![]() |
أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص طروبارية* باللحن* الرابع يا* إله* آبائنا* الصانع* معنا* دائمًا* بحسب* وداعتك،* لا* تُبعد* عنا* رحمتك،* بل* بتضرّعاتهم* دبّر* بالسلامة* حياتنا*. قنداق* باللحن* الثاني إن* رئيس* كهنة* البيعة* الإلهي،* ومسارّ* الحكمة* الموقرَّة* المختار،* ذا* العقل* الساهر* غريغوريوس* الراتع* مع* الملائكة* والمتنعم* بالنور* الإلهي،* يتشفع* بغير* فتور* من* أجلنا* جميعًا*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
ولادته* ونشأته*:
هو* الابن* الرابع* لباسيليوس* الشيخ* وإميليا* القديسين* وأخ* كلّ* من* القدّيسين* باسيليوس* الكبير (١ كانون* الثاني)،* والبارة* مكرينا، (١٩ تموز)، *وبطرس* السبسطي (*٩ *كانون الثاني). أصغر* من* أخيه* القدّيس* باسيليوس* بسنوات* قليلة*. لذلك* قيل* إنه* ولد* سنة * م٣٣١على* وجه* التقريب،* وقيل* أيضًا* سنة٣٣٥م. نشأ* القدّيس* غريغوريوس* في* عائلة* مسيحيّة* عرفت* بالتقوى* والقداسة،* أعدّته* منذ* نعومة* أظافره* للحياة* الإكليريكيّة*. ترعّرع* في* قيصريّة* الكبادوك،* وأحب* الهدوء* والوحدة* منذ* صغره*. لم* يتنقّل* بين* المدارس* المعروفة* في* زمانه* كأخيه* القدّيس* باسيليوس* بل* فضّل* البقاء* في* قيصرية* كبادوكيا* ليدرس* على* يد* أبيه* باسيليوس* الشيخ،* فانكبَّ* على* مكتبتِهِ،* وتعمّق* بالفلسفة* بشغف* وإمعان*. لم* تستهوِهِ* نزعة* أمه* ولا* شغفها* بالمسيحيّة*. مع* ذلك* كان* مقبلاً* على* الكنيسة،* ولكنّه* كان* يتأفف* في* شبابه* من* الصلوات* الطويلة* والتلاوات* المزموريّة* التي* تدوم* الليل* بطوله*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
القدّيس غريغوريوس والأربعون* شهيدًا*:
مرّة،* وهو* في* العشرين* من* عمره،* اضطر،* بإيعاز* من* والدته* التي* كانت* تعشق* الصلوات* والسهرانيّات،* أن* يحضر* سهرانيّة* في* كنيسة* للعائلة* على* اسم* الأربعين* شهيدًا،* كان* سيجري* نقل* بعض* رفات* الشهداء* إليها*. وصل* القدّيس* غريغوريوس* إلى* هناك* غاضبًا* لأنّه* ترك* أصدقائه،* وبدأ* يُبدي* تضجّرًا* من* الصلوات* ويتأفّف* من* طولها* ويتمتم* بكلماتٍ* أزعجت* الحاضرين* من* حوله،* وانتهي* به* المطاف* بأنّه* تسلّل* خارج* الكنيسة* إلى* حديقة* مجاورة* وخلد* إلى* النوم* وهو* ينظر* إلى* السماء* ويتأمّل* النجوم* .وهناك* كان* الله* بانتظاره*. أتاه* حلم* في* في* نومه* بدا* له* خلاله* كأنّه* في* صحو،* وقد* شعر* في* الحلم* برغبةٍ* جامحةٍ* في* العودة* إلى* الكنيسة* والاشتراك* في* الصلاة* الدائرة* فيها*. فلما* همّ* بالتوجه* إلى* هناك،* وكل* ّذلك* في* الحلم،* إذ* بأربعين* شهيدًا* مسلّحين* يقفون* في* وجهه* ويتهدّدونه،* وكادوا* أن* يسحقوه* لو* لم* يرأف* به* أحدهم*. بدى* الحلم* كأنّه* حيًّا* لدرجة* أن* القدّيس* غريغوريوس* استفاق* منه* وهو* يبكي*. فهمّ* مسرعًا* ودخل* الكنيسة* مستسمحًا* ربّه* والشهداء* القدّيسين* الأربعين. وقد* كتب* لاحقًا* وعظتين* رائعتين* عن* هؤلاء* القدّيسين* الأربعين* الشهداء* من* سبسطية*) يُعيّد* لهم* في ٩ أذار)* ،ألقاهما* في* كنيسة* شيّدت* على* اسمهم،* وعند* وفاة* والديه* قام* بدفنهما* قرب* ذخائر* هؤلاء* المعترفين* القدّيسين. هذه* كانت* أولى* الصدمات الإيجابيّة التي* تلقّاها* في* شبابه*. ويبدو* أن* عددًا* منها سيكون* في* انتظاره*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
شغفه* بالبلاغة*:
ظلّت* البلاغة* وعلم* الخطابة* شفغه* الأوَّل*. رُسم* قارئًا* في* الكنيسة* لكنّه* بات* يغوص* أكثر* فأكثر* في* علم* البلاغة* فصار* معلماً* لها،* ربما* في* خطى* أبيه*. وكان* هذا،* فيما* يبدو،* على* حساب* مسيحيّته* وخدمته* كقارئ* لأن* الأجواء* التي* جعل* نفسه* فيها* كانت* أدنى* إلى* الوثنية*.* فمكان* من* القدّيس* غريغوريوس* اللاهوتي،* صديقه* وصديق* أخيه* القدّيس* باسيليوس،* أن* بعث* إليه* لائمًا* وداعيًا* إياه* لأن* يعود* إلى* صوابه،* كاتبًا*:*«إذن،* أنت* مصمّم* أن* تدعى* بليغًا* بدل* أن* تُدعى* مسيحيًّا*... فيا* صاحبي،* لا* تقم* طويلاً* على* ذلك*. اصح* قبل* فوات* الأوان*! عد* إلى* نفسك* واسأل* الصفح* من* الله* والمؤمنين*»*. ومع* أننا* لا* نعرف* تمامًا* كم* دامت* هذه* الفترة* من* حياته،* إلّا* أنه* ليس* ما* يشير* إلى* أنّه* أقلع* عما* عزم* عليه* انتصاحًا* بما* أتاه* من* صديقه*.* |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
زواجه*:
هذا،* وفي* تلك* الحقبة* أيضًا،* تزوّج* القدّيس* غريغوريوس* من* فتاةٍ* ذات* ثقافة* دينية* مميّزة* أحبّها* جدًا* اسمها* ثيوزيبا،* لا* نعلم* شيئًا* عن* مصير* زواجه* وزوجته،* ولكن* ثمّة* عبارة* تدل* على* أن* علاقته* مع* زوجته* أصبحت* روحيّة* فقط،* وربما* توفيت* قبل* سيامته* أسقفًا*. وجه* القدّيس* غريغوريوس* اللاهوتي* في* مماتها* رسالة* تعزية* إلى* القدّيس* غريغوريوس* النيصصي* يقول* عنها* أنّه* رأى* فيها* *«مجد* الكنيسة* وزينة* المسيح* ومعينة* جيلنا* ورجاء* النسوية* ومن* أكثر* الأخوات* جمالاً*»*. كما* اعتبرها* *«قدّيسة* وزوجة* كاهن* حقّانية*»*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
بساطة* عقل* كاملة*:
سنوات* شباب* القدّيس* غريغوريوس* مرّت* كما* لو* كانت* بعضًا* من* حلم* اليقظة،* وقد* بدا* خلالها* أن* إعداده* لنفسه،* باعتبار* المهام* التي* نعرف* أنّها* كانت* بانتظاره،* كان* بطيئًا* ومتعثّرًا*. التعثّر* والنقص* في* اللباقة* لديه* أسماهما* القدّّيس* باسيليوس* الكبير* *«بساطة* عقل* كاملة*». |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
ثلاث* رسائل* مزوّرة*:
لم* يكن* غريغوريوس* من* النوع* الذي* يُتوقّع* منه* أن* ينظر* إلى* الأمور* كما* ينظر* إليها* الآخرون*. فلقد* زوّر* مرّة* ثلاث* رسائل* سلاميّة* دفعها* إلى* أخيه* القدّيس* باسيليوس* مُدعيًّا* أنّها* من* عم* له* أسقف* كان* القدّيس* باسيليوس* على* خلاف* معه*. فلمّا* اكتشف* القدّيس* باسيليوس* إن* في* الأمر* تزويرًا* بدا* محرجًا،* وغضب* على* أخيه،* ثم* أرسل* يقول* له*: *«أرجوك* في* المستقبل* أن* تنتبه* إلى* نفسك* وتعفيني* من* هذه* الألاعيب*! أكلّمك* بصراحة*! لأنّك* لا* تستحق* أن* تتعاطى* القضايا* الكبيرة*». رغم* ذلك* لا* يبدو* أن* القدّيس* غريغوريوس* أسف* عما* ارتكبه،* بل* بكل* بساطة* اعتبر* أن* المسألة* بين* القدّيس* باسيليوس* وعمّه* سخيفة* ولا* تستوجب* القطيعة،* وما* فعله* هو،* من* ناحيته،* لم* يتعدّ* كونه* محاولة* للجمع* بينهما*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
حياته* الرهبانية*:
ثمّة* من* يقول* إن* القدّيس* باسيليوس* دعاه* إلى* منسكه* في* إيبورا* على* ضفاف* نهر* الإيريس* في* كبادوكيا*. بعض* الدارسين* يقول* إنه* لبّى* الدعوة* والبعض* إنه* لم* يذهب* إلى* هناك* البتّة،* ولكنّه* في* كلا* الحالتين،* كان* يعيش* حياة* رهبنة* وهدوئية* كاملة* ربمّا* في* دير* شاركت* في* تأسيسه* عائلته*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
القدّيس* غريغوريوس* أسقفًا*:
كان* يمكن* للقدّيس* غريغوريوس* أن* يبقى* على* الحياة* النسكيّة* والهدوئيّة* لو* لم* يطرأ* ما* جعل* أخاه* القدّيس* باسيليوس* يرسمه* أسقفًا* عنوةً* عنه* على* مدينة* صغيرة* تُدعى* نيصص* تبعد* عشرة* أميال* عن* قيصريّة* الكبادوك* لجهة* الشرق*. القدّيس* غريغوريوس،* من* ناحيته،* استاء* جدًا* من* بادرة* أخيه،* وقد* قال* فيما* بعد* إن* يوم* رسامته* أسقفًا* كان* أكثر* أيامه* شقاء،* ولكنّه* رضخ* للمشيئة* الإلهيّة،* وقد* تبيّن* من* خلال* المجريات* التي* جرت* لاحقًا* والدور* الكبير* الذي* لعبه* القدّيس* غريغوريوس* في* حماية* الإيمان* أن* قرار* القدّيس* باسيليوس* كان* فعلًا* مطابقًا* للمشيئة* الإلهيّة*. فلقد* دخل* القدّيس* باسيليوس* في* صراع* مع* الإمبراطور* الآريوسي* والنس* الذي* شطر* أبرشية* قيصريّة* إلى* شطرين،* وجعل* على* القسم* الكبير* منها* رجلاً* من* محازبيه* اسمه* أنثيموس،* مقرّه* في* تيانا. فعمد* القدّيس* باسيليوس* إلى* خلق* أسقفيّات* جديدة،* ولو* صغيرة،* وجعل* عليها* أساقفة* من* أتباعه*. القدّيس* غريغوريوس* كان* أحد* الذين* وقع* عليهم* وزر* هذا* الصراع*. طبعًا* كان* القدّيس* باسيليوس* يعرف* جيدًا* أن* أخاه* لا* يصلح* لرعاية* شعب*. كان* لا* يحب* عشرة* الناس* ويكره* أن* يصدر* الأوامر* إلى* أحد،* ولا* يعرف* من* مناورات* السياسة* الكنسية* شيئًا*. رغم* ذلك* كلّه* جعله* القدّيس* باسيليوس* أسقفًا* على* نيصص*. كان* يكفيه،* في* تلك* الفترة* الحرجة* من* تاريخ* الصراع* بين* الأرثوذكسيّة* والآريوسيّة،* أن* أخاه* القدّيس* غريغوريوس* على* استقامة* الإيمان* وله* من* المعرفة* والحجّة* والبيان* ما* يؤهّله* للدفاع* عن* الإيمان* الحقيقي* والمحافظة* على* سلامة* العقيدة*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
القدّيس* غريغوريوس* في* الأسقفيّة*:
لقد* بدا* واضحًا* أن* المعضلات* الرعائّيّة* لم* توافق* طبعه* وشخصيّته* الهدوئيّة* جدًا،* فبدا* وكأنّه* لم* يكن* يملك* المؤهّلات* الكافية* للأعمال* الإدارية،* وكان* القدّيس* باسيليوس* يشكو* في* رسائله* من* سذاجته* وعدم* خبرته* الكليّة* في* شؤون* الإدارة* الكنسّية*. وصحيح* أنّه* كان* مختلف* الطباع* والشخصية* عن* شقيقه* القدّيس* باسيليوس،* إلّا* أنّه* كان* ذا* مواهب* فذّة* لا* نجدها* عند* أحد* غيره* من* أفراد* الأسرة*. ففيما* كان* القدّيس* باسيليوس* رجل* عمل* وتنظيم* وإقدام،* كان* غريغوريوس* رجل* تأمّل* وهدوء*. أتّهم* بالانطوائيّة*. صوت* أخيه* كان* يملأ* المكان* فيما* لم* يسمع* له* هو* صوت* إلّا* عبر* أخيه* طالما* بقي* أخوه* على* قيد* الحياة*. كان* يميل* جدًا* إلى* القراءة* والكتابة،* وكان* يتمتّع* بنظرة* إيجابيّة* تجاه* الناس* مهما* إختلف* طباعهم* وتصرّفهم*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
سجن* القدّيس* غريغوريوس* والإطاحة* به*:
لم* تكن* للقدّيس* غريغوريوس* أيّة* معرفة* بالسلوك* البشري*. اللباقة* في* التعاطي* مع* الناس* كانت* تنقصه،* كما* لم* تكن* له* أيّة* فكرة* عن* القضايا* المالية* وكيفيّة* معالجتها*. لذلك* لم* يلبث* أعداؤه* من* الآريوسيين* أن* وجّهوا* إليه* اتّهامات* تتعلّق* باستعمال* أموال* أسقفيته* وتحويّلها* لمصلحته*. وقد* أدين،* ووضع* الحرس* الإمبراطوري* الأصفاد* في* يديه*. لكنّه* تمكّن* من* الإفلات* واختبأ* لدى* بعضأصحابه*. في* تلك* الأثناء،* أطاح* به* مجمع* ضمّ* عددًا* من* الأساقفة* الآريوسيين،* وقد* توارى* عن* الأنظار* إلى* حين* وفاة* فالنس* الإمبراطور. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
حبّه* كبير* للناس* وحب* الناس* له*:
استهواه* رغم* ذلك* شيءٌ* ما* في* نيصص*. فقد* تعلَّق* به* الناس* هناك* تعلقاً* كبيراً* وأحب* هو* بيته* الصغير* فيها* حبَّاً* جمَّاً*. وقد* أبدىَ* غيرةً* على* شعبه* وإخلاصاً*. وكان* يقوم* بواجباته* ويقضي* أيَّامه* في* صلاة* مع* ربّه* في* صلاة* وشكر*. ذكر،* في* إحدى* رسائله،* أنّه* فضّل* حالة* الكسوف* التي* كان* عليها* في* تلك* الفترة* على* التحلّي* بأثواب* الأسقفية. رغم* ذلك،* شيء* ما* في* نيصص* استهواه*. تعلّق* به* الناس* هناك* تعلّقًا* كبيرًا،* وأحب* هو* بيته* الصغير* فيها* حبًا* جمًّا*. أوَّل* ما* دخلها* اعتبر* أنّه* دخل* في* صحراء* واعتبر* الناس* من* دون* رحمة*. لكنّه* ما* لبث* أن* غيّر* رأيه* فيهم*. وقد* أبدى* غيرة* على* شعبه* وإخلاصًا. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
كما* ذكر* أنّه* عرف* أن* يخاطب* الناس* ويعظهم* بلغّة* يفهمونها.
ما* قيل* عن* عزوفه* عن* خلطة* الناس* وقلّة* اعتباره* لهم* لم* يبدو،* على* أرض* الواقع،* صحيحًا* كما* كان* متوقعًّا*. التحديّات* هي* التي* كشفت* حقيقة* استعداداته*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
وضربت* الصاعقة*: رقد* القديس* باسيليوس*!
بقي* في* الخفاء* إلى* أن* وجد* نفسه،* بعد* رقاد* أخاه* القدّيس* باسيليوس*(379م*)،* في* الطليعة*. ما* كان* القدّيس* غريغوريوس* يتظلّل* به* انتزح،* وما* كان* يتّكئ* عليه* ارتحل*. كان* أمام* قدّيسنا* خياران*: إمّا* أن* يموت* وإما* أن* يكبر،* ولكن* بالآلام*. فكان* أن* كبر* إلى* قامة* شهد* له* بها* آباء* زمانه* والأزمنة* اللاحقة* إلى* اليوم*. ولم* تمض* عليه* أشهر* قليلة* من* وفاة* شقيقه* حتى* تلقّى* صدمة* أخرى* بوفاة* شقيقته* مكرينا* التي* كان* يدعوها* *«معلّمته* الروحيّة*». فبات* الوريث* لاسم* أخيه* وشهرته* وتركته* اللاهوتية* والروحيّة،* وبات* في* تحدٍ* كبيرٍ* من* أجل* المحافظة* على* الهدوئيّة* في* وسط* بركانٍ* من* الهرطقات* والشذوذ* والفوضى* كنسيًّا* وإكليريكيًّا* وعالميًّا*. شق* طريقه* بنجاح* وثبات* متّكلًا* على* الله* كحمل* بين* الذئاب*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
نفيه*:
كان* الإمبراطور* الحاكم* والنس* يميل* إلى* الهرطقة* الآريوسية* فساندهم* في* عقد* مجمع* محلّي* سنة* 376* أقال* فيه* القدّيس* غريغوريوس،* مما* اضطر* إلى* التخلّي* عن* أبرشيته* لحين* موت* الحاكم،* وعاد* إلى* مدينته* نيصص* منتصرًا* واستُقبل* بحفاوة* كبيرة،* وتابع* عمله* الرعائي* بسلام*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
حامي* الأرثوذكسيَّة*:
سنة٣٧٩* م* برز* اسمه* في* المجمع* المنعقد* في* مدينة* أنطاكية* الملتئم* لإنهاء* مشكلة* الانشقاق* فيها*. تسلّطت* الأضواء* عليه* في* هذا* المجمع* نظرًا* لروحانيّته* وموهبته* الخطابية* المميّزة،* فنال* ثقة* المجمع* وأُرسل* بمهمة* إلى* فلسطين* والعربية*. كذلك* كلِّف* القيام* بجولة* استطلاع* على* كنائس* البنطس*. سبسطيا* الأرمنية* رغبت* في* أن* يكون* أسقفها* وانتهى* الأمر* باختيار* أخيه* بطرس* أسقفًا* عليها*. في* العام ٣٨٠م،* أعلن* الإمبراطور* ثيودوسيوس* أن* المسيحيّة* هي* دين* الإمبراطوريّة* ودعا* إلى* مجمع* في* عاصمته* في* عام*٣٨١م*. سنة ٣٨١م اشترك* القدّيس* غريغوريوس* وصديقه* القدّيس* غريغوريوس* اللاهوتي* في* المجمع* المسكوني* الثاني* في* القسطنطينية* حيث* حيّاه* المجتمعون* كـ* *«عمود* الأرثوذكسية*»*. وقد* ألقى* الخطبة* الافتتاحية* فيه،* ثم* بكى* بعد* أيام* وهو* يلقي* جنائزيته* إثر* وفاة* القدّيس* ملاتيوس* الأنطاكي*. نلاحظ* أن* في* هذه* الفترة* كان* قد* توفي* القدّيس* باسيليوس،* وبرزت* شخصيته* بقوة* إلى* حيّز* الوجود*. فمثّل* دورًا* هامًا* أثناء* انعقاد* المجمع* وشعر* الجميع* بأنه* وريث* فكر* أخيه* الذي* اختارته* العناية* الإلهية* لكي* تنتصر* الحقيقة* بواسطته*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
لم* يستكين* الآريوسيّين* الذين* كان* ينادون* بعدم* ألوهة* الرّب* يسوع،* وبالرغم* من* خسارتهم* في* المجمع* المسكوني* الأوًّل* الذي* انعقد* في* نيقية* عام* *٣٢٥م،* عادوا* لينادوا* بعدم* ألوهة* الروح* القدس،* فلقّبوا* بمحاربي* الروح*.
وقد* ذُكر* أن* القسم* الأخير* من* دستور* الإيمان* حول* ألوهة* الروح* القدس،* وهو* المضاف* إلى* الوثيقة* النيقاوية،* من* عمله*. كانت* له* في* مدينة* القسطنطينية* لقاءات* والقدّيس* ايرونيموس* وأوليمبيا* الشماسة* المعروفة* التي* التصق* اسمها* باسم* القدّيس* يوحنا* الذهبي* الفم*. كما* قيل* إن* إقامته* في* المدينة* المتملّكة* لم* تدم* طويلاً*. نمط* الحياة* فيها* كان* يغيظه*. الصراعات* اللاهوتيّة* الكلاميّة* فيها* حتى* الابتذال* أخرجته* منها* غير* آسف*. الخلافات* العقائديّة* في* المدينة* كانت* موضوع* تندّر*. فلو* سألت* الخبّاز* عن* ثمن* الرغيف* لأجابك* إن* الابن* هو* دون* الآب* السماوي،* ولو* سألت* متى* يكون* الحمّام* جاهزاً* لأجابوك* أن* الابن* مصنوع* من* العدم*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
* أثناء* مهامه* الاستطلاعيّة* لوضع* الكنيسة* في* العربية* وبابل،* عرّج* على* أورشليم* فخيّبت* آماله،* لا* سيما* لجحافل* الحجّاج* إليها*. كانوا* قذرين* وعاداتهم* في* الفنادق* أحدثت* له* صدمة*. وجد* أورشليم* شديدة* القذارة،* زانية* وليس* في* الإمبراطورية* مدينة* أكثر* ميلاً* إلى* الجريمة* منها*. فلفظ* حكمه* عليها* بقوله*: *«لا* يمكنني* أن* أتصوّر* السيد* عائشاً* في* الجسد* اليوم* فيها،* أو* أن* ثمة* فيضاً* من* الروح* القدس* في* المكان*»*. لم* ينصح* بزيارتها* أو* الحجّ* إليها*. الخلود* إلى* سكون* النفس* خير* منها*.
يبدو* أن* فصاحته* نالت* فيما* بعد* إعجاب* بلاط* القسطنطينية،* فنراه* ما* بين* سنة ٣٨٥م* و٣٨٦م* يلقي* عظة* رائعة* في* تأبين* الأميرة* بولكاريا،* ثم* بعد* ذلك* استدعي* لوفاة* الأمبراطورة* فلاسيللأ* زوجة* ثيودوسيوس،* فاستذوقت* كلمته* التأبينية* الطبقة* الأرستقراطية* وذاعت* شهرته* وازداد* نفوذه*. إلا* أن* هذا* الأمر* لم* يؤثر* على* كبريائه* بل* بقي* متواضعًا* مبتعدًا* عن* أمجاد* الدنيا*. بعدئذ* يُذكر* اسمه* سنة ٣٩٤م* في* مجمع* ثانٍ* عقد* في* القسطنطينية* ثم* يتوارى* ذكره* من* صفحات* التاريخ*. * |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
صفاته* وألقابُهُ* بحسب* ما* وصفته* الكنيسة*:
يُطلَق* عليه* مع* شقيقه* القدّيس* باسيليوس* والقدّيس* غريغوريوس* النازينزي* لقب* الآباء* الكَبادوكيّين* لأنّهم* يتحدّرون* من* منطقة* الكَبادوك* في* وسط* تركيا*. يُعتبر* القدّيس* غريغوريوس* النيصصي* أكثر* الآباء* تبحّرًا* في* فلسفات* الأقدمين* ونجاحًا* في* سوقها* إلى* طاعة* المسيح،* وكان* ممكن* أن* يماثله* بذاك* أوريجنس* لولا* لم* يكن* له* شروده*. لقبّه* آباء* الكنيسة* في* زمانه* بـ* *«عمود* الأرثوذكسية*»* واعتبروه* خليفة* القدّيسين* أثناسيوس* الكبير* وباسيليوس* الكبير*. كما* أطلق* عليه* آباء* المجمع* المسكوني* السابع،* بعد* أربعمائة* سنة* تقريبًا* من* رقاده (٧٨٧م)* ،*لقب* *«أب* الآباء*»*. كان* يكفيه* أن* يكون* إنسانًا،* أن* يتردّد* في* الأرض،* أن* يسبّح* الله،* أن* يستغرق* في* السر* الإلهي*. قال*: *«إن* مجمل* البشريّة* هي* الله*»،* والحق* إنّه* ما* كان* لأحد* أن* يظن* أن* رجلاً* مثله* كان* يمكن* أن* يكون* له* التأثير* الذي* أحدثه* في* الكنيسة* المقدّسة،* مذ* ذاك*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
حبُّهُ* للصَّلاة*:
كان* القديس* غريغوريوس* يعلِّق* على* حياة* الصلاة* أهميَّة* قصوى*. من* أقوالِهِ* فيها*:*»* الصلاة* هي* بهجة* الفرحين*, وتعزية* المضنوكين،* وتاج* العروس* ،والعيد* في* أعياد* الميلاد،* والكفن* الذي* يلفُّنا* في* مثوانا* الأخير*»*. *- أن* يصلّي* المرء،* ألا* يطلب* شيئًا* في* المقابل،* أن* يخدم* ربّه،* أن* يجتنّب* التجارب،* أن* يمسّ* الأرض* بخفّة* بقدميه،* أن* يكون* دائم* الفرح،* هو* كلّ* المشتهى* في* عين* القدّيس* غريغوريوس،* وهلاّ* لإنسان* أن* يلتمس* في* حياته* أكثر* من* ذلك؟*! |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
مؤلفاتُهُ*:
ألّف* الكثير* من* المقالات* والتفاسير* الكتابية* والكتابات* الروحيّة* والمواعظ* منها*: *«في* التعليم* المسيحي*»*,*»حياة* موسى*»*, *«في* صلاة* الأبانا*»*, *«حياة* مكرينا*»*, *«في* نشيد* الأنشاد*»،* *«في* المؤسسات* المسيحية*»*, *«في* التطوّيبات*»*. *- *«حول* العذريّة*»*: كتب* هذا* الكتاب* بإيعاز* من* شقيقه* القدّيس* باسيليوس،* وهو* أدنى* إلى* التأمّلات* الفلسفية* منه* إلى* الواقع* المعيوش*. وقد* أبرز* فيه* القدّيس* غريغوريوس* أن* المثال* بالنسبة* إليه* يكمن* في* الثاوريا،* في* تأمّل* النفس* لله* بعدما* تكون* قد* تجرّدت* من* كلّ* الهموم* إلّا* من* محبّة* الله*. لم* يدافع* في* كتابه* عن* العزوبيّة* لكنّه* سلّط* الضوء* على* المشاكل* والهموم* التي* تواجه* الحياة* الزوجيّة*. *- *«ليس* هناك* ثلاثة* آلهة*»*: يشرح* القدّيس* غريغوريوس* في* هذه* المقالة* أن* كلّ* عمل* في* التاريخ* يقوم* به* الآب* أو* الابن* أو* الروح* القدس،* إنما* يقوم* به* بالاشتراك* مع* الاثنين* الآخرين* موضّحًا* وحدة* الطبيعة* الإلهية* والمشيئة* الإلهيّة* الواحدة* ،* وإلى* عدم* تعدّد* الآلهة* في* المسيحية*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
كما* كان* له* شرح* وافٍ* لتبيان* ألوهة* الروح* القدس* ضد* مكدونيوس* الذي* نكر* ألوهة* الروح* القدس* واعتبره* أحد* الأرواح* الخادمة،* وأنه* لا* يختلف* عن* الملائكة* إلا* بالرتبة،* وإفنوميوس* الذي* كان* يجعل* الروح* القدس* ثالثًا* في* الكرامة* والمرتبة* والطبيعة* بعد* الآب* والابن*.
*- *«خَلْق* الإنسان*»*: يعرض* في* كتابه* هذا* أن* الفرق* بين* الله* والإنسان،* الذي* هو* صورة* الله،* فهو* أن* الأول* غير* مخلوق* والثاني* مخلوق،* أي* أن* الأوَّل* كائن* بذاته* *«يهوى*»،* أما* الثاني* فيستمد* وجوده* من* الأوًّل* مخلوقًا* من* العدم*. وفي* الكتاب* عينه* يتطرّق* النيصصي* إلى* موضوع* الشر،* فيؤكّد* أن* الإنسان* أخطأ* في* استعمال* الحريّة* التي* جعلها* الله* فيه* والتي* ميّزه* فيها* عن* باقي* المخلوقات* غير* العاقلة،* فإرتكاب* الخطيئة* ووقع* في* الشر*. *- في* شرحه* الصلاة* الربيّة* يجعل* القدّيس* غريغوريوس* النيصصيّ* تماهيًا* بين* الروح* القدس* والملكوت* السماوي،* فيقول* أن* الآية* *«ليأتِ* ملكوتك*»* وردت* في* إحدى* القراءات* *«ليأتِ* الروح* القدس* علينا* ويطهّرنا*»*. هذا* التماهي* استمر* في* الإيمان* المسيحي* والتقليد*. ولأن* الروح* القدس* حاضر* دوما* في* حياة* الكنيسة* والمؤمنين*, فالملكوت* ليس* شيئا* مستقبليا* ننتظره* بل* هو* حاضر* أيضا* في* حياة* الجماعة* المسيحية*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
رُقادُهُ*:
توفي* على* الأرجح* سنة٣٩٥م ملاحظة:* استقصى* المؤرخون* مراحل* حياته* من* خلال* معلومات* مبعثرة* في* كتاباته،* ومن* رسائل* القدّيّس* باسيليوس* ومن* وثائق* تاريخية* كنسيّة*. |
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
ميرسى ربنا يبارك تعب محبتك
|
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
بركة صلاته تكون معنا آمين
|
رد: أبونا الجليل في القديسين غريغوريوس أسقف نيصص
شكرا على المرور |
الساعة الآن 10:41 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025