![]() |
الرد على الشبهات في الكتاب المقدس - أنجيل متى
الرد على الشبهات في الكتاب المقدس https://img.christian-dogma.com/image...cts/876534.gif أنجيل متى للقس منسى يوحنا الأصحاح 1 العدد 12 بين اصحاح 3 : 19 وبين عز 3 : 2 و5 : 2 ونح 12 : 1 وحج 1 : 1 ومت 1 : 12 ففى الاول ان زربابل بن فدايا وفى الثانى انه ابن شالتيئيل فنجيب ان اليهود ينسبون الابن الى جده احيانا كما مر بنا فيقولون انه ابنه، فلابان قيل عنه انه ابن ناحور (تك 29 : 5) وهو ابن بتوئيل بن ناحور (تك 24 : 47) راجع (را 4 : 17 واس 2 : 15 و2 اى 22 : 1 و9) |
الأصحاح 1 العدد 19 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 1: 19 أن يوسف أراد تخلية مريم سراً بسبب حبَلها، حتى كلَّمه الملاك في متى 1: 20 مع أن الملاك كان قد أعلن لمريم قبل ذلك أنها ستحبل (لوقا 1: 26 و27), فيكون أن هذين النصَّين متناقضان , وللرد نقول بنعمة الله : النصان صحيحان, ظهر الملاك لمريم، ثم ظهر ليوسف, ولم تكن مريم قد أخبرت يوسف بإعلان الملاك لها، لأنها كانت تعلم أن كلماتها وحدها لن تقنع يوسف بأن حَبَلها هو من الروح القدس, ثم أنها كانت تعرف أنها بريئة، وأن الله قد شرَّفها أن تكون أم المخلّص, فلتنتظر حتى تعلن السماء براءتها ليوسف ولغيره, |
الأصحاح 1 العدد 22 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 1: 22 و23 وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره الله معنا , والمراد بالنبي هو إشعياء عند علمائهم، فانه ورد في إشعياء 7: 14 يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمانوئيل , وهذا غلط بوجوه, الأول: كلمة العذراء التي ترجمها متَّى ومترجم كتاب إشعياء بالعذراء، هي عَلْمَه مؤنث علم، والهاء فيه للتأنيث, ومعناه عند علماء اليهود المرأة الشابة، سواء كانت عذراء أو كانت غير عذراء , وجاء هذا اللفظ في الأمثال 30 ومعناه المرأة الشابة التي تزوجت , وفُسر هذا اللفظ في كلام إشعياء بالمرأة الشابة، في الترجمات اليونانية الثلاث في ترجمة سنة 129 وسنة 175 وسنة 200, وكلام متى ظاهر, وقال فري في بيان اللغات العبرية إنه بمعنى العذراء والمرأة الشابة, وحَمْله على العذراء خاصة يحتاج إلى دليل, وللرد نقول بنعمة الله : لما كان اليهود غير مؤمنين بأن يسوع هو المسيح كلمة الله الأزلي، حاولوا تفسير النبوات لكي لا تصدق عليه رغم وضوحها, على أن مثل هذه الأدلة لا يصح أن يُخاطب بها إلا اليهودي، أو الكافر، فكلاهما لا يعترف بولادة المسيح من عذراء، بخلاف المسلمين الذين يؤمنون أن الله فضّل مريم على نساء العالمين، فورد في آل عمران 3: 42 وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهّرك، واصطفاك على نساء العالمين وورد في التحريم 66: 12 ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا، وصدقت بكلمات ربها وكتبه، وكانت من القانتين وورد في المؤمنين 23: 50 وجعلنا ابن مريم وأمه آية , والقرآن ذاته شنّع في اليهود لافترائهم على مريم، فقال في النساء 4: 156 وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً , والدليل على أنها كانت عذراء ما ورد في مريم 19: 20 قالت (أي للملاك) أنَّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر، ولم أك بغيّا؟ وفي عدد 21 قال كذلك قال ربك هو عليّ هين ولنجعله آية للناس ورحمة منّا، وكان أمراً مقضيّاً , فالقرآن شاهد بأن مريم حبلت بالمسيح من الروح القدس، وأن الله فضّلها على نساء العالمين، وأنها حبلت بالمسيح وهي عذراء بكر لم تعرف رجلاً, وكان الواجب على المعترض أن لا يتمسك بالاعتراضات الفارغة التي يستند عليها أعداء المسيح ومريم, |
الأصحاح 1 العدد 23 قال المعترض الغير مؤمن: ما سمى أحد المسيح بعمانوئيل، لا أبوه ولا أمه، بل سمياه يسوع, وكان الملاك قد قال لأبيه في الرؤيا: وتدعو اسمه يسوع كما في إنجيل متى، وقال جبريل لأمه: ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع كما في إنجيل لوقا (وهنا حذف المعترض باقي كلام الملاك، وهو قوله: هذا يكون عظيماً وابن العلي يُدعى وقوله الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن الله ), ولم يدّع المسيح في أي وقت أن اسمه عمانوئيل , وللرد نقول بنعمة الله : معنى كلمة عمانوئيل الله معنا , و قال متى البشير، بوحي الروح القدس، إن المراد بها هو المسيح، وهي لاشك تدل عليه دلالة المطابقة، فان اللفظ موافق للمعنى، فان الكلمة الأزلي اتخذ طبيعتنا وصار إنساناً, في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله ,,, والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيدٍ من الآب، مملوءاً نعمة وحقاً (يوحنا1: 1 و14), قال الرسول (1تيموثاوس 3: 16): عظيم هو سرّ التقوى: الله ظهر في الجسد , وقد صرّح المسيح بذلك في جميع تعاليمه, قال في يوحنا 5: 17-24 إنه معادل لله في أعماله وقوته وقدرته وذاته، وأوضح أزليته في يوحنا 8: 25 ، وقال إن الآب فيه وهو في الآب (يوحنا 10: 38), فالكلمة الأزلي، المسيح، اتخذ الجسد, وبعبارة أخرى إنه عمانوئيل أي الله معنا , وقد تنبأ النبي إشعياء بهذه النبوّة قبل مولد المسيح بنحو 740 سنة, وتوجدنبوات تختص بالمسيح حرفياً، كما توجد حوادث كثيرة تنبىء عن المسيح وعمله، ورُمز إلى المسيح بأشخاص، فرُمز إليه بداود ملك يهوذا، ولذا تكلم عنه الأنبياء بعد موته بمدة طويلة (هوشع 3: 5 وإرميا 30: 9 وحزقيال 34: 23 و24 و37: 25), فلما سرد متى تاريخ المسيح ذكر تتميم النبوات التي وردت عنه، فذكر أولاً نسَبَه الشرعي من داود وإبراهيم حسب الكتب المقدسة، ثم ذكر أنه كان لابد أن يولد من عذراء حسب نبوة إشعياء، وأنه كان لابد أن يولد في بيت لحم اليهودية حسب نبوة ميخا، ثم استشهد بقوله إن راحيل تبكي على أولادها في الرامة، حسب نبوة إرميا، وإنه كان لابد أن يُدعى من مصر حسب نبوة هوشع، ويسكن في الناصرة ليتم ما قيل إنه سيُدعى ناصرياً, وكانت يد الله ظاهرة بنوع جلي في جميع هذه الحوادث، تحقيقاً لنبوات الأنبياء, ولقد أصاب البشير في تطبيقها على المسيح، فإن الروح القدس الذي أوحى بهذه النبوات في العهد القديم، أوحى أيضاً بتفسيرها في العهد الجديد، فكان الكلام مبنياً على الوحي الإلهي, |
الأصحاح 2 العدد 1 قال المعترض الغير مؤمن: وردت في متى 2: 1-10 قصة مجيء المجوس إلى أورشليم برؤية نجم المسيح في المشرق، وقيادة النجم لهم بأن تقدَّمهم حتى جاء ووقف فوق الصبي, وهذا غلط، لأن حركات الكواكب السيارة، وكذا الحركة الصادقة لبعض ذوات الأذناب هي من المغرب إلى المشرق، فعلى هاتين الصورتين يظهر كذبها، لأن بيت لحم تقع جنوب أورشليم, نعم إن دائرة حركة بعض ذوات الأذناب تميل من الشمال إلى الجنوب ميلاً ما، لكن هذه الحركة بطيئة جداً من حركة الأرض فلا يمكن أن تُحَس هذه الحركة إلا بعد مدة، وفي المسافة القليلة لا تحس بالقدر المعتدّ به، بل مَشْي الإنسان يكون أسرع كثيراً من حركته, فلا مجال لهذا الاحتمال، ولأنه خلاف علم الضوء أن يرى وقوف الكوكب أولاً ثم يقف المتحرك، بل يقف المتحرك أولا ثم يُرى وقوفه , وللرد نقول بنعمة الله : بما أن الإنجيل قال إن المجوس جاءوا من المشرق، فلا تكون أورشليم شمالهم ولا جنوبهم, أما هؤلاء المجوس فكانوا حكماء يرصدون النجوم والكواكب، وكان اليهود يعتقدون بوجود أنبياء في مملكة سبا، من ذرية إبراهيم من زوجته قطورة، وقيل إن أصلهم من اليهود، وقيل غير ذلك, وقد كان بلعام من جبال المشرق (عدد 22: 5 و23: 7), فظهور أمثال المجوس من المشرق ليس بأمر غريب، وقد أقام الله كورش وأثنى عليه (إشعياء 41: 2 و46: 11), أما قوله نجمه فليس معناه الكواكب السيارة كما توهَّم المعترض، بل هي حادثة جوية ذات أنوار ساطعة, فإذا ثبت أن المجوس كانوا من اليهود المغتربين في الشتات، فلابد أنهم عرفوا بعض النبوات المختصة بالمسيح، ولا بدّ أنهم اعتقدوا أن هذا الحادث الفلكي هو الكوكب الذي ذكره بلعام في سفر العدد 24: 17, وإذا كانوا من غير اليهود، فلا بدّ أنهم عرفوا من اليهود وقت الشتات، شيئاً عن الفادي المنتظر، فإن اليهود كانوا يعرفون قرب مجيء المسيح (دانيال 9: 25-27) وكانوا يعتقدون أنه سيجيء ملكاً ينقذهم من عبودية الرومان, فلا عجب إذا انتشر هذا في كثير من الممالك، ولا سيما أن كثيرين من اليهود كانوا ساكنين في مصر وروما واليونان، وتوجّه كثير منهم إلى بلاد الشرق، وكانوا يحملون كتبهم معهم حيثما توجهوا, وقال سويتون (أحد مؤرخي روما): كان من المقرر في أذهان سكان الشرق أنه لابدّ من ظهور واحد من اليهودية تكون مملكته عمومية، وأن ذلك كان قَدَراً مقضياً به , وقال تاسيتوس (وهو من مؤرخي روما أيضاً): كان كثيرون يعتقدون أنه ورد في كتب كهنتهم القديمة أنه سينتصر الشرق، ويخرج واحد من اليهودية ويملك الدنيا , وذكر يوسيفوس وفيلو (وهما من مؤرخي اليهود) أن الناس كانوا ينتظرون مجيء منقذ عظيم, وذُكر في كتب الفرس عن زرادشت أنه سيأتي ثلاثة منقذين، اثنان من الأنبياء، أما الثالث وهو زفس، فهو أعظم من الاثنين، ويهزم أهريمان، ويقيم الموتى, فلذلك أتى المجوس إلى أورشليم، وبالاستفهام من أئمة الدين استدلوا أنه يولد في بيت لحم اليهودية، فتوجهوا إليها وقدموا له الهدايا التي لا تليق إلا بالملوك (تكوين 43: 11 ومزمور 72: 15 و1ملوك 10: 2 و10), وقال الفلكي كبلر إنه في ذلك الوقت حصل اقتران بين المشترى وزُحل، وحصلت حادثة فلكية, ثم أيَّد ذلك العلامة أدلر (من علماء برلين), وقد كشفت الدراسات الفلكية الحديثة خطأ المعترض, |
الأصحاح 2 العدد 3 بين مت اصحاح 2 : 3، لوص 2 : 25 و32 و38 ففى الاول انه لم يعلم احد بمولد المسيح وفى الثانى انه علم به كثيرون. فنجيب : ان الاول قصد ان العموم لم يعلموا والثانى ان بعض الاخصاء هم الذين علموا. |
الأصحاح 2 العدد 6 قال المعترض الغير مؤمن: متى 2: 6 تخالف ميخا 5: 2, تقول آية إنجيل متى إن رؤساء اليهود قالوا إن المسيح يولد في بيت لحم اليهودية، واستشهدوا بأقوال النبوة: وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لَسْتِ الصغرى بين رؤساء يهوذا، لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل , ويقول ميخا: أما أنت يابيت لحم أفراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل , وللرد نقول بنعمة الله : اقتبس الرسول متى قول أئمة اليهود، وهو ليس مسؤولاً عن مطابقته لأصل أقوال النبي أم لا, والمنصف إذا دقق النظر وجد المعنى واحداً، وهو أن المسيح شرَّف تلك الجهة الصغيرة, فالنبي قال بالاستفهام الإنكاري: وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا , بمعنى وأنت لست الصغرى وهو مثل قوله فمن يهدي من أضلّ الله؟ يعني: لا يمكن أن يهدي أحدٌ من أضلَّه الله, وعلى كل حال فالنبي روى مقالهم, |
الأصحاح 2 العدد 17 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 2: 17 و18 حينئذ تمّ ما قيل في إرميا النبي القائل: صوتٌ سُمع في الرامة، نوحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثير, راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين , وهذا أيضاً غلط وتحريف من الإنجيل، لأن هذا المضمون وقع في إرميا 31: 15 , ومَنْ طالع الآيات التي قبلها وبعدها علم أن هذا المضمون ليس في حادثة هيرودس، بل في حادثة بختنصر التي وقعت في عهد إرميا، فقُتل ألوف من بني إسرائيل، وأُسر ألوف منهم، وأُجلوا إلى بابل, ولما كان فيهم كثير من آل راحيل أيضاً تألمت روحها في عالم البرزخ، فوعد الله أن يُرجع أولادها من أرض العدو إلى تخومهم, وللرد نقول بنعمة الله : عبّر البشير متى عن قتل الأطفال في بيت لحم بأقوال إرميا النبي، وكانت غاية إرميا النبي في الأصل الإعراب عن التوجّع لما حصل للأمة الإسرائيلية وما حلّ بها من القتل والسبي, وبيان ذلك أنه لما استولى نبوخذنصَّر على أورشليم قتل وجهاءها وأعيانها، وقلع عين ملكها بعد أن قتل ابنيه أمامه، وجمع الأسرى في الرامة ومنهم إرميا النبي, وكان الجميع مكبّلين بالأغلال والسلاسل, ولما سُبُوا من الأوطان وكانوا مزمعين على السفر الأليم، أخذ النبي يتفجع على هذه الحالة ويبكي ويستبكي, ولا شك أن قول النبي إرميا تحقق وتمّ في هذه الحادثة المحزنة أيضاً, ولا يخفى أن راحيل كانت قد ماتت قبل السبي, ومن أنواع البلاغة أن نسَبَ النبي إليها البكاء والنحيب على أولادها وقت السبي، ونسب إليها البكاء على أولادها وقت حادثة بيت لحم، فإن ذبح أطفال بيت لحم هو بمنزلة ذبح أولادها، لأنها مدفونة هناك (تكوين 35: 19) وسكان بيت لحم هم من ذرية زوجها وأختها، فهم أولادها, وعبارة متى هى من أبلغ الأقوال، فقوله: راحيل تبكي على أولادها هو جملة خبرية لفظاً، وأُريد بها إنشاء التحسُّر على ذبح الأطفال, وهذا معهود في اللغة العربية وغيرها، فيجوز للإنسان أن يندب بهذه الصورة، حتى يدعو الشاعر الشجر للبكاء: أيا شجر الخابور ما لك مورقاً كأنك لم تجزع على ابن طريق؟ فكيف لا يجوز نداء الأم لتبكي على أولادها؟ أما قوله إن الأموات يظهر لهم في عالم البرزخ حال أقاربهم، قلنا إن المسيحية لا تؤمن بمثل هذا, |
الأصحاح 2 العدد 19 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 2: 19 أن هيرودس الملك مات لما كان المسيح طفلاً في مصر، بينما يؤكد لوقا 23: 8 أن هيرودس كان حيّاً بعد ذلك بأكثر من ثلاثين سنة، وأن المسيح مثُل أمامه للمحاكمة - فكيف تنكرون هذا التناقض؟ وللرد نقول بنعمة الله : لو رجعت إلى لوقا 3: 1 لاسترحت من الاعتراض! فإن هيرودس الذي مات أثناء طفولة المسيح هو هيرودس الكبير، الذي حكم فلسطين بتفويض من الرومان, ولما مات انقسمت مملكته إلى أربعة أقسام، فحكم ابنه هيرودس أنتيباس على الجليل (لوقا 3: 1) وهو المعروف برئيس الربع (متى 14: 1), وهذا هو هيرودس الذي حاكم المسيح (لوقا 23: 6 و7 قارن لوقا 3: 1), وهو نفسه هيرودس الذي يتحدث عنه سفر الأعمال 4: 27, وهناك هيرودس آخر، هو هيرودس أغريباس المذكور في أعمال 12: 1 و23, وقد ذكر هذا المؤرخ اليهودي يوسيفوس، والمؤرخ الروماني تاسيتوس, ولا يصعب على المعترض أن يدرك أن عدة أشخاص يمكن أن يحملوا نفس الأسم، خصوصاً وأن الحفيد يحمل اسم جده, |
الأصحاح 2 العدد 23 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل متى2: 23 وأتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعَى ناصرياً , وهذا غلط، ولا يوجد في كتاب من كتب الأنبياء, وينكر اليهود هذا الخبر أشد الإنكار، ويعتقدون أنه لم يقم نبي من الجليل فضلاً عن الناصرة كما في يوحنا 7: 52, وقال الكاثوليك إن اليهود ضيّعوا هذه الكتب قصداً وإن فم الذهب قال إن اليهود ضيَّعوا كتباً من غفلتهم ولعدم ديانتهم ومزقوا بعضاً وأحرقوا البعض الآخر , وللرد نقول بنعمة الله : (1)لم يخصّ البشير متّى بالذكر نبياً بعينه في 1: 22 و2: 15 و17 بل قال بالأنبياء بصيغة الجمع, وقال العلامة إيرونيموس: نقل متى البشير أقوال الأنبياء بالمعنى فقط , فإن كلمة الناصري تفيد الاحتقار، وكان الإسرائيليون يزدرون بالجليليين عموماً وبالناصريين خصوصاً, فلفظة ناصري هي كلمة احتقار تُطلق على الدنيء، وكان اليهود يسمّون اللص الشقي ابن ناصر , واستعمل مؤرخو اليهود هذه اللفظة في المسيح، فقال المؤرخ اليهودي آبار بينال إن القرن الصغير (دانيال 7: 8) هو ابن ناصر، يعني يسوع الناصري, وكثيراً ما يطلق اليهود وأعداء المسيحيين لفظة ناصري على المسيح ازدراءً به وتهكماً عليه، فكانت إقامته في الناصرة من أسباب ازدراء أهل وطنه به ورفضهم إياه, فلما قال فيلبس لنثنائيل: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة قال له نثنائيل: أَمِنَ الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟ (يوحنا 1: 46), ولما دافع نيقوديموس أحد أئمة اليهود عن يسوع، قال له أعضاء مجلس الأمة: فتش وانظر، إنه لم يقم نبي من الجليل (يوحنا 7: 52) وبما أن الأنبياء تنبأوا في محال كثيرة (مزمور 22: 6 و59: 9 و10 وإشعياء 52 و53 وزكريا 11: 12 و13) أن المسيا يُحتقر ويُرفض ويُزدرى به، كانت نبواتهم هذه بمثابة قولهم إنه ناصري , وعلى هذا لما قام المسيح في الناصرة قال إن نبوات الأنبياء قد تحقَّقت (لوقا 4: 21), فكما أن النسب يكون للشرف، كذلك يكون للضِّعة، بالنسبة إلى رفعة أو ضعة البلاد التي يُنسب إليها الإنسان, وقولنا ناصري هو بمنزلة محتقر كعِرْقٍ من أرضٍ يابسة لا صورة له ولا جمال (إشعياء 53: 2), أما قول فم الذهب إن اليهود ضيَّعوا كتبهم لمعاكسة المسيحيين وإنهم مزقوا بعضها وأحرقوا بعضها فهو افتراء محض، فكتبهم التي يتعبدون بتلاوتها لغاية الآن تشهد للمسيح، وتوضّح صفاته وكمالاته وآلامه موته وصلبه وعمل الفداء العجيب، بل أوضحت بالدقة وقت تجسّده ومكانه، بحيث لو لم يكن الإنجيل بيننا لعرفنا فحواه من التوراة, فلو مزقوا شيئاً أو أحرقوه لظهر اختلاف بين الإنجيل والتوراة، مع أنه لا يوجد أدنى اختلاف في التعاليم الجوهرية, والفرق بين اليهود والمسيحيين هو أن اليهود لا يزالون ينتظرون مجيء المسيح، أما المسيحيون فيعتقدون أنه أتى, (2) ويجوز أن متى نقل أقوال الأنبياء بالمعنى, وقوله ناصري من جوامع الكلام، يشتمل على معانٍ كثيرة جداً لا تقوم مقامها الألفاظ الكثيرة, والنقل بالمعنى جائز كما قرروه في أصول الفقه، فيجوز نقل الأحاديث بطرق كثيرة فيجوز (أ) أن يُروى الحديث بلفظه (ب) يجوز أن يُروى بغير لفظه, (ج-) يحذف الراوي بعض لفظ الخبر (د) أن يزيد الراوي على ما سمعه (ه-) أن يحتمل الخبر معنيين متنافيين فاقتصر الراوي على إحدهما (و) أن يكون الخبر ظاهراً في شيء فيحمله الراوي على غير ظاهره، إما بصرف اللفظ عن حقيقته إلى مجازه أو بأن يصرفه عن الوجوب إلى الندب، أو من التحريم إلى الكراهة, فمتى نقل بالمعنى أقوال الأنبياء وهو جائز, فيتضح مما تقدم (1) أن الأنبياء تنبأوا عن المسيح بأنه يُحتقر ويُرذل، وهو مثل قوله ناصري , (2) لا نتعجب من اليهود إذا أنكروا النبوات عن المسيح، فإنهم لا يؤمنون به، وهم الذين قتلوا أنبياءهم ورجموهم, (3) نقل متى أقوال الأنبياء بالمعنى, |
الأصحاح 3 العدد 1 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل متى 3: 1 وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ولما كان في آخر أصحاح 2 ذكر حكم أرخيلاوس لليهود بعد موت أبيه، وانصراف يوسف مع مريم والمسيح إلى نواحي الجليل وإقامته في ناصرة، يكون المشار إليه بلفظ تلك هذه المذكورات، فيكون معنى هذه الآية: لما حكم أرخيلاوس، وانصرف يوسف النجار إلى نواحي الجليل، جاء يوحنا المعمدان , وهذا غلط لأن وعظ يوحنا كان بعد 28 سنة من الأمور المذكورة , وللرد نقول بنعمة الله : (1)يعود إسم الإشارة إلى أقرب مذكور كما هو مقرّر في علوم اللغة, ولكن التعسف جعل المعترض يعود إلى أبعد مذكور, والمتبادر إلى الذهن هو أن مراد البشير بقوله تلك الأيام هو أيام سكن المسيح في الناصرة وهو أقرب مذكور، لأنه قال: وأتى وسكن في مدينة يُقال لها ناصرة، لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعى ناصرياً ثم قال: وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان , (2) الكلام مُسَاق على يوسف وسكن المسيح في الناصرة، لأنه هو المقصود بالذات, وإنما ذكر أرخيلاوس ليوضح بدء إقامة المسيح في الناصرة، وأنه أقام فيها سنين عديدة, |
الأصحاح 3 العدد 2 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 3: 2 توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات وهي كلمات يوحنا المعمدان وكررها المسيح (متى 4: 17), وملكوت السموات إشارة إلى مملكة الإسلام (انظر متى 13: 31 و32) , وللرد نقول بنعمة الله : يجب لفهم معنى ملكوت السموات أو ملكوت الله أن نراجع المواضع التي وردت فيها هذه العبارة، ففي متى 12: 28 قال المسيح (له المجد): ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله وفي مرقس 9: 1 قال لتلاميذه: الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة , وفي مواضع أخرى يصرح أن هذا الملكوت يبدأ به في حياته، ثم يمتد بعد موته ويكمل بعد مجيئه ثانية ليدين المسكونة بالعدل ويحكم بالحق والإنصاف (دانيال 7: 13 و14 ورؤيا 11: 15), وأما في الوقت الحاضر فملكوت الله آخذ في الامتداد يومياً بواسطة الكرازة بالإنجيل ودعوة الناس للدخول فيه (متى 28: 8-20), وليس ملكوت السموات نظير ممالك العالم (يوحنا 18: 36) وهو لا يأتي بأبَّهة عالمية (لوقا 17: 20) وأعضاؤه هم المساكين بالروح (متى 5: 3) لا المتكبرين ولا عظماء هذا الدهر, ولا يقدر أحد أن يدخل هذا الملكوت ما لم يولد من جديد ولادة روحية (يوحنا 3: 3 و5) ومن المستحيل أن يدخل إليه الأشرار (1كورنثوس 6: 9 و10 وغلاطية 5: 20 و21 وأفسس 5: 5) ولهذه البراهين والأدلة لا معنى لقول المعترض, |
الأصحاح 3 العدد 14 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 3: 14 أن المسيح أتى إلى يوحنا ليعتمد منه، فمنعه يوحنا قائلاً: أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إليّ! ثم اعتمد المسيح وصعد من الماء، فنزل عليه الروح مثل حمامة, وورد في يوحنا 1: 33 وأنا لم أكن أعرفه (وعرفتُه بنزول الروح مثل حمامةٍ ونارٍ), وفي متى 11: 3 لما سمع يوحنا بأعمال المسيح أرسل اثنين من تلاميذه يسألونه: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ , في الأول عرف يوحنا قبل نزول الروح، وفي الثاني عرفه بعد نزول الروح، وفي الثالث لم يعرفه بعد نزول الروح , وللرد نقول بنعمة الله : قول يوحنا لم أكن أعرفه معناه أنه لم يكن يعرفه قبل نزول الروح القدس أي قبل سماع الصوت من السماء هذا هو ابني الحبيب , وكل إنسان له أحوال، فله حالة قبل المعرفة وحالة بعدها، بعد أن تكون قد ظهرت له الأدلة بصحة الدين, وكذلك للأنبياء حالات قبل الوحي وبعده, فالله المعلم الحقيقي أوحى إلى يوحنا بأن المسيح هو الموعود به، فشرح حاله قبل هذه المعرفة بقوله وأنا لم أكن أعرفه , ثم قال: أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إليّ , وإذ تقرر ذلك فلا تناقض، فإنه يلزم في التناقض اتحاد الزمان والمكان, ولا اتحاد هنا في الزمان, أما إرسال يوحنا التلميذين إلى المسيح فهو لكي يوقفهما على الحقائق بنفسيهما، ليصدّقا بالعيان، ولاسيما إن يوحنا كان مسجوناً وقتئذ ولم تتيسّر له مشاهدة المعجزات الباهرة التي صنعها المسيح، فلذا قال لهما المسيح: اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: العُمي يبصرون، والعرج يمشون، والبُرْص يُطهَّرون، والصمّ يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يُبشَّرون , فيصدقون بعد رؤية المعجزات الباهرة, بين متى اصحاح 3 : 14، يو 1 : 31 ففى الاول ان يوحنا المعمدان كان يعرف المسيح وفى الثانى انه لم يكن يعرفه. فنجيب : ان قوله فى الثانى (لم اكن اعرفه) لم يقصد انه كان يجهله كل الجهل انما قصد انه لم يعرفه المعرفه التامه المعلنه من الله التى تقدره على تاديه الشهاده الصريحه العامه. نعم انه كان قد سمع خبر ولاده المسيح غير المعتاده وانباء حكمته وجوده فحمله ذلك على ان يقول له كما فى الاول يوم اتاه ليعتمد (انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتى الى) الا انه لم يكن له سلطان على تاديه الشهاده قبل نزول العلامه الموعود هو بها من السماء اى نزول الروح القدس عليه مثل حمامه. |
الأصحاح 3 العدد 15 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 3: 15 قول المسيح للمعمدان بخصوص معمودية المسيح اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر , وهذا يعني أن بعض الفرائض الدينية لا فائدة منها ولا معنى روحي لها , وللرد نقول بنعمة الله : (1) كان الغرض من معمودية يوحنا المعمدان إعلان توبة قومية تشترك فيها الأمة الإسرائيلية كلها، للدخول في حياة جديدة، وبدء ملكوت جديد, وقد رأى المسيح أن يعتمد من يوحنا، لا لأنه خاطئ يتوب، لكن لأنه يمثّل الأمة التي يريد لها التوبة, فهو ابن الإنسان الذي يريد أن يخلّصنا, وعند مراجعة تاريخ بني إسرائيل نرى أن الأتقياء الصالحين اشتركوا مع الخطاة الضالين أوقات التذلل والتوبة القومية, هكذا فعل دانيال بالرغم من شدة صلاحه (دانيال 9: 4), ولما رأى المسيح أن معمودية يوحنا فرضٌ يهودي في عصره لم يختلف عن قومه في هذا الواجب، ليشجع التائبين، وكأنه يقول: لا أعفي نفسي من القيام بكل ما يطلبه الله من بني إسرائيل في الواجبات العمومية, (2) وكان الغرض من معمودية المسيح هو افتتاح خدمته رسمياً, ولم يكن قبول المسيح المعمودية على شواطئ الأردن أصعب من قبوله فداءنا على الصليب, لقد شارك المسيح الناس في ممارسة فريضة دينية هامة, |
الأصحاح 3 العدد 17 قال المعترض الغير مؤمن: اختلف البشيرون في رواية خبر الصوت الذي سُمع من السماء وقت نزول الروح القدس على المسيح، فقال متى 3: 17 هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت , وقال مرقس 1: 11 أنت ابني الحبيب الذي به سُررت وقال لوقا 3: 22 أنت ابني الحبيب الذي بك سُررت , وللرد نقول بنعمة الله : لا يجرؤ أحد على القول إن جوهر العبارات مختلف، لأن المعنى المقصود فيهما واحد, على أننا لا ننكر وجود اختلاف في الأسلوب, فبحسب الوارد في مرقس الكلام موجَّه إلى المسيح, ولكن حسب الوارد في متى العبارة مقولة عنه، ويُرجّح عندنا أن مرقس أورد نص كلام الأب كما هو, أما متى فقد جاء بخلاصته, وللإيضاح نضرب مثلاً: فلنتصور عدداً من الناخبين أجمعوا على انتخاب ممثل لهم فدوَّن أحدهم محضر الجلسة: أجمع الناخبون على انتخاب فلان، وصاحوا مشيرين إليه: أنت هو الرجل الجدير بالثقة , وجاء آخر بخلاصة المحضر نفسه فقال: حاز فلان ثقة جميع الناخبين، وقالوا عنه: هذا هو الرجل الجدير بالثقة , فهل يمكن في حال كهذه اتّهام التقريرين بالتناقض؟ |
الأصحاح 4 العدد 5 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 4: 5 ثم أخذه إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفه على جناح الهيكل وفي آية 8 ثم أخذه أيضاً إبليس إلى جبل عال جداً وفي آية 12 وانصرف المسيح إلى الجليل وفي آية 13 وترك الناصرة وأتى فسكن في كفر ناحوم التي عند البحر , وورد في لوقا 4: 5 ثم أصعده إبليس إلى جبل عال وفي آية 9 ثم جاء به إلى أورشليم وأقامه على جناح الهيكل وفي آية 14 ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل وفي آية 15 وكان يعلّم في مجامعهم وفي آية 16 وجاء إلى الناصرة حيث كان قد تربّى , وللرد نقول بنعمة الله : أخذ المعترض شطراً من بعض آيات، ولكنه ترك باقي الكلام، الذي يبرهن أن المسيح توجَّه إلى كفر ناحوم، ففي لوقا 4: 31 ذكر أن المسيح انحدر إلى كفر ناحوم، وعليه فلا يوجد أدنى تناقض ولا اختلاف، فإن متى ولوقا قالا إن المسيح توجَّه إلى الجليل ثم ترك الناصرة لما رفضته ثم أتى إلى كفر ناحوم, أما من جهة تجربة المسيح فذكر متى: (1) تحويل الحجارة خبزاً (2) طلبه أن يطرح نفسه من جناح الهيكل (3) أن يسجد للمجرّب (4) أن يطرح نفسه من جناح الهيكل, فمتى ذكر التجارب بحسب ترتيب الزمان، أما لوقا فراعى ترتيب المكان، وذكر التجربتين اللتين حصلتا في البريّة أولاً، فإن طلب تحويل الحجارة خبزاً وطلب السجود للمجرّب كانا في البرية, بين مت اصحاح 4 : 5، لو 4 : 5 ففى الاول يختلف عن الثانى فى ايراد حادثه تجربه السيد المسيح. فنجيب : ان الاول راعى الزمان، والثانى راعى المكان، فلوقا ذكر التجربتين اللتين كانتا فى البريه اولا، اما متى فقد ذكر التجارب حسب ترتيب الزمان. |
الأصحاح 4 العدد 18 قال المعترض الغير مؤمن: من قارن بين متى 4: 18-22 ومرقس 1: 16-20 ويوحنا 1: 35-46 وجد ثلاثة اختلافات في دعوة التلاميذ, (1) قال متى ومرقس إن المسيح دعا بطرس وأندراوس ويوحنا عند بحر الجليل فتبعوه، أما يوحنا فقال إن المسيح رأى غير هؤلاء عند عبر الأردن (2) يُفهم من متى ومرقس أنه رأى أولاً بطرس وأندراوس على بحر الجليل، وبعد هنيهة لقي يعقوب ويوحنا على هذا البحر, وقال يوحنا إن يوحنا وأندراوس لقياه أولاً بقرب عبر الأردن، ثم قاد أندراوس أخاه بطرس للمسيح, وفي الغد لما أراد المسيح التوجه إلى الجليل رأى فيلبس ثم جاء نثنائيل بهداية فيلبس ولم يذكر يعقوب (3) ذكر متى ومرقس أنه لما لقي المسيح التلاميذ كانوا يشتغلون بإلقاء الشبكة وبإصلاحها، ويوحنا لم يذكر الشبكة بل ذكر أن يوحنا واندراوس سمعا وصف المسيح ليوحنا وجاءا للمسيح، ثم جاء بطرس بهداية أخيه , وللرد نقول بنعمة الله : ذكر يوحنا في إنجيله أول مقابلة بين المسيح للتلاميذ، أما مرقس ولوقا فذكرا حادثة جاءت بعد ذلك هي دعوة المسيح للتلاميذ ليكونوا رسلاً, والدليل على ذلك (1) اختلاف المكان، فيوحنا ذكر ما حصل في بيت عبرا في عبر الأردن، أما متى ومرقس فذكرا ما كان عند بحر الجليل, (2) مما يدل على أن هذه أول مرة سمعوا فيها المسيح قول يوحنا وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه، فنظر إلى يسوع ,,, فتبعا يسوع , (3) مما يدل على أنها غير الدعوة الرسولية قول يوحنا في آية 39 إنهما مكثا عنده ذلك اليوم، يعني أنهما عادا ثانية إلى أشغالهما الاعتيادية, (4) الدعوة المذكورة في متى ومرقس هي الدعوة الرسولية، والدليل على ذلك قول المسيح لهما: هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس , (5) يسلم المعترض أن يوحنا قال إنه لما كلمهم لم يكونوا مشتغلين بشباكهم, والحاصل أن متى ومرقس ذكرا دعوة المسيح للرسل ليكونوا رسلاً لتعليم الناس، أما يوحنا فذكر أول اجتماعه ببعضهم في مكان غير المكان الذي دعاهم فيه المسيح، وحينئذ فلا يوجد تناقض، لأنه يلزم من التناقض اتحاد الزمان والمكان وغيره, بين متى اصحاح 4 : 18 – 27، مز 1 : 16 – 20 وبين لو 5 : 10 ويو 1 : 35 – 46 ففى الاولين ان المسيح دعا بطرس واندراوس ويغقوب ويوحنا وهم على ساحل بحر الجليل وانه دعا بطرس واندراوس اولا ويعقوب ويوحنا ثانيا وفى الثالث انه دعا الاربعه مره واحده وفى الرابع ان يوحنا واندراوس قابلا المسيح اولا بقرب عبر الاردن ثم عرف اندراوس اخاه بطرس بالمسيح وفى اليوم التالى اهتدى فيلبس ونثنائيل ولم يذكر يعقوب اخو يوحنا. فنجيب : للتوفيق بين متى ومرقس وبين لوقا. نقول ان لوقا ضم دعوتى الرسل الاربعه فى دعوه واحده وقال انهم تركوا كل شىء وتبعوه، واما متى ومرقس ففضلا وذكرا دعوه بطرس واندراوس اولا ثم دعوه يعقوب ويوحنا ثانيا. واما عن التوفيق بين متى ومرقس وبين يوحنا فينبغى ان نعلم ان الاولين يذكران حادثه غير حادثه الثالث لانهما يرويان ما جرى عند بحر الجليل وهو يروى ما حدث فى عبر الاردن ثم ان ما رواه يوحنا كان عباره عن تعرف التلاميذ بالمسيح معرفه بسيطه لم تدم اكثر من يوم واحد، اما حادثه متى ومرقس التى كانت بعد تلك بمده فكانت دعوه التلاميذ ليتبعوا المسيح دائما ولم يكن يعقوب مع التلاميذ حينما قابلوه لاول مره، وبعدما قابلوه عادوا الى اشغالهم الى ان قابلهم ومعهم يعقوب فدعاهمه الدعوه النهائيه فتركوا كل شىء وتبعوه دائما. |
الأصحاح 5 العدد 1 قال المعترض الغير مؤمن: يقول متى 5: 1 و2 إن المسيح ألقى موعظته الأولى من على جبل، بينما يقول لوقا 6: 17 و20 إنها أُلقيت في سهلٍ , وللرد نقول بنعمة الله : هاتان عظتان أُلقيتا في مناسبتين مختلفتين، ولو أن بعض أفكارهما متشابهة, ولا يمكن أن يجزم أحدٌ بأن أيّاً منهما هي عظة المسيح الأولى, |
الأصحاح 5 العدد 4 قال المعترض الغير مؤمن: كيف يقول المسيح: طوبى للحزانى (متى 5: 4) بينما يطالب بولس المؤمنين بالفرح في فيلبي 4: 4؟ وللرد نقول بنعمة الله : طوبى لمن يحزن على خطاياه، فينال الفرح الناتج عن الغفران الذي يهبه الله للتائبين, نبدأ بالحزن الذي يتبعه الفرح, |
الأصحاح 5 العدد 9 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 5: 9 طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون وورد في متى 10: 34 ما جئتُ لألقي سلاماً بل سيفاً , فبين الكلامين اختلاف , قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 10: 34 أن المسيح قال: لا تظنّوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض, ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً , وجاء في لوقا 12: 51 أن المسيح قال: أتظنون أني جئت لأعطي سلاماً على الأرض؟ كلا أقول لكم! بل انقساماً، لأنه يكون من الآن خمسة في بيت منقسمين، ثلاثة على اثنين واثنان على ثلاثة , وهذا يتناقض مع قوله: سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم (يوحنا 14: 27) , وللرد نقول بنعمة الله : لم تكن الانقسامات هي هدف المسيح، لكنها كانت النتيجة الواقعية التي أعقبت ظهوره بين البشر, وبما أن إرادة الله الصالحة كانت تعمل في عالم مختل النظام، وكانت ضد إرادة الإنسان الشرير، فقد كانت النتيجة الحتميّة لذلك حدوث التفرقة والانقسام, عندما آمن البعض بالمسيح رفضهم أفراد عائلتهم، فنشأ الانقسام عن ذلك, وحيثما كرز المسيحيون بأخبار إنجيله المفرحة قامت الاضطهادات ضدهم، فإن المسيح أرسلهم كحملان وسط ذئاب, والمقصود أن من يتبع المسيح يجب أن يقف إلى جانب المسيح، وهذا يعني أنه سيعادي من يرفضون المسيح, لقد أبغض الخطاة المسيح، ولا بد أنهم يبغضون تلاميذ المسيح، فإن صاحب العين المريضة يكره النور, إنهم الذئاب الذين يريدون هلاك الغنم! والسيف المقصود هنا هو سيف المسيح على الشيطان، أو سيف الاضطهاد من أعداء المسيح يهاجم تلاميذ المسيح, على أن أولاد الله يجدون سلام الله الكامل وسط اضطهاد الأعداء (يوحنا 14: 27 و16: 33), بين مت 10 : 34، يو 14 : 27 ففى الاول يقول المسيح (ما جئت لالقى سلاما بل سيفا)، وفى الثانى يقول (سلامى اترك لكم. سلامى اعطيكم). فنجيب : ان مراد المسيح بقوله الاول انه حاء ليجعل القداسه تسود فى العالم فى وقت كان فيه للشر سلطان عام، فلابد ان يقوم الحرب بين كليهما ويدوم الصراع حتى تتغلب مبادىء المخلص الساميه على المبادىء الرديئه. والمسيح هو اصل السلام وينبوعه لكنه يبغض الشر ودائما يقاومه ويطلب من تابعيه ان يحاربوا حتى الدم مجاهدين ضد الخطيه. |
الأصحاح 5 العدد 16 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 5: 16 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات , ولكن جاء في متى 6: 1 احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم, وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات , وهذا يعني أن المسيح يقول في موعظة واحدة إنه يجب أن يضيء نورنا حتى يرى الناس أعمالنا الحسنة, ويقول أيضاً إنه يجب علينا أن نعمل الصالحات سراً حتى لا يرانا الناس, فكيف يمكننا التوفيق بين هذين القولين؟ وللرد نقول بنعمة الله : ما جاء في متى 5: 16 وما قبله يحرض فيه المسيح تلاميذه على الأعمال الصالحة، معلّماً إياهم أنهم جاهزون لخدمة الله والناس، مشبِّهاً إياهم بملح الأرض ونور العالم, فالمواهب المعطاة لهم يجب استثمارها وعدم إهمالها, فبصفتهم ملحاً كانت لهم قوة الشفاء والتطهير، وبصفتهم نوراً وجب عليهم أن يكونوا قادة ومرشدين, وفي متى 6: 1 يشير المسيح إلى الباعث الذي منه يجب أن تصدر الأعمال الصالحة, فيعلِّمنا أن أعمالنا لكي تكون مرضيَّة عند الله ينبغي أن يكون الباعث عليها روح التواضع والإخلاص، لا روح العُجْب وحب الظهور, ويجب أن يكون الغرض الموضوع أمامنا مجد الله وخير الآخرين, وفي متى 5: 16 يقول المسيح اعملوا أعمالاً صالحة حتى يراها الناس فيتمجد اسم أبيكم السماوي الإله العظيم وفي متى 6: 1 يقول لا تعملوا الأعمال الصالحة وغرض قلوبكم اكتساب مدح الناس، إذ في حالة كهذه تضيع قيمتها أمام الله , وبالإجمال نقول إن المسيح في إحدى الآيتين يدلّنا على الأعمال الصالحة، وفي الأخرى يحذرنا من إتيان الأعمال الصالحة عن باعث سيء, |
الأصحاح 5 العدد 17 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 5: 17-19 لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء, ما جئت لأنقض بل لأكمل, فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل , ولكن جاء في غلاطية 4: 10 و11 أتحفظون أياماًوشهوراً وأوقاتاً وسنين؟ أخاف عليكم أن أكون قد تعبْتُ فيكم عبثاً , فيقول بولس إن الناموس الخاص بحفظ الأيام والشهور والأوقات والسنين لا علاقة له بَعْد بالمؤمنين، والمسيح يقول: لا يسقط حرف واحد من الناموس , وللرد نقول بنعمة الله : أمدَّنا الكتاب المقدس بالمعلومات اللازمة لملاشاة الصعوبة الظاهرية, فيعلمنا أن لله ناموساً صالحاً مقدساً ثابتاً إلى الأبد، هو الناموس الأخلاقي, فقول المسيح: لا تسقط نقطة واحدة أو حرف واحد من الناموس قصد به الناموس الأخلاقي, كما أن بولس نفسه يثبت في رسالة غلاطية أن ناموس الله الأخلاقي لا يُنقَض, وعلى القارئ أن يدرس غلاطية 5: 19-21 ليرى أنه لا يمكن أن يُستفاد من كلام بولس بُطلان التمييز بين الخير والشر (قابل رومية 3: 31), هذا الناموس يديننا لأننا لم نحفظه, وليس معنى خلاصنا أن الناموس قد أصبح ميتاً لكوننا في عهد النعمة، فإن نائبنا الرب يسوع المسيح قد وفّاه إلى التمام, ويجب أن نذكر أيضاً أن بعض النواميس الواردة في العهد القديم كان المقصود بها شعب إسرائيل دون سواهم، وكانت ثابتة في تدبير العهد القديم فقط, ونجد في أسفار العهد القديم إشارات ومواعيد تثبت هذه الحقيقة (قارن إرميا 31: 31-34), وقد أورد كتبة العهد الجديد فصولاً عديدة تفيد هذه الحقيقة المجيدة وهي تحريرنا من عبودية الناموس الطقسي (قارن أعمال 15: 7-11 وكولوسي 2: 2-16 و17 وأفسس 2: 15) سلسلة الآيات هذه تتفق مع ما جاء في رسالة غلاطية حيث يوبخ بولس المؤمنين المتزعزعين على تمسّكهم بالفروض القديمة التي تقضي بضرورة حفظ الأيام والشهور والأوقات والسنين, فما يُستفاد من تعليم بولس هو أن تلك الفرائض كان يجب حفظها طالما كان الناموس المختصّ بها سارياً، أي في العهد القديم, ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه (غلاطية 4: 4) وإذ ذاك بَطُل عهد الناموس، وتوقفت الفرائض الطقسية التي أعطاها الله بواسطة موسى, فالكتاب بجملته يفيد ويؤكد أن الناموس الطقسي كان سارياً إلى وقت مجيء المسيح فقط, إن الفصلين صادقان, فبولس يتكلم عن الناموس الطقسي، والمسيح يشير إلى الناموس الأخلاقي, قال المعترض الغير مؤمن: أعلن المسيح في متى 5: 17 انه لم يأت لينقض الناموس بل ليكمله, ولكن يناقض هذا قول العبرانيين 7: 18 فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها , وللرد نقول بنعمة الله : تقدم الموعظة على الجبل (التي اقتبس منها متى 5: 17) مثلاً بعد آخر يبرهن أن المسيح أكمل الناموس والأنبياء ولم ينقضهما, ولا زلنا نحن المسيحيين نحترمهما ونقرأهما في عبادتنا بالكنائس, أما ما جاء في العبرانيين 7: 18 فيتحدث عن أحد أجزاء الشريعة التي بطلت بعد تحقيق الغرض منها، مثل الذبائح التي طالبت شريعة موسى بها, فهذه كانت تشير إلى حاجة البشر لذبيحة المسيح الكفارية، فلما تمت الذبيحة على الصليب لم تعد هناك حاجة للذبائح التي طالبت شريعة موسى بها, لقد كانت أجزاء الشريعة التي بطلت مثل الشيك على البنك، تبطل قيمته بعد صرف المبلغ من البنك, ونحن لا نقول إن البنك ألغى الشيك، بل أكرمه بأن دفع قيمته, ولم يكن ناموس موسى للعالم كله، ولكنه كان عهداً بين الله وبني اسرائيل, أما ما به من مبادئ فأزلي دائم, فالمبادئ دائمة، لكن تفاصيلها تناسب عصرها وظروفها, |
الأصحاح 5 العدد 22 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 5: 22 من قال لأخيه: رقا يكون مستوجب المجمع، ومن قال: يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم , ولكن المسيح قال للفريسين إنهم حمقى (متى 23: 17) وقالها بولس لأهل كورنثوس (15: 36) ولأهل غلاطية (3: 1) , وللرد نقول بنعمة الله : ليس المهم في الكلمة التي تُقال، بل في روح قولها, الذي ينهانا المسيح عنه هو قولة الغضب لإذلال الناس والسخرية منهم والإقلال من شأنهم, ولكن كلمة التوبيخ الذي يريد الصالح العام، بدافع الرغبة في الإصلاح، هي كلمة لازمة, كان المسيح وبولس يصفان مستمعيهما، لا بهدف تفشيلهم، بل لإبعادهم عن تصرفات الحماقة, |
الأصحاح 5 العدد 27 بين اصحاح 1 : 2، مت 5 : 27 – 30 ففى الاول امر الله هوشع ان ياخذ له امراه زنى وفى الثانى نهى شديد عن تلك الخطيه الشنيعه فنجيب : ان هوشع تنبا فى وقت سقط فيه اسرائيلفى احط دركات الشر والاثم ولكى يشهر الرب مقدار شره وعظم خطيته ويبين الى ايه حال سيئه وصل، قال لهوشع (خذ لنفسك امراه زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركه الرب) فواضح من قوله لان الارض قد زنت انه يامره باخذ واحده من بنات اسرائيل (لا احدى العاهرات) لانهن اعتبرن زانيات (لان الارض قد زنت). |
الأصحاح 5 العدد 39 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 5: 39 وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر, بل من لطمك على خدّك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً ولكن جاء في لوقا 22: 36 فأقول لكم الآن: من له كيس فليأخذه ومذود كذلك, ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتري سيفاً , وهذا تناقض , وللرد نقول بنعمة الله : من يدَّعي وجود تناقض بين هاتين الآيتين يرى افتقاره الكلي إلى الفهم الروحي, في متى 5: 39 يقول يسوع ما معناه إذا وقع عليك اعتداء فتحمَّلْهُ بكل صبر، ولا تقابلْهُ بالنقمة , هذه العبارة المقتبسة من موعظة الجبل تسبق مباشرة أمر يسوع لتلاميذه بمحبة الأعداء, فيسوع بقوله لا تقاوموا الشر يشير إلى إحدى الطرق التي بها نُظهر المحبة للأعداء, فإذا وقع علينا ظلم يجب أن نقابله بالمحبة لا بالنقمة, فبدلاً من أن نسيء إلى من يعتدي علينا يجب أن نخدمه بحسب حاجته، إظهاراً للمحبة, وهنا يسأل سائل إذا سطا على بيتنا لصّ، ألا يجوز أن نستغيث برجال الشرطة أم نترك أمتعتنا للنهب؟ وردّاً على هذا نقول إن في مثل هذه الأحوال يجب أن ننقاد بروح المحبة والرأفة لا بروح الحقد والانتقام, إذا أضرم عدو ناراً في بيتنا مثلاً، فمحبتنا لذوينا توجب علينا إخماد النار, وعملٌ كهذا تقضي به حتى محبتنا لأعدائنا, لأننا إن قصّرنا في إخماد النار يزداد الشر الذي قصده العدو, والخلاصة أن المسيح يقصد تعليم هذا المبدأ اغلب الشر بالخير (رومية 12: 21), إن محبتنا للص تجعلنا نوقفه عن السرقة، ومحبتنا للكاذب تجعلنا نوقفه عن الكذب، ومحبتنا للدكتاتور تجعلنا نوقفه عن دكتاتوريته, كما أن محبتنا للمسروق تجعلنا نحميه من أن يسرقه اللصوص، ومحبتنا للمخدوع تجعلنا نحميه من الذي يكذب عليه، ومحبتنا للمظلوم تجعلنا نحميه من الذي يظلمه, والمحبة إيجابية فعّالة, نحتاج إذاً إلى روح تمييز لنعرف كيف لا نقاوم الشر، وكيف نقاوم الشر، فإن الطريقة التي بها نظهر المحبة للأعداء يكون الحكم فيها بحسب الظرف الواقع, |
الأصحاح 5 العدد 48 قال المعترض الغير مؤمن: في متى 5: 48 يطالبنا المسيح أن نكون كاملين, وهكذا يطالب الرسول بولس في فيلبي 3: 15 ولكن بولس في فيلبي 3: 11 و12 يقول إنه لم يصل للكمال , وللرد نقول بنعمة الله : الكمال المطلوب هو كمال النيّة في طاعة الله، إذ يريد الإنسان بكل قلبه وإرادته أن يطيع, والكمال الذي لا يبلغه الإنسان هو كمال النضوج المسيحي، فكلما بلغ درجة من الكمال وجد درجة أعلى لم يبلغها بعد, فعلينا بكل النية أن نسعى وراء الكمال، عالمين أننا لم نبلغ القمة بعد، ونظل طول عمرنا نتقدم للأمام, |
الأصحاح 6 العدد 7 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 6: 7 و8 وحينما تصلّون لا تكرّروا الكلام باطلاً كالأمم، فإنهم يظنّون أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم, فلا تتشبَّهوا بهم, لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه , ولكن جاء في متى 18: 1 ينبغي أن يُصلّى كل حين ولا يُملّ , يقول أحد الفصلين: صلوا بالإيجاز، ويقول الآخر: صلوا على الدوام وبلا انقطاع , وللرد نقول بنعمة الله : يكفي قليل من التأمل للدلالة على عدم تناقض القولين، فمتى يتكلم عن صلاة ظاهرية قاصرة على مجرد كلام, وقد زعم الأمم أن قيمة الصلاة في عدد كلماتها وكثرتها، ولذا كانوا يكررون أقوالاً وعبارات كثيرة بطريقة ميكانيكية دون أن تعبّر أقوالهم عن معانٍ في قلوبهم، فوبَّخ المسيح صلاةً كهذه بأسلوب صارم للغاية, ولكن توجد في الوقت نفسه صلاة مستمرة مقبولة عند الله ومرضيّة أمامه، وهي صراخ القلب إليه باشتياق وإخلاص, وصاحب هذه الصلاة لا يفشل إذا أبطأ الرب في الإجابة, على أن المؤمن عند عدم استجابة صلاته سريعاً معرَّض لخطر الشك في استماع الله له فيكفّ عن الصلاة, ولذا يحثّنا المسيح في لوقا 18: 5-7 على الاستمرار في الصلاة حتى ولو ظهر كأن أبواب السماء موصدة في وجوهنا, والخلاصة أن المسيح يوبخ صلاة الأمم المطوَّلة المجرَّدة من المعنى وما يشابهها, ومن الجهة الأخرى يحضّ على اللجاجة في الصلاة الصادرة من قلب واثق مخلص, ويحسن بنا أن نذكر أن بولس في 1تسالونيكي 5: 17 يحض على المواظبة على الصلاة قائلاً: صلّوا بلا انقطاع وكأنه يقول: لتكن حياتكم بالجملة حياة صلاة، ولتكن لكم دائماً شركة دائمة مع الله, عند أول وهلة يظهر قول كهذا مناقضاً لتعليم يسوع عن بطلان كثرة الكلام (متى 6: 7) ألا يعلم الله كل احتياجاتنا؟ فلماذا إذن نستمر في تكرار الطلب والتضرع إليه؟ الرد هو أن المسيح يعلّمنا أنه من الخطأ أن نظن أن كثرة الكلام تزيد الله علماً باحتياجاتنا، فمن هذا القبيل لا حاجة إلى الكلام مطلقاً، لأن الله يعلم كل احتياجاتنا قبل أن نعرفها نحن, ولكن في 1تسالونيكي 5: 17 يتكلم بولس عن حالة القلب، فيحضّنا أن نحيا دائماً في جوّ الصلاة، فنفتكر عن الله وننشغل به كما يفعل الطفل من جهة أبويه, فيجب أن نرغب على الدوام في بَسْط كل مسائلنا ومشاكلنا أمامه، والانقياد على الدوام بكلمته وروحه, فنرى إذاً أن هذين الفصلين لا يتضمَّنان أقوالاً متناقضة، بل يؤيدان حقيقتين مهمتين: أولاهما أن الصلاة يجب أن لا تكون ميكانيكية على أساس الظن أن فاعليتها تتوقف على كثرة الكلام, والثانية أن حياة المسيحي يجب أن تكون حياة صلاة غير منقطعة وشركة دائمة مع الله, |
الأصحاح 6 العدد 13 ال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 6: 13 ولا تُدْخلنا في تجربة لكن نجِّنا من الشرير، لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد آمين , وجملة لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد إلحاقية، ولا توجد في التراجم اللاتينية ولا في غيرها , وللرد نقول بنعمة الله : هذه التسبحة ثابتة في نسخ عديدة قديمة, ومما يدل على إنها أصلية وليست ملحقة: (1) كان اليهود يختمون صلواتهم بجملة تسبيحات تشبه الصلاة الربانية, قال آدم كلارك: ثبت عندي أنها أصلية لقدمها , (2) لأنها ثابتة في نسخ عديدة, |
الأصحاح 6 العدد 18 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 6: 18 فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية , قال آدم كلارك إنها زائدة، وإن كرسباخ ووتستين وبنجل أسقطوها من المتن , وللرد نقول بنعمة الله : في أول متى 6 تكلم المسيح عن الصدقة والصلاة والصوم، فقال: فمتى صنعت صدقةً فلا تصوِّتْ قدامك بالبوق إلى أن قال فلا تعرِّفْ شمالك ما تفعل يمينك , ثم قال في آية 4 لكي تكون صدقتك في الخفاء, فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية , ثم تكلم عن الصلاة فقال في آية 6 ومتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلّ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية, ثم تكلم عن الصوم وقال في آيتي 17 و18 وأما أنت فمتى صُمْت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية , فترى من هنا أن الكلام كله جرى على نسق واحد بديع، بحيث لو حذفت كلمة علانية من العبارة الثالثة لدلَّت عليها العبارتان السابقتان, فسياق الكلام يستلزم وجودها لفظاً أو تقديراً, ولا ننكر أن هذه اللفظة المذكورة في آية 18 لم تثبت في بعض النسخ، ولكنها ثبتت في غيرها، وسياق الكلام يدل عليها, |
الأصحاح 6 العدد 31 قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 6: 31 فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ ولكن جاء في 2تسالونيكي 3: 12 فمثل هؤلاء نوصيهم ونعظهم بربنا يسوع المسيح أن يشتغلوا بهدوء ويأكلوا خبز أنفسهم , يظهر هنا كأن المسيح يعلّم عدم التبصّر أو عدم التدبّر، بينما بولس يلوم على هذا , وللرد نقول بنعمة الله : هل يقصد السيد في متى 6: 31-34 أن يعلّمنا الكسل والإهمال والإسراف؟ كلا على الاطلاق، وإنما يوصينا أن لا نشغل قلوبنا بهموم هذه الحياة, وهذا ما نستفيده من فصول شتى في العهدين القديم والجديد, تأمل مزمور 127: 2 باطل هو لكم أن تبكروا إلى القيام، مؤخّرين الجلوس، آكلين خبز الأتعاب, لكنه يعطي حبيبه نوماً ومزمور 5: 22 ألقِ على الرب همّك فهو يعولك, لا يدع الصديق يتزعزع إلى الأبد , وفيلبي 4: 6 لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلَم طلباتكم لدى الله , ثم إن 2تسالونيكي 3: 12 لا يعلّم الطمع أو البخل أو اشتهاء الأشياء الأرضية، بل يحرّض المؤمنين على الاجتهاد في العمل حتى لا تحل الفاقة بهم، فيصبحوا عالةً على الآخرين, فنرى أن هاتين الآيتين تتكلمان عن وجهين لموضوع واحد, فيسوع ينهى عن اشتهاء الأشياء الأرضية والسعي وراءها، وبولس ينهى عن التقاعد والكسل, ونجد توحيداً لهاتين الوجهتين في تعليم بولس في 1 كورنثوس 7: 29-31, فعلى المؤمنين أن يعملوا باجتهاد دون أن يكونوا مستعبَدين لأشغالهم, فعلى كل مؤمن أن يتمم عمله بحسب الدعوة التي تلقّاها من الله، ذاكراً أن وطنه في السموات (فيلبي 3: 20 و21), فعلينا إذن أن نعمل لاكتساب معيشتنا، وأن نتذكر في الوقت نفسه أن الله يمدّنا بكل ما نحتاج إليه, ويجب على كل مؤمن أن يرى صدق هذين المبدأين في حياته العملية, |
الأصحاح 7 العدد 14 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 7: 14 ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه , وورد في 11: 29 و30 احملوا نيري عليكم وتعلَّموا منّي، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم، لأن نيري هيِّن وحملي خفيف , وفي هذا تناقض , وللرد نقول بنعمة الله : (1) المسيحية منزهة عن الفرائض الثقيلة، لأنها ديانة روحية لا تقوم بالأعمال الخارجية, (2) إنها مناسبة للعقل والقلب والروح والأخلاق الشريفة, (3) إنها تعلم الإنسان أن يترك الخطية والشرور، التي هي سبب البلايا, فهي صعبة بالنظر إلى قداستها، فالمسيحي يصلب الجسد وشهواته, ومع ذلك فهي خفيفة سهلة لأن الباعث الأصلي فيها هو المحبة, فإذا وُجدت المحبة في المسيحي رأى لذةً في طاعة الأوامر وترك الخطايا بسهولة، وهان على المحب كل شيء , فنير المسيح هيّن وخفيف، وهذا لا ينافي أن الطريق المؤدي إلى الحياة هو صعب وكرب، ولاسيما على الذين فضّلوا محبة العالم وانغمسوا في الرذائل, بين متى اصحاح 7 : 14 ى، اصحاح 11 : 29 و30 ففى الاول قال ان باب الحياه الابديه ضيق وفى الثانى ان نيره هين وحمله خفيف. فنجيب : ان طريق المسيح عسر وصعب فى اول الامر على الذين الفوا الخطيئه وعاشوا فى الشر، ولكنه سهل وهين للذين ذاقوا طيبه الرب وعرفوا لذه العشره معه. |
الأصحاح 8 العدد 5 قال المعترض الغير مؤمن: يقول متى 8: 5-13 إن قائد المئة جاء إلى المسيح بنفسه، بينما يذكر لوقا 7: 1-10 أن قائد المئة أرسل شيوخ اليهود يحملون رسالته للمسيح, وهذا تناقض , وللرد نقول بنعمة الله : يقول متى إن قائد المئة طلب من المسيح، لأنه طلب ذلك بواسطة شيوخ اليهود، ولا مانع من أن يكون قد جاء للمسيح بعد أن أرسل شيوخ اليهود، فلما أبطأوا عليه توجَّه بذاته, فاقتصر متى على ذكر قائد المئة لأنه الطالب الحقيقي، أما لوقا فذكر ما كان من مساعي أئمة اليهود، لأنهم أول من فاتح المسيح في شفاء الغلام, ومن الأمور القانونية المقرّرة أن ما يفعله الإنسان بواسطة غيره يُنسب إليه فعله، لأنه يكون السبب فيه، وما يعمله الوكيل يُنسب إلى موكله, كما أن تلاميذ المسيح عمَّدوا الناس، وعُزي العماد للمسيح (يوحنا 4: 1), بين مت 8 : 5 – 13، لو 7 : 2 – 10 ففى الاول ان القائد اتى للمسيح طالبا منه ان يشفى غلامه ولما قال له يسوع انا اتى واشفيه اجاب قائد المائه وقال يا سيد لست مستحقا ان تدخل تحت سقفى. وفى الثانى انه ارسل له شيوخ اليهود وانه حين دنا من البيت ارسل يقول له (لا تتعب لاننى لست مستحقا ان تدخل تحت سقفى). فنجيب : ان ما ذكره متى من القائد هو الذى التمس من المخلص ان ياتى ويشفى غلامه هو من باب نسبه الشىء لمن كان السبب فيه فقيل عن سليمان انه بنى الهيكل وهو لم يبنه بنفسه بل امر ببنائه. وقيل عن المسيح انه كان يعمد وكان ذلك بواسطه تلاميذه (يو 4 : 1) وقيل ان بيلاطس جلد يسوع (يو 19 : 1) ولم يفعل ذلك غير جنوده. فهكذا ما طلبه الشيوخ اليهود من المسيح نسب لذلك القائد. اما قوله (لست مستحقا ان تدخل تحت سقفى) فقد قاله القائد للمسيح اول ان تدخل تحت سقفى) بواسطه اصدقائه اذا دنا المسيح من بيته كما ذكر لوقا. ثم قاله له بنفسه عند استقباله له بالقرب من البيت. ويحتمل مع ذلك ان يكون قائد المئه قد خرج فى اثر الشيوخ اليهود واصدقائه للقاء المسيح ثم رجع الى منزله وهم قد سبقوه اليه. |
الأصحاح 8 العدد 18 قال المعترض الغير مؤمن: في إنجيل متى 8: 18-22 طلب كاتبٌ أن يتبع المسيح، واستأذن رجل آخر لدفن أبيه، ثم جاء ذكر معجزات باهرة أخرى، ثم قصة التجلي في أصحاح 17, أما لوقا فذكر الطلب والاستئذان في أصحاح 9 بعد قصة التجلي , وللرد نقول بنعمة الله : راعى كل من متى ولوقا ترتيباً في ذكر معجزات المسيح وتعليمه حسب ما ساقه إليهما الروح القدس، فراعى أحدهما الزمان، والآخر المكان كما يُعلم من سياق الكلام, نعم لو أثبت أحدهما شيئاً ونفاه الآخر لعُّد تناقضاً, |
الأصحاح 8 العدد 20 قال المعترض الغير مؤمن: وصف المسيح نفسه دائماً بأنه ابن الانسان , جاء هذا اللقب عنه في متى 30 مرة، وفي مرقس 15 مرة، وفي لوقا 25 مرة، وفي يوحنا 12 مرة, وقد قال المسيح (له المجد): للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار, وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه (متى 8: 20), وهذا يعني أن المسيح كان إنساناً عادياً، وليس هو الله , وللرد نقول بنعمة الله : قال المسيح (له المجد) عن نفسه إنه ابن الإنسان ليس لأنه كان إنساناً عادياً، لكن لأنه اتخذ جسد إنسان، وكان في هذا الجسد رفيقاً للإنسان ومحباً ومعلماً له، كما سيكون فيما بعد ملكاً على الإنسان, ومما يدل على أن ابن الإنسان هو ابن الله الأزلي، أنه عُرف بهذا اللقب من قبل ميلاده, فقد ظهر لدانيال النبي في هيئة ابن الإنسان سنة 500 ق,م, فقال دانيال: كنت أرى في رؤى الليل، وإذا مع سُحب السماء مثل ابن إنسان، أتى وجاء إلى قديم الأيام، فقرَّبوه قدامه، فأُعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعَّبد له كل الشعوب والأمم والألسنة, سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض (دانيال 7: 13 و14), قال دانيال النبي عن المسيح إنه ابن إنسان ، ولم يقل إنه ابن الإنسان بأل التعريف، لأن النبي لم ينظر إلى المسيح في علاقته مع الناس بل كان ينظر إليه من حيث المظهر العام الذي كان يبدو به في الرؤيا، والذي كان عتيداً أن يبدو به بالتجسد، في يوم من الأيام, وقوله قديم الأيام هو الله في أزليته، وابن الإنسان هو أقنوم الابن في المركز الناسوتي الذي كان عتيداً أن يأخذه، ولذلك اقتضى الأمر، وهذا هو مركزه أن يُقال عنه إنه اقترب إلى قديم الأيام للتمييز بين الابن في ناسوته الحادث، والله أو اللاهوت في أزليته التي لا بدء لها، وهذه نبوّة عن مجيء المسيح في آخر الدهور، لتسلُّم زمام الملك في العالم, ومن البديهي أنه وحده هو الذي يحقّ له أن يقوم بهذه المهمّة، بوصفه ابن الإنسان الظاهر في الجسد، لأنه بهذا الوصف هو القائم بإتمام مشيئة الله بين الناس، ولأن محاسبة الله (في جوهره غير المدرَك) للناس، تكون موضع اعتراض منهم، لانه تعالى من هذه الناحية لم يشاركهم في طبيعتهم البشرية التي يتعرضون بسببها للخطأ، لكن لا يكون هناك اعتراض إذا قام بهذه المهمة الله المتأنس أو ابن الإنسان, وقد أشار له المجد إلى هذه الحقيقة فقال: لأن الآب لا يدين أحداً، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، وأعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً، لأنه ابن الإنسان (يوحنا 5: 22 و27), فضلاً عن ذلك، فقد أطلق السيد المسيح على نفسه لقب ابن الإنسان بمعنى ابن الله مرات متعددة أمام رؤساء اليهود الذين اجتمعوا لمحاكمته، فقد قال لهم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء (متى 26: 64) مشيراً بذلك إلى أنه المقصود بابن الإنسان الذي تتعبد له كل الشعوب، والذي تنبأ عنه دانيال النبي من قبل, ومما يدل على أن رؤساء الكهنة فهموا قَصْد المسيح من إطلاق لقب ابن الإنسان على نفسه، أنهم عندما سمعوا قوله هذا، مزَّق رئيس الكهنة ثيابه قائلاً: قد جدّف , وهذا دليل واضح على أن المراد ب- ابن الإنسان هو ابن الله بعينه, ويقصد بالاصطلاح ابن الله الله مُعلَناً في كمال ذاته وصفاته, والاصطلاح ابن الإنسان يراد به الإنسان معلَناً في كمال الصفات التي خلقه بها الله أولاً, وبما أن الإنسان خُلق في أول الأمر على صورة الله في البر وقداسة الحق، لذلك فإن ابن الإنسان أو الإنسان الكامل أو المسيح يكون هو صورة الله في الإنسان، أو هو الله ظاهراً في الإنسان، لأن صورة الله ليست في الواقع سوى ذاته، إذ أنه ليس له صورة بعيداً عنها, وقد تبدو هذه الحقيقة غريبة في نظر بعض الناس، لكنها تتفق مع الحق الإلهي كل الاتفاق, ويُراد بالاصطلاح ابن الله أقنوم الابن في علاقته مع الله أو اللاهوت، كما يُراد بالاصطلاح ابن الإنسان أقنوم الابن في علاقته مع الإنسان, فإذا ذكرنا أن الإنسان في نظرنا ليس هو الهيكل البشري الخارجي، بل هو مجموعة صفات الإنسانية السامية (لأننا نقول عمَّن تتوافر فيه هذه الصفات إنه إنسان أو الإنسان ، وعمَّن لا تتوافر فيه هذه الصفات إنه ليس إنساناً )، اتضح لنا أن الشخص الجدير بأن يُدعى الإنسان أو الإنسان الكامل، أو ابن الإنسان ، هو المسيح وحده، وذلك للأسباب الآتية: (أ) لم يُولد المسيح بالتناسل الطبيعي مثل الناس، بل وُلد من عذراء، فلا يصح أن يُقال عنه إنه ابن آدم مثل أحد الناس, وإن كان لا بد من إسناد شخصه من جهة الناسوت إلى بشر كابن، فإنه لا يُدعى ابن آدم بل ابن مريم أو نسل المرأة (تكوين 3: 15), (ب) لا يُقصد بكلمة الإنسان الرجل وحده، بل يُقصد بها الرجل والمرأة على السواء، لأنها تدل على الإنسان عامة، أو ابن الإنسانية وممثّلها، بوصفه المتأنس منها ليأخذ بناصرها, (ج) أخيراً نقول: كما أن هناك أبناء كثيرين لله، ولكن المسيح وحده هو ابن الله ، كذلك هناك أبناء كثيرون للناس، لكن المسيح وحده هو ابن الإنسان , ولذلك هو وحده أطلق هذا اللقب على نفسه, وتدل كل القرائن على أنه قصد به المعلِن لله أو الله معلَناً ، لأنه أعلن أنه بوصفه ابن الإنسان يغفر الخطايا (مرقس 2: 7) ويمنح الخلاص والسلام (لوقا 7: 50) ويعطي الأموات بالخطية حياة روحية أبدية (يوحنا 5: 25) ويجازي كل واحد حسب أعماله (متى 16: 27) وغير ذلك من الأعمال التي لا يقوم بها إلا الله, ومما يثبت صدق هذه الحقيقة أن اليهود استنتجوا من كلام المسيح أن للقب ابن الإنسان معنى غير المعنى التي يتبادر إلى الذهن، فسألوه مرة في حيرة: من هو هذا ابن الإنسان!؟ (يوحنا 12: 34), وما كان للحيرة أن تجد مجالاً إلى نفوسهم، لو كانوا قد علموا أن ابن الإنسان هو بعينه ابن الله فهو رب السبت أيضاً (مرقس 2: 28), |
الأصحاح 8 العدد 23 بين مت اصحاح 8 اصحاح 13 : 3 وبين مر 4 : 35 ففى الاول ان المسيح علم بالامثال بعد هيجان البحر وفى الثانى انه علم قبله فنجيب : لا يخفى ان البشيرين الاربعه كان لكل منهم غرض خاص فى كتابته، لهذا لا خلاف بينهم اذا لم يرتبوا الحوادث على نظام واحد لنضرب المثل بالخلاف المذكور هنا فان متى البشير كان غرضه ذكر معجزات المسيح فجمعها مع بعضها مره واحده ثم شرع فى ذكر تعاليمه اما مرقس فراعى زمان حصول اعمال المسيح. ونظير هذا كثير فى الاناجيل الاربعه فقط يتفق ان احدهم يتكلم فى موضوع فيقدم ويؤخر له بعض الحوادث كما يقتضيه المقام ويذكر اخر معجزه هامه قادت بعض الناس للمسيح قبل معجزه لم يكن لهما تاثير كبير بينما يهتم غيره بتدوين الحوادث حسب ترتيب وقوعها الزمنى، ويعنى اخر بمراعاه المكان. ومثل هذا اذا وجد لا يعتبر تناقضا فى كتاب الله، وقد اعرضنا عن ذكر المشاكل التى من هذا القبيل مكتفين بهذا الايضاح. |
الأصحاح 8 العدد 28 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 8: 28 أنه لما جاء المسيح إلى العبر إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور، وورد في مرقس 5: 2 ولوقا 8: 27 أنه استقبله من القبور إنسان به روح نجس, واحد أو اثنان؟ , وللرد نقول بنعمة الله : اقتصر مرقس ولوقا على ذكر المجنون الذي كان أشد هياجاً وعربدة, ولنفرض أن شخصين توجها إلى مستشفى الأمراض العقلية وبعد خروجهما رويا ما شاهداه، ونسجا على منوال متى ولوقا بأن اقتصر أحدهما على ذكر واحد وصرف النظر عن الآخر، بينما الراوي الثاني ذكر الاثنين, فهل يجوز أن نقول إن كلامهما متناقض؟ كلا! لكن لو قال أحدهما إنه لم يكن هناك غير مجنون واحد لكان تناقضاً, بين مت 8 : 28 وبين مر 5 : 2 ولو 8 : 27 ففى الاول ان المسيح لما جاء الى العبر الى كوره الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان خارجان من القبور فشفاهما وفى الثانى والثالث انه مجنون واحد. فنجيب : ان مرقس ولوقا لم يذكرا غير المجنون الذى كان اشد هياجا والذى تجلت قدره المسيح فى شفائه اياه كما يظهر من عبارتيهما حيث يذكران هياجه بالتفصيل ليشهرا عظمه الاعجوبه التى صنعها سيدهما بشفائه، اما المجنون الثانى فلم يكن مهما وشفائه لم يكن مدهشا كذلك فاهملا ذكره. |
الأصحاح 8 العدد 31 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 8: 28 أنه لما جاء المسيح إلى العبر إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور، وورد في مرقس 5: 2 ولوقا 8: 27 أنه استقبله من القبور إنسان به روح نجس, واحد أو اثنان؟ , وللرد نقول بنعمة الله : اقتصر مرقس ولوقا على ذكر المجنون الذي كان أشد هياجاً وعربدة, ولنفرض أن شخصين توجها إلى مستشفى الأمراض العقلية وبعد خروجهما رويا ما شاهداه، ونسجا على منوال متى ولوقا بأن اقتصر أحدهما على ذكر واحد وصرف النظر عن الآخر، بينما الراوي الثاني ذكر الاثنين, فهل يجوز أن نقول إن كلامهما متناقض؟ كلا! لكن لو قال أحدهما إنه لم يكن هناك غير مجنون واحد لكان تناقضاً, بين مت 8 : 28 وبين مر 5 : 2 ولو 8 : 27 ففى الاول ان المسيح لما جاء الى العبر الى كوره الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان خارجان من القبور فشفاهما وفى الثانى والثالث انه مجنون واحد. فنجيب : ان مرقس ولوقا لم يذكرا غير المجنون الذى كان اشد هياجا والذى تجلت قدره المسيح فى شفائه اياه كما يظهر من عبارتيهما حيث يذكران هياجه بالتفصيل ليشهرا عظمه الاعجوبه التى صنعها سيدهما بشفائه، اما المجنون الثانى فلم يكن مهما وشفائه لم يكن مدهشا كذلك فاهملا ذكره. |
المقدس - أنجيل متى
الأصحاح 9 العدد 1 بين سلسله نسب المسيح الوارد فى انجيل متى اصحاح 9 : 1 – 17 والسلسله الوارده فى انجيل لوقا اصحاح 3 : 23 – 38 فنجيب : ان الاسماء التى ذكرها متى ولوقا فى سلسله نسب المسيح اغلبها وارد فى الكتاب المقدس وما لم يذكر فى الكتاب فقد اخذه البشيران من جداول النسب الموجوده وقتئذ. والتى كان اليهود محافظين عليها كل المحافظه حتى ان من لم يجد اسانيد لنسبه عزل من الكهنوت (عز 2 : 61 – 63 ونح 7 : 61 – 65). ولننظر اولا فى الجدولين منفصلين عن بعضهما : (1) جدول انجيل متى – اولا قسمه الى ثلاثه اقسام كل منهما 14 جيلا ولكن القسم الثانى ينقصه واحد فقال بعضهم (بما ان القسم الاول انتهى بداود فاراد ان يجعل اول القسم الثانى داود ايضا لاهميته فى موضوع انجيله وهو اثبات ان المسيح تناسل بالجسد من داود) وقال اخر (يجب قراءه عدد 11 هكذا – يوشيا ولد يهوياقيم واخوته ويهوياقيم ولد يكنيا. الخ). لان متى حذف اسم يهوياقيم لرداءه سيرته وبذلك يصير كل قسم14 جيلا). (ثانيا) ترك متى بين يورام وعزيا ثلاثه ملوك عد 8 وهم اخزيا ويؤاش وامصيا (2 مل 8 : 25، 11 : 2، 12 : 21) وكذلك يهوياقيم الذى كان بين يوشيا ويكنيا (2 مل 23 : 43) تركه ايضا عد 11 فالراى الغالب ان هذه الاسماء الاربعه حسب قول علماء اليهود تركت من جميع الجداول النسبيه الدارجه التى اخذ عنها متى جدوله وذلك لاشتهارهم بشرور كثيره. اما كون الابن ينسب لجده فهذا قد عرفنا مما سبق انه مصطلح عليه فى اللغه العبريه. (ثالثا) اعترض بعضهم على عد 11 (ويوشيا ولد يكنيا واخوته عند سبى بابل) فقال: (1) لم يكن ليكنيا اخوه. (2) قد مات يوشيا قبل سبى بابل بعشرين سنه فكيف يذكر انه ولد يكنيا واخوته عند سبى بابل. والجواب على ذلك ان نسخا كثيره بخط اليد قرىء فيها هكذا (ويوشيا ولد يهوياقيم واخوته ويهوياقيم ولد يكنيا) (انظر قراءات كريسباغ) (فان يوشيا كان ابا يهوياقيم واخوته يوحانان وصدقيا وشلوم (1 اى 3 : 15) ويهوياقيم كان ابا يكنيا عند سبى بابل الاول لانه قد سبى بنى اسرائيل ثلاث مرات، وكان الاول فى السنه الرابعه من حكم يهوياقيم بن يوشيا سنه 3389 ق.م ولهذا قال (كالمت) يجب قراءه الايه 11 هكذا : (يوشيا ولد يهوياقيم واخوته ويهوياقيم ولد يكنيا عند سبى بابل الاول ويكنيا ولد شالتئيل عند سبى بابلى). (2) جدول انجيل لوقا. (اولا) دعى ابن ريسا يوحنا ع 27 وفى (1 اى 3 : 19) دعى حننيا والتشابه بين الاسمين موجود (ثانيا) قيل عد 35 و36 (عابر بن شالح بن قينان بن ارفكشاد) وفى (تك 11 : 12 و1 اى 18 : 1) ان شالح بن ارفكشاد لا ابن ابنه. ذهب البعض ان موسى لم يذكر قينان لتكون الاجيال من ادم الى نوح عشره ومن نوح الى ابراهيم عشره، وقال غيرهم ان قينان وشالح اسمان يدلان على شخص واحد، وذهب كثيرون الى ان قينان لم يكن موجودا فى انجيل لوقا غير ان النساخ اخذوه من الترجمه السبعينيه محاكاه لها. |
المقدس - أنجيل متى
الأصحاح 9 العدد 9 قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 9: 9 أن الذي دعاه المسيح عند مكان الجباية هو متى، وورد في مرقس 2: 14 أن اسمه لاوي بن حلفي، وورد في لوقا 5: 27 أن اسمه لاوي , وللرد نقول بنعمة الله : (1) تدل القرائن التي ذكرها كل منهم على أن الشخص واحد، فكل منهم ذكر وظيفته المشهور بها، وقال إنه كان جالساً عند مكان الجباية، وإن المسيح دعاه ليتبعه، واختاره ليكون من التلاميذ فترك كل شيء وتبعه, (2) كثيراً ما يُسمى الشخص باسمين، فبطرس يُسمَّى سمعان ويُسمَّى صفا, وقد غيَّر شاول الطرسوسي اسمه إلى بولس عندما صار مسيحياً, والمعهود بيننا أنه إذا انتقل الإنسان من حالة إلى أخرى غيّر اسمه إشارة إلى رفض الحالة السابقة, (3) اقتصر بعض التلاميذ على ذكر اسمه بدون ذكر اسم أبيه، اكتفاءً بذكر صناعته وظروفه الخصوصية، وهي هنا قوله إنه كان جالساً عند مكان الجباية, ثم أن حلفى أبا يعقوب هو غير والد لاوي, |
المقدس - أنجيل متى
الأصحاح 9 العدد 18
|
الساعة الآن 02:01 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025