![]() |
شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا تفسير سفر نبوة باروك - الفهرستقديم للأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا لكتاب سفر باروخ كتبه باروخ الذي تتلمذ على إرميا، ولازمه، حتى استقرا في مصر عندما اصطحبهما الشعب الهارب إليها من السبي البابلى. وقد كان باروخ يكتب ما يمليه عليه معلمه، كما ورد في نبوة إرميا مرتين، الأولى: في كتابة عقد شراء حقل (إر 12:32،15)، والثانية: الرسالة التي وجهها إرميا من السجن للشعب والملك يهوياقيم (إر 4:36،19)، ثم عاد وكتبها بعد أن أحرقها الملك. *أما نبوته فجاءت في ستة أصحاحات، وتحوى ثلاثة أقسام رئيسية بعد المقدمة:- اعتراف (با 15:1 - 8:3)، تصوير الحكمة (با 9:3 - 4:4): رسالة الرجاء للمسبيين (با 5:4 - 9:5). وهذه الأقسام الثلاثة تتفق مع العناصر الثلاثة التي وردت في سائر الأنبياء. ألا وهى:- 1- الصلاة والاعتراف بالخطية، وتمجيد عدل الله وقوته، وطلب المغفرة. مثلما نجدها في نحميا (نح 6:9،37) أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ... اخْتَرْتَ أَبْرَامَ... قَطَعْتَ مَعَهُ الْعَهْدَ أَنْ تُعْطِيَهُ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ وَ.... وَ.... وَرَأَيْتَ ذُلَّ آبَائِنَا فِي مِصْرَ.... أَظْهَرْتَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ.... أَعْطَيْتَهُمْ خُبْزًا.... وَأَخْرَجْتَ لَهُمْ مَاءً مِنَ الصَّخْرَةِ... وَلَكِنَّهُمْ بَغُوا هُمْ وَآبَاؤُنَا... لأَجْلِ مَرَاحِمِكَ الْكَثِيرَةِ لَمْ تُفْنِهِمْ... هَا نَحْنُ الْيَوْمَ عَبِيدٌ وَالأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتَ لِآبَائِنَا لِيَأْكُلُوا أَثْمَارَهَا... هَا نَحْنُ عَبِيدٌ فِيهَا... نَحْنُ فِي كَرْبٍ عَظِيمٍ. وما جاء في دانيال (دا 4:9،19). 2- الحكمة، وهى التي وهبها الله للشعب على جبل سيناء، فميزهم على الشعوب التي عبدت الآلهة الزائفة والشياطين. 3- النبوات عن مجئ المسيح، كما نجدها هنا في (با 2: 35) وأقيم لهم عهدًا أبديًا فأكون لهم إلهًا ويكونون لي شعبًا... المرادفة لإرميا (إر 40:32)، وكذلك ما ورد في (با 1:5- 4) يناشد فيها الشعب أن يفرح بالخلاص الأبدي وحلول ملكوت السلام. أما النبوة الصريحة عن تجسد الرب فكانت دائمًا نورًا يشع من هذه الأسفار - التي يتجاهلها البعض- وركيزة في الدراسات اللاهوتيه: "هو وجد طريق التأدب بكماله، وجعله ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه. وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردد بين البشر" (با 36:3 -38). قام بهذا التفسير الراهب الأب يوأنس الأنبا بولا. وقد بذل فيه جهدًا عميقًا ممتدًا لوقت طويل. إذ أن المراجع التفسيريه لمثل هذه الأسفار المسماة "القانونية الثانية" قليلة في اللغة العربية. وجدير بالذكر أن الكنيسة لا تعتبرها في درجة ثانية بالنسبة لباقي الأسفار. وإنما سميت كذلك لأن الأصول العبرية الموجودة منها غير كاملة. ولكنها كانت كاملة عند ترجمة العهد القديم إلى اللغة اليونانية، ولذلك وردت كاملة في النسخة السبعينية. حتى أن بعض الطبعات تسميها (الكتب اليونانية من الترجمة السبعينية) أنظر الطبعة الخاصة من الكتاب المقدس باللغة العربية نشر دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط الطبعة الأولى 1993م. ومن متابعة جهد الأب يوأنس خلال درس وكتابة هذا الكتاب، تبين لي تدقيقه فيما يصل إلى يده، وتمحيصه بالبحث من جوانب مختلفة وما يتعلق بها من موضوعات أخرى. كما قام بوضع شواهد للآيات كلفته بحثًا مثابرًا متعمقًا في ميدان بكر لم يطرق في اللغة العربية، لم ننشره هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، ولكننا سنستخدمه لاحقًا في قسم آخر بالموقع.. أرجو لهذا الكتاب القيم أن تعم فائدته لأبناء الكنيسة، وأرجو لمؤلف قوة وتوفيقًا فيما يفكر فيه من الدراسات الأخرى، ولا زال شابًا مباركًا أمامه مجال طويل للعمل في الدرس مع الحياة الرهبانية الملتزمة. ويسرنى أن أثبت أن نيافة الحبر الجليل أنبا أغاثون مطران الإسماعيلية ورئيس دير القديس العظيم الأنبا بولا يولى المؤلف تشجيعًا كريمًا. *وإذ أقدم هذا العمل إلى صاحب القداسة البابا المعظم أنبا شنوده الثالث. أطلب للكتاب وكتابه ولى بركة قداسته ودعواته، أدامه الله ذخرًا ومعلمًا للكنيسة. الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
مقدمة كتاب سفر باروخ يلذ لي أن أبدأ سلسله الدراسات في الكتاب المقدس بسفر باروخ، لأنه سفر تعليمي ونبوي أيضًا. وجاءت هذه الدراسة بسبب نقص ما كتب عنه في المكتبة القبطية بصفة عامة، والمكتبة العربية بصفة خاصة. وأبرزت في هذه الدراسة مدى أهمية السفر وقانونيته، ومدى ارتباطه بالكتاب المقدس ككل ومعظم الدراسات السابقة هى دراسات غربية، أغلبها بروتستانتية عنيفة في اعتراضها، لاذعة في تهكمها، والبعض الآخر كاثوليكي. مما لا يعبر عن رأى كنيستنا، باستثناء بحث نشر في مجلة مرقس في تسعة أعداد عام 1992م وأخر في "كتاب النبي الباكي وباروخ تلميذه" وبعض الشذرات لكتاب مختلفين في بعض الكتب التي تدرس مدخل إلى الكتاب المقدس، وكتابيّ كنيسة الأمجاد ومشكاة الطلاب. وبسبب وجود أراء مختلفة، وانتقادات عنيفة لا أساس لها، كلها بروتستانتية، نحو السفر والتشكيك في قانونيته. فكان لابد من دراستها مع الآراء الأخرى لتتضح الصورة الحقيقية لأهمية السفر وقانونيته، مما حذا إلى دراسة جميع الترجمات العربية عن الأصول اليونانية واللاتينية، مع الرجوع إلى النص باللغة الإنجليزية في بعض الأحيان، وتاريخ مملكة بابل في هذه الفترة التي صاحبت سبى يهوذا إليها. فجاء البحث كالآتي:- 1- نبذه عن حياة كل من إرميا وباروخ من حيث أنه تلميذه، وبسبب ملازمته لمعلمه إرميا تشبع جدًا بأقواله وكتاباته، وانعكس كل ذلك على سفره المسمى كتاب أو سفر باروخ وأحيانًا نبوءة باروخ. وبسبب الارتباط الوثيق بينهما، نجد أن رسالة إرميا التي وجهها إلى المسبيين في بابل، كونت الإصحاح السادس من سفر باروخ، في نص اللاتيني (الفولجاتا) ومن يترجم عنه. 2- مكانة السفر في العصور الأولى لكنيسة وما هى مكانته الآن؟ ولماذا يرفضه اليهود؟ 3- دراسة أصول الترجمات لمعرفة أصول لغة السفر الأصلية. 4- وتعرضت أيضًا إلى بعض التعاليم الموجودة بالسفر، وبعض الآيات. وهذه الدراسة ما هى إلا بعض المفاتيح لدخول القارئ العزيز إلى السفر، ودراسته بطريقته الخاصة المحببة إليه. وأظهرت بعض الربط بين السفر والكتاب المقدس واقتباسات كتبة العهد الجديد من رسل وتلاميذ منه. 5- شرح للنبوات الموجودة بالسفر ومدى تحقيقها، وكيفية اعتماد الكنيسة الأولى على بعضها في الحوارات اللاهوتية، التي تمت في ذلك الوقت بسبب بدعة أريوس. 6- وتعرضت إلى أهم الاعتراضات مع الرد عليها. 7- وقد استخدمت نص ترجمة الآباء اليسوعيين التقليدية المأخوذة عن الترجمة اللاتينية (الفولجاتا)، مع وضع شواهد كتابية لآيات السفر بسبب انتشار هذا النص بصورة أوسع بين أبناء الكنيسة. وأفدت في نهاية البحث بقائمة الكتب والمراجع التي تم الاعتماد عليها. وهنا أشير لأهمية تشجيع أبى نيافة الحبر الجليل الأنبا أغاثون، حتى كملت هذه الدراسة، ومساندته لي بالدعاء، واهتمامه بنشر هذه الدراسة للفائدة العامة. وأخص أيضًا بالذكر والشكر الجزيل لنيافة الحبر الجليل الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف الذي تفضل بكتابة مقدمة الدراسة بالرغم من ضيق وقته وكثرة مشغولياته. وإنى لمدان لمحبتهما وعنايتهما بالبحث. ولهذا العمل جنود مخلصين ينكرون ذواتهم، وهم من أبائى وأخواتى رهبان دير الأنبا بولا الذين بدون جهدهم ومثابرتهم معى، ما كان ولد هذا العمل في الوجود، فلهم جزيل الشكر ويعوض الله عملهم الخفي بأجر سمائى معلن أمام عرش النعمة. كما أشكر مكتب جرافيك ستوديو، على تعبه في تجهيز الأفلام وفصل الألوان، وكل من له تعب في هذا العمل. إلهنا الصالح يعوض تعب محبتهم التي أظهروها نحو هذه الدراسة في ملكوت ابن محبته. هذه الدراسة شذرة صغيرة أهديها للكنيسة ولصاحب الغبطة قداسة البابا شنودة الثالث، طالبين صالح دعواته، راجين دوام حبريته على كرسي مار مرقس الرسولي، منتفعين بتعاليمه ورعايته، لمجد اسم الرب يسوع، بشفاعات وطلبات وتشكرات والدة الإله العذراء مريم، والقديس يوحنا الحبيب البتول الإنجيلي، والأنبا بولا أول السواح. الراهب يوانس الأنبا بولا 13 يناير 1996م 3 طوبة 1712ش تذكار نياحة القديس يوحنا الرسول |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
إرميا النبي من هو إرميا النبي:-إرميا هو ابن حلقيا الكاهن، من قرية عناثوث التي تقع ضمن حدود سبط بنيامين (أر 1:1) وهي القرية التي طرد إليها أبياثار رئيس الكهنة أيام سليمان الملك (1مل 26:2)، فلذلك يعتقد البعض أنه من نسله. وهو من الأنبياء الكبار أي إشعياء وإرميا وحزقيال ودانيال. دعوته:- لقد دعاه الله إلى العمل النبوي. وهو بعد فتى، وبسبب صغر سنه حاول أن يتهرب من هذا العمل. ولكن كان رد الله له ردًا حاسمًا: "لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ لأَنَّكَ إِلَى كُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِ تَذْهَبُ" (إر 7:1). لقد أعلن الله له مدى مقاومة شعبه وبنى جنسه له. بسبب نبوته قائلًا: "فَيُحَارِبُونَكَ وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَيْكَ" (إر 19:1). وأيضًا " إِنِّي أَجْعَلُ الْعَدُوَّ يَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ فِي وَقْتِ الشَّرِّ وَفِي وَقْتِ الضِّيقِ" (إر 11:15). فابتدأ العمل النبوي في السنة الثالثة عشر لحكم يوشيا الملك الصالح، واستمر حتى بعدما أجبر على النزول إلى مصر (إر 2:1،3)، وبذلك يكون قد عاصر من ملوك يهوذا: ’ يوشيا، يوأحاز، يهوياقيم، يهوياكين، صدقيا وجدليا الوالي‘‘. فتنبأ طوال هذه الفترة بالقضاء الوشيك أن يحل بيهوذا (إرص2 - 25) والبلاد التي حولها، ومنها بابل أيضًا (إر ص 46-51). ولكنه تنبأ أيضًا بافتقاد الله لشعب يهوذا. ورجوعه بعد سبعين سنة من السبي (إر 11:25، 12 و10:29)، وما سيحصل عليه من بركات بعد ذلك (إر ص 26-45). آلامه: لقد تألم إرميا النبي كثيرًا بسبب أمانته للعمل النبوي، من أهله وجيرانه من قرية عناثوث (إر 21:11،6:12)، وحتى من الرؤساء الدينيين الذين حاولوا قتله (إر 8:26)، ومن السياسيين في أورشليم الذين وضعوه في السجن مرات عديدة (إر36: 5) ورموه أيضًا في جب موحل لكي يموت (إر 6:38). فكانوا يضيقون عليه بصورة قاسية جدًا، ولم يكن له معين يلجًا إليه ويخفف آلامه وأحزانه سوى الله، وباروخ تلميذه، لأن الله قد أوصاه أن يعيش بتولًا ـ أي لا يتزوج ـ (إر 1:16) مثل إيليا النبي، ويوحنا المعمدان إلخ. إلا إنه مع كل ذلك كان يحب شعبه حبًا جمًا. فكثيرًا ما حاول ألا يتنبأ عليهم بقضاء الله، ولكنه لم يستطع بسبب أن كلمة الرب كانت له مثل نار في عظامه، فلم يستطع أن يحتملها حتى أنه قال:" فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أَسْتَطِعْ" (إر7:20-9)، وكثيرًا كان يصلى من أجل شعبه، حتى أوصاه الله أن لا يصلى من أجلهم (إر 16:7،14:11، 11:14). وكثيرًا ما شبه بالسيد المسيح في آلامه، حتى أن الكنيسة تصلى جزءًا من أحد مراثيه في الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة العظيمة. كتاباته 1- سفر إرميا:- كتب إرمياالسفر المسمى باسمه، أيام يهوياقيم في السنة الرابعة من حكمة (إر 1:36،2) وأعطاه لتلميذه باروخ لكي يقرأه على الشعب في الهيكل، لأنه كان محبوسًا في السجن (إر 5:36،6) ففعل باروخ هكذا... وحدث في الشهر التاسع من السنة الخامسة من حكم يهوياقيم أن باروخ قرأ السفر مرة أخرى في أذان الشعب. في مخدع جمريا بن شافان الذي في مدخل باب بيت الرب (إر 10:36). فأخذوا باروخ وسألوه كيف حصل على هذا السفر، فقال لهم إن إرميا كان يمليه عليه. أما هو فكان يكتب عن فمه (إر18:36)، فأوصوه أن يختبئ هو ومعلمه إرميا إلى أن يعرضوا السفر على يهوياقيم الملك (إر 19:36). ولما عرضوا السفر على الملك سمع منه شطرين أو ثلاثة، ولكنه اكتفى بذلك، ومزقه ووضعه في الكانون الذي يستدفئ عليه - لأن الوقت كان شتاء - ليحترق (إر23:36). وحاول أن يقبض على باروخ وإرميا النبي، لكن الرب قد خبأهما (إر 26:36)... ثم اوصى الرب إرميا أن يكتب السفر مرة أخرى مع إضافات جديدة (إر 28:36،32). 2- مراثى إرميا:- يقسم سفر المراثى إلى خمس مراث. وكل مرثاة نظمت بحسب الترتيب الأبجدى للحروف العبرية. أما المرثاة الثالثة فهي رتبت ترتيبا ثلاثيًا - أي تبدأ كل ثلاث آيات بنفس الحرف- وأصبحت فيما بعد كل مرثاة أصحاحًا. ويتألف بيت الشعر العبري في أغلب الأحيان من شطرين أو ثلاث. وعادة يكون الشطر الثاني أقصر من الأول. ويخضع وزن الأبيات على نبرة الصوت في لفظ الكلمات، وأغلب الأوزان مبنى على ثلاث نبرات في كل من الشطرين وقد نجد في الشطر الثاني نبرتين فقط. وعنه أخذت الكنيسة القبطية (لاحظ الأبصاليات والثيؤطوكيات على سبيل المثال). يجمع التقليد اليهودي والكنسي على أن إرميا النبي هو كاتب هذا السفر ويفهم من السفر من النسخة السبعينية أن تاريخ كتابته بعد سبى أورشليم مباشرة، فيذكر في فاتحته: "حدث بعد أن سبى إسرائيل وتركت أورشليم خرابًا جلس إرميا يبكى ونطق على أورشليم بهذه المرثاة فقال" وهذه الفاتحة لا توجد في النص العبري([1]). وهي تؤكد أن إرميا هو كاتب السفر، وكتب بعد سبى يهوذا وخراب أورشليم أي في حوالي سنة 586 ق.م. وهذا يؤكده دارسو الكتاب المقدس. 3- رسائل إرميا:- توجد بعض الرسائل التي أرسلها إرميا النبي، ومدونه بسفره، فمثلًا رسالة إرميا النبي إلى جميع الذين في سبى بابل بيد ألعاسة بن شافان وجمريا بن حلقيا اللذين أرسلهما صدقيا الملك إلى نبوخذ نصر ملك بابل (إر1:29 -23). وتوجد رسالة ثانية إلى كل الذين في السبي لا نعلم مع من أرسلها (إر 31:29 -32). وتوجد رسالة ثالثة أرسلها مع سرايا بن نيريا بن محسيا - أخو باروخ تلميذ إرميا - عندما سافر إلى بابل مع صدقيا (إر 59:51 -64). وأيضًا رسالة إلى ملوك أدوم وموأب وبن عمون وصور وصيدون على هيئة أنيار (جمع نير) مع رسل هؤلاء الملوك إلى صدقيا ملك يهوذا (إر 2:27 -11). توجد رسالة أخرى تكون الأصحاح السادس من سفر باروخ([2]) (با1:6 -72). + وتوجد رسالة أخرى في (إر1:10 -16). وهى تتفق مع الرسالة السابقة في الموضوع. نياحته ([3]):- يقول التقليد الكنسي: إنه بعدما أجبر يوحانان بن قاريح، وعزريا بن هوشعيا، وكل الشعب إرميا وباروخ تلميذه على النزول إلى مصر (إر6:43،7) قام الشعب برجمه في تحفنحيس حتى الموت، بسبب النبوات التي تنبأ بها عليهم في مصر (إر 8:43-13، 44:1-14، 24-28). ولكن التقليد اليهودي يقول: إنه بعدما انتصر نبوخذ نصر ملك بابل على حفرع ملك مصر، أخذ معه إرميا وباروخ وهناك مات. |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
باروخ إسم باروخ بالعبرانية يعنى مبارك أو مغبوط، وبالقبطية مكارى. وباروخ هو ابن نيريا بن محسيا، من سبط يهوذا، وأخو سرايا رئيس المحلة (إر 59:51). وهو تلميذ إرميا النبي، ويسمى في سفر إرميا بباروخ الكاتب (إر26:36،32). لأنه كان يكتب سفر إرميا عن فم إرميا عندما يمليه عليه (إر4:36،32). وأول مرة نقرأ عنه في سفر إرميا: عندما تسلم باروخ من إرميا النبي صك بيع قطعة الأرض التي لحنمئيل ابن عم إرميا الموجودة في عناثوت، أمام حنمئيل وأمام شهود البيع ونفذ باروخ وصية معلمه إرميا. بوضعه الصك المختوم (مقفول) والصك المفتوح في إناء من الخزف، لتبقى هذه الصكوك مدة طويلة لتكون نبوة عن عودة الشعب وتملك الأرض (إر 8:32 -15). واحتمل باروخ آلامًا كثيرة بسبب ملازمته لمعلمه إرميا، وتنفيذ وصاياه فكان معرضًا للقتل من يهوياقيم الملك (إر26:36). فمن جراء ذلك كان يقول لنفسه " وَيْلٌ لِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ زَادَ حُزْنًا عَلَى أَلَمِي" (إر3:45). وكان البعض يعتقد أن باروخ يُهَيجْ إرميا على الشعب ليدفعهم ليد الكلدانيين (إر3:43). وإن كان ذلك يوضح قوة شخصيته، ومدى إحساسه بالمسؤلية نحو الشعب. ويفهم من الأصحاح الخامس والأربعين من سفر إرميا النبي، أن باروخ كان صاحب أملاك كثيرة، وحدائق، وكروم، وكان يتطلع إلى مركز سام في المملكة أيام يهوياقيم، لكن الرب قد أوصاه في السنة الرابعة من ملك الملك يهوياقيم على لسان معلمه إرميا، بأن لا يطلب لنفسه أمورًا عظيمة. لأن الرب يهدم ما قد بناه ويقلع ما قد غرسه، وكل هذه الأرض، ولكن سيعطيه نفسه غنيمة في كل المواضع التي يسير فيها" (إر4:45،5)... فأطاع. وقد أجبر على النزول إلى مصر هو وإرميا النبي معلمه بعد إغتيال جدليا بن أخيقام أبن شافان بيد إسماعيل بن نثنيا (إر 2:41، 5:43 -7). وهو كاتب السفر المسمى باسمه: باروخ أو باروك (با 1:1). واحيانًا يسمى كتاب أو نبوءة باروخ أو باروك. ويحدد تاريخ كتابته في السنة الخامسة([4]) بعدما أخذ الكدانيون أورشليم واحرقوها بالنار بيد نبوزرادان رئيس شرط نبوخذ نصر ملك بابل (با 2:1). ويحتمل أن يكون باروخ قد ذهب إلى بابل قبيل أو بعد وفاة إرميا، ثم عاد إلى أورشليم حاملًا معه سفره([5]). نياحته:-توجد تقاليد كثيرة عن نياحته، ولكن لا يعرف على وجه التحديد متى تنيح، ولا أين دفن. فمن التقاليد اليهودية من يقول:- 1- عندما كان باروخ في بابل -حينما أخذه نبوخذ نصر من مصر هو وإرميا معلمه بعدما انتصر نبوخذ نصر على حفرع ملك مصر- صار معلمًا لعزرا، وإن عزرا رفض ترك بابل والذهاب إلى اليهودية إلا بعد وفاة معلمه الشيخ باروخ النبي ([6])- وهو الرأي الأرجح. 2- ورأى آخر يقول عندما رجع باروخ إلى أورشليم حاملًا معه سفره، أقام في وسط خرائب أورشليم إلى أن تنيح([7]). |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
قانونية سفر باروخ أدرج سفر باروخ ضمن الترجمة السبعينية التي تمت أيام بطليموس الثاني فيلادلفوس سنة 285-247 ق.م. أي أن السفر كان موجودًا ومعروفًا قبل هذا العصر - وكان ترتيبه بين سفريّ إرميا والمراثى ضمن هذه الترجمة. وأدرج ضمن ترجمة تاودسيون التي تمت سنة 130 م.، وأدرج أيضًا ضمن ترجمة الفولجاتا اللاتينية التي قام بها القديس جيروم سنة 331-420 م.، وكان ترتيبه في هذه الترجمة بعد المراثي. وكان اليهود يستعملونه([8]). أما فلماذا لم يُدرج ضمن الكتب القانونية العبرية في مجمع يمنيا -اليهودي- بفلسطين سنة 90 م. فذلك لسببين: أولهما: - أن اليهود لم يعتبروا باروخ ضمن الأنبياء([9])، ولكنه كان تلميذًا لإرميا النبي. والثاني:- (وهم الأهم) فهو تمسك المسيحيين به، وخاصة بنبوءته عن تجسد الكلمة: ’’ هذا هو إلهنا ولا يُعتبر حذاءهُ أخر. هو وجد طريق التأدب بكماله، وجعله ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه. وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردد بين البشر. (با3: 36- 38) ‘‘....... ولكن كل آباء الكنيسة اعتبروه سفرًا قانونيًا وجزءًا من سفر إرميا النبي([10]) *فالقديس أثناسيوس الرسولي (326-373 م.) يذكره ضمن قائمته للكتب القانونية (كما ورد في البذاليون في التعليق على قانون الرسل رقم 85 عند الروم) ([11])، وضمن رسائله أيضًا. وقد استشهد بآية التجسد (با 3: 35) في مقالتيه الأولى والثانية ضد الأريوسيين([12]). *وأيضًا القديس يوحنا ذهبي الفم (344- 407 م.) يعتبره جزءًا من سفر إرميا، فيقول في إحدى مقالاته: "وباروخ في سفر إرميا يقول، هذا هو إلهنا وليس آخر يوازيه. وجد طريق التهذب، ووهبها ليعقوب فتاه ولإسرائيل المحبوب منه. بعد هذا ظهر على الأرض، ومع الناس تصرف" (با3: 36- 38) ([13]). *ويُذكر أيضًا مع رسالة إرميا ضمن قوائم الكتب القانونية التي لأوريجانوس (185 - 254 م.)، وأبيفانيوس (نحو 153- 403 م.). وكيرلس الأورشليمي (توفى 386 م. تقريبًا) ([14]). *وقد ذُكر أيضًا في مجمع اللاذقية أي لأودكيه المنعقد في سنة 343 م. تقريبًا. في القانون رقم 60 ضمن سفر إرميا هو ورسالة إرميا النبي إلى الذين في سبى بابل([15]). وقد ذُكر أيضًا ضمن الكتب القانونية في مجمع قرطاجنة سنة 419 م. في القانون رقم 24([16])، وهذا المجمع مصدر التشريع الكنسي لكنائس أفريقيا لأنه اعتمد قوانين 16 مجمعًا سابقة له من الفترة 345-419 م. ومن ضمن هذه المجامع مجمع هيبو المنعقد في سنة 393م، ومجمع قرطاجنة المنعقد في سنة 397م، وهى من المجامع التي اعترفت بقانونية السفر. وقد استمرت جلساته لمدة ست سنوات متتالية، وقد حضره القديس أغسطينوس (354-430 م.). وهذا المجمع في حبرية البابا كيرلس الكبير الملقب بعمود الدين بابا الإسكندرية. *وبسبب اعتراض مارتن لوثر على هذا السفر مع مجموعة أخرى من الأسفار من الكتاب المقدس بعهديه، فقد اجتمعت الكنيسة الكاثوليكية وأكدت قانونية السفر ورسالة إرميا - مع الأسفار التي اعترض عليها مارتن لوثر - في مجمع تردنت سنة 1546م([17]). *وكنيسة الروم الأرثوذكسية اليونانية أكدته أيضًا في المجمعين المنعقد أحدهما في القسطنطينية وكمل في ياش سنة 1645م، والثاني في أورشليم سنة 1672م([18]). وأيضًا في مجمع سنة 1675م([19]). *والكنيسة الروسية الأرثوذكسية تطبعه ضمن طبعة العهد القديم باللغة السلافية([20]). *ولقد كان ضمن طبعات الكتاب المقدس، حتى بدأت جمعيات الكتاب المقدس طبعه مع أسفار (طوبيا، يهودت، حكمة سليمان، حكمة يشوع، بن سيراخ، المكابيين الأول والثاني، وتتمة سفرى دانيال وأستير) في ملحق خاص به في أول طبعة باللغة الألمانية للكتاب المقدس. وقد سارت على هذا المبدأ جمعية الكتاب المقدس البريطانية حتى سنة 1728م حينما حذفته نهائيًا. ولكن بعض جمعيات الكتاب المقدس تراجعت بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب إحساسها بالعمل المسكونى، فبدأت في طبعه كملحق بين العهدين تحت شعار: (طبعة مسكونية للمرة الأولى منذ عهد الإصلاح وهذه الطبعة الكاملة للكتاب المقدس نالت موافقة الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية والأرثوذكسية) ([21]). *وأخيرًا أصدرت دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ترجمة حديثة ضمت هذه الأسفار منفصلة بين العهدين، ولكن توجد بعض التحفظات من كنيستنا تجاه هذه الترجمة (الطبعة الأولى سنة 1993م). أما كنيستنا القبطية فقد كانت بعيدة عن هذا الصراع، فلقد سارت على النهج الرسولي تجاه هذا السفر، وأعطته مكانته ضمن الأسفار القانونية، واقتبست منه في صلواتها الطقسية، ففي ليتورجية لقان عيد الغطاس وضعت نبوته عن تجسد المسيح (با3: 36- 4:4) ضمن النبوات التي تقرأ ضمن هذه الليتورجية، وأيضًا جزءًا من صلاته (با2: 11- 16) ضمن تسابيح سبت الفرح. ولأنها لم تطبع حتى الآن الكتاب المقدس ككل، تقوم بطبع هذه الأسفار (طوبيا، يهودت، تتمة أستير، حكمة سليمان، حكمة يشوع بن سيراخ، باروخ، تتمة دانيال، المكابيين الأول والثاني) في كتيبات خاصة لمنفعة أولادها، ولتعوضهم عن حرمانهم نتيجة ما تنتهجه جمعية الكتاب المقدس ببيروت لحذفها هذه الأسفار. * وقد تُرجم عن القبطية التي عن اليونانية ثم قامت بطبعه مطبعة عين شمس الأثرية سنة 1911م، بأمر قداس البابا كيرلس الخامس بابا الإسكندرية. * وقامت بطبع نفس الترجمة كنيسة السيدة العذراء مريم بمحرم بك بالأسكندرية طبعة أولى سنة 1955م، وطبعة ثانية 1975م. * وطبعته كنيسة مارجرجس بإسبورتنج عن ترجمة الفولجاتا العربية التي قام بها الآباء اليسوعيون. * وكذلك طبعته مطرانية بنى سويف والبهنسا وهو مطابق لهذه الترجمة أيضًا. * ولقد طبعته بالتصوير عن الترجمة العربية للفولجاتا كل من كنيسة السيدة العذراء مريم بالفجالة. ومكتبة المحبة بالقاهرة. * وأصدرت كنيسة العذراء مريم بالعمرانية بعض أجزاء منه على هيئة نبذات، وهذه الترجمة هى الأكثر انتشارا حاليًا... * ونشرت مجلة مرقس سفر باروخ عن الترجمة اليونانية مع بعض التعليقات عليها. (((كما إن كتاب إرميا النبي لا شك فيه، كذلك كتاب باروخ لا ريب فيه، وليس لنا أن نرتاب في بقية الأسفار التي قبلتها الكنيسة بل علينا أن نجعل لها من المنزلة ما للكتب القانونية عينها. (يوحنا ذهبي الفم)))) |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
لغة سفر باروخ يقسم الدارسون سفر باروخ من الناحية اللغوية إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول: (با1:1- 3: 8) يوافق الجميع أن له أصلًا عبريًا. والقسم الثاني: (با 3: 9- 4:4) يوافق البعض على أن له أصلًا عبريًا، وقد ترجم ترجمة ممتازة إلى اللغة اليونانية. والقسم الثالث: (با 4: 5- 5: 9) البعض يشك أن ليس له أصل عبري، مع العلم أنه لا يوجد دليل إيجابي واحد على هذا الشك. ولكن الأغلبية توافق على أن له أصلًا عبريًا، وقد ترجم ترجمة حرة بدون تقيد بالنص العبري (مثل تعريب موضوع عن لغة أخرى). فالقسم الأول: (با1:1- 3: 8) كتب أصلًا باللغة العبرية، وفيما بعد ترجم إلى اللغة اليونانية ترجمة بها ألفاظ عبرية، وبعض الأخطاء البسيطة في النسخ، على سبيل المثال: Xكلمة نهر سود المذكورة في (با1:4) ربما تكون نهر (أهوا) المذكورة في (عز8: 15، 21، 31) بسبب خطأ الناسخ أثناء نقل الحروف اليونانية لهذا الاسم فتحول حرف (ε) اليوناني إلى (σ) و(α) الأخيرة إلى (δ) ([22]). Xوفي (با1: 10) تقرأ هذه الآية باليونانية:".... تقدمات محرقة واعتبارات خطية " وهذه الآية ترجمة حرفية للنص العبري المقصود به"... تقدمات لذبائح المحرقة وذبائح الخطية"([23]). Xوفي نفس العدد استخدمت كلمة منا (manna) في اليونانية بدلًا من كلمة مينهاه (minhah) العبرية. وقد ترجمت في العبرية عن القبطية (مِنَحا) والتي تعني (تقدمات أو قربان)، وقد جاءت كاسم علم في النسخة السبعينية (µαννα) والتي تعني (المن) كما ورد في (إر17: 26، 41: 5) ([24]). Xوكلمة (idiom) في، العبرية تعني (اليوم) بينما تترجم في النص اليوناني (كما في هذا اليوم) المذكورة في (با1:15، 20 و2: 6، 11) ([25]). Xوخطأ آخر في الترجمة في (با3: 4) والتي يجب أن تترجم من العبري "صلاة رجال إسرائيل" بدلًا من "صلاة موتى إسرائيل" في اليونانية لأن كلمة (Méthê) العبرية والتي تعني رجال قُرئت خطأ (Méthê) بمعنى (أموات). وهذا الخطأ حدث في ترجمة آكيلا في (أش 41: 14 ومز 17: 14) وفي الترجمة السبعينية (إش 5: 13) ([26])، مع ملاحظة أن من يترجم عن اليونانية يترجمها ’’ صلاة موتى إسرائيل ‘‘ أما الفولجاتا اللاتينية تترجمها ’’صلاة قوم إسرائيل‘‘. ومن الصيغ العبرية في هذا القسم:*" حسب استطاعة يد كل منهم" (با1: 6 قارن تث 16:10، 17) ([27]). *وأيضًا " استحقاقات آبائنا" (با2: 19 قارن تث 9: 4، 5 ومت 3: 9، لو 3: 8) على الأرجح ترجمة للأصل العبري (زكوت آفوت) وترجمتها (تزكية الآباء) ([28]). *وأيضًا " بالجوع والسيف والوباء" (با2: 25 قارن لا 26: 25، 26 و2صم 24: 13 و1 مل 8: 37 وإر 14: 12، 24: 10، 32: 36، 38: 2) كضربات مترادفة([29]). *ولا يمكن فهم الآية " سوف يرجعون عن ظهورهم الصلبة" (با2: 30، 33) بدون أصل عبري لها وهو " قساة الرقاب" ([30]) (7). وهكذا... أما القسم الثاني: (با 3: 9 -4: 4) فهو يعطى نظرة دقيقة على أن الكاتب له معرفة تامة بتطور الفكر اليهودي ونظرتهم لمفهوم الحكمة. وهذا الجزء كتب باللغة العبرية وقد ترجم ترجمة ممتازة إلى اليونانية، ـ مثلما ترجمت بعض الأسفار العبرية ترجمات ممتازة مثل: سفر عزرا على سبيل المثال([31]). وهذا القسم به بعض التعبيرات العبرية، وأخطاء في الترجمة مثل: Xالكلمة اليونانية مران (Meran) أو ميران (ميرهان) (Merrhan) المذكورة في (با3: 23) ترجمت عن الأصل العبري (مدان أو مديان) لأن من السهل الخلط بين حرفي (r), (d) في العبرية([32]) (2). Xوالكلمة (سوف يجدها) المذكورة في (با3: 30) ترجمت بدلًا من الكلمة العبرية (وجدها) ([33]). Xوالكلمة اليونانية فوس (jvV) المذكورة في (با3: 33) التي تعني (نور) كتبت بدلًا من الكلمة العبرية (أور) التي تعني أحيانًا (برق) كما جاء في (أي 37: 11، 15) ([34]). Xوالكلمة التي ترجمت في اليونانية (نواميس) المذكورة في (با4: 1) بدلًا من الكلمة العبرية (ناموس) ([35]). ومن الصيغ العبرية في هذا القسم([36]): *" الذين هم في الجحيم" (قارن با3: 11 مع مز28:1، 88: 4). *" ولا يفحص عن عملهم" (قارن با3: 18 مع أي 5: 9، 9: 10). *" طول الأيام" (با 3: 14). *" ولا نهاية لممتلكاتهم" (با 3: 17). *" لا يسمعون ولا يرون" (با 3: 22). الذين درسوا لغة السفر في النص السريانى يؤكدون على أنه تُرجم من العبرية مع الرجوع إلى النص اليوناني. وعند مقارنة النص اليوناني بالنص السريانى، وجدت بعض الاختلافات الحادثة بينهما، مما يؤكد على وجود النص العبري خلف كليهما فمثلًا: *الترجمة اليونانية في (با3: 21) تستخدم كلمة (طريقهم) - أي طريق آبائهم (darkam) العبرية، بينما تستخدم في الترجمة السريانية كلمة (طريقها) أي طريق الحكمة التي في العبرية (derkah) ([37])، وهي الانسب. *الترجمة اليونانية في (با3: 16) تستخدم كلمة (ناس أو شعب) التي في العبرية بها حرفي (m,m)، بينما في النسخة السريانية مترجمة بمعنى (عالَم) التي العبرية بها حرفي (I , m) ([38]). أما القسم الثالث: (با4: 5- 5: 9) فهو مكتوب باللغة العبرية أيضًا([39]) فقد استعمل بعض الدارسين نموذجًا فريدًا في التحليل اللغوي للوصول إلى الأصول العبرية أو الأرامية فوجدوها بالعبرية، ولقد نجح أحد الدارسين أيضًا في تحديد الوزن الشعرى والقافية العبرية، فوجد أن القسم الثاني (با3: 9- 4:4) ثلاثى الإيقاع، بينما القسم الثالث (با4: 5- 5:9) فهو خماسى الإيقاع([40]). ومن الصيغ العبرية في هذا القسم([41]) *" ذبحتم للشياطين (الأوثان) لا لله" (قارن با4: 7مع تث 32: 17). والذين درسوا لغة النص السريانى في هذا الجزء يؤكدون أيضًا أنه ترجم عن اللغة العبرية واليونانية([42]). أما رسالة إرميا فقد أجمع معظم الدارسين على وجود أصل عبري لها، وقد أشار إليه العلامة أوريجانوس أنه كان موجودًا في عصره([43]). *ومن التعبيرات العبرية: (با 6: 44) ([44])، و(با6: 69 قارن مع إر 10: 5) ([45]). |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
سفر باروخ 1 - تفسير نبوءة باروك المقدمة (با 1: 1 - 1: 4) وهى تصف ظروف كتابة السفر، وأهدافه، وكاتبه. (أ) كاتبه: هو باروخ بن نيريا بن معسيا([46]). (ب) ظروف كتابته:كتبه في بابل سنة 581 ق م. ويؤرخ كتابته في السنة الخامسة من حريق أورشليم بيد نبوزرادان رئيس شرط نبوخذنصر. وقد تلا كلام هذا السفر، على مسمع من يكنيا بن يوياقيم ملك يهوذا([47])، وعلى مسمع من جميع الشعب الذين حضروا للاستماع([48]). ويقسم باروخ هذا الشعب إلى عدة مجموعات، منهم النسل الملكى، العظماء، شيوخ إسرائيل، وجميع الشعب من الصغار إلى الكبار جميع اليهود الساكنين على نهر سود([49]). (جـ) أهدافه: فاستجاب الشعب لنداء باروخ. فبكوا، وصاموا، وصلوا أمام الرب. وهذه هى البداية الطبيعية للتوبة. فالبكاء والصوم والصلاة هى أفعال متوالية متتابعة للنمو في الطريق الروحي (قارن با1: 5 مع نح1: 3، 4 و9: 1، 2 ودا9: 3، 4،20،10: 11، 12). البكاء يعبر عن الندم والاستعداد لتغيير اتجاه الحياة، من الاتجاه السلبي إلى الاتجاه الإيجابي. عن طريق الصوم عن الأشياء التي كانت تجذبنا بعيدًا عن الله. أما الصومفهو إذلال النفس أمام الله، وليس إذلال الجسد، لأن الكتاب المقدس يعلمنا أن نقوته ونربيه (أف5: 29)، ولا ندللهُ (جا10: 17). فإذلال النفس هو تعبير الندم عن الخطية، والأفعال الرديئة التي صدرت عن الإنسان في لحظة ضعف، أو عن إصرار، وهو تقوية لعزيمة الإنسان من الإحساس بالضعف أمام مغريات الخطية، وإن كان لا يقدر على النصرة من ذاته، وإنما بمعونة الله التي يسكبها علينا. أما الصلاة فهي إتحاد بالله. وهى الشرارة الأولى في النصرة على إبليس، لأننا من خلالها نعلن له أنه لم يقدر أن يفصلنا عن الله، لأننا نتحدث إليه، ونتكلم معه، بلا حاجز يفصل بيننا وبينه، فالصلاة حديث متبادل. وكانت النتيجة الطبيعية للبكاء، والصوم، والصلاة، هى أن يعترفوا بخطاياهم، ويقدموا عنها ذبيحة لأنه " بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" (عب9: 22). فجمع باروخ وقادة الشعب كمًا من الفضة حسب استطاعة كل إنسان، وأرسلوها إلى يوياقيم رئيس الكهنة، والكهنة في أورشليم. وهنا يفرق بين يوياقيم الكاهن([50])، والكهنة، ليوضح أنه رئيس كهنة. أما جمع المال وتقديمه إلى الهيكل فهذا ليس بجديد على الشعب اليهودي (أنظر على سبيل المثال خر22: 2-7،35: 4-9، تث16: 10 16، 17، 2أى24: 5،عز1: 4، 2: 68، 69،2مك12: 43). وأوصوهم(أ) أن يصلوا من أجل نبوخذنصر([51])، وبيلشاصر ابنه، لكي يجعل الله أيامه كأيام السماء على الأرض. يصلوا من أجل نبوخذنصر؟!! أليس هذا هو الذي هدم أورشليم وأحرقها هى والهيكل؟!! أليس هذا هو الذي سباهم وجعلهم عبيدًا في أرض غريبة؟!! أليس هذا هو عدوهم اللدود؟!! نعم إنه هو نبوخذنصر، الذي أمرهم الله أن يخضعوا له على فم إرميا النبي (إر27: 6- 13). " لأن كل سلطان مرتب من الله" (رو13: 1). وهم خدام الله للصلاح (رو13: 4-6). وهاهو بطرس الرسول يوصينا أن نخضع لهم ليس للصالحين فقط وإنما للمعوجين أيضًا (1بط2: 13- 18). أليس الصلاة من أجله، هو التطبيق العملي للوصية: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ"(مت5: 44)؟ فإرميا النبي يطلب منهم أن يصلوا من أجل سلام مدينة بابل، لكي يكون بسلامها سلام لهم (إر29: 7). ومن أجل ذلك يطلب داريوس الملك أن يصلى من أجله، ومن أجل النسل الملكى (عز6: 10). وبعد ذلك أصبح تقليدًا أن يصلى من أجل البلاد والملوك. وقد سار على هذا النمط يوناثان المكابي (1مك12: 11). وأصبحت الصلاة من أجلهم لا تقتصر على الأعياد فقط، وإنمافي كل الأيام. وبولس الرسول يؤكد هذا التقليد، فيوصى تلميذه تيموثاوس أن يصلى من أجل الملوك وجميع الذين هم في منصب، معللاًّ بنفس السبب ــ الذي من أجله أوصى إرميا النبي ــ وهو: "لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ،لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ "(1تى2: 1- 3). وهو نفس السبب الذي من أجله يطلب باروخ الصلاة:"فيؤتينا الرب قوة وينير عيوننا ونحن نائلين لديهم حظوة (نعمة) "(با1: 12). ولقد تسلمت الكنيسة هذا التقليد، وسارت عليه إلى الآن: *ففي تسبحة الخدمة الأولى من صلاة نصف الليل، نوجه حديثنا إلى العذراء طالبين أن تحصن مدينتنا، وعن ملوكنا تحارب، وتتشفع عن سلام العالم. *وفي أوشية السلام الكبيرة([52])، يطلب الكاهن ويقول: "السلام الذي من السموات، أنزله على قلوبنا جميعًا، بل وسلام هذا العمر أنعم به علينا إنعامًا. الرئيس والجند، والرؤساء والوزراء والجموع، وجيراننا ومداخلنا ومخارجنا، زينهم بكل سلام يا ملك السلام". *وفي القداس الغريغوري، يطلب الكاهن ويقول: "اذكر يا رب الذين تملكوا في التقوى، الذين هم الآن ملوك"فيرد الشماس قائلًا: "صلوا من أجل ملوكنا محبى المسيح". ويصلى الكاهن مرة أخرى قائلًا: "أذكر يا رب إخوتنا المؤمنين الأرثوذكسيين الذين في البلاط، وجميع الجنود" ([53]). *وفي القداس الكيرلسى، يطلب ويقول: "اذكر يا رب رئيس أرضنا عبدك.... احفظه بسلامة وعدل وجبروت، ولتخضع له كل الأمم الذين يريدون الحرب في جميع ما لنا من الخصب. تكلم في قلبه من أجل سلام كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية. أعطه أن يفكر بالسلام فينا وفي اسمك القدوس. لكي نحيا نحن أيضًا في سيرة هادئة ساكنة، ونوجد في كل تقوى وكل عفاف بك" ([54]). "ويجعل الله أيامهم كأيام السماء على الأرض". فهنا يطلب أن تكون الأرض مثل السماء، في الحب والسلام بين الخليقة وبعضها البعض، بعيدًا عن الحروب وآثارها وويلاتها. (ب)الصلاة من أجل المسبيين أنفسهم، لكي الله"ينير عيونهم".ولقد لفتت هذه الطلبة نظر بولس الرسول، فصلى لأجل أهل أفسس قائلًا: "لاَ أَزَالُ شَاكِرًا لأَجْلِكُمْ، ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي،كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ" (أف1: 16- 18). وفى (با 1: 13) أوصوهم لأجل طلب مراحم الله بارتداد سخطه، وغضبه عنهم، ومغفرة خطاياهم. |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
سفر باروخ 2 - تفسير نبوءة باروك الاعتراف بالخطايا (با 1: 15 - 2: 10) فهذا الاعتراف اعتراف جماعي([55])، يشترك فيه كل الشعب مقرين أن خطاياهم وخطايا آبائهم هى التي جلبت كل هذا، ولم يحاولوا التملص، ولا إلقاء اللوم على الآخرين، كما حدث معهم من قبل([56]). فلا الملوك، ولا الكهنة، ولا رؤساء البيوت، ولا الأنبياء، ولا الشعب، يحاولون أن يبرروا أنفسهم، فالكل يُقر أمام الله أنه خاطئ، وبالتالي يستحق العقاب. فهنا وقفة جادة مع النفس، في سبيل الشفاء من الخطية. فالكل يقر أنه صار في عناد، وإصرار ضد الله. ولم يعطه أذنًا صاغية لسماع صوته، أو العمل بأقواله، من يوم خروجهم من مصر إلى الآن. مع إن الله كان دائمًا يحذرهم على فم أنبيائه، مرة بالإنذار، والأخرى بالوعيد، وثالثة بالوعود لمن يتوب ويتمسك بأقواله. لكن الكل سار حسب هواه، وتصور قلبه الشرير، وصارت لهم حرية الإرادة والاختيار ستارًا للشر(1بط2: 16). فهنا يصوب باروخ النبي بأصبعه، مشيرًا إلى مكان الداء، حيث تكمن الخطية. ويؤكد أن العصيان، نتيجة عدم سماع الصوت الإلهي، والسلوك في وصاياه، كان سببًا طبيعيًا في أن الله يقيم كلامه -أي تأديبه الذي سبق فأنذرهم به- لأن وعيد الله ليس لمجرد التهديد. لذلك يقول الرسول "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا،بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ...مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!"(عب10: 26،27،31). فجلب الله قضاءه على إسرائيل، كما تكلم على فم موسى النبي في (سفر التثنية الأصحاحات من 27ــ 32): شرورًا لم تعمل تحت السماء كلها مثل ما أحدثه في أورشليم. حتى أن إرميا النبي يصف ما حدث وهو يبكى بدلًا من الدمع دمًا: "أَيَادِي النِّسَاءِ الْحَنَائِنِ طَبَخَتْ أَوْلاَدَهُنَّ. صَارُوا طَعَامًا لَهُنَّ فِي سَحْقِ بِنْتِ شَعْبِي. "(مرا 4: 10). وهذه هى المرة الثانية التي يُذكر فيها أن النساء ذبحن أولادهن لكي ما يقتتن بهم في الحروب. المرة الأولى أيام إليشع النبي عندما حاصر بنهدد ملك أرام السامرة (2مل6: 24-31). أفإلى هذه الدرجة تحدث الخطية؟!!! أهكذا تتغير الطبيعة البشرية، فتتحول العواطف الغريزية إلى أداة فتاكة ضد الإنسان نفسه؟!!! نعم لأن الله يسلم مثل هؤلاء إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق (رو1: 28). فأرجوك يا إلهي الصالح لا تسلمنا إلى أهوائنا، وميولنا، وغرائزنا. لكن اجتذبنا إليك بمراحمك الجزيلة، حتى لو اُضْطُرِرْتَ أن تؤدبنا. فمن حبك لنا أسلمتَ ذاتك عنا، وكل من تحبه تؤدبه (عب12: 5-11). أرجوك يا رب أعطنا أذنًا صاغية لنسلك في أوامرك ووصاياك المقدسة. لأن لك كل مجد وإكرام وسجود من الآن وإلى الأبد آمين. |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
سفر باروخ 3 - تفسير نبوءة باروك الصلاة (با 2: 11 - 3: 8) أما هذه الصلاة فهي فسيفساء من الآيات الكتابية، تكون لوحة جمالية من الاعتراف بالخطية (2: 12, 24, 26, و3: 2- 5)، والتماس الرحمة (2: 13-23 25 و3: 1- 5)، وطلب النجاة (2: 27- 35)، والحمد والتسبيح (3: 6،7). فكثيرًا ما نقابل هذا التقسيم الرباعى في مجموعة مزامير الإغاثة([57]). فردية كانت أم جماعية، وإن كانت لا تلتزم بنفس ترتيب هذه العناصر، أو يهمل بعضها، أو يكررها. ولا عجب في ذلك لأن مشاعر الإنسان في وقت الصلاة ليست بجامدة. ونلاحظ أن القديس بولس الرسول يقسم الصلاة إلى أربعة عناصر أيضًا، فيوصى تلميذه تيموثاوس قائلًا:"فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ "(1تى2: 1،2). فما من أحد يقف أمام الله، ولا يحس أنه كلا شيء أو خاطئ، ويعترف له بإحساناته طوال فترة حياته الماضية. ويعتمد على وعوده السابقة.فإبراهيم أب الآباء يقول: "انِّي قَدْ شَرَعْتُ اكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ" (تك18: 27). وداود يقول: "أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَان. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ... لأَنَّ آثَامِي قَدْ طَمَتْ فَوْقَ رَأْسِي. كَحِمْلٍ ثَقِيلٍ أَثْقَلَ مِمَّا أَحْتَمِلُ.قَدْ أَنْتَنَتْ قَاحَتْ حُبُرُ ضَرْبِي مِنْ جِهَةِ حَمَاقَتِي. "(مز22: 6 و38: 4،5).وأيوب الصديق يقول: "فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ! وَلَكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا.اِسْمَعِ الآنَ وَأَنَا أَتَكَلَّمُ. أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي.بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي.لِذَلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ "(أى42: 3-6). وفي مثل الفريسي والعشار نجد أن السيد المسيح طوَّب العشار دون الفريسي. وذلك بسبب تذلله أمام الله، ووصفه قائلًا: "فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ "(لو18: 13). فباروخ النبي يقف هو والشعب أمام الله، ويعترفون بأخطاء الماضي، وكيف أن هذه الأخطاء تضاعفت من التمرد والعصيان إلى رفض التأديب. وإن هذه الخطايا هي موجهة ضد الله مباشرة أو ضد رسومه وشرائعه فيقول:"إننا خطئنا ونافقنا وأثمنا([58])ـــ لاحظ تطور الخطية ـــ أيها الرب إلهنا في جميع رسومك.... فلم نسمع بأن نتعبد لملك بابل ـــ رفض التأديب ــ... فإننا قد خطئنا إليك... إسمع صلاة قوم إسرائيل وبنى الذين خطئوا إليك الذين لم يسمعوا لصوت إلههم وقد لحق الشر بنا ـــ العقاب واليد العالية". ونتيجة التألم في الجسد كُفَّوا عَنِ الْخَطِيَّةِ (1بط4: 1).فبدءوا يرجعون بكل قلوبهم، ويلتمسون مراحم الله، ويذكرون أنهم شعبه، وأن أيَّة إهانة لهم هى إهانة له شخصيًا. فلذلك يرجونه أن يعمل لأجل اسمه المهان بين الأمم، وكأنهم يرددون قول المزمور: "لَيْسَ لَنَا يَا رَبُّ لَيْسَ لَنَا لَكِنْ لاِسْمِكَ أَعْطِ مَجْدًا مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ مِنْ أَجْلِ أَمَانَتِكَ." (مز115: 1). أو قول إرميا النبي:" وَإِنْ تَكُنْ آثَامُنَا تَشْهَدُ عَلَيْنَا يَا رَبُّ فَاعْمَلْ لأَجْلِ اسْمِكَ...يَا رَبُّ وَقَدْ دُعِينَا بِاسْمِكَ. لاَ تَتْرُكْنَا" (إر12: 7- 9). ومما يلفت النظر في هذه الأعداد، ترادف مجموعة أفعال ذات طابع خاص: "اسمعيا رب صلاتنا...أيها الربالتفت...انظر إلينا وأمل أذنك واستجب وافتح عينيك وانظر... نلقى تضرعنا أمامك". وهذه الأفعال تمثل ردود فعل المصلى كما لو كان الله غافلًا عن البلايا التي تحيط به. ونرى هذه الأفعال في صلاة حزقيا ملك يهوذا عندما حاصره ربشاقى فقال: "أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعِ. افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ وَاسْمَعْ كُلَّ كَلاَمِ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللَّهَ الْحَيَّ." (إش37: 17). ونلاحظ أن توسلهم لم يقم على استحقاقاتهم الشخصية، أو بر آبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب، أو ملوكهم داود وسليمان وحزقيا ويوشيا. بل قائم على تمجيد اسم الله، وإذلالهم لأنفسهم والرجوع إليه ونبذ كل خطية. " لكن الروح الكئيب من الشدة والذي يمشى منحنيًا ضعيفًا <بسبب التأديب ــ ويعلق بولس الرسول على هذا الموضوع قائلًا: وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ. (عب12: 11)>والعيون الكليلة <من كثرة البكاء>والنفس الجائعة <من كثرة الصوم>" (با2: 18). فهذه هى علامات التائب، لأن روح الإنسان تتأثر بسلوكياته كما أن سلوكيات الإنسان تتأثر بروحياته. وهنا (با2: 17،18) يضع باروخ النبي تضادًا شعريًا بين الإنسان المُصِرِّ على خطاياه ـــ حيث أنه مائت بسبب بعده عن الله، وبين الإنسان التائب ــ حيث أنه حى ويستجيب لعمل الروح القدس. ويلتمس باروخ رحمة الله، من أجل عظام الملوك، وعظام آبائهم، التي أصبحت دمنة على وجه الأرض. فإكرام عظام الموتى، هو تقليد قديم، وفي كل الشعوب، قديمًا وحديثًا، شرقًا وغربًا، وفي جميع الأديان. فكم بالحرى يكون إكرام عظام القديسين مثل عظام إليشع النبي التي عندما مسَّت ميتًا قام في الحال (2مل13: 21). ويطلب باروخ النجاة على أساس وعود الله مع آبائهم إبراهيم وإسحق ويعقوب، متذكرًا معاملات الله معهم قديمًا حيث أحاطهم بكل رأفة ورحمة، لأنه يفتقد بالإحسان إلى ألوف الأجيال، كما تكلم على لسان موسى عبده قائلًا:"... لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي الجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنَ الذِينَ يُبْغِضُونَنِي وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ...فَاعْلمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ الإِلهُ الأَمِينُ الحَافِظُ العَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلى أَلفِ جِيلٍوَالمُجَازِي الذِينَ يُبْغِضُونَهُ بِوُجُوهِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ. لا يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ." (تث5: 9 و7: 9،10). ويستشهد باروخ ببعض الآيات من سفرى اللاويين والتثنية. ويختتم باروخ صلاته بنبرة الثقة في وعود الله. لذلك يسبحه ويحمده، مؤكدًا أن هذا التسبيح ناتج عن عمل الله فيهم، بوضعه مخافته في قلوبهم، ومؤكدًا قول إشعياء النبي: "بِكَ وَحْدَكَ نَذْكُرُ اسْمَكَ...يَا رَبُّ تَجْعَلُ لَنَا سَلاَمًا لأَنَّكَ كُلَّ أَعْمَالِنَا صَنَعْتَهَا لَنَا." (أش26: 13، 12)، ويركز باروخ على قلب الإنسان ــ حيث أن القلب مركز الأحاسيس والعواطف والمشاعر، ومكان استعلان الله في الإنسان، حيث تسكن كلمته. وهذه الصلاة تشبه صلاة دانيال النبي (دا9: 4-19) إلى حد كبير. وذلك بسبب الخلفية الدينية والظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تحيط بهم، والتقارب الفكري الناتج عن الاختلاط في العبادة. حيث كانوا يعيشون في نفس الزمن. ولحد ما تتشابه مع صلاة عزرا (عز9: 5-15)، ومع صلاة نحميا (نح1: 1-14). |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
سفر باروخ 4 - تفسير نبوءة باروك الحكمة (با 3: 9 - 4: 4) ويمكن تقسيمها إلى الآتي: ـــ (أ) أهمية الحكمة (3: 9-14). (ب) لا يستطيع إنسان أن يجد الحكمة من ذاته (3: 15-31). (ج) الحكمة هي الناموس (3: 32-4: 4). + فقد كانت وما زالت الحكمة هى مفخرة لبعض الشعوب مثل قدماء المصريين (إش19: 11)، وشعوب بابل (إش47: 10)، وآدوم (إر49: 7 وعو8)، وصور وصيدون ـــ أرض كنعان ـــ (زك9: 2). ولكن الحكمة التي تنبع من الذات أي من ذات الإنسان فالله يرفضها ويحمقها ويزيلها (إش5: 21،29: 14 وإر4: 22،8: 9، 29: 23). لأن الله هو مركز الحكمة (أم15: 33،19: 20،21)، ومنه تنبع (أم1: 7، 9: 10)، وإليه تنتهي (أم2: 5 وسي1: 14-22). وتتميز الحكمة في العهد القديم بأنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالعلاقة الصحيحة مع الله لأن " رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ." (مز111: 10 وسى21: 11). فكلمتى (حوخما([59])، وسكل) العبرانية، وكلمة (صوفيا) اليونانية ومرادفتها، تترجم إلى حكمة ومرادفاتها مثل معرفة، تعقل، فطنة، فهم، التأدب أو التهذيب. (أ) أهمية الحكمة (3: 9-14). يبدأ باروخ يتكلم عنأهمية الحكمة،فيطرح سؤالًا: "لماذا يا إسرائيل، لماذا أنت في أرض الأعداء؟" (با3: 10). ويجيب: لأنهم قد تركوا ينبوع الحكمة (با3: 12). وكأنه يردد قول إشعياء النبي: "لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ. وَكَانَ كَالرَّمْلِ نَسْلُكَ وَذُرِّيَّةُ أَحْشَائِكَ كَأَحْشَائِهِ. <أي الحصى> لاَ يَنْقَطِعُ وَلاَ يُبَادُ اسْمُهُ مِنْ أَمَامِي." (إش48: 18،19). فالحكمة هى استعلان لمشيئة الله (أي الوصية) تجاه الإنسان. وعلى الإنسان أن يسعى وراءها وينفذها. فسليمان الحكيم يقول عنها أنها: "فَإِنَّهَا تَزِيدُكَ طُولَ أَيَّامٍ وَسِنِي حَيَاةٍ وَسَلاَمَةً.لاَ تَدَعِ الرَّحْمَةَ وَالْحَقَّ يَتْرُكَانِكَ. تَقَلَّدْهُمَا عَلَى عُنُقِكَ. اكْتُبْهُمَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَفَتَجِدَ نِعْمَةً وَفِطْنَةً صَالِحَةً فِي أَعْيُنِ اللَّهِ وَالنَّاسِ."(أم3: 2-4). أما يشوع بن سيراخ فيقول أنها: "تنشئ السلام والشفاء والعافية.... وفروعها طول الأيام" (سى1: 22،25). ويتساءل باروخ مرة ثانية: "أين الفطنة؟ وأين القوة؟ وأين التعقل؟ لكي تعلم أيضًا أين طول الأيام والحياة؟ "(با3: 14). ويجيب: "هذا كتاب أوامر الله والشريعة التي إلى الأبد كل من تمسك بها فله الحياة، والذين يهملونها يموتون" (با4: 1). وكأنه يذكرهم بوصية موسى النبي عندما قال: "فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ اسْمَعِ الفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوهَا لِتَحْيُوا... فَاحْفَظُوا وَاعْمَلُوا. لأَنَّ ذَلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ" (تث4: 1،6). (ب) لا يستطيع إنسان أن يجد الحكمة من ذاته (3: 15-31). ويتساءل مرة أخرى:من يستطيع أن يجد الحكمة ما لم يهبها له الله؟ويجيب: إنه لا الرؤساء، ولا الذين يتسلطون على الوحوش، ولا الذين يلاعبون الطيور، ولا الذين يدخرون المال ويتكلون عليه. فكل هؤلاء هبطوا إلى مكان الانتظار (أي الجحيم) دون أن يحصلوا عليها (با3: 16- 18). وبنوهم لم يستفيدوا من ماضي آبائهم ولم يأخذوا لهم عبرة، لكنهم أصروا أن يبتعدوا عن الله. فلم يُسمع به ــ الله ــ في كنعان، ولم يُرَ في أدوم، والإسماعيليون أيضًا لم يعرفوا طريق الحكمة (با3: 22،23 قارن تك25: 12 وانظر تك37: 28). فهذه البلاد اشتهرت بالحكمة نتيجة تجارة البضائع وتسويقها، فلذلك اشتهرت كلمة(تاجر) بـ(الكنعانى) "تَصْنَعُ قُمْصَانًا وَتَبِيعُهَا وَتَعْرِضُ مَنَاطِقَ عَلَى الْكَنْعَانِيِّ...مِثْلُ الْكَنْعَانِيِّ فِي يَدِهِ مَوَازِينُ الْغِشِّ. يُحِبُّ أَنْ يَظْلِمَ." (أم31: 24 وهو 12: 7 وانظر أيضًا أى41: 6). وأهم من اشتهر بالحكمة من هذه البلاد أليفاز التيمانى ــ أحد أصدقاء أيوب وأول المتكلمين معه (أى4: 1). ويتساءل إرميا عن حكمة أدوم قائلًا: "أَلاَ حِكْمَةَ بَعْدُ فِي تَيْمَانَ؟ هَلْ بَادَتِ الْمَشُورَةُ مِنَ الْفُهَمَاءِ؟ هَلْ فَرَغَتْ حِكْمَتُهُمْ؟"(إر49: 7 وانظر عو8). وأخذ باروخ يلتفت يمينًا ويسارًا في كل الأرض، ويستعيد الماضي القديم والحديث، ليرى هل استطاع أحد أن يحصل على الحكمة؟ فلم يرَ أحدًا، حتى من الجبابرة (با3: 26) الذين يصفهم الكتاب المقدس بذوى اسم (تك6: 4)، والذين منهم نمرود الذي يصفه الكتاب المقدس أنه " ابْتَدَأ يَكُونُ جَبَّارا" (تك10: 8- 10). هؤلاء لم يحصلوا على الحكمة. ولكن كانت حكمتهم أرضية نفسانية شيطانية (يع3: 15)، فهلكوا بسببها. وفى مقابل كل هؤلاء نجد أن الله وحده هو الذي يعرف طريقها. وبها خلق كل الخليقة، فسليمان يصفها بأنها: "صانعة كل شيء مهندسة الأكوان" (حك8: 5،6). لأنها قائمة عنده قبل كون العالم (أى28: 20- 27 وأم8: 22-31 وسى1: 4،9 و24: 3-7). فوهبها ليعقوب عبده وإسرائيل حبيبه. وقال لها: "اسكنى في يعقوب ورثى في إسرائيل" (سي24: 8). (ج) الحكمة هي الناموس (3: 32-4: 4).وينبه باروخ بنى إسرائيل أن يتوبوا ويرجعوا ويسيروا في ضيائها(با4: 2)، لأنه "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي."(مز119: 105)، ولأن " لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ" (أم6: 23). لأنهم يعرفون ما هو المرضى عند الله، حيث ثمر البر يزرع في السلام من الذين يفعلون السلام (يع3: 17،18). وفى تجليه هذا يجد باروخ نفسه أمام أمر واقع، وهو: الله بذاته يتراءى على الأرض ويتردد بين البشر(با3: 38). ولم يقل تراءى في يهوذا وتردد بين بنى إسرائيل، لأن الله الكلمة عندما تجسد تراءى في الأمم أيضًا حيث زار مصر وتردد بين شعبها (مت2: 13-21)، ومثله أيضًا تنبأ ميخا النبي قائلًا: "فَإِنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ وَيَنْزِلُ وَيَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ الأَرْضِ" (مى1: 3)، ويعلل سبب ذلك قائلًا: "كُلُّ هَذَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِ يَعْقُوبَ وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّةِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ." (مى1: 5). وليس باروخ وحده هو الذي تكلم عن الحكمة كشخص (أي أقنوم الحكمة)، ولكن أيضًا سليمان ويشوع بن سيراخ وأيوب، كل منهم تكلم في صور تختلف عن الآخر. " وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. "(يو1: 14). والسيد المسيحقال عن نفسه "لِذَلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ" (مت23: 34)، وقيل عنه في لوقا " قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ"(لو11: 49)، وبولس الرسول يقول: "فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ." (1كو1: 24). ولقد نجح باروخ في إظهار تطور مراحل تكوين الحكمة في الفكر اليهودي:ـــ 1- الحكمة التأديبية أو الأخلاقية... قارن (با3: 13،14 و4: 1 مع أم8: 4-21). 2- الحكمة المبنية على معرفة الخليقة... قارن (با3: 20- 25 مع أى28: 12-28). 3- الحكمة هي اللوغوس (الكلمة المتجسد)... قارن (با3: 31 مع أم8: 22-31). 4- الحكمة هي الشريعة... قارن (با4: 1- 4 مع تث4: 1- 6، سي24: 12-17). |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
سفر باروخ 6 - تفسير نبوءة باروك رسالة إرميا (با 6: 1-72) يبدأ إرميا رسالته بلماذا هم سبوا بيد نبوخذنصر إلى بابل (با6: 1). ويؤكد لهم نبوته الموجودة بسفره أنهم سيظلون في السبي لمدة سبعين سنة (با6: 2). ثم يعرفهم أنهم سينظرون في بابل آلهة مصنوعة بأيدي البشر أي التماثيل، وكيف أن هذه التماثيل تلقى رهبتها على سكان تلك البلاد. فيحذرهم أن لا يتشبهوا بهم، وإنما عندما يرونهم يفعلون ذلك يعطون المجد والسجود للإله الحقيقي أي لإله إسرائيل (با6: 3-5). ويصف هذه الآلهة أنها مجرد بعض التحف الفنية المغشاة بالذهب والفضة، ولكنها من الداخل من خشب أو حجر (با6: 7). ويصف رد فعل البابليين نحو هذه الآلهة. وكيف أن كهنتهم ليسوا على خُلق كريم (با6: 8،9). وبعد ذلك يعدد صفات هذه الآلهة بأنها لا تسلم من الصدأ والسوس، وأنها لا تستطيع أن تنظف نفسها، وليس في يدها سلطة مع أنها تمسك صولجانًا، وليست تستطيع أن تنجى نفسها من الحرب أو اللصوص، وأنها تباع وتشترى بالمال، وأنها لا تستطيع أن تتحرك من مكانها، وإن سقطت لا تقوم من مكانها بنفسها (با6: 10-26). وبعد ذلك يصف معاملات الكهنة والشعب نحوها، وكيف أن الطامث والنفساء تلمسان ذبائحها. وكيف أن الكهنة يبيعون ذبائحها لمنفعة أنفسهم. وأنهم يجلسون ممزقى الثياب، ومحلوقى الرؤوس، وكيف أن رؤوسهم مكشوفة، وهم يعجون صائحين أمامها كمن يندبون ميتًا. وإن الكهنة يسرقون ما عليها من ملابس ليكسوا نساءهم وأولادهم (با6: 27- 32). ويظهر ما في هذه الآلهة من ضعف، بحيث أنها لا تقدر أن تقيم ملكًا أو تخلعه، أو تنجى أحدًا من الموت، أو ترد البصر للأعمى، أو تفرج عمن في ذي شدة، وأنها لا تلتفت إلى أرملة أو يتيم لكى تساعدهم (با6: 33- 37). ومن فترة إلى أخرى ينبه إرميا إلى كيف هذه التي من الخشب أو الحجر تكون آلهة أو حتى تسمى بالآلهة (با6: 14، 22، 28، 38، 39، 44، 55، 63، 64، 68، 71). وبعد ذلك يصف معاملات البابليين نحو هذه الآلهة، وكيف يزدرونها وهم لا يعلمون (با6: 29، 40، 41). وكيف أن الزنى يمارس كجزء من العبادة (با6: 43، 44). ويظهر صفات هذه الآلهة ولكن في ترتيب جديد (با6: 45- 58). وبعض المخلوقات أنها ذات فائدة أكثر من هذه الآلهة وأنها تطيع خالقها (با6: 59- 68). ويصف هذه الآلهة على أنها كخيال الحقل فإنها لا تستطيع عمل أي شيء (با6: 69- 71). ويعدد الصفات التي لا تجعل التماثيل آلهة من خلال عرضه للرسالة بصفة عامة. ثم يختتم إرميا رسالته هذه بأن الرجل الصدِّيق الذي لا صنم له هو بمعزل عن العار (با6: 72). |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
النبوات في سفر باروخ النبوة الأولى(با 2: 35) {العهد الجديد} " وأقيم لهم عهدًا أبديًا فأكون لهم إلهًا ويكونون لي شعبًا ولا أعود أزعزع شعبي إسرائيل من الأرض التي أعطيتها لهم" (با2: 35). قصة الله مع الإنسان هى قصة عهود مستمرة ومتجددة. فمنها العهود المشروطة، ومنها العهود الأبدية. وأحيانًا كان الله يعطى علامات على هذه العهودلكى يتذكرها الإنسان ولا ينساها. والعهود المشروطة عندما كان ينكثها الإنسان، كان الله يتخلى عنه، وأحيانًا ينسبه إلى غيره كما فعل مع بنى إسرائيل عندما نسبهم إلى موسى قائلًا: "قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي اصْعَدْتَهُ مِنْ ارْضِ مِصْرَ." (خر32: 7). أما العهود الأبدية فهي لا تنقض، لأنها قائمة على الله. ولذلك يقول بولس الرسول: "إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ." (2تى2: 13). فهذه المرة يعطيهم الله عهدًا([60]) أبديًا، ويعلق إرميا النبيعلى هذا العهد ويزيده إيضاحًا فيقول: "هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَقْطَعُ <أي الله>مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا <حيث يجعل الله الاثنين واحدًا، مصالحًا إياهم بدمه> عَهْدًا جَدِيدًا <تمييزًا له عن العهود السابقة. وكلمة جديد إما تفيد الزمان أو الموضوع، وهنا تفيد أنه جديد بالنسبة إلى موضوعه>.لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ <ويسمى عهد سيناء لأن هذا العهد تم في جبل سيناء، أو يسمى عهد الشريعة> حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ <لأنه كان عهدًا مشروطًا (تث4: 25،26)> يَقُولُ الرَّبُّ.بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ <أي العهد الجديد> الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ <ليست خارج الإنسان كما كان قديمًا، حيث كان على ألواح حجرية (خر31: 18، 34: 28). أي يعطى الله الإنسان قدرة داخلية وميولًا طبيعية نحو تنفيذ الوصية> وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ <حيث يتنقى القلب ويتطهر بكلام الله> وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا.وَلاَ يُعَلِّمُونَ بَعْدُ كُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلِينَ: [اعْرِفُوا الرَّبَّ] لأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ سَيَعْرِفُونَنِي <بسبب عمل الروح القدس داخل الإنسان> مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ <بسبب أن المسيح دفع ثمن الخطية بدلًا منا بموته على الصليب>." (إر31: 31-34). أما حزقيال النبي فيقول عن هذا العهد إنه " عَهْدَ سَلاَمٍ, <لأنه قائم على بر المسيح وحده حيث أَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الِاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَأَيِ الْعَدَاوَةَ. مُبْطِلًا بِجَسَدِهِ نَامُوسَ الْوَصَايَا فِي فَرَائِضَ، (أف 2: 14،15)> فَيَكُونُ مَعَهُمْ عَهْدًا مُؤَبَّدًا, وَأُقِرُّهُمْ وَأُكَثِّرُهُمْ وَأَجْعَلُ مَقْدِسِي فِي وَسَطِهِمْ <عندما نجتمع باسم المسيح> إِلَى الأَبَدِ.وَيَكُونُ مَسْكَنِي فَوْقَهُمْ, <وكأنه يذكرنا بحلوله في خيمة الاجتماع> وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهًا وَيَكُونُونَ لِي شَعْبًا.فَتَعْلَمُ الأُمَمُ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُ إِسْرَائِيلَ, <عندما يروا أعمالنا الصالحة> إِذْ يَكُونُ مَقْدِسِي فِي وَسَطِهِمْ إِلَى الأَبَدِ(حز37: 26-28). أما بولس الرسول فيعلل سبب تغيير العهد قائلًا: "فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ <عهد سيناء> بِلاَ عَيْبٍ <حيث أنه قائم على بر الناموس وبالتالي لا يستطيع أحد أن يتممه> لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ. <العهد الجديد> لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِمًا: «هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا. <قائم على جسد ودم عمانوئيل إلهنا> لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لِأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، <قائم على الذبائح الحيوانية أي خروف الفصح>لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي،<بسبب سلطان الخطية الذي كان على الإنسان قبل أن يفتديه المسيح>وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ."(عب8: 7- 9). وكلمة شعبي إسرائيل لا تعني دولة إسرائيل ــ فبولس الرسول يقول: لأَنْ لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ "(رو9: 6) ـــ لكن تعني أسرة الله التي تنعم بوجوده داخلها وفيها ولا تستطيع أن تبتعد عنه لأنها ليست من العالم حتى لو سكنت في وسط العالم. أما الأرض التي لا يزعزعها منهم وأعطاها لهم هي السماء الجديدة والأرض الجديدة <كورة الأحياء إلى الأبد. (مز27: 13)> التي تكلم عنها الرائي في الأصحاح الحادى والعشرين من سفر الرؤيا (رؤ21: 1-7). النبوة الثانية (با3: 36-38): {تجسد الكلمة} " هذا هو إلهنا ولا يعتبر حِذَاءَهُ (نظيره) آخر. هو وجد طريق التأدب بكماله وجعله ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه. وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردد بين البشر" (با3: 36-38). لا توجد آية في سفر باروخ أثارت جدلًا لاهوتيًا مثل هذه الآية، لأن آباء الكنيسة استشهدوا بها عن تجسد المسيح ضد هرطقة أريوس([61]). ففى هذا العدد يؤكد باروخ النبي ـــ كما في سائر الكتاب المقدس، أنه لا يوجد إله غيره أو نظيره. وهو الذي أعطى الناموس ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه، وقال له من حيث أنه الحكمة " اسكنى في يعقوب ورثى في إسرائيل... فلذلك أراحنى في المدينة المحبوبة، وسلطاني في أورشليم. فتأصلت في شعب مكرم، في قسمة الرب، ميراثه "(سي24: 8،11،12). ويقول عن وصايا العهد الجديد أنها طريق التأدب بكماله، حيث أن السيد المسيح يقول: "ما جئت لأنقض <الناموس الطبيعي والناموس الأدبي من حيث أنه شريعة موسى> بل لأكمل <أي يكمل معانيه>" (مت5: 17). ونحن نصف السيد المسيح في ليتورجية سر الزيجة بأنه: مُشَرِّع (أي واضع) شريعة الكمال ومتمم ناموس الأطهار. ويجد باروخ نفسه أمام إعلان خطير جدًا حيث يرى الله يتراءى على الأرض ويتردد بين البشر. وهذا ما أوضحه القديس يوحنا الحبيب قائلًا: "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." (يو1: 14). ويزيده إيضاحًا فيقول: "اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ." (1يو1: 1). أما بولس الرسول فيقول عنه: "عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ." (1تى3: 16). فقد رآه باروخ النبي يتردد بين البشر أي يجول يصنع خيرًا (أع10: 38) ولم يقل أنه أقام بيننا إقامة دائمة. فالمسيح وعدنا قائلًا: "حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ" (مت18: 20). فهذا هو ما أشار إليه باروخ النبي بقوله: (تردد بين البشر)، وهو ما تممه السيد المسيح حسب وعده الصادق. حيث كان يظهر لتلاميذه بعد القيامة أي يتردد عليهم. النبوة الثالثة (با4: 25): {النصــــــــــرة} " قد اضطهدك العدو لكنك سترى هلاكه عن قليل وتطأ رقابهم" (با4: 25). فقد تمت هذه النبوة حرفيًا، حيث سرعان ما ظهرت مملكة مادي وفارس وانتصرت على البابليين، وأعطت حرية رجوع المسبيين إلى أوطانهم ومن بينهم اليهود. ولقد كان الماديّون يبيعون الأسرى البابليين فكان بعض اليهود يشترونهم كعبيد لهم. وهنا تنتقل النبوة من السلطان على البابليين إلى السلطان على الشيطان بقوة المسيح. فاضطهاد الشيطان لنا واضح جدًا على مستوى الكتاب المقدس. ولقد لقبه يوحنا الرائي بالمشتكي قائلًا: "لأَنَّهُ قَدْ طُرِحَ الْمُشْتَكِي عَلَى إِخْوَتِنَا الَّذِي كَانَ يَشْتَكِي عَلَيْهِمْ أَمَامَ إِلَهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا." (رؤ12: 10). ويلقبه بالمضل حيث يقول عنه: "فَطُرِحَ التِّنِّينُ الْعَظِيمُ، الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ كُلَّهُ - طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَتُهُ." (رؤ12: 9). ويلقبه أيضًا بالمضطهد: "وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ <أي الكنيسة> الَّتِي وَلَدَتْ الاِبْنَ الذَّكَر...فَغَضِبَ التِّنِّينُ عَلَى الْمَرْأَةِ، وَذَهَبَ لِيَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ بَاقِي نَسْلِهَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَعِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (رؤ12: 13،17). وسنرى هلاك الشيطان بالمجئ الثاني للمسيح في مجده عندما يطرحه في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت. ويقول في ذلك القديس يوحنا الحبيب: "وَإِبْلِيسُ الَّذِي كَانَ يُضِلُّهُمْ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ النَّارِ وَالْكِبْرِيتِ، حَيْثُ الْوَحْشُ وَالنَّبِيُّ الْكَذَّابُ. وَسَيُعَذَّبُونَ نَهَارًا وَلَيْلًا إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ." (رؤ20: 10). https://st-takla.org/Gallery/var/resi...n-Line-001.jpg فالسيد المسيح أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو ـــ الشيطان وصوره ـــ ولا يضرنا شيئٌ (لو10: 19). فالحيات والعقارب هى قوة العدو. والسيد المسيح قد أعطانا السلطان على الشيطان من خلال سلطاننا على قوى الشر المنظورة لحياة الإنسان، ويوضح القديس مرقس الرسول هذا السلطان قائلًا: "يُخْرِجُونَ <أي الرسل والمؤمنين> الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ.يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئًا مُمِيتًا لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ "(مر16: 17، 18). وهذه النبوة صدى للمزمور الحادى والتسعين حيث يقول المرتل: "عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي<أي بالله>أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي."([62]) (مز91: 13،14). النبوة الرابعة (با4: 37،5: 5،9): {العودة من السبى} " ها إن بنيكِ الذين ودَّعتيهم قادمون. يُقْدِمون مجتمعين من المشرق إلى المغرب بكلمة القدوس مبتهجين بمجد الله... انهضى يا أورشليم وقفى في الأعالي وتطلعى من حولك نحو المشرق وانظري بنيك مجتمعين من مغرب الشمس إلى مشرقها بكلمة القدوس مبتهجين بذكر الله... إن الله سيعيد إسرائيل بسرور في نور مجده برحمة وعدل من عنده" (با4: 37 و5: 5، 9). فهنا يبشر باروخ النبي أورشليم بأن أولادها سيرجعون حتمًا وفي القريب. وأن رجوعهم هذا ليس بقوتهم أو مقدرتهم، ولكنه بكلمة الله التي لا ترجع إليه فارغة بل تعمل ما يسر به وتنجح فيما أرسلها إليه (إش 55: 11). وإنهم سيرجعون من المشرق والمغرب كناية عن رجوعهم من أماكن متفرقة وبعيدة عن بعضها البعض، من أنحاء الأرض. ولذلك يرجو منها أن تقف في الأعالي لكي تراهم وتستقبلهم كما يليق بابن راجع بتوبة حقيقية إلى أحضان أبيه السماوي. وهذا يذكرنا بمثل الابن الضال كيف كان أبوه ينتظر عودته بلهفة وشوق، حتى أنه رآه من بعيد وركض إليه معانقًا إياه (لو15: 20). وفي المقابل نرى الابن لا يطلب شيئًا سوى أن يعيش في أحضان أبيه حتى ولو بصفة أجير، وهو ما يقصده باروخ بمبتهجين بذكر الله. ولكن الله يتناسى كل ما صنعناه في الماضي، ويُسر بعودتنا إليه، ويطلب من الملائكة أن تفرح وتسر معه برجوعنا إليه (لو15: 7). فهذه نبوة واضحة وصريحة عن المسيح الفاتح أحضانه لكل نفس تائبة في أنحاء العالم. فهو كلمة الله القدوس المولود من العذراء مريم (يو1: 14، لو1: 35). الذي حررنا بمجيئه في الجسد وصلب عنا وفدانا، وأعتــقنا من سلطان الشيطان والظلمة. ولــذلك يوصينا بولس الرسول قائلًا: "فَاثْبُتُوا إِذًا فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ." (غل5: 1). |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
الاعتراضات والرد عليها حول سفر نبوءة باروك الرد على الاعتراضات ================= يعترض البعض معتمدًا على التاريخ، أنه لم يذكر شيء عن رجوع الأواني المذكورة في (با1: 8) إلى أورشليم. الـــــــرد:لو تمعنا النص جيدًا، لا نجد أي اعتراض. لأنه مكتوب: "عندما أخذ <باروخ> آنية بيت الرب -المسلوبة من الهيكل- ليردها إلى أرض يهوذا في العاشر من شهر سيوان.... " فالنص يذكر (لكى يردها) ولم يذكر أنه (ردها). وأيضًا في العدد العاشر من نفس الإصحاح، يذكر أنه أرسل فضة لكي يبتاعوا بها محرقات وذبائح للخطية، لكي يقدموها على مذبح الرب. وفي العدد الرابع عشر من نفس الإصحاح أيضًا، يذكر أنه أرسل السفر لكي يُقرأ في بيت الرب. ولم يذكر أنه أرسل مع هذه الأشياء الأواني التي أخذها لكي يردها. فهذه هى إحدى المحاولات الفاشلة لاسترداد هذه الأواني، لكي تتم نبوات إرميا النبي (إر27: 16-22، 28: 1-9). الاعتراض الثاني:البعض يظن أنه يوجد تناقض بين خراب الهيكل المذكور في (با2: 26)، مع المقدمة التي تتكلم عن أن المعبد تقام فيه شعائر العبادة (با1: 10،14). الـــــــرد:نحن لا نعارض أو ننافى أن الهيكل قد أحرق. ولكن يذكر كل من كاتب سفر الملوك (2مل25: 9،10)، وكاتب سفر الأيام (2أى36: 19)، وإرميا النبي (إر52: 13،14) ويؤكدون على حقيقتين هما: إحراق أورشليم بما فيها الهيكل، وهدم أسوار أورشليم. ولم يذكروا أن الهيكل هُدِم. ولو بحثنا في الكتاب المقدس قليلًا، سوف نجد أنه لا يشترط سلامة المبنى عند تقديم الذبائح. فمثلًا:ـــ فى أيام صموئيل النبي عندما خربت خيمة الاجتماع التي كانت في شيلوه([63])، كان يقوم بعمل مذابح ويقدم عليها محرقات وذبائح سلامة. ففي بلدة المصفاة،اجتمع كل الشعب لكي يقدموا توبة جماعية، فسمع الفلسطينيون أن بنى إسرائيل اجتمعوا في المصفاة، فاجتمعوا هم أيضًا لكي يحاربوهم. فطلب الشعب من صموئيل النبي أن لا يكف عن التضرع إلى الرب من أجلهم. فقدم صموئيل حملًا رضيعًا بتمامه محرقة للرب. مع العلم بأن تابوت العهد كان موجودًا في قرية يعاريم (1صم7: 1-10). ومرة أخرى في بلدة الجلجال، كان سيقدم ذبيحة محرقة وذبائح سلامة. ولكنه تأخر عن الميعاد المحدد، فقام شاول الملك بهذا العمل، فغضب منه الرب ونزعه من الملك لأنه تجاسر وقدم الذبائح ـــ لأن تقديم الذبائح من اختصاص الكهنة وليس الملوك (1صم 13: 8: 14). ومرة ثالثة في أرض صوف (1صم9: 12). ومرة رابعة في بيت لحم عندما مسح داود ملكًا (1صم16: 5). وأيضًا في أيام داود الملكأقام مذبحًا في بيدر أرونة اليبوسى، وأصعد عليه محرقات وذبائح سلامة ــــ وكان جاد النبي هو الذي أمره بذلك (2صم24: 18-25). وقد كان تابوت العهد في ذلك الوقت في أورشليم ـــ مدينة داود ـــ في وسط الخيمة التي نصبها داود النبي (2صم6: 12-19). والرب قد أجابه بنار فالتهمت الذبيحة (1أى21: 26). وأيضًا في أيام آخاب الملك، قدم إيليا النبي ذبيحة على المذبح الذي كان في الكرمل، بعدما قام بعملية ترميم له ـــ لأنه كان منهدمًا (1مل18: 30-40). والرب أجابه بنار فالتهمت الذبيحة. مع العلم بأن الهيكل كان مبنيًا في ذلك الوقت، والعبادة قائمة فيه. وأما النقطة المهمة فهي التي ذكرها إرميا النبي في الأصحاح الحادى والأربعين وهى: أن ثمانين رجلًا أتوا من شكيم، ومن شيلوه، ومن السامرة محلوقى الشعر، مشققى الثياب، ومخمشين (من يخدش وجهه)، وبيدهم تقدمة ولبان ليدخلوهما إلى بيت الرب. وكان ذلك بعد حرق أورشليم وسبيها بيد نبوخذنصر ملك بابل، ونبوزرادان رئيس الشرط، وقتل جدليا بن أخيقام الذي نصبه نبوخذنصر بدلًا من صدقيا (إر41: 1-8). ولقد سار على هذا النهج يشوع (يهوشع الكاهن العظيم)، أي تقديم الذبائح بين أركان الهيكل وهو منهدم، وذلك بعد العودة من السبى مباشرة، حيث يذكر سفر عزرا: "ابتدأوا من اليوم الأول من الشهر السابع يصعدون محرقات للرب وهيكل الرب لم يكن قد تأسس" (عز3: 6). وهذا يدل على أن الشعب كان يجتمع ويقوم بالعبادة بين أركان الهيكل وبذلك لا يوجد أي تعارض... الاعتراض الثالث:يعترض البعض على ذكر يهوياقيم الكاهن (با1: 7)، لأن هذا الاسم لم يذكر إلا بعد قرن كامل من الزمان في كتب التاريخ. الـــــــرد:من الواضح جدًا أن نبوخذنصر كان يغير الأسماء. مثلما غير اسم متنيا ـــ عم يهوياقيم الملك ] الذي سبق أن غيره نخو ملك مصر من الياقيم إلى يهوياقيم عندما سبى أخاه يهوآحاز (2مل23: 31-34) [ ــ غيره من متنيا إلى صدقيا (2مل24: 17). فعندما قام نبوخذنصر بالمرحلة الثانية من السبى، بواسطة نبوزرادان رئيس الشرط، قام بقتل سرايا الكاهن الأول، وصفنيا الكاهن الثاني (إر52: 24-27). وسبى يهوصادق بن سرايا رئيس الكهنة (1أى6: 13-15). ولا نعلم هل أرجعه مرة ثانية إلى أورشليم أم لا، وهل غير اسمه، أم أخذ أحد أخويه وأعطاه اسم يوياقيم؟!! لأن باروخ يذكره أنه ابن حلقيا بن شلوم، قارن (1أى6: 13،14 و9: 11 ونح11: 11 مع با1: 7). وإن كتب في كتب التاريخ اسم آخر غير يوياقيم (با1: 7)، فذلك لأنه كتب اسمه الطبيعي لكي يحافظ على سلسلة أنساب الكهنة ـــ وتتضح أهمية ذلكمن سفر عزرا (عز2: 61،62)، وبذلك يحافظ على كهنوت أولاده. ومن المعروف مدى ولع اليهود بسلسلة أنسابهم... الاعتراض الرابع:البعض يظن أنه يوجد تناقض بين (با3: 10) و(با1: 1-3: 8 و4: 11-25). معللين بأن في (با3: 10) يشعر القارئ بأن السبي قد حدث منذ زمان، بينما في (با1: 1-3: 8 و4: 14-25) يشعر القارئ بأن السبي قد حدث منذ وقت قريب. الـــــــرد:عند قراءتنا الأعداد التي يشير إليها المعترض، لا نجد أي تناقض أو تعارض بينهما. لأن باروخ في الإصحاح الثالث والعدد العاشر يذكر: "لماذا يا إسرائيل لماذا أنت في أرض الأعداء؟". لأن حرق أورشليم والهيكل وسبيها حدث قبل كتابة السفر بخمس أعوام، وبالتالي أصبح سبى أورشليم في بابل منذ فترة ليست قليلة. وهنا أحب أن أوضح أن السبي قد تم على عدة مراحل. وهذا يتضح مما يلى: 1- المرحلة الأولى: فى السنة الأولى من حكم نبوخذنصر، وهى الثالثة أو الرابعة من حكم يهوياقيم ملك يهوذا، هجم نبوخذنصر على يهوذا ولكنه أخذ عددًا من الرهائن منهم دانيال وحنانيا وميشائيل وعزريا (دا1: 1، 6)، وبعضًا من أواني الهيكل ـــ وهذا ما يعلل وجود دانيال في السنة الثانية من حكم نبوخذنصر في بابل (دا2: 1) ـــ ومن هنا تحسب بداية السبي. وفى السنة الرابعة من حكم نبوخذنصر، وهى الثامنة من حكم يهوياقيم ملك يهوذا، هجم مرة أخرى على يهوذا وأدخل يهوذا تحت الجزية (2مل24: 1). وفى السنة السابعة من حكم نبوخذنصر، وهى الحادية عشرة من حكم يهوياقيم، تمرد يهوياقيم، فهجم عليه نبوخذنصر، وأخذه مع بعض الآنية التي كانت موجودة في بيت الرب إلى بابل (2أى36: 5-7)، ولكن يهوياقيم مات قبل أن يدخلها، وملَّك يهوياكين ابنه عوضًا عنه. فتمرد يهوياكين بعد ثلاثة أشهر وعشرة أيام من حكمه. فهاجم نبوخذنصر المدينة مرة أخرى في نفس السنة، فاستسلم له يهوياكين، والنسل الملكى وهذه هى أول مرحلة من السبي التي تمت على أربع دفعات (2مل24: 8-16، 2أى36: 9-11، إر52: 28). 2- المرحلة الثانية: وملَّك نبوخذنصر متنيا عم يهوياكين وغير اسمه إلى صدقيا، فتمرد صدقيا في السنة الثامنة من ملكه. فهجم عليه نبوخذنصر وأدخله في الحصار لمدة ثمانية عشر شهرًا فثغرة المدينة، وتم القبض عليه وأحرق أورشليم والهيكل، وسبى أورشليم. وبهذا تمت المرحلة الثانية من السبى، في السنة الثامنة عشر من ملك نبوخذنصر أو التاسعة عشر من ملكه (2مل25: 3-7، 2أى36: 11-20،إر39: 1-9، 52: 29). 3- المرحلة الثالثة: وفى السنة الثالثة والعشرين من حكم نبوخذنصر قام نبوزرادانبالمرحلة الثالثة من السبي (إر52: 30). *وبهذا يكون قد تم سبى يهوذا بالكامل. ونلاحظ أن السبي قد تم خلال ثلاثة وعشرين عامًا، وهى تقريبًا ثلث مدة السبي. وهذه مدة لا يستهان بها. *فإن تكلم باروخ عن سبى نبوزرادان لليهود في المرحلة الثالثة من السبى، فهي الحادثة حالًا، لأن السفر كتب في هذه السنة وهي الخامسة بعد إحراق أورشليم وسبى شعبها، وإن تكلمنا عن السبي بصفة عامة منذ أسر دانيال والشرفاء، فهي تكون في حدود الثلاثة والعشرين عامًا إلى وقت كتابة السفر. + فبذلك يكون باروخ قد تكلم في (با3: 10) عن بداية السبي منذ ثلاثة وعشرين عامًا، وفي (با1: 1-3: 8، 4: 11-25) عن السبي الحادث منذ فترة وجيزة. مراحل سبى يهوذاالمرحلة الأولى المرحلة الثانية تمرد صدقيا في السنة الثامنة من ملكه فوضعه نبوخذنصر ثمانية عشر شهرًا تحت الحصار وثغرة المدينة وأحرق أورشليم والهيكل وسبى أورشليم (إر39:52) المرحلة الثالثة فى السنة الثالثة والعشرين من حكم نبوخذنصر قام نبوزرادان بسبى البقية الباقية من سكان أورشليم (أر30:52) فى السنة الأولى من حكم نبوخذنصر هجم على يهوذا وأسر بعض الشرفاء من بينهم دانيال والثلاث فتية وبعضًا من أواني المذبح وهذا ما يعلل وجودهم في السنة الثانية من حكمه أسرى في بابل فى السنة الرابعة من حكم نبوخذنصر أدخل يهوذا تحت الجزية (2 مل 1:24) فى السنة السابعة من حكم نبوخذنصر تمرد عليه ياهوياقيم فهجم عليه وأسره وأخذ بعضا من أنية المذبح وملك ابنه يهوياكين فى نفس السنة وبعد 100 يوم تمرد يهوباكين فهاجم نبوخذنصر مدينة أورشليم فأستسلم له يهوياكين والنسل الملكى وأخذهم أسرى مع بعضًا من الشعب وملك صدقيًا عمه بدلا منه (إر 25:52) يقول المعترض أن بيلشاصر هو ابن نبونيدس آخر ملوك تلك الفترة، وليس ابن نبوخذنصر. الـــــــرد:لا يوجد دليل إيجابي واحد يعتمد عليه المعترضون، أن بيلشاصر ليس ابن نبوخذنصر. ولكنه ذُكِرَ في سفر دانيال على أساس أنه ابنه، فيذكر: *" وَإِذْ كَانَ بَيْلْشَاصَّرُ يَذُوقُ الْخَمْرَ أَمَرَ بِإِحْضَارِ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ الَّتِي أَخْرَجَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ أَبُوهُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ لِيَشْرَبَ بِهَا الْمَلِكُ وَعُظَمَاؤُهُ وَزَوْجَاتُهُ وَسَرَارِيهِ."(دا5: 2). *وأيضًا: "يُوجَدُ فِي مَمْلَكَتِكَ رَجُلٌ فِيهِ رُوحُ الآلِهَةِ الْقُدُّوسِينَ وَفِي أَيَّامِ أَبِيكَ وُجِدَتْ فِيهِ نَيِّرَةٌ وَفِطْنَةٌ وَحِكْمَةٌ كَحِكْمَةِ الآلِهَةِ وَالْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ أَبُوكَ جَعَلَهُ كَبِيرَ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ وَالْكِلْدَانِيِّينَ وَالْمُنَجِّمِينَ.أبوكالملك" (دا5: 11). وأيضًا: "فأجاب الملك وقال لدانيال: أَأَنْتَ هُوَ دَانِيآلُ مِنْ بَنِي سَبْيِ يَهُوذَا الَّذِي جَلَبَهُ أَبِي الْمَلِكُ مِنْ يَهُوذَا؟" (دا5: 13). *وأيضًا: "أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ فَاللَّهُ الْعَلِيُّ أَعْطَى أَبَاكَ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلَكُوتًا وَعَظَمَةً وَجَلاَلًا وَبَهَاءً." (دا5: 18). فهنا لقب ابنه ــ أي نبوخذنصر أبوه ــ ذكرت على لسان كل من: الملكة وبيلشاصر نفسه ودانيال. وإن كان العالم والعلم قد اكتشف الكثير من آثار مملكة بابل في خلال الخمس والسبعين سنة الماضية، فما زال يوجد الكثير الذي يحتاج إلى بحث وتنقيب. وسيظل كتابنا المقدس هو الصخرة التي تتحطم عليها كل شكوك، وعلوم، واقتراحات العلماء التي لا تتفق مع كتابنا المقدس. ونلاحظ أيضًا أن كلمة ابن تستخدم بمعناها الحرفي في الكتاب المقدس، كما تستخدم بمعنى حفيد مباشر أو غير مباشر مثل ما قيل عن: *يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم (مت1: 1)، مع العلم بأن بينهم أجيالًا كثيرة. *ويوشيا ولد يكنيا (مت1: 11)، مع العلم أن يكنيا حفيد يوشيا من يهوياقيم (ألياقيم) (1مل23: 34، 24: 6). *وأيضًا ما قيل عن أبيا بن رحبعام، أنه سار في جميع خطايا أبيه التي عملها قبله، ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه (1مل15: 3)، مع العلم أن داود جد رحبعام عن طريق سليمان. وهكذا... فبيلشاصر ابن ابنة نبوخذنصر من نبونيدس آخر ملوك تلك الفترة، فهو حفيده عن طريق أمه([64]). ولكن يوجد رأى آخر يقول بأن نبوخذنصر تبناه. فبيلشاصر هو ابن ابنته ـــ حفيده ـــ عن طريق أمه، أو ابنه بالتبني. وبذلك لا نجد أي تعارض بين سفر باروخ والتاريخ أيضًا... الاعتراض السادس:يعترض البعض بأن أسلوب الرسالة (با6: 1- 72)، ليس أسلوب إرميا. فأسلوبه في الرسالة شديد ولاذع في تهكمه، بينما أسلوبه في سفره ومراثيه أسلوب لطيف وذو مشاعر وأحاسيس رقيقة للغاية، حتى وصف إرميا بالنبي الباكى... الـــــــرد: + ولكن كيف لا يكون أسلوبه لاذعًا وشديدًا، وهو يرى أن هذه الأوثان هى السبب الأساسي والمباشر في خراب أورشليم؟! وإرميا في الأصحاح الرابع والأربعين يعاتب الشعب ويصرح لهم بقوله: "لِمَاذَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ شَرًّا عَظِيمًا ضِدَّ أَنْفُسِكُمْ لاِنْقِرَاضِكُمْ رِجَالًا وَنِسَاءً أَطْفَالًا وَرُضَّعًا مِنْ وَسَطِ يَهُوذَا وَلاَ تَبْقَى لَكُمْ بَقِيَّةٌ.لإِغَاظَتِي بِأَعْمَالِ أَيَادِيكُمْ إِذْ تُبَخِّرُونَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى فِي أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي أَتَيْتُمْ إِلَيْهَا لِتَتَغَرَّبُوا فِيهَا لِكَيْ تَنْقَرِضُوا وَتَصِيرُوا لَعْنَةً وَعَارًا بَيْنَ كُلِّ أُمَمِ الأَرْضِ... " ويكمل " [أَلَيْسَ الْبَخُورُ الَّذِي بَخَّرْتُمُوهُ فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَفِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ وَمُلُوكُكُمْ وَرُؤَسَاؤُكُمْ وَشَعْبُ الأَرْضِ هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الرَّبُّ وَصَعِدَ عَلَى قَلْبِهِ.وَلَمْ يَسْتَطِعِ الرَّبُّ أَنْ يَحْتَمِلَ بَعْدُ مِنْ أَجْلِ شَرِّ أَعْمَالِكُمْ مِنْ أَجْلِ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي فَعَلْتُمْ فَصَارَتْ أَرْضُكُمْ خَرِبَةً وَدَهَشًا وَلَعْنَةً بِلاَ سَاكِنٍ كَهَذَا الْيَوْمِ.مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ قَدْ بَخَّرْتُمْ وَأَخْطَأْتُمْ إِلَى الرَّبِّ وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ وَلَمْ تَسْلُكُوا فِي شَرِيعَتِهِ وَفَرَائِضِهِ وَشَهَادَاتِهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكُمْ قَدْ أَصَابَكُمْ هَذَا الشَّرُّ كَهَذَا الْيَوْمِ]." (إر44: 7،8،21 - 23). أليس هذا هو نفس أسلوبه في رسالته في الأصحاح العاشر: "الآلِهَةُ الَّتِي لَمْ تَصْنَعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ تَبِيدُ مِنَ الأَرْضِ وَمِنْ تَحْتِ هَذِهِ السَّمَاوَاتِ..." (إر10: 11). وأليس هذا هو النبي الذي كان يطلب منه الرب أن لا يصلى من أجلهم لكي يرحمهم (إر7: 16،11: 14، 14: 11). وهو هو بنفسه الذي يطلب من الله لكي يعاقبهم على معاملتهم السيئة معه (إر20: 12). ويلزم أن نوضح شيئًا هامًا. وهو أن أسلوب أي كاتب يرتبط بمجموعة عوامل مثل: 1- الدافع النفسي 2- البيئة المحيطة 3 - الخلفية الثقافية 4- الحالة الانفعالية والعاطفية. *ونلاحظ اختلاف الدافع النفسي في مراحل مختلفة في حياة إرميا، فهو في فترة كان ولدًا يتهرب من عبء النبوة (إر1: 6)، ثم شخصًا يدافع ويتشفع عن شعبه أمام الله (إر4: 19،8: 18 -9: 1،10: 19-25،13: 17، 14: 7-9، 17-22، 18: 20،32: 16-25... إلخ). *ونلاحظ التغير العظيم في الخلفية الثقافية المرتبطة بنمو عمره ومقدار معرفته. وبذلك لا يكون تنوع الأسلوب من أسباب الاعتراض التي يمكن الإرتكاز عليها، خاصة بأن مقارنة أفكار الرسالة في (با6: 1-72) مع رسالته في (إر10: 1-16)، تكشف عن تشابه بل تطابق في الفكرة وفي الدافع وفي كل الأحوال... الاعتراض السابع: + والبعض يعترض على رسالة إرميا لأنها ذَكَرَت مدة السبي بسبعة أجيال (با6: 2) معتبرين أن الجيل مدته أربعين سنة، مستنتجين ذلك من سفر العدد (عد32: 13)، وهو ما يتعارض مع إرميا حيث أنه ذكر مدة السبي بسبعين سنة (إر25: 12،29: 10)... الـــــــرد: + إن كلمة جيل اصطلاح لعدة معان منها:ـــ *جيل من الناس قصر أم طال في الزمن. فعند مقارنة (تك15: 13 مع 15: 16) ينتج أن مدة الجيل مئة عام، وعند مقارنة (عد14: 29-35 مع تث2: 14) ينتج أن مدة الجيل ستون عامًا، أما في سفر العدد (عد32: 13) فيذكر أن الجيل الذي خرج من أرض مصر (ويحسب هنا من ابن عشرين سنة فصاعدًا ــ قارن عد 32: 11 مع 13) ([65]) وأتاهه الرب في البرية أربعين سنة هو الذي فنى (وتدل هذه الآية على أن مدة الجيل هنا ليست أربعين سنة). *حلقة في سلسلة تعاقب الإنسان من جد مشترك (تك50: 23، خر20: 5 وتث23: 2). *فترة من الزمن غير محددة (تث32: 7، جا1: 4، لو1: 5). *عصر يعيش فيه الناس في وقت واحد (تك7: 1، خر1: 6، عد32: 13 وتث2: 13). *غالبية من الناس يتميزون بصفة معينة (تث32: 5). فمما سبق يتضح أن الجيل لا علاقة له بمدة أربعين سنة فقط. ولقد استعملت كلمة جيل لتدل على كَمٍ من السنين يتفاوت في القيمة، وقد ذكر ديوجينوس اليوناني أن مدرسة فيثاغورس عمرت تسعة عشر جيلًا ويقصد مائة وتسعين سنة ([66]). فالأجيال التي ذكرها إرميا في رسالته (با6: 2) يقصد بها عشر سنين لكل جيل أي مدة السبي سبعين سنة وبذلك يسقط الاعتراض على رسالة إرميا (با6: 1-72) أيضًا... + وهذه هى النبوة الخامسة في سفر باروخ، وقد تحققت عندما أعلن كورش ملك مادي وفارس عودة المسبيين إلى أوطانهم وعبادتهم. خاتمة نشكر الله الذي قاد هذه الدراسة، التي أوضحت أن السفر ذو مكانة واضحة، وقانونية ثابتة، وأن لغته الأصلية هي العبرية وليس اليونانية كما يظن البعض، وبه تعاليم إنجيلية هى من صلب وحدة الكتاب المقدس. فهو سفر تعليمي من الدرجة الأولى، إذ يعطينا فكرة عن كيفية التوبة والرجوع بكل القلب إلى الله، وكيف أن وصايا الله تصير الإنسان الجاهل حكيمًا. وليس ذلك فقط ولكنه سفر نبوى أيضًا حيث يذكر خمس نبوات في خلال ستة أصحاحات. ونأمل أن تكون هذه الدراسة، بدء سلسلة دراسات متتابعة من آباء الكنيسة ومعلميها، لكي تكمل الثمرة ويعم النفع. راجيًا ذكرى دائمًا في صلواتكم. ونطلب من رب المجد يسوع المسيح أن يفسح لنا المجال، ويهبنا النعمة حتى نتلذذ بكنوز أسفاره الإلهية، خاصة الأسفار القانونية الغير المتداولة على نطاق واسع، وهى عميقة في التعليم إلهية في المصدر. |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
مراجع تفسير سفر باروخ أولًا المراجع العربية:ـــ1- الكتاب المقدس: الترجمة العربية للآباء اليسوعيين، طبعة 1960م. 2- الكتاب المقدس: الترجمة العربية الحديثة للآباء اليسوعيين، طبعة 1991م. 3- الكتاب المقدس: ترجمة دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، طبعة العيد المئوى لدار الكتاب المقدس بمصر (بالشواهد)، 1986م. 4- الكتاب المقدس: الترجمة العربية الحديثة لدار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، طبعة أولى، سنة 1993م. 5- الأسفار القانونية المحذوفة، مكتبة المحبة، سنة 1989م. 6- الأسفار القانونية المحذوفة، مطبعة عين شمس الأثرية، سنة 1911م. https://st-takla.org/Gallery/var/albu...References.gif 7- الأسفار القانونية المحذوفة، كنيسة العذراء مريم محرم بك إسكندرية، سنة 1975م. 8- قاموس الكتاب المقدس. 9- فهرس الكتاب المقدس، د. جورج بوست. 10- أطلس الكتاب المقدس، هـ. هـ. روبى. 11- دائرة المعارف الكتابية، دار الثقافة، الطبعة الأولى. 12- سلسلة المعارف القبطية المبسطة (النبي الباكى وباروخ تلميذه)، مطرانية بنى سويف والبهنسا. 13- مجلة مرقس الأعداد من 327 إلى 339 عدا عددى رقم 334،335 لسنتى 1991، 1992م. 14- مجموعة الشرع الكنسي، الأرشيمندريت حنانيا إلياس كساب. 15- مدخل إلى العهد القديم، د. وهيب جورجى. 16- مدخل إلى الأسفار القانونية الثانية، القس مرقوريوس الأنبا بيشوى. 17- مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب، الأنبا إسيذورس. 18- كنيسة الأمجاد، جزء أول، أرشيدياكون نجيب جرجس. ثانيًا: المراجع الإنجليزية:ـــ1- Brenton ,The Septuagint With Apocrypha , Greek andEnglish. 2- The Complete Parallel Bible With The Apocryphal / Deuterocanonnical Books , New York Oxford , Oxford Univeristy Bress. 3- Rubert H. Pfeiffer , History Of New Testament Times With On Introductien To The Apocrypha / Harper & Brotheis Publishers , New York , 1949. 4- Ed. by R.E.Brown & J. A. Fitzmyer , The New Jerome Biblical Commentary. 5- R.H. Charles , The Apocrypha And Pseudepigrapha Of The Old Testament , Vo.I , Oxford. 6- P. P. Saydon , Baruch. 7- James Orr , The International Standard Bible Encyclopeadia , Vo. III , Reprint 1986. |
رد: شرح الكتاب المقدس - الراهب القمص يوأنس الأنبا بولا
حواشي تفسير سفر باروخ [1]ـ عن دائرة المعارف الكتابية. [2] ـ سنتعرض لهذا الرسالة عند دراستنا لسفر باروخ [3] ـ دار المعارف الكتابية. [4] ـ أي سنة 581 ق.م. [5] ـ سلسلة المعارف القبطية المبسطة. [6] ـ اقتبسها (Rubert H. Pfeiffer) History of new testament times عن المدراش: رابى أد كانت 5:5 [7] ـ اقتبسها [Rubert H. Pfeiffer] عن سرد مقارن لحياة إرميا وباروخ [8] ـ في الربع الأخير من القرن الأول الميلادى كان منتشرًا بالعبرية بين يهود الشتات، وترجم إلى اليونانية والأرامية، واستخدم في تقليد اليهود وصلواتهم في مواضع كثيرة حتى القرن الرابع الميلادى. ويذكر كتاب المراسيم الرسولية (A post. Constlt. V. 3:20) -من تسجيلات القرن الرابع الميلادى- وكتاب الدسقولية (للدكتور: وليم سليمان قلادة ص. 344) القبطية والعربية - أن يهود شمال سوريا " إلى هذه الساعة يجتمعون مع بعضهم البعض في العاشر من الشهر قوربياس -أحد الشهور اليونانية، ويقابل شهر كسلو العبري وكيهك القبطي- ويقرأون باروخ هذا الذي كتب فيه " إن هو إلهنا ولا يعد معه أخر. أوجد طريق المعرفة وأراها ليعقوب فتاه وإسرائيل حبيبه، وبعد هذا ظهر على الأرض واشترك في المشي مع الناس. (يا 3: 35 - 37). [9] ـ مجلة مرقس العدد 327 لسنة 34، أكتوبر 1991 م. [10] ـ لقد أثبتت الدراسات الأدبية الحديثة، أن الأسلوب اليوناني المستعمل للنصف الأخير من سفر إرميا هو هو بنفسه الموجود في نبوة باروخ. وهذا يقطع بأن المترجم لهما شخص واحد. وربما يكون أسلوب باروخ النبي تأثر باسلوب معلمه إرميا النبي نتيجة تلمذته الطويلة له.، هو ورسالته إلى المسبين في بابل. [11] ـ مجموعة الشرع الكنسي. [12] ـ اقتبستها مجلة مرقس (1/ 92م) عن Athanasius: Ad. Arians f:53, II:49.. [13] ـ المرجع السابق عن Chrysostom: Ad. Marcion and Muncch, 3.. [14] ـ دائرة المعارف الكتابية [15] ـ مجموعة الشرع الكنسي [16] ـ مجموعة الشرع الكنسي [17] ـ كنيسة أمجاد [18] ـ مشكاة الطلاب [19] ـ مجلة مرقص نوفمبر 1991م [20] ـ المرجع السابق [21]ـ المرجع السابق [22] ـ مجلة مرقس فبراير 1992م. [23] ـ Rubert H. Pfeiffer + مجلة مرقس فبراير 1992م. [24]ـ Rubert H. Pfeiffer [25]ـ Rubert H. Pfeiffer [26]ـ Rubert H. Pfeiffer [27] ـ مجلة مرقس ابريل 1992م. [28] ـ المرجع السابق [29] ـ Rubert H. Pfeiffer [30] ـ Rubert H. Pfeiffer [31] ـ Rubert H. Pfeiffer [32] ـ Rubert H. Pfeiffer [33] ـ Rubert H. Pfeiffer [34] ـ Rubert H. Pfeiffer [35] ـ مجلة مرقس فبراير 1992م [36] ـ Rubert H. Pfeiffer [37] ـ Rubert H. Pfeiffer [38] ـ Rubert H. Pfeiffer [39] ـ اقتبستها مجلة مرقس يناير 1992م عن Martin Raymond, Syntactical Evidence of Semitic Sources of Greek Documents, 1974. [40] ـ اقتبستها مجلة مرقس يناير 1992م عن Herwell, R.R. The Principal Versiond of Baruch. [41] ـ لمزيد من التعبيرات العبرية في هذا القسم انظر (cf. Kneucker, Baruch. Pp. 77-79) [42] ـ Rubert H. Pfeiffer [43] ـ دائرة المعارف الكتابية [44] ـ دائرة المعارف الكتابية [45] ـ مدخل الكتاب المقدس الترجمة الحديثة للآباء اليسوعيين 1991م عن السفر [46] ـ سبق أن تكلمنا عنه في باروخ [47] ـ يكنيا هو ابن يهوياقيم الملك، وتولى الملك لمدة ثلاثة أشهر وعشرة أيام، واسمه يهوياكين (2مل24: 6،2أى36: 8،9)، ويلقب بيكنيا (أس2: 6وإر29: 2)، ويلقب أيضًا بكنياهو (إر22: 24و37: 1). [48] ـ قد يتساءل البعض كيف حضر يكنيا الملك وهو الأسير (السجين) الملكى؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول: إن الملك الأسير له حريات تختلف عن الأسير (السحين) العادي. وهذه الحريات يحددها الوضع السياسي والعلاقات الشخصية. فعلى سبيل المثال، كان مصرحًا لبولس الرسول أن يلتقى بمن يشاء (أع28: 30)، ويتحرك حيثما شاء (أع27: 3). وهاهم الأسرى من النسل الملكى يعين لهم الملك غذاءهم من مائدته، ويعلمهم لغة الكلدانيين (دا1: 4،5)، ويعطيهم أيضًا مناصب في الدولة لكي يقفوا أمامه (أنظر دا1: 20،2: 48،3: 12،30،5: 29 ونح1: 1، 11،2: 1 وأس2: 5،17، 7: 3،4،8: 2،15،10: 3). [49] ـ نهر سود هو أحد روافد نهر الفرات وربما يكون هو نهر أهوا(عز8: 15،21،31). راجع لغة السفر [50] ـ كان يطلق على رئيس الكهنة لقب الكاهن العظيم (2مل 22: 4، حج1: 1،زك3: 1،8) أو لقب كاهن (1مل4: 2، 2مل11: 9،12: 9، إر29: 25،26،29) أو بدون لقب (عز3: 2،5: 2). [51] ـ توجد عدة شخصيات باسم نبوخذنصر، منهم نبوخذنصر الأول (1150ق.م) ونبوخذنصر الثاني (604-568ق.م) وهو الموجود بالكتاب المقدس وقام بسى بابل وحرق أورشليم، وأحيانًا يُطلق عليه نبوخذناصر (إر27: 6) ونبوخذراصر (إر21: 2). ونبوخذنصر الثالث وهو نيد ــ ينتا ــ بل وقد أعطى لنفسه لقب نبوخذنصر الثالث واستقل بحكم بابل لأقل من عام في بداية حكم داريوس الأول ملك مادي وفارس،ويبدو أن بيلشاصر كان له أخ ثانٍ ــ بالإضافة إلى نبونيدس الثاني ــ اسمه نبوخذنصر لأن الثائرين ضد داريوس هستابيس كان لهم نفس الاسم، نبوخذنصر بن نبونيدس أو نبوخذنصر الرابع. ويذكر سفر يهوديت ملكًا لأشور باسم نبوخذنصر أيضًا. [52] ـ بالقداس الباسيلي وهى الأوشية الأولى من الأواشي الثلاث الكبار. [53] ـ وتصلى أيضًا في ليتورجية العماد. وليتورجيات اللقان في أعياد الغطاس، خميس العهد، والرسل. [54] ـ وتصلى أيضًا في سر مسحة المرضى. [55] ـ كثيرًا ما نجد اعترافًا جماعيًا في العهد القديم مثل أيام صموئيل (1صم7: 3،4) وإيليا النبي (1مل18: 37-39) وفي أيام يهوداع الكاهن (2مل11: 17،18) وفي أيام يوشيا الملك (2مل23: 1-25) وفي أيام إرميا (إر36: 9) وفي أيام عزرا (عز8: 21) وفي أيام نحميا (نح9: 1-37) وفي أيام يونان النبي (يون3: 8،9)......إلخ [56] ـ مالكم أنتم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل قائلين: الآباء أكلوا الحصرم وأسنان الأبناء ضرست (إر31: 29وحز18: 1-23). [57] ـ قارن على سبيل المثال مز 31،56،69 [58] ـ الخطية تصدر من الإنسان عن سهو، أما الإثم فعن عمد أو ضد المقدسات. وفي العهد القديم تختلف ذبيحة الإثم (لا5: 14-6: 7) عن ذبيحة الخطية التي كانت تختلف حسب مكانة المخطئ الاجتماعية إن كان كاهنًا، أم رئيسًا، أم الجماعة، أم فردًا من عامة الشعب (لا4: 1- 35). [59] ـ ومنها الصفة حاخام أي الحكيم. [60] ـ تستعمل كلمة عهد في الكتاب المقدس بمعنى: 1- ميثاق 2- وعد 3- الشريعة أو الناموس. [61] ـ R.H. Charles [62] ـ حسب الأجبية والقطمارس: تطأ الأفعى وملك الحيات تسحق الأسد والتنين. [63]ربما تكون خربت في الحرب التي دارت بين الفلسطينيين وإسرائيل أيام عالي الكاهن والتي مات فيها ولداه، وهو عندما سمع الخبر وقع عن الكرسي فانكسر عنقه فمات. وأُخذ تابوت العهد. ونلاحظ أنه عندما أرجع الفلسطينيون تابوت العهد لإسرائيل لم يرجع إلى شيلوه مرة أخرى (اُنظر 1صم4: 10،11 و6: 15،19 و7: 1 و2صم 6: 3-20). ومما يؤكد خرابها ما ذكر في المزمور (مز78: 60) وإرميا (إر26: 6،7: 12،14). [64] ـ دائرة المعارف I. S t. [65] ـ ولذلك نجد أن عمر هارون 123 سنة (عد 33: 38،39)، وعمر موسى 120 سنة (تث33: 7)، وعمر يشوع بن نون 110 سنة {عند نياحته} (يش24: 29)، وعمر كالب بن يفنه 85 سنة {عندما بدأ يحارب العناقيين بعد دخولهم أرض كنعان} (يش14: 25 قارن أيضًا 14: 7،10). [66] ـ كنيسة الأمجاد. |
الساعة الآن 01:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025