منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الموضوعات المسيحية المتكاملة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=462200)

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:08 PM

موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
https://upload.chjoy.com/uploads/1479643549381.jpg


المحبه هى أساس العالم
الله محبه

https://upload.chjoy.com/uploads/1479643549433.jpg


ما هي المحبة

المحبة هي قمة الفضائل كلها هي الفضيلة الأولى.
عندما سأل السيد المسيح ما هي الفضيلة العظمي في الناموس قال هي المحبة:
تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قوتك (تث 6: 5).
والثانية مثلها (تحب قريبك كنفسك) ثم ختم بقوله:
(بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء مت 22: 35 -40)

أي أن كل الوصايا تتجمع في المحبة..
** إذا المحبة هي جماع الفضائل كلها.
وقد قال القديس بولس الرسول في هذا وما غاية الوصايا فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح
(1تي 1: 5)
ولذلك صدق القديس أغسطينوس حينما قال تحب ثم تفعل بعد ذلك ما تشاء.

** وقد جعلها الرسول أعظم من الإيمان والرجاء والنبوة.
فقال
(أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء المحبة، هذه الثلاثة، ولكن أعظمهن المحبة) (1كو 13:13)
وفي شرح ذلك قال إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاس يطن أو صنجًا يرن وأن كان لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وان كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئًا
(1كو 13: 1-3)
إذن ما أعجب هذا المحبة التي هي أعظم من الإيمان الذي ينقل الجبال.
والمحبة هي أولي ثمار الروح.
وبالتالي هي دليل عمل الروح فينا قال الرسول
(وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أنآه).. (غل 5: 22).
وهكذا وضعت المحبة أولا ولا شك أن الذي يمتلئ قلبه بالمحبة لابد سيمتلئ بالفرح وإذ عاش في حب وفرح سيحيا بالتالي في سلام.

** والمحبة هي آخر وصية أعطها الرب لتلاميذه.
قال لهم
(وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضا) (يو 13: 34)
كيف أحبهم هو يقول الكتاب
(إذا كان قد أحب خاصته اللذين في العالم أحبهم حتى المنتهي يو13:1)
وأيضا أحبهم فبذل ذاته عنهم هذه هي المحبة التي طلبها الرب.

**والمحبة المطلوبة منا هي صدي لمحبة الله لنا.
وعن هذا يقول الرسول
(في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا)
(1يو 4: 10)
حقا أن الله قد أحبنا قبل أن نوجد ومن أجل ذلك أوجدنا فوجدنا هو ثمرة محبة الله لنا حينما كنا في عقله فكرة وفي قلبه مسرة.

** مادام الله محبة ونحن صورة الله ومثالة (تك 1:26-27)
إذن لأبد أن نكون محبين مثله.
وإلا في حالة عدم وجود المحبة فينا لا نكون علي صورة الله بل نكون قد فقدنا الصورة الإلهية التي خلقنا بها كذلك نحن أولاد الله والابن لابد أن يشبه أباه وان شابهناه كأبناء لله لابد أن المحبة ستملأ قلوبنا وتفيض من وجوهنا ومن أعيننا ومن ملامحنا وتظهر في تصرفاتنا وفي كل أعمالنا ويقول الناس عنا حقا هؤلاء هم أولا الله وهم علي مثالهم في الحب
(بهذا أولاد الله ظاهرون) (1يو 3: 10).

** والسيد المسيح جعل المحبة علامة التي تميز تلاميذه.
فقال
(بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي وأن كان فيكم حب بعضكم نحو بعض) (يو 13: 35)
والقديس يوحنا الرسول جعل المحبة العلامة للميلاد من الله
فقال (كل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة)
(1يو 14: 7-8).

هناك أنواع من المحبة نحب الله ونحب الناس ونحب الخير.
وأن الدين هو رحلة حب نحو قلب الله وتعبر في طريقها علي قلوب الناس والمحبة هي الرباط المقدس الذي يربط الناس بالله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.
أنها جوهر الدين والتدين ونحن لا نستطيع أن نصل إلى محبة الله دون أن نحب الناس
وهكذا قال الكتاب الذي لا يحب أخاه الذي يبصره فكيف يحب الله الذي لا يبصره
(1يو 4: 20) ومحبتنا للناس تلد في القلب العديد من الفضائل تلد الثقة والتعاون والعطاء والبذل والصداقة والتضحية والسلام مع الغير.

المحبة هي خروج من الذات إلى الغير.
بحيث تنسي ذاتك وتذكر غيرك تخرج من الأنا فلا تسمح لها أن تحصرك داخلها فلا تعيش داخل الأنا وإنما داخل قلوب الناس تحيا لأجل الغير وتري خيرة بعضا من خيرك بل تري خيره قبل خيرك، وهكذا تحب الغير وتحب له الخير.

والحب شيء غير الشهوة تمامًا.
الحب دائما يريد أن يعطي والشهوة تريد دائما أن تأخذ الشهوة ممتزجة دائما بالأنا بالذات أما الحب فيمتزج بإنكار الذات لأجل الغير والحب الحقيقي لابد أن يمتزج بالطاهرة والنقاوة كما يمتزج أيضًا بالطاهرة كما يمتزج أيضًا بالحق فأن خرجت المحبة عن الحق أو أن الطاهرة تكون محبة ضارة

https://upload.chjoy.com/uploads/1479643549392.jpg

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:09 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
أزلية المحبة

المحبة الكلية، هي الله نفسه.
الله هو الحب الكلي.
الحب الذي لا يحد، الذي كله قداسة. لذلك من ليس فيه حب، ليس الله فيه.
ولذلك فإن أولاد الله مشهورون بالمحبة،
لأن الله يسكن فيهم وفي شرح كل ذلك، قال القديس يوحنا الرسول
"الله محبة".
ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه (1 يو 4: 16).

المحبة موجودة منذ الأزل، واستمرت قبل الخطية.
أزلية المحبة واضحة لأن الله محبة، والله أزلي.
ومن محبة الله لم يشأ أن يكون وحدة، لذا من جوده وكرمه أوجد مخلوقات تحيا معه. فخلق الملائكة قبلنا. وكانت المحبة تربط الملائكة بعضهم ببعض.
وكما قال أحد الآباء
"لو وقف عشرة آلاف من الملائكة معًا، لكان لهم جميعًا رأي واحد"..
وكما كان الملائكة يحبون بعضهم بعضًا هكذا كانوا يحبون الله أيضًا (وقبل خطية إبليس)
ولذلك يقول داود النبي في المزمور
(باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمرة عند سماع صوت كلامه)
(مز 103: 20).

وهكذا كانت المحبة هي الأصل في العلاقات الإنسان الأول.
كانت المحبة كاملة بين الله والإنسان قبل الخطية، وكانت المحبة بين آدم وحواء طاهرة نقية، فيها التعاون والثقة.
بل كانت المحبة كائنة بين آدم والحيوانات. لا هو يصيدها، ولا هي تؤذيه..
وفي ظل المحبة لم يكن يوجد الطبع الوحشي والافتراس في صفات بعض الحيوانات، بل كان الكل أليفًا..
وكان آدم يحب الحيوانات، ويسميها بأسماء.
ونفس الوضع تكرر في قصة أبينا نوح والفلك. حيث كان الفلك يعي جميع الحيوانات، وهو الذي ادخلها إليه، وكان يرعاها فيه.
إذن المحبة هي الأصل، والبغضة دخيلة.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:09 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
المحبة الحقيقية

والمحبة الحقيقية لها قوتها ولا تنهار.
يقول الكتاب "المحبة قوية كالموت.. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها. إن أعطي الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تحتقر احتقارًا" (نش 8: 6، 7) ويقول الرسول "المحبة لا تسقط أبدًا" 1كو 13: 8.

لهذا فكل فضيلة تؤسس علي المحبة، تكون راسخة. وكل علاقة تبنى علي المحبة تبقي قوية ولا تتزعزع،
ولهذا قال الرب: "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26).

إن الله يريد القلب، يريد الحب، وليس مجرد الشكليات والمظاهر الخارجية. فالعبادة الخالية من الحب، قد رفضها الله.
وقال "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (أش 29: 13)، (مت 15: 8).

وقال للشعب الذي يصلي ويقدم ذبائح، بينما لا يحب الله زلا القريب
(لا تعودوا تأتون إلى بتقدمه باطلة. رؤوس شهوركم وأعيادكم أبغضتها نفسي، صارت علي ثقلا، مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم، استر وجهي عنكم وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا)
(أش 1: 13- 15).

** المحبة الحقيقية ينبغي أن تكون محبة عملية.
وفي هذا قال القديس يوحنا الرسول
(لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق) (1يو 3: 18).
وقد ذكر لنا الرب مثل السامري الصالح، وكيف كانت محبته عملية، فيها الاهتمام والعناية والإنفاق (لو10).
والله نفسه - تبارك اسمه - محبته لنا عملية، فيها الرعاية الكاملة. خلق كل شيء أولًا من أجلنا، ثم خلقنا بعد ذلك لنتمتع بأعمال عنايته. ولا يزال يرعانا. وفي عمل الفداء نقرأ عبارة "هكذا أحب الله العالم حتى بذل.." (يو 3: 16).
وأيضا "ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا" (رو5: 8).
إذن فالمحبة التي لا تعبر عن ذاتها علميًا، ليست هي محبة حقيقية.

**ومحبتنا لله، يجب أن نثبتها علميًا بحفظ وصاياه **
فالله لا يقول فقط "يا ابني أعطني قلبك"
إنما يقول بعدها مباشرة (ولتلاحظ عيناك طرقي) أم 23: 26.
والسيد المسيح يقول (انتم أحبائي، إن فعلتم ما أوصيتكم به) (يو 15: 14)
أن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي. كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي، واثبت في محبته (يو 15: 10) والذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني (يو 14: 21).

** فلا تقل إني أحب الله، بينما أنت تكسر وصاياه**
هوذا القديس يوحنا الرسول يقول "من قال قد عرفته وهولا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه، وأما من حفظ كلمته، فحقًا في هذا قد تكملت محبة الله" (1يو2: 4-5) (كل من يثبت فيه لا يخطئ لم يبصره ولا عرفه) 1يو 3: 6.
فإن هذه هي محبة الله، أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة (1 يو 5: 3).

** والمحبة لها صفات تميزها، شرحها الرسول **
فقال (المحبة تتأنى، وترفق، المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها. ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر علي كل شيء. المحبة لا تسقط أبدًا) (1كو 13: 4- 8).
أليست تري معي أنها منهج طويل شامل، وإن تناولناه بالتفصيل نقطة نقطة..

** المحبة لابد أن تشمل محبة الخير **
ففعل الخير وحده لا يكفي، وربما لا يكون فضيلة. فهناك من يفعل الخير مجبرًا مضطرًا أو عن خوف..
وهناك من يفعل الخير لمجد أن ينال عنه مديحًا من الناس أو مكافأة.. ومن يفل الخير رياء لمجرد حب المظاهر.
وغيره قد يفعل الخير وهو متذمر في قلبه. فظاهر شيء. وقلبه شيء عكس ذلك تمامًا.
وأما الإنسان الفاضل فهو الذي يحب الخير، حتى إن لم تساعده إمكاناته علي فعله وإن فعل الخير لا يقصد من وراءه مكافأة. بل يجد لذة في فعل الخير، ويعمل ذلك حب.. الدافع الأساسي الذي يدفعه هو محبة الخير إن نقصت هذه المحبة، تنتج رذائل كثيرة.

**نقص المحبة **
يوجد البغضة والكراهية. وقد تتسبب عن ذلك أيضًا الشماتة والفرح بالإثم.
وقد قال الكتاب "لا تفرح بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر" (أم 24: 17).

ومن نتائج نقص المحبة أيضا: الغضب والحقد. وقد يتطور الأمر إلى الشتيمة والضرب والقتل، والإدانة والتشهير وإشاعة المذمة. ومن نقص المحبة أيضًا الحسد والكبرياء والتعالي، وعدم الاحتمال، والقسوة..

أما نقص المحبة من جهة الله، فيظهر في أمور عديدة منها إهمال الصلاة والكتاب والكنيسة، وعد الشعور بالوجود "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. وإن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب. لأن كل ما في العالم شهوه الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (1يو 15: 16).

وتدخل في محبة العالم أيضًا:
محبة المال، ومحبة المجد الباطل، ومحبة المادة ومحبة الذات.
وكل هذه ضد محبة الله وضد محبة الخير.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:10 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
المحبة والفضائل

إن المحبة لابد أن تتخلل كل فضيلة.
وكل فضيلة خالية من المحبة، ليست فضيلة حقيقية.

عطاؤك للفقير إن لم تكن فيه محبة، فهو ليس شيئًا.
وخدمتك أن كانت خالية من الحب، ولا تكون خدمة مقبولة
كذلك صلاتك يجب أن تمتزج بالحب،
كما قال داود
(باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم) (مز 63: 4)
(محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي) (مز 119).

كذلك كل أنواع العبادة ينبغي أن تكون ممتزجة بالحب.
فيقول المرتل عن الذهاب إلى الكنيسة
(فرحت بالقائلين لي: إلى بيت الرب نذهب) (مز 122: 1)
مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات، تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى بيت الرب (مز 84: 1)

ويقول عن كتاب الله
"فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة" (كالعسلوالشهد في فمي) مز 119
إن الله في يوم الحساب، سيفحص جميع فضائلنا ويكافئنا فقط علي ما فيها من حب.

أما الفضائل الخالية من الحب، فليست محسوبة لنا.
وأخشى أن تكون محسوبة علينا..
ولهذا قال الرسول "لتصر كل أموركم في محبة" (1كو 16: 14).

حتى الإيمان، قال عنه الرسول "الإيمان العامل بالمحبة" (غل 5: 6)..
الاستشهاد أيضًا، قدم الشهداء نفوسهم فيه، ومن أجل عظم محبتهم للرب، الذي أحبوه أكثر من الحياة، ومن الأهل، ومن العالم كله. وأحبوا أن ينحلوا من رباطات الجسد، ليلقوا بالله الذي أحبوه..

المحبة التي تدخل في كل وصية،
حسب قول الكتاب "لتصر كل أموركم في محبة" (1كو 16: 14).
والمحبة التي هي هدف كل وصية،
كما قال أيضًا "وأما غاية الوصية فهي المحبة" (1تي 1: 5).
والمحبة التي هي أعظم من كل وصية،
كما ذكر الرب أنها الوصية العظمي في الناموس (مت 22: 36 - 40)

وكما قال بولس الرسول
(وأما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة. هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة) (1كو 13:13).
ولم يقل فقط إنها أعظم من الأيمان العادي، بل أعظم من كل الإيمان الذي ينقل الحبال (1كو 13: 2)

نعم , المحبة هي الوصية التي بها يتعلق كل الناموس والأنبياء (مت 22: 40)
أي أنه لو أراد الله أن يلخص لنا كل الوصايا في واحدة لكانت هذه الوصية الواحدة هي المحبة..

هذه هي المحبة التي هي أفضل من جميع المواهب والمعجزات، لأنه بعد سرد الرسول قائمة بجميع المواهب،
قال بعد ذلك "وأيضًا أريكم طريقًا أفضل" (1كو 12: 3)
وإذا بهذا الطريق الأفضل هو المحبة..

كثيرون سيقولون للرب في اليوم الأخير
"يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعًا قوات كثيرة"
فيجيبهم أني لم أعرفكم قط.
ذلك لأن المعجزات ليست هي تخلص، وإنما المحبة.

بل كل فضيلة خالية من المحبة، هي فضيلة ميتة لا روح فيها. بل تعد فضيلة من عير المحبة.
المحبة التي هي أفضل من كل علم ومعرفة.
لأن الرسول يقول "العلم ينفخ، ولكن المحبة تبني" (1كو 8: 1).

مادامت الفضائل كثيرة جدًا، وأن جمعناها كلها أمام المؤمن، سيجد أمامه برنامجًا طويلًا جدًا.. فلنقل له:
تكفيك المحبة. وإن أتقنتها، ستجد داخلها جميع الفضائل..
بل إن وصلت إلى المحبة، لا تحتاج إلى وصايا أخري، المحبة تكفيك وتغنيك.
إن وصلت إلى المحبة تكون قد وصلت إلى الله.

لأن الله محبة (1يو 4: 16)..
ولو كانت فيك المحبة الكاملة، تكون قد ارتفعت فوق نطاق الناموس وفوق نطاق الوصايا.
وإذا ملكت محبة الله علي قلبك فأنها تطرد منه الخطية وتطرد الخوف هناك كثيرون يجاهدون ويتبعون ويريدون أن يصلوا إلى الله ولا يعرفون بتداريب عديدة وبجهاد كثير وكلما يقومون يقعون ويستمر قيامهم وسقوطهم لماذا لان جهادهم لم يبن علي المحبة كالبيت الذي يبني علي الصخر (مت 7: 24)
وبغير المحبة يصبح مجرد جهاد ظاهري لم يصل إلى العمق بعد.

** أما إذا وصلت إلي محبة الله فانك لا تخاف الخطية **
الخطية حينئذ لا تقدر أن تعيش في داخلك لأن محبة الله التي في داخلك هي نور بينما الخطية ظلمه. والنور يطرد الظلمة ولا شركة بين النور والظلمة
(2كو 6: 14).
محبة الله لا تتفق مع محبة الخطية فلا يمكن أن يوجدا معًا في قلب واحد. لذلك لا تجاهد ضد الخطية بدون محبة الله. حاول أن تدخل محبة الله إلى قلبك فتتخلص من الخطية بدون تعب.

** المحبة هي الميزان الذي توزن به أعمالنا في اليوم الأخير **
لا تقاس أعمالنا الخيرة بكثرتها، إنما بمقدار ما فيها من حب.
لا تقل له مثلًا: أنا قد وقفت يا رب ثلاث ساعات أصلي.
لأن الله سيجيبك: ليس المهم في مقدار الذي الوقت، وأنما في مشاعر الحب التي في قلبك أثناء الصلاة..
هل لك مشاعر داود المرتل الذي قال
(محبوب هو اسمك يا رب فهو طول النهار تلاوتي) (مز 119).
وقال أيضًا باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم. (مز 63: 4)..
كذلك أنت في صلاتك، هل تكون في قلبك محبة الله الذي تصل لي أم لا؟
هل يكون قلبك متصل به أم لا؟
أعلم أن الصلاة الخالية من هذا المشاعر القلبية،
ليست هي مقبولة عند الله، ولا تدخل إلى حضرته.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:10 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
المحبة والصلاة

لأنه: ما هي الصلاة في المفهوم الروحي؟
إنها ليست مجرد كلام موجه إلى الله أو حديث معه، أو مخاطبة له.. فهذا هو الشيء الظاهري.
لكن المعني الحقيقي والباطني هو أن الصلاة هي محبة واشتياق إلى الله، للتمتع به.
وهذه المحبة نحو الله هي التي تجعلك تصلي، وهي التي تدفعك إلى الحديث معه.
إذا الكلام مع الله هو مجرد نتيجة الحب الموجود في القلب أو هو مجرد تعبير عن هذا الحب

** فإذن لم يوجد هذا الحب في قلبك ألا تكون صلاتك مجرد كلام لا يدخل إلى حضرة الله **
ألسنا نقول قي صلواتنا (فلتدن وسيلتي قدامك ولتدخل طلبتي إلى حضرتك) (مز 119).
مثال ذلك صلاة الفريسي الذي كانت أطول من صلاة العشار ومع ذلك لم يخرج من الهيكل مبررًا مثلما خرج العشار (لو18: 14).
لماذا؟ لأن صلاته لم تكن مقبولة إذ لم تكن فيها حب الله، بل كان فيها حب للذات ومديح لها في قوله أني لست مثل سائر الناس الظالمين الخاطفين الزناة. كما لم يكن في حب للغير إذ في صلاته أدان العشار قائلًا (ولا مثل هذا العشار).

** إذن في الصلاة: الحب هو الأصل، والكلام هو التعبير **
كما أن اللسان فيها يتحدث كذلك القلب أيضًا يتحدث. ومشاعر الحب التي في القلب، حتى بدون كلام، تعتبر. صلاة أما كلام الصلاة بدون حب، ليس هو صلاة..
وما أجمل مثال داود النبي الذي قال
"كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه. هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي" (مز 42: 1-2).
(يا الله أنت الهي، وإليك أبكر. عطشت نفسي إليك يشتاق إليك جسدي) (مز 63: 1)
(متى أقف وأتراءى أمام الله)
(كنت أذكرك علي فراشي، وفي أوقات الأسحار كنت أرتل لك مز 63)
(سبقت عيناي وقت السحر لأتلو في جميع أقوالك) (مز 119)..
كل هذا حب واشتياق..

** بعكس ذلك كان الفريسيون، الذين "لعلة كانوا يطيلون صلواتهم" مت 23: 14 **
صلوات طويلة، ولكنها غير مقبولة، لأنها خالية من الحب، وبالمثل أولئك الذين كانوا يصلون في المجامع، وفي زوايا الشوارع لكي. يراهم الناس (مت 6: 5).
ماذا كان هدفهم من الصلاة سوي محبة المديح الباطل، وليس محبة الله. إنها الذات المريضة، التي لا يوجد بينها وبين الله صلة، حتى في الصلاة..
إن الله لا يريد الشفتين، بل القلب (مت 15: 8).
وهو يقول باستمرار (يا ابني أعطني قلبك) (أم 23: 26).
يريد قلبك في الصلاة، عامرًا بالحب نحوه، ونحو قريبك
لذلك قال (إن قدمت قربانك قدام المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا أصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك (مت 5: 23- 24).
إنه لا يريدك تتقدم إلى المذبح بغير حب ولا يقبل قربانك بغير حب..

** لذلك اخلطوا كل أعمالكم بالحب. اخلطوا فضائلكم به **
إن كل عمل من أعمالك يخلو من الحب، إنما يخلو من قيمته ومن أهميته. ولا يكون هو عمل الله فيك.
إن كان الله يعمل فيك، فالمحبة تعمل فيك، لأن الله محبة. حينئذ تكون كل أعمالك محبة، كما قال الرسول.
"لتصر كل أموركم في محبة" (1كو 16: 14).
حتى مشاكلكم تحلونها أيضًا في محبة علي قدر إمكانكم.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:10 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
المحبة والعطاء

العطاء مثلًا، يوزن بمقدار الحب الذي فيه.
ليس بكثرة المقدار، وإنما بكثرة الحب.
والعطاء المادي الذي تقدمه، يجب أن تقدم فيه حب، يظهر في مشاعر قلبك.
وفي ملامح وجهك، لأن المعطي المسرور يحبه الرب (2كو 9: 7).

لأنة من الجائز أن إنسانًا يعطي بدون رغبة، وهو متضايق، أو وهو محرج أو مضطر أو مضغوط علية، أو وهو غير مقتنع بأن يدفع.
فهو يعطي وهو متذمر في قلبه.؟ ليس مثل هذا العطاء مقبولًا عند الله.

هناك فرق بين إنسان يعطي المساكين،
وإنسان يحب المساكين فيعطيهم هذا الذي يحبهم هو الأفضل،
حتى لو لم يكن له ما يعطيه.. لأن الله ينظر إلى القلب قبل اليد.

أن أجمل ما في العطاء، أن تشعر بلذة وأنت تعطي، لا تقل عن فرح الذي تعطيه.
إن الأم تشعر بفرح حينما يرضع طفلها منها. فهي تعطيه حبًا قبل أن تعطيه لبنًا، أو هي تعطيه الأمرين معًا..
كذلك من يعطي المحتاج عن حب، وبحب، ويفرح بإعطائه.

وهنا يبدو الفارق بين الثراء الذي يعطي، والمحبة التي تعطي.
أنك حينما تعطف علي شخص، أنما تشعر بلذة في العطف عليه،
ربما أكثر من اللذة التي يشعر بها ذلك الشخص الذي نال العطف منك.
فأنت تأخذ حينما تعطي، كما يأخذ الذي تعطيه.
قال أحد الأدباء "سقيت شجيرة كوبًا من الماء.
فلم تقدم لي عبارة شكر واحدة. ولكنها انتعشت فانتعشت".

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:11 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
المحبة والخدمة

هكذا الخدمة أيضًا: إن لم يدخلها الحب، لا نكون خدمة.
السيد المسيح كانت معجزاته مخلوطة بالحب. فمثلًا في معجزة إشباع الجموع من الخمس خبزات والسمكتين,
يقول الكتاب إنه (أبصر جمعًا كثيرًا فتحنن عليهم وشفي مرضاهم) (مت 14:14)
وأيضًا (فتحنن عليهم، إذا كانوا كخراف لا راعي لها) (مر 6: 34).

وحتى حينما روي قصة السامري الصالح، دقق علي هذه النقطة
فقال (ولكن سامريًا مسافرًا جاء إليه، ولما رآه تحنن) (لو 10: 33)
أن هذه العواطف لها أهميتها عند الرب.
كثيرون خدمتهم مجرد نشاط، خالية من الحب.
تشمل الكثير كم العمل والإنتاج والكثير من الإداريات والنظام، وربما من الروتين. ولكن بلا حب..
بينما الخدمة، في أصلها أنك تحب الله، وملكوته.
وتحب أبناء الله، وتريد لهم أن يحبوا الله، وأن يدخلوا ملكوته. لذلك تبذل كل جهدك لتقوم بعمل محبة نحوهم.

إن عطايا الرب ومعجزات الشفاء كانت ممتزجة بالحب.
قبل إقامته لعازر من الموت، قيل عنه "بكي يسوع" (يو 11: 35).
وفي إقامة ابن أرملة نايين، لما رأي هذه الأم الأرملة "تحنن علها وقال لها لا تبكي" (لو 7: 13)
وفي شفاء الأبرص قيل (فتحنن يسوع ومد يده ولمسه) (مر 1: 41) وطهره
وفي شفاء الأعميين في أريحا قيل (فتحنن يسوع ولمس أعينهما , فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه (مت 20: 34).

وما أجمل ما قيل عن السيد المسيح، إنه أحب خاصته اللذين في العالم، أحبهم حتى المنتهي (يو 13: 1).
وقال لهم (لا أعود أسميكم عبيدًا.. لكني قد سميتكم أحباء) (يو 15:15)
(كما أحبني الآب، أحببتكم أنا. أثبتوا في محبتي) (يو 15: 9).
وقال للآب عنهم: (عرفتهم اسمك وسأعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم) (يو 17: 26)
وقال لهم عن رسالة الفداء التي جاء ليقوم به.
(ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه) (يو 15:13)
كلام كله حب، ونفهم منه هذه الحقيقة.

أن السيد المسيح علي الصليب كان ذبيحة حب.
فتكلم عن الفداء، أنه مات عنا. وأنه قد حمل خطايانا، وأنه خلصنا. ولكن وراء كل هذا العمل،
كان الحب (أحب.. حتى بذل) (يو 3: 16)
أذن سبب التجسد الإلهي هو الحب، وسبب الفداء هو الحب.
ويتحدث القديس يوحنا عن ذلك فيقول "في هذا هي المحبة، وليس أننا أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا وأرسل أبنه كفارة لخطايانا" (1يو 4: 10)
ولذلك نحن نقابل حبه بحب. وهكذا قال (نحن نحبه لأنه هو أحبنا قبلًا) (1يو 4: 19)

وكما كان المسيح، ذبيحة حب نحونا، هكذا كان الشهداء ذبيحة حب نحو الله لقد قدموا حياتهم ذبيحة حب لله. أحبوه أكثر من العالم كله، وأكثر مكن الأهل والأقرباء. بل أحبوه أكثر من أنفسهم، وفرحوا بالموت لأنه يقربهم إليه، ليعيشوا معه في الفردوس ثم في الملكوت إلى الأبد
كما قال القديس بولس (لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا) (في 1: 23).

لا تظنوا أن اللذين تقدموا للاستشهاد كانوا يلاقون الموت وهم خائفون أو متضايقون.
كلا بل كانوا في محبتهم للقاء الله، فرحين جدًا بهذا اللقاء، ومشتاقين إليه.
كانوا يذهبون إلى ساحة الاستشهاد هم يرتلون في فرح. وأثناء سجنهم، حولوا. السجون إلى معابد ترتفع منها أصوات الترتيل والتسبيح والصلاة.

حتى أن أحد الشهداء قبل السلاسل التي قيدوه بها.
وشهيد أخر كان يصلي طالبًا البركة للجلاد الذي سيقطع رأسه ولعلمهم أخذوا هذا الدرس عن السيد المسيح الذي حينما أقترب إلى الجلجثة قال قد أتت الساعة ليتمجدابن الإنسان (يو 12: 23).
الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الآب فيه (يو 13: 31). وقيل عنه فيما تحمله من الآم وإهانات في وقت الصلب (من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهينا بالخزي) (عب 12: 2).

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:11 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
محبة الله الخالق

يكفي أن المحبة هي أحد أسماء الله (1يو 4: 16-8)
وقد أظهر الله محبته للبشر بأنواع وطرق شتى مما لست أستطيع أن أشرحه لأن محبة الله غير محدودة مهما كتبنا عنها فكتاباتنا محدودة لذلك أوجز الشرح فأقول.

ظهرت محبة الله أولًا في الخلق. لماذا وكيف؟
منذ الأزل كان الله وحده وكان مكتفيا بذاته ولكنة لم يشأ أن يبقي وحده ومن أجل محبته لنا قبل أن نوجد شاء فأوجدنا ولم نكن شيئًا جديدا بالنسبة إليه فالله لا يجد علية شيء إنما كنا في قلبه مسرة قبل أن يكون لنا وجود مادي فعلي فكان وجودنا هو ثمرة حبه وثمرة كرمة.
ومن دلائل محبة الله للإنسان أنه خلقه في اليوم السادس.

أقصد أنه خلقه بعد أن خلق كل شيء من أجله، حتى لا يكون معوزًا شيئًا من أعمال كرامته. خلق له السماء سقفًا، ومهد له الأرض، لكي يمشي عليها. خلق له الطعام الذي يأكله، والماء الذي يشربه، والهواء الذي يستنشقه، والحيوان الذي يستخدمه أو يؤنسه،
خلق الله النور: الشمس لضياء النهار والقمر والنجوم لضياء الليل ووضع لكل ذلك قوانين الفلك وضبط البحار والأنهار وأخضع له طبيعة الحيوان وأخيرا خلق الإنسان بعد أن أعد له كل شيء
وما أجمل تأملاتنا في ذلك في القداس الغريغوري تحت عبارة "من أجلي".
** ما أجمل أن نتأمل كل هذا فنقول **
لو أن الملائكة سألوا الله قائلين لماذا يا رب تخلق الشمس والقمر والنجوم لأجابهم من أجل الإنسان حبيبي والذي سأخلقه فيما بعد وبنفس الإجابة يجيبهم عن خلقة للأرض والثمار والأزهار والأطيار والطبيعة الجميلة كلها من أجل راحة الإنسان حبيبي لذلك نستطيع أيضًا أن نقول إن عطايا الله لنا سبقت خلقه إيانا.

من دلائل محبة الله لنا أيضًا في الخلق أنه خلقنا علي صورته ومثاله.
إذ قال في ذلك"نعمل الإنسان علي صورتنا كشبهنا" فخلق الله الإنسان علي صورته علي صورة الله خلقة (تك 1: 26-27).
علي صورته من حيث أنه ذات وعقل وروح من حيث إن له روحًا خالدة ومن حيث النقاوة والطهارة وحب الخير من حيث القيادة والسلطة

فمن محبة الله للإنسان حينما خلقة أنه منحة السلطان ومنحة البركة أيضًا.
في ذلك يقول سفر التكوين وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا علي سمك البحر وعلي طيور السماء وعلي كل حيوان يدب علي الأرض(تك1: 28)
وهكذا صار الإنسان وكيلًا لله علي الأرض وسيدًا لكل الخليقة الأرضية وبنفس هذا البركة والسلطة بارك الله أبانا نوح وبنية بعد الطوفانورسو الفلك (تك 9: 1- 2)
أن كان الإنسان قد فقد بعض من هذه السلطة الآن فهذه نتيجة للخطية ولكنه في البدء لم يكن هكذا.

ومن محبة الله في خلق الإنسان أنه وضعه في جنه.
وفي ذلك يقول سفر التكوين وغرس الرب الإله جنه في عدن شرقًا ووضع هناك آدم الذي جبله وأخذ الرب آدم ووضعه في جنة عدن تك 2: 8-15
وكانت الجنة مليئة بكل أنواع الثمار وجميله جدًا يكفي أنها جنة.
ولم يكتف الله بهذا بل خلق لآدم معينًا نظيره، خلقها من جنبه وغرس بينه بينها حبا فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تدعي امرأة لأنها من إمرءً أخذت (تك 2:23)
وكان خلق حواء لآدم يشمل لونا أخر من محنته للبشرية إذ خلقهما ذكرا وأنثى تك 1: 27.
لكي يكثروا ويثمروا ويملأوا الأرض ويكون هناك نسل فيما بعد كعدد نجوم السماء ورمل البحر لا يعد من الكثرة (تك 22: 17).

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:11 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
محبة الله الراعي

وحتى بعد سقطة الإنسان الأول لم يتخل الله عن محبته.
ففيما هو يعاقب، مزج العقوبة بوعد بالخلاص. فقال (إن نسل المرأة يسحق رأس الحية) (تك 15:3).
حقًا كما نقول في القداس الغريغوري "حولت لي العقوبة خلاصًا".
ولم يلعن الله آدم وحواء لعن الحية (تك3:14)، إلا كانت اللعنة قد أصابت البشرية كلها.
وحتى عندما عاقب الله قايين، لم يتخل الله عن رأفته،
فلما قال له قايين (أنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني) فقال له الرب كل من قتل قايين، فسبعة أضعاف ينتقم منه وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده (تك 4: 14: 15).

ومن محبة الله للإنسان رعايته بالناموس والأنبياء.
فلما سار الإنسان في طريق الضلال (وقال الجاهل في قلبه ليس إله) (مز 14: 1). وفسد البشر جميعًا، وإذا ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد (مز 14: 3) بل حتى ضمائرهم أظلمت ولم تعد تهديهم، أرسل الله لهم الأنبياء لكي يبلغوهم صوت الله وأوامره. كما زودهم بالوحي الإلهي وبالشريعة المكتوبة. بل أن أول لوحين للشريعة، كانا مكتوبين بأصبع الله
(واللوحان هما صنعه الله والكتابة كتابة الله منقوشة علي اللوحين) (خر32: 16).
واستمر الله يرسل الأنبياء لهداية الناس، حتى بعد أن تركوا عهده، ونقضوا مذابحه، وقتلوا أنبياءه بالسيف (1 مل 19: 14). وحتى بعد أن عبدوا العجل الذهبي(خر32) وعبدوا الأصنام فترات طويلة.

ومن محبة الله للإنسان أنه كان الراعي الصالح له.
كما تغني داود النبي في المزمور قائلًا (الرب يرعاني فلا يعوزني شيء.في مراع خضر يربضني. إلي ماء الراحة يوردني. يرد نفسي، يهديني إلي سبل البر) (مز 23).
وقال الرب في سفر حزقيال النبي (أنا أرعي غنمي وأربضها- يقول السيد الرب - وأطلب الضال، واسترد المطرود، وأجبر الكسير وأعصب الجريح..) (حز 34: 15، 16).
بل أن الرب تكلم بشدة ضد الرعاة الذين يرعون أنفسهم وقد أهملوا غمه وخرافة،
فقال (هأنذا علي الرعاة، واطلب غنمي من يدهم، وأكفهم عن رعي الغنم، ولا يرعي الرعاة أنفسهم بعد، وأخلص غنمي من أفواههم، فلا تكون لهم مأكلًا) (حز 34: 10).
وفي العهد الجديد يقول السيد الرب (أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) (يو10:11).
(أنا هو الراعي الصالح، وأعرف خاصتي، وخاصتي تعرفني) (خرافي تعرف صوتي فتتبعني، ولن تهلك إلي الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي) (يو 10: 14، 27، 28).

ورعاية الرب لشعبه شاملة تشمل كل تفاصيل الحياة:
فهو يرعاهم ماديًا وروحيًا. ويخلصهم من أيدي أعدائهم.
كما قال موسى النبي (قفوا وانظر خلاص الرب.. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون) (خر 14:13،14).
وقصص أمثال هذا الخلاص التي تظهر محبة الرب كثيرة في سفر القضاة.
ومحبة الرب في رعايته المادية وأولاده، تظهر في معجزتي المن والسلوى، وفي إرساله الطعام لإيليا النبي عند نهر كريت أثناء المجاعة،
في عبارة مؤثرة قال له فيها (وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك) (1 مل 17:4.
بل تظهر محبة الرب العجيبة في هذا الأمر، إذ أنه
(يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين، ويمطر علي الأبرار والظالمين) (مت 5: 45).
بل أنه يعطي البهائم قوتها، وفراخالغربان التي تدعوه (مز146).
ويعطي طعامًا لكل دودة تدب تحت حجر.. ما أعجب محبته للكل وما أعجب حنانه.

ورعايته الروحية تشمل قصة الخلاص كلها.
وفي ذلك قال بولس الرسول عن الله في إرساله الخدام للعناية الروحية بالناس
(وهو أعطي البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض الخدمة، لبنيان جسد المسيح. إلي أن تنتهي جميعًا إلي وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله..) (أف4:11-13).
بل قال أيضًا عن الملائكة (أليسوا جميعهم أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص) (عب 1:14).

أما عن محبة الله في إرسال الملائكة لخدمة البشر ولمعونتهم، فهي موضوع طويل يدل علي عمق محبة الله..
يحدثنا عنه دانيال النبي في الجب وهو يقول (إلهي أرسل ملاكه، فسد أفواه الأسود) (دا6:22). ويقول أبونا يعقوب أب الآباء (الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرّ)(سفر التكوين 48: 16). ملاك آخر أنقذ بطرس الرسول من السجن (أع 12:7،11). وملاك ضرب جيش سنحاريب وخلص الشعب منه (2 مل19:35). حقًا، كما يقول الكتاب (ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم) (مز 34:7).

ومن محبة الرب أيضًا يرسل ملائكة البشارة والفرح.
ملاك يبشر العذراء بالحبل بالمسيح (لو1:26،38).
وملاك يبشر زكريا بيوحنا المعمدان (لو1:11-20). وملاك يبشر الرعاة بميلاد المسيح (لو2:8-14). وملاك يبشر يوسف النجار (مت 1:20،21)..
وما أكثر الملائكة الذين بشروا النسوة بالقيامة..
وملائكة البشري كثيرون في الكتاب المقدس،
يرسلهم الله من محبته حاملين أخبارًا مفرحة.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:11 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
محبة الله الآب

ومن محبة الله لنا، أنه دعانا أبناء له.
وفي هذا يقول القديس يوحنا الرسول (انظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعي أولاد الله) (ايو3:1).
وهكذا نصلي باستمرار ونقول (أبانا الذي في السموات) (مت 6: 9).
وتتكرر عبارة (أبوكم السماوي) مرات عديدة في العظة علي الجبل.
وترتبط بالكمال المطلوب منا حينًا (مت5:48).
وبالمغفرة حينًا آخر (مت6:14).
بالعمل في الخفاء أحيانًا (مت6:4،6،18).
وترتبط بعناية الله أيضًا إذ يقول (فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه) (مت7:11).
(لا تهتموا قائلين ماذا نأكل، أو ماذا نشرب، أو ماذا نلبس.. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلها) (مت6:31،32).
ما أعمق أن نعتمد باستمرار علي محبة هذا الآب السماوي.

ومحبة الله دعتنا أبناء أيضًا حتى في العهد القديم.
فهو ينادي كلًا منا قائلًا (يا أبني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي) (أم 23:26).
ويقول الوحي في قصة الطوفان قائلًا عن نسل شيث (رأي أولاد الله بنات الناس أنهن حسنات) (تك6:2).
ويعاتب الله شعبه قائلًا (ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا علي) (أش1:2).
ويعاتب في سفر ملاخي قائلًا "«الابْنُ يُكْرِمُ أَبَاهُ، وَالْعَبْدُ يُكْرِمُ سَيِّدَهُ. فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَبًا، فَأَيْنَ كَرَامَتِي؟ وَإِنْ كُنْتُ سَيِّدًا، فَأَيْنَ هَيْبَتِي؟" (سفر ملاخي 1: 6) (ملا1:6).

ويناديه الشعب في سفر إشعياء النبي قائلين
(تطلع من السموات، وانظر من مسكن قدسك.. فإنك أنت أبونا, وإن لم يعرفنا إبراهيم.. أنت يا رب أبونا، ولينا، منذ الأبد اسمك) (أش63:15،16)،
وأيضًا (والآن أنت أبونا. نحن الطين وأنت جابلنا) (أش 64:8).

إن كلمة أب تحمل مشاعر عميقة لا تحصي.
تحمل معاني الحب والحنان، والرعاية أيضًا. وتحمل معاني الرأفة والإشفاق أيضًا.
وهكذا يقول داود النبي في المزمور
(كما يترأف الأب علي البنين، يترأف الرب علي خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز 103).
وعبارة الأبوة تعني أنه يعاملنا كأبناء وليس كعبيد. وتعني أيضًا أن لنا ميراثًا في السماء كبنين. وتعني كذلك أنه يجب علينا أن نبادل هذا الأب حبًا بحب. كما قال القديس يوحنا الرسول (نحن نحبه، لأنه هو أحبنا أولًا) (1يو4:19)..
وإلا فإننا نستحق توبيخ الرسول حينما قال (إن كنتم تحتملون التأديب، يعاملكم الله كالبنين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه. ولكن إن كنتم تحتملون التأديب، يعاملكم الله كالبنين. فأي ابن لا يؤدبه أبوه. ولكن إن كنتم بلا تأديب.. فأنتم نغول لا بنون) (عب12:7،8).

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:12 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
سكني الله فينا

من محبة الله لنا: سكناه في قلوبنا.
الله الذي يقول (يا ابني أعطني قلبك) (أم23:26).
إنه ينظر إلي قلب كل واحد منا، وإلي نفس كل واحد منا، وإلي نفس كل واحد منا،
ويقول (ههنا هو موضع راحتي إلي أبد الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيته) (مز132).
قيل عنه في
تجسده أنه: لم يكن له موضوع يسند فيه رأسه (لو9:58).

أحسن موضوع يسند فيه الرب رأسه، هو القلب النقي..
هو القلب الذي يحب الله، ويحب أن يكون الله في أعماقه.. من محبة الله لنا، إنه يقف علي باب قلب كل منا، ويقرع لكي يفتح له (رؤ3:20).
يقول لكل نفس من نفوسنا (افتحي لي يا أختي، يا حبيبتي، يا كاملتي) (نش5:2).
وإن تباطأت النفس في أن تفتح له، يظل منتظرًا قارعًا علي أبواب قلوبنا، حتى يمتلئ رأسه من الطال وقصصه من ندي الليل (نش5:2)

الله المحب الذي لا تسعه السموات ولا سماء السموات (1مل8:27).. يريد أن يسكن فينا.
أن أعظم سماء يحب الرب أن يسكنها، هي قلبك وأعظم هيكل يوجد في هو قلبك. بل أعظم عرش يجلس عليه هو قلبك،

كما قال البابا شنوده في قصيدة:
*** همسة حب ***
في سماء أنت حقًا أنما كل قلب عاش في الحب سماك
عرشك الأقدس قلب قد خلا من هوي الكل فلا يهوي سواك
ما بعيد أنت عن روحي التي في سكون الصمت تستوحي نداك

نعم، نحن هياكل الله، والله يسكن فينا (1كو3:16).
انه يقول (أن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي. واليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا) (يو14:23) أي الأب والابن يسكنان فيك،
وأنت أيضًا مسكن للروح القديس (اكو3: 16).
فيكون مسكنًا لثالوث القدوس.. حقًا، ما أعمق محبة الله لنا.
وما اسمي القلب المحب لله.
هذا القلب الذي يسكنه الله ومحبة الله، هو -بدون مبالغة- أسمى من لسماء التي فوقه!!
نعم، هذا هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت1:23).

من نحن يا رب، حتى تكون معنا؟ نحن التراب والرماد، والمزدري وغير الموجود (1كو1:28)
وكأن الله يقول: أنا معكم كل الأيام، لأني أحبكم وأحب أن أكون في وسطكم. قد وعتكم من قبل أنه (حيثما أجتمع أثنين أو ثلاث باسمي فهناك أكون في وسطهم) (مت18:20).
نعم أن مسرتي في بني البشر. أنا أحب أن أسكن فهم.. أنتم سمائي الخالدة. أنت عرشي الذي أجلس عليه.. أنتم ملكوتي.

ألم يقول الكتاب "ملكوت الله داخلكم" (لو17:21).
نعم، داخل هذه القلوب، أفتح قلبك، تجد داخله ملكوت الله تجد محبة الله.. انه الله الذي يقول (يا ابني أعطني قلبك) (أم 23:26). عجيب أنه يقول الرب أعطني قلبك.
من أنا يا رب حتى أعطيك؟! أنت مصدر كل غني. أنت الذي تشبع كل حي من رضاك. أنت مالك الكل، أنت لك الأرض وما عليها، المسكونة وكل الساكنين فيها (مز24:1)..
أنت يا رب الكائن الوحيد الذي لا يحتاج إلى شيء.. ومع ذلك سأعطيك يا رب قلبي، كما طلبت. ولكن لكي تقدسه وتنظفه وتطهره، وتسكن فيه، فيتبارك بك ويكون لك..
خذه يا رب، وأسند فيه رأسك.. أنت الذي خلقته. وأنت الذي أعطيتني إياه،
أوصيتني قائلًا (فوق كل تحفظ أحفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة (أم4:23).
ليتك أنت تحفظه، هذا الذي أعطيتني إياه، ليكون لك. وحينما يقدمه موضعًا لسكناك،
أقول لك كما قال الشعب في القديم، حينما تبرعه لبناء بيت الرب..
(منك الجميع، ومن يدك أعطيناك) (أي29:14).

مبارك أنت يا رب في محبتك، حينما تقبل من أيدينا شيء، ومبارك أنت في تواضعك حينما تقول (يا ابني أعطني)
مثلما قلت للمرأة السامرية أعطني أشرب (يو4:7)..
وأنت الذي عند الماء الحي، الذي كل من يشرب منه، لا يعطش إلي الأبد (يو4:14)
حقًا يا رب، ليس لك شبيه بين الآلهة، كما قال داود عبدك (من مثلك) (مز89: 6، 8).
أنت يا رب حنون جدًا، وعطوف جدًا، ومحبتك فوق الوصف، وفوق الشرح، لا يستطيع لسان أن يعبر عنها..

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:12 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
محبة الله صانع الخيرات

من محبه الله، صانع الخيرات لنا. قيل عنه أنه يجول يصنع خيرًا (أع10: 38).
أنه يعطي الخير للكل، حتى لأعدائه، والذين ينكرون وجوده.
وعطاياه كلها نابعة من حبه ومن كرمه وجوده.
مرت فترة كانت فيها الوثنية تسود العالم، ومع ذلك لم يمنع الله خيره عن العالم وعندما عرفته هذه الأمم الوثنية،
كان هذا الذي منحهم الأيمان به، كمبادرة من عنده، مثلما فعل مع شعب نينوى (يون3)،
ومثلما فعل مع كثيرين بمعجزاته وآياته.. وأيضًا بإحساناته الكثيرة،
هذه التي تغني بها داود النبي فقال:
باركي يا نفس الرب، ولا تنسي كل حسناته) (مز103:2).
(باركي يا نفس الرب، وكل ما في باطني ليبارك أسمه القدوس)
(الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك، الذي يفدي من حفرة حياتك. الذي يكللك بالرحمة والرأفة. الذي يشبع بالخير عمرك علامة فيتجدد مثل النسر شبابك) (مز103:1-5).

يغفر جميع ذنوبك في المعمودية. ويشفي كل أمراضك الروحية في اعترافك وتناولك وفي رعايته الروحية لك، ويفدي من الحفرة حياتك، لأنه بالفداء ينقذك من الذهاب إلي الجحيم. ويكللك بالرحمة والرأفة، حينما يمنحك إكليل الحياة وإكليل البر. ويشبع بالخير عمرك في الأبدية السعيدة والنعيم الأبدي، فيتجدد مثل النسر شبابك..

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:12 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
ألقاب أخرى للمحبة

ما أكثر أيضًا ألقاب الحب التي يلقبنا بها الله.
ليس فقط أبناء. بل يشبهنا أيضًا بالعروس. ويقول القديس يوحنا المعمدان عن المسيح والكنيسة (من له العروس فهو العريس أما صديق العريس (عن نفسه) الذي يقف ويسمعه، فيفرح فرحًا) (يو3:29).
نفس التشبيه يقوله السيد الرب في مثل العذارى الحكيمات اللائي يسهرن في العريس (مت25).
ونفس التشبيه في (أف5:25:33).
وعن هذا التشبيه في الحب ورد سفر كامل في الكتاب هو سفر نشيد الأناشيد عن العلاقة بين الله والنفس البشرية.
كذلك يشبه علاقتنا به بالعلاقة بين الجسد والرأس.

فالمسيح هو رأس الكنيسة، وهو مخلص الجسد (أف5: 23).
وكلنا أعضاء في جسده.. أو هناك تشبيه آخر مماثل، أنه الكرمة ونحن الأغصان. والغصن الثابت فيه، أي في الكرمة، هو الذي يأتي بثمر (يو15:5)،
ولذلك كله -من محبته لنا- دعانا خاصته. وقيل عنه إنه أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهي (يو13:1).

ومن محبته لنا دعانا هياكل لروحه القدوس.
فقال القديس بولس الرسول (أما تعملون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم.. لآن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو) (1كو3: 16،17). وكرر ذلك في (1كو6:19).

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:12 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
أهمية محبتنا لله

أن الله لا يريد سوي شيء واحد، فيه تكمن جميع الوصايا، وهو المحبة.
أن أحببت الله تكمل كل ما هو مطلوب منك. وأن لم تكن تحبه، فباطل هو كل عملك..!
فالله يريد قلبك، وقلبك كله.
وهكذا قيل في شريعة موسى (تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك) (تث6).
وقد أكد السيد المسيح هذه الوصية في (مت22).
ويقول الرب في سفر الأمثال (يا أبني أعطني قلبك) (أم 23: 26).
وإعطاؤه قلبك تعني كل القلب، وليس مجرد جزء منه. وإلا فما هو مصير باقي الأجزاء.

أن الدين يا أخوتي، ليس مجرد حلال وحرام!
أو مجرد أوامر ونواهي، وناموس ونعمة، بقدر ما هو حب، نحو الله والناس. ومن هذا الحب ينبع كل خير.
وإن كنت لا تحب الله والناس، فلست إنسانًا متدينًا، مهما كانت لك صلوات وأصوام وقراءات وتأملات، ومنح وعشور وخدمة ووعظ..
فالله يريد الحب، وليس مجرد الممارسات.

لا تظن أن الله يطلب منك واجبات أو فروضًا، أو مجرد وصايا ترغم نفسك عليها، لكي تظهر مطيعًا لأوامره، أو لتكون بارًا في عيني نفسك.. إن كل ما يريده هو أن تحبه كما أحبك. وهذا الحب الذي يريده ليس هو أمرًا موجها إليك، وأمنا متعة مقدمة منه لك. تشعر فيها بالفرح، إن كان قلبك وحياتك روحية..
إن كنت لا تحب الله، فأنت لم تعرفه بعد.
علي أن معرفة الله أمر من المفروض أن يكون للمبتدئين. أما عن الكاملين فالمطلوب منهم هو الثبات في الله،
كما يقول "أثبتوا في وأنا فيكم" تمامًا (كما يثبت الغصن في الكرمة) (يو15).
فهل تشعر أنك في الله كالغصن في الكرمة، وعصارة الكرمة تسري فيك، وتصبح علي صورتها.

أنت لست غريبًا عن الله، ومحبته ليست غريبة عليك.
فأنت أبن له. والمفروض أن الابن يحب أباه. وأنت هيكل لروحه القدوس وروح الله ساكن فيك (1كو3، 5).
هو الأصل وأنت فرع الرأس وأنت عضو في الجسد. حقًا كما قال بولس الرسول (هذا السر عظيم) (أف5).
إن كان الحب الحقيقي لله، هو الثبات فيه، فماذا تكون الخطية إذن سوى انفصال عن الله، إذ ليس هناك شركة بين النور والظلمة..
ما أصعب أن تتحول من الحب إلى الخصومة!!

أنت تحب الله، تحب كل الناس داخل محبة الله.
لا تسمح بوجود محبة في قلبك تتعارض مع محبة الله، فهذه خيانة لله الذي خلقك ورعاك وفداك.. والكتاب يقول (محبة العالم عداوة لله) (يع4)،
وقيل (إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب) (1يو2).
ولذلك فإن الكنيسة تقول لنا في كل قداس (لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. لأن العالم يبيد وشهوته معه) (1يو2).

كذلك لا نحب أحدًا أو شيًا أزيد من محبتنا لله.
فقد قال الرب (من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب ابنًا أو ابنة أو زوجة أكثر منى فلا يستحقني)..
(وهكذا قال الآباء الرسل (ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس).. بل حتى نفسك، لا تحبها أكثر من الله، بل تضبطها وتقمعها في طاعته. وتنكر ذاتك، وتبغض نفسك من أجل الرب.. وإذا أحببت الله من كل القلب لا تسمح لأي شيء أن يفصلك عنه.
فقد قال الرسول:
( من يفصلني عن محبة المسيح..؟!) ( رو8).
لا شده ولا ضيق، ولا قوات حاضرة ولا مستقبلة.. ولا أية شهوة أو رغبة.. ما أعجب قصة ذلك القديس الذي كان سائرًا في البرية يصلي. فأتي ملاكان سار واحد عن يمينه والآخر عن يساره، ولكنه لم يسمح لنفسه أن ينشغل بهما عن صلاته.
بل قال في فكره (من يفصلني عم محبة المسيح؟! لا ملائكة ولا رؤساء ملائكة)!! واستمر في عمق صلاته..

إن كل محبة تبعدك عن محبة الله هي محبة غريبة خاطئة.
وكل محبة تنافس الله في قلبك، اهرب منها.
ولكنك يمكنك أن تحب كل الناس من أجل الله، وداخل محبة الله. تحبهم في المسيح يسوع الذي أحبهم. ولا تحبهم أكثر من الله. وحتى العالم الخاطئ، تحبه أيضًا لكي تقوده إلى محبة الله، لا لكي يشغلك عنه..

القلب كله ملك لله، فلا تسلبه شيئًا من حقوقه.
إن كان قد قال عن العشور (سلبتموني، قال الرب) (ملا4)، فكم بالأكثر نسلبه، إن أعطينا قلبنا لشيء ضده، أو فضلنا آخر عليه؟! لذلك شبهت النفوس المحبة لله بالعذارى. ويقل في سفر النشيد (أحبتك العذارى) (نش1).
واللائي دخلن الملكوت شبهن بخمس عذارى حكيمات (مت25).
وقال بولس الرسول (خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح..)

فلماذا هذه التشبيهات كلها؟
لأن العذراء لم تعط ذاتها لآخر..
وينطق الاسم علي كل نفس لم تعط قلبها لغير الله. ويتساوى في هذا المتزوجون وغير المتزوجين / مادام القلب في محبته مكرسًا لله وحده..
وهكذا قالت عذراء النشيد (أنا لحبيبي، وحبيبي لي) أنا لست لشيء آخر..
ونلاحظ هنا استخدام كلمة (حبيبي) بدلًا من كلمة ربي وإلهي بسبب عاطفة الحب، التي ندعوه بها أبانا..

إنه حب متبادل بين الله والنفس البشرية.
بسببه قال بولس الرسول (خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح.. وأوجد فيه) (في3)..
فإن كنا نتعلق بشيء في العالم يشغلنا عن محبة الله فهذا دليل علي أن محبتنا ليست كاملة.. لقد استطاع القديسون أن يفرغوا قلوبهم من كل حب، لكي يكون الله هو الكل في الكل في قلوبهم..
لكي يكون الفكر كله لله والعاطفة كلها. فالحاجة إلى واحد..

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:13 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
نتائج محبتنا لله

فإن أحببت الله، تحب أن تتكلم معه، فتحب الصلاة.
وتجد لذة في الحديث مع الله. وتكون صلاتك مشبعة بالاشتياق إلى الله وإلى البقاء في حضرته. وتقول مع داود النبي (باسمك ارفع يدي، فتشيع نفسي كما من شحم ودسم).
فهل لك هذا الشبع الروحي في الصلاة؟
هل الصلاة تغذيك وتعزيك وتفرحك، وتسمو بك في أجواء عليا أرفع من مستواك؟
وهل كل كلمة من الصلاة لها مذاقة حلوة وفي ذهنك ومصدرًا لتأملات؟!
أم أنت تقاوم نفسك وتغضب نفسك، لكي تصلي! أو تلتمس أعذارًا كثيرة لكي لا تصلي؟! محتجبا بالتعب وضيق الوقت.
بينما السبب الوحيد لعدم صلاتك، هو أنك لا تحب الله. فلو كنت تحب الله، كنت تشتاق إلى الحديث معه. ولو أحببت الصلاة تحب الله. فمتى إذن تحبه وتحبها؟

الذي يحب الله لا يخطئ، لأن محبته لله تمنعه من مخالفته.
وهذا واضح من الرسالة الأولي للقديس يوحنا الرسول، حيث يقول ويكرر إن (المولود من الله لا يخطئ) (لأن زرعه ثابت فيه) (والشرير لا يمسه).
بل يقول عنه أكثر من هذا إنه: (لا يستطيع أن يخطئ) (1يو3: 5). أصبحت طبيعته لا تقبل الخطية. والمحبة رفعته فوق مستوى الخطية، وفوق مستوي الوصية، وفوق مستوي الجسد..
فهو يمتنع الخطية ليس خوفًا من العقوبة، ولا رعبًا من جهنم، إنما بسبب محبته لله، وبالتالي محبته للخير.

هنا نقول:
الإنسان الذي يحب الله، تتحد مشيئته مع مشيئة الله.
فهو في محبته لله يقول له (لا تسمح يا رب أن أشاء شيئًا لا تريده أنت. لتكن مشيئتي إذن هي مشيئتك. ولتكن مشيئتك هي مشيئتي. بل ليتني لا تكون لي مشيئة علي الإطلاق. بل أنت في فكري، وفي قلبي، هو الذي أعمله بكل رضا وحب.

لذلك فالذي يحب الله لا يجد صعوبة في تنفيذ وصاياه.
(لأن وصاياه ليست ثقيلة) كما قال القديس يوحنا الرسول (والذي يحب الله يحب وصاياه أيضًا) ويجدها سراجًا ونورًا لسبيله، ويكون (في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلًا) ويقول للرب (وجدت كلامك كالشهد فأكلته)، إنه أحلي من العسل والشهد في فمي فرحت به كمن وجد غنائم كثيرة (مز119).

وصية الرب ليست صعبة أمامه، لأنه لا توجد في قلبه النقي أية شهوة خاطئة تقاوم وصية الله.
ولأنه يعمل بمضمون هذه الوصية، حتى دون أن يقرأ عنها. إن المحبة رفعته فوق مستوى الوصية. ولم يعد داخلًا تحت سيطرتها. الوصية لا تشكل عبئًا عليه وهي ليست مجرد أمرًا، بل هي نور يضئ له الطريق إلى الله، وحتى لا يضل بحيل العدو أو بخطأ الأفكار. إنها الوسيلة التي بها يتقي الله قلبه، فيصير حسب قلب الله. إنها الطريقة التي تجعل منه صورة الله ومثاله. حقًا إن الله من محبته لنا، ومنحنا وصاياه. ونحن من محبتنا له نطيع هذه الوصايا، بل ونفرح بها كرسالة إلينا من الله الذي نحبه.
الذي يحب الله لا يرى أن الوصية تقيده، بل ترشده.
إنها ليست قيودًا علي أرادته، ولا هي حد لحريته، لأن الخطية والعادات السيئة هي التي تقيد حرية الإنسان، وكلمة الله هي التي تجرده والذي يحب الله لا يري الوصايا ضغطًا علي إرادته، لأن إرادته المتحررة تفرح بالوصايا التي قررها الله لمنفعتنا..
الذي يحب الله، يسعده أن يدعو جميع الناس إلى محبته.
مثلما فرح يوحنا المعمدان إذا رأي الناس يلتفون حول المسيح،
وقال (من له العروس فهو العريس. أما صديق العريس فيري ويفرح. لذلك فرحي قد صار كاملًا (يو3).
لذلك فهو يخدم، لأنه يحب الله، ويحب ملكوته، ويحب أن ينشر هذا الملكوت وتنتشر كلمة الله، ويزداد عدد الذين يتبعون طريق الرب ويحبونه.

وهكذا ينجح في حياة الخدمة، من يرى الخدمة حبًا.
حبًا لله والناس وللملكوت. حبه لله يقوده إلى خدمتهم، لكي أن ينتشر هذا الملكوت،لكي يذوقوا وينظروا ما أطيب الرب.

وكلما يخدمهم يزداد محبة لهم. وكلما يحبهم تزداد خدمته لهم.
وهو حينما يعطي، إنما يعطي عن حب، لأنه مكتوب:
( المعطي المسرور يحبه الرب).
لا عن طلب أجر من الله، وإنما بسبب الإشفاق العجيب الذي في قلبه من نحو المحتاجين. لذلك فإن عطاءه يرتفع فوق مستوى العشور والبكور والنذور، ويرفع فوق مستوى الأرقام. فيعطي بسخاء ولا يعير.
ولا يسأله الله كم أعطى؟ وإنما كم أحب.
ويكافئه علي الحب الموجود في عطائه، وليس عن الكمية..

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:14 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
محبة الناس: شروطها وأنواعها

محبة الناس هي لكل الناس جميعًا. فالبشر كلهم أقرباء بعضهم لبعض كلهم أبناء آدم وأبناء حواء. خلقهم اللَّه من هذيْن الأبويْن ليكونوا جميعًا أسرة واحدة، تربطهم رابطة الدم، وبالتالي رابطة الحُب.
لهذا فإن عدم الحب بين البشر هو أمر غير طبيعي. وهو في نفس الوقت لا يتفق مع الصالح العام، كما لا يتفق مع مشيئة اللَّه ولا مع وصاياه.

* والعجيب أن أول إيذاء حدثنا عنه التاريخ كان من إنسان ضد إنسان، ولم يكن من وحش افترس إنسانًا. وهكذا فإن هابيل البار قام عليه أخوه وقتله. وبدأت البُغضة والقسوة بين الناس. ولم تستطع البشرية أن تحتفظ بالحب حتى بين أفراد الأسرة الواحدة. ومعروفة قصة يوسف الصِّدِّيق مع إخوته... وتتابعت مأساة فقدان الحب في تاريخ البشرية. وكثرت قصص العداوة والبغضاء، وقصص الحسد والغيرة وتصادم الأغراض، والنزاعات والحروب، والتنافس على الرزق وعلى السُّلطة والمناصب. واكتست الأرض بدماء بريئة وبدماء غير بريئة، وأصبح الأخ يعتدي على أخيه والأخ يخاف أخاه.
حتى قال أحد الشعراء:
عوى الذئب فاستئنست بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسان فكدت أطير

* وقدَّم لنا اللَّه وصايا لإعادة المحبة بين الناس، وتقديم القدوة في ذلك، ومعالجة الأسباب التي أوصلت البشرية إلى التخاصُم والعداوة والقسوة. وقام المصلحون الاجتماعيون والرعاة الروحيون لبذل أقصى الجهد في العمل على ترميم بناء المحبة المنهدمة.
كما وضع اللَّه الأُسُس للتعامل بين الناس: أمَّا الأساس الإيجابي، فهو مشاعر الود والتعاطف والتعاون.
وأما الأساس السلبي فهو الكف عن الكراهية والاعتداء. فالكراهية هي المشاعر الكامنة داخل القلب. والاعتداء هو التعبير الظاهر عن تلك المشاعر الداخلية... والمطلوب هو الارتقاء بكل مشاعر الإنسان للوصول إلى مستويات الحُب.
والحُب هو القمة التي تصل إليها المشاعر البشرية. وفي يوم الدينونة العظيم، ستفحص كل أعمالنا وعواطفنا، ويُستخلص ما فيها من حب، فيكافئنا اللَّه عليه. على أن هذا الحب له قواعد ينبغي أن نعرفها، لكي تكون محبتنا بعضنا للبعض سليمة ومقبولة.

* أولًا ينبغي أن تكون محبتنا للناس داخل محبتنا للَّه. فلا تكون ضدها، ولا تزيد عليها. فلا نحب أحدًا عن طريق كسر وصية من وصايا اللَّه. فالصديق الذي يحب صديقه بحيث يُجامله في كل خطأ، ويخشَى أن يُقدِّم له نصيحة مخلصة لئلا تجرح شعوره. هنا لا يحبه بالحقيقة. والأم التي تُدلِّل ابنها تدليلًا يُفسده، أو تُغطي على أخطائه. بحيث لا يعرفها أبوه. لا تكون محبتها لابنها محبة حقيقية ولا نافعة. بل لا نُسمِّيها حبًا إنما تدليلًا.

* ومن شروط المحبة الحقيقية أن تكون عملية. فتظهر محبتنا للناس في معاملاتنا لهم، في إخلاصنا لهم، ومشاركتنا الوجدانية، ووقفنا معهم في وقت الشدة، وتخليصنا لهم من ضيقاتهم. ومحبتنا للفقراء تظهر في عطفنا عليهم، وإعطائهم ما يلزمهم. وليست في مُجرد كلام العطف أو الدُّعاء. وهكذا ارتبط الحب عمومًا بالعطاء بل والبذل. فلا يوجد حُب أعظم من هذا أن يبذل أحد نفسه لأجل الآخرين. ويظهر الحُب والعطاء بالأكثر، في أن يُعطي الإنسان من أعوازه، وأن يضحي باحتياجاته سببًا في إسعاد الآخرين. وهنا نقول إن المحبة لا تطلب ما لنفسها بل بما لغيرها.

* ومن شروط المحبة أن تكون طاهرة. فمحبة شاب لفتاة، لا يمكن أن تكون محبة حقيقية إطلاقًا، إن كان يفسد عفتها، ويفقدها سمعتها في المجتمع الذي تعيش فيه، ويضيع أبديتها. ومثل هذا الشاب لا نقول إنه يحب الفتاة، إنما يحب نفسه محبة خاطئة، ويحب إشباع شهواته، ولا يهتم بصالح الفتاة.

* ومن شروط المحبة أنها تكون صادقة أي أن تكون المحبة بلا رياء ولا نفاق. ويدخل في ذلك أيضًا كل كلام الملق، والمديح الكاذب. ولا تكون محبة فيمن يُساعد غيره على إهلاك نفسه أو على ارتكاب خطاياه. إنما المحبة الحقيقية هي محبة روحانية. فيها تحب شخصًا بأن تساعده على حياة البِرّ، ولا تشاركه في خطأ، ولا توافقه على ذلك ولا تنصحه به.

* والقلب المُحب لا يعرف البغضة مطلقًا. فهو بالبغضة يكون بعيدًا عن اللَّه والناس، لأن اللَّه محبة. والقلب المُحِب لا ينتقم لنفسه، ولا يرد الإساءة بإساءة. لأنَّ الانتقام هو لون من الكراهية والعداوة والقساوة. وأيضًا هو لون من محبة الذات لا محبة الغير. لذلك يُعلِّمنا الدين أنه: إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقهِ.

* والمحبة تكون محبة للكل، ولا تكون أبدًا تحيُّزًا لجنس أو لون أو دين، بلا تمييز بسبب شيء من هذا كله، بل ملتزمة بالحق والموضوعية.
ومن أنواع المحبة: محبة الأبوة والأمومة، ومحبة البنوة والأخوة، ومحبة الأزواج، ومحبة الأصدقاء، ومحبة العشيرة، ومحبة الوطن، ومحبة بيت اللَّه، ومحبة الفريق، ومحبة المُجتمع كله. وهكذا توجد المحبة العامة التي تشمل العالم أجمع. وما أكثر ما نقرأ عن الهيئات العالمية التي تعمل في نطاق الخير والإغاثة، لأي شعب على وجه الأرض... وهنا تظهر أيضًا المحبة للغرباء.

* وأسمَى درجة من المحبة هي المحبة للأعداء. فعدونا الوحيد هو الشيطان، أمَّا الباقون الذين يُسمُّون أعداء فهم ضحايا ذلك الشيطان، ينبغي أن نُصلِّي من أجلهم أن يهديهم اللَّه ويُغيِّر سلوكهم، من أجل أنفسهم وأبديتهم ومن أجلنا أيضًا. وقد يقول البعض: "من الصعب عليَّ أن أحب عدوِّي. فماذا أفعل؟"، أقول لك: على الأقل لا تبغضه، وحاول أن تغفر له في قلبك وتسامحه. وأيضًا لا تشمت به إذا فشل، ولا تفرح إطلاقًا بسقوطه. فهذا أيضًا يفقدك نقاوة قلبك.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:14 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
لزوم المحبة العملية

كثيرون يدعون أنهم يحبون الناس. وتكون عبارة الحب مجرد لفظة من ألسنتهم، وليست مشاعر في قلوبهم، كما لا يظهر هذا الحب أيضًا في معاملاتهم!!
وقد يقولون أيضًا أنهم يحبون الله، بينما يسكرون وصاياه كل يوم!!
لذلك كله قال القديس يوحنا الحبيب:
"يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو 3: 18).
هذه المحبة العملية هي التي يريدها الله منا في تعاملنا معه ومع الناس. وليس في كلامنا..

لقد اختبر بطرس الرسول في هذا الأمر في ليلة الخميس الكبير.
قال للسيد الرب "وإن شك فيك الجميع، فأنا لا أشك أبدًا.. إن اضطررت أن أموت معك، لا أنكرك" (مت 26: 33، 35)،
"إني مستعد أن أمضى معك، حتى إلى السجن وإلى الموت" (22: 33)..
أما ما حدث عمليا، فهو أن بطرس أنكر سيده ومعلمة ثلاث مرات، وأمام جارية.. لذلك قال له الرب بعد القيامة "يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء؟!" (يو 21: 15، 16)..
وكان يقصد المحبة العملية، وليست محبة الكلام واللسان..
ولكن بطرس الذي أنكر، اثبت محبته العملية فيما بعد..
حينما احتمل السجن والجلد من أجل إيمانه وكرازته، وهو وباقي الرسل،
وكانوا "فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" (أع 5: 41).
وبرهن بطرس أيضًا على محبته العملية للرب، حينما رفض تهديد رئيس كهنة اليهود،
وقال في جرأة "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 19)
بل برهن على محبته العملية للرب، حينما ختم كرازته بقبوله أن يموت من أجله مصلوبا ومنكس الرأس..

وتظهر المحبة العملية في الحياة الاجتماعية.
مثال ذلك راعوث التي رفضت أن تذهب حماتها وحدها بعد موت ابنها،
بل قالت لها: "لا أتركك. حيثما ذهبت اذهب. وحيثما مت أموت. شعبك شعبي، وإلهك إلى. وإنما الموت هو الذي يفصل بيني وبينك" (را: 16، 17).
وهكذا فعلت، ولم تترك حماتها وحدها..

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:14 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
عوائق المحبة

أول عائق ضد محبة الله هو الذات.
كثير من الناس يحبون ذواتهم أكثر من محبتهم لله!! ذاتهم هي الصنم الذي يتعبدون له فيبحثون باستمرار عن رغبات هذه الذات وشهواتها، ورفعة الذات ومجدها، وكرامة الذات وانتقامها لنفسها، ومجد هذه الذات ومديح الناس لها، وشهرة الذات وعظمتها وظهورها.. وفي سبيل ذلك ما أكثر الخطايا التي يقترفونها، ويبعدون بها عن الله وعن محبته
ولذلك قال الرب..
( من أراد أن يتبعني، فلينكر ذاته..) ( مت16: 24).
وقال أيضًا (من وجد ذاته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلي يجدها) (مت16: 39) (مر8: 34، 35).
ودعانا أن نبغض حتى أنفسنا من أجل محبته.. أي نبغض انحرافاتها التي تبعدنا عنه..

وليس فقط الذات ومحبتها وإنما أيضًا:
أسال نفسك: هل هناك محبة أخرى تنافس الله في قلبك؟
حاول أن تطرد من قلبك كل محبة أخرى ضد محبة الله، أو تزيد علي محبة الله..
لقد أحب شمشون دليله أكثر من محبة لله. ومن أجلها فقد نذره (قض16).
وأحب لوط الأرض العشبة في سادوم، أكثر من عشرة آبرام ومذبح الله، فوقع في سبى سادوم. (وكان البار بالنظر والسمع.. يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة) (2بط2: 8).
حتى المحبة المقدسة الطبيعية للأقرباء لا تجعلها تزيد عن محبتك لله،
وفي ذلك قال الرب (من أحب أبًا أو أمًا فلا يستحقني، ومن أحب أبنًا أو ابنه أكثر مني فلا يستحقني) (مت 37:10).
فكثيرًا ما يكون (أعداء الإنسان أهل بيته) (مت 36:10)،
أن كانوا يمنعونه عن محبة الله، أو تكريس نفسه له، أو يقودونه في طرق مخالفة..

يمنعنًا عن محبة الله أيضًا: محبة العالم والجسد والمادة.
وصدق الكتاب حينما قال (محبة العالم عداوة لله) (يع4:4).
(لا يحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. أن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب) (1يو15:2).
لذلك هرب آباؤنا من العالم ليتمتعوا بمحبة الله.. فأن كنت أنت تعيش في العالم، فعلي الأقل تتذكر قول الرسول (ويكون الذين يستعملون العالم كأنهم لا يستعملونه،لأن هيئة هذا العالم تزول) (1كو31:17).
وما أكثر ما تقف المادة ضد محبة الله، كالمال مثلًا.
وقد أمرنا الرب بان نبعد عنه كمنافس لله، فقال (لا تقدرون أن تخدموا الله والمال) (مت6:24). وفي قصة الشاب الغني، نري أنه مضيء حزينًا، لأنه كان ذا أموال كثيرة (مت19:22). فإن كنت تملك مالًا، فلا تجعل المال يملكك. أنفقه في محبه الله والناس، فيكون لك كنز في السماء (مت19:21).
بقي الجسد، الذي تقف شهواته عقبة ضد محبة الله.
وهكذا يقول الرسول (إن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله) (رو8:6،7).
ويقول أيضًا (لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون) (رو8:13).
ابحث إذن هل جسدك يعوقك عن محبة الله؟
ليس فقط شهوات الجسد في الزني، وفي شهوة الطعام والشراب، وإنما أيضًا في محبة الراحة التي قد تعطلك عن الصلاة وعن الخدمة وإعانة الآخرين..

قد تعوقك عن محبة الله أيضًا: المشغوليات.
التي تستولي علي كل وقتك وكل اهتمامك، وتشغل فكرك وعواطفك، ولا تبقي لك وقتًا تقضية في الصلاة أو التأمل، أو قراءة كلمة الله، أو حضور الاجتماعات الروحية.. وهكذا تبعدك المشغوليات عن الوسائط الروحية التي تعمق محبة الله في قلبك..
نصيحتي لك أن تمسك بميزان دقيق، وتجعل لكل مشغولياتك حدًا لا تتعداه، فلا تطغي كفتها علي حياتك الروحية،
لأن الرب يقول (ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه) (مر8:36).
واهتم بمحبة الله والوسائط التي تؤدي إليها، ولتكن لها المكانة الأولي في قلبك وقل مع داود النبي:
(وأما أنا فخير لي الالتصاق بالرب) (مز73:28).

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:14 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
صفات المحبه
المحبة تتأنى
المحبة ترفق
المحبة لا تحسد
المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح
المحبة لا تطلب ما لنفسها
المحبة لا تحتد
المحبة لا تظن السوء
المحبة لا تفرح بالإثم
المحبة تحتمل وتصبر
المحبة تصدق كل شيء
المحبة لا تسقط أبدًا

هنتكلم دلوقتى عن نقطه نقطه

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:15 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
أهمية طول الأناة

هكذا نصحنا القديس بولس في صفات المحبة.
والكنيسة المقدسة تضع لنا في مقدمة صلاة باكر بضع آيات من الرسالة إلي أفسس يقول فيها الرسول
(اطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها، بكل تواضع ووداعة وطول أناة محتملين بعضكم في المحبة مسرعين إلي حفظ وحدانية الروح برباط السلام) (أف4: 1-3).

إذن بطول الأناة يحفظ الإنسان الوداعة والسلام.
لأن الذي يطيل أناته علي غيرة، ولا يسرع إلي الغضب، بل يحتمل في صبر، إلي أن يهدئ غضب غيره،
ويكون كما قال الرسول (مسرعًا إلي الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله) (يع1: 19،20).
وفي هذا قال أيضًا سليمان الحكيم في سفر الجامعة:
(طول الروح خير من تكبر الروح. لا تسرع بروحك إلي الغضب. لأن الغضب يستقر في حضن الجهال) (جا7: 8،9).

حقًا إن الغضب، يمكن معالجته بطول الأناة، بالتأني.
فلا يسرع الإنسان إلي الغضب، بل يتأنى، ويهدئ نفسه من الداخل، لأن الذي يحب شخصًا، يتأنى عليه ولا يغضب منه بسرعة. بل إن محبته تجعله يطيل أناته ويصبر.
وأيضًا بالمحبة يطيل الإنسان أناته علي الضعفاء، وصغار النفس،
حسب توجيه الرسول بقوله:
(شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع) (اتس5: 14).
إن الضعفاء يحتاجون إلي من يحتملهم. واحتمالهم يحتاج إلي طول أناة،وطول الأناة تشجع عليه المحبة..

وقد اعتبر الرسول طول الأناة من ثمر الروح.
فقال: (وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف..) (غل22:5).
وهكذا نجد طول الأناة محصورًا بين السلام واللطف.
فالذي يطيل أناته يعيش في سلام مع الكل، ويكون لطيفًا في معاملة الجميع. وكل هذا من نتائج المحبة.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:15 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
الرفق والرأفة

من صفات المحبة:
الرفق واللين والرأفة والعطف والحنو

وأول نوع من هذه المحبة هو المحبة الطبيعية:
ومنها محبة الآب، ومحبة الأم، ومحبة الأخوة. كل منها محبة طبيعية، تربطها جميعًا رابطة الدم. وكل منها تترفق.
ولذلك حينما حدث أن أخوة يوسف أرادوا أن يقتلوه (تك37: 19، 20).،
وكانت هذه القسوة منهم ضد الطبيعة. وحينما أراد أخوه رأوبين أن ينقذه من أيديهم كان هذا الأمر منه محبة طبيعية تترفق (تك37: 21، 22).
وحينما شقوا ثيابهم ووقعوا علي الأرض أمامه، متوسلين لأجل بنيامين، خوفًا علي أبيهم يعقوب أن يحزن ويموت بسبب فقد بنيامين، كانت هذه محبة طبيعية تترفق.
وهكذا طلب يهوذا أن يؤخذ هو عبدًا بدلًا من أخيه قائلًا (لأني كيف أصعد إلي أبي والغلام ليس معي، لئلا أبصر الشر الذي يصيب أبي) (تك34:44).

وهكذا كان وضع داود من جهة أبشالوم.
بينما أبشالوم سلك بأسلوب ضد الطبيعة، إذ حارب أباه، واستولي علي مكله، وصنع به شرورًا، نجد أن داود قال لجنده وهم خارجون للحرب (ترفقوا بالفتي أبشالوم) (2صم5:18). وكانت منه محبة طبيعية تترفق.
كذلك لما سمع داود بمقتل أبشالوم في الحرب، وانزعج وبكي
وقال (يا ابني أبشالوم يا أبني، يا أبني أبشالوم، يا ليتني مت عوضًا عنك، يا أبشالوم أبني، يا أبني) (2صم23:18)، وكانت هذه منه محبة طبيعية تترفق..

وقد شبه الرب محبته للبشر بهذه المحبة الطبيعية:
ودعا نفسه أبًا لنا، ودعانا أبناء. وعلمنا أن نصلي قائلين (أبانا الذي في السموات) (لو2:11)،
وداود في المزمور شبه محبة الأب نحو بنيه. فقال (كما يترأف الأب علي البنين، يترأف الرب علي خائفيه) (مز13:103).

ومن جهة محبة الأم، قال الرب لأورشليم (هل تنسي المرأة رضيعها، فلا ترحم ابن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين، وأنا لا أنساك. هوذا علي كفي نقشتك) (أش49: 15، 16).
فقال إن محبته أعظم من محبة الأمومة في ترفقها.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:15 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
ما هو الحسد

الحسد بمعناه اللغوي هو تمني زوال النعمة أو الخير عن المحسود، وتحول هذه النعمة والخير إلي الحسد.
وبهذا المعني يكون الحسد خطية مزدوجة:
فتمني زوال النعمة عن المحسود خطية،لأنه ضد المحبة. فالمحبة لا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق (1كو17:24).
والكتاب يقول (لا تفرح بسقطة عدوك. ولا يبتهج قلبك إذا عثر (أم24:17)..
فكم بالأكثر إن كان هذا الذي تتمنى له السقوط ليس عدوًا، ولم يفعل بك شرًا!!

كذلك تمني تحول خيره إلي الحاسد يحمل خطية أخري. فهو شهوة خاطئة.
وهو ضد الوصية العاشرة: (لا تشته شيئًا مما لقريبك) (خر13:20).
والقديس يعقوب الرسول يسمى الحسد (الغيرة المرة) (يع14:2).
ويعتبره القديس بولس الرسول من (أعمال الجسد) (غل19:5).
(والذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله) (غل21:5).

وهناك نوع آخر من الحسد، يحذر منه الكتاب بقوله.
"لا تحسد أهل الشر، ولا تشته أن تكون معهم" (أم 1:24).
وهنا يرتبط الحسد بشهوة الخطية. فيحسد الذين يرتكبونها حين لا يكون بإمكانه ذلك.
وهذا يدل علي عدم وجود نقاوة في القلب. وعلي أن القلب لا توجد فيه محبة الله. لأن هذه المحبة تقي المؤمن من حسد الأشرار علي شرهم..

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:15 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
المحبة لا تنتفخ

عبارة (لا تتفاخر) تعني لا تفتخر علي غيرها، وعبارة (لا تنتفخ) تعني لا تعامل غيرها بانتفاخ، أي لا تتعالى علي الغير. فالذي يحب، يعامل من يحبه بمودة، وليس بعظمة. وقد قيل عن السيد الرب في محبته لنا،
لما صار في شبه الناس:
(إن ابن الإنسان لم يأت ليخدم بل ليخدم) (مت28:20).

وهكذا في محبته لتلاميذه، انحني وغسل أرجلهم. وكان هذا أيضًا تعليمًا صالحًا لهم، إذ قال بعد ذلك
(فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض. لأني أعطيتكم مثالًا، حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضًا) (يو13: 14،15).

(ومحبة الله الآب في الأعالي، والناظر إلي المتواضعات).
إن سكناه في الأعالي، هذا الذي سماء السموات لا تسعه (1مل8: 27).
لم يمنعه هذا العلو من أن ينظر إلي البشر، الذي هو (تراب ورماد) (تراب ورماد) (تك27:18). وهو (يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن) (مز14:103).
إنها المحبة التي لا تتعالى.

محبة الله التي لا تتعالى علي أولاده في الحوار.
الله الذي يأخذ رأي أبينا إبراهيم في موضوع سادوم، ويقول (هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟!) (تك17:18).
ويدخل معه في حوار يسمح فيه لإبراهيم أن يقول له (حاشا لك يا رب أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم.. حاشا لك. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا) (تك5:18).
ولا يغضب الله، ويستمر الحوار..

نعم هو الله المحب الذي يشرك معه موسى هم جهة مصير الشعب الذي عبد العجل الذهبي، ويقول له (أتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم..)
ولكن موسى لا يتركه. بل يقول له (أرجع عن حمو غضبك، وأندم علي الشر بشعبك. أذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل عبيدك..) (خر32: 10-14).
ويستجيب الرب لموسى.
الله الذي في محبته يتنازل ليظهر لعبيده ويكلمهم.

كما فعل مع سليمان، تراءى له مرتين: أحدهما في جبعون، والأخرى فيأورشليم (1مل9:3). علي الرغم من الله كلن يعرف بسابق علمه أن سليمان سوف يميل قلبه وراء آلهة أخرى بسبب نسائه (1مل4:11).

ولعل من أبرز الأمثلة علي عدم التعالي، أن السيد الرب في تجسده، دعا تلاميذه إخوته.
وفي ذلك يقول بولس الرسول عنه إنه (لا يستحى لأن يدعوهم أخوة، قائلًا: اخبر باسمك إخوتي) (عب2: 11،12).. وأنه (كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء) (عب17:2).
بل أن الرب نفسه يقول للقديسة المجدلية وزميلتها (اذهبا قولا لأخوتي أن يمضوا إلي الجليل وهناك يرونني) (مت10:28).
وهو نفسه يقول لتلاميذه، وقد أحبهم حتى المنتهي (يو1:13)..
(لا أعود أسميكم عبيدًا، لكني قد سميتكم أحباء) (يو15:15)..
ويستمر هذا الوعد في الأبدية، في أورشليم السمائية، مسكن الله مع الناس، حيث يكون الله في وسط شعبه (رؤ3:20).

بل من أعظم الأمثلة المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ هي قول الرب لتلاميذه:
"ومن يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها، يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها.." (يو12:14).
عبارة عجيبة في تواضعها، يقف أمامها العقل البشري مبهوتًا.. كما يقف العقل مبهوتًا أمام محبة الله للبشر، التي بسببها يتقدم السيد المسيح إلي يوحنا ليعتمد منه، معمودية التوبة، نيابة عنا..! أين هنا التفاخر والاتضاع..؟!
بل المحبة التي تصعد علي الصليب، لكي تحمل كل خطايا العالم، ويحصى وسط آثمة (أش53: 6،12)..
ليس فقط لا يوجد تفاخر، بل بالأكثر انسحاق..

وكما سلك السيد المسيح، سلك أيضًا تلاميذه بأسلوب المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ..
مهما كان الغضب المنصب عاليًا. فهوذا القديس بولس الرسول، يقول في توبيخه لأولاده في كورنثوس
(اطلب بوداعة المسيح وحمله، أنا نفسي بولس، الذي في الحضرة ذليل بينكم. وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم. ولكن اطلب أن لا أتجاسر وأنا حاضر) (2كو10:1،2).
ويقول في حديثه مع شيوخ كنيسة أفسس
(اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد) (أع31:20).

عبارات عجيبة، يقولها الرسول العظيم الذي اختطف إلي السماء الثالثة، إلي الفردوس، وسمع كلمات لا ينطق بها (2كو12: 2-4)..
ومع كل هذه العظمة لا يتفاخر ولا ينتفخ، بل يقول عن نفسه إنه ذليل، ومتجاسر وينذر بدموع.
وفي مجال الافتخار، يقول لا افتخر إلا بضعفاتي.
ويشرح كيف أن ملاك الشيطان لطمه بشوكة في الجسد، وانه تضرع إلي الله ثلاث مرات بسببها ولم يستجب الله صلاة في هذا الأمر، بل قال له تكفيك نعمتي (2كو12: 5-9).

لم يفتخر أحد من الرسل بمنصبه العظيم ولم ينتفخ.
بطرس الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا:
(أطلب إلي الشيوخ الذين بينكم، أنا الشيخ رفيقهم، والشاهد لآلام المسيح) (1بط1:5).
ويوحنا الرسول يكتب في مقدمة سفر الرؤيا
(أنا يوحنا أخوكم، وشريككم في الضيقة، وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره) (رؤ9:1).
يكتب بهذا الأسلوب في مقدمة الرؤيا التي رأي فيها السيد الرب، ورأي بابًا مفتوحًا في السماء، وعرش الله، وكثيرًا من القوات السمائية التي لم يرها رسول غيره،
ومع ذلك لا يتفاخر.. بل يقول: أخوكم وشريككم..
وبولس الرسول يبدأ الكثير من رسائله بعبارة (بولس عبد ليسوع المسيح) (رو1:1) (في1:1).

بل بالأكثر، سمي الرسل رسالتهم خدمة..
فقال القديس بولس الرسول (هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام للمسيح) (1كو4: 1).
وقال إن الرب (أعطانا خدمة المصالحة) (2كو18:5).
(في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام في صبر كثير في شدائد في ضرورات) (2كو4:6).
وقال القديس بولس الرسول عن عملهم الكرازي إنه (خدمة الكلمة) (أع4:6).
وقال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف (أعمل عمل المبشر، تمم خدمتك) (2تي5:4).
وقال عن نفسه وعن زميله أبلوس (من هم بولس ومن هو أبلوس؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما) (1كو5:3).

ولعل هذا كله تنفيذًا لوصية الرب لتلاميذه:
(من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكمن لكم خادمًا).
وأيضًا (ومن أراد أن يكون فيكم أولًا، فليكن لكم عبدًا) (مت20: 26،27).
وحسما ورد في الإنجيل لمار مرقس الرسول (إذا أراد أحد أن يكون أولًا، فليكن آخر الكل وخادمًا للكل) (مر35:9).
وهذا هو عمل الرسولية، الذي لا يتفاخر ولا ينتفخ، بل في محبته لله ولملكوته، وفي محبته للمخدومين يكون آخر الكل وخادم الكل.
ويشبه هذا، صلاة القديس أوغسطينوس من أجل رعيته، التي قال فيها (اطلب إليك يا رب، من أجل سادتي عبيدك..).

وكما كان الآباء في محبتهم لا يتفاخر بالمناصب، كانوا أيضًا لا يتفاخرون بحياة القداسة.
ولا يتفاخرون ولا ينتفخون بالمواهب الإلهية.
ولا يظهرون أما الناس بمظهر من قد أعطاه الله ما لم يعطه لغيره. لأنه إلي جوار الكبرياء في هذا التفاخر، فإنه يوقع الآخرين أيضًا في صغر النفس وفي الغيرة المرة وكل هذا ضد مشاعر المحبة الحقيقية التي تهتم بغيرها أكثر مما تهتم بنفسه.
وهكذا نجد أن الرسل في علو مستواهم الروحي يقولون عن أنفسهم أنهم خطاة.
فالقديس بولس الرسول يقول إن (المسيح يسوع جاء إلي العالم، ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا) (1تى 15:1).
ويقول (أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا ولكنني رحمت لأني فعلت ذلك بجهل في عدم إيمان) (1تى13:1).
والقديس يوحنا الحبيب يقول (إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو8:1).
والقديس يعقوب الرسول يقول (لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم، لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) (يع3: 1، 2).

المحبة لا تفتخر بالمواهب، بل تستخدمها في اتضاع لنفع وخدمة الآخرين.
هوذا القديس بطرس الرسول حينما أقام الرجل المقعد الأعرج من بطن أمه المستعطي عند باب الهيكل..
وانذهل الناس من هذه المعجزة، قال لهم بطرس الرسول(ما بالكم تتعجبون من هذا، ولماذا تشخصون إلينا، كأننا بقوتنا أو بتقوانا قد جعلنا هذا يمشي) (أع12:3).
وأخذ يحول أنظارهم إلي السيد المسيح الذي أنكروه الذي بالإيمان باسمه تشدد هذا المقعد ومشى..
الذين يتفاخرون وينتفخون بالمواهب، لا يحبون غيرهم، بل لا يحبون أنفسهم أيضًا..
لأن التفاخر بالموهبة، قد يبعدها عن صاحبها، إن كانت موهبة حقيقية من الله.
كما يدل ذلك أيضًا علي أن الذي منحه الله الموهبة، لم يستطيع أن يتحملها فارتفع قلبه بسببها علي غيره، وبدأ يتفاخر علي من لم يأخذوها. وليس في هذا الأمر حب وليس فيه تواضع، وليس فهم للموهبة.

فالمواهب يمنحها الله الخير للناس، وليس للكبرياء..
الله يمنحك الموهبة، لمي في محبتك للناس، تستخدم الموهبة لخيرهم..
كمواهب الشفاء مثلًا، أو إخراج الشياطين.. أو مواهب الذكاء والمعرفة،
التي تستخدمها في محبة لتعليم الآخرين وهدايتهم، وليس للتفاخر والانتفاخ.
وإلا فإنك تكون قد تركت الهدف من الموهبة، وهو محبة الآخرين وخدمتهم، وتحولت إلي التمركز حول الذات بطريقة غير روحية..

قلنا إن المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، بسبب علو المركز، ولا بسبب المواهب، ولا بسبب العقل..
كذلك لا تتفاخر بسبب الغني ولا التمايز المادي.
المفروض أن الغني يستخدم غناه لخير المحتاجين، وهكذا يكون قد أحبهم وكسب محبتهم له.. ولكن لا يتفاخر عليهم وينتفخ، ويشعرهم بالضعة والمذلة. وإن أعطاهم، لا يجوز أن يعطيهم بارتفاع قلب، ولا بشعور أنه المعطي، وأنهم منه يأخذون. فهو فيما يعطي، إنما يتقاسم معهم مالًا، قد أرسله الله ليتوزع في حب، عليه وعليهم..

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:16 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
المحبة لا تطلب ما لنفسها

المحبة لا تفكر في ذاتها، ولكن فيمن تحب.
تفكر في الذي تحبه: كيف ترضيه، وكيف تعطيه، وكيف تريحه وتجلب السرور إلي قلبه.. وفي كل ذلك لا تطلب ما لنفسها. بل قد تبذل نفسها لأجل من تحبه.. ذلك لأنه إن كان من طبيعة الأنانية أنها دائمًا أن تأخذ، فإنه من صفات المحبة أنها تريد أن تعطي..
عنصر المحبة الرئيسيان هما أن تحب الله، وأن تحب الناس. وفي كليهما لا تطلب المحبة ما لنفسها..

وهكذا كانت صلاة التسبيح والتمجيد هي أقدس الصلوات. لأن الذات لا توجد فيها علي الإطلاق، إنما الموجود فقط، هو التأمل في صفات الله وحده. فنحن حينما نقول فيها مثلًا (قدوس قدوس رب الصباؤوت. والسماء والأرض مملوءتان من مجدك) (أش3:6).
فإننا هنا لا نطلب شيئًا لأنفسنا. إنما من أجل محبتنا لله، نتأمل صفاته، وكفي..

إذن ما هو مركز الطلب في حياة المحبة؟ إنه:
الله أولًا، والناس بعد ذلك. والذات آخر الكل..
فنحن في الصلاة الربانية، إنما نطلب ما يخص الله أولًا:
(ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض)..
وحينما نطلب بعد ذلك لأنفسنا، إنما نطلب ما يخص علاقتنا بالله. فكان الله أولًا، ثم الله ثانيًا.. وما أجمل وصية السيد الرب لنا (اطلبوا أولًا ملكوت الله وبره) (مت33:6).
وهل بعد ذلك نطلب ما يخصنا من أمور العالم؟ هنا ويكمل الرب وصيته قائلًا (هذه كلها تزدادونها) أي يعطيكم الرب إياها حتى دون أن تطلبوا..

إذن إن كنت تحب الله، لا تجعل صلاتك كلها طلبًا..
أقصد: لا تجعلها كلها طلبًا لنفسك.
وكما قال القديس باسيليوس الكبير (لا تبدأ صلاتك بالطلب، لئلا يظن أنه لولا الطلب ما كنت تصلي)..
وإن طلبت (لأنه قال: اطلبوا تجدوا) (مت7:7). فاطلب أولًا ملكوت الله وبره.. ثم اطلب أيضًا الخير للغير. ولتكن نفسك آخر الكل. فهذه هي المحبة..
حقًا، ما أجمل قول المرتل في المزمور:
"ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز1:115).
إذن إن كنت تحب الله، ففي كل خدمتك، وفي كل ما تعمله، لا تطلب الكرامة لنفسك. وإنما لتكن كل الكرامة لله.
كما قال القديس يوحنا المعمدان (ينبغي أن ذلك يزيد، وأني أنا أنقص) (يو30:3).
وكل الخير الذي تفعله، ليكن ذلك لمجد الله، إن كنت تحب الله.
كما قال الرب في العظة علي الجبل(لكي يروا أعمالكم الحسنه، فيمجدوا أباكم الذي في السموات) (مت16:5).

من أجل محبة الله، قام الآباء والرسل برسالتهم، ولم يطلبوا ما لأنفسهم، بل علي العكس دفعت أنفسهم الثمن..
من أجل محبة الله، شهد المعمدان للحق، وقال لهيرودس الملك (لا يحق لك أن تأخذ امرأة أخيك) (مت14: 3،4).
فهل في ذلك كان يطلب ما لنفسه؟! كلا، بل إن نفسه قاست بسبب ذلك، إذ القي في السجن، ثم قطعت رأسه.
وكل الشهداء والمعترفين، لم يطلبوا ما لأنفسهم، بل في محبتهم لله تعرضوا لكل ألوان التعذيب، ثم الموت أيضًا.
وهكذا كان الكارزون. ولنأخذ القديس بولس الرسول كمثال.
وهو شاول الطرسوسي كانت له سلطه ونفوذ، ويستطيع أن (يدخل البيوت ويجر رجالًا ونساء، ويسلمهم إلي السجن) (اع3:8).
ولكنه لما دخل إلي الإيمان، وخسر كل الأشياء وه يحسبها نفاية لكي يربح المسيح ويوجد فيه (في3: 8،9).،
حينئذ. في محبته للرب ما كان يطلب مطلقًا ما لنفسه. بل صار هو يحتمل السجن والهوان.. جلدوه خمس مرات، وثلاث مرات ضرب بالعصي. وهو يخدم الرب ويقول عن خدمته هو وكل معاونيه
(في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام لله، في صبر كثير.. في أسهار في أصوام..) (2كو6: 4،5).
(بأسفار مرارًا كثيرة بأخطار سيول بأخطار لصوص، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر، بأخطار من أخوة كذبة.. في تعب وكد، في جوع وعطش، في برد وعري) (2كو12: 24-27).
ولماذا كل هذا العناء؟ إنه من اجل محبة الله، ومحبة ملكوته وإنجيله. والمحبة لا تطلب ما لنفسها.
إنه لم يطلب ما لنفسه، لأنه نفسه قد ماتت مع المسيح (2كو4: 11،12).
وهكذا يقول (مع المسيح صلبت، لأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في) (غل20:2).

حقًا ما أعجب وما أعمق عبارة (أحيا، لا أنا..).
إن الحب الذي لا يطلب ما لنفسه، لا يجد تعبيرًا أعمق من كلمة (لا أنا). هذه هي خدمة الحب، التي لا تطلب لنفسها راحة ولا مجدًا. خدمة الذي لا يعطي لعينيه نومًا، ولا لأجفانه نعاسًا، إلي أن يجد للرب (مز4:132).
إنها خدمة الذي يجد متعة في أتعاب الخدمة، وليس في أمجاد الخدمة!
الذي لا يبحث في الخدمة عن ذاته، في مجال الرئاسة أو السلطة أو الظهور.. وهكذا فإن الخدام الذين فشلوا، هم الذين اهتموا بذواتهم أكثر من اهتمامهم بالملكوت.
وعبارة "لا أنا"، يمكن أن تُطْلَق في الروحيات الخاصة:
فالذي يحب الله، يقول له
(لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك. وأنا لست أطلب شيئًا لذاتي، بل أسلمها تسليمًا كاملًا ليديك، وأنساها هناك، ولا اطلب إلاك أنت، وليس سواك.،
ولهذا قال السيد المسيح (إن أراد أحد يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني) (مت24:16). وإنكار الذات يعني أنه لا يطلب ما لنفسه.

إن الذات هي أكثر ما يضر الإنسان.
لا يضره العالم ولا المادة، ولا الجسد، ولا الشيطان، بقدر ما تضره ذاته، إن كان يطلب في كل حين ما يرضيها إن كانت هذه الذات، كلما تطلب ما لنفسها تبعده عن محبة الله. وهكذا لخص السيد الرب كل حياتنا علي الأرض في عبارة واحدة خالدة، قال فيها:
(من وجد حياته يضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها) (مت39:10).
إن كان الإنسان يطلب ما لنفسه، فإنه يضيعها. لأنه يركز حول الذات وليس حول الله ومحبته.

ولننظر إلي آبائنا الرهبان والنساك.
الذين سكنوا الجبال والبراري وشقوق الأرض، من أجل عظم محبتهم للملك المسيح.. إنهم لم يطلبوا أبدًا ما لأنفسهم. بل تركوا المال والأهل والوظائف وكل المتع الأرضية. وعاشوا منسيين، بلا طعام بلا راحة، لا يطلبون سوي الله، الذي صار لهم هو الكل في الكل..
هؤلاء الرهبان، صلت عليهم الكنيسة صلاة أموات، لأنهم ماتوا عن العالم وكل ما قيه. وما عادوا يطلبون منه شيئًا لأنفسهم. أتراهم ضيعوا أنفسهم، أم وجدوها..!
ولكن لماذا نتكلم عن الرهبان وحدهم، فلنتكلم أيضًا عن الذين عاشوا في رفاهية العالم، ولكن لأجل محبة الله تركوا كل شيء.

موسى النبي لم يطلب ما لنفسه، بل يبدو أنه أضاعها.
كان أميرًا وقائدًا (ابن ابنه فرعون). وكانت أمامه كل خزائن فرعون.
ومع ذلك (فضل أن يذل مع شعب الله، عن أن يكون له تمتع وقتي بالخطية) (عب11).
وماذا كانت الخطية سوى تمتعه بحياة القصر، وشعبه مرهق بالعبودية!
لذلك ترك كل شيء، القص، والإمارة، والعظمة، والمال، ولم يطلب لنفسه شيئًا. لذلك رفع الله موسى وجعله سيدًا لفرعون.
مثال آخر هو إبراهيم أبو الآباء.
قال له الرب (أترك أهلك وعشيرتك وبيت أبيك، واذهب إلي الجبل الذي أريك) (فلم يطلب لنفسه أهلًا ولا وطنًا، إنما طلب طاعة الرب وحده. ثم قال له الرب (خذ ابنك وحيدك، الذي تحبه نفسك، إسحق وقدمه لي محرقة علي الجبل الذي أريك إياه}. ومرة أخري لم يطلب إبراهيم ما لنفسه، ولو كان أبنه الوحيد، وأخذ ابنه ليذبحه.. تكفيه محبة الله التي تسعد نفسه..

فلنتناول أيضًا هذه الوصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في الحياة الاجتماعية، وحياة الأسرة الواحدة.
تعيش الأسرة سعيدة، إن كان الزوج لا يطلب ما لنفسه، طاعة وسيطرة، إنما يطلب سعادة زوجية وأولاده، معتبرًا أن هذه هي رسالته في حياته الزوجية. وكذلك الزوجة إن اعتبرت رسالتها أن تسعد هذا الزوج، دون أن تطلب ما لنفسها مالًا ورفاهية وحرية. كذلك إن جعلت رسالتها أن تتعب من أجل راحة أولادها. كذلك أيضًا الأبناء إن كانوا في محبتهم للأب والأم لا يرهقانهم بكثرة الطلبات، ولا بالمخالفة. ولا يطلبون ما لأنفسهم إلا في حدود قدرة الأسرة..
وفي الحياة الاجتماعية: الذي لا يطلب ما لنفسه، يقدم غيره في الكرامة، ويتخذ المتكأ الأخير.

كما قال القديس بولس الرسول (مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة) (رو12: 10).
ليس فقط تنفيذًا لوصية الإتضاع، بل بالأكثر عن حب. إذ يحب غيره ويفضله علي نفسه، فيقدمه في الكرامة علي نفسه، ويسعد إذ يجده مكرمًا..
وإذ يأخذ المتكأ الأخير (لو10:14).
وإنما يسعد بأن يترك المتكآت الأولي لغيره ما اجل محبته لهم.
وفي كل ذلك، وسبب محبته للآخرين، فإنه لا ينافس أحدًا، ولا يخاصم أحدًا من أجل شيء عالي، ولا زاحم الآخرين في طريق الحياة بل يترك الفرصة للغير أن يأخذ وينال ما يريد، دون يطلب ما لنفسه..

وتظهر وصية "المحبة لا تطلب ما لنفسها" في مجال العطاء أيضًا.
فالذي يدفع العشور والبكور، ليس فقط وصية الله، بل بالأكثر من أجل محبته للفقراء يفضلهم علي نفسه، مهما كان محتاجًا للمال. بل أنه يدفع أكثر من هذا، بل يعطي من احتياجاته الخاصة. مثال ذلك تلك الأرملة التي أعطيت من أعوازها، ووضعت في الخزينة فلسين هما كل ما كانت تملك. ولهذا استحقت الطوبى من فم الرب، وتسجل عطاؤها في الإنجيل (مر12: 42).
هكذا أرملة صرفة صيدا، التي لم تطلب ما لنفسها في وقت المجاعة. وأعطيت كل ما عندها من زين ودقيق لإيليا النبي (1مل17).
فاستحقت بذلك أن يباركها الرب ويبارك خيراتها طول زمن المجاعة.

انظروا إلي السيد المسيح، وكيف أنه لم يطلب ما لنفسه.
بل من أجل محبته للبشر (أخلى ذاته، وأخذ شكل العبد) (في7:2).
وابتعد عن كل مجد عالمي. ولم يكن له أين يسند رأسه (لو58:9).
وكذلك لم يطلب ما لنفسه، حينما انحني وغسل أرجل تلاميذه (يو13).،
وحينما بذل ظهره للسياط، ثم صعد علي الصليب، ولم يدافع عن نفسه. وبذل حياته عنا، البار لأجل الآثمة..
(وبين محبته لنا. لأنه ونحن بعد خطاة مات لأجلنا) (رو8:5).
والمحبة التي لا تطلب ما لنفسها، تحتمل وتغفر.
ولكني أود أن أؤجل هذه النقطة إلي موضع آخر. حيث أن الحديث عنها قد يطول وليس مجاله الآن. ويكفي أن الإنسان الذي يحب، يمكنه في محبته لغيرة أن يتنازل عن حقوقه، وأن يحمل ويغفر..

الذي يحب، لا يطلب ما لنفسه.
والذي لا يطلب ما لنفسه، يستطيع أن يحب.
فإن كنت لا تطلب ما لنفسك، يمكنك أن تتعب من أجل الله والناس.. وتتعب في الصلاة، في الصوم، في السهر، في الخدمة.
لأنك لا تفكر في راحتك وصحتك، إنما تفكر في الله وملكوته، وتفكر في خير الناس وخلاصهم.. وهكذا تحب الله والناس، ويحبك الله والناس.
لأنك لا تقول: ذاتي وصحتي وراحتي. إنما تقول ملكوتك يا رب، وكنيستك وشعبك.
بل تقول محبتك يا رب وعشرتك قبل كل شيء..

بقي أن نقول نقطة ختامية وهي.
إن الذي يطلب ما لنفسه، إنما يضيع نفسه.
كالرجل الغني الغبي، الذي قال (أهدم مخازني وأبني أعظم منها.. وأقول لك يا نفسي خيرات كثيرة لسنوات عديدة) هذا الغبي ضيع نفسه.
وقال له الصوت الإلهي: في هذه الليلة تؤخذ روحك منك، فالذي أعددته لمن يكون؟ (لو12: 18-20).
كذلك داود النبي، لما طلب المتعة لنفسه، أضاع نفسه، لولا رحمة الله التي اقتادته إلي التوبة، مع عقوبة شديدة فرضت عليه (2صم12:11).

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:16 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
المحبة لا تحتد

الذي يحب، لا يحتد علي من يحبه. أي لا يغضب عليه، ولا يثور، ولا يعامله بحده، أي بشدة وعنف. بل علي العكس بوداعة، وبحب، وطيبة قلب.
وحسنًا قال القديس بولس الرسول عن المحبة إنها لا تحتد، بل قوله إنها لا تطلب ما لنفسها.
فطبيعي أن الذي يطلب ما لنفسه، لا يحتد. إنما يحتد الذي يطلب لنفسه كرامة ومعاملة خاصة، ولا يجد ذلك. ويحتد الذي يطلب لنفسه طاعة وخضوعًا، ولا يعامل هكذا. أما إن كان لا يطلب لنفسه شيئًا من هذا كله وأمثاله، فطبيعي أن لا يحتد.

كذلك فإن الاحتداد لا يتفق مع الصفات الأخرى للمحبة.
فما دامت المحبة (تتأنى وتترفق). فإنها بالتالي لا تحتد. لأن الحدة ضد الرفق.
والذي يتأنى ويطيل أناته، فإنه لا يحتد.
مادامت المحبة (لا تنتفخ ولا تتفاخر) فطبيعي أنها لا تحتد.
كذلك مادامت المحبة (لا تقبح) فإنها لا تحتد. الآن الإنسان يحتد بسبب ما يراه قبيحًا أمامه.
كذلك مادامت (تصدق كل شيء، وتصبر علي كل شيء) فإنها لا تحتد. لأن الحدة لا تتفق مع الصبر. مادامت تصدق من تحبه فلماذا إذن تحتد عليه؟!

وهكذا نجد أن صفات المحبة تتفق مع بعضها البعض..
والإنسان بطبيعته قد يحتد علي عدو، أو علي مخالف ومعارض، أو علي مقاوم أو عنيد. ولكنه لا يحتد علي حبيب. حتى إن أخطأ، يميل إلي مسامحته والتغاضي عن أخطائه.
وكما يقول المثل العامي (حبيبك يبلع لك الزلط).
أو كما يقول الشاعر عن نفس هذا المعني:
عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدى المساويا

وأعظم مثل للمحبة التي لا تحتد، الله تبارك اسمه.
الله مثل للمحبة التي لا تحتد، الذي قيل عنه المزمور إنه
(لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا).
بل أنه (كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا) (مز103: 10، 12).
الله الذي قال عنه يوئيل النبي إنه (رؤوف رحيم، بطي الغضب كثير الرأفة) (يؤ13:2).
وقال عنه يونان النبي إنه (بطئ الغضب كثير الرحمة) (يون2:4)..
وهكذا قال أيضًا داود إنه (رؤوف وطويل الروح وكثير الرحمة) (مز8:103).

أنه الله الذي لم يتحد علي أحباء كلموه بأسلوب يبدو شديدًا.
لم يحتد علي حبيبه إبراهيم حينما قال له (حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر تميت البار مع الأثيم.. حاشا لك. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا؟!) (تك25:18).

بل لم يحتد أيضًا علي حبيبه أيوب حينما قال له (لا تستذنبني. فهمني لماذا تخاصمني؟ أحسن عندك أن تظلم؟! أن ترذل عمل يديك؟! وتشرق علي مشورة الأشرار؟!) (أي10: 2،3). (كف عني، فأتبلج قليلًا) (أي20:10).
(ماذا أفعل لك يا رقيب الناس. لماذا جعلتني عاثورًا لنفسك) (أي20:7).

ولم يحتد الرب أيضًا علي حبيبه موسى حينما قال له (أرجع يا رب عن حمو غضبك، أندم علي الشر) (خر12:23).
وإنما استجاب له ولم يفن الشعب في عبادته للعجل الذهبي.

ولم يتحد الرب علي أحباء له وقعوا في أخطاء شديدة:
لم يتحد علي تلميذه بطرس الذي أنكره ثلاث مرات، بل كلمه بلطف بعد القيامة، ورفع روحه المعنوية بقوله له (ارع غنمي. ارع خرافي) (يو21: 15-17).

ولم يحتد علي تلميذه توما الشكاك الذي قال له (إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه لا أؤمن) (يو25:20)،إنما ظهر له الرب، وحقق له ما أراد دون أن يحتد عليه. وقال له في رفق (لا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا)..
ومن قبل الصلب،

لم يحتد علي التلاميذ الذين لم يستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحده في أشد الأوقات. بل في رقة أوجد لهم عذرًا بقوله (أما الروح فنشيط، وأما الجسد فضعيف.. ناموا الآن واستريحوا) (مت26: 41، 45).
فعل الرب هذا لأنه يحبهم، والمحبة لا تحتد.

توجد أمثلة أخري لهذه القاعدة في حياة القديسين.
منها موسى النبي، الذي لم يحتد علي هارون ومريم لما تكلما عليه في زواجه بالمرأة الكوشية، إذ (كان الرجل موسى حليمًا أكثر من جميع الناس الذي علي وجه الأرض) (عد3:12). بل أنه لما عاقب الرب مريم بسبب جرأتها علي موسى، تشفع فيها موسى وطلب من الرب مسامحتها (عد13:12). هذه هي المحبة التي ليس فقط لا تحتد بل تشفع.

مثل آخر هو داود النبي في معاملته لأبشالوم.
أبشالوم الذي خان أباه داود، وأساء إليه، وقاد ليستولي علي ملكه.. لم يحتد عليه داود، بل لرجال جيشه (ترفقوا بالفتي أبشالوم) (2صم5:18). ولما انتصر جيش داود كان كل همه لمن بشروه بالانتصار (أسلام للفتي أبشالوم؟) (2صم18: 29،32). ولما علم بموته، بكي عليه وأبكي الشعب كله.

مثال آخر هو أبونا إسحق الذي لم يحتد علي يعقوب لما خدعه.
خدع يعقوب أباه وقال له (أنا عيسو بكرك) (تك19:27). ونال البركة بمكر. ولما عاد عيسو واكشف إسحق الخدعة، لم يحتد علي يعقوب، بل قال ( يكون مباركًا) (تك33:27). إنها المحبة التي لا تحتد.

يذكرنا هذا كله وغيره بمحبة الأم لطفلها ورضيعها.
ما أكثر ألوان الإزعاج التي يسببها الرضيع لأمه بحيث لا تعرف معني الراحة والنوم، ولكنها لا تحتد عليه لأنها تحبه. وقد خلقها الله بهذه المحبة التي لا تحتد عليه لأنها تحبه. وقد خلقها الله بهذه المحبة التي لا تحتد (بالنسبة إلي رضيعها) لكي يمكنها أن تهتم به وتربيه..
المحب لا يحتد علي حبيبه، لأنه يود الاحتفاظ بمحبته.
لا يريد أن يفقد محبته، أو أن يعكر جوها بالحدة. وكذلك لأنه يحبه، فلا يريد أن يخدش شعوره بأي لون من الاحتداد. وأيضًا لأنه يأخذ كل تصرفاته بحسن نية، ولا يظن به السوء، لأن المحبة لا تظن السوء.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:16 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
المحبة تحتمل وتصبر

الذي يحب شخصًا، يكون مستعدًا أن يحتمل منه، وأن يحتمل من أجله.
أبونا يعقوب أبو الآباء أحتمل الكثير من أجل محبته لراحيل. أحتمل أباها، الذي غير أجرته عشر مرات، وأحتمل سنوات طويلة يخدمه فيها،
قال عنه (كنت في النهار يأكلني الحر، وفي الليل الجليد، وطار النوم من عيني) (تك40:31).
ويقول الكتاب (فخدم يعقوب براحيل سبع سنين. وكانت في عينه أيام قليلة، بسبب محبته لها) (تك20:29).

أيضًا يوناثان أحتمل كثيرًا من أجل محبته لداود.
احتمل غضب أبيه الملك شاول، وتوبيخه له بكلام قاسي بسبب دفاعه عن داود، حتى أن شاول القي رمحه نحو يوناثان ليقتله (1صم20: 30،33).

ومن أمثلة المحبة التي تحتمل،
احتمال الشهداء والنساك من أجل محبتهم لله. وكذلك أيضًا الأنبياء والرسل.
الشهداء احتملوا السجن والعذابات التي لا تطاق، ثابتين في محبة الله، رافضين أن ينكروه إلى أن قطعت رقابهم.

ومن اجل محبة الله، احتمل الثلاثة فتية إلقاءهم فيأتون النار، واحتمل دانيال أن يلقى في جب الأسود. (دا 6، 3).

ومن أجل محبة الله احتمل الرهبان والسواح والنساك أن يعيشوا في البراري والقفار وشقوق الأرض، بعيدًا عن كل عزاء بشري، في شظف الحياة زاهدين في كل شيء.

ومن أجل محبة الله ونشر ملكوته، احتمل الرسل ألوانًا من الأتعاب في كرازتهم
(في صبر كثير في شدائد في ضرورات في ضيقات، في ضربات في سجون، في اضطرابات في أتعاب في أسهار في أصوام..) (2كو6: 4،5).

ومن أمثلة المحبة التي تحتمل، محبة الأمومة والأبوة.
محبة الأم التي تحتمل متاعب الحمل والولادة والرضاعة، ومتاعب الصبر في تربية الطفل والعناية به، في غذائه وفي نظافته، وفي الاهتمام بصحته، وفي تعليمه النطق والكلام، وفي الصبر علي صراخه وصياحه وعناده.. إلي أن يكبر.
وكذلك تعب الأب في تربية أبنائه، واحتمال مشقة العمل بكافة الطرق للإنفاق عليهم وتوفير كافة احتياجاتهم.

ننتقل إلي الحديث عن محبة الغير واحتمال تصرفاتهم.
المحبة التي تحتمل الغير وتغفر له، والتي تحول الخد الآخر لمن يضرب اللطمة الأولي. المحبة التي تحتمل الإساءة، ولا ترد بالمثل.. والمحبة لا تشكو من السيء ولا تشهر به.. وننسى الإساءة، ولا تخزنها في ذاكرتها -كما يفعل البعض- لشهور وسنوات..
المحبة التي لا تقول: هذه حقوقي وهذه كرامتي.
المحبة التي تحتمل، هي محبة صاحب القلب الكبير الواسع.

القلب الذي يحتمل العتاب ولا يتضايق.
وكما قال أليفاز التيماني (لأن لأمتحن احد كلمة معك) (أي2:4)،
تحتمل العتاب، حتى لو كان بكلمة صعبة. وتحتمل حتى الفكاهة ولو كانت بأسلوب يبدو فيه التهكم..
علي أن يكون الاحتمال في غير ضجر ولا تزمر ولا ضيق.
بل بصدر رحب، وروح طيبة، غير متمركز حول ذاته وحول كرامته.
أن صفات المحبة التي ذكرها القديس بولس الرسول تترابط معًا. فطبيعي أن المحبة التي لا تطلب ما لنفسها، سوف لا تطلب كرامة لذاتها، وبالتالي ستحتمل كل شيء.
كذلك فإن المحبة التي لا تحتد، سوف تحتمل. وأيضًا التي لا تتفاخر سوف تحتمل..

بعض الناس لا يحتملون الذين لا يفهمونهم.
ومن هنا كانت مشكلة الأذكياء مع الجهلاء أو الأقل فهمًا، أو مع الطباق الجاهلة. لذلك يبعد مثل هؤلاء عن كثير من الناس. وقد لا يحتمل الواحد منهم طول الوقت في إقناع غيره، فيبعد عنه. ولو كان في قلبه حب نحوه لأطال أناته عليه، لأنه (المحبة تتأنى). وأيضًا كان يصبر لأن المحبة تصبر. وهكذا يضم أليه هذا الجاهل ويحتمله، ويرجو منه خيرًا. وهكذا مع الأطفال..

القلب الضيق الخالي من الحب، هو الذي لا يحتمل الآخرين:
وهكذا قال بولس الرسول لأهل كورنثوس
(فمنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون. قلبنا متسع. لست متضايقين فينا، بل متضيقين في أحشائكم.. لذلك أقول كما لأولادي: كونوا أنتم أيضًا متسعين) (2كو6: 12،13).
القلب المتسع يستطيع أن يحتمل الناس.
كن أذن متسع في قلبك وفي صدرك وفي فهمك. ولا تتضايق بسرعة. وأعرف أن المجتمع فيه أنواع متعددة من الناس. وليسوا جميعًا من النوع الذي تريده. يوجد فيهم كثيرون لم يصلوا بعد إلي المستوي المثالي، ولا إلي المستوي المتوسط. وعلينا أن نحبهم جميعًا. وبالمحبة ننزل إلي مستواهم لنرفعهم إلي مستوي أعلي. نتأنى ونترفق عليهم، ونحتمل كل ما يصدر من جهالتهم، ونصبر عليهم حتى يصلوا..

لا تقل [الناس متعبون] بل بمحبتك تعامل معهم، وحاول أن تصلح من طباعهم.
كم مرة نذرنا لله ولم نف. وكان الله يعرف ذلك. ومع ذلك حقق لنا ما نطلبه في نذرنا!!
فإن كان الله يحتملنا في كل هذا، فلماذا لا نحتمل غيرنا؟!
وكم مرة قدمنا لله توبة كاذبة. وكان الله يقبل اعترفنا وتوبتنا، ويسمح لنا بالتناول من الأسرار المقدسة. ثم نعود إلي خطايانا السابقة!! ويحتملنا الله ويطيل أناته علينا، حتى نتوب مرة أخري..
كم مرة يأتي موعد الصلاة، فتقول ليس لدينا وقت نصلي فيه. يقول التراب والرماد للخالق العظيم: ليس لدي وقت أكلمك!! ويحتمل الله عبده.. وكأنه يقول له: إن وجدت وقتًا افتكرني!
حقًا ليتنا نتعلم دروسًا من معاملة الله ونحتمل الناس.
نحتملهم كما يحتملنا الله. ونحتملهم لكي يحتملنا الله.
لأنه يقول (بالكيل الذي تكيلون، يكال لكم ويزاد) (مت2:7) (مر24:4).

بل تذكر كيف أحتمل الرب عذابات الصليب والإهانات السابقة للصليب، والتحديات المصاحبة للصليب التي تقول (لو كنت أبن الله أنزل عن الصليب وخلص، نفسك) (مت26: مر15). ولكنه أحتمل الاستهزاء ولم ينزل، بسبب محبته لنا، لكي يخلصنا.
ونحن نقول له في القداس الإلهي:
"احتملت ظلم الأشرار" وأحب أن أضيف إليها: واحتملت ضعف الأبرار.
احتمل ظلم الأشرار الذين صلبوه، واحتمل ضعف الأبرار الذين هربوا وتركوه. احتمل من أنكره، ومن شك فيه. ومن قال لا أؤمن إن لم أضع إصبعي موضع المسامير..
حقًا أن المحبة تحتمل كل شيء.

إن المسيح علي الصليب احتمل وحمل. احتمل كل التعييرات والعذابات، وحمل جميع خطايا الناس منذ بدء الخليقة إلي أخر الدهور. فليتنا نحتمل نحن أيضًا أخطاء المسيئين ألينا، ونحتملها في حب.
هذا كله من جهة الناس. فماذا عن العلاقة بالله؟

الذي يحب الله، لا يتضايق من انتظار الرب، بل يحتمل.
قد يصلي، ولا يجد أن الصلاة قد استجيبت، فلا يشك في محبة الله. ولا يظن أن الله قد نسيه، بل يحتمل هذا (التأخر) في الاستجابة، أو ما يظنه تأخرًا! لأن الله يعمل دائمًا في الوقت المناسب، حسب حكمته..

لذلك ما أعجب أبانا إبراهيم، الذي ينطبق عليه قول الرسول
(المحبة تصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر علي كل شيء).
لقد وعده الله بنسل، ومر علي ذلك أكثر من عشرون عامًا، دون أن تلد سارة. ولكن إبراهيم كان لا يزال يرجو ما وعده به الرب وصدقه وما زال يرجو. وولد له الابن بعد خمسه وعشرون عامًا من وعد الله. جميل قول المزمور:
(انتظر الرب. تقو وليتشدد قلبك، وأنتظر الرب) (مز14:27).

حقًا إن المحبة التي تصدق وعود الله، تستطيع أن تصبر علي كل شيء، وترجو كل شيء، وتنتظر الرب. وأيضًا تحتمل، مهما طال الوقت.
كما قال المرتل (انتظرت نفسي الرب، محرس الصبح حتى الليل) (مز130).
القلب الواسع المحب، يستطيع أن يصبر وينتظر. أما القلب الضيق أو الذي محبته قليلة، فهذا يتضجر. يريد أن يطلب الطلب، ويناله في التو واللحظة..

كذلك الإنسان المحب لله يحتمل التجارب والمشاكل.
ولا تتزعزع محبته لله مهما طال وقت التجربة، أو ازدادت حدتها. بل يقول في ثقة (كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله) (رو8:28).
وكما قال القديس يعقوب الرسول (احسبوا كل فرح يا أخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة) (يع2:1).
أن المحبة تحتمل كل شيء، في ثقة وفي غير تذمر. ولا تتعجل حل المشكلات، بل تنتظر الرب وتصبر. وتعطي المشكلة مدي زمنيًا يحلها الله فيها، في الوقت الذي يراه مناسبًا، وبالطريقة التي يراها مناسبة.

والإنسان المحبة لله، يحتمل الضيقات المادية.
ويقول مع القديس بولس الرسول (قد تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه.. تدربت أن أشبع وأن أجوع. أن أستفضل وأن أنقص..) (في 4: 11،12).
(المحبة تحتمل كل شيء، وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء) (1كو7:13). وقد أسهبنا في عبارة (تحتمل..).

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:18 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
مفتاح المسيحية هو أن "الله محبة"
https://upload.chjoy.com/uploads/135448779072.jpg
الأنبا بيشوي


"الله محبة" (1يو4: 8، 16). من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم والملائكة والبشر؟ إذا أحب الله الآب نفسه، يكون أنانيًا ego-centric؛ وحاشا لله أن يكون هكذا. إذن لابد من وجود محبوب، كما قال السيد المسيح في مناجاته للآب قبل الصلب "لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم" (يو17: 24). وبوجود الابن يمكن أن نصف الله بالحب أزليًا وليس كأن الحب شيء حادث أو مستحدث بالنسبة لله. فالأبوة والحب متلازمان، طالما وجدت الأبوة فهناك المحبة بين الآب والابن.

ولكن الحب لا يصير كاملًا إلا بوجود الأقنوم الثالث. لأن الحب نحو الأنا، هو أنانية وليس حبًا. والحب الذي يتجه نحو الآخر الذي ليس آخر سواه (المنحصر في آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للاحتواء exclusive love بمعنى إنه حب ناقص. ولكن الحب المثالى هو الذي يتجه نحو الآخر وإلى كل من هو آخر inclusive love. وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة.


وإذا وجدت الخليقة في أي وقت وفي أى مكان فهى تدخل في نطاق هذا الحب اللانهائى لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس. هذا الحب الكامل يتجه أيضًا نحو الخليقة حيثما وحينما توجد. كما قال السيد المسيح للآب "ليكون فيهم الحب الذي أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26). إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب في الوجود كله.

لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟ وللرد نقول أن أي شيء ناقص في الله يعتبر ضد كماله الإلهى، كما أن أي شيء يزيد بلا داعى يعتبر ضد كماله الإلهى.

إن مساحة هذا المثلث ما لا نهاية، أي أن مساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هي ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب فما الداعى لنقطة رابعة أو خامسة.

إذا كان المثلث نقطة أو مستقيم تكون مساحته صفر كما قلنا، حتى إذا كان طوله ما لا نهاية، لكن حين صار مثلثًا صارت له مساحة. . فإن كانت المساحة ما لا نهاية فإنها تشمل كل الخليقة، فلا يحتاج الأمر إلى مربع أو مسدس. يكفى لكي تكون هناك مساحة أن يكون مثلث.

مثال توضيحى:


إذا اشتريت خط مستقيم من القاهرة إلى بنها ولكن ليس له عرض فأنت لم تشترى أرض على الإطلاق. لكنك تعتبر نفسك اشتريت مساحة أرض فقط إذا كان لها طول وعرض. فالخط إذا كان عرضه صفر حتى وإن كان طوله ما لا نهاية فهو يؤول إلى صفر.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:19 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
قصص عن المحبه

قصة حقيقية حدثت أثناء زلزال اليابان
بعد إنتهاء الزلزال، عندما وصل رجال الانقاذ لأنقاض منزل امرأة شابة،رأوا جسدها الميت من خلال الشقوق ،ولكن وضع جسمها كان غريب، فهي راكعة على ركبتيها وكأنها شخص يسجد، فجسدها كان يميل إلى الأمام،
ويديها تمسك وقد انهار المنزل عليها وسحق ظهرها ورأسها،مع وجود صعوبات، وضع قائد الفريق المنقذ يده عبر فجوة ضيقة في الجدار للوصول لجسم المرأة،كان يأمل أن هذه المرأة قد تكون لا تزال على قيد الحياة، ومع ذلك، أوضح جسمها البارد أنها قد ماتت بلا شك،غادر أعضاء الفريق هذا المنزل وكانوا في طريقهم للبحث في منزل آخر مجاور، ولسبب ما أحس قائد الفريق بضرورة ملحة للعودة إلى المنزل المنهار حيث المرأة الميتة، مرة أخرى ، وهي ساجدة للأسفل، أدخل رأسه من خلال الشقوق الضيقة للبحث في مساحة صغيرة تحت الجثة هامدة।وفجأة صرخ " طفل ،! هناك طفل! "عمل الفريق بأكمله معا، بعناية أزالوا أكوام من الدمار حول المرأة الميتة، كان هناك صبي عمره 3 أشهر قليلة ملفوفا في بطانية تحت جثة والدته،من الواضح ، أن المرأة قامت بتضحية من أجل إنقاذ ابنها، عندما بدأ
بيتها بالسقوط ، جعلت جسدها غطاء لحماية ابنها وظلت معه حتى ماتت، كان الصبي الصغير لا يزال نائما عندما وصل قائد الفريق وحمله।جاء طبيب بسرعة لفحص الصبي الصغير، بعد أن فتح الغطاء، ورأى ان هاتف محمول داخل البطانية। كان هناك نص الرسالة التي تظهر على الشاشة। تقول : "إذا كنت تستطيع البقاء على قيد الحياة، يجب أن تتذكر أنني أحبك"


بكى أعضاء الفريق عند قراءة الرسالة।"إذا كنت تستطيع البقاء على قيد الحياة، يجب أن تتذكر أنني أحبك"। وهذا هو حب الأم لطفلها !عزيزى القارىء اذا كانت هكذا محبة الام لطفلها ما بالك بمحبة الله .
الذى وعدنا ( ان نسيت الام رضيعها فأنا لا انساكوا )

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:19 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 

قصص عن المحبه

محبة الأعداء

كثر الإضطهاد على المسيحيين الأولين، فكان الرومان بقيادة نيرون يطاردون المسيحيين من مكان إلى آخر. كانت الأوامر مشددة من نيرون نفسه، لكي يقضوا على كل مسيحي، فألقوا القبض على عشرات الآلاف من الرجال والنساء وحتى أولاد المؤمنين وساقوهم إلى العبودية والتعذيب ثم القتل، مما جعل الكثيرين منهم يلجأون الى المغاير والجبال هربا من هذا الإضطهاد الذي لم يسبق له مثيل.


لجأت إحدى العائلات الى أحد الكهوف، لتختبئ فيه.، كان الكهف معروفا لدى الجنود الرومان وهم لم يعلموا بذلك، لم تمضي بضعة أيام حتى داهمت ذلك الكهف كتيبة من الرومان بحثا عن من فيه. ولدى دخولهم بمشاعلهم المضيئة وهم يسيرون بخطوات ثقيلة، حدثت زلزلت في ذلك الجبل، وابتدأت الأرض تهتز والتراب يتساقط من كل نحو.


هب الجنود هرعا الى خارج الكهف، بغية إنقاذ حياتهم، لكن في أثناء ذلك، تعثر أحدهم هاويا الى أسفل الكهف، حيث لم يكن أي نور. توقف للحظة بعض الجنود، لكنهم عندما أدركوا عمق الحفرة، وما يحدث في ذلك الكهف، إذ كانت الحجارة تتساقط، إنصاعوا الى أوامر قائدهم، وتركوا رفيقهم، إذ ليس هناك أمل في إنقاذه، بينما هو يصرخ طالبا المعونة.

رجع الهدوء الى الكهف، ولم يزل ذلك الجندي الروماني في قعر الحفرة. وفجأة سمع صوت دعسات خفيفة، من فوق. فابتدأ من جديد ينادي طالبا المساعدة. لم يكن يعلم بأن الذي فوق، هو نفس تلك العائلة المسيحية، التي جاء هو للقبض عليها وقتلها.


فهل يمدوا يد المساعدة لمن جاء ليقتلهم؟.


مرة أمام أعين ذلك الأب تخيلات ومشاهد كثيرة، فلم يخفى لديه معرفة قلوب هؤلا الجنود القساة، ولا كيف كانوا يرمون اطفال المسيحين للحيوانات المفترسة. لكنه تذكر أيضا قول الرب يسوع "احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم. وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم". طلب من زوجته حبلا، ثم أنزل ذلك الحبل الى ذلك الجندي، وابتداء الجميع معا في رفع ذلك الجندي من الحفرة.


إبتدأ قلب ذلك الأب وزوجته يطرقان بسرعة، فها ملامح ذلك الجندي تتضح لديهم. نعم ها هو بعينه، لقد رأوه سابقا يسوق رفقائهم، مقتادا إياهم الى الموت. وها هم الآن ينقذون حياته.


ما أن صعد ذلك الجندي من الحفرة، حتى أخذ النور من يد ذلك الرجل، ثم سأله قائلا... ما الذي جعلك تنقذ حياتي، واضعا نفسك وعائلتك في هذا الخطر العظيم؟ لقد تخلى عني رئيس الفرقة... مع أنني خدمته بأمانة كل هذه السنين الطويلة، ولم أعصى أوامره ولا لمرة واحدة. أما أنت، مع أني جئت لألقي القبض عليك لكي أقتلك، وها أنت تخاطر بحياتك وبحياة عائلتك لكي تنقذني؟


أجابته زوجة الرجل، لم يكن الأمر بهذه السهولة، لكن الرب يسوع المسيح أوصانا بأن نحب الذين يسيئون إلينا، ولم نستطيع أن نراك تتألم من دون أن نساعدك، وهو يحبك أنت أيضا، ويريدك أيضا أن تفعل هكذا.


ثم دعوه أن يأكل معهم... قبل الأكل، رفع ذلك الأب يداه، وشكر الله، لأنه حافظ عليهم، وشكر الله أيضا لأنه أنقذ ذلك الجندي... ما أن إنتهى ذلك الأب من شالصلاة... حتى سأله الجندي... وهل يقبل المسيح شخصا مثلي لكي يكون من أتباعه...


في ذلك اليوم أصبح ذلك الجندي الروماني من أتباع المسيح، واضعا نفسه تحت نفس الإضطهاد عينه...

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:20 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 

قصص عن المحبه

ذهب الخدام كالعادة لإحدى الدورات البعيدة عن الكنيسة..وبدأوا فى تجميع الأولاد فى المكان المحدد المتفق عليه..ولكن بمرور الوقت أحس الخدام أن الميكروباس قد تأخر خلاف العادة وأنه ربما قد حدث شئ ما...

وفجأة وجدوا أمامهم الخادم المرافق للميكروباس مسيقلآ تاكسى ووقف أمامهم وأخبرهم أن الميكروباس قد تعطل وقد أسرع بتأجير تاكسى لإحضارهم...المشكلة التى واجهت الخدام أن التاكسى لن يعود مرة أخرى وظهرت المشكلة ثانية حينما تسابق الجميع على ركوب التاكسى وإتضح أنه لن يساع كل هذا العدد وقد تأخر الوقت جدآ فقرر الخدام ركوب بعض الأولاد والبقية سوف تصل الكنيسة بالمواصلات مع الخدام....
وهنا...بدأت المشاجرة لكنها من نوع جديد...فبدأ الأولاد يتشاجرون عمّن ينزل من التاكسى لشعوره أن بقية أخوته لايستطيعون أن يقفوا أكثر من ذلك،فى حين أنه يستطيع أن يقف أو يستقل أى مواصلات ونزل تقريبآ نصف من كانوا بالتاكسى حتى يركب الأخرين...
وكانت بذلك مشاجرة محبة وكل واحد يفضّل أخيه وإن تعب هو قليلآ...
وأخيرآ وصل الجميع للكنيسة بعد أن أعطوا مثالآ واضحآ للمحبة والبذل التى علمها لنا السيد المسيح نفسهحين قال
"إن الراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف"
وقدّم نفسه وبذلها من أجلنا لكى يعلمنا نحن الخراف أن المحبة هى فى العطاء والتضحية والبذل.

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:21 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
قصص عن المحبه
المحبة من القلب
------------

إذ كنت في زيارة لإحدى العائلات بولاية نيوجرسى
تحدثت عن شاب زائر تعرض لتجربة قاسية جدًا
من جهة صحته تكاد تهوى بكل حياته.

إذ كنا في الجلسة نروى هذا ...
إذا بصاحبة المنزل تقفز بسرعة عجيبة وكأنها وجدت شيئا

وانطلقت تحضر ورقة وقلمًا لتأخذ بيانات
حتى تقدم ما أمكن من خدمات له على حسابها!

كثيرون يهتمون بخدمة المرضى
وكثيرون يدفعون مبالغ طائلة لعلاج المرضى
لكن ما سحب قلبي" قفزة المحبة"
هذه القفزة في عيني الله أعظم وأثمن من كل ما سيكلفها
من تعب أو مال!

عندما سمعت القديسة مريم عن نسيبتها أليصابات حامل
لم تنتظر أمرًا إلهيًا للخدمة
بل "قفزت"
مُسرعة على جبال يهوذا لتخدم نسيبتها أليصابات.



Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:22 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
قصة أخيره عن المحبة
---------------
حدثت هذه القصة فى مدينة شبين الكوم فى أيام حبرية
نيافة " الأنبا بنيامين" المتنيح
توفى والد و والدة أحد الشباب غير المسيحيين بالمدينة
وانتهز عمة الفرصة ، فأستولى على كل ممتلكاته ، ورفض الصرف عليه أو على تعليمة
حاول الشاب معه جاهداً و لكن بلا فائدة ..
وكاد يتحطم و هو يرى مستقبلة يضيع ، و عمه يعامله بقسوة شديدة
و لا يردي أن يعطيه و لو جزء من حقه
وبينما هو فى شدة حزنه أشار علية بعض الناس أن يذهب إلى مطران النصارى " الانبا بنيامين"
فذهب إلية يجر خيبه أماله و عندما تقابل مع " الانبا بنيامين" حكى لة ظروفه و مشاكله
فنادى سيدنا على تلميذه فوزى و قال له:
هات سرير من فوق و فرش وحملة على عربية و أجر له حجرة
و أعطاه ثمانية جنيهات فى يده و قال له
" كل ما تحتاج حاجه تعالى و خدها ، المطرانية مفتوحة لك"

ظل الشاب يتردد على سيدنا ، فيعطيه مرة خمسة جنيهات ، و مرة ثمانية و أخرى عشرة
وكان قد بدأ يحسب جملة المبالغ التى أخذها فوجد أنها وصلت إلى مائه و ستون جنيهاً
غير الملابس و القماش !
و عندما أنتهى هذا الشخص من دراسته، و التحق بعمل مناسب ، جاء و تقابل مع سيدنا
ليشكره على رعايته له طول هذه الفترة و أراد أن يسدد جزءاً ن المبلغ
فأخرج من جيبه عشرون جنيهاً ليعطيها لسيدنا على أن يُقسط باقى المبلغ تباعاً
فتضايق سيدنا و قال له:
"أوعى تقول كدة تانى .. لا حأقابلك و لا حأدخلك المطرانية لو عملت كده ..
أنا يا أبنى لم أعطك حاجة .. ده ربنا هو اللى بيعطى الكل أنت أبنى و اللى محتاجه تاخده"

مرت الأيام و تنيح الأنبا بنيامين ، و فى اليوم الآربعين لنياحته
فؤجىء الجميع بشاب غير مسيحى
يُصر أن يتكلم فى حفل التأبين الذى أقامته المطرانية فسمحوا له

و أخذ هذا الشاب يحكى قصته و الدموع تمـلأ عينيه و كان يقول:
"عمى أخذ أرضى و المطران ربانى و علمنى"

صديقى الحبيب...
هذا مثال رائع للمحبة المسيحية التى لا تفرق بين مسيحى أو غير مسيحى
بين خاطىء أو بـار ، بين عـدو أو صديق
بل هى محبه صافية عطاءه و باذله ، مصدرها هو الله
الذى يشرق شمسه على الأبرار و الأشرار

Rena Jesus 25 - 11 - 2016 01:22 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
ايات من الكتاب المقدس عن المحبة

"اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 8)



"وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي ِللهِ فِينَا. اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ"
(رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 16)




"أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ،
هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 13)



"أَكْرِمُوا الْجَمِيعَ. أَحِبُّوا الإِخْوَةَ. خَافُوا اللهَ. أَكْرِمُوا الْمَلِكَ"
(رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 17)



"الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 4)




"اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ، مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ"
(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 9)


"سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 16: 20؛
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 13: 12)



"سَلِّمُوا عَلَى كُلِّ قِدِّيسٍ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ"
(رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 21)



"سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ جَمِيعًا بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 26)



"سَلِّمُوا عَلَى جَمِيعِ مُرْشِدِيكُمْ وَجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ"
(رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 24)



"سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةِ الْمَحَبَّةِ.
سَلاَمٌ لَكُمْ جَمِيعِكُمُ الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. آمِينَ"
(رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 14)



"أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ"
(رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 22)



"عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى"
(سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 4)



"أَحْبَبْتُكُمْ، قَالَ الرَّبُّ"
(سفر ملاخي 1: 2)



"وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.
كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا"
(إنجيل يوحنا 13: 34)



"هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ"
(إنجيل يوحنا 15: 12)


"مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ"
(رسالة يوحنا الرسول الأولى 2: 10)


"اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ"
(رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 16)


"لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 16: 14)



"وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ،
مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْكَرَامَةِ"
(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 10)



"وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.
كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا"
(إنجيل يوحنا 13: 34)



"بنو الحكمة جماعة الصديقين وذريتهم اهل الطاعة والمحبة"
(سفر يشوع بن سيراخ 3: 1)



"لِتَكْثُرْ لَكُمُ الرَّحْمَةُ وَالسَّلاَمُ وَالْمَحَبَّةُ"
(رسالة يهوذا 1: 2)



"مَاذَا تُرِيدُونَ؟ أَبِعَصًا آتِي إِلَيْكُمْ أَمْ بِالْمَحَبَّةِ وَرُوحِ الْوَدَاعَةِ؟"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 4: 21)



"أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ
بِهَا. بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ.
مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ. جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ
وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ،
مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ"
(رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 1-6)



"فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا،
وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ
كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا"
(رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 3: 12، 13)



"كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ، فِي التَّصَرُّفِ، فِي الْمَحَبَّةِ، فِي الرُّوحِ،
فِي الإِيمَانِ، فِي الطَّهَارَةِ"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 4: 12)


"نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا،
وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي،
لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا"
(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 3-5)



"الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ،
وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ،
وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ،
وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 4-8)



"أَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هذَا،
وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 11)



"قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً،
وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى،
وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً"
(رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 5-7)



"إِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ،
وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 3)



"إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ،
فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ"
(رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 1)


"طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ"
(رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 22)



Mary Naeem 25 - 11 - 2016 01:26 PM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
رووووووووووووووووعة يا رووه

Rena Jesus 26 - 11 - 2016 09:38 AM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
ميرسى لمرورك الغالى
:):):):)

walaa farouk 26 - 11 - 2016 10:26 AM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
ميرسي يا رينا موضوع رائع

Rena Jesus 27 - 11 - 2016 11:34 AM

رد: موضوع متكامل عن المحبه فى المسيحيه
 
ميرسى لمرورك الغالى
:):):):)


الساعة الآن 10:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025