![]() |
حياة الشبع والامتلاء
الحاجة للامتلاء والشبع نحن في حاجة ماسة هذة الأيام إلى حياة الشبع الروحي والامتلاء والفيض، في عصر يزداد فيه غلاء الأسعار، ونسبة التضخم، والقحط الروحي، وعدم الشبع؛ رغم أن الكثيرين يموتون من أمراض سببها عدم العدالة وسوء التوزيع، فمنهم من يموت بسبب أمراض يسببها الأكل والتخمة، وآخرون يموتون بسبب الجوع!! وكلا الفريقين يظل جوعان للشبع الحقيقي ولا يجده، يبحث عن السعادة وكأنها سراب نركض نحوه فيهرب منا. وعندما نرى الكثيرين يلهثون وراء الغنى المادي بشتَّى الأساليب المتاحة، حتى ولو بالغش والتهرب والسرقة، وعندما نرى البعض يبحث عن اللذة في الأكل والشراب والدنس والخطيئة، وحينما يتقاتل الكثيرون ويبيعوا ايمانهم ومبادئهم سعيًا وراء سلطة لا تدوم أو منصب يورِّث الهموم، وعندما نرى البعض يختالون علي الأرض بكبرياء، ويتعاملون مع الآخرين بصلف وجفاء- نبحث عن السبب نجدهم يبحثون عن حياة الشبع والامتلاء والسعادة، وإن بعدت عن كل هؤلاء. فالسعادة الحقيقية ليست في امتلاك كل هذه الأشياء، بل في سيادتك علي نفسك، وأن تضبط ذاتك، وتشبع بالله ومعرفته والاتحاد به، وأن تمتلئ بروح القداسة والوداعة والعفة، وأن تمتلك الأشياء لا أن تمتلكك. العالم يغرينا ويقول- لاسيما في الأعياد: كلوا، واشربوا، واشتروا، واستمتعوا. ونحن نقول: ازهدوا، واتركوا؛ فقيمة الإنسان في ذاته وسعادته، يجدها في المحبة الباذلة، لا في الأخذ والامتلاك. إن هناك كثير من الأنواع من الشبع والامتلاء، مثل الامتلاء من الأمور الروحية أو المادية، أو الامتداد في العلاقات الاجتماعية أو في المعرفة الثقافية، أو الغنى المادي. وعندما نقول أن هذا الشخص "مليان"، إننا نقصد أنه شخصية لديها الثراء الفكري والعاطفي والروحي أو المادي. واحساس الفرد بقيمته، والقناعة بما لدينا، عامل هام في احساسنا بالامتلاء، مع عدم الاكتفاء، لاسيما في المجال الروحي والفكري والاجتماعي.. نحن نحتاج للإمتداد إلي فوق نحو الله، وأفقيًا نحو الناس، وإلى العمق نحو الإنسان الداخلي. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
كيفية الشبع والامتلاء
هنا أذكر لكم قصة حدثت في العهد القديم "وصرخت إلى أليشع امرأة من نساء بني الأنبياء قائلة: إن عبدك زوجي قد مات، وأنت تعلم أن عبدك كان يخاف الرب، فأتى المرابي لياخذ ولدي له عبدين. فقال لها أليشع: ماذا أصنع لك؟ أخبريني ماذا لك في البيت؟ فقالت: ليس لجاريتك شيء في البيت إلا دهنة زيت؛ فقال: اذهبي استعيري لنفسك أوعية من خارج من عند جميع جيرانك، أوعية فارغة لا تقللي. ثم ادخلي وأغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك، وصبي في جميع هذه الأوعية، وما امتلأ انقليه. فذهبت من عنده وأغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها، فكانوا هم يقدِّمون لها الأوعية وهي تصب. ولما امتلأت الأوعية، قالت لابنها: قدِّم لي أيضًا وعاءً، فقال لها: لا يوجد بعد وعاء، فوقف الزيت. فأتت وأخبرت رجل الله. فقال اذهبي بيعي الزيت واوفي دينك، وعيشي أنت وبنوك بما بقي". (2 مل 1:4-7). إن هذه القصة بمغزاها الروحي والحرفي، نجدها تمثِّل حياة الفقر والشبع. وتعطي لنا رجاءً في الله الذي يصنع المعجزات. إن الشيطان قد سلب الإنسان غناه، ويظل يدفعه للجمع وعدم الشبع "العين لا تشبع من النظر والأذن لا تمتلئ من السمع" (جا 1 : . ولهذا، جاء إلينا المسيح إلهنا المخلص الحقيقي؛ لنؤمن به، ويملأ حياتنا شبعًا ومحبة، وقلوبنا فرحًا ونعيمًا، وأرواحنا سلامًا ومسرة. وقال لنا السيد الرب: "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو 7 : 38). قال هذا عن الروح القدس الذي يغني الروح والقلب والنفس؛ فيسدِّد الرب ديوننا بنعمته، ويصد عنا المرابي الظالم، ويدافع عنا ضد إبليس وكل قواته، ويقودنا في برية هذا العالم، ومعه لا يعوزنا شئ. إن إحساسنا بالجوع وحاجتنا للشبع، تحتاج إلى إعداد النفس للامتلاء، وغلق أبواب الفكر عما يُفسد، وسماع كلمة الله والعمل بها، والثقة في مواعيد الله، وعدم الاكتفاء والنمو للوصول إلى ملء القامة الروحية. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
الرجوع إلى النفس والله
الابن الضال في طيش وتهور، ظنَّ أن وجوده في بيت أبيه عائق في طريق سعادته؛ فأخذ نصيبه من المال، وذهب إلى كورة بعيدة، وهناك بدَّده في عيش مسرف. ولما جاع أخيرًا واشتهي النجاسة ولم يجدها، وأحسَّ بالجوع والحرمان، رجع إلى نفسه، وقال: أقوم وأرجع إلى أبي، وأقول له: أخطأت يا أبتاه في السماء وقدامك، ولست مستحقًا أن اُدعي لك ابنًا. ذهب إلي أبيه منكسر النفس، ممزَّق الثياب، حافي القدمين. ولما رآه أبيه من بعيد ركض إليه، ووقع على عنقه مقبِّلاً إياه. ألبسه أبيه حله غالية، وحذاءً جديدًا وذبح له العجل المثمَّن، وأحضر المغنين ليفرح مع ابنه والأحباء برجوع ابنه.. هكذا يفرح الله والملائكة والقديسون برجوع الخاطئ، ويشعر التائب بالقبول والغفران، ويسعد بالحياة في حضن الآب المحب. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
حقًا ما أحلى الرجوع إليه إن كثيرين ممن نظن إنهم سعداء بمتع العالم وشهواته، يشتهون النوم ولا يجدونه، ويطلبون السلام ويبتعد عنهم، ويودون الراحة ولا يجدون إلا الشقاء. وحقًا قال الكتاب: لا سلام للأشرار. وإلا فلماذا انتحرت "مارلين منرو"، والفنانة الشهيرة "داليدا" و"كريستينا أوناسيس" ابنة الملياردير اليوناني "أوناسيس" صاحب الجزر والأساطيل البحرية والطائرات والمليارات، والذي يُعد من أكبر أثرياء العالم.. ولأن "كريستينا" وريثته الوحيدة؛ فقد ورثت عن أبيها كل ثروته الهائلة، إلا أن ذلك لم يحقق لها السعادة التي تبحث عنها، فقد تزوجت عددًا من المرات، وكان زواجها الأخير من أحد الشيوعيين، حيث سئمت حياة الترف والثروة، وذهبت لتعيش مع زوجها في منزل متهالك في أحد أحياء "موسكو" الفقيرة، إلا أن الفشل لاحقها في هذا الزواج أيضًا؛ ففارقت زوجها بعد أن أصيبت باكتئاب مزمن وحزن مرضي متصل، ولم تستطع الثروة والمال أن تحقِّق لها أبسط معاني السعادة الإنسانية، وأقل درجات الرضى والطمأنينة؛ فقرَّرت الانتحار، وُوجدت ميتة على أحد السواحل الأرجنتينية، بعدما ابتلعت عددًا كبيرًا من الحبوب المنومة، وكان عمرها آنذاك سبعة وثلاثين عامًا فقط. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
أعدد ذاتك للامتلاء
أنت صنيعة أفكارك؛ فقل لي في ماذا تفكر، أقول لك من أنت! إن ملأت فكرك وقلبك وروحك بأباطيل العالم المملؤة تعبًا، فستورثك القلق والهم والكأبة، وإن سعيت وراء شهواته، فستموت بالحسرات. إن فاقد الشئ لا يعطيه.. العالم أفقر من أن يغنيك. أنت هو غنى العالم بفكرك المبدع، وبصلتك بالسماء، وبنور المسيح الذي فيك تستطيع أن تنير للآخرين الطريق. فأعدد ذاتك للامتلاء بالروح القدس، مفرغًا ذاتك من اهتمامات العالم المملؤة تعبًا. وأعدد ذاتك لاستقبال طفل المذود بتواضع ووداعة وهدوء ومحبة. مقدِّما له قلبك ذهبًا، وصلواتك لبانًا وبخورًا مقدسًا يصعد إلى عرش النعمة، واحتمالك وأتعابك وصبرك ناردين رائحته طيبة لدي الله. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
غنى حكمة الله
تراءى الله لـ"سليمان الحكيم" قديمًا، سائلاً إياه ماذا يطلب منه؟ فماذا طلب "سليمان" "اعطني الآن حكمة ومعرفة لأخرج أمام هذا الشعب وأدخل؛ لأنه من يقدر أن يحكم على شعبك هذا العظيم" (2أخ 10:1) "فقال الله لسليمان من أجل أن هذا كان في قلبك، ولم تسأل غنى ولا أموالا ولا كرامة ولا أنفس مبغضيك ولا سألت أيامًا كثيرة، بل إنما سألت لنفسك حكمة ومعرفة تحكم بهما على شعبي الذي ملَّكتك عليه، قد أعطيتك حكمة ومعرفة، وأعطيتك غنى وأموالاً وكرامة لم يكن مثلها للملوك الذين قبلك ولا يكون مثلها لمن بعدك" (2 أخبار 1 : 11-12). |
رد: حياة الشبع والامتلاء
نعم يا أحبائي، في المسيح يسوع مذخر لنا كل كنوز الحكمة والعلم. فهل نقترب إليه وهو يدعونا أن ننهل مجانًا ونمتلئ بكل حكمة روحية، ونكون حكماء "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب" (كو 3 : 16). لنعلم يا أحبائي أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وأن غني الايمان بالله والسلام المرافق له، لا يمكن أن نحصل عليه بأي أموال "طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة وللرجل الذي ينال الفهم" (أم 3 : 13). سعيد هو الإنسان الحكيم، لا بحكمة أهل هذا العالم التي تتميز بالمكر والدهاء، بل الحكمة النازلة من عند أبي الأنوار "وأما الحكمة التي من فوق، فهي أولاً طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة، مملوءة رحمة وأثمارًا صالحة، عديمة الريب والرياء" (يع 3 : 17). |
رد: حياة الشبع والامتلاء
الامتلاء من المحبة الروحية العالم في جوع حقيقي للمحبة الروحية الطاهرة، ويريد أن يراها فينا "ونحن قد عرفنا وصدَّقنا المحبة التي لله فينا. الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يو 4 : 16). المحبة لا تسقط أبدًا؛ لأن الله محبة "في هذه هي المحبة، ليس إننا نحن أحببنا الله، بل إنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا" (1يو 4 : 10). لقد أحبنا الله وتجسَّد كلمة الله الأزلي؛ ليعلن لنا أنه حب، ولكن لم يجد في مولده قلوبًا تستقبله بالحب، ولا بيوتًا يُولد فيها؛ فولد في مذود بقر، ونادي بالمحبة فما كان من جحودنا إلا أن يقدِّم له الصليب. وفي وقت عطشه قدَّموا له على الصليب خلاً ليشرب! ولأنه الحب، مازال يقرع علي القلوب والبيوت ليجد مأوى ودفء من برد شتاء المشاعر والأنانية. نحن في حاجة إلى الامتلاء بالحب الذي يسعد النفس. يجب أن نكون كأنوار تجذب الآخرين وتشهد لحب من أحبنا "واسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضًا وأسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحة لله رائحة طيبة" (أف 5 : 2). إننا إذ نمتلئ بالمحبة نشبع ونروي ظمأ العالم وحاجته إلى المحبة. وهذه هي غاية الوصية "وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء" (1تي 1 : 5). وإذ نحب الله، فنتيجة لذلك سنحب كنيسته وأبنائه، ونبذل أنفسنا من أجل الجميع، حتى الأعداء والمسيئين في حب. وبهذه المحبة المسيحية نعلن ونشهد لايماننا. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
الصلاة والشبع
إننا نصلي مع القديس "بولس الرسول" لكي ما تستنير عيون أذهاننا، لنعلم ما هو رجاء دعوته، وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين (أف 1 : 18). إن الصلاة تشبع النفس الجائعة لله، ولا أنسى إنني قابلت في القدس أحد الأباء الرهبان الفرنسسكان الذي سار لمدة ثلاث سنوات عبر العالم من "أيطاليا" إلى "الهند" سيرًا على قدميه، ثم رجع إلى "القدس" فى سنة 2000م. وعندما سألته كيف كانت الرحلة؟ أجاب: لقد كانت الصلاة الدائمة شبعه وسروره.. نعم كان يجود عليه الخيِّرون بما لهم، لكن في كل الدول والمدن والقرى، كان رسالة الله المقرؤة من جميع الناس، في ايمان وثقة بالله المشبع والحافظ سار، وفي ظل القدير كان يبيت "هكذا أباركك في حياتي، باسمك أرفع يدي، كما من شحم ودسم تشبع نفسي، وبشفتي الابتهاج يسبِّحك فمي" (مز4:63-5). |
رد: حياة الشبع والامتلاء
هل تشعر بالجوع الروحي؟ ارفع قلبك بالصلاة لله، وهو يشبع جدوب نفسك، ويقدر أن يملأ قلبك بالسعادة، ومعه ينتفي الاحساس بالحرمان والوحدة والغربة. علينا إذًا بالجهاد القانوني للحصول علي نعمة الروح القدس لتفيض دهنة الزيت التي لدينا، ويبارك الله فيها، عندما يرى أمانتنا في الجهاد، ورغبتنا في الامتلاء وحرصنا علي النمو. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
الروح القدس والامتلاء الروح القدس هو روح الله القدوس، المعزِّي والمقوِّي والمرشد. هو روح الحكمة والمعرفة.. هو يعلِّمنا كل شئ، ويذكِّرنا بكل ما قاله لنا السيد المسيح.. نحن في حاجة للامتلاء من روح الله القدوس؛ لتجري منا أنهار ماء حي، تقود إلى الحياة الأبدية "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح" (أف 5 : 18). إن أهل العالم ومحبيه قد يسكروا بخمر العالم وأطيابه، لكن أبناء الله يمتلئون بالروح "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن" (أف 3 : 16). إن "اليصابات" و"زكريا" عندما امتلأا بالروح، تنبئا وأنجبا لنا القديس "يوحنا المعمدان" الذي ارتكض فرحًا مستقبلاً يسوع المسيح في بطن أمه. وأنت يا من تريد أن تنجب فضائل روحية، وتمتلئ سرورًا بالروح، هل تسلك في وصايا الله لكي يحل عليك روح الله؟ وهل تحيا حياة الشركة والصلاة والايمان؟ "لما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة" (أع 4 : 31). صل إذن بتواضع قلب، وانتظر بشوق أن تمتلئ بالروح وتشعر بغنى المسيح الذي يعطي بسخاء ولا يعيِّر. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
الشخصية الغنية الشبعانة عندما نتكلم عن من هو الشخص الغني والنفس الشبعانة بالله، فإننا نتكلَّم عن الشخص الناجح والسعيد، والذي يستطيع أن يتفوق ويتميَّز في مجتمعه. قد يكون هناك اختلاف بين الناس في الأمزجة والطباع والآراء، لكن مع التباين، وفي عصر يتسم بالقلق والتطور السريع، فإن للسعادة والامتلاء مقاييس نسبية. ومع حاجة الإنسان الملحة للنمو وعدم الاكتفاء، نجد أن السلام النفسي مهم لسعادة الإنسان، كما أن العلاقات الاجتماعية السعيدة، سواء داخل الأسرة أو الكنيسة أو العمل والمجتمع، تعطي للإنسان الاحساس بالشبع. الصحة الجسدية أيضًا عامل هام في الاحساس بالشبع والامتلاء "فلا غنى خير من عافية الجسم، ولا سرور يفوق فرح القلب" (سيراخ 30 : 16). وفوق هذا وذاك، السعادة والشبع الروحي بكل ما ذكرته سابقًا يلعب دورًا هامًا في أن يكون الإنسان سعيدًا ناميًا في كل عمل صالح. إننا لن نصل إلى الكمال الذي نرجوه إن لم نسع إلى المتاجرة والربح بالوزنات المعطاة لنا، سواء فكرية أو روحية أو عملية. الإنسان الروحي هو إنسان ينمو باستمرار ولا يتوقف، لا في المعرفة ولا في العمل، حتي يكمل سعيه ويصل إلى هتاف النصرة وتمام السعي، ويُوهَب له إكليل البر. أحبائي، الله هو مالئ كل مكان، والغني في المواهب، والمعطي بسخاء. لن تشبع النفس البشرية إلا بمحبته، ولن تمتلئ إلا بحلول نعمة روحه فيها، ولن تجد سلامها إلا في رئيس السلام وملك الدهور. نحن نجلس علي قمة العالم عندما نشبع بالمسيح، ونكون نورًا للآخرين. عندما نتحرّر من جاذبية الخطية وتيار الإثم العامل في أبناء المعصية. النفس الشبعانة بالمسيح لن تجد راحتها إلا فيه وبه ومعه. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
الغنى المادي والفكري المسيحية هي دعوة للعمل والبذل والتفوق. إن الله عندما خلق كل شئ، خلقه حسنًا، وإلى الآن يعمل من أجل سعادتنا. وعندما تجسّد الله الكلمة، كان يجول يصنع خيرًا، وجاء لتكون لنا حياة أفضل بل ملء الحياة. ولهذا يشجّعنا الإنجيل على العمل، فمن يقدر علي العمل ولا يعمل ذاك خطية له "فمن يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فذلك خطية له" (يع 4 : 17). إن أجمل شئ في الحياة تسعد به هو النجاح، والنجاح ليس بعيدًا عن الجميع، بل قد يكون رفيقًا لك إذا كان لديك هدف وقدوة وتصميم وعزيمة صادقة. من نسمع عنهم من مشاهير من هنا وهناك، كانوا يحلمون بالنجاح، ولكنهم صمَّموا واجتهدوا ولم يفقدوا الأمل. فجميع المشاهير قريبين منك ومني، ويعيشون بيننا. وقد تكون منهم إن اجتهدت. فبالجهد والعرق وصل الكثيرون للتفوق والثراء الفكري والعملي والمادي. الغنى والتفوُّق شئ حسن إن كان بالطرق والوسائل الشريفة والهدف القويم، دون أن نتكل عليه أو يكون إلهًا إو صنمًا نعبده، بل نستخدمه من الله كهبة وعطية ومصدر للسعادة. فإن الله يهبنا كل شئ بغنى للتمتع. إن التواضع والوداعة مع القناعة والشبع بالمسيح، تجعل الإنسان يسلك باعتدال في كل شئ. وعندما يتفوق لا يتكبَّر ولا يبتعد عن الله. وعندما يغتني يكون الغنى وسيلته الجيدة لخدمة الله ومساعدة المحتاجين وإسعاد النفس، والوصول إلى حياة السعادة الحقيقية. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
كيف أشبع روحياً لنيافة الأنبا موسى 1- ما هى الروح ؟ الروح هى العنصر الذى وضعه الله فى الإنسان، والذى من خلاله يتصل الإنسان بالله، وبالإيمانيات، وعالم الروح. فإذا كان الإنسان يشترك مع النبات فى الجسد ومع الحيوان فى الجسد والنفس، إلا أنه يتميز بعد ذلك بالعقل والروح، لذلك يقول البعض عن الإنسان أنه حيوان عاقل ومتدين. ومنذ فجر التاريخ الإنسان متدين، حتى وإن ضل الطريق الصحيح، إلا أن أحشاءه تؤكد له وجود الخالق، والخير، والثواب والعقاب، والخلود. وما شابه ذلك من عالم - الماورائيات - أى ماذا وراء المادة؟ وماذا وراء الموت؟ وماذا وراء الزمن؟ وماذا وراء الطبيعة؟ وأحياناً يسمونه عالم - الميتافيزيقيا - أى ما وراء الطبيعة المحسوسة! لقد استلم آدم معرفة الله من الله مباشرة، ثم تعاقبت الأجيال بعد السقوط، وتشتت البشر بعد بلبلة الألسنة، وبدأنا نسمع عن عبادات كثيرة، كعبادة الشمس والقمر والنجوم والعجل والبقرة والتماثيل. ولكن هذه جميعاً كانت مجرد تعبيرات عن القوة والخير والعدل والسلطان.. وقد أختار الله فى القديم بعض أسرار الشريعة والفهم والإيمان، ومع ذلك كثيراً ما ضلوا وعبدوا الأوثان التى تعبدت لها الأمم فى مختلف حقب الزمان. ولنا أن نفخر كمصريين بأخناتون العظيم الذى نادى بالإله الواحد، وقدم له العبادة والسجود، وتحدث عن بعض صفاته الإلهية، وكيف أنه جل إسمه - روح بسيط خالد خالق، يرعى الكون بحبه، ويشرق عليه بشمسه: ويضمه إليه بحنانه الفائق. ومع أن الروح هى عنصر الإيمان فى الإنسان، إلا أنها ما أنفصلت قط عن العقل عنصر التفكير.. لهذا رأينا فى الفلاسفة اليونان وفى الحضارات الشرقية القديمة، عقولاً استنارت بالروح القدس، واستشرقت من بعيد آفاق الألوهة الفائقة للعقل والمعرفة، حتى أستحق الفلاسفة أن يسميهم القديس كليمنضس الإسكندرى أنبياء الوثنية. إن الروح - أيها القارئ الحبيب هى العنصر الذى يوصلنا إلى الله، ويوحدنا به، فأحذر أن يضمر هذا العنصر فى حياتك: حينما تهمل خلاص نفسك، أو حينما تجعل المادة أو الغرائز تتحكم فيك. فأنت مخلوق إلهى، فوق المادة والتراب، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمال الروحى. 2- وسائل أشباع الروح أ- الصلاة : الصلاة هى الحبل السِرى - بكسر السين - الذى من خلاله نتصل بالرب سراً ولا رقيب. وهى أيضاً الحبل السُرى - بضم السين - الذى من خلاله ننال الغذاء الروحى من السماء لحظة بلحظة، كالجنين فى بطن أمه. والصلاة تفتح عالم الله علينا، كما تفتح عالمنا على حبه وفعله الإلهى، لذلك فهى الفرصة الأساسية التى فيها يشكلنا الله، ويبنينا، ويقدسنا ويشبعنا. + "الصلاة هى رفع العقل إلى الله" (الأب يوحنا الدمشقى) "الصلاة سلاح عظيم وكنز لا يفرغ، غنى لا يسقط أبداً" (القديس يوحنا ذهبى الفم). + "حينما تصلى ألا تتحدث مع الله؟ أى امتياز هذا" (القديس يوحنا ذهبى الفم). ب- الكتاب المقدس : "بدون القراءة فى الكتب الإلهية، لا يمكن للذهن أن يدنو من الله" (مارأسحق السريانى). "فى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً" (مز 2:1). "والهذيذ فى الشريعة لا يعنى قراءة كلماتها أو تلاوتها، بل يتسع إلى تتميم أحكامها بالتقوى" (الأسقف ايلارى). "ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح" (مارأسحق السريانى). "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله"(مت 4:4). "وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لى لفرح ولبهجة قلبى" (أر 16:15). الكتاب المقدس هو بالحقيقة مائدة دسمة، فيها تشبع أرواحنا وحواسنا، وتستريح نفوسنا، فقراءة الكتاب بإنتظام وحرارة قدام المسيح، فإذا كان السيد المسيح هو الكلمة الذاتية، فالكتاب هو الكلمة المكتوبة لخلاصنا، أنه ببساطة: السيد المسيح متكلماً!! ج- الأفخارستيا : لقد أعطانا الرب جسده ودمه ذبيحة يومية على مائدته المقدسة،لكى كل من يأكل منه يحيا إلى الأبد. إنه - خبز الحياة النازل من السماء - واهباً حياة للعالم، "مأكل حق ومشرب حق". + "من يأكلنى يحيا بى"، "يثبت فىّ وأنا فيه" (يو 48:6-57). من هنا تدعونا الكنيسة إلى الأغتذاء اليومى من هذا السر المبارك، الذى من خلاله نتحد : أ- بالسيد المسيح. ب- بالقديسين. ج- بأخوتنا المؤمنين. د- ونصلى من أجل العالم كله. د- القراءات الروحية : القراءة فى الكتب الروحية أساسية للشبع الروحى، لذلك أوصى الآباء القديسون أولادهم بها... أنت مخلوق إلهى، فوق التراب والمادة، وإتجاهك نحو الخلود والأبدية، فأنتبه خشية أن يضمر هذا العنصر فى حياتك بسبب الإهمال الروحى. "أتعب نفسك فى قراءة الكتب، فهى تخلصك من النجاسة" (القديس الأنبا أنطونيوس). "كن مداوماً، لذكر سير القديسين، كيما تأكلك غيرة أعمالهم" (القديس موسى الأسود). "كتبى هى شكل (سيرة) الذين كانوا قبلى، أما إن أردت القراءة ففى كلام الله أقرأ" (القديس أنطونيوس). لهذا أوصى الآباء بأن نكرم القراءة كما نكرم الصلاة، حيث أنهما تكملان إحداهما الأخرى... ونحن نشكر الله من أجل فيض الكتب والمجلات والنبذات الروحية التى أعطاها الرب لنا فى هذه الأيام. هـ- الإجتماعات الروحية : يوصينا الرسول بولس أن لا نترك إجتماعاتنا، بل أن نحرص على الحضور، لما فى ذلك من بركة روحية وتعليمية هامة.. "غير تاركين إجتماعنا كما لقوم عادة" (عب 25:10).. "حينما تجتمعون معاً ليس هو لأجل عشاء الرب" (1كو 20:11)، يقصد الأغابى التى تسبق القداس الإلهى، أى العشاء معاً فى المساء، قبل تسبيح نصف الليل.. "متى إجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم.." (الإجتماعات التعليمية).. (1كو 26:14). والإجتماعات الروحية تحقق أهدافاً كثيرة... فهى مثلاً : أ- تعطى التعاليم الأساسية للخلاص.. "هلك شعبى من عدم المعرفة" (هو 6:4). ب- تشبع نفوسنا روحياً بكلمة الله. ج- تحمينا من إنحرافات الفكر وحيل الشيطان. د- ترد على أية مطاعن فى إيماننا المسيحى القويم |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى
لا يمكن للإنسان أن يحيا فى ظل النجاح والسعادة وتتابع الإنتصارات على مستوى الحياة عموما بعيدا ممارساته الدائمة لما يجعله فى شبع روحي ، كما لا يتصور أن يكون للإنسان القدرة على الإنتقال من مجد إلى مجد فى الحياة فى ظل تجاهل دور الشبع الروحي فى هذا الإنتقال ، ومن ثم لا غنى عن الشبع الروحي لكل من يرجو سلاما وإنتصارا وسعادة فى حياته |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى + الشبع الروحي لا يكون فقط سببا فى سعادة وسلام الداخل ، بل ومجد الخارج أيضا ، وهذا يعنى أن سعادة الإنسان عموما تكمن فى شبعه كل حين بالرب ، أى بالوجود فى حضرته كل حين ، بقراءة كلمته والعمل بها رغم كل الظروف ، بالتأمل فى صفاته والتسبيح لإسمه بلا إنقطاع .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى + كذبوا الذين راحوا يقولون بأن الشبع الروحي لا يخدم وقت المحنة والتجربة أو أنه لا يساهم فى إنقاذ النفس وقت تعرضها للضغوط من الخارج والداخل ، فمن ذا الذى يقدر أن ينكر دور الشبع الروحي فى حياة داود فى إنقاذه من مطاردات ومحاولات شاول الشريرة من أجل قتله ؟ ومن يقدر أن ينكر دور الشبع الروحي فى حياة بولس الذى جعله فى ثبات وفرح ، بل فى نمو ومثابرة رغم كل التجارب والمخاطر التى واجهها ابان كرازته ؟ |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى + لا يمكن أن يتأتى الشبع الروحي للإنسان بعيدا عن الصلاة ، بل محبة الصلاة ، إذ هى سر كل شبع حقيقي وسلام دائم ، وما أحوج الإنسان لمعرفة إنه إن إمتلأ قلبه شبعا بالرب فى الصلاة سهل عليه الوصول إلى كل ما يرجوه و ما يستحيل الوصول إليه ، وإن فشل فى ذلك أدركه الفشل فى شتي جوانب الحياة ، إذ قد فشل في اقتناء القوة والحكمة والمؤازرة التى من فوق .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى
إن لم يوجد فيك الشبع الدائم بالمسيح فسوف يوجد فيك كل إشتياق للباطل والعدم والفساد .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى + اشبع روحيا بكلمة الرب ، وثق فى قول السيد " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان, بل بكل كلمة تخرج من فم الله." مت 4:4 .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى
+ بالشبع الروحي يتحدي الإنسان كل عثرة وخطية ، إذ أن الذى إمتلأ بالروح هو الأقدر على مقاومة إبليس والنصرة فى معترك الحرب ضد الخطية و نداءات الشيطان.. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى + الشبع الروحي هو أحد تعابير القلب النقي والنفس المكرسة والفكر المنشغل بالأمور المقدسة ، وكلما زاد هذ الشبع تأصلا ونموا كلما كان ذا تأثير عجيب فى حياة الإنسان وحياة الاخرين أيضا .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى
+ الشبع الروحي يحصن الإنسان من الخوف والقلق والإضطراب ، وبدونه تصير النفس فريسة لكل ما يفقدها سلامها ورجاؤها وقوتها .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى
+ الشبع الروحي لا يتأتى للإنسان الذى يجهل دور التسبيح فى نجاح الحياة الروحية ، فمع التسبيح الشبع بالرب والإمتلاء من صفاته ، وبعيدا عن التسبيح يُحرم الإنسان من كل شبع حقيقي ويكون عرضة لكل تعب وفشل وإنكسار .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى
+ الشبع الروحي يحتاج لمزيد من المثابرة ولمزيد من التعود ، وهذا ما يؤول إلى مزيد من التمييز ومزيد من التفوق .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى
+ الشبع الروحي يملأ أعماق الإنسان من القناعة والرضا ، وبدونه ستمتلأ أعماق الإنسان من الطمع و الميل الردىء لكل ما هو باطل وفاسد وشرير .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى + الشبع الروحي هو الوسيلة الأكثر فاعلية لتقديس فكر وقلب وضمير ومشاعر الإنسان ، وبدونه لا يمكن للإنسان أن يصل إلى قداسة الحياة والسيرة ومجد العيش فى ظل بركات الحياة حسب الحق والإنجيل .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى
+ مع الشبع الروحي القدرة على رفض الخطية ومقاومة كل الأفكار الشريرة وإفتضاح خطط الشيطان ، إذ يأتى الشبع الروحي ومعه المزيد من الإفراز والحكمة والإيمان ، الأمور التى تساهم كثيرا فى النصرة واليقظة والتدقيق ، ومن ثم الوصول إلى الهدف .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى + الشبع الروحي كفيل بان ينقل الإنسان من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة ومن حياة يملأها الضعف والفساد والفشل والفراغ إلى حياة مباركة تملأها القوة والسعادة والإنتصارات .. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
قالوا عن الشبع الروحى صديقي ، ليتك تشبع بالرب وتتلذذ به ، لأنه حينئذ ستتغير حياتك إلى الأفضل وحينئذ تري مجد الله فى كل اعمالك .. لك القرار والمصير !! |
رد: حياة الشبع والامتلاء
أنه من خلال الإيمان بالسيد المسيح تحيا حياة الشبع.. نشبع من ماذا..؟ ليس الموضوع موضوع طعام.. جسدى لكننا نتحدث عن الطعام الروحى.. ولا تنسى أن الكتاب قالها بصراحة أن الأذن لاتشبع من الكلام والعين لا تشبع من النظر.. لكن ما هو الشبع الروحى.. أو حياة الامتلاء.. حياة الشبع هى ان تمتلئ من نعمة الله عندئذ يكون شعارك تبتهج روحى بالله مخلصى.. وهذا هو سر اختيار السيدة العذراء أنها كانت ممتلئة نعمة- فأختارها الرب أما له. مشكلتنا أننا فارغين من نعمة الله ونظن أننا أناس طبيعيون.. عزيزى إن لم يشعر المريض أنه مريض.. فلن يجدى معه العلاج لأنه لن يبحث عنه.. ويظل يظن أنه أحسن من غيره إلى أن يسقط فجأة بدون حراك وبدون حياة.. عاش سليمان الحكيم متعطشا إلى شهوة النساء- وبلغ أقصى الحدود لهذا الأمر ألف امرأة فهل شبع لأ.. لأن كل من يشرب من ماء هذا العالم يزداد عطشا أما من يشرب من الماء الذى أنا أعطيه فلن يعطش إلى الأبد.. تأملت وقلت عجبي على الذين يقتلون الآخرين فهل سيقولون كفى..لأ.. لأن شهوة القتل ورؤية الدماء ألعن ألف مرة من شهوة النساء وهكذا ستظل النفس المريضة جوعى بالشهوة طالما أنها لا تقتنى ماء الحياة الذى يعطى الشبع الروحى للإنسان.. إذ يقول بولس الرسول إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما وهذا الأمر يتنافى مع الطمع.. فالعالم والشيطان يملأك من روح الطمع.. ومحبة اقتناء الأشياء والتى يوما ما ستتركها لغيرك رغم أنفك.. عزيزى: النفس لا تشبع إلا بوصية إلهها وخالقها.. يقولها أغسطينوس بعدما عرف الله وامتلأ من محبته أنه جلس فوق قمة العالم لا يشتهى شيئا من المخلوقات لأنه عرف واقتنى لنفسه خالق الكل.. الحواس التى لا تدرك لكن الله وضعها داخل النفس البشرية لمن يريد أن يستعملها.. + حاسة التذوق لكلمات ونعمة الروح القدس التى فى الكتاب المقدس إذ يقول وجدت كلامك كالشهد فأكلته.. + حاسة الشبع فمعك لا أريد شيئا وتكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكمل. + حاسة الشبع المعنوى فالوصية لا تشتهى حينما يعيشها الإنسان تشبع عينيه فيشكر الله على ما بين أيديه- ولا ترتاح أذنيه إلا حينما يسمع صوت الرب فيردد تكلم يارب فإن عبدك سامع. |
رد: حياة الشبع والامتلاء
عمق الروح الروح تحتاج إلى الخلاص بمعنى أن الخطيئة تزعجها وتلوثها!! ويحتاج الانسان - ككيان متكامل - أن يتخلص من عبودية الخطيئة، وحكمها بالموت، وبصمتها السلبية!! ونحن نشكر الرب يسوع لأنه أعطانا ويعطينا هذه البركات: + فالمعمودية تخلصنا من الخطية الجدية والفعلية. + والميرون يجعل روح الله يثبت فينا. + التناول يجعلنا نثبت فى المسيح، والمسيح يثبت فينا. + والتوبة تجديد لكل هذه البركات. لذلك فمسكين من لا يتوب ويعود إلى الرب، إلى بيت الآب، حيث الخلاص والقداسة والشبع... حيث سكنى الله فى الإنسان بنعمة وفعل روحه القدوس!! وطوبى لنفس تحرص على فحص أعماقها، واكتشاف ضعفاتها فى نور المسيح والإنجيل والأب الروحى، وتجاهد تحت إرشاد روحى لتتخلص منها جميعاً!! والروح تحتاج إلى الشبع فهى كجزء من الكيان الإنسانى لها غذاؤها، الذى لا تغتذى بسواه، أقصد الشركة مع الله: فى الصلاة، والإنجيل، والأسرار المقدسة، والقراءات، والاجتماعات، والخدمات الروحية... + فإذا كان العقل غذاؤه الثقافة. + والنفس غذاؤها الترويح والتسامى. + والجسد غذاؤه الطعام والرياضة والراحة والنوم. + فالروح غذاؤها عشرة الله!! |
رد: حياة الشبع والامتلاء
أود أن نصلى سويا لله ليملأنا من روحه
ها صلاتي إليك يا الله أيها الرب الإله الذي أحبني من فيض محبته، وجاء إلينا متجسِّدًا ليهبنا من غنى نعمته، وباركتنا بكل بركة روحية مريدًا لنا السعادة وملء الحياة. إنى أصلي إليك من أجل البشرية الباحثة عن السعادة؛ لتكشف لنا عن عمق محبتك، وتهبنا الشبع والامتلاء.. املأنا من ثمارك ومواهبك وحكمتك يا روح الله، املأ قلوبنا محبة وايمانًا ورجاءً وسلامًا وفرحًا.. قدِّس أفكارنا وعواطفنا وإرادتنا لنكون كما تريد. املأ حياتنا بالعمق والروحانية والأفكار النورانية؛ لكي نحيا في سلام معك ومع الآخرين وفي أنفسنا، ونمتد بروح العطاء والبذل لنكون نبع للسعادة لمن حولنا، ونجد فيك كفايتنا، وبك نمتد لنصل إلى الكمال المسيحي. وعندما يحين وقت الحصاد، نسمع ذلك الصوت العذب: نعمًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل، سأقيمك علي الكثير، ادخل إلى فرح سيدك |
رد: حياة الشبع والامتلاء
روووووووووووعة يارورو ربنا يفرح قلبك حببتي |
رد: حياة الشبع والامتلاء
ميرسى لمرورك الغالى
:):):):) |
الساعة الآن 12:26 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025