![]() |
مقالات شخصيات من تاريخنا
مقالات شخصيات من تاريخنا القس باسيليوس صبحي فضل الله الإبياري | فضل الله الدمرداشي في الورقة الثالثة "ظ" ترقيم حديث (=5 بالترقيم القديم الأصلي للمخطوط) من المخطوط رقم "283 عربي" بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس توجد حاشية طويلة مقسمة إلى ثلاثة أقسام، تقدم لنا معلومات نادرة عن جزء هام من تاريخ كنيستنا، حيث تقدم معلومات عن مالك هذه المخطوطة "فضل الله الإبياري" كاتب بعض المدائح الكيهكية، وكذلك عن سميه "الدمرداشي" وعلاقته بالبابا مرقص الخامس البطريرك (الـ98) 1603-1619م. قد تكون هذه الحاشية غير ذات قيمة بالنسبة للكثيرين لو طالعوها للوهلة الأولى، ولكن إذا عرفنا أن لكلٍ من الشخصيتين السابقتين علامات مهمة في تاريخ كنيستنا في القرن السابع عشر الميلادي سواء بالسلب أو بالإيجاب، لذلك آثرتُ نشر نص هذه الحاشية من خلال هذا المقال مع كتابة بعض الملاحظات حول حياة كلًا منهما، راجيًا أن يجد القارئ الكريم شيئًا مفيدًا لحياته من خلال عبرة التاريخ، آملًا كذلك أن أُسهم ولو بقدر بسيط في إضافة أو إعادة كتابة جزء من تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية خلال القرن السابع عشر الميلادي. علمًا بأني حرصت على نشر نص الحاشية كما هو بأخطائه النحوية مع تصحيحها في الهوامش حسب ما هو متبع علميًا في مثل هذه النصوص (راجع صورة الحاشية في نهاية هذا المقال). أولًا: نص الحاشية: الجزء الأول من الحاشية: الشكر لله دًائما[1] وحدت[2] من طالع في هذ الكتاب لانى وجدت بعص[3] خطه في حواشى الكتاب مكتوب[4] بالحبر الاحمر وفي محلات خاتم سليمان[5] فعرفته وهو المرحوم فضل الله الابيارى الدى[6] رتب جانب كبير من المدايح[7] في عصرنا الماضى وهو كان مباشر وأنضّر[8] بصره في آخر زمانه وبطل المباشره ونور الله بصره لتشفعه بالست الحنونه في بيعة ناحيه الريدانيه بولاية الدقهليه ومن حين ذاك صار ترتيب المدايح فيها ويتساعل[9] بكتب القديسين وطلبات الرهبان إلى أن تنيح بسلام راضى الاله اعاننا برحمته على ما اعانه واحسن لنا الخلاص من هذا العام المظلم وانعم علينا بملكوته الابديه بشفاعة الست السيده والملايكه[10] والقديسين ومن ارضا[11] الرب باعماله الصالحه امين. الجزء الثاني من الحاشية:لان في عصرنا الماضى كان موجود شخصين يسموا[12] باسم فضل الله فواحد منهما الابيارى وكل اخرته صالحه وتنيح بسلام راضى ربه والتانى[13] الدمرداشى وهو الدى شهد على الاب البطريرك انبا مرقس التامن[14] والتسعين من الابآ[15] البطاركه بالكرسى المرقسى بانه يجلس على كرسى عالى ويلبس برنس أخضر[16] ويامر الناس بالسجود له ويعطوه البخور كالاه[17] ويحرّم اللحم واللبن ويحلل الخمر وبهذا الموصف[18] حصل للاب المشار اليه التقرير[19] فىديوان مصر زمان محمد باشا الوزير[20] ونفى الى برج الاسكندريه واقام فيه مده مستطيله[21] أكثر من عام وبعد انعرال[22] محمد باشاه [23]افرج عنه وتولى البطركيه[24] إلى حين توفا[25] وهذا الدمرداشى تبرص في عصره ومات وهو تحت الحروم وهذ كان حصل بسبب الاختلاف في عمل عيد القيامه المعظمه لانه كان مع فرقة حماعه[26] البحاروة[27] الذين انتبزوا[28] لدلك[29] ولم يزالوا في الخلاف هم واولادهم من مات منهم ومن عاس[30] إلى حين الجزء الثالث من الحاشية:ولاية الاب البطريرك انبا مرقس الواحد بعد المايه[31] من الابا[32] البطاركه قبل تكريزه[33] في الرتبه بعد وفاه[34] الاب انبا متى بسنه واحده اطاعو اولادهم جماعة السعب[35] المصريين والذين هم في القلبى وعملوا العيد بالسوا[36] في سنه [37] للشهداء الاطهار وكان ذلك ببركه هذا الاب قبل تكريزه بجمعه واحده[38] وصاروا تحت بركته ونسال الله اصلاح الرييس[39] والمرووس[40] آمين. ← ملاحظة: هذه المقالة سبق أن نُشرت في مجلة الكرمة الجديدة، العدد الأول (2004م)، ص 165- 174. _____ الحواشي والمراجع [1] دائمًا.[2] وجدت. [3] بعض. [4] مكتوبة. [5] المقصود بها نجمة داود المسدسة (A) وهى موجودة في الورقة 27ظ، 30ج،73ج، 76ظ، 84ظ، 85ج، 87ظ من المخطوطة السابقة الذكر ومكتوب تحتها "هذه الإشارة هى خط المرحوم فضل الله الإبياري"، وكذلك تعليقات باللون (الحبر) الأحمر مكتوب تحتها بالحبر الأسود "هدا خط المرحوم فضل الله الإبيارى". [6] الذي. [7] المدائح. [8] أُصيب في. [9] ويتشاغل - ينشغل بـ. [10] الملائكة. [11] أرضى. [12] تسموا. [13] الثاني [14] الثامن. [15] الآباء. [16] منذ عهد الدولة الأيوبية، وقد حُدد للقبط الزى الذي يجب أن يلبسوه مع لون كل قطعة، حتى وصل في عهد البابا يؤانس الرابع عشر الـ96 (1571-1586 م) أن حُدد للقبط اللون الأسود، كامل صالح نخله، سلسلة بابوات الكرسي الإسكندرى، ج4، ط 1، دير السريان سنة 1954، ص77. [17] كإله. [18] الوصف. [19] التعزيز. [20] وهو الوالي محمد باشا الوزير الذي تولى الحكم (1607-1611 م). [21] طويلة. [22] عُزل. [23] باشا. [24] البطريركية. [25] توفى. [26] جماعة. [27] أهالى وجه بحرى. [28] عزلوا أنفسهم. [29] لذلك. [30] عاش. [31] المائة. [32] الآباء. [33] رسامته - تكريسه. [34] وفاة - نياحة. [35]الشعب. [36] معًا. [37] 1362ش = 1646م. [38] أسبوع تقريبًا. [39] الرئيس. [40] المرؤوس. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
فضل الله الإبياري أ. التعريف بشخصيته: كما هو واضح من اسمه، يبدو أنه كان أصلًا من أهالي بلدة إبيار - بمحافظة الغربية، ومما يدعم هذا الرأي، شهادته هو عن نفسه في إحدى مدائحه: "وأبومينا جاري[41]"، ومن المعروف جليًا أن بجوار بلدة إبيار وعلى بعد ثلاثة كيلومترات خارج البلدة وفي وسط الحقول يوجد كنيسة على اسم الشهيد مارمينا الحبيس. ومن خلال المعلومات التي تقدمها لنا الحاشية عنه عرفنا أنه كان يعمل مباشرًا، وأنه عاش في النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي وتنيح في نحو نهاية الربع الأول من القرن التالي، وقد استنتجت هذه المعلومات من خلال تاريخ المخطوطة (تمت يوم السبت 11 هاتور سنة 1363ش = 17 نوفمبر1646م الموافق 8 شوال 1056هـ) فإذا عرفنا أن أخر خبر ورد في هذه الحاشية قد وقع سنة 1362ش = 1646م، ويبدو أن كاتب الحاشية كان شخصًا معاصرًا للأحداث وقريبًا منها، بدليل أنه يذكر الكثير من التفاصيل مثل قوله: "فى عصرنا الماضي"، تفاصيل كلام الدمرداشي عن البابا "يجلس على كرسى عالى ويلبس.." بالتالي تكون الحاشية قد كُتبت في نحو منتصف القرن السابع عشر الميلادي، ويكون فضل الله الإبياري توفى قبل هذا الوقت بزمن ليس بعيدًا أي أنه تقريبًا من مواليد النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي كما سبق وأشرت. ب. تعرضه لتجربة المرض:لدينا شهادتين تقدما لنا تأكيد تعرض فضل الله الإبياري لتجربة المرض وبالتحديد (فقدان البصر) والشهادتين هما: 1. المديحة الكيهكية التي كتبها بيده مدحًا في السيدة العذراء، والتي سبق وأشرت إليها فيما سبق ومطلعها: أبدي باسم الله العالي وهي ابصالية آدام تقرأ على الهوس الأول في شهر كيهك المبارك (راجع الإبصلمودية الكيهكية ص 241-242). 2. هذه الحاشية والتي تضيف مدى تأثره بهذه التجربة التي جعلته يترك عمله وبطّل المباشرة، ثم تضيف كلًا من الشهادتين تشفعه بالسيدة العذراء وزيارته لبيعتها ببلدة الريدانية - دقهلية، حيث تمت المعجزة وعاد إليه بصره. ومن وقتها واعترافًا بالجميل بدأ في نظم بعض المدائح المريمية، منها المديحة السابقة الذكر، هذا غير التي ذكر فيها اسمه ونُشرتْ في كُتب المدائح[42]، وبعضها تُنسب له وتفتقر لدليل يُثبت نسبتها إليه[43]. والسؤال الآن الذي يطرح نفسه علينا: أين باقي مدائحه؟ هل فُقدت؟ أم هي محفوظة لدينا أيضًا ضمن عشرات المدائح التي لا تذكر اسم مؤلفها، لعل الغيرة الروحية تأخذ أحد المتخصصين في دراسة فن الشعر الشعبي العربي، ليقوم بدراسة هذا الكم الهائل من تراثنا الكنسي الشعري العربي، ليحدد شخصية كاتب كل مديحة من خلال أسلوبه أو منهجه الشعري. أو من خلال استخدامه التراكيب اللفظية والجمل.. كما تضيف هذه الحاشية: خبر شغفه بمطالعة "كتب سير القديسين وطلبات الرهبان"، وهذا ما يُفسر وجود عدد غير قليل من ممتلكاته المخطوطة والتي لا تزال محفوظة بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس[44]، أو بالمكتبة البطريركية بالقاهرة[45]. ج. آخر أيامه ونياحته:رغم أن كاتب هذه الحاشية لم يذكر بالتحديد زمن نياحة الإبياري لكنه اكتفى واهتم بذكر أن أواخر أيامه قضاها في مخافة الله "راضى الاله"، "آخرته صالحه"، وتنيح بسلام، ممهدًا بذلك إنهاء الجزء الأول من الحاشية للإنتقال للشخصية الثانية، التي كانت على النقيض تمامًا من شخصية "الإبياري"، وهي شخصية "فضل الله الدمرداشي".. _____ الحواشي والمراجع [41] راجع: الأبصلمودية الكيهكية، ط. إقلاديوس لبيب، ص 242. [42] راجع: جبران نعمة الله ويوحنا جرجس، اللؤلؤة البهية في المدائح الروحية، ص 105-108، وكذلك الإبصلمودية الكيهكية ص 270- 272، مديحة للعذراء تقال على تذاكية يوم الاثنين في شهر كيهك: مطلعها أم النور زين الأبكار... [43] يذكر عالم القبطولوجي الألماني الأب جورج جراف في مؤلفه المشهور تاريخ الأدب العربي المسيحي، فقرة 733: بعض المدائح التي تُنسب له (لفضل الله الإبياري) أو لأبي السعد الأبو تيجي، وهى مدائح لكلٍ من: القديس أبادير الأنطاكي، ولا يرالي وباسيليوس الهاربين لمصر، ولمارجرجس ولمار بقطر، وكذلك مدائح لعيد مجيء السيد المسيح إلى أرض مصر، وعن حياة أيوب وأولاد يعقوب الأثني عشر، وعن التوبة.... [44] فبالإضافة لهذه المخطوطة (283 عربي)، توجد مخطوطتين آخرتين تحملان توقيع الشماس يوسف بن عطية بن فضل الله الإبياري، وهما 16، 144 عربي، وكلتيهما تشمل الخمسة أسفار الأولى من العهد القديم، وعليهما تعليقات وعلامات استخدام قبطي، راجع الكتالوج المذكور ص 19، 108، كذلك المخطوطة 8 عربي والتي نُسخت بيد القس يوحنا (؟) لأجل عطية بن فضل الله الإبياري (الورقة 76ج، 181ظ)، راجع Gerard Troupeau , Catalogue des Manuscuts Arabes , Premiere Partie , Manuscrits Chretiens , tome I, Paris 1972 , p. 15. [45] راجع المخطوطة 347 لاهوت بالمكتبة البطريركية بالقاهرة بالورقة 86 ج ترقيم قديم (= 95 ج ترقيم حديث)، حاشية بخط فضل الله الإبياري نفسه تاريخها: طوبه 1267ش (يناير 1551م). |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
فضل الله الدمرداشي أ. التعريف بشخصيته: على الرغم من أن كاتب الحاشية لم يذكر معلومات كثيرة عن شخصية "الدمرداشي"، إلا أننا من الممكن أن نستنتج من خلال مجمل الحاشية والمعلومات المشابهة التي جادت بها علينا كتب تاريخ الكنيسة المختلفة التي ذكرت هذه القصة "دون ذكر اسم الدمرداشي"، نستطيع تحديد موطنه بأنه كان من بلدة "الريدانية"، التي كانت بؤرة ثورة أقباط الوجه البحري ضد البابا مرقص الخامس الـ98 (1602-1619م)[46]. ب. علاقته بالبابا مرقص الخامس:ذكرت كتب تاريخ الكنيسة القبطية المختلفة[47]، خبر تعرض البابا مرقص الخامس لاضطهاد عنيف من أقباط الوجه البحري، ووصل الأمر إلى أنهم شكوه للوالي الذي عزله عن منصبه وأمر بحبسه في برج الإسكندرية، بل وسعوا لدى الوالي أيضًا في أمر تعيين بابا جديد، فصرح لهم بذلك فرسموا راهب من بلدة البياضية -وهى مسقط رأس البابا مرقص الخامس أيضًا- بطريركًا جديدًا، وقد انفرد كل كتاب من كتب التاريخ بسرد تفاصيل أكثر عن هذه القصة -كما سوف نأتى بالشرح- ولكن أحدًا منهم لم يذكر اسم الشخص الذي شهد على البابا بالزور عند الوالي، ومن هنا تأتى أهمية هذه الحاشية التي ذكرت بوضوح اسم الشخص الذي قبل على نفسه أن يتقمص دور يهوذا من جديد ضد البابا البطريرك، وكذلك جاءت الحاشية بلائحة التُهم التي نسبها "الدمرداشي" ضد البابا أمام الوالي محمد باشا. كما أن ثمة فائدة أخرى نجنيها من هذه الحاشية، هي أنها أتت على ذكر نهاية "الدمرادشي" بأنه "تبرص في عصره" أي أنه أصيب بمرض البرص في عهد البابا مرقص الخامس، "ومات تحت الحروم" أي مات قبل أن يتوب ويعتذر للبابا البطريرك، أي أنه مات قبل نياحة البابا، أي قبل سنة 1619م، الأمر الذي لم يذكره باقي المؤرخين أيضًا. ج. أسباب ثورة أقباط الوجه البحري حسب رأى المؤرخين:ذكر المؤرخ القبطي المرحوم كامل صالح نخله أن سبب ثورة أقباط الوجه البحري التي كانت في عهد البابا مرقص المذكور، كانت بسبب الأصوام، وأنه رفض طلب قُدم إليه بالتصريح بتعدد الزوجات[48]. أما الأسقف إيسيذورس، فيضيف أن الثورة كانت بدايتها من بلدة "الريدانية"، وبعد عزل البابا مرقص الخامس ورسامة آخر عوضًا عنه، هذا (أي البابا الجديد الدخيل) أذن بتعدد الزوجات وبالطلاق[49]. ولكن السيدة بوتشر الإنجليزية، فقد أضافت عدة تفاصيل أخرى، وقالت: "وقد ساند هذه الحركة مطران دمياط، بأن جاهر بأن تعدد الزوجات غير ممنوع في الإنجيل، فلما بلغ الأمر لمسامع البابا مرقص الخامس، أصدر أمره بحرم تعدد الزوجات وحرم مطران دمياط، الذي جاهر بهذا الرأى الفاسد. فمن ثم انضم المطران المحروم إلى أهالي الريدانية وشكوا البابا لدى الوالي، فقبض عليه الوالي وعزله عن منصبه وحبسه في برج الأسكندرية[50]..". ومما هو جدير بالذكر، أن الراهب الذي قبل البطريركية عوضًا عن البابا مرقص الخامس، حينما تسلم مقاليد الرئاسة، سولت له نفسه أن يفرض نفسه على كل الأقباط بطريركًا عليهم (حيث قبلوه أقباط الوجه البحري فقط)، فما كان من الأقباط الساكنين بالقاهرة "المصريين" وأقباط الوجه القبلي الأوفياء لبطريركهم الشرعي البابا مرقص الخامس، أن رفضوه بل وأهانوه بأن قطعوا ذيل حماره[51]. د. نهاية الأزمة وعودة البابا:وبعد أكثر من سنة على حبس البابا مرقص الخامس ببرج الأسكندرية، عُزل الوالي محمد باشا الوزير (كما جاء بالحاشية: السطر الـ12 من الجزء الثاني)، ولما جاء والي جديد، قادت الغيرة الروحية أقباط القاهرة والصعيد وشكلوا وفدًا وقصدوا الوالي ملتمسين منه عودة البابا مرقص إلى كرسيه وشارحين له أن الذي رُسم بواسطة أقباط الوجه البحري، كان لغرض في النفس للتصريح لهم بالطلاق وتعدد الزوجات، الأمر الذي ترفضه تعاليم الإنجيل، فعفا الوالي الجديد عن البابا ورده إلى مقر كرسيه مكرمًا[52] هـ. نتيجة من نتائج هذا الخلاف:غير أن بعد عودة البابا مرقس لكرسيه، ظل عدد غير قليل من أقباط الوجه البحري في عنادهم خارجين عن طاعته متزرعين بالإختلاف على تاريخ الإحتفال بعيد القيامة المجيد، وقد بقى هذا الخلاف المدة الباقية من خدمة البابا مرقص، وكذلك في كل عهد خليفتيه البابا يؤانس الخامس عشر الـ99 (1619-1629م)، والبابا متاؤس الثالث الـ100 (1631- 1646م)، ولم ينتهِ الخلاف إلا في بداية عهد البابا مرقص السادس الـ101 (1646-1656م)، وببركته كما أشارت الحاشية المشار إليها سابقًا، حيث كانت المرة الأولى التي تعاد فيها الوحدة بين أقباط الوجه البحري وباقي أقباط مصر، حينما عيدوا (احتفلوا) بعيد القيامة المجيد معًا يوم الأحد 3 برمودة سنة 1362ش الموافق 8 أبريل سنة 1646م، بعد نياحة البابا متاؤس الثالث بثمانية أيام، وقبل رسامة البابا مرقص السادس بأثني عشر يوم[53]. و. نهاية المخالفين:أما البطريرك الدخيل: بعد انحلال حزبه، عاد إلى بلدته البياضية بمركز ملوي، بمحافظة المنيا وأقام بها، عاملًا في كرم بالقرب من دير أبى يحنس القصير شرقي البلدة حتى مات[54]. وأما الذين كانوا السبب في حبس البابا مرقص الخامس: "فقد أبادهم الله سريعًا وأنقطع نسلهم وهُدمت منازلهم وصارت خرابًا"، هكذا شهد كاتب سيرة البابا مرقص في تاريخ البطاركة، بل وأضاف أنه رأى بنفسه هذه المنازل في الريدانية وهي "خراب وأحواش للقمامة بعد أن كانت دورًا عامرة وقصورًا مشيدة"[55]. _____ الحواشي والمراجع[46] كامل صالح نخلة، المرجع السابق، ص 89-91. [47] بالإضافة لكامل نخلة " المرجع السابق " راجع كلًا من: السيدة بوتشر، تاريخ الأمة القبطية، ج4، ص148، الأسقف إيسيذوروس، الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة، ج2، ص471. [48] المرجع السابق، ص 89. [49] الخريدة النفيسة، ج2، ص 471. [50] تاريخ الأمة القبطية ج2، ص148. [51] كامل صالح نخلة، المرجع السابق، ص89. * كان البابا غبريال الثامن الـ97 (1587-1603 م) قد أصدر أمرًا بتعديل الأصوام في الكنيسة القبطية سنة 1318ش-1602م، بمقتضاه: يكون صوم الرسل 15 يوم فقط (21بؤونة-5أبيب)، وصوم الميلاد 28 يوم (من أول شهر كيهك إلى يوم العيد 29 كيهك)، وصوم العذراء اختياريًا، صوم يونان فلا يُصام، ولكن البابا مرقص الخامس ألغى هذه القرارات حينما تسلم مقاليد الرئاسة، راجع: كامل صالح نخلة، المرجع السابق، ص85. [52] المرجع السابق، ص 90. [53] المرجع السابق، ص 107، حيث تمت رسامته البابا مرقص السادس يوم الجمعة الثانية من الخماسين المقدسة الموافق 15 برمودة الموافق 20 أبريل من السنة المذكورة. [54] المرجع السابق، ص 90. [55] المرجع السابق، ص91 نقلًا عن مخطوط " ذيل فوة ورقة 185ج". |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص إرميا الناسخ | القس سركيس تَندُر الدراسات والأبحاث التي تتعرض لتاريخ طقوس الكنيسة القبطية، أو لأحوالها في القرن الخامس عشر الميلادي[1] أو فترة حكم دولة المماليك اﻠشراكسة[2] (أي دولة المماليك البرجية[3]) والتي دامت حوالي 134 سنة (748-923 هـ) (1382-1517م)، وذلك إما لقلة المصادر والمراجع التاريخية[4]، أو لظن البعض أن روح الإبداع والإلهام عند الأقباط قد توقفت وقتئذٍ، خصوصًا بعد انتهاء العصر الذهبي للإنتاج الأدبي عند القبط أي الفترة ما بين القرن الـ12 حتى الـ14 كما يسميها العلماء[5]. ولكن الدارس المدقق للتاريخ يستطيع أن يثبت غير ذلك، وربما العكس تمامًا. ولاسيما أن روح الإضافة والإبداع عند الأقباط كانت ولا تزال تتجدد حتى الآن يومًا بعد يوم، تتجدد حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات. حيث تعوّد الإنسان القبطي الأصيل أن يخرج من التجارب بقوة أعظم، محوِّلًا الضيقات إلي صلاة والاضطهادات إلي طلبة وشكر. وهذا ما تكشفه لنا عشرات الحواشي[6] والأخبار التاريخية التي لا تزال حبيسة كنوزنا المخطوطة سواء بمصر أو بالخارج. ومن خلال هذه الحواشي نستطيع إعادة كتابة بعض الفترات الهامة من تاريخ كنيستنا القبطية المجيدة، وفي هذا المقال أستعرض حياة شخصين برزا في هذه الفترة الحرجة والحساسة من تاريخ الكنيسة (أي فترة حكم المماليك)، وهما القمص إرميا الناسخ، والقس سركيس، حيث أثّرا إيجابيًا في حياة الكنيسة يومئذ ودفعا المسيرة التاريخية للإمنوغرافية[7] القبطية، وهذا ما سوف نأتي عليه بالشرح من خلال هذا المقال آملًا أن أضيف شيئًا جديدًا من خلاله وأن يجد القارئ الكريم فيه منفعةً. ← ملحوظة: هذه المقالة سبق أن نُشرت في مجلة الكرمة الجديدة، السنة الثانية (2005م)، ص 231- 248. _____ الحواشي والمراجع [1] من أهم الأبحاث عن هذه الفترة بحث الأب ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني باللغة الإيطالية عن مخطوط الترتيب الطقسي للبابا غبريال الخامس، بعنوان L’ Ordinamento Liturgico di Gabriele V- 88° Patriarce Copto 1409-1427, Edizioni del centro francescano di studi orientali cristiani, Cairo 1962. [2] نسبة لبلاد اﻠﭼراكسة أو الشراكسة أي دولة ﭼورﭼيا الحالية (إحدى دول الإتحاد السوفيتي السابق). [3] نسبة إلي سكناهم بأبراج في القلعة. [4] من الجدير بالذكر أن في هذه الفترة عاش واحد من أشهر مؤرخي مصر الإسلامية في القرن التاسع الهجري وهو العلامة المقريزي، واسمه الكامل أحمد بن علي بن عبد القادر تقي الدين المقريزي، الذي ولد بحارة برجوان بالجمالية بالقاهرة سنة 766هـ (1364م). وامتد عمره لأكثر من ثمانين عامًا حيث توفي عصر يوم الخميس 16 رمضان سنة 845هـ (29/1 / 1442م). وقد وضع حوالي 200 مؤلَّف ومن أشهر مؤلفاته الخاصة بتاريخ مصر موسوعته المشهورة المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (طُبع ببولاق سنة 1270هـ) والتي ذكر فيها معلومات ليست بقليلة عن الكنيسة القبطية وقتئذ. وكذلك مؤلفه السلوك لمعرفة دول الملوك (نشره د. محمد مصطفى زيادة، ثم د. سعيد عاشور بواسطة دار الكتب المصرية سنة 1973م)، اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا (نشره د. محمد جمال الدين الشيال، القاهرة 1948م)، عقد جواهر الأسفاط من أخبار مدينة الفسطاط، درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، وجميعها مؤلفات لا تخلو من الفائدة، كما كتب في السيرة والتاريخ العام وبعض القضايا التاريخية الخاصة (مثل النزاع بين بني أميه وبني هاشم)، راجع: فضل آل البيت للعلامة المقريزي، تحقيق وتعليق د. محمد أحمد عاشور صـ 5-7. [5] Orlandi T., Elementi di lingue e letteratura copta, Milano, 1970; Orlandi “Coptic Literature”, The Coptic Encyclopedia, vol. 5, New York, 1991; M. Krause, «Koptische Literatur», Lexikon der ؤgyptologie, band III, Wiesbaden, 1980. [6] الحواشي جمع حاشية، والحاشية هي كتابة ملاحظة أو شرح توضيحي أو تعليق خارج النص بالمخطوطات، تكتب إما على جوانب النص أو أسفله، وأحيانًا داخل النص ولكن بعلامة تظهر إنها حاشية، وقد تعود النُساخ الأقباط علي كتابة عشرات الحواشي التفسيرية والتاريخية الهامة على جوانب المخطوطات المختلفة. [7] علم الإمنوغرافية: من اليونانية Υμνογραφία ومنها دخلت إلى اللغات الأوربية مثل الإنجليزية Hymnography والفرنسية Hymnographque، هو ذلك العلم الذي يربط بين الدراسات اللاهوتية والعبادة، فهو العلم الذي ينشغل بدراسة الكتابات الشعرية الدينية التي تستخدم في العبادة والصلوات، وينقسم لعدة أقسام إما للتخصص في الدراسات الفيلولوغية (اللغوية) والتعليقات العلمية على المدائح ومنهج الشعراء كُتابها، أو للتخصص في فن الكتابة الشعرية موسيقيًا، ودراسة طريقة الكتابة الموسيقية للمدائح (التون)، وهو ما يعرف باسم الإمنولوغية Υμνολογία. علمًا بأن ذلك المصطلح عُرف أولًا في الكنيسة الأرثوذكسية بصفة خاصة، راجع: Γεώργιος Θ. Βεργωτή, Λεξικόν Λειτουργικών και Τελετουργικών Όρων, Γ ΄ έκδ., Θεσσαλονίκη 1995, σελ. 220. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص إرميا الناسخ 1. اسمه: ورد اسمه إما بخط يده أو بخط الآخرين في العديد من المخطوطات هكذا: أ. بخط يدهI. باللغة العربية: II. باللغة القبطية: - pihyki pikermi iermiac =u=c n`ugoumenoc v] nai naf (pi)lutourg(oc) =n=t anictacic `e=o=ti qen il=im[15]. - `pihyki pikermi `nrefernob iermiac =u=c `n`ug\menoc v] nai naf[16]. - pihyki iermiac =u=c `n`ugoumenoc v] nai na[17]. ب. بيد غيره في حياته:- القس المكرم ارميا ولد القمص العلم صَدقة أحد كهنة بيعة الشهدا الكرام ابوقير ويوحنا ببابلون مصر المحروسة[18]. جـ. بعد نياحته:- القمص ارمياء الناسخ العالم الفاضل رئيس القيامة المعظمة وكاهن بيعة الشهدآء الكرام ابوقير ويوحنا بالكيمان...[19] - الايغومانس المكرم ارميا...[20] - الاب المكرم القمص ارميا الناسخ...[21]. 2. زمان ومكان حياته ونشاطه:إن كنا للأسف لا نعرف بالتحديد تاريخ رسامته الكهنوتية أو سني حياته على الأرض، ولكن على الأقل نستطيع أن نفهم من خلال طريقة سرد اسمه بالمخطوطات المختلفة إنه كان كاهنًا أولًا بكنيسة الشهيدين المكرمين أبا كير ويوحنا بمصر القديمة وذلك حوالي في الفترة من 1421-1432م، حيث كان أيضًا والده القمص العلم صَدقه (كذا)[22]، ثم انتقل لخدمة المذبح القبطي بكنيسة القيامة بالقدس وذلك حوالي في الفترة 1444-1461م[23]، وأخيرًا استقر به الحال بكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة (التي كانت المقر البطريركي يومئذ) وحتى نياحته في الفترة 1461م[24]- إلى سنة؟ ومما هو جدير بالذكر أن الانتقال الأخير هذا من القدس لحارة زويلة تم بواسطة الأرشيدياكون الشيخ ولي الدولة ميخائيل[25]، حينما حضر للقاهرة لحضور عملية تقديس الميرون (سنة 1461 م)،وربما كان ذلك نظرًا لظروفه الصحية وتقدمه في العمر كما سوف نأتي بالشرح. ومن الطريف أن القمص إرميا قد اشتراك في حادثتين كنسيتين هامتين، وبين هاتين الحادثتين تنحصر أخباره، وتلك الحادثتين هما: أ. رسامة البطريرك الأنطاكي مار أغناطيوس بهنام الأول بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة سنة 1138 ش (1421م)[26]، حيث صلى أواشي البطريركية الرومية جميعها في تلك الرسامة[27]. ب. اشترك وسجل خبر مطول لتقديس الميرون المقدس سنة1177 ش (1461م)[28]. أي أن سنوات عطائه وخدمته كانت حوالي أربعين سنة، تنحصر بين عامي 1138-1177 ش (1421-1461م). 3. أعماله: أ. نسخ المخطوطات: كما هو واضح من طريقة ذكر اسمه بالمخطوطات كان عمله النساخة. فقد نسخ بخط يده مجموعة كبيرة من المخطوطات توصلنا إلي بعضها، وهي كالتالي: * المخطوطة 156 مسلسل / 33 طقس بالمتحف القبطي (نُسخ في سنة1139ش)[29]. * المخطوطة 50 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، (نُسخ في سنة1141 ش). * المخطوطة 47 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، (نُسخ في سنة 1144ش) [30]. * المخطوطة 743 مسلسل/74 طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة (نُسخ في سنة1161 ش). * المخطوطة 744 مسلسل/54 طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة (نُسخ في سنة1165 ش). * المخطوطة745 مسلسل/107طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة (نُسخ في سنة1177 ش)[31]. كما نسخ مجموعة أخرى من المخطوطات إما فُقدت أو تَلِفَتْ لكثرة الاستخدام (حيث أن معظمها مخطوطات طقسية، وهذه النوعية من المخطوطات أسرعها للتلف)، ولكن حَفظت لنا بعض الحواشي بمخطوطات أخرى أخبار تفيد إنها منقولة عن مخطوطات أقدم بخط يده، توصلنا لبعضها، مثل: * المخطوطة 101 عربي من المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس. * المخطوطة 159 عربي من المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس[32]. * المخطوطة 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان. * المخطوطة 48 قبطي بمكتبة الفاتيكان[33]. وقبل أن ننتقل لعمل آخر من أعماله لابد أن نسجل أن القمص إرميا لم يكن مجرد ناسخًا عاديًا للمخطوطات، لم يكن ناقلًا سلبي التأثير أو على الأقل مُحايدًا محترفًا للمهنة لمجرد كسب العيش، فمعظم مخطوطاته الباقية للآن، كان قد نسخها لنفسه ولابنه من بعده "ليطالع فيها وقت الاحتياج"[34]، ثم صارت وقف على بعض الكنائس عن طريق البيع أو الهبة. بل كان ناسخًا من طراز خاص جدًا، فحينما كان يريد إعادة نسخ طقس معين، كان يجمع أكبر عدد ممكن من المخطوطات التي تحوي ذلك الطقس ولو بترتيبات مختلفة محاولًا التوفيق فيما بينهم، مسجلًا الفروق وأحيانًا مؤرخًا لبعض الطقوس كلما أمكن ذلك[35]. فكان في الحقيقة عالم ليتورجي (بمقاييس زمانه) أكثر من كونه مجرد ناسخ. ب. دوره في ترتيب الطقوس:كما سبق وأشرنا لم يكن القمص إرميا مجرد ناسخًا ساذجًا للمخطوطات، بل كان موفقًا لترتيبات الطقوس المختلفة حتى تظهر في أجل صورها، أو في صورة موحدة. وهذا ما تشهد به بداية المخطوطة المنسوبة للبابا غبريال الخامس (الـ88) والمعروفة باسم الترتيب الطقسي، بقولها: "نقل هدا الترتيب من نسخه نقلها (...) من كراريس يدكر فيها انها بخط ارميا ابن القمص خادم القيامه الشريفه..."[36]. جـ. وضع بعض القطع (الصلوات):تحليل يُقال في نهاية طقس تكريز الهياكل الجدد والمعاميد (المعموديات) الجدد وثاني يوم تكريز البطريرك وفي تكاريز الأساقفة وعشية الفصح والعنصرة[37]، والذي يبدأ بعبارة "السيد الرب يسوع المسيح كلمة الآب رب الجميع..."، ولوضع هذا التحليل قصة لطيفة نختصرها فيما يلي: ذكر العلامة المقريزي ضمن أحداث سنة 755هـ (1354م) في عهد السلطان الناصر ناصرالدين أبوالمعالي الحسن (755-762هـ/ 1354-1361م): إن رفع إليه المسلمون رقاعًا يشرحون له مقدار أملاك الكنائس من الأطيان فأُحيلت على ديوان الأوقاف لفحصها ومعرفة ما تضمنت، ففحصها الديوان ووجد مقدار الأطيان 25 ألف فدان، فعقد السلطان والوزراء جلسةً وقرروا أن يُنعم بها على الأمراء[38]. على إثر ذلك قام الملك بطرس الأول لوزينا ملك مملكة قبرص اللاتينية بحملة على مدينة الإسكندرية في 20 محرم سنة 767هـ (7/10/1365م)، ونجح في احتلال المدينة بسهولة في يوم السبت 23 محرم[39]، ودام الاحتلال عدة أيام ارتكب خلاله جنود الحملة الكثير من الفظائع ضد المسلمين واليهود والأقباط والتجار الأجانب على حدٍ سواء، كما أسروا عدد وافر من سكان المدينة[40]. وعلى إثر ذلك قام السلطان الأشرف ناصر الدين شعبان الثاني (764-778هـ/ 1363-1377م) بموجة جديدة وعنيفة من الإضطهادات أسفرت عن تخريب معظم الأديرة (حوالي سنة 1365م وما بعدها)، وتقديم عدد غير قليل من الشهداء الجدد[41]، وإغلاق الكنائس[42]. مما أسفر عن ضياع العديد من كُتب ومخطوطات الكنائس والأديرة. فلما تحنن الله على شعبه وأُعيد فتح الكنائس، قام البابا غبريال الخامس (الـ88) في السنة الثانية لحبريته بإعادة تدشين هياكل كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة في يوم الأحد 8 بشنس سنة 1126ش (3/5/1410م)[43]. وفيما يبدو أنه لم يَعثُر على النص الكامل لطقس تدشين الكنائس (بعد الخراب السابق ذكره)، مما أضطره لوضع ترتيبًا طقسيًا للعديد من الخدمات الطقسية، ومن بينها ترتيب تدشين الكنائس الجديدة الذي نظمه القمص إرميا الناسخ واضعًا هذا التحليل، وكان أول مرة يُتلى بصورته الحالية في عهد البابا متاؤس الثاني البطريرك الـ90 في يوم سبت الفرح 9 برمودة سنة 1177ش (4أبريل1461م)[44]. ومما هو جدير بالذكر أن هذا التحليل قد نُشر سنة 1962م[45]، كذلك لابد أن أسجل أن هذا التحليل يشبه لحد كبير تحليل الكهنة الذي يُتلى في نهاية صلاة نصف الليل من كتاب الأجبية. د. كتابة موعظة القربان لباكر خميس العهد: أول من تلى هذه الموعظة كان البابا متاؤس الثاني البطريرك الـ90 في يوم خميس العهد 7 برمودة سنة 1177ش (2 أبريل1461م). [46]. هـ. تجميع أرجوزة[47] الأنبا أثناسيوس أسقف قوص[48]:تقال في المعمودية، تبدأ بـ أيها الحبر أمام الشريعة...، نُشرت سنة 1962م[49]. 4. تعرضه لتجربة وتوقف نشاطه:تعرض القمص أرميا لتجربة صحية وهي فقد البصر (أو على الأقل ضعفه الشديد) مما جعله بالتأكيد يتوقف عن عمله كناسخ وقد دامت هذه التجربة حوالي سبع سنوات، ثم عاد إليه بصره وعاد إلي لنشاطه في سنة 1177ش[50]، وعلى إثر هذه التجربة عاد من خدمته بالقدس ومن ثم اشترك في هذه السنة في عملية تقديس الميرون المقدس وسجل خبر مطول عنه كما سبق وأشرنا. 5. نياحته:على الرغم من أننا لا نعرف زمن نياحته بالتحديد ولكن لدينا شهادتين من سنة 1493م تؤكدان أنه قد رقد بالرب قبل هذه السنة بمدة. الشهادة الاولى: (... خامس برمهات سنة 1209ش[51]وذلك بعد نياحة القمص ارميا بمدة وكذلك ابنه سركيس...)[52]. الشهادة الثانية: (... ثم بعد نياحته (القمص ارميا) انتقل هذا الكتاب من ملك ولده الشماس المكرم...)[53]. وفي الختام: من خلال هذه المعلومات القليلة والمختصرة عن شخصية القمص إرميا الناسخ، نتسآءل: هل كان البابا غبريال الخامس (الـ88) هو فعلًا واضع الترتيب الطقسي المنسوب له؟ أم كان للقمص إرميا فضلًا كبيرًا في هذا العمل؟ خصوصًا إذا شهد ناسخ مخطوطة البابا غبريال نفسه بأن هذا العمل (الترتيب الطقسي) كان من خلال تجميع "كراريس يذكر فيها أنها بخط ارميا ابن القمص". إنها في الواقع أسئلة تحتاج لبحث كامل ليجاوب عليها... _____ الحواشي والمراجع[8] المخطوطة 713 مسلسل / 89 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 3ج، كذلك المخطوطة 729 مسلسل / 99 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 3ج. [9] المخطوطة 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 136 ج، راجع: Adulphus Hebbelynck & Arnoldus van Lantschoot, Codices Coptici Vaticani Barberiniani Borgiani Rossiani, tomus I, Vaticana 1937, p. 281. [10] المخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 16ظ. [11] المخطوط السابق، الورقة 45ظ. [12] يقع هيكل الأقباط داخل كنيسة القيامة المقدسة بالقدس خلف القبر المقدس مباشرةً، لذلك يقول: "هيكل رأس القبر". Ὁ Ζωοποιός Τάφος [13]القبر الفائض الحياة أو المحيي: هو لقب يوناني تُطلقه الطوائف الأرثوذكسية البيزنطية على القبر المقدس، وليس في التقليد القبطي إشارة سابقه لهذا اللقب. [14] المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 48ظ. [15]ما ترجمته: "الحقير (المسكين) التراب (الرماد) إرميا بن القمص ليرحمه الله خادم القيامة الكائنة بأورشليم"، المخطوط 743 مسلسل⁄ 74 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، ورقة 94ظ. [16] ما ترجمته: "الحقير (المسكين) التراب (الرماد) الخاطئ إرميا بن القمص ليرحمه الله"، المخطوط 744 مسلسل⁄ 54 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، ورقة 99ج. [17] ما ترجمته: "الحقير (المسكين) إرميا بن القمص ليرحمه الله" سنة 1177ش (60-1461م)، المخطوط 745 مسلسل⁄ 107 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، ورقة 77ج. [18] المخطوطة 741 مسلسل / 347 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 3ج. [19] المخطوطة 101 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، ورقة 1 ج. [20] المخطوطة 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. بهذه المناسبة لابد أن أذكر بالشكر محبة وتعب أستاذي الفاضل أ. نبيه كامل داود، مدرس تاريخ الكنيسة بالكلية الاكليريكية بالقاهرة، لأنه هو الذي أهداني هذه الحاشية من مذكراته وأبحاثه الخاصة، وكذلك أرشدني للكثير من الملاحظات العلمية والتاريخية الهامة، فله مني جزيل الشكر والثناء. [21] المخطوطة 48 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 69 ج- ظ، راجع: Adulphus Hebbelynck & Arnoldus van Lantschoot, op. cit., p. 319. [22] صدقه: اسم قبطي غير متداول كثيرًا بالمجتمع القبطي في العصور الوسطى، تسمى به عدة شخصيات مرموقة، وصلنا منها: يوحنا بن ميخائيل بن صدقة القليوبي، صاحب كتاب الكافية في أصول اللغة القبطية. أما عن أصل الاسم، فلعله اختصار لاسم صداكائيل (وبالقبطية سدا كيال Cedakiyl)، وهو اسم الرئيس الخامس من رؤساء الملائكة السبع حسب التقليد القبطي، راجع ذكصولوجية السمائيين كلهم بالأبصلمودية السنوية المقدسة، طبعة مطرانية بني سويف والبهنسا، ط. 3، سنة 1707ش-1991م، صـ 349-352. [23] إن كنا لا نعرف السبب الذي جعله ينتقل للخدمة بالقدس، إلا أن كل ما نملكه في هذا الصدد: إن في سنة 1400م استقر بالقدس عدد من الأقباط والأرمن وغيرهم، وقاموا بالخدمات الدينية فيها ويشتركون في دورات عيد أحد الشعانين والنور المقدس، راجع مجلة رابطة القدس، السنة الـ57، العدد 214، يوليو 2000، صـ 20. [24] (... فلما كان يوم الجمعه المبارك الاوله من الصوم المقدس تاسع عشر شهر أمشير سنة 1177 للشهداء الاطهار حضر المولى الاجل الارشى دياقن المكرم الشيخ ولى الدوله ميخاييل باكر نهار البيعة بحارة الروم وبعد فراغ صلاة باكر رسم للمسكين بخطاياه ارميا ابن القمص الغير مستحق ان يطلق عليه اسم الإنسانيه خادم هيكل رآس القبر فايض الحياه بالقيامه بيروشليم بغير استحقاق ان يكون في خدمته بحارة زويله أي عند الاب السيد البطريرك انبا متآؤس الرب يديم رياسته...) المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 48ظ. [25] الأرشيدياكون الشيخ ولي الدولة ميخائيل: كان ناظر أوقاف كنيسة القيامة بالقدس وكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم والمهتم بإعداد الميرون المقدس في عهد البابا متاؤس الثاني الـ90، (... وكان المهتم بهذا التذكار المقدس والبادى بذكر عمله أولًا الولى الأجل الأرخن الرييس المحب المحبوب الدين الارثوذكسى الارشى دياقن المكرم الشيخ ولى الدوله ميخاييل الناظر على كنيسة القيامه الشريفه بيروشليم وخادم بيعة الست السيده الطاهره البتول التااوطوكس مرتمريم بحارة الروم بالقاهرة المحروسه...)، المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 48ج. [26] للمزيد من التفاصيل حول هذه الرسامة، راجع مقالة للمؤلف بعنوان: "العلاقات القبطية السريانية عبر العصور"، بموسوعة من تراث القبط، ج 5، ط. 1 سنة 2004، صـ 154-155. [27] (... وقرى كاتبها المسكين المردول اواشى البطريركيه الرومى جميعها...) المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 22ظ؛ كذلك المخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، الورقة 15ج، 39ج. [28]المخطوطة السابقة، وهي تشمل تاريخ عمل الميرون المقدس مع ترتيب وتفصيل عمله بإسهاب على يد أنبا متاؤوس (الثاني) البطريرك (الـ90) في سنة 1177ش (=1461م) في بيعة الست السيدة بحارة الروم. وهو مؤلف هذه المخطوطة وللأسف بدون تاريخ، ولكن بالتأكيد ترجع لنفس سنة تقديس الميرون أو بعدها بسنوات قليلة. [29] مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة الإسكندرية وأديرة القطر المصري، ج 1، القاهرة 1939، صـ 78-79. [30] كتالوج مخطوطات كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة، والموجودة حاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي (تحت الطبع)، إعداد د. رشدي واصف بهمان دوس، والسيدة سميحة عبد الشهيد. [31] مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، المرجع السابق، ج 2، القاهرة 1942، صـ 339-340. [32] Gerard Troupeau , Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, Manuscrits Chretiens, tome I, Paris 1972, pp. 78, 135. [33] Adulphus Hebbelynck & Arnoldus van Lantschoot, op. cit., pp. 257-306, 312-320. [34] ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني (الأب)، المرجع السابق، صـ 290، عن المخطوطة 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 136ج. [35] على سبيل المثال لا الحصر: (هذا ما وجد بخط الاب المكرم القمص ارمياء الناسخ... يذكر هكذا هذا ما عمل في زمننا هذا في رياسة الاب البطريرك انبا يونس 89 في عدد بطاركة الاسكندرية في شهر ابيب سنة 1154 للشهداء في تكريز الاب المطران انبا ميخائيل البوشي على البلاد الحبشية يعمل ترتيب الاب الاسقف في حال تكريزه كما شرح...)، المخطوط 101 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 1ج، انظر صورة هذه الورقة بنهاية هذا المقال. [36] ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني (الأب)، المرجع السابق. [37] مخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بالمكتبة البطريركية بالقاهرة، الورقة 168ظ. [38] المقريزي، السلوك، ج2، ق. 3، صـ 921. [39] كما يشهد بذلك متعجبًا المؤرخ النويري، وهو المؤرخ الوحيد الذي عاصر هذه الحملة وأرخ لها، راجع: النويري الإسكندراني، الإلمام بالإعلام بما جرت به الأحكام والأمور المفضية إلي وقعة الاسكندرية، مطبوعات دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الدكن، الهند، سنة 1388هـ (1968م). [40] للمزيد من التفاصيل حول هذه الحملة راجع: سعيد عبد الفتاح عاشور، قبرص والحروب الصليبية، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة 1957م؛ ستيفن دنسيمان، تاريخ الحروب الصليبية، دار الثقافة بيروت، بيروت 1980م؛ محمد سهيل طقوش، تاريخ المماليك في مصر والشام، دار النفائس، بيروت سنة 1418هـ (1997م). [41] تعبير الشهداء الجدد باللغة العربية أو niberi ةmmarturoc بالقبطية، تعبير مُستخدم بكتب العبادة القبطية وخاصةً كتاب الإبصلمودية بنوعيها السنوي والكيهكي. يُقصد به مجموعة الشهداء الذين أكملوا السعي خلال موجات إضطهادات العصور الوسطى أي حكم الدول الإسلامية غير العربية مثل دولة المماليك بشقيها والدولة العثمانية. [42] يعقوب نخلة روفيلة، تاريخ الأمة القبطية، ط 2، مؤسسة القديس مرقص لدراسات التاريخ القبطي، 2000م، صـ 219 وما يليها. [43] المخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، الورقة 168ج. ولكن بحسب المخطوط 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان 8 بشنس سنة 1127ش (الموافق 3 /5/1411م)، الورقة 136ج، راجع: Adulphus Hebbelynck & Arnoldus van Lantschoot, op. cit., p. 281. و لكن هذا التاريخ خطأ، حيث أن يوم 8 بشنس سنة 1127ش (الموافق 3 /5/1411م) يوافق يوم الاثنين، بينما يوم 8 بشنس سنة 1126ش (الموافق 3 /5/1410م) يوافق يوم الأحد. [44] (...هذه الطلبه المباركه لتحليل الشعب... وهده الطلبه اول ما كتبت في ايام السيد البطريرك انبا غبريال التامن والتمنون من بطاركه الكرسي المرقسي وحلل بها الشعب في يوم الاحد المبارك التامن من شهر بشنس سنه 1126 قريت في بيعه القديس مرقوريوس في تكريز الهياكل الجدد نظمها مسطرها العاجز ارميا في خدمه الاب البطريرك المشار اليه (الأنبا متاؤس الثاني) الرب يرحمنا بصلاته...)، المخطوطة 740 مسلسل / 286 طقس بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، الورقة 168ج. [45] نشرها الأب ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني في عمله المشار إليه سابقًا، صـ 311-315، عن المخطوطة 48 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 141ظ- 143ظ. [46] (... موعظة القربان قراها الاب البطريرك على باب الخورس كتبها التلميد مسطرها ارميا لان نسختها لم تكن بالبيعه تم دونت من تاريخه في كتاب البسخه العربي بالبيعه المدكورة...) المخطوطة 72 طقس بكنيسة أبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 72ظ، في هذه المناسبة لابد أن أذكر بالشكر تعب ومحبة الفاضل د. رشدي واصف بهمان دوس، الذي لفت نظري لهذه المعلومة. [47] أرجوزة: كلمة عربية معناها مقالة مُقفاة (منثورة). [48] الأنبا أثناسيوس أسقف قوص: من أشهر رجالات الكنيسة القبطية في القرن الرابع عشر الميلادي. وُلد بنواحي بلدة قامولا (محافظة قنا) والده كان كاهنًا باسم القس صليب، ترهب بدير الشهيد بقطر بصحراء نقاده. كان ضليعًا في اللغة القبطية بلهجتيها الصعيدية والبحيرية، فوضع مؤلفًا هامًا يساعد على التعرف عليها دعاه: قلادة التحرير في علم التفسير، كما سجل خبرًا مطولًا لتقديس الميرون المقدس الذي أعده البابا غبريال الرابع (الـ86) بدير القديس أبي مقار سنة 1090 ش (1374 م)، ويبدو أنه كان شاعرًا مُلهمًا حيث احتفظت لنا المخطوطة 923 عربي بالفاتيكان مجموعة شعرية تُنسب له، هذا بالإضافة إلى هذه الأرجوزة، راجع Georg Graf, Geschichte der chrislichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica Vaticana, Città del Vaticano. (الترجمة العربية للأب د. كامل وليم، غير منشورة)، صـ281-282. [49] نشرها الأب ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني في عمله المشار إليه سابقًا، صـ 128-130، عن المخطوطة 48 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 69ج-ظ. [50] "بعد ان اوهبه الرب برحمته نور نظره مده تانيه في سنة 1177ش"، المخطوطة 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) الورقة 179ظ. [51] 5برمهات 1209ش= الجمعة 1 مارس 1493م. [52] المخطوطة 886 مسلسل / 322 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 36ج. [53]المخطوطة 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القس سركيس 1. اسمه: ورد اسمه بعدة صور في المخطوطات، وهي كما يلي: - "الشماس المكرم الشيخ فخر الدولة صركيس"[55] - أو "النشو[56] الصالح الشماس فخر الدولة سركيس بن العبد الخاطي ارميا بن القمص صَدقه خدام بيعة الشهداء الكرام ابو قير ويوحنا اخيه ببابلون مصر"[57]. - أو كما ورد في مكان آخر "الشماس المكرم شركيس"[58]. 2. زمن حياته ونشاطه:رأى البعض أنه كان من رجالات القرن الرابع عشر أو بين القرنين الـ17-18، وأنه كان من أصل يوناني، وذلك لكونه وضع بعض الإبصاليات الرومي. ولكن من خلال دراسة العديد من حواشي المخطوطات نعرف أنه عاش ومات في غضون القرن الخامس عشر الميلادي، وأنه من أصل قبطي صِرف، ولكنه كان مُلم بالكثير من قِطَع الصلوات اليونانية وتأثر بها في كتابة إبصالياته، ولم يكن قويًا في قواعد الصرف والنحو الخاصة باللغة اليونانية كما هو واضح من ضعف أسلوبه فيها كما سوف نأتي بالشرح. قام بزيارة لدير القديس الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية حوالي سنة 1444م، وهي نفس سنة بداية علاقة القمص إرميا بالقدس[59]، ولا يُخفى على القارئ اللبيب مدى علاقة دير القديس الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية بالكرسي الأورشليمي منذ تأسيس هذا الكرسي سنة 1235م ولا يزال[60]. هذا وقد سُجل خبر هذه الزيارة على الحائط البحري بكنيسة الأنبا أنطونيوس الأثرية بالدير[61]. ولعل هذه السنة كانت سنة بداية سُكناه بالقدس حيث التأثير الثقافي اليوناني هو السائد هناك، ومن هنا بدأ نشاطه كواضع لبعض الإبصاليات. 3. أعماله:- إبصالية أولها "Ari'alin ةeةvyةetauasf..." تقال للثلاثة فتية القديسين، والتي كانت تُقال على الهوس الثالث في شهر كيهك فقط، ثم أصبحت تُرتل على مدار السنة كلها، وبدايات أرباعها مرتبة على الحروف الأبجدية اليونانية من a إلى w[62]. - قِطَع التفسير الرومي التي تُقال على ثيؤطوكية السبت في شهر كيهك والتي تبدأ بـ "Cun doxac;wmen ةymeran..."، وهي مرتبة بحيث يكون أول كل قِطْعَة من القِطَع التسع تبدأ بحرف من حروف اسم مؤلفها بالترتيب[63]. وهي قِطَع بها الكثير من الأخطاء اللغوية وتصريف الأفعال والصفات، وقد تدارك ذلك إقلاديوس بك لبيب عندما طبع هذه القِطَع ضمن الإبصلمودية الكيهكية واستعان بكلًا من الراهب القمص ميخائيل المقاري[64] والأب اسطفانوس المترجم الأول ببطريركية الروم الأرثوذكس بمصر لتصحيحها[65]. مما يدل على ضعف المعلم سركيس في قواعد اللغة اليونانية[66]. ومن الطريف أن إقلاديوس بك لبيب ينسبها (للمعلم سركيس) وليس (للقس سركيس)، فلعل هذا يعني أنه وضعها قبل رسامته قسًا؟ وهذا على عكس إبصالية الثلاثة فتية التي تُنسب للقس سركيس[67]. 4. سبب ترتيب هذه الإبصاليات:قد يتساءل البعض عن سبب كتابة أو إضافة هذا الكم من الإبصاليات أو التفاسير في ذلك الوقت بالذات، ألم يكن الكم الموجود وقتها كافيًا؟ وللرد على مثل هذا التساؤل لابد من استعراض كافة الآراء لمحاولة إيجاد إجابة مُقنعة. يرى البعض أن مُعظم الإبصاليات (الرومية والقبطية) والمدائح (العربية) الكيهكية قد وُضعت لتعزية وتشديد الشعب في الاضطهادات التي أصابتهم[68]، وسد الفراغ الوقتي الطويل الذي أصاب الشعب بسبب السياسة القمعية التي فرضتها الدول المتعاقبة منذ دولة المماليك البحرية (كما سبق وأشرنا). وأنا شخصيًا من أنصار هذا الرأي. بينما يُعْزي البعض الآخر أن سبب كتابة هذه الإبصاليات (ذات الكلمات الرومية مع القبطية) على سبيل الفكاهة والفرجة[69]. 5. رسامته قسًا ونياحته:رُسم قسًا علي البيع القبطية بالقدس بيد البابا يؤانس الثالث عشر (الـ94) (1200-1240 ش) (1484-1524 م)[70]، ولكن غير معلوم لدينا الآن تاريخ الرسامة بالتحديد، أما تاريخ نياحته فمعلوم لدينا: حيث تنيح في فصح سنة 1208 ش[71]، وإذا عرفنا تاريخ رسامة البابا المذكور (15 أمشير1200 ش= 10 فبراير 1484)، وتاريخ عيد القيامة في سنة 1208 ش (20 برمودة)، نستطيع أن نحدد تقريبًا فترة خدمته الكهنوتية، فهي كانت فترة قصيرة (1200-1208 ش= 1484-1492 م). كذلك لدينا شهادة أخري تؤكد هذا الكلام (زمن نياحته)، وهي جاءت عند ذكر تاريخ انتهاء نسخ إحدى المخطوطات[72]. 6. هل القس سركيس هذا كان أحد أبناء القمص إرميا؟هنا تساؤل يستحق أن يُثار عن مدى صحة نسب القس سركيس هذا للقمص إرميا الناسخ بن القمص العلم صَدقه. وللرد على هذا التساؤل نستعرض كل الاحتمالات، ولابد أن نراعي قبل أن ندرس تلك الاحتمالات البيئة التي نشأ بها والجو المحيط بكاتب هذه الإبصاليات، بيئة فيها الكثير من التأثير الثقافي اليوناني (الرومي)، مثل مدينة أورشليم القدس التي كان يُسيطر عليها الإكليروس اليوناني (الروم الأرثوذكس) خصوصًا بعد سقوط القسطنطينية تحت الحكم العثماني سنة 1453م. I. الاحتمال القائل بأن القس سركيس هذا هو ابن القمص إرميا الناسخ:II. الاحتمال القائل بأن القس سركيس ليس ابن القمص إرميا الناسخ:
وفي الختام كانت هذه المقالة مجرد بداية ومحاولة لتأريخ وتسجيل جهاد شخصين كانت لهما أيادٍ بيضاء في مجال الإيمنوغرافية القبطية ومحاولة ترتيب الطقوس، فأثريا بذلك حقل الإبداع القبطي رغم صعوبة الظروف المحيطة بهما. قابلًا بكل صدر رحب أي تعليق بنَّاء لإكمال مشروع إلقاء الضوء على مثل هذه الشخصيات المؤثرة في تاريخنا. _____ الحواشي والمراجع[54] من أهم الدراسات السابقة حول هذه الشخصية: - Graf, op. cit.,.(الترجمة العربية، صـ 315) - Youhanna Nessim Youssef, "ةtudes d'Hymnographie Copte: Nicodème et Sarkis", Orientalia Christiana Periodica, 64, 1998, pp. 383-402. - القس شنودة ماهر اسحق، د. يوحنا نسيم يوسف، تراث الأدب القبطي تاريخ اللغة القبطية ولهجاتها مصادر الأدب القبطي ومبادئه، ط. 1، مؤسسة القديس مرقص لدراسات التاريخ القبطي، سنة 2003م، صـ 209-210. [55] المخطوطة 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. [56] اختصار لكلمة "نشؤ الرياسة" أو "نشؤ الخلافة". [57] المخطوطة 741 مسلسل / 347 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 274ظ. [58] المخطوطة 46 قبطي بمكتبة الفاتيكان، الورقة 136 ج. [59] المخطوطة 743 مسلسل / 74 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 94ظ. [60] Otto F. A. Meinardus, The Copts in Jerusalem, Cairo 1960, p. 63-65. [61] خبر هذه الزيارة مسجل علي جزئين على يسار الباب الرئيسي القديم لكنيسة الأنبا أنطونيوس الأثرية بالدير، وهما على جانبي صليب مزخرف تحت أيقونة القديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس، على النحو التالي: I - اذكر يا رب عبدك - القمص صدقه والقس ارميا والديه - وعبد السيد و... - وصهيون... - امين II - اذكر يارب عبدك سركيس وخلصه من طربات (كذا، وصحتها: ضربات). - الشيطان واغفر له الماضية والمستانفة - بطلبات الابا(ء) والانبيا(ء) والرسل والشهدا(ء) والقديسين آمين - تاريخ هده... (1260 كذا، ولعلها 1160) للشهدا(ء) الأطهار بهذه المناسبة لابد أن أذكر بالشكر تعب ومحبة الأب الراهب بولس الأنطوني أثناء نقل هذا الخبر في مايو 2003م. [62] الأبصلمودية السنوية المقدسة، صـ56-63. [63] الأبصلمودية الكيهكية، طبعة إقلاديوس بك لبيب، سنة 1627ش-1911م، صـ33-147، وهي في الواقع عادة عند الكثير من واضعي ومؤلفي الإبصاليات القبطية. [64]كان هذا الرهب أحد الأربعة رهبان الأقباط الذين درسوا بالمدرسة اللاهوتية اليونانية بأثينا في بداية القرن العشرين، راجع مقالة للمؤلف "بعثة الرهبان الأقباط لبلاد اليونان (1900-1904م)"، أسبوع القبطيات الثامن بكنيسة السيدة العذراء بروض الفرج، سنة 1716ش- 1999م، صـ 262-269. [65] الأبصلمودية الكيهكية، صـ 33، هامش (1). [66]علمت أثناء إعداد هذه المقالة أن الأخ العزيز سامح فاروق حنين المعيد بكلية الآداب جامعة القاهرة، قد أعد بحثًا فيلولوجيًا حول هذه الإبصالية، لذلك سوف لا أتعرض لهذا الموضوع منعًا للتكرار. [67]المخطوطة 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 121ج [...وعند انتهاء الأرباع يرتل الشمامسة والموجودين بهذه الإبصالية تصنيف القس سركيس ولها طريقة معروف به...]. ومما هو جدير بالذكر أن ناسخ هذه المخطوطة هو القمص منصور بن القس اسحق كاهن كنيسة الأمير تادرس المشرقي بحرات بني وايل (وهي الكنيسة المجاورة لكنيسة الشهيدين أباكير ويوحنا)، وتاريخ نسخها يوم الأربعاء (عيد) النيروز سنة 1226 ش (29/8/1509م)، وبها كثير من الأحداث التي اشترك فيها الناسخ في الفترة بين عامي 1476-1509م، أي أنه كان معاصرًا للقس سركيس، بالتالي شهادته ثقة. كما يؤكد العالم الألماني الأب جورج جراف نفس المعلومة، راجع: Graf, op. cit. [68] [...هولاى طروحات مستجدة تقال في شهر كيهك على السبعة والأربعة خارجًا عن المدون في البيعة لأجل عزا الشعب الذي بالبيعة وقيام نظام البيعة الرب يديم تعميرها...] المخطوطة 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 23ظ، [...هولاى طروحات (عربي) تقال في شهر كيهك على السبعة والأربعة في صلاة نصف الليل زيادة عن المدون لأجل كثرة الشعب عزا للقاريين وبهجة لقيام نظام البيعة...] المخطوطة السابق، الورقة 71ج. [69] الأبصلمودية السنوية، صـ 63 (الحاشية). [70] (... وقد تنيح فخر الدولة صركيس المشار إليه بعد أن تكرز قساَ على البيع القبطية بالقدس الشريف وخدم في الكهنوت وتكريزه من يد الحقير مسطر هدا الحروف...)، والكلام هنا للبابا يوأنس نفسه، المخطوط 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. [71] (... وكانت نياحته في فصح سنة 1208 نيح الله نفسه ونور رمسه...) المخطوط السابق، علمًا بأن عيد القيامة سنتها كان موافقًا يوم الأحد 15/4/1492م. [72](... خامس برمهات سنة 1209ش وذلك بعد نياحة القمص ارميا بمدة وكذلك ابنه سركيس...)، المخطوط 886 مسلسل / 322 طقس بمكتبة البطريركية بالقاهرة، وبالورقة 36ج. [73] راجع المخطوطات: 741 مسلسل / 347 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة، الورقة 274ظ، 46 عربي الفاتيكان، الورقة 136ج. [74] المخطوط 109 مسلسل / 8 طقس (38 طقس بترقيم آخر) بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالإسكندرية، الورقة 179 ظ، 232ج. [75] على سبيل المثال لا الحصر: المخطوط رقم 3 قبطي بالمكتبة الوطنية النمساوية بفيينا، تاريخ نسخه يوم الجمعة العاشر من بشنس 1202 ش (5 مايو 1486 م)، وهو عبارة عن إبصلمودية وقف دير القديس الأنبا مقار ببرية شيهيت (الورقة 127ج). وهو لا يشمل أي من تلك الإبصاليات. [76] المخطوط 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 121ج [...وعند انتهاء الارباع يرتل الشمامسة والموجودين بهذه الإبصالية تصنيف القس سركيس ولها طريقة معروف به...]. والمقصود بهذه الإبصالية: إبصالية الثلاثة فتية. [77] الهامش السابق. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
الأنبا يوأنس بن شنوده | الأنبا يوأنس ابن الأسقف في هذه المقالة[1] سوف نلقي الضوء على شخصيتين من أفاضل أحبار كنيستنا في القرن الخامس عشر الميلادي. أولهما الأنبا يوأنس بن شنوده الذي كُتب عنه فيما سبق بلغات أجنبية[2]، مما حَرَمَ قُراء العربية من التعرف على شخصيته المهمة. كما أنه خُلط بينه وبين أسقف آخر حمل نفس الاسم، وجُعلا شخصًا واحدًا وهو الأنبا يوأنس ابن الأسقف خرستوذولو وربما كان ذلك الخلط لاشتراكهما في نفس الاسم، وتعاقبهما على نفس الإيبارشية، بينما كان لكلًا منهما ملامحه الخاصة، وشخصيته المستقلة، كما سوف نأتي بالشرح. ومن ثم آثرت نشر هذه المقالة عنهما، ولاسيما أنَّ المكتوب عنهما لا يتناسب مع مقدارهما، وجهادهما في مجاليّ إكرام القديسين، والإمنوغرافيا القبطية. ومن خلال هذا المقال سوف تُنشر لأول مرة معلومات عنهما بلغة الضاد (لمنفعة قارئيها)، مع موجز سريع عن حياتهما حسب ما أُتيحت ليّ فرصة جمع معلومات عنهما. _____ الحواشي والمراجع(*) ملاحظة: هذه المقالة تم نشرها بمجلة الكرمة الجديدة، العدد الثالث (2006م)، ص 219- 230. [1] كان لما نُشرت المقالة السابقة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا"، والتي كانت بعنوان "القمص إرميا الناسخ والقس سركيس"، بمجلة الكرمة الجديدة، العدد الثاني 2005م، ص 231-247. قد لاقت استحسان وثناء الكثيرين، وخصوصًا مجموعة من المتخصصين في علم القبطيات بمصر والخارج. الأمر الذي شجعني وجعلني أستكمل نشر باقي مقالات هذه السلسلة رغم عدم إتمام إعدادها بالصورة الأكاديمية اللائقة، لذلك أقبل بكل صدر رحب أي نقد بنّاء، أو أي ملاحظة علمية تُضيف إليها جديدًا. [2] الدراسات السابقة عن هذه الشخصية، راجع: - Georg Graf, Geschichte der chrislichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica Vaticana, الترجمة العربية للأب د. كامل وليم، غير منشورة. Città del Vaticano. - Youhanna Nessim Youssef, "Jean ةvêque d'Assiut, de Manfalut et d'Abu Tig et ses activités littéraires", ةtudes Coptes VIII, Association Francophone de Coptologie, Lille- Paris, pp. 311-318. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
أنبا يوأنس بن شنودة (1430-1460م؟)
أولًا: أسمه ولقبه: من المخطوطات المختلفة نرى اسمه مسجل هكذا: + أنبا يونس أسقف أسيوط ومنفلوط [3]. + الأب الأسقف المكرم أنبا يونس أسقف أسيوط والشرق وما أضيف إليه المعروف بابن شنوده[4]. + يونس خادم الشعب المسيحي الارتدكسى بكرسي مدينة سيوط ومنفلوط وبوتيج وشرق الخصوص وما أضيف إليهم[5]. + الأسقف أنبا يونس ابن شنوده أسقف كرسي سيوط وبوتيج ومنفلوط وشرق الخصوص[6]. + الأب الأسقف المكرم انبا يونس الاسيوطى[7]. + أنبا يونس الأسيوطي[8]. + الأب الأسقف أنبا يونس ابن شنودة المعروف بالخولى[9]. - أما ذكر اسمه بخط يده فكان هكذا: + أنا الحقير المخاطب لمحبتكم... خادم الشعب المسيحي بمدينة أسيوط[10]. ونفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي: أ. والده بالجسد كان يُدعى شنودة المعروف بالخولي. ب. غير أن البعض يرى أن لقب (ابن شنوده) يعني أنه كان أحد رهبان دير الأنبا شنودة بسوهاج[11]. ج. في البداية كانت إيبارشية الأنبا يوأنس تشمل أسيوط ومنفلوط فقط[12]. د. أضيفت إلى الإيبارشية في زمنٍ ما إيبارشية أو إيبارشيات أخرى لضعفها أو لقلة عدد المؤمنين، بدليل قوله: (وما أضيف إليهم)[13]. ثانيًا: تاريخه: تذكر المراجع التاريخية أنه وُلد بناحية طوخ بكريمة المعروفة الآن باسم (دوينة) مركز أبوتيج ‑ محافظة أسيوط، وبهذه البلدة كنيسة أثرية على اسم القديس يوحنا المعمدان [14]. أما عن تاريخ رسامته فهو غير معروف بالتحديد، ولكن من الثابت أنه رُسم بعد سنة 1138ش (1421م) لأن في هذه السنة كان أسقف كرسي أسيوط: أنبا غبريال الشهير بابن كاتب القوصية الذي كان رئيسًا لدير أبي مقار، وهو الذي اشترك مع أنبا ميخائيل الغمري أسقف سمنود في رسامة البطريرك السرياني الأنطاكي مار باسيليوس بهنام الأول بكنيسة الشهيد العظيم فليوباتير مرقوريوس الشهير بأبي سيفين، بحارة البطريرك بمصر القديمة[15]. https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Paris-36g.jpg St-Takla.org Image: Page 36g from Coptic manuscript #32 from the French National Library, Paris ومن مخطوط أخر نعرف خبر جديد عنه، وهو أنه عمل على نقل جسد الشهيد مار يوحنا الهرقلي إلى بيعتهُ (بقرية) أم القصور (بمركز منفلوط)، وذلك في يوم الخميس 19 أمشير سنة 1148ش (الموافق 14 فبراير 1432م)، وذلك من دير السيدة العذراء ومار مينا المعروف بمغارة شقلقيل (والمعروف الآن بالدير المعلق). وقد جعل هذا الأسقف سعيه لإتمام هذا العمل مكتومًا في قلبه سنتين من الزمان أو أكثر[16].صورة في موقع الأنبا تكلا: الورقة 36ج من المخطوط 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس. وبالتالي من هذا نفهم أن "أنبا يوأنس" كان أسقفًا من نحو سنة 1430م أو ما قبلها بقليل. علمًا بأن في عهده أستشهد الشهيد الجديد "بسطوروس"، يوم الجمعة الموافق 28 برمودة 1150ش (23 أبريل 1434م)[17]. بينما لم يكن حاضرًا طبخ الميرون المقدس الذي تم بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة سنة 1177ش (1461م) في عهد البابا متاؤس الثاني (الـ90) [1169-1182ش= 1452-1465م][18]. حيث يذكر كاتب مخطوط الميرون في هذه المرة ما يلي: "تم تسلم أبونا القس الأسعد ابرهيم البزار المعروف بابن عم الأب الأسقف المكرم أنبا يونس أسقف أسيوط المعروف بن شنودة المتنيح نيح الله نفسه في الأحضان الإبراهيمية ويرحمنا بصلاته... "[19]. أي أن أخباره المعروفة لدينا حتى الآن، محصورة في الفترة بين سنتي 1430-1460م، وذلك كما سوف نأتي بالشرح. ثالثًا: أعماله: 1. إبصالية الأحد السنوي للسيدة العذراء: وضع إبصالية آدام للسيدة العذراء مطلعها: Aina\; eqbe vai > aicaji 'en oujom..، وتُقال على ثيؤطوكية يوم الأحد في شهر كيهك، وذلك بشهادة مخطوط ترتيب البيعة الذي يقول: "إبصالية تصنيف الأب الأسقف المكرم أنبا يونس أسقف أسيوط والشرق وما أضيف إليه المعروف بابن شنوده" [20]. ثم صارت هذه الإبصالية تُرتل في اليوم الحادي والعشرين من شهر توت، وفي اليوم الحادي والعشرين من كل شهر قبطي[21]. وفي النهاية استقر بها المطاف كإبصالية أولى تُقال على ثيؤطوكية يوم الأحد على مدار السنة، وقبل الإبصالية الأساسية ليوم الأحد والتي تُرتل على اسم ربنا يسوع المسيح[22]، والتي تبدأ بعبارة Aikw; ~ncwk > 'en ~p]wk ~mpa\ht... علمًا بأن أقدم نسخة نعرفها الآن من إبصالية العذراء ترجع لسنة 1160ش- 1444م[23]، وهي موجودة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في قسم كلمات الألحان. ومن الطريف أن الطبعة الأولى لكتاب الإبصلمودية السنوية المقدسة والتي ظهرت بروما سنة 1764م بواسطة الأسقف القبطي الكاثوليكي روفائيل طوخي، لم تكن تحوي هذه الإبصالية. بينما نُشرت للمرة الأولى سنة 1624ش- 1908م مرتين في كتاب الإبصلمودية السنوية المقدسة، طبعة القس مينا البرموسي وكيل بطركخانة إسكندرية[24]، وطبعة إقلاديوس يوحنا لبيب[25]، مما يُثبت أن هذه الإبصالية قد تكون مضافة حديثًا في سياق تسبحة نصف الليل السنوية. ولكن الأمر المُلفت للنظر، أن إقلاديوس لبيب عندما طبع كتاب الإبصلمودية الكيهكية سنة 1627ش-1911م، لم يضع هذه الإبصالية بعد الهوس الرابع وقبل الإبصالية الآدام التي لربي يسوع المسيح على ثيؤطوكية يوم الأحد. التحليل النقدي لإبصالية الأحد (الأولى): أ- تتشابه مع الكثير من إبصاليات الأيام السنوية من حيث تركيبها الخارجي، فهي تتكون من 32 ربع، كل رُبع بها يبدأ بكلمة تبدأ بحرف من الحروف القبطية بالترتيب، من الـA إلى الـ:، وتتشابه في ذلك مع إبصاليتي السبت والأحد (الثانية) السنوية، ومعظم إبصاليات الأيام الكيهكية، مما قد يعني أنهم ينتمون لفترة زمنية متقاربة. ب- بها الكثير من الإقتباسات في المجال اللغوي، أي المفرادات والعبارات والتراكيب، من ثيؤطوكية يوم الأحد[26]. ولعل هذا يُفسر سبب انتساب هذه الإبصالية لتسبحة يوم الأحد السنوية كإبصالية أولى، دون غيره من الأيام. 2. اشتراكه في وضع قطع كيهكية: أ. وضع بعض قطع قبطية وهي: تفاسير واطس علي ثيؤطوكية يوم السبت }atywleb.. [27]، القطعة الأولي منها تبدأ بعبارة:Ic jen swrp sa rohi mm/ni..، والقطعة الثانية تبدأ بعبارة:.. Wou niben nem taio niben، والقطعة الثالثة تبدأ بعبارة: Al/ywc teoi nhukanoc..، وهكذا... أي أنها تبدأ كل قطعة بحرف من حروف اسمه باللغة القبطية Iwann/c بالترتيب. ومما هو جدير بالذكر أن هذه المعلومة وردت بوضوح بإحدى المخطوطات المعاصرة له[28]، بينما الأبصلمودية الكيهكية طبعة إقلاديوس لبيب تذكر اسم مؤلف هذه القطع المعلم يوحنا[29]، ومخطوط "ترتيب البيعة" السابق الذكر، ينسبها للمعلم يوحنا القليوبي[30]. ب. وضع سبع قطع تفسير على الثمانية الأجزاء الأولى فقط من ثيؤطوكية يوم الأحد Cemou]..، وأيضًا تبدأ كل قطعة بحرف من حروف اسمه بالترتيب Iwann/c، ولعل هذا ما يُفسر وضعه ثمانية قطع فقط (بعدد حروف اسمه قبطيًا) ولم يُكمل بوضع قطع على باقي أجزاء الثيؤطوكية عينها. ومن الطريف أيضًا أن إقلاديوس يوحنا لبيب ينسب تلك القطع الثمانية للمعلم يوحنا أيضًا[31]. أعمال غير ثابتة النسبة إليه: ينسب العالم الألماني المشهور الأب G. Graf، هذه الأعمال له دون أن يذكر المرجع الذي استمد منه تلك المعلومة. فيذكر تحت اسم "الأنبا يوحنا الأسقف" (دون تحديد زمان ولا مكان رئاسته) ما يلي: أ- تسع قطع مدائح عربي تُقال على ثيؤطوكية يوم السبت تُقال في عشية آحاد الصوم الكبير [32]، أولها: «الصوم والصلاة يُخرجان الشيطان والزهد يهزم طغيانه...». ب- كذلك مديح الأحد الخامس من الصوم الكبير[33]، أوله: «الصوم نوره مشرق دائم والملائكة تفرح بالصايم...»[34]. رابعًا: اشتراكه في أعمال كنسية أخرى: في تدشين هيكل الملاك غبريال بكنيسة الملاك ميخائيل بالخندق: اشترك مع البابا يؤنس الحادي عشر (الـ89) [1143-1168ش = 1427-1452م] في تدشين هيكل الملاك غبريال بحري بيعة الملاك ميخائيل بالخندق (المعروفة بدير الملاك البحري، بحدائق القبة الآن). وقد كتب هذا الأسقف ميمرًا مطولًا لهذا التكريز، ذكر فيه أسماء الآباء الأساقفة الحاضرين، وهم الأب البطريرك السابق الذكر وأنبا ميخائيل أسقف أطفيح وأهناس المدينة، والناسخ (أي أنبا يوأنس) في يوم 26 بؤونه. [35]، ولكن للأسف دون تحديد تاريخ التدشين بالكامل. ولما كان قد حدث لبث من أحد الباحثين إذ خلط بين شخصية الأنبا يوأنس بن شنوده السابق الذكر وبين شخصية سَميه الأنبا يوأنس ابن الأسقف خرستوذولو وكلاهما كانا أسقفًا على نفس الإيبارشية أي أسيوط ومنفلوط وشرق الخصوص وأبوتيج وما أضيف عليها، وفي الغالب كانا متعاقبان على هذا الكرسي. لذا آثرتُ ولإتمام الفائدة أن أستعرض بعض المعلومات عن شخصية الأنبا يوأنس ابن الأسقف. _____ الحواشي والمراجع[3] مخطوط 740 مسلسل/286 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، الورقة 46ظ. [4] مخطوط 742 مسلسل/ 73 طقس بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، علمًا بأن هذه المخطوطة تحوي ترتيب البيعة، وقد نشرها المتنيح الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها بنفس العنوان سنة 2000م، راجع الكتاب المذكور، ص 54. [5] مخطوط 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 36 ج. [6] المخطوط السابق، الورقة 191ج. [7] مخطوط 98 مسلسل/23 تاريخ بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة، الورقة 26ظ. [8] المخطوط 621مسلسل/80 تاريخ بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، الورقة 114ج. [9] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (وحاليًا بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون)، الورقة 64ج. [10] المخطوط 98 مسلسل/23 تاريخ بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة، الورقة 26ظ. [11] Youhanna Nessim Youssef, op. cit., p. 316. [12] المخطوط 98مسلسل/23 تاريخ (السابق الذكر) ورقة 26 ظ؛ والمخطوط 621 مسلسل/80 تاريخ (السابق الذكر)؛ والمخطوط 302 مسلسل/298 لاهوت (السابق الذكر)، ورقة 62ج. [13] المخطوط 740 مسلسل/286 طقس (السابق الذكر)، ورقة 46ظ، 127ظ. [14] دوينة: من البلاد القديمة كانت تتبع طوخ بكريمة التي تجاورها وقد وردت في كتاب قوانين الدواوين من الأعمال الأسيوطية باسم طوخ الخراب، وفي دليل سنة 1804م، ورد أن طوخ بكريمة تعرف بدونية. كان بها بيعة أثرية على اسم القديس يوحنا المعمدان، وردت قصة نشأتها بمخطوطة من القرن الثامن عشر، ونلخصها فيما يلي: كانت شابة عذراء ابنة أرخن غني في مدينة الإسكندرية وكانت وحيدة لوالديها، خُطبت لشاب غني مثلها وهُيأ لها العرس، وفي الليلة التي سبقت الزواج رأت القديس يوحنا المعمدان في رؤيا بمجد عظيم. ولما سافر البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ32 (385-412 م.) إلي الصعيد ورافقته العذراء وكانت تبني الكنائس علي اسم القديس يوحنا المعمدان من مالها الخاص ولما وصلت إلي غربي قرية بكريمة أعجبها المكان وشرعت في بناء كنيسة علي اسم يوحنا المعمدان، وتم البناء في اليوم الثاني من شهر توت. ولما أعلمت الأب البطريرك، فَرِحَ كثيرًا وباركها وأرسل الآباء الأساقفة المتاخمين لها لتكريزها، ولما تم التكريز يوم 2 كيهك قد أتخذتها كدير تنسكت فيه مع بعض العذارى، ولما خربت بكريمة عمر عوضها قرية تُدعى دوينة وتفسيرها الوحيدة. ولما تنيحت العذراء الناسكة دُفنت فيها. والكنيسة لا تزال قائمة حتى اليوم. هذه المعلومات نقلًا عن ميمر بمخطوط نسخة الشماس صليب بن معتوق بن مكر(م) الله المهندس ابن القمص يوحنا خادم كنيسة أبو سرجة بمصر المحروسة بخط قناطر السباع تاريخه 1479ش-1763م، راجع: مقالة القمص ميصائيل بحر، "تاريخ أبوتيج"، مجلة رسالة المحبة، العددان 9،10، نوفمبر وديسمبر 1983م- هاتور وكيهك 1700ش، السنة 49، ص 276-277، والمخطوط 109 مسلسل / 486 تاريخ، بالمتحف القبطي بالقاهرة، راجع، سميكه، فهرس المخطوطات القبطية والعربية، ص 58. ومن الطريف أن المؤرخ العّلامة المقريزي يذكر في مؤلفه الشهير المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، تحت اسم دوينة، ما يلي: "ناحية دوينة (بها) كنيسة على اسم بو يحنس القصير وهى قبة عظيمة وكان بها رجل يُقال له يونس عمل أسقفًا وأشتهر بمعرفة علوم عديدة فتعصبوا عليه حسدًا منهم له على علمه ودفنوه حيًا وقد توعك جسمه" كذا، راجع طبعة الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة الذخائر 54، ج 4، سنة 1999م، ص 519. وبالتأكيد المقريزي لا يقصد شخصية الأسقف الذي نحن بصدده الآن، حيث أنه (أي المقريزي) توفى سنة 845هـ (= 1442م)، بينما الأنبا يوأنس الذي نحن بصدده تنيح حوالي سنة 1460م. [15] مخطوطة 286 طقس (السابق الذكر)، الورقة 16ج، 41ظ. [16] مخطوط 621 مسلسل/80 تاريخ (السابق الذكر)، الورقة 114ج. [17] مخطوط 621 مسلسل/80 تاريخ (السابق الذكر)، الميمر الرابع، الورقة، راجع: كتالوج سميكة، ص 280. [18] المخطوط 740 مسلسل/286 طقس (السابق الذكر)، الورقة 46ظ، 127ظ؛ المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر). [19] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر)، الورقة 63ج، 64ج. [20] مخطوط 742 مسلسل/ 73 طقس (السابق الذكر). [21] كتاب الإبصاليات والطروحات الواطس والآدام المُستعمل تلاوتها في جميع كنائس الكرازة المرقسية، طبعة القمص فيلوثاوس المقاري، المعلم ميخائيل جرجس، مطبعة القديس مكاريوس بمصر القديمة، سنة 1630ش 1913م، صـ 66-70. [22] فالتقليد الأرثوذكسي يقضي أن تكون الإبصالية ترتيلة تًتلى لاسم ربنا يسوع المسيح كعبادة، بينما الثيؤطوكية تُرتل لوالدة الإله القديسة العذراء مريم كتمجيد وإكرام. [23] مخطوط 742 مسلسل/ 73 طقس (السابق الذكر). [24] راجع كتاب الإبصاليات السابق الذكر، ص 97-102. [25] المرجع السابق، صـ 93-98. Youhanna Nessim Youssef, op. cit., p. 316-317. [26] [27] الأبصلمودية الكيهكية، طبعة إقلاديوس يوحنا لبيب، سنة 1627ش-1911م، صـ 35، 51، 65، 78، 92، 106، 119، 133، 147. [28] المخطوط 32 قبطي باريس، (السابق الذكر)، الورقة 36ج. [29] الإبصلمودية الكيهكية، صـ 793-795، 802-804، 809-811، 817-819، 825-827، 832-834، 868-871. [30] من الطريف أن مخطوط ترتيب البيعة تنسب قطع تفاسير سامودي لليالي الأحاد للمعلم يوحنا القليوبي، راجع الكتاب المنشور لهذا المخطوط، ج2 صـ 52، وهي قطع منشورة بالإبصلمودية الكيهكية من صـ 793-832، وهي قطع شديدة الشبه بقطع الأنبا يوأنس، فلعل من هنا جاء الخلط. [31] الإبصلمودية الكيهكية، ص 793. [32] كتاب المدائح الروحية حسب طقوس الكنيسة القبطية جمع وتنقيح وتهذيب وترتيب المعلم فرج عبد المسيح مرتل كنيسة السيدة العذراء بروض الفرج والأرشيدياكون (كذا) جميل توفيق إبراهيم رئيس شباب مار جرجس بالقللي (القس إبراهيم فيما بعد، بكنيسة الأنبا بولا بأرض الجولف)، ط1 سنة1675ش=1959م، صـ311-317. [33] المرجع السابق، صـ353-ص356. [34] راجع، جراف، مرجع سابق. [35] داود، نبيه كامل، تاريخ كنيسة الملاك ميخائيل البحري، ص 33-34، وذلك نقلًا عن المخطوط 98 مسلسل/23 بكنيسة العذراء بحارة الروم، الورقة 26ظ ؛ والمخطوط 48 طقس بمكتبة المتحف القبطي بالقاهرة، راجع: Mohamed Fathy Khorshid, “Study of the Arabic manuscript (Maimar) in the Coptic Museum, Cairo: No. 48-Liturgy”, BSAC 39, 2000, pp. 149-156. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
أنبا يونس ابن الأسقف (1461-1481 م؟) أولًا: أسمه ولقبه:من المخطوطات المختلفة نرى اسمه مسجل هكذا: + أنبا يونس ابن الأب الأسقف أنبا اخرستوذولوا بكرسي أسيوط[36]. + الأب الأسقف المكرم أنبا يونس ابن الأب الأسقف أنبا اخرستوذولوا أسقف مدينة سيوط ومنفلوط والشرق وابوتيج[37]. + أنبا يونس أسقف سيوط ومنفلوط وبوتيج[38]. - أما ذكر اسمه بخط يده فكان هكذا: + الحقير يونس خادم الشعب الارتدكسى بكرسي مدينة سيوط ومنفلوط وشرق الخصوص[39] وما أضيف إليه[40]. نفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي: أ. كان أبنًا لأحد الآباء الأساقفة، الذي كان يحمل اسم خرستوذولوس (عبد المسيح)، غير أن مكان أسقفيته مجهول لدينا الآن. ب. من المحتمل أن يكون هذا الأسقف كان على إيبارشية إسنا مسقط رأس الأنبا يوأنس (كما سوف نأتي بالشرح). ج. كان خلفًا (في الغالب مُباشرًا) للأب الأسقف الأنبا يوأنس بن شنودة على نفس الإيبارشية الواسعة المترامية الأطراف، بما أًضيف إليها من إيبارشيات أُخرى. ثانيًا: نشاطه:1. اشتراكه في تقديس الميرون المقدس سنة 1177ش: اشترك هذا الأب الأسقف ضمن ستة أساقفة معاصرين له في عمل الميرون المقدس بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة سنة 1177ش (1461م) في عهد البابا متاؤس الثاني الـ90 [1169-1182ش= 1452-1465م][41]، وقد وقع بخطه على مخطوط الميرون، وقد وقع بمخطوط الميرون قائلًا: "حضرت طبخ الميرون المقدس / (و) تكريزه بالكنيسة المذكورة في خدمة / (الأب) البطريرك المشار إليه في التاريخ / المدكور ظاهره وكتبه الحقير يونس / خادم الشعب الارتدكسى بكرسي / مدينه سيوط ومنفلوط وشرق الخصوص / وما أضيف إليه شاكرًا الرب سبحنه" كذا. وللآسف خلط البعض بينه وبين الأسقف السابق الذكر، ولكن الحقيقة أن المخطوطات التي دونت خبر طبخ الميرون في هذه المرة أوضحت ذلك، أي أنه غير أنبا يوأنس ابن شنودة، حيث يذكر كاتب المخطوط ما يلي: "تم تسلم أبونا القس الأسعد ابرهيم البزار المعروف بابن عم الأب الأسقف المكرم أنبا يونس أسقف أسيوط المعروف بن شنودة المتنيح نيح الله نفسه في الأحضان الإبراهيمية ويرحمنا بصلاته... "[42]. 2. حضوره مجمع كنسي للنظر في بعض المسائل الكنسية: كذلك اشترك في مجمع الأساقفة الذي دعي إليه البابا غبريال السادس الغرباوي الشهير بابن قطاع العصفور الـ91 [1182-1191ش= 1466-1474م] بالقاهرة - - وذلك للنظر في مسائل وأجوبة في الأملاك والتزوج والتسري والميراث في أقوال الآباء القديسين معلمي البيعة. ومما هو جدير بالذكر أنه توجد بمكتبة الدار البطريركية القبطية بالقاهرة عدة نسخ لأعمال هذا المجمع، أقدمهم يرجع تاريخ نسخة ليوم 15 مسري 1410ش (= الأربعاء 18/8/1694م) [43]، وكان ترتيبه السادس بين السبعة الأساقفة الذين حضروا هذا المجمع[44]. 3. أحضر جسد الأمير تادرس للقاهرة: أحضر جسد الشهيد المكرم الأمير تادرس الإسفهسلار ابن يوحنا المصري من ديره بناحية بسرى (بُصره- شُطب)، صحبة أبونا إسحق رئيس الدير والتاج رشيد، إلى كنيسة الشهيد العظيم تادرس الإسفهسلار (المشرقي) ببابليون مصر بحرات بني وايل (خرطة الشيخ مبارك بمصر القديمة الآن)، وذلك على عهد القمص (جرجس) الشمس أبو المنصور بن القس التاج إسحق الحكيم المصري كاهن كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، وذلك كان ليلة العشرين من شهر هاتور سنة 1198ش (الموافق الأحد 16/11/1481م) [45]. 4. وضع سير بعض الشهداء القديسين: أ. وضع ميمر يشرح فيه سيرة وجهاد شهداء مدينة إسنا، وقد ورد هذا الميمر في خمس مخطوطات حسب علمنا حتى الآن، هم:- 1. المخطوطة 153 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 438ج-445ج، تاريخها 28 كيهك 1372 ش- 1655م[46]. 2. المخطوطة 780 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، تاريخهما 1236 ش-1520م[47]. 3. المخطوطة 638 مسلسل/ 44 تاريخ بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، الورقة 55 ظ[48]. 4. مخطوطة محفوظة بكنيسة دير الشهداء بإسنا، وقد طُبعت في كتاب باسم "عظة الأحفاد في تاريخ الشهداء الأمجاد"، ولكن للآسف باسم أنبا بولس أسقف أسيوط، وهذا خطأ. ومما هو جدير بالذكر أنه في هذا الميمر بعض الإشارات على أن الأنبا يوأنس على دراية كاملة بالتقاليد المحلية المتبعة بمنطقة هؤلاء الشهداء القديسين (إسنا)، مما قد يُعني أن أصله كان من تلك المنطقة[49]. وفي الختام كانت هذه المقالة مجرد محاولة لتأريخ وتسجيل جهاد شخصين كانت لهما أيادٍ بيضاء في مجالي إكرام القديسين والإيمنوغرافية القبطية في القرن الخامس عشر الميلادي، فأثريا بذلك حقل الإبداع القبطي بصفة عامة، ومجال التسبيح في شهر كيهك بصفة خاصة. _____ الحواشي والمراجع[36] مخطوط 740 مسلسل/286 طقس (السابق الذكر)، الورقة 127ظ. [37] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر)، الورقة 57ظ-58ج. [38] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر)، الورقة 64ج. [39] "شرق الخصوص" أي المقصود به مدينة ومركز "أبنوب" بمحافظة أسيوط حاليًا. [40] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر). [41] المخطوط 740 مسلسل/286 طقس (السابق الذكر)، الورقة 46ظ، 127ظ؛ المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة، (السابق الذكر). [42] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة (السابق الذكر)، الورقة 63ج، 64ج. [43] المخطوط 302 مسلسل/298 لاهوت بالمكتبة البطريركية بالقاهرة، الورقة 62ج. [44] وفيما يلي أسماءهم حسب ترتيب أقدمية الرسامة:1. أنبا ايساك المنياوى الكبير (أسقف منية القديس أبا فيس) 2. أنبا غبريال السوهاجى (أسقف ابصادي) 3. أنبا ايساك التلاوى (أسقف سندفا والمحلة) 4. أنبا غبريال النقادي (أسقف قفط) 5. أنبا ميخاييل المحرقي (أسقف القوصية) 6. أنبا يونس الاسيوطى (أسقف أسيوط ومنفلوط وشرق الخصوص وأبوتيج) 7. أنبا يونس الفيومى (أسقف الفيوم). [45] المخطوط 32 قبطي باريس، (السابق الذكر)، الورقة 191ج. [46] G. Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, les Manuscrits Chretiens, tome I, Paris 1972, pp. 124-127. ومما هو جدير بالذكر، أن العالم Paul Sbath أشار في مقال له بعنوان Monuscrits Arabesd, Auteurs Coptes، في مجلة جمعية الآثار القبطية،Bullin de la Societe l'Archeologie, vol. V, 1939, p. 170، غير أن العالم Sbath أخطأ حينما نسب الأنبا يوأنس إلي القرن الـ13 الميلادي، لكن الأصح أن الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها هو واحد من أشهر رجالات القبط في القرن الـ15 كما أثبتنا من خلال هذه المقالة. [47] Troupeau, op. cit. [48] وهى مخطوطة ترجع للقرن السابع عشر الميلادي، مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة الإسكندرية وأديرة القطر المصري، ج 1، القاهرة 1939، غير أن الفهرس يذكر اسم واضع الميمر خطأً باسم الأنبا بولس أسقف أسيوط ولكن صحته، أنبا يوأنس، ص 289. [49] Youhanna Nessim Youssef, op. cit., p. 315. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
الأنبا مرقس القليوبي | القس غبريال المتطبب من البديهي أن معظم سير الشهداء والقديسين الأوائل، كُتبت أولًا باللغات القديمة التي كانت متداولة وقتهم، سواء كانت اليونانية (الرومية) أو القبطية بمختلف لهجاتها. ثم قام مجموعة من ذوي المعرفة باللغات المختلفة بترجمتها إلى اللغة العربية، خصوصًا لما سادت تلك الأخيرة مقابل تقهقر اللغات الأخرى تدريجيًا. غير أن كتب التاريخ لم تَجُدْ علينا بذكر أسماء العدد الأكبر من هؤلاء المترجمين، إلا فيما ندر. حيث احتفظت لنا حنايا بعض المخطوطات باسم هذا الشخص أو ذاك من هؤلاء الجنود المجهولين. وفي مقالتنا هذه سوف نستعرض باختصار سيرة وأعمال اثنين من هؤلاء المترجمين، وهما أنبا مرقس أسقف المحلة وسخا المعروف بالقليوبي، والقس غبريال المتطبب أحد كهنة كنائس مدينة صِندفا الثلاثة. راجيًا أن يجد القارئ الكريم في هذه المقالة الشيء الجديد والمفيد، خصوصًا ولم يأتِ على ذكرهما أحد من قبل، سواء منفردين أو مجتمعين، لا في المراجع العربية ولا في الأجنبية. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
الأنبا مرقس أسقف المحلة وسخا (المعروف بـ القليوبي) (1305-1320م؟) اسمه: أنبا مرقس أسقف المحلة وسخا المعروف بالقليوبي. فكما هو واضح من لقبه، لعله كان من بلدة "قليوب". وهو بالتأكيد غير البابا مرقس الرابع الـ84 (1349- 1363م)، المعروف بالقليوبي أيضًا. تاريخه: - أخباره المعروفة لدينا حتى الآن، تنحصر بين عامي (1305-1320م)، أي أنه كان معاصرًا للأنبا يوأنس الثامن المعروف بابن القديس البابا الـ80 (1300-1320م) -وسيرته موجودة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- واشترك معه في عملية تقديس الميرون سنة 1021 ش (1305م) وكان ترتيبه الـ12 من بين الـ18 أسقف الذين حضروا تلك المرة. وقد اشترك في الصلوات بصفة عامة، وبقراءة البولس في قداس القربان يوم خميس العهد الموافق 20 برمودة (28 أبريل من السنة المذكورة) بصفه خاصة كما تذكر مخطوطات الميرون المختلفة[1]. - ولعله تنيح في أواخر سنة 1319م أو بداية سنة 1320م تقريبًا، حيث أن في شهر أبريل من السنة المذكورة حضر تقديس الميرون الأنبا بطرس أسقف سخا والمحلة (كذا) المرتسم حديثًا وقتها، الدليل على ذلك أن اسمه (أي الأنبا بطرس) جاء الأخير بين 26 مطران وأسقف الذين حضروا تلك المرة، إشارة على حداثة عهده بهذه الرتبة[2]. - ومن ثم عاصر هذا الأسقف موجة الاضطهادات العنيفة الشهيرة التي كانت في تلك الأيام، وبالتحديد من سنة 1301- 1346م والتي ذكرها العلامة المقريزي بالتفاصيل في موسوعته المشهورة "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"[3]. وكانت نتيجة هذه الموجه استشهاد عدد وفير من المؤمنين الذين انضموا إلى كوكبة الشهداء الجدد، مثل الشهيد "صنيعه"، والذي كان من أهل طوخ مثور[4]، من كرسي بنا[5]، والذي أكمل جهاده الحسن يوم الخميس 25 بؤونة سنة 1025 ش (19 يونيو 1309م)[6]. - ولعل الأنبا مرقس كان أحد رهبان دير القديس العظيم أنبا مقار بوادي هبيب، مفترضين هذا الرأي على أساس أنه قامت يومئذ حركة واسعة لترجمة التراث الكنسي بهذا الدير[7]. أو كان من رهبان دير القديس العظيم أنبا أنطونيوس بوادي العربة، محتملين هذا لنفس السبب السابق الذكر[8]. أعماله: - كان هذا الأسقف ملمًا باللغتين القبطية والعربية، والدليل على ذلك هو أنه ترجم الميمر الذي وضعه الأنبا ساويروس أسقف نستروه[9] (في ليلة 21 أمشير سنة 546 ش الموافق 15 فبراير سنة 830 م) عن القديس مرقس الإنجيلي الشهيد[10]. _____ الحواشي والمراجع :[1] راجع على سبيل المثال المخطوط 100 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 36 ج؛ كذلك راجع: كامل صالح نخلة، تاريخ بابوات الكرسي السكندري، ج 2، ص 33- 34. [2] راجع على سبيل المخطوط 100 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 38 ج؛ وكذلك راجع: كامل صالح نخلة، المرجع السابق، ج2، ص 34- 35. [3] راجع العلامة المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، طُبع ببولاق سنة 1270هـ. [4] بلدة طوخ مثور: موقعها الآن ما تُُعرف اليوم باسم "طوخ مزيد"، مركز السنطة محافظة الغربية. [5] بلدة بنا: كانت مقر لكرسي أسقفي في العصور الغابرة، وموقعها الآن ناحية بنا أبو صير، مركز سمنود محافظة الغربية. [6] راجع المخطوط 1566 عربي بالمكتبة الوطنية النمساوية بفيينا، الورقة 3 ظ. [7] حيث تذكر بعض المخطوطات الواردة من الدير المذكور قيام حركة ترجمة لبعض النصوص القبطية إلى اللغة العربية، راجع على سبيل المثال: المخطوط 651 مسلسل / 31 تاريخ بالمكتبة البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، نقلًا عن: نبيه كامل داود، "تاريخ ترجمة التراث الكنسي في الكنيسة القبطية بمصر من اللغتين القبطية والرومية إلى اللغة العربية"، أسبوع القبطيات السادس بكنيسة العذراء بروض الفرج، 1996م 1713 ش.، ص 41؛ كذلك المخطوط 145 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 38ج، 51ظ الذي يذكر ترجمة ميامر القديس يوحنا ذهبي الفم من القبطية للعربية. [8] راجع بعض المخطوطات الواردة من الدير المذكور، والتي تذكر قيام حركة ترجمة لبعض النصوص القبطية (باللهجة الصعيدية) إلى اللغة العربية في نهاية سنة 986 ش (1270م)، راجع على سبيل المثال: المخطوط 461 مسلسل / 289 لاهوت بالمكتبة البطريركية بالقاهرة، نقلًا عن: نبيه كامل داود، المرجع السابق، ص 40. مما هو جدير بالذكر أنه من إنتاج هذه الفترة أيضًا مجموعة من الميامر المترجمة من التراث البيزنطي، مثل: ميمر بكاء العذراء على قبر السيد المسيح (المنسوب خطأ للأنبا قرياقس أسقف البهنسا)، ميمر بيلاطس البنطي...، راجع: Samuel Rubenson," Translating the tradition: some remarks on the arabization of the patristic heritage in Egypt", Medieval Jewish ,Christian, and Muslim Culture Encounters in Confluence and Dialogue, vol. II, Leiden 1996, p. 12 [9] بلدة نستروه: كانت مقر لكرسي أسقفي في العصور الغابرة، وموقعها الآن غير معروف بالتحديد، ولكن بحسب ابن دقماق، كانت تقع بين البحر المالح والبحيرة، راجع: محمد رمزي، القاموس الجغرافي، ص 459. [10] راجع: نبيه كامل داود، مرجع سابق، ص 41؛ المخطوط 672 مسلسل/ 82 تاريخ بالمكتبة البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، كذلك راجع: مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة الإسكندرية وأديرة القطر المصري، الجزء الثاني- المجلد الأول، 1942، ص 307. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القس غبريال المتطبب (ق. 16؟) اسمه:- القس غبريال المتطبب، كان أحد كهنة كنائس مدينة صِندفا[11] الثلاثة، وهذه الكنائس الثلاث يُعرّفنا بها المؤرخ المشهور أبو المكارم من خلال كتابه المهم عن الكنائس والأديرة في القرن الثاني عشر الميلادي، وهي كما يلي: 1- كنيسة الشهيد (العظيم الأمير) تادرس، والتي كانت تحتفظ برفات بولس المعترف بالمسيح، المعروف بابن أبو الرجاء[12]. 2- كنيسة السيدة (العذراء)، 3- كنيسة (الشهيد العظيم) مار جرجس[13]. ورد اسمه لمرة واحدة ككاتب لسير بعض الشهداء الأقباط، بالمخطوط 1566 عربي بالمكتبة الوطنية النمساوية بفيينا[14]. تاريخه:غير معروف لدينا الآن بالتحديد زمن حياته أو نشاطه، حيث أن المخطوط (1566 عربي) السابق الذكر، ناقص البداية والنهاية، وبالتالي لا يحمل أي تاريخ على الإطلاق. ولكن من خلال المعلومة الوحيدة المذكرة عنه في المخطوط 236 عربي من المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس (الذي هو في الواقع تجميع لمخطوطين)، يمكننا تحديد زمن وجوده تقريبًا. حيث يذكر القس غبريال نفسه أنه ناسخ " ُمسطرها" بعض أوراقه[15]. فإذا عرفنا أن المخطوط يحمل أكثر من تاريخ، يتراوح بين عامي 1247-1307 ش (1530-1590 م)، ويشير إلى أنه قد نُسخت بعض محتوياته نقلًا عن مخطوطات كنيسة أبي سيفين بمصر القديمة في 21 كيهك سنة 1247 ش (= الثلاثاء 30 ديسمبر 1530 م) كما هو مدون بحاشية في الورقة 90 ظ[16]. نستنتج من هذا كله، أن القس غبريال المتطبب كان من رجالات القرن السادس عشر الميلادي. ومن جهة أخرى، من خلال اسمه ولقبه نستنتج أن عمله أولًا كان طبيبًا "متطبب"، والمتطبب بحسب المعاجم العربية: هو الشخص الذي يتعاطى عِلم الطِّب، ولعله احتفظ بهذا العمل حتى بعد سيامته الكهنوتية، بدليل احتفاظه بهذا اللقب في سني خدمته. أعماله: من أقدم ما نملك عن نشاطه وعمله بنساخة المخطوطات وترجمة سير القديسين، هو ما جاء بنهاية سيرة الشهيد العظيم أبانوب النهيسي، وردت بالمخطوط المذكور أعلاه (236 عربي/ باريس)، حيث تذكر الخاتمة لهذه السيرة ما يلي: "فسر/ ها من اللعه القبطيه إلى العربيه مسطر/ ها عبريال المتطبب احد قسوس كنايس سندفا"[17] كذا. أما العمل الثاني المعروف لدينا الآن والمنسوب له، فهو ميمر (سيرة) الشهيد الجديد "صنيعه"، الذي سبق وأشرنا إليه. حيث يذكر في بداية الميمر ما يلي: "ميمر نطق به المسكين الخاطي العاجز غبريال المتطبب أحد / خدام كنايس مدينه سندفا التلات على شهادة القديس الجليل / فارس المسيح وتلميذه المنتخب صنيعه من أهل طوخ مثور من كرسي / بنا الكاينه في يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر بوّيه سنه / الف وخمسه وعشرين للشهداء الابرار في بطريركية الاب البطريرك / انبا يونس عُرف بابن القديس الثمانون في بطاركة الاسكندرية / وأسقفية الاب الاسقف انبا مرقص عُرف بالقليوبي بمدينة / المحله بسلام من الله يشمل جميعنا الغايبين والحاضرين امين"[18] كذا. علمًا بأن هذا العمل هو المصدر الوحيد عن سيرة هذا الشهيد، على حد علمنا حتى الآن، ومع ذلك هذه السيرة للأسف ناقصة. أما العمل الثالث وهو غير مؤكد النسبة له، فهو ميمر (سيرة) الشهيد الجديد أنبا بسوره القس، الذي أكمل جهاده الحسن في الساعة السابعة[19] من نهار يوم الجمعة 6 برمهات سنة 1035 ش (2 مارس 1319م). علمًا بأن هذا العمل هو المصدر الوحيد عن سيرة هذا الشهيد، على حد علمنا حتى الآن. والسند الوحيد أن القس غبريال المتطبب هو صاحب هذا العمل، أن تلك السيرة وردت بنفس المخطوط الذي يحوي سيرة الشهيد "صنيعه" السابق الذكر[20]. ومن هذه السيرة (الناقصة أيضًا للأسف) نعرف أن هذا الشهيد كان شقيقًا بالجسد لأسقف، وهو (أي هذا الأب الأسقف) هو الذي كرز جسد أخيه أنبا بسوره القس شهيدًا لربنا يسوع المسيح (كما يذكر المخطوط)، وأودع جسده الطاهر بكنيسة السيدة العذراء بأشموم طناح[21]. غير أن المخطوطة لم تذكر اسم هذا الأسقف ولا اسم كرسيه صراحةً. وبتحقيقنا عن هذا الأسقف يتضح أنه "الأنبا بطرس أسقف أشموم طناح"، الذي حضر عملية تقديس الميرون المقدس للمرة الثانية في عهد البابا يوأنس الثامن المعروف بابن القديس البابا الـ80 (1300-1320م) -وسيرته موجودة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- والتي تمت بكنيسة السيدة العذراء بالمعلقة، وذلك سنة 1036 ش (1320م)، وكان ترتيبه الـ13 من بين 26 مطران وأسقف الذين حضروا تلك المرة[22]. وفي الختام كانت هذه المقالة مجرد محاولة لتأريخ وتسجيل جهاد شخصيتين كانت لهما أيادٍ بيضاء في مجال ترجمة التراث الكنسي وخاصةً ميامر وسير القديسين، فأثريا بذلك التراث المسيحي المكتوب بلغة الضاد بصفة عامة، وحقل الإبداع القبطي بصفة خاصة. _____ الحواشي والمراجع :[11] صِندفا: من مناطق حي ثاني مدينة المحلة الكبرى محافظة الغربية. وهي غير بلدة "صندفا الفار" التابعة لمركز بني مزار محافظة المنيا. وتعتبر منطقة "صِندفا" من أقدم المناطق بمدينة المحلة الكبرى، فقد ورد ذكرها في الكتب والخطط القديمة هكذا: (ان المحلة تتكون من جانبين محلة شرقيون وصندفا وتشغل مساكنها جنوب المحلة القديمة). ولفظة "صِندفا" (بكسر الصاد) هي في الأصل لفظة أعجمية، وتعنى البلاد الحامية أو الناجية، وذلك لأن مدينة المحلة في العهود القديمة قبل دخول العرب ضربها فيضان النيل وغمرها بالطين ولم تبق منها إلا هذه المنطقة. وتشمل صِندفا مناطق سويقة النصارى والمنسوب وأبو الحسن والتربيعة وبها مساجد قديمة، مثل مسجد ابو الفضل الوزيري، والإمام، وعبد ربه الشرنوبى، والصياد، والمنسوب، وأبو الحسن، والرديني، والروازقية، وأبوبكر الطرينى، وسبح الله. ويوجد بها كنيسة واحدة، هي كنيسة مار جرجس للأقباط الأرثوذكس، وهي كنيسة أثرية تجددت أكثر من مرة، آخرها سنة 1963م بهمة كاهنها يومئذ المتنيح القمص ميخائيل بشارة. [12] الواضح بن رجاء: وُلد غير مسيحيًا، وقبل الإيمان شابًا. عند عماده اختار لنفسه اسم "بولس"، لأنه صار شبيهًا ببولس الرسول من جهة اختياره للإيمان بعد مقاومته له. فقد اشترك في قتل مسيحي، وإذ ذهب ليحج ضل الطريق في عودته وصار في قلق شديد وحيرة، وإذ به يرى فارسًا يظهر له فطمأنه وأخذه على جواده خلفه ووجد نفسه بعد دقائق في فناءٍ فسيحٍ. هناك نام "الواضح" بعد أن اطمأن أنه داخل كنيسة، إذ رأى القناديل موقدة أمام أيقونات القديسين. وفي الصباح المبكر إذ دخل بواب الكنيسة كعادته لينظفها رأى الواضح فظنه لصًا، وأراد أن يستغيث غير أن الواضح روى له قصته. وإذ رأى أيقونة الشهيد العظيم مرقريوس الشهير بأبي سيفين عرف أنه هو الذي ظهر له، وانه جاء به إلى كنيسته ببابليون. التقي بكاهنٍ شيخ وأصرّ أن ينال المعمودية وأن يسمى "بولس"، وبحسب رواية القس (برصوم) شمس الرياسة أبي البركات بن كبر دُعى اسمه في المعمودية "يوحنا" وعنه نقل "الراهب فانسليب الدمونيكاني"، ولكن بحسب فهرس "الأب بولس سباط" دُعى اسمه في المعمودية "يوسف". تعرض "الواضح" لمتاعب كثيرة لكن الرب أنقذه. ثم ذهب إلى برية شيهيت وترهب بدير القديس مقاريوس الكبير. وإذ نما في النعمة جدًا سامه الأب البطريرك قسًا، فتعرض لمتاعب من العربان. ذهب إلى كنيسة الأمير تادرس ببلدة صِندفا، وصار يخدم هناك لمدة عامين بكل أمانة حتى تنيح حيث دفن في مقبرة وجدت داخل الكنيسة. وضع أربعة مؤلفات للدفاع عن الإيمان المسيحي لم تنشر بعد، دعاها: "كتاب التوضيح"، "نوادر المفسرين وتحريف المخالفين"، "كتاب الإبانة في تناقض الحديث"، و"هتك المحجوب". سجل لنا سيرته الشماس "ثيؤذورس" أحد أمناء سر البابا فيلوثاؤس الـ63 (979-1003م)، ثم أدمجها الأنبا ميخائيل أسقف تنيس ضمن سيرة البابا المذكور، راجع: Georg Graf, Geschichte der chrislichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica (الترجمة العربية للأب د. كامل وليم، غير منشورة)، صـ 48-49. Vaticana, Città del Vaticano. [13] أبو المكارم، تاريخ الكنائس والأديرة في القرن الثاني عشر الميلادي، ج. 1 الوجه البحري والقاهرة، طبعة الراهب صموئيل السرياني، بدون تاريخ، ص 52. [14] Gustav Flügel, Die Arabischen, Persischen und Türkischen Handschriften der Kaiserlich-Kِnlgilichen Hofbibliothek zu Wien, Dritter Band, Wien 1867. وعن هذا المرجع أشار Graf بمرجعه السابق الذكر إلى سيرة "الشهيد صنيعه" دون ذكر اسم مصنفها (أي القس غبريال المتطبب). [15] المخطوط 263 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 138 ظ. [16] مما هو جدير بالذكر أن المخطوط يذكر تاريخ آخر لترميم أوراقه بين يومي 24 توت إلى 21 بابه سنة 1307 ش (الخميس 4 أكتوبر - الأربعاء 31 أكتوبر 1590 م)، راجع: Gerard Troupeau , Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, Manuscrits Chretiens, tome I, Paris 1972, p. 230. [17] المخطوط 263 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 138 ظ. [18] المخطوط 1566 عربي بالمكتبة الوطنية النمساوية بفيينا، الورقة 3 ظ. [19] أي الساعة الواحدة ظهرًا بحسب التوقيت الحالي. [20] المخطوط 1566 عربي بالمكتبة الوطنية النمساوية بفيينا، الورقة 1 ج. [21] بلدة أشموم طناح: كانت مقر لكرسي أسقفي لفترة ما، وموقعها الحالي بلدة أشمون الرمان مركز دكرنس محافظة الدقهلية. [22] راجع على سبيل المخطوط 100 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 37 ظ؛ وكذلك راجع: كامل صالح نخلة، مرجع سابق، ج. 2، ص 34- 35. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
الأنبا ميخائيل المعاريجي | القمص جرجس الحكيم موضوع هذه الحلقة الخامسة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا"، عن شخصيتين جمعت بينهما القرابة الجسدية من ناحية والعديد من المواهب والمميزات من جانب آخر. فمن حيث القرابة الجسدية فأولهما الأنبا ميخائيل المعاريجي كان خال ثانيهما القمص جرجس الحكيم. أما من ناحية المواهب، فهذا ما سوف نحاول شرحه فيما يلي. وعلى الرغم من أهمية شخصيتهما إلاَّ أن أحدًا من العلماء أو المؤرخين لم ينتبه لهما أو كتب عنهما أي نبذه، سواء بالعربية أو بأي لغة أجنبية. لذلك آثرت تسطير هذه الكلمات عنهما، شاكرًا كل من ساعدني بتقديم معلومة أو تعليق لإظهار هذه المقالة بالصورة اللائقة[1]. راجيًا أن يكشف هذا المقال عن صفحة جديدة من الصفحات الكثيرة المطوية من تاريخ كنيستنا القبطية الحبيبة، وأن يضيف الشيء الجديد أو المفيد للقارئ الكريم. مصادر ومراجع البحث[2]:أولًا المصادر: المخطوطات: I- بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة: 1 - المخطوط 291 مسلسل / 301 لاهوت، كتاب يحوي مكاتبات يحتاج إليها الآباء البطاركة والمطارنة والأساقفة، لأنبا يؤانس الثالث عشر (الـ 94)، بدون تاريخ، والناسخ القس فضل الله كاهن كنيسة الست السيدة بحارة زويلة في عهد البابا يؤانس الرابع عشر (الـ 96). وسنرمز له بالمخطوط " Theol. 301"، وستجد سيرته هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت. 2 - المخطوط 650 مسلسل / 25 تاريخ، بدون تاريخ، أوقفه أنبا يوساب على كنيسة أبو السيفين بناحية طموه في برمهات سنة 1446 للشهداء (1730م)، برسم المعلم نيروز نوار[3]. وسنرمز له بالمخطوط " His. 25". 3 - المخطوط 740 مسلسل / 286 طقس، تاريخ عمل الميرون مع ترتيب وتفصيل عمله باسهاب على يد أنبا متاووس (الثاني) البطريرك (الـ 90) في سنة 1177ش (1461م)، في بيعة الست السيدة بحارة الروم بالقاهرة، وقف على بيعة ستنا السيدة بحارة زويله الكبرا، بخط القمص إرميا الناسخ، بدون تاريخ، وسنرمز له بالمخطوط "Lit. 286". II- بمكتبة كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة: 4 - المخطوط 72 طقس، تاريخ عمل الميرون مع ترتيب وتفصيل عمله على يد أنبا متاووس (الثاني) البطريرك (الـ90) في سنة 1177ش (1461م)، في بيعة الست السيدة بحارة الروم بالقاهرة، بخط القمص إرميا الناسخ، بدون تاريخ، وسنرمز له بالمخطوط " Lit. 72". III- بمكتبة كنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، بمصر القديمة: 5- المخطوط 23 عام / 9 تاريخ، ميامر، تاريخ نسخه السبت 25 برمهات 1446ش (أول ابريل 1730م)، وسنرمز له بالمخطوط " His. 9". IV- بالمكتبة الوطنية الفرنسية، بباريس: 6 - المخطوط 32 قبطي، مجموع طقسي قبطي، تاريخ نسخه الأربعاء أول توت 1226ش (29 أغسطس 1509م)، وسنرمز له بالمخطوط." Par. 32" 7 - المخطوط 155 عربي، مجموع يحتوي على 13 ميمر للسيدة العذراء، تاريخ نسخه بؤونه 1202ش (يونيه 1486م)، وسنرمز له بالمخطوط." Par. 155 " V- مكتبة دير مار مرقص للسريان الأرثوذكس بالقدس: 8 - المخطوط 274، ميامر، تاريخ نسخه يوم الخميس 25 برمهات سنة 1495 ش (الموافق 1 أبريل 1779م)، الناسخ منصور مرقوره، والمهتم الشماس المكرم المعلم يوحنا ابن الأخ الحبيب الماهر المعلم اقلاديوس القاطن بناحية نواميس البراغيث[4]. وسنرمز له بالمخطوط "274 قد". ثانيًا المراجع: (أ) العربية:- باسيليوس (الأنبا)، بستان القلمون، الطبعة العاشرة مزيدة، القاهرة 1998. - بيشوي عبد المسيح (القمص)، تاريخ إيبارشية دمياط، 1990م. - حبيب زيات، خابايا الزوايا من تاريخ صيدنايا، وثائق تاريخية للكرسي الملكي الأنطاكي، قدم له عيسى فتوح، ط. 2، دمشق 1982. - فيلكسينوس يوحنا دولباني (مار)، مطران ماردين، فهرس مخطوطات دير مارمرقس، سرياني/عربي، دار ماردين - حلب، ط 1، 1994م. - مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة والإسكندرية وأديرة القطر المصري، الجزء الثاني، المجلد الأول 1942. (ب) المراجع الأجنبية:- Gerard Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, Manuscrits Chretiens, tome I, Paris 1972. - Otto Meinardus, Christian Egypt, Ancient and Modern, sec. ed., Cairo, 1977. - Samuel Rubenson," Translating the tradition: some remarks on the arabization of the patristic heritage in Egypt", Medieval Jewish,Christian, and Muslim Culture Encounters in Confluence and Dialogue, vol. II, Leiden 1996. - Stefan Timm, Das christlich-koptisch ؤgypten in arabischer Zeit, teil 5, Wiesbaden 1991. - L. Delaporte, Catalogue Sommaire des Manuscrits Coptes de la Bibliothèque Nationale de Paris, 1er Partie Manuscrits Bohaïriques, Paris 1912. _____ الحواشي والمراجع :[1] أخص بالذكر أ. نبيه كامل داود، الذي أمدني بالكثير من المعلومات والملاحظات المفيدة، فله مني جزيل الشكر. [2] سنذكر هنا المصادر والمراجع التي ترد أكثر من مرة في المقالة، أما التي ترد مرة واحدة، فنذكرها كاملة البيانات في أماكنها. [3] المعلم نيروز نوار: هو ناظر كنيسة السيدة السيدة العذراء بالمعادي بين عامي 1739-1749م، راجع: نبيه كامل داود، تاريخ كنيسة السيدة العذراء بالمعادي، الطبعة الأولى، القاهرة، أغسطس 1999م، ص 49-50. [4] أي قرية النواميس، مركز البداري، محافظة أسيوط. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
الأنبا ميخائيل المعاريجي (1470- 1509م؟) أولًا: اسمه وعمله:ورد اسمه هكذا في المخطوطات المتنوعة: * الكاهن المؤتمن القس ميخاييل ابن الكاهن المؤتمن القس جرجس المعروف بالمعاريجى خادم بيعة مارجرجس بدرب التقه[5]. * الأب الأسقف أنبا ميخاييل المعاريجي أحد أساقفة الوجه البحري صهر القس اسحق أبو المسكين بخطاياه منصور المدعو بالاسم بغير استحقاق قمصًا[6]. نفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي: أ. والده كان كاهنًا باسم "القس جرجس المعروف بالمعاريجى"، الذي كان خادمًا لكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدرب التقه، أي بمصر القديمة حاليًا. ب. تولى القس ميخائيل المعاريجي إحدى إيبارشيات الوجه البحري لفترة ثم أُعفى من الخدمة، لسببٍ ما، سنحاول تفسيره. ثانيًا: أسرته:كان للقس ميخائيل المعاريجي أختًا مقترنة بالأب القس التاج إسحق الحكيم المصري، الذي كان كاهنًا بنفس الكنيسة (كنيسة مارجرجس بدرب التقه). وهما (أي القس إسحق وزوجته شقيقة القس ميخائيل المعاريجي) والدا الأب القمص (جرجس) الشمس أبو المنصور كاهن كنيسة السيدة العذراء الروم، وناسخ المخطوط الذي يذكر لنا هذه المعلومات، الذي يُعرف اختصارًا باسم القمص جرجس الحكيم[7]. ثالثًا: تحديد مكان خدمته الأسقفية:لم يذكر ناسخ المخطوط "32 Par." اسم الإيبارشية التي رُسم عليها القس ميخائيل المعايرجي، بل اكتفى الناسخ كما سبق وأشرنا (ابن أخته القمص جرجس الحكيم) بقوله الأسقف بالوجه البحرى، ويفهم من ذلك أن الأنبا ميخائيل المعايرجي، له وضع خاص، أو ربما أن الناسخ يُريد أن يتفادى ذكر وضع مُعين جعل من الأنبا ميخائيل أسقف مُعفى من الخدمة أي أسقف متقاعد (أي غير ممارس لعمله وقتها)، بسبب بعض المشاكل الرعوية (؟)، أو بسبب كبر السن والمرض. وبمراجعة جداول الأساقفة في ذلك الزمان، وجدنا فعلًا مجموعة من الأساقفة قد أعفوا من الخدمة لسبب أو لآخر. وبفحص مَن حمل فيهم اسم "ميخائيل"، وجدناهم ثلاثة أساقفة، وهم بحسب ذكرهم: * أنبا ميخاييل القبرسي المطران على قبرس ثم رودس ثم اعتفى الآن. * أنبا ميخاييل البرموسي. * أنبا ميخاييل أسقف سمنود. فالأول منهم مُستبعد لكونه مطرانًا وليس أسقفًا، ولكون إيبارشيتيه كانتا خارج حدود مصر (وليس كما تذكر المخطوطة: أحد أساقفة الوجه البحري). أما الثاني فكان أسقفًا منسوب لدير البرموس، ولا نعلم هل هذا لكونه كان قبلًا راهبًا بذلك الدير قبل رسامته الأسقفية، أم لكونه متقاعدًا فيه يومئذ؟، وفي كلتا الحالتين لم تُذكر اسم كرسي إيبارشيته أيضًا. ومن ثمّ فالأرجح أن يكون الأنبا ميخائيل المعايرجي هو الأنبا ميخائيل أسقف سمنود. ومما يُدعم هذا الرأي أنه كان لدى الأنبا ميخائيل أسقف سمنود العديد من المشاكل في خدمته، والدليل على ذلك هذا الكم من المخاطبات التي كانت بين البابا يوأنس الثالث عشر الـ94 (1484-1524م) المعاصر له -وسيرته موجودة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت- وكهنة وشعب إيبارشية سمنود، تلك المكاتبات التي تحفظها إحدى مخطوطات الدار البطريركية بالقاهرة، على سبيل المثال، المُكاتبة الأولى جاء في أولها: «صدرت هذه البركة إلى جماعه الأولاد المباركين... والايغومانوسيين... والقسوس... والشمامسة... وكافه الشعب المسيحى بكرسى سمنود وما نسب إليه شرقًا وغربًا، بُعدًا وقُربًا...» (230 ظ). «... ولم نختصر على هذا النزر اليسير وإلا اتكالًا على الأخ الجليل الفاضل البار والأنا المختار الأسقف المكرم أنبا ميخاييل أبيهم وريسهم...» (231 ظ). وبقية البركة من اجل طاعة الله والاسقف وسماع تعاليمه ووصاياه لهم...[8]. أما المُكاتبة الثانية جاء في أولها: «صدرتهذه (كذا) البركة إلى كل واقف عليها وسامعا لما يتلا فيها من كافه الكهنه والشمامسه والشعب المسيحي بكرسي سمنود وما نسب إليه... هو ان السبب الموجب لاصدارها إلى كافتهم هو ان قبل تاريخه اتصل بالقلايه ان تم جماعه من رهبان البريه اذا كان في خاطر احدهم حصر أو غيظ أو بغض أو حسد من اسقف من الاساقفه بالوجه البحرى يتحيل بكل حيله ويتكلم في جانب ذلك الاسقف عند شعبه واولاده وجماعته أو عند من هو ساكن أو نزيل في ابروشيته بما يوجب تغيير خواطرهم على ذلك الاسقف، ولم تبت دلك في القلايه ممن شهد شرعيا، اطلقنا مع مشيه الله سبحانه الكلام الصعب، وكتب ذلك في ورقه مفرده على كل راهب أو شماس أو قس أو قمص يتكلم بكلام ردى في حق احد من اساقفه الوجه البحرى عند شعبه واولاده وجماعته واهل ابروشيته عمدًا...» (238 ج)[9]. ومما يؤكد هذه المعلومة أيضًا، المُكاتبة الثالثة التي جاء بأولها: «صدرتهذه (كذا) البركه إلى كافه الاولاد المباركين الكهنه وروواساء الكهنه والرهبان والبتوليين والعزاب والمتزوجين الرجال والنسوان والشيوخ والشبان والعبيد والاحرار وكافت الشعب المسيحى... وموجب اصدارها إلى كافتهم وإلى كافه الذين سبق رقادهم في الايمان المستقيم منذ البشاره الانجيليه وإلى هلم عيد الميلاد المجيد سنه تاريخه وعيد الغطاس هو أنني قدمت خيرة الرب سبحانه في تحليلهم بنعمه الله من جميع الماضى جميعه راجيًا بذلك انصلاح الحال برحمه الله...» (241 ظ). وبعد ذلك يعطي البطريرك حلًا لجميع الشعب عن خطاياهم السابقه ومن كل حرم ورباط ومنع ولعنه وكل تعدي ومخالفة، «.. ومن جميع ما صدر منهم من النقص في حق مسطرها والتهاون من يوم جلوسه على كرسى مارى مرقس الانجيلي خادما الشعب المسيحي.. الذي هو الخامس عشر من شهر امشير 1199ش [الموافق الأحد 9 فبراير 1483م] وإلى اليوم تسطيرها التاسع والعشرين من شهر كيهك 1225ش [الموافق 25 ديسمبر 1508م] وهو عيد الميلاد المجيد يكونوا جميعهم محللين من قبل الممنوع والدعاء ومن جميع تبعات مسترها..» (243ج/ ظ). ثم أعطى الحل من فم اسماء جميع الرسل والآباء البطاركة الكرسي السكندري من مار مرقس الإنجيلي أولهم إلى أنبا يؤانس الثاني عشر النقادي (البطريرك الـ93) سلفه، ومن فم الآباء البطاركه وأساقفة الكراسي المختلفه وآباء المجامع المقدسه ومن فم آباء الكرازه المرقسيه المطارنه والأساقفه، وذكرهم كلهم وكان بينهم رقم 19) «..انبا يوساب (246ج) أسقف سمنود الان.. (ورقم 27) انبا ميخاييل أسقف سمنود (ضمن أسماء الآباء الأساقفة الذين أعفوا من الخدمة)..»[10]. فمما سبق ذكره نُرجح أن الأنبا ميخائيل المعاريجي كان أسقفًا على إيبارشية سمنود، وبسبب بعض المشاكل بينه وبين شعبه (كما نفهم من المُكاتبة الأولى)، أو ربما بسبب تدخل بعض رهبان الأديرة البحرية بينه وبين شعبه (كما نفهم من المُكاتبة الثانية)، أُعفي من خدمته الأسقفية قبل نهاية سنة 1508م (كما نفهم من المُكاتبة الثالثة). رابعًا: تاريخه:رغم أننا لا نعرف زمن رسامته الأسقفية بالتحديد، إلا أن من المحتمل أنه رُسم بعد سنة 1177ش (1461م)، سنة طبخ وتقديس زيت الميرون المقدس في عهد البابا الأنبا متاؤوس الثاني الـ90 (1452-1465م)، حيث لم يرد اسمه ضمن الآباء الأساقفة الذين حضروا عملية التقديس مع البابا المذكور. كما أنه اعتزل الخدمة قبل نهاية سنة 1508م كما سبق وشرحنا. ومما هو جدير بالذكر أنه عاش حتى تجاوز المائة سنة، فإذا كان كاهنًا سنة 1426م (يوم نقل رفات مار جرجس إلى مصر القديمة)، وكان لا يزال على قيد الحياة في نهاية سنة 1508م (كما نفهم من المخاطبة الثالثة للبابا يوأنس السابقة الذكر)، فيكون قد تجاوز القرن قبل نياحته. وللأسف لم يرد ذكره بأي مرجع أجنبي أو عربي، وحتى الباحث الألماني Stefan Timm لم يذكر عنه أي شيء مفيد، سوى أنه كان في غضون القرن السادس عشر الميلادي أسقفين لإيبارشية سمنود، وبالتحديد قبل سنة 1598 باسم يوساب وميخائيل، والأرجح أن ميخائيل كان أسبق من يوساب[11]. خامسًا: أعماله:أ. في عهد قسوسيته: 1. اهتمامه بنقل جزء من رفات مار جرجس لكنيسته بمصر القديمة: يذكر ميمر نقل رفات الشهيد مار جرجس من أرض فلسطين إلى أرض مصر، أن الرفات المقدسة التي ُنقلت أولًا من كورة فلسطين (في زمن غير معروف لدينا الآن) إلى كنسية على اسم الشهيد العظيم بالواحات[12] بواسطة أحد الأمراء المسيحيين، ثم لما خربت هذه الكنيسة على يد العرب، حمل الرفات أحد العربان إلى منزله وأحتفظ بها في مخزن الغلال، فمن ثم كانت سبب بركة عظيمة له ولغلاله، فتمسك الأعرابي ومدينته بوجودها وسطهم. ولما سمع بعض رهبان دير أنبا صموئيل بجبل القلمون بوجود هذه الرفات عند الأعرابي[13] بذلوا جهدًا عظيما حتى أقنعوا أخر أحفاده بالتخلي عنها مقابل ذهبًا كثيرًا، فدخلوا بها إلى ديرهم بالتسابيح والألحان فرحين ومسرورين، وكان ذلك في عهد البابا متاؤوس الأول (الـ87) [1378-1408م] وفي رئاسة الأب المكرم القس ذكري ابن القمص، ونيابة الأب الراهب الناسك سليمان القلموني[14]. ولما كان في (أواخر) عهد البطريرك البابا غبريال الخامس (الـ 88) [1409-1427]، وكان قبلًا راهبًا بدير القديس العظيم الأنبا صموئيل المعترف بجبل النقلون، سمع الكاهن المؤتمن القس ميخائيل ابن الكاهن المؤتمن القس جرجس المعروف بالمعايرجي خادم بيعة مار جرجس بدرب التقة بهذا الخبر فتقدم إلى الأب البطريرك أنبا غبريال وسأله أن يمني عليه بإشارته إلى الآباء الرهبان بجبل القلمون بأن يعطوه جزء من الأعضاء الطاهرة التي للشهيد مار جرجس ليحضرها إلى بيعته بمصر القديمة. وبعد سؤال كثير أنعم عليه الأب البطريرك بذلك وكتب له بركة للآباء الرهبان بأن يكملوا إرادته فيما طلب من الأعضاء الكريمة ولعظم فرحته سافر لوقته إلى الدير المذكور وبعد أن تبارك من الآباء الرهبان دفع لهم بركة الأب البطريرك. فلأجل الطاعة ومحبتهم في الأب البطريرك والقس المذكور (القس ميخائيل المعاريجي)، دفعوا له جزءًا من الرفات، وعاد بها إلى مصر في اليوم السادس عشر من شهر أبيب سنة 1142ش [الموافق الأربعاء 10 يوليو سنة 1426م]. بعد أن خرج للقاه من باب البيعه الكهنه بالصلبان والمجامر والشموع والنواقيس والقراءة. وأدخلوه البيعة بإكرام لائق به، وصنع (أي القس ميخائيل) له باعوثًا[15] عظيمًا. وصنعوا لها صندوقًا ووضعوا الرفات داخل أنبوبة ثم وُضعت الأنبوبة داخل الصندوق...[16]. 2. وضع لحن لإكرام الأنبا برسوم العريان: وضع وهو قس قبل رسامته أسقفًا لحنًا لإكرام القديس العظيم الأنبا برسوم العريان، وهو لحن Apekran... المعروف. وذلك كما يشهد ناسخ المخطوطة ""32 Par. قائلًا: [لحن للقديس العظيم أنبا برسوما العريان ترتيب الاب الاسقف / المكرم انبا ميخاييل المعاريجي حين كان قسًا قبل / ولايته الاسقفيه بالوجه البحري...] [17]. ومما هو جدير بالذكر أن هذا اللحن صار لحنًا يُقال لمدح أي قديس. ومما هو جدير بالذكر أيضًا أنه كان يُظن خطأً أن هذا اللحن كُتب لمدح القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان، ولكن من يدرس كلماته مليًا يجد أنه لا يتناسب وسيرة الأنبا أنطونيوس. فمثلًا يقول: "السلام لقبرك الممتلئ نعمة. السلام لجسدك المقدس..." ومن المعروف أن مكان جسد الأنبا أنطونيوس غير معلوم بالتحديد، كذلك يقول: "اسمك عظيم في كورة مصر..."، وهذه عبارة تُناسب قديس محلي مثل القديس الأنبا برسوم[18] العريان، ولا تُناسب قديس مسكوني مثل القديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان في كل العالم. ب. في عهد أسقفيته:اهتمامه بنقل جزء من رفات الشهيد مار جرجس لكنيسة سمنود: بعد سيامته الأسقفية أراد أن يحتفظ ببركة الشهيد العظيم مار جرجس الروماني، فأخذ جزء من الذخيرة المقدسة التي حملها من دير أنبا صموئيل أيام قسوسيته، إلى مقر عمله الجديد كأسقف لسمنود، حيث أودعها هناك وهي لا تزال محفوظة هناك حتى الآن. ومما هو جدير بالذكر أنه نُقل جزء من هذه الرفات المقدسة فيما بعد إلى كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بمدينة دمياط، بالإضافة إلى رفات سميه الشهيد العظيم مارجرجس المزاحم، في ظروف معينه، شرح تفاصيلها القمص بيشوي عبد المسيح[19]. ومما يؤكد تلك المعلومة أن الأنبوبة التي تحوي هذه الرفات المقدسة بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بدمياط منقوش عليها عبارة باللغة العربية، نصها كما يلي: [السلام لسيدي جاورجيوس أذكر يارب عبدك المهتم بهذه الأنبوبة الأنبا ميخاييل أسقف سمنود وما حولها 1187][20]. وهذا أخر ما توصلنا إليه حتى الآن من أخبار هذا الحبر المِفضال. _____ الحواشي والمراجع :[5] المخطوط".His 25"، الورقة 106 ظ. [6] المخطوط "32 Par."، الورقة 12ظ. [7] المخطوط ""155 Par.، الورقة 1 ج. [8] المخطوط "301 Theol." المُكاتبة رقم (69) بعنوان: «نسخة بركة لأهل سمنود وغيرها صحبة أسقفهم أنبا ميخائيل»، بدون تاريخ، ورقة 230ظ - 235ج. [9] المخطوط السابق الذكر، المُكاتبة (71) بعنوان: «نسخة بركة لأسقف سمنود لمن يتحدث فيه بما لا ينبغي»، بدون تاريخ، الورقة 238ج - 240ج. [10] المخطوط السابق الذكر، المُكاتبة (73) بعنوان: «ورقه بركه لساير الشعب لما قصد ابونا التوجه لزياره البريه»، ورقة 240ظ - 248ظ. [11] S. Timm, Das christlich, teil 5 (Q-S), "Samannüd", p. 2258. [12] بحسب رأي بعض المؤرخين كانت هذه الكنيسة بواحة الحيز التي تتبع الواحات البحرية بمحافظة الجيزة، وقد خربت هذه الكنيسة أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، وآثارها لا تزال قائمة، راجع: Otto Meinardus, Christian Egypt, Ancient and Modern, sec. ed., Cairo, 1977, p. 489-490. [13] بحسب سنكسار cuna[arion يوم 16 أبيب، ترد القصة بشكل مختلف، حيث يذكر تحت عنوان "إحضار جسد الشهيد العظيم جاؤرجيوس"، ما يلي: في مثل هذا اليوم كان وصول أعضاء الشهيد العظيم جاؤرجيوس إلى كنيسته بمصر القديمة وذلك ان راهبا اسمه القمص مرقس كان رئيسًا على دير القلمون، وكان يتردد على البلاد لافتقاد المسيحيين كل سنة فاتفق له ان بات ليلة حسب عادته عند رجل عربي، فرأى القديس جاؤرجيوس في رؤيا يقول له: "خذ جسدي من المرأة التي تأتيك به غدا وضعه في كنيستي التي بمصر القديمة". ولما كان الغد أتته امرأة وأعلمته أن لديها صندوقًا كان أحضره ولدها قبل موته من كنيسة القديس جاؤرجيوس بفلسطين فتحققت رؤياه ومضى معها وشاهد الصندوق. ثم ذهب إلى البابا البطريرك الأنبا غبريال الثامن الثمانين وأخبره بأمره فقام لوقته ومعه الكهنة وبعض الشعب إلى حيث الصندوق وبعد أن تباركوا من الأعضاء المقدسة وأعطوا المرأة بعض المال حملوا الصندوق باحتفال عظيم وأتوا به إلى كنيسة القديس بمصر القديمة وظهرت منه آيات كثيرة. ومن الطريف أن هذا الخبر غير موجود بالسنكسار المُحقق بواسطة René Basset، والسنكسار المُحقق بواسطة Forget، ولكن فقط بالكتاب المطبوع بواسطة مكتبة المحبة. [14] سنكسار يوم 3 بؤونه يذكر تحت عنوان: "بناء أول كنيسة لمار جرجس ببلدتي برما وبئر ماء بالواحات"، ما يلي: في مثل هذا اليوم بُنيت أول كنيسة على اسم الشهيد العظيم مار جورجيوس بالديار المصرية ببلدة بئر ماء بالواحات كما كرست باسمه في مثل هذا اليوم أيضا كنيسة في بلدة برما مركز طنطا، وذلك أنه بعد هلاك دقلديانوس وملك الملك البار قسطنطين هدمت هياكل الأوثان وبنيت الكنائس على أسماء الشهداء الأبطال الذين جادوا بدمائهم في الدفاع عن الأيمان. وكان بالديار المصرية قوم من الجنود المسيحيين وهبوا جزءًا من الأرض المقامة عليها برما الآن، وكان من بينهم شاب تقي وديع يقيم بقطعة منها مع بعض المزارعين وكان بتلك الجهة بئر للشرب فسمع هذا الشاب بعجائب العظيم في الشهداء جورجيوس فسعى حتى حصل على سيرته وكتبها وصار يتعزى بقراءتها بغير ملل وحدث في ليلة اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس وهو قائم يصلي ان رأى جماعة من القديسين وقد نزلوا بجوار هذه البئر يسبحون الله ويرتلون بأصوات ملائكية وهم محاطون بنور سماوي فاستولت عليه الدهشة. وعندئذ تقدم إليه واحد منهم في زي جندي وعرفه أنه جورجيوس الذي إستشهد على يد دقلديانوس وأمره ان يبني له كنيسة في هذا الموضع لان هذه مشيئة الرب، ثم ارتفعت عنه الجماعة إلى السماء وهم يمجدون العلي. وقضى الشاب ليلته متيقظًا حتى الصباح ومرت عليه عدة أيام وهو يفكر كيف يبني هذه الكنيسة وهو لا يملك ما يقوم بنفقات جزء بسيط منها وفي إحدى الليالي وهو واقف يصلي ظهر له الشهيد العظيم جورجيوس وحدد له مكان الكنيسة ثم أرشده إلى مكان وقال له احفر هنا وستجد ما تبني به الكنيسة. ولما استيقظ في الصباح ذهب إلى حيث أرشده الشهيد الجليل وحفر فوجد إناء مملوءًا ذهبًا وفضة فسبح الله وعظم قديسة وبني الكنيسة ثم استدعي الأب البطريرك وكرسها في مثل هذا اليوم وبنيت المنازل بجوار هذه الكنيسة وسميت هذه الجهة (بئر ماء) نسبة إلى بئر الماء التي بنيت بجوارها الكنيسة ويجري الاحتفال بهذا التذكار المجيد في هذه البلدة سنويًا وهناك تظهر الآيات الباهرة من إخراج الشياطين وشفاء المرضى بشفاعة هذا الشهيد العظيم. ونقلت أعضاء القديس جورجيوس التي كانت محفوظة في بيعته من مدينة بئر ماء بالواحات إلى دير أنبا صموئيل بمعرفة رهبانه وذلك في أيام الأب القديس متاؤس البطريرك (87) ورئاسة الأب القس زكري ابن القمص والأب الراهب سليمان القلموني، وفي عهد رئاسة البابا غبريال البطريرك (88) نقلت أعضاء القديس إلى الكنيسة المعروفة باسمه بمصر القديمة وكان ذلك في يوم 16 أبيب سنة 1240 ش (10 يوليه سنة 1524 م). ومن الطريف أيضًا أن هذا الخبر غير موجود بالسنكسار المُحقق بواسطة René Basset، ولكن في المطبوع بواسطة مكتبة المحبة فقط. [15] باعوث ™OtD: كلمة سريانية تعني الطلبة، جمعها بواعيث، وهي قطع طلبات وتوسلات المؤمنين لله، وتتألف من بضعة أبيات شعرية، على أوزان ثلاثة، تتلى يوميًا أثناء الصلوات اليومية. وهي من وضع مجموعة من القديسين مثل مار أفرام السرياني، ومار يعقوب السروجي، أقتطفها وأضاف عليها مار يعقوب الرهاوي في القرن الثامن الميلادي. معانيها رائعة خشوعية تحث على التوبة، وتتأمل في تدابير الله، راجع: جوزيف أسمر ملكي، الغناء السرياني من سومر إلى زالين (القامشلي)، القامشلي - سوريا 2004، ص 46. [16] المخطوط "25 His."، الميمر الرابع: حضور جسد مارجرجس إلى بيعته بدرب التقه بقصر الجمع، الورقة 103ج- 107ج؛ والمخطوط 9 His."، الميمر السادس، الورقة 97ج- 100ج؛ والمخطوط "قد 274"، الميمر الـ12: "نقل عظام مارجرجس من فلسطين إلى مصر في أيام رياسة البطريرك الأنبا غبريال على يد القس ميخاييل ابن القس جرجس خادم هذه البيعة سنة 1142 للشهداء" الورقة 290ج. هذا وقد نُشر هذا الخبر نيافة الأنبا باسيليوس أسقف ورئيس دير أنبا صموئيل، في كتابه عن "بستان القلمون"، صـ 144-147. [17] مخطوط ""32 Par.، الورقة 12 ظ، لعل يُفهم من ذلك أنه كان أحد رهبان دير شهران (؟)، حيث يرقد جسد القديس الأنبا برسوم العريان، أو ربما عاش بالدير فترة من الزمن (؟)، أنظر صورة الورقة بأخر المقال. [18] اسم "برسوم" تعريب لاسم سرياني هو AgNz?C يُلفظ "بارصومو" بحسب النُطق السرياني الغربي، أو "بارصوما" بحسب النُطق السرياني الشرقي. والكلمة مكونة من كلمتين، الأولى: ?C-‘?C تلفظ "برو" أو "بار" بمعنى: ابن، والثانية: fNz بمعنى تلفظ "صوم"، وهي بمعنى الصوم، أي أن الاسم كاملًا يعني: ابن الصوم. عُرف هذا الاسم في المجتمع القبطي منذ القرن الرابع عشر الميلادي على الأقل، ونُطق بحسب اللفظ الشرقي "برسوما" بعد تخفيف الصاد بالسين، وبهذه الصورة ورد الاسم بالمخطوط، راجع: البطريرك مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم، اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والأداب السريانية، ط 4، مطبعة مار أفرام السرياني بديره بهولندا سنة 1987م، ص 24. [19] راجع: بيشوي عبد المسيح (القمص)، تاريخ إيبارشية دمياط، ص 48-49. [20] الموافق سنة 70/ 1471م، المرجع السابق، ص143. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص جرجس الحكيم (1461-1509م؟)
أولًا: اسمه وعمله: * الشماس الرييس الشمس أبو المنصور ابن القس التاج اسحق[21]. * الشماس أبو المنصور ابن القس التاج اسحق الحكيم المعروف بالمصري... اخو الارخن الرييس الارشي دياقون الشيخ ولى الدولة ميخاييل المهتم ببيعة الست السيدة بحارة الروم بالقاهرة والمهتم بعمل الميرون بها[22]. * القس الشمس أبو المنصور ابن القس التاج اسحق الحكيم المصري[23]. * المسكين بخطاياه منصور المدعو بالاسم بغير استحقاق قمصًا[24]. * القمص جرجس الحكيم[25]. نفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي: https://st-takla.org/Gallery/var/resi...Baptism-01.jpg أ. أنه كان شماسًا وقت عملية طبخ وتقديس زيت الميرون المقدس، التي تمت بنفس الكنيسة المذكورة، سنة 1177ش (1461م) في عهد البابا الأنبا متاؤوس الثاني الـ90[26]. ب. والده كان الأب القس التاج إسحق الحكيم، والذي كان كاهنًا بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدرب التقه (بمصر القديمة حاليًا)[27]. جـ. رُسم قسًا بيد البابا المذكور أعلاه يوم أحد الشعانين الموافق 3 برمودة 1177ش (29 مارس 1461م). حيث تذكر حاشية بمخطوط الميرون لهذه المرة خبر رسامته هكذا: "وفي نهاره كرز الشماس الشمس أبو المنصور ابن القس التاج اسحق الحكيم قسًا على بيعة الست السيدة المجتمعين بها بحارة الروم / ودعى اسمه جرجس ودلك باختيار المولى الأجل... المكرم الارشيدياقون المكرم الشيخ ولى الدولة المهتم بالعمل المقدس وضرب عنه المطانوه"[28]. ومما هو جدير بالذكر أن أول قداس قدسه وهو كاهن، كان يوم السبت الأول من الخماسين المقدسة لنفس السنة الموافق 16 برمودة (10 أبريل)[29]. ثانيًا: أسرته: ينتمي القمص جرجس الحكيم لأسرة كهنوتية عريقة، شأنه في ذلك شأن العديد من كهنة الأقباط، فكما سبق أشرنا أن والده كان الأب القس التاج إسحق الحكيم، والذي كان كاهنًا بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدرب التقه (بمصر القديمة حاليًا). أما والدته فكانت ابنة الكاهن المؤتمن القس جرجس المعروف بالمعاريجى، الذي كان كاهنًا بنفس الكنيسة (كنيسة مارجرجس بدرب التقه أيضًا). وأخوه كان الأرخن الرئيس الأرشيدياقون الشيخ ولىَّ الدولة ميخائيل المهتم بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة، والمهتم بعمل الميرون المقدس بها سنة 1461م، على عهد البابا متاؤوس الثاني الـ90[30]، وأخيرًا خاله كان القس ميخائيل المعاريجي كاهن نفس الكنيسة أيضًا، والذي صار فيما بعد أسقفًا على إحدى إيبارشيات الوجه البحري[31]، أي أنبا ميخائيل أسقف سمنود كما سبق وأثبتنا. ثالثًا: أعماله: وصلتنا عدة أخبار عن نشاطه بمدينة القاهرة إبان خدمته فيها، أولًا ككاهن لكنيسة العذراء بحارة الروم (1461-1476م؟)، ثم احتمال أنه خدم ككاهن لكنيسة الشهيد العظيم الأمير تادرس الإسفهسلار ببابليون (الدرج) بحرات بني وايل (خرطة الشيخ مبارك بمصر القديمة الآن) (1476-1481م؟)، وأخيرًا احتمال ككاهن لكنيسة السيدة العذراء بالعدوية (أي بالمعادي) (1481-1485م؟)، نوجز هذه الأعمال كما توفرت لنا المعلومات فيما يلي: أ. إحضار أجساد شهداء إلى كنيسة الشهيد العظيم الأمير تادرس الأسفهسلار ببابليون (الدرج) بحرات بني وايل: 1. في ليلة العشرين من أبيب سنة 1192ش (الموافق الأحد 14/7/1476م) أُحضر جسد الشهيد تادرس المشرقي من دير الآباء السريان، إنعامًا من المطران الأب أنبا ساويرس الذي كان أولًا اسمه القس قرياقس رئيس الدير. وكذلك في نفس التاريخ أحضر جسدا الشهيدين المكرمين قزمان ودميان أحضرهما القس المكرم جرجس الشماع من ديره الذي هو بالقاس وصندفا (؟)[32]. 2. في أيامه أيضًا أحضر الأنبا ابرآم أسقف البهنسا، جسد الشهيد يوحنا الجوهري من بيعته بناحية أشروبه (بمركز بني مزار - محافظة المنيا)، وذلك في ليلة العشرين من شهر هاتور سنة 1194ش (الموافق الأحد 16/11/1477م)[33]. 3. وأخيرًا أحضر الأنبا يوأنس بن الأسقف، أسقف أسيوط وأوبو تيج ومنفلوط وشرق الخصوص، جسد الشهيد المكرم الأمير تادرس الأسفهسلار ابن يوحنا المصري من ديره بناحية بسرى (كذا، وصحتها: بُصره شرقي بلدة شُطب، بمركز الفتح- محافظة أسيوط)، صحبة أبونا إسحق رئيس الدير والتاج رشيد، إلى الكنيسة المذكورة، في ليلة العشرين من شهر هاتور سنة 1198ش (الموافق الجمعة 16/11/1481م)[34]. ب. نسخ المخطوط "" Par. 32: لهذا المخطوط أهمية خاصة، وأهميته تكمن في كونه مخطوط فريد نوعًا ما، فالمألوف في عالم المخطوطات القبطية كونها مخطوطات أُعدت للاستعمال الكنسي، فعادةً ما تكون أُحادية الموضوع، فهناك مثلًا مخطوط يحوي البشائر الأربعة، فيُصنف اصطلاحًا "مقدسة" أي يحوي واحدة من الكتب المقدسة، وأخر سير أو ميامر الشهداء أو القديسين، فيُصنف اصطلاحًا "تاريخ" أي يحوي فصلًا من التاريخ، وأخر يحوي القداسات الثلاثة، فيُصنف اصطلاحًا "طقس" أي يحوي واحدًا من كتب الطقس الكنسي... وهكذا. وحينما يحوي المخطوط أكثر من موضوع طقسي، يُطلق عليه "مجموع" collection. ولكن نادرًا ما نصادف مخطوط أُعد من البداية ليحوي أكثر من موضوع في أكثر من اتجاه تاريخي أو طقسي، فغالبًا ما يكون هذا المخطوط قد أعده ناسخه لاستعماله الشخصي وليس للاستخدام الكنسي. وهذا المخطوط من هذا النوع الأخير، فهو عبارة عن مجموع تاريخي وطقسي، يحتوي على مجموعة إبصاليات وذكصولوجيات للقديسين، والطروحات المستخدمة في شهر كيهك على السبعة والأربعة خارجًا عن المدون في البيعة...، ومديح (عربي) من أجل ميلاد ربنا يسوع المسيح، وإبصاليات واطس وآدام لبرمون وعيد الميلاد المجيد، وما يقال في توزيع أحاد وسبوت الصوم المقدس، وإبصاليتين واطس وآدام لعيد الشعانين، ومردات أناجيله وما يقال في توزيعه باللحن السنوي (حسب العادة القديمة)، وما يُقال في تسبحة نصف الليل. ثم ترتيب أسبوع الآلام حسب طقس كنيسة حارة الروم، ثم البركة التي يقولها الكاهن قبل قراءة السيرة في الأعياد (قبطيًا). علاوة على طرح واطس من أجل شهداء المسيح الشهيد ايسيذروس بن بدلايمون والشهيد ميخاييل الراهب (بالقبطية)، ومديحتين بالعربية، والمزمور الذي يُقال عند دخول جسد الشهيد إلى البيعة، ومرد الإنجيل للشهيد بالقبطية، وطرح آدام بالقبطية أيضًا، بالإضافة إلى سيرة الشهيد أبامون الطوخي، والبركة التي تُقال قبل السيرة (قبطيًا)، وخبر حضور أجساد القديسين بكنيسة الأمير تادرس بحرات بني وايل، ودعاء أخر السيرة، والإنجيل الذي يُقرأ عند دخول جسد الشهيد للبيعة (قبطيًا)، وبدأ (مقدمة) قراءة السيرة (عربيًا)، وإبصاليتين واطس وآدام للشهداء الكرام ابوقير ويوحنا وميخائيل الجديد، تُقالا في رابع أبيب، المزمور الذي يُقال عند دخول جسد الشهيد للبيعة ومرد الإنجيل، طرح آدام وواطس للشهيد ميخائيل الجديد الراهب الناسك، ذكصولوجيتين واطس وآدام له أيضًا، وإبصاليتين واطس وآدام له أيضًا، وتفسير طرح الهوس الذي للقيامة الشريفة، ثم مديح للقيامة أيضًا، وأخيرًا قطع صلوات السواعي (مطولة) عربيًا. المخطوط يبدأ بإبصالي واطس للآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب، بالقبطية فقط، تتلى يوم تذكار نياحتهم 28 مسرى من وضع المعلم نيقوديموس[35]، وينتهي بقطع الساعة التاسعة، باللغة العربية فقط. به حاشيه تشمل توقيع ناسخه (دون ذكر اسمه) مؤرخة بيوم الأربعاء الموافق عيد النيروز أي رأس السنة القبطية سنة 1226ش (الموافق 29 أغسطس 1509م) بالورقة 19ج. وهو يتكون من 227 ورقة، ناقص البداية والنهاية، مكتوب باللغتين القبطية (البحيرية) والعربية. الورقة تشمل ما بين 22-24 سطرًا. غالبًا خرج المخطوط بواسطة ناسخه خارج مصر[36]. فاشتراها الراهب الألماني الأصل الأب جان ميشيل فانسيليب الدومينيكاني J. M. Vansleb من مدينة نيقوسيا بقبرص بتاريخ سنة 1671م، وأستقر به الحال بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس بتاريخ 3 يونيو 1889م، حيث لايزال هناك محفوظ تحت رقم 32 قبطي (بحيري)[37]. والأرجح أن ناسخه (أي القمص جرجس الحكيم) كتبه قبل سفره للخدمة برودس وقت خدمته بالمعادي، بدليل أنه ذكر بعض المعلومات الهامة عن الكنيسة المذكورة[38]، وذلك لاستخدامه الشخصي أثناء خدمته بالخارج. جـ. شهاداته في مجال تاريخ الطقوس القبطي: يُعد القمص جرجس الحكيم واحدًا من القلائل (بل وأقدم مَن نعرف بعد ابن كبر[39])، ممن اهتموا بتسجيل تاريخ وتطور العديد من طقوسنا القبطية، وتكمن أهمية هذه الشخصية في كونه ليس مجرد ناسخ، ولكن ومدقق فيما ينقل، ومُعلق أحيانًا. علاوة على كل هذا، هو شخص غير معروف لدى العلماء والباحثين في مجال تاريخ الطقوس من قبل. وفيما يلي بعض أعماله في هذا المجال: 1. إسهامات الأنبا يوأنس بن شنوده أسقف أسيوط وأبوتيج ومنفلوط وشرق الخصوص (1430-1460م) في مجال الإمنولوجيا القبطية[40]. 2. إسهامات القس سركيس في مجال الإمنولوجيا القبطية، حيث يذكر: "وعند انتهى الارباع يرتل الشماسة والموجودين بهذه الإبصالية تصنيف القس سركيس ولها طريقة معروفه به Ari'alin ev/etauasf". أ. هـ. من هذا النص عاليه نعرف أن القس سركيس[41] ليس هو فقط مُصنف هذه الإبصالية فحسب - فهذه معلومة معروفة للكل، علاوة على كونه (أي القس سركيس) يذكر ذلك بوضوح في الربع الأخير من هذه الإبصالية ـ ولكن هو واضع اللحن الموسيقي لهذه الإبصالية، والدليل على هذا أن اللحن الموسيقي لهذه الإبصالية فريد وغير متكرر في الطقس القبطي في أي إبصالية ترجع قبل هذا التاريخ، ومن ثم أستوحى من لحنها المُميز هذا العديد من مؤلفي الترانيم في العصر الحديث ووضعوا بعض مصنفاتهم. 3. شهادته عن ترتيب أسبوع الآلام حسب طقس (كنيسة) حارة الروم[42]. 4. شهادته عن طريقة (ترتيل) القوانين المعروفه بطريقة يونس (؟)[43]. 5. شهادته عن الإبصاليات والطروحات والقطع المضافة حديثًا على ما هو مدون في البيعة، لتتلى في تسبحة السبعة وأربعة في شهر كيهك، لعزاء المؤمنين[44]. د. تسجيل بعض الأحداث التاريخية المعاصرة: علاوة على تسجيل القمص جرجس الحكيم لتاريخ وتطور بعض طقوسنا القبطية، كذلك سجل بعض الأحداث التاريخية الهامة التي عاصرها، مثل: 1. استشهاد الراهب ميخائيل الجديد[45] في الساعة الثالثة من يوم السبت المبارك الرابع من شهر أبيب سنة 1210 (للشهداء الموافق 28 يونيو 1494م) بالقاهرة المحروسة[46]، مع تسجيل مجموعة من قطع الإيمنولوجية (التمجيد) الخاصة بالشهيد، مثل: طرحين واطس بالقبطية[47]، ومديحتين بالعربية[48]، وإبصاليتين واطس وآدام للشهداء الكرام ابوقير ويوحنا وميخائيل (الجديد، تُقالا في) رابع أبيب[49]، والمزمور الذي يُقال عند دخول جسد الشهيد إلى البيعة، ومرد الإنجيل للشهيد بالقبطية[50]، بالإضافة إلى طرح آدام، وأخر واطس (بالقبطية) له أيضًا[51]، كذلك ذكصولوجية واطس له أيضًا، مُسجل قبلها تاريخ استشهاده باليوم والساعة[52]، وأخرى آدام تُقال قبل الطرح الآدام[53]، وفي النهاية إبصالي واطس[54]، وأخرى آدام له أيضًا[55]. هذا وقد أشار القمص جرجس أن جسد هذا الشهيد محفوظ بدير الست السيدة بالعدروية (كذا، وصحتها العدوية) شرقي مقـ(ـطم) مصر (أي بالمعادي)، بالإضافة إلى جسد الشهيد إيسيذورس بن بندلايمون[56]. ولعل هذه الرفات هي التي عُثر عليها أثناء عملية الترميم الواسعة التي جرت بالكنيسة ابتداءً من شهر يناير سنة 1983م، والمحفوظة بحجرة على يسار الداخل من باب الكنيسة الغربي، وتُعرف الآن باسم "رفات شهداء المعادي"[57]. 2. رسامة مجموعة من الآباء الكهنة بمسطرد بيد الأنبا متى (متاؤوس) أسقف إيبارشية منية صُرد (مُسطرد)، وذلك يوم الأحد 12 أبيب سنة 1210 (للشهداء الموافق 5 يوليو سنة 1494م)، وهم عبارة عن ترقية أربعة قسوس إلى رتبة القمصية، ورسامة اثنين من الشمامسة قسوس. وأسماؤهم كما يلي: - القمامصة: يوحنا القمص داوود، رافاييل اسراييل، يوسف يوحنا نسيم، ويوسف الـ(...) (؟). - القسوس: يوسف، سمعان[58]. هـ. سفره لجزيرة رودس: سافر القمص جرجس الحكيم إلى جزيرة رودس بالبحر المتوسط في ظروف غير معروفة، كذلك لا نعلم المدة التي قضاها هناك لخدمة الجالية القبطية بتلك الجزيرة، وهل أكمل حياته هناك، ومنها أنطلق إلى الحياة الأفضل، أم عاد إلى مصر وفيها انضم إلى آبائه (؟). ولكن الثابت أنه قصد تلك الجزيرة ليخدم كنيسة مار جرجس بمدينة رودس عاصمة هذه الجزيرة[59]. والشاهد الوحيد على ذلك، هو ما جاء بالمخطوط "Par. 155"، حيث يشمل على توقيع القمص جرجس الحكيم، موضحًا كونه كاهنًا بالكنيسة القبطية بجزيرة رودس المحروسة[60]. و. تعليقاته على المخطوط ":" Par. 155 يحتوي هذا المخطوط على 13 مقالًا (ميمر) عن حياة ونياحة وصعود جسد السيدة العذراء[61]. يبدأ هذا المخطوط بميمر عنوانه: "الاعجوبة العظيمة الذي (كذا، وصحتها: التي) ظهرت/ بناحية صيدنايه من الام المباركه الراهبه/ الطوبانية العابدة لله تعالى القديسة/ المجاهده مارينا الرئيسة بدير الامهات/ في اليوم المبارك (فراغ)/ بركاتها تحل علينا يا اباي واخوتي امين"[62]. وهناك تعليق على جانبي هذا العنوان بخط مخالف، على الجانب الأيمن: "لا يكون في حل من/ الله كل من يقرأ هذه (كذا)/ الخبر في كنيسة القمص جرجس الحكيم" أ. هـ. وعلى الجانب الأيسر: "محروم ثم محروم كل من يقرأ مثل/ هذه الخبر الكذب في كنيسة القمص جرجس الحكيم" أ. هـ. من هذا نفهم أن الكنيسة التي كانت بجزيرة رودس، بدأت بواسطة كاهن يدعى "جرجس السوري" غالبًا كان من طائفة الروم الأرثوذكس العرب (من القاهرة)، حيث كانت الجالية الشرقية التي يخدمها هذا الكاهن تتكون من أناس ينتمون لأكثر من مذهب (رومي، ماروني، يعقوبي... إلخ). ثم خدم فيها القمص جرجس الحكيم غالبًا بعد نساخة المخطوط " Par. 32". ومن ثم كان بمكتبة هذه الكنيسة عدد من الكتب لا تنتمي للتراث القبطي قد نُسخت قبل وصوله لرودس، الذي كان المخطوط "" Par. 155 أحدها[63]. ومن ثم صارت هذه المجموعة المتنوعة المشارب أصلًا نقل عنه ناسخ المخطوط "" Par. 155، ثم صار هذا المخطوط نفسه مصدرًا نقل عنه نُسّاخ أخرون. الأمر الذي يؤكده الباحث حبيب الزيات[64]، حيث نشر وحلل النسخ المختلفة لهذا الميمر في المخطوطات: 262 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، 170 عربي بالمكتبة الرسولية بالڤاتيكان، 202 سرياني (كرشوني) بالمكتبة السابقة الذكر[65]. ومن هنا نكتشف حرص وأمانة القمص جرجس الحكيم على أن يبقى التراث القبطي صافيًا من أي عناصر أخرى تدخل عليه، وبالتالي نفهم سبب كتابته لهذا الحرم الذي كتبه في بداية ذلك الميمر المذكور. وفي الختام كانت هذه المقالة مجرد محاولة لتأريخ وتسجيل جهاد شخصيتين كانت لهما أيادٍ بيضاء في أكثر من مجال وخاصةً في مجال إثراء وتسجيل تاريخ وتطور طقوسنا القبطية، فأثريا بذلك حقل التراث المسيحي المكتوب باللغة العربية بصفة عامة، وحقل الإبداع القبطي في القرن الخامس عشر الميلادي بصفة خاصة. _____ الحواشي والمراجع :[21] المخطوط "72 Lit."، الورقة 59 ج. [22] المخطوط "Lit. 286"، الورقة الورقة 46 ظ، 71 ظ، 72 ج، 73 ج. [23] المخطوط "72 Lit."، الورقة 64 ظ. [24] مخطوط ""32 Par.، الورقة 12 ظ. [25] المخطوط ""155 Par.، الورقة 1 ج. [26] المخطوط "286 Lit."، الورقة 46 ظ، 127 ظ؛ المخطوط "72 Lit."، الورقة 59 ظ. [27] المخطوط "72Lit."، الورقة 52 ج. [28] حاشية بالطول على جانب الورقة 59 ظ، بالمخطوط "72 Lit."، وكذلك بالورقة 73 ج، من المخطوط "286 Lit.". [29] المخطوط "286 Lit."، الورقة 194 ج. [30] المخطوط "Lit. 286"، الورقة الورقة 46 ظ، 71 ظ، 72 ج، 73 ج. [31] المخطوط ""32 Par.، الورقة 12 ظ. [32] المخطوط السابق الذكر، الورقة 191ج، وهذه الرفات المقدسة لا تزال موجودة بالكنيسة المذكورة حتى تاريخ كتابة هذه الكلمات. [33] المخطوط السابق الذكر، الورقة 191ج. [34] المخطوط السابق الذكر، الورقة 191ج، وراجع مقالة للمؤلف بمجلة "الكرمة الجديدة"، العدد الثالث 2006م، بعنوان: "الأنبا يوأنس بن شنودة والأنبا يوأنس بن الأسقف"، ص 229. [35] سوف يكون موضوع حلقة لاحقة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا" إن أحب الرب وعشنا عن هذا المؤلف المشهور "المعلم نيقوديموس"، حيث لا يزال البحث جاريًا لحصر إنتاجه الوفير. [36] راجع الفقرة "هـ"، من البند ثالثًا: أعماله. [37] L. Delaporte, Catalogue, p. 81-82. [38] راجع الفقرة "د"، من البند ثالثًا: أعماله. [39] أي الأب القس برصوم كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة (+ 1324م)، والمعروف باسم "شمس الرئاسة ابو البركات بن كبر"، مؤلف الموسوعة الكنسية الشهيرة مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، وغيرها، والذي حظى باهتمام الدارسين الأجانب والمصريين، راجع على سبيل المثال لا الحصر: Dom Louis Villecourt o.s.b., Mgr. Eugène Tisserant, et M. Gaston Wiet, «Livre de La Lampe des Ténèbres et de L’Exposition (Lumineuse) du Service (de L’ةglise) par Abû’l-Barakât connu sous le nom d’Ibn Kabar, Texte Arabe édité et traduit», PO, tome XX, fascicule 4; Georg Graf, Geschichte der chrislichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica Vaticana, Città del Vaticano, Band I-ΙV, 1944-1953; A. Wadi, Abū al-Barakāt Ibn Kabar, Mişbāh al-Zulmah (cap. 18: il digiuno e la settimana santa), Studia Orientalia Christiana- Collectanea 34, Cairo-Jerusalem 2001, p. 233-322. [40] راجع مقالتنا بمجلة "الكرمة الجديدة"، العدد الثالث 2006م، بعنوان: "الأنبا يوأنس بن شنودة والأنبا يوأنس بن الأسقف"، ص 223-225. [41] راجع مقالتنا بمجلة "الكرمة الجديدة"، العدد الثاني 2005م، بعنوان: "القمص إرميا الناسخ والقس سركيس"، ص 242-246. [42] ستظهر قريبًا دراسة لمُعد هذا المقال، عن هذا الموضوع الهام. [43] المخطوط ""32 Par.، الورقة 14 ج، والمقصود هنا القوانين الطقسية التي تتلى في أخر الصلوات الليتورجية، مثل: قانون الصوم المقدس: Cwmatoc ke بematoc...، وقانون الدفنه: Golgo;a بmmethebreoc.... بينما لا نعرف من هو الشخص المقصود بقوله (بطريقة يونس) أو (يوأنس)، مَن مِن البابوات أو من الأساقفة أو من الكهنه أو من الرهبان الذين حملوا هذا الاسم؟ لعله البابا يوأنس الثامن الشهير بابن القديس الـ80، لأنه أجرى العديد من التعديلات في مجال الطقوس القبطية، التي سوف تكون موضوع حلقة لاحقة من حلقات سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا" إن أحب الرب وعشنا. [44] المخطوط ""32 Par.، الورقة 23 ظ، 68 ج، 71 ج. [45] وهو غير الراهب الشهيد ميخائيل الدمياطي، الذي أستشهد في اليوم الحادي عشر من شهر هتور سنة 994 ش (الموافق السبت 7 نوفمبر 1277م)، ولا نعلم أيهما المقصود في الربع الـ45 من مجمع تسبحة نصف الليل (حسب كتاب الإبصلمودية السنوية طبعة جمعية نهضة الكنائس القبطية الأرثوذكسية)، راجع: Evelyn White, The Monasteries of the Wadi’n Natrûn, New York, Metropolitan Museum ot Art, Egyptian Expedition, 1926- 33, Arno Press 1973, Hugh Gerard, p. 382? Nabil F. F., V. Mistrih, "Vies inédites, ďaprès un synaxaire manuscript de ľéglise de la Sainte-Vierge al-Damširiyyah au Vieux Caire" Collectanea 39, 2006, p. 263-264; Youhanna Nessim Youssef , Michael "a new martyr according to a fragment from saint Macarius Monastery", Bulletin de La Societe d' Archeologie Copte, Tome XLVI (2007), p. 151-159. [46] المخطوط ""32 Par.، الورقة 210 ظ. [47] المرجع السابق، الورقة 147 ظ- 148 ج، 206 ظ- 207 ج. [48] المرجع السابق، الورقة 148 ج- 150 ج، 208 ج. [49] المرجع السابق، الورقة 200 ج، 202 ج. [50] المرجع السابق، الورقة 204 ج. [51] المرجع السابق، الورقة 207 ج- 207 ظ. [52] المرجع السابق، الورقة 210 ظ. [53] المرجع السابق، الورقة 211 ج. [54] المرجع السابق، الورقة 212 ج. [55] المرجع السابق، الورقة 213 ظ. [56] المرجع السابق، الورقة 147 ظ، 148 ج، ومما هو جدير بالذكر أن تذكار شهادة الشهيد إيسيذوروس يوم 19 بشنس، وهو المقصود في الربع الـ41 من مجمع تسبحة نصف الليل (حسب كتاب الإبصلمودية السنوية طبعة جمعية نهضة الكنائس القبطية الأرثوذكسية)، وله أيقونه فريدة محفوظة بكنيسة الشهيد العظيم مار مينا بفم الخليج بمصر القديمة، مع عائلته (والداه الشهدين بندلايمون وصوفيه، وشقيقته الشهيدة أفوميه)، ولعلها تكون هي الأيقونة الوحيدة لهؤلاء الشهداء بمصر حسب علمنا. [57] مما هو جدير بالذكر أن لهذا الشهيد أبصاليتين أخرتين (غير ما ورد بالمخطوط ""32 Par.)، إحداهما واطس والأخرى آدام، بالمخطوط 8 قبطي (بحيري) بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 238ج- 245ج، ومن المُلفت للنظر أن كاتب الإبصالية الواطس يدعوه في أولها "الشهيد ميخائيل شبيروا الجديد"!! [58] المخطوط ""32 Par.، الورقة 21 ج. [59] راجع مقالة للمؤلف بعنوان: "تاريخ الكنيسة القبطية بجزيرة ردوس، القرن الـ15-16 الميلادي" بأسبوع القبطيات الرابع عشر بروض الفرج (تحت الطبع). [60] راجع المخطوط المذكور، الورقة 11 ج. وإتمامًا للفائدة وللأمانة العلمية، لابد أن أسجل افتراض منطقي قد يرد في ذهن القارئ الكريم بعد أن يقرأ هذا الجزء من البحث، وهذا الافتراض كالآتي: إذا كان القمص جرجس الحكيم قد خدم في جزيرة رودس فترة من الزمان، فمن المنطقي إذن أن يكون الأنبا ميخائيل المعاريجي (خاله)، هو الأنبا ميخائيل القبرسي المطران على قبرس ثم رودس، والذي كان قد اعتفى من الخدمة وقت كتابة المكاتبة رقم (73) من مخطوط " Theol. 301"، للبابا يوأنس الثالث عشر سنة 1508م، والمشار إليها سابقًا في هذا البحث. ولكن هذا الافتراض المنطقي تتضاءل فرصه حينما نذكر ما قاله القمص جرجس الحكيم نفسه عن خاله كونه أحد أساقفة الوجه البحرى وليس أحد أحبار الكنيسة الخدام خارج مصر، بالإضافة لكونه أسقفًا وليس مطرانًا. [61] G. Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, p. 129-131. [62] مما هو جدير بالذكر أن هذا الميمر نُشره بالكامل في كتاب حبيب زيات عن تاريخ بلدة صيدنايا، ص 114-121. [63] للرجوع لتفاصيل أكثر في هذا الموضوع راجع: مقالة للمؤلف بعنوان: "تاريخ الكنيسة القبطية بجزيرة ردوس القرن الـ15-16 الميلادي" مرجع سابق، كذلك راجع: روبير الفارس، "في أسبوع القبطيات الـ14.. إكليريكي يكشف عن كنيسة للأقباط بجزيرة رودس" جريدة روز اليوسف، العدد 414 الصادر بتاريخ 10 ديسمبر 2006 م، ص 13؛ Robeir al-Faris, "A Coptic church in Rhodes", Watani International, Year 6 Issu 306, 24 December 2006- 15 Kiyahk 1723, p. 4. [64] حبيب الزيات، مرجع سابق، ص 122. [65] المرجع السابق، ص 107-109. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
العالِم القبطي والمؤرخ الكنسي الأستاذ يسى عبد المسيح حنا
المقدمة: موضوع هذه الحلقة السادسة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا"، عن شخص تمر هذه السنة الذكرى السنوية الخمسين لرحيله، وهو العالِم القبطي والمؤرخ الكنسي ابن الإكليريكية البار المرحوم الأستاذ يسى عبد المسيح حنا، أمين مكتبة المتحف القبطي الأسبق، الذي غادر عالمنا الفاني يوم الثلاثاء 12 مايو 1959م، عن عمر يناهز الستين عامًا (حيث أنه وُلد في 29 يوليو سنة 1898م، ببلدة أشنين النصارى - مركز مغاغة، محافظة المنيا). تاركًا خلفه تُراثًا علميًا ضخمًا منه المنشور ومنه غير المنشور حتى اليوم. تتلمذ راحلنا الكريم بالمدرسة الإكليريكية بمهمشة وتخرج فيها سنة 1922م، وتنقل بالعمل في أكثر من مكان منها مدرسة التوفيق، ثم الإكليريكية مدرسًا للغة اليونانية، وأمينًا لمكتبة المتحف القبطي مصر القديمة. في هذا المقال سوف نسلط الضوء على الفضل العلمي لهذه الشخصية الفذة، وإسهاماته الجادة في مجال علم تاريخ الطقوس القبطية، حيث يُعد هو أول من بدأ دراسة هذا العلم دراسة وافية ونشر العديد من المقالات والدراسات عنه بالمجلات والدوريات العلمية باللغتين العربية والإنجليزية[1]، بمفرده حينًا، وبمساعدة صديقه العالِم الراحل BURMESTER أحيانًا أخرى. فالغرض من هذا المقال ليس مجرد التأريخ له أو التسجيل التفصيلي لأثاره المكتوبة أو تأريخ لأعماله المنشورة، حيث سبق نشر هذا الثبت أكثر من مرة[2]، ولكن الغرض من هذا المقال هو الغوص في بحار بعض كتباته لإلتقاط العديد من اللالئ الجدد والعتقاء لنستنير بها ومن خلالها في دراستنا في مجال ذلك العلم السابق الذكر. نيح الله نفس عالِمنا الكبير في أحضان القديسين، وعوضه خيرًا نظير ما قدم للكنيسة من جهد ودراسة تُفيد الأجيال المتعاقبة. أولًا: تقديم تعريف للمصطلحات الليتورجية القبطية: كان المرحوم يسى عبد المسيح أول من وضع تعريف للمصطلحات الليتورجية القبطية أو ما يُعرف في اللغات الأجنبية باسم عِلم Terminology. فكان أول من وضع سلسلة مقالات باللغة الإنجليزية عن الذكصولوجيات القبطية، مبتدءًا بمقال يُعرف من خلاله ما هي الذكصولوجيات القبطية وإستخداماتها في الكنيسة القبطية، شارحًا أن العبادة (الليتورجيا) القبطية تنقسم إلى إجتماعين هامين، أولهما هو الاجتماع الكبير The Great Synaxisأي ما يُعرف في القبطية باسم ;ni]; `ncuna[ic والإجتماع الصغير The Little Synaxis أو بالقبطية ;kouji `ncuna[ic. والمقصود بالإجتماع الكبير خدمة القداس الإلهي، وأهم كتاب ليتورجي يُستخدم فيه هو كتاب الخولاجي، بينما المقصود بالإجتماع الصغير التسبحة وصلوات السواعي، وهذه الخدمة تعتمد بشكل أساسي على كتابي الأبصلمودية والأجبية[3]،أي أن الإجتماع الكبير هو إجتماع سرائري يستلزم العنصر الكهنوتي لإتمامه، بينما لا يشترط تواجد إكليروس في الإجتماع الصغير، فهو إجتماع نشأ في الجو الرهباني حيث كان يندر التواجد الإكليريكي قديمًا. كما أن هذا الجزء من العبادة يستطيع المؤمن البسيط (رجلًا كان أم إمرأة) أن يؤديه بمفرده، كجزء من جهاده الشخصي. ثم عاد وفند حديثه عن الذكصولوجيات في مقالين أخرين، أولهما عن تلك الذكصولوجيات الغير مستخدمة في كنيستنا الآن، أي الذكصولوجيات القبطية باللهجة الصعيدية[4]، وثانيهما عن الذكصولوجيات القبطية باللهجة البحيرية المستخدمة الكنيسة، والتي سبق ونُشرت بالطبع[5]. وللتفصيل نشر الذكصولوجيات البحيرية المُستخدمة بالكنيسة الآن على جزءين الجزء الأول من شهر توت إلى شهر كيهك[6]، والجزء الثاني من شهر طوبه إلى النسئ[7]. كما وضع مقالًا عن بعض الإبصاليات القبطية النادرة، مثل: مقالته عن إبصالية رومي (يوناني) عربي، التي نشرها باللغتين الإنجليزية[8] والعربية[9]. كما وضع تصنيفًا لهذه المصطلحات، أي ما يُعرف في اللغات الأجنبية باسم عِلم Typology، حيث كان أول من كتب عن عِلمCoptic Hymnology[10] أي الإيمنولوغيا القبطية، أي عِلم دراسة تاريخ وأصول قِطع التسابيح والألحان القبطية[11]، ثم تبعه كثيرون مقتفين أثره، ومتعلمين من منهجه العلمي في البحث والدراسة. ثانيًا: تأريخ للعديد من الطقوس الكنسية: كما كتب عن الليتورجيات الشرقية[12]، وزي إكليروس الشرق أي الملابس الكهنوتية: سواء الرهبان في الأزمنة السالفة أو الأساقفة والقسوس والشمامسة أيضًا[13]، والأواني المستعملة في الكنائس الشرقية أثناء تأدية الشعائر الدينية[14]. ومن الطريف أن هذه المجموعة من المقالات لم تأتي من فراغ، ولكن كانت نتيجة مجموعة من أبحاثه المدققة، بالإضافة إلى عدد من المرسلات بينه وبين المتنيح الأنبا مكاريوس مطران أسيوط السابق (1897-1944م)، الذي صار فيما بعد قداسة البابا مكاريوس الثالث الـ 114 (1944-1945م)[15]. ومن أهمية هذه المجموعة من المقالات، نشرتها ثانيًا جمعية مار مينا بالإسكندرية في كتابين. حيث ذكر في هذه المجموعة من المقالات عدة أمور هامة، مثل: 1- كان الرسل لا يقيمون ليتورجية الا وهم صائمون، إستنادًا على ما جاء بسفر أعمال الرسل (13: 2). 2- لا يجوز لأحد من المؤمنين الدخول للكنيسة إلا وهو حافي القدمين وعاري الرأس [من قوانين البابا خرستوذولوس الـ 66 (1047- 1077م)]. _____ الحواشي والمراجع :(*) هذا المقال سبق نشره في مجلة الكرمة الجديدة. [1] Maged S. R. HANNA, «Les hymnes coptes au XVe siècle», acts of Ninth International Congress of Coptic Studies, Cairo 14th – 20th September 2008, under press.[2] O. H. E. BURMESTER, « », Bulletin de la Societe D’archeologie Copte 15, (1958- 1960), p. 176, 9-10; https://st-takla.org/Gallery/var/albu...l-messih-3.jpg مدحت حلمي تادرس، مينا بديع عبد الملك، "يسي المسيح (1898- 1959) عالم القبطيات والمتخصص في الدراسات الكنسية"، مجلة راكوتي، السنة السادسة، العدد الثاني مايو 2009م، ص 23- 28. [3] Yassa ‘Abd Al Masih, «Doxologies in the Coptic Church, the use of doxologies», Bulletin de la Societe D’archeologie Copte 4, (1938), p. 97-113. [4] Yassa ‘Abd Al Masih, «Doxologies in the Coptic Church, unedited Şa‛īdic doxologies», Bulletin de la Societe D’archeologie Copte 5, (1939), p. 175-191. [5] Yassa ‘Abd Al Masih, « », Bulletin de la Societe D’archeologie Copte 6, (1940), p. 19- 76. [6] Yassa ‘Abd Al Masih, « », Bulletin de la Societe D’archeologie Copte 8, (1942), p. 31-61. [7] Yassa ‘Abd Al Masih, « », Bulletin de la Societe D’archeologie Copte 11, (1945), p. 95- 158. [8] Yassa ‘Abd Al Masih, «A Greco-Arabic Psali», Bulletin de I’Insitut des Etudes Coptes, tome I (1958), p. 77- 100. [9] يسى عبد المسيح، "ابصالية رومي عربي"، مجلة معهد الدراسات القبطية، المجلد الأول (1958)، ص 110-120. [10] Yassa ‘Abd Al Masih, «Doxologies in the Coptic Church, the use of doxologies», Bulletin de la Societe D’archeologie Copte 4, (1938), p. 97. [11] راجع: تعريف هذا العِلم في مقالنا عن "القمص إرميا الناسخ والقس سركيس"، مجلة الكرمة الجديدة، العدد الثاني (2005)، ص 232. [12] يسى عبد المسيح، "الليتورجيات – أو القداديس الشرقية"، مجلة الكرمة السنة 16 (1930)، الجزء السابع (يوليو) ص 388- 391؛ السنة 17 (1931)، الجزء الأول (يناير) ص 47- 54. [13] يسى عبد المسيح، "الليتورجيات – زي اكليروس الشرق أي الملابس الكهنوتية"، مجلة الكرمة السنة 17 (1931)، الجزء الثالث (مارس) ص 163- 168؛ والجزء الرابع (ابريل) ص 207- 210. [14] يسى عبد المسيح، "الليتورجيات – الأواني المستخدمة في الكنائس الشرقية أثناء تأدية الشعائر المقدسة"، مجلة الكرمة السنة 17 (1931)، الجزء الخامس (مايو) ص 261- 267؛ والجزء السادس (يونيو) ص 316- 320؛ والجزء السابع (يوليو) ص 376- 382. [15] كما يتضح من المقلات نفسها، هذا وقد أعتنى الأخ/ نبيل فاروق فايز بنشر عدد من هذه المراسلات، وهى قيد النشر الآن. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
الأنبا بطرس بن الخباز | القس يعقوب الناسخ المقدمة: موضوع هذه الحلقة السابعة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا"، عن شخصيتين من أهم الشخصيات التي لعبت دورًا بارزًا في القرن الثالث عشر الميلادي في مجال ترجمة التراث الآبائي من اللغتين القبطية واليونانية إلى لغة الضاد، وهما: الأنبا بطرس المعروف بابن الخباز مطران الحبشة، والقس يعقوب الناسخ ابن أخت المطران. وما أحوجنا الآن لدراسة شخصيات كهذه لنتعرف على حقيقة هامة، مُفادها أن كنيستنا لم تتغرب قط عن أقوال آباء الكنيسة الجامعة الكبار ولا عن فكرهم السامي، حتى في أحلك عصور الضعف، بل كانت وثيقة الصلة بفكرهم الرفيع المستوى عن طريق الترجمة، ومن ثُم كان لابد علينا أن نتعرف على شخصيات هؤلاء الجنود المجهولين الذين حملوا لواء العلم والتنوير حتى في أصعب الظروف. فأولهما ترجم قبسات من التراث الآبائي النسكي عن اليونانية، وثانيهما عُرف عنه أنه أفضل من ترجم نصوص الكتاب المقدس من القبطية بدقة ومهارة، كما سنعرض في هذه المقالة، أملًا أن يجد فيها القارئ العزيز الشيء الجديد والمُفيد. مصادر ومراجع البحث(1): أولًا المصادر: المخطوطات: I- بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة: - المخطوط 387 مسلسل / 220 لاهوت (524 جراف)، مجموعة بها 17 مقالة، والمقالة الـ14 منها: الباب الثلاثين من كتاب الحاوي مما أختصره المطران أنبا بطرس بن الخباز؛ بالعــربية فقط. ترجع للقرن الرابع عشر تقريبًا(2)، رُممت في القرن الثامن عشر(3). II- بالمكتبة الوطنية الفرنسية، بباريس: 1- المخطوط 43 قبطي، سلالم ومقدمات قبطي عربي وفرنسي. به أكثر من تاريخ، بالورقة 19 ظ : "رابع عشر شهر هاتور 1012 للشهدا" [الجمعة 18 نوفمبر 1295م]، وبالورقة 170 ظ : " 1026 ش " [09/1310م](4). 2- المخطوط 138 عربي، مجموعة ميامر لمار أفرام السرياني، يرجع للقرن الرابع عشر الميلادي، الناسخ والمهتم بطرس؟ (الورقة 3 ظ)، وأخر ثمان ورقات قيل أنه بخط أنبا بطرس بن الخباز (371 ظ). III- بمكتبة دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس البحر الأحمر: 1- المخطوط 173 لاهوت، براديصوص مختصر من كتاب الحاوي أخرجه أنبا بطرس ابن الخباز مطران الحبشة، بدون تاريخ. 2- المخطوط 174 لاهوت، براديصوص مختصر من كتاب الحاوي أخرجه أنبا بطرس ابن الخباز مطران الحبشة، آخره ناقص، ويبدأ بالورقة 290، وينتهي بالورقة 554، أي أنه كمالة للمخطوط السابق، بدون تاريخ. المخطوط كان ملكًا للقمص عبد المسيح ابن لاوي ابن صدقة المقصوري، ثم أنتقل كوقف للدير، وتاريخ الوقفية على الدير 17 توت 1265 ش [الجمعة 24 سبتمبر 1548م]. 3- المخطوط 175 لاهوت، براديصوص مختصر من كتاب الحاوي الجزء الثاني أخرجه أنبا بطرس ابن الخباز مطران الحبشة. تاريخه 27 برمهات 1632 ش [6 يناير 1916م]، والناسخ: القمص يوحنا السبكي أحد خدام دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس، والمهتم: القمص يوحنا الباخومي رئيس دير الأنبا أنطونيوس (502 ج). يُذكر بنفس الورقة أن المخطوط منسوخ عن نسخه تاريخها 986 ش [ 69/ 1270م]. ثانيًا المراجع: - Georg Graf, Catalogue des Manuscuts Arabes Chrétiens Conservés au Caire, citta del Vaticano, 1934. - Georg Graf, Geschichte der chrislichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica Vaticana, Città del Vaticano, band 2, 1947. - Gerard Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, Manuscrits Chrétiens, tome I, Paris 1972. - Ignazio Guidi, Le traduzioni degli Evangelii in arabo in etiopico, Roma 1888. - Khalil Samir, S.J., «Butrus ibn Al-khabbāz», The Coptic Encyclopedia, New York 1992, vol. 2. - L. Delaporte, Catalogue Sommaire des Manuscrits Coptes de la Bibliothèque Nationale de Paris, 1er Partie Manuscrits Bohaïriques, Paris 1912. - Marcus Simaika & Yassa ‘Abd Al Masih, Catalogue of the Coptic and Arabic Manuscripts, in the Coptic Museum and the Patriarchate, the Principal Churches of Cairo and Alexandria and the Monasteries of Egypt, Government Press, Bülâq, vol. II, Cairo 1942. - Ugo Zaneti, Les Lectionnairs Copts Annuels Basse-ةgypte, Louvain 1985. _____ الحواشي والمراجع :(*) هذا المقال سبق نشره في مجلة الكرمة الجديدة. (1) سنذكر هنا المصادر والمراجع التي ترد أكثر من مرة في المقالة، أما التي ترد مرة واحدة، فنذكرها كاملة البيانات في أماكنها. (2) Georg Graf, Geschichte, band 2, p. 453. (3) Marcus Simaika & Yassa ‘Abd Al Masih, Catalogue, vol. II, p. 170. (4) Delaporte, Catalogue, p. 92- 93. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
الأنبا بطرس ابن الخباز (1270 م؟) أولًا: تاريخه: وردت اسمه في حاشية بالورقة 3 ظ، بالمخطوط 138 عربي، بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، نصها: " اذكر يا رب المهتم والناقل المسكين الخاطي بطرس وكلمن دعا [كذا] له بشى فله عوضه اضعاف. امين " بينما وردت حاشية أخرى بالورقة 371 ظ من نفس المخطوط، هذا نصها: "... وتاريخ النسخة المنقول منها التاسع عشر من بشنس سنة ست وتسعين وتسع مايه للشهدا الاطهار(5) بركاتهم وبركات القديس مار افرام مع الكاتب والقاري والسامع والمهتم والمنشئ [كذا] امين امين امين وهذه النسخة المنقول منها بخط الاب القديس انبا غبريال بن فخر الكفاه(6) وباخرها ثمان أوراق تكملة الكتاب قيل أنه بخط أنبا بطرس بن الخباز (كشط) وكتب هذه النسخة من أولها إلى خمسة وثمانين فصل من الميمر الاربعون الأخ القديس الصفى بن بنت القسيس اسطو[روس] (كشط) وكمل تتممة الكتاب مما عين إلى أخر الكتاب العبد الدليل الخاطي... ". نياحته: ورد خبر نياحته في حاشية بالورقة 294 ظ، بالمخطوط 43 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، هذا نصها: " وهذه نقلت من نسخه للاب الرييس الاسقف انبا بطرس أسقف مدينة اخميم احضرها معه من دير طرا ذكر الناسخ انها نقل [كذا، وصحتها نُقلت] من نسخة الشماس اسحق ابن التاج(7) دكر الناسخ انها نقلت من نسخة الاب القس الطوباني انبا بطرس ابن الخباز الذي صار في أخر عمره مطران على الحبش وغرق في البحر المالح قبل [أن] يصل نيح الله نفسه والسبح لله دايما". التعليق: واضح من سرد قصة حياته، أنه كان من رجالات القرن الثالث عشر الميلادي، وأنه أنجز أعماله في فترة ما قبل توليه مسئولية المطرانية بالبلاد الحبشية، أو قل على الأكثر، أنجز الجزء الأخير منها في فترة ما بين رسامته مطرانًا وقبل سفره لمقر كرسيه (ولو أن هذا أمر مُستبعد نوعًا ما). وفي جميع الأحوال، رحل عن هذا العالم قبل وصوله لتلك الأصقاع، كما أفادتنا الحاشية السابقة الذكر. ثانيًا: أعماله: أورد الأب G. Graf عنه الشيء اليسير(8)، وكذلك الأب سمير خليل اليسوعي(9). بينما لم يرد ذكر أعماله أو حتى اسمه فقط بكتاب "كُتاب المخطوطات العربية لكتبة النصرانية" للأب لويس شيخو، طبعة بيروت سنة 1924. أهم أعماله كتاب يُدعى البراديصوص Paradicocأي الفردوس، وهو مختصر من مُؤلف يُعرف باسم "الحاوي". والجدير بالذكر أن الأدب الرهباني النسكي العربي المسيحي عرف أكثر من كتاب باسم "الحاوي"، كما ذكرنا أيضًا هنا في .وهذا العمل الذي نحن بصدده الآن هو بالتأكيد مُؤلف غير كتاب "الحاوي" الذي يشتمل عليه المخطوط 181 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس (ولم يُطبع كاملًا بعد)، لأن بمقارنة المقالات بكلا المؤلفين يظهر الفرق جليًا(10). وهو أيضًا غير كتاب "الحاوي" الذي وضعه جرجس بن العميد (الصغير)، الذي كان طبيبًا وراهبًا كاهنًا، متوحدًا بجبل طره، وكان شقيقًا للأسعد ابراهيم كاتب ديوان الجيوش، الذي صُرف من هذا الديوان في 14 شوال سنة 678 هـ (الموافق ليوم السبت 17 / 2 / 1280م) بحسب شهادة المؤرخ المقريزي(11). وعودة لكتاب "الحاوي" الذي نحن بصدد دراسته، فهو بحسب رأي الأب G. Graf من وضع الأنبا بطرس ابن الخباز، ولكن بحسب دراسة الأب سمير خليل اليسوعي هذا كلام غير صحيح، والأصح أن الكتاب مستوحى من أو ملخص لمُؤَلف يحمل نفس الاسم (الحاوي). مؤلفه راهب من دير القديس سابا بفلسطين يُدعى أنطيخيوس سطراتيوس (سترانيجيوس)، عاش هذا الرهب في مطلع القرن السابع الميلادي، وعاصر الإحتلال الفارسي للأراضي المقدسة في عهد الملك خسرو الفارسي في 5 أبريل 614 م. فكتب عنها نبذة تاريخية بالعربية، تُرجمت فيما بعد للغة أهل الكرج (جورجيا) وطبعها العالم N. Marre بمدينة سان بطرسبرج، سنة 1909م. كما كان له دورًا بارزًا في إعادة إعمار مدينة أورشليم بعد هزيمة الفرس ونزوحهم عنها، حيث ساعد رئيس ديره (وقتها) الأرشمندريت مودستس في تحقيق هذه الغاية. وألتمس المساعدة من يوحنا الرحوم البطريرك الخلقيدوني بالإسكندرية، فأمده بالمال والرجال والذخائر، فجدد كنيسة القيامة وعدد من الكنائس والأديرة(12). أما عن عمله "الحاوي"، فهو عمل يتكون من 130 موعظة (ميمر)، يشتمل على مجموعة من قوانين الأخلاقية المستوحاة من الكتاب المقدس وأقوال آباء الكنيسة الأوائل(13)، وعمله هذا موجود بالجزء الـ 89 من موسوعة الآباء اليونانيين، المعروفة اصطلاحًا باسم مجموعة Migne(14). وأهمية دراسة مُؤَلف هذا الراهب الفلسطيني تكمن في أن كتاب "الحاوي" هذا ليس هو العمل الوحيد له الذي عُرف في التراث القبطي، فعلى سبيل المثال: صلاة التحليل الواردة بأخر صلاة الستار والتي تبدأ بعبارة "أعطني يارب ينابيع دموع كثيرة..."، هي من إنتاج هذا الراهب الفلسطيني أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن نعرف أن هذا التحليل كان قبلًا تحليل صلاة النوم كما ورد بعدد ليس بقليل من المخطوطات والطبعات الأولى لكتاب الأجبية القبطية، كما لا يُخفى على القارئ اللبيب أهمية الدور الذي لعبه دير القديس سابا بالقدس في تشكيل كتاب صلوات السواعى سواء عند الروم أو القبط(15). ومن ثم كان عمل المطران الأنبا بطرس غالبًا أن يُلخص عمل الراهب أنطيخيوس الفلسطيني وأطلق عليه اسم كتاب البراديصوص. والكتاب بوضعه الجديد كان يحتوي على أكثر من 62 مقالًا، وصلت لنا منها المقالات من 4- 61 كاملة، بينما وصلتنا المقالة 62 ناقصة، ولم تصلنا المقالات 1- 3، ومابعد الـ 62. أما توزيع المقالات التي وصلتنا من هذا العمل في المخطوطات المتنوعة، فهى كالآتي: 1- المخطوط 173 لاهوت بمكتبة دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، يحتوي على المقالات من 4 – 39. 2- المخطوط 387 مسلسل / 220 لاهوت (524 جراف) بالمكتبة البطريركية بالقاهرة، وقد حفظ المقالة الثلاثين بالأوراق 113 ج- 118 ج(16). 3- المخطوط 174 لاهوت بمكتبة دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، يحتوي على المقالات من 40- 62، أي أنه الجزء الثاني المكمل للمخطوط السابق، ولكن المقالة الأخير ناقصة. 4- المخطوط 175 لاهوت بمكتبة دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، يحتوي على الجزء الثاني من هذا المُؤلف أيضًا. وأهميته أنه يُذكر بالورقة (502 ج) أن المخطوط منسوخ عن نسخه تاريخها 986 ش [ 69/ 1270م]، وأي لعله منسوخ من النسخه الأصليه، ومن ثم يُساعدنا هذا التاريخ في تحديد الفترة المفترضة لحياة المؤلف (الأنبا بطرس)، وبالتالي تاريخ وضع هذا المُؤلف. ومما هو الجدير بالذكر الأب سمير خليل اليسوعي يورد ذكر لمخطوطات أخرى ورد بها اسم المطران بطرس بن الخباز، ولكن ليس لها علاقة بكتاب الحاوي، مثل: المخطوط47بمكتبة امبروزو بميلانو، إيطاليا، والمخطوطتين 43 ، 459 عربي، من المكتبة الرسولية بالڤاتيكان(17). _____ الحواشي والمراجع :(5) الموافق الثلاثاء 21 مايو 1280م. (6) المقصود به البابا غبريال الثالث الـ 77 الشهير بابن فخر الكفاءة (1268- 1271م). (7) (8) Georg Graf, Geschichte, band 2, p. 453. (9) Khalil Samir, S.J., «Butrus ibn Al-khabbāz», The Coptic Encyclopedia, New York 1992, vol. 2, p. 429-430. (10) رغم أن Troupeau ينسب هذا العمل للراهب أنطيخيوس الفلسطيني، راجع: Gerard Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, Manuscrits Chrétiens, tome I, Paris 1972. (11) راجع: تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي، السلوك في معرفة دول الملوك، ج 1، القسم 3، ط. القاهرة 1939م، ص 667؛ Georg Graf, Geschichte, band 2, p.453؛ الأخ وديع الفرنسيسكانيّ، المرجع "المكين جرجس بن العميد وتاريخه"، أعمال الندوة السابعة للتراث العربيّ المسيحيّ، الفجالة/ القاهرة، منشورات المركز الفرنسيسكانيّ للدراسات الشرقية المسيحية بالقاهرة، نوفمبر 1999م، ص 5- 24؛ نبيه كامل داود، تاريخ دير مار جرجس بطره ورهبانه النساك بقلالي جبل طره، القاهرة، مايو 2010، ص 42- 44. (12) Χρυσόστομος Παπαδόπλος (Αρχιεπίοος Άθηνών καί Πάσης Έλλάδος), Ίστορία τής Έκκλησίας Ίεροσολύμων, Ίεροσόλυμα καί Άλεξάνδρεια 1910, ς. 242; Βας. Χ. Ίωαννίδης, "Ό Άγιος Άντίοχος ό μοναχός", έν Θρησκευτική καί Ήθική Έγκυκλοπαίδεια, Άθήναι 1966, τόμ. Β', ς. 920. (13) Khalil Samir, «Butrus ibn Al-khabbāz», C. E., vol. 2, p. 429. (14) P. G. 89, 1421- 1849. (15) راجع: د. ماجد صبحي، "دراسة عن كتاب الأجبية القبطية (3)"، مجلة مدرسة الإسكندرية، السنة الأولى – العدد الثالث، سبتمبر – ديسمبر 2900 م، ص 171- 172. (16) Georg Graf, Catalogue, pp. 197- 198. (17) Khalil Samir, «Butrus ibn Al-khabbāz», C. E., vol. 2, p. 429. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القس يعقوب الناسخ
ذكره العالِم الألماني الأب G. Graf في سياق حديثه عن ابن كاتب قيصر[18]، وبالتحديد عند الكلام عن تفسيره لرسائل البولس والكاثوليكون (الجامعة) والإبركسيس (سفر أعمال الرسل). فعند لكلام عن المخطوط 43 عربي بالمكتبة الرسولية بالڤاتيكان، والمؤرخ بسنة 1313م، يقول Graf عن مؤلف هذا العمل المحفوظ بالمخطوط المذكور (لعله ابن كاتب قيصر)، يعتمد على نسخة عربية للعهد الجديد وأخرى قبطية، والنسخة القبطية نسخها القس يعقوب ابن أخت المطران الأنبا بطرس ابن الخباز، وهذا الناسخ معروف على أنه أفضل مترجم للنصوص القبطية. ومن ثُم، هذا يؤكد الثقة في هذه النسخة. ويُكمل الأب Graf التعريف بشخصية القس يعقوب في الهامش، فيقول: أن هناك نسخة عربية للأربعة أناجيل مترجمة من القبطية، قد أصلح ودقق ترجمتها الشيخ هبة الله بن العسال، تاريخها يرجع لسنة 969 ش (52/ 1253م)، وعن هذه النسخة المُدققة نسخ القس يعقوب[19]. _____ الحواشي والمراجع :[18] Georg Graf, Geschichte, band 2, p. 385. [19] Guidi, Le traduzioni, s. 20; G. Graf in Orientalia N. S. 1 (1932), p. 54 f. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص جرجس الكبير الشنراوي | القمص مكسي ابنه
المقدمة: موضوع هذه الحلقة الثامنة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا"، عن شخصيتين أولهما كان من الشخصيات التي لعبت دورًا في تكوين كتاب الإبصلمودية المقدسة الكيهكية بوضعها المتعارف عليه الآن، وثانيهما شاعر شعبي قبطي مغمور. وعلى كل الأحوال، قد أثرا وساهما كلًا منها في مجال الإمنولوجيا العربية المنتسبة للتراث القبطي. وشخصيتا هذا المقال هما القمص جرجس الكبير الشنراوي والقمص مكسي ابنه، الذان عاشا بين أواخر القرنين الثامن عشر ومنتصف التاسع عشر الميلادي. فمن خلال هذا المقال المتواضع نتعرف على أثنين من أصحاب الأيادي البيضاء في هذا المضمار -وهم كُثر- ومع ذلك لم يتتبعهم أحدًا ليسجل أعمالهم وتاريخهم بشكل علمي(1)، مفسرًا سبب ظهورهم في هذه الفترة التاريخية بالذات. ولا يمكن أن نتفهم الظرف الذي دفع بهما -كما بغيرهما- لهذه الإضافات في مجال الإمنولوجيا العربية المنتسبة للتراث القبطي، إلا بعد أن نتعرف على الظروف المحيطة بهما والتي أدت في نهاية الأمر إلى إبراز صورة الكنيسة القبطية بتلك الوضعية التي ظلت عليها حتى منتصف القرن العشرين تقريبًا. عند تناولنا موضوع عرض أول ما يعترضنا في هذا السياق، هى الفكرة المشهورة عند الكثير من المؤرخين أن الحملة الفرنسية على مصر وبعض بلاد الشرق، هي التي كانت سببًا مُباشرًا لنهضتها الحديثة وأنفتاحها على الغرب، ولكن الدراسات الحديثة قد تُثبت غير ذلك. فالإمبراطورية العثمانية التي أفسحت المجال أمام التعددية الأثنية والدينية والثقافية في ظاهرة تاريخية فريدة بصفة عامة، والوضع الجيد للأقباط في مصر أثناء القرن الثامن عشر بصفة خاصة، كان لابد أن ينتج عنهما في النهاية ظهور طائفة الأقباط في مطلع القرن التاسع عشر كطائفة ذات وضع مُميز(2). مما رشحها للقيام بدور هام وبارز في تاريخ مصر الحديث، وهي تلك الفترة التي نحن بصددها، وهذا عكس فترات سابقة كان دور الأقباط فيها يكاد يكون مُهمش وثانوي، لدرجة أن البعض من الدارسين والمؤرخين حسب دورهم في تلك العصور السابقة وكأنه محصورًا على دفع الضرائب أو الجزية للدولة فقط دون أن يكون لهم أي دور مميز وفعال في بناء الدولة، حيث انحسرت أعمالهم في المجالات المحاسبية والمالية ومسح الأراضي الزراعية مثل فترة الروك الحسامي(3). ولكن الحقيقة والواقع عكس ذلك، وهذا ما قصدنا أن نبرزه رويدًا رويدًا من خلال هذه السلسلة من المقالات، والتي نعشم أن تظهر في عمل موحد بعد أن تكتمل حلقاتها. وفيما يلي نلقي الضوء على حياة الشخصيتين السابقتين الذكر:
_____ الحواشي والمراجع :(*) هذا المقال سبق نشره في مجلة الكرمة الجديدة. (1) لم يرد ذكرهما مثلًا عند كلًا من الأب Georg Graf في عمله الشهير:Geschichte der christlichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica Vaticana, Città del Vaticano, band I- IV, 1944- 1951; ولا عند الراهب القس أثناسيوس المقاري (راهب من الكنيسة القبطية)، فهرس كتابات آباء كنيسة الإسكندرية (الكتاباتالعربية/ الجزء الثاني)، ط. 1، يناير 2012م. (2) Danil Crecelius and Gotcha Djaparidze, “Relations of the Georgian Mamluks of Egypt with their Homeland in the Last Decades of the Eighteenth Century”, JESHO 45,3; Magdi Guirguis, An Armenian Artist in Ottoman Egypt, the American University in Cairo Press, Cairo- New York 2008, p. 7- 16. (3) الروك مصطلح مصرى قبطى معناه عملية قياس الأراضى و حصرها و تسجيلها و تثمنيها، أي تقدير درجة خصوبة تربتها، وعلى هذا الأسس يتحدد خراجها و ضريبة الدوله المفروضه عليها، أي ما يُعرف الآن باسم " فك الزمام و تعديل الضرائب ". وكان يتم خلال الروك إعادة توزيع الإقطاعات على السلطان والأمراء والمماليك والأجناد. ومن أشهر الروكات التاريخية اللى عُملت في مصر " الروك الحسامى " الذي حدث فى عهد السلطان المملوكي حسام الدين لاجين في عام 1297م إستغرق عمل الروك نحو ثمانية أشهر وأشرف عليه الاداري القبطي " التاج الطويل "، راجع: ابن تغرى بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، سلطنة الملك المنصور لاجين، القاهرة 1968م؛ قاسم عبده قاسم (دكتور)، عصور سلاطين المماليك – التاريخ السياسي والاجتماعي، القاهرة 2007م، ص 168. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص جرجس الشنراوي كان القمص جرجس الشنراوي من رجال النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي وأوائل القرن التاسع عشر، وذلك بحسب شهادة العلامة إقلاديوس يوحنا لبيب الميري (بك) (+ 9 مايو 1918م)، حيث قال عنه في هامش بكتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية المطبوع من مائة سنة (1911م) أنه عاش من نحو مائة وعشرين سنة تقريبًا، أي أنه عاش قبل نحو 220 سنة تقريبًا من يوم تسطير هذه السطور. وعلى ذلك كان القمص جرجس معاصرًا لكلًا من البابا يؤانس الثامن عشر الـ 107 (1769-1796م)، والبابا مرقس الثامن الـ 108 (1796- 1809م) ، والبابا بطرس السابع الـ 109 (1809- 1852م)(4). ومن المهم جدًا أن نُشير هنا إلى أن القمص جرجس الشنراوي كان معاصرًا للبابا مرقس الثامن، الذي كان من بين شعراء ذلك العصر، ومن ثم كان أحد الذين أسهموا بشكل كبير في كتابة عدد لا يُسهان به من مدائح وقطع الصلوات المحفوظة بكتاب الإبصلمودية الكيهكية المقدسة بالإضافة إلى مدائح تُقال في توزيع الصوم المقدس(5). الأمر الذي يدفعنا للتفكير مليًا في سبب ظهور هذا الكم من المدائح التي ملئت مخطوطات كتاب الأبصلمودية الكيهكية المقدسة المتنوعة، ولماذا شهر كيهك بالذات الذي يحظى بهذا الإهتمام البالغ من الشعراء؟ فهل حفظت لنا المخطوطات الباقية من ذلك الزمن بمدائح لسهرة مشابهه لسهرة 7و 4 بشهر كيهك في موسم طقسي أخر؟ فقد كانت مفاجأة لىّ شخصيًا حينما عثرت على مخطوطة لإبصلمودية مقدسة تخدم فترة الصوم المقدس (الكبير) تشتمل على كم لا يُستهان به من الإبصاليات القبطية والمدائح العربية بالإضافة للهوس الصيامي التي تكفي لسهرة تشبه السهرة الكيهكية، في ليالي آحاد الصوم المقدس، ستكون محل دراستنا في العدد القادم إن أحب الرب وعشنا. كما عاصر من أساقفة البهنسا كلًا من: الأنبا ميخائيل أسقف البهنسا والجيزة والفيوم (1781- 1786)(6)، والأنبا كيرلس أسقف البهنسا (1796م)(7)، والأنبا متاؤوس أسقف البهنسا وبني سويف والفيوم والجيزة (1798 ـ 1820م)(8). وكذلك عاصر الأرخن الكبير المعلم ابراهيم الجوهري (1725-1795م). اسمه: ذُكر اسم القمص جرجس الشنراوي بأكثر من طريقة في المصادر والمراجع المختلفة، مثل: - الايغومانوس جرجس عبد الله خادم بيعة الملاك الجليل ميخاييل بناحية شنرى بولاية البهنساوية(9). - القمص جرجس الشنراوي(10) الكبير(11). تاريخه: رُسم القمص جرجس كاهنًا على الكنيسة المذكورة أعلاه، وهى كنيسة أثرية ذكرها أبو المكارم (1209م)، والمبنى الحالى بُنى سنة 1592 ش (75/1876م)، وأدخلت عليه تجديدات أكثر من مرة. والكنيسة تابعة اليوم إداريًا لمركز الفشن محافظة بني سويف، وكنسيًا لإيبارشية ببا وسمسطا والفشن. بينما قديمًا كانت إداريًا تابعة لمركز مغاغة، بمديرية المنيا، وكنسيًا لإيبارشية البهنسا، التي صارت تُعرف فيما بعد باسم إيبارشية بني سويف والبهنسا، والتي كانت تخدم محافظة بني سويف كاملة بالإضافة لأربعة جهات أو مناطق (مراكز) من مديرية (محافظة) المنيا، وهي: مغاغة والعدوة وبني مزار ومطاي وبعض القرى التابعة لمركز سمالوط. كان يتقن اللغتين العربية والقبطية وقد وضع بهما عدد من المدائح الكنائسية. وكان متزوجًا من سيدة فاضلة كانت تُدعى الست دميانه متعددت المواهب، حيث أشتهرت بنساخة الكتب (المخطوطات)، علاوة على مهارتها في مهنة تركيب الأحبار والألوان اللازمة لهذه الحرفة، بالإضافة إلى حرفة نسج الحرير ورمي التلي(12). عرفنا من أولاده أثنين من الكهنة أحدهما: مكسي الذي كان شاعرًا مغرمًا بعمل المدائح الكنائسية مثل والده، والثاني كان يُدعى القمص حنا، لم يصلنا من نشاطه شئ، وهو والد القمص جرجس وكيل شريعة الأقباط الأرثوذكس بشنرى، وهذا الأخير هو الذي أهتم بطباعة أعمال جده القمص جرجس الشنراوي الكبير. أما الابن الثالث لهذا الأب (القمص جرجس الكبير) والذي وصلتنا أخباره، فكان يُدعى سُليمان الذي كان يعمل وكيلًا لأحد الشفاليك بالمديرية وقتها، وهو والد القمص بطرس سليمان كاهن كنيستي السيدة العذراء بالفجالة ورئيس الملائكة الجليل ميخائيل بحدائق القبة المعروفة باسم الدير البحري بحدائق القبة بالقاهرة (+ 1907م)(13). أعماله: I الموجودة بكتاب الأبصلمودية الكيهكية: 1- ذكر العلامة إقلاديوس لبيب، بكتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية أن القمص جرجس الشنراوي هو مؤلف المديحة الواطس العربي للثلاثة فتية القديسين التي تُقال على Ariyalin، وطلعها: "الله الأزلي قبل الأدهار. أرسل ملاكه المختار..."(14). 2- وكذلك ذكر أنه مؤلف مديحة عربي للثلاثة فتية القديسين تُقال على Ariyalin، وطلعها: "التسبيح للمسيح الذي انصف وزاح الظلام والعتام وكشف"(15). بينما لم يذكر باقي أعماله التي تشغل حيز لا يُستهان به من كتاب الأبصلمودية الكيهكية بوضعها الحالي. فبالإضافة للمديحتين السابقتي الذكر، فالقمص جرجس الشنراوي الكبير وضع كلًا من المدائح التالية: 3- مديحة آدام على الهوس الأول، مطلعها: " قال الرب لموسى. قل لشعبك هو رحل. واضرب البحر بالعصا (كذا). ينفتح لك فيه مدخل..."(16). 4- مديحة آدام على الهوس الثاني، مطلعها: "فلنرتل مع داود. ونشكر فضل الله. لأنه رحوم وودود..."(17). 5- مديحة آدام لأبوينا الروميين مكسيموس ودوماديوس، مطلعها: "ابدي باسم الله القدوس. سيدنا بخرستوس..."(18). 6- مديحة آدام على aikw;، مطلعها: "افتح فاي بالتسابيح. واقول بقلب جريح..."(19)، وهي موجودة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ومما هو جدير بالذكر أن القمص جرجس حنا حفيد المؤلف يذكر في كتابه المذكر سابقًا (الوزن الصحيح) أن هذه المديحة على الهوس الرابع(20)، كما أنها أطول مما أورده العلامة إقلاديوس لبيب، بكتاب الأبصلمودية الكيهكية(21)، ويختمها بالربعين الآتيين: "أشكرك يا إله اسرايل (كذا، وصحتها: إسرائيل). سيدنا بخرستوس. عبدك خاطي وذليل. جاورجيوس بي هيغومانوس"(22) "أشكر يا إله اسرايل (كذا). اصفح عن ذلاتي. بحق الملاك الجليل ميخايل. لا تذكر سيأتي" مما يُثبت صحة نسب هذه المديحة للقمص جرجس (جاورجيوس بي هيغومانوس). II تسابيح ومدائح أخرى: 1- تسبحه (مديحه) تقال بعد صلاة باكر، مطلعها: "اسجد لاسم الثالوث. الرب الاله العظيم. الواحد في اللاهوت. المثلث بالاقانيم..."(23). 2- مديحه تقال للص يوم الخميس خميس العهد، مطلعها: "يوداس(24) يوداس ملعون يوداس. باع المسيح بفلوس نحاس. بثلاثين فضه. لليهود الانجاس..."(25). 3- مديحه مطلعها: "السجود يليق للثالوث الاقدس. الآب والابن والروح القدس. نسجد ونسبح ونقدس لاله. واحد خالق الانفس..."(26). III تماجيد الملائكة والشهداء والقديسين: 1- مديحة للملاك الجليل ميخائيل رئيس الملايكة (كذا)، مطلعها: "السلام لك يا ميخائيل. رئيس جند السموات. ملاك السلام والتهليل. خادم رب القوات..."(27). 2- مديحة للشهيد مارقوريوس (كذا)، مطلعها: "افتح فاي بالتسبيح. وامجد لاسم يسوع. واصيح بلسان فصيح. بي اثواب مارقوريوس (كذا)..."(28). _____ الحواشي والمراجع :(4) كتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية، مطبعة عين شمس بمصر، ط. 1، سنة 1627 للشهداء (1911 للميلاد)، ص 506. (5) من الطريف أن المؤرخة الراحة إيريس المصري، تنسب هذه المدائح للبابا مرقس السابع الـ 106 (1745- 1769م)، مستندة في رأيها هذا على مخطوط قبطي عربي وجدته بين مخلفات والدتها، راجع: إيريس حبيب المصري، قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الرابع، ط. 2، 1981م،ص 142- 147. (6) لعله هو الأسقف الذي سامه قسًا. أخباره المعروفة محصورة بين عامي (1781- 1786م). حيث أن أقدم خبر ذكر عن هذا الأب جاء بوثيقة له بتاريخ السبت 6 بشنس 1497ش (12 مايو1781م)، على بيعة الملاك ميخائيل بدير الخندق البحري. وجاء اسمه على إحدى المخطوطات التي قام بنسخها "أنبا ميخائيل أسقف البهنسا"، وقد نسخها للمعلم جرجس الجوهري في منزله بتاريخ الثلاثاء 20 بؤونة عام 1498ش، الموافق 25 يونيو 1782م. كما كان الأنبا ميخائيل ضمن المشاركين في عمل الميرون المقدس في يوم الخميس 14برمودة 1502ش (20 أبريل 1786م)، بحارة الروم حيث ذكر اسمه أنبا ميخائيل أسقف البهنسا والجيزة والفيوم. (7) ورد اسمه بالمخطوط 132 مسلسل / 105 مقدسة بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، على أن هذا المخطوط برسم هذا الأسقف. والمخطوط عبارة عن بشارتا لوقا ويوحنا، بخط يوحنا بن ميخائيل شماس بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، وتاريخ نسخها في نهاية إنجيل يوحنا (ج) 20 بؤونة 1512ش (1796م)، راجع: مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة الإسكندرية وأديرة القطر المصري، ج 2، المجلد الأول، القاهرة 1942، ص 59. (8) رسم أسقفًا للفيوم في عهد البابا مرقس الثامن الـ 108 سنة 1798م لكرسي البهنسا وبني سويف والفيوم والجيزة. وكان مقر كرسيه بمدينة الفيوم. وكان مهتمًا بنسخ المخطوطات على نفقته الخاصة. وقد تنيح في عهد البابا بطرس السابع الـ 109 في شهر أمشير عام 1536 ش الموافق فبراير عام 1820م. وأوفد البابا بطرس الأنبا صرابامون أسقف المنوفية والبحيرة المعروف باسم أبي طرحة لتعزية الشعب وعمل الترتيبات اللازمة، كامل صالح نخلة، تاريخ باباوات الكرسي السكندري، ج 5، ص. (9) المخطوط 13 (25مسلسل / 25 طقس) بمكتبة كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير، وهو عبارة عن قطمارس يخدم من شهر بشنس الى شهر مسرى والنسئ والاحد الخامس من كل شهر؛ بالقبطية فقط. تاريخ النسخ بالورقة 35: الاحد الاول (6) بؤونه سنة 1547 ش (= 12 يونيو 1831م)، وقف على كنيسة الست السيدة والدة الاله مرتمريم بالدير المعروف بجبل الطير الذي قبالت سمالوط شرق البحر، الناسخ الايغومانس خادم بيعة الملاك الجليل ميخاييل بناحية شنرى جرجس عبد الله بالاسم يدعا قمص ناحية شنره بولاية البهنساوية. (10) الأبصلمودية الكيهكية، ص 506. (11) القمص (جرجس) ابن القمص (حنا) ابن القمص (جرجس الكبير الشنراوي)، الوزن الصحيح في التسبيح والمديح من نظم وترتيب القمص جرجس الشنراوي، مطبعة جرجس مليكه بمغاغة، ب د، ص 9، 18، 20، 24. (12) الأبصلمودية الكيهكية، ص 506. (13) نبيه كامل داود، تاريخ كنيسة الملاك ميخائيل البحري بحدائق القبة- القاهرة، ط. 1، القاهرة نوفمبر2003 م، ص 93- 94. (14) الأبصلمودية الكيهكية، ص 506- 508، القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 77- 79. (15) الأبصلمودية الكيهكية، ص 509- 510. (16) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 20- 24؛ الأبصلمودية الكيهكية، ص 252- 255. (17) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 24- 26؛ الأبصلمودية الكيهكية، ص 366- 368. (18) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 50- 55؛ الأبصلمودية الكيهكية، ص 559- 562. (19) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 28- 33؛ الأبصلمودية الكيهكية، ص 775- 777. (20) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 28. (21) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 31- 33. (22) جاورجيوس بي هيغومانوس: تعريب للعبارة القبطية "Georgioc pi\hgoumenoc" أي: جرجس القمص. (23) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 9- 13. (24) يوداس، صحتها باليونانية والقبطية: (25) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 18- 20. (26) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 62- 64. (27) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 16- 17. (28) القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 66- 68. |
رد: مقالات شخصيات من تاريخنا
القمص مكس (مكسي) الشنراوي اسمه وتاريخه: تسمى هذا الاسم على اسم شهيد من القرن الرابع الميلادي ابن هذه القريه، وهو الشهيد القس مكسي الشنراوي، والذي استشهد يوم 10 بؤونه سنة 20 للشهداء (الموافق يوم الأحد 5 يونيه سنة 304 م)[29]. أما عن سميه القس مكس (مكسي) بن القمص جرجس الشنراوي الكبير، فهو شاعر شعبي قبطي مغمور، وإن كنا لا نعرف أي شئ عن تواريخ رسامته ونياحته، إلا أن لابد أن يكون من رجال مطلع القرن التاسع عشر الميلادي. وصلتنا أعماله من خلال عمل القمص جرجس حنا، بن شقيقه (الوزن الصحيح) المشار إليه أنفًا. أعماله: 1- ابصالية (كذا، وصحتها: مديحه) واطس على تذاكية يوم السبت، مطلعها: "الغير دنسه فخر الاجيال. اقريها السلام بفرح ووداد. واصيح قايل مع غبريال. السلام لك يا مريم..."[30]. 2- مديحة مطلعها "ابدي باسم الهي. ثم اصرخ واقول. مراحمك يا الهي. تفوق كل العقول..."[31]. 3- ابصالية (كذا، وصحتها: مديحه) آدام على تذاكية يوم الثلاثاء، مطلعها: "ابدي باسم الله القدوس. خالق كل امم. ومحى كل نفوس. السلام لكي يا مريم..."[32]. 4- ابصالية (كذا، وصحتها: مديحه) آدام على الهوس الرابع، مطلعها: "ابدي باسم الآب والابن. وروحه القدوس. واصيح قائل كواب[33]. ذكساسي اوساؤوس[34]..."[35]. 5- ابصالية (كذا، وصحتها: مديحه) آدام على تذاكية الاحد، مطلعها: "انشى وزننا موزون دق الناقوس. وامدح في ابنة صهيون. مريم العذراء. بمعونة رب كريم..."[36]. الخلاصة: من خلال الدراسة النقدية لأعمال كلًا منهما يتضح لنا الآتي: 1- معظم هذه المدائح مرتبة على ترتيب الحروف الهجائية العربية من الألف إلى الياء، وهذا يرجع لتأثير الأدب والشعر البيزنطي منذ القرن الخامس عشر الميلادي على الثقافية الكنسية الشرقية منذ تلك الآونة[37]. ومن الملفت للنظر أن هذه الطريقة في تأليف المدائح والقطع القبطية والعربية قد انتشرت منذ ذلك الحين وحتى الآن، دون أن يعرف مؤلفو هذه القطع أصل هذه العادة أو سبب التأليف بها، ومن ثم، لم يعرفوا مَن هو أول من أدخلها في الشعر الكنسي، أو حتى من هو أشهر من أستخدمها في أعماله، مثل: أندراوس الكريتي ويوحنا الدمشقي وقزماس المرنم ويوسف التسالونيكي...[38]. ومع احترامنا لهم جميعًا، لم يكونوا من الأقباط. 2- اللغة العربية التي كُتبت بها مثل هذه المدائح، لغة شعبية بسيطة naïf تميل للعامية أكثر منها للفصحى. لا تراعي قواعد النحو والصرف في كثير من الأحيان، معتمدة على السجع والقافية أكثر من مراعاتها للمعنى والمضمون. 3- الأمر الذي أنتج عنه في النهاية مجموعة من المدائح الشعبية الفلكلورية، فلعل مؤلفو مثل هذه المدائح قصدوا بكتابتها نوع من التسلية، كما شهد بذلك إقلاديوس لبيب نفسه[39] وسد وقت الفراغ ولم يرقى فكرهم لتكون هذه المدائح في مستوى النصوص الليتورجية الرصينة. 4- عندما أراد المرحوم إقلاديوس يوحنا لبيب الميري طبع كتاب الأبصلمودية الكيهكية سنة 1911م، جمع ما أتيحت له فرصة تجميعه من مخطوطات هذا الكتاب الطقسي، فجمع عدد من المخطوطات وقارن فيما بينها تارة[40]، وقارن بينها وبين مخطوطة ابصلمودية البابا بطرس السابع الـ 109 الشهير باسم "الجاولي" (1809- 1852م) تارة أخرى[41]. كما أخذ عدد من المدائح العربية من أحد مُرتلي أسيوط[42]، ومن شخص من بلدة طنط الجزيرة[43]، ومن مخطوطات كنائس مقار البطريركية القديمة بالقاهرة مثل: الكنيسة المرقسية (بالأزبكية) و(كنيسة السيدة العذراء) بحارة الروم[44]. كما أستفاد بالكثير من مخطوطات كهنة أو كنائس بإيبارشية بني سويف والبهنسا[45] وكنيسة الأمير تادرس بناحيتي أم الأمير (كذا وصحتها منا الأمير) وأم خنان[46]. بينما الطروحات فقد نقلها من مخطوط بكنيسة الشهيد العظيم فليوثاوس (؟) الكائنة فوق كنيسة القديس انبا شنوده بمصر القديمة بعد تصحيح بعض أغلاطه تاريخه سنة 1139 للشهداء (1422/ 1423م)[47]. 5- وبهذا يكون قد نقل إقلاديوس لبيب أكثر من تقليد منطقة مُعينة مثل إيبارشية بني سويف والبهنسا أو أسيوط أو غيرهما وعمم هذا التقليد أو ذاك على سائر كنائس الكرازة المرقسية بطبعته هذه دون أن يقصد هذا بالفعل. 6- هذا بالإضافة لشهادة إقلاديوس لبيب نفسه بأنه وجد بعض قطع الإبصلمودية الكهيكية المقدسة غير مرتبة فأعاد هو ترتيبها عند الطبع،على سبيل المثال الهوس الكيهكي، الذي رتبه بالإتفاق مع معنى الأربعة طروحات الواردة في العشية[48]. 7- كما أني سبقت وأشرت في بدايات هذا المقال إلى أني عثرت على واحدة من مخطوطات كتاب الإبصلمودية المقدسة التي تخدم فترة الصوم المقدس (الكبير)، تشتمل على كم لا يُستهان به من الإبصاليات القبطية والمدائح العربية -هذا بالإضافة للهوس الصيامي المعروف والذي يشبه إلى حد كبير الهوس الكيهكي من حيث فكرته وطريقة تكوينه- التي تكفي لسهرة تشبه السهرة الكيهكية، في ليالي آحاد الصوم المقدس ستكون محل دراستنا في العدد القادم إن أحب الرب وعشنا. وفي الختام قد أُثبت بالبحث العلمي أن كتاب الأبصلمودية المقدسة الكيهكية حتى مطلع القرن الثامن عشر كان له شكل وطابع مختلف تمامًا عن ذلك الذي نعرفه به الآن، متمنيًا أن تُسهم دراستي هذه المتواضعة في تشكيل صورة شبه مكتمله عن تاريخ السهر والتسبيح في شهر كيهك المبارك. _____ الحواشي والمراجع :[29] جاء عنه في السنكسار أنه كان رحومًا محبا للفقراء والمساكين ولما رأوا فضائله رسموه قسًا على كنيسة بلدة شنرا وكان أمينا في خدمته ومثالا حسنا للكاهن الخادم، سمع بأوامر دقلديانوس التي تأمر بعبادة الأوثان فجمع شعبه ووعظهم أن يثبتوا على الإيمان بالسيد المسيح وفيما هو مع الشعب في الكنيسة أتى اليه أعوان الوالي وقيدوه وأتوا به إلى الوالي فأمره الوالي بالتبخير للأوثان فرفض فغضب الوالي غضبا شديدا وأمر أن يغلي زيت في مرجل ويلقوه فيه فبسط القديس يديه وصلى وللوقت انطفأ لهيب النار وصار المرجل كالماء البارد ورآه كثيرون فأمنوا بالسيد المسيح فقطع الوالي رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة وطرح القديس مكسى في السجن. وظهر له ملاك الرب وشجعه ثم أحضره وعذبه عذابات شديدة احتملها بصبر وبسبب ذلك آمن كثيرون واعترفوا بالسيد المسيح ونالوا إكليل الشهادة. ولما تحير الوالي في أمره أرسله إلى ارمانيوس والي الإسكندرية فعذبه كثيرا ثم ضعه في السجن فظهر له ملاك الرب وعزاه وفيما هو يخاطبه استودع روحه الطاهرة بيد الرب الذي أحبه واحتمل من اجله وهكذا أكمل جهاده المقدس ونال إكليل الشهادة. للأسف لم ترد هذه السيرة في طبعة السنكسار اليعقوبي الواردة في موسوعة الآباء الشرقيين Patrologia Orientalis للعالم René Basset، ولا سواها من طبعات كتاب السنكسار، ولكن وردت بالسنكسارات المحلية المخطوطة لتلك الكنيسة وبعض الكنائس المحيطة، وعنها نقل بعض آباء المجمع المقدس المكلفين بإعداد نسخة السنكسار المنقح تمهيدًا لطبعة وتعميم استخدامه بالكنيسة القبطية، وعن هذه النسخة أخذت هذه المعلومات. [30] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 42- 45. [31] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 55- 58. [32] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 59- 61. [33] كواب: صحتها بالقبطية ة<ouab"إكواب"، أي: "قدوس". [34] ذكساسي اوساؤوس: صحتها باليونانية Δόξα σοι ὁ Θεός "ذوكصا صي أو ثيؤس" أي: "المجد لك يا الله". [35] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 68- 71. [36] القمص جرجس، الوزن الصحيح، ص 71- 75. [37] W. Weyh, Η Ακροστιχίδα στη Βυζαντινή ποιήση των Κανόνων, Εκδόσεις Επέκταση, Κατερίνη 2005. وهو ترجمة للمقال الألماني: "Die Akrostichis in der byzantinischen Kanonesdichtung", Byzantinische Zeitschrift 17 (1908), p. 1-69. [38] P. Perdrizet, “Isopsephie”, Révue des études greques, 17 (1904), p. 351. [39] الأبصلمودية السنوية المقدسة، طبعة مطرانية بني سويف والبهنسا، ط. 3، سنة 1707ش-1991م، الهامش ص 63. [40] الأبصلمودية الكيهكية، راجع على سبيل المثال لا الحصر الهوامش ص 296- 344. [41] الأبصلمودية الكيهكية، راجع الهوامش ص 234، 260، 267، 269، 296، 658، 688، 690. [42] المعلم عبد السيد اقلوديوس طُبَّل معلم الكنيسة القبطية بأسيوط، راجع: الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 226، 390. [43] حيث قدم كلًا من المعلم عبد السيد اقلوديوس طُبَّل معلم الكنيسة القبطية بأسيوط وعوض أفندي سرور من طنط الجزيرة مديحة تقال بعد قراءة الهوس الكيهكي، مطلعها: " أجيوس أوثيؤس... " لإقلاديوس لبيب، راجع: الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 226. [44] الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 628. [45] مثل ابصلمودية القمص عبد المسيح البردنوهي بابروشية نبي سويف المنسوخة عما في دير(ي) أنبا بولا وأنبا أنطونيوس، راجع: الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 21. [46] الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 21. [47] الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 517، وفي مكان أخر يقول أن معظم ترجمة الطروحات القبطية هي منقوله عن كتاب طروحات قديم خط (مخطوط) تاريخه 1139 للشهداء بكنيسة مرقوريوس ابو سيفين بأعلى كنيسة الشهيد (كذا؟) انبا شنوده الارشيمندريتس بدرب البحر بفسطاط مصر المحروسة، راجع: الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 683. [48] الأبصلمودية الكيهكية، الهامش ص 214. |
| الساعة الآن 06:34 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025