منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الموضوعات المسيحية المتكاملة (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=58)
-   -   تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=458692)

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 01:50 PM

تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
حسب التسلسل التاريخي
إن عدد البطاركة الذين جلسوا على الكرسي المرقسي منذ أيام مارمرقس الرسول حتى اليوم 118 بطريركًا (بابا). والبابا الحالي هو أنبا تواضروس الثاني.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 01:51 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا مرقس الأول
(القديس مارمرقس الرسولي)
(61 - 68 م.)
المدينة الأصلية له : أدرنا بوليس ( الخمس مدن الغربية) الاسم قبل البطريركية : يوحنا مرقس بن أرسطوبولس تاريخ التقدمة : أول بشنس - 27 أبريل 61 للميلاد تاريخ النياحة : 30 برموده - 26 أبريل 68 للميلاد مدة الإقامة على الكرسي : 7 سنوات محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : نيرون صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا مرقص الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ1 اللغة الإنجليزية: Mark the Evangelist - اللغة العبرية: מרקוס‎ - اللغة اليونانية: Μᾶρκος - اللغة القبطية: Markoc piqe`wrimoc% pimarturoc% pieuaggelicthc% pi`apoctoloc - اللغة اللاتينية: Mārcus - اللغة الآرامية: - اللغة السريانية: ܡܪܩܘܣ ܐܘܢܓܠܣܛܐ.


+ هو كاروز الديار المصرية وأول باباوات الكرازة المرقسية وأحد السبعين رسولًا.
+ بيته أول كنيسة مسيحية، حيث أكلوا الفصح، وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح وفي عليته حل عليهم الروح القدس.
+ ولد في ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية لشمال أفريقيا)، إسرائيلي المذهب.
+ بعد صعود السيد المسيح استصحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل في أنطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية حيث تركهما وعاد إلى أورشليم... وبعد انتهاء المجمع الرسولى بأورشليم استصحبه برنابا معه إلى قبرص.
+ بعد نياحة برنابا، ذهب مارمرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقيا وبرقة والخمس المدن الغربية، ونادى في تلك الجهات بالإنجيل فآمن على يده الكثيرون.
+ رسم انيانوس أسقفًا ومعه ثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك يبشر ويرسم أساقفة وقسوسًا وشمامسة.
+ ثم عاد إلى الإسكندرية... وهناك استشهد في 30 برموده على أيدي الوثنيين بعد أن أنار مصر وأفريقيا بنور المسيحية. صلاة القديس العظيم والكارز الكريم تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
استشهاد مارمرقس الرسول أول باباوات الإسكندرية (30 برمودة)
في مثل هذا اليوم الموافق 26 أبريل سنة 68 م. استشهد الرسول العظيم القديس مرقس كاروز الديار المصرية وأول باباوات الإسكندرية وأحد السبعين رسولا كان اسمه أولًا يوحنا كما يقول الكتاب: أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس (أع 12: 12) وهو الذي أشار إليه السيد المسيح له المجد بقوله لتلاميذه: " أذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له. المعلم يقول وقتي قريب وعندك أصنع الفصح مع تلاميذي (مت 26: 18) " ولقد كان بيته أول كنيسة مسيحية حيث فيه أكلوا الفصح وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح وفي عليته حل عليهم الروح القدس

https://st-takla.org/Pix/Saints/08-Co...nt-Mark-06.jpg
ولد هذا القديس في ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا) من أب اسمه أرسطو بولس وأم أسمها مريم. إسرائيلي المذهب وذي يسار وجاه عريض، فعلماه وهذباه بالآداب اليونانية والعبرانية ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم حيث كان بطرس قد تلمذ للسيد المسيح. ولأن بطرس كان متزوجا بابنة عم أرسطو بولس فكان مرقس يتردد علي بيته كثيرا ومنه درس التعاليم المسيحية.
وحدث أن أرسطو بولس وولده مرقس كانا يسيران بالقرب من الأردن وخرج عليهما أسد ولبؤة وهما يزمجران فخاف أبوه وأيقن بالهلاك ودفعته الشفقة علي ولده أن يأمره بالهروب للنجاة بنفسه ولكن مرقس طمأنه قائلا لا تخف يا أبي فالمسيح الذي أنا مؤمن به ينجينا منهما. ولما اقتربا منهما صاح بهما القديس قائلًا "السيد المسيح ابن الله الحي يأمركما أن تنشقا وينقطع جنسكما من هذا الجبل". فانشقا ووقعا علي الأرض مائتين فتعجب والده وطلب من ابنه أن يعرفه عن المسيح فأرشده إلى ذلك وآمن والده وعمده بالسيد المسيح له المجد.
وبعد صعود السيد المسيح استصحبه بولس وبرنابا للبشارة بالإنجيل في إنطاكية وسلوكية وقبرص وسلاميس وبرجة بمفيلية حيث تركهما وعاد إلى أورشليم وبعد انتهاء المجمع الرسولي بأورشليم استصحبه برنابا معه إلى قبرص.
وبعد نياحة برنابا ذهب مرقس بأمر السيد المسيح إلى أفريقية وبرقة والخمس المدن الغربية. ونادي في تلك الجهات بالإنجيل فآمن علي يده أكثر أهلها. ومن هناك ذهب إلى الإسكندرية في أول بشنس سنة 61 م. وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه وكان عند الباب إسكافي أسمه إنيانوس، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه جرح المخراز إصبعه فصاح من الألم وقال باليونانية "اس ثيؤس" (يا الله الواحد) فقال له القديس مرقس: "هل تعرفون الله؟" فقال " لا وإنما ندعو باسمه ولا نعرفه ". فتفل علي التراب ووضع علي الجرح فشفي للحال، ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض فمخالفة آدم ومجيء الطوفان إلى إرسال موسى وإخراج بني إسرائيل من مصر وإعطائهم الشريعة وسبي بابل ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم باسم الآب والابن والروح القدس.
ولما كثر المؤمنون باسم المسيح وسمع أهل المدينة بهذا الأمر جدوا في طلبه لقتله. فرسم إنيانوس أسقفا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة ثم سافر إلى الخمس مدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسًا وشمامسة.
وعاد إلى الإسكندرية فوجد المؤمنين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكوليا (دار البقر) شرقي الإسكندرية علي شاطئ البحر وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 م. وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون "جروا الثور في دار البقر" فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه المقدس وفي المساء أودعوه السجن فظهر له ملاك الرب وقال له: "افرح يا مرقس عبد الإله، هوذا اسمك قد كتب في سفر الحياة، وقد حُسِبت ضمن جماعة القديسين". وتواري عنه الملاك ثم ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام فابتهجت نفسه وتهللت.
وفي اليوم التالي (30 برمودة) أخرجوه من السجن وأعادوا سحبه في المدينة حتى أسلم روحه الطاهرة ولما أضرموا نارا عظيمة لحرقه حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين. وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها وكفنوه وصلوا عليه وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة.

صلاة هذا القديس العظيم والكاروز الكريم تكون معنا ولربنا المجد دائمًا. آمين.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 01:53 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا إنيانوس
( 68 - 83 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية - مصر الاسم قبل البطريركية : انيانوس - سيم أسقفًا في بشنس 62 م. تاريخ التقدمة : 64 م. تاريخ النياحة : 20 هاتور - 83 م. (82؟ - 84؟) مدة الإقامة على الكرسي : 22 سنة مدة خلو الكرسي : 15 يوما محل إقامة البطريرك : الكنيسة المرقسية - الإسكندرية الملوك المعاصرون (قياصرة) : نيرون - جلبا - اوثون - ميتليوس - سباسيان - تيطس - دومتيان
اللغة القبطية: Papa `Ani`anou.

+ كان من أهالي مدينة الإسكندرية، ابنًا لوالدين وثنيين، وكان اسكافيًا.

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...olo-Venice.gif
+ ولما دخل مارمرقس مدينة الإسكندرية، ليبشر بالمسيح، انقطع حذاؤه، فدفعه لانيانوس ليصلحه وقد حدث وهو يغرز فيه المخراز أن نفذ إلى الجهة الأخرى وجرح إصبعه. فصرخ من الألم وقال باليونانية "ايس ثيئوس" أي يا الله الواحد... فأخذ مارمرقس ترابًا من الأرض وتفل عليه ووضعه علي إصبع انيانوس فبرئ في الحال. وأخذ القديس مرقس إلي منزله وعمدهم جميعًا انيانوس وأهل بيته.
+ ولما عزم القديس مارمرقس على الذهاب إلى الخمس مدن الغربية، وضع يده على انيانوس وكرسه بطريركًا على الإسكندرية سنة 64 م. فجعل بيته كنيسة، وأقام على الكرسي اثنتين وعشرين سنة ثم تنيَّح بسلام.
+ تعيد الكنيسة بتذكار نياحته في
اليوم العشرين من شهر هاتور من كل عام.
صلاته تكون معنا آمين.


السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا انيانوس 2 (20 هاتور)

في مثل هذا اليوم من سنة 86 ميلادية تنيَّح الأب القديس الأنبا إنيانوس ثاني باباوات الإسكندرية. وكان هذا القديس من أهالي مدينة الإسكندرية، ابنا لوالدين وثنيين، وكان إسكافيًا. وحدث انه لما دخل القديس مرقس الرسول مدينة الإسكندرية، اتفق بالتدبير الإلهي انه عثر فانقطع حذاؤه فدفعه لإنيانوس ليصلحه. وقد حدث وهو يغرز فيه المخراز أن نفذ إلى الجهة الأخرى وجرح إصبعه. فصرخ من الألم وقال باليونانية "ايس ثيئوس" أي "يا الله الواحد"، فلما سمع القديس مرقس ذلك مجد المسيح حيث سمعه يذكر اسم الله. ثم أخذ ترابًا من الأرض وتفل عليه ووضعه علي إصبع إنيانوس فبرئ في الحال، وتعجب إنيانوس من ذلك كثيرًا، وأخذ القديس مرقس إلى منزله، وسأله عن اسمه ومعتقده، ومن أين أتي، فقصَّ عليه الرسول من كتب الأنبياء عن ألوهية السيد المسيح، وعن سر تجسده وموته وقيامته وعمل الآيات باسمه. فاستضاء عقل انيانوس وآمن هو وأهل بيته، وتعمدوا باسم الآب والابن والروح القدس، فحلت عليهم النعمة الإلهية، ولازموا سماع تعليم الرسول، فعلمهم علوم الكنيسة وفرائضها وسننها. ولما عزم القديس مرقس علي الذهاب إلى الخمس المدن الغربية، وضع يده علي انيانوس وكرَّسه بطريركًا علي مدينة الإسكندرية سنة 64 ميلادية. فظل يبشر أهلها ويعمدهم سرًا. ويعضدهم ويثبتهم علي الإيمان بالمسيح، ثم جعل داره كنيسة، ويقال أنها هي المعروفة بكنيسة القديس مار مرقس الشهيد. والتي تقوم في مكانها الآن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية. وأقام هذا القديس علي الكرسي اثنتين وعشرون سنة. ثم تنيَّح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.
* يُكتَب خطأ: إنياوس، إنبانوس.



Mary Naeem 02 - 11 - 2016 01:55 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
ميليوس البابا القبطى رقم (3)


تاريخ التقدمة 4 كيهك - أول ديسمبر 83 للميلاد وأصبح ميليوس البابا القبطى رقم 3 وذلك بعد أستشهاد مرقص الرسول ووفاة انيانوس فى شهر كيهك بعد سنة 84 م وذلك فى السنة الخامسة عشر من ملك دوماتيانوس بن اسباسيانوس أمبراطور روما ر بإجماع آراء الشعب
وكان أسمه قبل أن بطريركيته مليانوس وابيليوس
وكان هذا البابا مشهوراً بالعفاف والتقوى والغيرة على رعية المسيح وخدمتهم فأخذ يثبت الشعب فى الإيمان حتى نمى عدد المسيحيين بمصر والخمس مدن الغربية وأفريقيا وأصبح المصريون فى عهده يحتقرون الأعتقاد بعبادة الأوثان ويتهافتون على الأنضمام للكنيسة أفواجاً .
وفى هذه الصدد يؤكد الأنبا ساويرس أبن المقفع فى تاريخ البطاركة (1) : " وكان هذا مليانوس ذا عفاف وثبت الشعب على معرفة المسيح , وكثر الشعب الأرثوذكسى بمصر والخمس مدن وأفريقية وأقام 12 سنة على الكرسى وكانت البيعة ( الكنيسة ) فى أيامه تحت سلامه وتنيح فى أول يوم من توت فى خامس عشر سنة من ملك الملك المقدم ذكره ( الأمبراطور الرومانى دوماتيانوس ) فسمع الكهنة والأساقفة الذين كانوا من قبله فى البلاد بأن البطرك قد تنيح فحزنوا وأجتمعوا إلى مدينة الإسكندرية وتشاوروا مع الشعب الأرثوذكسى الذين فيها وطرحوا القرعة لكى يعرفوا من يستحق يجلس على كرسى القديس مرقس الأنجيلى تلميذ (رسول ) السيد المسيح بعذ هذا ألب مليانوس , فأتفق رأيهم بتأييد السيد المسيح ربنا على رجل مختار خائف من الرب أسمه كردونوس "


اختير هذا البابا بطريركاً ، وذلك بعد صعود ربنا يسوع المسيح بخمس وخمسين سنة.


+ رعى رعية المسيح أحسن رعاية ، وأقام على الكرسى المرقسى اثنتى عشرة سنة


نياحتــــه


وتنيح أول توت - 30 أغسطس 95 للميلاد وقيل سنة فأقام اثنتي عشرة سنة وتسعة أشهر ويقول القس منسى يوحنا (2) : " روى بعض المؤرخين أن دومتيانوس قيصر طرد البابا ميليوس من الكرسى السكندرى وأقام بدلاً منه , غير أن هذه الرواية لم يقم دليل على صحتها ولم تتناولها أقلام المؤرخين - ودفن فى كنيسة بوكاليا


وفى السنكسار القبطى تعيد الكنيسة القبطية بتذكار نياحته فى اليوم الأول من شهر توت من كل عام


المـــــــــــــــــــــراجع



(1) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 7 و 8
(2) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 30

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:00 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا كردونس | البابا كردونوس
(95 - 106 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : كردونوس تاريخ التقدمة : 7 توت - 5 سبتمبر 95 للميلاد تاريخ النياحة : 21 بؤونه - 15 يونيو 106 للميلاد مدة الإقامة على الكرسي : 10 سنوات و9 أشهر و10 أيام محل إقامة البطريرك : المرقسية بالأسكندرية محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : دومتيانوس - نوفا - تراجان ← اللغة القبطية: Papa Kerdwnou.

  • تعمد هذا الأب الجليل من يد القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية، وتعلم علوم الكنيسة.
  • وبعد نياحة البابا ميليوس، رُسم بابا للكرسي المرقسي في 7 توت (5 سبتمبر سنة 95 م.) فرعى شعب المسيح أحسن رعاية بالوعظ والإرشاد مدة إحدى عشرة سنة وشهرًا واثني عشر يومًا، ثم تنيَّح بسلام في اليوم الحادي والعشرين من شهر بؤونه (15 يونيو سنة 106م).
صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا القديس كردونوس الرابع من باباوات الكرازة المرقسية (21 بؤونة)
في مثل هذا اليوم (15 يونية سنة 106 م.) تنيَّح البابا القديس كردونوس الرابع من باباوات الكرازة المرقسية وقد تعمد هذا الأب من يد القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية. وتعلم علوم الكنيسة وبعد نياحة البابا ميليوس رسم بابا للكرسي المرقسي في 7 توت (5 سبتمبر سنة 95 م.) فرعي شعبه أحسن رعاية بالوعظ والتعليم والإرشاد مدة إحدى عشرة سنة وشهرًا واثني عشر يومًا وتنيَّح بسلام صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا . آمين.
قداسة البابا كردونوس البطريرك الرابع*


اجتمع الأساقفة والكهنة والشعب وتشاوروا حول من يجلس خلفًا للبابا ميليوس، فاتفق رأيهم بتأييد روح الله القدوس على انتخاب رجل فاضل اسمه كردونوس قيل أنه ممن عمدهم الرسول مرقس الرسول، فرُسِم بطريركًا في 7 توت سنة 98 م. في عهد تراجان قيصر.
كان هذا الأب عفيفًا متصفًا بكل الصفات الصالحة فرعى كنيسته باجتهاد وأمانة فكان أشهر رجال الدين في عصره وأتقاهم وأكثرهم علمًا.
قُبِض عليه واستشهد في الاضطهاد الذي أثاره تراجان قيصر في 21 بؤونة سنة 108 م.، وكانت خدمته للكنيسة مدة 10 سنين و9 شهور و10 أيام، وقد خلا الكرسي بعده ثلاث سنوات أو تزيد نظرًا لشدة الاضطهاد وعدم تمكن الشعب المسيحي من انتخاب خليفة له.
_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية للقمص تادرس يعقوب ملطي):
بطاركة عظماء لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية (ج 1)، صفحة 38.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:02 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا أبريموس (البابا بريموس)
(106 - 118 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : ابريموس تاريخ التقدمة : 22 بؤونه - 16 يونيو 106 للميلاد تاريخ النياحة : 3 مسرى - 27 يوليو 118 للميلاد مدة الإقامة على الكرسي : 13 سنة وشهرًا واحدًا و12 يومًا مدة خلو الكرسي : 9 أيام محل إقامة البطريرك : المرقسية بالأسكندرية محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : تراجان - هدريانوس ← اللغة القبطية: Papa `Primou.

  • تعمد من يد القديس مارمرقس الرسول، وهو أحد الثلاثة الذين رسمهم مارمرقس قسوسًا مع البابا انيانوس البطريرك الثاني.
  • كان ناسكًا عفيفًا حسن الأفعال.
  • تولى الكرسي الرسولي في 23 بؤونه؟ (16 يونيو سنة 106 م.) وكانت الكنيسة في مدة رئاسته في سلام.
  • تنيَّح في اليوم الثالث من شهر مسرى.
صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة القديس البابا إبريموس البطريرك الخامس (3 مسرى)
في مثل هذا اليوم من سنة 106 م. تنيَّح البابا ابريموس البطريرك الخامس، وقد تعمد من يد مار مرقس الرسول وهو أحد الثلاثة الذين رسمهم مرقس الرسول قسوسًا مع الأسقف إنيانوس البطريرك الثاني وكان ناسكًا عفيفا حسن الأفعال تولي الكرسي الرسولي في 22 بؤونه ( 16 يونيو سنة 106 م.) وكانت الكنيسة في مدة رئاسته في سلام.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما آمين.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:05 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا يسطس
(118 - 129 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : يسطس تاريخ التقدمة : 13 توت - 6 أغسطس 118 للميلاد (121؟) تاريخ النياحة : 12 بؤونه (13؟) - 6 يونيو 129 للميلاد (131؟) مدة الإقامة على الكرسي : 10 سنوات و10 أشهر مدة خلو الكرسي : شهرا واحدًا ويومًا واحدًا محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : هدريانوس ← اللغة القبطية: Papa Iouctou.

  • كان هذا القديس قبل رسامته رجلًا فاضلًا عالمًا.
  • تعمد مع أبيه وأمه وآخرين على يد القديس مرقس الرسول.
  • رسمه القديس انيانوس البابا الثاني شماسًا فقسًا وعينه للوعظ.
  • انتخب بطريركًا خلفًا للبابا ابريموس، فرعى شعبه أحسن رعاية مدة عشر سنين.
  • تنيَّح في شيخوخة صالحة مرضية في الثاني عشر من شهر بؤونه.
صلاته تكون معنا آمين.
المزيد عنه
سيم في شهر توت سنة 118م. أقامه مارمرقس رئيسًا للمدرسة اللاهوتية، فلبث يعلم في هذه المدرسة حتى سيم بطريركًا. وفي عهده تنصر عدد كبير من الوثنيين. واستمر قائمًا بخدمته عشر سنين، وتنيَّح في 13 بؤونة سنة 129م.
قداسة البابا يسطس البابا السادس*

عميد مدرسة الإسكندرية:


حالما انتقل البابا إبريموس وقع اختيار الشعب على هذا الأب الفاضل الحكيم (العلامة يسطس) الذي كان ناظرًا لمدرسة الإسكندرية، فتمت رسامته رئيسًا للأساقفة باسم البابا يسطس وكان ذلك في شهر توت سنة 125 م. في عهد أدريانوس.
كان هذا القديس من مواليد الإسكندرية وكان في البداية وثنيًا ثم نال بركة المعمودية المقدسة مع أبيه وأمه على يد مار مرقس الرسول، ثم نال كرامة الشماسية من يد البابا إنيانوس الثاني، الذي لم يلبث أن رفعه إلى الكهنوت، كما عينه رئيسًا للمدرسة اللاهوتية بالإسكندرية التي أسسها القديس مرقس، فلبث يعلم في تلك المدرسة.
بابا الإسكندرية:


لما رأى الشعب تفانيه في الخدمة في كل هذه المجالات انتخبه للبابوية، فترك وظيفته الأولى وهي رئاسة المدرسة اللاهوتية وعهد بها إلى أومانيوس، وأخذ هو يهتم بمسئولية وظيفته الجديدة، فخدم فيها بكل أمانة، ورعى شعب الله أحسن رعاية. وقد جعل أهم أغراضه تبشير الوثنيين وجذبهم إلى المسيحية، فنجح في عمله وتنصّر منهم على يديه عدد عظيم.
استمر قائمًا بوظيفته البابوية عشر سنين وعشرة أشهر، تنيّح بعدها في شيخوخة صالحة في 12 بؤونة سنة 135 م.
_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي):
بطاركة عظماء لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية (ج 1)، صفحة 40.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:08 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا أومانيوس
(129 - 141 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : اومانيوس تاريخ التقدمة : 11 أبيب - 7 يوليو 129 للميلاد تاريخ النياحة : 9 بابه - 7 أكتوبر 141 للميلاد مدة الإقامة على الكرسي : 12 سنة و3 أشهر مدة خلو الكرسي : 26 يومًا محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : هدريانوس - انطونيوس بيوس ← اللغة القبطية: Papa Eumeniou.

  • رسمه البابا ابريموس شماسًا، فأقام في هذه الخدمة عشر سنين.
  • لما قدم القديس يسطس البابا السادس، ورأى نجاحه وتدينه وعلمه رسمه قسًا ووكل إليه تعليم المؤمنين بكنيسة الإسكندرية وتدبيرهم وتهذيبهم على مبادئ الدين الصحيح.
  • ولما تنيَّح البابا يسطس، قدم هذا الأب بطريركًا، وسلم أمر الكنائس وتعليم المؤمنين إلى الأب مرقيانوس الذي صار خلفًا له فيما بعد أما هو فقد كان مداومًا على رد الضالين من الخطاة.
  • وأقام على الكرسي ثلاث عشرة سنة.
  • تعيد الكنيسة بتذكار نياحته في التاسع من شهر بابه من كل عام.
صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا أومانيوس الـ7 (أرمنيوس) (9 بابة)
في مثل هذا اليوم من سنة 146 ميلادية تنيَّح القديس أومانيوس السابع من باباوات الكرازة المرقسية. وقد رسمه ابريموس البابا الخامس شماسًا، فأقام في هذه الخدمة عشر سنين. ولما قدم القديس يسطس البابا السادس، ورأى نجاحه وتدينه وعلمه رسمه قسًا. ووكل إليه تعليم المؤمنين بكنيسة الإسكندرية وتدبيرهم وتهذيبهم على مبادئ الدين الصحيح.
ولما تنيَّح البابا يسطس، قدم هذا الأب بطريركًا، وسلم أمر الكنائس وتعليم المؤمنين إلى الأب مركيانوس الذي صار خلفا له فيما بعد. أما هو فقد كان مداوما على رد الضالين من الخطاة مبينًا للوثنيين بإيضاح ألوهية السيد المسيح، ووحدانية جوهر لاهوته وأقام على الكرسي ثلاث عشرة سنة، وتنيَّح بسلام صلاته تكون معنا. آمين.
قداسة البابا أومانيوس البابا السابع*


أحد رجال الإسكندرية الأتقياء، خلف يسطس في رئاسة مدرسة الإسكندرية، كما خلفه في البطريركية. لا نعرف عن أقواله أو كتاباته شيئًا، لكنه عرف العفة وعاش بتولا، اشتهر بسيامة عدد كبير من القسوس للخدمة في الكرازة المرقسية، أرسلهم إلى كل جهات القطر المصري والنوبة والخمس مدن الغربية لنشر الإيمان المسيحي.
في عهده اشتد اضطهاد أدريان على المسيحيين فنال كثير من الأقباط إكليل الاستشهاد، من بينهم القديسة صوفيا من منف، التي نقل الإمبراطور قسطنطين جسدها إلى القسطنطينية، وشيد الكنيسة التي باسمها "أجيا صوفيا" (ثم حوّلها مَنْ أخذوا المدينة إلى جامع)!
تنيح في 9 من شهر بابة.
_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي)

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:11 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
مرقيانوس
( 141 - 152 م)


المدينة الأصلية له :
الأسكندرية
الاسم قبل البطريركية :
مرقيانوس
تاريخ التقدمة :
8 هاتور - 3 نوفمبر 141 للميلاد
تاريخ النياحة :
6 طوبة - 2 يناير 152 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي :
10 سنوات وشهران
مدة خلو الكرسي :
يومان
محل إقامة البطريرك :
المرقسية بالأسكندرية
محل الدفن :
كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون :
أنطونيوس بيوس
+ بعد نياحة البابا اوماينوس ، اجتمع الآباء مع الشعب بثغر الإسكندرية وتشاوروا من يقيمونه على الكرسي عوضاً عنه، فوقع اختيارهم جميعاً على مرقيانوس لعلمه وتقواه فأقام على الكرسي تسع سنين وشهرين و26 يوماً مداوماً على تعليم رعيته حارساً لها من التعاليم الغريبة.

+ ولما أكمل سعيه الصالح، تنيَّح بسلام فياليوم السادس من شهر طوبة .

صلاته تكون معنا
آمين
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا مركيانوس الـ 81 (6 طوبة)
في مثل هذا اليوم من سنة 154 م تنيَّح القديس مركيانوس بابا الإسكندرية الثامن. وقد ولد بالإسكندرية، ولما تنيَّح البابا أومانيوس اجتمع الآباء مع الشعب بثغر الإسكندرية وتشاوروا من يقيمونه علي الكرسي عوضا عنه. فوقع اختيارهم جميعا علي مركيانوس لعلمه و تقواه فأقام علي الكرسي تسع سنين وشهرين و26 يوما مداوما علي تعليم رعيته حارسا لها من التعاليم الغريبة. ولما أكمل سعيه الصالح مرضيا للرب تنيَّح بسلام.
صلاته تكون معنا
آمين
قداسة البابا مركيانوس البطريرك البابا الثامن*

البابا المعلم:


كان من مواليد الإسكندرية وكان عميدًا للمدرسة اللاهوتية، وعند نياحة البابا أومانيوس البطريرك السابع أجمع الأساقفة رأيهم على تقديم مركيانوس للكرسي البابوي ورسموه رئيسًا عليهم، فسار في خطة أسلافه واعظًا ومرشدًا لقطيع الرب.
كان مشهودًا له بالأخلاق والفضائل الحميدة وبعلمه وتقواه وتواضعه، وقد ارتقى السدة المرقسية في شهر هاتور سنة 146 م. في عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس، وحقق آمال من انتخبوه من هداية النفوس وتهذيب الأخلاق رغم الاضطهاد الشديد الذي كان مشتدًا على المسيحيين وقتئذ، إلا أنه لم يبالِ بهذا الاضطهاد بل كان شجاعًا في كل المواقف ومبشرًا وواعظًا وحقق مكاسب عظيمة للكرازة المرقسية فأقام على الكرسي راعيًا رعية السيد المسيح تسع سنين وشهرين مداومًا على تعليم رعيته حارسًا لها من التعاليم الغريبة والفلسفات الوثنية إلى أن رقد بسلام كما عاش بسلام في 6 طوبة سنة 155 م.
قد خلفه في نظارة المدرسة اللاهوتية الفيلسوف الذائع الشهرة العلامة بنتينوس.
_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية للقمص تادرس يعقوب ملطي):
بطاركة عظماء لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية (ج 1)، صفحة 42.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:13 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا كلاديانوس
( 152 - 166 م)



المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : كالاوتيانوس
تاريخ التقدمة : 8 طوبه - 4 يناير 52 للميلاد
تاريخ النياحة : 9 أبيب - 3يوليو 166 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 14 سنة و6 أشهر
مدة خلو الكرسي : 22 يوما
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالأسكندرية
محل الدفن : كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون : انطونيوس بيوس
+ كان رجلًا عالمًا فاضلًا ممدوح السيرة، فانتخب بطريركًا في 8 طوبه (4 يناير سنة 152 م) بعد نياحة سلفه البابا مرقيانوس. فاستمر يعلم ويعظ ويهذب شعبه إلى أن تنيَّح بسلام بعد أن أقام على الكرسي مدة أربع عشرة سنة وستة أشهر.
وتعيد الكنيسة بعيد نياحته في التاسع من شهر أبيب.
صلاته تكون معنا آمين.
نياحة القديس البابا كلاديانوس التاسع من باباوات الكرازة المرقسية (9 أبيب)


السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

في مثل هذا اليوم من سنة 166 م تنيَّح البابا كلاديانوس التاسع من باباوات الكرازة المرقسية. كان رجلا عالما فاضلا ممدوح السيرة فانتخب بطريركا في 8 طوبه (4 يناير سنة 152 م) بعد نياحة سلفه البابا مركيانوس، فاستمر يعلم ويعظ ويهذب شعبه إلى أن تنيَّح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي مدة أربع عشرة سنة وستة أشهر.
++++++
قداسة البابا كلاديانوس البطريرك التاسع



اختار الأساقفة خلفًا للبابا مرقيانوس رجلًا فاضلًا من مواليد الإسكندرية يدعى كلاديانوس، وكان بارًا حكيمًا مشهورًا بالتقوى والعفاف، فانتخبوه ورسموه رئيس أساقفة في 8 طوبة الموافق 4 يناير سنة 155 م في عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس.

كان هذا الأب محبوبًا من الجميع وحقق آمالهم، واستمر يخدم رئاسة الكنيسة بجدٍ ونشاطٍ وبلا كلل أو ملل، وارتفع شأن المسيحيين في عهده.

استمر يعلم ويعظ ويهذّب شعبه ويرسخ الإيمان المستقيم في النفوس، وكانت أيامه هادئة لم يحصل فيها للكنيسة ما يكدر صفوها، ولبث مواظبًا على عمله مدة أربع عشرة سنة وستة أشهر وتنيّح بسلام في 9 أبيب سنة 169 م.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:35 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا إغربينوس
(166 - 178 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : اغربينوس تاريخ التقدمة : أول مسرى - 25 يوليو 166 للميلاد تاريخ النياحة : 5 أمشير - 30 يناير 178 للميلاد مدة الإقامة على الكرسي : 11 سنة و6 أشهر و5 أيام مدة خلو الكرسي : شهرا واحدا و4 أيام محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : ماركوس أوريليوس - لوسيوس فيروس ← اللغة القبطية: Papa Agrippinou.

  • كان هذا الأب قديسًا طاهرًا، فرسم قسًا على كنيسة الإسكندرية.
  • لما تنيَّح البابا كلاديانوس البابا التاسع، اختير هذا القديس من شعب المدينة والإكليروس بطريركًا.
  • داوم على تعليم شعبه أصول الإيمان المسيحي والفضيلة.
  • لم يقتن ذهبًا ولا فضة، إلا ما كان ضروريًا لسد حاجته فقط.
  • أكمل في الجهاد اثنتي عشرة سنة وتنيَّح بسلام في اليوم الخامس من شهر أمشير.
صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا اغربيينوس (10) (5 أمشير)
في مثل هذا اليوم من سنة 181 م. تنيَّح الأب القديس الأنبا إغربينوس بابا الإسكندرية العاشر. كان هذا الأب قديسًا طاهرًا خائفًا الله، فرسموه قسًا علي كنيسة الإسكندرية. ولما تنيَّح الأب كلاديانوس البابا التاسع اختير هذا القديس من شعب المدينة الإكليروس بطريركًا. فتولي بنعمة الله الخلافة علي الكرسي الرسولي، وسار سيرًا رسوليًا، وكارزًا ومعلمًا الناس أصول الإيمان وشرائعه المحيية. مهتما بكل قواه في حراسة الرعية معلمًا ومصليًا عن جميعهم. لم تقتن ذهبًا ولا فضة، إلا ما كان ضروريًا لسد حاجته فقط. وأكمل في الجهاد اثنتي عشرة سنة وتنيَّح بسلام. صلاته تكون معنا آمين.
القديس البابا أغربينوس البابا العاشر*



ولد بالإسكندرية، وسيم قسًا، وقد عُرف بتقواه وصلاحه، لذلك عندما تنيح كلاديوس، انتخبه الشعب والأساقفة بالإجماع أسقفًا على الإسكندرية، وجلس على الكرسي في مسري سنة 167 م.، في عهد مرقس أورليوس. وقد عاصر اضطهاد هذا الإمبراطور فكان يسند المؤمنين ويعظهم، بل وكان كارزًا للوثنيين، انضم منهم عدد كبير إلى الإيمان.
تنيح في الخامس من أمشير سنة 178 م.
_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي)

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:44 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا يوليانوس
(178 - 188 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : يوليانوس تاريخ التقدمة : 9 برمهات - 4 مارس 178 للميلاد تاريخ النياحة : 8 برمهات - 3 مارس 188 للميلاد مدة الإقامة على الكرسي : 10 سنوات مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا و4 أيام محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : كومودوس ← اللغة القبطية: Papa Iouli`anou.

  • كان طالبًا مجتهدًا في الكلية الإكليريكية التي أسسها مارمرقس الرسول، ورُسم قسًا بمدينة الإسكندرية، وقد فاق الكثيرين بعلمه وعفافه وتقواه فرُسم بطريركًا.
  • وكان الوثنيون وقتئذ لا يسمحون للأساقفة بالخروج عن مدينة الإسكندرية فكان هوً يخرج سرا منها يرسم كهنة في كل مكان.
  • قبل انتقاله أعلنه ملاك الرب بمن سيخلفه في الكرسي المرقسي.
  • وضع مقالات كثيرة وميامر عظيمة لتعليم الشعب.
  • أقام على الكرسي الرسولي عشر سنين ثم تنيَّح بسلام.

وتعيد الكنيسة بتذكار نياحته في الثامن من شهر برمهات. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
استشهاد البابا يوليانوس الإسكندري الـ11 (8 برمهات)
في مثل هذا اليوم من سنة 188 م. (3 مارس) تنيَّح الأب القديس يوليانوس البابا إلحادي عشر من باباوات الكرازة المرقسية. كان هذا الأب طالبا بالكلية الإكليريكية التي أسسها مار مرقس، ورسم قسًا بمدينة الإسكندرية، وقد فاق الكثيرين بعلمه وعفافه وتقواه. فرسم بطريركًا في 9 برمهات (سنة 178 م.). وبعد اختياره رأى أن الوثنيين لا يسمحون للأساقفة بالخروج عن مدينة الإسكندرية. فكان هو يخرج سرًا منها ليرسم كهنة في كل مكان. وقبل انتقاله أعلنه ملاك الرب أن الكرام الذي يأتيه بعنقود عنب، هو الذي سيخلفه في كرسي البطريركية. وفي ذات يوم بينما كان ديمتريوس الكرام يشذب أشجاره، عثر على عنقود عنب في غير أوانه، وقدمه للبطريرك فسر من هذه الهدية، وقص على الأساقفة الرؤيا، وأوصاهم بتنصيب الكرام بطريركًا بعده. وقد وضع هذا الأب مقالات وميامر كثيرة، وكان مداومًا على تعليم الشعب ووعظه وافتقاده، وأقام على الكرسي الرسولي عشر سنين. ثم تنيَّح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.
قداسة البابا يوليانوس البابا الحادي عشر*

تلمذته للفيلسوف بنتينوس:


وُلد في مدينة الإسكندرية وحظي بالتلمذة على يد الفيلسوف القديس بنتينوس، أثناء قيامه بنظارة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، فنمى كثيرًا في العلم والمعرفة حتى فاق كثيرًا جميع أترابه، بتقواه وقداسة سيرته العفيفة، فاستحق أن يُرسم قسًا بمدينة الإسكندرية.
سيامته بابا الإسكندرية:


عند انتقال البابا أغربينوس البطريرك العاشر في 5 أمشير سنة 181 م.، تم اختيار القس يوليانوس بطريركًا خلفًا له، فرُسِم في 9 برمهات من نفس السنة في عهد مرقس أوريليوس. وعندما رأى أن الوثنيين لا يسمحون للأساقفة بالخروج من مدينة الإسكندرية كان يخرج منها سرًا ليرسم كهنة في كل مكان.
رؤيته بخصوص اختيار ديمتريوس خليفة له:


كان هذا البابا قديسًا عظيمًا حتى أن اللَّه أعلن له قبيل انتقاله عمن سيخلفه على الكرسي البطريركي، وذلك أن ملاك الرب أتاه في إحدى الليالي قائلًا: "إن من يأتيك غدًا بعنقود عنب هو الذي يكون بعدك على الكرسي المرقسي". وبالفعل اتفق في اليوم التالي أن رجلًا عاميًا يملك كرمًا، لا يعرف القراءة ولا الكتابة يُدعى ديمتريوس، بينما كان يعمل في أشجار الكرم فوجئ بعنقود عنب في غير أوانه، فخطر له أن يقوم بتقديمه هدية للبطريرك. واتفق أن البابا يوليانوس كان حينئذ في أيامه الأخيرة حيث اجتمع من حوله عظماء الشعب ووجهائه يسألونه عمن يجدر به أن يجلس على الكرسي خلفًا له، فأجابهم أن من اختاره الرب هو الذي سيأتي إلينا ويقدم لنا عنقود عنب، فوقع الحاضرون في حيرة ظانين أن البابا يوليانوس لا يعي ما يقول، إذ لا يمكن أن يوجد عنب في الشتاء. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). وبينما هم هكذا إذ بديمتريوس قد دخل عليهم ممسكًا بيديه عنقود عنب وقدمه للبابا الجليل، فوقع الحاضرون في دهشة عظيمة، وتناول الأب البطريرك الهدية فرحًا وأخبرهم جميعًا بما حدث له في الليلة السابقة من ظهور ملاك الرب له وأوصاهم بانتخاب من أراد اللَّه أن يعينه، فأطاعوا وصيته.
من أعمال هذا البابا الجليل قيامه بوضع مقالات وميامر كثيرة لأسلافه البطاركة تخليدًا لذكراهم وفائدة لخلفائهم. وكان مداومًا على تعليم الشعب ووعظه وافتقاده. ولم يذكر لنا المؤرخون كثيرًا عن أعمال البابا يوليانوس الرعوية ولكنهم جميعًا كالوا له المديح على فضائله. وعاش هذا البابا في نسك ووداعة إلى أن تنيّح بسلام في 8 برمهات سنة 191 م.، عن مدة بطريركية قدرها عشر سنين.
_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي):
بطاركة عظماء لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية (ج 1)، صفحة 45.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:54 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا ديمتريوس الأول (الكرام)
( 188 - 230 م)


المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : ديميتريوس
تاريخ التقدمة : 9 برمهات - 4 مارس 188 للميلاد
تاريخ النياحة : 12 بابه - 9 أكتوبر 230 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 42 سنة و7 أشهر و5 أيام
مدة خلو الكرسي : 26 يوما
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : المرقسية بالأسكندرية
الملوك المعاصرون : كومودوس - برتيناكس - نجره - ساويرس - كاراكلاوجيتا




+ كان فلاحًا بسيطًا لا يعرف القراءة والكتابة.
+ كان متزوجًا وأقام مع زوجته سبعًا وأربعين سنة إلى أن أختير بطريركًا ولم يعرف أحدهما الآخر معرفة الأزواج.
+ وبعد أن قدُم بطريركًا امتلأ من النعمة السمائية وأنار الرب عقله فتعلم القراءة والكتابة ودرس كتب الكنيسة وتفاسيرها.
+ هو الذي وضع حساب الأبقطي الذي به تستخرج مواقيت الأصوام على قواعد ثابتة.
+ ولم يفتر أيام رئاسته عن تعليم المؤمنين وتثبيتهم في الإيمان الصحيح، ولما كبر وضعف كان يحمل على محفة إلى الكنيسة ليعلم الشعب.
+ أكمل جهاده المبارك في اليوم الثاني عشر من شهر بابه وتنيَّح بسلام بعد أن بلغ من العمر مئة وخمس سنين منها ثلاثًا وأربعين سنة في الرياسة.
بركة صلاته تكون معنا آمين.

https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة البابا ديمتريوس الكرام ال12 واضع حساب الابقطي (12 بابة)

في مثل هذا اليوم من سنة 224 ميلادية، تنيَّح الأب البكر الطاهر، مجاهد الشهوة وقاهر الطبيعة الأنبا ديمتريوس الأول والـ 12 من باباوات الإسكندرية. هذا القديس كان فلاحا أميا، لا يعرف القراءة والكتابة، وكان متزوجًا. وأقام مع زوجته سبعًا وأربعين سنة، إلى أن اختير بطريركًا، ولم يعرف أحدهما الآخر معرفة الأزواج، بل لبثا طوال هذه المدة وهما في بكوريتهما وطهارتهما. ولم يكن أحد من الشعب يعرف ما هما عليه.

ولما اقتربت نياحة القديس يوليانوس البابا إلحادي عشر. ظهر له ملاك الرب في رؤيا وأعلمه عن هذا القديس، وأنه هو الذي سيصير بطريركًا بعده. وأعطاه علامة بقوله له: غدًا يأتيك رجل ومعه عنقود عنب، فأمسكه عندك وصلي عليه. ولما انتبه من نومه، أعلم من كان عنده من الأساقفة والكهنة بهذه الرؤيا.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...metrios-12.jpg


وحدث في الغد أن وجد القديس ديمتريوس عنقودا من العنب في غير أوانه. فحمله إلى القديس يوليانوس بقصد نيل بركته. فمسكه الأب البطريرك من يده وقال للحاضرين "هذا بطريركم بعدى"، ثم صلى عليه فأمسكوه وأبقوه إلى أن تنيَّح الأب يوليانوس وأكملوا الصلاة عليه. فامتلأ من النعمة السمائية. وأنار الرب عقله فتعلم القراءة والكتابة. ودرس كتب الكنيسة وتفاسيرها. وكانت أقوال النعمة تتدفق من فيه عندما يعظ. وهو الذي وضع حساب الأبقطى الذي به تستخرج مواقيت الأصوام على قواعد ثابتة. وقد كان المسيحيون قبل ذلك يصومون الأربعين المقدسة بعد عيد الغطاس مباشرة، اقتداء بالسيد المسيح الذي صام بعد عماده. ثم يصومون أسبوع الآلام منفصلا ليكون الفصح المسيحي في الأحد الذي يلي فصح الإسرائيليين. وكان أيضا من المسيحيين من يحتفل بالفصح المسيحي يوم 14 نيسان. أي أنهم كانوا يعيدون مع اليهود، غير ملتفتين إلى أن فصح المسيحيين بقيامة السيد المسيح كان بعد الفصح الموسوي. ولذلك اهتم البابا ديمتريوس بوضع قواعد ثابتة للأصوام والأعياد المسيحية. وضم الأربعين المقدسة إلى أسبوع الآلام. وكتب بذلك إلى كل من أغابيانوس أسقف أورشليم ومكسيموس بطريرك إنطاكية وبطريرك رومية وغيرهم فاستحسنوه وعملوا بقواعده إلى اليوم. ما عدا كنيسة رومية فأنها عدلت عن ذلك واتبعت منذ القرن السادس عشر التقويم الغريغوري. وكانوا باباوات الكنيسة القبطية يبعثون برسائلهم الفصحية إلى أنحاء المعمورة ليحتفل المسيحيون بعيد الفصح في يوم واحد ليكون السرور عاما. ويرجع لهم الفضل الأول في تعيين يوم الفصح المسيحي.

وكان الله مع هذا الأب لطهارته. وكان قد منحه موهبة أنه إذا أكمل القداس وتقدم الشعب لتناول القربان المقدس، كان ينظر السيد المسيح يدفع بيده من يستحق، أما إذا تقدم من لا يستحق فإنه يظهر له ذنبه ولا يسمح له بالاقتراب حتى يعترف بخطيئته فيؤنبه الأب عليها، ويقول له "تنح عن خطيئتك وتب وبعد ذلك تقدم وتناول الأسرار المقدسة". فاستقامت رعيته في زمانه.

ولكثرة تبكيته الخطاة وحثهم على التوبة والطهارة، تذمر بعضهم وقالوا هذا الرجل متزوج فكيف يوبخنا. فأراد الله تعالى إظهار فضائله فأتاه ملاك الرب في الليل وقال له "يا ديمتريوس لا تطلب خلاصك وتترك غيرك يهلك في شكه" فاستوضحه الأب هذا القول فقال له "يجب أن تكشف للشعب السر الذي بينك وبين زوجتك حتى يزول عنهم الشك". وفي الصباح بعد أن أقام القداس الإلهي أمر الشعب بعدم الخروج من الكنيسة ثم أخذ جمرا ووضعه في أزار زوجته وفي بللينه وطاف الاثنان الكنيسة ولم تحترق ثيابهما. فتعجب الشعب من هذه المعجزة. ثم عرفهم أنه وزوجته لم يعرفا بعضهما المعرفة الزوجية إلى اليوم. فزال من الشعب الشك وتيقنوا طهارة هذا الأب وبتوليته.

وظهر في أيامه مخالفون منهم اقليمس وأوريجانوس وأريانوس وغيرهم ووضعوا كتبا مخالفة فحرمهم. ولم يفتر أيام رياسته عن تعليم وتثبيت المؤمنين في الإيمان الصحيح. ولما كبر وضعف كان يحمل على محفة إلى الكنيسة ليعلم الشعب. وبلغ من العمر مائة وخمس سنين. منها خمس عشرة سنة إلى أن تزوج، وسبعًا وأربعين سنة إلى أن صار بطريركًا، وثلاثًا وأربعين سنة في البطريركية. ثم تنيَّح بسلام.

بركة صلاته تكون معنا. آمين.

https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

قداسة البابا ديمتريوس الأول الكرام البابا الثاني عشر



← اللغة القبطية: pi`agioc Dhmhtrioc.
نشأته:


نشأ ديمتريوس بين الحقول يعتني بالكروم التي كانت لأبيه ثم آلت إليه. ولما بلغ سن الزواج أراد أبواه أن يزوجاه، فخضع لإرادتهما في الظاهر إذ لم يشأ أن يعارضهما، ولكنه تعهد مع زوجته، وهي ابنة عمه على أن يحفظ كل منهما بتوليته، فوافقته زوجته على هذا العهد، إذ كانت بدورها قد نذرت البتولية. قيل أن ملاك الرب كان يظللهما أثناء نومهما.
انتخابه للكرسي المرقسي:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Karram-002.jpg


قداسة البابا المعظم البابا ديمتريوس الكرام رقم 12 - الأنبا دمتريوس، ديميتريوس الكرام - أيقونة قبطية معاصرة

لما اقتربت نياحة القديس يوليانوس البابا الحادي عشر، ظهر له ملاك الرب في رؤيا وأعلمه عن هذا القديس وأنه هو الذي سيصير بطريركًا بعده. وأعطاه علامة بقوله له: "إن الذي سيأتيك بعنقود عنب سيخلفك". وحدث في الغد أن وجد القديس ديمتريوس عنقودًا من العنب في غير أوانه، فحمله إلى القديس يوليانوس بقصد نيل بركته. فأمسكه الأب البطريرك من يده وقال للحاضرين: "هذا بطريرككم من بعدي"، وقص على من كان عنده من الأساقفة والكهنة الرؤيا التي رآها. فلما انتقل البابا السكندري إلى مساكن النور اتفقت كلمة الإكليروس والشعب على انتخاب ديمتريوس راعيًا لهم عملًا بوصية باباهم الراحل. وهكذا أصبح الكرام الخليفة الثاني عشر للقديس مرقس بالرغم من طلبه إعفاء هؤلاء من هذه المسئولية واحتجاجه بعدم علمه وبزواجه.
إعلان بتوليته:


احتجّ بعض الشعب على رسامته بحجة أنه رجل متزوج. ومع أن الرهبنة لم تكن قد قامت بعد، إلا أن فريق من الشعب رأى وجوب حصر الكرسي المرقسي في المتبتلين. ولم يبرر الأنبا ديمتريوس نفسه أمام هذه المجموعة من الناس إذ اعتقد بأن عهده مع زوجته سرّ يجب الاحتفاظ به، وظل على كتمانه إلى أن ظهر له ملاك الرب في حلم ذات ليلة وأعلمه بوجوب إعلان حقيقة أمره جهارًا حتى تهدأ القلوب المضطربة. ففي اليوم التالي طلب الأنبا ديمتريوس من الشعب عدم الخروج من الكنيسة بعد انتهاء الصلاة، ثم أخذ جمرًا ووضعه في إزار زوجته وفي بلينه وطاف الاثنان الكنيسة ولم تحترق ثيابهما. فتعجب الشعب من هذه المعجزة، ثم عرّفهم بعهده مع زوجته وأن كلا منهما بتول بالرغم أنهما زوجان أمام أعين الناس. فزال من الشعب الشك وهدأت قلوب المتذمرين وتيقنوا طهارة هذا الأب وبتوليته.
عِلمه:


كان ديمتريوس ككرامٍ رجلًا بسيطًا لم يتلقَ من العلم إلا بالقدر الذي يمكنه من القراءة والكتابة فقط. فلما أصبح بطريركًا قرّر أن يدأب على تحصيل العلوم الدينية والمدنية ليكون أهلًا للكرسي الذي ذاع صيته بفضل العلماء من أبنائه.
قيل أنه في البداية لم يكن قادرًا على تحصيل العلم، وكان المعلم يجلس عند قدميه. صرخ إلى الرب لكي ينير عقله، ولفرط تواضعه صار يجلس عند قدميّ مرتل الكنيسة الذي كان يتلقى العلم منه. ذات ليلة ظهرت له السيدة العذراء وقدمت له دواة ملآنة ماءً فشربها، ومنذ ذلك الحين أنار الله فكره.
كان أيضًا يتلقى العلم على يد أساتذة مدرسة الإسكندرية. ولرغبته الأكيدة في أن يستكمل ما فاته من علم في صغره استطاع أن يعوض السنين التي مرت به، فحصل على علمٍ غزيرٍ في وقتٍ قصيرٍ.
تمكن بما حصل عليه من علم أن يضع الحساب المعروف بالأبقطي، وهو الخاص بتحديد موعد عيد القيامة، والذي مازال معمولًا به إلى الآن في الكنائس الشرقية.
لقد كان المسيحيون قبل ذلك يصومون بعد عيد الغطاس مباشرة الأربعين المقدسة إقتداء بالسيد المسيح الذي صام بعد عماده، ثم يصومون أسبوع الآلام منفصلًا ليكون الفصح المسيحي في الأحد الذي يلي فصح الإسرائيليين.
وكان أيضًا من المسيحيين من كان يحتفل بالفصح المسيحي يوم 14 نيسان، أي أنهم كانوا يعيّدون مع اليهود، غير ملتفتين إلى أن فصح المسيحيين بقيامة السيد المسيح كان بعد الفصح الموسوي. لذلك اهتم البابا ديمتريوس بوضع قواعد ثابتة للأصوام والأعياد المسيحية، وضم الأربعين المقدسة إلى أسبوع الآلام. وكتب بذلك إلى كل من أغابيانوس أسقف أورشليم ومكسيموس بطريرك إنطاكية وبطريرك روما وغيرهم، فاستحسنوه وعملوا بقواعده إلى اليوم، ماعدا كنيسة رومه فإنها عدلت عن ذلك واتبعت منذ القرن السادس عشر التقويم الغريغوري.
لباباوات الكنيسة القبطية إذن الفضل الأول في تعيين يوم الفصح المسيحي، فإنهم كانوا يبعثون برسائلهم الفصحية إلى أنحاء المعمورة ليحتفل المسيحيون بعيد الفصح في يومٍ واحدٍ ليكون السرور عامًا.
تقواه:


لعظم تقواه كان مطلعًا بالروح على أعمال المتقدمين للتناول من الأسرار الإلهية، فكان يمنعهم من التناول حتى يقدموا توبة صادقة.
اضطهاد الكنيسة:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...metrios-12.jpg


قداسة البابا المعظم البابا ديمتريوس الكرام رقم 12 - الأنبا دمتريوس، ديميتريوس الكرام

انقضت السنوات الأولى من باباويته في هدوءٍ وسلامٍ، إلا أن عدو الخير أثار الإمبراطور الروماني سبتيميوس ساويرس ضد مسيحي مصر، ومن ثم أعلن هذا الإمبراطور اضطهاده لهم. وفي هذا الاضطهاد استشهد عدد كبير من المؤمنين من بينهم ليونيداس والد أوريجينوس. كذلك اقتحم والي الإسكندرية كنيسة القديس مرقس وسلب كل ما فيها من آنية، ثم قبض على الأنبا ديمتريوس ونفاه إلى أوسيم حيث بقي إلى أن انتهى زمن الاضطهاد.
أعماله:


1. بعد عودته من منفاه وجد أن إكليمنضس مدير مدرسة الإسكندرية قد تنيح، فأقام أوريجينوس المشهود له بالشجاعة والغيرة والشغف بالعلم مكانه، وكان عمره حينذاك لم يتجاوز الثامنة عشر.
2. ظهرت في عهده بدعة تفشَّت في بلاد العرب، تتلخص في أن النفس تموت بموت الجسد. وكانت الصلة بين هذه البلاد ومصر متينة، إذ كان مسيحيّوها وقتذاك خاضعين للكرسي السكندري. لذلك أرسل لهم البابا ديمتريوس أوريجينوس لإقناعهم بفساد هذه البدعة. وقد نجح المعلم الكبير في نقض البدعة من أساسها ثم عاد إلى الإسكندرية ليعاود نشاطه في مدرستها.
نياحته:


لم يفتر أيام رئاسته عن تعليم وتثبيت المؤمنين في الإيمان الصحيح. ولما كبر وضعف كان يُحمل على محَفّة إلى الكنيسة ليُعلم الشعب. وبلغ من العمر مائة وخمس سنين، منها حوالي 32 سنة في الرئاسة. ثم تنيح بسلام قبل أن تندلع نار الاضطهاد التي أوقدها الإمبراطور مكسيميانوس بقسوةٍ وعنفٍ، فاستودع روحه في يدي الآب والسلام مخيّم على ربوع مصر.
* يُكتَب خطأ: ديسمتريوس.



Mary Naeem 02 - 11 - 2016 02:59 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا ياراكلاس
(230 - 246 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : ياركلاس
تاريخ التقدمة : 9 هاتور - 5 نوفمبر 230 للميلاد
تاريخ النياحة : 8 كيهك - 4 ديسمبر 246 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 16 سنة وشهر واحدا مدة
خلو الكرسي : 25 يوما
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : أسكندر - مكسيمينوس - جورديانوس الأول - جورديانوس الثاني - جورديانوس الثالث - فيلبس الأول
← اللغة القبطية: Papa Ieraklac.

  • ولد من والدين وثنيين إلا أنهما آمنا وتعمدا بعد ولادته، فأدباه بالحكمة اليونانية والمعرفة المسيحية، فدرس الكتاب المقدس.
  • رسمه البابا ديمتريوس شماسًا ثم قسًا على كنيسة الإسكندرية فكان أمينًا في كل ما أؤتمن عليه.
  • انتخبوه بطريركًا خلفًا للبابا ديمتريوس فرعى رعية المسيح أحسن رعاية.
  • أقام على الكرسي المرقسي ثلاث عشر سنة.
  • تنيَّح بسلام بعد أن أكمل جهاده المبارك.

وتعيد له الكنيسة في اليوم الثامن من شهر كيهك من كل عام. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ياروكلاس الـ"13" (8 كيهك)
في مثل هذا اليوم من سنة 240 م. تنيَّح الأب القديس ياروكلاس بابا الإسكندرية الثالث عشر، وقد ولد من والدين وثنيين إلا أنهما آمنًا وتعمدًا بعد ولادته، وكانا قد أدباه بالحكمة اليونانية ثم بالحكمة المسيحية، ودرس الأناجيل الأربعة والرسائل، فرسمه القديس ديمتريوس بابا الإسكندرية الثاني عشر شماسا ثم قسا علي كنيسة الإسكندرية فنجح في الخدمة، وكان أمينًا في كل ما أؤتمن عليه، ولما تنيَّح الأب ديمتريوس انتخب القديس ياروكلاس لرتبة البطريركية، فرعي رعية المسيح أحسن رعاية، ورد كثيرين من الصابئة (عابدي الكواكب) وعمدهم وقد كرس جهوده علي التعليم والوعظ وإرشاد المخالفين، كما سلم للقديس ديونوسيوس النظر في الأحكام وتدبير أمور المؤمنين. وأقام علي الكرسي ثلاث عشر سنة، وتنيَّح بسلام، صلاته تكون معنا آمين.
قداسة البابا هيراقلاس | ياروكلاس البابا الثالث عشر*



الاسم بالإنجليزية: Pope Heraclas of Alexandria
نشأته:


ولد في مدينة الإسكندرية من أبوين وثنيين صارا فيما بعد مسيحيين وأدخلا ابنهما ياروكلاس المدرسة اللاهوتية ليدرس العلوم بها، فتتلمذ هو وأخوه للعلامة أوريجينوس، مع أنه كان يكبر عنه في السن.
درس الأفلاطونية الحديثة قبل معلمه أوريجينوس، على يدي أمونيوس السقاس. فقد جاء في إحدى شذرات رسالة لأوريجينوس: "وقابلت الأخير (هيراقلاس) في بيت مدرس العلوم الفلسفية، إذ كان قد درس لمدة خمسة أعوام قبل أن أبدأ أنا في حضور هذه المحاضرات. في ذلك الوقت كان هيراقلاس قد زهد الملابس العادية التي كان يلبسها قبلًا، وارتدى زي الفلاسفة، والذي مازال يلبسه حتى اليوم. مستمرًا في دراسة كتب اليونانيين قدر الاستطاعة".
أُعجب به أوريجينوس لشدة شغفه وتحصيله للعلم إلى درجة كبيرة. ونظرًا لأن أوريجينوس كان ذائع الصيت ودائرة اهتمامه بالمدرسة اللاهوتية في زيادة مطردة واتسعت خدمته إلى أبعد مدى يمكن الوصول إليه وجد أن خير من يعاونه على نشر الإيمان الأقدس هو ياروكلاس. وصفه المؤرخ يوسابيوس هكذا: "وكرس حياته لدراسة الكتاب المقدس، هو أحد الرجال المتعلمين العظماء لا يجهل الفلسفة".
القبض عليه:


لم يكد أوريجينوس ينجح في عمله حتى قبض أكويلا والي مصر بأمر كاراكلا قيصر على خمسة من تلاميذ أوريجينوس، وبعد أن عُذِّبوا عذابًا شديدًا حكم عليهم بالموت السريع لأنهم أبوا أن ينكروا إيمانهم. وكان بين الخمسة اثنان باسم ساويرس أحدهما أحرق والآخر قطعت رأسه بعد أن عذب طويلًا، وهيراكليدس وهارون قطعت رأسيهما أيضًا. أما الخامس فكان ياروكلاس الذي لم يتركه أوريجينوس عند القبض عليه بل رافقه إلى موضع الإعدام. ولما شاهد الجنود يقتربون من ياروكلاس تقدم إليه بشجاعة وقبَّله قبلة الوداع على مشهد من الجميع، فاغتاظ منه الرعاع وهمّوا برجمه ولكنه أسرع بالهرب، ويبدو أن مطاردتهم له مكنت ياروكلاس من الفرار بطريقةٍ ما.
عميد مدرسة الإسكندرية:


نظرًا لرحيل أوريجينوس إلى قيصرية فلسطين وتركه للمدرسة اللاهوتية أقام البابا ديمتريوس ياروكلاس رئيسًا بدلًا منه. اكتشف القديس ديمتريوس البابا السكندري إمكانيات هيراقلاس الروحية في الكرازة وقدرته على تعليم الموعوظين وإرشاد المؤمنين فسامه قسًا فقمصًا، وسمح له أن يعظ في الكاتدرائية بالإسكندرية حتى يتمتع به الشعب الذي لم يتمكن من سماعه من خلال المدرسة اللاهوتية.وكان هذا الاختيار من البابا قد صادف أهله حيث أن ياروكلاس كان يمتلك من المواهب والإمكانيات الإنسانية ما مكّنه من التأثير المباشر العميق في نفوس الشعب لعذوبة وحلاوة حديثة وقوة منطقه وسلاسة عباراته حتى أن اللَّه أراد أن يفرحه بهذه المواهب والإمكانيات فجعله يكتسب عددًا ليس بقليل من الوثنيين وأدخلهم إلى المسيحية بقوة وعمق، كما أظهر حبًا فائقًا في خدمته للمؤمنين.
بابا الإسكندرية:


فى عام 224 م. اُختير خليفة للقديس ديمتريوس بابا الإسكندرية. وعمل البابا ياروكلاس على رد الكثيرين وإعداد الداخلين في المسيحية، وقد كرس تعبه وجهوده على التعليم والوعظ وإرشاد المخالفين فرعى رعية المسيح أحسن رعاية وأفضل تدبير.
مواجهة الاضطهاد:


لفترة باباويته أهميتها الخاصة، فقد احتمل الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور مكسيموس.
اكتشف هذا الإمبراطور مؤامرة محكمة تستهدف قتله، فأوهمه المقربون إليه من رجال القصر بأن المسيحيين هم المحرّضون للتآمر عليه وقتله، فصدق هذه الوشاية ولم يهدأ باله إلا بإثارة اضطهاد مروع ضد المسيحيين، ولم ينج الكهنة من هذا الاضطهاد بل كان لهم النصيب الأوفر منه.
خاف الشعب على باباه الحبيب وألحوا عليه أن يهرب من هذا الاضطهاد ويختبئ، فلم يوافق البابا في بادئ الأمر، ولكنه بعد إلحاحٍ شديدٍ وافقهم على رغبتهم وترك الإسكندرية.
بعدما هدأت القلاقل ونامت الفتن وتقوَّت المسيحية وكثر عدد المنضمين إليها قام البابا ياروكلاس برحلة رعوية، يفتقد المدن والقرى في أنحاء البلاد يسند المؤمنين. وكان لهذا الأمر تأثيره العجيب على المسيحيين، هؤلاء الذين احتملوا الاضطهادات المريرة. ونظرًا لزيادة المسيحيين ودخول الكثير من الجاحدين إلى الإيمان رغم كل ما كابده المسيحيون من أهوال وويلات ومن تهكّم وسخرية الفلاسفة الوثنيين ومن مرارة وظلم وبطش الحكام، شعر البابا بضرورة سيامة أساقفة لرعاية هذا الشعب المتزايد فقام بسيامة عشرين أسقفًا في أماكن متنوعة من البلاد.
من أعمال هذا البابا الجليل أيضًا ليس اجتذاب الكثير من الوثنيين فحسب، بل اجتذب الجاحدين وعلمهم طريق الخلاص بالتوبة وقبلهم دون إعادة المعمودية مرة أخرى، بالاعتراف والتوبة الصادقة الحارة المعلنة جهارًا يطلبون فيها العفو، متوسلين توسلًا عظيمًا لرجوعهم إلى حضن أمهم الكنيسة المجيدة. فكان البابا ياروكلاس بهذا الأمر أبًا عطوفًا رحيمًا بأولاده الذين ضعفوا وسقطوا.
لقب بابا:


أراد الشعب مع الكهنة في مصر، الذين أحبوه جدًا أن يميّزوه عن بقية الأساقفة فدعوه بالقبطية papa "بابا" التي تعني "أب". هكذا يُعتبر أول مسئول كنسي في العالم المسيحي يحمل هذا اللقب قبل أن يُستخدم في روما. ويرى البعض أن هذا اللقب استخدم من قبل منذ أيام القديس إينيانوس الذي رسمه القديس مرقس الرسول، وذلك كما ذكر المؤرخ المقريزي.
جاء في كتاب الانشقاق: أما أساقفة عواصم الولايات والأقاليم، أعنى الأولين في المطارنة كانوا يسمون "أساقفة أولين". غير أنه كان لبعضهم أسماء خاصة أيضًا منذ القديم فكان أسقف إنطاكية يسمى "بطريركا"، وأسقف إسكندرية "بابا" وأسقف روما "أسقفًا، أو"أسقف المدينة" أو "حبرًا". وأحيانا يسمى "بابا" أما كلمة "بابا" فمن الواضح أنها ليست كلمة لاتينية ولا غربية بل هي شرقية محضة. وأول من سميَ بها أسقف الإسكندرية من أبناء إيبارشيته في القطر المصري وفى الإسكندرية عينها.
ويلاحظ أن لقب بابا قد امتد من الإسكندرية إلى قرطاجنة قبل روما بدليل أن كرنيليوس أسقف روما كتب في بعض رسائله التي بعث بها إلى كبريانوس أسقف قرطاجنة: "والسلام من كرنيليوس إلى البابا كبريانوس". ومن ثم امتد هذا اللقب إلى روما في القرن الخامس. وفى القرن الحادي عشر عقد غريغوريوس السابع أسقف روما مجمعًا مكانيًا حرم فيه كل أسقف يطلق على نفسه أو غيره لقب بابا، حاصرًا هذا اللقب على أسقف روما وحده.
البابا هيراقلاس وأوريجينوس:


من أعمال البابا ياروكلاس عند رجوعه إلى مقر كرسيه بالإسكندرية، أنه أرسل إلى المعلم العظيم أوريجينوس خطابًا، يرفع عنه الحرم الذي وقّعه عليه البابا ديمتريوس، ويرجو منه أن يعود للإسكندرية ليعاود فيه نشاطه وخدمته الروحية والفكرية، إلا أن أوريجينوس اعتذر مشيرًا إلى أن مدرسة الإسكندرية قد ذاع صيتها، واستقرت أوضاعها، وكثر عدد أساتذتها العظماء، بينما المدرسة اللاهوتية التي افتتحها في قيصرية فلسطين لا تزال في بداية مهدها، وتحتاج لمزيد من الرعاية، ولهذا يفضل الانتظار والبقاء حيث هو على أن يرجع إلى الإسكندرية. فاقتنع البابا ياروكلاس بهذا المنطق وعيّن لرئاسة المدرسة أحد شمامسته المجتهدين يدعى ديونيسيوس، كما وكّل إليه أمر القضاء فيما يعرض للمسيحيين من مشاكل.
مع يوليوس أفريقيانوس:


استطاع القديس هيراقلاس بسيرته الفاضلة لا أن يجتذب بعض الوثنيين في مصر وحدها إلى الإيمان المسيحي وإنما أيضًا اجتذب من الأجانب. فقد زاره المؤرخ الرحالة الليبي المشهور يوليوس أفريقيانوس، الذي كتب تاريخ العالم منذ الخليقة حتى عام 221 م.، وآمن على يديه بالمسيحية.
بعد أن اطمأن قلب البابا على شعبه ورعيته، وبعد التعب والجهاد العظيم الذي بذله من أجل محبته للسيد المسيح، انتقل البابا ياروكلاس إلى مساكن الأبرار بعد أن جاهد الجهاد الحسن وأكمل السعي، مدة ستة عشر سنة وشهرًا واحدًا وكانت نياحته في 8 كيهك سنة 247 م.
_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي):
القمص تادرس يعقوب ملطي: آباء مدرسة الإسكندرية الأولون.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 03:03 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا ديونيسيوس
(246 - 264 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : ديونيسيوس تاريخ التقدمة : أول طوبه - 28 ديسمبر 246 للميلاد تاريخ النياحة : 13 برمهات - 8 مارس 264 للميلاد مدة الإقامة على الكرسي : 17 سنة وشهران و10 أيام مدة خلو الكرسي : 8 أشهر محل إقامة البطريرك : الدومينيكوم الديونيسي محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : فيلبس الأول - ديسيوس - جاللوس - فاليريانوس - جالليوناس صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا ديونيسيوس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ14
← اللغة القبطية: Papa Di`onuciou.


  • كان ابنًا لأبوين على مذهب الصابئة (عابدي الكواكب).
  • افتقده الله بنعمته إذ اشترى بضع أوراق من رسائل بولس الرسول وقرأها، فاستكمل دراسته لكل رسائل بولس الرسول.
  • قصد القديس ديمتريوس البابا الثاني عشر، فعلمه وأرشده وعمده. فتقدم كثيرًا في علوم الكنيسة حتى أن البابا ديمتريوس عينه معلمًا للشعب.
  • لما تنيَّح البابا ياراكلاس البابا الثالث عشر، اتفق الشعب كله على تقدمته بطريركًا، فرعى رعية المسيح أحسن رعاية رغم أن زمنه كان زمان اضطهاد للكنيسة.
  • أكمل سعيه بسلام وتنيَّح بشيخوخة صالحة بعد أن أقام على الكرسي الرسولي 17 سنة و شهرين وعشرة أيام.

تعيد الكنيسة بنياحته في الثالث عشر من شهر برمهات. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ديونسيوس الإسكندرى الـ14 (13 برمهات)
في مثل هذا اليوم. (8 مارس سنة 264 ميلادية) تنيَّح الأب العظيم الأنبا ديونيسيوس الرابع عشر من باباوات الكرازة المرقسية. وهذا كان ابنا لأبوين على مذهب الصابئة (عابدي الكواكب) وقد اهتم والده بتعليمه كل علوم الصابئة.

قداسة البابا ديونيسيوس الإسكندري رقم 14
وحدث ذات يوم أن مرت به عجوز مسيحية وبيدها بضع أوراق من رسائل بولس الرسول وعرضت عليه شراءها. فلما تناولها واطلع عليها وجد بها شيئا غريبا وعلما عجيبا. فسألها "أتبيعينها" ؟ فأجابته: "نعم بقيراط ذهب فأعطاها ثلاثة قراريط، وطلب منها أن تبحث عن بقية هذه الأوراق وهو على استعداد أن يضاعف لها الثمن. فذهبت وعادت ببضع أوراق أخرى". وإذ وجد الكتاب ناقصًا طلب منها بقيته. فقالت له: "لقد وجدت هذه الأوراق ضمن كتب آبائي. وإذا أردت الحصول على الكتاب كاملا فاذهب إلى الكنيسة وهناك تحصل عليه". فذهب وطلب من أحد الكهنة أن يطلعه على ما يسمي رسائل بولس ؟ فأعطاها له فقرأها ووعاها. ثم قصد القديس ديمتريوس البابا الثاني عشر. فأخذ البابا يعلمه ويرشده إلى حقائق الإيمان المسيحي ثم عمده. فتقدم كثيرا في علوم الكنيسة، حتى أن الأنبا ديمتريوس عينه معلما للشعب.
ولما تنيَّح الأنبا ديمتريوس ورسم الأب ياروكلاس بطريركًا جعله نائبًا في الحكم بين المؤمنين. وفوض إليه أمر إدارة البطريركية. ولما تنيَّح القديس ياروكلاس اتفق رأي كل الشعب على تقدمته بطريركا في أول طوبة (28 ديسمبر سنة 246 م.)، في زمن الملك فيلبس المحب للنصارى، فرعى رعيته أحسن رعاية. غير أنه تحمل شدائد كثيرة. وذلك أن داكيوس تغلب علي فيلبس وقتله ولما جلس على أريكة الملك أثار الاضطهاد على المسيحيين، وقتل كثيرين من البطاركة والأساقفة والمؤمنين. ومات فملك بعده غالوس، فهدأ الاضطهاد في مدة ملكه. ولما مات هذا وملك مكانه فاليريانوس أثار من جديد الاضطهاد.
على المسيحيين بشدة وقبض على الأب ديونيسيوس وعرض عليه السجود للأصنام، فامتنع قائلًا: * نحن نسجد لله الآب وابنه يسوع المسيح والروح القدس الإله الواحد". فهدده كثيرا وقتل أمامه جماعة، فلم يردعه شيء من ذلك. فنفاه ثم استعاده من النفي وقال له: بلغنا أنك تنفرد وتقدس فأجابه: "نحن لا نترك صلاتنا ليلا ولا نهارا ". ثم التفت إلى الشعب الذي كان حوله وقال لهم: أمضوا وصلّوا. وأنا وان كنت غائبا عنكم بالجسد فإني حاضر معكم بالروح". فاغتاظ الملك من ذلك وأعاده إلى منفاه .
ولما تغلب عليه سابور ملك الفرس واعتقله، تسلم الملك ابنه غاليانوس وكان صالحًا حليما فأطلق المعتقلين من المؤمنين وأعاد منهم من كان منفيًا. وكتب للبطريرك والأساقفة كتاب أمان أن يفتحوا كنائسهم.

وظهر في أيام هذا الأب قوم في بلاد العرب يقولون: أن النفس تموت مع الجسد، ثم تقوم معه في يوم القيامة،.. فجمع عليهم مجمعا وحرمهم. وظهر آخرون على بدعة أوريجانس وسابليوس، ولما كفر بولس السميساطى بالابن، واجتمع عليه مجمع بإنطاكية، لم يستطع هذا القديس الحضور إليه لشيخوخته، فاكتفي برسالة كلها حكمة، بين فيها فساد رأى هذا المبتدع، وأظهر صحة المعتقد القويم. وأكمل سعيه الصالح، وتنيَّح بشيخوخة صالحة في (8 مارس سنة 264 م.)، بعد أن أقام على الكرسي الرسولي 17 سنة وشهرين وعشرة أيام. صلاته تكون معنا.
آمين.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg

قداسة البابا ديونيسيوس البابا الرابع عشر


لقبه القديس أثناسيوس "معلم الكنيسة الجامعة" كما دُعي "ديونيسيوس الكبير" بسبب ما عاناه من ضيقات محتملًا ذلك في شجاعة وثبات، ولغيرته على الكنيسة، لا على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى الإبيارشيات الأخرى. بحق يعتبر "أحد أعظم شخصيات التاريخ الكنسي الهامة والجميلة".
تحوله للمسيحية:


وُلد بالإسكندرية مع نهاية القرن الثاني حوالي عام 190 م، من أبوين وثنيين غنيين ذي جاه. كان من مذهب الصائبة يعبد الكواكب، محبًا للقراءة، يعمل كطبيبٍ ناجحٍ.
قادته قراءته المستمرة إلى قبول الإيمان المسيحي، فقد قيل أن أرملة عجوز مرّت به معها بعض كتابات الرسول بولس تريد بيعها. فاشتراها منها وأخذ يدرسها ويفحصها. فأُعجب بها جدًا وحسبها أفضل ما قرأه من كتب الفلاسفة. وإذ طلب من السيدة أن تأتيه ببقية الأوراق ويدفع لها ما تريد أحضرت له ثلاث رسائل أخرى. وإذ شعرت الأرملة أن نعمة الله قد عملت في قلبه قالت له: "إن شئت أيها الفيلسوف أن تطّلع على كثير من مثل هذه الأقوال عليك بالذهاب إلى الكنيسة لتجد من يعطيها لك مجانًا. فمضى إلى الكنيسة حيث التقى بشماس يدعى أوغسطين الذي دفع له رسائل معلمنا بولس الرسول كاملة، فقرأها وقبل الإيمان المسيحي.
مضى ديونيسيوس إلى البابا ديمتريوس ونال منه سرّ العماد، ثم التحق بالمدرسة اللاهوتية، حيث تتلمذ على يدي العلامة أوريجينوس. وصار أحد كواكبها اللامعين. سيم ديونيسيوس شماسًا بواسطة البابا ديمتريوس، كما سيم قسًا بواسطة البابا ياروكلاس (هيراقليس).
خلف ديونيسيوس هيراقليس في رئاسة المدرسة لحوالي 16 أو 17 عامًا، كما خلفه أيضًا في البابوية.
أخبرنا عن نفسه أنه اعتاد أن يقرأ حتى كتب الهراطقة، وأنه قد تشجّع على ذلك بواسطة رؤيا إلهية، ففي رسالته الثالثة عن المعمودية التي كتبها إلى القس الروماني فليمون قرر أن الله أعلن ذاته له، قائلًا له: "اقرأ كل ما يمكن أن تصل إليه يدك، فإنك قادر أن تصحح كل شيء وتمتحنه، فإن هذه العطية هي سبب إيمانك منذ البداية". وقد أهلته قراءاته المكثفة في كتب الهراطقة على مهاجمتهم من خلال أعمالهم.
بابا الإسكندرية:


1. في عام 247 م اُختير القديس ديونيسيوس بابا للإسكندرية، حيث كانت رسالته صعبة ألا وهى الحفاظ على الكنيسة وسط موجات مستمرة من الاضطهادات، نذكر منها (دون التزام بالترتيب الزمني):
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-no-14-001.jpg


قداسة البابا ديونيسيوس الإسكندري رقم 14

في عام 250 م بدأ اضطهاد ديسيوس Decius للكنيسة. وقد قدم البابا لمسات سريعة لشهداء الإسكندرية في ذلك الوقت في رسالته إلى دومثيوس وديديموس ورسالته إلى فابيوس أسقف إنطاكية، ذكر شهداء من رجال ونساء، صغار وكبار، عذارى وأمهات، جُلدوا وماتوا بالنار والسيف. لم يستشهد البابا نفسه، وقد حسب نفسه ضمن الذين رغم معرفتهم للرب زمانًا طويلًا لم يعد بعد أهلًا لذلك، وإن كان في اعتقاده أن السيد المسيح قد حفظه لزمن أخر مناسب.
بقيَ البابا في داره أربعة أيام ينتظر، بينما كان رجال الوالي يبحثون عنه في كل موضع غير متوقعين أن يجدوه في داره. أخيرًا هرب، فعرّض نفسه مثل القديس كبريانوس للاتهام بالجبن. وقد اقتطف المؤرخ يوسابيوس رسالة القديس ديونيسيوس إلى أحد أساقفة الأقاليم يدعى جرمانيوس يدافع فيها عن نفسه: قائلًا:
"أتحدث كمن هو في حضرة الله، إنه يعلم أني لا أكذب.
إنني لم أهرب بدافع من نفسي، أو بدون إرشاد إلهي.
وحتى قبل هذا وفى نفس الساعة التي بدأ فيها اضطهاد ديسيوس، أرسل سابينوس جنديًا يبحث عني. وكنت في الدار أربعة أيام أنتظر قدومه، لكنه تجوّل يبحث في كل موضع، في الطرق والأنهار والحقول، إذ ظن أني مختبئ فيها أو أتي في الطريق إليها.
فقد انطمست بصيرته ولم يجد البيت، ولا تصور أني أبقى في البيت في الوقت الذي فيه يجري البحث عني.
فقط بعد أربعة أيام أمرني الله أن أغادر الدار مع كثير من الأخوة.
أما كون هذا قد تم بعناية إلهية فواضح مما حدث بعد ذلك إذ ربما كنت نافعًا لبعض الأشخاص".
أخيرًا قبض الجند عليه مع من كانوا معه وأرسلوه إلى السجن في Taposrls، لكن استطاع شماس يدعى تيموثاوس أن يفلت من أيدي الجند، هذا التقى بشخصٍ مسيحيٍ في الطريق كان ذاهبًا إلى وليمة عرس. أخبره بما حلّ بالبابا، وإذ سمع الحاضرون انطلق الكل إلى السجن، فهرب الجند تاركين الأبواب مفتوحة. وإذ دخلوا السجن وجدوا البابا نائمًا. طلبوا منه مغادرة السجن فرفض حتى اضطر الشعب أن يحمله من يديه ورجليه ويدفعونه دفعًا، فذهب معهم إلى داره.
2. في عام 257 م حدث أيضًا اضطهاد أثاره الإمبراطور فاليريان فاستدعاه الوالي إميلينوس Aemilianus ومع الكاهن مكسيموس والشمامسة فوستوس ويوسابيوس وشيريمون. وإذ طلب الوالي من البابا أن يترك عمله أجاب: "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس"، فنفاه إلى قرية صحراوية تسمى خفرو Cephrs، هناك استطاع أن يبشر بين الوثنيين بالرغم مما عاناه من اضطهادات. فاضطر الوالي أن ينفيه إلى صحراء ليبيا في Collutho. لم يقف عمله هناك على عقد اجتماعات، والكرازة بالمسيحية بين الوثنيين، بل أجهد نفسه في خدمة كنيسته بالإسكندرية (بالرسائل) ليحفظ الخدمة.
3. حدثت أيضًا اضطرابات جديدة، إذ هوجمت مدينة الإسكندرية من الجنوب بواسطة قبائل بربرية.
كذلك أعلن والي مصر إميلينوس في الإسكندرية نفسه إمبراطورًا. فنشبت حرب مدنية انتهت بأسره بواسطة القائد الروماني ثيؤدوتيوس الذي أرسل المتمرد مقيدًا إلى روما. خلال هذه الحرب دُمرت المدينة، وحلّت مجاعة، وانتشرت الأوبئة. تحدث البابا عن هذه الاضطرابات في رسالته الفصحية الدورية عام 263 م جاء فيها:
"قد يبدو أن الوقت غير مناسب للعيد...
فنحن لا نرى إلا الدموع، الكل ينوح، والعويل يسمع كل يوم في المدينة بسبب كثرة الموتى...
بعد هذا حلّت الحرب وحدثت المجاعة.
تحملنا هذين الأمرين سويّا مع الوثنيين... لكننا فرحنا بسلام المسيح الذي وُهب لنا نحن وحدنا.
كان أكثر الأخوة أسخياء جدًا في محبتهم الزائدة وعطفهم، فازدادت رابطتهم مع بعضهم البعض، فكانوا يفتقدون المرضى بغير تخوّف، ويخدمونهم بصفة مستمرة. يخدمونهم في المسيح.
أما الوثنيون فكانوا ينفرون من المرضى ويطرحونهم في الشوارع بين أموات وأحياء!"
4. في نهاية كل اضطهاد كان البابا ديونيسيوس يواجه مشكلة المرتدّين. كان يضمهم، بل غالبًا ما كان يمنع إعادة معمودية حتى الهراطقة أو المنشقين الراجعين (مع أن الكنيسة فيما بعد لم تستقر على ذلك).
5- مركز ديونيسيوس العظيم مع قدرته وعلمه واعتداله الممتاز جعله موضع التماس أن يتدخل غالبًا في كل الصراعات الهامة التي ثارت في الكنيسة في أيامه. ففي الانقسام الخاص بنوفاتيوس الذي سيم على كرسي رومًا بطريقة غير شرعية، التجأت جميع الأطراف إليه، كما انشغل بهرطقة نيبوس أسقف أرسينو بالفيوم، وسابليوس أسقف بتولمايس (المدن الخمس الغربية) وبولس السموسطائي.
وساطته بين كبريانوس واسطفانوس:


كان القديس ديونيسيوس رجلًا كنسيًا هامًا، له عمله حتى خارج نطاق إيبارشيته. كمثال توسط في النزاع الحاد الذي قام بين كبريانوس أسقف قرطاجنة وإسطفانوس أسقف روما، وذلك بخصوص معمودية الهراطقة. فبالنسبة لكبريانوس معمودية الهراطقة والمنشقين باطلة، لأنهم خارج الكنيسة، ولا خلاص خارج الكنيسة، فإنه لا يستطيع أحد أن يتخذ الله أبًا له إن لم تكن الكنيسة هي أمه. فالتائب، في الحقيقة، لا تُعاد معموديته، إنما يُحسب أنه يتقبل المعمودية للمرة الأولى، أما معموديته السابقة فهي باطلة كأن لم تكن. أما إسطفانوس أسقف رومية فقد رأى أن كل معمودية تتم باسم الثالوث القدوس صحيحة حتى إن تمت بيد هراطقة، فلا تُعاد معمودية الراجعين إلى الكنيسة من الهراطقة إنما يُكتفي بوضع الأيدي والصلاة عليهم.
وقد ساعد على اشتعال النار ظهور بدعتين:
1. بدعة نوفاسيتوس الأسقف الروماني الدخيل القائل بعدم قبول توبة جاحدي الإيمان ووجوب إعادة الذين تعمدوا بيد هراطقة بل وعماد الأرثوذكس الذين تساهلوا في قبول الهراطقة التائبين... وكان لذلك رد فعل عكسي في روما، الأمر الذي سبب وجود فريقين في روما فكتب كهنة روما إلى كبريانوس يسألونه فأجابهم: "إن المعمّدين بيد هراطقة هم وحدهم يجب إعادة معموديتهم، أما الذين قبلوا الإيمان من الكنيسة الأرثوذكسية فعمادهم صحيح. كما قال: "وأما مسألة جاحدي الإيمان التائبين فلا يخص كنيسة روما منفردة، إنما يلزم أن تحكم فيها الكنائس مجتمعه".
2. بدعة فيلكينوس الذي علّم بالصفح عن الذين جحدوا الإيمان بمجرد شفاعة المعترفين عنهم، الأمر الذي أدى إلى رخاوة زائدة.
وفى عام 253 م إذ سيم إسطفانوس أسقفًا على روما شدّد في منع إعادة معمودية الهراطقة وخاطب فرميليانوس أسقف قيصرية بذلك. وإذ لم يستجب الأخير لطلبه عقد مجمعًا عام 254 م قطع فيه فرميليانوس ومن وافقه من أساقفة كيليكية وغلاطية.
لما هدد كبريانوس بالقطع لأنه كان متشددًا في ضرورة إعادة معمودية الهراطقة والمنشقين عقد كبريانوس مجمعًا عام 255 م حكم بضرورة عماد الهراطقة ومن تعمد على أيديهم... وأرسل قرار المجمع لإسطفانوس، جاء فيه: "كل رئيس روحي حرّ في سياسة كنيسته، لأنه يقدم حسابًا عن أعماله للرب". أما إسطفانوس فكتب إلى أعضاء المجمع يهددهم بالقطع إن لم يذعنوا لإرادته. كتب كبريانوس رسالة إلى بومبيوس أحد أساقفة أفريقيا ضد إسطفانوس، جاء فيها: "لا تجد مثل هذا القرار في الإنجيل أو في الرسائل أو في أعمال الرسل..."
بعث أساقفة أفريقيا رسالة أخوية إلى الأسقف إسطفانوس يدعوه للاتحاد معهم، فلم يقابل حاملي الرسالة ولا سمح لهما بمأوى، وبعث إليهم رسالة يلقب فيها كبريانوس "الرسول الغاش والنبي الكذاب".
فرد كبريانوس برسالة أخوية إلى أساقفة أفريقيا يقول فيها عن إسطفانوس "صديق الهراطقة وعدو المسيحيين"، كما قال: "إن هذا الأسقف الضال إسطفانوس دل برسالته على جهله وغباوته".
وكاد الشقاق يتزايد ويستفحل لولا تدخل البابا ديونيسيوس الذي كتب رسالة إلى الأسقف إسطفانوس يظهر كيف اتحدت الكنائس في الشرق وأن الكل بفرح متفقون في الرأي، طالبًا منه ألا يسبب شقاقًا.
وقد رأى البعض مثل Wand أن ديونيسيوس قد شارك إسطفانوس رأيه لكنه لم يشاركه عنفه وحدته، فحاول التوسط بين الطرفين. إن كان قد قرر ألا يعيد معمودية الهراطقة والمنشقين لكنه لم يقطع علاقته بالكنائس التي تعيد المعمودية، حاسبًا أن الأمر يترك لكل كنيسة.
وفى كتاب "الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة" للأسقف إسيذورس قصة تظهر تخوّف ديونيسيوس من إعادة المعمودية خاصة إن كان الشخص قد أعتاد على التناول من الأسرار الإلهية في الكنيسة الأرثوذكسية. فإنه بعد نياحة الأسقف إسطفانوس واجه البابا ديونيسيوس مشكلة وهي أن مؤمنًا من الإسكندرية جاءه يبكي بمرارة متوسلًا إليه أن يعيد معموديته، لأنه كان قد تعمّد بيد هراطقة منذ زمن طويل واعتاد التناول من الأسرار المقدسة في الكنيسة بعد توبته. لكنه كان قلقًا للغاية. أما القديس ديونيسيوس فلم يجسر أن يعمّده لأنه كان يشترك في التناول في الكنيسة. لكنه تحت ضغط القلق الشديد والبكاء المستمر كتب إلى أخيه سكستوس أسقف روما يطلب رأيه.
على أي الحالات يليق بنا أن ندرك بأن الكنيسة في الشرق والغرب استقرت على رأى القديس كبريانوس، أي اعتبار معمودية الهراطقة والمنشقين غير قائمة.
مع نيبوس أسقف أرسينو:


في رحلته الرعوية لمدن إيبارشيته التقي البابا بنيبوس أسقف أرسينو بالفيوم، الذي استخدم سفر رؤيا يوحنا في تأكيد آرائه في الملكوت الألفي المادي بطريقة يهودية، فيه يأتي السيد المسيح على الأرض ليملك كأحد الملوك. في كتاب له يرفض فيه التفسير الرمزي لأوريجينوس A Refutation of the Allegorists. دعا البابا مجمعًا محليًا في أرسينو وأوضح للأسقف وأتباعه كيف أن ملكوت الله روحي، وأن المؤمنين لا يترجون أي ملكوت زمني أو ملذات أرضية، وكان يتحدث معهم بروح الحب في وداعة فاقتنعوا بكلماته.
وإذ عاد إلى الإسكندرية كتب البابا كتابين عن "المواعيد" جاء فيهما:
"إنه ليسعدني أن أصف ما رأيته من إخلاص أبنائي أهالي أرسينو ومحبتهم وذكائهم.
فقد تبادلنا الآراء بصبرٍ وجلدٍ، ولم ندع صغيرة أو كبيرة إلا وبحثناها بحثًا مستفيضًا.
ومما يسرني أن أبنائي حين وقفوا على ما هم فيه من خطأ أعلنوا ذلك جهارًا في غير حياء ولا تردد.
وفى طليعة المعترفين بخطئهم كوراسيوس الكاهن الذي أقام المثل الحي الدال على إخلاصه للحق.
كما يسرني ما بدا من أبنائي أهل أرسينو إذ نسبوا نقضي للبدعة الألفية إلى إخلاصي الأبوي".
وبعد تفسيره الإصحاح العشرين من سفر الرؤيا أشار إلى مواعيد الله لشعبه، ثم ذيل الرسالة بمدحه للأسقف نيبوس قائلًا: "إنني أحب نيبوس وأمتدحه، لأنه يسعى بكل جهده للوقوف على الحقيقة. وأمتدحه أيضًا للترانيم الروحية التي وضعها ليترنم بها الشعب في حفلاته. غير أن محبتي للحق تفوق محبتي لنيبوس، لذلك بادرت إلى دحض بدعته لإرشاده وإنارته".
حقًا كم كان تاريخ الكنيسة قد تغير لو أن كل الصراعات عولجت هكذا بالروح الهادئ اللطيف؟!
مع الهرطوقي سابيفيوس:


جاء إلى مصر رجل من روما ينشر بدعة تسمى "مؤلمي الآب"، يعتقد أصحابها بأن الله أقنوم واحد، وهو الذي كفّر عن خطايا البشر... بهذا يكون الآب قد تألم...
قاوم البابا هذا الضلال، وأرسل منشورًا إلى الأسقفين أمونيوس وأفراندر، كما حرّم سابيليوس في مجمع عقده عام 261 م بعد أن فنّد تعاليمه الفاسدة. التجأ أتباعه إلى الأسقف الروماني ديونيسيوس الذي كان شابًا قليل الخبرة، فعقد مجمعًا حرّم فيه بابا الإسكندرية وأرسل إليه يخبره بالحكم ويسأله إن لديه ما يدافع به عن نفسه. لكن بابا الإسكندرية بحكمته بعث برسالة أوضح فيها ما عسر عن فهم الأسقف الروماني، فاستراح الأخير إليها. وقضت الرسالة على ما يسميه المؤرخين "نزاع الديونيسيين"، وشعر الروماني بتسرعه فاحترم الإسكندري، ووقف بجانبه في دحض بدعة بولس السومسطائي أسقف إنطاكية.
كتاباته:


كتب الكثير، لكن للأسف لم يبقَ إلا شذرات حُفظت خلال كتابات يوسابيوس وأثناسيوس وغيرهما. وكما يقول Neale: "فقدان كتابات ديونيسيوس هي إحدى الخسائر العظمى التي لحقت بالتاريخ الكنسي".
يتجه في كتاباته إلى الجانب العملي مع أسئلة خاصة بالتعاليم. رسائله تظهر أنه قام بدور إيجابي في المناقشات العقيدية في عصره.
1. عن الطبيعة.
2. عن المواعيد.
3. تفنيد ودفاع.
4. رسائله.


Mary Naeem 02 - 11 - 2016 03:16 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا ثاؤنا | البابا ثاؤناس
(282 - 301 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : تاوونا تاريخ التقدمة : 2 كيهك - 27 نوفمبر 282 للميلاد تاريخ النياحة : 2 طوبه 18 للشهداء - 28 ديسمبر 301 للميلاد مدة الإقامة على الكرسي : 19 سنة وشهرًا واحدًا محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : كاروس - نيمريانوس - ديوكلتيانوس ← اللغة القبطية: Papa :e`wna.

  • كان هذا القديس عالمًا تقيًا وديعًا رقيقًا محبًا للجميع حتى أنه تمكن من تشييد كنيسة بالإسكندرية على اسم البتول العذراء والدة الإله إذ أن المؤمنين كانوا حتى زمانه يصلون ويقدسون في البيوت والمغائر خوفًا من غير المؤمنين.
  • وفي زمانه ظهر رجل اسمه سبيليوس كان يعلم أن الآب والابن والروح القدس أقنوم واحد. فحرمه وأبطل قوله بالبرهان المقنع.
  • ولما أكمل سعيه تنيَّح بسلام بعد أن أقام على الكرسي تسع عشرة سنة.

وتعيد الكنيسة بنياحته في اليوم الثاني من شهر طوبه. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ثاؤناس الـ16 (2 طوبة)
في مثل هذا اليوم من سنة 300 م. تنيح القديس ثاؤنا بابا الإسكندرية السادس عشر وكان هذا القديس عالمًا تقيًا وديعًا رقيقًا محبًا للجميع. بروح المودة واللطف تمكن من تشييد كنيسة بالإسكندرية علي اسم العذراء البتول والدة الإله. إذ أن المؤمنين كانوا حتى زمانه يصلون ويقدسون في البيوت والمغائر خوفًا من غير المؤمنين الذين ظل يلاطفهم لينال رغباته وقد رد كثيرين منهم إلى الإيمان بالسيد المسيح وعمدهم. وقد عمد في السنة الأولى من رياسته القديس بطرس الذي خلفه علي كرسي مار مرقس وهو البابا السابع عشر وقد قيل أنه رسمه أغنسطسًا وهو لم يزل بعد في الخامسة من عمره ثم رقاه شماسًا في الثانية عشرة وقسًا في السادسة عشرة. وفي زمان هذا الأب ظهر بالإسكندرية رجل اسمه سبيليوس كان يعلم أن الأب والابن والروح القدس أقنوم واحد. فحرمه وأبطل قوله بالبرهان المقنع ولما أكمل سعيه تنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي تسع عشرة سنة. صلاته تكون معنا آمين.
قداسة البابا ثيؤناس البابا السادس عشر | البابا ثاؤنا


خلف البابا مكسيموس سنة 282 م على الكرسي المرقسي، وكان من قسوس الإسكندرية المشهود لهم بالتقوى مع العلم.
إذ كان الجو مملوء سلامًا قام البابا ثاؤنا بإقامة أول كنيسة بالإسكندرية بعد المرقسية، وهي كنيسة والدة الإله العذراء مريم.
بعد عهده قام والي الإسكندرية أشيلاوس بالتمرد على دقلديانوس في بدء حكمه، فحاصر الإمبراطور المدينة وهزمها بعد ثمانية أشهر، فدك أسوارها وأذاق المصريين العذاب.
بعد عدة شهور استقر السلام فأرسل ثيؤناس رسالة إلى لوقيان كبير أمناء القصر الإمبراطوري Praepositus cubiculariorum، نُشرت في القرن السابع عشر بواسطة D'Achery مترجمة عن اليونانية، إذ قال:
[ولما تولى القيصر ديوكلتيانوس عرش رومية ادخل في معيته عددًا كبيرًا من الأقباط المسيحيين فأرسل إليهم هذا البطريرك رسائل يأمرهم فيها أن يقوموا بواجبهم وأن يميزوا أنفسهم كمسيحيين عن المواطنين الوثنيين بأعمالهم الصالحة وسيرتهم الطيبة.
فمن ذلك رسالة إلى لوسيان ناظر بيت الملك وهو موظف مسيحي ارتقى إلى رتبته بعد تملك ديوكلتيانوس بقليل يقول له:
"إن الراحة التي تتمتع بها الكنيسة الآن تعزي إلى سبب واحد فقط هو سلوك المسيحيين الحسن وأعمالهم الممدوحة التي تضيء كالشمس في رابعة النهار ينعكس ضوءها أمام أعين الكفرة والملحدين فتبهر أبصارهم وبذلك يتمجد أبونا الذي في السماوات.
أما غرضنا الذي نرمي إليه والغاية القصوى التي نسعى خلفها هي أن نكون مسيحيين فعلًا لا بالاسم فقط وأن نعمل أعمال المسيحيين الحقيقيين، لأنه إذا كنا نطلب مجد أنفسنا الذاتي فنكون كمن يطلب شيئًا تافهًا لا فائدة منه. فإذًا يجب على كل مسيحي أن يهتم بمجد الله الآب وبمجد الابن الذي سُمر لأجلنا على خشبة الصليب وفدانا بدمه فداء أبديًا لا يُقيَّم بذهب أو بفضة.
فلذلك أيها العزيز لوسيان أريد أن لا يُعرف عنك التباهي والفخر لأنك أهديت كثيرين من خدمة البلاط الملكي إلى معرفة الحق وأدخلتهم في حظيرة المسيح، بل بالأحرى تشكر الله الذي اختارك آلة نافعة للبنيان، وجعلك واسطة خير لنفع الآخرين وأعطاك نعمة في عيني مولاك حتى تمكنت من نشر كلمة الخلاص وإذاعة معرفة فادي المسيحيين وذلك لمجد اسمه وخلاص الكثيرين".
وأوصى كافة أمناء بيت الملك المسيحيين فقال:
"إن الله ينهاكم عن أن تبيعوا للآخرين شيئًا من متعلقات القصر خلسة أو تأخذوا رشوة ولا تقولوا للإمبراطور كلامًا ضد الحق.
ابتعدوا عن الطمع والجشع اللذين يتمسك بهما الوثنيون لا المسيحيون واعلموا أن الربح القبيحٍ والغشٍ هما صفتان لا تلائمان من قَبِل المسيح. فعولوا على الاقتداء به، ذاك الذي كان فقيرًا ومعدمًا. لا تتكلموا بشر فيما بينكم ولا تخرج كلمة قبيحة من أفواهكم بل لتكن كل أعمالكم مقرونة باللطف والتأدب مع العدل والحق، بذلك يتمجد اسم ربنا وإلهنا يسوع المسيح فيكم وفي أعمالكم.
تمموا واجباتكم التي أسندت إليكم بخوف من الله وبمحبة للإمبراطور وبغاية الدقة والاجتهاد واعتبروا أن الأوامر التي تصدر لكم من مولاكم الذي لم يسيء إلى أحد من رجال الله كأنها صادرة من الله نفسه لأنه مُقام منه ولم يتقلد السيف باطلًا. وأخيرا يا أبنائي الأعزاء البسوا الصبر كرداء وتمنطقوا بالفضيلة وامتلئوا بالرجاء والإيمان والمحبة".
ثم أرسل إلى أمين الخزانة الخاصة يأمره بأن يتحلى بالأمانة ويصرف بدقة. وكتب لأمين الملابس يوصيه بملاحظة الترتيب والنظام وختم كلامه بقوله:
"وعلى الأمين أن يفعل كل هذا بتواضع وطول أناة لكي يتمجد اسم المسيح حتى في مثل هذه الأعمال القليلة الأهمية". وأوصى أمين المكتبة بأن يحسن تنظيمها ويجدّ في نسخ ما بها من الكتب الهامة وأن لا يفتأ يذكر أمام القيصر عظيم قدر الترجمة السبعينية للكتاب المقدس وأن يمزج كلامه مع القيصر بشواهد من سيرة المسيح".
وكان في عهد هذا البطريرك كاهن قديس لم يُرزق بنسل يدعى ثيودوسيوس وحدث أن امرأته صوفية شاهدت في الكنيسة يوم عيد الرسولين بطرس وبولس أولاد المسيحيين يُقدمون إلى المعمودية فانكسر قلبها ورجعت إلى البيت حزينة النفس وطلبت من الله بلجاجة أن يمن عليها بنسلٍ. وفي ليلة ذلك اليوم شاهدت رؤيا في نومها وإذا بشخصين وقفا بها وأخبراها أن طلبتها أجيبت وسترزق ولدا وأمراها أن تذهب باكرًا إلى البطريرك وتخبره بذلك. فلما جاء الصباح أخبرت زوجها بالأمر وانطلقت إلى البابا ثاؤنا وأعلمته بما جرى فباركها وصرفها بسلام. وما أتت السنة حتى رُزقت ولدا أتت به إلى البطريرك ليعمده، فدعاه بطرس، ولما كبر تتلمذ على يديه وأدخله المدرسة اللاهوتية فبرع براعة غريبة جذبت إليه أنظار جميع الشعب. ولما حضرت البطريرك الوفاة جاء إليه جميع الكهنة والشعب باكين قائلين "أتتركنا يا أبانا مثل الأيتام؟" فقال لهم "لستم أيتامًا، بل هذا بطرس أبوكم وهو البطريرك بعدي" وقدمه البطريرك قبل أن يتنيح ثم رقد في الرب في 2 طوبة سنة 17 للشهداء و 300 م.

البابا ثاؤؤنا أو البابا ثيؤناس البطريرك رقم 16
الأباطرة الرومانيين المعاصرين
كاوس ونيمرياموس وديوكلتيانوس
أتفق الشعب بالأجماع على أختيار ثاؤنا فقدموه فى اول سنة من حكم الأمبراطور كاوس ونيمرياموس , وكان ثاؤنا من قسوس الإسكندرية المشهود لهم بالتقوى والعلم والوداعة

تاريخ التقدمة 2 كيهك - 27 نوفمبر 282 للميلاد .
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة الدومينيكوم الديونيسي ثم المرقسية
البابا ثاؤنا يبنى أول كنيسة على أرض مصر

تحتل السيدة العذراء مكانة خاصة فى قلوب المسيحيين فى العالم كله والأقباط خاصة , فغالبية كنائس المسيحيين تسمى على أسم السيدة العذراء وقديس آخر أو أكثر معها وأقدم كنيسة بنيت علي إسم العذراء في العصر الرسولي هي كنيسة فيلبي ، أما أقدم كنيسة بنيت باسمها في مصر كانت في عهد البابا ثاؤنا البطريرك 16 (1) وقد أنتهز فترة سلام مرت على الكنيسة وجمع من المسيحيين ألغنياء أموالاً وبنى أول كنيسة على أرض مصر وكانت كنيسة جميلة على أسم مرتمريم وسميت "طاوماتار (2) " وإلى هذا الوقت كان الشعب القبطى المسيحي يصلى فى المغائر والكهوف والسراديب والأماكن الخفية خوفاً من القتل وسفك دمائهم وذلك منذ تبشير مار مرقس إلى السنة الثالثة من بطريركية ثاؤنا , فلاطف البابا مجموعة من الروم الموظفين والحكام وبالغ فى ملاطفتهم وأهدى إليهم تحفاً ثمينة فسمحوا له ببناء هذه الكنيسة وهى أول كنيسة صلى فيها الأقباط علنا وجهارا ,
قال المقريزى فى الخطط : " فأقيم بعده تؤوبا بطركًا مدّة سبع سنين وتسعة أشهر ومات وكانت النصارى قبله تصلّي بالإسكندرية خفية من الروم خوفًا من القتل فلاطف تؤوبا الروم وأهدى إليهم تحفًا جليلة حتى بنى كنيسة مريم بالإسكندرية فصلى بها النصارى جهرًا واشتدّ الأمر على النصارى في أيام الملك طيباريوس قيصر وفتل منهم خلقًا كثيرًا فلما كانت أيام دقلطيانوس قيصر خالف عليه أهل مصر والإسكندرية فقتل منهم خلقًا كثيرًا وكتب بغلق كنائس النصارى وأمر بعبادة الأصنام وقتل من امتنع منها فارتدّ خلائق كثيرة جدًّا "
تمرد والى الأسكندرية أشيلاوس
بعد عهده قام والي الإسكندرية أشيلاوس بالتمرد على دقلديانوس في بدء حكمه ، فحاصر الإمبراطور المدينة وهزمها بعد ثمانية أشهر، فدك أسوارها وأذاق المصريين العذاب.
دقليديانوس يوظف الأقباط المسيحيين
بعد عدة شهور استقر السلام فأرسل ثيؤناس رسالة إلى لوقيان كبير أمناء القصر الإمبراطوري Praepositus cubiculariorum ، نُشرت في القرن السابع عشر بواسطة D’Achery مترجمة عن اليونانية ، كما أورد القس منسى يوحنا (3) فقرات منها، إذ قال: [ ولما تولى القيصر ديوكلتيانوس عرش رومية ادخل في معيته عددًا كبيرًا من الأقباط المسيحيين فأرسل إليهم هذا البطريرك رسائل يأمرهم فيها أن يقوموا بواجبهم وأن يميزوا أنفسهم كمسيحيين عن المواطنين الوثنيين بأعمالهم الصالحة وسيرتهم الطيبة. فمن ذلك رسالة إلى لوسيان ناظر بيت الملك وهو موظف مسيحي ارتقى إلى رتبته بعد تملك ديوكلتيانوس بقليل يقول له: "إن الراحة التي تتمتع بها الكنيسة الآن تعزي إلى سبب واحد فقط هو سلوك المسيحيين الحسن وأعمالهم الممدوحة التي تضيء كالشمس في رابعة النهار ينعكس ضوءها أمام أعين الكفرة والملحدين فتبهر أبصارهم وبذلك يتمجد أبونا الذي في السماوات. أما غرضنا الذي نرمي إليه والغاية القصوى التي نسعى خلفها هي أن نكون مسيحيين فعلاً لا بالاسم فقط وأن نعمل أعمال المسيحيين الحقيقيين، لأنه إذا كنا نطلب مجد أنفسنا الذاتي فنكون كمن يطلب شيئًا تافهًا لا فائدة منه. فإذًا يجب على كل مسيحي أن يهتم بمجد الله الآب وبمجد الابن الذي سُمر لأجلنا على خشبة الصليب وفدانا بدمه فداء أبديًا لا يُقيَّم بذهب أو بفضة. فلذلك أيها العزيز لوسيان أريد أن لا يُعرف عنك التباهي والفخر لأنك أهديت كثيرين من خدمة البلاط الملكي إلى معرفة الحق وأدخلتهم في حظيرة المسيح، بل بالأحرى تشكر الله الذي اختارك آلة نافعة للبنيان، وجعلك واسطة خير لنفع الآخرين وأعطاك نعمة في عيني مولاك حتى تمكنت من نشر كلمة الخلاص وإذاعة معرفة فادي المسيحيين وذلك لمجد اسمه وخلاص الكثيرين " أ . هـ .
وأوصى كافة أمناء بيت الملك المسيحيين فقال: "إن الله ينهاكم عن أن تبيعوا للآخرين شيئًا من متعلقات القصر خلسة أو تأخذوا رشوة ولا تقولوا للإمبراطور كلامًا ضد الحق. ابتعدوا عن الطمع والجشع اللذين يتمسك بهما الوثنيون لا المسيحيون واعلموا أن الربح القبيحٍ والغشٍ هما صفتان لا تلائمان من قَبِل المسيح. فعولوا على الاقتداء به، ذاك الذي كان فقيرًا ومعدمًا. لا تتكلموا بشر فيما بينكم ولا تخرج كلمة قبيحة من أفواهكم بل لتكن كل أعمالكم مقرونة باللطف والتأدب مع العدل والحق، بذلك يتمجد اسم ربنا وإلهنا يسوع المسيح فيكم وفي أعمالكم. تمموا واجباتكم التي أسندت إليكم بخوف من الله وبمحبة للإمبراطور وبغاية الدقة والاجتهاد واعتبروا أن الأوامر التي تصدر لكم من مولاكم الذي لم يسيء إلى أحد من رجال الله كأنها صادرة من الله نفسه لأنه مُقام منه ولم يتقلد السيف باطلاً. وأخيرا يا أبنائي الأعزاء البسوا الصبر كرداء وتمنطقوا بالفضيلة وامتلئوا بالرجاء والإيمان والمحبة" أ . هـ .

ثم أرسل إلى أمين الخزانة الخاصة يأمره بأن يتحلى بالأمانة ويصرف بدقة. وكتب لأمين الملابس يوصيه بملاحظة الترتيب والنظام وختم كلامه بقوله: "وعلى الأمين أن يفعل كل هذا بتواضع وطول أناة لكي يتمجد اسم المسيح حتى في مثل هذه الأعمال القليلة الأهمية" أ . هـ .
وأوصى أمين المكتبة بأن يحسن تنظيمها ويجدّ في نسخ ما بها من الكتب الهامة وأن لا يفتأ يذكر أمام القيصر عظيم قدر الترجمة السبعينية للكتاب المقدس وأن يمزج كلامه مع القيصر بشواهد من سيرة المسيح" أ . هـ .
ولادة الأنبا بطرس خاتم الشهداء
وكان في عهد هذا البطريرك كاهن قديس يدعى ثيودوسيوس وكان له زوجة طاهرة ,كانا سالكين فى طريق الرب حافظين وصاياة عاملين باوامرة متمسكين بقوانين العقيدة المسيحية ثابتين على الإيمان الأرثوذكسى لم يُرزق بنسل وكانا حزينى القلب لأجل ذلك وكانا يكثران الصوم والصلاة والصدقة لينعم الرب عليهما ويرزقهما ولداً , ولما جاء يوم عيدين التلميذين بطرس وبولس وحدث أن امرأته صوفية شاهدت في الكنيسة يوم عيد الرسولين بطرس وبولس أولاد المسيحيين يُقدمون إلى المعمودية ويدهنونهم بزيت القنديل فانكسر قلبها فتناولت السرائر المقدسة وأخذت السلام الإلهى , وأنصرفت ورجعت إلى البيت حزينة النفس ولكنها شاكرة للرب وطلبت من الله بلجاجة أن يمن عليها بنسلٍ. وفي ليلة ذلك اليوم شاهدت رؤيا في نومها وإذا بشخصين وقفا بها وأخبراها وقالا لها : " لا تحزنى لأن الرب سمع صوت دعائك وسترزقين ولدا يقر عينيك ويكون اباً لشعوب كثيرة ويظهر أسمه وقسه مثل صموئيل النبى لأنه أبن الموعد " وأمراها أن تذهب باكرًا إلى البطريرك وتخبره بذلك. فلما جاء الصباح أخبرت زوجها بالأمر فقال لها أذهبى وأعلمى ثاونا البطرك انطلقت إلى البابا ثاؤنا وأعلمته بما جرى فباركها وقال لها : " يتم الرب طلبتك ويجيب سؤالك فالرب صادق واعماله عجيبة فى قديسيه " ثم صرفها بسلام. , وجاء عيد القديسين بطرس وبولس التالى فى الخامس من ابيب فولدت ابناً فمضى المبشر إلى أنبا ثاءنا البطريرك وأعلمه انها ولدت ابناً ففرح بذلك جداً وفرح زوجها الكاهن الأبروطس وقال لهما الأنبا ثاؤنا : " أسموه بطرس " ففعل الأبوان لأن القديسين اللذان ظهرا لأمه كانا بطرس وبولس , وكان الصبى يشب وينشئ مثل يوحنا المعمدان حتى بلغ سن 3 سنيس فحمله أبواه وذهبا به إلى ثاؤنا البطرك كما حملت صموئيل النبى أمه وذهبت به إلى عالى الكاهن فقالا له : " هذا أبن صلواتك " فباركهما وعمده , وأخذاه وربياه حتى وصل سن 5 سنين فأرسلاه ليتعلم الحكمة والعلوم الكنسية فتعلم فى أسرع وقت وأجاد حفظ الألحان والصلوات وباقى العلوم أكثر من جميع رفقاءه فى سنه , وفى السنة السابعة من عمره رسم أغنسطس أى قارئ فى الكنيسة , وأمتلأ من النعمة الروحانية , وعندما بلغ سن الثانية عشر رسم شماساً وكان يتفوق على الشمامسة بالمعرفة والنسك والمواهب السمائية المعطاه له من فوق , وفى سن السادسة عشر أصبح مؤهلاً لرتبة أعلى فقدموه قسيساً بعد أن رشح من الشعب وما رآه البطريرك من عفته وطهرة وعلمه ونسكه وصحة إيمانه وملازمته الخدمة ليلاً ونهاراً .
وأدخله البابا المدرسة اللاهوتية فبرع براعة غريبة جذبت إليه أنظار جميع الشعب.
بطرس وسبليوس الهرطوقى
وظهر فى هذه الأيام رجل مجدف أسمه سبليوس خرج عن الأيمان الرثوذكسى فأعتقد أن هناك أقنوماً واحداً للآب والأبن والروح القدس وليس ثلاثة اقانيم كما تعتقد الكنيسة وهذا الفكر خارج عن الأنجيل ولم يسمع إلى المكتوب فيه أن السيد المسيح عندما أعتمد كما جاء فى أنجيل مرقس : " وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. 11 وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ:«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " (مرقس 1: 10 - 11) , وكان سبليوس قد اضل كثيرين وحدث أنه جمع أتباعه وحضر إلى الكنيسة فى وقت حضور الأب البطريرك أنبا ثاؤنا فى يوم عيد كبير فوقف على الباب وكلف رسولاً ليدخل إلى البابا ويقول له : " أخرج وناظرنى فى هذا اليوم فإن كنت على صواب تبعتك , وإلا فأعلم الشعب أنك على خطأ " .. فقال الأب لبطرس القس : " أخرج إلى هذا الضال أسكته عنا " فلما خرج بطرس ورآه سبليوس فقال : " : " أنظروا إلى كبرياء ثاؤنا وأستهتاره , لم يرسل إلا أصغر واحد عنده من الصبيان الصغار " فقال له بطرس : " إن كنت أنا عندك صغيراً , فأنا عند أبى ثاؤنا كبير , والرب سيظهر ضلالك به اليوم بأن ينصرنى عليك كما نصر داود النبى على جليات الفلسطينى الجبار , ويظهر الرب آيته فيك وينتقم منك ويهلكك مع اصحابك ويبطل قولك ويفسد رايك حتى لا يبقى لك ذكر ولا قول " .. فلما أتم القول حتى أعوج وجه سلبيوس (يعتقد أنه اصيب بشلل فى الفم ) ثم سقط على الأرض ميتاً ولما رأى تابعيه ما حدث خافوا وهربوا وأندثرت هرطقته وباد ذكره .
بطرس القديس يخرج شيطان
وكان فى عيد كبير بمدينة الأسكندرية وكا البابا ثاؤنا حاضراً وكان جميع الشعب والكهنة منشغلين فى الصلاة ويمجدون الرب ويتعبدون وقف عند الباب أنسان به شيطان مارد قوى فكان يأخذ حجارة ويرجم الشعب المسيحى القبطى ويزبد ويزأر مثل الجمل , فهرب الشعب منه إلى داخل الكنيسة , وأخبروا البطرك بأمر هذا المجنون , فقال البابا للقديس بطرس : " أخرج له فأطرد عنه هذا الشيطان , فأخذ صحناً ووضع فيه ماء , وقدمه إلى البابا البطريرك وسأل البابا أن يصب عليه ماء ففعل ذلك , وخرج بطرس خارج الكنيسة ومعه وعاء الماء ولما رأى الرجل المجنون قال : " بأسم سيدى يسوع المسيح الذى أخرج لاجئون وأبرأ من سائر ألمراض والأسقام أخرج منه أيها الشيطان بصلوات ابى ثاؤنا البطرك ولا تعد إليه " فللوقت خرج منه الشيطان وبرئ الرجل وصار مسالماً عاقلاً وديعاً , ويقول الأنبا ساويرس ابن المقفع فى تاريخ البطاركة : " ولو وصفنا العجائب التى ظهرت من هذا القديس بطرس لطال شرحها , وضاقت الكتب عنها "
ولما حضرت البطريرك الوفاة جاء إليه جميع الكهنة والشعب باكين قائلين "أتتركنا يا أبانا مثل الأيتام؟" فقال لهم "لستم أيتامًا، بل هذا بطرس أبوكم وهو البطريرك بعدي" وقدمه البطريرك قبل أن يتنيح ثم رقد في الرب في 2 طوبة سنة 17 للشهداء و300م.)






Mary Naeem 02 - 11 - 2016 03:22 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا بطرس الأول (خاتم الشهداء)
(302 - 311 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : بطرس
تاريخ التقدمة : أول امشير سنة 18 للشهداء - 25 يناير 302 للميلاد
تاريخ النياحة : 29 هاتور سنة 28 للشهداء - 25 نوفمبر 311 للميلاد
(يوافق بالتقويم المتبع حاليًا 8/9 ديسمبر)
مدة الإقامة على الكرسي : 9 سنوات و10 أشهر
مدة خلو الكرسي : 20 يومًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون : ديوكلتيانوس (ديقليديانوس) صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا بطرس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ17
← اللغة القبطية: pi`agioc Petroc ieromarturoc piarxh`ereuc أو Papa Petrou =a.


  • كان أبواه تقيان خائفين من الله ولكنهما لم يرزقا ولدًا.
  • تشفعت أمه بالقديس بطرس الرسول في الخامس من شهر أبيب (عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس)... وفي تلك الليلة ظهر لها بطرس وبولس وأعلماها أن الرب قد قبل صلاتها وسوف يعطيها ولدًا تسميه بطرس، وأمرها أن تمضى إلى البطريرك ليباركها ، ولما استيقظت أخبرت زوجها وكان كاهنًا قديسًا يسمى ثاؤذوسيوس وذهبت للبابا فصلى وباركها... وبعد قليل رزقت بهذا القديس.
  • وفي كمال سبع سنين سلموه للبابا ثاؤنا فصار له كابن خاص وألحقه بالمدرسة اللاهوتية فتعلم وبرع في الوعظ، ثم كرسه البابا شماسًا فقسًا... وأوصى البابا ثاؤنا أن يكون الأب بطرس خلفًا له على الكرسي المرقسي... فلما جلس استضاءت الكنيسة بتعاليمه.
  • وفي أيامه ظهر أريوس المخالف، فنصحه القديس فلم يقبل فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة.
  • قبض رسل الملك مكسيميانوس الوثني على البابا... وقطعوا رأسه بحد السيف بعد أن صلى قائلًا "ليكن بدمى انقضاء عبادة الأوثان، وختام سفك دماء المسيحيين"... وقد سمعت عذراء قديسة كانت بالقرب من المكان صوتًا من السماء ويقول: آمين.
  • وكانت مدة رئاسته إحدى عشرة سنة.

تعيد الكنيسة بنياحته في التاسع والعشرين من شهر هاتور. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
استشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء 17 (29 هاتور)

قداسة البابا المعظم الأنبا البابا بطرس خاتم الشهداء
في مثل هذا اليوم استشهد القديس بطرس بابا الإسكندرية السابع عشر وخاتم الشهداء، وكان أبوه كبير قسوس الإسكندرية، اسمه ثاؤدسيوس، واسم أمه صوفية، وكانا خائفين من الله كثيرا ولم يرزقا ولدا . فلما كان الخامس من شهر أبيب، وهو عيد القديسين بطرس وبولس، ذهبت أمه إلى الكنيسة، فرأت النساء وهن حاملات أولادهن، فحزنت جدا وبكت، وسألت السيد المسيح بدموع إن يرزقها ولدًا، وفي تلك الليلة ظهر لها بطرس وبولس وأعلماها أن الرب قد قبل صلاتها، وسوف يعطيها ولدا تسميه بطرس، وأمراها أن تمضي إلى البطريرك ليباركها، فلما استيقظت عرفت زوجها بما رأت ففرح بذلك ثم مضت إلى الأب البطريرك وعرفته بالرؤيا وطلبت منه أن يصلي من أجلها فصلي وباركها، وبعد قليل رزقت هذا القديس بطرس، وفي كمال سبع سنين سلموه للبابا ثاؤنا مثل صموئيل النبي، فصار له كابن خاص وألحقه بالمدرسة اللاهوتية، فتعلم وبرع في الوعظ والإرشاد، ثم كرسه أغنسطسًا فشماسًا، وبعد قليل قسا وصار يحمل عنه كثيرا من شئون الكنيسة، وتنيَّح البابا ثاؤنا بعد أن أوصى أن يكون الأب بطرس خلفًا له.
فلما جلس علي الكرسي المرقسي، استضاءت الكنيسة بتعاليمه، وكان في أنطاكيا رئيس كبير قد وافق الملك دقلديانوس علي الرجوع إلى الوثنية وكان له ولدان، فلم تتمكن أمهما من عمادهما هناك، فأتت بهما إلى الإسكندرية، وقد حدث وهي في طريقها أن هاج البحر هياجًا عظيمًا، فخافت أن يموت الولدان غرقًا من غير عِماد، فغطستهما في ماء البحر: وهي تقول "باسم الآب والابن والروح القدس" ، ثم جرحت ثديها ورسمت بدمها علامة الصليب المجيد علي جبهتي ولديها، عندئذ هدأ البحر ووصلت إلى الإسكندرية سالمة بولديها، وفي ذات يوم قدمتهما مع الأطفال المتقدمين للمعمودية، فكان كلما هم الأب البطريرك بتعميدهما، يتجمد الماء كالحجر، وحدث هكذا ثلاث مرات، فلما سألها عن أمرها عرفته بما جري في البحر، فتعجب ومجد الله قائلًا "هكذا قالت الكنيسة، إنها معمودية واحدة". وفي أيام هذا البابا ظهر اريوس المخالف ، فنصحه القديس بطرس كثيرًا أن يعدل عن رأيه الفاسد فلم يقبل، فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة، واتصل بالملك مكسيميانوس الوثني، وأبلغه أن بطرس بطريرك الإسكندرية يحرض الشعب علي ألا يعبدوا الآلهة، فحنق جدا وامتلأ غيظا، وأوفد رسلا أمرهم بقطع رأسه، فلما وصلوا إلى الإسكندرية فتكوا بالشعب، ودمروا أغلب البلاد المصرية، ونهبوا الأموال، وسلبوا النساء والأطفال، وقتلوا منهم نحو ثمانمائة وأربعين ألفًا، بعضهم بالسيف والبعض بالجوع والحبس.
ثم عادوا إلى الإسكندرية، وقبضوا علي الأب البطريرك وأودعوه السجن، فلما علم الشعب باعتقال راعيهم تجمهروا أمام باب السجن، يريدون إنقاذه بالقوة، فخشي القائد المكلف بقتله أن يختل الأمن العام، وإرجاء تنفيذ الأمر إلى الغد، فلما رأي القديس ذلك أراد أن يسلم نفسه للموت عن شعبه، واشتهي أن ينطلق ويصير مع المسيح بدون أن يحدث شغب أو اضطراب بسببه، فأرسل واستحضر أبناءه وعزاهم وأوصاهم أن يثبتوا علي الإيمان المستقيم، فما علم أريوس المُجَدِّف أن القديس بطرس سيمضي إلى الرب ويتركه تحت الحرم، استغاث إليه بعظماء الكهنة أن يحله فلم يقبل وأعلمهم أن السيد المسيح قد ظهر له هذه الليلة في الرؤيا وعليه ثوب ممزق، فأساله "مَنْ شق ثوبك يا سيدي؟" فأجابه إن اريوس هو الذي شق ثوبي، لأنه فصلني من أبى فحذار أن تقبله، وبعد ذلك استدعي القديس بطرس قائد الملك سرًا وأشار عليه أن ينقب حائط السجن من الخلف في الجهة الخالية من المسيحيين، فذهل القائد من شهامة الأب، وفعل كما أمره وأخرجه من السجن سرا، وأتى به إلى ظاهر المدينة إلى المكان الذي فيه قبر القديس مرقس كاروز هذه الديار، وهناك جثا علي ركبتيه وطلب من الله قائلًا "ليكن بدمي انقضاء عبادة الأوثان، وختام سفك دماء المسيحيين، فأتاه صوت من السماء سمعته عذراء قديسة كانت بالقرب من المكان، يقول "آمين"، أي يكون لك كما أردت، ولما أتم صلاته تقدم السياف وقطع رأسه المقدس وظل الجسد في مكانه حتى خرج الشعب من المدينة مسرعا إلى حيث مكان الاستشهاد لأنه لم يكن قد علم بما حدث، فأخذوا الجسد الطاهر وألبسوه ثياب الحبرية وأجلسوه علي كرسي مار مرقس الذي كان يرفض الجلوس عليه في حياته، وكان يقول في ذلك انه كان يري قوة الرب جالسة عليه فلا يجسر هو أن يجلس، ثم وضعوه حيث أجساد القديسين وكانت مدة جلوسه علي الكرسي إحدى عشرة سنة، صلاته تكون معنا آمين.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
قداسة البابا البابا بطرس الأول البابا السابع عشر خاتم الشهداء

← اللغة القبطية: pi`agioc Petroc ieromarturoc piarxh`ereuc.

هو ثمرة صلوات أمه صوفيا زوجة الكاهن الإسكندري ثيؤدوسيوس، إذ طلبت من الله في عيد الرسل أن يهبها ثمرًا، وفي الليل ظهر لها شخصان يلبسان ثيابًا بيضاء يعلنان قبول الله طلبتها، وبالفعل وُلد بطرس في عيد الرسل التالي. بعد ثلاث سنوات قدماه الوالدان للبابا ثاؤنا لكي يباركه، وفي الخامسة أُرسل ليتعلم الدين، وقد أقيم في السابعة أغنسطسًا، وفي الثانية عشرة شماسًا يخدم الله بروح تقويّ نسكي، وكان ملازمًا الكنيسة ليلًا نهارًا، منكبًا على الدراسة، سالكًا في اتضاع، فأحبه الجميع، وسيم قسًا في السادسة عشرة من عمره.
قيل أنه كثيرًا ما كان يرى السيد المسيح نفسه يناول المؤمنين بيد البابا ثاؤنا.
عرف القس بطرس كيف ينسحب من وقت إلى آخر للدراسة في الكتاب المقدس حتى تأهل أن يكون عميدًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية ويُلقب "المعلم البارع في المسيحية". وعندما جاء سابليوس القائل بأن الله أقنوم واحد يظهر تارة في شكل الآب وأخرى في شكل الإبن وأيضًا في شكل الروح القدس، أرسل له البابا ثاؤنا القس بطرس فاستصغره لكن سرعان ما أفحمه بل وقيل إنه أُصيب بمرض خطير ومات في الحال وتشتت أتباعه.
هذا وقد وهب الله هذا الكاهن عطية إخراج الشياطين وشفاء المرضى.

https://st-takla.org/Pix/Saints/02-Co...Martyrs-01.jpg


قداسة البابا المعظم الأنبا البابا بطرس خاتم الشهداء
على كرسي مارمرقس:


إذ كان البابا ثأونا في مرض الموت رأى السيد المسيح يطمئنه على الخدمة، قائلًا له: "أيها البستاني للحديقة الروحية، لا تخف على البستان ولا تقلق، سلمه إلى بطرس الكاهن يرويه، وتعالْ أنت لتستريح مع آبائك". فأخبر البابا تلميذه الذي بكي لشعوره بعظم المسئولية. وفي أول أمشير سنة 18ش (25 يناير302 م) سيم القس بطرس بابا الإسكندرية (17).
الانقسام الميلاتي:


بدأ البابا بطرس خدمته كبطريرك وسط عاصفة الاضطهاد العنيفة التي أثارها الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس. لكن ما أرهق البابا بحق هو الانقسام الداخلي الذي خلقه مليتوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط). يبدو أن هذا الأسقف بخر للأوثان، ولما أراد البابا تأديبه رفض، فعقد البابا مجمعًا بالإسكندرية وجرده، أما مليتوس فأخذ موقف العنف إذ صنع انشقاقًا وضم إليه بعض الأساقفة، بل وعند سجن البابا ذهب إلى الإسكندرية وصار يرسم كهنة بالإسكندرية. هذا ما ذكره القديس أثناسيوس، أما القديس أبيفانيوس فيقول أن مليتوس أخذ موقف العنف من المرتدين بسبب الاضطهاد الراجعين، رافضًا توبتهم خاصة الكهنة، أما البابا فأراد أن يبقى الباب مفتوحًا لكل نفسٍ راجعة، مكتفيًا بتقديم التأديب. وقد سُجن البابا بطرس ومليتوس، وبسبب الخلاف وضعا ستارة بينهما داخل السجن حتى لا ينظر بعضهما البعض، فقد فضل البابا أن يخسر الأسقف ومن معه عن أن يفقد الراجعين إلى الله بالتوبة رجاءهم.
عُرضت قضية هذا الانشقاق الميلاتي في المجمع المسكوني بنيقية عام 325 م، إذ بلغ عدد التابعين لمليتوس 28 أسقفًا، وقد تساهل المجمع معه، إذ قبله كأسقفٍ شرعيٍ في حدود إيبارشيته على ألا يسيم أساقفة أو كهنة فيما بعد، أما الذين سبق فسامهم من الكهنة فيُعاد تثبيتهم من جديد ويعملوا تحت سلطان أسقف الإسكندرية. وفي حالة احتياج أسقفية ما إلى أسقف تعاد سيامة أحد الأساقفة الذين سامهم مليتوس، كما أمر المجمع ألا يُسام أسقف في المستقبل دون حضور ثلاثة أساقفة على الأقل واشتراكهم في السيامة.
مع آريوس:


خطورة الانشقاق المليتي أن آريوس منكر لاهوت السيد المسيح (سبق الحديث عنه في عرضنا لسيرة البابا أثناسيوس) قد وجد في هذا الانشقاق فرصته، إذ انضم إليه ليس من جهة الفكر اللاهوتي وإنما من جهة معاندته ضد الكنيسة.
عقد البابا بطرس مجمعًا في الإسكندرية وحرم أريوس، وقد استمر الأخير في نشر تعاليمه.
في داخل السجن:

أُلقيّ القبض عليه وأودع في السجن إما لظهور أول مؤلفاته ضد الوثنية، التي اعتبرها الإمبراطور تحديًا شخصيًا له، وإما بسبب شكوى قدمها سقراطيس، أحد أشراف إنطاكية إلى الإمبراطور. سقراط هذا كان صديقًا للشهيد أبادير، أنكر الأول الإيمان إرضاءً لدقلديانوس، فسألته زوجته التقية أن يسافر معها إلى الإسكندرية لتعميد ابنيهما هناك فرفض خشية غضب الإمبراطور عليه. سافرت الزوجة ومعها الابنان وغلامان، وفي الطريق إذ هبّت عاصفة شديدة خشيت أن يموت الولدان بلا عماد، فبسطت السيدة يديها وحوّلت وجهها نحو الشرق وصلت، ثم جرحت ثديها اليمني ورشمت جبهتيهما بدمها وغطستهما في الماء، وهى تقول: "أعمدك باسم الآب والإبن والروح القدس".
وإذ هدأت الريح وبلغت الإسكندرية قدمت الابنين للبابا بطرس، فكان كلما أراد أن يغطسهما تتجمد مياه المعمودية. وإذ روت السيدة له ما حدث اكتفي البابا بالصلاة على الولدين ورشمهما بالميرون.


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...Martyrs-02.jpg

أيقونة يونانية تصور رؤيا البابا بطرس الإسكندري

اشتكى سقراط امرأته أمام الإمبراطور فاستدعاها وأمر أن تُربط من خلفها ويوضع الولدان على بطنها ويُحرق الثلاثة بالنار. بعد ذلك أمر الإمبراطور بالقبض على البابا الذي عمّد الولدان. وقد سجن عام 311 م.
مساعي آريوس:


أدرك آريوس أن البابا بطرس في طريقه للاستشهاد، لذا في مكرٍ أسرع لينال منه الحل طامعًا أن يعتلي الكرسي من بعده، فأرسل جماعة من الأراخنة يشفعون فيه، أما البابا فأكد حرمان آريوس.
استدعى البابا تلميذيه الكاهنين أرشلاوس والكسندروس وأخبرهما أن الأول سيعتلي الكرسي من بعده، يخلفه الثاني، محذرًا إياهما من قبول آريوس في شركة الكنيسة، قائلًا لهما إنه رأى السيد المسيح بثوبٍ ممزق في المنتصف، ولما سأله عن سبب التمزيق، أجابه أن آريوس هو الذي مزقه.
حب مشترك:


إذ علم شعب الإسكندرية بسجن باباهم المحبوب تجمهر الكل حول السجن يريدون إنقاذه دون استخدام أية وسيلة عنيفة بشرية، مشتاقين أن يوقفوا قتله ولو تعرض الكل للموت. اضطر القائد أن يؤجل تنفيذ الحكم يومًا خشية حدوث ثورة. وإذ حلّ الليل لم ينصرف الجمهور فارتبك القائد. أدرك البابا أن احتكاكًا لا بد أن يحدث في الصباح بسببه، وإذ لم يرد أن يُصب أحد من شعبه بسوءٍ، استدعى أحد الأراخنة الموثوق فيهم ليبلغ الوالي أن يدبر إرسال البعض إلى السجن من جهة الجنوب عند أسفل الحائط وسوف يقرع البابا لهم من الداخل فينقبوا الحائط ويخرج إليهم لينفذوا فيه الأوامر الصادرة إليهم. وبالفعل تم ذلك، وخرج البابا سرًا، وهو يقول: "خير لي أن أسلم نفسي فدية عن شعبي ولا يُمس أحد بسوء".
سُمح له بزيارة مقبرة القديس مارمرقس الرسول لينال بركته، حيث صلى لله مستودعًا إياه الشعب، سائلًا أن يكون هو آخر شهيد في جيله. وكان بالقرب من القبر عذراء ساهرة تصلي سمعت صوتا ًيقول: "بطرس آخر شهداء هذا الاضطهاد".
تقدم البابا للجند فكان وجهه كملاكٍ، ولم يجسر أحد من الخمسة جنود أن يقتله، عندئذ قدم كل واحدٍ منهم قطعة ذهبية ليأخذ من يضرب رقبته الخمس قطع، فتجاسر أحدهم وضربه، وكان ذلك في 29 هاتور سنة 28ش (سنة 311 م).
في الصباح أدرك الشعب ما قد حدث، فوضع جسده على كرسي مارمرقس إذ لم يجلس عليه قط كل أيام بطريركيته، وكما قال لكهنته انه كلما أراد الجلوس شاهد قوة شبيهة بالنور حالة في العرش فكان يكتفي بالجلوس أسفله.
دُفن مع القديس مارمرقس، لكنه إذ كان قد بني لنفسه مقبرة في موضع يقال له: "لوكابتس" نُقل إلى هناك ورافقته معجزات كثيرة. وكان السكندريون يحتفلون بعيده سنويًا، يقضون الليل في التسبيح لينتهي بقداس إلهي يقيمه بابا الإسكندرية، يعقبه وجبة أغابي "وليمة محبة" على شاطئ البحر.
كتاباته:


1. أهمها "الرسالة الفصحية"، تُسمى "الرسالة الخاصة بالقوانين"، أصدرها بعد الاضطهاد الذي أثيرعام 302 م، تحوى 14 قانونًا خاصة بتأديب الإخوة الجاحدين، الراجعين بالتوبة، وهي تحذر من إثارة الوالي للاضطهاد بقصد نوال إكليل الاستشهاد. وُضعت عام306 م، سبق لنا ترجمتها ونشرها. له أيضًا "رسالة فصحية ثانية".
2. الرسالة إلى الإسكندرانيين، يحذرهم فيها من مليتوس.
3. مقالات: "عن مجيء مخلصنا"، "عن القيامة من الأموات"، "عن اللاهوت"، "عن النفس".

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 03:26 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا أرشيلاوس
(311 - 312 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : اشيلاس
تاريخ التقدمة : 19 كيهك 28 للشهداء - 14 ديسمبر 311 للميلاد
تاريخ النياحة : 19 بؤونه 28 للشهداء - 13 يونيو 312 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 6 أشهر
مدة خلو الكرسي : 15 يومًا
محل إقامة البطريرك : المعبد القيصري
محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : جاليريوس
← اللغة القبطية: Papa Ar,elaou.


  • كان قسًا بالإسكندرية، ولما نال البابا بطرس خاتم الشهداء إكليل الشهادة اتفق المؤمنون والأساقفة على رسامته بطريركًا في 19 كيهك سنة 28 للشهداء.
  • ولما جلس على الكرسي تقدم إليه جماعة من الشعب وطلبوا منه قبول أريوس، فقبله...! ولما قبله وخالف وصية أبيه البابا بطرس خاتم الشهداء لم يقم على الكرسي سوى ستة شهور وتنيَّح في اليوم التاسع عشر من شهر بؤونه من نفس السنة.
صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا أرشلاوس البطريرك الثامن عشر (19 بؤونة)
في مثل هذا اليوم من سنة 28 ش. 23 يونيو سنة 312 م. تنيَّح البابا أرشيلاوس البطريرك الثامن عشر وقد كان قسًا في كنيسة الإسكندرية ولما نال البابا بطرس الأول خاتم الشهداء إكليل الشهادة اتفق المؤمنون بالإسكندرية وجمعوا الأساقفة ورسموا أرشيلاوس القس بطريركًا عوضًا عنه كما كان قد أوصي قبل انتقاله من هذا العالم فلما جلس علي الكرسي البطريركي في 19 كيهك سنة 28 ش. (24 ديسمبر سنة 311 م.) تقدم إليه جماعة من الشعب وطلبوا منه قبول أريوس فقبل سؤالهم ورسمه شماسا. ولما قبله وخالف وصية أبيه بطرس لم يقم علي الكرسي سوي ستة شهور وتنيَّح صلاته تكون معنا. آمين.
البابا أرشيلاوس البابا الثامن عشر



وُلد أرشلاوس (أرشيلاوس أو أخيلاس Achillas (بالإسكندرية، وقد اتسم بالحياة التقوية المقدسة بجانب نبوغه وعلمه، فسامه البابا ثأونا قسًا وسلمه رئاسة مدرسة الإسكندرية.
تتلمذ القديس بطرس خاتم الشهداء في المدرسة أثناء مدة رئاسته لها، ولما سيم بابا الإسكندرية (17) أخذ أرشلاوس والكسندروس تلميذين له. وعندما أُلقي في السجن استدعاهما وأخبرهما بأن أرشلاوس القس يكون خلفًا له ومن بعد ألكسندروس، وحذرهما من المبتدع آريوس، إذ قال لهما أنه يمتنع عن قبوله ليس عن قسوة من جانبه، ولكن لأن آريوس منكر لاهوت المسيح مخادع، فقد ظهر له السيد المسيح في السجن مشقوق الثوب، ولما سأله عن سبب ذلك أجابه أن آريوس قد مزق ثوبه فلا يقبله.
لما جلس أرشلاوس على الكرسي بعد البابا بطرس توسل إليه آريوس ليعيده إلى شركة الكنيسة، وإذ تظاهر بالندامة على ما فرط منه نسى وصية سلفه وقبله في الشركة، بل وسامه قسًا، فكان آريوس نكبة على الكنيسة في العالم كله شرقًا وغربًا.
لم تدم رئاسته غير ستة شهور، إذ تنبح في 19 بؤونة حوالي سنة 311 م

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 03:29 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا ألكسندروس الأول
(312 - 328 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : الكسندروس
تاريخ التقدمة : 3 أبيب 28 للشهداء - 27 يونيو 312 للميلاد
تاريخ النياحة : 22 برموده 44 للشهداء - 17 أبريل 328 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 15 سنة و9 أشهر و20 يومًا
مدة خلو الكرسي : 13 يومًا
محل إقامة البطريرك : المعبد القيصري
محل الدفن : كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون : جالليوناس - مكسيميانوس - قسطنطين
صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا ألكسندر الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ19
← اللغة القبطية: Papa `Alexan`drou =a.


  • ولد بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين ونشأ في خدمة الكنيسة، فرسمه البابا مكسيموس أغنسطسًا (قارئًا) والبابا ثاؤنا شماسًا والبابا بطرس قسًا.
  • اُختير بطريركًا خلفًا للبابا أرشيلاوس، وأبى أن يقبل أريوس في شركة الكنيسة وزاده حرمًا... فتظلم أريوس من البابا لدى الملك قسطنطين الكبير فأمر باجتماع مجمع الثلثمائة وثمانية عشر في نيقية فاجتمع... وجادل البابا أريوس وأفحمه وحرمه هو ومن يقول بقوله ونطق بالأمانة مع بقية الآباء.
  • رعى رعية المسيح أحسن رعاية وتنيَّح بسلام بعد أن جلس على الكرسي المرقسي خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرين يومًا.


أيقونة قداسة البابا المعظم الأنبا أليكسندروس بابا الإسكندرية التاسع عشر - الأيقونة ترجع إلى ما بين القرنين 11-14، وموجودة في دير فيلجوسا، مقدونية

وتعيد الكنيسة بنياحته في الثاني والعشرين من شهر برموده من كل عام.
صلاته تكون معنا آمين.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا الكسندروس الإسكندري الـ19 (22 برمودة)
في مثل هذا اليوم من سنة 44 ش. (17 أبريل سنة 328 م.) تنيَّح الأب القديس البابا الكسندروس التاسع عشر من باباوات الكرازة المرقسية وقد ولد هذا البابا بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين. ونشأ في خدمة الكنيسة فرسمه البابا مكسيموس أغنسطسًا، والبابا ثاؤنا شماسًا، والبابا بطرس قسًا. وكان بكرًا طاهرًا ولما دنا وقت استشهاد البابا بطرس دخل إليه الكسندروس في السجن هو والأب أرشلاؤس الذي صار بطريركًا بعده وسألاه أن يحل أريوس من الحرم فأعاد حرمه أمامهما وعرفهما أن السيد المسيح قد ظهر له في رؤيا وأمره بذلك وأعلمه بجلوس الأب أرشلاؤس بطريركًا بعده وبعد الأب أرشلاؤس يجلس البابا الكسندروس وأوصي بهذا كهنة الإسكندرية وأمرهم بعدم قبول أريوس وألا يكون له معهم شركة.
ولما جلس البابا أرشلاؤس علي الكرسي وقبل أريوس لم يمكث سوي ستة أشهر وتنيَّح ولما جلس البابا الكسندروس تقدم إليه أعيان الشعب وسألوه أن يقبل أريوس فأبي وزاده حرما وقال لهم أن البابا بطرس أمره هو والبابا أرشلاؤس بذلك ولما خالف البابا أرشلاؤس هذا الآمر نزعه الله سريعا من كرسي الرئاسة.
وبعد هذا نفي أريوس من البلاد فذهب إلى الملك قسطنطين الكبير وتظلم إليه من هذا البابا فأمر باجتماع مجمع الثلاثمائة وثمانية عشر في نيقية فاجتمع تحت رئاسة البابا الكسندروس الذي جادله وأفحمه ثم حرمه هو ومن يقول بقوله ونطق بالأمانة مع بقية الآباء ووضع القوانين والشرائع والأحكام التي لا تزال بين أيدي المؤمنين إلى يومنا هذا. وبعد أن رتب صوم الأربعين وعيد الفصح عاد إلى كرسيه غالبا. وكانت مدة جلوسه علي كرسي الكرازة المرقسية خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرين يومًا.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا آمين.

القديس البابا ألكسندروس الأول البابا التاسع عشر


سيامته:


وُلد بالإسكندرية، وسيم بها قسًا، ثم سيم بابا للإسكندرية كما تنبأ البابا بطرس خاتم الشهداء (17)، وكان قد بلغ سن الشيخوخة، ومع هذا فكان يخدم الله بنشاط تقوي.
قال عنه المؤرخ الأنبا ساويرس بأن القديس أثناسيوس (البابا 20) روي بأن البابا الكسندروس ما كان يقرأ الكتاب المقدس جالسًا قط، وإنما كان يقف والضوء أمامه. في تقواه دعاه الشعب بالقديس، وفي حبه للفقراء والمساكين كانوا يلقبونه "أب المساكين".
مقاومته للميلانية والأريوسية:


حاول أتباعا ميليتس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) بكل طاقتهم عرقلة سيامة الكسندروس مرشحين أريوس ليكون هو البابا البطريرك.
ميليتس هذا كان قد أنكر الإيمان في اضطهاد دقلديانوس بالرغم من النصيحة التي قدمها له أربعة أساقفة بالسجن، ولم يكتفِ بهذا وإنما استغل سجن البابا ليجلس علي كرسيه ويرسم كهنة بالإسكندرية ويسلم أساقفة إيبارشيات غير إيبارشياتهم، وبهذا كوّن لنفسه حزبًا يتكون من ثلاثين أسقفًا يعلنون استقلالهم عن البابا، ويدخلون بعض الأنظمة اليهودية في عبادتهم. عقد البابا بطرس خاتم الشهداء مجمعًا حكم فيه بتجريد ميليتس من درجته فلم يعبأ بذلك. وقد أصدر مجمع نيقية حكمه بشأن انشقاق ميليتس، فخضع لحكم المجمع وخضع للبابا الكسندروس حتى مات عام 330 م.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...der-19-001.jpg


أيقونة قداسة البابا المعظم الأنبا أليكسندروس بابا الإسكندرية التاسع عشر - الأيقونة ترجع إلى ما بين القرنين 11-14، وموجودة في دير فيلجوسا، مقدونية

أما أريوس فكان في البداية منتميًا لأتباع ميليتس، يشجع ملاتيوس علي الانشقاق ضد البابا بطرس. وعندما سيم البابا الكسندروس حاول أن يجتمع به فرفض، معلنًا لرسله أن البابا بطرس قد منعه في السجن من قبوله في شركة الكنيسة كأمر السيد المسيح نفسه الذي ظهر له بثوب ممزق قائلًا بأن أريوس هو والذي مزقه. وقد طلب منهم أن يقدم توبة للسيد المسيح، فإن قبلها يعلن له الرب ذلك فيقبله. ثار أريوس وصار يهاجم ألوهية المسيح علانية، مستخدمًا مواهبه من فصاحة وخداع مع وضع ترانيم لها نغمات عذبة تجذب البسطاء، كما تظاهر بروح النسك والعبادة، وقد اجتذب كثيرًا من الراهبات والعذارى والنساء، استخدمهن في نشر بدعته.
عقد البابا مجمعًا محليًا عام 319 م يطالبه بترك بدعته، وإذ رفض عقد مجمعًا آخر بالإسكندرية يضم 100 أسقف من مصر وليبيا حرم أريوس وبدعته، مصدقًا علي قرار المجمع السابق. كتب أريوس إلى أوسابيوس أسقف نيقوميديا يستعطفه في خبث كمن هو مُضطهد من أجل الحقن وبقي في عناده يعظ ويبث سمومه، فطرده البابا.
حاول أريوس استمالة بعض الأساقفة في إيبارشيات خارج مصر، فكتب البابا الكسندروس إلي سمية الكسندروس بطريرك القسطنطينية، كما إلي بقية الكنائس يشرح لهم بدعة أريوس ومعتقداته الخاطئة.
عقد أتباع أريوس مجمعين الأول في بيثينية عام 322 م، والثاني في فلسطين عام 323 م قررا بأن الحكم الصادر ضد أريوس من بطريرك الإسكندرية باطل، وطالبا بعودة أريوس إلي الإسكندرية، وعاد أريوس إلي الإسكندرية ليقاوم الحق.
اضطر البابا أن يشهر حرمان أريوس ويطرده للمرة الثانية، وقام الشماس أثناسيوس بكتابة منشور ضد بدعة أريوس وقعه 36 كاهنًا و44 شماسًا.
استطاع أوسابيوس أسقف نيقوميديا بدالته أن يستميل قسطنطين الإمبراطور إلي أريوس، إذ كانت أخت الامبراطور أي كونسطاسيا تكرم الأسقف أوسابيوس. أرسل الإمبراطور قسطنطين أوسيوس أسقف قرطبة من أسبانيا وهو من المعترفين الذين احتملوا العذابات في عهد مكسيميانوس، إلي الإسكندرية ليتوسط لدي البابا فيقبل أريوس، وبعث معه خطابًا رقيقًا متطلعًا إلي أريوس ككاهن تقي غيور. وبوصول الأسقف إلي الإسكندرية لمس بنفسه ما يفعله أتباع أريوس، فانضم إلي البابا وطلب من الإمبراطور أن يأمر بعقد مجمع مسكوني لينظر في أمر الأريوسيين.
عُقد مجمع نيقية عام 325 م، وكان للقديس أثناسيوس الرسولي دوره الكبير في كشف أباطيل الأريوسيين، فقطع أريوس وأتباعه، ونُفي إلي الليريكون.
تنيح البابا الكسندروس حوالي عام 328. تعيد له الكنيسة الغربية في 26 فبراير، واليونانية في 29 مايو، والقبطية في 22 برمودة.
لاهويتاته وكتاباته:


كان يبذل كل الجهد لمقاومة فكر أريوس منكر لاهوت السيد المسيح، والذي كان ينظر إليه باعتباره صنيعة بولس السومسطائي ولوقيانوس الإنطاكي، مقدمًا تعليمه الذي هو "التعليم الرسولي الذي من أجله نموت"، مؤكدًا أزلية الابن ووحدته مع الأب في الجوهر، موضحًا أن بنوته للآب طبيعية وفريدة وليست بالتبني، لذا دعي القديسة مريم "والدة الإله".
من كلماته:


[إن كان الابن هو كلمة الله وحكمته وعقله، فكيف وُجد زمن لم يوجد فيه؟! هذا كمن يقول بأنه وُجد زمن كان فيه الله بلا عقل وحكمة].
أهم كتاباته هي:


1. يعلن القديس أبيفانيوس في كتابه ضد الهراطقات (69 : 4) عن وجود سبعين رسالة له، فُقدت جميعها ما عدا رسالتين في غاية الأهمية بخصوص الصراع الأريوسي. 2. له عظات من بينها وجدت عظة بالقبطية والسريانية عن النفس والجسد وعلاقتهما ببعضهما البعض.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 04:08 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا أثناسيوس الأول
(أثناسيوس الرسولي | الكبير)

(328 - 373 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : أثناسيوس
الميلاد : 296 م. - الإسكندرية - من والدين وثنيين
تاريخ التقدمة : 8 بشنس 44 للشهداء - 5 مايو 328 للميلاد
تاريخ النياحة : 7 بشنس 98 ش. (90؟) - 373 ميلادية
مدة الإقامة على الكرسي : 45 سنة (46 و15 يوم؟)
مدة خلو الكرسي : 13 يوما
محل إقامة البطريرك : المرقسية ثم الدومينيكوم الديونيسي ثم المعبد القيصري ثم الدومينيكوم الديونيسي
محل الدفن : كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون : قسطنطين الكبير - يوليانوس - جوفيانوس - فالنس
صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا أثناسيوس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ20
← اللغة القبطية: pi`agioc Aqanacioc pi`apoctolikoc أو Papa `A;anaciou =a.

  • ولد هذا الأب من أبوين وثنيين، ولما مات والده أتت به أمه إلى البابا الكسندروس فعلمهما أصول الدين المسيحي وعمدهما ففرقا كل مالهما على المساكين ومكثا عند البابا البطريرك.
  • رسمه البابا شماسًا وجعله سكرتيرًا خاصًا له. واُختير للبطريركية في 8 بشنس سنة 44 للشهداء بعد نياحة البابا الكسندروس.
  • انفرد مع القديس أنطونيوس أب الرهبان وتعلم منه النسك.
  • بعد أن صار بابا رسم لأثيوبيا أول مطران لها وهو الأنبا سلامة.
  • نُفي عن كرسيه خمس مرات.
  • للبابا أثناسيوس كتبًا عدة عن الأريوسيين وفي التجسد وغيرها.
  • هو أول بابا يلبس زى الرهبنة من يد القديس الأنبا أنطونيوس.
  • تنيَّح بسلام بعد أن قضى على الكرسي المرقسي خمسًا وأربعين سنة.

تعيد الكنيسة بتذكار نياحته في السابع من شهر بشنس. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا أثناسيوس الرسولي الـ20 (7 بشنس)
في مثل هذا اليوم من سنة 89 ش. (373) تنيَّح البابا العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولي العشرين من باباوات الكرازة المرقسية. وقد ولد هذا الأب من أبوين وثنيين نحو سنتي 295 و298 م. وحدث وهو في المكتب أن رأي بعض أولاد المسيحيين يقومون بتمثيل الطقوس المسيحية فجعلوا البعض منهم قسوسًا والبعض شمامسة وأحدهم أسقفا فطلب أن يشترك معهم فمنعوه قائلين: أنت وثني ولا يجوز لك الاختلاط بنا فقال لهم: أنا من الآن نصراني ففرحوا به وجعلوه عليهم بطريركًا وأجلسوه في مكان عال وصاروا يقدمون له الخضوع واتفق عبور البابا الكسندروس في تلك الساعة فلما رآهم علي هذه الحال قال للذين معه عن أثناسيوس لابد أن يرتقي هذا الصبي إلى درجة سامية يوما ما.

أيقونة قبطية حديثة تصور القديس أثناسيوس الإسكندري - البابا أثاناسيوس الرسولي، ويظهر رمز أريوس الهرطوقي ونصرة القديسة على هرطقته
ولما مات والد القديس أثناسيوس أتت به أمه إلى البابا الكسندروس، فعلمهما أصول الدين المسيحي وعمدهما وفرقا كل مالهما علي المساكين ومكثا عند البابا البطريرك فعلم أثناسيوس علوم الكنيسة ورسمه شماسًا وجعله سكرتيرا خاصا له فتضاعفت عليه مواهب الروح واُختير للبطريركية في 8 بشنس سنة 44 ش. 5 مايو 328 م. بعد نياحة البابا الكسندروس.
وكان البابا الكسندروس قد أوصي بانتخاب أثناسيوس شماسه الذي انفرد مع القديس أنطونيوس أب الرهبان واخذ منه النسك والذي ظهر نبوغه في فضح أريوس في المجمع المسكوني عندما قال أريوس عن السيد المسيح (المشابه في الجوهر) فقال أثناسيوس (المساوي في الجوهر) وبهذا ظهر نبوغه.
ولكن أثناسيوس بعد وفاة البابا اختفي في الجبال -لاعتقاده بعدم أهليته لهذا المركز الخطير- فسعي الشعب وراءه إلى أن عثر عليه وأحضره إلى الأساقفة فرسموه بابا سنة 327 م. وقد شهد
سقراط المؤرخ (في ك 2ف 387) قائلًا "أن فصاحة أثناسيوس في المجمع النيقاوي جرت عليه كل البلايا التي صادفها في حياته".
وبعد أن صار بابا رسم لأثيوبيا أول مطران لها هو الأنبا سلامة فاستقرت الأمور الدينية فيها بعد أن تبعت الكرازة المرقسية.

وقد نفي البابا عن كرسيه خمس مرات:

نفيه الأول:
عندما حاول أريوس بعد حرمه أن يرجع ثانية إلى الإسكندرية وقدم للملك قسطنطين خطابًا مملوءًا بعبارات ملتبسة تأثر بها الملك وطلب من أثناسيوس البابا أعادته فرفض البابا قبوله لما في ذلك من مخالفة لقرار المجمع المسكوني. فقام الأريوسيون بإلصاق بعض التهم بالبابا منها:
1 – أنه يساعد البابا فيلومينس الثائر علي الحكومة.
2 – أنه كسر كأس القس اسكيرا وهدم مذبحه.
3 – أنه قتل الأسقف أرسانيوس واستخدم ذراعيه في السحر.
4 – أنه اغتصب أيضا راهبة.
وقد برأ البابا نفسه من التهمة الأولي وانعقد مجمع في صور ضد البابا أغلبه من الأريوسين ونظر المجمع في التهم ففي الأولي حرك الرب قلب القس أسكيرا الذي اتفق معهم علي شهادة الزور وبرأ البابا. وفي التهمة الثانية حضر الأسقف أرسانيوس عن اتفاقهم الذي اتهم البابا زورا بقتله فحفظه البابا في غرفة مجاورة وكان الأريوسين قد أحضروا ذراعي ميت. وادعوا أنهما لأرسانيوس ولكن أرسانيوس أظهر ذراعيه للجمع وأظهر ندامته فقال الأريوسيون أن أثناسيوس سحار استطاع أن يوجد ذراعين وهاجوا ضده فخرج أرسانيوس من وسطهم ومضي للملك.
ثم نظرت تهمة الراهبة وأتوا بفاجرة ادعت هذا الادعاء علي القديس فقال القس تيموثاوس من حاشية البابا "كيف تتجاسرين وتقولين أني نزلت ببيتك وقهرت أرادتك؟" فظنت أنه أثناسيوس لأنها لم تكن تعرفه وقالت: "أنت هو" فافتضح أمرها.

من الفن القبطي المعاصر، قداسة البابا المعظم الأنبا أثناسيوس بابا السكندري، أيقونة للرسام الفنان سامي حنس
أما البابا فلم يستطع مقابلة الملك بسبب تدخل الأريوسين الذين اتهموه لدي الملك أنه يمنع تصدير الغلال من الإسكندرية إلى الملك فأصدر الملك أمره بنفي البابا إلى تريف في فرنسا في 5 فبراير سنة 335 م. حيث قابله أسقفها بإكرام جزيل، ولكن أريوس مات ميته شنيعة كما قال سقراط (ك 1 ف 68) "إنما أمات الله أريوس في مرحاض عمومي حيث اندلقت أمعاؤه وقد اعتبر الشعب هذه الميتة انتقاما للعدل الإلهي، فلما بلغ الملك ذلك عرف براءة البابا وأوصي سنة 337 م. بإعادته وهو علي فراش الموت وقسمت المملكة بعده إلى قسطنطين الصغير علي فرنسا وصارت مصر تابعة لقسطنديوس وإيطاليا إلى قسطاس. وبتوسط قسطنطين رجع البابا سنة 338 م. فاستقبله الشعب بفرح وصار كل بيت ككنيسة.

النفي الثاني:
الأريوسين لم يسكتوا، فعقدوا مجمعًا حرموا فيه أثناسيوس وعينوا بدله غريغوريوس وبعثوا بالقرار إلى يوليوس أسقف روما فعقد البابا سنة 340 م. مجمعًا بالإسكندرية أحتج فيه علي الأريوسين ثم حرر رسالة دورية لجميع الكنائس فظهرت منها براءته، ولكن الأريوسين أثروا علي فيلوغوريوس ليساعد بطريركهم للاستيلاء علي كنائس الإسكندرية وأثروا علي الإمبراطور قسطنديوس أيضا، فأرتاع الشعب الإسكندري وقرر المقاومة إلا أن الأريوسين هجموا علي الكنائس يوم جمعة الصلب وهتكوا العذارى وذبحوا كثيرين من المصلين. فاستغاث البابا بكل الكنائس في العالم وترك كرسيه وسافر إلى روما وانعقد مجمع في سرديكا وقرروا أولًا براءة البابا أثناسيوس، وثانيًا تثبيت قانون مجمع نيقية، وثالثا حرم الأساقفة الأريوسين، ورابعًا عزْل غريغوريوس. وانتدبوا أسقفين ليقابلا الإمبراطور قسطاس حاكم إيطاليا الذي وافق علي ما قرره المجمع وهدد شقيقه بالحرب أن لم يرجع أثناسيوس وفي هذه الأثناء قام الشواذ من المصريين بقتل غريغوريوس سنة 349 م. فعاد البابا إلى كرسيه مرة ثانية واستقبل الشعب البابا كما قال غريغوريوس الثيئولوغي واضع القداس "كان ازدحامها أشبه بالنيل عند فيضانه" وأشار إلى سعوف النخل والابسطة وكثرة الأيدي المصفقة.

النفي الثالث: خروج البابا للمرة الثالثة بسبب قسطنديوس:
احتمل الأريوسيون علي مضض رجوع أثناسيوس إلى أن مات قسطاس حاكم إيطاليا وأوغروا صدر قسطنديوس فحكم بمجمع أريوس بنفي البابا أثناسيوس فذهب الجند إلى كنيسة السيدة العذراء التي بناها البابا ثاونا. وكان البابا يصلي صلاة الغروب ويقول "لأن إلى الأبد رحمته فاندفع الجند بشدة إلى داخل الكنيسة للقبض علي البابا لكن الله وضع غشاوة علي عيونهم فلم يميزوه عن الشعب وانطفأت المصابيح وخرج البابا وذهب إلى الصحراء وبقي مدة مع الآباء الرهبان وعين الأريوسيون جورجيوس الكبادوكي أسقفا على الأرثوذكس فلم يقبلوه، فاستولي علي أوقاف الكنائس، إلا أن الوثنيين الذين اضطهدهم قتلوه واحرقوا جسده.
عودة البابا بسبب يوليانس ثم تركه الكرسي للمرة الرابعة:
لم يستمر الحال هكذا فقد مات الإمبراطور قسطنديوس وقام ابن عمه يوليانس وكان يريد أن يجذب قلوب الشعب فطلب إرجاع أثناسيوس فعقد البابا مجمعًا سنة 362 م. ووضع شروط قبول الأريوسيين الراجعين كما اهتم بالتبشير وسط الوثنيين فلم يلق هذا قبولا لدي يوليانس الذي كان يحب الوثنيين، فطلب القبض علي أثناسيوس فخرج البابا من الإسكندرية وركب مركبًا إلى الصعيد فتبعه الوالي في مركب أخرى ولما اقتربت من مركب البابا سألوا عن مركب البابا أثناسيوس فقالوا أنها كانت ذاهبة إلى طيبة وهو ليس ببعيد عنكم فأسرع الوالي بمركبه في طريقه ولما وصل إلى أقرب مدينة لم يعثر علي أثناسيوس لأنه كان قد اختفي في مكان أخر، وقد تأثر من حوله لكثرة الاضطهادات التي وقعت عليه فأظهر لهم أنه في وقت الاضطهاد يشعر بسلام داخلي وبازدياد شموله بنعمة الله أكثر من الوقت العادي، ثم زاد في قوله "أن اضطهاد يوليانس كسحابه صيف سوف تنقشع وبينما هم في هذه الأحاديث أتاهم الخبر أن يوليانس قد قتل في حرب الفرس وقد قتله مرقوريوس أبو سيفين وقد لفظ الدم من جسده وهو يقول "لقد غلبتني يا ابن مريم".

القديس أثناسيوس السكندري، البابا المصري، أيقونة يونانية
* عودة البابا وانفراده للمرة الخامسة بعيدًا عن كرسيه، وذلك في مقبرة أبيه.
بعد أن قتل يوليانوس تولي يوبيانس ثم تولي فالنز وكان أريوسيا وفي سنة 367 م. أصدر قرارًا بنفي البابا فاضطر أن يهجر الإسكندرية ويختفي في مقبرة والده. قتل في أثنائها الملك ثلاثين أسقفا من الموالين لأثناسيوس. ومع هذا رأي صلابة الأقباط فقرر رفع الاضطهاد عنهم وإعادة أثناسيوس إلى كرسيه سنة 368 م.
ومع أن أثناسيوس كان قد بلغ من العمر 72 سنة إلا أنه لم يقصر في واجباته ولثبات البابا في الحق أتي المثل الإفرنجي "أثناسيوس ضد العالم". وللبابا أثناسيوس كتب عدة عن الأريوسيين وفي التجسد وغيرها ، وقد قرظ الأنبا قزمان هذه المؤلفات في قوله: من يجد شيئا منها فليكتبه حالا علي قرطاس ومن لم يجد فليدونه علي ثيابه، وهذا البابا هو أول من لبس زي الرهبنة من يد القديس أنطونيوس وجعله زيًّا لكل البطاركة والأساقفة وهو الذي رسم القديس أنطونيوس قسًا فقمصًا وتنيَّح بسلام بعد أن قضي علي الكرسي المرقسي خمسًا وأربعين سنة.

صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا. آمين.



قداسة البابا القديس أثناسيوس الرسولي البابا العشرون



نشأته:

كان الله يهيئ هذا الإناء المختار ليقف بقوة الروح والحق أمام أريوس والأريوسيين، محافظًا على إيمان الكنيسة الجامعة بخصوص لاهوت السيد المسيح. فقد وُلد أثناسيوس غالبًا في صعيد مصر من عائلة وثنية، هذا وقد نزحت الأسرة إلى الإسكندرية (غالبًا بعد نياحة والده) ليراه البابا الكسندروس (19) وهو مطل من شرفة البطريركية يقوم بدور عماد أصدقاء له على شاطئ البحر، فاستدعاه وحاوره فأحبه وقبله تلميذًا له وسكرتيرًا خاصًا، بهذا كان الله يهيئه للعمل على مستوى عام وشامل.
لم يُبتلع أثناسيوس في أعمال إدارية بل ركز بالأكثر على الدراسة العلمية والفلسفية والأدبية والقانونية، وأعطى اهتمامات للدارسات الإنجيلية اللاهوتية على أساس آبائي. ومما ألهب قلبه أن معلميه الذين يقرأ لهم أستشهد بعضهم في شبابه وربما عاين بنفسه شهادتهم من أجل تمسكهم بالإيمان بالسيد المسيح، فكانت كلماتهم مدعّمة في نفسه بالجهاد حتى الموت.
أما بالنسبة للجانب النسكي فقد تتلمذ القديس أثناسيوس فترة لدى القديس أنبا أنطونيوس ألهبت فيه زهد العالم وحبه للعبادة والتأمل وعدم مهابة الموت.
يظهر نضوجه المبكر من كتابيه "ضد الوثنيين"، كتاب "تجسد الكلمة" اللذين وضعهما قبل عام 319 م، الأول دعا فيه الوثنيين إلى ترك الوثنية، والثاني عرض فيه فكرًا لاهوتيًا بأسلوب علمي عن التجسد الإلهي.


في مجمع نقية (سنة 325 م):

قيل أن البابا ألكسندروس سام أثناسيوس قسًا أثناء المجمع ليعطيه حق الكلمة، فقد كان النجم اللامع، خذل الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح، مؤكدًا أنه "واحد مع الآب في الجوهر".

بابا الإسكندرية:

حاول أثناسيوس الهروب حين وجد رجال الإكليروس مع الشعب يلحون على سيامته أسقفًا للإسكندرية بعد أن تنيح البابا ألكسندروس (عام 328)، ما عدا قلة من الأريوسيين والميليتيين (أتباع ميليتس أسقف أسيوط الذي أنكر الأيمان أثناء الاضطهاد ثم عاد فحرض الأساقفة على الانشقاق، وحاول اغتصاب الكرسي الباباوي حينما كان القديس بطرس خاتم الشهداء مسجونًا).
سيم أسقفًا على الإسكندرية وبابا للكرازة وهو شاب (حوالي الثلاثين من عمره) وقد بقى سبع سنوات في جو من الهدوء، فيها سام فرمنتيوس أسقفًا على أكسوم بأثيوبيا (الأنبا سلامة)، وكان ذلك بداية تأسيس كنيسة أثيوبيا، حوالي سنة 330 م، وإن كان بعض الدارسين يرى أنها تحققت حوالي عام 357 م. وفى هذه الفترة قام بزيارة رعوية لصعيد مصر، فيها التقى بالقديس باخوميوس الذي هرب من لقائه حتى اطمأن أنه لن يرسمه كاهنًا.

مقاومة الأريوسيين:

له كان الأريوسيون مع الميليتيين على اتصال بيوسابيوس أسقف نيقوميديا يدبرون الخطط لتحطيم البابا أثناسيوس، فقد بقى حوالي أربعين عامًا لا يعرف طعم الراحة، نلحظها في النقاط التالية:
1. بتحريض يوسابيوس أصدر الإمبراطور قسطنطين أمره لأثناسيوس بقبول آريوس في الشركة، بعد أن ادعى الأخير توبته وكتب قانون إيمانه بصيغة ملتوية، وقد رفضه البابا، وكان ذلك حوالي سنة 330 م.
2. أبحر ثلاثة أساقفة ميليتيون إلى نيقوميديا يقدمون عريظة اتهام ضد البابا، وكان لدى الإمبراطور كاهنان كشفا كذبهم للإمبراطور، فأدانهم واستدعى البابا، فجاء وكشف بطلان حججهم ضده (إنه حطم كأس الأفخارستيا الذي يستخدمه أسخيراس الكاهن، وقتل الأسقف أرسانيوس... الأول أتى للبابا نادمًا ومعترفًا أنهم أغروه برشوة ليدعي كذبًا، والثاني كان مختفيًا في صور).
3. في سنة 335 عقد مجمع في صور يرأسه يوسابيوس القيصري يحركه يوسابيوس النيقوميدي، فيه قامت امرأة زانية تتهمه باغتصابه لها، فقام تلميذه الشماس تيموثاوس يحدثها كأنه أثناسيوس فقالت له بوقاحة أنه هو الذي سلبها عفتها وبتوليتها.... عندئذ خزي الكل! عرضوا أيضًا قضية الكاهن أسخيراس والأسقف أرسانيوس وجاءوا بشهود من اليهود يدعون أنهم موعوظون جدد.
ومع ظهور براءته هاج المجمع وماج، فترك البابا المجمع وانطلق إلى القسطنطينية.
وإذ شعر يوسابيوس وأعوانه بالخطر يلاحقهم أسرعوا ليدعوا بأن البابا هدد بمنع إرسال القمح من الإسكندرية إلى القسطنطينية، فهاج الملك ونفاه إلى تريف وكان ذلك في فبراير 336 م. في جرأة قال البابا للإمبراطور: " الرب يحكم بيني وبينك"....

بعد مجمع صور:

عُقد مجمع في أورشليم - بعد تدشين كنيسة القبر المقدس- من الأريوسيين أصدروا قرارًا بعودة أريوس إلى الإسكندرية في غياب البابا المنفي، فعاد أريوس تحت حراسة مشددة لكن ثورة الشعب ضده ألزمت الوالي أن يطالب بسحبه ورده إلى القسطنطينية، فاستدعاه الإمبراطور.
بذل يوسابيوس النيقوميدي كل الجهد لعودة أريوس للشركة الكنسية فكان البطريرك القسطنطيني الكسندروس مرّ النفس، ولما أُلزم بقبوله صلى إلى الله، فمات أريوس في مرحاض عام وهو في طريقه إلى الكنيسة.
بعد حوالي عام إذ كان قسطنطين على فراش الموت أوصى بعودة البابا أثناسيوس إلى كرسيه، وبالفعل عاد ليجد الإسكندرية كلها تترقبه على الشاطئ كملاك انحدر إليهم من السماء!
4. لم يهدأ يوسابيوس النيقوميدي عن مقاومة البابا، فقد نجح في إقناع الإمبراطور أن يستدعي الوالي ثيوذوروس لأنه كان صديقًا للبابا ويرسل فيلاجيوس الكبادوكي عوضًا عنه، الذي كان قد حكم الإسكندرية قبلا (335 ? 337 م) وهو عدو عنيف للبابا.
قام الأريوسيون بأعمال شغب وتخريب وقتل لإثارة الإمبراطور بأن وجود البابا ينزع السلام عن الإسكندرية، كما وجهوا ضده اتهامات كاستيلائه على القمح الخاص بالفقراء، وإعلانهم أن عودته غير كنسية لأنها بدون قرار مجمعي، وقد نزل القديس أنبا أنطونيوس يساند البابا المتألم.
5. خلال عام 338 أنهمك يوسابيوس النيقوميدي في الانتقال من نيقوميديا إلى أسقفية القسطنطينية، لأن العاصمة كانت قد انتقلت رسميًا من نيقوميديا إلى القسطنطينية، وإذ نجح في ذلك تفرغ لمقاومة البابا أثناسيوس ففي نهاية 338 أقنع الإمبراطور قنسطانطيوس بعقد مجمع في إنطاكية، فيه يصدر قرارًا بعزل البابا، صدر الأمر وانطلق الرعاع إلى كنيسة ثيؤناس لقتله، فهرب البابا. تعرض الكهنة والرهبان مع الشعب حتى النساء إلى موجة مرة من العذابات بل وذُبح البعض وسُجن آخرون، وبعد أربعة أيام دخل غريغوريوس الكبادوكي كأسقف للمدينة يضطهد المؤمنين.
لم يقف الرهبان مكتوفي الأيدي، فقد أرسل القديس أنبا أنطونيوس عدة رسائل منها إلى الأسقف الدخيل وبعض الضباط يؤنبهم عن تصرفاتهم، كما بعث القديس باخوميوس أفضل راهبين عنده هما زكاوس وتادرس ليسندا المؤمنين بالإسكندرية في غيبة البابا.سافر البابا أثناسيوس إلى روما ليلتقي بصديقه البابا يوليوس حيث كتب الأخير رسالة إلى يوسابيوس النيقوميدي وجماعته كطلب مجمع روما، في هذه الزيارة دخلت الرهبنة إلى الغرب، وتشبع الفكر اللاتيني بلاهوتيات أثناسيوس.
اعتبر اتباع يوسابيوس رسالة يوليوس التي برأت البابا أثناسيوس إهانة لكرامتهم، فعقدوا مجمعًا بإنطاكية، وكتبوا له يتهكمون ويهددون لكن في شيء من الحذاقة.
في سنة 342 التقى البابا أثناسيوس بإمبراطور الغرب قسطانس في ميلان وقد حاول اليوسابيون أن يصوروا لأخيه إمبراطور الشرق قسطنطيوس أنه تلاقى معه ليطلب عقد مجمع عام لأساقفة الشرق والغرب، وقد أكدّ البابا أنه لم يفعل ذلك، إنما كانت الفكرة لدى قسطانس قبل لقائه بالبابا.

6. رأى الإمبراطوران الشرقي والغربي أن يُعقد مجمع في سرديكا أي صوفيا (عاصمة بلغاريا) على حدود المملكتين وكان ذلك في عام 343، وقد جاء الأساقفة الأريوسيون من الشرق (كان يوسابيوس قد مات)، ورفضوا حضور المجمع لدخول البابا أثناسيوس وجماعته فيه، وإنما اجتمعوا في مدينة فيلوبوليس مقابل سرديكا وتقع في حدود مملكة الشرق، وقد تركوا خطابًا بيد يوستاثيوس كاهن كنيسة سرديكا يعتذرون أنهم اضطروا للرجوع لدعوة الإمبراطور لهم بعد عودته منتصرًا على الفرس، فيه حرموا هوسيوس ويوليوس وأثناسيوس وغيرهم. أما آباء مجمع سرديكا فوقعوا حرمانًا على أحد عشر أسقفًا أريوسيًا.
استخدم الأريوسيون إجراءات حازمة لمنع دخول أثناسيوس ورجاله إلى الإسكندرية لكن الرب بدد مشورتهم بأيدٍ أريوسية، فقد أتى بعض الأريوسيين بامرأة شريرة ودخلوا بها إلى أسقفين كانا مندوبي الإمبراطور قسطانس موفدين إلى أخيه إمبراطور الشرق. وإذ دخلت المرأة إلى حجرة أحدهما ووجدته شيخًا وقورًا يغط في النوم صرخت، وتجمعت المدينة وأعلنت ما قد حدث، وبسببها عُزل الأريوسي إسطفانوس أسقف إنطاكية. هنا تيقظ ضمير إمبراطور الشرق ليدرك شر الأريوسيين وألاعيبهم فأمر بعودة جميع المنفيين بسببهم، بل وأرسل ثلاثة خطابات للبابا أثناسيوس يعلن فيها شوقه لرؤياه، مترجيًا عودته إلى كرسيه.
قبل أن يذهب إلى الإمبراطور التقى أثناسيوس بصديقه الحميم يوليوس أسقف روما التي اهتزت نفسه بالفرح فكتب رسالة إلى كهنة الإسكندرية وشعبها يهنئهم على عودة أبيهم المناضل.
التقى رجل الآلام بالإمبراطور، ثم انتقل إلى بلاده، ليستقبله شعبه بفرح عجيب عام 346 م، بعد غياب طال أكثر من سبع سنوات، فيه ذاق الشعب مرارة الحرمان من رعاية البابا مع سقوطهم تحت اضطهاد الأريوسيين والميليتيين لهم، فكان رجوعه سبب بركة إذ رسم الأساقفة للإيبارشيات الخالية وازداد عدد المكرسين للخدمة والمتبتلين والرهبان بصورة ضخمة، وانطلق الكل يود تعويض السنوات العجاف.
7. انتهز الأريوسيين قتل قسطانس صديق البابا أثناسيوس حيث قامت حرب أهلية بين قاتل قسطانس ماجننتيوس والإمبراطور قسطنطيوس الذي صار إمبراطورًا للشرق والغرب شغلت الإمبراطورية أكثر من ثلاث سنوات، واتهموا البابا أن له علاقة سرية بالقاتل. وإذ تخلص الإمبراطور من ماجننتيوس تفرغ لمقاومة البابا الذي كان يكن له كراهية بغيضة في داخله. وبغضب شديد ألزم أساقفة الشرق والغرب بعقد مجمعين في آرل بفرنسا وميلان لعزل البابا ونفيه، وقد احتمل بعض الأساقفة النفي مثل باولينيوس أسقف تريف، ولوسيفر مطران سردينيا، ويوسابيوس أسقف فرشيلي بإيطاليا، وديوناسيوس أسقف ميلان، وهوسيوس أسقف قرطبة الذي كان قد بلغ المائة من عمره، أما ليبريوس أسقف روما فقد ثابر إلى حين وأخيرًا زلّ صاغرًا ووقّع على وثيقة الأريوسيين بعد أن أمضى في النفي سنتين.
هاجم الجند كنيسة القديس ثيوناس بينما كان البابا يصلي مع الكهنة والشعب، وإذ ماجت الجموع وسط بريق السيوف أراد البابا أن يبقى حتى يخرج أخر شخص، لكن الكهنة والرهبان ألزموه بالانسحاب خاصة وأن الظلام حلّ بالموقع حين انطفأت الشموع والمصابيح.
بقى أثناسيوس هاربًا ست سنوات يطلب الإمبراطور رأسه دون جدوى!
قدم الإمبراطور جورج الكبادوكي أسقفًا يغتصب الشعب ويتسلم الكنائس عنوة ويجمع الأموال، لكنه لم يستطع أن يحتمل البقاء في الإسكندرية، فهرب ليعود بعد موت الإمبراطور (سنة 361) فيقتله الوثنيون الذين كانوا يبغضونه (ربما للاستيلاء على أمواله).
كان أثناسيوس في منفاه الاختياري يتنقل من دير إلى دير ومن موضع إلى أخر، بقلبه الملتهب بحب الله وشعبه، يرعى أولاده خلال كتاباته العميقة، فكان خصبًا في إنتاجه الروحي. كتب سيرة الأنبا أنطونيوس، ودفاعه عن هروبه، وأرسل خطابات إلى أساقفة مصر وليبيا ولوسيفر أسقف كالاريس (كاجلياري بجزيرة سردينيا غرب إيطاليا) وإلى الرهبان المصريين، وأربع مقالات ضد الأريوسيين، وخمس رسائل عقائدية لسيرابيون أسقف تمى، وخطابات عن الروح القدس، وكتاب المجامع.
بموت قسطانطيوس وتولي يوليانوس الحكم ظهر البابا أثناسيوس عام 362 ومعه لوسيفر أسقف كلاديوس وأوسابيوس أسقف فرشيلي اللذان كانا منفيين بالصعيد.
عقد البابا مجمعًا بالإسكندرية عام 362 دعي "مجمع القديسين والمعترفين"، إذ كان جميعهم قد حضروا من النفي أو نالوا عذابات، لكن لم يدم الحال، فقد شعر يوليانوس بخطورة البابا أثناسيوس على الوثنية فبعث لوالي الإسكندرية يقول بأن الأمر بعودة المنفيين إلى بلادهم لا إلى كراسيهم، آمرًا إياه بطرد أثناسيوس خارج مصر، فاضطر البابا إلى الاختفاء في مقبرة أبيه 6 شهور. وإذ شدد الإمبراطور على الوالي اضطر البابا إلى ترك الإسكندرية متجهًا إلى الصعيد في مركب لحقتها مركب الوالي، فسأله الجند عن أثناسيوس، أما هو فقال لهم: "إنه ليس بعيد عنكم" فأسرعوا نحو الصعيد، وعاد هو إلى مدينة كايرو بجوار ممفيس، وبعد فترة صار يتنقل بين الأديرة في الصعيد.
قُتل يوليانوس وتولى جوفيان الحكم فأرسل خطابًا ودّيًا للبابا يدعوه للعودة، كما أمر بعودة كل المنفيين. رجع البابا إلى الإسكندرية حيث عقد مجمعًا فيه كتب خطابًا يحوي قانون الإيمان النيقوي، ثم انطلق لمقابلة الإمبراطور الذي قابله بالترحاب ليعود إلى الإسكندرية في فبراير 364، حاملًا معه خطابات الإمبراطور.
مات جوفنيان في فبراير 364 وتولى فالنتينان الحكم في نفس الشهر فاستلم الغرب وسلّم أخاه فالنس الأريوسي الشرق.
8. بعث فالنس منشورًا بعودة جميع الأساقفة الذين سبق نفيهم في حكم يوليانوس إلى أماكن نفيهم، اضطر البابا أن يغادر الإسكندرية إلى بيت ريفي. وتحت ضغط الشعب رجع أثناسيوس إلى كرسيه بعد حوالي تسعة شهور (مايو 635 - فبراير366) فامتلأت الإسكندرية فرحًا.
عاد البابا من نفيه الخامس وقد بلغ حوالي السبعين من عمره ليمارس رعايته لشعبه بروح متقدة بالغيرة، خاصة في تطهير البلد من كل فكر أريوسي.
في عام 369 عقد مجمعًا بالإسكندرية من 90 أسقفًا للاهتمام بالفكر الإيماني المستقيم، وبقى عاملًا حتى بلغ الخامسة والسبعين من عمره ليسلم للأجيال وديعة الإيمان المستقيم بلا انحراف.
+ نشاة أثناسيوس:

ولد هذا القديس فى مدينة الإسكندرية سنة 256 م وكان أبواه وثنيين وقد توفى والده وهو صغير فأرسلته أمه مدرسة المسيحين وكان يميل للعبادة التى يمارسها المسيحيين وذات يوم كان يمثل مع بعض زملائه الصغار على شاطئ البحر شعائر المعمودية وكان البابا الكسندروس ينتظر بعض الأساقفة لينالوا الغذاء معه ورأى هؤلاء الأطفال يعمدون بعضهم ويؤدون الشعائر بكل دقة فعندما وصل ضيوفه طلب منهم مراقبة الأطفال معه واندهشوا من دقة الأطفال وعند ذلك نادى البابا الكسندروس الأطفال وسألهم عما كانوا يفعلون وتلعثم الأطفال قليلا ولكن نظرة العطف والحنان البادية على وجه البابا الإسكندرى شجعتهم فاعترفوا انهم كانوا يؤدون شعائر التعميد ناء على اقتراح زميلهم أثناسيوس الذى كان يقوم بدور الأسقف وقام بتعميد الأطفال الوثنيين ودار حديث بين البابا الإسكندرى والأساقفة اجمعوا على صحة ما قام به أثناسيوس من غطاس وأسرعوا بإعطاء الأولاد سر الميرون ورشح أثناسيوس وبعض الأولاد الذين اشتركوا معه أجراء هذه الشعائر إلى رتبة الكهنوت ولم يكن حين إذ عمر أثناسيوس تجاوز الثانية عشر.

ولما بلغ اثناسيوس الخامسة عشر من عمره أرادت أمة أن تزوجه ولكنه أصر على الرفض فلجأت أمه إلى فيلسوف عرافه فطلب منها أن تهيئ الفرصة لتناول العذراء معه وبعد الغذاء قال لها العراف " لا تتعبى نفسك لأنك لم تصلى إلى غايتك فابنك لابد تابع الجليلى وستكون حياته رائحة ذاكية تعطر الشعوب جميعها " فتوجهه به إلى البابا الكسندروس ليكون تحت رعايته.
وأخذ أثناسيوس ينمو فى الحكمة والنعمة عند الله والناس وتتلمذ على أيدى معلمى الإسكندرية العظام وتعلم منهم القواعد النحوية والمنطق والخطابة والبلاغة والفلسفة اليونانية والقانون الرومانى وغاص فى بحار الأسفار الإلهية ثم ذهب إلى الصحراء حيث قضى ثلاث سنوات مع الأنبا انطونيوس وفى هذه الفترة كتب كتابين أحدهما عن
+ بطلان الأوثان
+ والثانى عن وحدانية الله.

+ موقف أثناسيوس من بدعة آريوس:

عاد أثناسيوس إلى الإسكندرية وكان يؤدى خدمته الشماسية على خير وجه حيث انه كان يتوجه يوميا إلى الفقراء ليطعم الجياع ويكسوا العراة ويتفقد المسجونين ويضيف الغرباء وكان يثبت من تزعزع إيمانه فاحبه الناس وفى ذلك الحين ظهرت بدعة آريوس فتجمع ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا" فى نيقية ليضيعوا أسس للإيمان الأرثوذكسى.
فاصطحبه البابا الكسندروس معه إلى المجمع وتحدث أثناسيوس فى المجمع وأفحم آريوس وسمى بطل كنيسة المسيح واختاره الشعب والإكليروس للبطريركية فى (8 بشنس سنة 44 ش، 5 مايو 328 م، رسموه بابا سنة 327) فى عهد قسطنطين قيصر وكان عمره 28 سنة ووضع عليه الأيدى لأول مرة خمسون أسقفًا.
وبعد مضى ثلاث سنوات من السلام لبابوية الأنبا أثناسيوس رسم فرومنتيوس أسقفات على الحبشة سنة 318 م وقام برحلة رعوية بدأت من الإسكندرية فبعث البابا إلى معلمه الأنبا انطونيوس رسالة يطلب منه أن يغادر عزلته ويتجه مع رهبانه إلى الإكندرية ليقف فى وجه أريوس واعوانه ولبى الأنبا انطونيوس نداء تلميذه فبادر بالذهاب إلى الإسكندرية فى جماعه من أبنائه الرهبان واخذوا يقاومن البدعة ومبتدعيها.
وظل آريوس يحارب أثناسيوس بشتى الصور فمثلا ادعى أن أثناسيوس قتل أرسانيوس وانتهك حرمه الأسرار المقدسة واقترف إثم الفسق مع بتول والسحر ومع كل هذه الافتراءات استطاع أثناسيوس أن يقدم الدليل والشهود على براءته من هذه الادعاءات فحاول اتباع آريوس قتله فهرب من مجمع صور فانتهز المجمع الفرصة وحكموا عليه بالعزل من كرسيه وكتبوا قرار بذلك وأرسلوه إلى سائر الكراسى ونفى إلى مدينة تريفير أو تريف بعد أن اتهمه الآريوسيين انه كان يمنع تصدير الغلال من الإسكندرية إلى القسطنطينية وأرسل قسطنطين إلى الكسندروس أسقف القسطنطينية يطلب منه قبول آريوس فى كنيسته، فرفض فى أول الأمر لأن الذى جرده من رتبته الكهنوتية مجمع مسكونى ويجب أن يعيده إلى رتبته مجمع مسكونى ثم سمح له بعد ذلك أن يقيم الصلاة فى كنيسته اول يوم من أيام الآحاد ولحرص القديس الكسندروس والكهنة وخاصة القديس يعقوب اسقف نصيبين على الإيمان الأرثوذكسى صاموا جميعا سبعة ايام وفى نهاية هذه المدة كان اليوم المحدد لاشتراك آريوس فى الصلاة والخدمة الكنسية عموما فزحف بموكب حافل تتقدمه العساكر إلى الكنيسة وفى نفس اللحظة كان البطريرك منحنيا أما المذبح يذرف العبرات طالبا من الرب أن ينقله من هذه الحياة قبل أن يرى آريوس مشتركا " مع القويمى الإيمان فبينما كان آريوس سائرا " فى هذا الموكب فى أعظم شوارع المدينة مع اصحابه أصابه إسهال شديد فقذف من جوفه مواد كثيرة حتى أمعاءه كلها ومعها خرجا نفسه الشريرة وكان هذا جزاءا " لكفره وآمن بعد ذلك الإمبراطور قسطنطين أن آريوس كان شريرا وتوسط الأنبا انطونيوس لدى الملك فى ترجيع أثناسيوس إلى كرسيه فبعث له برسالة ولكنها لم تأت بجدوى وبعد وفاة آريوس ومعرفة الملك بما حدث أراد إعادة أثناسيوس ولكن المنية وأتته فاقتسم ولداه اللملكة بينهما فاستولى قسطنس الأزيوس على الشرق وأما قسطنطين القويم الإيمان فملك على الغرب واستدعى أثناسيوس وطيب خاطره وزوده برسالة وبعثه إلى شعبه فى الإسكندرية مكرما وحاول اتباع آريوس أن يطردوه من مركزه فبعثوا بشكاوى إلى بيوليوس أسقف روميه تتضمن أنه رجع إلى كرسيه بلا قرار مجمع.

فبعث الأسقف الرومانى بصورة هذه الشكاوى إلى أساقفة مصر ليروا فيها فاجتمع فى الإسكندرية ثمانون أسقنا وكتبوا منشورا إلى أساقفة المملكة يحتجون عن رئيسهم ويكذبون ما وصل إليه من أكاذيب وأرسلوا نسخه منه إلى الأسقف الرومانى وأما الآريوسيين فعقدوا مجمعا فى إنطاكية تحت رئاسة أوسابيوس نصير آريوس الذى كان أسقف القسطنطينية وقتئذ فحكموا فيه بخلع أثناسيوس وأقاموا بدلا منه رجلًا "يدعى غريغوريوس الكبادوكى فجاء الكبادوكى وبرفقته فيلاغورس معتمد الملك بجند إلى ألإسكندرية وحاول الجنود أن يفتكوا بالشعب وبرفقته الوثنيين واليهود هذه الفرصة وهيجوا الجنود على الشعب فبطشوا به ودنسوا فانتهز الوثنيين واليهود هذه الفرصة وهيجوا الجنود على الشعب فبطشوا به ودنسوا الأماكن المقدسة بالقتل والفتك ودنسوا العذارى المكرسات وهجم البطريرك الدخيل على الكنيسة يوم جمعه الآلام وقبض على اربعة وأربعين عذراء عراهن وضربهن بالسياط وقتل عددًا" من الشعب وكان يقصد من ذلك قتل أثناسيوس وكان أثناسيوس قد هرب قبل الفصح إلى روميه ليؤيدا احتجاجات مجمع أساقفته ويبرر نفسه مما نسبه إليه الآريوسيين وعندما وصل إلى روميه عقد أسقفها مجمعا مكون من 70 أسقف وطلب أن يحضر فى مجمع إنطاكية فلم يجيب المجمع على هذه الدعوة واعتبرها تعديا عليه ولم يعقد هذا المجمع ثم عقد الآريوسيين مجمعا مكونا من تسع وسبعين أسقفا فى إنطاكية الذى شجب بدعة آريوس ولكنهم أبدوا حرمان البابا أثناسيوس وأرسلوا قرار المجمع لأسقف روميه كما أرسلوا إليه رسالة يعنفونه فيها بسبب قبوله آريوس وقد عرفوه بأنهم يرفضون الحضور لعقد مجمع فى روميه لأن الدعوة إليه دعوة فردية وغير قانونيه ولكن أسقف روميه عقد مجمعا من مائة وخمسون أسقفًا وفى هذا المجمع قرأت رسالة أسقفة مصر التى برءوا فيها البابا أثناسيوس وظل أثناسيوس سنة ونصف فى روميه وضع فيها أسس نظام الرهبنة للرومانيين وكان دائما يذهب إلى قبرى القديس بطرس وبولس ثم عقد مجمع سرديكا سنة 345 م واصدر قرارا " ببراءة البابا أثناسيوس وتثبيت قانون الإيمان الذى تم بجمع نيقيه وحكموا بعزل غريغوريوس الكبادوكى. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). ثم دعى الملك قسطنس الأرثوذكس الغيور البابا أثناسيوس برسالة رقيقة إلى مدينة أكويلا فقصد البطريرك مدينة روميه وودع أسقفها يوليوس وقابل البابا الملك قسطنطين فأعطاه رسالة إلى أخيه قسطنس الآريوسى شديدة اللهجة وطلب فيها قبول البابا أثناسيوس وإرجاعه إلى كرسيه رجوع البابا أثناسيوس فرح به وايد رجوعه إلى كرسية حيث قابل القديس مكسيموس أسقفها حيث انه فى ذلك الوقت تم قتل غريغوريوس الدخيل واستقبل الشعب البابا باحتفال عظيم وفرحة لا توصف وما كاد البطريرك يستريح من السفر حتى أسأنف نشاطه لمحاربة بدعة أريوس وخلع الأساقفة الأريوسيين ثم نشر رسالة فى عيد القيامة سنة 347 م وبدأها بشكر للرب على رجوعة إلى مقامه وختمها بينات عن الأساقفة الذين رسمهم حديثا والأماكن التى عينوا بها ودام السلام لمدة ثلاث سنوات وفى سنة 350 م قتل الملك قسطنطين الأرثوذكسى على يد رجل جرمانى يدعى ماثياس وقد أراد هذا الرجل الاستيلاء على الشرق فأرسل منشورا إلى مصر يدعوها فيه للتمرد على القيصر وكان يريد الاستيلاء عليها ولكن البابا أثناسيوس بحكمته فى الحال دون ذلك إذا أوصى الشعب بالخضوع للإمبراطور وبعد أن استقل قسطنس بالملك وجه حربة إلى الأرثوذكسيين وعلى رأسهم البابا أثناسيوس واحتال فى بادئ الأمر علية ليعيده إلى رتيبته كى يسهل عليه الانتقام منه ولكن منه ولكن علم القديس أن أعدائه احذوا يدسون له الدسائس من جديد فأرسل سنه 353 م خمسة أساقفة وثلاث قسوس إلى قسطنس لأثبات براءته وكان مع هؤلاء ولكن قسطنس جمع مجمعا " فى فرنسا فى ايريلانى وكانت رغبة الإمبراطور هى محاكمة أثناسيوس فنفاه وأثار قسطنس اضطهادا "مريرا" على الأرثوذكسية.
وقام الإمبراطور بتكليف سريانوس الأمر للبابا ولكن البابا رفضه لأنة لا يوجد لديه أمر كتابى يثبت ذلك وبعد أسابيع كان القديس يصلى بالكنيسة صلاة الغروب وشعر بالحصار للكنيسة حيث حاصرها خمسة ألف من الجنود سنة 356 م وأخذه المؤمنين بالقوة إلى خارج الكنيسة وأخفوه وكتب الشعب شكوى للإمبراطور عن قسوة الوالى ولكن الإمبراطور امتدحه بدلا " من أن يعاقبة ولذلك كره الشعب الوالى والإمبراطور وقد اختفى البابا فى المدينة فترة ثم ذهب إلى الصحراء انفرد فى مغارة للعبادة مع رهبانه ببرية طيبة وكان يرسل إلى المؤمنين برسائل ليثبت أيمانهم وفى ذلك الحين كان الأريوسيون قد أقاموا بطريرك دخيلا يدعى جورجيوس من كبادوكية وأشاروا على قسطنس أن يكتب رسالتين لملكى الحبشة أزاناس وسازاناز يخبرهما فيها أن البابا أثناسيوس هو طوقى وسيامته لفرومينتيوس أسقف الحبشة باطلة وينبغى أن يرسلا أسقفهما لينال الرسامة الصحييحة من جورجيوس ولم يعبا أى من ملكا الحبشة برسالة قسطنس لثقتهما بأثناسيوس.
وأثناء وجود





القديس أثناسيوس فى الصحراء بعث إلية الأنبا سرابيون أسقف أتمى ينبئة فيها بظهور بدعة جديدة ابتدعها مقدونيوس أسقف القسطنطينية مؤداها أن الروح القدس مخلوق فحزن أثناسيوس حزنا " شديدا " فأسرع بالكتابة للدفاع عن الأيمان مثبتا لا هوت الروح القدس الذى هو أحد الاقانيم الثلاثة معتمدا "" على أيات الكتاب المقدس والتسلسل المنطقى وكانت لهذه الكتابات أثرها البالغ فى النفوس مما أدى إلى إخماد هذه البدعة طلبة حياة الأنبا أثناسيوس.

+ رجوع الأنبا أثناسيوس من الصحراء:-

بعد اغتيال الأسقف الدخيل وصل أثناسيوس أذن الإمبراطور يوليانوس بالعودة إلى عاصمته فقرر أن يعود فأستقبله الشعب على ضفتى النيل بالترانيم المتصاعدة حيث انه كان على ظهر سفينه فى النيل عائدا " من الصحراء ".
وبدا الاضطهاد من جديد حيث أن الإمبراطور يوليانوس أعلن جحوده اله المسيحيين واخذ يطارد أثناسيوس رجع إلى الإسكندرية واختباء فى قبر أبية وبعد مضى سته اشهر عرف خصوص أثناسيوس انه لم يغادر المدينة مطلقا وكان يوليانوس مشغولا بالاستعداد لمحاربة الفرس فاكتفى بإصدار بتتبع أثناسيوس ومطاردته فغادر أثناسيوس المدينة ولجا إلى الصحراء حيث عاش متنقلا بين أديرتها وعجز جنود يوليانوس على العثور علية.
وبعد قتل يوليانوس الجاحد وتولى يوبيانوس شئون المملكة واصدر أمر برجوع أثناسيوس وجميع الأساقفة الأخرين وبعث الإمبراطور برسالتين إلى الأنبا أثناسيوس الأولى يوضح فيها إعجابه به والثانية يسأله أن يوضح له الإيمان القويم فرد عليه البابا برسالة يوضح فيها الإيمان القويم. وقام الأنبا أثناسيوس برحلة رعوية وبعد عودته وجد أن الإمبراطور فالنس أشعل نار الاضطهاد على المسيحين وأمر بنفى جميع الأساقفة فثارت ثائرة الشعب وعندما عاد البابا من رحلته علم بما حدث من الإمبراطور وكلما كان الوالى يفكر فى مجرد محاول للآمساك بالبابا كان الشعب يثور أكثر وأكثر رغم ما يعانيه من مصادرة الأموال والإرهاب والحريق فخاف الوالى وذات يوم أثناء الليل ااتجه الجنود إلى الكنيسة التى كان يقيم فيها الأنبا أثناسيوس للإيقاع به ولكنهم وجدوا الكنيسة خيالية ولا يوجد بها أحد لأن أنصار البابا فى البلاط اخبره بما اعتزما الوالى فاخذ يسير فى الشوارع ثم توجها للعيش فى قبر أبيه وثارت ثائرة الشعب وأثاروا الشغب وأدرك الإمبراطور إنه لم يعم السلام إلا إذا عاد الأنبا أثناسيوس إلىمنصبه وبالفعل عاد الأنبا أثناسيوس بعد أربعة شهور من اختفاءه وما لبث أن عاد أثناسوس إلى الإسكندرية وجد أن صديقه أبولنيارويوس أسقف اللازقيه قد وقع فى بدعة مؤادها أن المسيح مجرد من النفس العاقلة لأن ناسوته كان من جوهر لاهوته ووضع ثلاث مجلدات لمحاربة هذه البدعة بنفس المنطق والوضوح الذى حارب به البدعة الآريوسيه ولم يذكر اسم صديقه ابولنياريوس لحبه الشديد له أو يشير إليه من قريب أو بعيد وحفظ القديس أثناسيوس على السلام لمدة خمسة أعوام وفى نهاية السنين الخمسة انتقل إلى بيعه الأبكار
فى 7 بشنس سنة 373 م و 89 ش وانتهت حياة هذا البطريرك العظيم وهى حياة طويلة حيث قضى فى رئاسة الكهنوت خمسا وأربعين سنة عاصر خلالها "ست عشر إمبراطورا".

* يُكتَب خطأ: القديس أثناسي، أثناسيو، أثناسيوي، أثاناسيوس الرسول، أتناسيوس، أثناسوس، أناسيوس، أثناثيوس، أثناثيوث، أثناسيوث.

Mary Naeem 02 - 11 - 2016 04:09 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا بطرس الثاني
(373 - 379 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : بطرس
تاريخ التقدمة : 19 بشنس 89 للشهداء - 16 مايو 373 للميلاد
تاريخ النياحة : 20 أمشير 95 للشهداء (97؟) - 15 فبراير 379 للميلاد (380؟)
مدة الإقامة على الكرسي : 5 سنوات و9 أشهر
مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون : فالنس
← اللغة القبطية: Papa Petrou =b.


  • قدم بطريركًا بعد القديس أثناسيوس الرسولي معلمه، وقد قاسى شدائد كثيرة من أتباع أريوس، الذين حاولوا قتله مرارًا فكان يهرب منهم وظل مختفيًا مدة سنتين أقاموا خلالها واحدًا منهم بدلًا له اسمه لوكيوس، غير أن المؤمنين تمكنوا من إبعاد لوكيوس الدخيل وإعادة الأب بطرس حيث أقام في كرسيه 6 سنين مضطهدًا مقاومًا.
  • ولما أكمل له ثماني سنين، نقله الرب من أتعاب هذا العالم ومضى إلى النعيم الدائم.

تعيد الكنيسة بنياحته في العشرين من شهر أمشير. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا بطرس الثاني الإسكندري (20 أمشير)
في مثل هذا اليوم من سنة 370 م. تنيَّح الأب القديس المغبوط الأنبا بطرس الثاني بابا الإسكندرية الحادي والعشرون. وقدم بطريركا بعد القديس أثناسيوس الرسولي معلمه، وقد قاسي شدائد كثيرة من أتباع أريوس، الذين حاولوا قتله مرارًا، فكان يهرب منهم وظل مختفيًا مدة سنتين أقاموا خلالها واحدًا منهم بدلًا له اسمه لوكيوس، غير إن المؤمنين تمكنوا من إبعاد لوكيوس الدخيل، وإعادة الأب بطرس حيث أقام في كرسيه ست سنين مضطهدا مقاوما. ولما كمل له ثماني سنين نقله الرب من أتعاب هذا العالم ومضي إلى النعيم الدائم. صلاته تكون معنا آمين.
معلومات إضافية
توالت الأيام امتدت الشيخوخة إلى الأنبا أثناسيوس بطل الأرثوذكسية وحامى الإيمان القويم وحين علم بالروح أن ساعته قد حانت أراد أن يسلم الوديعة التي ائتمنه عليها الله إلى إنسان يستطيع أن يحافظ عليها من الاضطهادات الكثيرة التي تواجهها، لذلك اتجه فكرة إلى تلميذه بطرس لأنه كان واثقًا من محبته وإخلاصه. وكان بطرس قد تشبَّع بتعاليم معلمه الأرثوذكسية، وجرأته في مواجهة أي اضطهاد كان.. وكان الإمبراطور آن ذاك هو فالنس الوالي للآريوسين فلما علم بأن المصريون انتخبوا بطرس الثاني خليفة لباباهم الراحل، استشاط غضبًا وأرسل إلى واليه في الإسكندرية يأمره بخلع الأنبا بطرس الثاني وتنصيب لوسيوس الآريوسي مكانه وكذلك أمر بأن ترافق لوسيوس كتيبة عسكرية من الجنود الرومانية إلى الإسكندرية واقتحمت هذه الكتيبة الكنيسة الكبيرة وأشهروا سيوفهم أمام المصلين فسالت دماء الكثيرين دفاعا عن كنيستهم وباباهم الذي استطاع أن يغادر الكنيسة (الكاتدرائية) إلى قصر مهجور على شاطئ البحر. وعاشت الإسكندرية مرة أخرى فترة من أحلك فترات تاريخها ولقد أرسل والى الإسكندرية رسالة إلى الإمبراطور أن جنوده لم يستطيعوا القبض على البابا الإسكندري فأمر الإمبراطور بنفي جميع أساقفة مصر ما لم يقبلوا التعاون مع لوسيوس الآريوسي وفي شهر مايو 378 م. إذ كان الإمبراطور فالنس مشغولا بمقابلة سكان شمال أوربا رجع البابا بطرس إلى الإسكندرية وجلس على كرسي البطريرك مرة ثانية، فاشتكى لوسيوس إلى الإمبراطور الذي لم يلتفت إليه لانشغاله وسقط الإمبراطور فالنس في الحرب فخلفه ثيئودوسيوس الذي أظهر حبه بوجوده اتجاه البابا بطرس وطلب منه أن يرعى كنيسة القسطنطينية والتي كانت تحتاج إلى عناية فائقة نتيجة تأثير الآريوسية عليها فقبل البابا بطرس هذا الطلب وأرسل صديقه البار غريغوريوس النيزينزى ليكون أسقفًا عليها. واستمر البابا بطرس بعد ذلك مواظبًا على رعاية شعبه كوكيل مؤتمن حتى أتم جهاده.
وتنيَّح في 20 أمشير سنة 97 ش. وفي شهر فبراير 380 م.
قداسة البابا بطرس الثاني البابا الحادي والعشرون

سيامته بابا الإسكندرية (21):


نشأ بالإسكندرية وتتلمذ على يدي البابا أثناسيوس الرسولي (20)، فتشرب منه الحياة الإيمانية المقدسة والغيرة المتقدة على وديعة الإيمان المستقيم، فأحبه البابا وسامه كاهنًا بالإسكندرية. وعندما طلب القديس باسيليوس من يسنده في مقاومة الأريوسية التي تنكر لاهوت المسيح، أرسله البابا أثناسيوس ومعه من يعاونه، فقاموا برسالتهم بروح الغيرة الحقة وعادوا إلى الإسكندرية. أسند إليه البابا السكرتارية، وكأنه كان يعده كخلفٍ له.
وبالفعل إذ اشتد المرض بالبابا وشعر بقرب رحيله أشار لشعبه وكهنته عليه كخلفٍ له. تنيح البابا أثناسيوس، وكان الأريوسيون يطمعون في الكرسي، لكن الشعب مع الكهنة أسرعوا بتحقيق أمنية باباهم الراحل، فسيم بطريركًا سنة 373 م في عهد فالنس الأريوسي، الذي امتلأ غضبًا وحنقًا على الأقباط بسبب هذه السيامة.
مقاومة فالنس له:


وجد الأريوسيون أن فرصتهم قد ضاعت بسيامة البابا بطرس الثاني بطريركًا، لكن وجود فالنس الإمبراطور الأريوسي شجعهم على الشكوى ضد البابا بأنه لا يستحق هذا المركز، فوجد فالنس فرصة للانتقام، وبعث إلى والي الإسكندرية "بلاديوس" يأمره بنفي البابا بطرس وإقامة لوسيوس الأسقف الأريوسي بدلًا منه.
كان لوسيوس هذا مصريًا نال الأسقفية بطريقة غير شرعية خارج البلاد، طمع في الكرسي المرقسي، وإذ دخل الإسكندرية ذهب إلى بيت والدته، وقد ثار المؤمنون ضده، وخشي الوالي من قيام ثورة فقام بطرده خارج مصر لينجو بحياته. الآن، بأمر الإمبراطور فالنس انطلق لوسيوس إلى مصر ومعه كتيبة ضخمة تحت قيادة ماجينوس أمين خزينة الملك وأوزوسيوس البطريرك الدخيل.
هجم القائد بجنده على الكنيسة، وقد حال المؤمنون دون بلوغ الجند إلى باباهم، وتحت ضغط المؤمنين ولسلامهم اضطر إلى الهروب والاختفاء في قصر مهجور على شاطئ البحر، حيث كتب من هناك رسالة رعوية لشعبه يثبتهم على الإيمان المستقيم، بينما فتك الجند ببعض المؤمنين منتهكين المقدسات الإلهية.
أبلغ الوالي الإمبراطور بهروب البابا فكان رده هو إلزام الأساقفة بالخضوع للوسيوس والتعاون معه، ومن يخالف الأمر يُنفي.
قيل للوالي إن الأسقف ميلاس يقاوم لوسيوس والأريوسية، فانطلق الجند إلى إيبارشيته، وكانت على حدود مصر مع لبنان (من جهة الشام)، فذهبوا إلى رينوكرورا عاصمة أسقفيته، وإذ دخلوا الكنيسة وجدوا شخصًا بسيطًا يُعد السرج فسألوه عن الأسقف، فقادهم إلى دار الأسقفية وقدم لهم طعام العشاء وخدمهم بنفسه، وأخيرًا قال لهم انه هو الأسقف، فدُهش الكل من محبته وكرمه واتضاعه. سألوه أن يهرب حتى لا يُنفي، أما هو فبابتسامة أجابهم: "إني أفضل النفي في سبيل الإيمان عن الحرية في ظل الأريوسية".
في روما:


انطلق البابا الإسكندري إلى روما حيث قوبل بحفاوة بالغة، إذ كانوا يذكرون البابا أثناسيوس سلفه ودفاعه المجيد عن الإيمان. التقى بأسقف روما داماسوس، وشجعه على عقد مجمع لحرم الأريوسيين وأرسل القرارات إلى الأسقف الشرعي لإنطاكية ميليتوس، ولم يرسل إلى أسقف إنطاكية الأريوسي الدخيل. وقام ميليتوس بعقد مجمع بدوره حضره 146 أسقفًا وافقوا بالإجماع على قرارات المجمع الروماني. وبهذا أعاد البابا الإسكندري علاقات الود بين روما وإنطاكية.
انهيار لوسيوس:


اقتحم لوسيوس الكرسي المرقسي بالسلطة الزمنية، لكنه لم يستطع أن يقتحم القلوب، فهجره جميع المؤمنين، وإذ مُنعوا بالقوة الإجبارية من الصلاة بدونه لزموا بيوتهم، رافضين مشاركة هذا المبتدع الدخيل. قام لوسيوس بعملية تخريب وبطش في الكنيسة، لا في داخل المدينة فحسب، وإنما أرسل الجند إلى البراري يفتكوا بالنساك، حتى الشيوخ منهم.
سام هذا البطريرك الدخيل أساقفة أريوسيين ليحتلوا مراكز الأساقفة المنفيين، فكانوا أساقفة بلا شعب!
لم يترك الله كنيسته وسط هذا الضيق الأريوسي الشديد، فقد عمل بطرق كثيرة منها أن بعض القبائل العربية التي على حدود مصر والشواطئ الأسيوية تكتلت معًا وأقامت دولة تحت قيادة ملكة اسمها موفيا، لم تكن مسيحية، لكنها أرادت إرضاء شعبها الذي ضم مسيحيين كانوا على علاقة طيبة بمصر، وكان من بينهم راهب متوحد قبطي يدعى موسى، أرادوا سيامته أسقفًا عليهم.
وإذ انهار فالنس أمام هذه القبائل طلب عقد معاهدة صلح فاشترطت سيامة موسى هذا على يدي الأساقفة في الإسكندرية، فوافق. ذهب الراهب المتوحد موسى إلى الإسكندرية ومعه نواب الإمبراطور، وإذ عرف أن لوسيوس الأريوسي اقتحم الكرسي رفض السيامة على يديه، وعبثًا حاول نواب الإمبراطور إقناعه. طلب الراهب أن يعود إلى بريته ولا يُسام على يد هرطوقي، الأمر الذي يسبب مخاطر بين فالنس والقبائل هناك. أخيرًا اضطر النواب أن يأتوا بأساقفة أرثوذكس من المنفى لسيامته وسط فرح الإسكندريين وتهليلهم. وقد استطاع الأسقف موسى أن يكسب الملكة موفيا من الوثنية إلى المسيحية، كما قام بدورٍ هام بالنسبة لكنيسة الإسكندرية بكونها الكنيسة الأم بالنسبة له.
أيضًا وسط هذا الضيق بعث الله بالقديسة ميلانيا ابنة قنصل أسبانيا في البلاط الإمبراطوري التي زارت مصر، ونالت بركات النساك فيها، وكانت تسند الأساقفة المنفيين وتهتم باحتياجاتهم.
نذكر أيضًا بفخر دور الناسك جلاسيوس الملقب بالمحارب، الذي رعى جماعة من النساك في برية شيهيت قاموا بدور كبير في خدمة الكنيسة وسط الاضطهاد الأريوسي، خلال شعورهم بالالتزام بالعمل في كنيسة اللَّه المتألمة.
أخيرًا إذ انشغل فالنس بالحرب مع الفرس رجع البابا بطرس من رومية بعد أن قضى بها حوالي خمس سنوات، فاستقبله الشعب بكل حفاوة وطردوا لوسيوس الدخيل الذي انطلق إلى فالنس يشتكي شعب الإسكندرية، وفي نفس العام قُتل فالنس وخابت آمال لوسيوس.
دوره في القسطنطينية:


إذ كانت القسطنطينية قد تمزقت بسبب الهرطقات أرسل الإمبراطور ثيؤدوسيوس إلى البابا الإسكندري بطرس الثاني ليهتم بها. وبالفعل بذل كل جهدٍ لإصلاح شأنها حتى تسلم القديس غريغوريوس النزينزي هذه الإيبارشية كطلب شعب القسطنطينية يعاونه في ذلك البابا بطرس، وقد قبل غريغوريوس اللاهوتي الأمر بعد ضغط شديد. طمع مكسيموس الكلبي في كرسي القسطنطينية فذهب إليها وتظاهر بمصادقته للقديس غريغوريوس، وكان هدفه بث دسائس ضده. بعد ذلك ذهب إلى الإسكندرية واستطاع بمكره أن يخدع البابا لترشيحه للبطريركية عوض القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس (النزينزى). وإذ سمع القديس بذلك وكان مريضًا على الفراش قام ليحضر سيامة مكسيموس، إذ كان هو زاهدًا في كل شيء، وكان يحسب مكسيموس صديقًا له. ثار الشعب القسطنطيني على ذلك ورفضوا سيامته بل وطردوه طالبين القديس غريغوريوس بطريركًا. تظلم مكسيموس لدى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الذي رفض إقامة أسقف دون رغبة الشعب. وعندما فشل ذهب إلى البابا بطرس ليسنده، وإذ اكتشف حيلته رفض مساندته ضد الشعب، وطلب من الوالي أن ينفيه لتصرفاته الخاطئة. أراد البابا إزالة ما حدث من لبس في الأمر وتوضيح موقفه أمام شعب القسطنطينية لكنه رحل سريعًا في 20 أمشير (سنة 380 م).


Mary Naeem 02 - 11 - 2016 04:13 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا تيموثاوس الأول
(379 - 385 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية الاسم قبل البطريركية : تيموثاوس تاريخ التقدمة : 17 برمهات 95 للشهداء (97؟) - 14 مارس 379 للميلاد (380؟) تاريخ النياحة : 26 أبيب 101 ش. - 385 ميلادية مدة الإقامة على الكرسي : 6 سنوات و4 أشهر و6 أيام مدة خلو الكرسي : 26 يوما محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية محل الدفن : كنيسة بوكاليا الملوك المعاصرون : ثيؤدوسيوس صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا تيموثاوس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ22
← اللغة القبطية: Papa Timo;eou =a.


  • تولى الكرسي المرقسي في 17 برمهات سنة 95 للشهداء، وقد رعى رعية المسيح أحسن رعاية وحرسها من الذئاب الأريوسية.
  • وفي السنة السادسة من رئاسته أمر الملك ثاؤذوسيوس الكبير بعقد المجمع المسكوني بالقسطنطينية لمحاكمة مقدونيوس عدو الروح القدس وكان هذا البابا رئيسًا لهذا المجمع فناقش مقدونيوس وسبليوس وأبوليناريوس وأظهر ضلالهم.
  • أقام على الكرسي المرقسي ست سنين وأربعة أشهر وستة أيام وتنيَّح بسلام في السادس والعشرين من أبيب سنة 101 للشهداء.
صلاته تكون معنا آمين.

السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة القديس تيموثاؤس بابا الإسكندرية الثاني والعشرين (26 أبيب)
في مثل هذا اليوم من سنة 101 ش. (20 يولية سنة 385 م.) تنيَّح البابا القديس تيموثاؤس الثاني والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية وقد تولي هذا القديس الكرسي في 17 برمهات سنة 95 ش. (14 مارس سنة 379 م.) وقد رعي رعية المسيح أحسن رعاية وحرسها من الذئاب الأريوسية وفي السنة السادسة من رئاسته ملك ثاؤدسيوس الكبير وفيها أمر الملك بعقد المجمع المسكوني بالقسطنطينية لمحاكمة مقدونيوس وسبليوس وأبوليناريوس، وأظهر ضلالهم كما هو مذكور في اليوم الأول من شهر أمشير.
وقد اهتم هذا القديس ببناء الكنائس في الإسكندرية وغيرها وكان عالما فصيحا وترك كثيرا من الأقوال ردا علي الأريوسين وأقام علي الكرسي ست سنين وأربعة أشهر وستة أيام وتنيَّح بسلام.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

معلومات إضافية عن القديس تيموثاوس الكبير
بعد نياحة البابا بطرس الثاني جلس على الكرسي الإسكندري تيموثاوس أخوه في شهر برمهات سنة 97 ش. 380 م. في عهد ثيئودوسيوس قيصر وقد كان تيموثاوس تلميذا للقديس أثناسيوس الرسولي وتعيده كثيرًا في مقاومة البدع الأريوسية وهو الذي قطع مكيدة الآريوسين للقديس أثناسيوس في المجمع، وذلك عندما أتى الآريوسيون بالمرأة الزانية لكي تتهم أثناسيوس بأنه اغتصبها، فوقف أمامها تيموثاوس وأوهمها بأنه هو أثناسيوس، فعُرِفَت الخطة وكُشِفَ محرّضيها. ولم تكن أتعاب هذا البابا أقل من سالفيه؛ فإنه اشترك مع أخيه البابا بطرس في معظم أعماله.
وقد أكمل هذا البابا جهاده بعد ذلك ذلك حيث ما كادت الكنيسة تتطهَّر من وباء بدعة آريوس، حتى ظهرت هرطقة أخرى قام بنشرها مكدونيوس بطريرك القسطنطينية، ومفادها إنكار ألوهية الروح القدس، فانعقد بسببها المجمع القسطنطيني المسكوني الثاني سنة 381 م.
وحضرة البابا تيموثاوس وأساقفة، واشترك مع أعضاء هذا المجمع في القضاء على تلك البدعة وتثبيت أيمان الكنيسة الجامعة في الروح القدس، واختاروا نص دستور الإيمان الذي وضعه مجمع نيقيه القائل "نؤمن بالروح القدس":
قولهم:
"نعم نؤمن بالروح القدس، الرب المحيي المنبثق من الآب نسجد له ونمجده مع الأب والابن الناطق في الأنبياء "ثم أقاموا دستور الأيمان بما يلي:
"نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية.
ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا،
وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي".
ثم رجع البابا تيموثاوس إلى الإسكندرية، وبعد ذلك بدأ في كتابة تاريخ لحياة كثيرين من القديسين، ووضع قوانين للكهنة. وفي أيامه بنيت عدة كنائس ورجع الكثيرون من اتباع آريوس إلى إيمانهم بالعقيدة الأرثوذكسية الفعلية ثم رقد في الرب 26 أبيب 102 ش. 385 م.


قداسة البابا تيموثاوس الأول البابا الثاني والعشرون


هو أخ البابا بطرس الثاني (21) وخليفته. ولد بالإسكندرية، وتعلم في مدرستها اللاهوتية، متتلمذًا على يدي القديس أثناسيوس الرسولي.
رأى فيه البابا أثناسيوس إنسانًا تقيًا غيورًا ذا ثقافة عالية، فسامه كاهنًا ليخدم شعب الإسكندرية، ويكون بمثابة اليد اليمنى لمعلمه، إذ رافقه في كثير من رحلاته، وذهب معه إلى مجمع صور سنة 335 م حيث أثبت براءة معلمه عندما جاء الأريوسيون بامرأة زانية تتهم البابا أنه ارتكب معها الشر، فقام تلميذه يتحدث كأنه هو البابا، فصارت المرأة تصر أنه هو الذي صنع معها الشر، فإنفضحت خديعتها.
كان معينًا للبابا أثناسيوس في مقاومة الأريوسية، وفي عهد البابا بطرس الثاني إذ بدأت البدعة الأريوسية تنتشر في القسطنطينية أرسل الإمبراطور يستغيث ببابا الإسكندرية الذي رشح القديس غريغوريوس النزينزي للعمل، كما أرسل جماعة من الكهنة برئاسة أخيه الكاهن تيموثاوس كانوا خير سند للقديس غريغوريوس. إذ تنيح البابا بطرس وقع الاختيار على أخيه حوالي سنة 379 م. حضر المجمع المسكوني الثاني بالقسطنطينية عام 381 م حيث برزت مواهبه في دحض بدعة مقدونيوس منكر لاهوت الروح القدس. لكن دخلت الكرامة الزمنية في الكنيسة إذ جعل المجمع كرامة الإسكندرية بعد روما بكونها العاصمة والقسطنطينية بكونها روما الجديدة فانسحب البابا وأساقفته. وقد اهتم بالعمل الرعوي وترميم الكنائس حتى تنيح في 26 أبيب (385 م).



Mary Naeem 02 - 11 - 2016 04:21 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا ثاؤفيلس
(385 - 412 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : ثاؤفيلس
تاريخ التقدمة : 22 مسرى 101 للشهداء - 16 أغسطس 385 للميلاد
تاريخ النياحة : 18 بابه 128 للشهداء - 15 أكتوبر 412 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 27 سنة وشهران
مدة خلو الكرسي : يومان
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون : ثيؤدوسيوس - اركاديوس - ثيؤدوسيوس الثاني
صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا ثاوفيلوس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ23
← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`oviloc أو Papa :e`ovilou =a.

  • كان تلميذًا للبابا أثناسيوس الرسولي، تربى عنده وتأدب منه الأدب الروحاني.
  • ولما تنيَّح البابا تيموثاوس قُدم هذا الأب مكانه، وكان عالمًا فاضلًا حافظًا لكتب الكنيسة ملمًا بتفاسيرها... فوضع ميامر كثيرة وأقوالًا مفيدة روحانية.
  • أكمل جهاده بعد أن رعى شعب المسيح أحسن رعاية وتنيَّح بسلام.

وتعيد الكنيسة بنياحته في الثامن عشر من شهر بابه. بركة صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ثيؤفيلس 23 (18 بابة)

قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ثيؤفيلوس بابا الإسكندرية الثالث والعشرون مه سيراف، والإنجيل المقدس في يده، ويقف ظافرًا بجانب السيرافيم - الصورة ترجع إلى سنة 391 تقريبًا في معبد السيرابيس، ويوجد صور توضيحية جانبية تعود إلى أوائل القرن الخامس الميلادي، مما يوضح أن هذه الصورة هي صورة معاصرة في ذلك الحين تقريبًا للبابا ثيوفيلس السكندري
في مثل هذا اليوم من سنة 404 ميلادية تنيَّح الأب القديس الأنبا ثاؤفيلس الثالث والعشرون من باباوات الأسكندرية، كان تلميذا للأب القديس أثناسيوس الرسولي، وتربى عنده، وتأدب منه الأدب الروحاني.
ولما تنيَّح البابا تيموثاوس قدم هذا الأب مكانه، وكان عالما حافظا لكتب الكنيسة، ملما بتفاسيرها، فوضع ميامر كثيرة وأقوالا مفيدة في الحث على المحبة والرحمة، والتحذير من الدنو من الأسرار الإلهية بدون استعداد، وفي القيامة، والعذاب المعد للخطاة، وغير ذلك من التعاليم النافعة
وكان الأب القديس كيرلس ابن أخته، فاعتنى بأمر تعليمه بأن أرسله إلى الأب سرابامون بجبل شيهيت، فتفقه عنده ودرس كتب الكنيسة وعلومها وقضى هناك خمس سنوات وعاد إلى خاله، وكان ملازما للقراءة أمام الشعب.
ولما كان البابا ثاؤفيلس عند الأب القديس أثناسيوس الرسولي سمعه ذات يوم يقول -وقد تطلع إلى أكوام كانت تجاه قلايته- أن وجدت زمانا أزلت هذه الأكوام، وبنيت مكانها كنيسة للقديس يوحنا المعمدان وأليشع النبي.
فلما قدم بطريركا تذكر ذلك القول، وكان يتحدث به كثيرا، وكان برومية امرأة غنية توفي زوجها وترك لها ولدين، فأخذتهما وأخذت معها مالا كثيرا وأيقونة الملاك روفائيل وحضرت إلى الإسكندرية، فلما سمعت باهتمام الأب البطريرك بإزالة هذه الأكوام تقدمت إليه بغيرة صادقة وقدمت له الأموال الكافية لتحقيق غرضه، وحدث بعد إتمام العمل أن ظهر تحت أحد الأكوام كنز مغطى ببلاطة نقش عليها بالقبطية ثلاثة أحرف ثيطة أي (ث) Q، فلما رآها الأب ثاؤفيلس علم بالروح القدس سر هذه الحروف وقال "لقد أتى الزمان الذي يظهر فيه هذا الكنز لأن الثلاث ثيطات قد اجتمعت في زمان واحد، وهم ثآؤس أي الله، ثاؤدسيوس الملك ابن أرقاديوس بن ثاؤدسيوس الكبير، وثاؤفيلس البطريرك يعنى ذاته"، ووجد أن تاريخ هذا الكنز يوافق زمان الإسكندر بن فيلبس المقدوني أي منذ سبعمائة سنة،
فأرسل الأب إلى الملك يعرفه بذلك ويطلب إليه الحضور، فحضر الملك ورأى الكنز، ثم أمر بمنح مبلغ كبير للأب ثاؤفيلس، فبنى عدة كنائس، وقد بدأها ببناء كنيسة على اسم القديس يوحنا المعمدان وأليشع النبي، ونقل جسديهما إليها، وهى التي كانت معروفة يومئذ بالديمارس، ثم كنيسة على اسم السيدة العذراء، ثم كنيسة على اسم الملاك روفائيل بالجزيرة، وسبع كنائس أخرى،

أما ولدا المرأة التي حضرت من رومية فقد رسمهما أسقفين، ولما رأى الملك صدق عزم الأب البطريرك واهتمامه ومحبته في عمارة الكنائس، أمر له بمال البرابي التي في ديار مصر كلها فحولها إلى كنائس وأماكن لإضافة الغرباء، وعين لها أوقافا وأكمل أيامه في سيرة مرضية لله، ثم انتقل من هذا العالم بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا أبديًا. آمين.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
معلومات إضافية
ولد في مدينة ممفيس من أبوين مسيحيين وتيتم منهم وهو طفل، وله أخت صغيرة فقامت بتربيتهما جاريه حبشيه وذهبت بهم إلى الإسكندرية، وعندما استقرت هناك أخذتهما للصلاة في كنيسة السيدة العذراء فتقابلت مع البابا أثناسيوس الرسولي، الذي عرف منها قصة الطفلين فأخذهما ووضعهما تحت عنايته الخاصة. ولما كبرت قليلا وضع الفتاة في دير لتبيت به إلى يوم زواجها. ثم تزوجت رجل من بلدة المحلة وفيها ولد كيرلس الذي صار فيما بعد خلفًا لخاله تاؤفيلس. أما ثاوؤفيلس فقد جعله القديس أثناسيوس في سلك تلاميذه، فنمى في العلم والمعرفة والتقوى، ثم اختاره معلمه سكرتيرًا له، ثم رسمه قسا فظل في خدمة المذبح مدى باباوية كل من أثناسيوس وبطرس وتيموثاوس الأول، إلى أن انتخب بالإجماع بطريرك في شهر مسرى سنة 102 ش. و 385 في عهد ثيؤدوسيوس قيصر. فلما اعتلى الأنبا ثاؤفيلس السدة المرقسية وضع نصيب عينيه أن يستغل أيام باباويته في بناء الكنائس، وكان القديس أثناسيوس قد تنبأ عن تلميذه ثاؤفيلس قائلًا أنه سيكون مطرقة قوية لهدم معابد الوثنيين. فبدأ سنة 389 م. بهدم أطلال هيكل دارس وبنى مكانه كنيسة باسم الملك ثيؤدوسيوس، واستمر بعد ذلك في تحويل الهياكل الوثنية إلى كنائس مسيحية مما أدى إلى اتساع نطاق المسيحية في الأقطار المصرية كلها.
وقد هيأت العناية الإلهية لهذا العظيم رجال ممتازين ساعدوه في كثير من المهام، من أبرزهم ايسيذورس الذي تنسك في وادي النطرون الذي عينه البابا مشرفًا على المستشفي التابع للكنيسة، بالإضافة إلى أربعة رهبان معروفين في التاريخ باسم "الأخوة الطوال" نظرًا لطول قامتهم، وكان الأنبا ثاؤفيلس يقدر هؤلاء الأخوة حق قدرهم، فدفع أحدهم إلى كرامة الأسقفية على كرسي هرموبوليس (المنيا).
وقد كان هؤلاء الرهبان معجبين بأوريجانوس ومؤلفاته، وقد بلغ إعجابهم به حدًا جعلهم يفسرون تعاليمه الرمزية تفسيرًا حرفيًا! فلما انتشر سخط الأنبا ثاؤفيلس عليهم وعلى أوريجانوس، فانتهز فرصة الرسالة الفصحية وهاجمهم فيها، ناسبًا إليهم فهمه الأوريجانية التي عدها بدعة في المسيحيين، فاحتجوا عليه احتجاجا شديدا، وذهبوا إلى يوحنا ذهبي الفم أسقف القسطنطينية لرفع شكواهم ضد البابا، فلما وصل ايسيذورس والأخوة الطوال القسطنطينية ورفعوا شكواهم إلى أسقفها ذهبي الفم، فكتب إلى الأنبا ثاؤفيلس خطابًا دافع فيه عنهم وعن أوريجانوس بلهجة تفيض حكمة ووداعة، فاستمالوه عطفًا عليهم.
غير انه المؤلم أن هذا الخطاب كان مثار لسخط البابا الإسكندري بدلًا من رضاه، فبعث إلى يوحنا ذهب الفم برسالة اتهمه فيها بعمله على تحريض رهبان مصر إلى التمرد عليه.
وفي تلك الفترة مات الإمبراطور ثيئودوسيوس الكبير، وخلفه ابنه أركاديوس على عرش القسطنطنية، فعرض ذهبي الفم الخلاف الذي بينه وبين الأنبا ثاؤفيلس، فأمر بعقد مجمع في القسطنطينية للنظر في هذا الخلاف، وأرسل إلى البابا ثاؤفيلس لحضور المجمع. غير أنه في أثناء تلك الفترة هاجم ذهبي الفم الإمبراطورة أودوكسيا لغطرستها واستفادتها! فغضبت الإمبراطورية وقررت الانتقام منه، ولما وصل البابا ثاؤفيلس إلى القسطنطينية كانت كل هذه الحوادث قد أحيلت منهم إلى قاضى، فانعقد المجمع وحكم على ذهبي الفم بالنقل! فثار الشعب نتيجة لحبه الكبير لذهبي الفم، وحدث زلزال عنيف، فصدر الأمر الإمبراطوري بإعادة ذهبي الفم وخرجت المدينة كلها لاستقباله بالتعظيم والتبجيل. وعاد الأنبا ثاؤفيلس في تلك الأثناء إلى الإسكندرية وتصالح مع ايسيذورس والأخوة الطوال وأعلن موافقته على تعاليم أوريجانوس.
ولا ريب أن تاريخ البابا ثاؤفيلس قد نشرت بمقاومته لفم الذهبي الرجل الذي أجمعت كل الكنائس على محبته، ولكن التاريخ نفسه يخبرنا انه فيما بعد تجلى له سوء صنيعه وشدة تطرفه ضد أخيه فم الذهب، فندم على ما بدا منه ضده. ثم قضى بقية حياته في الأعمال النافعة، فأضاف بعض القوانين للكنيسة، ثم اشتغل في إنجاز بعض المسائل الهامة وكان بارًا تقيًا كما يشهد بذلك مؤلف كتاب الدلالة اللامعة.
وكانت نياحته في 18 بابه سنة 129 ش. و15 أكتوبر سنة 412 م.
وخلف تأليف (كتب) جليلة مملوءة بالتعاليم المسيحية النقية وكلها تدور حول المحبة والرحمة والنصح والتناول والقيامة والعقاب والثواب. وهو أول من أطلق على الكنيسة المصرية اسم الكنيسة القبطية.
https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
قداسة الأنبا ثاوفيلس البابا الثالث والعشرون

← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`oviloc.

كلمة (ثاوفيلس) من أصل يوناني تعني (المحب لله)، إذ هي مشتقة من كلمتين: "ثيؤ" (الله)، "فيلو" (محب). وكما قال القديس أثناسيوس عن الأنبا أنطونيوس انه في صباه كان يلقب (ثاوفيلس) بسبب بره في الرب ونصراته المستمرة في جهاده الروحي.
جاء البابا ثاوفيلس الخلف الثالث للبابا أثناسيوس الرسولي، والسلف للبابا كيرلس الكبير ابن أخته، وقد قضى في الباباوية 28 عامًا كانت تمثل حركة نشاط مستمرة، إذ كان له أثره على تاريخ الكنيسة والدولة أيضًا.
ارتبطت حياته بثلاثة أحداث هامة:


أولها إبادة الوثنية في مصر الأمر الذي مدحه عليه كثير من المؤرخين، وإن كان البعض حاول تشويه صورته بمحاولة إظهاره في صورة عنيفة مستبدة في تحويل البرابي الوثنية إلى كنائس، غير أن التاريخ يشهد أنه فعل هذا عندما هجرت الجماهير البرابي.
والحدث الثاني هو الصراع ضد أوريجينوس، فقد تحول إلى عدو لدود لكل من يذكر اسم أوريجينوس، لذا حاول عاشقوا أوريجينوس تشويه صورته.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...lus-23-001.jpg


قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ثيؤفيلوس بابا الإسكندرية الثالث والعشرون مه سيراف، والإنجيل المقدس في يده، ويقف ظافرًا بجانب السيرافيم - الصورة ترجع إلى سنة 391 تقريبًا في معبد السيرابيس، ويوجد صور توضيحية جانبية تعود إلى أوائل القرن الخامس الميلادي، مما يوضح أن هذه الصورة هي صورة معاصرة في ذلك الحين تقريبًا للبابا ثيوفيلس السكندري

أما الحدث الثالث فهو مقاومته للقديس يوحنا ذهبي الفم إذ استغلت الإمبراطورة كراهية البابا ثاوفيلس للأوريجينية بينما كان ذهبي الفم يحتضن الإخوة طوال القامة من اكبر المدافعين عن أوريجينوس لكي يحكم على القديس بالنفي. هذا الحدث الذي ندم عليه البابا وكان كفيلًا بتشويه تاريخ حياته تمامًا، خاصة وأن الكنيسة في العالم كله أدركت ما لحق بالقديس ذهبي الفم من ظلم وافتراء، فقام كثير من المؤرخين خاصة بالاديوس الذي يعشق حياة ذهبي الفم بتصوير البابا ثاوفيلس أشبه بشيطان رجيم. وكما قال كثير من الدارسين ان ما جاء إلينا من تاريخ هذا البابا أغلبه خلال أعدائه الذين شوّهوا صورته.
نشأته:


جاء في كتاب (تاريخ الكنيسة القبطية) للشماس منسى القمص:
"روى عن يوحنا النيقاوي المؤرخ القبطي أنه ولد من أبوين مسيحيين في مدينة ممفيس وتيتم منهما وهو طفل وله أخت صغيرة، فقامت بتربيتهما جارية أثيوبية وثنية. وحدث أنه ذات ليلة أخذتهما معها إلى الهيكل لتؤدي فروض العبادة الوثنية فحال دخولها سقطت الأصنام إلى الأرض وتحطمت، ففرت بهما الجارية خوفًا من انتقام كهنة الوثنيين، واختفت قليلًا ببلدة نيقيوس ثم جاءت إلى الإسكندرية. وقد دبرت العناية الإلهية أن تأخذهما إلى كنيسة مسيحية لكي تتعرف على هذا الدين الذي طرقت شهرته كل أذنٍ. فدخلت باب كنيسة القديس ثاؤنا وجلست بإزاء كرسي القديس أثناسيوس الذي لما رآها مع الطفلين أمر بإبقائهم حتى تنتهي الخدمة، ثم استخبرها البطريرك عن حقيقة حالها ولما قصت عليه خبرها ردها إلى الديانة المسيحية، وأخذ منها الطفلين، ووضعهما تحت عنايته الخصوصية. ولما كبرا قليلًا وضع الفتاة في دير لبثت به إلى يوم زواجها برجلٍ من بلدة المحلة (غربية) وفيها ولدت كيرلس الذي صار فيما بعد خلفا لخاله ثاوفيلس.
أما ثاوفيلس فضمه القديس أثناسيوس في سلك تلاميذه، فنما عالمًا تقيًا، ولما شوهد فيه من الحذق والنشاط اختاره معلمه كاتمًا لأسراره بعد أن رقاه لدرجة الكهنوت. وبعد وفاة معلمه استمر في مدينة الإسكندرية يخدم في كنائسها إلى أن رقد البابا تيموثاوس في الرب فانتُخِب بطريركًا مكانه بالإجماع في شهر مسرى سنة 102 ش و385 م في عهد ثيودوسيوس قيصر لما رآه فيه الشعب من حسن السيرة وعظيم الغيرة على دين المسيح مما جعله موضعًا لثقة ثيؤدوسيوس الملك الأرثوذكسي الذي أمر بتعميم الديانة المسيحية في كل مكان واعتبارها الديانة الرسمية للمملكة الرومانية. ومما يدل على ثقة هذا الملك بالبطريرك الإسكندري تكليفه إياه بأن يصلح ما وقع من الخلل ثانية في مسألة عيد الفصح، فإنه في سنة 387 م صار الفرق بين العيد المصري والعيد الروماني مدة خمسة أسابيع كاملة. فوضع البابا ثاوفيلس تقويمًا للأعياد لمدة 418 سنة ووضع جدولًا يحتوي على الأيام التي يقع فيها عيد الفصح لمدة مائة سنة ابتداء من سنة 380 م ولا تزال صورة هذا التقويم باقية إلى يومنا هذا، وفيها أوضح البطريرك بأن السيد المسيح صُلب في اليوم الخامس عشر من شهر نيسان (أبريل) لا في الرابع عشر منه ثم وضع هذه القاعدة وهي: إذا كان اليوم الرابع عشر من الشهر القمري يوافق يوم الأحد فعيد الفصح يتبعه بأسبوع".
اهتمامه ببناء الكنائس:


كان البابا ثاوفيلس مولعًا ببناء الكنائس، وقد أعطاه الله سؤل قلبه، نذكر على سبيل المثال انه إذ كان يومًا ما جالسًا في حديقة معلمه البابا أثناسيوس تذكر أن معلمه كان يتوق إلى رفع الردم الذي بالحديقة وبناء كنيسة، فأراد البابا أن يحقق أمنية معلمه. سمعت سيدة غنية بذلك فقامت برفع الردم على نفقتها، وإذا بها تجد كنزًا يرجع إلى عهد الإسكندر الأكبر فبعث البابا إلى الإمبراطور يخبره بما وجده، خاصة أنه وجد أن الكنز قد نُقش عليه ثلاثة حروف (ثيتا)، فأدرك أنه يقصد بها ثيؤ أى الله، وثاوفيلس البطريرك، وثيؤدوسيوس الإمبراطور. جاء الإمبراطور بنفسه وعاين الكنز وأخذ نصفه وترك النصف لبناء عدة كنائس ودير المحرق. وفي هذه الزيارة استأذن البابا الإمبراطور في هدم المعابد الوثنية المهجورة أو تحويلها إلى كنائس، الأمر الذي أثار الوثنيين حتى اندفعوا إلى قتل بعض المسيحيين بقيادة الفيلسوف أوليمبوس. هذا وقد هدم معبد سيرابيوم الشهير سنة 391 م.
ذهابه إلى القسطنطينية:


ذهب البابا ثاوفيلس إلى القسطنطينية مرتين، الأولى في سنة 394 م ليحضر مجمعًا عُقد لفحص بعض المسائل ولحضور الاحتفال بتشييد كنيسة كبرى بُنيت على اسمي الرسولين بطرس وبولس، وذهب ثانية في سنة 398 م ليقيم القديس يوحنا الذهبي الفم بطريركًا على كرسي القسطنطينية وعاد إلى كرسيه.
مشكلة تجسيم شكل الله Anthropomorphism:


بدأت أتعابه بسبب بدعة انتشرت بين بعض رهبان الإسقيط كان رأسها أفوديوس من بين النهرين مؤداها أن الله ذو صورة بشرية وذو أعضاء جسمية، وفي نفس السنة نشر البطريرك رسالة عيد الفصح السنوية، فاغتاظ أولئك الرهبان من عبارة وردت فيها وهى قوله: "إن الله روح لا يدركه الفهم، وليس هو مجرد إنسان يقع تحت الحد والحصر"، فهاجوا على البطريرك لما رأوه يخالفهم في الاعتقاد وترك أكثرهم قلاليلهم وجاءوا كجيشٍ جرارٍ إلى الإسكندرية وعزموا على الفتك بالبطريرك حالما يقع بصرهم عليه واحتشدوا حول داره وهم يتهددونه ويتوعدونه. وإذ رأى أن قلوبهم مملوءة بالغيظ ولم يجد له عضدًا أسرع على مرتفع وصعد عليه وخاطبهم بعبارات رقيقة تهدئ الخواطر الهائجة ومن ذلك قوله لهم: "إنني إذا رأيت وجوهكم أشعر كأني أشاهد الله لأنكم على صورته ومثاله"، فسكن ثورتهم قليلًا، وكانوا يظنون أن العبارة التي أوردها عن الله في رسالة عيد الفصح اقتبسها من مؤلفات أوريجينوس. لذلك طلبوا إليه بشدة أن يحرم أوريجينوس وكل من يطالع كتبه فوعدهم بذلك. ثم انعكف على مطالعة كتب أوريجينوس إذ لم يكن طالعها قبلًا فتبين من بعض ألفاظها ما يشعر بضلاله. وفي أوائل السنة التالية شكل مجمعًا حرم أوريجينوس وندد بتعليمه في رسالة عيد الفصح.
مشكلة الإخوة الطوال القامة:


أما المشكلة الرئيسية التي شوهت صورة هذا البابا فهي مشكلة الإخوة طوال القامة الأوريجينيين. ففي البداية كان البابا محبًا لكتابات أوريجينوس، حتى أنه في سنة 399 م إذ رأى الخلاف محتدمًا بين يوحنا أسقف أورشليم وجيروم بسبب العلامة أوريجينوس حاول مصالحتهما، فشعر جيروم (القديس إيرونيموس) أن البابا ينحاز لأوريجينوس، فكتب إليه بعنف يقول: "إنك لا تعرف كيف يكون الجدل والمناقشة، لأنك تعيش مع رهبان يجلون قدرك ويرفعون مقامك".
إذ درس البابا ثاوفيلس كتابات العلامة أوريجينوس واكتشف بعض الأخطاء اللاهوتية صار مقاومًا لكل ما هو أوريجيني، ظهر في مقاومته للإخوة الطوال القامة.
في سنة 370 م تكونت جماعة أوريجينية في منطقة نتريا تحت قيادة الإخوة الطوال: الآباء أمونيوس باروتيس (صاحب الأذن الواحدة)، هرموبوليس، يوسابيوس، أنثيموس. هؤلاء الإخوة اتسموا بالروحانية والنسك، وقاموا بالنضال ضد الأريوسية بعد نياحة البابا أثناسيوس. وكانوا على علاقة طيبة بالبابا تيموثاوس والبابا ثاوفيلس حتى سنة 400 م، فقد أحبهم وأكرمهم كرامة زائدة، فرسم ديسقورس أسقفًا على هرموبوليس كما سام اثنين منهم كاهنين بعد اعتذار بعضهم عن السيامة كأساقفة. لقد أراد البابا أن يستبقيهم معه في الإسكندرية لمساندته في الرعاية لكنهم فضلوا سكنى البرية.
بدأ الخلاف بين البابا وهؤلاء الإخوة عندما حاول البابا ملاطفة هؤلاء البسطاء من القائلين بتجسيم شكل اللاهوت بشكل إنساني (الأنثروبوموفليت) كما رأينا، فقد حسبوه بملاطفته لهم انه يجاملهم على حساب الحق الإنجيلي. أما ما ألهب الموقف بينهما فهو خلافه مع القديس إيسيذورس الذي مارس الحياة النسكية بنتريا وقد اتسم ببشاشة الوجه واللسان العذب فسامه البابا أثناسيوس كاهنًا وأقامه مسئولًا عن مستشفى بالإسكندرية. أحبه البابا ثاوفيلس جدًا حتى رشحه للبطريركية بالقسطنطينية عوض ذهبي الفم، لكن هذه الصداقة انقلبت إلى عداوة سافرة إذ عاد إلى نتريا يلتصق بالإخوة الطوال الذين يمثلون حزبًا أوريجينيًا مضادًا للبابا الذي في نظرهم قد ملأ الأنثروبوموفليت الإسقيطيين، واعتبر البابا هذا التجمع تحديًا له، ومارس الطرفان ضغوطًا شديدةً. عقد البابا مجمعًا بالإسكندرية حرم فيه آمون وأخويه الراهبين، واعتصم هذا الحزب في كنيسة الدير، ومنعوا دخول أي أسقف، وامتنعوا عن العبادة الجماعية.
هرب الإخوة الطوال إلى فلسطين وفي صحبتهم الأب إيسيذورس وجماعة من الرهبان بلغوا حوالي الثمانين، فوجدوا في قلب الأسقف الأورشليمي يوحنا المُعجب بأوريجينوس ملجأ لهم. اضطر البابا أن يبعث رسالة مجمعية إلى 17 أسقفًا بفلسطين و15 أسقفًا بقبرص يعلن فيه أخطاء أتباع أوريجينوس اللاهوتية والسلوكية، هذه الرسالة أثارت أتباع أوريجينوس بينما رطبت قلب القديس جيروم وأيضًا القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص. ترك الأوريجينيون فلسطين إلى القسطنطينية، ففتح لهم القديس يوحنا ذهبي الفم صدره، الأمر الذي أثار البابا ثاوفيلس جدًا، واستغلته الإمبراطورة لنفي ذهبي الفم، حيث انعقد مجمع السنديان تحت رئاسة البابا ونٌفيّ القديس ذهبي الفم. فصار ذلك يمثل كارثة أفسدت تاريخ البابا ثاوفيلس تمامًا. وقد سبق لنا الحديث في ذلك بشيء من التفصيل في كتابنا (القديس يوحنا ذهبي الفم).
حبه للبرية:


إن كنا قد رأينا الجانب الرديء من جهة علاقته ببعض الإسقيطيين أو بالإخوة طوال القامة لكننا لا نستطيع ان ننكر أن البابا ثاوفيلس قد امتاز بحبه الشديد للبرية، فكان كثير الزيارات للآباء، يسألهم ويتحاور معهم ويطلب صلواتهم، نذكر هنا القليل مما ورد عنه في لقائه مع بعض آباء البرية.
إذ ذهب إلى جبل نتريا سأل كاهن: "أي امتياز تجد في هذا الطريق؟" أجابه الكاهن : "إنني اتهم نفسي وألومها في كل شيء". قال له البابا: "حقًا هذا هو الطريق الحق".
جاء البابا ثاوفيلس إلى الإسقيط، وإذ اجتمع الإخوة قالوا للأب بيمن (بامبو): "قل كلمة للأسقف ليكون لنا بنيان في هذا الموضع". أجاب الشيخ: "إن لم ينتفع بصمتي فإنه لن ينتفع بكلماتي".
مع راهب شيخ بسيط:

جاء في بستان الرهبان أن الأنبا دانيال روى قصة راهب شيخ كان بسيطًا للغاية وكان يدّعى أن ملشيصادق هو ابن الله. سمع البابا ثاوفيلس عنه فاستدعاه، وإذ تحدث معه اكتشف بساطته الشديدة، وعلم أن ما يقوله عن ملشيصادق ليس عن عناد وإنما عن عدم إدراك. لذا تصرف البابا بحكمة، إذ قال له إنه يريد أن يعرف من هو ملشيصادق، طالبًا منه أن يسأل الله ليريه الحقيقة. في بساطة قال له الراهب: "انتظر ثلاثة أيام فإنني أسأل الرب وعندئذ أخبرك عن ملشيصادق من هو". وبالفعل تركه الراهب وعاد بعد ثلاثة أيام ليقول له أن الرب أظهر له جميع الآباء واحدًا فواحدًا، وتعرّف عليهم من آدم إلى ملشيصادق، وقد عرف أنه إنسان، عندئذ فرح الطوباوي ثاوفيلس جدًا.

Mary Naeem 03 - 11 - 2016 06:03 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا كيرلس الأول
(القديس كيرلس الكبير | القديس الأنبا كيرلس عامود الدين)
( 412 - 444 م.)
المدينة الأصلية له
:
الأسكندرية
الاسم قبل البطريركية
:
كيرلس
من أبناء دير
:
دير أبو مقار
تاريخ التقدمة
:
20 بابه 128 للشهداء - 17 أكتوبر 412 للميلاد
تاريخ النياحة
:
3 أبيب 160 للشهداء - 27 يونيو 444 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي
:
31 سنة و8 أشهر و10 أيام
مدة خلو الكرسي
:
شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك
:
المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن
:
كنيسة بوكاليا
الملوك المعاصرون
:
ثيؤدوسيوس الثاني
صور الأب البطريرك
:
صور قداسة البابا المعظم الأنبا كيرلس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ24
← اللغة القبطية: pi`agioc Kirilloc أو Papa Kurillou =a.

+ هو ابن أخت البابا ثاوفيلس البطريرك الـ23، تربى عند خاله في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، ثم أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ على أيدي الشيوخ الرهبان القديسين خمس سنوات... ثم رسمه خاله شماسًا وعينه واعظًا وجعله كاتبًا له.
+ ولما تنيَّح البابا ثاوفيلس أجلسوا هذا الأب مكانه في 20 بابه سنة 128 للشهداء، فاستضاءت الكنيسة بتعاليمه.
+ قال البعض أن القديس كيرلس عمود الدين هو أول راهب أصبح بطريركًا، وهذا الكلام غير صحيح.. فقد أرسله خاله البابا ثاؤفيلس 23 للأديرة في فترة خلوة ليتتلمذ في الحياة الروحية، ولم يصر راهبًا، ثم أرجعه سكرتيرًا خاصًا له.
+ رد على مفتريات الإمبراطور الكافر يوليانوس في مصنفاته العشرة.
+ رأس المجمع المسكوني بمدينة أفسس (كان مكونًا من مئتي أسقف) وناقش نسطور بطريرك القسطنطينية والذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله، وبين له ضلال بدعته.
+ ومن أعماله الخالدة شرح الأسفار المقدسة. ولما أكمل سعيه مرض قليلًا وتنيَّح بسلام بعد أن أقام على الكرسي المرقسي إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام.
تعيد الكنيسة بنياحته في الثالث من شهر أبيب.
صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
استشهاد القديس كيرلس عمود الدين البابا الـ24 (3 أبيب)
في مثل هذا اليوم من سنة 160 ش. (27 يونية سنة 444 م.) تنيَّح الأب العظيم عمود الدين ومصباح الكنيسة الأرثوذكسية القديس كيرلس الأول البابا الإسكندري والبطريرك الرابع والعشرون.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Great-02.jpg
كان هذا القديس ابن أخت البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ23 وتربي عند خاله في مدرسة الإسكندرية وتثقف بعلومها اللاهوتية والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحي والأيمان الأرثوذكسي القويم وبعد أن نال القسط الوافر من هذه العلوم، أرسله خاله إلى دير القديس مقار في البرية فتتلمذ هناك علي يد شيخ فاضل اسمه صرابامون وقرأ له سائر الكتب الكنسية وأقوال الآباء الأطهار وروض عقله بممارسة أعمال التقوى والفضيلة مدة من الزمان.
ثم بعد أن قضي في البرية خمس سنوات أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف الفاضل فازداد حكمة وعلما وتدرب علي التقوى والفضيلة. وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية ففرح به خاله كثيرًا، ورسمه شماسًا، وعينه واعظًا في الكنيسة الكاتدرائية، وجعله كاتبًا له. فكان إذا وعظ كيرلس تملك قلوب سامعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره ومنذ ذلك الحين اشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه وقوة تأثيره في تعليمه.
ولما تنيَّح خاله البابا ثاؤفيلس في 18 بابه سنة 128 ش. (15 أكتوبر سنة 412 م.) أجلسوا هذا الأب خلفه في 20 بابه سنة 128 ش. (17 أكتوبر سنة 412 م.) فاستضاءت الكنيسة بعلومه ووجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الدين المسيحي وبدأ يرد علي مفتريات الإمبراطور يوليانوس الكافر في مصنفاته العشرة التي كانت موضع فخر الشباب الوثنيين بزعم أنها هدمت أركان الدين المسيحي. فقام البابا كيرلس بتفنيدها بأدلته الساطعة وبراهينه القاطعة وأقواله المقنعة وطفق يقاوم أصحاب البدع حتى تمكن من قفل كنائسهم والاستيلاء علي أوانيها ثم أمر بطرد اليهود من الإسكندرية فقام قتال وشغب بين اليهود والنصارى وتسبب عن ذلك اتساع النزاع بين الوالي وهذا القديس العظيم الذي قضت عليه شدة تمسكه بالآداب المسيحية وتعاليمها أن يقوم بنفسه بطلب الصلح مع الوالي الذي رفض قبول الصلح ولذلك طال النزاع بينهما زمانا.
ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي تولي الكرسي في سنة 428 م. في أيام الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الذي أنكر أن العذراء هي والدة الإله.. اجتمع لأجله مجمع مسكوني مكون من مائتي أسقف بمدينة أفسس في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني الشهير بالصغير فرأس القديس كيرلس بابا الإسكندرية هذا المجمع وناقش نستور, وأظهر له كفره وهدده بالحرم والإقصاء عن كرسيه أن لم يرجع عن رأيه الفاسد وكتب حينئذ الإثنى عشر فصلا عن الإيمان المستقيم مفندا ضلال نسطور وقد خالفه في ذلك الأنبا يوحنا بطريرك إنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين منتصرين لنسطور ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك وانتصر كيرلس علي خصوم الكنيسة وقد وضع كثيرا من المقالات والرسائل القيمة شارحا ومثبتا فيها "أن الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη" وحرم كل من يفرق المسيح أو يخرج عن هذا الرأي ونفي الإمبراطور نسطور في سنة 435 م. إلى البلاد المصرية وأقام في أخميم حتى توفي في سنة 440 م.
ومن أعمال البابا كيرلس الخالدة شرح الأسفار المقدسة ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيَّح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي الإسكندري إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام صلاته تكون معنا. آمين.
معلومات إضافية

هو ابن أخت البابا ثاؤفيلس، ولهذا اعتنى بتربيته وتعليمه، فأدخله أولا المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية فدرس العلوم الفلسفية التي تلزم لكل من يقوم مدافعا عن الدين المسيحي ضد الهراطقة والمبتدعين. ثم أرسله إلى جبل النطرون إلى برية القديس أبى مقار ليتتلمذ لسيراسيون الحكيم، فأقام هناك خمس سنين يقرأ الكتب الإلهية حتى برع في فهم الأسفار المقدسة، فاستدعاه خاله إلى الإسكندرية وبقى معه في قلايته يقرأ بين يديه، ورسمه شماسا وكلفه بالوعظ، فحاز إعجاب سامعيه وكان موضع فرح جميع الكهنة والعلماء حتى أنهم إذا تكلم يشتهون أن لا يسكت لحلاوة ألفاظه.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Great-01.jpg
ولما خلى الكرسي المرقسى بوفاة البابا ثاؤفيلس انتخبه الشعب والإكليروس لتبوء الكرسي المرقسي خلفًا لخاله في هاتور سنة 412 ش. حسب جدول ابن العسال - سنة 129 ش. حسب تاريخ أنبا ساوريرس - وسنة 412 م. في عهد ثيئودوسيوس قيصر الصغير.
وعندما تولى البابا كيرلس كرسي المرقسية كان في مدينة الإسكندرية كثيرون من الهرطقة واليهود الذين عظمت شوكتهم وصار لهم نفوذ عظيمة، فبدأ هذا البطريرك جهاده باضطهاد النوفاسيين أتباع نوفا سيانوس الهرطوقي، الذين كانوا يريدوا أن يحلو النار من خطاياهم، فنصحهم وأوضح لهم سوء معتقدهم الذي يجعل الله عديم الرحمة، فلما أبوا ألزمهم بالخروج من المدينة وطرد أساقفتهم.
وهذه الحوادث حدثت في بدء رئاسة البابا كيرلس ثم اشتعل بعدها بوضع مقالات وميامر وفي الرد على يوليانوس الملك الكافر الذي وضع عشرة كتب ضد الدين المسيحي، وكانت موضع فخر الوثنين الذين اعتقدوا بأن هذه المقالات ستقوم ضد أركان المسيحية فأخذ البطريرك في الرد عليها وطفق يفندها حتى قضى عليها.
+ ورغم انشغال الأنبا كيرلس بالكتابة والتعليم فإنه وجد الفرصة سانحة لإعادة النظر في الحكم الذي كان قد صدر ضد يوحنا ذهبي الفم. ذلك لأنه كان يعلم أن سلفه الأنبا ثاؤفيلس كان قد ندم على الحكم الذي حكم به على ذلك الحبر القسطنيطيني الكبير، فرفض أن يسافر إلى القسطنطينية في المرة الثانية لحضور المجمع الذي أيد حكم النفي على ذهبي الفم. وكانت بداية الحديث الذي فاه به وهو على وشك الانتقال من هذا العالم وعلى مجمع الأنبا كيرلس مجمع الكرازة المرقسية، أن ألغى حكم الحرم ضد ذهبي الفم ونظمه في عداد الآباء الذين تذكر أسمائهم في صلاة المجمع في كل قداس.
+ ولم يكد الأنبا كيرلس ينتهي من الرد على مقالات يوليانوس الجاحد حتى فوجئ بظهور نسطور بطريرك القسطنطينية المنافق الذي ابتدع هرطقة شنيعة مفادها إنكار ألوهية السيد المسيح له المجد.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Great-03.jpg
وابتدأ فيها بإنكار كون السيدة العذراء مريم والدة الإله، قائلا "إني أعترف موافقا أن كلمة الله هو قبل كل الدهور، إلا أنى أنكر على القائل بأن مريم والدة الله، فذلك عين البطلان لأنها كانت امرأة، والحال أنه من المستحيل أن يولد الله من امرأة. ولا أنكر أنها أم السيد المسيح إلا أن الأمومة من حيث الناسوت" وبذلك قسم هذا المبدع السيد المسح إلى شخصين معتقدًا أن الطبيعة الإلهية لم تتحد بالإنسان الكامل وإنما ساعدته في حياته فقط. فامتدت بدعته حتى وصلت إلى رهبان مصر فتأثر بعضهم من براهينه.
وأرادوا أن يقلعوا عن تسمية العذراء بوالدة الإله.
وحالما طرقت هذه الأخبار أذن البابا كيرلس، أسرع وكتب في رسالة عيد الفصح يفند هذه البدعة شارحا كيف أن اتحاد اللاهوت بالناسوت أشبه باتحاد النار والحديد: فالحديد لا يصاغ ما لم يكن متحدًا بالنار وحين يطرقه الحداد يقع الطرق على الحديد وحده دون النار مع كونها متحدة به، وهذا الاتحاد بين النار والحديد اتحاد لا يشوبه اختلاط ولا امتزاج ولا تغير. فالنار تظل محتفظة بطبيعتها النارية والحديد يظل محتفظا بطبيعته الحديدية، وعلى هذه الصورة اتحد نار اللاهوت بمادة الناسوت.
وانتشرت هذه الرسالة في جهات عديدة حتى وصلت إلى القسطنطينية وتداولها المصريون فيها، وبواسطتها تعزى الشعب القسطنطيني وثبت في الإيمان المستقيم.
واستمرت محاولات القديس كيرلس مع نسطور بإرسال عدة رسائل يقنعه فيها بالإقلاع عن غوايته، ولكن نسطور احتقر رسائل القديس ولم يقتنع بها. ولما رأى القديس كيرلس أن القيصر يدافع عن نسطور ويحامى عنه، كتب إليه رسالة يوضح له فيها ضلال نسطور، وكتب أيضا رسائل أخرى لبعض أفراد العائلة القيصرية شارحا فيها سر التجسد، مبدءا لهم من حقيقة الإيمان والأضرار الناشئة للدين المسيحي من بدعة نسطور، كذلك أرسل إلى كليسنينوس أسقف رومية موضحا له حقيقة نسطور وكيف أنه قد حاد عن الإيمان المستقيم. فلما وقف أسقف رومية على الحقيقة عقد مجمعا حكم فيه على نسطور بأنه هرطوقى مبتدع وكان قرار المجمع تهديدا لنسطور لكي يقلع عن ضلاله، ولذلك كتب إليه أسقف رومية يقول: "إذا لم ترفض واضحا وثيقة هذا التعليم المضل ولم تعتقد الاعتقاد الصحيح بسيدنا يسوع المسيح في مدة عشرة أيام، فأنا أفصلك من شركتي وأقطع كل علاقة معك" وأرسل هذا القرار إلى القديس كيرلس ليعلم نسطور به.
فعقد البابا كيرلس مجمعا من أساقفة الكرازة المرقسية تداول معهم كل ما دار بينه وبين نسطور، ثم صدر قرار المجمع بالإجماع على التمسك بدستور الإيمان الذي سَنَّهُ مجمع نيقية وقد وضع الأنبا كيرلس مقدمة هي: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة مريم والدة الإله"...
ولا تزال الكنيسة القبطية تردد هذه المقدمة حتى الآن قبل تلاوة قانون الإيمان.
كذلك وضع البابا كيرلس اثني عشر بندًا يشمل كل بند فيها على قضية وحرم كل من يعمل بخلاف ذلك، وكلف نسطور بأن يوقِّع عليها، فرفض. ولم يكتف بالإقلاع عن التوقيع على رسالة المجمع الإسكندري، ولكنه نجح أيضا في استثارة الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير الذي كان صديقا لنسطور، إلى حد دفع الإمبراطور أن يبعث بإنذار إلى الأنبا كيرلس. كذلك جذب نحوه يوحنا الأنطاكي أسقف إنطاكية، فقرر أن يناصر المبتدع وأن يستعدى مدرسته الإنطاكية على المدرسة الإسكندرية.
القديس كيرلس الأول البابا الرابع والعشرون

(القديس كيرلس الكبير | كيرلس عمود الدين | كيرلس السكندري، الإسكندري)


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Great-04.jpg


أيقونة قبطية، البابا القديس كيرلس الكبير، عمود الدين بابا الإسكندرية
← اللغة القبطية: pi`agioc Kirilloc.


وهو الملقب "البابا كيرلس الكبير" وأيضًا "البابا كيرلس عامود الدين" (القديس كيرلس عمود الدين).
ارتبط اسم القديس كيرلس أبديًّا بالصراع الثاني العظيم في اللاهوتيات الخاصة بالسيد المسيح، قاد إلى عقد المجمع المسكوني الثاني في أفسس عام 431، وإدانة نسطور بطريرك القسطنطينية. ويعتبر أحد الأباء البارزين ولاهوتي الكنيسة، ونُدين له أكثر من أي لاهوتي آخر، فقد أدرك التجسد بفكر آبائي.
نشأته:


لا نعلم عن حياته الكثير وخصوصًا في سنواته المبكرة الأولى.
عاش جدّاه الغنيّان التقيّان في ممفيس في مدينة أركاديا (حاليًا ميت رهينة جنوب الجيزة). ولما تنيّحا اهتمّت مربية أثيوبية وثنية، ولكنها كانت بقلبها محبة للمسيحية، بالطفلين: ثاؤفيلس وأخته الأصغر منه والدة القديس كيرلس. رافقتهما إلى هيكل أرتيموس وأبوللون، وعند وصولهم سقطت الأوثان فارتعبت المربّية. هربت إلى الإسكندرية حيث التقت بالقديس أثناسيوس الذي روى لها ما حدث معها في الهيكل فقبلت الإيمان واعتمدت مع الطفلين.
سيم ثاؤفيلس بابا الإسكندرية، وعاشت أخته في بيت للعذارى حتى تزوجت برجلٍ تقيٍ من محلة البرج (ديدوسقيا) شمال المحلة الكبرى.
وُلد كيرلس ما بين سنتي 375 و380 م.، ونال قسطًا وافرًا من العلوم الكلاسيكية واللاهوتية حيث كانت الإسكندرية مركزًا عظيمًا للتعليم. هذا بجانب ما تمتع به من تعاليم على يديّ خاله، فشبّ على معرفة العلوم الدينية والشغف بقراءة الكتب المقدسة وأقوال الآباء وسيرهم، كما كان يمتلك موهبة حفظ الألحان الكنسية وترديدها.
ألحقه خاله بالمدرسة اللاهوتية بالإسكندرية لدراسة العلوم الفلسفية التي تعينه على الدفاع عن المسيحية ضد الهراطقة والمبتدعين، فتمكن من دراسة جميع العلوم الدينية والفلسفية، وتهذب بكل العناية الفائقة منذ الصغر وحتى تخرجه.
في برية الإسقيط:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Great-03.jpg

أيقونة قبطية، قداسة البابا القديس كيرلس الكبير، عمود الدين بابا الإسكندرية

لم يكتفِ خاله بذلك بل أرسله إلى البرية في جبل النطرون إلى دير أبي مقار، حتى يتتلمذ على الأنبا سيرابيون تلميذ الأنبا مقاريوس الذي أوصاه بأن يقوم بتهذيبه بكل العلوم الكنسية والنسكية. ومكث بالفعل مع أستاذه مدة خمس سنوات في جبل نتريا، تمكن خلالها من التهام كتب الكنيسة وأجاد بإتقان كل علوم الكنيسة، وأعطاه الرب نعمة وفهمًا عجيبًا حتى كان إذا قرأ كتابًا مرة واحدة حفظه عن ظهر قلب.
يقول: [في وقتٍ مبكرٍ تعلمت الكتب المقدسة، وتدرّبت على أيدي آباء قديسين أرثوذكس.] هنا يقصد بالآباء "الرهبان".
سيامته شماسًا ثم قسًا:


بعد كل هذه الدراسات عاد إلى الإسكندرية حيث خاله الذي امتدح نبوغه العظيم المبكّر، وعلى الفور قام بسيامته شمّاسًا. وقد كان القديس كيرلس إذا ما وقف ليرتل الإنجيل تمنى المؤمنون ألا ينتهي من القراءة لرخامة صوته.
سامه بعد ذلك قسًا، وكلّفه بالقيام بالوعظ رغم صغر سنه، فحاز إعجاب السامعين ونال رضى جميع الكهنة والعلماء في جيله، حيث برع في فهم الأسفار المقدسة وشرحها بطريقة عجيبة.
كان يرافق البابا في الاجتماعات الهامة حتى في مجمع السنديان بالقرب من خلقيدونية حيث دين القديس يوحنا ذهبي الفم عام 403 م.
سيامته بطريركًا:


ما كاد العرش المرقسي يخلو بنياحة البابا ثيؤفيلس في 18 بابة سنة 129ش الموافق 15 أكتوبر سنة 412 م.، حتى قال الشعب القبطي كلمته وأجمع الإكليروس على انتخاب القس كيرلس ليخلفه على العرش. أجمع الكل على تتويجه بطريركًا بعد يومين فقط من نياحة خاله، فجلس على الكرسي في 21 بابة سنة 129ش الموافق 18 أكتوبر سنة 412 م. في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير.
حسب الطقس القبطي زار البابا دير القديس مقاريوس الكبير حيث خدم أول قداس إلهي بعد سيامته.
قضية القديس يوحنا ذهبي الفم:


في بداية عهده كبطريرك كان البابا كيرلس متأثرًا بالقضية التي ثارت بين خاله البابا ثيؤفيلس وبين القديس يوحنا ذهبي الفم، فعكف على دراسة هذه القضية وهو يعرف أن خاله كان قد ندم على إصداره حكم النفي على ذهبي الفم، وظهر ندمه هذا في آخر حديث له قبيل انتقاله من هذا العالم. وأخيرًا بإرشاد الروح القدس قام بإلغاء الحرْم الذي كان قد أصدره البطريرك ثيؤفيلس ضد القديس يوحنا الذهبي الفم، كما قام بتكريم القديس يوحنا ذهبي الفم والاعتراف بفضله أمام الجميع، وأشاد بمؤلفاته الكثيرة ذات القيمة العظيمة، كما أنه أثناء قيام البابا كيرلس بتدوين قداس القديس مرقس الرسول دوَّن اسم القديس ذهبي الفم في قائمة أسماء القديسين الذين يُذكَرون فيه، وهكذا وضع البابا كيرلس حدًا نهائيًا لهذه القضية.
الدفاع عن الإيمان المستقيم:


https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Great-02.jpg


أيقونة قبطية حديثة تصور القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

ارتبط اسم البابا كيرلس الإسكندري بالدفاع عن الإيمان المستقيم، وقد واجه المشكلات الهامة التالية:
1. كتابات يوليانوس الجاحد: الذي وضع ثلاثة كتب ضد المسيحية "ضد الجليليين" طعن فيها في ألوهية السيد المسيح وشكّك في أقواله وتعاليمه ومعجزاته. فقام البابا كيرلس بالرد على هذه الأقوال وفنّدها كلها، وذلك في ثلاثين كتابًا حرّرها سنة 433 م.، ولا تزال عشرة كتب موجودة من الثلاثين. ولم يكتفِ بذلك بل كتب للإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير يطلب منه جمع كل نسخ كتب يوليانوس وحرقها فكان له ما أراد.
2. أتباع نوفاتيوس الهرطوقي قس كنيسة روما الذي كان يرفض توبة من جحد الإيمان أثناء الاضطهادات، فأوضح البابا كيرلس فساد هذا المعتقد، وأمام إصرارهم على رأيهم اضطر البابا أخيرًا أن يطردهم من الإسكندرية.
3. ثورة اليهود على المسيحيين حين رأوا انتشار المسيحية السريع فقاموا بأعمال قتل وعنف ضدهم. فقد أشاع اليهود أن إحدى الكنائس قد استعلت بها النيران، وإذ اجتمع مسيحيون حولها لإطفائها قاموا بقتلهم. قابلها المسيحيون من جهتهم بمحاولات عنف مضاد حاول البابا منعها، ولما لم يستطع استأذن الإمبراطور وطرد اليهود من المدينة دون سفك أي دماء، وبهذا انتهت الجالية اليهودية بالإسكندرية.
بسبب جهاده غير المنقطع ضد ما تبقّى من وثنية أُتهم بالمسئولية عن قتل الفيلسوفة هيباتيا التي كانت تتبع الأفلاطونية الحديثة، وكانت صديقة والي المدينة أورستيوس، فيقول سقراط أنها ماتت بطريقة بشعة على أيدي بعض المسيحيين في مارس سنة 415 م.
4. أهم مشكلة واجهها البابا كيرلس كانت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية الذي نادى بأن في السيد المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين، فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصلب ويموت يكون ابن مريم. اهتم البابا بالدفاع وتثبيت اللقب التقليدي للعذراء وهو ثيؤتوكوس أي والدة الإله، ليس باعتباره لقبًا لمجرد تكريمها إنما لأنه يحمل إعلانًا لعقيدة إيمانية جوهرية حول شخص السيد المسيح نفسه بشأن اتحاد لاهوته بناسوته، مؤكدًا أن هذا هو التعبير واللقب التقليدي والكتابي الذي اختاره القديس أثناسيوس الرسولي.
نسطور يعلن عقيدته:


بدأت المعركة بوضوح عندما كرز كاهنه أنسطاسيوس القادم من إنطاكية أمام القديس كيرلس في ديسمبر 428 م.، قائلًا: "لا يدعو أحد مريم ثيؤتوكوس، لأن مريم كانت امرأة، ويستحيل أن يُولد الله من امرأة".
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Great-01.jpg


أيقونة قبطية حديثة تصور القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

أعلن نسطور موافقته على هذا التعليم علانية، وقدم بنفسه مجموعة عظات ميّز فيها بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الساكن فيه. فهو يرى أنه يوجد شخصان متمايزان في المسيح: ابن مريم وابن الله ، اتحدا ليس أقنوميًّا بل على مستوى أخلاقي.. لهذا لا يُدعى المسيح "الله" بل "ثيؤفورن"، أي "حامل الله"، وذلك كما يمكن أن يُسمى القديسون من أجل النعمة الإلهية الموهوبة لهم. وبالتالي فإن مريم ليست والدة الإله بل والدة الإنسان يسوع الذي سكنه اللاهوت.
انتقد نسطور وأتباعه المجوس لسجودهم للطفل يسوع، كما كرزوا بأن اللاهوت انفصل عن الناسوت في لحظة الصليب.
الرسالة الفصحية لسنة 429 م:


انتهز البابا كيرلس فرصة عيد الفصح عام 429 م. وكتب في رسالته الفصحية ما يفنّد هذه البدعة دون الإشارة إلى اسمه. وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان، كما أرسل رسائل كثيرة إلى نسطور ملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية التي تظهر فساد هرطقته لعله يقتنع ويرجع عن ضلاله.
وأمام إصرار نسطور على رأيه ومعتقده عقد البابا كيرلس مجمعًا مكانيًا في الإسكندرية من أساقفة الكرازة المرقسية أدان فيه نسطور وشجب كل تعاليمه وأرسل تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه الموجودين في القسطنطينية وإلى كلستينوس أسقف روما، ثم إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس حين رآه يدافع عن نسطور حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا.
وأخيرًا قام البابا بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية عرض فيه كل المحاولات لمقاومة بدعة نسطور والرسائل التي كتبها في هذا الشأن، فكتب الآباء بدورهم لنسطور يوضّحون له اعتقادهم في الإيمان بالسيد المسيح كما قدم البابا كيرلس اثني عشر بندًا شرح فيها العقيدة المسيحية السليمة وحرم فيها كل من يتعداها، وهي التي سُميت فيما بعد "الحرومات الإثني عشر".
إلا أن نسطور احتقر الرسالة والحرومات وقام بكتابة بنود ضدها، وهكذا انقسمت الكنيسة إلى قسمين: الأول يضم كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس أيّدت البابا كيرلس في رأيه، والثاني يضم كنيستي إنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور. وأمام هذا الانقسام طلب البابا كيرلس من الإمبراطور ثيؤدوسيوس أن يجمع مجمعًا لدراسة الأمر، فاستجاب الإمبراطور لطلب البابا وأرسل لجميع الأساقفة بما فيهم نسطور لكي يجتمعوا في أفسس، وكان اجتماعهم يوم الأحد 13 بؤونة سنة 147ش الموافق 7 يونيو سنة 431 م. وقد انتهى المجمع بحرم نسطور ووضع مقدمة قانون الإيمان.
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Great-05.jpg


أيقونة قبطية، البابا القديس كيرلس الكبير، عمود الدين بابا الإسكندرية

بعد انتهاء المجمع عاد البابا كيرلس إلى مدينته الإسكندرية، فخرج الشعب كله لاستقبال باباه الحبيب، وعاش بعدها البابا حوالي أربعة عشر عامًا ثم تنيح بسلام في 3 أبيب سنة 160ش الموافق 10 يوليو سنة 444 م.
تعيّد له الكنائس التي تتبع الطقس البيزنطي في 27 يونيو، والكنيسة الرومانية اللاتينية (الكاثوليكية) في 28 يناير، والكنائس الغربية في 15 أكتوبر وهو يوافق يوم ارتقائه للسُدّة المرقسية الرسولية.
كتاباته:


تعتبر كتابات القديس كيرلس من أعظم ما ورد في الأدب المسيحي المبكر، فهي تكشف عن عمق في الفكر، وغنى في الآراء، وتحمل براهين ثمينة وواضحة تؤكد ما للكاتب من قدرة على البصيرة والجدل تجعل كتاباته من المصادر الأولى لتاريخ العقيدة والتعليم الكنسي.
كرّس كتاباته للتفسير والجدل ضد الأريوسيين حتى سنة 428 م.، بعد هذا تحوّلت بالكامل إلى تفنيد الهرطقة النسطورية.
يمكن الرجوع إلى كتاباته وشخصيته في كتابنا: "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كنيسة علم ولاهوت، 1986 م.، فصل 13.
من كتاباته:


التمايز بين طبيعتي السيد المسيح بالفكر فقط:
https://st-takla.org/Gallery/var/albu...e-Great-06.jpg
القديس البابا كيرلس الكبير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

نص القديس كيرلس صراحةً على أن رؤية الطبيعتين في السيد المسيح ممكنة فى الفكر فقط وليس فى الواقع، لأن المسيح غير منقسم إلى طبيعتين من بعد الاتحاد.
* لذلك، بفهمنا وبتأمل عيون النفس فقط فى الكيفية التى تأنس بها الابن الوحيد، نقول أنه توجد طبيعتان اتحدتا، لكن نقول أن المسيح الابن والرب هو واحد، هو كلمة الله الآب المتأنس والمتجسد". (فقرة 7 من الرسالة 45 إلى الأسقف سكسينسوس Succensus).
* عندما تفحص طريقة التجسد بدقة يرى العقل البشري بلاشك الاثنتين (أى الطبيعتين) مجتمعتين معًا بطريقة تفوق الوصف وبلا اختلاط فى اتحاد. إلا إن العقل لا يقسمهما على الإطلاق بعد أن اتحدتا بل يؤمن ويعترف بقوة أن الواحد من الاثنتين هو إله وابن ومسيح ورب. (فقرة 15 من رسالته 40 إلى أكاكيوس أسقف ميليتين).
* ولذلك نقول أن الطبيعتين اتحدتا، ومنهما نتج ابن ورب واحد يسوع المسيح، كما نقبل فى أفكارنا، لكن بعد الاتحاد، إذ قد زال الآن التفريق إلى اثنتين، نؤمن أنه توجد طبيعة واحدة للابن كواحد، واحد تأنس وتجسد. (فقرة 14 من رسالة 40).
* دعهم إذًا لا يقسمون لنا الابن الواحد، جاعلين الكلمة والابن الواحد على حدة، ويفصلون عنه الإنسان الذي من امرأة -كما يقولون- بل فليعرفوا بالأحرى أن الله الكلمة لم يكن متصلًا بإنسان، بل أعلن أنه تأنس "معينًا نسل إبراهيم" بحسب الكتاب المقدس، وصار "يشبه اخوته" (عب 2 :17) "فى كل شئ فيما عدا الخطية" (قارن عب 4 : 15؛ 2 كو5 : 21) وهذا الشبه التام كان من اللائق أن يأخذه ? وفوق كل التشابهات الأخرى ? "يأخذ شبهنا فى" ميلاده من امرأة، والذي (أي الميلاد) يُعد فينا (نحن البشر) لائقًا بالطبيعة البشرية ومثلنا، لكن فى الوحيد الجنس، يُفهم (الميلاد) أنه أعمق وأعظم من هذا، لأن الله صار جسدًا، وبالتالي العذراء القديسة تُدعى والدة الإله (ثيؤتوكوس Theotokos).
إذا كانوا يقولون أن الله والإنسان باجتماعهما معًا كونا المسيح الواحد الذي فيه أقنوم (hypostasis) كل منهما محفوظ بغير اختلاط ولا امتزاج ولكن يُميز بالعقل، فمن الممكن أن نرى أنهم لا يفكرون ولا يقولون أى شئ صحيح في هذا. (فقرتان 4، 5 رسالة رقم 50 إلى فاليريان أسقف أيقونية).
* يُكتَب خطأ: كيرلص، كرلس، كرلص، كيرولوس، كيرولس، كيرولس، كيرولوص، كيرولص، كيرولص.

Mary Naeem 03 - 11 - 2016 06:21 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا ديسقوروس الأول
(444 - 454 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : ديوسقوروس
تاريخ التقدمة : 2 مسرى 160 للشهداء - 26 يوليو 444 للميلاد
تاريخ النياحة : 7 توت 171 للشهداء - 4 سبتمبر 454 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 10 سنوات وشهرًا واحدًا و9 أيام
مدة خلو الكرسي : سنة واحدة
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
والمنفي محل الدفن : جزيرة غاغرا Gagra بفلاغونيا
الملوك المعاصرون : ثيؤدوسيوس الثاني - مارقيانوس
صور الأب البطريرك : صور قداسة البابا المعظم الأنبا ديسقوروس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ25
← اللغة القبطية: penca' Diockoroc أو Papa Diockorou =a.

  • دعى هذا البابا الجليل إلى المجمع الخلقيدوني بأمر الملك مرقيان، وهناك قاوم لاون بطريرك رومية إذ كان يعلم بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين من بعد الاتحاد، فانبرى له البابا ديسقورس يدافع عن العقيدة السليمة... فقام الملك والملكة بضربه على فمه ونتف شعر لحيته. فخاف باقي الأساقفة ووافقوا على طومس لاون... فلما علم ديسقورس طلب الطومس (الإقرار الذي كتبوه) ولما قرأه كتب في أسفله بحرمهم وحرم كل من يخرج عن الأمانة المستقيمة... فاغتاظ الملك وأمر بنفيه إلى جزيرة غاغرا Gagra.
  • وهناك تنيَّح بسلام.

وتعيد الكنيسة بنياحته في السابع من شهر توت. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ديسقورس25 (171م - 454 ش.) (7 توت)

قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ديسقورس 25
في هذا اليوم من سنة 451 م. تنيَّح الأب المغبوط، بطل الأرثوذكسية العظيم القديس ديسقورس الخامس والعشرون من باباوات الأسكندرية. وكانت نياحته في جزيرة غاغرا Gagra بعد أن جاهد الجهاد الحسن عن الأمانة الأرثوذكسية. وذلك أنه لما دعي إلى المجمع الخلقدوني بأمر الملك مرقيان، رأى جمعًا كبيرًا من أساقفة يبلغ عددهم ستمائة وثلاثين أسقفًا، فقال ما هو الذي تنقصه الأمانة حتى اجتمعت هذه الجماعة العظيمة؟ فقالوا له أن هذه الجماعة اجتمعت بأمر الملك، فقال أن كان هذا المجمع بأمر السيد المسيح، فأنا أحضره، وأتكلم بما يتكلم به الرب على لساني وان كان قد اجتمع بأمر الملك، فليدبر الملك مجمعه كما يريد، وإذ رأى أن لاون بطريرك رومية قد علم أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين من بعد الاتحاد، انبرى لدحض هذا المعتقد الجديد فقال "إن المسيح واحد، هو الذي دعي إلى العرس كإنسان، وهو الذي حول الماء خمرًا كإله، ولم يفترق في جميع أعماله"، واستشهد بقول البابا كيرلس "إن اتحاد كلمه الله بالجسد، كاتحاد النفس بالجسد، وكاتحاد النار بالحديد، وان كانا من طبيعتين مختلفتين، فباتحادهما صارا واحدًا".، كذلك السيد المسيح، مسيح واحد، ورب واحد، طبيعة واحدة، مشيئة واحدة. فلم يجسر أحد من المجتمعين في المجمع أن يقاومه وقد كان فيهم من حضر مجمع أفسس الذي اجتمع على نسطور وأعلموا الملك مرقيان والملكة بلخاريا، أنه لم يخالف أمركما في الأمانة إلا ديسقورس بطريرك مدينة الإسكندرية. فاستحضراه هو والمتقدمين في المجمع من الأساقفة، واستمروا يتناقشون ويتباحثون إلى أخر النهار، والقديس ديسقورس لا يخرج عن أمانته، فشق ذلك على الملك والملكة، فأمرت الملكة بضربه على فمه، ونتف شعر لحيته، ففعلوا ذلك، فأخذ الشعر والأسنان التي سقطت، وأرسلها إلى الإسكندرية قائلًا: هذه ثمرة الإيمان، أما بقية الأساقفة فإنهم لما رأوا ما جرى لديسقورس، وافقوا الملك، لأنهم خافوا أن يحل بهم ما حل به، فوقعوا بأيديهم على وثيقة الاعتقاد بأن للمسيح طبيعتين مختلفتين مفترقتين، فلما علم ديسقورس، أرسل فطلب الطومس (أي الإقرار الذي كتبوه) زاعمًا أنه يريد أن يوقع مثلهم، فلما قرأه كتب في أسفله بحرمهم وحرم كل من يخرج عن الأمانة المستقيمة، فاغتاظ الملك وأمر بنفيه إلى جزيرة غاغرا Gagra، ونفي معه القديس مقاريوس أسقف ادكو، واثنان آخران، وظل المجمع بخلقيدونية.
ولما مضوا بالقديس ديسقورس إلى جزيرة غاغرا Gagra، قابله أسقفها مظهرًا الاستخفاف بشأنه والاستهانة بشخصه، لأنه كان نسطوريًا، غير أن الله أجرى على يد القديس ديسقورس آيات وعجائب كثيرة عظيمة فأطاعوه كلهم وبجلوه، وزادوا في إكرامه لأن الله يمجد مختاريه في كل مكان. وأما القديس مقاريوس رفيقه في المنفي فقال له القديس ديسقورس أنت لك إكليل في الإسكندرية. ثم أرسله مع أحد التجار المؤمنين إلى هناك وفيها نال إكليل الشهادة. أما القديس ديسقورس. فقد أكمل جهاده الحسن. وانتقل من هذه الحياة الباطلة ونال إكليل الحياة الأبدية في جزيرة غاغرا Gagra. حيث وضع جسده هناك. صلواته وبركاته تكون معنا جميعًا. أمين.
معلومات إضافية
ارتقى الكرسي المرقسي في مسرى سنة 179 ش. و444 م. في عهد ثيؤدوسيوس قيصر الصغير خليفة للقديس كيرلس، وترجع قصة اختياره عندما انتقل الأنبا كيرلس عامود الدين إلى عالم الأحياء سنة 435 م. أن اتفقت كلمة الإكليروس والشعب على انتخاب سكرتيره ديسقوروس ليخلفه على الكرسي المجيد.
وكان ديسقوروس قد صحبه إلى أفسس، كما كان محبوبًا لتواضعه الجم.


قداسة البابا المعظم الأنبا ديسقوروس الأول حامي الإيمان
وقد اقترنت نواياه بالنية المتقدة والشجاعة المتناهية وسرعة البديهة وقد تعلم في مدرسة الإسكندرية التي تخرج منها جميع البارزين من رجال عصره، فنبغ في العلوم الروحية والفلسفة، ولما كان متصفا بهذه الفضائل كلها فقد كان خير من يخلف البابا كيرلس العظيم.
وما أن تمت رسامة الأنبا ديسقوروس حتى بعث برسالة الشركة إلى أخوته الأساقفة عملا بالتقليد الذي أرساه سلفاؤه، وكان من ضمن المهنئين له والكاتبين إليه ثيئودريته أسقف قورش، وكان عجيبًا أن يكتب هذا الأسقف للبابا الإسكندري لأنه كان من أكبر المناصبين العداء للأنبا كيرلس في موقفه ضد البدعة النسطورية مع أنه كان متفقا معه في وجوب التمسك بالعقيدة الأرثوذكسية. وقد اخذ دريت يتملقه ويمتدح فضائله وبخاصة رقته ودعته وكان هذا الخطاب غريبا من ثيئود دريت، الذي انقلب فيما بعد خصم عنيد! فسلك بإزاء ديسقوروس الملك عينه الذي سلكه بإزاء كيرلس. ومن المؤلم حقا هذا العداء للبابا وبين الإسكندريين لأنه كان عالما قويم الإيمان لم يكن بالرجل الذي يستطيع أن يفرق بين المبدأ وبين الشخص الذي يدين بهذا المبدأ، فهو لم يكن يدافع عن أمر شخصي، ولكن عن الإيمان الأرثوذكسي. وقد وقف الأنبا ديسقوروس أمام دوسنوس أسقف إنطاكية عندما علم بأنه سمح لثيئود دريت النسطوري بأن يعظ المؤمنين، فأحس بأن واجبه أن يحضّ هؤلاء المؤمنين ضد التعاليم الاتباعية، فأرسل رسالتين إلى الأسقف الأنطاكي بخصوص هذا الشأن.
ويُعَد من سوء البخت بالنسبة للبابا ديسقوروس أنه قام على الكرسي البطريركي بين تلك القلاقل والانزعاجات التي تكتف الكنيسة من كل جانب والانقسامات التي تهددها في كل مكان. وأن مصالحة معلمه كيرلس مع يوحنا الأنطاكي لم تأتى بالعلاج الشافي لإزالة تلك الاضطرابات الكنائسية التي نجمت عن تعليم نسطور الهرطوقي، وعن تجند أشهر علماء الشرق له. وكان مركز بطريركية ديسقوروس حرجًا جدًا وأصبح محسودًا ومكروهًا نظرا لما حازه من أنظار الملوك إليه وما حازه من المجد بسبب رده على الطائفة أو الشيعة النسطورية. وبالرغم من وجود هذه الخصومات إلا أنه كان هناك مؤيدين في جهات أخرى خلاف الشرقيين المعادين وكانت أسباب عداوتهم تزداد من يوم لآخر لهذا المركز، بسبب أمران: أحدهما ظهور هرطقة جديدة والثاني تعطش البابا للرئاسة المزعومة.
+ أي انه يمكن القول في أيام هذا البابا انشطرت الكنائس المسيحية إلى شطرين وهما: ذو الطبيعة الواحدة - وذو الطبيعيتين. ولم تكن الكنائس المسيحية على وفاق مع بعضها؛ والسبب طمع أساقفة روميه ورغبتهم في السيادة العامة على الكنيسة المسيحية في كل العالم. ولم يكن الأسقف الروماني يخشى بطش أحد من رؤساء الكنائس سوى بابا الإسكندرية.

قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ديسقورس 25 - أيقونة قبطية حديثة
وأن القسطنطينية مع كونها عاصمة المملكة الجديدة ولكن بطاركتها كانوا ضعيفي الشوكة وكثيرا ما تدخّل بطاركة الإسكندرية وأساقفة رومية في شئونها، ومع ذلك احتفظت الإسكندرية بمقام الرئاسة. ولقد سعى أسقف رومية سعيا متوصلا للاتحاد مع بابا الإسكندرية كما يظهر ذلك من خطاب أرسله للبابا ديسقوروس في شهر يونيه سنة 445م يلتمس فيه المؤاخاة والعمل على التداخل في الأمور سويًا، ما دام الاثنان متساويان في التربية والدرجة. ولكن بابا الإسكندرية ضرب بخطابه عرض الحائط وهذا لما يعلمه من غايته الدنيئة.
وكان في أيام البابا ديسقوروس ارشمندريت رئيس دير في القسطنطينية اسمه أوطاخي عدو لدود لم يكتف بما حدده المجمع الثالث المسكوني ضد تعليمه، بل تطرف في تعبيره عن سر التجسد إلى أن قال "طبيعة واحدة للمسيح وأن جسده مع كونه جسد إله ليس مساويًا لجسدنا في الجوهر، لأن الطبيعة البشرية على زعمه قد ابتلعت واندثرت في الطبيعة الإلهية".
فثار ذوريتوش أسقف كورش الذي أشتهر باعتناقه لمذهب نسطور وتطوع للدفاع عنه، وأخذ يكتب ضد أوطاخي ويشهد بتعليمه حتى بلغ الأمر للبابا ديسقوروس فظن أن النسطوريين الذين كسر شوكتهم سلفه القديس كيرلس يتحفزون للقيام، فخوفًا من أن يضيع مجهودات سالفيه، وكما هو معروف عن فساد مبدأ أثاودوريثوش وتعريضه برسائل القديس كيرلس، كتب ضده للقيصر ثيؤدوسيوس الثاني مظهر الخوف من أن الكنيسة الأنطاكية أوشكت أن تكون كلها نسطورية.
ولشدة الثقة بغيرة آباء الكنيسة القبطية على سلامة الأيمان، أصدر ثيؤدوسيوس قيصر أمرًا ضد الكنيسة الإنطاكية وحظر على ثاوذوريتوش الخروج من دائرة ابروشيته.
أما بخصوص بابا الإسكندرية، فلما رأوا أن السماء والأرض تعلنان حقه، ادعوا زورًا وبُهتانًا بأنهم حرموه ونفوه لأنه شريك أوطاخي! وتلك تهمه كاذبة، فالكنيسة القبطية تشجب أوطاخي وتعتبره هرطوقيا، والفرق ظاهر بين اعتقادات أوطاخي واعترافات وأقوال البابا ديسقوروس.. وتم عمل مجمع منكرًا فيها الامتزاج والاحتفاظ والاستحالة بكل صراحة، ورفض أوطاخي مادام حائدًا عن استقامة الأيمان العام. وتبعته في ذلك الكنائس التي كان منها كالكنيسة القبطية والسريانية وغيرها.
وذكر البابا في "اعترافات الآباء" يقول فيها "يجب علينا أن نقلع ونخرج عن كل من يقول أن الله الكلمة تألم بلاهوته أو مات. نحن لا نؤمن هكذا بل أن الله الكلمة صار جسدا بحق وبقى بلا ألم ولا موت بالجملة بلاهوته. لكن قوما يظنون ويقولون أننا إذا قلنا أن المسيح تألم بالجسد لا باللاهوت نوجد هذا القول موافقين لمجمع خلقيدونية ونحن نجيبهم ونقول "إذا كان أهل مجمع خلقيدونية يعترفون أن الله تألم بالجسد لا باللاهوت فإننا نوافقهم" ثم يختم البابا ديسقوروس كلامه بطبيعة واحدة للأقنوم الواحد الذي هو الابن الواحد المتجسد، مستشهدًا بأثناسيوس كما تقدم وبكيرلس.
واستمر البابا ديسقوروس في منفاه حتى توفي في أول توت سنه 195 ش. و457 م. بعد أن قضى فيه نحو خمس سنين يعاني آلامًا شديدة من سكان ذلك المكان القساة بصبر تام، كما كان قد سبق واحتمل بكل أناة وسكون تلك الإهانات المرة التي أهانه بها أنصار مجمع خلقيدون في القسطنطينية، وسلك بغاية الحكمة والرصانة ولم يرد بكلمة واحدة على أولئك الذين كانوا يشتمونه ويحتقرونه أثناء مروره بالشوارع.
وروى أن البابا ديسقوروس ومن كان معه من الأساقفة المصريين شرعوا في منفاهم ينشرون نور الإنجيل ويبشرون أهل ذلك المكان وقد أظهر الله على أيديهم آيات وعجائب.
وحدث أن تاجرًا مصريًا زار البابا ديسقوروس في منفاه فتألم لما شاهد ما وصل إليه من الاحتقار، فذكره البابا بما أصاب يسوع من الهوان. وأعطى التاجر تلميذ البطريرك قطعة ذهبية ذات قيمة لينفق منها على معلمه، ووعد أن يرسل غيرها فلما علم البابا ديسقوروس بذلك قطع القطعة ووزعها على فقراء المكان.
ومما أجراه هناك من المعجزات أن أعمى طلب منه بحرارة أن يسمح له بنقطة دم يمسح بها نفسه، فشرط له القديس جزأ من جسمه وأعطاه من دمه وما أن دهن به وصلى عليه ففاز بالشفاء الكلى. وارتفع شأن البطريرك الإسكندري في عيون أهل منفاه بعد أن كانوا يعاملونه بقسوة وأصبح موضوع احترامهم وإكرامهم.
وقال الأنبا ساويرس المؤرخ "وقد استمر البابا ديسقوروس بجزيرة غاغرا Gagra حتى أخذ إكليل الشهادة من مركبان الملك"، ولعله يقصد أنه مات من شدة الألم والصعوبات التي تلقاها من ذلك الملك. فناحت الكنيسة المصرية على رئيسها واستمرت محافظة على الأيمان الذي قضى حياته في الدفاع عنه.
قداسة البابا ديسقورس الأول البابا الخامس والعشرون
بطل الأرثوذكسية

اللغة القبطية: penca' Diockoroc.


تلقبه الكنيسة "بطل الأرثوذكسية". كان شيخًا وقورًا، جمع بين الروحانية والعمق الدراسي اللاهوتي والشجاعة المسيحية والصلابة في الحق والرغبة في التضحية حتى الموت من أجل الإيمان.
حدث بعد وفاة الملك ثيؤدوسيوس الصغير سنة 450 م.، الذي تلقبه الكنيسة بالملك الأرثوذكسي، أن اعتلى عرش المملكة الملك مرقيان وزوجته الملكة بولشريا. وفي هذا الوقت الذي احتدم فيه الجدل اللاهوتي حول طبيعة السيد المسيح كانت المؤامرات تحاك ضد كنيسة الإسكندرية وأساقفتها العظام، بِسَعيّ من لاون أسقف روما لدى الملك مرقيان وزوجته.
عودة الجِدال اللاهوتي حول شخص المسيح:


قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ديسقورس 25

إدانة نسطور في المجمع المسكوني الثالث في أفسس عام 431 م ألهبت الجدال بين مساندي اللاهوت الإسكندري ومساندي اللاهوت الأنطاكي. أدان يوحنا الأنطاكي ومعاونوه القديس كيرلس ومعاونيه. وفي سنة 433 م. أعلن نص "إعادة الاتحاد" أو "رمز الاتحاد"، لكن هذا البيان لم يقدم إرضاءً شاملًا، إذ لم يقتنع به أي طرف من الطرفين الرئيسيين بطريقة كاملة. الآن، تغيرت الظروف وعاد الجدال بشكل أكثر حدة أدى إلى انشقاق مرّ في الكنيسة في مجمع خلقيدونية سنة 451 م.
في سنة 435 م.، في الرُها انتخب أسقف جديد هو هيبا، تحول إلى تلميذ غيور لثيؤدور المؤبسستى (الميصة) القائد الأنطاكي، فبدأ الجِدال العقيدي من جديد يرتكز على كتابات ثيؤدور. وفي سنة 433 م. احتل دومنيوس الأسقفية عِوض يوحنا الأنطاكي، وكان ضعيف الشخصية متذبذبًا، يأخذ قراراته الحسّاسة خلال إرشاد ثيؤدورت أسقف قورش. وفي سنة 444 م. تنيح القديس كيرلس وخلفه رئيس الشمامسة ديسقورس الذي صحبه في مجمع أفسس. وفي القسطنطينية مات برولكس وخلفه فلفيان (فلابيانوس، فلافيانوس 446 م) وهو إنسان خجول بلا قُدرة على الكلام. ويبدو أنه كان يؤمن بـ "الطبيعة الواحدة المتجسدة لله الكلمة من طبيعتين"، لكن ثيؤدورت أسقف قورش غيَّر ذهنه.
القديس ديسقورس وثيؤدورت أسقف قورش:


أرسل القديس ديسقورس بعد سيامته رسائل لاخوته الأساقفة حسب التقليد الكنسي، علامة الشركة الرسولية. أرسل ثيؤدورت أسقف قورش -الذي كان يناضل ضد القديس كيرلس لصالح نسطور- ردًا على البطريرك الجديد بخطاب مملوء تملقًا، يمتدحه فيه من أجل تواضعه ورقته. لكن ثيؤدورت -بعد ذلك- أعلن عداوته للقديس ديسقورس، لأن الأخير أرسل إلى دومنيوس أسقف إنطاكية يلومه فيه برقة وصراحة على تشجيعه للثنائية النسطورية من جهة شخص المسيح، واستهانته بمجمع أفسس، وإعلانه أن نسطور ليس هرطوقيًا. لقد أجاب دومنيوس برسالة رقيقة جاء فيها أنه سُرّ بخطابه بسبب محبته وصراحته.
القديس ديسقورس وأوطيخا:


كان أوطيخا (أوطاخي المهرطق) أرشمندريت ورئيس دير بالقسطنطينية، حيث كان حوالي 300 راهبًا يعيشون تحت قيادته. وهو ناسك شيخ، وُهب البلاغة لكنه لم يكن لاهوتيًا حقيقيًا. لعب دورًا خطيرًا في الانشقاق الكنسي في القرن الخامس. كان لأوطيخا شهرة فائقة في كرسي القسطنطينية، وفي الأوساط الديرية، وفي البلاط الإمبراطوري، وعلى مستوى الشعب. هذا يرجع إلى ذكائه وبلاغته مع حياته النسكية وعلاقته الوطيدة بالقصر الإمبراطوري، خاصة خلال قريبه خريسافيوس كبير الحجاب.
كصديق للقديس كيرلس تقبل منه صورة من قرارات مجمع أفسس سنة 431 م، وكان يعززها على الدوام. لقد قبل صيغة اللاهوت الإسكندري من جهة السيد المسيح: "طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد" دون التمتع بأساس لاهوتي سليم. في الواقع لم يكن يمثل اللاهوت الإسكندري أو الأنطاكي، إنما غيرته الشديدة ضد النسطورية التي كانت قد انتشرت في تلك المنطقة ودفاعه عن صيغة الإسكندرية قادته إلى هرطقة أخرى، إذ زاغ بقوله إن ناسوت المسيح ليس مساويًا لنا. نادى بوجود طبيعتين قبل الاتحاد، ولكن طبيعة واحدة فقط بعده، لأن الطبيعة الإلهية قد ابتلعت الناسوتية، وفُقدت الأخيرة تمامًا.
لاهوتيات أوطيخا:


قداسة البابا المعظم الأنبا ديسقوروس الأول حامي الإيمان

ليس بالصعب على أي دارس أن يكتشف شخصية أوطيخا ولاهوتياته من مجرد قراءة إجاباته أثناء مناقشته في مجمعيّ أفسس سنة 448، 449 م. لم يكن بالشخص اللاهوتي، ولا مُدركًا لنظام اللاهوت الإسكندري، إنما تارة يستخدم عبارات أرثوذكسية تضاد أفكاره الرئيسية. ربما لأنه كان متزعزعًا في معرفته اللاهوتية، أو عن خداع، أو ربما لحذره لئلا يفقد شهرته أو مركزه أو كهنوته.
بعد المجمع المحلى بالقسطنطينية عام 448 م. أرسل "اعتراف إيمانه" للإمبراطور، إن كان بحق هذا الاعتراف يمثل رأيه فلا يكون حاملًا للهرطقة الأوطاخية، إذ يقول:
[نُعلن أن يسوع المسيح ربنا مولود من الله الآب بلا بداية...، الذي من أجلنا ومن أجل خلاصنا وُلد من العذراء مريم...، أخذ نفسًا وجسدًا، إله كامل وإنسان كامل، واحد مع (مساوٍ) الآب في جوهره من جهة اللاهوت... وواحد معنا من جهة الناسوت.
نعترف بهذا أنه "من from طبيعتين بعد الاتحاد...
نؤكد أنه مسيح واحد، ابن واحد، رب واحد، أقنوم واحد، شخص واحد. لذلك لا نرفض تأكيد أنه طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد الذي صار إنسانًا، إذ هو واحد من اثنين، كائن واحد بعينه ربنا يسوع المسيح.]
إدانة أوطيخا:


حدث صراع بين أوطيخا والقائد الأنطاكي ثيؤدوريت أسقف قورش، الذي لأجل محبته وولائه لنسطور قدم لصديقه معانٍ يقصدها هو وليس نسطور. من ناحية أخرى بسبب كراهيته المُرة للقديس كيرلس وكتاباته، خاصة الاثني عشر حرمانًا اتهم القديس كيرلس بالأبولينارية، ونشر هجومًا مطوّلًا ضد القديس كيرلس وأوطيخا [دون ذكر اسمه] دعاه "إرانستس" أو "الشحاذ"، ينقسم هذا الهجوم إلى ثلاثة أقسام:
1. القسم الأول أراد إثبات أن الطبيعة الإلهية لا تتغير. ولإثبات هذا دحض اصطلاح القديس كيرلس "ثيؤتوكوس" qeotokoc وأيضًا "تبادل الألقاب والخواص Communicato idiomatum".
2. القسم الثاني يظهر أن الطبيعتين توجدان في المسيح بغير اختلاط، رافضًا اتحاد الطبيعتين.
3. القسم الثالث خصصه لإظهار أن الله الكلمة بلا انفعالات. لقد هاجم الحرمان الرابع للقديس كيرلس الذي فيه يقول بأنه يستحيل التفريق بين شخصين وأقنومين، كما جاء في عبارات العهد الجديد.
القديس كيرلس نفسه أكد الثلاث نقاط: عدم تغير اللاهوت، عدم اختلاط الطبيعتين، عدم انفعال اللوغوس، لكن الكتاب هاجم اللاهوت الكيرلسي، خاصة دعوة القديسة مريم "ثيؤتوكوس" qeotokoc، والمناداة بطبيعة المسيح الواحدة، وتبادل الألقاب والخواص.

قداسة البابا المعظم القديس الأنبا ديسقورس 25 - أيقونة قبطية حديثة

عُقد مجمع القسطنطينية من 8 إلى 22 نوفمبر سنة 448 م. لإدانة أوطيخا، حيث قدم يوسابيوس عريضَة اتهام ضده يتهم فيه أنه يفتري على الكُتّاب الأرثوذكس متمسكًا بآراء هرطوقية، طالبًا من فلافيان أن يستدعى أوطيخا ليدافع عن نفسه. رفض أوطيخا الظهور أمام المجمع حتى الجلسة السابعة، مقدمًا أعذارًا كثيرة مثل شيخوخته ومرضه وأن التقليد النسكي يمنعه عن مغادرة الدير.
مناقشات الجلسات الست غير معروف منها سوى بعض عبارات حيث نسب بعض الأساقفة الحاضرين للقديس كيرلس أنه قال بالطبيعتين بعد الاتحاد.
أمام المجمع أعلن أوطيخا أنه قبل تعليم نيقية وأفسس وأنه يؤكد أن [بعد أن صار المسيح إنسانًا، أي بعد أن ولد يسوع المسيح ربنا، يُعبد الله الكلمة بكونه طبيعة واحدة، أي الله الذي صار متجسدًا.]
لقد أنكر أنه قال بأن جسد يسوع نزل من السماء، بل ضحك عند سماعه هذا الاتهام ضده.
لقد كرر أن المسيح أخذ جسده من العذراء مريم، وأضاف أنه قد تم تجسد كامل، لكنه رفض القول بأن جسده واحد معنا (أي مساوٍ لنا).
أصر يوسابيوس أن يجيب على سؤالين:
1.هل كان المسيح واحدًا معنا (مساوٍ لنا حسب الجسد)؟
2. هل يحمل فيه طبيعتين بعد الاتحاد؟
من جهة السؤال الأول، أجاب: [إلى اليوم لم أتحدث عن جسد ربنا أنه واحد مع جسدنا (مساوٍ لجسدنا)، لكنني أعترف أن العذراء واحدة معنا في جوهرنا، وأن الله تجسد منها]. وإذ علّق باسيليوس أسقف سلوكية قائلًا ما دامت الأم واحدة معنا، إذن فهو نفسه إذ يُدعى ابن الإنسان يلزم أن يكون واحدًا معنا، أجاب: [كما تقول أوافقك على كل شيء].
بخصوص السؤال الثاني أجاب: [إنني أقرأ الطوباوي كيرلس والآباء القديسين والقديس أثناسيوس، فقد تحدثوا عن "من طبيعتين" إذ يشيرون إلى ما قبل الاتحاد، أما بعد الاتحاد والتجسد، فهم لا يؤكدون الطبيعتين بل طبيعة واحدة.]
قال باسيليوس أسقف سلوكية بأنه إذ لم يقل بالطبيعتين فهو ينادى بالاختلاط والامتزاج.
أصدر فلافيان القرار بأن أوطيخا يتبع فالنتينوس وأبوليناريوس، وأن المجمع يحرمه ويعزله عن إدارة ديره وممارسة الكهنوت.
التجاء أوطيخا إلى الإمبراطور والأساقفة:


إدانة أوطيخا سببت متاعب كثيرة في القسطنطينية. مساعدوه، خاصة في الأوساط الديرية، اتهموا فلافيانوس ومساعديه بالنسطورية.
حرم فلافيانوس القادة في الأديرة بينما لجأ أوطيخا إلى روما والإسكندرية وأورشليم وتسالونيك، وأيضًا قدم شكوى إلى الإمبراطور خلال صديقه خريستوفيوس كبير الحجاب، يقول فيها بأن الذين حاكموه أرادوا إلزامه بالثنائية النسطورية وأن سجلات المجمع قد زُوِّرت.
كتب لاون أسقف روما إلى أوطيخا يمتدحه على غيرته في الدفاع ضد الثنائية النسطورية، وفي نفس الوقت كتب إلى فلافيانوس يطلب منه الترفق بأوطيخا. لكنه غيَّر رأيه ربما عندما سمع أن الإمبراطور كتب إلى القديس ديسقورس بابا الإسكندرية يدعوه لعقد مجمع لمناقشة الأمر. لاون الذي لم تكن لديه معرفة صادقة لطبيعة الصراع بين لاهوت الإسكندرية ولاهوت إنطاكية أرسل طومسه (رسالة) إلى القسطنطينية في 13 يونيو 449 م.، لا من أجل مصالحة الطرفين وإنما بغية تشويه اللاهوتيين الإسكندريين.
مجمع أفسس الثاني لسنة 449 م.:


إذ اقتنع الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني بعقد مجمع طلب من ديسقورس أن يمارس سلطته في المجمع كرئيس، وطلب من يوبيناليوس أسقف أورشليم وتلاسيوس أسقف قيصرية كبادوكية أن يكونا رئيسين شريكين معه.
قبل مناقشة قرارات المجمع أود أن أشير إلى أن الخلقيدونيين يقولون إنه إن كان مجمع خلقيدونية سنة 451 م قد سبب شقاقًا في الكنيسة، فإنهم يرون أن ما حدث كان رد فعل لمجمع أفسس عام 449 م، الذي دعاه لاون أسقف روما بالمجمع اللصوصي، ويتهم المؤرخون واللاهوتيون القديس ديسقورس بالعنف، وأنه قاد المجمع لصالح اللاهوت الإسكندري.
هل كان القديس ديسقورس عنيفًا؟


يقدم المطران غريغوريوس بولس بهنام بعد نشره رسالة الإمبراطورين ثيؤدوسيوس الثاني وفالانتينوس، مترجمة من السريانية إلى العربية، الملاحظات التالية:
1. لم يعقد المجمع (أفسس الثاني) بناء على طلب البابا ديسقورس، ولم توجد بينه وبين الأباطرة رسائل مسبقة في هذا الشأن. هذا يعنى أن القديس ديسقورس لم يكن يبغي نفعًا شخصيًا خطط له.
2. لم يصف الخطاب الإمبراطوري القديس ديسقورس بألقاب تكريم أكثر من غيره. هذا يعنى عدم وجود اتفاقات مسبقة بين الإمبراطور والقديس ديسقورس.
3. تكشف الرسائل الملوكية عن وجود اضطرابات لاهوتية متزايدة في إيبارشية القسطنطينية. كان طلب الإمبراطور من القديس ديسقورس هو الإسراع لوضع حد للمتاعب اللاهوتية. هذا ومما يجب مراعاته أن ديسقورس لم يعلن عن صيغة إيمان جديدة، بل كان يسعى للمحافظة على الصيغة التقليدية للإيمان الكنسي.
4. أُخذت القرارات بالتصويت، ولم نسمع أن أسقفًا من الحاضرين احتج أو انسحب من المجمع (غير فلابيانوس ويوسابيوس عند إصدار الحكم).
5. في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها يوبيناليوس الأورشليمي، وصف لاون أسقف روما بـ "القديس"، "مُحِب الله"، وأعطى لدومنوس أسقف إنطاكية لقب "محب الله"...هذه الألقاب تكشف عن روح المجمع.
6. عندما سأل لاون أسقف روما إمبراطور الغرب فالنتينوس وأمه وأخته بولشاريا للتوسط لدى ثيؤدوسيوس الثاني ليعقد مجمعًا آخر أرسل الأخير رسالة يمتدح فيها مجمع أفسس بأن خوف الرب كان يحكمه، وأن أعضاءه تمسكوا بالإيمان الحق وقوانين الآباء، وأنه قد فحص الأمر بنفسه وهو راضٍ.
7. في الرسالة الملوكية في افتتاح المجمع أعلن الإمبراطور منعه ثيؤدورت أسقف قورش من الحضور بسبب الآلام التي يعانيها المؤمنون، حتى الذين في القرى، من النساطرة. في الواقع لم يكن ديسقورس عنيفًا بل النساطرة كما شهد الإمبراطور نفسه بذلك.
وإنني أود أن أضيف ملاحظات أخرى:
8. لم ينطق القديس ديسقورس حتى اللحظة الأخيرة من انعقاد المجمع بكلمة ضد روما، بينما لاون في رسائله يشير إلى بابانا بأنه "السفاح المصري" و"معلم أخطاء الشيطان" والباذل بقوة جهده لبث التجاديف وسط اخوته. وسنرى كيف أن أناطوليوس أسقف القسطنطينية وغيره قد رفضوا نَسْب الهرطقة للبابا الإسكندري.
9. يعتمد الخلقيدونيون عادة على أعمال مجمع خلقيدونية في اتهام القديس ديسقورس بالعنف.وسنناقش هذه الاتهامات فيما بعد، لكنني أشير هنا إلى أنه من الطبيعي أن ينسب النساطرة العنف للبابا الإسكندري ليخفوا سلوكهم العنيف في مجمع القسطنطينية كما شهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني وأيضًا سلوكهم القاسي مع أوطيخا وأعوانه، وقد كتب أوطيخا في التماسه للأساقفة أنه [أكد أثناء محاكمته رغبته في إتباعه ما قد صمموا عليه، ولكن فلابيانوس رفض الالتماس، كما اعترض على العنف الذي استخدم ضده في المجمع وما بعد المجمع بواسطة العامة]. ونحن نعلم أن فلابيانوس قد حرم كثيرًا من قادة الرهبان لأنهم سندوا أوطيخا ضد الثنائية النسطورية.
10. اعتاد بعض الدارسين أن ينسبوا العنف إلى لاهوتي الإسكندرية وآبائها، حتى بالنسبة للقديسين أثناسيوس وكيرلس.
قرارات المجمع:

1. إعادة اعتبار أوطيخا:


لم يكن خطأ ديسقورس أن المجمع أعاد اعتبار أوطيخا، وذلك للأسباب الآتية:
أ. كتب لاون أسقف روما إلى بولشاريا قائلًا بأن أوطيخا انزلق في الهرطقة عن جهل منه، إن تاب فليعامل حسنًا.
ب. أعلن أوطيخا عبارات أرثوذكسية مثل قوله: [فإنه هو نفسه، كلمة الله، نزل من السماء بلا جسد، صار جسدًا من ذات جسد العذراء دون أن يتغير أو يتحول، بطريقة هو نفسه يعلمها ويريدها. وهو الإله الكامل قبل الدهور هو بعينه صار إنسانًا كاملا لأجلنا ولأجل خلاصنا.]
يؤكد أوطيخا أنه متمسك بإيمان نيقية وأفسس وبعبارات كيرلس، كما حرم ماني وفلانتينوس وأبوليناريوس ونسطور مع القائلين بأن جسد المسيح نزل من السماء... 2. إدانة فلابيانوس ودومنوس الخ.


لا تزال محاضر الجلسات موجودة بالنص السرياني، نلاحظ فيها أن الاتهام الرئيسي ضد هؤلاء هو اتجاهاتهم النسطورية التي انتشرت في هذه المنطقة. يقول شادويك: [قام المجمع بعزل القيادات النسطورية.] 3 . حذف طومس لاون:


اعتبر الأسقف الروماني أن هذا الحذف بمثابة استخفاف بالسلطة البطرسية لذا وصف المجمع "باللصوصي". وجدير بالملاحظة أن هذا الطومس لم يُكتب كمستند للمجمع، بل كان في الأصل رسالة موجهة للإمبراطور، أرسلت منه صورة إلى المجمع سلمت بأيدي النواب. يقول المتروبوليت ميثودويوس باكسيوم: [في الحقيقة إن تسليم الرسالة للمجمع كان كافيًا. لقد كان ممثلو روما حاضرين وكانوا قادرين على تقديم وجهة نظره. إلى يومنا هذا يمكن تسليم رسائل دورية لمجامع دون وجود التزام بقراءتها.]
لاون أسقف روما ومجمع خلقيدونية:


عاد مندوبو روما إلى أسقفهم يعلنون فشلهم في حماية فلابيانوس وجماعته. كتب لاون إلى ثيؤدوسيوس الثاني ضد القديس ديسقورس كما كتب إلى كنيسة القسطنطينية، وأخيرًا سأل فالانتينيان الثالث خلال زوجته أفدوكسيا وأمه غالا بلاسيديا أن يكتب إلى أخيه ثيؤدوسيوس بخصوص ديسقورس ومجمع أفسس لسنة 449 م، غير أن ثيؤدوسيوس رفض الطلب ممتدحًا القديس ديسقورس ومجمع أفسس.
ومع ذلك فقد حقق لاون بغيته إذ جاءت

ومع ذلك فقد حقق لاون بغيته إذ جاءت الأحداث تخدمه:
1. تقبّل لاون التماسات من معارضي مجمع أفسس (449 م) مثل فلابيانوس وغيره.
2. موت فلابيانوس، الذي يحتمل أن يكون قد حدث بعد إدانته بمدة ليست طويلة، وجد فيه لاون فرصة للتعاطف معه (بعد موته)، خاصة في القسطنطينية. فقد فسرت هذه الوفاة فيما بعد من مقاومي مجمع 449 م. بأنها تمت بسبب أتعاب جسدية لحقت به في المجمع.
3. في 28 يوليو سنة 450 م. مات ثيؤدوسيوس واحتلت بولشاريا أخته ورجلها مرقيان المُلك وأعلنا أنهما إمبراطوران في 28 أغسطس 450 م.
4. يقرر شادويك أن أناطوليوس، خلف فلابيانوس، إذ أراد تأكيد مركز القسطنطينية الثاني وجد أن الفرصة ذهبية لحث روما على قبول ذلك.
عقد الملك مرقيان مجمعًا في قصره بالقسطنطينية من أجل موضوع الساعة، وهو طبيعة السيد المسيح، دعا إليه أساقفة كثيرين معظمهم من النساطرة. وكان البابا ديسقورس ضمن المدعوين، واندهش لكثرة الأساقفة المجتمعين بلا سبب. كان لا يدري أن هناك مؤامرة مبيتة ضده، لكنه لم يرهب الموقف، ولما تساءل عن السبب في عقد المجمع، أجابه أحد الأساقفة بأن الملك يهدف إلى توضيح الإيمان. فقال البابا ديسقورس في جرأة: "إن الإيمان هو في غاية الكمال، ولا يعوزه شيء من الإيضاح، وهو مقرر ومثبت من الآباء أمثال أثناسيوس وكيرلس وغيرهما".
حاول البعض أن يستميلوه لكي يوافق على طومس لاون أسقف روما τομος Λέων الذي يثبت الطبيعتين في شخص المسيح بعد الاتحاد، فرد قائلًا: "إن اعتقاد البيعة ينبغي ألا يٌزاد عليه أو ينقص منه. فالمسيح واحد بالطبع والجوهر والعقل والمشيئة كما علّم الآباء". ثم أخذ يشرح لهم المعتقد السليم، وحدث أن أحد الأساقفة المجتمعين في قصر الملك أخذ يوجه الكلام إلى البابا ديسقورس طالبًا أن يذعن لرغبة الملك ولا يخالفه لكي يبقى في منصبه، فما كان من ديسقورس إلا أن قال له: "إن الملك لا يلزمه البحث في هذه الأمور الدقيقة بل ينبغي عليه أن ينشغل بأمور مملكته وتدبيرها، ويدع الكهنة يبحثون موضوع الإيمان المستقيم، فإنهم يعرفون الكتب. وخير له أن لا يميل عن الهوى ولا يتبع غير الحق!"
دٌهش الجميع من جرأته، وهنا قالت الملكة بولشريا: "يا ديسقورس لقد كان في زمان والدتي أفدوكسيا إنسان عنيد مثلك (تقصد القديس يوحنا ذهبي الفم) وأنت تعلم أنه لم يرَ من جراء مخالفته خيرًا. وأنا أرى أن حالك سيكون مثله". فأجابها بكل جرأة: "وأنتِ تعرفين ما جرى لوالدتك نتيجة اضطهادها لهذا القديس وكيف ابتلاها الله بالمرض الشديد الذي لم تعرف له دواء ولا علاجًا حتى مضت إلى قبره وبكت عليه واستغفرت الرب فعوفيت. وهأنذا بين يديك فافعلي ما تريدين، وستربحين ما ربحته أمك".
كانت نتيجة هذه الإجابة الصريحة الشجاعة أن تهجمت هذه الملكة الشريرة ومدت يدها وصفعته صفعة شديدة اقتلعت ضرسين من أضراسه نظرًا لشيخوخته. وما لبث أن انهال عليه بعض رجال القصر وأوسعوه ضربًا، وإمعانًا في الاستهزاء به نتفوا لحيته! أما هو فبقى صامتًا محتملًا ويقول: "من أجلك نُمات كل النهار". ثم جمع الأب الضرسين مع شعر لحيته، وأرسلهما إلى شعبه بالإسكندرية مع رسالة يقول فيها: "هذه ثمرة جهادي لأجل الإيمان. اعلموا أنه قد نالتني آلام كثيرة في سبيل المحافظة على إيمان آبائي القديسين".
القديس ديسقورس ومجمع خلقيدونية:


ما لبث أن عُقد مجمع بأمر الملك في مدينة خلقيدونية سنة 451 م.، استخدم الضغط والإرهاب ضد الأساقفة، واتبع سبل المؤامرات الدنيئة، فكانت النتيجة أن صدر حكم المجمع على البابا ديسقورس غيابيًا، بعد أن حيل بينه وبين حضور المجمع، وذلك بعد أن كتب هو على قرار المجمع بخصوص الإيمان حرمًا لكل من يتعدى حدود الإيمان المستقيم.
بالرغم من الاعتقاد بأن مجمع خلقيدونية عُقد لإدانة أوطيخا، فقد كان في الواقع موجهًا ضد البابا ديسقورس الإسكندري، وليس ضد الراهب الشيخ، إذ كان أوطيخا غير حاضر في المجمع وكان قد نفي في شمال سوريا قبل عقد المجمع.
في الواقع أدين ديسقورس لا لهرطقة عقيدية وإنما لظروف سياسية لعبت الدور الرئيسي في المجمع.
يقول الأستاذ اليونانى الأب رومانيدس: [لقد حُسب ديسقورس أرثوذكسيًا تمامًا في إيمانه في نظر بعض الآباء القادة في مجمع خلقيدون مثل أولئك الذين مثّلوا أناتوليوس بطريرك القسطنطينية.]
ويقول الأب ميثوديوس مطران أكسيوم: [المعلومات التي لدينا لا تصور ديسقورس كهرطوقى، فمن المعلومات التي بين أيدينا واضح أنه كان إنسانًا صالحًا، بل والأسقف لاون نفسه حاول أن يكسبه إلى جانبه... هكذا في خطاب بعث به الإمبراطور ثيؤدوسيوس إلى ديسقورس دعاه فيه إنسانًا تشع منه نعمة الله، وديعًا، أرثوذكسي الإيمان.
في أثناء المجمع أعلن ديسقورس إيمانه مرات عديدة، ولم يُدن لأنه هرطوقي، وإنما لأنه رفض رئيس الأساقفة لاون في الشركة، ولأنه امتنع عن حضور المجمع رغم دعوته ثلاث مرات.
الأدلة كافية لكي نتطلع إلى أسباب أخرى لإدانة ديسقورس. فإن روما كانت في ضجر بسبب الحيوية غير الطبيعية لكنيسة الإسكندرية وبطريركها النشيط.]
صادق الملك على قرار المجمع وأصدر أمره بنفي البابا ديسقورس إلى جزيرة غاغرا Gagra بآسيا الصغرى. وبقى في منفاه مدة خمس سنوات صرفها في هداية الضالين وشفاء المرضى، وانتقل إلى عالم المجد سنة 457 م.

_____
* المرجع Reference (الذي استخدمه كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" للقمص تادرس يعقوب ملطي):
القمص تادرس يعقوب ملطي: الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة علم ولاهوت، 1986، ص 118-153.

Mary Naeem 03 - 11 - 2016 06:28 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا تيموثاوس الثاني
(455 - 477 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : تيموثاوس
تاريخ التقدمة : 3 بابه 172 للشهداء - أول أكتوبر 455 للميلاد
تاريخ النياحة : 7 مسرى 193 للشهداء - 31 يوليو 477 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 21 سنة و10 أشهر
مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
والمنفي محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون : لاون الأول - لاون الثاني - زينون
← اللغة القبطية: Papa Timo;eou =b.


  • اختير للبطريركية بعد نياحة البابا ديسقورس في 3 بابه سنة 172 للشهداء.
  • حلت به شدائد كثيرة في سبيل المحافظة على الإيمان الأرثوذكسي حيث نفاه الملك لاون الكبير إلى جزيرة غاغرا Gagra سبع سنوات إلى أن أعاده الملك لاون الصغير بكرامة عظيمة.
  • قضى بقية أيامه في تثبيت المؤمنين على الإيمان الأرثوذكسي.
  • تنيَّح بسلام بعد أن جلس على الكرسي المرقسي واحد وعشرين سنة وعشر شهور.

وتعيد الكنيسة بنياحته في السابع من شهر مسرى. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة القديس تيموثاوس الثاني بابا الإسكندرية السادس والعشرين (7 مسرى)
في مثل هذا اليوم من سنة 193 ش. (31 يوليه سنة 477 م. ) تنيَّح البابا القديس تيموثاوس الثاني البطريرك السادس والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية وقد اختير هذا الأب للبطريركية بعد نياحة الأب المجاهد البابا ديسقورس في 3 بابه سنة 173 ش. (أول أكتوبر سنة 455 م.) وحلت به شدائد كثيرة في سبيل المحافظة علي الإيمان الأرثوذكسي حيث نفاه الملك لاون الكبير إلى جزيرة غاغرا Gagra بفلاغونيا ولبث في منفاه سبع سنوات إلى أن أعاده الملك لاون الصغير بكرامة عظيمة وقضي بقية أيامه في تثبيت المؤمنين علي الإيمان المستقيم وتنيَّح بسلام بعد أن جلس علي الكرسي المرقسي واحد وعشرين سنة وعشرة شهور.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا. آمين.
معلومات إضافية
فعندما علم الأساقفة الأرثوذكسيين بخير نياحة البابا ديسقوروس بكوة بحرقة واستدعوا تيموثاوس والذي كان يلعب بايلورس من منفاه إلى الإسكندرية وكان متأصلا أي من القائلين بوحدة المسيح الطبيعية وكان مركيان القيصر المحامى عن مجمع خلقيدون قد مات وتولى عوضًا عنه لاون الثراكسي.
فانتهز الأساقفة تلك الفرصة وأسرعوا في تنصيب تيموثاوس على كرسي البطريركية في بابه سنة 195 ش. و457 م. في عهد ذلك القيصر وهذا البابا قال عنه يوحنا النيقاوى المؤرخ "انه عاش عيشة صالحة بينما كان راهبًا في دير القلمون kalamwn بمديرية الفيوم إلى أن تعين قسًا في كنيسة الإسكندرية ثم خلف ديسقوروس وهو مثال التقوى والدين".
أما البابا تيموثاوس فاستمر مجاهدًا ضد أنصار المجمع الخلقيدونى الذين هددوا سلامة الكنيسة، فحرم جميع الكهنة الذين تبعوا بروتيريوس، وأصروا على التمسك بمبادئه. فرفع أولئك الكهنة المحرمون -وعددهم 14 من مائه أسقف وأكثر- شكواهم إلى القيصر وإلى بطريرك القسطنطينية ومع ذلك لم يستطيع القيصر أن يمد يده بسوء إلى بطريرك الإسكندرية خوفًا من هياج المصريين عليه.
وكادت الأمور تهدأ إلا أن أسقف رومية استمر في طغيانه واقتنع الإمبراطور بضرورة نفي بابا الإسكندرية فصدر الأمر لوالي الإسكندرية وبذلك فأسرع هذا الأمر ونفي تيموثاوس وأخاه اناطوليوس غاغرا Gagra سنة 460 م.
وبعد نفي هذا البابا انتخب الملكيون (أنصار خلقيدون) رجلًا يدعى تيموثاوس كان يلقب "صاحب القلنسوة البيضاء" قيل أنه ذا صفات حسنة استمال بها قلوب الشعب إليه مع أنهم كانوا يعتبرونه دخيلًا، ولكنه كان يذكر في القداس اسم البابا ديسقوروس الأمر الذي أساء أسقف روميه والإمبراطور وسرّ منه الأرثوذكسيين الذين كانوا يقابلونه بالتحية قائلين: إننا وإن لم نقدر على انتخابك فإننا نحبك للغاية".
واستمر البابا تيموثاوس في منفاه هو وأخاه سبع سنوات وقيل أنه لما رجع البابا تيموثاوس الأرثوذكسي من النفي بأمر الملك لاون الثاني وعاد إلى كرسيه مرة ثانية ثم رجع تيموثاوس صاحب القلنسوة البيضاء إلى ديره بدون أن يقاوم أقل مقاومة.
وصل البابا إلى الإسكندرية وعقد ومجمعًا سنه 468 م. حكم فيه برفض مجمع خلقيدون وأقرَّ التعليم بوحدانية السيد المسيح الطبيعة وصار مذهب الطبيعية الواحدة الديانة الأولى في المملكة واستمر البابا تيموثاوس في جهاده حتى توفي في 7 مسرى سنة 218 ش. و477 م.
قداسة البابا تيموثاوس الثاني البابا السادس والعشرون



أحب الحياة الهادئة فالتحق بدير بالقلمون حيث مارس الحياة التعبدية الهادئة في نسكٍ شديد مع دراسة للكتاب المقدس وكتابات الآباء. سامه البابا كيرلس الكبير قسًا على كنيسة الإسكندرية، فداوم على الخدمة وتعليم الشعب في عهدي البابا كيرلس والبابا ديسقورس.
سيامته بطريركيًا:


إذ تنيح البابا ديسقورس في منفاه بجزيرة غنغرا بلغ الخبر إلى الإسكندرية حيث كان الوالي غائبًا، تألم الإكليروس والشعب لنياحة أبيهم المفترى عليه تحت ستار العقيدة، لكنهم اجتمعوا في الحال وبرأي واحد استقروا على سيامة الكاهن تيموثاوس بابا لهم وإذ عاد الوالي جن جنونه وحسب هذه السيامة ثورة على السلطة البيزنطية، فقد كان يود أن يقيم لهم إنسانًا دخيلًا من مجمع خلقيدونية القائل بأن للسيد المسيح طبيعتين وإرادتين.
أخذ الوالي يضطهد المصريين، فلم يبالِ البابا بل عقد مجمعًا من أساقفة يدين فيه مجمع خلقيدونية، ويحرم كل من يقبل قراراته، وقد آزر الكل باباهم ماعدا أربعة أساقفة.
مع ديونسيوس أمير الجيش:


قام البابا تيموثاوس برحلة رعوية يتفقد فيها شعبه ويثبتهم على الإيمان، وإذ عاد إلى الإسكندرية كان الكونت ديونسيوس أمير الجيش قد وصل إلى الإسكندرية يحمل الأوامر مشددة بإخضاع المصريين للبطريرك الدخيل بروتيروس مستخدمًا كل وسائل العنف.
نفذ الكونت الأوامر، فمنع البابا من دخول الإسكندرية، الأمر الذي أثار الشعب الإسكندري، إذ حسبوا انه ليس من حق بيزنطة أن تتدخل في شئونهم الكنسية، وثارت ثورة الشعب بعنف حتى فقد الكثيرون اتزانهم ودخلوا في معركة مع الجند انتهت بقتل الدخيل بروتيروس الأمر الذي أخطأ فيه الشعب دون شك!
استخدم الوالي كل إمكانيته بقسوة لتحطيم هذا الشعب الذي يحمل تمردًا في عينيه وقد طلب من الإمبراطور مرقيان أن يصدر أمره بنفي البابا تيموثاوس وأخيه إلى جزيرة غنغرا التي نُفي إليها سلفه البابا ديسقورس.
إلى المنفى:


لكي يمعن في إذلال الشعب لم يرسل البابا إلى منفاه مباشرة عن طريق البحر وإنما أرسله عن طريق البر ليعبر بفلسطين ولبنان وآسيا الصغرى فيكون مثلًا أمام الجميع، لكن هذا العمل جعل من البابا بطلًا يستقبله المؤمنون في كل بلد بالتسابيح يطلبون بركاته.
حين بلغ البابا بيروت خرج أسقفها أوستاثيوس يستقبله بحفاوة، وتجمهر الشعب يطلب بركة البابا البطريرك.
أما والي الإسكندرية فقام بتعيين رجل يسمى سولوفاتشيولي عوض البابا تيموثاوس، قاطعه الشعب تمامًا لمدة سبع سنوات.
بعث البابا تيموثاوس من منفاه عدة رسائل إلى أهل مصر وفلسطين وإلى بعض المصريين في القسطنطينية، في الأول حذر شعبه من بدعة أوطاخي الذي أنكر حقيقة ناسوت السيد المسيح. ثم بعث رسالة ثانية يؤكد إيمانه بشهادة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبي الفم، كما بعث رسالة ثالثة يؤكد إيمانه بشهادة الكتاب المقدس وتعاليم القديسين أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير وباسيليوس وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبي الفم، كما بعث رسالة رابعة إلى الرهبان والراهبات والمؤمنين في كنيسة الإسكندرية أوضح فيها الإيمان الحق مستندًا على إحدى رسائل البابا ديسقورس.

على أي الأحوال نجح البابا تيموثاوس بمحبته وقدسية حياته أن يكسب حب أهل غنغرا حتى دعوه "العجائبي الرحيم".
عودة البابا:


إذ مات مرقيانوس زال الملك عن آل ثيؤدوسيوس الذي حاولت بولشريا امرأة مرقيانوس وأخت ثيؤدوسيوس الاحتفاظ به بكل الطرق، فقد حاولت إغراء أخيها أن يتزوج بثانية لعلها تنجب ابنا يخلفه، ولما فشلت محاولاتها كسرت نذرها وتزوجت بمرقيان لتحتفظ بالمُلك لها ولعائلتها. كان لهذه الملكة دورها الشرير من نحو كنيسة الإسكندرية فكانت تشجع زوجها على الاستبداد بالشعب المصري.
انتقلت الإمبراطورية إلى باسيلسكوس الذي عمل على توطيد السلام في الكنيسة وإعادة المنفيين إلى كراسيهم. وقام طبيبه من الإسكندرية بدورٍ هام في عودة البابا، الذي ذهب إلى القسطنطينية ليقدم شكره للإمبراطور قبل رجوعه إلى كرسيه. هناك عقد مجمعًا حضره 500 أسقفًا كتب خطابًا دوريًا يؤكد فيه صدق إيمان البابا تيموثاوس وتثبيت إيمان المجامع المسكونية الثلاثة: نيقية والقسطنطينية وأفسس؛ كما أدان هرطقة أوطاخي وطومس لاون. حاول فريق متشيع لأوطاخي أن ينالوا موافقته على بدعتهم، فأعلن رفضه لبدعتهم تمامًا. وقد أوضح بكل قوة أن كنيسة الإسكندرية بريئة من الفكر الأوطيخي كل البراءة.
عمله الرعوي:


عاد البابا إلى الإسكندرية فخرج الكل في حب صادق وبنوة يستقبلونه، أما سولوفاتشيولي فانسحب في هدوء إلى ديره. أعاد البابا رفات سلفه القديس ديسقورس إلى مدينته بالإسكندرية، وتفرغ لرد كل نفس تائهة وتثبيت الإيمان والاهتمام بكل احتياجات شعبه حتى رقد بعد أن قضى على الكرسي 22 سنة و11 شهرًا.

Mary Naeem 03 - 11 - 2016 06:32 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا بطرس الثالث
(البابا بطرس منغوس، منخوس)
(477 - 489 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : بطرس
تاريخ التقدمة : 4 توت 194 للشهداء - أول سبتمبر 477 للميلاد
تاريخ النياحة : 2 هاتور 206 للشهداء - 29 أكتوبر 489
مدة الإقامة على الكرسي : 13 سنة وشهرًا واحدًا و29 يومًا
مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية والمنفي
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون : زينون
← اللغة القبطية: Papa Petrou =g.


  • قدم بطريركًا بعد نياحة البابا تيموثاوس.
  • وصلته رسالة من البابا أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يعترف فيها بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح... فأجابه البابا بطرس برسالة يعلن فيها قبوله في الأمانة المستقيمة.
  • قاسى شدائد كثيرة من المخالفين له في الدين وفي الرأي، ونفي من كرسيه مرة ثم عاد وكان في نفيه مداومًا على تعليم شعبه ووعظه بالرسائل وفي حضوره بأقواله.
  • أقام على الكرسي المرقسي ثماني سنين ثم تنيَّح بسلام.

تعيد الكنيسة بنياحته في الثاني من شهر هاتور. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا بطرس الثالث 27 سنة 481 م. (2 هاتور)
في مثل هذا اليوم من سنة 481 ميلادية تنيَّح القديس العظيم الأنبا بطرس السابع والعشرون من باباوات الأسكندرية. وقد قدم بطريركًا بعد نياحة القديس تيموثاوس البابا السادس والعشرين. وبعد جلوسه علي الكرسي الرسولي بقليل وصلت إليه من القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية رسالة، يعترف فيها بالطبيعة الواحدة، كقول القديس كيرلس والقديس ديسقورس، وأوضح فيها أنه لا يصح أن يقال بالطبيعتين بعد الاتحاد لئلا تبطل فائدة الاتحاد. فأجاب الأب بطرس برسالة يعلن فيها قبوله في الأمانة المستقيمة، وأرسلها مع ثلاثة من علماء الأساقفة فقبلهم الأب أكاكيوس بالاحترام وشاركهم في صلاة القداس وقرا الرسالة علي خاصته ومن يشايعه (يؤيده)، ثم كتب رسالة أخرى جامعة إلى الأب بطرس الذي عند وصولها إليه جمع الآباء والأساقفة وقرأها عليهم، ففرحوا بها واستحسنوا عباراتها ومعانيها، واعترفوا بشركته معهم في الأمانة الأرثوذكسية. وقد قاسي هذا الأب شدائد كثيرة من المخالفين له في الدين وفي الرأي ونفي من كرسيه مرة ثم عاد. وكان في نفيه مداوما علي تعليم الرعية ووعظها برسائله التي يرسلها إليهم. وفي حضوره بأقواله. وأقام علي الكرسي المرقسي ثماني سنين . ثم تنيَّح بسلام.
صلاته تكون معنا آمين.
معلومات إضافية
وكان يلقب بـ"بطرس منخوس". كان قبل رسامته قسًا في دير، وكان تلميذ البابا ديسقوروس وكان صديقًا لسلفه البابا تيموثاوس. أقيم بطريرك في توت سنة 219 ش. و477 م. في عهد زينون قيصر. ولم يعتلي الكرسي البطريركي حتى عقد مجمعا بالإسكندرية حرم فيه مجمع خلقيدون ورسالة لاون. وكان القيصر الأرثوذكسي باسيليكوس قد نزل عن الكرسي ورجع إلية زينون، الخلقيدوني وكان هذا مغتاظا على البابا بطرس لأنه عين بطريركًا بدون تصريح منه، فأخذ هذا المجمع وسيله لاضطهاده فأمر بنفيه ورجوع تيموثاوس صاحب القلنسوة البيضاء.
إلا أن البابا بطرس لم يفارق الإسكندرية بل لبث مختفيا فيها مدة خمس سنوات، ومنعًا للقلاقل فكر تيموثاوس أن يعين قاعدة يجرى بموجبها انتخاب البطاركة بالإسكندرية، فتألف وفد يرأسه رجل يدعى يوحنا التلاوي لمقابلة القيصر ليرجوه أن يترك الحرية للأقباط في انتخاب بطاركتهم، فظن القيصر أن يوحنا رئيس الوفد يسعى في الحصول على البطريركية ضد رغبته، فحلف يوحنا أمامه بأنه لا ينبغي ذلك ولهذا أجاب القيصر طلب الوفد حيث أنه بعد موت تيموثاوس سنة 482 م. رشح يوحنا نفسه لمركز البطريركية وأرسل بخصوص هذا الشأن إلى أسقف رومية والقيصر وبطريرك القسطنطينية.
فوصلت رسالة أسقف رومية أولا مما أثار غضب القيصر لمكاتبته أسقف رومية قبله، وتذكر وعده بعدم قبول البطريركية فأرسل القيصر إلى أسقف يعلمه بأنه غير راضى على انتخاب يوحنا لبطريركية الإسكندرية لأن ذلك يدعو إلى زيادة الاضطرابات وأنه عازم على إعادة بطرس بطريركها الحقيقي، فانتفخ أسقف رومية وتوهم أنه له الحق للرئاسة في انتخاب باباوات الأسكندرية عندما وصلت إليه رسالة يوحنا، ولذلك جاوب القيصر بأنه راضى عن يوحنا لا بطرس فاستخف القيصر بأوهامه الفارغة وطرح خطابه في سلة المهملات وأمر بنفي يوحنا وورد البابا بطرس من منفاه.
وبعد رجوع البابا بطرس من منفاه تلقى رسالة من أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يرجوه فيها أن يقبله متى أمكنه، وكان اكاكيوس من أنصار مجمع خلقيدون ولكنه ندم فيما بعد وأراد أن ينضم للأرثوذكسيين. لذا تم مبادلة رسائل بين البابا بطرس وبين اكاكيوس بطريرك القسطنطينية بطلب الاتحاد، ثم تم انعقاد مجمع في العاصمة بسبب ذلك لصدور منشور الاتحاد من الإمبراطور زينون ثم تبادلا رسائل التهاني بين البطريركين، ثم حدث انشقاق في كنيسة الإسكندرية بسبب هذا الاتحاد. ثم وجهوا اتهام إلى البابا بطرس بأنه زاد على الثلاث تقديسات العبارة الأخيرة التي تتضمن ولادة المسيح الإله وصلبه وموته وقيامته، وأمر الكنائس أن ترتلها على هذه النهاية.
وبدأت العديد من الكنائس القبطية والأرمنية والحبشية والسريانية تتلوها، ونفيًا لهذه التهمة وإثباتا لكون هذه التقديسات لم يطرأ عليها تغيير بزيادة أو نقص كما نتلوها نحن؛ وهى قدوس ثلاث مرات معتبرين قدوس الله للأب وقدوس القوى للابن القدوس الذي لا يموت للروح القدس، ولأنها قديمة الوضع والترتيب ورسوليه العهد، وأن الواضع لها هو أغناطيوس التاوقوزى والآمر بترتيلها قبل قراءة الإنجيل.
ثم توفي أكاكيوس وجاء بعده افراويطارس ولم تطل حياته، فخلفه اوفيسيوس فأرسل إليه البابا بطرس خطابًا عن رسائل سلفه افراوطارس يحرم فيه المجمع الرابع. وكان اوفيسيوس هذا على مذهب الملكيين، فقطع العلاقات الأرثوذكسية مع البابا بطرس.
والذين اتحدوا مع باباوات الأسكندرية جهارًا مع بطاركة القسطنطينية هم: افرام يطارس سنه 461 م. - تيموثاوس سنة 511 م. - انتيموس سنة 535 م. - سرجيوس سنة 608 م. - بيروس سنة 643 م. - بطرس سنة 652 م. - توما سنة 656 م - ثيؤذوروس سنة 666 م. - يوحنا سنة 712 م. واستمر هذا البابا على كرسيه مدة ثمان سنوات وثلاث شهور ثم لحق بآبائه في هاتور سنة 225 ش. وأكتوبر سنة 490 م.
قداسة البابا بطرس الثالث البابا السابع والعشرون



سيامته بطريركًا:

كان الأب بطرس كاهنًا بمدينة الإسكندرية، تلميذًا للقديس ديسقورس وصديقًا لخلفه الأنبا تيموثاوس الثاني، وإذ تنيح الأخير اُنتخب الأب بطرس بابا للإسكندرية (27) عام 477 م، وقد حمل غيرة معلمه البابا ديسقورس على استقامة الإيمان.

موقف زينون منه:

اغتصب زينون عرش القسطنطينية من الإمبراطور باسيلكوس، وإذ كان مناصرًا للخلقيدونيين لم يحتمل سيامة البابا بطرس الثالث بكونها تمت دون تصريحٍ منه، خاصة وأن البابا بدأ عمله البابوي بعقد مجمع بالإسكندرية فيه جدّد حرمان لاون وطومسه، فحسب زينون ذلك تحديًا شخصيًا له، وللحال أصدر أمره بنفيه، وإقامة بطريرك دخيل يحتل الكرسي. اختفي البابا لمدة خمس سنوات، كان خلالها يسند شعبه بالرسائل بينما قاطع الشعب البطريرك الدخيل تمامًا.

بين البابا ويوحنا التلاوي:

فكر بعض المصريين في المناوشات التي كثيرًا ما تحدث بين الأباطرة والكنيسة المصرية بسبب تدخل الأباطرة في أمور الكنيسة الدينية الداخلية، وفي جرأة تقدم وفد منهم تحت رئاسة رجل يدعى يوحنا التلاوي ( نسبة إلى تلا بالمنوفية ) وسار إلى الإمبراطور يرجوه ترك الحرية للأقباط في اختيار بطريركهم. التقى الوفد بالإمبراطور، فحسب الأخير أن يوحنا التلاوي فعل ذلك ليختاروه بطريركًا، فأقسم يوحنا أنه لا يقصد ذلك، وأنه لا يقبل ذلك حتى إن طلب الكل منه ذلك، عندئذ استجاب لطلبة الوفد. غير أن الوفد عاد وبعد قليل مات الدخيل فرشح يوحنا نفسه للبطريركية وبعث رسائل للأساقفة والإمبراطور يعلمهم بذلك، وبتدبير إلهي وصلت الرسالة إلى أسقف روما قبل وصولها إلى أكاكيوس أسقف القسطنطينية وإلي الإمبراطور، فغضب الإمبراطور ومعه أكاكيوس كيف أخطر يوحنا أسقف روما قبلهما، واتفق الاثنان على إعادة البابا بطرس إلى كرسيه.
أرسل أسقف روما خطابًا للإمبراطور يعلن فيه سروره باعتلاء يوحنا الكرسي، فأجابه الإمبراطور، قائلًا: "ان هذا الإنسان لا يستحق هذه الكرامة السامية لأنه حنث بيمينه"، وأصدر الإمبراطور أمره بإعادة البابا الشرعي واستبعاد يوحنا عن الإسكندرية.

بين البابا وأكاكيوس:

اتصل البطريرك أكاكيوس بأصدقاء البابا بطرس الذين في القسطنطينية يعلن رغبته في عودة الشركة بين كنيستي الإسكندرية والقسطنطينية، ففرح البابا بطرس جدًا، وتبادل مع أكاكيوس 14 رسالة قبل أن تتم المصالحة، وكان البابا بطرس حريصًا على التمسك بوديعة الإيمان، موبخًا إياه على انحيازه للخلقيدونية.
جاء في رسالة لأكاكيوس: [أشرق علينا يا سراج الأرثوذكسية، وأنر السبيل لنا نحن الذين ضللنا عن الإيمان المستقيم. كن لنا مثل استفانوس أول الشهداء (أع 7 : 60)، واهتف نحو مضطهديك، قائلًا : "لا تحسب لهم يا رب هذه الخطية"].
وجاء في إحدى رسائل البابا بطرس : [صلِ وصمّ بكل اجتهاد، وأنا أصوم وأصلي معك ومن أجلك، فنرفع كلانا طلبتنا إلى الله باسم الكنيسة الجامعة.]، وقد جاء رد أكاكيوس: [الآن يتهلل قلبي لأنك قبلت أن تشاطرني ما أحمله من أعباء ثقيلة، وإنني أشكر الله الذي هيأ لي فرصة التوبة بصلاتك ومنحني القوة بأصوامك معي وعني. وأنا فرحٌ لأنني سأحظى بالدخول معك إلى الحضرة الإلهية، فأرجو منك الآن أن ترسل إلينا بعض آباء الصحراء وبعض العلمانيين الموثوق بأرثوذكسيتهم لكي يرافقونا في زيارة نزمع أن نقوم بها للإمبراطور لنتحدث إليه بشأن إبرام الصلح بين جميع الكنائس، فنسعد بتثبيت السلام في كنيسة ملك السلام]. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء).
وقد تحقق ذلك بإرسال بعض آباء البرية والأراخنة الأتقياء ليحضروا مجمعًا انعقد في القسطنطينية أصدر منشورًا يسمى " منشور زينون " أو " هيوتيكون " أي " كتاب الاتحاد"، يعلن العقيدة الأرثوذكسية. في هذا المنشور أُعلن جحد تعاليم أريوس ونسطور وأوطيخا، وقبول تعاليم مجامع نيقية والقسطنطينية وأفسس، وتعاليم القديس كيرلس الكبير.
تم تبادل الرسائل بين البابا بطرس ومار أكاكيوس وكاد مشروع " كتاب الاتحاد" ينجح ويرد للكنيسة في العالم وحدتها، لولا تصرف البعض، ففي مصر تزعم يعقوب أسقف صا ومينا أسقف مدينة طاما حملة ضد البابا بطرس حاسبين في هذا التصالح تراجعًا عن الإيمان وتساهلًا مع الخلقيدونيين، لكن البابا عقد مجمعًا بالإسكندرية وأقنع الغالبية العظمى من الأساقفة بقبول هذا المنشور، ولم يشذ إلا قلة يدعون الأسيفايين أي "الذين بلا رأس" لأنهم انفصلوا عن قائدهم الروحي.
أما الذي حطم هذا المنشور فهو فيليكس أسقف روما الذي لام أكاكيوس على اشتراكه مع البابا بطرس، وقد أثار زوبعة ضد أكاكيوس، وعقد مجمعًا حرم فيه البابا بطرس ومارأكاكيوس.
إذ تنيح أكاكيوس جاء خلفه أوفيميوس الذي قطع علاقته مع الإسكندرية. لكنها عادت من جديد علانية في أيام بطاركة القسطنطينية: أفراويطاوس سنة 491 م، وتيموثاوس الأول سنة 511 م، وأنتيموس سنة 535 م، وسرجيوس سنة 608 م، وبيروس سنة 639 م، وبولس سنة 643 م، وبطرس سنة 652 م، وتوما سنة 656 م، وثيودورس سنة 666 م، ويوحنا سنة 712 م.

نياحته:

قضى بقية أيامه يهتم بالعمل الرعوي في هدوء واستقرار حتى تنيح في 2 هاتور سنة 490 م، وبعد أن قضى على الكرسي المرقسي ثمان سنوات وثلاثة شهور.

Mary Naeem 03 - 11 - 2016 06:37 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا أثناسيوس الثاني
(أثناسيوس الصغير)
(489 - 496 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : أثناسيوس
تاريخ التقدمة : 2 كيهك 206 للشهداء - 27 نوفمبر 489 للميلاد
تاريخ النياحة : 20 توت 213 للشهداء - 17 سبتمبر 496 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 6 سنوات و9 أشهر و20 يومًا
مدة خلو الكرسي : 13 يومًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية والمنفي
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية الملوك
المعاصرون : زينون - أنسطاس
← اللغة القبطية: Papa `A;anaciou =b.


  • كان هذا الأب وكيلًا على كنائس الإسكندرية، فلما تنيَّح البابا بطرس الثالث اتفق رأى المؤمنين والأساقفة والأراخنة على رسامته بطريركًا وذلك لما عرف عنه من الاستقامة.
  • كان رجلًا صالحًا مملوءًا من الروح القدس.
  • ولما صار بطريركًا رعى شعب المسيح أحسن رعاية بصلواته وعظاته.
  • أقام على الكرسي المرقسي ست سنين وتسعة أشهر ثم تنيَّح بسلام.

تعيد الكنيسة بنياحته في العشرين من شهر توت. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا أثناسيوس الثاني 28 (20 توت)
في هذا اليوم من سنة 512 م. تنيَّح الأب البار القديس أثناسيوس الثاني وهو الثامن والعشرون من بطاركة الكرازة المرقسية. وقد كان هذا الأب وكيلًا على كنائس الإسكندرية، فلما تنيَّح الأب القديس الأنبا بطرس، اتفق رأى جماعة من الأساقفة والأراخنة على رسامته بطريركا، وذلك لما عرف عنه من الاستقامة في دينه وعلمه. وكان رجلًا صالحًا مملوءًا من الإيمان والروح القدس. فلما صار بطريركًا رعى شعب الآب أحسن رعاية. وحرسهم من الذئاب الخاطفة بمواعظه وصلواته. وأقام على الكرسي البطريركي ثلاث سنين وتسعة أشهر ثم تنيَّح بسلام، صلواته تكون معنا آمين.
معلومات إضافية
ولما تنيَّح البابا بطرس قدم للكرسي الإسكندري أثناسيوس في شهر كيهك سنة 225 ش. و490 م في عهد زينون قيصر، وانتخبه الشعب والإكليروس بإجماع الآراء وكان كاهنا في بيعة الإسكندرية ووكيلا لكنائسها، مشهورا بصلاحه واستقامة إيمانه.
ويلقب بالصغير تمييزا له عن البابا أثناسيوس الرسولي الملقب بـ"الكبير" ولم يكن في أيام هذا البطريرك في الإسكندرية آخر سواه، وخضعت إبروشيات القطر المصري بأجمعها له وذلك لأن الكنائس الرسولية بأجمعها رفضت اعتبار مجمع خلقيدون وحرمت رسالة لاون.
وقد صرف هذا البطريرك همته مشتركا مع القيصر اناستاسيوس في إعادة السلام إلى الشرق عمومًا ومصر خصوصًا.
وكانت رغبة القيصر أن لا تقوم المنافسات الدينية مره أخرى، بل ينبغي أن تترك الحرية لكل إنسان في اختيار أي مذهب أو دين يعتقد به.
ولما رأى بعض الأساقفة ميالين للبحث والجدال، عزم على تغييرهم كي لا يكدروا صفو جو الكنيسة مرة أخرى. وبذلك ساد روح السلام على الكنائس بأسرها، إلا الكنيسة الكاثوليكية التي لم يكف رؤساؤها المحترمون عن معاكسة كل مَنْ لا يوافقهم على اعتبار مجمع خلقيدونيه. وما أحسن قول بعضهم في ذلك أنهم (أساقفة رومية).
لم يكفهم مقاومة الأحياء، بل كانوا يجتهدون في معاكسة أناس انتقلوا إلى الدار الأخرى؛ فكانوا يطلبون بإلحاح شطب اسم ديسقوروس وأكاكيوس من بين أسماء الأساقفة، بينما كان هذان في دار لا رئيس فيها إلا الله وحده، والتي يبغي كل مسيحي حقيقي أنه يحب البقاء فيها. وكانوا يقولون أن أساقفة رومية هم وكلاء بطرس وهم المفوضون فيها!
ولم يظهر من الأرثوذكسيين الذين اتحدوا مع الكنيسة القبطية أقل تحزب، حتى أنهم لما توفي أكاكيوس بطريرك القسطنطينية وخلفه افراويطاوس سار على منواله متبعًا "كتاب الاتحاد" رافضا مجمع خلقيدون. غير أن اوفييوس الذي خلف افراويطاوس كما سبق طرد الأرثوذكسية فغضب عليه القيصر، وعقد مجمعا حُكِمَ عليه بالنفي وأقام بدله مكدونيوس.
وأقام البابا أثناسيوس الثاني على الكرسي المرقسي نحو سبع سنين كانت كلها خالية من الاضطرابات وكانت الكنيسة سالمة من كل اضطهاد وتنيَّح في 20 توت سنة 229 ش. و497 م.
قداسة البابا أثناسيوس الثاني البابا الثامن والعشرون

كان كاهنًا بالإسكندرية، اشتهر بالصلاح واستقامة الإيمان فسيم بطريركًا بعد نياحة البابا بطرس الثالث، وقد دعي بأثناسيوس الصغير تمييزًا له عن أثناسيوس الكبير (الرسولي).
اشترك مع القيصر أنستاسيوس في إعادة السلام في الشرق بوجه عام وفي مصر على وجه الخصوص بعد أن مزق مجمع خلقيدونية الكنيسة، الذي نفي فيه القديس ديسقورس بابا الإسكندرية (25) القائل بأن السيد المسيح له طبيعة واحدة وأنه أقنوم واحد، وأن الاتحاد بين اللاهوت والناسوت بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.
[إلى وقت قريب كان العالم المسيحي يظن أننا نعتقد بالطبيعة الواحدة، بمعنى تلاشي الطبيعة الناسوتية في اللاهوتية كقول المبتدع أوطيخا، لذا كانوا يدعوننا بالأوطاخيين خطأ].
عاش البابا أثناسيوس فترة هدوء وسلام حتى تنيح في 20 توت سنة 229 ش، 497 م.

Mary Naeem 03 - 11 - 2016 06:48 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا يوحنا الأول
(496 - 505 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : يوحنا
من أبناء دير : دير أبو مقار
تاريخ التقدمة : أول بابه 213 للشهداء - 29 سبتمبر 496 للميلاد
تاريخ النياحة : 4 بشنس 221 للشهداء - 29 أبريل 505 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 8 سنوات و7 أشهر
مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون : أنسطاس
← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc أو Papa Iwannou =a.


  • ولد من أبوين مسيحيين بمدينة الإسكندرية، وترهب ببرية القديس مقاريوس.
  • اختير للبطريركية فتمنع ولكن الأساقفة والكهنة والأراخنة أخذوه قهرًا ورسموه بطريركًا في أول بابه سنة 213 للشهداء.
  • لما جلس على الكرسي المرقسي اهتم اهتمامًا زائدًا بالتعليم والوعظ وتثبيت المؤمنين على الإيمان المستقيم.
  • كانت أيامه كلها هدوء وسلام ولما أكمل سعيه مرض قليلًا ثم تنيَّح بسلام بعد أن قضى على الكرسي المرقسي ثماني سنوات وسبعة أشهر. تعيد الكنيسة بنياحته في الرابع من بشنس.
صلاته تكون معنا آمين.

السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا يوحنا الخامس الـ29 (4 بشنس)
في مثل هذا اليوم من سنة 221 ش. (29 أبريل سنة 505 م.) تنيَّح البابا القديس يوحنا التاسع والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية . وقد ولد هذا الأب بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين ومال منذ حداثته إلى حياة الرهبنة فترهب ببرية القديس مقاريوس واختير للبطريركية بعد سلفه البابا أثناسيوس فتمنع ولكن الأساقفة والكهنة والأراخنة أخذوه قهرًا ورسموه في أول بابه سنة 213 ش. (29 سبتمبر سنة 496 م.) فلما جلس علي الكرسي اهتم اهتمامًا زائدًا بالتعليم والوعظ وتثبيت المؤمنين علي الإيمان المستقيم وهو أول بطريرك أخذ من الرهبان.
وكان يملك علي القسطنطينية وقتئذ الملك زينون البار. ولهذا اشتد ساعد البابا البطريرك في نشر الإيمان المستقيم في أنحاء البلاد المصرية، وقد أمر هذا الملك البار بإرسال طلبات برية شيهيت من القمح والزيت والخمر والمال لتجديد مباني قلاليهم وترميمها وكانت أيام هذا البابا أيام هدوء وسلام ولما أكمل سعيه الصالح مرض قليلًا ثم تنيَّح بسلام بعد أن قضي علي الكرسي المرقسي ثماني سنوات وسبعة أشهر.
صلاته تكون معنا. آمين.

معلومات إضافية
رسم بطريركا في باؤونه سنة 299 ش. 497 م. في عهد لاون قيصر لاشتهاره بالحكمة والتعقل، وكان الملك زيتون قد توفي وقام مكانه اناستاسيوس البار، الذي رأى أن مكدونيوس بطريرك القسطنطينية قد قطع العلاقة مع كنيسة الإسكندرية وأثبت أعمال مجمع خلقيدون، فأخذ القيصر يقنع مكدونيوس بأن يحرم المجمع الخلقيدوني، فأبى لذلك. فعقد القيصر مجمع القسطنطينية سنة 511 م. حكم فيه بإنزال مكدونيوس عن كرسيه ونفيه، وأقيم عوضا عنه رجل فاضل يدعى تيموثاوس الذي عقد مجمعا أيد فيه الأمانة الأرثوذكسية، وكذلك عقد وفاقا مع البابا يوحنا البطريرك الإسكندري وساوريس بطريرك إنطاكية.
استمرت البلاد المصرية في عهد البابا يوحنا في أمن مطمئنين وقد أهتم البابا يوحنا بتقوية الأيمان الصحيح، وأهتم أيضا بالأديرة المصرية وجعلها أسس لنشر نور القداسة والعلم بين الجموع حتى امتد نورها إلى الدول الغربية.
وقد تنيَّح البابا يوحنا في الرابع من بشنس سنة 234 ش. وسنة 507 م. بعد أن أقام على الكرسي البابوي نحو تسع سنوات.

قداسة البابا يوأنس الأول البابا التاسع والعشرون

← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc.

سيامته بطريركًا:


بعد نياحة البابا أثناسيوس الثاني اتجهت الأنظار إلى راهبٍ من دير الأنبا مقار اسمه يوأنس، قضى السنين الطوال في الجهاد الروحي فعطر الوادي بسيرته، ومن ثَمَّ قصد وفد من الأساقفة والأراخنة إلى برية شيهيت لمقابلته والإعراب عن رغبتهم في انتخابه.
امتنع في أول الأمر ولكن لما وجد إصرار الذين جاءوا إليه قال في نفسه:
"مَنْ يدريني إن كان إلحاح هؤلاء الرجال وحيًا من الروح القدس؟
فيجب عليَّ أن أحذر لئلا أكون معاندًا لله، كما يجب أن أقبل هذه المسئولية العظمى بكل تواضع وبغير تردد".
ولما أعلن هذا الفكر لمن جاءوا إليه مؤكدًا عدم استحقاقه للكرامة ولكنه يقبلها من أجل الضرورة الموضوعة عليه، فرح مندوبو الشعب حين سمعوا هذه الكلمات واستصحبوا الناسك يوأنس معهم إلى الإسكندرية حيث تمت رسامته باسم يوأنس الأول في سنة 497 م.
معاصروه:


عاصر هذا البابا القديس ساويرس الإنطاكي، نابغة عصره في التقوى والعلم.
وعاصر من القياصرة زينون وأنسطاسيوس البار الذي رأى أن مكدونيوس بطريرك القسطنطينية قد قطع علاقته مع كنيسة الإسكندرية وتحزب لمجمع خلقيدونية، وأخذ يكاتب أسقف روما. أخذ القيصر يقنع مكدونيوس أن يحرم المجمع الرابع فأبى. انعقد مجمع في القسطنطينية عام 511 م. فيه أُستبعد مكدونيوس عن كرسيه ونفي، وأُقيم عِوضًا عنه رجل فاضل يُدعى تيموثاوس. وحال سيامته عقد مجمعًا أيّد فيه الإيمان الأرثوذكسي وحرّم مكدونيوس وبعث إليه بالحرم.
إعادة تسبحة الثلاث تقديسات كاملة:


كان مكدونيوس قد أبطل في القسطنطينية استخدام تسبحة الثلاث تقديسات: قدوس الله، قدوس القوي، قدوس الحيّ الذي لا يموت، الذي صلب عنا ارحمنا..." فقد ظن البعض أن هذه التسبحة تنسب الصلب للثالوث القدوس.
باستبعاد مكدونيوس أُعيد استخدامها في القسطنطينية، وهي تسبحة قديمة ترجع إلى عصر الرسل. قيل أنه نظمها يوسف الرامي ونيقوديموس عند تطييب جسد السيد المسيح إذ ظهر لهما ملاك يسبح المصلوب عند دفنه.

أما الدعوى بأن بطرس القصّار السابق للقديس ساويرس هو الذي أضاف "الذي صلب عنا" على التريساجيون (الثلاث تقديسات) فهذا أخطأ، إنما هو اعتمد عليها في دحض تعاليم نسطور وذوي الطبيعتين لتأكيد أن السيد المسيح هو القدوس الذي بتجسده مات الخ. فالتسبحة بكاملها قديمة وهي تُوجه للثالوث القدوس بكونه القدوس، أما الميلاد والصلب والقيامة فموجهة لأقنوم الكلمة المتجسد وحده.
ازدهار كنيسة الإسكندرية:


أول ما قام به البابا بعد تسلم مقاليد الرياسة كان يوجّه الشعب إلى وجوب التمسك بالإيمان القويم. وكان السلام مستتبًا لأن الإمبراطور أناسطاسيوس كان هو أيضًا وفيًا لأصدقائه المصريين ومسالمًا، فازدهرت كنيسة الإسكندرية في عهد البابا يوأنس وعاد نورها إلى بهائه الأول.
لم يكدّر صفو باباويته غير الوباء الذي انتشر في الإسكندرية وقضى على الكثيرين من أبنائه. ولقد دأب هذا البابا اليقظ على تفقد شعبه أثناء تفشي الوباء ليواسي المتألمين ويعزي الحزانى. وفي الرابع من بشنس سنة 234ش الموافق سنة 507 م. انضم إلى آبائه بعد أن رعى شعبه بحكمة وعدل حوالي تسع سنوات.

Mary Naeem 17 - 11 - 2016 04:49 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا ديسقوروس الثاني
(516 - 518 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : ديسقوروس
تاريخ التقدمة : 3 بؤؤنه 232 للشهداء - 29 مايو 516 للميلاد
تاريخ النياحة : 17 بابه 235 للشهداء - 14 أكتوبر 518 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : سنتان و4 أشهر و15 يومًا
مدة خلو الكرسي : 25 يومًا
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون : أنسطاس - جيستنيوس الأول
← اللغة القبطية: Diockoroc أو Papa Diockorou =b.


  • قُدم بطريركًا بإرشاد الروح القدس، إذ كان وديعًا في طبعه، فاضلًا في علمه وعمله، كاملًا في حياته.
  • وكانت باكورة أعماله بعد ارتقائه الكرسي المرقسي أنه كتب رسالة إلى القديس ساويروس بطريرك أنطاكية ضمنها القول عن الثالوث الأقدس المساوي في الجوهر والألوهية ثم شرح التجسد... ففرح بها البابا ساويروس وكل شعبه.
  • وكان هذا الأب مداومًا على التعليم والقراءة وحض الكهنة في كل بلد وأوصاهم على حراسة الشعب ولما أكمل سعيه تنيَّح بسلام.

تعيد الكنيسة بنياحته في السابع عشر من شهر بابه. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ديوسقورس الثاني الـ3 (17 بابة)
في مثل هذا اليوم من سنة 511 ميلادية تنيَّح الأب القديس ديسقورس الحادي والثلاثون من باباوات الأسكندرية. وقد قدم بطريركًا بإرشاد الروح القدس بعد نياحة سلفه القديس يوحنا. كان هذا الأب وديعًا في أخلاقه، فاضلا في علمه وعمله، كاملًا في حياته. حتى أنه لم يكن من يشبهه في جيله. فقدم بطريركًا بإرشاد الروح القدس، وكانت باكورة أعماله أنه بعد ارتقائه الكرسي المرقسي كتب رسالة جامعة إلى الأب القديس ساويرس بطريرك إنطاكية ضمنها القول عن الثالوث الأقدس المساوي في الجوهر والألوهية، ثم شرح التجسد، وأن الله الكلمة قد اتحد بجسد بشرى كامل في كل شيء بنفس عاقلة ناطقة، وأنه صار معه بالاتحاد ابنًا واحدًا، ربًا واحدًا، لا يفترق إلى اثنين، وأن الثالوث واحد قبل الاتحاد وبعده، لم تدخل عليه زيادة بالتجسد.
ولما وصلت هذه الرسالة إلى الأب ساويرس، قرأها وفرح بها وتلاها على الشعب الأنطاكي، فاستبشر بها وكتب إلى القديس ديسقورس رد الرسالة يهنئه بالرئاسة المسيحية وأن يعتمد في جميع أقواله وأفعاله على الأمانة التي وضعها الثلاثمائة والثمانية عشر بنيقية، وعلى ما أمروا به من القوانين والسنن، ولما وصلت هذه الرسالة إلى الأب ديسقورس قبلها بفرح وأمر بتلاوتها فقرأت من فوق المنبر ليسمعها كل الشعب.
وكان هذا الأب مداوما على التعليم والقراءة وحض الكهنة في كل بلد وتوصيتهم على حراسة الرعية.
ولما أكمل سعيه تنيَّح بسلام.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديًا. آمين.
معلومات إضافية

لما تنيَّح البابا يوحنا الثانى كان له كاتبا يدعى ديسقوروس، وكان رجلًا كاملًا ومحبوبًا من الشعب والقيصر. فتم انتخابه في شهر هاتور سنة 242 ش. أي سنة 517 م. في عهد اناستاسيوس قيصر منتصبا احتفال عظيم. وقد قيل أن هذا البابا الموقر صادف تعديات كثيرة وإهانات مُرة من أنصار مجمع خلقيدون في القسطنطينية ولكنه احتملها بصبرـ ولم يجاوب أولئك الأشرار بكلمة واحدةـ بينما كانوا يوجهون إليه قوارص الكلام أثناء مروره في شوارع القسطنطينية العمومية. ولم تطل حياة البطريرك العظيم سوى ثلاث سنين ولحق بآبائه في سنة 244 ش. وسنة 520 م.
قداسة البابا ديسقورس الثاني البابا الحادي والثلاثون


← اللغة القبطية: Diockoroc.
اختياره بابا الإسكندرية:


كان سكرتيرًا لسلفه البابا يؤانس الثاني وابن عم البابا تيموثاوس الأول، وقد اشتهر بالاستقامة والولاء التام للإيمان الأرثوذكسي، حتى عدّه الشعب رجلًا كاملًا ومحاميًا مناضلًا وأحبه ووثق به، فقُدِّم بطريركّا بإرشاد الروح القدس سنة 517 م.
طلب القيصر نفسه تعيينه، ومع محبة الشعب لديسقورس رفضوا تدخل الأباطرة في اختيار البابا، مما سبب تأخير سيامته.
الشركة مع القديس ساويرس بطريرك إنطاكية:


ما أن اعتلى الكرسي المرقسي حتى جدد الشركة مع القديس ساويرس بطريرك إنطاكية وغيره من الأساقفة الأرثوذكسيين، ضمنها القول عن الثالوث القدوس المساوي في الجوهر والألوهية، ثم شرح التجسد وأن الله الكلمة قد اتحد بجسدٍ بشريٍ كاملٍ في كل شيء بنفس عاقلة ناطقة، وأنه صار معه بالاتحاد ابنًا واحدًا، ربًا واحدًا لا يفترق إلى اثنين، وأن الثالوث واحد قبل الاتحاد وبعده لم تدخل عليه زيادة بالتجسد.
وقد ردوا عليه برسائل مؤيدة للإيمان القويم والناطقة بإخلاصهم له وبفرحهم لنواله هذه الكرامة السامية، فرد عليهم برسالة مملوءة بالمحبة والإخلاص.
علاقته بالإمبراطور أنستاسيوس:


حدث أن أثار بعض المصريين فتنة في الإسكندرية أغضبت الإمبراطور أنستاسيوس، فخافوا سوء العاقبة ورجوا من باباهم، الذي كان الإمبراطور يعرفه شخصيًا ويحبه، أن يشفع فيهم لكي يدفع عنهم أذى الإمبراطور، فأعلن اغتباطه بخدمتهم وقصد إلى الإمبراطور لساعته. وقد نجح في مهمته إذ أعلن الإمبراطور صفحه عن المشاغبين.
أُهين في شوارع القسطنطينية ومع هذا لم يفتح فاه، محتملًا بصبرٍ.
كانت أيام البابا ديسقورس الثاني قصيرة، فلم تتجاوز باباويته السنتين انضم بعدها إلى أسلافه، تاركًا شعبه يبكيه ويتألم من أن راعيًا روحيًا مثله انتقل إلى عالم النور بهذه السرعة.

Mary Naeem 17 - 11 - 2016 05:40 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا تيموثاوس الثالث
(518 - 536 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : تيموثاوس
تاريخ التقدمة : 1 هاتور 235 للشهداء - 8 نوفمبر 518 للميلاد
تاريخ النياحة : 13 أمشير 252 للشهداء - 8 فبراير 536 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 17 سنة و3 أشهر
مدة خلو الكرسي : يومان
محل إقامة البطريرك : المرقسية بالإسكندرية
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية
الملوك المعاصرون : جيستنيوس الأول - جيستنيانوس الثاني (؟)
← اللغة القبطية: Papa Timo;eou =g.


  • نال هذا البابا شدائد كثيرة بسبب المحافظة على الإيمان المستقيم.
  • في أيامه حضر إلى الديار المصرية القديس ساويروس بطريرك أنطاكية هربًا من الاضطهاد... وتجول الاثنان في البلاد والأديرة يثبتان الشعب على المعتقد الأرثوذكسي.
  • ولأنه لم يوافق الملك هرقيان على قوانين المجمع الخليقدوني فقد نفاه عن كرسيه، وفي يوم نفيه عارض المؤمنون في تنفيذ الأمر فقتل منهم بأمر الملك نحو مئتي ألف نفس.
  • تنيَّح بسلام بعد أن أقام على الكرسي المرقسي 17 سنة.
  • تعيد الكنيسة بتذكار نياحته في الثالث عشر من شهر أمشير.
صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا تيموثاوس الثالث بابا الإسكندرية الثاني والثلاثون (13 أمشير)
في مثل هذا اليوم من سنة 528 م. تنيَّح الأب القديس الأنبا تيموثاوس الثالث بابا الإسكندرية الثاني والثلاثون. وكان جلوسه علي الكرسي الرسولي سنة 511 م.، وقد نالت هذا الأب شدائد كثيرة بسبب المحافظة علي الإيمان المستقيم. وحضر في أيامه القديس ساويرس بطريرك انطاكية إلي الديار المصرية هربًا من الاضطهاد. وتجول الاثنان في البلاد والأديرة يثبتان الشعب علي المعتقد الأرثوذكسي. ولأنه لم يوافق الملك مرقيان علي قوانين المجمع الخليقدوني، فقد نفاه عن كرسيه. وفي يوم نفيه عارض المؤمنين في تنفيذ الأمر، فقتل منهم بأمر الملك نحو مئتي ألف نفس. و قد تنيَّح هذا الأب في المنفي هو والقديس ساويرس الأنطاكي بعد أن أقام علي الكرسي المرقسي 17 سنة صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين.
معلومات إضافية
اختير للكرسي البطريرك في هاتور سنة 244 ش. وسنة 520 م. في عهد أثناسيوس قيصر وكان من المتمسكين بوحدة المسيح الطبيعية والمتعصبين ضد مجمع خلقيدون نظير ساويرس بطريرك إنطاكية وقد سار الأنبا تيموثاوس على منوال سلفائه بان أرسل رسالة الشركة إلى أخوته أساقفة الشرق وقد ضمنها رسالة خاصة بعث بها إلى الحبر الجليل الأنبا ساويرس أسقف إنطاكية فردوا عليه جميعا معلنين اغتباطهم بدوام السلام والألفة بينهم.
وفي ذلك الوقت توفي أثناسيوس القيصر المؤمن وأقيم بعده رجل رديء من أنصار مجمع خلقيدون اسمه يوستنيوس سنة 527 م. فلما جلس على الكرسي القيصري بذل جهده ليعيد كل المؤمنين الأرثوذكسيين وبالأخص المصريين إلى اعتقاد مجمع خلقيدون، فشرع في عقد مجمع بالقسطنطينية دعى إليه جميع الأساقفة وبالأخص البابا تيموثاوس بطريرك الإسكندرية والأنبا ساويرس إنطاكية فأما البطريرك الإسكندري فلما كان يعلم غرض القيصر السيئ أبي قبول هذه الدعوة واستمر في مركزة مدبرًا رعيته فهاج القيصر وأمر بالقبض عليه ونفاه لمدة ثلاث سنوات.
وأما الأنبا ساويرس بطريرك إنطاكية فانه قبل دعوة القيصر لحضور المجمع في القسطنطينية وذهب إليه ومعه بعض الأساقفة وطلب بتحريم المجمع الخلقيدوني فأمر القيصر بسجنه وأقيم مكانه رجل خلقيدوني يدعى بولس وبعد سنتين أفرج عن الأنبا ساويرس الأنطاكي فهرب من القسطنطينية إلى مصر فقابله البابا تيموثاوس بكل احترام واتحدا في مقاومة رجل من القسطنطينية يدعى يوليانوس الذي أخذ في نشر بدعة أوطاخي.
واستمر البابا تيموثاوس بطريرك على كرسي الإسكندرية سبع عشرة سنة ثم تنيَّح بسلام في الثالث عشر من شهر أمشير أمشير سنة 260 ش. وسنة 536 م.
قداسة البابا تيموثاوس الثالث البابا الثاني والثلاثون


إذ تنيح البابا ديسقورس الثاني (31) تمكن المصريون من الاجتماع والتشاور، لأن الإمبراطور أنستاسيوس كان متسامحًا يتسم بسعة الصدر، وكان لا يزال وفيًا لأصدقائه من المصريين، فترك للأقباط حق اختيار راعيهم دون أن يفرض عليهم أحدًا، وكان ذلك في سنة 519 م. لكن أنستاسيوس مات في نفس السنة وتولى يوستنيان الإمبراطورية، وكان يميل إلى الخلقيدونية.
إذ دخل يوستنيان الأول الكنيسة في يوم أحد ومعه الأسقف يوحنا الكبادوكي، قام بعض المتشيعين للإمبراطور بالهتاف طالبين سقوط الأسقف ساويرس الأنطاكي ومحاكمته لأنه غير خلقيدوني بينما هتف البعض بحياته كرد فعل للهتاف الأول، عندئذ قرر الإمبراطور عقد مجمع للفصل في الأمر. وإذ عرف البابا تيموثاوس الثالث ما ينويه الإمبراطور لم يذهب إلى المجمع، فأمر الإمبراطور بالقبض عليه ونفيه. اقتحم الجند أبواب الكنيسة بينما تجمهر الشعب حول باباهم، ودارت معركة بين الجند المسلحين والشعب الأعزل، واندفع الجند يفتكون بالشعب ويقتلون عددًا ليس بقليل، ثم اقتحموا دار البطريركية وألقوا القبض على البابا الذي اُقتيد إلى المنفى، ثم فرض الإمبراطور بطريركًا دخيلًا يُدعى أبوليناريوس.
أما القديس ساويرس فأطاع وذهب إلى القسطنطينية ليحضر المجمع فحُكم عليه بتجريده وحرمانه، وكان الإمبراطور في حالة ثورة عنيفة ضده حتى كان مصممًا على قطع لسانه. تدخلت الإمبراطورة التقية ثيؤدورا التي شفعت في القديس ساويرس الأنطاكي، فاكتفى الإمبراطور بحرمانه من الدخول إلى إيبارشيته، وبالفعل التجأ إلى مصر ليجد فيها موضع راحة ومكان خدمة

في هذا المجمع الذي لم يتجاوز عدد الحاضرين فيه أربعون أسقفًا، جُرِّد القديس ساويرس من أسقفيته، وأُعطِي لأسقف القسطنطينية لقب "البطريرك المسكوني"، الأمر الذي أثار أسقف روما، حاسبًا أنه هو البابا الوحيد دون بطاركة العالم، وأن لقب "البطريرك المسكوني" خاص بالسيد المسيح نفسه بكونه أب المسكونة كلها! من هنا بدأ النزاع بين الكنيستين في روما والقسطنطينية حول الألقاب.
أُثير أيضًا موضوع "العلاّمة أوريجانوس" حيث كان لتلاميذه أثرًا فعالًا، واستطاع الخصوم أن يؤثروا على الإمبراطور الذي حسب نفسه الفيصل في الأمور اللاهوتية والروحية فأصدر حكمًا يحرم أوريجينوس.
عاد البابا تيموثاوس الثالث من منفاه، لكنه بقيّ هو والقديس ساويرس الأنطاكي مطاردين من بلد إلى أخرى، ومن دير إلى دير. وقد سمحت العناية الإلهية للبابا فرصة أن يرسم الأنبا ثيؤدوسيوس أسقفًا على جزيرة فيلة بأسوان، استطاع أن يجتذب الوثنيين القاطنين في جنوبها للإيمان المسيحي، كما حوَّل الجزء الأمامي من معبد إيزيس إلى كنيسة باسم القديس إسطفانوس أول الشهداء وبنى كنيسة أخرى في وسط الجزيرة. أخيرًا استقر المقام بالبابا والقديس ساويرس في دير بعيد عن أعين الجند البيزنطيين، ومن هناك كانا يهتمان برعيتهما خلال الرسائل. وعندما جاء وفد أوطاخي إلى مصر من القسطنطينية أسرع البابا وحذر شعبه منهم. أخيرًا بعد أن قضى حوالي 17 سنة في جهاد تنيح في الرب.

Mary Naeem 17 - 11 - 2016 05:47 PM

رد: تاريخ البطاركة في الكنيسة القبطية: باباوات الإسكندرية: بابوات الكرازة المرقسية
 
البابا ثاؤذوسيوس الأول
(536 - 567 م.)
المدينة الأصلية له : الإسكندرية
الاسم قبل البطريركية : هاودوسيوس
تاريخ التقدمة : 15 أمشير 252 للشهداء - 10 نوفمبر 536 للميلاد
تاريخ النياحة : 28 بؤونه 283 للشهداء - 22 يونيو 567 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي : 31 سنة و4 أشهر و15 يومًا
مدة خلو الكرسي : شهرًا واحدًا و3 أيام
محل إقامة البطريرك : المرقسية ثم المنفي
محل الدفن : المرقسية بالإسكندرية ا
لملوك المعاصرون : جيستنيانوس الأول - جيستنيوس الثاني
اللغة القبطية: pi`agioc Qe`odocioc أو Papa :e`odocioc =a.


  • بعد نياحة البابا تيموثاوس، اجتمع الأساقفة والشعب الأرثوذكسي ورسموا هذا الأب بطريركًا، وكان عالمًا حافظًا لكتب الكنيسة.
  • وبعد أيام من رسامته أثار عليه الشيطان قومًا أشرارًا وأخذوا فاكيوس رئيس شمامسة كنيسة الإسكندرية ورسموه بطريركًا بمعاونة يوليانوس (الذي كان قد حرمه البابا تيموثاوس لموافقته لمجمع خلقدونية) وقاموا بنفي البابا ثاؤذوسيوس.
  • وصل الخبر إلى الملك يوستينيانوس والملكة المحبة لله ثاؤذورا، فأرسلت تسأل عن صحة رسامة البابا ثاؤذوسيوس، حتى إذا كانت طبق القانون يتسلم كرسيه... فعقدوا مجمعًا وأقروا صحة رسامة البابا ثاؤذوسيوس وقام فاكيوس بالاعتراف بخطئه... غير أنه لما كان الملك موافقًا على معتقد مجمع خلقيدونية فإنه أرسل إلى نائبه في الإسكندرية يقول له: "إذا اتفق معنا البطريرك ثيودوسيوس في الإيمان فتضاف مع البطريركية الولاية على الإسكندرية وإذا لم يوافق يخرج من المدينة"... ولما سمع البابا خرج من المدينة ومضى إلى الصعيد وأقام هناك يثبت المؤمنين.
  • ثم استدعاه الملك إلى القسطنطينية ليستميله إلى المعتقد الخلقدونى ولكنه لم يفلح، فعاد ونفي البابا في الصعيد.
  • أقام في المنفي ثمان وعشرين سنة في صعيد مصر. وأربع سنين في مدينة الإسكندرية وأمضى في البطريركية واحد وثلاثين سنة وأربعة أشهر وخمسة عشر يومًا ثم تنيَّح بسلام.

وتعيد الكنيسة بتذكار نياحته في الثامن والعشرين من شهر بؤونه. صلاته تكون معنا آمين.
السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار
نياحة البابا ثاؤذورس "33 " (28 بؤونة)
في مثل هذا اليوم من سنة 283 ش. (22 يونيو سنة 567 م. ) تنيَّح القديس ثاؤدسيوس البطريرك الثالث والثلاثين من باباوات الكرازة المرقسية. وذلك أنه بعد نياحة تيموثاوس أجتمع الأساقفة والشعب الأرثوذكسي ورسموا هذا الأب بطريركا وكان عالما حافظا لكتب الكنيسة وبعد أيام أثار عليه عدو الخير قوما أشرارًا من أهل المدينة وأخذوا فاكيوس رئيس شمامسة كنيسة الإسكندرية ورسموه بطريركا بمعاونة يوليانوس. الذي كان البابا تيموثاوس قد حرمه لموافقته لمجمع خلقيدونية. ولما رسم فاكيوس نفوا البابا ثاؤدسيوس إلى جرسيمانوس وكان القديس ساويرس الأنطاكي يقيم في سخا من بلاد مصر وكان يعزيه ويصبره ذاكرا له ما جرى للرسل وليوحنا ذهبي الفم. وبعد ستة أشهر من نفيه ذهب إلى مليج وأقام بها سنتين وبعد ذلك تقدم أهل الإسكندرية إلى الوالي وطلبوا منه أن يأمر بإعادة راعيهم الشرعي وطرد فاكيوس الدخيل ووصل الخبر إلى الملك يوستينيانوس والملكة المحبة للإله ثاؤذورا. فأرسلت تسأل عن صحة رسامة البابا ثاؤدسيوس حتى إذا كانت طبق القانون يتسلم كرسيه فعقدوا مجمعا من الشعب ومائة وعشرين كاهنًا وأجمعوا علي أن ثاؤدسيوس رسم باتفاق الأساقفة والشعب وفقًا للقانون. وكان فاكيوس حاضرًا في المجمع فوقف معترفًا بأنه هو المعتدي وطلب مسامحته علي أن يبقي رئيس شمامسة كما كان قبلا وأرسلوا للملكة بذلك غير أنه لما كان الملك موافقا علي المعتقد غير الصحيح فكتب إلى نائبه في الإسكندرية يقول: "إذا اتفق معنا البطريرك ثاؤدسيوس في الإيمان فتضاف إليه مع البطريركية الولاية علي الإسكندرية وإذ لم يوافق يخرج من المدينة" فلما سمع البطريرك هذا القول قال: "هكذا الشيطان قال للسيد المسيح بعد ما أراه جميع مماليك العالم ومجدها أعطيك هذه جميعها أن خررت وسجدت لي" (مت 4: 8 و9) ثم خرج من المدينة ومضي إلى الصعيد وأقام هناك يثبت المؤمنين. ثم استدعاه الملك إلى القسطنطينية فذهب إليها مع بعض الكهنة العلماء فتلقاه الملك بإكرام عظيم وأجلسه في مكان ممتاز وأخذ يتملقه ويخاطبه بلطف لكي يوافق علي معتقد مجمع خلقيدونية وإذ لم يوافقه نفاه إلى صعيد مصر وأقام عوضا عنه شخصًا يسمي بولس فلما وصل هذا إلى الإسكندرية لم يقبله أهلها ولبث سنة لم يتقرب إليه إلا نفر قليل. ولما وصل هذا الأمر إلى الملك أمر بإغلاق الكنائس حتى يخضعوا للبطريرك الذي عينه الملك فبني المؤمنون كنيسة علي اسم القديس مرقس خارج المدينة وأخري علي اسم القديسين قزمان ودميان وكانوا يتقربون فيهما ويعمدون أولادهم.
ولما سمع الملك بذلك عاد فأمر بفتح الكنائس فلما سمع البابا ثاؤدسيوس بهذا الأمر خشي أن يكون الملك قد قصد بذلك أن يستميلهم فكتب لهم رسالة يثبتهم علي الإيمان المستقيم ويحذرهم من خداع ذلك المخالف. وأقام في المنفي ثمان وعشرين سنة في صعيد مصر وأربع سنين في مدينة الإسكندرية وأمضي في البطريركية واحدًا وثلاثين سنة وأربعة أشهر وخمسة عشر يوما وقد وضع هذا البابا ميامر وتعاليم كثيرة صلاته تكون معنا. آمين.
معلومات إضافية
جاء رسل الملك إلى الإسكندرية وحال وصولهم أخبرهم الوالي وكل من نال رشوة من قيانوس أن رسامة قيانوس حق، وأنه هو الأولى في الرسامة. غير أن قولهم لم يثبت إذ اجتمع نحو مائة وعشرين رجلًا من الكهنة ومقدمي المدينة وكتبوا تقرير يعترفون فيه بقانونية بطريركية ثيؤدوسيوس في أبيب سنة 260 ش. وسنة 536 م. في عهد يوستنيانوس قيصر الأول.
وأجمعت كلمة الكل على صحتها وأنه تقدمت رسامتة قيانوس بشهرين، وبينما هم يبحثون حضر قيانوس بنفسه أمام تلك الهيئة واعترف بالحقيقية طالبًا الصفح عن تعديه، ووضع توقيعه مع المعترفين وصرَّح بأنه خادم مطيع للبابا ثيؤدوسيوس وأنه يرتضى بأن يكون أرش ذياكون كما كان.
ففرح الجميع بذلك ممجدين الله، وزاد سرورهم برجوع بطريركهم المغبوط إليهم بسلام. وبعد ذلك شعر القيصر بالخطر على أفكاره الخلقيدونية وقال في نفسه: هوذا أنا سلمت كرسي الإسكندرية لثيؤدوسيوس، ولكني لا أضمن مساعدته لي على تعميم عقيدتي.
وماذا لو أضيفت إلى كرسيه جميع ولايات أفريقية، وفي الحال أملى عليه الشيطان كتابًا لوالى الإسكندرية وقسيسيها وللبابا ثيؤذوسيوس ليجتذبه إلى اعتقاد مجمع خلقيدونية، وطومس لاون ويساعده على نشره. ووعده مكافأة على ذلك أن يمنحه كرسي البطريركية والولاية في مصر، ويكون جميع أساقفة أفريقية تحت طاعته.
ثم هدده بأنه إذا لم يطع ولم يرضى فليخرج من البيعة ليمضى إلى حيث يشاء. فلما قرأ البابا المجاهد البطريرك ثيؤدوسيوس كتاب القيصر هتف أمام رسل الملك والوالي والجمع المحتشد قائلا: إن إبليس أخذ السيد المخلص وأصعده على الجبل العالي، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها، وقال له: "هذا أعطيك إذا أن سجدت لي". هكذا أنتم أتيتم تعدوني بأن أصير غريبًا عن السيد المسيح
الملك الحقيقي حُبا في مجد الدنيا الباطل، ثم رفع يديه أمام الجميع، ثم قال للوالي ولجميع الجيش الخاص بالقيصر "ليس لمولاكم سلطان إلا على جسدي الفاني، ولكن نفسي في يد مخلصي. والآن هوذا البيعة وكل ما فيها أمامكم ومهما أمرتم فافعلوه. أما أنا فتابع لإيمان الذين تقدموني أثناسيوس وكيرلس وديسقوروس وغيرهم، الذين صرت أنا نائبًا لهم بغير استحقاق". ثم قام وخرج قائلًا: "مَنْ يحب الله فليتبعني". فخرج وراءه الأرثوذكسيين ولم يشأ الوالي أن يقبض عليه، بل تركه يذهب إلى حيث يشاء كأمر القيصر. فخرج من المدينة وقوة السيد المسيح ترشده، بل أن الوالي نفسه اهتم بأمره وأعد له كل ما يحتاج إليه، وحمله في مركب إلى صعيد مصر، حيث أقام أربع سنين يُعَلِّم الشعب والكهنة والرهبان في الديارات ويثبتهم على الأمانة الأرثوذكسية، ويصبرهم على احتمال الاضطهاد حتى الموت.
أما رسل القيصر فرجعوا إليه وأعلموه بالخبر فاندهش هو وجميع رجال بلاطه من ثبات ثيؤدوسيوس على أمانته ورفضه كل تلك الهبات. وأقام القيصر رجلا يدعى بولس النيسي عوضا عنه، وكان هذا الرجل أجنبيا عن مصر من شباودب في طرسوس، وبدون أن يعلم المصريون عن أصله شيئًا، رسمه القيصر في القسطنطينية، فصار هذا الرسم قاعدة البطاركة الملكيين أن يرسموا بالقسطنطينية ويسيروا للإسكندرية. وقد تم هذا كله سنه 541 م. وجاء بولس إلى الإسكندرية تحرسه قوة عسكرية هائلة، ولكن المصريون لم يقبلوه ولم يحبوا وجوده بطريركا عليهم. وكانوا يلقبونه يهوذا الثاني. ولم يكونوا يعرفون لهم بطريركا أخر سوى ثيؤدوسيوس المنفي الذي كانوا يطيعونه ويخضعون لأوامره التي كان يرسلها إليهم.
وأستمر بولس سنة على هذا المنوال حتى اضطر أخيرًا أن يخبر القيصر بأن المصريين يهربون منه كما يهرب الحمل من الذنب. فرد عليه القيصر بكتاب يأمره فيه أن يغلق أبواب البيعة التي بمدينة الإسكندرية، ويختم عليها حراسا حتى لا يدخلها أحد مطلقا.
أخذ بولس من الرئاسة بوضع يده على الكنيسة الكبرى المسماة بالكنيسة القيصرية، ثم استحوذ بمساعدة الجيش على عدة كنائس مهمة غيرها. أما المسيحيون فلما سمعوا بأمر قفل الكنائس، حزنوا حزنًا مفرطًا ومكثوا سنه كاملة بدون أن يصلوا في الكنيسة! ولم يكن يعزيهم سوى كتب بطريركهم المنفي التي كانت تَرِد إليهم بين آن وآخر. ولما زاد قلقهم اجتمعوا وتشاوروا على بناء بيعة، فتم لهم ذلك وبنوها بقوة السيد المسيح غربي الإسكندرية، ثم بنوا كنيسة أخرى غربي الأعمدة على اسمي قزمان ودميان. وبنوا كنائس أخرى سموا إحداها الكنيسة الملائكية كما في الكنيسة القيصرية، فلما علم بذلك القيصر فتح جميع الكنائس وجعلها تحت سلطان الخلقيدونين. فلما علم البابا ثيؤدوسيوس ناح وبكى وطلب الرب من أجل ثبات أمانة شعبة. وكان يصلى ويقول: يا ربى يسوع المسيح أنت اشتريت هذا بدمك الشريف، وأنت الملهم بهم فلا تتخلَّ عنهم، بل لترعهم عنايتك.
ولم يكن بولس البطريرك الدخيل مبغوضًا من المصرين، فقط بل من بعض الرومانيين أيضًا بالنسبة لدناءة أعماله. ولما رأى قوة القوم تحت يده فشرع في أن ينتقم من الجميع. فنقل ايلياس قائد جنود الوجه القبلي إلى مكان آخر حتى يضعف من قوة الأقباط في الصعيد، فشعر بيؤس أحد شمامسة الكنيسة الإسكندرية بالأمر، فأرسل كتابا لايلياس يخبره به، فوقع الكتاب في يد أحد اتباع بولس فجاءه به. ولذلك أمر بولس بالقبض على الشماس المسكين متهمًا إياه بإهمال مصلحة الكنيسة، وتبذير إيرادها. وسلمه إلى عهدة درون والي مصر، فأستمر يعذبه إلى أن اسلم روحه، فرفع أقرباء الشماس بيؤس دعواهم إلى القيصر، فأمر بعزل درون الوالي، وعين بدله ليهريوس الذي أمر بالتحقيق في قضية بيؤس. فأسفر التحقيق عن إدانة بولس ودرون الوالى فحكم بالإعدام على درون، وبالنفي لبولس. وحكم عليه بالعزل والحِرمان من بطريركيتي إنطاكية وأورشليم.
وعين القيصر عوضه رجلًا يدعى زيلوس، ولم يكن لهذا البطريرك أي اعتبار وعاملة الأقباط بنفس معاملة بولس غير معترفين بأحد رئيسًا عليهم سوى ثيؤدوسيوس. وحيث أن يوستينوس قيصر توفي وملك عوضه يوستنيانوس، وكان أشد كرهًا للأرثوذكسيين غير أنه في مبدأه نهج منهجًا يختلف عن خطة سلفه، وأظهر لينًا نحوهم، وأمر باستحضار ثيؤدوسيوس من منفاه، وترك له نوع من الحرية. وإذ خاف لئلا يؤول ذلك إلى تعميم للأرثوذكسية تظاهر بأنه يريد عقد مجمع بالقسطنطينية ينهى فيه القضايا، ووعد البابا بأن لا يلحقه أذى، وأوصى حامل الرسالة أن ينطلق به حتى تقدمه إلى العاصمة.
فعزم البطريرك على مقابلة القيصر واستعان بقوة السيد المسيح، ولما دخل إلى القيصر وامرأته وعاينوا سكينته وتواضعه وفضله، استقبلوه حسنا. ثم كلمة بكل رقة ليستميله إلى جانب مجمع خلقيدونية ولكنه لم يفلح في تغيير عقيدته. ولما تقابل معه البطريرك الثالث دفعه وأخذ يَعِدْهُ بالكرامة أن هو أطاع رأيه، فقال له "لا حياة ولا موت ولا غلاء ولا سيف يصد قلبي عن أمانة آبائي" فغضب عليه الملك وألقاه في السجن بالقسطنطينية مرة أخرى، وبعد ذلك نفاه. واستمر في المنفي حتى أدركته المنية، فرقد في الرب بعد أن قضى مدة أثنين وثلاثين سنة بطريركًا، صرف منها 28 سنة في أماكن النفي ووضع من المقالات والتعليم في مدة بطريركيته الشيء الكثير.
وانتقل بسلام إلى السيد المسيح الذي كان يحبه في اليوم الثامن والعشرين من شهر بؤونه سنة 283 ش. و568 م.
قداسة البابا ثيؤدوسيوس الأول البابا الثالث والثلاثون


← اللغة القبطية: pi`agioc Qe`odocioc.

إذ تنيح البابا تيموثاوس الثالث (32) اُنتخب الناسك التقى ثيؤدسيوس بابا للإسكندرية سنة 536 م.
متاعب داخلية:


لم تمضِ إلا أسابيع على سيامته حتى اجتمع حزب من الإسكندريين حول أرشيدياكون يدعى قيانوس، تملقوه وأفهموه أنه وحده مستحق للبطريركية وبالفعل سيم أسقفًا على الإسكندرية. احتدم الخلاف بين الفريقين فأرسلت الإمبراطورة ثيؤدورا مندوبين لها لتتعرف على حقيقة الموقف، فاكتشف المندوبين أن سيامة البابا ثيؤدوسيوس كنسية بينما سيامة قيانوس غير قانونية، وقد اعترف قيانوس بخطئه، فقبل البابا توبته بشرط أن يكتب بخط يده إقرارًا بمخالفته القوانين الكنسية، ثم رده البابا إلى رتبته كأرشيدياكون التي كان قد جُرد منها، وفرح الكل باستتباب السلام.
خلاف مع الإمبراطور:


في حديثنا عن البابا تيموثاوس الثالث رأينا كيف أقام الإمبراطور يوستنيان (جاستنيان) نفسه حكمًا في الأمور اللاهوتية والكنسية، فقد حسب نفسه الفيصل في كل أمرٍ زمني وكنسي، وأنه يستطيع بما له من سلطان أن يحفظ للكنيسة وحدتها. وقد وجد في مشكلة مجمع خلقيدونية وانقسام الكنيسة في العالم بشأنه فرصة للتدخل بطريقته الخاصة. هذا من جانب ومن جانب آخر إذ بعث البابا ثيؤدوسيوس رسالة إلى الإمبراطور وإلى الإمبراطورة يشكرهما على موقفهما من سيامة قيانوس غير القانونية تبادر إلى ذهن الإمبراطور أن التفاف الأقباط بروح واحد حول راعيهم يجعلهم قوة ربما يُخشى منها في المستقبل لذا أراد هدم البابا في أعين شعبه باستمالته للتوقيع على قرارات مجمع خلقيدونية.

أرسل الإمبراطور للبابا يعده بالولاية على الإسكندرية وجعله بابا لكل إفريقيا بجانب باباويته على الكرسي المرقسي إن وقع القرارات، أما ثيؤدوسيوس فقرأ الرسالة في وجود المندوبين ورجال الدولة وللحال أعلن أن هذه الوعود ليست إلا صورة لما فعله الشيطان حين قال للسيد المسيح انه يعطيه سلطانًا على كل ممالك العالم إن سجد له. بقوة أعلن أن للإمبراطور سلطانًا على جسده يفعل به ما يشاء أما روحه فهي ملك للسيد المسيح الملك الوحيد.
همّ البابا بالخروج من دار الباباوية فمنعوه، واقتادوه إلى دار الولاية ليحتجز يومًا بليله، ويبدو أن الوالي قد تأثر جدًا بشجاعة البابا وإيمانه ووضوحه فأحبه وانضم إلى مناصريه، وعاونه على ترك الإسكندرية إلى حين حتى يهدأ الجو. أعدّ له مركبًا ليذهب إلى الصعيد ليلتقي بالشعب والرهبان ويرعاهم.
انطلق مندوبو الإمبراطور إلى القسطنطينية ليقصوا هناك ما حدث مع البابا فدهش الكل لرفضه عروض الإمبراطور، عاود الإمبراطور فأرسل مندوبًا آخر يعيد الكرة مع البابا، وإذ لم يفلح اقتاده إلى القسطنطينية حيث استقبله الإمبراطور والإمبراطورة بحفاوة عظيمة وكان معهما رجال البلاط، وقد تعجب الكل من شخصية البابا.
التقى الإمبراطور بالبابا ست مرات وفي كل مرة كان يظهر لطفًا وكرمًا، ليعود فيعرض عليه أمر التوقيع على قرارات مجمع خلقيدونية فيرفض.
أخيرًا سجنه في القسطنطينية ليقضي بقية حياته هناك محرومًا من شعبه، لكنه غير متهاون في الصلاة عنهم وبعث رسائل لهم لمساندتهم وتثبيتهم على الإيمان. لقد قضى 28 سنة في المنفي من ال 32 سنه لباباويته دون أن ينحرف قيد أنمله عن إيمانه.
البطريرك الدخيل:


بأمر الإمبراطور سيم بولس التنيسي في القسطنطينية أسقفًا على الإسكندرية، وقد أُرسل إليها مع حاشية من الجند، وبقى عامًا كاملًا لا يجد من الشعب من يصلي معه سوى الوالي وبعض الجند، وكان يسمع كلمات السخرية والتوبيخ ترن في أذنيه: "ليسقط الخائن! ليسقط يهوذا الدخيل!".
لم يحتمل الدخيل الموقف إذ بعد عام أرسل إلى الإمبراطور يطلب حلًا، فجاء الرد بغلق جميع الكنائس التي لم يستولي عليها، وقد فضل الشعب أن يبقوا سنة كاملة بلا صلاة عن أن يشتركوا مع هذا الدخيل. قام الشعب مع الكهنة ببناء كنيستين: كنيسة الإنجيليين وكنيسة القديسين قزمان ودميان، وإذ سمع الإمبراطور أصدر أمره بالاستيلاء على جميع كنائس المصريين وتسليمها للخلقيدونيين. وكان البابا الشرعي يسمع بذلك ويصلي في مرارة من أجل شعبه!


الساعة الآن 02:47 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025