لكن ثمر سيرنا مع الرب الذى نتحصل عليه نتيجة للوقت الذى نقضيه معه.
صرَّح رجل الله مودي مرة بالقول: إنني أفضِّل أن أتعلم كيف أصلي أكثر من تعلّمي كيف أعظ، فلم يطلب التلاميذ من الرب أن يعلمهم كيف يعظون، بل كيف يصلون (لو 11: 1).
إن الخلاصة هي في قول الرب لمرثا ولنا: «أنتِ تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد» (لو10: 41، 42).
إننا نتوقع نمو الكنيسة حينما نتبع مثال الحاجة إلى الواحد ونتخلى عن المشغولية الزائدة بالاحتياجات المتعددة.
دعونا نلجأ في هذه الأيام إلى ما هو أفضل من البرامج والطرق، فالله يبحث ويفتش عن نساء ورجال أفضل، فالروح القدس يستخدم ويملأ الأواني (رجالاً مصلين) وليس البرامج والطرق.


Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:36 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 

تقييم حياة الصلاة

واسمحوا لي الآن أن نمتحن أنفسنا فنقييم صلواتنا من جهة أربعة أشياء:
أولا: بعرضها
  • هل حياة صلاتنا واسعة بشكل كاف يشمل ويغطّي المجتمع الذى نعيش فيه؟
  • هل نصلي دوريًا للحكام المحليين؟
  • هل نصلي لأجل عمل الله في الأحياء التي نعيش فيها، بغضِّ النظر عن من يقوم به؟
  • هل نصلّي لأجل الجيران بغض النظر عن خلفياتهم بل وديانتهم؟
  • هل نحمل تثقلاً في قلوبنا تجاه الشباب في منطقتنا؟

هل حياة صلاتنا واسعة بشكل كاف يشمل ويغطّي
المجتمع الذى
نعيش فيه؟

  • هل نصلي لأجل قوانين البلاد وتشريعاتها، ولأجل كل من هم في منصب؟ إن بولس يلتمس (يطلب) ذلك، والرب يمتحن طاعتنا لهذه الوصية.
  • هل نصلي من أجل الدول المحيطة بنا؟
  • هل أنا وأنت حرّاس أمناء في خدمة الصلاة: «على أسوارك... أقمت حراسًا لا يسكتون كل النهار وكل الليل» (إش 62: 6)، إن هذه هى دعوة الرب لك ولي.

صلاة:
يا رب أرسل تثقلاً لقلوبنا بأن لا نفتر ولا نمل بل تتسع دائرة صلاتنا


ثانيًا: بعمقها
معظم المؤمنين يعيشون حياة سطحية، إننا نسعد بحياة أسرنا الاجتماعية، لكننا لا نكترث بحياة أسرنا الروحية، ولا بكنيستنا المحلية.
  • هل نصلي بدموع من أجل اجتماعنا المحلي؟
  • هل نصوم ونصلي لأجل حالته؟
  • ما مدى عمق صلاتنا؟
  • هل اختبرنا التثقل العميق بالصلاة لمن نحبهم؟
  • هل نحب بشكل يظهر في قلب باكٍ ومكسورعلى من لنا؟ دموع الشفقة على الذات هي دموع رخيصة، لكن دموع المحبة المصلّية هي دموع كتابية يقدِّرها الرب.

لقد كانت صلوات داود عميقة (مز 42: 3، 4)، وتأكد أن دموعه محفوظة (مز 56: 8)، ماذا عن تعبيره عن ذلك «جداول مياه جرت من عينى لأنهم لم يحفظوا شريعتك» (مز 119: 136).
لقد عانت أمة إسرائيل نكبات متكررة، لكن صلوات وتضرعات إشعياء، عزرا، نحميا، أرميا وآخرين، كما في لوقا 2: 37، 38، وقفت لتتّحد مع الرب في تتميم مقاصده بالبركة من جهتهم حتى اكتملت بمجيء المخلِّص لهم.
لقد كان الرب يسوع عميقًا في حياة الصلاة التي ارتبطت بدموع كثيرة (عب 5: 7).

ثالثًا: بارتفاعها

هل تمسّ صلواتنا السماء وتحرِِّك يد الله العظيم؟
لقد قيل عن صلاة كرنيليوس إنها سُمعت أمام الله. ولقد ارتفعت صلوات دانيآل للسماء والرب أرسل له جبرائيل ثلاث مرات (دا 8: 15-18؛ 9: 20-23؛ 10: 10-14).
كم هو مشجِّع أننا نعلم أن صلاتنا دخلت إلى عرش الله ، لقد حدث نفس الشيء مع يوحنا الرائي وهو في الروح في يوم الرب.
نحن ما زلنا نحصد استجابات صلاة رجال الله الذين سبقونا والوالدين والأجداد الذين تضرعوا لأجل جيلنا هذا.

رابعًا: بطولها

نحن ما زلنا نحصد استجابات صلاة رجال الله الذين سبقونا والوالدين والأجداد الذين تضرعوا لأجل جيلنا هذا.
إن تأثير هذه الصلاة التى تعبر الأجيال وتؤثر فيها مثل نهر حزقيال (ص 47) والتي عبَّر عنها الروح القدس بالقول «ويحيا كل ما يأتي النهر إليه».
إن تأثير صلواتنا يستمر في طوله عبر الأجيال، ويحفظ حتى وصولنا أمام الرب ووقوفنا أمام عرش الخروف (رؤ 5: 8).
لقد صدق رجل الله أزوالد تشامبرز حين قال: ”إن الصلاة هي أعظم عمل يعمله المؤمن خلال رحلة حياته على الأرض“.
نعم إن التمثل بأبفراس المجاهد كل حين، لكي يُحفظ المؤمنين، ليس في هذا الجيل فقط، بل جيل أبنائنا وأحفادنا، في مشيئة الله؛ لَهوَ أمرٌ بالغ الأهمية (كو4: 12).
نعم فويل للأبناء الذين خلت مباخر آبائهم من الصلاة.
هل نتحد مع بولس في طلبه في أفسس 6: 18؟
وفى توقع الرب منا أن نرفق صلاتنا بالصوم (مت 9: 15)؟
هل صلاتنا فعالة ومقتدرة (يع 5: 16)؟
وهو الآن يعاتبنا: أ لم تقدروا أن تسهروا معي ساعة واحدة (مت 26: 40)؟
دعونى أختم بكلمة صغيرة عن الصلاة المرتبطة بالصوم وأقول:
إن الصلاة هى التعبير عن الاستناد الكلي على الله، بينما الصوم يعبِّر عن رفضنا المطلق لرغبات الجسد الجامحة، وإعطاء الأولوية للتفرغ للعلاقة مع الله.
هل نبدأ في تكريس حياتنا وأجزاء من أيامنا للصوم المرتبط بالصلاة لنرى بركة الرب على جيلنا والأجيال اللاحقة إن تأنى في مجيئه.


Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:36 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الانسان الروحي والكرازة بالبشارة

نقرأ في انجيل مرقس رواية عن شفاء يسوع سقماء كثيرين،‏
وقد استمر يشفي حتى ساعة متأخرة من الليل.‏
وفي الصباح الباكر،‏ اذ كان يصلي على انفراد،‏ جاء اليه الرسل وأخبروه ان كثيرين يبحثون عنه،‏ ربما طالبين الشفاء هم ايضا.‏
لكن يسوع قال لهم:‏ «لنذهب الى مكان آخر،‏ الى البلدات الريفية المجاورة،‏ لأكرز هناك ايضا».‏
ثم اوضح يسوع السبب قائلا:‏ «إني لهذا جئت».‏ (‏مرقس ١:‏٣٢-‏٣٨؛‏ لوقا ٤:‏٤٣‏)‏
فرغم ان شفاء الناس كان مهما عند يسوع،‏ كانت الكرازة ببشارة الملكوت رسالته الرئيسية.‏
—‏ مرقس ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

واليوم،‏ لا يزال اخبار الآخرين برسالة ملكوت الله سمة تميّز من لهم فكر المسيح.‏
فقد اوصى يسوع كل الذين يريدون اتّباعه:‏ «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم،‏ .‏ .‏ .‏
وعلّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏
فضلا عن ذلك،‏ انبأ يسوع:‏ «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم،‏ ثم تأتي النهاية».‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏
وبما ان كلمة الله تقول ان عمل الكرازة يتمّ بقوة الروح القدس،‏ فالانسان الروحي هو من يشترك بغيرة في هذا العمل.‏
—‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

تتطلب الكرازة برسالة الملكوت للناس حول العالم تضافر جهود ملايين الاشخاص.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏
ولا يكفي ان يكون من يشتركون في هذا العمل اشخاصا روحيين،‏ بل ينبغي ان يكونوا ايضا حسني التنظيم على نطاق عالمي.‏
فهل يمكنك ان تميّز الاشخاص الذين يسيرون على خطى المسيح ويكرزون ببشارة الملكوت حول العالم؟‏

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:36 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
الإنسان الروحي وضبط النفس

من ضمن الصفات الأساسية التي يتصف بها الإنسان الروحي "ضبط النفس".
فهو لا يترك نفسه تخضع لرغبات الجسد وشهواته بل كلما اشتهت نفسه شهوة خاطئة،
يخضعها بكل حزم لقيادة الروح.
وكما يقول الكتاب: "مالك روحه خير ممن يملك مدينة" (أم 16: 32).

يملك نفسه أو يضبطها، أي لا يعطيها كل ما تريد. بل يقف ضدها،
عملًا بقول السيد الرب "من يحب نفسه يهلكها. ومن يبعض نفسه في هذا العالم، يحفظها إلى حياة أبدية" (يو 12: 25).

إن ضبط النفس يشمل بلا شك عناصر كثيرة:
1- ضبط اللسان.
2- ضبط الفكر.
3- ضبط القلب، يضبط الرغبات والشهوات.
4- ضبط الأعصاب. ضبط البطن من جهة الأكل.

والذي يحكم نفسه، يجعلها خاضعة لقيم ومبادئ، وأنظمة وقوانين.
لأن الذي لا يحكم نفسه، إنما يسلمها في الواقع إلى الضياع..
والذي يضبط نفسه، يحبها المحبة الحقيقية..
لأن الذي يدلل نفسه، يضيعها ويضيع غيرها معها،
أما الذي يكون حازمًا مع نفسه، فإنه بهذا الحزم ينقذها، وينقذ غيرها منها،
ويحفظها في علاقة طيبة مع الله وينظم اهتماماته وعلاقاته هكذا:
الله، الناس ثانيًا، نفسه أخيرًا..

Rena Jesus 17 - 03 - 2017 10:37 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
وأخيراااااا
هل انت حقا شخص روحي؟‏

طبعا،‏ هنالك مواصفات اخرى تحدد من هو الشخص الروحي حقا،‏
ولكن اين انت من هذه المواصفات ؟‏
لتجد الجواب،‏ اسأل نفسك:‏
هل اقرأ بانتظام كلمة الله،‏ الكتاب المقدس،‏ وأتأمل في ما اقرأه؟‏
هل اعرب عن ثمر الروح في حياتي؟‏
هل اصلي دائما؟‏
هل ارغب في معاشرة الناس الذين يقومون بعمل الكرازة العالمي ببشارة ملكوت الله؟‏

ونحن نحثك ان تأخذ الاجراءات اللازمة الآن كي تنعم حقا ‹بالحياة والسلام›.‏
—‏ روميه ٨:‏٦؛‏
متى ٧:‏١٣،‏ ١٤؛‏
٢ بطرس ١:‏٥-‏١١‏.‏

الانسان الروحي
◆ يحب كلمة الله
◆ يعرب عن ثمر الروح
◆ يصلي الى الله بانتظام وإخلاص
◆ يكرز للآخرين ببشارة الملكوت

Mary Naeem 17 - 03 - 2017 11:01 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك

walaa farouk 17 - 03 - 2017 11:05 AM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
ميرسى على الموضوع الجميل
ربنا يفرح قلبك

Rena Jesus 19 - 03 - 2017 03:29 PM

رد: موضوع متكامل عن الأنسان الروحى
 
ميرسى لمروركم الغالى
:):):)


الساعة الآن 08:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025