منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=283642)

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:26 PM

كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
القمص أثناسيوس فهمي جورج
تقديم

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...p-Benyamin.jpg
الأنبا بنيامين أسقف المنوفية
بسم الله القدوس
القديسة مريم المجدلية من الشخصيات الشاهدة على قوة عمل النعمة الإلهية في النفس إذ شفاها الرب من تأثير قوي الشر عليها لأنه أخرج منها سبعة شياطين وحينيئذ ملك الله على قلبها وفكرها وكل مشاعرها فتركت كل شيء وتبعت أمينة تستمع إلي عظاته وتري معجزاته بكل أنواعها من أشفية واخراج شياطين وقيامة موتي.. إلخ، ودخلت بذلك إلي دائرة ملكوت الله فذاقت حلاوة الحياة مع الله بعد أن ذاقت مرارة العبودية للشيطان بكل قسوتها حتى السكني فيها فاستعادت صورتها الإلهية، وإنفكت كل قيود نفسها وجسدها وروحها لتنطلق في رحلة روحية مع السيد المسيح حتى الصليب والجلجثة وحتي الدفن في القبر ثم عاينت القيامة المجيدة وصارت أول من شاهد الرب بعد قيامته المقدسة وأمسكت بقدميه وهي ساجدة له ورأت أثار المسمار في القدمين وأرسلها السيد لتكون اول شاهدة للقيامة والبشارة بالصعود قبل ان يتم حيث قال لها الرب: "اذهبي إلي أخوتي وقولي لهم إني أصعد إلي أبي وأبيكم والهي والهكم" (يو17:20).. لا شك أنك متعطش عزيزي القاريء إلي سيرة هذه القديسة وكيف تحولت إلي ملكوت الله بهذه الصورة النادرة؟! إنني بفرح أقدم لك هذا الكتيب الروحي الذي يحتوي على تأملات الآباء القديسين في هذه الشخصية الروحية النادرة في توبتها وعمقها الروحي وشهادتها لقيامة الرب للجميع حتى قيصر مستخدمة بيضة طائر كوسيلة إيضاح لفكرة طائر حي يخرج من بيضة مغلقة أشبه بالجماد (أي حي يخرج من ميت)، إذ خرج الرب حياً من القبر وهو مغلق كما يخرج الطائر حياً من البيضة المغلقة دون أن يفتح له أحد.. ومن هنا استخدمت الكنيسة بيضة النعام لكبر حجمها لتكون إعلاناً عن قيامة الرب في الكنيسة امام كل الحاضرين لأن القيامة هي حجر الزاوية في الإيمان المسيحي..
إنني أشكر الابن المبارك انطون فهمي ومن تعب معه في إعداد وتجميع وترجمة أجزاء كبيرة من أقوال الآباء عن هذه القديسة العظيمة مع كثير من التأملات الروحية النافعة حول نقاط كثيرة وهامة هي موضع أسئلة من كثيرين.
الرب قادر أن يستخدم هذا الكتيب لمنفعة الجميع ببركة القديسة مريم المجدلية وبصلوات قداسة البابا المعظم المكرم حبيب المسيح الأنبا شنوده الثالث حفظه الرب.
الأنبا بنيامين أسقف المنوفية
21مارس 1992 م. - 12 برمهات 1708 ش.
عشية أحد الابن الضال

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:27 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
كلمة شكر واجبة

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...p-Benyamin.jpg
الأنبا بنيامين أسقف المنوفية
نشكر الهنا الذي منه تكتمل كل حاجاتنا، الغني الحقيقي وحده محب البشر الصالح، اذ سمحت عنايته باعداد هذه الدراسة الآبائية عن القديسة مريم المجدلية، وكانت المفاجأة أن يكون يوم البداية، يوم تذكار نياحتها، دون أي ترتيب سابق..
وليسمح لي صاحب النيافة جزيل البركة الأنبا بنيامين أسقف كرسي المنوفية والنائب البابوي، أن أحني له رأسي اعزازاً وتقديراً، من أجل تشجيعه وصلواته فبالرغم من ضيق الوقت واعباء الخدمة والرعاية، يفسح صدره وقلمه للمراجعة، وكتابة مقدمة للكتاب بيد محبته الرسولية، ليحفظ الرب حياته بسلام وعدل في كنيسته المقدسة. يجعل الأبوة مثل الخراف فيبصر المستقيمون ويفرحون.
الرب الإله يجعل هذا العمل سبب بركة لكل من يقرأ بشفاعة والدة الإله القديسة مريم، وبصلوات قداسة البابا شنودة الثالث ولالهنا المجد والكرامة.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:27 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
مقدمة

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-George-01.jpg
أبونا القمص أثناسيوس فهمي جورج
يقول القديس ماراسحق السرياني "شهية جداً هي أخبار القديسين في مسامع الودعاء"
وغنية وشهية هي السيرة الحلوة التي للصديقة مريم المجدلية تلميذة المسيح، فمن ذا الذي لا يرغب في التمتع بأخبارها والخروج على آثار الغنم.. ليتمتع بالصحبة العلوية مع سحابة الشهود؟!
ومن ذا الذي لا يرغب في تسجيل اسمه معهم، لكي يسمع معهم: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت 34:25).
إننا نعيش في زمان يعاني من فتور المحبة بسبب كثرة الاثم، ولعل المطالعة على سيرة القديسة مريم المجدلية مشجع قوي للسائرين في طريق التوبة والجهاد الروحي، فتكون مرسومة عندنا صورة تدبير الله مع أولئك القديسين.
نضع هذه الكلمات التي لهذه السيرة العطرة، بين يدي الله الذي أحبنا وفدانا، والذي يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الآب، لأنه حي يعمل ويخلص، لتكون سبب بركة لكل من يقرأها بشفاعات مبوق القيامة ميخائيل رئيس السمائيين وبطلبات وصلوات القديسة مريم المجدلية وبركة جزيل البركة والغبطة البابا شنودة الثالث.. ولالهنا كل المجد والكرامة إلى الابد آمين.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:28 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
القديسة مريم المجدلية

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...ifixion-09.jpg
صورة يسوع المسيح المصلوب مع القديسة العذراء مريم، القديس يوحنا الحبيب، والقديسة مريم المجدلية
"الجمال الذائب والمحترق كالبخور أمام الله في عزلة بعيدة عن أعين الناس، صار أكثر صور التوبة تأثيراً من أجل تحريك النفس لتعيش سر التوبة المستمرة.. إن غزارة التوسلات وحرارة الدموغ الساخنة كانت للمسيحي موهبة تعاش وتختبر من أجل عشرة دائمة مع المسيح مخلصنا محب البشر الصالح".
مريم المجدلية كانت دائماً واحدة من أكثر القديسات معرفة وشيوعاً، ربما بسبب ذلك التحول الذي حدث في حياتها، بعد أن قيدتها رباطات الشياطين، فتبدلت من الاثم والحزن إلى الحرية والفرح.
و مريم المجدلية إمرأة كانت مع أم يسوع، شاركت التلاميذ والرسل الامتياز النادر والرائع، إمتياز الوجود مع الرب، هذه هي هويتها، التي رأي فيها الآباء، إنها تجمع جميع المريمات في شخصها.
عرفت بالمجدلية نسبة إلى مجدلة مكان ميلادها، كما أطلق على المسيح الناصري لنشأته في الناصرة.
لم يذكر الكتاب المقدس أي صلات عائلية لها، إذ أنها كانت حرة في أن تتبع السيد المسيح أينما ذهب، ويقول أحد الشارحين:
"أنا لا أشغل نفسي بالتسلسل الزمني للأحداث في تأملاتي، بل أبتهج كثيراً عندما أتكلم عن المجدلية وعما فعلته آنذاك، وكلما أتأمل في سيرتها اتفكر في يسوع وفي أمه العذراء الدائمة البتولية".
وبدئاً من الأحداث الإنجيلية للقديسة مريم المجدلية، نقول أنها عاشت حياة تكريس للرب، لذلك نحتفل بتذكارها في الليتورجيا وفي احتفالات عيد القيامة، ومدحها الآباء الاولون أغسطينوس وجيروم وأغريغوريوس الكبير، وكذا ألهمت أيقونتها البديعة أنفس الكثيرين في صلواتهم وتاملاتهم عنها، وسجل الإنجيل والتاريخ وصلوات الكنيسة لقاءها بالرب يسوع القائم في بستان القيامة، حيث أبدع المتأملون والشارحون في وصف هذه اللحظات المباركة.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:29 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
مريم المجدلية في الكتاب المقدس

ذكرت مريم المجدلية في الكتاب المقدس أربعة عشرة مرة، في ثماني مرات منها ذكرت متصلة بأسماء النساء اللواتي كن يخدمن السيد المسيح، وكانت دائماً تذكر في الصدارة بين الخادمات اللواتي تبعن الرب وتتلمذن له.
وفي المرات الخمس التي ذكرت بمفردها كانت مرتبطة بصلب وقيامة رب المجد (مر 9:16، يو 1:20). وفي مرة واحدة ذكر اسمها بعد اسم العذراء والدة الإله وأختها مريم أم يعقوب ويوسي، لأنه لم يكن من اللائق أن يذكر إسمها قبل إسميهما (يو25:19).
ففي إنجيل معلمنا متي البشير:
* هي التي جاءت إلى القبر، عند فجر اول الاسبوع
(مت 1:28)

* لقاؤها مع الرب وبشارتها بالقيامة
(مت8:28)
وفي إنجيل معلمنا لوقا البشير:
- هي واحدة من النساء اللواتى تبعن يسوع، والتي أخرج منها سبعة شياطين.
- هي واحدة بين النساء اللواتى حملن معهن حنوطاً لدهان جسد الرب، وإنها كانت مع اللواتى قلن هذا للرسل: أي كرزن بقيامة الرب يسوع.
وفى إنجيل معلمنا مرقس البشير:
- هي التي كان يسوع قد أخرج منها سبعة شياطين.
- هي التي ظهر لها أولاً يسوع القائم من بين الأموات.
وفى إنجيل معلمنا يوحنا اللاهوتى البشير:
- وقفت مع أم يسوع عند الصليب.
- مقابلتها مع يسوع في بستان القيامة.
- كرازتها بالقيامة للرسل الأطهار.
وهنا تتضح لنا من كانت مريم المجدلية:
1- إمرأة شفاها المسيح من رباطات الشياطين.
2- تلميذة للرب وتابعة له.
3- موجودة عند قدمى المصلوب في الساعة الحرجة حيث يمتحن الحب بنيران الألم.
4- أول شاهدة للقيامة.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:30 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
مريم المجدلية ورباطات الشياطين

كانت المجدلية تنعم بوسط إجتماعى مرموق، إلا أنها عانت من سبعة شياطين جعلتها مرتاعة، بعد أن تحكمت في تصرفاتها، إلى أن جاء إليها الطبيب الحقيقي، فشملتها رحمة إلهنا الشافية المشفية من كل الأمراض والعلل والأسقام الروحية والجسدية، خلال أشعة محبته المعلنة في عطاياه الصالحة والتامة.
رآها السيد في عذابها وقيودها، التي أفقدتها سلامها الروحي والنفسى والعقلى، فشفاها طبيب مداوى يحمل أدوية الشفاء، زارعاً فيها النبتة السمائية، مريداً أن يقدم عمله بحب لأجل شفائها كصاحب سلطان إلهي، وبمقدرته التي لا تقاوم وسلطانه الذي ليس له مثيل سحق الشياطين بمجرد أنه أراد أن يكون الأمر كذلك.
إنه ينادى للمأسورين بالإطلاق ويرسل المنسحقين إلى الحرية، وهو الإله الرحوم نفسه الذي يحرر الجسد من الفساد ومن طغيان الشيطان، لذلك تصلى الكنيسة في أوشية المرضى من أجل المقبوض عليهم في عبودية مرة ومن أجل المعذبين من الأرواح النجسة لكي يعتقهم المسيح ويرحمهم.
لقد قابل السيد المسيح -الإله المتجسد- هذه الأرواح السبعة، وعتق المجدلية من عذاب شرها ونجاستها لأنه جاء ليحطم عمل الشيطان ويحل قواه ويسحق رأسه إلى الأبد، جاء ليحاكمهم، فمجرد وجوده عذاب للشياطين.
ويذكر لوقا الطبيب والبشير أن "السيد المسيح كان يسير في مدينة وقرية ويكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الإثنا عشر وبعض النساء كن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض، مريم التي خرج منها سبعة شياطين. ويوَّنا إمرأه خوزي وكيل هيرودس، وسوسنة وأخرى كثيرات كن يخدمنه من أموالهن (لوقا 8:1-3).

وهنا إشارة إلى أن المجدلية كانت أسوأ حالاً من الأخريات اللواتى شفين، لذلك ذكر أنه كان بها سبعة شياطين. أي تملك عليها العدو الشرير وحاصرها لكن الرب حصنها وشفاها، فحالما وقعت عليها عين المسيح الرحيمة أراحتها، وسمعت الصوت المفرح والأمر الإلهي لهذه الأرواح النجسة بالخروج، فوهبت النجاة من قوى إبليس.
وجدت الراحة والشفاء ونالت السكينة بعد أن كانت روحها المضطربة كرسى للشيطان، وتهيأت لتكون تلميذة للمسيح رب المجد، في صفاء قلب ونقاوة الاشتياق والأحاسيس والدوافع، وثقة التوقع، فصار السلام حبيباً لها وصديقاً، وصار قلبها مضجعاً للرب، بعد أن نالت راحة مطمئنة بدون ألم ولا قلق ولا تعب ولا خيال.
أقامها المسيح بعد أن ثقلت بالويلات، وللوقت سلكت حياة فاضلة بإرادة مقدسة مع الطبيب مصدر حياتها وسر شفائها وقداستها، وبعد أن كانت مغارة لصوص شيطانية، أضحت بيت صلاه، مقدمه نفسها لذاك الذي يعرفها، بعدما كشف هو ذاته لها بشفائها وتحريرها، فلم يعد شيء يقلقها أو فكر يشتتها، كونها صارت بالتمام في ملء النور، مثبتاً إياها بإرادته القادرة، وهي طائعة لإرادته الممجدة، تاركة كل العلل الرديئة. فمعرفة المسيح الحق هي التي تحرر (يو 3: 21)،وهي التي ثبتت مريم المجدلية في الحرية التي حررها المسيح بها (غلا 5: 1)، لتصير حريتها في المسيح، تعيش الحياة المقدسة معه، لأنه قدوس ويقدس، بار ويبرر.
تلك البركات التي تمتعت بها مريم المجدلية فصارت محبتها عاملة تفيض وفرة وغنى وغزارة وأمانة وجهاد مستمر، فهي الأنا الصغيرة التي لن تستريح إلا في الرب، ولا تعرف آخر سواه.
فلنرى عظم الآية التي صنعها يسوع مع المجدلية عندما هز طغيان الشيطان وحررها من شره وسحق رؤوس الحيات، إذ بعد أن كانت في بؤس ومهانة مملوكة للشيطان، ملك عليها المخلص، ، وبدلاً من سطوة الأرواح النجسة التي أفقدتها إتزانها وتعقلها، أنقذها الرب وقطع عنها قيودها وحررها من تلك الكائنات المرة والأثيمة، لأنه جاء ليطرد بسلطان، مطهراً الخليقة التي استخدمها عدو الخير مراكز عمل له، وكما سقطت أسوار أريحا بقوة الله، كذلك تحطمت مدن الشيطان وأسوار الشر التي تحارب المجدلية.
يالحنو الله القدوس الذي يدعو النجسين لينالوا المغفرة، ويالشرور الشياطين الموحشة التي أقلقت نفس المجدلية، فتحنن الرب عليها وصد عنها سطوة الشياطين القاسية التي وجدت لها مسكناً فيها كى تؤذيها، لكن الطبيب الحقيقي لم يسمح بعذابها وعبوديتها، فبالرغم من أن طبيعته واحدة إلا أنها تطلب كثرة، تطلب كثيرين ليكونوا موضع حبه وشفائه ومعطائيته.
وكل من يستعبد للخطية يفقد سلام فكره وجسده وروحه، ويخسر حياته الروحية ويفقد إتزانه وبنوته لله، إذ أن مخلصنا يريد أن يرفعنا جميعاً نحو حياة الشركة التامة معه في عشرة وعلاقة كيانية معه في المحبة وجمال العشرة والتوبة عن الأعمال الميتة إنها موهبة الفضائل ولغة القلب للقلب، لغة الحوار المباشر معه، والسلوك بلا عثرة في دعوة القداسة لنصل إلى ملء الإنسان الكامل.
فكثيرون مستعبدون للعالم (لأن كل آلهة الأمم شياطين) في قلق ومادية وإباحية، يعيشون سائرين في جبال العتمة، ولا علاج ولا شفاء إلا في توجيه القلب إلى المسيح الينبوع ليتحنن ويهب حياة وسلام ونصرة، فلا يكون للشيطان موضع فينا وسط تحديات هذا العصر، إذ، أن الحرية الحقيقية هي الحياة مع الله وغلبة الشيطان بالصليب، هي الوجود الدائم مع الله والحياة بواسطته، والحرية هي الدخول في اللانهائيات، لانهائية في الحب، لانهائية في الطاعة والتلمذة، لانهائية في الفرح والسلام. الحرية هي كمال الإستعباد للمسيح ربنا الذي حررنا وإشترانا. لذلك لا يتصور أحد أن نفسه قد إستنارت كلها مرة واحدة إستنارة كلية، فلا يزال يوجد قدر من الخطية في الداخل، يحتاج الإنسان إلى تعب وكد كثيرين على حسب النعمة المعطاة له، والتي تمتحن قصد الإنسان لترى هل يحفظ حريته وحبه نحو الله كاملاً، بحيث لا يتفاوض مع الشرير في أي شيء، بل يسلم نفسه كلية للنعمة؟ وبهذه الطريقة عندما تنجح النفس مرة بعد مرة، وهي لا تحزن النعمة في أي شيء ولا تسىء إليها في أي أمر، ينال الإنسان معونة متزايدة، والنعمة نفسها تجد مرعى لها في النفس وتضرب بجذورها إلى أعماق أعماقها، إذ توجد النفس مقبولة وموافقة للنعمة بعد تجارب كثيرة، إلى أن تتشبع النفس تماماً بالنعمة السماوية. وهكذا كانت مريم المجدلية بعد أن أخذت عطية السرور التي هي المسيح نفسه، الذي نزع عنها مسوح المرارة وأعطاها ثوب مفرح، بعد أن رأى كيف مسك بها الشيطان وقادها في طريقة الممتلىء بالعثرات. فتحنن عليها برحمته التي لا قياس لها ورأى بعين التحنن التي لصلاحه أن يكسر شموخ الشيطان وإفتخاره ويفضح غشه.
فكل الحكمة والفهم هما منه، وهو ينبوع كل بركة ومعرفة وكل خير يأتينا منه، فيه نصير حكماء مملوئين بالمواهب الروحية، ندوس التنانين والوحوش السامة، ونترك المهالك والطرقات الوعرة، لأنه هو قوتنا، به ننال النصرة، ومنه نأخذ السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو.
وبعد أن أخضعت الشياطين المجدلية لسيادتها وإستعبدتها لحسابها الخاص وصبت فيها خمر الإثم وتعاليم الشر، أتى المسيح وسكب فيها خمر الحياه وأعطاها التعليم الجديد ومنحها حرية مجد أولاد الله.
أعطاها عقلاً جديداً ونفساً جديدة وعيوناً جديدة وآذاناً جديدة، ولساناً جديداً روحانياً، حملها في ضعفها على منكبيه.
لتستقر فيه، فصار هو مكافأتها ومجدها، سندها ونصرتها، شبعها وكفايتها، صلاحها وقوتها، عزائها وشفائها ونسمات حياتها.
لذلك أحبت مريم المجدلية الرب من كل قلبها، وإجتهدت في أن تحيا في كل فضيلة وتمم كل وصية وتعيش كل تعليم بنقاوة وبلا لوم، بعد أن جحدت سيرتها الأولى الشريرة، وإستردت أوانى الفضة والذهب، وصارت بهية مضيئة بدلاً من السواد والعار، بعد أن حررها الرب وصالحها لنفسه من بعد العداوة.
فأوضحت له تلميذة تتذكره أكثر من النفس الذي تتنفسه وتتنسم نعمته وتثبت في وصاياه:
فهو رب وهي عبدة هو خالق وهي مخلوقة هو صانع وهي صنعة يديه سر الرب أن تكون باكورة من خلائقه (يع 1: 18) مسكناً له وعروساً طاهرة.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:32 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
مريم المجدلية تلميذة للمسيح

تركت المجدلية منزلها في مجدلة، وتبعت المسيح المخلص، الذي خلصها من السبعة أرواح وحررها من عبودية الشياطين وطرحهم خارجاً مسترداً إياها لتكون بيته وهيكله، فصارت مديونة له بكل حياتها، تتحد به لأنه كل الحق ورأس كل الخيرات، الذي لا تستطيع أن تفارقة تاركة الأمور السفلية، منطلقة نحو الأمور السمائية غير المنظورة.
قدمت له بإخلاص ذبيحة شكرها، بعد أن كانت في حوزة الشرير مبيعة تحت الخطية، فأنعم عليها بذاته لتسكن فيه بثبات، وبالإختصار إنتقل قلبها البشرى إلى السيرة السمائية بعد أن أضاء إفهامها محب البشر الصالح، وهو الذي يضىء الإفهام لتتقبل الحق الحقيقي الذي يداوى أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا.
وياله من تحول (من وإلى.. )، فبعد أن إحتلها الشيطان وحسبها بيته، ونهب كل طاقاتها لحساب مملكة الشر، سحب الرب منه مسكنه الذي إغتصبة، معلناً عملياً سلطانه الإلهي، وبدلاً من أمتعة إبليس وآنيته منحها بركاته الإلهية داعياً إياها لتكون إناء مقدساً وأمتعة مكرسة للسيد، تبعت يسوع من الجليل وكانت تخدمه (مت 55:27، مر 15:40)، تاركة كل ضروريات الحياة في محبة عظيمة فائقة وعجيبة للرب، عبرت فوق بحر الشهوات وتزينت بالبر والتقوى، فنالت معرفة الحق، مهمته فيما للرب مكرسة له النفس والجسد والروح، لها تمتع مستمر بالتبعية والإقتداء به كل حين مع باقى تلميذات الرب، ملازمة له لزوم الظل!! فكما كانت قريبة منه بالجسد تسمع كلامه الإلهي، كانت قريبة منه بالروح في تنفيذ الوصايا والتلمذة الحقيقية، يعمل معها ويسندها ويدخل بها إلى أسراره القلبية لتتعلم أسرار حبه العجيب وعنايته التي لا تفسر وحنانه غير المدرك وصلاحه الذي لا يحد وحبه الذي لا يستقصى وهي تجاهد بشوق لتحصل عليها، ولتظهر حياة تليق بعمل نعمته، إذ لم يعد لها سلطان على ذاتها لكنها على أتم إستعداد لخدمته.
والنعمة دائماً مستعدة وتطلب الذين يقبلونها ويتجاوبون معها، فعندما يجد سيدنا نفساً ساهرة عاملة ملتهبة حباً، يسكب عليها غناه بفيض وغزارة كل طلباتها.

إن النمو يتم بالتدريج من الطفولة حتى النضوج والكمال في المسيح، وتبعاً لذلك تتحطم تدريجياً حصون الأفكار الشريرة إلى أن تنهدم كلية (2 كو 4:10)، وهو ما سعت إليه مريم المجدلية بعد شفائها من سجن الظلمة.
قطعت كما بمنجل كل رباطات العالم، ونمت في محبة المسيح، الذي فتح أمامها باب الرجاء لتنعم بإمكانية تغيير شجرة حياتها، لتتغير أعمالها فتصبح أعمالاً صالحة لاتحمل ثمراً شريراً وتكون محبتها للرب الذي حررها وشفاها هي أصل صلاحها، الذى جعلها تتغير هي أولاً حتى تتغير أعمالها، لها إرادة في أن تدخر ما تحبه هناك في السماويات، حيث أرسلت أمتعتها مقدماً إلى حيث سيكون الرحيل.
فلم تقف المجدلية أمام قوة العمل الإلهي متفرجة، لكنها سلمت ذاتها بين يديه كسر خلاصها وحياتها ليعمل فيها بسلطانه تتحرر من العبودية وتأتى إلى الطفولة الروحية، تسلك في الطريق الملوكي الحقيقي والأعمال الحية لتنمو حتى تبلغ كمال الزمان، تتبع المسيح وتخدمه من أموالها، وهذه هي ذروة الفضيلة الكاملة الرسولية، أن تتبع المسيح وتتلمذ له وتخدمه متحررة من كل عائق لتعبر إلى الممالك السماوية معه، ليس لها شيء بجانبه، بعد أن هجرت كل ما أحبته سابقاً وأخلت نفسها عن كل ما إقتنته وبددت كل ما قد جمعته إذا لا يوجد لشيء ما قيمة أمام غنى ومحبة المخلص سر الحياة والخلاص.
أخذت لنفسها قوة المسيح فصار إبليس كلا شيء، هذا الذي كان في حرب بلا هوادة ضدها، الآن لا يقدر أن يقيم فيها عملاً من أعماله، لأنها قادرة أن تجاهد ببسالة ضده، تختار لنفسها الصلاح حتى يتحقق كمال الحياة، إذ صار المسيح قوتها وسلاحها لأنه أهلك العدو، فلا يصح لها أن تعبد هذا العدو إلى داخل نفسها في صلوات في دموع في سهر في تدقيق فهمت وأيقنت أن المسيح نورها الذي لا ظلمة فيه البتة فاستنارت حياتها بأشعة نوره وضيائه الإلهي، سالكة في النهار بثبات بعد جحدت الأعمال المخزية ورفضت الخطيةفصارت كل أعمالها في النور وصارت هي نوراً في نفسها، تعترف بقوة تقديسه وغفرانه، ليس بالكلام بل بالأعمال المثمرة والتوبة المستمرة ورفض طاغية نفسها الشرير الذي هو رئيس هذا العالم.
لا يمكن لمملكة الخطية والشيطان أن تعايش ملكوت الله، لذلك حالما ملك الرب على المجدلية، لم تتملك الخطية في جسدها المائت إذ إنها مسحت لتميت كل ما هو أرضى فيها لتثمر ثمار الروح ويصير الله فيها كما في بستان روحي ويملك بمفردة عليها، ويجلس فيها بقوة روحية، فهو يجلس حتى يصير كل أعدائه فينا موطئاً لقدميه، وكل الرئاسات والسلطات فينا تبطل.
وهكذا كل نفس تقية عاملة في الوقت الحاضر تدخل في صراع في حلبة سباق ليكون نصيبها على الدوام هو الجهاد بلا تراخى بل كمن في حلبة صراع، تنال بنعمة ومعونة إلهنا، التعزية العظيمة والقوة الحقيقية تلك المحبة والقوة التي جعلت مريم المجدلية تتجاوب مع عمل النعمة الإلهي وتسلك في الطريق الواحد والدرب الواحد، في ديناميكية الحب والتلمذة المستمرة بغير توقف، ملتصقة به بلا قيود، برباطات لا تنفك.
تبعت المسيح الطريق الحقيقي، تبعت الينبوع مصدر كل شيء، تبعت الأصل الذي فيه ومنه قوة النمو، تبعت النور الذي أنقذها من الظلمة.
وقد إحتلت المجدلية مكان الصدارة بين خادمات الرب، فلا توجد إمراة تعادلها في تكريسها سوى العذراء مريم والدة الاله، تسمعه بأذنيها تشاهده بعينيها تلمسه وتتعامل معه، مشتاقة إليه، مقدمة نفسها عروساً له بعد أن أظهر لها ذاته كحياة لنفسها ومخلصاً لها من الموت الروحي.
تبعته في الايام الحالكة الظلام أثناء المحاكمة أثناء المحاكمة بالرغم من نكران وخيانة كثيرين فصارت رمز الوفاء والامانة النادرة، بعد أن دخلت إلى هيكل نفسها، وفيه نظرت ذخيرة الحياة المخفية.. شاخصة إليه دائماً في داخلها متمركزة حوله في كل حين، ليشرق فيها بالحواس المضيئة والافكار النورانية، فتشتعل شوقاً ورغبة وإجتهاداً وتزداد رغداً وسعياً، تحمل ثمر الارادة والعزم، ترد للرب مقابل محبته التي نالتها.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:32 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
مريم المجدلية عند أقدام المصلوب

تبعت المجدلية ربنا يسوع المسيح، كل أيام حياته على الأرض، وكانت ممن تبعوه في رحلته الاخيرة من الجليل إلى أورشليم، لم تتركه في المحاكمة، ولاعند دار الولاية بلا خوف من تهديد الكهنة والفريسيين.
وفى حب نادر ووفاء فريد سارت في موكب المسيح المصلوب، حتى بلغت رابية الجلجثة حيث صلبوا السيد والملك ومجده الملوكى كان يشع من فوق خشبة الصليب:
كانت موجودة في منزل بيلاطس وسمعت رؤساء الكهنة يطلبون دمه الذكى الذي كان غالى الثمن في قلبها.
سمعت بيلاطس البنطى يحكم بموته على الصليب رغم أنه لم يجد فيه علة ولم يوجد في فمه غش.
بكت بمرارة عندما غادر الرب قصر بيلاطس وهزء به ولطم. رأته يقاد إلى هضبة الجلجثة حاملاً الصليب فصرخت وبكت.
ووقفت أقرب ما استطاعت (عند أقدام المصلوب)، ليت وجودها يواسى المسيح عندما يتجرع آلامه الفصحية.
بقلب متألم راقبته إلى المنتهى، فرأت رئيس الجند يطعنه بالحبة، شاهدة على فتح جنبه وميلاد الكنيسة (بماء المعمودية ودم الافخارستيا).
بأيدى حانية تلمست جراحات المصلوب عندما أنزلوه من على الخشبة العتيدة.

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...ifixion-09.jpg
صورة يسوع المسيح المصلوب مع القديسة العذراء مريم، القديس يوحنا الحبيب، والقديسة مريم المجدلية
ساعدت يوسف ونيقوديموس في إنزال الجسد المسحوق من على الصليب، وإعداده للدفن، ثم وضعه في المقبرة في البستان. وبحسب أمانة مريم المجدلية، ظلت إلى النهاية تخدم الرب بكل إجتهاد وجهد وسعى، حركتها محبتها نحو الرب لتنظر إله وحده برغبة كبيرة وأمانة كثيرة، فأخذت على عاتقها السير خلفه في موكب الصليب، وإمتلات نفسها بمكيال المحبة والطاعة للمتألم الذي لا يتألم، الذي أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة.
وفى وقفتها عند الصليب وجد ربنا يسوع المسيح ثماراً من هؤلاء الذين تعب لأجلهم وجال وسطهم يصنع خيراً، ناظراً إلى الواقفين عند الصليب، نظرة الوداد والمشاركة التي يستريح فيها المثيل إلى مثيله.
ووقفت المريمات عند أقدام المصلوب في لحظات الضيق والألم، ومعهم التلميذ الذي كان يسوع يحبه، ويالى هذه الأوقات التي تظهر القديسين.. فينما تجف الأوراق الصفراء من حرارة الشمس تزداد الأوراق الخضراء حيوية!!
بقيت المجدلية عند الصليب (مر 1: 40، مت 27: 55، يو 19: 25) على مستوى النظر والسمع والتلامس مع شخص المسيح المصلوب، بثقة مزيدة وحب ملتهب ووفاء نادر وجمال حب كالذهب الخالص الذي لا يصدأ ولا يتغير بل يشبه في ألوانه أشعة الشمس.
ووقفت تبكى ولا شيء أثمن من الدموع، لذلك قيل إننا سوف ندان بموجب العبرات التي نذرفها، وما أعمق التقوى المخلصة التي لمريم المجدلية، وهذا السر الذي كثيراً ما نجهله، ألا وهو التوبة بدموع وإنكسار القلب.
ووقف تنظر للذى لم يعرف خطية وصار خطية لاجلنا، وقفت متألمة عند صليب المسيح الذي إفتدنا من لعنة الناموس وصار لعنة لأجلنا، وبذل نفسه لاجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير وليقدم نفسه فدية لاجل الجميع.
ووقفت تحت أقدام المصلوب حيث الدم الإلهي يجرى متدفقاً، فتذوقت حلاوة التطهير وقوة الخلاص والغفران، أليست هي التي تذوب حباً في الحبيب المعلق على الصليب الذي حررها من ماضيها الملوث!!
ذاقت الوقوف بجوار الصليب، تستظل بستر جناحيه فأحست بالآم الرب وأناته من أجل البشرية، ورأت مقدار غفرانه ودمه الغزير الذي غسل به خطايانا الكثيرة.
أليست الجلجثة هي مذبح الكنيسة، والدم الذكي هو دم كأس العهد الجديد، الذي كل من يتناوله باستحقاق، يعطى الخلاص والغفران والحياة الأبدية.
لقد كتبت النعمة على قلب المجدلية القوانين الروحية، والأسرار السمائية على صفحات قلبها بالمشاركة والاتصال الشخصي المستمر بمن سبق واقتناها بعد أن شفاها وأعطاها حياة القلب المتجدد.
لم تكن من الذين اقتربوا منه بالجسد ووقفوا بعيداً بقلوبهم، فمن كان بالجسد أقرب إليه من أولئك الذين رفعوه على الصليب؟!من كان أكثر بعداً عنه مثل الذين جدفوا عليه..؟ ذات الأشخاص الذين كانوا قريبين منه، كانوا أيضاً بعيدين عنه، قريبين بأجسادهم بعيدين بقلوبهم.
لكن المجدلية وقفت عند الصليب الذي من قبله دخل الفرح إلى العالم، هناك تناجى الحبيب حياة نفسها وسعادة قلبها وكل طموحها، وهو معلقاً على الصليب يقطر دماً لأجل خلاصنا.
حملته مع يوسف ونيقوديموس، وهو الذي يحمل المسكونة كلها على كفه، انزلوا الذي علق على خشبة وهو الذي يعلق الأرض كلها على لا شيء، حملوا كنز الحياة الذي يحمل الكل فيه ويجمع الخليقة كلها في شخصه..
قبلته وأمسكت به ومسحت له دمه، الذي اقتنى به الكنيسة، وأسرعت إليه بالطيب وهو منبع كل الأطياب والعطور، والذي يجعل البحر كقدر عطارة.
لقد تبارى الفنانون في رسم أيقونة مريم المجدلية عند الصليب، ومنهم الفنان روبنس Rubens في قطعته الفنية "النزول من على الصليب" التي يصور فيها المجدلية ومريم زوجة كلوبا، يساعدان يوسف ونيقوديموس في إنزال جسد الرب من على الصليب، وإعداده للدفن ثم وضعه في القبر، إذ أنها كانت تجاه القبر وبقيت هكذا حتى أنزل يوسف الرامي الجسد المقدس. (مت 27: 61، مر 15: 47، لو 23: 55).

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:34 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
مريم المجدلية في بستان القيامة باكراً جداً

وكما كانت مريم المجدلية عند اقدام المصلوب حيث أكمل السيد خلاص البشر كحمل الله الحامل خطية العالم كله، كذلك كانت الاولى عند القبر، باكراً جداً، أي Early، وبينما كانت خيوط الفجر تنتشر فوق ربوع أورشليم، كانت هي تسير تجاه القبر خارج اسوار المدينة متفكرة من يدحرج لها الحجر.
أتت المجدلية في الفجر بعد أن تركت الظلام (ظلام السبعة شياطين)، اتت لتعاين النور، فكانت في محبتها آخر من ترك القبر وأول من رجع إليه، وهكذا تبدو الاولى بين التقيات، وكانت أول القائمين من أكفان موت الخطية المنطلقين بكل قوة إلى مجد الحياة العلوية وبهجة معاينة القيامة.
أتت في أول الأسبوع عند الفجر إلى القبر، في خاتمة سبوت العهد القديم في بداية العهد الجديد عهد القيامة، فلم تجد جسد الرب يسوع، وفيما عى محتاة وقف بها الملاكان: لماذا تطلبن الحى بين الاموات؟! ليس هو ههنا لكنه قام (لو 24: 1).
جاءت في أول الأسبوع باكراً والظلام باق، حرست حراسات الليل حتى نالت اول شعاع النور، فلم يهدأ لها بال ولم يغمض لها جفن، باتت تنتظر الفجر (منذ الليل روحي تبكر إليك يا إلهي)، أسرعت أكثر من الباقيات، وكانت أول من وطأت باب أورشليم، وكلها أمل أن تطيب جسد من أحبها وشفاها، فسمعته يناديها بإسمها ورأته حياً أمامها.

https://st-takla.org/Gallery/var/albu...g--WMNTOMB.jpg
عند فجر يوم الأحد جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. فوجدا القبر فارغاً وشاهدا ملاك الرب وكان منظره كالبرق وأخبرهم عن قيامة يسوع."
فلم يتراءى أحد عند القبر باكراً جداً والظلام باق إلا مريم المجدلية القديسة العجيبة، التي سعت يقودها الحب، تطلب تكريم من تحبه فوجدته ووجدها، لذلك كانت أول من أظهر لها المسيح قيامته، فالذين يأتون إليه مبكرين يجدونه (الذي يحبني.. أحبه وأظهر له ذاتي) (يو 14: 21)، كانت تطالب القبر أن يجيبها عن أين يكون الجسد، وتستعطفه ببكائها إذ أن ضعف طبيعتها ومشاعرها الساخنة سمرتها في الموضع.
ركضت نحو النعمة تفتش عن الإله غير المدرك، لتجعل عنده حضورها وإقامتها، جاءت بعد أن هجرت الظرم ليتحقق رجاؤها فيه، تلك التي كانت قبلاً مسكن للشياطين، أتت لتفتش وتنظر القبر فتأخذ الحياة من الموت، بعد أن رأت دمائه تسيل ثمناً لخلاصها.
ذهبت مبكرة وهي تقاوم الأحزان الشرسة والمخاوف المظلمة وسط الهروب والنكران فأظهر لها مجده كما أضاء بمجد حول الرعاة الساهرين ليلة ميلاده،لم تكن تستطيع النوم في هذه الليلة، لم تستطع النوم لان السيد في القبر، فكانت مكافأتها أن تكون أول الكل.
انحنت إلى القبر لان حبها كان هو الأعظم، في سعيها في تبكيرها في مشاعرها، تبحث عن الطريق الجديد والحياة الجديدة، بكل عواطفها بالتمام.. (قلت إنما الظلمة تغشاني، فالليل يضئ من حولي كالظلمة هكذا النور) (مز 139: 11).
طلبت من تحبه نفسها، طلبته فلما وجدته أمسكته ولم ترخه.. فطوبى للذي نسى حديث العالم بحديثه معك، لان منك تكتمل كل حاجاته، أنت هو أكله وشربه، أنت هو بيته ومسكن راحته، إليك يدخل في كل وقت ليستتر، أنت هو شمسه ونهاره.
فالمسيح بالنسبة لها الالفا والاوميجا، البداية والنهاية يملأ فكرها بالدرجة التي جعلتها لا تذكر اسمه (إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه).
تتكلم عن وضعه وأخذه وحمله (حملته، وضعته، آخذه)، لقد انحصر تفكيرها فيمن تحبه، لذلك تتكلم عنه مستخدمه ضمير الغائب، لأنه هو وهو وحده الحي في كل لحظة.. وكم يتضمن كلامها حب حزين تلميذه أمينة جريئة المحبة، جاءت بعد أيام المعاناة في المحاكمة والصلب، غير هيابة ولا عابئة بإرهاق الجسد، تنتحب كالندى الغزير، تترجى وتسأل.. فجلست في المكانة الأولى مع الذين نالوا الوعد، ممدوحة ومطوية لأنها رأت وسمعت وبشرت بقيامة الرب، كشاهد أول بقيامته اذ ان حواء كانت أول من سقط وأول من عاين القيامة وأخبر التلاميذ.
لم يعقها الظلام ولم يجحب عنها نور القيامة، بل قامت والظلام باق لتركض وراء يسوع، تسعى إليه فوجدته يسعى إليها، بكت على بعده عنها، فأخذته داخلها ونادت بالقيامة التي بدونها تكون كرازتنا باطلة.
واشتياق المجدلية هذا يمثل خبرة روحية وتدريب تقوى، يجدر بنا أن نعيشه.. إنها دعوة لنا لنفتش عنه أين هو، فنذهب إليه وعنده نصنع منزلاً، إنه فينا رجاء المجد، إنه معنا وفي داخلنا، علينا أن نسعى إليه مبكرين مواظبين، علينا أن ناخذه ونحمله في داخلنا، كلمة مذبوحة على المذبح جسده ودمه الكريمين، وكلمة مكتوبة في الكتاب المقدس رسالته إلى الخليقة، فيسكن فينا بغنى ويستريح داخلنا، فهذا هو أسمى وأقوى عمل في حياتنا بالاتحاد به ليكون هو الكل في الكل.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:37 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
حاملات الطيب

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...dalene-001.jpg
القديسة مريم المجدلية
قامت حاملات الطيب اللاتى كان من بينهم المجدلية بدور لم يقم به أحد، فقد إنطلقن والظلام باق ولم يبالين بالعقبات التي تنتظرهن، فاستحققن أن يتأهلن لرؤية الملاكين اللامعين الكارزين لهم بالقيامة.
وبينما شتت الموت التلاميذ وفرق مسيرة الحب ودروس المعلم، أشعل جلال موت المسيح المحبوب نار الجرأة في المجدلية بالعرفان بالفضل والجميل، ووسط المحنة والالآم، حملت الاطياب. كتعبير رائع وصامت عن توقيرها ووفائها الملكى..
أتت المجدلية بالحنوط بإرادتها الصالحة مقدمة الاطياب، بعد أن قدمت نفسها دفعة واحدة بطيب التوبة والتبعية التي دفعتها لتسارع وتبادر مسابقة للكل في الاتيان بالحنوط لتدهن الجسد الالهى، جاءت يملئ الحزن قلبها، فنالت أولى ثمار الصليب التي هي السلام والفرح وإمكانية الكرازة.
قدمت كل طاقاتها ومواهبها وإمكاناتها في تبكير لمن هو الاول في كل حياتها، تاركة طريق ظلمة العالم، إلى حيث الملائكة والبهجة السمائية التي لسر القيامة عند القبر الذي إنهزمت فيه ظلمة الموت وخرج منه نور القيامة وطريق الخلود للخليقة، لتكون في موكب نصرته وعلى رأسها فرح وإبتهاج أبدى.
ذهبت ومعها الطيب فصار نصيبها المسكن المعد بكل انواع الاطياب، الممتلئ بالندى المنعش والمكلل بالنباتات التي لا تذبل التي للحياة الأبدية،وبعد أن قدمت نفسها للرب، إستحقت بأن ينعم عليها بأن تكون موضعاً لراحته الحقة، واهباً إياها شرف الكرازة الاولى بقيامته.
أتت لتقدم الأشياء التي للروح والأشياء التي للجسد بإشتياق ودالة، كأعظم نذر بل وفوق كل النذور، مرتدية زينة الفضيلة الذهبية، بعد أن قدمت نفسها تلميذه وخادمة وسهرت عاملة بحرارة الحب، مقدمة الاطياب للرب القائم صائرة له مذبح غير دموى، يرسل رائحة حب عمبقة.
ليتنا نأتى إليه بتقدماتنا مع مريم المجدلية لئلا نظهر أمامه فارغين، نأتى إليه لا بالاطياب والحنوط ولا بظل المادة التي يمتلكها عبيد رئيس هذا العالم، بل نقدم أنفسنا التي هي أمام الله أثمن من كل الهدايا.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:38 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
لماذا تبكين؟

وقفت المجدلية أمام القبر الذي أشرق لنا منه الغفران شاخصة إلى المسيح شمس القيامة، ولسان حالها: كنت بالامس أتبعك واليوم أقوم معك، بالامس حزنت من أجل صلبوك واليوم أتزين ببهاء نور قيامتك، لقد خبرتك وبسلطانك حررتنى من عبودية مملكة الشيطان، واليوم في قيامتك تسحق الجحيم وتبيد الموت، فتتهلل أجناد الملائكة. (لماذا الطيب والنحيب، إن زمن البكاء قد إنقضى لا تبكين، بل بشرن بالقيامة للرسل) (الابصلمودية المقدسة).
كانت مريم واقفة عند القبر خارجاً تبكى (يو20: 11)، وعندئذ توقف البكاء وتبدد الحزن المريع وإنتهى الشك والخوف (لماذا تبكين؟)، لأنه اليوم الذي صنعه الرب، يوم فرح السمائيين، يوم أن تحرر آدم وعتقت حواء وغرتخت قوة الموت، يوم إمتد نبات القيامة في كل المسكونة لتصير فردوساً، بعد أن بطل الموت وتقررت القيامة.
(يا إمرأة لماذا تبكين؟) إنه نداء إستخدمه السيد المسيح في حديثه مع العذراء (يو2: 4)، وهو نداء مهذب شاع في فلسطين، لماذا تبكين؟، وهو ما توضحه التسبحة في كنيستنا (إن زمان البكاء قد إنقضى) ويلاحظ أن السيد المسيح يسأل المجدلية عن (من تطلب؟) وع إنها تطلب شيئاً (ماذا) وليس (من) ليردها إلى موضوع طلبها الذي ينبغى أن يكون شخص المسيح وليس جسده.
(من تطلبين؟) وهو ليس سؤال عن الجسد إنما هو سؤال عن الإيمان.. عندما كانت مريم تفتش عن الذي يفتش عليها وعن كل نفس جوعانة وعطشانة إليه لكي يشبعها ويسقيها من ماء الحياة مجاناً.

وقصة المجدلية تعلمنا أن الدموع التي تسكب لاجل المسيح لا تضيع فاعليتها، فنعمته وغنى عطاياه تحيط بنا جداً عندما نصر في طريق الالم.. ففيما كانت مريم تبكى منحها معرفة أسراره بواسطة الملائكة القديسين، لذلك رأت الملاكين بثياب بيضاء، وطلبوا منها أن لا تبكى لان هذا ليس زمان الموت ولا مناسبة القيامة ليست فهى مناسبة للحزن والتثقل بسلاسل الخوف.
ويخبرنا يوحنا الحبيب ان مريم المجدلية كانت بدون منازع أكثر حرارة في حبها من سائر النسوة اللائى خدمن الرب، هؤلاء النسوة اللواتى رأين القبر فارغاً، وفيما هن حائرات، عاتبهن الملاكان في عتاب ملائكى رقيق، كيف تتوقعن وجود الحى الغالب الموت في القبر.
نالت النسوة العطية الالهية التي هي تمتعهن بالسلام (لا تخافا أنتما)، فلا محل للخوف ولا مجال للبكاء.. فالمسيح المصلوب المخلص الذي تطلبن عبر فوق كل حدود الزمان، إذ أنه مصلوب وقائم، (إنكما تطلبان يسوع المصلوب! ليس هو ههنا لأنه قام كما قال، هلما إنظروا الموضع الذي كان الرب مضطجعاً فيه) (مت 28: 5).. لهذا عندما إنطلقتا وتقابلتا مع يسوع وقال لهما: لا تخافا، سجدتا له، وكان سجودهما أول عبادة بالروح قدمت للمسيح على الأرض وللوقت إنطلقت المجدلية تبشر آدم بالعودة إلى الفردوس، فرحة عقب معاينتها لآلامه وقيامته المقدسة. (آمين آمين آمين.. بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة.. ).
دار حوار بين المجدلية والملاكين، وهذه إشارة معتمدة إلى مركز المسيح الإلهي، وهو ما كان يجب أن تفهمه، ثم بعد ذلك تحدثت مع يسوع الذي لم تعرفه وظنته البستاني.. فحديثها مع الملائكة يؤكد تغير العلاقة بين المرأة والقوات السمائية، والحديث عن المرأة هنا هو إعادة لنداء آدم لحواء بعد الخلق مباشرة (تك 2: 23)، وفيه إشارة واضحة إلى تجديد الخليقة.
وفى هذا البستان بستان خلاص آدم الذي فيه مات موت الخطية، وعاد آدم وبنيه إلى الفردوس مرة أخرى، توهمت المجدلية أن المسيح القائم هو (البستانى)، ولم تعلم أن هذا البستاني كان يبذر في قلبها -كما في بستان خاص له- بذور حبة الخردل ودرساً في الإيمان.
لم تكن تعلم أنه البستاني الحقيقي، الذي فلح لنا الفردوس الجديد، عوض آدم الذي أفقدنا الفردوس الأول، ظنته البستاني وهو شجرة الحياة العديمة الموت، قابلته ولم تعرف فيه مجده وأنه آدم الثاني الرب من السماء.
وهناك أيقنت أنه البستاني والفلاح والزارع الإلهي والباني، الذي يطرح الملوك تيجانهم ويحنو رؤوسهم في بستان قبره وموضع إعلان القيامة والحياة.
وهى إن قدمت عملاً بسيطاً منم جهتها إلا أنه كل ما تملك وما أمكن لها فعله، لذا قدم لها الرب الحياة المقامة، عندما قالت (يا سيد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه) (يو20: 15).
تبحث عن المخلص وتريده، تبحث عنه كما بحثت من قبل عن خلاصها وشفاءها، فتسمر قلبها ورجلها وإمتلئت عيناها بالدموع، لذا إستحقت أن ترى مجد الله، بعد أن كفت عن أن ترى أي قيمة لايه قيمة سوى أن تجده.
(أخذوا سيدى) ربما ينفعنا قولها هذا عندما نأخذ الرب ونحجبه أو نضع ذواتنا عائقاً بيننا وبينه، ونقدم خبرة ميتة باهتة ونجعل ذواتنا هي المحور والبديل، مقدمين أنفسنا لا المسيح، فليكن هو السيد ونحن عبيده.
لقد قالت في عواطفها (أنا آخذه) أي تحمله بنفسها، عندما دار حديث بينها وبين الرب وهي لا تدرك أنه الرب، الذي سوف يكشف لها عن ذاته عندما يدعوها بإسمها، نادها يسوع (يا مريم) كما نادى لعازر، ونبه روحها فأبصرت نور القيامة وإفتتح بإسمها سجلات الخلود، ناداها بإسمها، فعرفت فيه صوت الله، ولما أرادت أن تأخذخ لنفسها أرسلها لتدعو آدم أولاً.
ناداها الرب القائم باسمها فعرفته وإنطلقت للبشارة بأنها رأت الرب، رأته فكان عليها أن تفرح لا أن تبكى وأن يدوم فرحها، تكلم نعها وسمعت صوته فقامت من موتها.
فالذين يتبعونه بكل قلوبهم طائعين وصاياه يعطيهم ميراثه السمائى ويقدم لهم بركاته الروحية ويصير لهو مخزناً لعطايا لا تنتهي،وقديستنا مريم المجدلية أتت إلى حجر الزاوية الكريم والمختار في رقاده القليل خلف حجارة القبر لتتمتع برؤية شجرة الحياة التي زرعت في الأرض، ومعاينة قيامة المسيح البستانى الالهى الذي قدم نفسه للاب باكورة من بين الراقدين، يجمع أول حصاده من المريمات والتلاميذ، ليرفعه على المذبح المقدس الناطق السمائى، رائحة بخور تدخل إلى عظمة الاب السمائى فهو قد تعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات (رو1: 3).
لكل هذا ناداها يا مريم وأظهر ذاته بندائه عليها لأنه يعرف خاصته المدعويين للحياة معه وتبعيته، ينادى كل من يريد ويسعى أن يأخذه، يقترب إلى كل من يفتش عن موضع يجده فيه.. إنه صوت الرب الذي ناداها به وهي تعرفه وتميزه جيداً.
وهذه هي خبرة القيامة لمريم المجدلية، أن ترى السيد وجهاً لوجه، أراد أن يكافئ محبتها له، فدعاها لان تتعرف عليه، عندما إستنارت وحدقت فيه بغير مانع ولا عائق، وعلى الفور فهمت وطرحت كل شكوكها، فقدمت له كل الكرامة.
خبرة عاشتها كل حياتها في حوار دائم -ديالوج dialogue- مع المخلص، حتى بعد موته، فكانت أول من أجرى معه حوار بعد قيامته، وناداها المعلم الالهى الحقيقي باسمها، هذا الذي ثرنا في فكره وغرس فينا قيامته بعد أن ابتلع من أجلنا كل مرارة الألم.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:39 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
لا تلمسيني

هناك شروحات وتأملات كثيرة علمها الآباء حول هذا القول: قال قال لها يسوع: لا تلمسينى، لان هيئته قد تغيرت وتغيرت وظيفته، وهو في لحظة عبور وليس إقامة (انى أصعد إلى ابى وأبيكم والهى وإلهكم) (يو20: 17).
فلا تزال المجدلية غارقة في الرؤية القديمة ولم تقتبل بعد الرؤية الجديدة، لم تعرف السيد حسبما يريد هو أن يستعلن لها، إنها لازالت تتطلع لسيد الامس.. ظنته بستانى، وحقيقة هو كذلك، إنه البستانى الحقيقي الذي إرتضى أن يشرب كأس خلاصنا، وهو الذي يزرع ويروى وينمى ويستثمر في بستان النفس حبة الخردل وكل ما يراه مثمرا ُ وإيجابياً.
قال لها لا تلمسينى، إذ كيف يلمسه البشر وهو بعد في لسماء، مريداً أن تتلامس معه على المستوى الروحي، لا أن تلمسه بالجسد بل تنتظر الروح القدس الذي سيرسله بعد صعوده الذي به نقدر ان نلمسه، لأنه من الآن سيعرف بالروح (كو5: 16).

أراد الرب أن تلمس حضوره بطريقة غير منظورة في الداخل، لا على مستوى المفاهيم الأرضية بحسب الجسد، لكي يرتفع عقلها إلى المعاينة السمائية، فهى لا تزال تبكيه إنساناً قد مات ورحل ولم يعد موجوداً في القبر بعد لم تعرفه كإله قائم من الأموات، إنها لا تزال تتخيله كما تشاهده بعينيها، لذلك قال لها لا تلمسينى) لانك تفترضين أننى لست أكثير مما أبدو لك، وتؤمنى بى حسب الشكل الجسدى المنظور بواسطة حواس الجسد.
لازالت تبكيه، بينما هو سيلقاها في الجليل، لذلك قال لها (لا تلمسينى) لكي لا تعيق أو تعطل بشرى القيامة للتلاميذ بسبب عاطفتها النسائية، وبسبب نظرتها له كجثمان يمكن أن يسرق، وكجسد يمكن أن يحمل وأن يوضع، لذلك قال لها: (لا تلمسينى)، لانها بحثت عن الميت بين الاموات لا عن الحى من بين الاموات، بحثت عن العالم لا عن الرب الاله.
(لا تلمسينى) لاننى في نظرك لم أصعد بعد إلى أبى.
لأننى في رأيك لا زلت على الأرض إنساناٌ، لأننى في مفهومك لا أزال أمامك بحسب الجسد، لكن وإن كنت عرفتنى إنساناً بحسب الجسد، إلا إننى إله، أنا في الآب والآب فى، أنا والآب واحد.
فإن كنت قد عرفت ذلك وأمنت وإنكشف عن عينى قلبك، تستطيعى أن تتلامسى معى على هذا المستوى الروحي واللاهوتى بروح القيامة، ومتى آمنت وعرفت وإستعلن لك هذا السر العظيم حينئذ أقول لك!! آمنى بما هو روحي وروحانى أي بالإيمان الحى الذي يجعلك تلمسينى عندما أصعد إلى أبى، لأنه طوبى للذين آمنوا ولم يروا.
لقد كان إختفاء السيد المسيح عن المجدلية بعد ظهور القيامة، لأن علاقته بها بعد القيامة لم تعد كما كانت عليه من قبل، فهى في حاجة إلى تغيير وإلى حياة جديدة في المسيح، حتى يلتصق الجديد بالجديد،وهذا هو السبب الذي جعل المجدلية لا تلمسه إلى أن صعد. ويقول القديس يعقوب السروجى: إنها أرادت أن تمسكه وأن تتعلق به، أي أنها تخيلت أنه يمكن لها أن تبقيه على الأرض، لهذا قال لها (لا تلمسينى)، فلا يزال حبها له على المستوى البشرى المحسوس، لذا أراد أن يرفع قلبها إلى السماويات، وأن يمتص حماسها وإندفاعها، فليس الوقت وقت إمساك وتعلق وإنما وقت فرح وبشارة.
فالمقصود بعدم اللمس، التدرج بمريم من الشك إلى الإيمان، ومن محاولة البحث عن جسد يسوع الميت إلى الإيمان بالحى من بين الأموات، فمركز الثقل في إثبات القيامة هو الخبرة الروحية التي تتكون عند الشهود، وهي خبرة الرسل والنسوة في إكتشاف القيامة التي لا تنفع فيها الخبرة الحسية واللمس.
لأن القيامة خبرة روحية لا تدخل إلينا عن طريق الحواس، وهذا ما طلبته المجدلية عندما كانت أسيرة المعرفة الحسية الأرضية الخاصة بالترابيين.
وترمز المجدلية إلى كنيسة الأمم التي لم تؤمن بالمسيح، إلا بعد صعوده وجلوسه عن يمين الآب، وهكذا شاء المسيح ان تؤمن به هذه الكنيسة وأن تلمسه روحياً وتؤمن أنه هو والآب واحد.
لقد قال لها (إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم) (يو 17:20) فهو أبيه (بالطبيعة) أنا والآب واحد. وهو أبونا(بالنعمة والتبنى) نعمة البنوة. إلهي: لأنه صار إنسان بإرادته واخذ بشريتنا وصار إنساناً مثلنا بتجسده.
إلهكم: لأننا عبيد إقتنانا لنفسه ونحن خلائقة والمسيح وسيط بيننا وبينه. فلم يقل (أبينا)، لأنه (أبى) بمعنى و(أبوكم) بمعنى آخر، لي بالطبيعة ولكم بالنعمة، (وإلهي وإلهكم) ولم يقل (إلهنا). هنا أيضاً هو (لى) بمعنى و(لكم) بمعنى آخر
وبالإختصار ربما قال لها المسيح (لا تلمسينى) أي لا تؤمنى بما يكون في عقلك من أفكار وخيالات، بل ليتجدد إيمانك وينطلق إلى ما هو أعلى، وكيف يمكن أن نفترض أن إيمان المجدلية بالمسيح كان صحيحاً وهي كانت لا تزال تقف عند القبر تبكى، كما لو كانت تطلب جثة؟ بينما هو ليس أقل من الآب بالمرة (مساوى للآب في الجوهر).

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:40 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
الكرازة بالقيامة

أنعم الرب القائم للمجدلية بأن تكرز برسالة الحياة لتلاميذه (إذهبى إلى إخوتى وقولى لهم) (يو 17:20)، فضاعف من تعويضها على إيمانها الحار، معلناً أن الذين يثابرون على خدمته ينالون المجازاة، فسارعت قديستنا إلى التلاميذ لتخبرهم أن الرب الذي مات قام من الأموات، وصار باكورة الراقدين.

تحدث باكورة الراقدين إلى المجدلية لتكون باكورة المبشرين بقيامته، ليضع حد لأحزانها وقادها لتنال الوعود وتمتلىء شيئاً فشيئاً بمعرفة القيامة، (أنا أحب الذين يحبوننى، والذين يبكرون إلى يجدوننى) (أم17:8)، فكانت سبب فرح للسامعين عندما نقلت أولاً خبر القيامة، فآمن به التلاميذ وعن طريقهم آمن كثيرون ليرتفع البناء فوق الأساس.
وكما أن المرأه الأولى حواء قد دينت لأنها سمعت لصوت الشيطان ومن خلالها كل النساء، هكذا مريم المجدلية ومن خلالها كل النساء سمعت كلمات مخلصنا وبشرت بالأخبار المحملة بالحياة الأبدية.
وها جنس المرأه قد ربح الإنفكاك من العقاب وإلغاء اللعنة، لأن الذي قال لها قديماً بالألم تلدين أولاداً ها هو يلتقى معهن في البستان، ويقول كلاماً آخر (سلاماً لكما)، وها المرأه قد إستعادت كرامتها، فبعد أن كرزت لآدم قديماً بالموت، كرزت للتلاميذ بالقيامة، وها إثم الجنس البشرى قد أزيل، وكما أعطت المرأة قديماً الموت للرجل، الآن من القبر أعلنت المرأة الحياة للبشر وراحت تكرز بكلمات معطى الحياة، تماماً كما أن إمرأة (حواء) ذكرت كلمات الحية الحاملة للموت، هكذا المجدلية أعلنت بشرى القيامة، بعد أن قبل المسيح القائم هديتها القلبية الرائعة، ورد لها الهدية بما هو أعظم، عندما أعطاها الإمتياز العالى فاتحاً أبواب محبته أمامها، مقيماً إياها أول مبشرة وشاهدة للقيامة.
فكانت مبشرة صهيون أول من قطف من ثمرة شجرة الحياة، وأعطى التلاميذ من ثمار القيامة، بعد أن إستؤمنت كأول من إستؤمن على رؤية الرب المقام وسماع كلماته الإلهية. ولأنها اشتهت تكريم الحبيب الميت وتطيب الجسد، استحقت حب الحي ونوال رائحة المسيح الذكية ببشارة القيامة، والإيمان الحي الذي كرزت به للرسل وحملته الكنيسة بالتتابع الرسولى، من الرسل إلى الآباء الرسوليين، إلى الآباء القديسين خلفائهم، من فم المسيح القائم للمجدلية ومن المجدلية للرسل ومن الرسل للكنيسة كلها.
لقد كرم الرب المجدلية وأعطاها شرفاً أبدياً لا ينزع منها، لتكون الأولى من الرجال والنساء التي ترى فرح قيامته وتتسلم خبر القيامة من شفتيه الإلهية التي تقطر نعمة ودسماً ومسرة،شاهدة عيان لمست بحواسها الخارجية وأدركت بحواسها الداخلية وسلمت هذه الشهادة للأجيال، ليتسلم كل جيل من سلفه بشرى القيامة.
فجاءت مريم وأخبرت التلاميذ في الحال ببشارتها للعالم أنها قد رأت الرب، وهكذا تبوأت المجدلية الصدارة في سجل البشارة كأول من رأى الرب قائماً من بين الأموات، وكأول مبشرة بالقيامة، تذيع خبر الحياة المباركة ويوم بداية الخليقة الجديدة والذي لا يشبهه أي يوم آخر.
وبالجملة يالجمال اللحظات الحاسمة في سيرة صاحبة هذه السيرة، التي هي بحق شخصية هامة في عالم الكرازة بالرب القائم، فهى أيقونة للتلمذة والحب النادر والخدمة الصادقة، كارزة بقوة وفاعلية ثمار القيامة، إنها اللحظات التي للحق الإلهي اللاهوتى، التي كانت مركز صلاه أحد الآباء الذي تشفع بالمجدلية قائلاً: ((أيتها القديسة المجدلية أتيت بدموع منهمرة إلى ينبوع المراحم والرأفات، المسيح إلهنا. من أين لي بكلمات أخبر بها عن حبك الملتهب وعشقك الذي به بحثت عنه باكية في القبر. فأظهر لك حلاوة وطهر محبته التي تمسح مرارة الدموع)).
وهى لا تزال مبشرة دائمة بقيامة محبوبنا القائم. تبشر بالقيامة وبانفتاح الفردوس الذي كان مغلقاً وعلى أبوابة الملائكة يحملون سيوفاً ذات لهيب متقلب.
ولكن قد يتبادر سؤال عما حدث للمجدلية بعد صعود الرب القائم؟!!

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:41 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
مريم المجدلية بعد صعود المسيح

لاشك أن مريم المجدلية كانت مع النسوة (أع 14:1) اللائى إجتمعن مع الرسل في العلية من أجل الصلاة والتضرع وإنتظار حلول الروح القدس المعزى، فنالت مواهب الروح القدس، وبشرت مع التلاميذ وردت نساء كثيرات إلى الإيمان بالمسيح.
وقيل في التقليد أن مريم المجدلية تبعت القديس يوحنا الحبيب إلى أفسس حيث تنيحت ودفنت في أحد الكهوف، وقيل أن رفاتها أخذت من هناك مع رفات التلميذ اللاهوتى الذي كان يسوع يحبه.
وأنها بقيت تمارس حياة التقوى والجهاد والشهادة في أورشليم بعد صعود الرب، وورد في كتاب الحياة الرسولية للقديسة مريم المجدلية.
De vita Apostolica Beatae Magdolenae ‚ PL 112 ‚ Cols · 1433-95
إن مريم المجدلية أبحرت من فلسطين إلى فرنسا، وعاشت حياة الصلاة والتكريس في أطراف مدينة Baune إلا أن رفاتها سرقت وتنقلت من مكان إلى آخر، وله كنيسة في شمال فرنسا تعتبر واحدة من أمجاد العمارة القوطية، وبنيت كنائس على إسمها في فيزلاى.
ويروى التقليد أن الرسل أقاموها شماسة لتعليم النساء وللمساعدة في تعميدهن، وقد نالها من اليهود تعييرات وإهانات كثيرة، وظلت قائمة بخدمة التلاميذ إلى أن تنيحت بسلام في 28 أبيب.
تلك هي القديسة مريم المجدلية التي عاشت في إيمان يتزايد على مدى عمرها كله، ينمو في ملء الطاعة والتسليم والتبعية والتلمذة الحقيقية في رجاء وجهاد ومحبة نحو الله العامل فينا وبنا، تقدم أعمالاً سمائية متلألئة، بتدبير داخلى مملوء حكمة،تسلك في جدة الحياه في الطريق الملوكى، تطلب ماهو فوق حيث المسيح جالس، مستترة مع المسيح في الله، وستظهر معه في المجد الأبدى.
تنيحت بسلام منتصرة في الأبدية، متوجة بزهور الحكمة، مكللة بنباتات الأبدية المشرقة التي لا تذبل مسبحة في خورس السمائيين، واقفة في حضرة الملك غير المبتدىء الأبدى حاملة لمصباح ذى أنوار، معلنة النعمة الجديدة التي للكنيسة المقامة مع كل أرواح الأبرار المكملين، تابعة للرب ومعه أينما يكون في معيته الإلهية حيث المجد الأبدى والملكوت العتيد، في المراعى الحقيقية التي إشتاقت إليها، حيث مجد إلهنا وحيث لا تقف أمامه خليقة صامتة.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:41 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
مكانة مريم المجدلية في كنيستنا القبطية

لقد لقبت مريم المجدلية بـ"رسولة الرسل"، فهي ليست قديسة محلية لأنها بشرت هؤلاء الذين فتنوا المسكونة وخرجت أصواتهم إلي أقصي الأرض.
وقد رتبت لها الكنيسة تذكاراً تعيد لها فيه 28 أبيب بحسب التقويم القبطي، وقد وضع تقليدنا الليتورجي القبطي ذكصولوجية (تمجيد) للمجدلية نقول فيها:

"من يستطيع أن ينال كرامة القديسة الهادئة الصديقة الغير دنسة مريم المجدلية، التي سبقت وتبعت المسيح ابن الله واخرج منها سبعة شياطين، خدمته والتلاميذ وقت آلامه وصلبه وموته المحيي، وسبقت وذهبت إلى القبر، فظهر لها المسيح وتكلم معها، عظيم هو السر الذي أؤتمنتي عليه أيتها المباركة الحقيقية مريم المجدلية، أطلبي من الرب عنا: يا أخت والدة الإله مريم المجدلية: ليغفر لنا خطايانا".
وتذهب الكنيسة كلها مع مريم المجدلية في ليلة القيامة لتقدم خدمة فجر الاحد وتتمتع بالإيمان الفصحي والمفرح.. ويقول الكاهن في قسمة عيد القيامة: (.. وظهر لمريم المجدلية وكلمها هكذا قائلاً: إعلمي إخوتي أن يذهبوا إلى الجليل هناك يرونني.. )
وتأتي سيرتها في cuna[arion سنكسار يوم 28 أبيب في مثل يوم نياحتها، تروي أنها تبعت المسيح وأخرج منها الشياطين، وإستمرت تخدمه وقت آلامه وصلبه وموته ودفنه وقيامته، وكرزت مع الرسل الاطهار.
وتضع الكنيسة في ترتيب قداسات الخماسين طلبة وصلاة لمغفرة الخطايا بصلوات البارين الرجلين الكاملين يوسف ونيقوديموس والقديسة مريم المجدلية.
ويقول دفنار الكنيسة في يوم 28 أبيب:
من يقدر أن يتكلم بعظم كرامة هذه القديسة مريم المجدلية التي سبقت في المشي خلف المسيح الهنا فأخرج منها السبعة شياطين ثم خدمته وحضرت وقت آلامه الطاهرة، ووقت صلبه عن جنس آدم وموته المحيي ووقت وضعه في القبر.
وهي التي بكرت إلى القبر المقدس وأبصرت الحجر مدحرجاً عن بابه والملاك جالساً عليه وصارت في خوف من هذا المنظر، وكانت مريم أم مخلصنا صحبتها في ذلك اليوم،فتكلم معها الملاك قائلاً: انظرن أنتن ولا تخفن أنا اعلم انكن تطلبن يسوع المسيح، ليس هو ههنا لكنه قام، عظيم هو بالحقيقة السر الذي أوئتمنت عليه أيتها المباركة القديسة مريم المجدلية، أخت القديسة مريم العذراء.
ويوجد شعر القديسة مريم المجدلية
في دير السيدة العذراء الشهير
بـ"الابهات السريان" ببرية شيهيت
يأتي إليه الملتمسون نوال البركة..
بركة القديسة الصديقة مريم المجدلية تكون معنا.
ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:42 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
صلاة المجدليات

https://st-takla.org/Gallery/var/resi...dalene-001.jpg
القديسة مريم المجدلية
لتمتلئ الكنيسة بمجدليات جدد لا ينشغلن الا بك يا رب، عندك الشفاء.. تجذبنا وراءك فنجري وفي إثر خطواتك نمشي، لاننا بدونك كلا شي، أبطل عنا قوة المعاند وجميع جنوده الرديئة، وإنقلنا إلي سيرة روحانية واعطنا روحانية وإعطنا وقتاً بهياً وسيرة بلا عيب ترضي إسمك العظيم القدوس.
وهب لنا أن نرضيك واسكب علينا من بهائك، لنقجم لك يا رب ذبيحة الحب، إنقذ عقولنا من الاعمال والشهوات العالمية إلى تذكار أحكامك السمائية.
ساعدنا لنكون على رابية الجلجثة (المذبح) لنغتسل من ينابيع دمك المتدفق الواهب الحياة، الذي يطهر من كل خطية.. ولنذهب مع المجدلية حاملين الاطياب (عذابات الشهداء وفضائل الصديقين)، فنري قوة مجد قيامتك حيث البيعة المقدسة الرسولية كنيستنا الخالدة التي لا خلاص لاحد خارجها.
ولسان حالنا في كل خدمة وفي كل ممارسة روحية، يا سيد نريد أن نري يسوع (اين وضعته)، نريد أن نأخذ يسوع (وانا آخذه) إقتننا لك يا الله مخلصنا لاننا لا نعرف آخر سواك.
حولت نوحنا إلى فرح ومنطقتنا بالسرور، فلا تدع شيئاً يعيق طاعتنا لدعوتك. عند قدميك نوجد فتباركنا فلا نسعي سعياً زائفاً، وفي بستانك الذي زرعت فيه شجرة الحياة نسكن فنحيا ونتفرس في جمال جلالك.
لك المجد والكرامة والعزة والتقديس
مع ابيك الصالح وروحك القدوس من الآن والي الابد
آمين

Mary Naeem 23 - 05 - 2014 05:43 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
المراجع


* لماذا في أحداث القيامة نيافة الانبا بنيامين أسقف كرسي المنوفية
* شهود القيامة نيافة الانبا موسي أسقف الشباب
* Benedicta Ward, Horlots of the Desert.
* Vallentin Hawtrey, The Life of St Mary Magdalene

Ƒ̐ὰ̗đƴ 23 - 05 - 2014 05:45 PM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
مشاركة جميلة
ربنا يباركك

Mary Naeem 24 - 05 - 2014 07:55 AM

رد: كتاب مريم المجدلية، قديسة القيامة
 
شكرا على المرور


الساعة الآن 08:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025