![]() |
كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري تاريخ اللغة القبطية اللغة القبطية هي لغة البلاد المصرية في عهدها الأول، أيام كان أهلها يحكمون أنفسهم ولا تداخل لأجنبي فيما بينهم، وكان يتكلم بها الحاكم والمحكوم والعالم والتاجر والفلاح. تُلقى بها المحاضرات في الأندية العامة والخاصة، وتُصْدَر بها الأوامر فيتلقاها الكبير والصغير ويفهمون معانيها. إنها استمرت أكثر من سبعين قرنًا. ولم تزل إلى الآن معروفة، لم تَمُت كما ماتت غيرها من اللغات التي لم يُبْقِي الدهر إلا بعض آثارها. غير أن وجودها للآن حية بلا فائدة لأصحابها، فلم يعودوا يعرفوها بعد، على عكس الأجانب الذين تعلّموها لكي يترجموا ما يجدونه من الكتب الثمينة القديمة المكتوبة بها، وهذا يجعلنا في خجل عظيم لعدم تفوقنا عليهم بالاهتمام التام بأمرها والعمل على استمرارها حية. والناظِر إليها والمُدَقِّق فيها يجدها لغة مَبنية على قواعد صحيحة. وفي الحقيقة هي لغة التمدين القديم، وبها تكلمت أعظم أمة وأقدم شعب شهد التاريخ بتمدينه قبل غيره، إذ كانت الأمة المصرية من أرقى الأمم في العلم وعنها اقتبس غيرها من الأمم المعارِف، حتى موسى النبي قد ارتوى من مناهِل علومها؛ فقد شهد الكتاب المقدس عنه، قائلًا: "أنه تهذب بكل حِكمة المصريين" (أع 7: 22)، نظرًا لتربيته في بيت فرعون. ولقد قام العلاّمة توت (الذي ألَّهَهُ المصريين، وعرفه اليونان بـ"هرمس"، واليهود بـ"أخنوخ"، والعرب بـ"إدريس")، بوضع علامات خاصة لمعانٍ، فنشأ الخط الذي نكتبه الآن. واهتم خلفاؤه الكهنة بالأمر كثيرًا، فكتبوا على الآثار بخط سُمّيَ فيما بعد بـ"الخط الهيروغليفي"، وهو خط يُكْتَب بطرق تصويرية ويسمى الخط المقدس، وكانوا يكتبون به على الأحجار والخشب والمعادن. ثم رأى الكهنة -وهم الطبقة الراقية- أنه يصعب عليهم إتقان الرسوم على القرطاس عندما يريدون كتابة شيء بسرعة، فاتخذوا خطًا لا يختلف عن الهيروغليفي إلا في أنه غير متقن كثيرًا، ودعوه الخط الهيراطيقي (أي الخط الكهنوتي). غير أن العامة لم يمكنهم تعلم هذين الخطين بسهولة، فاتخذوا لهم خطًا خاصًا بهم عرف بـ"الديموطيقي"، وبهذا الخط الأخير كانت تكتب الصكوك وغيرها. واستمر المصريون يستعملون هذه الخطوط الثلاثة إلى أن أُبْدِلَت بالخط المعروف بالقبطي في القرن الثاني المسيحي في مدرسة الإسكندرية. ومع أن المحاولات الأولى للكتابة بالحروف القبطية، وكذلك الوثائق المعروفة باسم النصوص القبطية القديمة، قد تمت كلها بمعرفة الجماعات الوثنية بمصر إلا أن الفضل في تثبيت الألف باء القبطية في الوضع الذي تُعْرَف به حاليًا، وتطبيع نظام هجاء الكلمات، وتطويع القواعد والأساليب، لابد أن يعزى إلى الكنيسة القبطية في مصر، كجزء من برنامجها التبشيري في حبرية البابا ديمتريوس الإسكندرى (المعروف بالكرام) البطريرك الثاني عشر (189- 232م) وخلفائه. وقبل القرن الحادي عشر عندما رأى الأقباط أن استعمال لغتهم وتداولها ابتدأ في الاضمحلال وأشرف على الزوال، أسرعوا في كتابتها وتداولها في بطون المجلدات، وألَّفوا لها معاجم أطلقوا عليها اسم "المقدمات"، وألَّفوا لها قواعد نحو وأطلقوا عليها اسم "السلالم". |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
علاقة اللغة القبطية باللغات الأخرى واللغة القبطية كُتِبَت بحروف يونانية مدة من الزمن قبل الديانة المسيحية. وقد استَعْمَلَت اللغة القبطية حروف الهجاء اليونانية كلها بنطقها ومزاياها التي كانت لها في ذلك العهد، وأضافت على الأبجدية اليونانية سبعة حروف أخرى اقتبستها من الخط الديموطيقي للتعبير عن النطق بسبعة أصوات لا توجد في اللغة اليونانية. واستمر الكلام بها بعد أن بطل استعمال الكتابة بالهيروغليفية منذ نحو القرن الثالث الميلادي. وبينما كان المصريون يكتبون بهذه الخطوط كانت الأمم المجاورة لهم تقتبس منهم أبجديتها. فلقد كان الفينيقيون مجاورين لمصر في المكان المعروف الآن بالعقبة (في بلاد العرب شرقيّ مصر) قبل أن يرتحلوا إلى مكانهم في سواحل سوريا بسبب الزلزال الذي خرب بلادهم الأصلية. ولذلك اتخذوا لهم أبجدية خاصة بهم لا تختلف عن الأبجدية العِبرية. وقد يكون موسى لما هرب من مصر إلى بلاد الفينيقيين الأصلية ومكث أربعين سنة في مديان (خر 2: 15) عَلَّمهم هذا الخط. وكذلك العبرانيون تعلموا الكتابة المصرية باختصار كالفينيقيين، وقد علمها موسى لهم عندما خرجوا معه، إذ مكث بقية أيامه معهم يعلمهم ويرشدهم. أما اليونان فقد ذهب إليهم مصريان، هما: داناؤس وكيكروبس، وهذان الرجلان علماهم الكتابة على الأرجح. ويقال أن قدموس الفينيقى ذهب إلى بلاد اليونان بعد الرجلين المصريين وينسبون تعلمهم الكتابة إليهوعلى أية حال فإنها هي الأبجدية المصرية بعينها. وأبجدية الإغريق هي الأصل في كل الأبجديات الأوروبية. واتخذ الآشوريين في بادئ الأمر خطًا كالمصري ثم حوَّلوه إلى أسفينى. واختلطت العبرانية بالكلدانية فكونت أبجدية حديثة يستعملها الإسرائيليون اليوم. وقامت السريانية والعربية بعد كل هذه الخطوط. فاللغة المصرية التي تكلم بها أصحابها قبل أن تُبْنَى الأهرامات وَتُقَام الآثار هي بعينها اللغة المعروفة بالقبطية. لذلك فكل الكتابات التي وُجِدَت بها سواء كانت بالخط المقدس (الهيروغليفي) على العاديات، أو بالخط الكاهني (الهيراطيقي) على الرقوق وورق البردي، أو الخط العامي (الديموطيقي) الموجود على حجر رشيد وأوراق البردي والرقوق، كل هذه الكتابات هي بنفس اللغة المصرية المعروفة الآن بالقبطية. وقد دخلت ألفاظ كثيرة منها في اللغة الدارجة العربية بالديار المصرية، كما أن أكثر بلاد القطر المصري مُسَمّاة بالقبطية -كما سنرى بعد ذلك هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- وقد استمرت هذه اللغة منتشرة إلى القرن الخامس عشر الميلادي. وقد شهد الراهب الدومينيكانى فانسليب (1635- 1679م)، والذي زار مصر مرتين، بأنه قد تكلم مع المعلم أثناثيوس الذي يتكلم لغة البلاد الأصلية (القبطية)، قال في كتابه "تقرير الحالة الحاضرة في لمصر": [لغتهم أيضًا المدعوة قبطية كانت أول لغة جرى الحديث بها في مصر، ورغم أنها على ما يبدو عانت مع مرور الزمن، حسب الشعوب المختلفة التي سادت عليهم، من تغييرات كبيرة سواء في حروف الكتابة، أو في الألفاظ ذاتها، وعلى الأخص من اليونانيين.... أما إذا اعتقد البعض وهذا قد يكون حقيقيًا أن اليونانيين استمدوا قسمًا كبيرًا من حروف أبجديتهم من المصريين القدماء (ونعني بهم الأقباط) عن طريق الفينيقيين... فإني أعتقد أن اليونانيين نقلوا جزء من حروف أبجديتهم من الأقباط، لا الأقباط من اليونانيين]. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجات القبطية في الأقاليم
لقد اصطلح كل جماعة على لهجة خاصة بها يتميزون في كلامهم عن غيرهم. فقد قَسَّم العلماء لهجات اللغة المصرية في بادئ الأمر إلى ثلاث لهجات هى: البحيرية والصعيدية والبشمورية. ثم قسموها بعد ذلك إلى خمس لهجات، وهى:
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجة البحيرية
Q 1- اللهجة البحيرية: Bohairic ويرمز لها بالرمز B. وتُعْرَف بـ"اللهجة المنفية" نسبة إلى منف عاصمة الديار المصرية قديمًا (وبقاياها البدرشين وميت رهينة وسقارة)، وكانوا يتكلمون بها في أكبر البلاد أولًا، ثم عَمَّ استعمالها في الوجه البحري، وصارَت لغة العِلم في مدرسة هليوبوليس ثم في مدرسة الإسكندرية. ودخلت على هذه اللهجة ألفاظ يونانية صارت أعلامًا لألفاظ دينية. وقد أستعملها المسيحيون إما هربًا من الألفاظ الوثنية أو لأن الألفاظ المصرية تؤدى إلى معاني مختلفة خافوا أن يكون استعمالها سببًا من أسباب الكُفر، وبقيت هذه الألفاظ في ترجمة الكتاب المقدس والقداس والتواريخ التي كُتِبَت بها. واللهجة البحيرية هذه هي الباقية إلى الآن في لغة الكنيسة القبطية، وصارت الترجمة البحيرية للأسفار هي النص الرسمي للكتاب المقدس. والفضل في بقائها حية إلى الآن يرجع للبطاركة المتقدمين الذين حافظوا عليها. ولا يوجد في هذه اللهجة حرف الخاي Q. وقد وُجِدَت أقدم خمسة مخطوطات مكتوبة باللهجة البحيرية يرجع تاريخها إلى القرن الرابع والخامس الميلادي، ومنها مخطوطة لإنجيل يوحنا يرجع للقرن الرابع الميلادي. وفيما عدا ذلك فإن أقدم النصوص المحفوظة باللهجة البحيرية ترجع إلى سنة 830 م. وتتضمن خبر نقل جسد القديس أنبا مقار. وأغلب الكتابات باللهجة البحيرية جاءت كترجمة لكتابات كُتِبَت باللهجة الصعيدية. إذ جاءت اللهجة البحيرية لتحل محل الصعيدية في الأدب القبطي بدايةً من القرن التاسع الميلادي. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجة الصعيدية Sahidic ويُرْمَز لها بالرمز S. وتُسَمّى أيضًا اللهجة الطيبية، نِسبةً إلى طيبة (عاصمة الديار المصرية قديمًا وبقاياها الأقصر والكرنك ومدينة هابو وغيرها). وهذه اللهجة لا تختلف عن الأولى إلا في بعض ألفاظ امتازت بها. وكان أصحابها لا يستعملون الحروف المتحركة في المقاطع، كما يستعملها أصحاب اللهجة البحيرية، بل كانوا يكتفون بوضع علامة على الحرف بدلًا من حرف صوتي يضعونه بين الحروف. وكانوا يقدمون بعض الحروف ويؤخرون البعض الآخر. فنشأت بذلك لهجة تداولها الوجه القبلي، وكل الآثار الموجودة فيه كُتِبَت بهذه اللهجة. كما أن الكتب القديمة التي كُتِبَت في العلوم والفنون التي عَثَرَ عليها الباحثون لم تُكْتَب بغيرها. وهي في الحقيقة أقدم من اللهجة البحيرية. وكانت مدرسة طيبة العِلمية تدرس بها، ولما انتقلت إلى عين شمس ثم الإسكندرية أيام البطالسة، استعاضوا عنها بالبحيرية التي هَذَّبوها كثيرًا، ووضعوا فيها حروفًا صوتية متحركة لسهولة تعلُّمِهَا والنُطْق بها. واللهجة الصعيدية هي التي تُرْجِم إليها الكتاب المقدس من اليونانية إلى القبطية، وقد تُرْجِم العهد الجديد وأجزاء كثيرة من العهد القديم إلى اللهجة الصعيدية، وكانت اللهجة الصعيدية هي لهجة الأدب القبطي من القرن الرابع الميلادي إلى القرن العاشر الميلادي. وقد تُرْجِم الكثير من الكتابات الأدبية اليونانية إلى القبطية الصعيدية. ومن أكثر الأعمال الأدبية التي كُتْبَت بالقبطية الصعيدية هي كتابات الأنبا باخوميوس أب الشركة (300م). وكتابات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين (400م). وكتابات تلميذه ويصا. ويمكن اعتبار كتابات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين المكتوبة بالصعيدية القديمة تُقابِل في آدابها اليونانية القديمة. وتعتبر اللهجة الطيبية الأولية، وهي لهجة طيبة الأولية هي السابقة على اللهجة الصعيدية. ولدينا وثيقة واحدة بهذه اللهجة، هي بردية بودمر 6 وهي مجلد من الرقوق وتحتوى على سفر الأمثال. وتعتبر أقدم المجلدات الكتابية المتبقية باللغة القبطية، لأنها ترجع إلى القرن الثالث الميلادي. وتتكون أبجديتها من 35 حرف، أي أنها تمثل مرحلة سابقة على تثبيت حروف الهجاء الصعيدية في 30 حرف فقط. وتشاركها في امتياز القِدَم بردية تحتوى على مزمور 46، والذي كُتِبَ بلهجة تُمَثِّل مرحلة أوليّة لكتابة اللهجة الأخميمية الفرعية. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
لهجة البشامرة أو البشموريين لهجة البشامرة أو البشموريين: Bashmoric، وهم جماعة من بقايا الهكسوس (العمالقة) الذين تَمَلَّكوا الوجه البحري نحو خمسة قرون، وفي أيامهم كان اليهود في مصر ولم تزل بقاياهم في الجهة المعروفة الآن بالبشمور بين فرع النيل الدمياطي والبحر الصغير بقرب المنصورة. وتمتاز هذه اللهجة بأنها استعملت بعض ألفاظ، وكانت لا تنطق (الراء) إلا (لام). وقد وجد الباحث ميريت أن سكان البشمور يمتازون عن المصريين بتقاطيع الوجه ولون العيون، فاستدل على أنهم من بقايا العمالقة. أما القمص فيلوثاؤس عوض في كتابه "اللغة القبطية"(1) يرى أنهم بقايا اليهود والفرنساويين الذين جاءوا أيام الصليبيين مع لويس التاسع عشر أيام أسره في المنصورة. وهؤلاء العمالقة هم الذين حاربوا العرب ولم يخضعوا لهم إلا عندما جاء المأمون لمصر وضرب بلادهم وسبى الرجال، ولم تقم لهم قائمة من ذلك الحين. وتوجد بهذه اللهجة مجموعة صغيرة من نصوص متأخرة غير أدبية ترجع إلى القرن الثامن الميلادي، ولا توجد بها أي نصوص كتابية. وتتميز هذه اللهجة بأنها تستخدم الأبجدية اليونانية فقط في كتابتها، أي بدون الحروف السبعة المأخوذة من الديموطيقية، كما في اللهجات الأخرى. _____ الحواشي والمراجع: (1) 1919م. ص 4-6. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجة الفيومية Fayumic ويرمز لها بالرمز F، وقد ضم البعض هذه اللهجة إلى اللهجة البشمورية لتقارب الألفاظ. وغالبًا إن بقايا العمالقة واليهود قد عَمَّروا جهات البشمور والفيوم. ولكن ما زال العلماء يميزون هاتين اللهجتين عن بعضهما. وبعضهم قال أن الفيومية كانت تدعى أولًا البشمورية، ولكن الصحيح أن البشمورية غير الفيومية وإن تكن قواعدهما واحدة كالصعيدية. واللهجة الفيومية هي لهجة غرب مصر، وكان يتكلم بها الفيوميين ومن جاوَرهم، ويوجد بها كتب كثيرة عثروا على بقايا منها أخيرًا، ولم يزالوا باحثين عن كتابات بها في إقليم الفيوم. وقد كُتِبَ بهذه اللهجة كتابات من القرن الرابع إلى الحادي عشر الميلادي، ولكنها ليست بالكثرة مثلما كُتِبَت باللهجة الصعيدية. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللهجة الأخميمية Achmimic، ويرمز لها بالرمز A، وهي لهجة قريبة جدًا من الصعيدية، ولكن مع إضافة بعض الألفاظ التي كانت معروفة من قبل. وهي لهجة خاصة بأخميم، جنوب وسط مصر، واستمرت فترة قصيرة من القرن الثالث إلى الخامس الميلادي. أما اللهجة الأخميمية الفرعية Subachmimic، ويرمز لها بالرمز A2، فقد كانت في المنطقة بين أخميم وطيبة وكانت أيضًا في القرون الثالث والرابع والخامس الميلادي. وقد كَتَبَ بها أتباع مانى والغنوسيين، وأيضًا مخطوطات نجع حمادي كتبت باللهجة الأخميمية الفرعية. وهى أيضًا لهجة انتشرت من منطقة قاو إلى أسيوط مع احتمال امتدادها جنوبًا وشمالًا. وحيث أنه لا توجد بهذه اللهجة أي وثيقة متأخرة عن القرن الخامس، فإن البعض يذهب إلى القول بأنها انتهت من الاستخدام كلهجة للكتابة الأدبية بعد القرن الخامس الميلادي. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
اللغة القبطية عبر العصور كانت اللغة المصرية -المعروفة بالقبطية- هي لغة البلاد الرسمية يتعلمها الكبير والصغير من الرجال والنساء، مع الاحتفاظ باللهجات المختلفة، وكان المصريون يعلمون أولادهم في كتاتيب، والتي استمرت إلى أن تَم تعميم المدارس على النظام الحديث. وعندما تغلب اليونان على القطر المصري ولبثوا حاكمين البلاد (عهد البطالسة)، اهتموا كثيرًا بأن تكون اللغة الرسمية هي اللغة اليونانية وترجموا إليها الكتب العديدة ولاسيما التوراة، والمعروفة بالترجمة السبعينية، وبقيت اللغة القبطية هي لغة الشعب. ثم جاءت دولة الرومان، واستمرت اللغة اليونانية سائدة. وعندما دخلت المسيحية إلى مصر على يد مارمرقس الرسول، استمر الكلام باللغة القبطية مع اللغة اليونانية القديمة، والتي حصلت البشارة بها. وإلى القرن السابع الميلادي كانت اللغة القبطية هي لغة الشعب والدولة والكنيسة، بحسب ما يقوله عالم المصريات د. بانوب حبشي(1)، حيث قال: [وصلت اللغة القبطية إلى الذروة عندما أصبحت لغة الكنيسة والدولة والشعب معًا في أواخر العصر البيزنطي وأوائل العصر العربي]. وفى القرن الثامن، ولتخطى مشكلة اللغة، كان الحُكّام العرب يستخدمون المترجمين للتفاهم مع أهل البلاد، وفي سنة 706م. صدر مرسوم تعريب الدواوين في عهد والي مصر عبد الله بن عبد الملك. وفى سنة 849م. (القرن التاسع)، صدر منشور من الخليفة المتوكل (847- 861م.) يدعو فيه أن يتعلم اليهود والنصارى اللغة العربية، ولكن الشعب المصري استمر يتكلم باللغة القبطية فيما بينهم. وفى القرن الحادي عشر الميلادي، أمر الحاكم بأمر الله (996- 1020م.) بمنع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل. وفى القرن الثاني عشر الميلادي، كان هناك أقباط لا يعرفون سوى القبطية، وأقباط لا يعرفون غير العربية، وأقباط يعرفون القبطية والعربية. وما كان من البابا غبريال بن تريك البطريرك السبعين (1131- 1146م.) عندما وجد أن الغالبية من الشعب لم تعد تفهم اللغة القبطية، فقد أصدر أوامره بقراءة الأناجيل والعظات الكنسيّة وغيرها من القراءات باللغة العربية بعد قراءتها بالقبطية، حتى يتسنّى لجمهور المصلين فَهْم ما يسمعونه. وإن كان هذا ساعد الأقباط على تتبع العبادة، إلا أنه في نفس الوقت ساعد على استهانة القبط بلغتهم الأصلية إذ لم تعُد لها أي ضرورة على الإطلاق. وإن لم تكن تُسْتَخدم اللغة العربية في الكنيسة إلا لترجمة فصول القراءات الكنسية كالرسائل والأناجيل والسنكسار والمواعظ. وفى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، تراجعت اللغة القبطية أمام اللغة العربية، وخصوصًا في الوجه البحري. كما بدأت تظهر كتب الصلوات القبطية وفيها نهرين، الأيسر للنص القبطي، والأيمن للترجمة العربية. أما في الصعيد فقد استمرت اللغة القبطية إلى القرن الخامس عشر، حيث يشهد تقي الدين المقريزي (1364- 1441م)، أن هناك من يتكلمون بالقبطية في صعيد مصر في أيامه وإن كان على نطاق ضيق حيث قال في كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار(2): [ناحية درنكة، وهي من قرى النصارى الصعايدة، ونصاراها أهل علم في دينهم وتفاسيرهم في اللسان القبطي... ودير موشة، وموشة خارج أسيوط من الناحية القبلية... والأغلب على نصارى هذه الأديرة معرفة القبطي الصعيدي وهو أصل اللغة القبطية وبعدها اللغة القبطية البحيرية. ونساء نصارى الصعيد وأولادهم لا يكادون يتكلمون إلا بالقبطية الصعيدية، ولهم أيضًا معرفة تامة باللغة الرومية]. وفى القرن السابع عشر الميلادي، شهد الراهب الدومينيكانى فانسليب الألماني المولد(3)، وقد زار مصر مرتين، قال أنه تقابل مع المعلم أثناسيوس الذي يتكلم لغة البلاد الأصلية أي القبطية. وفى القرن الثامن عشر الميلادي، بدأ الأقباط في كتابة لغتهم القبطية بحروف عربية. ولكن في القرن التاسع عشر الميلادي، اهتم البابا كيرلس الرابع البطريرك العاشر بعد المائة (1854- 1861م.) باللغة القبطية اهتمامًا بالغًا، حتى أنه في السنة التي باشر فيها إدارة الكنيسة كلها بلقب مطران قبل ارتقائه الكرسي المرقسي، فقد كتب حينذاك منشورًا يحث فيه الأقباط على التبرع لبناء معهد علمي، موضحًا أهمية المشروع بأن ذكرهم بحالة الضعف التي وصلت إليها اللغة القبطية. وعقد مقارنة بين اهتمام الأجانب بها وإتقانهم لها، وبين عدم قدرة الأقباط على فهمها(4). وبعد ارتقائه الكرسي المرقسي كان البابا كيرلس الرابع لا يصرف رواتب شهرية من البطريركية إلا للقسوس الذين يتقنون خدمة القداس باللغة القبطية، تشجيعًا منه لهم على دراستها(5). كما أمر البابا كيرلس الرابع بتدريس اللغة القبطية في المدارس القبطية التي أنشأها. وكان يقاوم أي تقصير في استخدام اللغة القبطية في الصلوات الكنسية بمنتهى الحزم والشدة. وقد عين القمص تكلا لتدريس اللغة القبطية والألحان. وخلفه للغة القبطية المعلم عريان أفندى جرجس مفتاح(6). وفى أواخر القرن التاسع عشر، بدأ بعض الكهنة، ومنهم الإيغومانس فيلوثاؤس إبراهيم المتوفى في سنة 1904م.، بتلاوة بعض صلوات القداس بالعربية بعد تلاوتها أولًا بالقبطية، دون اعتراض من الرؤساء الدينيين(7). وفى القرن العشرون الميلادي، في سنة 1936، 1937م. اكتشفا عالما القبطيات فيرنر فيسكل ووليم وورل عددًا من الأشخاص في عائلات معينة بقرية الزينية بالقرب من الأقصر، لا يزالون يتحدثون باللغة القبطية في حياتهم اليومية. وقد نشر الباحثين أبحاثهم عن ذلك في المجلات العلمية. _____ الحواشي والمراجع: (1) (1906- 1984م.) (2) الجزء الثاني، ص 506،507. (3) (1635- 1679م.) (4) أطلب نص المنشور كاملًا في: كامل صالح نخلة، سلسلة تاريخ الباباوات بطاركة الكرسي الإسكندري، الحلقة الخامسة، ص 202، 203. (5) جرجس فيلوثاؤس عوض، ذكرى مصلح عظيم، ص 187. (6) توفيق إسكاروس، نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر، الجزء الثاني سنة 1913م.، ص 132، 133. (7) رسالة مارمينا في عيد النيروز، توت 1664 ش.، ص 19. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة القبطية قد ترجمت أسفار العهد القديم إلى القبطية نقلًا عن الترجمة السبعينية اليونانية (والتي قد تم ترجمتها من العبرية حوالي القرن الثالث قبل الميلاد). أما ترجمات العهد الجديد القبطية فإنها منقولة من الأصول اليونانية. وكثير من المجلدات القبطية للأسفار من كلا العهدين يرجع تاريخها إلى القرن الرابع، وأجزاء قليلة ترجع إلى القرن الثالث الميلادي. وعند ترجمة الكتاب المقدس من اللغة اليونانية إلى اللغة القبطية، رؤى أنه من المستحسن المحافظة على كل الكلمات اليونانية التي لها دخل بالعقيدة الحديثة أو التي تعبر عن أفكار مسيحية محضة. وقد حصل ذلك أيضًا في ترجمة الكتب المقدسة إلى سائر اللغات. وقد تسرب في آن واحد مع هذه الكلمات عدة ألفاظ يونانية أخرى إلى اللغة القبطية التي -ولو أنه كان يوجد ما يماثلها في المعنى في اللغة القبطية- إلا أن استعمالها كان على سبيل الظهور بالعِلم ولإعطاء طلاء مخصوص للتعبير، حيث كانت العادة أن كل شيء يشتم منه رائحة اليونانية معناه التقدم والتمدين، وزاد من هذه العادة انتشارًا، النفور من كل شيء له علاقة بالقديم الوثني. وفى الحقيقة لا يعرف بالتحديد تاريخ أول ترجمة للكتاب المقدس إلى اللغة القبطية، سواء كان ذلك بالنسبة للعهد القديم أو الجديد. فالمسيحية عندما دخلت إلى مصر بدأت أولًا في الإسكندرية حيث لم تكن هناك حاجة إلى ترجمة قبطية، لأن الغالبية العظمى من سكان الإسكندرية سواء كانوا مصريين أو يونانيين أو يهودًا أو من جنسيات أخرى، كانوا جميعًا يفهمون اللغة اليونانية ويتقنون الحديث بها. ولذلك فإن الكنيسة المسيحية الناشئة في الإسكندرية قد اكتفت بالعهد الجديد الذي تسلمته مكتوبًا باليونانية، وبالعهد القديم الذي تسلمته مترجمًا إلى اليونانية في الترجمة السبعينية اليونانية الموجودة قبل ظهور المسيحية. ولكن سرعان ما انتشرت المسيحية خارج حدود الإسكندرية، فاعتنقها من لا يعرفون اليونانية من أهالي بلدان وقرى الديار المصرية. وهكذا أصبحت الحاجة ماسة إلى وجود ترجمة قبطية للأسفار الإلهية، والتي بدأت على أقصى تقدير خلال القرن الثاني الميلادي. والقرن الثاني الميلادي قريب جدًا من أيام آبائنا الرسل، أي عصر الآباء الرسوليين، وهؤلاء الآباء هم الذين تسلموا الإيمان من الآباء الرسل مباشرة، وكانوا فاهمين للكتاب المقدس جيدًا، ولذلك ترجموه بطريقة كانوا معايشين لها ومدركين الترجمة المضبوطة لها. وبذلك أصبح النص القبطي الذي بين أيدينا ليس مجرد ترجمة، وإنما هو في حكم النص. وربما كانت الأسفار الإلهية تقرأ في البداية باللغة اليونانية ثم تترجم ترجمة شفوية فورية إلى اللغة القبطية. وتعتبر بردية شستر بيتى السابعة (رقم 965) المحفوظة في دبلن أقدم ما نملكه من وثائق، ويرجع تاريخها إلى أوائل القرن الثالث الميلادي، وهي تشتمل على أجزاء من مجلد لسفر إشعياء باللغة اليونانية وعليها نحو خمسين تفسيرًا بالقبطية لمعاني الكلمات اليونانية. وهي تفاسير مكتوبة بلهجة فيومية قديمة بالحروف اليونانية وحدها، أي بدون استخدام الحروف السبعة الإضافية من الديموطيقية. وأقدم شهادة غير مباشرة لوجود الترجمة القبطية للكتاب المقدس أو بعض أسفاره، هي سيرة الأنبا أنطونيوس (251-356م.) والتي كتبها البابا أثناسيوس الرسولي، حيث تقول السيرة أن الأنبا أنطونيوس سمع الآية المكتوبة في (مت 19: 21) وتأثر بها وترك كل شيء وذهب إلى البرية. ومن المعروف أن الأنبا أنطونيوس كان لا يتكلم إلا اللغة القبطية ولم يكن يعرف اليونانية(1). وعلى ذلك فلابد أن الأناجيل كانت مترجمة إلى القبطية ومتوفرة للقراءة منها في كنائس القرى قبل سنة 270م. وليس هناك ما يوحى بأن ما سمعه أنطونيوس في ذلك الوقت كان مجرد ترجمة شفوية لفصل الإنجيل. وتوجد بردية تسمى بردية بودمر (رقم 6) وهي أقدم مجلد كبير محفوظ لدينا لنصوص كتابية باللغة القبطية، ويرجع تاريخ هذه البردية إلى أواخر القرن الثالث الميلادي، وهي تتضمن ترجمة لسفر الأمثال باللهجة الصعيدية القديمة، وهي عبارة عن مجموعة رقوق في هيئة مجلد، وهذه البردية ضمن مخطوطات بودمر المحفوظة في جنيف بسويسرا. وفى سنة 1934م. نشر كرم Crum ورقة بردية تحتوى على المزمور السادس والأربعين باللهجة الأخميمية قال إنها ترجع إلى النصف الثاني من القرن الثالث، وتعتبر أقدم جميع النصوص المسيحية المعروفة بتلك اللهجة. وقد شهدت الترجمات القبطية للكتاب المقدس ازدهارًا في القرن الرابع باللهجة الصعيدية، ويمكننا القول أن الكتاب المقدس قد ترجم بعهديه إلى القبطية الصعيدية في القرن الرابع الميلادي. والذي يدل على انتشار أسفار الكتاب المقدس بعهديه باللغة القبطية، الاقتباسات الكتابية الكثيرة الموجودة في الأدب المكتوب أصلًا بالقبطية، وبخاصة كتابات القديس باخوميوس وتلميذه، والقديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين. فهذه الاقتباسات تشمل من الناحية العملية جميع أسفار الكتاب المقدس. وقد ارتبط نشاط حركة ترجمة ونساخة الأسفار الإلهية بالقبطية ارتباطًا وثيقًا بنمو الحركة الرهبانية، إذ كانت قوانين الرهبنة الباخومية (نحو سنة 321م.) تلزم القادم للرهبنة أن يبقى خارج الدير (نحو عشرة أيام) يتعلم خلالها بعض الصلوات والمزامير والقوانين قبل أن يسمح له بحضور الصلوات مع الرهبان. ثم يقضى ثلاث سنوات تحت الاختبار داخل الدير يشترط أن يحفظ خلالها عشرين مزمورًا ورسالتين من العهد الجديد عن ظهر القلب، وأن يكون قادرًا على القراءة بالقبطية، أو أن يتعلمها خلال تلك الفترة، ويفترض أنه يتعلم الكتابة أيضًا(2). ويذكر بلاديوس(3) أن الرهبان الباخوميين في دير طبانيسى كانوا يحفظون الأسفار المقدسة عن ظهر القلب. وبالتالي فإن الوثائق الخاصة بطبانيسى تستلزم بالتأكيد وجود نسخة كاملة من الكتاب المقدس مترجمًا إلى القبطية الصعيدية مع بداية القرن الرابع الميلادي. _____ الحواشي والمراجع: (1) التاريخ اللوزياكى 21: 15. (2) قوانين باخوميوس أرقام 49، 130، 139، 140. (3) التاريخ اللوزياكى 32: 12. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
أهمية تعلم اللغة القبطية ترجع أهمية اللغة القبطية إلى أنها تساعدنا على الفهم الأفضل للكتاب المقدس. مما سبق عرفنا أن الكتاب المقدس ترجم إلى اللغة القبطية حوالي القرن الثاني الميلادي، وهو ليس مجرد ترجمة وإنما هو في حكم النص، لأن الذين ترجموه آباء من الأجيال الأولى التي تسلمت الإيمان من الآباء الرسل، وقد كانوا مدركين ومعايشين للمعاني المضبوطة للكتاب المقدس. وخاصة لأن كلمات اللغة اليونانية -التي كُتِبَ بها العهد الجديد، وتُرْجِم إليها العهد القديم- كانت الكلمة فيها تحمل أكثر من معنى، أي لها مرادفات أو معاني كثيرة قد يكون بينها شيء من الاختلاف، وفي هذا الأمر نعطى عدة أمثلة بسيطة: فمثلًا، النص اليوناني في الصلاة الربانية يقول: τον αρτον ημων τον επιογσιος، ونُطقها بالعربية هو: "تون أرتون إيمون تون إبيؤسيوس". ومعناها كالتالي: τον αρτον ημων تعنى خبزنا Τον تعنى الذي Επιογσιος تعنى الغد أو الجوهري أو الكفاف واعتدنا نحن في الصلاة البانية أن نقول: "خبزنا كفافنا" - وهو أحد المعاني. وتُنْطَق بالعربية: بين أويك إنتى راستى PENWIK N`TE RAC} PENWIKتعنىخبزنا N`TE تعنىالذي RAC}تعني الغد وهذا يتفق مع ما ورد في إنجيل لوقا (لو 11: 3)PENWIK E:NYOU والذي يعنى "خبزنا الآتي"، والخبز الآتي أي خبز الحياة الأبدية وهذا هو معنى خبزنا الذي للغد. مثال آخر: في تسبحة العذراء نقول، AFRWQT N`HANJWRI E`BOL HI HAN:RONOC OUOH AVCICI N`NYET:EBIYOUT ومعناها في العربية: "أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين"، ولكن عند تحليل النص القبطي نجد عمق آخر للكلمات: الكلمة القبطية المستخدمة هنا "AFRWQT" لا تعنى مجرد نزول عادى كنزول شخص من على سلم، ولكنها في القبطية تعنى طرح ورمى وأسقط..... أي أنه سقوط شديد وفيه نوع من المهانة. أيضًا كلمة هانجورى HANJWRI تعنى "أقوياء" وليس الأعزاء كما في الترجمة العربية. وفى النص القبطي أيضًا معناها "من على العروش". E`BOL HI HAN:RONOC فالسقوط هنا ليس من أي كرسي عادى. وهذا معنى أوضح وأقوى كثيرًا. وهكذا عندما يكون الشخص عارفًا باللغة القبطية فإنه يستطيع أن يفهم الكتاب المقدس بأكثر عمق. ومن أهمية اللغة القبطية أيضًا، أنها إحدى لغات يوم الخمسين (أع 2: 1)، وهي لغة القداس الإلهي والتسبحة المقدسة والألحان الخالدة. وهي التي كُتِبَ بها كثير من سير الشهداء والقديسين في المخطوطات الثمينة. ومن الجدير بالذكر أن بقايا اللغة القبطية لا زالت تجرى على ألسنتنا في لهجتنا العامية اليوم -كما سنرى فيما بعد هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- دون أن ندرى الكثير من قواعدها وأصولها اللغوية. كما أن صلوات القداس الإلهي والتسبحة اليومية، فإن أشعارها موزونة أصلًا على اللغة القبطية. والمعروف أن اللحن ليس مجرد لحنًا عاديًا بل هو مرتبط بالمعنى المرافق له، وتأخذ جمالًا آخر حينما تُقال بالقبطية، أكثر من محاولة تركيب اللحن على الترجمة العربية. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
الأدب القبطي
المقصود بالأدب القبطي، هو كل ما كُتِبَ أصلًا باللغة القبطية بمختلف لهجاتها، وأيضًا كل ما تُرْجِمَ من اليونانية إلى القبطية.
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
أهم من كتبوا باللغة القبطية أولًا: أهم من كتبوا باللغة القبطية: 1- هيراكاس الكاتب الهرطوقي: هذا الكاتب هو أول المصريين المسيحيين الذين وصلتنا أخبار عنهم أنهم كتبوا باللغة القبطية، وهي المرحلة الأخيرة من تطور اللغة المصرية. وقد ولد سنة 270 م. أو قبل ذلك في مدينة ليونتوبوليس بإقليم هليوبوليس بالدلتا (وهى حاليًا تل اليهودية على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب شرقي شبين القناطر)، ويشهد عنه أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص(1) [بأنه كان ناسكًا ومثقفًا يتقن الطب وغيره من علوم المصريين واليونانيين، ويجيد اللغة المصرية إجادة تامة لأنه كان مصريًا، ويعرف اليونانية، ويتقن علم التفسير كما هو واضح من كتاباته. وقال عنه أيضًا القديس أبيفانيوس بأنه كان يحفظ في ذاكرته العهدين القديم والجديد.... وقد ألَّف كتابات باليونانية والمصرية (القبطية) تتضمن تفاسيرًا عن ستة أيام الخليقة.... وكتب تفاسير عن أجزاء أخرى من الكتاب المقدس. وألَّف مزامير كثيرة جديدة... ويقول البعض أنه عاش حتى تخطى التسعين عامًا، ولأنه كان ناسخًا واحتفظ ببصره، فقد مارس فن النساخة إلى يوم وفاته...] ولكنه كانت لديه انحرافات عقائدية كثيرة، وبطبيعة الحال اصطدم مع الكنيسة بسبب هرطقته. ولم يبقى لدينا شيء مؤكد من كتاباته. ولكن في الأجزاء المتبقية من مؤلفات باسم البابا بطرس بطريرك الإسكندرية السابع عشر (302- 311م.) توجد إشارة واضحة إلى هياراكاس خصوصًا في رسالة البابا بطرس الفصحية لسنة 306م. 2- رسائل القديس أنطونيوس: يذكر عن القديس أنطونيوس (251- 356م.)، أنه لم يكن يعرف اليونانية على الإطلاق(2). وتنسب إلى القديس أنطونيوس مجموعة من الرسائل لا شك أنه كتبها أو أملاها باللغة القبطية، وكانت تترجم هذه الرسائل إلى اليونانية. ولكن هذا النص اليوناني للرسائل السبع مفقود حاليًا، ولكن توجد أجزاء من هذه الرسائل بالسريانية والقبطية، والجزء الموجود بالقبطية يتضمن الرسالة السابعة وبداية الرسالة الخامسة ونهاية الرسالة السادسة، ولا نستطيع أن نحدد إن كان هذا النص القبطي هو الأصيل أم أنه مُتَرْجَم من النص اليوناني. وهناك اقتباسات من رسائل الأنبا أنطونيوس بالقبطية في القرن الخامس، موجودة في كتابات الأنبا شنودة وتلميذه ويصا. وللقديس أنطونيوس أيضًا رسالة كتبها إلى تادرس تلميذ القديس باخوميوس. وقد سجلها أحد تلاميذ تادرس وهو الأسقف آمون، وأوردها بكاملها ضمن رسالة له كتبها باليونانية إلى شخص يُدعى ثاؤفيلس. ويشهد البابا أثناسيوس الرسولي(3) أن القديس أنطونيوس كانت له مراسلات مع الأباطرة قسطنتين وقسطنتيوس وقنسطانس، ولكن لم يصلنا شيء من هذه الرسائل. وقد ورد في السيرة الأولى للقديس باخوميوس باليونانية خبر يذكر أن القديس أنطونيوس كتب رسالة إلى البابا أثناسيوس وأرسلها مع اثنين من رهبان أديرة باخوميوس كانا قد حضرا لمقابلته وهم في طريقهما إلى الإسكندرية. 3- كتابات القديس باخوميوس وتلاميذه: توجد أصول يونانية وقبطية للكثير من رسائل القديس باخوميوس، تم اكتشافها ونشرها منذ سنة 1972م. ولا شك من أن هناك إحدى عشر رسالة له كانت موجودة بالقبطية في وقت مبكر جدًا، إذ أنه توجد لدينا الآن ترجمة يونانية لهذه الرسائل مكتوبة على رقوق ترجع إلى القرن الرابع الميلادي. وهي محفوظة في مكتبة شستربيتى في دبلن، وتشبه إلى أبعد الحدود النص الذي يفترض أن جيروم كان يترجم منه. أما قوانين باخوميوس التي ترجمها جيروم إلى اللاتينية في سنة 404م. وتقع في أربعة مجموعات تشمل قوانين باخوميوس وتلميذيه، فقد نقلها جيروم عن نسخة يونانية ترجمت له خصيصًا من القبطية في دير المطانية (أى دير التوبة) في كانوبس -حاليًا أبو قير- بالقرب من الإسكندرية. وكان هذا الدير مقرًا للرهبان الباخوميين الذين استحضرهم البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرون (385- 412م.) للإقامة فيه وتبشير أهل مدينة كانوبس معقل عبادة إيزيس في هيكلها الذي كان يقصده الوثنيون من كل أنحاء العالم. وقد تم الكشف عن بعض نصوص قبطية لأجزاء هامة من هذه القوانين ونشرها خلال القرن العشرين. ولا شك أنه كانت هناك ترجمة يونانية لمنفعة الرهبان المتكلمين باليونانية في أديرة باخوميوس، ولكنها مفقودة حاليًا. تعاليم باخوميوس فقد كانت الدروس الكتابية سمة أساسية للرهبنة الباخومية. ولدينا الكثير من هذه التعاليم التي ألقاها باخوميوس متضمنة فيما كتبه المؤلفون القدامى عن سيرة حياته باليونانية والقبطية. 4- كتابات هورسيسيوس: هو ثاني خلفاء القديس باخوميوس (بعد بترونيوس الذي مات بعد شهور قليلة) فله كتاب مفقود باليونانية والقبطية، وموجود فقط في ترجمة لاتينية أتمها جيروم وتحمل اسم كتابات هورسيسيوس. وهو عهد روحي يكشف عن محبة الكاتب للأسفار المقدسة، وذلك لاستخدامه اقتباسات كتابية كثيرة من جميع أسفار العهدين تقريبًا. وقد تمت ترجمة هذا الكتاب إلى العديد من اللغات الحديثة كشهادة للفكر الرهباني القبطي. وله أيضًا رسالتان بالقبطية اكتشفتا حديثًا، كتبهما بمناسبة الاجتماع السنوي للأديرة الباخومية، وعالج فيهما القضايا التنظيمية والأخلاقية بأسلوب تلميحي. 5- كتابات القديس تادرس: هو تلميذ الأنبا باخوميوس ورئيس دير تبانيسى، الذي تولى رئاسة الأديرة الباخومية في الفترة من نحو سنة 350م. حتى تاريخ نياحته سنة 368م. فتوجد أخبار عن حياته في الترجمات المطولة عن سيرة باخوميوس. كما ترجم له جيروم رسالة إلى اللاتينية مع أعمال أخرى لباخوميوس وهورسيسيوس. ولدينا أيضًا نسخة أصلية من رسالة أخرى للقديس تادرس اكتشفت حديثًا بالقبطية وكانت مكتوبة للأديرة بمناسبة اجتماعها السنوي في شهر مسرى، الذي كانوا يحتفلون فيه بعيد الغفران (أي مغفرة الخطايا) وقد نشرها كوبك في كتابه الجزء السابع ص 2240. 6- كتابات الأنبا شنودة رئيس المتوحدين: إن الأنبا شنودة (350- 468م) هو أول من رفع اللغة القبطية إلى مستوى اللغات الأدبيةاليونانية، وهو رئيس دير الأنبا شنودة المعروف باسم الدير الأبيض بالقرب من سوهاج بصعيد مصر. فهو يعتبر بحق أعظم مؤلف كتب باللغة القبطية، وأثرى الآداب القبطية. وقد ذاع صيته وانتشرت كتاباته ليس فقط في منطقة ديره وبين معاصريه، بل امتدت إلى جميع أنحاء مصر واستمرت عبر الأجيال، واحتلت أجزاء من عظاته مكانًا في قراءات الكنيسة القبطية. ولا شك في أن سيرة الأنبا شنودة -التي كتبها تلميذه الأنبا ويصا الذي خلفه في رئاسة الدير- كانت مكتوبة أيضًا بالقبطية الصعيدية، ولكنها باقية بكاملها باللهجة البحيرية فقط، وفي ترجمات عربية وسريانية وأثيوبية. وللأسف، فإن المخطوطات المشتملة على تراث أعماله وصلتنا في حالة يُرثى لها من التمزق والتهرؤ، فضلًا عن أن هذه الأجزاء موزعة في مكتبات العالم. أما شعبيتها فمشهود لها بحقيقة كونها تُنْسَخ وتُقْرَأ في دير الأنبا شنودة جيلًا بعد جيل، وأنها كانت موجودة في هيئة مجموعة من الكتابات. ولدراسة تراث الأنبا شنودة الأدبي يلزمنا أولًا التعرف على مجموعات كتاباته. ولدينا مجلدات قليلة، إما كاملة أو شبه كاملة، تعطينا فكرة جيدة عن ذلك التراث وكيفية تناقله عبر الأجيال. وأهمها مجلدات ثلاثة، واحد بمتحف اللوفر، واثنان بالمعهد الفرنسي للدراسات الشرقية بالقاهرة. وقد وضع الأنبا شنودة سلسلة من القوانين الديرية تشبه قوانين القديس باخوميوس ولكنها أشد صرامة. كما وعظ الرهبان عظات طويلة وكثيرة، ووعظ الشعب الذي كان يحضر للصلاة في الدير في يومي السبت والأحد. وهي عظات تتعلق بموضوعات روحية وأخلاقية، وبعضها باق إلى الآن. وتتجلى معرفته الواسعة بأسفار الكتاب المقدس في كثرة النصوص التي يقتبسها منه، أو يشير إليها في عظاته ورسائله ومقالاته. وقد كتب مقالات ضد البدعة النسطورية، وهاجم الآريوسية، والمانوية، وأتباع شقاق ملاتيوس الأسيوطي. كما عالج موضوع التجسد، والتحول في سر الافخارستيا، خصوصًا في مواجهة الهرطقة النسطورية. إن تأثير الأنبا شنودة على الأدب القبطي لا يرجع فقط إلى ضخامة إنتاجه الأدبي الأصيل باللغة القبطية، وإنما يعزى أيضًا إلى اهتمامه بعمل الترجمة الذي تبنّاه، وأشرف عليه في ديره على ما يبدو. ويقول تيتو أورلاندو: [أن الكثير من الموضوعات المُتَرجمة عن اليونانية، قد تم إنتاجها في دير الأنبا شنودة]. _____ الحواشي والمراجع: (1) في: "ضد الهرطقات 67: 1، 3". (2) بلاديوس: التاريخ اللوزياكى 21: 15. (3) حياة أنطونيوس، 81. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
الأدب القبطي المترجم ثانيًا: الأدب القبطي المترجم: 1- الأدب القبطي المترجم في القرنين الرابع والخامس: إن غالبية الأدب القبطي في القرنين الرابع والخامس هو أدب مترجم عن اللغة اليونانية. والأصول اليونانية المترجمة إلى القبطية هي مؤلفات وضعت في مختلف بلاد العالم، ولكن الكثير منها أيضًا كتابات يونانية ألفها في مصر مؤلفون من جنسيات مختلفة، بينهم نسبة لا يُستهان بها من المؤلفين المصريين، وفي مقدمتهم آباء كنيسة الإسكندرية. ولكن لم تكن هناك محاولات لإيجاد ترجمات قبطية لمجموعة متكاملة من أقوال أهم الآباء، حتى المصريين منهم الذين كتبوا باللغة اليونانية. وإنما كان التفضيل في اختيار النصوص التي تترجم إلى القبطية يتركز في الأعمال الصغيرة للآباء، كالعظات الفردية وسير الشهداء والقديسين. ولم يكن الاختيار في ترجمة مقالات الآباء وعظاتهم مبنيًا على تفضيل النصوص اللاهوتية، وإنما على تفضيل النصوص الروحية والأخلاقية، وهي التي تتركز فيها احتياجات الرهبان. ولعل السبب في قلة النصوص اللاهوتية المترجمة إلى اللغة القبطية هو قلة الاحتياج إلى ترجمتها، وذلك بسبب الانتشار الواسع للثقافة اليونانية في مصر، وتوفر الأصول اليونانية في متناول الطبقة المثقفة لاهوتيًا على المستوى الكنسي والرهباني. ولا شك في أن هذه الطبقة كانت تفضل دراسة النصوص اللاهوتية في أصولها اليونانية التي هي لغة الحوار اللاهوتي على المستوى المحلى والعالمي. ولا شك أيضًا في أن الدور الرائد لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأساقفة وإكليروس كنيسة الإسكندرية في قيادة الفكر اللاهوتي والفلسفي وفر الإمكانيات لكل راغب في تلك الدراسات باليونانية، فتضاءلت الحاجة إلى ترجمتها إلى القبطية. 2- الأدب القبطي المترجم في القرن السادس:نذكر من بين أهم الأعمال الأدبية التي ترجع إلى أواخر القرن الخامس وأوائل السادس، كتاب تاريخ الكنيسة القبطية في جزئين. يحتوى الجزء الأول منهما على ترجمة قبطية للأبواب السبعة الأولى من كتاب تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى، نقلًا عن اليونانية مع بعض التعديلات. والجزء الثاني يروى الأحداث التاريخية من بطريركية البابا بطرس الأول (300- 311 م.) خاتم الشهداء إلى بطريركية البابا تيموثاؤس الثاني (457-478م.) وهو مؤلف بالقبطية من سجلات ووثائق كرسي الإسكندرية، ويحتمل أنه من تأليف البابا تيموثاؤس الثاني نفسه، أو مؤرخ عاش في زمانه أو بعده بقليل، لأن الكتاب ينتهي بسيرته. ومن الأعمال التاريخية الشيقة مديح القديس مكاريوس أسقف إدكو وفيه وصف للأحداث المتعلقة بمجمع خلقيدونية (451 م.) وسيرة البابا ديسقورس، وكتاب عن سيرة البابا أثناسيوس لمؤلف مجهول. ومن المؤلفات التي تجمع بين أسلوب القصة والتاريخ نذكر سير بعض الشخصيات الهامة مثل: ساويرس الأنطاكي، والراهب يوحنا من ليكوبوليس (يوحنا الأسيوطى)، والبابا ديسقورس، ومجموعة القصص الجدلية المترجمة عن اليونانية ليوحنا أسقف مايوما بأنطاكية التي كتبها نحو سنة 515 م. لإثبات صحة موقف الكنائس الغير خلقيدونية. ومن مؤلفات تلك الفترة أيضًا، مجموعات أعمال المجامع المسكونية (الموجود منها مجمعا نيقية وأفسس)، وهي تختلف بعض الشيء عن مثيلاتها في النصوص اللاتينية واليونانية. كذلك سير بعض كبار رهبان تلك الفترة مثل: إبرآم الفرشوطى، ومتى المسكين، وموسى البليناوى، وكثيرون غيرهم، ومديح أبا أبولو من فاو لمؤلفه إستفانوس أسقف أهناس، وسيرة أنبا صموئيل القلموني لكاتبها الأنبا إسحق القلمونى. وتوجد لدينا سلاسل لتفاسير الأناجيل الأربعة بالقبطية البحيرية، نشرها بول دى لاجارد سنة 1886 م.، عن مخطوطة من دير السريان بوادى النطرون مؤرخة بسنة 605 ش. - 889 م. وتتضمن مقتطفات من تفاسير مترجمة عن اليونانية لمجموعة كبيرة من آباء القرون الستة الأولى. نذكر منهم: كليمنضس، وإيريناؤس، وأبوليدس، وأثناسيوس، وديديموس، وأوسابيوس، وباسيليوس، وغريغوريوس صانع العجائب، وغريغوريوس النزينزى، وغريغوريوس النيسى، وكيرلس الأورشليمي، وأبيفانيوس، وأوغريس، وتيموثاؤس، وتيطس، ويوحنا ذهبى الفم، وساويرس أسقف جبلة، وسمعان العمودى، وساويرس الأنطاكى. 3- الأدب القبطي المترجم من أواخر القرن السادس إلى نهاية السابع:كان عهد البابا دميان بطريرك الإسكندرية الخامس والثلاثين (612-661 م.) مزدهرًا بالنشاط الأدبي. ولدينا من كتاباته بعد اعتلائه الكرسي المرقسي عظة عن "التجسد والميلاد" بالقبطية، وإن لم يكن قد ألقى العظة بالقبطية مباشرة، إلا إنها ترجمت على الفور إلى القبطية عندما ألقاها باليونانية. ولدينا أيضًا "رسالة المجمعية إلى القديس يعقوب البرادعي وشعب أنطاكية"، وهي منقوشة بالقبطية على حوائط دير أبيفانيوس في طيبة. ولدينا أيضًا جزء من كتاب له بعنوان "كيريجماتا" أي تصريحات أو بيانات. وتوجد لدينا من كتاباته أيضًا عظة طويلة على "العرس بقانا الجليل" ألقاها بالقبطية الصعيدية على الأرجح ولكنها محفوظة بالقبطية البحيرية. ويوجد له جزء من "مديح للأنبا شنودة رئيس المتوحدين". وكان للأساقفة في عهد الأنبا دميان نشاط ملحوظ في التأليف باللغة القبطية، سواء في العظات، أو التفاسير، أو ميامر القديسين، أو المقالات اللاهوتية للرد على الهرطقات. فمثلًا قسطنطين أسقف أسيوط تخصص في كتابة الميامر في مديح القديسين، فكتب ميمر عن "البابا أثناسيوس"، وميمرين عن "الشهيد اقلاديوس"، وميمر عن "الشهيد مارجرجس". ويوحنا أسقف الأشمونين كتب باللغة القبطية عن شخصيتين تمثلان في نظره أهم مراحل المسيحية في مصر، وهما "مارمرقس الإنجيلي" مؤسس الكنيسة القبطية، و"الأنبا أنطونيوس" مؤسس الرهبنة القبطية. وروفس أسقف شطب هو آخر مَنْ نعرفهم من المفسرين للأناجيل الذين كتبوا تفاسيرهم باللغة القبطية قبل دخول العرب مصر سنة 641م. ولدينا أجزاء كثيرة من مجلدات أربعة تتضمن تفسيره لإنجيل متى، ومجلد يتضمن تفسيره لإنجيل لوقا، وهي لم تُنْشَر بعد. وقد كتب يوحنا أسقف البرلس بالدلتا مقالًا بالقبطية ضد الكتابات الأبوكريفية وكتابات الهراطقة. وهناك أيضًا عظات منسوبة إليه، أصولها القبطية غير موجودة، ولكنها محفوظة فقط باللغتين العربية والأثيوبية. ونذكر من بينها عظة عن "القيامة والدينونة الأخيرة"، وكتاب "اعترافات الآباء"، و"سيرة القديسة الشهيدة دميانة". أما القديس بسنتاؤس أسقف قفط فلدينا جزء من "الأرشيف الأصلي لمراسلاته"، وقد وجد بالقرب من دير أبيفانيوس على مقربة من طيبة (الأقصر). والعمل الوحيد المتبقي من مؤلفاته هو "ميمر القديس أنوفريوس" أي أبو نفر السائح. ومن الملاحظ أن جميع هؤلاء الكتبة في القرون من السادس إلى التاسع الميلادي، كانوا يتمتعون بمواهب أدبية وقدرة على التعبير باللغة القبطية بكفاءة عالية بحيث أمكنهم تطويعها للكتابة بها في شتى المجالات والموضوعات وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، لأن المستوى الذي بلغته اللغة القبطية من الرقى والاستقلال عن اليونانية، وكفاية الأساليب الإنشائية والتراكيب النحوية، لم يكن موجودًا من قبل بهذه الصورة، لا في الترجمات الكتابية ولا في العظات وسير الشهداء المكتوبة في القرنين الرابع والخامس. ولم يقترب إلى هذا المستوى العالي من قبل سوى الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وتلميذه ويصا من بعده. 4- الأدب القبطي المترجم من القرن الثامن إلى الرابع عشر الميلادي:توجد لدينا عظة للأنبا زكريا أسقف سخا في أواخر القرن السابع -عظة بالقبطية البحيرية- عن "يونان وأهل نينوى" وقد ألقاها سنة 715م. وعظة أخرى- بالقبطية البحيرية أيضًا- عن "تقديم المسيح للهيكل وتسبحة سمعان الشيخ". كما كتب أيضًا ميمرًا تاريخيًا لمديح قديس ديره الأنبا يؤنس القصير، يتضمن معلومات تاريخية عن حياته، وهذه السيرة موجودة بكاملها بالقبطية البحيرية وموجودة جزئيًا بالقبطية الصعيدية، كما إنها موجودة أيضًا في ترجمة عربية. وللأنبا زكريا مقالات أخرى باللغة العربية، وأصلها القبطي غير موجود، منها مقالة عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، يذكر فيها الأماكن التي زارتها في مصر. أما البابا مرقس الثاني بطريرك الإسكندرية التاسع والأربعين (799- 819م.) فقد ورد في ختام سيرته في كتاب تاريخ البطاركة لساويرس بن المقفع، أنه كتب عشرين رسالة فصحية، وواحد وعشرين مدخل لشرح الإيمان والأسرار. والأرجح أنها كانت مكتوبة باليونانية مع وجود ترجمة قبطية معتمدة لها. ويوجد أيضًا له عظة مكتوبة بالقبطية البحيرية، وهي العظة التي ألقاها يوم توليه الكرسي المرقسي. أما سيرة الشهيد الجديد يوحنا الزيتوني، وهو من شهداء القرن الثالث عشر - حيث يطلق لقب "الشهيد الجديد" على شهداء الأقباط في العصر العربي- وقد كتبت سيرته بالقبطية البحيرية في السنة التالية لاستشهاده مباشرة ليقرأها المتكلمون بالقبطية البحيرية، وقد نشرها العلماء أميلينو وباليسترى وهيفرنات. وأيضًا سيرة القديس برسوم العريان الذي تنيح سنة 1317م. تمت كتابة سيرته بالقبطية الصعيدية لمنفعة المتكلمين بها من أهل الصعيد والقاهرة، ولا يزال جزء كبير من هذه السيرة موجود إلى الآن وقد نشره العالِم "كرَم". وتوجد أيضًا قصائد شعرية مرتبطة بالحياة الكنسية القبطية، ففيها موضوعات من الكتاب المقدس بعهديه. وتوجد أناشيد دينية مسيحية مطولة وترانيم للمسيح والعذراء والقديسين، وكلها مكتوبة بالقبطية الصعيدية. ولاشك أن هذه القطع الصعيدية كانت نموذجًا وضعت عليه الإبصاليات باللهجة البحيرية فيما بعد. وهذه الأشعار موجودة في مخطوطتان ترجعان إلى القرن التاسع الميلادي ضمن مخطوطات مكتبة مورجان بنيويورك تحت رقم "مورجان 574". أما المخطوطة الثانية "مورجان 575" فهي تتضمن أقدم دفنار معروف باللغة الصعيدية، ويتضمن أرباعًا لتمجيد المسيح والعذراء والشهداء والقديسين ومشاهير الرهبان. وبعض المواد لها ما يماثلها في الدفنار المؤلف باللهجة البحيرية في وقت متأخر وفي الثيؤطوكيات البحيرية. ولابد أن نشير هنا إلى قصيدة طويلة مكتوبة بالقبطية الصعيدية في سنة 1322م.، وهي المعروفة باسم "تريادون" أي الثلاثية، وذلك لأن الشطرات الثلاثة الأولى من كل بيت مقفاة، بينما الشطرة الأخيرة من كل بيت غير مقفاة وتتكرر. ولم يصلنا من هذه القصيدة سوى 428 بيت من مجموع أبياتها 734 بيتًا، ويرافق النص القبطي ترجمة عربية. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
الأبجدية القبطية اللغة القبطية كُتِبَت بحروف يونانية مدة من الزمن قبل الديانة المسيحية. وقد استعملت اللغة القبطية حروف الهجاء اليونانية كلها بنطقها ومزاياها التي كانت لها في ذلك العهد، وأضافت على الأبجدية اليونانية سبعة حروف اقتبستها من الكتابة الديموطيقية للتعبير عن النطق بسبعة أصوات لا توجد في اللغة اليونانية، وهى: S F Q H J { } الأبجدية القبطي والحروف المتحركة في اللغة القبطية عددها 7، وهى: A E Y I O U W والكنيسة القبطية ساندت ودعمت فكرة كتابة اللغة المصرية القديمة (القبطية) بحروف يونانية، بحسب النظام القبطي الحالي، لأسباب منها: 1- أن الخط الهيروغليفي والهيراطيقي والديموطيقي كان يَسْتَخْدِم رموز ترتبط بالآلهة والمعبودات المصرية القديمة، فرفضت الكنيسة هذه العلامات والرموز التي تربط الشعب بمعتقداته القديمة. 2- أن اللغة اليونانية كانت هي اللغة الرسمية لمصر حوالي 700 سنة (القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي)، وهي اللغة التي كُتِبَ بها العهد الجديد، كما إنها هي اللغة التي تُرْجِمَ إليها العهد القديم من العِبرية إلى اليونانية (وهذه الترجمة المعروفة باسم الترجمة السبعينية). لذلك كان هناك نفور بين المصريين مما هو قديم وله ارتباط بالوثنية، وانجذاب نحو اليونانية لغة الإنجيل. 3- إن اللغة اليونانية هي لغة المصطلحات اللاهوتية، ولغة العلوم اللاهوتية، وهي أيضًا لغة الفلسفة. 4- إن اللغة اليونانية كانت منتشرة في الإسكندرية وبخاصة بين الصفوة والمثقفين، ولما كتبت لغة الشعب القبطية بالحروف اليونانية، فإنها ساعدت على أن تصبح لغة الكنيسة هي بعينها لغة الحياة اليومية للشعب وبالتالي ساعدت كثيرًا على التبشير بالمسيحية بين عامة الشعب. 5- تسهيل نقل وترجمة الكتابات الآبائية المسيحية المكتوبة باليونانية. 6- كما أن اللغة اليونانية كانت هي الأسهل والأقل عددًا في عدد الحروف (24 حرف)، بينما كانت العلامات المصرية هي الأصعب، وبالطبع كان الأسهل هو الأكثر انتشارًا. كما أن الحروف اليونانية كان فيها حروف متحركة، مما ساعد على دقة نطق اللغة. ** وبهذا جمعت اللغة القبطية بين أجمل ما في المصرية القديمة (من حيث قواعدها وكلماتها ومعانيها)، وبين أجمل ما في اللغة اليونانية (الأبجدية الأسهل والنطق الأدق)، وبهذا التكوين جمعت بين المصرية القديمة (لغة الحضارة والهوية والانتماء) وبين اليونانية (لغة الإنجيل واللاهوت والفلسفة). وأصبحت بذلك هي لغة الوطن، لغة مصر في تطورها الأخير، ولغة الكنيسة حتى يومنا الحاضر. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
الأعداد القبطية: الأرقام تكتب الأعداد القبطية باستخدام الحروف القبطية مع وضع شرطة أفقية على الحرف القبطي: أولًا: الأعداد المذكرة: نطق الرقم بالعربية ثانيًا: ألأعداد المؤنثة:نطق الرقم بالقبطية الأرقام بالقبطية الأرقام واحد OUAI =a 1 إثنين C`NAU =b 2 ثلاثة SOMT =g 3 أربعة F`TOU =d 4 خمسة T`IOU =e 5 ستة COOU ^ 6 سبعة SASF =z 7 ثمانية S`MYN =y 8 تسعة "IT =; 9 عشرة MYT =i 10 إحدى عشر MYTOUAI =i=a 11 عشرون JOUT =k 20 إحدى وعشرون JOUTOUAI =k=a 21 ثلاثون MAP =l 30 إحدى وثلاثون MAPOUAI =l=a 31 أربعون H`ME =m 40 إحدى واربعون H`MEOUAI =m=a 41 خمسون TEBI =n 50 إحدى وخمسون TEBIOUAI =n=a 51 ستون CE =x 60 إحدى وستون CEOUAI =x=a 61 سبعون S`BE =o 70 إحدى وسبعون S`BEOUAI =o=a 71 ثمانون QEMNE =p 80 إحدى وثمانون QEMNEOUAI =p=a 81 تسعون PICTAU =f 90 إحدى وتسعون PICTAUOUAI =f=a 91 مائة SE =r 100 مائة وواحد SE NEM OUAI =r=a 101 مائتين =b SE =c 200 ثلثمائة =g SE =t 300 St-Takla.org ربعمائة = =d SE =u 400 خمسمائة =e SE =v 500 ستمائة ^SE =, 600 سبعمائة =zSE =' 700 ثمنمائة =y SE =w 800 تسعمائة =; SE =s 900 ألف SO A شرطة تحت الحرف 1000 ألف وواحد SO NEM OUAI مع شرطة تحت الألفا الأولى A=a 1001 نطق الرقم بالعربية نطق الرقم بالقبطية الأرقام بالقبطية الأرقام واحدة OUI` =a 1 اثنتين CNOU} =b} 2 ثلاثة SOMT =g} 3 أربعة FTO =d 4 خمسة } =e 5 ستة CO ^ 6 سبعة SASFI =z 7 ثمانية SMYNI =y 8 تسعة "I} =;} 9 عشرة MY} =i} 10 إحدى عشر MYTOUAI =i=a 11 إثنى عشر MYTC`NOU} =i=b} 12 ثلاثة عشر MYTSOMT =i=g} 13 أربعة عشر MYTF`TO =i=d 14 خمسة عشر MYT} =i=e 15 ستة عشر MYTCO =i^ 16 سبعة عشر MYTSASFI =i=z 17 ثمانية عشر MYTS`MYNI =i=y 18 تسعة عشر MYT"IT =i=;} 19 عشرون JW} =k} 20 واحد وعشرون JWTOUI =k=a 21 اثنتين وعشرون JWTC`NOU} =k=b} 22 واحد وثلاثون MAPOUI =l=a 31 واحد وأربعون HEMEOUI` =m=a |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
الأعداد الترتيبية العدد الترتيبي المذكر العدد الترتيبي المذكر بالقبطية العدد الترتيبي المؤنث العدد الترتيبي المؤنث بالقبطية أول HOUIT أولى HOUI} أول SORP أولى SORPI ثاني MAH`CNAU ثانية MAH`CNOU} ثالث MAHSOMT ثالثة MAHSOM} رابع MAHFTOOU رابعة MAH`FTO خامس MAHTIOU خامسة MAH} سادس MAHCOOU سادسة MAHCO سابع MAHSASF سابعة MAHSASFI ثامن MAH`SMYN ثامنة MAH`SMYNI تاسع MAH"IT تاسعة MAH"I} عاشر MAHMYT عاشرة MAHMYT حادي عشر MAHMYTOUAI حادية عشرة MAHMYTOUI ثاني عشر MAHMYT`CNAU ثانية عشر MAHMYT`CNOU} St-Takla.org عشرون MAHJWT عشرون ` MAHJW} ثلاثون MAHMAP ثلاثون MAHMAP مائة MAHSE مائة MAHSE مائتان MAH`CNAU`NSE مائتان MAH`CNAU`NSE ألف MAHSO ألف MAHSO عشرة آلاف MAH:BA عشرة آلاف MAH:BA ثلاثون ألف MAHMAP`NSO ثلاثون ألف MAHMAP`NSO مائة ألف MAHSE`NSO مائة ألف MAHSE`NSO مليون MAHSO`NSO مليون MAHSO`NSO |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
أسماء الشهور القبطية والميلادية
أسماء الشهور القبطية الأسماء بالقبطية أسماء الشهور الميلادية الأسماء بالقبطية توت:WOUT//:W://:WT: يناير IANOUARIOC بابة PAWPI//PAOPY//PAOPI فبراير VEBROUARIOC هاتور A:WR//HA:WR مارس MARTIOC كيهك <OIAK//KOIAHK إبريل APRILIOC طوبة TWBI مايو MAIOC St-Takla.org أمشير MSIR//EMSIR//ME<IR يونيو IOUNIOC برمهات VAMENW://PAREMHAT يوليو IOLIOC برمودة VARMOU:I//PARMOUTE أغسطس AUGOUCTOC بشنس PASONC//PASANC سبتمبر CEPTEMBERIOC بؤونة PAWNI أكتوبر OKTWBRIOC أبيب EPYP نوفمبر NOEMBRIOC مسرى MECORY//MECWRY//MECOURY ديسمبر DEKEMBRIOC النسى- الشهر الصغير PIKOUJI `NABOT//PITEUTERON |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
|
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
التقويم القبطي (المصري) بداية نشأة التقويم المصري القبطي في سنة 4241 ق.م.، أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد، عندما رصد المصريون القدماء نجم "الشعرى اليمانية"، ووضعوا هذا التقويم برصد ثلاثة ظواهر طبيعية معًا، وهى: "الشروق الاحتراقي للنجم" مع "شروق الشمس" مع قدوم "فيضان النيل"، ثم حسبوا المدة بين كل ظهورين حتى وصلوا إلى عدد أيام السنة. وقسموا السنة إلى ثلاثة فصول كبيرة، هي: الفيضان والبذار والحصاد. ثم إلى اثني عشر شهر، كل شهر منها ثلاثون يومًا، وأضافوا المدة الباقية وهي خمسة أيام وربع وجعلوها شهرًا أسموه الشهر الصغير، وصارت السنة القبطية 365 يومًا في السنة البسيطة و366 يومًا في السنة الكبيسة، وقد احترم الفلاح المصري هذا التقويم نظرًا لمطابقته للمواسم الزراعية ولا يزال يتبعه إلى اليوم. وأول شهور السنة القبطية هو شهر توت، نسبة إلى العلامة الفلكي الذي وضع التقويم المصري القديم واخترع الأحرف. وقد ولد توت في قرية منتوت التي لا تزال موجودة وتتبع مركز أبو قرقاص محافظة المنيا بصعيد مصر بنفس اسمها القديم. وقد كتب عالم المصريات "بريستد" أن هذا التقويم العظيم... حمله "يوليوس قيصر" إلى روما واستعمل فيها على أنه أفضل تقويم. ويذكر د. إسحق عبيد، في كتابه "حكمة المصريين"(1): أن هذا التقويم هو أول تقويم علمي "تقويم شمسي" الذي تتبعه كافة شعوب العالم المتحضر. وأن التقويم الميلادي العالمي مأخوذ من التقويم الجريجورى المأخوذ من التقويم الروماني المأخوذ من التقويم المصري. ومعنى أن التقويم القبطي تقويم شمسي، أنه يرجع إلى ارتباطه بالزراعةحيث يتعذر تنظيم بدء البذر وجمع المحصول وفقًا للتقويم القمري العبري - بمراعاة أن العبرانيين والعرب يعتمدون على الرعي وليس الزراعة. وهي حقيقة تتجاهلها الثقافة السائدة الآن في مصر، والتي تصر على أننا نحن المصريين عرب. وفى بادئ الأمر لم يطلق المصريون على شهورهم أسماء، بل اكتفوا بالقول الشهر الأول ثم الثاني... وهكذا، ولكن في عهد الفرس أيام الأسرة السادسة والعشرين وفي القرن السادس قبل الميلاد، أطلقوا على كل شهر اسم معبود من معبوداتهم وربطوا كل شهر بمثل شعبي يميزه، على النحو التالي: توت مشتق من اسم الإله تحوت، إله المعارف ومخترع الكتابة. وفي هذا الشهر كان يعم ماء النيل أراضى مصر وتطلق التقاوي من الغلال لزراعة الأراضي، وفيه توجد أنواع متعددة من المحاصيل مثل: الرمان والزيتون والقطن والسفرجل، ويقولون في الأمثال "أزرع ولا أفوت". بابة وهو مشتق من اسم الإله بيتبدت، إله الزرع وفيه يخضر وجه الأرض بالمزروعات. ومن محاصيل هذا الشهر، التمر والزبيب والقلقاس. ويقولون في الأمثال "إن صح زرع بابة غلب القوم النهابة". هاتور وهو مشتق من اسم الإله آثور، إله الحب والجمال. وفي هذا الشهر يتجمل وجه الأرض بجمال الزراعة، لذلك يقولون "هاتور أبو الذهب المنثور". كيهك وهو مخصص للمعبود كاهاكا، أي عجل أبيس المقدس. وفي هذا الشهر يزرع الخيار بعد إغراق أرضه، وفيه يتكامل بذر القمح والشعير والبرسيم. ويقولون في الأمثال "كيهك صباحك مساك، تقوم من فطورك تحضر عشاك"، وذلك نسبة إلى قِصَر اليوم في هذا الشهر. طوبة وهو مخصص للمعبود إمسو، ويسمى أيضًا خم، وهو شكل من أشكال آمون رع إله طيبة بمصر العليا أو إله نمو الطبيعة. وفي هذا الشهر تسقى أراضى القلقاس والقصب، ويظهر الفول الأخضر والنبق. ويقولون في الأمثال "طوبة تخلى الصبية كركوبة من البرد والرطوبة". أمشير وهو مأخوذ من إله الزوابع منتو. ويقولون في الأمثال "أمشير أبو الطبل الكبير والزعابيب والعواصف الكثير". برمهات وينسب إلى الإله بامونت إله الحرارة. وفي هذا الشهر تزهر الأشجار ويكون اللبن الرائب أطيب شهور السنة. ويقال في الأمثال "برمهات روح الغيط وهات". برمودة وهو مخصص للإله رينو أو إله الرياح القارصة أو إله الموت ويصور بصورة أفعى. وفي هذا الشهر يكثر الورد ويزرع الخيار والملوخية ويقطف أوائل عسل النحل. ويقولون في الأمثال "في برمودة دق بالعمودة". بشنس وهو مخصص للإله خنسو إله القمر. وفي هذا الشهر يبدأ ظهور البطيخ والمشمس والخوخ ويجنى الورد الأبيض. ويقولون في الأمثال "بشنس يكنس الغيط كنس". بؤونة وهو ينسب للإله خنتى إله المعادن. وفي هذا الشهر يكثر ظهور الخوخ والمشمش ويطيب التوت الأسود. ويقولون "بؤونة تكثر فيه الحرارة الملعونة". أبيب وهو ينسب إلى هوبا إله الفرح أو هابى إله النيل. وفي هذا الشهر يكثر العنب ويطيب التين وتكثر الكمثرى ويقطف بقايا عسل النحل. ويقولون "أبيب طباخ العنب والزبيب". مسرى معناها إبن الشمس لأنه مخصص لولادة الشمس. وفي هذا الشهر يدرك الموز والليمون التفاح والرمان. ويقولون في الأمثال "مسرى تجرى فيها كل ترعة عسرة". <B></B> |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
أسماء بعض البلاد المصرية بالقبطية
سنذكر هنا أسماء بعض البلاد المصرية، وستجد أننا ما زلنا ننطقها باسمها القبطي القديم: اسم البلد الاسم بالقبطية اسم البلد الاسم بالقبطية اسم البلد الاسم بالقبطية أبوصيرBOUCIRI دلجا ETELKE أبو النمرس PONMONROC أبو تيج TAPOOUKY فرشوط BER{OOUT سنورس "ENURIC أخميم SMIN أبوجرج {ER{Y إبصاى `PCOI آمون AMOUN الجيزة }PERCYC قليوب KALIWPC أنصنا ANTINWOU أهناس HNYC قمولة KAMOLI أوسيم BOUSYM هور HOUWR قونة KWNY أقفهص KBAHC قفط KEFT قسقام KOCKAM الأساس TCEN} قلمة KELEMA قوص KWC>KOC دقدوس A:OKOTO أقلول KELWL رشيد RASIT أتريب A:RYBI قمن العروس KEMYN صا CAI أدريبة ATRYPE مصر KYME سخا CQWOU ببا PAPO منفلوط MANBALLOT سمنود JEMNOU} الإسكندرية RAKO} ملوى MANLAU سنهور CUNHWRI بابليون المصرية BABULWN `NTE <YMI منف MEMFI شطب SWTP قرية البلاص BALAOUC المنيا TMWNY شطانوف ETNOUFI بلخيم BALQIM النهيسة NAYCI شندويل SENALOLET بسطة POUACTI النقلون NEKLWNE شنشيف JINJYB كعب يسوع PIQA IYC= نقيوس PSA} أسيوط CIWOUT برما BARAMAI كوم إمبو EMBW طحا TOUHO البرلس }PARALIA عين شمس WN PETVRY طما TAMMA دمنهور `P}MINHWR بمها PAMAHO طمويه TAMMWOU دمياط TAMIA} بنها PANAHO طنطا TANTA:O St-Takla.org دميرة}AMYRI البتانون PA:ANON دلجا TJELI دمسيس TEMCIW} الفرما PEREMOUY تونة :WNI دندرة NITENTWRI برجوس PR{OUS تنيس :ENNECI دجوا }KEBI برنوج PERNOUJ قاو TKWOU إدفو ATBW أطفيح PETPEH طوة TOUBAH أرمنت ERMONT فاو VBWOU طوخ TOUQ أشمونين SMOUNY بلبيس VELBEC إطسا ` TCY إسنا `CNY الفيوم VIWM البلينا TPOURANY البهنسا PEMJE بانابوس BANABOUC هو HOU>HW |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
بعض الكلمات القبطية المتداولة في العربية العامية
الواد عافر في الخشبة AFER عمال يرغى كثير ERJW الواحد بيرتجف من البرد ERJAF بلاش فشخرة BYSQER عندنا فول مدشوش ETSYS العيش باش BAS ملأ القلة ماء KELWL الحكاية طلعت فاشوش BASOUS الكشك الذي يؤكل KESWK عمال يهوش بالكلام HAWS أكلت لحمة كباب KWBAB هبش القلم HABAS ليه بتلقم العيش أي يقطعه LAKEM عمال يهلًس HALAC بطل محلسة MEHLAC أهو كده أي موافق AHO مالك يا بنت مهروشة كده MEHRWOUS فلان مبلًم BALAM لحمة مشفية MYSAF شوباش للعرايس SOUBAS طماطم OUTAH فشً غله فينا BAS سك الباب CWK كل كلامه فشر BESRW فلان بيتهته في الكلام TAHTH يا ريت أنجح IARET فرش السرير VWRS فلان آخر قيافة IAFI إفتح خشمك أي فمك QASEM نازل يكركر على السلم KERKER شايف خياله QAIAL لبس الجلابية KOLOBIA شهًل أي إستعجل SEHEL كرنب `KROMBY فلان بيهترس أي يهذى HAATRWIC يا ساتر CATER هلفوت HALVWT فلان مذبذب CEPCWP هجاص HAJOC ده بيلطش في كلامه LA{ رغى يدك بالصابون RWQI ده شغل لهوجة LAHWJ ده عقله ترللى أي فرح TYRLELI فلان مطنش METNAST فتك أي متوقد الفكر `FTYK إمبو (للشرب) `MPOU St-Takla.org الكتابة مشلفطةSWLHFYT بلاش دوشة TAWS خرشمه من الضرب QERSMA شأر علينا (زرنا) SAER ضع الفراخ في الخن QOUN عندى مشوار MOSIER ده راجل هلهلى أي فارغ HELHEL عربية حنطور HANTWR لايمنى على الفلوس LAIAM غلوش على كلامه JWLAWS ماتلكش أي كثير الكلام LAKAK شم النسيم SWM `N NICIM داير يلملم LAMLOM فلان شحات SAAT سأسأ للفراخ CWCW شنكله وقع SENKELI حط العيش في المشنًة MANSAMS ضربة شلوط SE`NLAT بحث عنه في سلقط وملقط CALAKWTE شى (للحمار) SY مفيش أكل في الثلاجة MABYS له شنة ورنة SINI الميه بتسرسب CERCOP فلان هج من الكلام HWJ دخل المعركة وفركشها VWRJKES دلك ذراعك }LWK الشبشب SI`PSOP الطبلة }BLA هشمه من الضرب `SMA إدينى الشئ ده }NYI شخص هايف HAIEV حزمة- لبشة LWBS حا (للحمار) HA بلاش لكً LOUK مين حدف الطوبة HITF مش عارف `M`S السودانى الحمش أي السخن HYMMYS عندنا مندرة MANTAREH هس (للحمار) HIIC منجل (أداة فلاحة) MANJALI فلان هكًع HYKI امرؤ أي أعبر MA`MRW St-Takla.org فلان حمرقHWMRWK مالك محتاس كده MEHTAC كلامه مجعلص JWLAC مالك محتار كده MEHTAR غلوًش على كلامه JWLAWS كل واحد ونيته NIAT الكلام من طأطأ إلى.... TATA البندق PANTOKI عندنا سايس CAIC بلاش بكش PIKAS بستفه PI:TEU بطط العيش بيده PITOT فلان بكًاش PAKAS زى البهلوان P`I`HLIOINEN فلان بيتلكع ETLA<A زى البقف POKF بلاش زيطة DETYCIC البطاش- الحدود PITAS |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
بعض الكتب لتعلم اللغة القبطية
https://st-takla.org/Gallery/var/resi...References.gif 1- د. باسم حبيب جرجس، "لغتنا المحبوبة"، عدة أجزاء. 2- الشماس يوسف حبيب، "كتاب الطرق الحديثة لتعليم اللغة القبطية"، 1961م. 3- دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت، "قواعد اللغة القبطية، 2003م. 4- القمص بطرس جيد حنا، "لغة آبائي"، 2009م. 5- د. كمال فريد إسحق، "سلسلة قواعد اللغة القبطية"، عدة أجزاء. 5- Bentley Layton, "Coptic in 20 Lessons", 2007. 6- Bentley Layton, "A Coptic Grammar", 2004. 7- Ariel Shisha- Halevy, "Coptic Grammar Database", 1995. 8- J. Martin Plumley, "An Introductory Coptic Grammar", 1948. 9- Thomas O. Lambdin, "Introduction to Sahidic Coptic", 1983. |
رد: كتاب لغتنا القبطية المصرية - أ. بولين تودري
مراجع البحث
https://st-takla.org/Gallery/var/resi...References.gif 1- الأنبا ديمتريوس، "أهمية اللغة القبطية"، 2007م. 2- أ. د. إسحق إبراهيم عجبان، "اللغة القبطية أهميتها، نشأتها، تاريخها. 3- القس شنودة ماهر، "الأدب القبطي"، 1998م. 4- الشماس يوسف حبيب، "كتاب الطرق الحديثة لتعليم اللغة القبطية" 1961م. 5- د. باسم حبيب جرجس، لغتنا المحبوبة"، جزء 2،3،4،5. 6- د. كمال فريد إسحق، "سلسلة قواعد اللغة القبطية والقواميس"، الجزء الأول. 7- E. Amilineau, "Geographi de l' Egypte a l' epoque Copte", Paris, 1890. 8- Thomas O. Lambdin, "Introduction to Sahidic Coptic, 1983. |
الساعة الآن 07:50 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025