منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم البابا كيرلس السادس البطريرك رقم 116 (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116 (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=2825)

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 05:14 AM

موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116
 
موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس
بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116


http://forum.iraqchurch.com/imguploa...e5f503fe61.JPG




بقلم:

حنا يوسف عطا - شقيق قداسة البابا كيرلس


والقس رافائيل أفامينا (الشماس روفائيل صبحى) - الشماس الخاص لقداسته

إهداء

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين
إهــــــــداء

إلى أبناء المغبوط مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس:
أطفالاً وشباناً وشيوخاً رجالاً ونساء اكليروس وعلمانيين وكل محبيه، والذين تذوقوا بركات السماء،ومنحهم الله نعمة بقوة ابتهالاته وتضرعاته التى رفعها إلى عرش النعمة وشع عليهم نور الرضا والسعادة.

فكرت كثيراً قبل أن أكتب قصة حياة رجل الله التقى المجاهد الصابر الثابت على الرجاء، وإذ تيقنت كل شئ من الأول بتدقيق رأيت أن أكتب إليكم لتعرفوا صحةالكلام، تخليداً لذكراه الطاهرة وعزاء لقلوبنا، وشجعنى على هذا العمل الابن الوفى والحبيب حقاً الذى تربى فى حضن أبيه منذ كان شماساً بدير مارمينا بمصرالقديمة، يرعاه أبونا القمص مينا البراموسى المتوحد حتى المرحلة الجامعية حتى صار شماساً خاصاً للبابا المعظم الأنبا كيرلس السادس، خمس سنين أعقبها دخولهدير مارمينا بمريوط راهباً باسم القس رافائيل. تغذى بالروحيات وتأهل فى النعمة ، ونال بركة رضاه حتى صار حقاً اليشع تلميذ ايليا، إذ حرص أن يسجل لنفسهمذكرات عظيمة الشأن لم يبخل بها على أبناء البابا كيرلس السادس ، بل شاء أن ينشر فضائله وروائح جهاده ليفوح عبيرها ويتنسمه الجميع بركة ونعمة يذكرهاالسلف للخلف.

وقد رأيت أن تكون هذه القصة - قصة حياة البابا كيرلس منذ نشأته حتى ارتقائه السدة المرقسية- جزء من الكتاب الذى عزم على طبعه الابن المبارك القسرافائيل مسجلاً فيه أحلى وأسعد الأيام التى خدم فيها تحت رعايته، لتعم الفائدة ، ويتجلى نور حياته أمام الجميع ليمجدوا الله إلهنا، نسأل أن يعطيه الله مجداً مؤثلاًفى أحضان الأبرار والقديسين، وأن ينفعنا ببركة ابتهالاته التى يقدمها عنا فى الكنيسة المنتصرة أمام عرش النعمة، نوراً وهدى يملأ قلوبنا عزاء ورجاء.

حنا يوسف عطا
شقيق قداسة البابا


إهداء القس رافائيل أفامينا

أبى ...
سيدى ...
إلى روحك المتهللة فى السماء مع شفيعك مارمينا.
إلى روحك المصلية كل حين تشفع فى أبناء مارمرقس فى مصر والسودان وأثيوبيا وسائر أفريقيا والمهجر.
يا من تلذذت نفسى بالحياة معه راهباً ثم بطريركاً.
يا من تلذذت نفسى بالوقوف أمامك على مذبح الله الذى لم تفارقه يوماً من أيام حياتك إلا لمرضك.
يا من رحلت عنى ، ولكن لم تتركنى إلا فى رحاب حبيبنا مارمينا.
إلى روحك أقدم هذه الكلمات ...
أقدمها إلى شعبك الذى أحبك لعظم فضائلك وتواضعك.
إلى شعبك المتعطش أن يعرف كل شئ عن باباه كيرلس ...
إلى محبى الفضيلة أقدم مثلاً للفضيلة ...

إلى محبى القداسة أقدم مثلاً لعزاء الله لقديسيه.
اذكرنى أمام الفادى لكى أكون مستحقاً أن أتنعم بلقياك فى سماء مجدك.

القس رافائيل أفامينا
(الشماس روفائيل صبحى)
الشماس الخاص للبابا كيرلس


Magdy Monir 13 - 05 - 2012 05:16 AM


http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...ULBkd8a7YS3mnw



الجزء الأول:
من الطفولة إلى الرسامة (من عام 1902م إلى عام 1959م)

بقلم: حنا يوسف عطا - شقيق قداسة الباب


المدرسة الأولى

ينتمى البابا إلى عائلة زيكى التى نزحت من الزوك الغربية فى صعيد مصر فى أواخر عهد المماليك، إلى بلدة طوخ النصارى بالمنوفية . وكان والداه "يوسف"شماساً مشهوداً له بحسن السيرة وجمال الصوت والخط. وكان يحلو له أن يقضى وقت فراغه فى رحاب البيعة ، ليعلم الشمامسة الصغار الألحان والكتابة والحساب،أو يقوم بنسخ الكتب بخطه الجميل.. وكان متمسكاً بتعاليم الكنيسة مواظباً على الصلاة حريصاً على الأصوام. والمتعة العائلية سهرة يلتف فيها الأبناء حول والدهميقرأ لهم فى الكتاب المقدس ويقص عليهم سير القديسين. والأم مثالية فى معاملة أبنائها حريصة على أن تؤلف فى قلوبهم وتنمى محبتهم لبعض. وقلما تعاقبأحدهم. وكانت سير القديسين حلوة فى أفواههم ، وصورهم التى تملأ أركان البيت ، ماثلة أمام عيونهم ، فيقدسونهم ويحفظون مواعيد أعيادهم ويحتفلون بها ، إمابكنائسهم أو بالمنزل. ويحرصون على زيارة كنيسة العذراء ببلدتهم طوخ النصارى فى 21 بؤونة من كل سنة ، وبكنيستها ببلدى العطف بالبحيرة فى 15 مسرىوكذا عيد الشهيد العظيم مارجرجس. أما عيد الشهيد مارمينا العجايبى فكان له أثر عميق فى نفوسهم وأحب الأعياد إلى قلب عازر. يذهبون سنوياً لبلدة أبيارغربية فى عيده، ويمكثون بالدير أسبوعياً. وقد انطبعت هذه الأمور على قلب عازر، وتركت أحسن الأثر فى نفسه.

عمل الوالد لدى أحد كبار الملاك وكيلاً عاماً لجميع أعماله بالغربية والمنوفية والبحيرة ، وازدهرت على يديه تجارة هذا الرجل وفلاحته، فأحبه وأجله.
وأستقر فى مدينة دمنهور، وأنجب ثلاثة أبناء : حنا ثم عازر (البابا كيرلس السادس) فى 2 أغسطس سنة 1902، وميخائيل (القمص ميخائيل). وجعل من بيتهمحطة رحال الكثيرين خاصة الرهبان الذين كان يطيب لهم الإقامة به لما يلاقون من كرم الوفادة.

إنه من نصيبنا
كان من بين المترددين شيخ متقدم فى الأيام ، كلت عيناه كبر سنه، يدعى القمص تادرس البراموسى، وكان يطوف البلاد مع قائد له يدعى ساويرس ليجمع عوائدالدير السنوية ممن اعتادوا ان يقدموها. وكان عازر وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره يأنس بهذا الراهب، ويرتاح لبهاء طلعته وجمال لحيته البضاء، ويمضى كلأوقاته يمرح بجواره. وفى ليلة نام على ركبتيه فجاءت والدته تعتذر للراهب ، وتحمل الصبى عنه فقال لها دعيه لأنه من نصيبنا. وقد كان ، فصار عازر حقاً منيومها من نصيبهم، فكان لا يحلو له أن يلبس بدلة جديدة إلا إذا لبس فوقها مريلة من القماش الأسود اللامع، مثل التى يلبسها أبونا تادرس. وقد أحزن هذا الإصرارالشديد والديه فى بادئ الأمر ، ولكنهما سلما فى النهاية بالأمر الواقع.

نعم لقد صار من نصيبهم. أذكر أن عازر كان يحتج على والديه عندما يرى المائدة ممدودة وعليها عديد من أنواع الطعام. كان يقول: لماذا نأكل نحن هذه الأطعمة،والآخرون يأكلون الخبز الجاف؟ . وحدث فى يوم رفاع الصوم الكبير ، أن ازدحمت المائدة بأطايب الطعام ، فثار عازر وقال لأمه أمام أبيه: "إننا نأكل كل يوم منهذا الطعام الفاخر ، وبجوارنا عائلة "الكردى" (رجل تركى أقعده الكبر يعيش عيشة الكفاف مع عائلته) فقيرة محتاجة، ألا يحسن إهداء هذا الطعام لهم من أجلالمسيح الذى سنصوم له باكراً، ونكتفى نحن بوجبة متواضعة". انشرح قلب والديه لهذا الشعور النبيل. وعندما ذهبوا إلى عائلة الكردى بالطعام ، استقبلتهم بالدهشةوالاستفسار، ولما علموا أن صاحب هذه الفكرة هو عازر قبلوه ودعوا له.

نعم لقد صار من نصيبهم: كان بالبلدة كتاب لفقيه ظريف يدعى الشيخ أحمد علوش، زار عائلة عاززر، واقترح على والده أن يرسله أثناء عطلة الدراسة للكتاب.فوافق والده على ذلك ، وواظب عازر على الكتاب، ووجد فيه متعة جميلة، إذ اقترح الفقيه عليه يوماً أن يحضر معه "إنجيلاً" ليدرس فيه، فأعطاه أبوه إنجيل يوحنامكتوباً بحروف كبيرة. وكم دهش الجميع فقد حفظ عازر والفقيه إنجيل يوحنا.

***

انتقلت أسرة عازر إلى الإسكندرية حيث عمل والده وكيلاً لدائرة "أحمد يحيى باشا" والد "أمين يحيى باشا" و "عبد الفتاح يحيى باشا"رئيس وزراء سابق . وكانتالدائرة مركزاً من مراكز الحركة الوطنية ، ومقراً لرجال الوفد بالإسكندرية . وكان لعازر دور فى هذا الميدان ، أظهر فيه حبه لوطنه وتفانيه فى خدمته.
بعد إتمام عازر دراسته الثانوية التحق بشركة "كوكس شيبنج للملاحة"، وكان رئيسة المباشر رجلاً لبانياً، صديقاً حميماً اسمه "الفريد فاضل" كان يعمل إلى وقتقريب مديراً بشركة مصر للسياحة . وكان المدير العام استرالياً. متشدداً فى معاملته للموظفين ، فخافوه وتجنبوا مقابلته، وكان هو يعلم ذلك ، وكان يقف أحياناً فىالصباح على رأس السلم فى مواجهة الباب العمومى (مبنى البنك الأهلى بشارع صلاح سالم الآن) وذلك مراقبة حضور الموظفين.

وكانت أعمال عازر تبدأ الساعة التاسعة صباحاً ، فكان يمر على الكنيسة المرقسية كل صباح قبل ذهابه للعمل، وتصادف دخوله يوماً، فوجد المدير العام واقفاً علىالسلم ، فصعد وحياه، فسأله عن سبب تأخره فى الحضور فعرفه أن عمله يبدأ الساعة التاسعة كل يوم ، وتركه وشأنه. فقال المدير لرئيسه المباشر: إن هذا الشابعلمنى كيف أحترمه ، وأعجبنى فيه رباطة جاشه، وحسن تصرفه ، ولم يتجنب مقابلتى كما يفعل زملاؤه.

أمانته
كلف يوماً أن يشرف على الإجراءات الجمركية الخاصة بحاجيات أحد كبار القواد الإنجليز العائد إلى بلده. وفوجئ عازر عند فتح حقائب القائد فى صالة التفتيش،بوجود حافظة نقود القائد فى طيات ملابسه، فسلمها له المفتش وكان يدعى "إبراهيم يوسف" بعد أن حرزها، وبعد ذلك عاد عازر إلى الشركة وطمأن المدير العامعلى إنهاء الإجراءات، وسلمه حافظة النقود وأختامها سليمة، وكان القائد يجلس إلى جوار المدير فانفرجت أسارير وجهه، وأخذها منه شاكراً ، وقدم له مائة جنيهإسترلينى مكافأة له على أمانته فرفض بأدب رغم إلحاحهما عليه بشدة، ثم حياهما وانصرف.

وفى صبح اليوم التالى زف إليه رئيسه المباشر بشرى صدور قرار بزيادة مرتبه عشرة جنيهات دفعة واحدة. وكان لهذا القرار صدى كبيراً بين زملائه، إذ لم يمضعلى منح العلاوات الدورية سوى شهور قلائل.
وهكذا تدرج عازر فى عمله ، محوطاً بالتقدير والثقة من الجميع وأصبح يتقاضى مرتباً كبيراً يحسده عليه أقرانه.

الاستعداد للرهبنة
كان حبه لله واضحاً فى سلوكه فى هذه الفترة من عمره فقد كان:
* يقضى وقت فراغه فى الكنيسة مواظباً على حضور القداسات والصلوات.
* يمضى الليل فى حجرته ساهراً يقرأ الكتب المقدسة ، أو يصلى.

* يبغض المزاح : فكان يستاء عندما يجد أفراد أسرته يضيعون وقتهم فى سمر ومزاح. وما كان يتركهم فى مزاحهم إلا بعض الوقت ثم يعود إليهم ويقول بوجهباسم : ملأتم الهواء كلاماً. ويحول الجلسة إلى تأمل فى تعاليم الله ، ويخرجون منها بالكثير من الفوائد.
* يمنع أهل منزله من دخول حجرته أو معرفة محتوياتها إذ كان يعتبر حياته فيها تدريب على حياة القلالى والوحدة.
سارت أموره فى هذا الطريق ، ولم يدرك أحد أنه يعد العدة لحياة جديدة أفضل. وفى غفلة منا جميعاً كان قد جهز ملابس الرهبنة ، واللوازم الأخرى التى سيحتاجإليها فى حياته الجديدة.


الاستقالة
فوجئت يوماً بمحادثة تليفونية يطالبنى فيها محدثى بالحضور لمقابلة مدير عام الشركة التى يعمل بها عازر، فأثار هذا الطلب مخاوفى إذ أن فى عهدة شقيقى أموالاًطائلة تصل أحياناً إلى آلاف الجنيهات لتصريف الأعمال اليومية الخاصة بالشركة. ولكن محدثى - وهو رجل صديق- طمأننى على ذلك . وتوجهت لمقابلة المديرالعام الذى فاجأنى بخبر غريب، أن عازر قدم له استقالته وأنها جاءت فى عبارة موجزة :
"بما أن لدى أعمال هامة لا يسعنى أن أتخلى عنها ، فلذلك أقدم استقالتى من العمل، وأرجو أن يتم قبولها حتى نهاية يونيو 1927".

سألنى المدير : " أى عمل هذا الذى فضله عازر على عمله هنا، وعلى مركزه الممتاز". فأكدت له جهلى بأمر هذه الاستقالة ووعدته باستطلاع الأمر.
وعند المساء- وفى جلسة عائلية - سألنا عازر عن سر هذه الاستقالة فقال: "أيهما أفضل حياة البر والقداسة والسعادة الحقة، أم حياة الشقاء والكد والتعب فيما لاينفع . وماذا يفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ، أو ماذا يعطى فداء نفسه".
أشعلت هذه الكلمات نار حرب لا هوادة فيها. تضافر الأهل والأقارب والأصدقاء لاقتلاع هذه الفكرة من قلبه ناصحين إياه بالحرص على ما وهبه الله من توفيق.ولكنهم لم يفلحوا، وانتصر هو على إغرائهم ونصحهم وإشفاقهم. وحالفه التوفيق فى كل خطواته حتى تم له ما أراد ، وأصبح راهباً بدير البراموس، ولدخوله الديروانتظامه فى سلك الرهبنة قصة أخرى.

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 05:18 AM

عازر يطرق باب الرهبنة

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...2RHuCxMURNBuHw

ذهب عازر لمقابلة الأنبا يؤانس الذى كان وقتها مطراناً للبحيرة والمنوفية ووكيلاً للكرازة المرقسية، والتمس منه أن يقبله راهباً.
فسأله: من تكون ، ومن أى البلاد ؟ فلما علم أنه من عائلة زيكى - العائلة الصديقة منذ زمن بعيد - وأنه ابن يوسف عطا ، قال له: "أين أبوك وشقيقك؟ ولماذا لميخبراننى برغبتك هذه ؟ لاشك أنهما يرفضان هذه الرغبة. فإن لم يحضرا معك ويوافقا على طلبك، فلن أقبل رهبنتك البتة".
عاد عازر إلى البيت حزيناً هذه الليلة، وظن الأهل أن هناك عراكاً نفسياً فى داخله نتيجة تضارب رغباته ، وظنوا أن الفرصة مهيأة ليثنوه عن عزمه ، وليستمرفى عمله. فعرفوه أن مدير الشركة وعد أن يمنحه علاوة استثنائية من أول يوليو وأعادوا على مسامعه نصائحهم المعهودة. ولكنه أظهر تصميمه على ما أراد، وانهاعتزم أمراً سيتم بإذن الله . وأبان لهم أن مرجع حزنه هو ما جرى بينه وبين الأنبا يؤانس.

ولما كان والده يعرف عنه أنه لا يتراجع عما اعتزم، وانه يقابل الصعاب بصدر رحب، وقلب ثابت ، اقترح عليه أن يذهب إلى الكنيسة ويتقدم إلى الأسرارالمقدسة، ثم يصنع بعد ذلك ما يرتاح إليه ضميره ، ولن يعارض فيه أحد .
كان أب اعترافه القمص يوحنا جرجس الكبير ، وكان رجل ذو مشورة صالحة ، محبوباً من شعبه : شبابه وشيوخه، وكان يدعو عازر "بعازر المبروك" لحسنسيرته ، فقابله والده، وكان اليوم يوم جمعة أحاطه علماً بما انتواه ابنه فتناقش القمص يوحنا مع عازر فى الأمر وقربه من الأسرار الإلهية.
وبعد انتهاء القداس أخبر والده صراحة انه من صالح عازر من الخير له مساعدته على إتمام قصده، لأنه يعلم طريقه جيداً ، ورسم لنفسه طريقاً مستقيماً عن زمنبعيد ، وهو به عليم. وأكد لوالده أنه سيقف بجانب عازر لتحقيق أمنيته ، وأن قلبه يحدثه أن الله هو الذى اختار له هذا الطريق المبارك.

وإزاء ذلك صاحبه والده إلى الأنبا يؤانس فظهرت عليه علامات الرضا، ولكنه ؟أخذ يناقش عازر بحزم وشدة مبيناً له متاعب الرهبنة ومشقتها، ووعورة طريقها،وما سيحيق له من آلام وإهانات وما سيلحقه من تجارب وحروب متنوعة ، وانه لن ينعم يوماً بالراحة وخلو البال. فأجابه عازر "كل هذه رسمتها أمامى ، كما أنىمارست طريق الرهبنة بكل حرص منذ خمس سنوات فى بيت أبى ، وكل ما سوف يصادفنى لن يكون جديداً علىّ" . فقال له: "يا ابنى إنى أرى أولاد المدن لايحتملون مشقة الرهبنة ، والقليل منهم هو الذى ينجح فى هذه الطريق" فأجاب عازر " رجائى بالله قوى. وأنا أؤمن لو باركتنى ، وسألت لأجلى القوة والتوفيقسوف انجح، والمسيح نفسه ليس بظالم ولا ينسى تعب المحبة".

وهنا باركه الأنبا يؤانس وقال له سأهيئ لك سبيل الانخراط فى الرهبنة ، فتهلل عازر فرحاً ، وانحنى أماه ساجداً عدة مرات ، وعاد مع والده موفور السعادة. فقللنا " من انا الحقير؟ وأين أنا من مقام أولاد الملوك مكسيموس ودوماديوس اللذين تركا ملك العالم لينالا الملك الدائم ، زهداً فى الممالك والمال ومحبة فى ملكالسموات. ياليتنى تراباً تحت أقدامهما".
والحقيقة أنها كانت ليلة قاسية بالنسبة لنا جميعاً.

فى انتظار السفر للدير
لازم عازر الأباء الرهبان الذين كانوا يدرسون بالكلية اللاهوتية بالإسكندرية ، منتظراً يوم الانطلاق إلى الدير، باب السماء، وبقى مدة صوم الرسل ملازماً الكنيسةليلاً ونهاراً . وفى يوم عيد الرسل 12 يوليو 1927 ذهب إلى الكنيسة باكراً يحمل على كتفه قفة مملؤة فطيراً أعدته العائلة بمناسبة عيد رئيس الملائكة الجليلميخائيل ورفض أن يحملها أحد عنه، أو يستقل عربة مستكثرين عليه أن يحمل القفة ، وهو يرتدى بدلة وطربوشاً، ويسير هكذا فى الطريق ويراه الناس على هذاالحال، ولكنه قال لهم : ألم يحمل رسل المسيح الأطهار كل منهم قفة مملؤة من الكسر مما فضل من الخمس خبزات ؟. ولما وصل الكنيسة وزع الفطير معلناًاغتباطه برضا الله ، وقبوله ليسلك طريق الرهبنة.

ثم أعد ملفاً ضمه أوراقاً خاصة به على ضوء ما يتبع عند قبول إنسان فى عمل جديد وان لم يطلب منه هذا، ولكنه صمم عليه.

الذهاب إلى الدير
بعد انتهاء الدراسة بالكلية اللاهوتية عاد الرهبان كل إلى ديره . واستدعاه الأنبا يؤانس . وحدد له ميعاد السفر إلى دير البراموس مع القس بشارة البراموسى (نيافةالأنبا مرقس مطران أبو تيج) ، وزوده بخطاب توصية لأمين الدير لقبوله فى سلك الرهبنة، وزكاه بشهادة حسنة عنه وعن عائلته . وأوصى القس بشارة بأنه عندعودته فى أول أكتوبر سنة 1927 تكون الأمور قد تكشفت أمام عازر ، فاحفظوا له ملابسه فى القصر الملحق بالدير ليستخدمها إذا ما أراد العودة.


دخوله الدير
فى صباح يوم 27 يوليو سنة 1927 بكر عازر ورتب متاعه وتوجه إلى محطة السكة الحديد وكان فى توديعه الكثيرون من أهله وأصدقائه ومحبيه. ومن بينهمرئيسه المباشر فى الشركة التى كان يعمل بها السيد/الفريد فاضل الذى أبلغه تحية مدير عام الشركة، وانه محتفظ له بعمله ويستطيع العودة إليه فى أى وقت يشاءدون عائق، فضحك عازر كثيراً شاكراً له حسن صنيعه. وأستقل القطار إلى محطة الخطاطبة. ثم استقل قطار شركة الملح والصودا - الخاص بنقل النطرونوالملح من بير هوكر للخطاطبة - ووصلوا بير هوكر عند الغروب (بير هوكر أو الهوكرية هى قرية صغيرة قريبة من منطقة أديرة وادى النطرون). وكان فىانتظارهم رهبان من الدير ومعهم دواب لنقل الأمتعة .. ووصلوا الدير الساعة الثامنة مساءاً فاستقبلهم الرهبان بحفاوة وغسلوا لهم أرجلهم. كما هى عادة الرهبان.وقدم القس بشارة لأمين الدير "القمص شنوده" مرافقه عازر على أنه زائر من الإسكندرية من أبناء الأنبا يؤانس لذا أنزله بقصر الدير، وأدار له ماكينة النور لينيرالقصر، وقدموا له العشاء.

وفى الصباح سلم القس بشارة خطاب الأنبا يؤانس لأمين الدير. وعرف منه أن عازر طالب رهبنة. وليس بزائر. فدق جرس الدير وحضر جميع الرهبان عندسماع دقاته ليستطلعوا الخبر. فأعلمهم أمين الدير بما كان فاستبشروا خيراً وقالوا ان هذا أول طالب رهبنة يقابل بهذه الحفاوة، لابد أن يكون له شأن يذكر.
أرشده الأمين إلى قلاية خصصها له ليقيم فيها. وكانت خالية متروكة من زمن تحتاج إلى الكثير من النظافة، كما أرشده إلى المكان الذى يوضع فيه الخبزز، ليأخذمنه من هو فى حاجة إليه. ثم تركه ومضى.
فقام عازر واخذ حجر الجبس قبل حرقة ودقه جيداً فى أرضية القلاية، ورشه بالماء، فصار متماسكاً جداً. وأخرج من حقيبته ورقاً سميكاً أحضره معه، وفرش بهأرضية القلاية ، ورتب مكاناً لنومه، ومكاناً لجلوسه ورتب حقائبه لتصبح كمائدة تتوسط المكان. وأرتدى جلباباً أسوداً وطاقية، وأصبح وكأنه ولد راهباً منذ زمان.

كان القس بشارة متلهفاً على الاطمئنان على عازر إذ لم يقدم له أحد فى الدير أية مساعدة . ولكن أمين الدير نبهه أن يتركه وشأنه حيناً من الزمن لتظهر آثار مالقيه من معاملة فى نفسه، وليعلم قدرته على تحمل صعاب الطريق الجديد.
أما عازر فكان مواظباً على الصلوات، فإذا ما دق جرس نصف الليل ، فإنه يقوم متوجهاً إلى الكنيسة ليشترك فى التسبحة والصلاة، ويعود إلى قلايته نحو الساعةالسابعة صباحاً دون أن يختلط بالرهبان.

تلمذته
وفى مساء أحد السبوت ، وقد مضى على عازر عدة أيام ، ولم يسأل عنه أحد. قال أمين الدير للقس بشارة ، والقمص بشاى، والقمص باسيليوس والقمص عبدالمسيح المسعودى. وكلهم من شيوخ الدير، هيا بنا نفتقد الأخ طالب الرهبنة لنى كيف حاله. فذهبوا إلى قلايته فوجدوا أمامها نظيفاً مكنوساً مرشوشاً. ولما دخلواالقلاية أعجبهم ترتيبها الجميل، وتعجبوا مما رأوا، فقال لهم القمص عبد المسيح المسعودى "أصله حارت ومستنى السيل" أى انه أعد ذاته لقبول سيل نعمة الله،وعند انصرافهم ، ودعهم عازر بملء الاحترام ، فقال له القمص عبد المسيح "يا ابنى أن عمة الرهبنة هى بتسليم القلب لله وهى أعظم المقتنيات، وأثمن من كنوزالأرض وخيراتها والراهب الذى افتقر باختياره وجهز نفسه ليكون جندياً أميناً للمسيح لهو أعظم من ملوك الأرض وحكامها قوة ومكانة. . وقد اتسع قلبى لك ،وأسأل ربى يسوع المسيح أن يوفقك، ويفتح لك باب النعمة، ويهديك إلى سبيل البر، ويملأ قلبك اطمئناناً لتسير فى غربة الحياة أمناً ، فلا تخاف شراً ، والله معك ،وعصاه وعكازه يهديانك" فسجد له عازر وقبل يديه، أما هو فقد احتضنه وقبله، وقال له : " منذ هذه الساعة قد وهبك لى الرب لتكون ابناً مباركاً" فتهلل الأباءفرحين.

ومنذ ذلك الوقت ابتدأت تلمذته للقمص عبد المسيح المسعودى الذى كشف له الكثير من أسرار الرهبنة، وطرقها المستقيمة ، وتدرج على يديه فى النعمة، وصارعازر مضرب الأمثال فى الدير لطاعته وعبادته ووداعته ولاختياره أشق الأعمال كما أولى شيوخ الدير الذين تقدمت بهم الأيام عناية خاصة : يغسل لهم ملابسهموينظف قلاليهم ، ويهتم بمأكلهم . وكان سعيد بهذا العمل ، ولكنه ما كان يزور أحداً إلا لخدمته. وكان الأباء الشيوخ يباركون جهوده، ويسألون الله لأجله.
وكان أمين الدير يرتب الخدمة أول كل شهر بين الرهبان القادرين على العمل، وكان نصيب عازر أن يدير المطبخ مع راهبين آخرين، وكان ذلك فى بدء صومالطاهرة العذراء أم النور أول مسرى 1927. فقام عازر ونظف الأوانى النحاسية ، ورمم كوانين المطبخ، واعتنى بمياه الشرب، وكان بالدير جرار كبيرة ، فغسلهاجيداً حتى صارت صالحة لحفظ مياه الشرب وملأ جرة لكل شيخ من الأباء غير القادرين على الذهاب إلى طلمبة المياه وقد صادف هذا العمل ارتياحاً عظيماً منالآباء الذين قدروا له حسن صنيعه وكان رائده القمص عبد المسيح المسعودى يرشده، ويحثه على الاجتهاد دون أن يسمعه كلمة مديح، بل كان يحدثه عن فضائلالأباء الأولين، مبيناً عظم تواضعهم، وكيف كان الواحد منهم يملأ للرهبان جرارهم كل ليلة، بما يجلبونه من آبار بعيدة عن الدير أميالاً كثيرة ، ويرجون الله أنيتقبل أتعابهم رائحة بخور حمد وشكر.

والى جانب اهتمام عازر بخدمة الآباء الشيوخ كان يقوم بطحن الغلال وعمل الخبز وعجن القربان. كل هذا بجانب مداومته على الصلاة والتناول من الأسرار،ودراسة الكتب المقدسة وكتابات الآباء.
مضت شهور الصيف واحتفل الرهبان بمستهل سنة الشهداء. واستعد الأباء طلبة الكلية اللاهوتية للعودة إلى الإسكندرية، فاستحضر أمين الدير عازر وعرفه بميعادسفرهم ، فقل له: "تصحبهم السلامة، ورائدهم التوفيق، أما أنا فاسمح لى أن أسير فى الطريق الذى بدأته، ويقينى أن الله لا يترك طالبيه" فقال له : " أما ترسللذويك خطاباً تطمئنهم عليك" فقال له : " لم يرسل يوسف لأبيه خطاباً عندما دعاه ليحضر لمصر بل قال لاخوته اخبروا أبى بما رأت عيونكم وما سمعته آذانكم .وها أنا ذا الضعيف أتشبه بما فعله يوسف. وارجوا من آبائى المسافرين أن يعلموا أهلى بما منحنى الله من نعمة على يد آبائى".

وبعد ذلك أشار عليه القمص عبد المسيح أن يصدر مجلة دينية باسم مجلة ميناء الخلاص. فاضطلع عازر بهذا العمل وكان يكتبها بخط يده وكان عدد النسخ لا يقلعن خمسين نسخة مكونة من اثنى عشرة صفحة، مبوبة تبويباً حسناً. وكان يرسلها شهرياً لتوزع بين الأخوة والأحباء، ونجح هذا العمل الذى كلفه الكثير من الجهدوالدرس والبحث. وقد استمر فى كتابة هذه المجلة عدة سنوات.

الراهب أرمانيوس
كان الراهب أرمانيوس (الأنبا مكاريوس رئيس دير البراموس المتنيح) مكلفاً بتوصيل البريد يومياً إلى بير هوكر مستخدماً بغلاً حرون صعب القيادة، فأوقعه يوماًعلى الأرض وهرب فى الجبل. وتعب الراهب فى البحث عنه طول اليوم ، حتى نفذت قواه وعاد إلى الدير متأخراً فوجد الرهبان ينتظرون مجيئه قلقين عليه،ولكن أحدهم - وكان مشهوراً بالغيرة الشديدة على ممتلكات الدير - سأله عن البغل وكيف جاء بدونها، وطلب منه ألا يدخل الدير إلا ومعه البغل فتقدم عازر -رغم حداثة عهده بالدير- وقال له: يا أبى دعه يدخل ويستريح ، وسوف يجد أحد الأعراب البغل ويحضره للدير كما هى عادتهم. ولكن هذا الأخ لم يقتنع وظل فىثورته، فنصحه الرهبان بالهدوء وعرفوه أن رأى عازر رأى حكيم، فضلاً عن أنه قد أكد له أنه سيشترى دابة أخرى على حسابه ، وما هى إلا لحظات حتى دقالجرس ، وإذ بالباب أحد العربان ومعه الدابة الجموح، فأخذوها منه ، ومنحوه عطايا كان من أجملها منحة عازر.

وفى الصباح وهم يتشاورون فى أمر إحضار البريد وإرساله إلى بير هوكر ، تطوع عازر لأداء هذه المهمة ، وحاول أمين الدير أن يثنيه عن عزمه ، فأصربالأكثر ، وقال انه متمرن على ركوب الخيل. وركب البغل الذى أخذ يشب ويجمح ليوقعه كما اعتاد، وكلن عازر ساسها حتى جعلها مطية ذلول.


Magdy Monir 13 - 05 - 2012 05:20 AM



رهبنته

http://i28.servimg.com/u/f28/11/77/14/69/1210.jpg

بعد أن اكتسب عازر رضا الرهبان كبيرهم وصغيرهم وبعد أن اطمأن شيوخهم إلى طهارة سيرته وقوة عزيمته، وفى يوم 25 نوفمبر سنة 1928 مع بدء الصوم الكبير،زكوه جميعاً ليكون راهباً بينهم. فابتدأوا بصلاة عشية ، ثم صلاة نصف الليل، وسجد عازر أما الهيكل بكنيسة العذراء الأثرية، ، وعن يمينه جسد الأنبا موسى الأسود ،وعن يساره جسد أنبا إيسذوروس قس القلالى. وتمت طقوس رهبنته ودعوا اسمه مينا وحضر القداس فى الصباح. وبعد ذلك طافوا به أرجاء الكنيسة بالشموع، والصلبانوتبارك من أيقونات القديسين ، وتقدم إليه القمص يعقوب البراموسى- شقيق القمص عبد المسيح المسعودى- الشيخ الصامت الذى لا يتحدث مع أحد ، ولا يرغب فىأنه يحدثه أحد، وكلن محبته للراهب مينا، ورغم أنه كان يظهر له عدم رضاه بخدمته له - هذه المحبة دفعته إلى أن يتكلم، وباركه قائلاً: "يا ابنى ليباركك الرب، ويؤهلكللنعمة، وينجح طريقك لتسير فى فلاح وتوفيق، ويفيض عليك من روحه القدوس لتكون أميناً إلى النفس الأخير على الوزنات التى سيسلمها لك يسوع لتتاجر ، وتربح
" وكانت هذه الكلمات مصدر سعادة الأباء ، وقالوا جميعهم "أمين اسشوبى" (نعم ليكون هذا).

دخل الراهب مينا حياة جديدة. ووضع رجله على أول درجة فى سلم جهاده بعد الرهبنة، ووضع لنفسه قانوناً سار عليه مدى حياته هو : "أن يحب الكل، وهو بعيد عنالكل" وظل يمارس العبادات الشاقة بإرشاد أبيه الروحى، فداوم على الصلوات ، والأصوام، والتقرب من الأسرار المقدسة ، كما كان وديعاً متسامحاً لا يسلم نفسه للغضبمهما قابل من صعاب أو لقى من إهانات، دافعاً الإساءة بالإحسان.
تعاون مع أخوته الرهبان فى كل أمر ، فكان يخفف عن الشيوخ أثقال الأعمال، ويتولى خدمة الضعيف، ويعتنى بالمريض، ولم يكن يبغى فى هذا كله مديحاً أو مجداًزائفاً ، بل تمسكاً بالوصية المقدسة.

كما اعتنى بمكتبة الدير ورتب كتبها ولازم قراءة الكتب المقدسة وتعاليم الآباء، فتفتحت أمامه أبواب المعرفة، وانجلت أمامه الغوامض. وقد انكب على كتابات مار اسحقالسريانى العظيم فى العارفين، فأرشدته كيف يسلك الطريق الملوكى. ومن شدة شغبه بهذه الكتابات نسخها فى خمس مجلدات جلدها تجليداً حسناً، حسبما تعلم من راهبمتقدم فى الأيام اسمه القمص باخوم كان الأب مينا يخدمه. ولما رأى أنه قد استفاد كثيراً لما نسخ هذا الكتاب ، عاود نسخه أربع مرات، طمعاً فى زيادة المعرفة والتعمقفى الدرس ولنفع الآخرين.
كما استرشد فى حياته أيضاً بأقوال قديسين كثيرين مثل الأنبا أنطونيوس ، والأنبا شنوده رئيس المتوحدين ، والقديس مكاريوس وغيرهم كثير من المعلمين العظام.

كما كان يتولى عمل القربان بصفة مستديمة مولياً إياه عناية خاصة ، وكان يستخلص الدقيق الذى يعجن منه على ثلاث أو أربع مراحل حتى يصير نقياً خالياً من كلشائبة ويخبزه بنفسه.


Magdy Monir 13 - 05 - 2012 05:25 AM

القس مينا


http://jesusloves-you.com/artcls/426...5660e6e4eb.jpg


فى يوم الأحد المبارك الموافق 18 يوليو سنة 1931 رسم الراهب مينا قساً باسم القس "مينا" . وصلى قداس الرسامة الأنبا ديمتريوس مطران المنوفية الأسبق.وكان من بين الحاضرين المرحوم / يوسف جرجس سكرتير البابا فى ذلك الوقت (وقد ظل سكرتيراً للبطريركية حتى توفى سنة 1972)، وكذلك شقيقاه ميخائيل(القمص ميخائيل) ، وكاتب هذه السطور وأيضاً المعلم ميخائيل كبير مرتلى الكنيسة المرقسية فى ذلك الوقت.
وقد ظل القس مينا يبكى طوال القداس، وأبكانا معه ، وبعد ذلك طافوا به الكنيسة الأثرية بالدفوف والألحان ، وأمامه الصلبان. وقد خرجت بعد نوال البركة العظيمةفرحاً لأنى شعرت بالعزاء يملأ قلبى.

وقد استأذنت البابا فى ذلك الوقت فى أن استحضر بعض الأشجار لزراعتها فى حديقة الدير لتكون تذكار رسامة القس مينا ، فأذن لى، وطلب منى أن أوزعها علىالأديرة الأربعة الموجودة بوادى النطرون . وقد تم ذلك فى أشهر أمشير التالى.

فى كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان
وقع عليه الاختيار للدراسة فى كلية لرهبان اللاهوتية بحلوان، فأطاع مرغماً ، لنه قد احب حياة العزلة فى الدير فانتظم فى الكلية وأظهر تفوقاً ملحوظاً. واختار لهزميلاً أنس إليه وارتاحت نفسه لمصاحبته هو القمص كيرلس الأنبا بولا ( المتنيح الأنبا كيرلس مطران البلينا) . وقد رتبا معاً أن يقوما برفع بخور عشية كل ليلة،وإقامة القداس فى الصباح الباكر قبل بدء الدراسة، وسار هذا النظام أياماً، وكان القس مينا يتعهد بخبز القربان . ولكن هذا الترتيب لم يعجب البعض، فقاموا فىالليل وهدموا فرن القربان سراً. ولما قام القس مينا - كعادته - وعجن القربان، وعند الثالثة فجراً ذهب ليخبزه، فإذا به يجد الفرن قد هدم ، فأيقظ على الفور القسكيرلس ، وتشاوروا معاً لإيجاد حل لهذه المشكلة ، وجاءت فكرة للقس مينا نفذها فى الحال، ذهب إلى صاحب مخبز إفرنجى كان فى مواجهة بيت الرهبان ، وطلبمنه أن يخبز القربان عنده ، فرحب الرجل بالطلب. وقام القس مينا بخبز القربان بنفسه بإتقان أثار إعجاب صاحب المخبز. وأقيم القداس كالمعتاد ، ثم عرض هووصديقه القس كيرلس الأنبا بولا الأمر على مدير الكلية المتنيح القمص ميخائيل مينا، فقعد مجمعاً من الآباء الرهبان ، وأقروا عمل قداس يومى. بالمناوبة بينجميع الآباء من كل الأديرة بالترتيب، فاستقر هذا النظام، وأصبح متمماً لبرنامج الدراسة وصارت العشية فرصة سانحة للأباء لإلقاء كلمة الوعظ.

وقد سر المسئولون سروراً بالغاً لهذه الفكرة، واثنوا على القس مينا والقس كيرلس.

ترشيحه للأسقفية
كان الأنبا يؤانس موجوداً فى الكلية ، وكانت نوبة رفع بخور عشية على القس مينا فوقف وقفة متمكن، وألقى عظة استغرقت ساعة كاملة ، أعجب بها البابا وسرمن كلماته التى أفعمها بأقوال القديسين، وبالأخص أقوال مار اسحق العظيم فى العارفين. وبعد انتهاء كلمته تقدم بطلب البركة كما يقتضيه النظام. فأثنى عليه ثناءمستطاباً، وبارك جهوده، ودعى له أن يكون عاموداً فى هيكل الرب. وفى محادثة مع مدير الكلية المتنيح القمص ميخائيل مينا أبدى البابا رغبته فى رسامة مطرانللغربية والبحيرة ، وصرح له أنه يود لو رسم القس مينا البراموسى أسقفاً لهذا الكرسى. زف القمص ميخائيل البشرى إلى القس مينا ظناً منه أنها ستنال منهاستحساناً ولكن القس مينا عاد إلى قلايته مهموماً، وقابل صديقه وأخاه القس كيرلس الأنبا بولا وأسر إليه بعزمه على السفر إلى دير القديس الأنبا شنوده رئيسالمتوحدين بسوهاج ليحيا هناك حياة الوحدة. وتعب معه القس كيرلس الليل كله لكى يرجعه عما اعتزم . ويسلم الأمر لله ويطيع ويقبل هذه الموهبة ولكنه أصر علىما انتوى.

وفى الصباح استقل القطار إلى سوهاج، ومنها توجه إلى الدير. وسبب هذا الاختفاء انزعاجاً ليس بقليل. إذ كتم القس كيرلس الأمر عن كل أحد. وأستدعى شقيقه.وسئل عن مستقر القس مينا، فاندهش لهذا السؤال إذ كان خالى الذهن تماماً . وطلب إليه البحث عنه، لئلا ينال غضب البابا. رجع أخوه للقس كيرلس الأنبا بولا،وتوسل إليه بدموع أن يكشف له سر اختفاء أخيه، فتحنن قلبه ، وعرفه الحقيقة.
وبعد جهود مشكورة بذلها أحد التجار بسوهاج رجع القس مينا ليقابل الأنبا يؤانس. وكان العتاب واللوم الذى لقاه القس مينا قاسياً للغاية. ولكنه احتمل فى صبر، ثمكشف له مكنونات قلبه ألا وهى رغبته فى الوحدة.

وقد قدر له البابا هذه الرغبة، وصرح له بالرجوع إلى الدير ليستريح وعليه بعد ذلك أن يتبع الطريق الذى يرسمه له أبوه ورائده القمص عبد المسيح المسعودى.

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 05:56 AM

الوحدة



http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...4YTgryuG2zJ_rh

العودة إلى الدير


عاد القس مينا للدير متهللاً ، واجتمع مجمع الرهبان، وحاولوا إقناعه بالعدول عن ولوج الوحدة . خوفاً عليه من مخاطرها الروحية، وقالوا له: "أنت ابن الثلاثينسنة عمراً وسنوات رهبنتك خمسة ، فهل تريد أن تسلك طريق الوحدة الذى فشل فيه قبلك رهبان جاهدوا ثلاثين وأربعين سنة؟ العلك تريد الهروب من المسئوليةسواء كانت بالكلية، أو بالدير هذا فضلاً عن مخاطر جسدية تجعلنا تخشى عليك الإقامة فى مغارة منفرداً بالصحراء، حيث ستهاجمك وحوشها، وحياتها السامةالمهلكة . ولهذا كله نحن لا نوافق البتة على سلوكك هذا الطريق الوعر".

صبر القس مينا على هذه الحملة العنيفة ، ثم ابتدأ يتكلم بهدوء قائلاً: "آبائى واخوتى، إنى اعتز بمحبتكم وغيرتكم على المحبوبة لى . ولكن أتقدم إليكم بالتماس الابنالطائع الخاضع لرأى آبائه الذين ساروا فى طريق العبادة شوطاً بعيداً، ويعلمون من أسرار هذا الطريق التى تتوق نفسى إليها أكثر مما أعلم. ويقينى أن اسم الربيسوع يهيئ لى المسير فى هذا الطريق الضيق المؤدى للحياة لكل طالبيه بضمير نقى، وفكر خال من جميع الشهوات فاطمئنوا كل الاطمئنان ، وسأكون الابنالخاضع بكل قوتى للإرشاد والنصيحة ولن أقدم على عمل أو أسير خطوة دون ان استرشد برأى أبى ورائدى الذى تفضل الله وملأ قلبه محبة ، وحناناً لشخصىالضعيف".

هنا اتجهت الأنظار نحو القمص عبد المسيح المسعودى ليسمعوا رأيه فى الأمر. أما هو فأجاب وقال: "أما من جهة القس مينا ، وخطورة وجوده بالمغارة فاطمئنوابالله. لأنه وليه القوى" وهو بقدرته سيمسك بيده، ويهديه الطريق، وقد اطمأن قلبى لتصرفاته، لأنه يسير فى طريقه بحكمة الشيوخ ، وبقلب مؤمن، وإنى أرىبعين الإيمان أن القس مينا سينجح فى طريقه ، لأنه مفروز من بطن أمه لهذه النعمة، فلا تقفوا فى طريقه حجر عثرة".
وهنا انبرى له شيخ من الأباء غيور، وخاطبه بحدة بدافع محبته للقس مينا ، وقال له: "يا أبانا الست أنت ابن الأربعين سنة فى طريق الرهبنة هل فكرت يوماً أنتسير فى طريق الوحدة؟ أليس من أبنائنا من هم شيوخ بالدير، فهل فكر فى هذا الطريق أحد. أرجوك أن تترك هذا الراهب الصغير وشانه، وانصحه أن يرجع إلىالكلية حتى ينال شهادتها، ويعود لخدمة الدير، حتى يشاء الله ويعطيه رتبة حسنة كمن سبقوه من الآباء".

فأجاب القمص عبد المسيح بروح الوداعة: "دع ابنك القس مينا يسير فى طريقه ، ولا يغلبنك عاطفة الشفقة ، والمحبة فتمنع عنه نعم الله".
ازداد هذا الشيخ المحب حماساً ، وقال له : "لماذا لم تسر أنت هذا الطريق، وكيف تدفع غيرك للمسير فيه ، وهو الطريق الشاق الضيق الذى لا يقوى على السيرفيه إلا من أعانه الله، وأيده بروحه القدوس". فقال القمص عبد المسيح: "إننى احتكم فى هذا الأمر للأخوة، وسأنزل وسينزل القس مينا معى لقرار الأباء".
ساد الصمت برهة. ثم قام القمص شنوده والقمص باسيليوس ، والقمص باخوم، والقمص جورجيوس، والقمص لوقا، وقالوا بلسان واحد "فلتكن مشيئة الرب. وليسلمالقس مينا لعناية الله وإرشاد أبيه القمص عبد المسيح، والله أمين، وعادل سيهديه إلى سبيل البر ويقوده إلى طريق السلامة".

فصرخ القس مينا بصوت الفرح والتهليل: "ليكن اسم الرب مباركاً ها مطانية يا آبائى واخوتى". وسجد لهم ثلاث سجدات اعترفا بمحبته الغالية لهم.

فى المغارة
عاين القس مينا المغارة التى تقرر توحده فيها وهى تبعد عن الدير مسافة ساعة سيراً على الأقدام ، وكانت من قبل سكناً للقمص صرابمون البراموسى رئيس الديرسابقاً، وهى عبارة عن متسع 6×8 متر نقر فى الصخر لعمق ثلاث أمتار، فوجدها تحتاج إلى ترميم ، فنقل إليها جبس من الموجود بالدير بكثرة إذ كان الرهبانيحرقونه ويقومون بطحنه بطاحونة خاصة ونقل إليها الماء، وابتدأ فى ترميم السقف والأرضية والحوائط بمهارة وحذق، وجعل لها باباً يرفع إلى أعلا ، وبعد أنأصبحت صالحة للسكن نقل إليها جميع حاجاته، وطاولة من الخشب ، وجرار فخار للماء، وبعض الأوانى. كما أخذ بعض البقول والدقيق، ولم يأخذ خبزاً حتى لايبقى عنده أكثر من قوت يومه. ثم ودعه الأباء ، وهم يدعون له بالتوفيق، وأخذ عليهم العهود ألا يزوره أحد ، وألا يهتم به أحد. وتعهد هو - كما أمره أبوه - أنيحضر للدير مساء كل سبت ليغسل ملابسه وملابس الأباء الذين أقعدتهم الشيخوخة ، وليتمكن من التقرب من الأسرار المقدسة صباح الأحد.

أستقر القس مينا بالمغارة، ورتب إقامته فيها كترتيب القلاية بالدير ومارس العبادة طبقاً لطريق الوحدة: من مداومة الصلاة وعمل المطانيات ونسخ الكتب، وكانتساعات عمله اليومى عشرون ساعة.
وفى نهاية الأسبوع الأول عاد إلى الدير، وحضر العشية ، وجلس مع آبائه الرهبان ، وحدثهم عن قوة الله التى تسنده. ولما تواترت أسئلة الأباء عما رآه ، وما كابدهمن مشقات قال لهم: "إنى لم أجاهد حتى الدم ، فاطمئنوا". ثم انفرد بعد ذلك بأبيه القمص عبد المسيح كاشفاً له خفايا قلبه، إذ قد عاهده قبل التوحد فى المغارة ألايخالف له رأياً، ولا يخفى عنه أمراً. وكان الرجل يشجع قلبه ويزوده بالنصائح.

واستمر الحال على هذا المنوال، واستراحت قلوب أباء الدير من جهته، إذ كانوا يرونه والسعادة بادية على وجهه ، ولم لا ، وقد صار شريكاً للملائكة فى تسبيح الله، وتمجيد اسمه القدوس.
وكانوا ينتظرون مقدمه إلى الدير كل يوم سبت ليأنسوا به ، ويطمئنوا عليه. وكم كان منظره خاشعاً وهو عائد إلى مغارته حاملاُ الماء والزاد، مرتدياً (زعبوطاً)خشن الملمس، وبيده عصاه يتوكأ عليها أو يعلق عليها حاجاته.

مع مدير كلية اللاهوت بنيويورك
فى أحد الأيام من عام 1933 سمع القس مينا طرقاً على باب مغارته لأول مرة منذ توحده ، وفتح الباب ونظر وإذ بالاعرابى الذى اعتاد أن يراه من حين إلى آخر،معه رجلان أحدهما مصرى والأخر أجنبى، ، فبش لهما. ودعاهما للدخول. فنزلا سلم المغارة بحذر، وأجلسهما على بطانية فرشت فوقها ملاءة بيضاء جديدة نظيفة. وعرفاه بنفسهما: فأحدهما دكتور حسن فؤاد مدير الآثار العربية فى ذاك الوقت، والآخر هو مدير كلية اللاهوت بنيويورك.

ولما دار بينهم الحديث شعر الزائر الأمريكى ان هذا المتوحد يعرف الإنجليزية ، وأراد ان يتحدث معه بها (أجاد الإنجليزية عندما كان يعمل بشركة كوكس شبنج).وكان الأب مينا قبل الرهبنة يجيدها كأحد أبنائها ولكنه اعتذر لضيفه بعدم قدرته على متابعة الحديث باللغة الإنجليزية التى هجرها من مدة طويلة.
قال له زائره : إنى جئت إلى مصر خصيصاً إذ شرعت فى وضع كتاب عن أصل الرهبنة ونشأتها فى مصر، وأنا أحاول التعرف على تعاليم أب الرهبان جميعاًالقديس أنطونيوس، وأباء برية شيهيت ، وأباء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العريقة. وقد بذلت جهداً كبيراً فى الاطلاع فى مكتبة البطريركية والمتحف القبطى، كمازرت أديرة وادى النطرون، واقتبست شذرات من هنا وهناك. ولكنى أرى أنها غير كافية . واليوم طلبت من زميلى الفاضل أن نتريض فى الصحراء خارج ديرالبراموس، وسرنا مسافة طويلة دون ما هدف حتى قابلنا هذا الاعرابى، وسألنا هل ترغبون فى زيارة العابد بالمغارة ولو أننا لا نعلم عنك شيئاً، لكن حبالاستطلاع قادنا نحوك.

فجلس القس مينا يروى حياة أباء الرهبنة مثل القديس أنطونيوس والأنبا بولا أول السواح ، والقديس مكاريوس أب برية شيهيت ، والقديس باخوميوس أب الشركة، ثم قرأ عليهما أجزاء من كتب مار اسحق السريانى ، موضحاً لهما فلسفة الرهبنة وطرقها، وكيف يعد الراهب نفسه لنوال المواهب.
واستمر هذا الحديث وقتاً طويلاً والباحث الأمريكى يدون ما يسمع. وفى النهاية قال له أن ما جمعته من معلومات فى شهرين لهو شئ ضئيل جداً بالنسبة إلى ماعرفته منك اليوم.
ولما عزما على الانصراف اخرج الباحث الأمريكى ما فى جيبه من ريالات وعملة فضية أما القس مينا ، قائلاً له : "أن هذه هدية رمزية تذكروننى بها" ولكن القسالمتوحد رفض قبول هذه العطية، وقال: "ما حاجتى إلى هذا المال أن محبته أصل لكل الشرور، وهو معوق طريق الوحدة.ز أرجوك أن ترد نقودك إلى جيبكمشكوراً ، وسيكون هذا مبعث سرورى وراحتى". فنزل الرجل على رغبته ، وأزداد إعجابه به، واحترامه له. أما مدير الآثار العربية فحيا القس مينا تحية حارة،وقال له : "يا أبى لقد رفعت رأس الرهبان ، وشرفت الرجل المصرى، فلك منى تحية حارة، وأرجو أن أبرهن عن عمق تقديرى واحترامى لك يوماً ما". وقدحدث على ما سأذكر فيما بعد. وانصرفا متأثرين بما رأيا، ولكنهما أسفا لرفض القس مينا أن تؤخذ له صورة ليضعها فى صدر الكتاب المزمع إصداره.


لقاء آخر
فى يوم من الأيام أراد الأنبا يؤانس أن يزور القس مينا المتوحد فى مغارته، وكانت تبعد عن الدير نحو الساعة مشياً على الأقدام. وأراد رئيس الدير ومن معه أنيثنوه عن عزمه تجنباً للمشقة، ولكنه لم يستجب لرجائهم وأثناء سيرهم فى الصحراء أرسل رئيس الدير راهباً للقس مينا ليطلب إليه المجىء لمقابلة الأنبا يؤانسفى منتصف الطريق، ويوفر عليه مؤونة التعب. فجاء القس مينا مسرعاً ليقابله، وسجد له وقال له يا سيدى لست مستحقاً أن تتعب لأجلى. ولكن الأنبا يؤانس فطنإلى أن رئيس الدير قد دبر حضور القس مينا، فقال له : لا بل أن أخذ بركة هذا المكان (أى المغارة) الذى صار أرض مقدسة بعرق وجهاد هذا المتوحد. فنزلالجميع على رغبته طائعين. فذهب إلى المغارة ونزل سلمها الضيق، وجلس على فراش القس مينا، وتذوق الخبز الذى كان يعمله يومياً. كما عرفه ترتيب حياتهاليومية. فباركه ودعى له بالتوفيق. وفى العودة إلى الدير سار بمعينه مسافة قصيرة فأشفق عليه الأنبا يؤانس ، وأمره بالرجوع إلى مغارته فأطاع.


الرهبان السبعة
فى أوائل عام 1936 قصد الدير، وكان ذلك اليوم هو سبت العازر وإذ به يرى حركة غير عادية حول الدير، خيول وجمال وجنود ، فدخل مستغرباً ، وعرف أنرئيس الدر حضر ومعه عمدة الوادى، وضابط بوليس وجنود ليطردوا بعض الرهبان، فوضع حاجاته جانباً ، ودخل قاعة الاستقبال بالقصر، فوجد رئيس الديرجالساً فى الصدارة وبجانبه العمده، وضابط البوليس والجنود، وبعض الأباء الرهبان.
فسجدأمام رئيس الدير، وحيا الجالسين، وقال: "يا أبانا إنى جئت لأهنئك بسلامة الوصول، وأسأل عن صحة ما سمعته حول طرد الأباء الرهبان السبعة" فقال له "ياابنى هذا أمر سيدنا، وأنا جئت لأنفذه" فأجابه : "أن سيدنا يحزنه، ويؤلمه طرد الرهبان فى ليلة أحد الشعانين المبارك، فلا يمكن أن يرضى بقطع رجاء أخوة فىالمسيح، وأنت رئيسنا وأب الرهبان وراعيهم ومسئول أمام الله عن المريض والتائه والضال، وبيدك سلطان قوى مستمد من قوانين الرهبنة ، وأحكامها الصارمةالتى تهدى الضال.

أرجوك باسم صاحب هذه الأيام المباركة أن ترجئ أمر طردهم حتى يتقدم أباء الدير بالتماس للبابا يقرر مصيرهم ومحاكمتهم داخل الدير، فلا تطردهم فى هذه الأيامالمقدسة".
ثار الرئيس لكبريائه، إذ كيف يتجاسر قس حديث الرهبنة - وأما هذا الجمع - أن يعترض أوامره ، وشيوخ الدير الأقدم منه لم يفتح أحدهم فاه بكلمة. فقال له"اسمع يا ابنى لا تعارضنى فيما أفعل ، حتى لا تكون خارجاً على طاعة سيدنا. كما انك رجل متوحد لا شأن لك فيما يجرى الآن".
ولكن القس مينا عاد ليقول له: "أسألك يا أبى من أجل المسيح الذى بذل نفسه عنا ان تتمهل، ولنتصرف بما يرضى أرواح آبائنا القديسين ، لأن تعاليمهم تشفع فىالمخالفين ، والخارجين على القانون، وتعطى كل واحد جزاءه دون أن تقطع رجاءه". فثار الرئيس وأمر الجنود أن يخرجوا الرهبان بالقوة، وأر القس مينا أن يبقىبالدير، ولا يعود إلى مغارته حتى يرفع أمره للبابا، لأنه ارتكب جريمة الاعتراض على أوامره .

فأجاب القس مينا قائلاً: "يا أبى لقد وهبت نفسى لخدمة هؤلاء الأباء الذين طردوا بالقوة وبلا رحمة، وسأكون لهم عبداً حتى يعودوا إلى ديرهم أمين بقوة الله".
ارتاع رئيس الدير لما يعلمه من مكانة القس مينا عند البابا ، وشعر أن الحقيقة لابد وأن تظهر. فأوعز للمقدس اسحق ميخائيل وكيل الدير أن يثنى القس مينا عنعزمه، ويقنعه بأنه ما يجب أن تكون له صلة بهذه المسألة، ولا يقحم نفسه فيها. ولكن محاولة وكيل الدير ذهبت سدا.
طرد الرهبان السبعة، ولهم جميعاً ماض مجيد فى خدم الدير وخرج معهم القس مينا مواسياً ومشجعاً. وقصدوا القاهرة ، ونزلوا بمصر القديمة فى دير الملاك القبلى.وكان راعيه رجل فاضل هو المتنيح القمص داود (والد القمص ميخائيل داود) ، فرحب بقدومهم واستضافهم ليلة بالدير كما حضر الأستاذ راغب مفتاح لزيارة القسمينا لما علم بقدومه، وكان معه القمص يوحنا شنوده راعى كنيسة المعلقة ، ومرقص بك فهمى باشكاتب مديرية الجيزة، وكان قبلا باشكاتب مديرية البحيرة ، ولهصلة مودة بآل القس مينا. اهتموا جميعاً بأمر الرهبان ، واستأجروا لهم بيتاً من دورين به عشر غرف، فسكن كل راهب فى غرفة ، وجعلوا واحدة للمائدة ، وأخرىلاجتماعاتهم . وتولى القس مينا أمر شراء الحصر والبطاطين وبعض الأدوات الضرورية ، واستقروا فى مقرهم الجديد حتى يهيئ الله الأمر.

وهنا تظهر صورة حقيقية لعمل نعمة الله فى هذا الراهب الوديع ، كثير الحياء قليل الكلام ، يدل مظهره على المسكنة والضعف، ولكنه شجاع يدافع عن الحقبشهامة.
بادر رئيس الدير بالسفر إلى الإسكندرية لمقابلة البابا، واستأجر لهذا الغرض سيارة من الصحراء بمبلغ كبير حتى يمكنه الوصول للبابا قبل الرهبان وقدم شكواهضد القس مينا، وصوره أمامه بصورة الرجل الخارج على النظام وقوانين الرهبنة، وادعى عليه زوراً أنه هجم عليه ، وأراد ضربه بعصاة غليظة لولا مبادرةالجنود للحيلولة دون ذلك.
دهش البابا، وقال: "لا أكاد أصدق ما تقوله عن القس مينا ، لن كل تصرفاته بحكمة وتدبير، وأنت أول من يشهد له عندى بذلك، فكيف يكون هذا ؟ ثم استدعىشقيق القس مينا الذى كان دائم الاتصال بالبابا فلما حضر وجده على خلاف ما تعود ، وبادره قائلاً: " أن أخاك أتى عملاً يستحق عليه قانوناً" فأجابه: "يا سيدناأبناءك طائعين لإرادتك" . فقال له كيف يدخل فى شئون الدير، ويعترض رئيسه، ويعتدى عليه بالقول، وكاد أن يشجب رأسه بالعصا" . فأجابه "أنا اجهل الأمرولكن أؤكد انه دائماً عند حسن ظنكم به ، كما أن قلبى يحدثنى أن هذا الخبر غير صحيح، وعندما يفحص سيدنا الأمر ستظهر الحقيقة".

فقال له : "لقد أمرت بطرد سبعة من رهبان الدير ، ولما أراد رئيس الدير تنفيذ الأمر ، تعرض له القس مينا".
فأجابه: "إنى أتجاسر وأعرض على مسامعكم ما يجول بخاطرى ، إنى أحب دير البراموس ، الذى تحبه أنت ، وتدعوه دوماً دير البراموس البهى، دير البابا كيرلسالخامس، فيحز فى نفسى، ويحزن قلبى أنا الرجل العلمانى أن أسمع ان الدير طرد سبع شيوخ من الرهبان، وأنى أرجو أن يكون الحكم لك وحدك فى أولادك، ولاتسمح أن يسلموا لعدو الخير للسقوط ، وتقطع رجاءهم".
وبناء على أمر البابا سافر شقيق القس مينا إلى القاهرة ، وفى مصر القديمة قابل الرهبان، وكانت له بهم صلة مودة، وانفرد بالقس مينا، وعلم منه الحقيقة، فأخبرهبضرورة مقابلة البابا الذى حضر إلى القاهرة خصيصاً لمعالجة هذا الأمر . فصمم القس مينا على أن يقابل هو البابا بمفرده أولاً، وبعدها يذهب الرهبان لمقابلته بعدأن يكون البابا قد علم ببواطن الأمور منه ، واشترط ألا يبقى أخوه بالقاهرة، وأن يتركه لمشيئة الله ، فسافر مترقباً ما سيأتى به الغد.

ولما توجه القس مينا إلى البطريركية لمقابلة البابا ، أراد البعض مجاملة رئيس الدير، فقابلوا القس مينا مقابلة غير كريمة ، فلم يكترث بهم ، ودخل الكنيسة أولاًلتقديم الشكر لله ، وبعدها سيكون ما أراد الله . وكان البابا يصلى بالكنيسة الصغرى ، وبعد القداس تقدم إليه القس مينا، فقال له البابا سألقاك فى صالة الانتظار.
وهناك بادره البابا قائلاً فى حدة : "أنت مازلت على أول درجات العبادة، هل خدعك الشيطان، وأراد أن يبعدك عن طريق الخلاص"، فأجابه: "إن سيدى يسوعالمسيح أمين وعادل لا ينسى طالبيه ويحوطهم دائماً بملائكته".
فقال له: "هل تعاليم المسيح تسمح لك أن تتدخل فى أمور ليست لك؟ " فأجابه: "إن الله علمنا أن نجاهد عن الأمانة حتى الدم، والذى لا يدافع عن الحق يكون مثلشيطان. أنا ابن الدير، كيف أرى أموراً تخالف نواميس الدير وتسئ إليه وأقف مكتوف اليدين. لم أقاوم أبى رئيس الدير ولم أسئ إليه، بل بكل احترام وإجلالالتمست منه، من أجل خاطر المسيح الذى جند نفسه لخدمته، ألا يقطع رجاء هؤلاء الأباء ، وأن يحاكمهم بقانون الرهبنة ، ولا يبعدهم عن حظيرة الرجاء فىوقت تذكار دخول سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح أورشليم منتصراً، والكل يفرحون. تضرعت إليه أن يرجئ طردهم من الدير حتى تنقضى جمعة الآلام ، وبعدالتماس مراحم سيدنا".

فقال البابا بشدة: "لماذا تتدخل أنت فى هذا الأمر، وأنت عابد بعيد عن الدير والرهبان؟ " .
فأجابه: "أنى كنت أستحق غضبك لو أهملت الدفاع عن شرف دير البراموس البهى، دير سيدنا، واترك سبعة شيوخ أفاضل لهم ماضى مجيد فى الدير، يطردونشر طردة، ويخورون ، وينقطع رجاؤهم فى مراحم الله، فى جمعة الآم الفادى".
"ألم تثر على رئيس الدير، وكنت تريد تحطيم رأسه بعصاك الغليظة؟" هكذا سأله البابا.
أجاب القس مينا: "حاشا لى يا سيدى أن يصدر هذا الأمر منى، أنى لم أطلب سوى أن ينظر فى أمر هؤلاء الرهبان بعين محبته ورعايته استناداً إلى قوانينالكنيسة". وبكى القس مينا ، فأبكى البابا.

وبعد ذلك هدأ البابا وارتاح جداً بعد هذا الحديث، وقال له : "يا أبونا مينا أنا راضى عنك، وقد عفوت عنهم، فعرفهم ان يحضروا ليأخذوا البركة ويرجعوا الديربسلام".
فقال القس مينا :" أنى التمس منكم أن تشعرهم بعطفك ، فتأمر أحد أبنائكم بإبلاغهم رضاك وصفحك".
وهكذا انتهى الأمر على خير ما كان يرجو القس مينا ويتمنى. وعاد إلى الأباء الرهبان ومعه بعض الحاجيات، اشتراها بما منحه البابا من مال لهم، واندهشالرهبان عندما علموا أن الأمر قد انتهى عند هذا الحد.
أوفد البابا الأنبا توماس مطران الغربية بهيبته، ومعه القمص صليب ميخائيل إلى هؤلاء الأباء، فحدثهم بخشونة أزعجتهم، ونظروا إلى القس مينا متسائلين، فقدخيب المطران آمالهم . فاستحضروا له كرسياً من الجيران ليجلس عليه، حتى لا تتسخ ملابسه الأنيقة، فابتدأ يوبخهم على خروجهم عن طاعة رئيس الدير فاحتجالأباء على قوله هذا لأنه يتكلم عن غير علم ، وأرادوا ان يقاطعوا جلسته ، ولكن القس مينا انبرى له، واخذ بكلمة بأقوال القديسين وتحدث معه عن التواضعوانسحاق الروح، وكيف يعمل لاختطاف الساقطين وذكر يوم كان راهباً معه بالكلية بحلوان، وكيف كان راهباً متواضعاً فقير الحال، ونبهه إلى ما هو عليه اليوم منعظمة وأبهة الملبس ، وانه يجب أن يستبدل ذلك كله بنعمة الله، وبانسكاب الروح، إذ أن هذه المظاهر ليست مقبولة أمام الله.

أثر هذا الكلام فى نفس المطران تأثيراً بالغاً، وأبكاه كثيراً وأسف على ما بدر منه، واستسمح الأباء الرهبان . وتصافحوا فى محبة ، ثم ودعوه فى النهاية بما يليقبمقامه كأمير من أمراء الكنيسة. ولم ينس هو أن يعطيهم نقوداً أمر بها البابا حتى يمكن لهم العودة إلى الدير.



Magdy Monir 13 - 05 - 2012 05:58 AM

فى الطاحونة

http://www.ava-takla.com/up//uploads...7ad681c920.jpg


ذهبوا إلى البابا ليأذن لهم بالسفر، فصرح لهم وانصرفوا ولكن بقى القس مينا ملتمساً أمراً. فقال البابا: ماذا تريد؟
قال: "لقد عزمت بمشيئة الله أن أسكن فى الجبل الشرقى قريباً من دير الملاك القبلى فى طاحونة من طواحين الهواء ، منعزلة تصلح قلاية وقد وفقنى الله فىالحصول على ترخيص من مدير الآثار العربية بإيجار رمزى ، وأنى التمس التصريح بالإقامة فيها".
فقال له: "إن هذا الجبل مكمن للصوص، وإقامتك هناك فيها خطر على حياتك".
فأجاب قائلاً : "أن قلبى يحدثنى أنى سأنال نعمة التعزية فى هذا المكان، ومثله مثل مغارة وادى النطرون، لأنه بعيد عن العمران . فوافق البابا على طلبه".

انصرف القس مينا فرحاً، وذهب إلى مقره الجديد. وهو عبارة عن طاحونة مستديرة ارتفاعها ستة أمتار فى أقصى الجنوب الشرقى من الجبل، وتحتها واد سحيق.وأقام هناك أياماً مفترشاً الأرض ، وملتحفاً بالسماء وكان يبكر كل يوم أحد فى الذهاب إلى كنيسة الملاك القبلى ليحضرالتسبحة والقداس الإلهى وينصرف بعدالتوزيع مباشرة دون أن يحدث إنساناً . لاحظ ذلك القمص داود ، وحفظ الأمر فى نفسه حتى جاء مرقس بك فهمى ليصلى فى الدير، فلمح القس مينا بالكنيسة ،ولكنه لم يره بعد الصلاة ، فسأل القمص داود عنه، فقال: لابد أن نعلم أين يقيم، وكيف يعيش. وفى الأحد التالى استدعى القمص داود أحد أبنائه بالكنيسة، وقال لهاتبع القس مينا أينما ذهب لنعلم أين يقيم. فتبعه ذاك من بعيد دون أن يلمحه ، ورآه يقيم فى طاحونة لا سقف لها، ولا باب . وعاد واخبر بما رأى. فاتصل القمصداود بمرقس بك وأعلمه الأمر. فذهب إليه مع يعقوب بك مكارى المفتش فى "وزارة المعارف" والقمص يوحنا شنوده، فوجدوه جالساً على الأرض يسند ظهره إلىالحائط يقرأ فى كتاب الشيخ الروحانى. فاندهشوا ، وعتبوا عليه كثيراً لما رأوه على هذا الحال، فأجابهم : "ومن أنا ، ما أنا إلا دودة لا إنسان، وياليت الرب يعيننىلأتشبه بأولئك الأبرار الذين تاهوا فى البرارى، والجبال محبة فى اسم المسيح". وجلسوا معه أرضاً مدة ، ورجعوا يمجدون الله، وقلوبهم ممتلئة جنواً، وشفقة علىذلك الراهب المسكين الذى اختار هذا الطريق الصعب. وفى اليوم التالى حضروا الرجال وعملوا للطاحونة سقفاً وباباً وجعلوها دورين: الأول لإقامة الراهب مينا،والثانى ليكون هيكلاً. وهيأ الله له شماساً عجوزاً يدعى المقدس مليكة كان يطلع الجبل يومياً الساعة الثانية صباحاً صيفاً وشتاءاً دون إهمال.

ومضى وقت حتى أصبحت الطاحونة مكاناً منسقاً جميلاً. وعمل مذبحاً من الخشب. وابتدأ بأول قداس حضره القمص يوحنا شنودة الذى ساهم فى احتياجات الهيكل،والقمص داود الذى زوده بالقربان. ومرقس بك فهمى، ويعقوب بك مكارى، وفرح الجميع فرحاً ليس بقليل.
وبعد ذلك عرفه الناس وذاع صيته ، وابتدأوا يتوافدون عليه من أنحاء متفرقة من البلاد لما رأوا استجابة الله لصلواته والمعجزات التى تمت ببركة دعواته فحددمواعيداً محددة يفتح فيها باب قلايته، وفى غيرها ما كان يقابل أحداً. ولما زاد عدد قاصديه اكثر فأكثر اضطر تحت ضغط الرجاء أن ينظم أوقات القداسات اليوميةليتمكن أكبر عدد ممكن من نوال البركة.


قصة استئجار الطاحونة
أما كيف استأجر الطاحونة .. فهو أمر تبدى فيه تدخل العناية الإلهية .
كان الراهب مينا أثناء وجوده مع الرهبان بمصر القديمة بعد أن يقوم بخدمتهم اليومية يصعد الجبل المبنى عند سفحه دير الملاك ميخائل، يتجول ويمضى وقتاًللعبادة. فصادفه خفير الآثار هناك يتأمل الطواحين، ويتنقل من واحدة إلى أخرى. فسأله عن خبره، فقال له: "أريد الإقامة فى هذا الجبل فى إحدى هذه الطواحين"فقل أن المكان منطقة آثار ومحظور على أى إنسان الإقامة فيه، إلا إذا حصل على تصريح بذلك من مدير الآثار العربية ، وإنه لم يسبق لإنسان أن حصل على مثلهذا التصريح" فسأله: وأين إدارة ا؟لآثار هذه ومن هو مديرها؟ فعرفه عنوانها واسم مديرها فتذكر ذلك الاسم وأنه هو الذى زاره فى سنة 1933 بالمغارة بوادىالنطرون.

فتوجه إلى دار الآثار العربية ، ودنى من ساعى مكتب المدير، وسأله عنه، فظنه يطلب مساعدة، فقال له: "يا عم اقعد هنا جنبى لما يخرج يمكن ربنا يحنن قلبهعليك" فجلس برهة وتجاذب معه الحديث فارتاح الساعى إليه وطمأنه أن سيساعده فى مقابلة المدير عند خروجه من مكتبه، ولكن القس مينا أقنعه بأن يدخل له،ويخبره بأن العابد الذى زاره مع الباحث الأمريكى بالمغارة بوادى النطرون يرغب فى مقابلته. ذهب الساعى وأخبر المدير بذلك، فقال لفوره وخرج لمقابلة القسمينا، وعانقه وأخذ بيده ليدخله مكتبه. وقص على إخوانه الذين كانوا فى مكتبه حكايته العجيبة ، وطلب منه أن ينزل داره ضيفاً كريماً، فشكره، وقال له : "لى عندكأمر أرجو أن تساعدنى فيه"، وعرض عليه الأمر. وما أن أتم كلامه حتى طلب سكرتيره، وأمره أن يحرر عقد إيجار الطاحونة التى حددها القس مينا، ودفع منجيبه الإيجار لمدة طويله، ونبه مفتش آثار المنطقة أن يزوره فى الجبل ويعطى أمراً لخفير الآثار أن يرعاه، ويقضى له كل احتياجاته . فشكره القس مينا علىحسن صنيعه، وانصرف مسبحاً الله.


زيارة للمتنيح القس إبراهيم لوقا
قصده يوماً أحد الكهنة كان شريكاً للمتنيح القمص إبراهيم لوقا فى الخدمة بكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة ، وقال له: "يا أبى أن القمص إبراهيم لوقا يود أن تزورهفى بيته وتصلى له" فقال له: "أن أبانا القمص إبراهيم لوقا رجل عظيم، ومن أنا الحقير الذى يطلب منى أن أصلى له" ولكن بعد رجاء حار قبل أن يزوره فى منزلهبمصر الجديدة، فطلب منه الكاهن أن ينتظره عند باب دير الملاك القبلى، لأنه سيحضر فى الغد فى الساعة السابعة صباحاً بالسيارة ليتوجه معه إلى المنزل فتظاهرالقس مينا بالقبول، وسأله عن عنوان منزل القمص إبراهيم لوقا، وقال له : "الله يدبر وفى الساعة السابعة صباحاً كان رجل طويل القامة يلبس زعبوطاً ، وعلىرأسه شال أسود وبيده عصا، يقرع منزل القمص إبراهيم لوقا، ولما دخل حيث يرقد قبل يده وقال له: "يا أبى جئت لنوال بركتك" . فقال له: "بل أنا الذى التمسبركتك ، وبرجاء الإيمان أطلب منك أن تصلى لأجلى وتمسحنى بالزيت كقول الرسول" فصلى له القس مينا ، ودهنه بالزيت ، ثم انصرف مسرعاً غير مستجيبلتوسلات أحد بالبقاء بعض الوقت، وكان القمص إبراهيم يأمل أن يبقى لكرمه ويعيده بسيارته إلى مكانه. وكتب الله سلامة القمص إبراهيم لوقا ، وصار يتحدثبهذه الأعجوبة ووطد العزم أن يزوره فى الجبل ليشكره، ولكن هذه الزيارة تأجلت إلى حين.


نــــــــــبوءة
لما تنيح الأنبا يؤانس حزن القس مينا كثيراً ، وداوم على عمل ترحيم يومى له مدة أربعين يوماً، وفى تمامها كان نائماً فى الظهيرة ورأى إذ الأنبا يؤانس يأتى إليه،فاستغرب القس مينا صعوده الجبل وتحمله المشقة. ولما تقدم إليه وقال له: "أنظر يا أبونا مينا عصا الرعاية انكسرت منى أثناء صعودى الجبل فأنا حزين عليها جداً
" فقال له : "يتفضل سيدنا ويتركها لى قليلاً فأعطاها له فأصلحها وأعادها له ، ففرح بها كثيراً وتأملها بإمعان ، ثم قال : " خذها يا أبونا مينا قد وهبتها لك" فتسلمهامن يده فرحاً، واستيقظ من النوم متفكراً فى هذه الرؤية، وفى العصا والحديث الذى جرى.


تعمير دير الأنبا صموئيل
مرت الأيام، وكان الأنبا يوساب مطران جرجا قائم مقام البابا، وعرض عليه المتنيج الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف أمر دير الأنبا صموئيل، لأنه تحترعايته، وطلب الموافقة على تعيين القس مينا البراموسى رئيساً للدير كى يرعاه، ويهتم برهبانه ويدبر لهم احتياجاتهم ، لأنه دير ليست له أطيان أو عقارات، فوافقالأنبا يوساب على ذلك فكلف الأنبا أثناسيوس القس مينا القيام بهذه المهمة مرغماً، لأنه لا يريد أن يهجر قلايته. ثم سافر إلى الدير فى بلدة الزورة مركز مغاغة ،فوجد أن موقعه حسن لأنه على ترعة الإبراهيمية ولكنه مبنى باللبن (الطوب النى) ، والكنيسة قديمة وآيلة للسقوط ، ففكر فى إعادة بنائها فوراً ، وإقامة مركزللدير. وجاء إلى القاهرة وقابل كثيرين من محبيه وخاصة الابن المبارك حنا نسيم، وأظهر لهم رغبته ، وطلب منهم معاونته لتحقيقها . وفى الحال نظموا العمل فيهابينهم، وتم شحن صندلين كبيرين بالحديد والأسمنت والفحم الحجرى لحرق الطوب.

وصلت الأدوات وخزنها لحين البدء فى العمل، وفرح أهالى الزورة وأهالى دير الجرنوس بما رأوا والتفوا حول القس مينا ليساعدوه. فابتدأ بضرب الطوبوحريقه، وأزال الأنقاض وحفر الأساسات، وصب الأعمدة وأتم سقف الكنيسة وأقام مسكناً من طابقين. وصار العمل مثار حديث المنطقة كلها وأقبل الكثيرونيعضدونه ، ويقدمون له المعونة.
ولم يمض وقت طويل حتى صارت الكنيسة معدة للصلاة ، والمسكن جاهز للسكنى، ولما تم كل شئ حضر الأنبا أثناسيوس لتدشين الكنيسة وافتتحها باحتفال كبيرشهدته جموع كثيرة من كل المناطق المجاورة . وأقام قداساً حبرياً منح فيه القس مينا رتبة الإيغومانس (قمص).


دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون
استقرت الأمور وابتدأ يفكر فى دير جبل القلمون الذى يبعد سبع ساعات عن الزورة. فأحاط الأهالى علماً بعزمه على زيارة الدير، فبادروا إلى تقديم العطايا وتجمعلديه الكثير من المؤن : كالقمح والعسل والجبن، وتحركت قافلة من سبعة جمال، ولما وصل الدير فرح الرهبان، ودقوا أجراس الكنيسة وأقام هناك أياماً ، عاينالدير ومبانيه وعمل ترتيب الترميم والبناء وتقدم المؤمنون من مديريتى الفيوم والمنيا بالمساعدات والمعونة. وتم ترميم مبانى الدير وتجديد الكنيسة ورتب وصولقافلة من الزورة للدير مرة كل خمسة عشر يوماً تحمل للرهبان احتياجاتهم. فازدهر الدير، ورجع إليه رهبانه الذين هجروه بسبب إهمال أمرهم فيما مضى.

لما اطمأن القمص مينا على استقرار أمور الدير ونجاح مهمته، ترك وكيلاً له بالزورة: القس مينا الصموئيلى الذى تربى فى كنف القمص مينا زمناً طويلاً بمصرالقديمة وقد منحه الأنبا أثناسيوس رتبة قس بمناسبة افتتاح الكنيسة ومقر الدير بالزورة.

http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:01 AM

نداء مارمينا



التخلى عن الطاحونة

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...wHSBeLsAvGfmQQ
رجع القمص مينا إلى طاحونة وكانت الحرب الثانية على أشدها واتخذت قوات الحلفاء الجبل الشرقى - حيث يقيم القمص مينا- نقطة دفاعية عن مدينة القاهرة.وكان القمص مينا محل تقدير هذه القوات . ولما اشتدت وطأة الغارات الجوية، أشفق قائد القوة عليه وخشى ان يلحقه ضرر من جراء بقائه فى وسطهم، وطلب منهالنزول من الجبل والاحتماء المساكن ، فنزل على إرادته وأقام فترة من الزمن متنقلاً بين دير الملاك القبلى وكنيسة بابليون الدرج. ومن ثم فكر، وفكر محبه محبوهفى إقامة مكان ليقيم فيه يحتوى مسكناً صغيراً، وكنيسة باسم الشهيد العظيم مارمينا. وابتدأ فى تنفيذ الفكرة. فاشترى قطعة أرض لم تكن تتجاوز المائة والخمسينمتراً ، ثم زيدت إلى خمسمائة للتسع للكنيسة وملحقاتها الضرورية . وخططا المقاول حنا نسيم. وابتدأ العمل بنشاط حتى انتهى بناء الكنيسة وفوقها قلاية لإقامةالقمص مينا. وبعد فترة وجيزة تم بناء دير الشهيد العظيم مارمينا ليأوى إليه الغرباء من طلبة الكليات بالقاهرة، كما أنه صار مقصد طلاب البركة. وأصبح الديرخلية عامرة بالأبناء المباركين.


الأمر بعودة الرهبان
صدر أمر بابوى يلزم الرهبان بالرجوع إلى أديرتهم ، ولا يبقى خارجها منهم إلا من كان له عمل يؤديه بالمدن. ولما كانت إقامة القمص مينا بالقاهرة هى لضرورةماسة مرتبطة برعاية دير الأنبا صموئيل بصفته رئيساً له. وبالتالى لا يمكنه العودة إلى دير البراموس، لذلك أرسل القمص إبراهيم لوقا وكان وكيلاً للبطريركية -خطاباً يعلمه فيه بحقيقة موقفه، ويطلب منه العمل على إصدار تصريح للإقامة فى القاهرة. حرك هذا الخطاب مشاعر القمص إبراهيم لوقا ، وبادر بزيارته وفرحبلقياه وسلمه التصريح.

تدشين الكنيسة
لما تم بناء الكنيسة على خير وجه وقام المتنيح الأنبا أثناسيوس بتدشينها ، وأقام قداساً حبرياً اشترك معه الأنبا ابرآم مطران الجيزة الأسبق الذى كانت تربطهبالقمص مينا صلة مودة منذ كانا زميلين بالكلية اللاهوتية بحلوان. وأصبحت الكنيسة وما حولها من مبان تشكل ديراً يدخله القادم لأول مرة فيظن أنه كان قائماً منذسنين.


رعاية المغتربين
اختص الأب مينا أبناءه طلبة الجامعة المغتربين بالرعاية ، وكان يهتم بأحوالهم بنفسه ، حتى شعر الجميع أنهم أسرة واحدة لهم أب حنون يدخل أعماق كل واحدمنهم، فيحل له مشاكله ويقوده لطريق النعمة. وبقدر ما كان رحيماً عليهم ومحباً محبة عميقة كان أيضاً صارماً، فقادهم فى معترك الحياة قيادة حكيمة . وكان يشترطفيمن يقبل الدير:
- أن يكون أرثوذكسياً مشهوداً له من كاهن بلدته.
- ان يخضع لترتيب المعيشة بالدير.
- أن يواظب على حضور القداسات ، والتقرب من الأسرار المقدسة.

تعال فقيراً

وصار للقمص مينا أبناء كثيرون ، منهم من حفظ الود، وتأصل فيهم الوفاء، بل أن من بين من شملتهم بركاته- عندما كان طالباً فى كلية الصيدلة ونال أجازتها،ففتح صيدلية فى بلدته- جاء إليه يوماً فظنه انه قد جاء ليستجم بالدير. ولكنه بعد أن مكث عدة أيام، جلس معه وعرفه أنه باع صيدليته، وترك كل شئ ليسلكطريق الرهبنة ، ويخدم الله. وقدم له النقود التى باع بها الصيدلية ليستعين بها على إتمام مشاريعه فقال له القمص مينا: " إن المسيح يقول من يأتى إلىّ لا أدعهخارجاً ، ولكنه لم يقل ويكون معه نقوده. فإن أردت أن تبع المسيح أترك كل شئ، وتعال اتبعه. تصرف فى نقودك كيفما شئت وتعال فقيراً لا تملك شيئاً، وتذوقحلاوة الفقر الاختيارى لتشعر بغنى المسيح". فنزل هذا الابن على أمره، وغاب أياماً ، ورجع إليه فقيراً لا يملك شيئاً.


إشعاع النعمة
أصبح دير مارمينا بمصر القديمة مصدر بركة عظيمة، فلا ينقطع وزاره صباحاً أو مساءاً . فمنه بزغت أنوار النعمة، واشتم الجميع رائحة المسيح الزكية،وجرت آيات ومعجزات كثيرة: فكم من مريض أتى للدير، ونظر الله إليه بعين الرحمة فنال نعمة الشفاء. وكم من متضايق بهموم الحياة دخل الدير يحمل أثقالاً ،خرج وقد أزاح الله عنه أتعابه وارتسم على قلبه نور الخلاص. وكم من معذب من الأرواح النجسة أتى وهو أسير، فعاد وهو حر، فكت عنه قيود الشر. بل انهفى إحدى الليالى تسلم الأب مينا برقية يطلب فيها صاحبها الصلاة لأجله، لأنه فى ضيقة شديدة.


الحاسدون
ولكن كلما زادت نعمة الله مع القمص مينا، كلما كثر حاسدوه ، فابتدأوا يكيدون له لدى البابا ، الذى أراد أن يرتاح من القيل والقال، ومن الشكوك التى كانت تساوره، فأمر بعودته إلى دير البراموس ، ويسلم دير الشهيد مارمينا للبطريركية ، ولكن الله هيأ له أبناءاً بررة لهم مكانة لدى البابا وهما: دكتور كمال رزق ، ودكتورحلمى يعقوب مكارى أمكنهما إقناع البابا بأن القمص مينا ابن بار، وان الله يتمجد فى كل أفعاله، وليس له مطمع فى الحياة إلا أن يتمكن من عبادة الله.

http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:05 AM

دعوة السماء


http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...doLj1vECWlQsJf




مرت بالكنيسة أحداث كانت غمامة قاتمة شعر فيها المؤمنين بالأسى والحزن العميق. ولكن مراحم الله أدركتها لما رفعت أنظارها إلى فوق حيث المسيح ، الذىسمع صراخها قائلة : خلص يارب، ولا تسلم ميراثك للعار.
جاءت ساعة الخلاص لما استقر الرأى على انتخاب راع يسوس الكنيسة وكان يمسك بدفة السفينة المتنيح الأنبا أثناسيوس قائمقام البطريرك ، الذى أعانه الله علىأن يرسيها سالمة ، ويسلمها للربان الحكيم الذى اختاره الله.
واتفق الرأى على ترشيح رهبان مشهود لهم. فقدمت تزكيات لكل من : القمص دميان (المتنيح الأنبا توماس مطران عطبرة) ، القمص انجيليوس المحرقى (الأنبامكسيموس مطران القليوبية) والقمص تيموثاوس (الأنبا يوساب أسقف البلينا المتنيح) والقمص مينا بديرالشهيدة دميانة.

أما القمص مينا المتوحد فكان بعيداً عن هذا المعترك . ولكن الأنبا أثناسيوس قدم تزكية باسم القمص مينا دون أن يخطره. وانتهى الميعاد ، وقفل باب الترشيح،وطلب القائممقام القمص مينا ليحادثه تليفونياً، وبادره قائلاً:
- لماذا لم تقدم تزكية لترشيح نفسك يا أبونا مينا؟
- يا سيدنا حفظ الله حياتك ، والله يختار الراعى الصالح الذى يرعى شعبه ببر وطهارة قلب.
- كان يجب ألا يفوتك هذا الواجب.
- من أنا الدودة الصغيرة حتى أتطلع لهذه المهمة العظيمة الخطيرة. وأحمل هذه الأمانة العظمى التى تعطى لمن يختاره الله وليس لمن يشاء أو يبغى.

- لكنى ما زلت أنتظر منك الجواب ، لماذا لم تقدم تزكية ، وتترك الله يدبر ما يشاء.
- يا سيدنا أبائى الرهبان كثيرون وقدموا بتزكياتهم ، وكلهم أهل لهذا المنصب الخطير، أما أنا فتكفينى نعمة الله التى معى.
- يا أبونا مينا أنا قدمت تزكية باسمك فى الوقت المناسب.
- حفظ الله حياتك يا سيدنا رايح يروح فين الصعلوك بين الملوك.
- الله يرفع الفقير من المزبلة ويجلسه مع رؤساء شعبه.
- دامت حياتكم يا سيدنا والرب يدبر.
شدد القمص مينا على محبيه وعارفي فضل الله عليه، وحذرهم من عمل دعاية له سواء بالنشر أو بعقد الاجتماعات، ونزل الجميع على رغبته.

وفى الانتخابات التى جرت يوم الجمعة 17 أبريل سنة 1959 فاز ثلاث رهبان هم بالترتيب: القمص دميان المحرقى - القمص انجيليوس المحرقى - القمص ميناالبراموسى المتوحد.

القرعة الهيكلية
وفى يوم الأحد 19 ابريل سنة 1959م وهو اليوم المحدد لإجراء القرعة الهيكلية ، أقيم قداس حضره أحبار الكنيسة برئاسة المتنيح الأنبا أثناسيوس ، وفى مظروفختمه بالشمع الأحمر وضعت ثلاث ورقات تحمل كل منها أسم أحد المرشحين الفائزين فى الانتخاب أمام جميع الشعب وبحضور السيد دكتور رمزى ستينو.ووضع المظروف على المذبح ، وفى نهاية القداس فتح المظروف أمام أحبار الكنيسة والشعب جميعه . وسحب شماس صغير (يدعى "رفيق باسيلى" من طنطا)ورقة منه ، خرجت تحمل اسم ، "القمص مينا البراموسى المتوحد" . وهنا دقت أجراس الكاتدرائية دقات الفرح معلنة الاختيار الإلهى . كما فرح جميع الشعوبورفعوا أصواتهم بالتهليل والحمد لله. وقد أذيع نبأ الاختيار على جميع موجات الإذاعة.

وأبلغ النبأ للقمص مينا المتوحد فبكى كثيراً وهو يصلى ، ورفض أن تدق أجراس كنيسة الدير فرحاً بهذه المناسبة، بل أمر بالانتظار حتى ينهى القداس .وتوافدت على دير مارمينا بمصر القديمة جموع الشعب والأحبار فقل وهو خارج من الهيكل لاستقبالهم: "المجد لك يارب اخترتنى أنا الضعيف لتظهر قوتك فىضعفى من عندك القوة أعنى، لأنى أرتعب من عظمة موهبتك . أنت أمين وعادل لا تترك محبيك. من عندك القوة. من عندك العون يا إلهنا وفادينا".

زيارة الأديرة
تحتم طقوس الرسامة حضور المختار من الله من ديره الذى ترهبن فيه لذلك فقد توجه فى فجر السبت 9 مايو سنة 1959 إلى دير البراموس ومعه عدد كبير منالمطارنة وأعيان الشعب يستقلون عشرات السيارات. دخل الدير بين دقات الأجراس، واستقبله الأباء الرهبان استقبالاً جميلاً ، وهم يلبسون حللهم الكهنوتية ،ويرفعون الصلبان ويحملون المجامر . ودخل كنيسة كلية الظهر العذراء الأثرية بالدير، وسجد سجدات الخشوع من باب الكنيسة حتى حجاب الهيكل. وقبل أيقوناتالقديسين ، وتبارك من جس أنبا موسى الأسود وأنبا ايسوذورس قس القلالى، الموضوعين أمام الهيكل ثم قام بخدمة القداس ، وبعد ذلك أخذ بركة الدير بأن لم يتركفيه مكاناً إلا ودخله، وتأمل صنيع الله فاحص القلوب والكلى ، المحسن إلى المستقيمى القلوب.

وبعد أن استراح قليلاً ، زار أديرة السريان ، والأنبا بيشوى، وأبو مقار. وعاد قاصداً القاهرة فى سيارة وضعها تحت تصرفه الأستاذين ونيس وعياد فلتس، وركبمعه القائم مقام البابوى المتنيح الأنبا اثناسيوس ، والمتنيح الأنبا كيرلس مطران البلينا الرفيق الحبيب، والمتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية. ووصل الموكبمشارف القاهرة عند الغروب، واستقبلته جموع كثيرة برتل من السيارات وسار الموكب حتى الكنيسة المرقسية الكبرى . وكانت الألوف تملاً الشوارع المحيطةبالكنيسة . ولما وصل إلى الكنيسة - التى ازدحمت بالمستقبلين - دخل وسجد أمام الهيكل وقدم صلاة الشكر.
مرت بالكنيسة أحداث كانت غمامة قاتمة شعر فيها المؤمنين بالأسى والحزن العميق. ولكن مراحم الله أدركتها لما رفعت أنظارها إلى فوق حيث المسيح ، الذىسمع صراخها قائلة : خلص يارب، ولا تسلم ميراثك للعار.

جاءت ساعة الخلاص لما استقر الرأى على انتخاب راع يسوس الكنيسة وكان يمسك بدفة السفينة المتنيح الأنبا أثناسيوس قائمقام البطريرك ، الذى أعانه الله علىأن يرسيها سالمة ، ويسلمها للربان الحكيم الذى اختاره الله.
واتفق الرأى على ترشيح رهبان مشهود لهم. فقدمت تزكيات لكل من : القمص دميان (المتنيح الأنبا توماس مطران عطبرة) ، القمص انجيليوس المحرقى (الأنبامكسيموس مطران القليوبية) والقمص تيموثاوس (الأنبا يوساب أسقف البلينا المتنيح) والقمص مينا بديرالشهيدة دميانة.
أما القمص مينا المتوحد فكان بعيداً عن هذا المعترك . ولكن الأنبا أثناسيوس قدم تزكية باسم القمص مينا دون أن يخطره. وانتهى الميعاد ، وقفل باب الترشيح،وطلب القائممقام القمص مينا ليحادثه تليفونياً، وبادره قائلاً:

- لماذا لم تقدم تزكية لترشيح نفسك يا أبونا مينا؟
- يا سيدنا حفظ الله حياتك ، والله يختار الراعى الصالح الذى يرعى شعبه ببر وطهارة قلب.
- كان يجب ألا يفوتك هذا الواجب.
- من أنا الدودة الصغيرة حتى أتطلع لهذه المهمة العظيمة الخطيرة. وأحمل هذه الأمانة العظمى التى تعطى لمن يختاره الله وليس لمن يشاء أو يبغى.
- لكنى ما زلت أنتظر منك الجواب ، لماذا لم تقدم تزكية ، وتترك الله يدبر ما يشاء.
- يا سيدنا أبائى الرهبان كثيرون وقدموا بتزكياتهم ، وكلهم أهل لهذا المنصب الخطير، أما أنا فتكفينى نعمة الله التى معى.

- يا أبونا مينا أنا قدمت تزكية باسمك فى الوقت المناسب.
- حفظ الله حياتك يا سيدنا رايح يروح فين الصعلوك بين الملوك.
- الله يرفع الفقير من المزبلة ويجلسه مع رؤساء شعبه.
- دامت حياتكم يا سيدنا والرب يدبر.
شدد القمص مينا على محبيه وعارفي فضل الله عليه، وحذرهم من عمل دعاية له سواء بالنشر أو بعقد الاجتماعات، ونزل الجميع على رغبته.
وفى الانتخابات التى جرت يوم الجمعة 17 أبريل سنة 1959 فاز ثلاث رهبان هم بالترتيب: القمص دميان المحرقى - القمص انجيليوس المحرقى - القمص ميناالبراموسى المتوحد.


القرعة الهيكلية
وفى يوم الأحد 19 ابريل سنة 1959م وهو اليوم المحدد لإجراء القرعة الهيكلية ، أقيم قداس حضره أحبار الكنيسة برئاسة المتنيح الأنبا أثناسيوس ، وفى مظروفختمه بالشمع الأحمر وضعت ثلاث ورقات تحمل كل منها أسم أحد المرشحين الفائزين فى الانتخاب أمام جميع الشعب وبحضور السيد دكتور رمزى ستينو.ووضع المظروف على المذبح ، وفى نهاية القداس فتح المظروف أمام أحبار الكنيسة والشعب جميعه . وسحب شماس صغير (يدعى "رفيق باسيلى" من طنطا)ورقة منه ، خرجت تحمل اسم ، "القمص مينا البراموسى المتوحد" . وهنا دقت أجراس الكاتدرائية دقات الفرح معلنة الاختيار الإلهى . كما فرح جميع الشعوبورفعوا أصواتهم بالتهليل والحمد لله. وقد أذيع نبأ الاختيار على جميع موجات الإذاعة.

وأبلغ النبأ للقمص مينا المتوحد فبكى كثيراً وهو يصلى ، ورفض أن تدق أجراس كنيسة الدير فرحاً بهذه المناسبة، بل أمر بالانتظار حتى ينهى القداس .وتوافدت على دير مارمينا بمصر القديمة جموع الشعب والأحبار فقل وهو خارج من الهيكل لاستقبالهم: "المجد لك يارب اخترتنى أنا الضعيف لتظهر قوتك فىضعفى من عندك القوة أعنى، لأنى أرتعب من عظمة موهبتك . أنت أمين وعادل لا تترك محبيك. من عندك القوة. من عندك العون يا إلهنا وفادينا".

زيارة الأديرة
تحتم طقوس الرسامة حضور المختار من الله من ديره الذى ترهبن فيه لذلك فقد توجه فى فجر السبت 9 مايو سنة 1959 إلى دير البراموس ومعه عدد كبير منالمطارنة وأعيان الشعب يستقلون عشرات السيارات. دخل الدير بين دقات الأجراس، واستقبله الأباء الرهبان استقبالاً جميلاً ، وهم يلبسون حللهم الكهنوتية ،ويرفعون الصلبان ويحملون المجامر . ودخل كنيسة كلية الظهر العذراء الأثرية بالدير، وسجد سجدات الخشوع من باب الكنيسة حتى حجاب الهيكل. وقبل أيقوناتالقديسين ، وتبارك من جس أنبا موسى الأسود وأنبا ايسوذورس قس القلالى، الموضوعين أمام الهيكل ثم قام بخدمة القداس ، وبعد ذلك أخذ بركة الدير بأن لم يتركفيه مكاناً إلا ودخله، وتأمل صنيع الله فاحص القلوب والكلى ، المحسن إلى المستقيمى القلوب.

وبعد أن استراح قليلاً ، زار أديرة السريان ، والأنبا بيشوى، وأبو مقار. وعاد قاصداً القاهرة فى سيارة وضعها تحت تصرفه الأستاذين ونيس وعياد فلتس، وركبمعه القائم مقام البابوى المتنيح الأنبا اثناسيوس ، والمتنيح الأنبا كيرلس مطران البلينا الرفيق الحبيب، والمتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية. ووصل الموكب بمشارف القاهرة عند الغروب، واستقبلته جموع كثيرة برتل من السيارات وسار الموكب حتى الكنيسة المرقسية الكبرى . وكانت الألوف تملاً الشوارع المحيطةبالكنيسة . ولما وصل إلى الكنيسة - التى ازدحمت بالمستقبلين - دخل وسجد أمام الهيكل وقدم صلاة الشكر.

http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:09 AM

الرسامة


http://i.ytimg.com/vi/u9QD4GCeZcQ/0.jpg



باكر الأحد 10 مايو 1959 (2 بشنس) نزل القمص مينا البراموسى من المقر البابوى وأمامه الشمامسة حاملين الصلبان ، والمطارنة والكهنة بملابسهم الكهنوتيهوهتافات الشعب، وأصوات الفرح تعلو إلى عنان السماء.
وقف المختار من الله أمام باب الكنيسة الذى أغلق، وسلموه المفتاح ، ففتحه وهو يقول : "افتحوا لى أبواب البر لكى أدخل وأشكر الرب، لأن هذا هو باب الرب وفيهيدخل الأبرار. أشكرك يارب لأنك استجبت لى وكنت لى منقذاً ومخلصاً". ودخل الكنيسة وسجد أمام باب الهيكل. وتقدم كبير المطارنة الأنبا أثناسيوس - وكان هو آخرمطران حى، وضع البابا كيرلس الخامس اليد عليه- للصلاة ، ودعى أخوته الأساقفة للصلاة. فوضعوا البشائر الأربع على رأسه . ثم وضع اليد عليه ومن بعده الأباءالمطارنة، ونادى: ها باركوا يا اخوتى أبانا وراعينا المقام من لدن الله، ورضا شعبه، ثم البسوه الثياب الكهنوتية ، ووضعوا على رأسه التاج. وتقدم إلى المذبح وقبله ،وتسلم عصا الرعاية من فوقه. ثم أجلسوه على الكرسى الرسولى، كرسى مارمرقص الإنجيلى. ووقف ليقرأ الإنجيل، فلم يشأ أن يقول "أنا هو الراعى الصالح" بل قال:"قال المسيح أنا هو الراعى الصالح" . وبعدها فاضت عيناه بالدموع الغزيرة.. دموع الإحساس بعظم المسئولية وجسامتها، والتذلل أمام الله لطلب المعونة.

انتهى الحفل الذى نقلته الإذاعة على الهواء مباشرة - على اجمل صورة من الروعة والنظام. وقد حضره السيد/ أنور السادات مندوباً عن السيد الرئيس جمال عبدالناصر . كما حضره ممثلون عن الهيئات والطوائف.
ثم تزاحم أفراد الشعب لنوال البركة ، وكم كان وديعاً طويل الأناة ، لم يكل وهو واقف ساعات طويلة. أشفق عليه الأباء المطارنة والأساقفة ، وطلبوا منه أن يستريحإذ كان عرقه يتصبب، ولكنه أصر ألا يرد أحداً. وان يدخل السرور إلى قلب كل قاصد: الكبار والأطفال الصغار. وعاد كل إلى بيته وهو يمجد الله على ما رأى وسمع.
لم تغير البابوية منه شيئاً ، فقد لازم كل الطقوس التى كان يقوم بها من يوم أن كان راهباً. فواظب على رفع بخور عشية وباكر وإقامة القداسات اليومية. وحمل الأمانةكاملة . أعانه الله أن يدبر شئون الكنيسة كبيرها وصغيرها. وإحياء الطقوس بدقائقها. وتمجد الله فى أعماله، وجهاده ، وتقبل منه ابتهالاته وضمه إلى أحضان القديسينمكللاً بعد ان سجل له التاريخ أسمى وأعظم الأعمال . وكتب عنه محبوه، وعارفو فضله الكثير بتدقيق، كما فى كتاب عشر سنوات مجيدة الذى كتبه الدكتور أمين حكيم(القس غبريال) ، والدكتور يوسف منصور.

وسيكون ما جمعه الابن المبارك المحب لأبيه القس رافائيل مسك ختام، تتنسمها روحه الطاهرة، وهو واقف أمام عرش النعمة فى الكنيسة المنتصرة، يسأل للكنيسة السلام الدائم، ولنفوسنا تعزيات السماء.




http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:21 AM

الجزء الثانى: البابا كيرلس السادس بطريركاً على كرسى مارمرقس
http://4incorporealcreatures.files.w...kyrillios1.jpg

(من عام 1959م إلى عام 1971م)



بقلم القس رافائيل أفامينا (الشماس روفائيل صبحى)

- الشماس الخاص لقداسة البابا


نسكيات البابا

"أقمع جسدى وأستعبده" (1كو 9: 27)
"صالبين الجسد مع الشهوات" (غل 5: 24)
"لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكى تظهر حياة يسوع فى جسدنا المائت" (2كو 4: 11)
لم ينس البابا كيرلس يوماً انه الراهب الفقير مينا، وإن اختياره للبطريركية ليس شيئاً يدعوه إلى تغيير حياته النسكية.. بل كان على العكس يعتقد أنه يجتاز تجربةمريرة يحتاج معها لمزيد من التنهد والحزن والانسحاق والصوم والصلاة وكأنى بالأشواق الصالحة القوية التى ملكته منذ فخر شبابه- كمختار من الله - ودفعته إلىأن يلفظ العالم ، ويمسك بالمسيح الذى بداخله ، لم تتحول يوماً إلى غير ما كان يحرص.. لقد أغلق كل أبواب العالم عن نفسه الشهوات مع الرغبات ليبحث فيهاعن الكنز المخفى .. باع كل شئ ليشترى اللؤلؤة الواحدة الكثيرة الثمن.. أهمل احتياجات الجسد، فلم يعدله عليه سلطان، أشعل الروح بزيت الفضائل الذى لاينطفئ.

وبعد أن ذاق، وشارك، وعاش ، وملك مع المسيح، لم يكن ممكناً أن يتطلع لاقتناء شئ آخر ، لقد ربح المسيح.. فما حاجته لهذا الآخر.
"تحت ظلك اشتهيت أن أجلس، ثمرته حلوة لحلقى"
"لقد وجدت من تحبه نفسى ، فأمسكته، ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمى"

طعامه وملابسه ونومه
ليس غريباً إذاً أن نجد طعام البابا هو هو طعامه أيام إن كان راهباً رغم تقدم السن وتزايد المسئولية وإرهاق العمل. فكان إفطاره قربانة واحدة مع مسحوقالكمون أو الملح أو السمسم ، وبعد إلحاح طويل من أبناء البابا زيد هذا الإفطار مقدار ملعقتان صغيرتان من الفول.

وكثيراً ما كانت تمتد مقابلات البابا إلى الساعة الثانية أو الثالثة بعد الظهر دون أن يتناول إفطاراً.
وطعام الغذاء خبز جاف مع القليل جداً من الطعام المطبوخ الذى لا يأكل منه شيئاً بل يبلل به الخبز الجاف.. ما رأيته يوماً يقترب إلى دجاجة قدمت له، أو امتداديده لكوب من اللبن ليرتشف منها جرعة. وما كان أزهده فى اللحوم.
وكان العشاء مثل الإفطار، وكان يكتفى أحياناً فيه بالقليل من الفاكهة.
هذا هو طعام البابا فى غير أيام الصوم الذى كان له فيه نظاماً قاسياً ، وخاصة فى الصوم الكبير ، وصوم كلية الطهر العذراء مريم ، فكان يتناول الطعام مرة واحدةفى المساء بعد صلاة القداس الإلهى التى ما كان يريد لها أن تنتهى لولا إشفاقه على أبنائه الصائمين.

أما ملابسه فما أبسطها.. فالداخلى منها بسيط خشن غير جاهز ، بل "مسرج" مصنوع من "الدمور" وفوقه يلبس حزاما من جلد والاسكيم المقدس ، ثم جلبابا أسودخفيفا من قماش زهيد الثمن. وكان يرتدى عباءة (زعبوط) غير مفتوحة من الأمام، والمسماة "الفراجية" . وكان يضع شالا على رأسه ليخفى به شعره الذى نذر ألايقصه منذ رهبنته.
والملابس التى كان يرتديها عند إقامة القداسات كانت - وهى على مرآى من الجميع - غاية فى البساطة ، وكثير من الأباء يرتدى ما هو أثمن منها ، وكان ذلكدأب قداسته حتى فى الأعياد والمناسبات.

وكان يرفض ارتداء البرنس أو التاج حتى فى يوم افتتاح الكاتدرائية الجديدة بالعباسية لم يرتد الملبس الفاخر الذى أهداه إياه جلالة الإمبراطور هيلاسلاسى فى هذهالمناسبة، وكان يردد : "لقد أتى المسيح إلى مصر هاربا ولم يكن له أين يسند رأسه".
وما كان يستخدم إلا المناديل "المحلاوى" البسيطة.
وكان يعطى لأبنائه المناديل الفاخرة التى تهدى له من أولده.
كما كان يعطى من ملابسه للأباء الأساقفة أو الكهنة ، ولعل الكثيرون يحتفظون بها للبركة والذكرى.
والشىء الذى أدهشنى انه لم يغير حذاءه طوال مدة خدمتى لقداسته، وهى خمس سنوات كاملة، ولم يه تم بدهانه أو إصلاحه .. وكثيرون حاولوا ربط حذائه بعدانتهاء الصلاة، فكان يأمرهم بتركه وهو يقول لهم (سيبه يا ابنى .. خلى الليلة تفوت على خير).

"كهنتك يلبسون العدل وأبرارك يبتهجون ابتهاجاً"
"يبتهج قلبى بالله مخلصى لأنه ألبسنى ثوب الخلاص وسربلنى بحلة السرور كل حين"
أما نومه فما أقله.. فمن المعروف أن البابا يبدأ يومه بالصلاة فى الساعة الثالثة والنصف صباحاً، ولا يفرغ منن المقابلات والمشاغل إلا فى ساعة متأخرة منالليل. ومهما كان مجهداً أو متعباً فإنه ما أن يحين موعد الصلاة حتى ينهض قداسته بنشاط عجيب، وسرور ليكمل قانون عبادته.
سريره بسيط من النحاس ، وغطاؤه بطانية واحدة صيفاً وشتاء. وما اكثر الليالى التى نام فيها فوق مقعده. وقد تعجب القاصد الرسولى لبساطة قلاية الباباعندما زاره وهو مريض، وعرض أن يؤثثها له بنفسه، فشكره البابا، وقال له أنى أحب هذا المكان البسيط.


قراءات البابا
لقد كان الكتاب المقدس هو صديقه الحميم الذى يلتقى به كل يوم. ولا يمل القراءة فيه، وكذلك كانت كتب القديس مار اسحق السريانى، لا يكف عن مطالعتها رغمأنه كان يحفظ الكثير منها، وسبق أن نسخها عدة مرات.
وكذلك كان يقرأ كل الكتب الدينية التى طبعت فى عهده المبارك، وما أكثرها، وكان يعلق على ما جاء بها، وكذلك المجلات الدينية، لا يهمل فيها سطراً، ويبدىملاحظاته لمحرريها فى مقابلاتهم لقداسته ويخرجون من عنده منتفعين.

اتضاعه وبغضه المديح
ولا تجدى الكلمات فى وصف اتضاع البابا، فالاتضاع فضيلة لا توصف بل أعمال وحياة ناطقة، وبين طيات هذه المذكرات وجدنا، كما سنجد أمثلة حية لهذاالاتضاع.

أما عن بغضه المديح فسأكتفى هنا بذكر واقعتين للدلالة على بغض قداسته له من كل قلبه.
بينما كان أحد الأباء الكهنة يعظ فى دير مارمينا بمريوط ذكر معجزة حدثت بصلوات البابا، فخرج البابا من الكنيسة واتجه إلى قلايته، وعاد مع قرب انتهاء العظة، وكان واضحاً من عينيه الباكيتين، ومن ملامح وجهه ماذا صنع بنفسه فى قلايته.
كما حدث ذات مرة أن قدم محاسب بعمارة رمسيس بالقاهرة إلى المقر البابوى ومعه ابنته الصغيرة لمقابلة البابا، ولما دخلت وركعت أمامه، رفعت نظرها إلى أعلالتقبل الصليب، فرأت منظراً عجيباً، فلم تستطع القيام حتى أقامها البابا، وخرجت الصبية تحكى لأبيها ما رأت. وفى اليوم التالى جاءت الصبية مع والدها، وقابلتالبابا، وقالت له أنها بالأمس رأت هالة من نور حول رأسه وتصل إلى كتفيه.

انزعج البابا لقولها هذا، وقال: "احفظنى يارب.. احفظنى يارب " قال هذا وهو يشيح بوجهه عن الصبية.
وكثيراً ما كنت أسمعه يقول تحقيراً لنفسه "الواد عمل بطرك". وكان إذا طلب امراً، ووجد كثيرين يسرعون إلى تلبية طلبه، كان يقول ببساطة: "جلبيته لحد ركبته،وعشرة فى خدمته".
وفى تضاعيف هذه المذكرات سنجد صوراً ناطقة لحياة الاتضاع الكامل .
وإذا كان العطف والحنان هما السمة المميزة لمعاملة البابا للآخرين ، إذا كانت البسمة المعزية هى هدية سمائية يقدمها لنا البابا .. فماذا ترى كان يصنع البابا معنفسه؟.

ولكى تعرف الإجابة على هذا السؤال ، فلنقرأ معاً هذه الصفحات.


معاملة البابا لنفسه

حقاً إنك رجل الله
أثناء الصوم الكبير فى عام 1969 ، أعطانى قداسة البابا زجاجة صغيرة بها ثلاث حصوات ، وطلب منى أن أعرضها على الأستاذ الدكتور/ عزيز فام - أستاذجراحة المسالك البولية بكلية الطب جامعة القاهرة ، وأخبره بأن هذه الحصوات قد آلمت البابا كثيراً عند نزولها. ولما رأى سيادته هذه الحصوات صاح قائلاً: "أناصغر حصوة من هذه الحصوات يحتاج إنزالها إلى عملية . أسرع إلى قداسة البابا لتوصيه بالإكثار من شرب الماء طوال النهار، وإنه إذا أراد الصوم فإنه يمكنهالامتناع عن تناول الطعام، ولكن لابد له من الإكثار من شرب الماء للحيلولة دون ترسب الأملاح فى الكلى . ولكن البابا أجابنى ببساطة : هل نترك الله ؟ .. هلنترك الشهيد مارمينا؟.

وبعد ذلك بيومين حضر الأستاذ الطبيب للاطمئنان على صحة البابا ، وسألنى عما إذا كان البابا يكثر من شرب الماء من عدمه؟ فأخبرته ان البابا مستمر فى صومهكالمعتاد ، فصاح سيادته قائلاً : إن الكتاب يقول " لا تجرب الرب إلهك" وسمع البابا صوت الطبيب فاستدعاه، وأعطاه زجاجة أخرى بها حصوتان، وقال : "انالشهيد مارمينا قد ساعدنى فى إنزال هاتين الحصوتين أيضاً .. وهنا هدأت ثورة الطبيب .. وقال له: "حقاً أنك رجل الله ... قد أمنت بك" وأخذ الحصوات واحتفظبها لتكون شاهداً على قوة إيمان البابا ... وعلى قوة اتكاله على الله .. وعلى تمسكه بزهده، ونسكه.


لماذا نتكاسل
وقصة أخرى حدثت فى رحاب دير القديس العظيم مارمينا بمريوط.. فى صباح أحد الأيام أخبر قداسة البابا القمص مينا أمين الدير بأنه يشعر بألم لا يستطيع معهإقامة القداسة الإلهى . فمضى القمص مينا، وصلى القداس بمفرده. وما أن مضت نصف ساعة تقريباً حتى استدعانى البابا، وقال لى: "لماذا نتكاسل يا ابنى؟ .. هيئلى المذبح للصلاة" فرجوته أن يستريح فرفض. فأخبرته بأن القمص مينا قد اخذ أدوات الصلاة وصلى بها، فقام البابا بنفسه وأحضر أوانى أخرى وجمع لفائفاً منأماكن متفرقة ، واختار لنفسه ثلاث قربانات قائلاً: "قربان دير مارمينا يا ابنى أفضل بكثير من قربان أى مكان آخر". وأقام قداسته القداس على مذبح جانبى متناسياًآلامه وأتعابه وانحدرت من عينى عندئذ دمعة إشفاق.

* حدث أكثر من مرة أن تعتل صحة قداسة البابا ، وترتفع درجة حرارته إلى اكثر من 39 درجة ، فكنا نقلق ونضطرب، وإذ بنا نفاجأ بقداسته تاركاً فراشه فىطريقه إلى الكنيسة فكنت أرجوه أن يستريح ، فلا يقبل . وقال لى معلقاً: "ذات مرة عندما كنت فى المنصورة ارتفعت درجة حرارتى إلى 40 درجة، وطلب منىالأطباء أن استريح لكننى صليت القداس، وقمت بزيارات لعدة كنائس وعدت فى ذات اليوم إلى المنصورة، وكان الأطباء مضطربين، ولكنهم وجدوا الحرارة قدهبطت إلى 37 درجة".
* أعتاد البابا أن يذهب إلى الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس ليصلى القداس الإلهى أيام الأحد والأربعاء والجمعة، وكذلك صلاة رفع بخور عشية هذهالقداسات. وفى أيام الشتاء حيث كان البرد قارصاً داخل الكاتدرائية لعدم وجود الأبواب والنوافذ ولارتفاعها الشاهق ولاتساعها الكبير والفضاء المحيط بها. وبالرغممن ذلك كله كان البابا يداوم على الصلاة بها حتى فى تلك الأيام والليالى التى يزداد فيها الجو عبوساً ويهطل فيها المطر، وكنا نتوقع أن تعوقه مثل هذه الظروفعن الذهاب إلى هناك ، ولكننا كنا نفاجئ به يترك قلايته فى نشاط، ويمضى إلى الكاتدرائية ، ومع أنه لم يكن أحد من الشعب يحضر للكنيسة فى مثل هذه الليالىإلا نادراً.


حاجاتى خدمتها هاتان اليدان
استيقظت ذات ليلة على صوت حركة فى الصالون الصغير المجاور لحجرتى فنهضت لأعرف السبب، فوجدت لدهشتى قداسة البابا يقف فى المطبخ بملابس النوم،ويضع طعام العشاء فى الثلاجة. وتأثرت جداً من هذا المنظر وقلت لقداسته : "لماذا يا سيدنا لم تكلفنى بهذا العمل" فأجاب : "أنتم تتعبون معى طوال النهار ، وأنا قدخشيت على الطعام من التلف إذ أنى لم أكل منه شيئاً. فقمت لأضعه فى الثلاجة.. تصبح على خير" . وعدت إلى مخدعى متأثراً ، وأقول لنفسى أنه لا يتعامل معناكبابا وبطريرك .. بل كواحد منا.


.. حتى طعامه لأولاده
بينما كان البابا مقيماً فى دير مارمينا ذات مرة حضرت بعض العائلات لزيارة البابا، وعند انصرافهم أمر قداسته بأن يجهز لهم غذاء، وبعد قليل استدعانى وأمرنىأن أخذ طعام غذائه وأقدمه للأطفال ، فعرفته أننا قد أعددنا لهم طعاماً ، ولكنه أصر على ذلك .. فأخذت الطعام ، وقدمته للأطفال ... أما هو فلم يذق شيئاً.

لعل الله ينظر إلىّ ويرحمنى
أعطانى البابا ذات يوم الخطابات الواردة له لأرتبها ثم أتلوها على مسامعه، فوجدت خطاباً يحمل سباً وقذفاً فى قداسته، فأخبرته أن هناك خطاب يحمل كلاماً لايليق، فأمرنى بتلاوته ولكنى طلبت منه السماح لى بتمزيقه، ولكنه صمم على أن أتلوه له، فامتثلت ، وبعد أن فرغت منه قال لى بابتسامته البسيطة: "لا يزعجك هذاالكلام يا ابنى ولا تهتم به، لعل الله ينظر إلى ويرحمنى .. لقد قيل أكثر من ذلك مراراً كثيرة .. ولكن شكراً لله .. خلصنى وافتقدنى".


يَخدم .. ولا يخُدم
حدث فى عام 1967 أن أصيب قداسة البابا بجلطة فى وريد الساق فلزم الفراش نحو شهرين. ورغم ذلك فكان قداسته يأمرنى بإدخال أبنائه إليه، وكان يجلسواضعاً قدميه على كرسى - كأمر الأطباء- وتوافد ذات يوم عدد كبير من الناس وإذ كنت متعباً دخلت حجرتى لأستريح، وبعد ثلاث ساعات تقريباً استدعانىقداسته وبادرنى بقوله: "لقد صنع معى الرب أعجوبة يا ابنى " فقلت: ما هى يا سيدنا ؟ .. فقال : "بعد خروج الحاضرين قمت لأغلق الباب لأنى أعلم أنكم تتعبونكثيراً من أجلى. وقمت فعلاً وأغلقت الباب ولكننى سقطت إلى جواره وحاولت القيام فلم أستطع. ولم أتمكن من دق الجرس لأنه مرتفع، وحاولت قرع الباب فوجدتهبعيداً عنى .. ولم أقدر أن استند إلى الكراسى فجميعها دون متناول يدى.. وهكذا مكثت حوالى نصف ساعة ، فصرخت إلى الرب وطلبت منه المعونة ، فأعاننىوقمت" فبكيت لكلماته .. وقلت : "ما فائدتنا كلنا فى هذا المكان اسمح لى أن أتركه لأن البابا لا يريد منا حتى غلق بابه". فقال لى: "لا تقل هذا الكلام يا ابنى بلأعطى مجداً لله الذى أعاننى وحفظ عظامى من الكسر، وصنع معى هذه الأعجوبة مع كبر سنى ومرضى".. ثم صلى وأمرنى بالانصراف.


جرح لم يلتئم
قرر الأطباء إجراء عملية جراحية (إخراج الظفر من اللحم) فى قدمى قداسة البابا مرة كل ستة أشهر، وكان يقوم بإجراء هذه العملية السيد الدكتور يوسف يواقيمبالقاهرة، والسيد دكتور ميشيل أسعد بالإسكندرية. وكانت تجرى فى قلاية البابا وتستغرق أكثر من ساعة ، يتألم خلالها البابا ألماً شديداً وكان يجب ان يلتزم الباباالراحة الكاملة عدة أيام.. ولكنها لحظات قليلة تمر. ويرى الناس بعدها البابا فى الكنيسة يقوم برفع الصلوات ويطوف الكنيسة كلها مقدماً بخور الشكر لله .. وكانيقابل أبناؤه ويتحدث إليهم باشاً مستمعاً إلى أتعابهم ومشكلاتهم بابتسامة وديعة.

وما كان يدرى أحد أن بقدمى قداسة البابا فى تلك اللحظة جرحين لم يلتئما بعد.
http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:23 AM

البابا المصلى

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...g88T52Q-EtFUPm



من المتعذر علينا حقاً أن نقترب من شخصية البابا كيرلس السادس إذا لم تكن لنا خبرة حقيقية بحياة الشركة مع الله. ولا يمكننا بالتالى أن نفهم حياة هذا الرجلالقديس ، ما لم نكن نعرف معنى الصلاة بالروح والحق.. لقد كان قداسته دائب الصلاة .. يصلى ولا يمل .. لا يفتر لحظة عن التسبيح .. فى قلايته .. أو فىمقابلاته .. أو فى سيره، أو عند تناول الطعام .. دوماً يتلو المزامير ، رافعاً لله عقله ، وقلبه ، وكل حواسه .. كانت الصلاة مصدر تعزياته ، ووسيلته لحل مااستعصى من المشاكل .. والمرشد لاتخاذ القرار الحاسم . فهناك فى قلايته بعيداً عن الأعين كان يقضى أوقاتاً طويلة فى صلوات عميقة طارحاً أما الله كل المشاكلطالباً من أجل أولاده، ومن أجل الكنيسة والبلاد.

لقد كانت حياة البابا كلها صلاة . وكانت الصلاة أيضاً هى حياة البابا.
كان البابا يبدأ عادة فى الثالثة صباحاً مهما تأخرت ساعة إيوائه للفراش.. يقوم ليصلى مزامير نصف الليل، وبعدها يتجه إلى الكنيسة ليؤدى التسبحة التى يشبههابالمن الذى كان يجمعه بنو إسرائيل قبل شروق الشمس، والذى إذا ما أشرقت الشمس يسيل ولا يمكن جمعه .. وكان يصليها فى قلايته إذا كان متعباً ، ولا يقوىعلى مغادرتها.. وكنت أسمعه يرددها بتمعن وتلذذ عميق.
وروى قداسته واقعة حدثت لمرتل بيعة فى إحدى قرى المنوفية ليبين أهمية هذا الطقس - شأنه فى ذلك شأن كل طقوس البيعة - كان لذلك المرتل ابن كسول لايريد حفظ صلوات التسبحة فكان يعاقبه. وذات مرة ضربه ضرباً موجعاً وحبسه فى الكنيسة ، وجلس الولد يبكى حتى جاءته امرأة وربتت على كتفيه ، وقالت له :"مالك يا ابنى؟" فقال لها : "أبويا ضربنى دون أن أعمل شيئاً" فقالت له : "يا ابنى أبوك عايزك تتعلم وتبقى كويس زيه .. اسمع كلام أبوك وأنا هساعدك"،وانصرفت المرأة ، وبعد قليل رجع المرتل إلى ابنه ليراجع معه بعض الألحان التى سبق أن تعلمها، فوجده قد أتقنها فجأة ، ولم يعرف الابن سر هذا الإتقان . ولكنأبوه إذ كان رجلاً تقياً سأل ابنه : "ألم يحضر لك أحد ؟ " فقص الابن قصة المرأة التى حضرت له ، فقال له " أنها القديسة العذراء مريم أم النور، سلام الرب له".

أما صلاة القداس الإلهى فقد كانت هى الكنز الذى يفتحه يومياً ليغترف منه التعزيات الإلهية، وليطرح أمام "حمل الله" كل متاعبه وآلامه.. كان يصليه فى هدوءوعمق بصوت منخفض، ووجه مطرق إلى أسفل، ويغمض عينيه .. وتكاد صلاته بلا لحن .. وفى وقار وخشوع ولم يكن يسمح لنفسه أن يتكأ على المذبح أويخاطب أحداً..
ومع صلاة القداس يزرف الدموع الغزيرة .. فالدموع هى بنت الصلاة، وكنا جميعاً كشمامسة نجد أنفسنا نبكى معه.
والحقيقة أن قداسة البابا كان يميل إلى إقامة صلاة القداس كاملة بمفرده، ليشعر بالعزاء الأكبر: ولعلنا جميعاً قد لاحظنا فى بعض الأحيان أنه كان يحضر فى ليالىالأعياد القداسات المذاعة على الشعب، ولا يشارك فيها لأنه يقيم قداساً آخراً بعد ذلك ينتهى قبل الفجر.

وكان لشدة إيمانه بعظمة فائدة القداسات أمر بإقامة ثلاث قداسات بالكاتدرائية وقداسين بالكنيسة الصغيرة التى بجوارها ... وكان يردد : "لازم نفرح ملاك كل مذبحعلشان يذكرنا أمام الله". وكان يقول عن هؤلاء الملائكة "هم دول الجيش بتاعى اللى أنا بحارب بيه".
كما واظب قداسة البابا على صلوات رفع بخور باكر وعشية فى ملبس بسيط : الشملة البيضاء والصدرة الحمراء .. كان يؤدى الصلاة فرحاً مبتهجاً، ويدوربالبخور كل الكنيسة ، يبخر أمام كل الأيقونات طالباً شفاعة أصحابها. وكان يصمم على رفع بخور باكر بمفرده.. وحدث ذات مرة أن تقدم إليه قس راهب ليأخذمن الشورية ، كما جرت العادة مع بعض الرؤساء الروحيين، فقال له البابا: "ولماذا لا أرفع أنا البخور.. السنا نرفعه للعزة الإلهية .. هناك كبير او صغير أمام الله.. أننا جميعاً أمامه سواء" .. وكان يشير إلى عظمة هذا الطقس وكرامته ، ويقول : أنه يشبه خدمة هارون وزكريا.

وفى ليالى كيهك كان قداسته يجد عزاء كثيراً عندما يصلى تسابيح هذا الشهر المبارك بمفرده، داخل قلايته وكنت أدخل إليه فأجده ممسكاً بدف صغير ، يصلىبصوت مسموع. وكان يعاتبنى لعدم اشتراكى مع شمامسة الكنيسة فى صلاة التسبحة، ولكننى كنت أرغب فى الحقيقة أن أكون مستحقا مشاركة قداسته هذهالصلوات.. ولكنه يرفض.
ومع مجىء أسبوع الآلام كان يعيش مع أحداث هذا الأسبوع الحزينة .. فكان يحزن ويكتئب .. ويبكى .. وكان يصلى صلوات الساعة الأولى والساعات الأخيرةبالكنيسة حيث يكون الحاضرون قليلين.. وكان يقرأ الفصول سواء بالقبطية أو بالعربية كأى قارئ صغير. وفى قراءة الطلبة كان يركع - رغم تقدم سنه - مصلياًبدموع وانسحاق.

أما صلوات باقى الساعات فكان يصليها فى قلايته ببكاء كثير وتذلل عميق، واضعاً أمام ناظريه كل آلام كل آلام الفادى المخلص ، ذاكراً خطاياه وجهالات شعبه ،واكثر ما كان يؤثر فى نفسى منظر قداسته وهو ممسك بعكاز رهبانى بسيط، متخلياً عن عصا الرعاية.
وما أن ينتهى قداس الخميس الكبير (خميس العهد) - وكان ينتهى غالباً حوالى الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر- حتى يبدأ البابا - وهو صائم - فى قراءةفصول أناجيل الروح القدس، ويقرأها باللغة القطبية بمفرده ، وهو واقف مرتيداً الشملة البيضاء ممسكاً شمعة بيده.. وكان هذا يستغرق وقتاً ليس بالقصير.. ولكنهيصلى شاعراً بالعزاء العظيم .

***

عليك أيها القارئ العزيز أن تتصور بعد ذلك مدى الحزن الذى أصاب قداسة البابا ، عندما أمره الأطباء بملازمة الفراش بعد النوبات القلبية التى أصابته فى أيامعمره الأخيرة .. لقد أثر فى نفسه تأثيراً بالغاً فراقه للمذبح الذى لازمه اكثر من أربعين عاماً رافعاً عليه القرابين المقدسة كل يوم ، والبخور فى الصباح والمساءولذلك - وبناء على طلب قداسته - ركبت سماعة فى قلايته ليتابع بواسطتها الصلوات المقامة بالكاتدرائية وليشترك مع هذه الصلوات بفكره وقلبه ودموعه. وكانيبين للأباء الكهنة ما أخطأوا فيه وما أصابوا، مركزاً بصفة خاصة على توضيح الألفاظ وعدم الإسراع فى الصلوات وضرورة الإكثار من الصلاة باللغة القبطية.

وهكذا كانت الحياة على الأرض بالنسبة لبابانا القديس كيرلس السادس صلاة مستمرة .. اتصال لا ينقطع بينبوع البركات التى تفوق العقل ولا يبلغ مداها أىوصف.. والصلاة بالروح هى التى تخلص القلب من ارتباطات العالم .. وتعطيه أنات الرغبة الحقيقية فى الانطلاق حيث الطهر الأسنى.
وبصلواته كم انحلت صعاب، وحلت مشاكل، وجرت آيات ومعجزات.
وعلى صفحات تالية من هذه المذكرات سنشتم أريج بخور صلاته المقبولة ، وسنسمع انتصارات النعمة وسنرى ماذا فعلت الصلوات ، وما هى ثمرة الأنات..
http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:26 AM

معاملة البابا لأبنائه

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...7yKGm0MfnzeNHw

قصبة مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مدخنة لا يطفئ
(مت: 12-20)


كان قلبه يلتهب بالحب لأبنائه ، تجذبه جذباً إلى أولاده جذوة إلهية متقدة.. إنه لا يستطيع إلا أن يحبهم، ولا يقدر إلا أن يفتح لهم قلبه، قبل أن يفتح بابه. من أجلهمتألم ، وحزن ، وبكى ، واكتأب، وتعب.
وإذ كان الحب الذى يملأ قلبه حباً إلهياً ، لذلك فقد احبه الجميع : من أساء إليه مثل من كرمه، من قبله مثل من رفضه. وهو إذا زجر أو قسى ، فلأنه يحب محبةصادقة مخلصة. وإذا تحنن وأشفق، فهو يشدد ركب مرتخية ، أو يخشى على قصبة مرضوضة من عاصفة لا يريدها أن تقصف بعود يابس.

وإذ كانت روحه أقوى من جسده بما لا يقاس، لذلك لم يعقه مرض أقعده عن أن يلتقى بأبنائه.. يلقاهم لأنه يحبهم.. حتى وهو على سرير المرض تنتابه أتعابوأوجاع لا يعرف أحد عنها شيئاً، سوى المقربين إليه جداً.
سوف نذكرك يا أبانا لسنوات وسنوات ، وسوف يذكرك التاريخ لأجيال وأجيال. وسوف يشهد لك السمائيون إلى دوام الأزمان: أنك الأب الذى كان لأولاده..والراعى الذى كان لرعيته .. معلماً لهما بوداعة واتضاع ومحبة .. معطياً سلاماً من فيض سلام السماء عليك.. لم تكن لهما واعظاً.. بل كن لهما بحياتك عظة. .
وإنى إذ أقتطف من حياة قداستك شذرات من هنا وهناك ، أعترف أن حبك لأبنائك أمر لا يمكن أن ترسم حدوده كلمات، أو تحكيه بعض القصص، لذلك، فإنى أدعوالقارئ مخلصاً أن يتعمق بروح صافية كل واقعة أرويها، لعله يستطيع الوصول إلى الأبعاد الحقيقية لعمل الله فى قلب هذا الرجل القديس.. لقد بكيت مع كل قصةمن هذه القصص، بل مع كل كلمة من كلماتها .. ولم لا .. وقد توارى عنا احب من كان يحبنا.

* ما كان البابا يعرف أن أحد الأباء الأساقفة مريض، وانه بالقاهرة إلا ويذهب للسؤال عنه.
كما كان يرسل من يسأل عن صحة الكاهن المريض أو يتصل به تليفونياً للاطمئنان عليه، ويستقبله بالبشر بعد أن يبل من مرضه.
* وفى أوائل حبريته زار المستشفى القبطى بالقاهرة والإسكندرية مبتدأ بنزلاء الدرجة الثالثة، مما كان له أعظم الأثر فى النفوس. كما انشأ كنيسة بالمستشفىالقبطى بالقاهرة، وأخرى فى الإسكندرية.
* وكم من مرة يلمح البابا شيخاً عجوزاً يريد بركة ولا يستطيع الوصول إليه لشدة الزحام، فكان يذهب إليه ويصلى له.
* وكم من عروسين كانا يطلبان صورة تذكارية للبابا وهما إلى جواره ، فكان يستجيب للطلب مانحاً لهم الدعوات ، ولكنه فى ذات الوقت يرفض دائماً أن يصورمع خطيبين.

* وكم من مرة أسمعه يطلب من الكاهن الذى يقدس معه الحل ، وكان الكاهن يتحرج من هذا الطلب، ولكن البابا كان يقول له : قول .. يا أبونا قول - حاللنى ياابنى. وأمام إلحاح البابا كان يعطيه الكاهن الحل.

كفاية .. وجدنا الراعى الصالح
حضر الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف المتنيح ذات يوم لمقابلة قداسة البابا ، فلم يجده فى قلايته، وعرف انه ما زال فى استقبال زائريه بصالون الطابقالأرضى منذ خروجه من الكنيسة عقب صلاة القداس وكانت الساعة وقتئذ قاربت الثانية والنصف بعد الظهر ، ولم يكن البابا بالتالى قد تناول طعام الإفطار بعد.
ودهش نيافة المطران لذلك، ودخل إلى البابا وأصعده معه، وهو يقول للناس: "كفاية إحنا وجدنا الراعى الصالح.. أنتم عاوزين تضيعوه من وسطينا". وصعد معهالبابا كابن صغير يسمع له. ولكن البابا عاد لأولاده بعد صلاة العشية، وجلس معهم عدة ساعات.


كنت مريضاً فزرتمونى
* سمع البابا بمرض المتينح الأنبا كيرلس مطران قنا. وعلم أنه موجود بمنزل أحد أقاربه بالقاهرة ، فذهب إليه البابا وتباركا وصليا معاً. وبكى نيافة المطرانمتأثراً من محبة البابا.
* ذهب البابا لزيارة المتنيح الأنبا كيرلس مطران البلينا، الذى كان مريضاً بالمستشفى القبطى. وما أن رآه نيافة المطران حتى قام واقفاً - بالرغم من أنه كان لايقوى على ذلك - وقبل البابا وتعانقا طويلاً.

من يكرمكم يكرمنى
عندما كان البابا يستقبل أحد الأباء الأساقفة أو المطارنة الأقدم منه فى الرسامة ، كان يترك كرسيه ليستقبله عند باب حجرة الاستقبال، ويقبله ويأخذ بيده ويجلس إلىجواره.


الكرامة لمن لهم الكرامة
لم يكن البابا يقسو على أى من الأباء الكهنة أمام أفراد الشعب مهما كان السبب، بل كان يحرص دوماً على ان يتحدث معه فى سرية فيما اخطأ، عملاً بقول الرسولبولس الى تيموثاؤس تلميذه: "لا تنتهر شيخاً (أى قسيساً)" . فإذا اخطأ الكاهن فى صلاته ، أو كيفية أداء الطقس كان يدنو منه وهو ممسك بالخولاجى ، ويعرفهالخطأ والصواب. وإذا كان خطأ الكاهن فى الطقوس التى تعلم بالتسليم - وهى عادة لا تدون فى الخولاجيات المقدسة - كان يشرحه له فى صوت منخفض جداً.
وقد كان قداسة البابا متشدداً فى ضرورة الصلاة باللغة القبطية - بحيث لا يخلو منها قداس - وأصدر منشوراً بذلك للأباء الكهنة.


يا ابنى أعطنى قلبك
سمع قداسة البابا أن أحد الشمامسة يعيب على كاهن طريقة أدائه للقداس إذ قد تكاد تكون صلاة بلا لحن، وأراد البابا أن يقوم سلوك الشماس بلطف، فانتهز فرصةوجوده والشماس مرة أثناء تأدية ذلك الكاهن لصلاة القداس فقال للشماس: "شايف أبونا بيصلى إزاى.. الصلى طالع من قلبه .. ياريت اثنين ثلاثة زيه فى العالملكان ربنا يرفع غضبه عننا" فخجل الشماس وطلب الصفح والحل من البابا.

شددوا الأيدى المرتخية
قدمت شكاوى ضد أحد الكهنة فكان البابا ينصحه ويقويه بحنان، وكان الكاهن يأتى الى البابا ، ويطلب منه أن يؤازره بدعواته ، فكان البابا يقول له: "يا أبونا بأدعىلك كل يوم .. فقم وشد حيلك ، وشرفنى".


القاضى العادل
اشتكت لجنة إحدى الكنائس بالقاهرة من مرتل الكنيسة متهمة إياه بالإهمال، فلم يصدر البابا أمراً بشأنه ، إلا بعد أن أرسل أحد الموثوق فيهم وتحقق من صحةالشكوى.

دعوا الأولاد يأتون الىّ
كان البابا يشجع الشمامسة الصغار بأن يدعهم يتلون أغلب المردات وكان يشدد على المرتيلين لكى ينتظروا حتى ينتهى هؤلاء الشمامسة من المرد بأكمله، وكانيقول متسائلاً للمرتل الذى يقاطع الشمامسة، ويبدأ بقول المرد الخاص بالشعب : " ولما يغلط الشماس .. مين اللى يصحح له غلطه؟!".

لئلا يخوروا فى الطريق

كان البابا يأمر بإعداد طعام للشمامسة الصغار الذين يشتركون معه فى القداسات فى الصوم الكبير إذ كانت الصلاة تنتهى فى الساعة الخامسة مساءاً وكان يسال عدةمرات متأكداً من تناولهم الطعام قبل انصرافهم.

بســـــطاء
فى أحد الأمسيات عندما كان البابا يدور بالبخور فى الكنيسة - أثناء رفع بخور عشية - تقدمت إليه امرأة بسيطة، وقدمت له ثلاث بيضات وقالت له "خد دول ياسيدنا وباركنى". فأخذ بابا الإسكندرية الثلاث بيضات .. وضعها فى جيبه، رغم أنى كنت أسير خلفه فلم يسلمها لى وقال لها مبتسماً: "مسلوقين كويس ياست . ولايسيحوا فى جيبى" فأجابت : "لا يا سيدنا مسلوقين كويس". فانفرجت أساريره وقال لى : "ضمنا العشا يا ابنى" وصرفها داعياً لها بالبركة.


خراف بلا راعى
كان قداسة البابا يكن حناناً خاصاً نحو بناته طالبات الجامعة والموظفات حاثاً إياهن على التمسك بالحشمة والطهارة ، والتقرب إلى الله معطياً إياهن أمثلة منحياة قديسات الكنيسة. وكان يردد "انه عندما ينشغلن بحب الكنيسة تبتعد عنهن قوة الشر". وقد كان البابا يبدى حزنه على هذا الجيل وسمعته مرة يقول فىحجرته متنهداً "حاجة تبكى .. حاجة تحزن .. خراف بلا رعاة"
وقد أثمرت حكمة البابا إذ كانت أعدد كبيرة منهن تفد إلى الكنيسة لحضور القداسات وأخذ بركة قداسة البابا قبل أن يتوجهن إلى الدراسة أو العمل.


الزينة الخارجية
ومع هذا لم يكن قداسة البابا يتهاون فى أن يطالبهن بارتداء الملابس المحتشمة بل كان يؤنبهن بشدة على الملابس غير المحتشمة. وعندما لا يعجبه زىإحداهن كان يقول لها: "حطى حاجة على رأسك يا ست" أو "أخرجى بره حطى حاجة على كتفك"، وإذا حضرت عائلة ومعها طفل بملابس قصيرة كان قداسته يقولللطفلة : "قولى لأمك تطول لك الفستان" وإذا كانت الطفلة ترتدى فستان بدون أكمام كان يقول لها : "قولى لأمك تعمل لك كم".
وذات يوم حضرت سيدة مع زوجها لأخذ بركة من البابا حيث أنها كانت مريضة بالمستشفى، ولكن لاحظ قداسته أنها ترتدى ملبساً غير محتشم فزجرها قائلاً:"أخرجى بره.. هل هذه الملابس تقابلى بها البابا؟" فخرجت السيدة تبكى بحرقة ، وبعد انتهاء طابور الزوار دخلت مرة أخرى مع زوجها فصلى لهما الباباوصرفهما، ولكن دون ان يظهر لهما حنوه الذى تعوداه منه.


كونوا كاملين
كان البابا أيضاً يتشدد مع الشباب فى ضرورة ارتداء الملابس المحتشمة فعندما كان يرى شاباً مرتدياً قميصاً بنصف كم كان قداسته يضربه على ذراع ويؤنبهويقول : "يجب ان تكونوا كاملين" . وإذا حضر لمقابلته شاب طويل الشعر كان يمسك بشعره ويشده ويقول له : "ده ما يصحش" . وكان منهم من يتأثر ويطيع. أماإذا رأى شاباً ممن يظهرون بمظاهر الخلاعة والانحلال فكان قداسته يضربه على ذراعه ويؤنبه بقسوة.

الراعى الصالح
كان البابا يحرص على مقابلة أبنائه - حتى ولو كان متعباً - ليطمئن عليهم حاملاً عنهم أتعابهم.

فقد حدث فى أحد الأيام بعد انتهاء قداسته من صلاة القداس الإلهى وقبل تناول الإفطار أن توافد عدد كبير من الزوار ملتمسين التبرك من قداسته، وحينما سألنى عنعدد الزوار عرفته أن عددهم كبير وإذ كان البابا متعباً رجوته أن يصرفهم بسرعة ، فنظر البابا وسألنى بحدة: "أنت تقصد ايه ؟؟" ... فخجلت من تصرفى .. ثمطلب منى إدخال الزوار وأفاض فى الحديث معهم ، ولم يفرغ منهم إلا فى موعد الغذاء، وهنا أراد قداسة البابا أن ينبهنى إلى خطئى بطريقته الأبوية راجعاً باللومعلى نفسه قائلاً: "لو كنت سمعت كلامك ما كنت تأخرت إلى هذا الوقت دون إفطار" ، وخرجت من أمام قداسته باكياً. ومتأثراً من فرط حنانه ومحبته لرعيته.

والأكثر من هذا أن قداسته كان يطلب منى النزول للتأكد من عدم وجود زوار فى الطابق الأرضى قبل أن يدخل حجرته ليستريح.

كلوا مما يقدم لكم
ما كان قداسته يرفض أى طعام يقدمه له أى إنسان ، فكان يأخذ منه داعياً له ، وحدث أن بعض البسطاء أحضروا لقداسته سندوتشات فول وطعمية فقبلها منهم.
كما تعودت زوجة شرطى أن توزع على الفقراء فطيراً فى عيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل، وكانت تعطى لقداسته نصيبه، إذ تحضر له ثلاث فطائر يأخذهابفرح، ويتذوق منها امامها، ثم يصرفها بالبركة ويعطينى الفطائر وكنت أنسى أمرها تماماً، ولكنه كان يسألنى عنها قائلاً: "هات الفطير نأكل منه، علشان نأخد بركةيا ابنى". ويأخذ منها قدراً يسيراً.


من أراد أن يكون عظيماً
حضر إلى البابا أحد الأشخاص وطلب من قداسته قطعة قطن مبللة بالزيت المصلى عليه ليعطيها لزميل له مريض يطلب صلوات البابا، فقام قداسته وأحضرزجاجة الزيت، وبلل قطعة قطن، وأثناء ذلك سقط قليل من الزيت على يد الزائر. فطلب منه البابا أن يغسل يديه. فغسل الزائر يديه ثلاث مرات لينظفها منالزيت، وكم كانت دهشته عندما وجد قداسة البابا واقفا خلفه منتظرا حاملا له الفوطة ليجفف بها يديه.

تمثلوا بى فإنى وديع
حدث أن اتصل بى البابا تليفونياً من حجرته الخاصة ، فرد عليه شخص كان موجود بحجرتى وقتئذ ، ولم يعرف أن محدثه هو قداسة البابا ، فأغلظ فى القول معه،وأثناء ذلك حضرت وسمعت صوت البابا، فأسرعت للرد عليه، فخجل هذا الشخص جداً، وذهب إلى البابا طالباً الصفح والحل، فعاتبه البابا فى ظرف وبساطة.


جسداً واحداً وروحاً واحداً
طلب قداسة البابا من أحد السعاة إعداد بعض الاحتياجات الخاصة بى ، وكان ذلك فى أول أيام لتلمذتى لقداسة البابا، فرد الساعى قائلاً: "أنا خدامه يا سيدنا" . لكنقداسته كأب للجميع رفض هذا القول قائلاً: "بل اخوة" ، وهكذا عشنا اخوة متحابين تحت ظل بابانا الحنون ، وكان درساً نافعاً لى فى أول أيام تلمذتى.

كونوا حكماء
حدث أن وجه لى أحد العاملين بالبطريركية - وكان مسناً - لفظاً قاسياً وعندما أردت معاتبته منعنى قداسة البابا ، وبعد ذلك جاءنى الرجل معتذراً، وتصادقنا منذلك الوقت بفضل حكمة البابا.


أحبوا أعدائكم
كان بعض الضعفاء يقومون بإصدار منشورات ضد قداسة البابا مملوءة سباً وقذفاً، ولكن جاء كثيرون منهم بعد ذلك إلى قداسته معتذرين معترفين، فكان يقبل منيأتى منهم ويقول له: "أنا كنت أعرف عنك كل شئ وكنت أصلى لك" . وقد أسند لبعضهم أعمالاً هامة فى الكنيسة وكان البعض يتساءلون ما سر ذلك، وكان البابايجيب: "أحبوا أعدائكم - باركوا لاعنيكم - صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم".
كونوا ودعاء
عندما كان قداسة البابا يطلب من أحد السعاة طلباً ما كإحضار كوب ماء أو ملابس الصلاة ، كان يطلبها بوداعة ولطف ويقول مداعباً: "احضر لى يا ابنى (كذا) ..لكى أدعو لك الدعوتين اللى فاضلين".

* فى دير مارمينا بمريوط كان البابا يقيم فى الدور العلوى من جناحه الخاص. وكان بعد تناوله الطعام يقوم بنفسه بإنزال أوانى الطعام إلى الطابق الأرضى ثميصعد ، ويقف فى أعلى السلم، وينادينا، وعند حضورنا وقبل صعود السلم يعرفنا انه قد أنزل الأوانى، وحاولنا كثيراً أن نثنيه عن القيام بهذا العمل ولكنه كانيقول: "يكفى تعبكم معى فى أشياء أخرى كثيرة".
http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:28 AM

البابا كيرلس العجائبى

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...RBjxDKBOy399pp


"أسكب من روحى فى تلك الأيام فيتنبأون"
-- يوئيل النبى

* "يا رجل الله البابا كيرلس السادس.. كم من شخص يروى عنك انك كنت تفهمه من أول لقاء، وتحدثه عن نفسه وعن مشكلاته الخاصة قبل أن يكلمك فيها..وكم من إنسان يحكى انك كنت تنبئه عن أمور جرت أو ستجرى فى حياته أو فى بيته وأنت بعيداً عنه بالجسد حتى دخلت بروحك إلى حياة الكثيرين واندمجتمعهم فى مجريات أمورهم الشخصية. وصاروا يرونك فى أحلامهم منهما ومرشداً، وأصبحوا يتلقفون من فمك كلمة يمتصونها هدى ونوراً لسلوكهم." --(نيافة الأنبا غريغوريوس - أسقف الدراسات العليا)

* "صممت أن أتحدث إليه فى أمر خاص يهمنى، ولما بدأت بتقبيل يديه وإذا به يتكلم وكأنه يقرأ ما فى قلبى كلمة كلمة. وأنا أنظر إليه مأخوذاً حتى إنه إذا ماأتم حديثه معى لم يدع لى مجالاً لكلمة تزاد. لأنه تناول ما أردته من جميع النواحى. ولم تكن هذه هى المرة الوحيدة، ولكنها مرات ومرات. فأدركت أنه بروحالله وروح الله لا يسكن إلا حيث القداسة" .. -- (جريدة مصر 10 مايو 1960) - القمص أرسانيوس زكى
للإطلاع على مزيد من المعجزات نرجو الرجوع إلى كتب "معجزات البابا كيرلس السادس".

ما قيل فى الآذان

اخبرنى السيد دكتور البير جرجس اسحق انه كان يسير يوماً بجوار البطريركية بالقاهرة بصحبة صديق له وطلب السيد الدكتور من صديقه هذا أن يدخل الكنيسة،ليحضرا صلاة رفع بخور عشية التى يقيمها البابا بنفسه، ولكن الصديق رفض قائلاً: "أن هذا الرجل جاهل ولا داعى لتضييع الوقت وراءه سدى" وتحت الإلحاحرضخ فى النهاية على أن يدخلا لبضع دقائق وينصرفا. ولما مر البابا بالبخور انحنيا أمامه ، فوضع البابا الصليب على رأسيهما، ثم نظر للصديق - الذى كان لايريد حضور الصلاة - وقال له: "مادمت أنا راجل جاهل، وغير متعلم لماذا تتعب نفسك وتحضر تصلى معانا" . وهنا بكى الصديق وطلب الصفح، وأخذ يقبل يدىالبابا ومنذ لك الوقت وهو لا يفارق الكنيسة.


نبوءة التلمذة
حضرت عائلة لتتبارك من قداسة البابا عام 1967. وعند خروج أفراد هذه الأسرة ، سألنى البابا عن مدى معرفتى بها ، فقلت له أنى لا أعرف أحد من أفرادها.فقال لى البابا "أن معهم شاب يريد الرهبنة ، وسوف يرثك فى التلمذة"، فقلت له : "الرب يجعلنا مستحقين لخدمتك وأهلاً لها" . وبعد عامان حضر الشاب إلى ديرمارمينا حيث كان البابا موجوداً وطلب البقاء إجازة الصيف فى حضرة البابا. وفى هذه الأثناء رسمنى البابا راهباً ثم قساً، وأمرنى بإبلاغ هذا الشاب باختيار الباباشماساً خاصاً له بدلاً منى. فذهبت وأحضرته ، ولما مثل أمام البابا ، أمرنى أن أسلمه الحية النحاسية علامة التلمذة، فاعتذرت بأنى قد تسلمتها من يد البابا وعند ذلكأخذها منى البابا، وأعطاها لشماسه الجديد بيد المباركة ، ذلك هو الشماس فهمى شوقى فرج الذى ترهبن فى دير البراموس باسم الراهب متياس البراموسى ، بعدنياحة البابا.


اسم مينا
عشرات الأطفال تسموا باسم "مينا" . ولم يكن ذلك مصادفة بل أن وراء كل طفل قصة. كان يحضر زوجان للبابا يطلبان منه دعوة صالحة ليعطيهما الرب نسلاً ،فيصلى البابا لهما ، ويقول " فى مثل هذا الوقت من العام القادم ستحضران ومعكما مينا" وتتم هذه النبوة، ويعود الزوجان للتبرك من البابا ، ومعهما "مينا".
وسنكتفى هنا بواقعة واحدة عالمين أنه فى بيوت الكثير منا وقائع عديدة مشابهة.
كان شخص يعمل بمؤسسة تعمير الصحارى بخط مريوط ، تزوج "بأربعة نساء" - كما تسمح له عقيدته - طالباً نسلاً ، ولكن دون جدوى. كما قرر الأطباء الذينتردد عليهم بأنه لا أمل فى الإنجاب. ولما عرف بوجود البابا فى دير مارمينا ذهب لزيارته ، فلما رآه البابا سأله عن أولاده فأجابه الرجل حزيناً بأنه لم ينجب، وانالأطباء قرروا بأن لا أمل فى العلاج. فطمأنه البابا إلى أن سيعود ومعه مولود فى مثل هذا الوقت من العام التالى. وتصادف وجود البابا فى هذا الموعد بديرمارمينا بمريوط ، فحضر الرجل ومعه طفله الصغير- الذى أسماه مينا - ليشكر البابا ويتبارك منه ، فأخبره البابا بأنه سيرزق بابنة فى مثل هذا الوقت من العامالتالى، وقد تحققت هذه النبوة أيضاً، وقد حضر الرجل ومعه ابنه وابنته.


خليقة جديدة
توجه زوجان من معارف "القس مكارى عبد الله " الكاهن بالقاهرة، إلى قداسة البابا كيرلس لطلب البركة ، فسألهما البابا عن نسلهما فدمعت عيونهما : وأخبراه بأنالزوجة - حسبما قرر الأطباء - لا يمكن أن تنجب، لأن لها (رحم طفلة) وأنه إذا حدثت معجزة ، فعليها أن تنتظر سنيناً طويلة إلى أن ينمو الرحم. فصلى الباباعلى ماء ، وأعطاه للزوجة فشربت منه ، وصرفها بالبركة والدعوات، وعادا إلى مقر عمل الزوج فى طنطا.
وبعد عدة أشهر أحست الزوجة بالآم فى بطنها ، فاصطحبها زوجها إلى أحد الأطباء للكشف عليها لأن فى بطنها انتفاخ نتيجة وجود ماء به. فنظر إليهما الطبيبنظرة شك، معتقداً انهما ليسا زوجان، وتردد فى إخبارهما بالحقيقة . ولكن الزوج استفسر عما بزوجته لأنها كانت متألمة جداً، فقال الطبيب: " ده نهاية اللى يمشىفى الطريق ده" . فاندهش الزوج وقال "أى طريق" . فقال الطبيب: "دى نتيجة الطريق السئ"، فقال الزوج: "أنها زوجتى ، وفى هذه الليلة أحست بألم فأحضرتهالك" . فاندهش الطبيب وقال: "فى هذه الليلة فقط، أن زوجتك حامل فى شهرها الثامن". فتعجب الزوج ولم يصدق، وأطلع الطبيب على تقارير الأطباء. فازدادتدهشة الطبيب لما عرف بقصة لقاءهما مع البابا، وأطلع على تقارير الأطباء الذين يثق هو فى مقدرتهم العلمية نظراً لأنهم كانوا يدرسون معه بالخارج، وقال : "هولسه احنا فى عصر يصلى فيه الكهنة على المياه فيصنعون معجزات !، لقد خلق الله لها رحماً جديداً!" ثم باشر هذا الطبيب فيما بعد الولادة بنفسه.


ستعود الأرض
روى لى السيد/"نصر ولسن" من القاهرة، بأنه اشترى قطعة أرض ليقيم عليها مسكناً خاصاً له. ولكن فوجئ بإحدى الهيئات الحكومية تخطره باستيلائها على قطعةالأرض مقابل دفع التعويض فذهب إلى البابا مخبراً إياه بما حدث، فقال له البابا بأن أرضه ستعود إليه. وأثناء إتمام عملية تسليم الأرض للجنة المختصة، حضرموظف كبير بسيارته الحكومية وأخبر اللجنة بأن الهيئة قد استغنت عن هذه الأرض، ولم تعد فى حاجة اليها، وطلبت وقف الإجراءات ، ففرح الرجل، وذهب إلىقداسة البابا ليخبره بما حدث، فقال له : "لقد أرسلت لك مارمينا يا ابنى".


الله ينور طريقك
روى لى صديق انه حضر لقداسة البابا طالباً منه البركة ، وإذ كان مقدماً على الزواج بعد بضع أسابيع قال للبابا أنه خاطب وسيتزوج قريباً فقال له البابا "ربناينور طريقك وينجيك" ، فخرج الصديق من عند البابا وقد تحير قلبه لهذا القول. ولكن بعد ذلك بثلاثة أيام تكشفت له حقيقة خطيبته ، وفسخت الخطبة.. وشكر اللهعلى دعوة البابا التى استجابت سريعاً.

عادل أنت يارب
كانت الكنيسة الصغيرة التى بناها البابا باسم الشهيد العظيم مارمينا بمصر القديمة محاطة بحديقة.. وذات يوم رأى البابا صبياً يتسلق السور ، ويدخل الحديقة ،فساءه ذلك ، وأمره بالرجوع إلى حيث كان خوفاً عليه من السقوط. ولكن الصبى اخذ يبكى، وبدون ترو نزل والده إلى الشارع مندفعاً فى الصياح، وفى سب"القمص مينا" ، ومهدداً بتقديم شكاوى لغلق الكنيسة . فقام بعض من أبناء القمص مينا المتوحد بكتابة شكوى ضد هذا الرجل باعتبار أنه سب علناً رجلاً من رجالالدين وأنه قد عطل الشعائر الدينية بالكنيسة، وأطلعوا أبونا مينا عليها قبل تقديمها ، ولكنه دعاهم إلى عدم السير فى هذا الطريق ، وتوجه بهم الكنيسة لعمل تمجيدلمارمينا وهو يعرف شغله. وكلم البابا الشهيد مارمينا بعد التمجيد قائلاً: "سوف يغلقون كنيستك يا مارمينا" وفى ثالث يوم مرض الرجل، وحمل إلى المستشفى علىنقالة. وأجريت له عدة عمليات جراحية ولكن بدون جدوى ، وخرج من المستشفى وهو مازال مريضاً وحضر إلى أبونا مينا طالباً الصفح ، فسامحه وصلى له،فشفى ، ولكن المرض يعاوده فى نفس الموعد كل سنة . أما نجله الذى سب البابا من أجله ، فقد أصبح إنساناً فاشلاً ، ورأيته يضرب والده طالباً منه نقوداً.


كرسى البابا
فى ظهر أحد الأيام جاءت إلى المقر البابوى فتاة من المنصورة تدعى "جورجيت" بصحبة عائلتها والأب "القمص أنطونيوس يونان" . وكانت هذه الفتاة مصابةبمرض خطير فى القلب عجز عن علاجه الأطباء . وكانت الفتاة وأسرتها يثقون أنها ستشفى بصلاة البابا، ولكنه كان عند وصولهم يستريح فى قلايته، فدخلواالكنيسة للانتظار، وتوجهت الفتاة إلى كرسى البابا، واستندت إليه متوجعة، وأخذت تبكى متشفعة بالبابا كيرلس ، وما أن فرغت من صلاتها وهمت بالعودة إلىحيث أسرتها حتى شعرت بأنها قد تحسنت حالتها جيداً، فتهللت الفتاة لذلك وفرحت أسرتها. وعرضوها على الأطباء المعالجين فقرروا أنها قد شفيت تماماً، ولا أثرللمرض بها.


طاعة الحديد
توجه البابا مبكراً للصلاة فى كنيسة ملحقة بملجأ فى محرم بك بالإسكندرية . فوجد ركب البابا باب الكنيسة مغلقاً بقفل كبير. فأخذوا يقرعون الباب مدة عشر دقائق، ولكن الخفير كان غير موجود وقتئذ. فرأى مرافقو البابا إلى التوجه لكنيسة أخرى ، ولكنه قال لهم : " شدوا السلسلة" فأطاعوه ، فسقط القفل الكبير. ودخل الباباوصلى القداس. وحضر الخفير ودهش إذ وجد القفل فى أيديهم مع انه قد قفله قبل أن يمضى.

روح لها يا مارمينا
عندما كان السيد/ "إبراهيم جندى" يتناول من يد قداسة البابا بكى وقال له ان ابنتى فى المستشفى ، متعسرة فى ولادتها . فخبط البابا "بالمستير" (الملعقة التى يعطىبها الدم للمتناول) على حافة الكأس وقال: "يا مارمينا روح انجدها" . وعاد الرجل إلى المستشفى فوجد ابنته ومعها وليدها، وأقبل عليه يهنئونه بسلامة ابنتهالمعجزية . فسألهم عما حدث، فقالوا له انه منذ قليل كانت حياتها قد وصلت مرحلة خطرة وفجأة نزل المولود سالماً. فقص عليهم ما فعله البابا .. فمجدوا الله.


الإعرابى
حضر إعرابى من صحراء مريوط إلى قداسة البابا بدير مار مينا يشكو من انحباس البول، وكاد أن يموت من شدة الألم . فصلى له البابا على قليل ماء، وأعطاه لهفشربه. ولم يكاد يصل الإعرابى إلى سور الدير حتى نزلت حصوة ، وشفى الرجل.
وقد حدثت مثل هذه الأمور كثيراً مع الاعراب المحيطين بدير مارمينا بمريوط ، ومازالوا يتحدثون بما صنعه البابا كيرلس معهم.

حتى الرياح والزوابع
عندما كان البابا موجوداً بدير مارمينا بمريوط عام 1964 هبت زوبعة رملية شديدة، فطلب منه الأباء الرهبان أن يصلى لكى يتحسن الجو. فرفع البابا صليبهوقال: "أعط يارب مزاجاً حسناً للهواء" فهدأت الزوبعة وسكن الرياح تماماً حتى كادت الأنفاس تختنق. وهنا قال البابا "يا مارمينا هو إحنا نقولك سكت الزوبعة ،تقوم تسكت الهواء كله؟" وهنا تحرك الهواء برقة، فاعترت الجميع الدهشة والعجب.

* وفى عام 1966 توجه البابا إلى دير الشهيد العظيم مارمينا مقرراً أن يعود فى ذات اليوم إلى الإسكندرية ، لارتباطه بمواعيد هامة. ولما فرغ البابا من صلاةالقداس هبت زوبعة رملية شديدة. وهنا نظر البابا إلى أيقونة الشهيد مارمينا ، وقال له: "انت زعلان عشان حنسيبك ، احنا هنرجع فى أقرب فرصة" ، ورفع الباباالصليب ، فسكتت العاصفة.. وعاد البابا إلى الإسكندرية. وكل من عرف بالمعجزة كان يعطى مجداً لله الذى كان يعبده القديس البابا كيرلس بالحق.

شفاء القرحة
روى لى السيد/ "حنا يوسف مينا" من الإسكندرية إنه أصيب بقرحة فى معدته، ولم يكن يستطيع أن يتناول أى طعام، وظل مدة لا يأخذ سوى "ماء الفول النابت" .وفى ليلة دخل الكاتدرائية ، ووجد البابا يرفع بخور عشية ، فوقف بجوار البابا يريد أن يخبره بمرضه ليصلى له. ولكن البابا طلب كوباً ليشرب، ورشمه وشربنصفه، ثم نظر إليه ، وقال له: "أنت نفسك فى شوية الميه دول" ، وأعطاهم له ، فشرب وشعر ن الماء ينزل فى أحشائه بلسماً شافياً. ولم يجد ما يدعوه لأن يخبرالبابا بمرضه. وعاد إلى منزله وتناول طعاماً دسماً. وكانت دهشته عظيمة إذ شعر بارتياح تام / وزال عنه المرض.


إخراج الشياطين
كان الناس يأتون إلى البابا بمرضى كثيرين منذ ان كان فى وحدته بمصر القديمة ، وكان يشفيهم بقوة الله . ولكن الأمر الذى كان يبهر العقل هو تلك القوة التىمعه لإخراج الشياطين. فكان يعمل كمن له سلطان ..
وهنا اذكر أمثلة لوقائع حدثت أمامى، لعلها تعطينا فكرة واضحة عن مدة امتلاء ذاك البار من عطية الله الصالحة التى كانت تؤازره طوال حياته.
* كان جمع من الناس ينتظرون نزول البابا من قلايته ، وعندما كان البابا فى أعلى السلم صرخ أحد الواقفين فى الدور الأرضى قائلاً: "أبعدوه عنى.. أبعدوه عنى". وسأل البابا عن سبب هذا الصراخ فأخبروه بأنه شخص به شيطان. وعندما وصل البابا إلى الدور الأرضى، صرع الشيطان الشاب، فأقامه البابا قائلاً: "قوم ياأبى مالك" . فقام الشاب متلفتاً حوله فصلى له البابا ، وأمره بالتناول من الأسرار المقدسة ، وانهال الشاب على يدى البابا تقبيلاً . وتعجب الجميع إذ خرج الشيطانبمجرد لمسة من البابا.

* بينما كان البابا فى حجرة الاستقبال بعد انتهاء القداس أحضر له شاب به روح نجس ، فأمر البابا أن يترك حتى الانتهاء من مباركة الشعب ، وكان الشاب يصيحطالباً من الباباً " أن يتركه فى حاله ولا يؤذيه" ولما وضع البابا الصليب على رأسه ، صمت الشاب إذ صرعه الروح النجس ، فأقامه البابا وأعطاه كوب ماءفشربه، وانهال الشاب على يدى البابا مقبلاً وسط فرحة أقاربه الذين أتوا به باكين.
* عندما كان البابا يناول الشعب ، أحضر له صبى به روح نجس ، ملأ الكنيسة صياحاً . وبعد القداس اقترب منه البابا ، ولطمه، وقال له : "لماذا ملأت الدنياصياحاً. أخرج منه" ووضع البابا صليبه على فم الصبى فاستفاق ، وأقبل على يدى البابا يقبلها.
http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:30 AM

تجديد الكاتدرائية المرقسية القديمة

http://www.sis.gov.eg/VR/coptic/images/65.jpg

عند عودة قداسة البابا كيرلس من مؤتمر رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الذى انعقد فى أديس أبابا سنة 1965، فوجئ بمقاول مكلف من قبل المجلس الملى العاميقوم بإزالة بياض الكاتدرائية ، وشرع فى هدم القبة الوسطى ليصب أخرى مكانها من الأسمنت المسلح، ولكن البابا منعه، وصرخ فى وجهه قائلاً: "إن الكنيسة كلها منالخشب" (الكنيسة مصممة بطريقة هندسية فريدة لتقاوم أى هزات أرضية) .. وكم كان حززن البابا على إتلاف الرسومات الموجودة بالسقف ، إذ كان يعتبرها آثاراًعزيزة للأباء السابقين ثم استدعى المقاولين شاروبيم وفرج اقلاديوس من الإسكندرية . وبمساعدة ابن أخيهم السيد/ عزيز ميخائيل المقاول بالقاهرة قاموا بإعادة بناءالواجهة الغربية للكنيسة ، وكذلك الدورين البحرى والقبلى. وأقاموا طابقين بالخرسانة المسلحة يسعان نحو ألف وخمسمائة مقعد. كما أعادوا ترميم القبة الوسطى وزينتبأبدع الرسومات. كما وضعت أساسات جديدة للهياكل ، وشيدت مذابح لكل منها قبة خاصة مزينة بأحلى الرسومات.

كما هدمت الكنيسة الصغرى الملحقة بالكاتدرائية (كنيسة الشهيد اسطفانوس) ، ووضعت لها أساسات جديدة ، وبنيت كلها بالخرسانة المسلحة مع ثلاث مذابح بثلاث قباب، وزادت مساحتها كثيراً عن مساحتها الأولى.
وفى ليلة عيد الميلاد المجيد سنة 1966 احتفل البابا بافتتاح الكاتدرائية بعد انتهاء ترميم الجزء الأكبر فيها. وأدى الصلاة مع قداسته مندوبو الكنائس الأرثوذكسية الشرقيةفى قداس تاريخى نقلته الإذاعة للعالم أجمع.
كان البابا يجب هذه الكنيسة كثيراً، وكان يردد أنه يشعر برهبة الله تملؤها، وخوفه حال فيها، وان لها روحاً خاصة يرتاح لها.
ومما هو جدير بالذكر أن هذه الأعمال قد تكلفت حوالى أربعون ألفاً من الجنيهات . وحينما انتقل البابا إلى السماء كان قد ترك ما يتمم العمل فيها.

http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:31 AM

عمل الميرون المقدس

http://www.coptichistory.org/image/new_pa155.jpg

فى أسبوع البصخة المقدسة . وفى شهر أبريل عام 1967 ، أقام البابا صلوات تقديس الميرون المقدس بحضور ممثلى الكنيسة الأثيوبية. والأباء المطارنة والأساقفة والكهنة والرهبان بالكاتدرائية المرقسية القديمة وقد عدل البابا عن عمل الميرون فى الدير المحرق حسبما كان قد قرر، إشفاقاً منه على الكثير من المؤمنين الذين أبدوارغبة فى حضور تلك الصلوات المباركة.
وقد بدأت الصلوات عقب صلاة ترحيم يوم أحد الشعانين فأنزل البابا بنفسه معدات طبخ الميرون وهى مكونة من عطور وأطياب وزيت زيتون نقى. واستمرت عملياتطحن وتنقية هذه المواد أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء من البصخة المقدسة . واشترك مع البابا فيها الأباء المطارنة والأساقفة والرهبان.

وفى يوم خميس العهد أقيمت صلوات عقب صلاة القداس. وتم وضع الخميرة المقدسة فى الميرون ليلة عيد القيامة المجيد. وأعطى جزء منه لوفد الكنيسة الأثيوبية.
هذا ، ويعتبر تقديس الميرون من الأعمال الهامة التى لا تحدث إلا نادراً ، ويذكر التاريخ أنه لم يتم تقديس الميرون إلا خمسة وعشرون مرة قبل أن يقوم البابا كيرلس بتقديسه..
وقد أعدت وزارة الثقافة فيلماً سينمائياً تسجيلياً لهذا الحدث العظيم . وقامت بعرضه داخل البلاد وخارجها. كما التقطت عدة هيئات أجنبية أفلاماً أخرى وقد أوفدت مندوبيها إلى القاهرة خصيصاً لتسجيل هذا الحدث.

http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:33 AM

تشييد الكاتدرائية المرقسية الجديدة

وضع حجر الأساس

http://nasser.bibalex.org/Data/photos/web/5519-1.jpg


فى يوم 24 يوليو سنة 1965 تم الاحتفال رسمياً بوضع حجر أساس أكبر كاتدرائية فى الشرق، وتحمل اسم القديس مارمرقس ، وحضر الحفل الزعيم الخالد جمالعبد الناصر، وألقى خطاباً رائعاً موضحاً فيه سياسة الدولة نحو المواطنين جميعاً، مؤكداً أن العدالة هى الطريق الذى ينتهجه . وأن المحبة هى الرباط الذى يربطعنصرى الأمة. ولقد كان لهذا الخطاب صداه البعيد فى أنحاء العالم، وعنى به مجلس الكنائس العالمى. وقام بترجمته إلى عدة لغات ، ووزع منه آلاف النسخباعتباره نموذجاً صالحاً ينبغى أن تقوم عليه العلاقة بين المواطنين فى جميع البلدان.


وتلقى البابا سيلاً من البرقيات من جميع أنحاء العالم للتهنئة بوضع حجر الأساس ومشيدة بسياسة الدولة . كما قدم إلى المقر البابوى سفراء بعض الدول ، ليعبرواعن مشاعر الغبطة والبهجة لهذا الحدث. واطلع سعادة سفير السنغال قداسة البابا على جريدة السنغال شبه الرسمية يتصدرها خطاب الزعيم مع صورة كبيرةله مع قداسة البابا وهما يتعانقان.

تكريس حجر الأساس
فى مساء 8 مايو 1967 (30 برمودة 1683) أقام البابا كيرلس صلاة تبريك لمكان بناء الكاتدرائية الجديدة وقد وافق هذا اليوم المبارك عيد استشهاد القديس مارمرقس الرسول، وعشية عيد ميلاد القديسة مريم البتول.

وحضر هذا الحفل الأباء المطارنة والأساقفة ، وكثير من الشعب. وعقب هذه الصلاة الطقسية ، رش البابا الماء المقدس فى مكان البناء، وبعدها بدأت شركة النيلالعامة للخرسانة المسلحة (سبيكو) فى إقامة الكاتدرائية العظيمة بعد أن بارك البابا الرسومات والتصميمات المعدة. وعلى الفور بدأت الشركة فى أعمال التشييد .وقد أعلنت السماء غبطتها بهذا العمل العظيم الذى قام به قداسة البابا، إذ قد تبارك بظهور رؤى منيرة فوق قبة هذه الكاتدرائية ليلة 18 مايو، شاهدها نيافةالأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى وآخرون.

حفل الافتتاح
فى 25 يونية عام 1968 احتفل رسمياً بافتتاح الكاتدرائية ، وحضر الحفل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، وجلالة الإمبراطور هيلاسلاسى الأول عاهل أثيوبيا، وممثلون لمختلف كنائس العالم بلغ عددهم مائة واثنان وسبعون ضيفاً.

والقى أعضاء بعض الوفود لكمات للتهنئة بهذا العمل العظيم ، وبهذا اليوم التاريخى. ومشيدين بعظمة الكنيسة القبطية ، والبابا كيرلس السادس الذى تمت فى عهدهأمجاد كثيرة للكنيسة.
ونذكر على سبيل المثال ما قاله مار أغناطيوس يعقوب بطريرك سوريا فى كلمته الطويلة الشيقة "... إن كنيسة سوريا الأنطاكية لترى فى شخص قداسة الباباالأنبا كيرلس السادس صورة مجسمة لسميه القديس كيرلس الأول دعامة الأرثوذكسية الراسخة .. وذلك لتقواه وإيمانه الراسخ وعقيدته الصلدة.. فعسى أنتتوثق فى عهده الميمون أواصر المحبة والأخوة بين كنيستنا الشقيقتين..."

وبعد إلقاء الكلمات توجه البابا وضيوفه الكرام نحو الكاتدرائية لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية.
وفى صباح اليوم التالى أقيم قداس بالكاتدرائية على المذبح المذهب المهدى من كنيسة روسيا. واشترك فيه أساقفة من الكنائس الشرقية الأرثوذكسية. كما حضرهجلالة الإمبراطور هيلاسلاسى ، ووفود من كنائس العالم ، وجموع غفيرة من أبناء الشعب امتلأت بهم الكاتدرائية وذلك بخلاف عدة آلاف وقفت خارجها تستمع إلىالصلاة من خلال مكبرات الصوت.
وقال البابا كيرلس لغبطة مار أغناطيوس الجالس إلى جواره .. "إنه يوم عظيم حقاً يشبه علية صهيون التى جمعت تلاميذ المسيح له المجد" . فابتسم مارأغناطيوس وقال: "بهمة قداستكم يا سيدى البابا كيرلس ". فأعطى البابا المجد لله والشكر لفضله.

وفى نهاية القداس أقبل الجميع يقبلون الجسد الطاهر لكاروز الديار المصرية العائد من أرض غربته وحمله البابا كيرلس ونزل به سلالم الكاتدرائية بصحبة جلالةالإمبراطور ووفود الكنائس وسط تهليل الحاضرين وتسبيحهم، يحف بهم الكهنة والشمامسة بالمجامر والبخور الطيب حيث أودع الجسد الطاهر فى مزاره الجميل.

http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:34 AM

تجلى العذراء

http://www.coptictamgeed.com/P-STMARY-7.JPG

الزهور ظهرت فى الأرض بلغ أوان القصب وصوت اليمامة سمع فى أرضنا (نشيد الأنشاد)
شهدت السماء بما للبابا المعظم كيرلس السادس من قداسة بأن شرفت عهده بحدث تاريخى فريد. ومعجزة دهرية مجيدة، هو ظهور البتول العذراء أم النور بالكنيسةالمدشنة باسمها الطاهر بناحية الزيتون بالقرب من القاهرة. ظهرت بنور سمائى يعجز البشر عن وصفه. إن هذا الإعلان السمائى العظيم لم يحدث مثله منذ حلولالروح القدس على التلاميذ القديسين فى يوم الخمسين.
ففى الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الثلاثاء المبارك 24 برمهات سنة 1684 للشهداء. الموافق 2 أبريل سنة 1968 ميلادية شاهد السيد/ عبد العزيز على -وهو خفير بجراج هيئة النقل العام المقابل للكنيسة - فتاة تمشى فوق القبة ، فصاح بها ، واجتمع حوله بعض العاملين بالجراج ، وهم السيد/ مأمون عفيفى، السيد/حسين عواد ، والسيد/ ياقوت على ، وأخذوا يتطلعون إلى أعلا القبة . فتبين وجود فتاة بملابس بيضاء جاثية فوق القبة أمام الصليب الذى يعلوها . فأثاردهشتهم هذا المنظر غير المألوف. ثم نظروها وقفت، فتبادر إلى ذهنهم أنها تريد الانتحار - خاصة وان القبة مكورة - فتعالت صرخاتهم ، وأبلغوا الشرطةلنجدتها. وتجمع المارة ، وجاء رجال الشرطة. ولكن شكل الفتاة بدأ يزداد وضوحاً ويشتد ضياء، فظهرت صورتها وضاحة تماماً، باهرة فى غلالة من النورالأبيض.. تسير فى هدوء فوق القبة وجسمها يضىء كالشمس، وتمسك بيدها ما يشبه غصن الزيتون . وظهر فجأة سرب من الحمام الأبيض من فوق رأسها،وطار إلى السماء ، كما ظهرت حولها دائرة من النور.


حاول بعض الذين تجمعوا أن يتأكدوا مما يرون، فسلطوا أضواء كاشفة من مصابيح السيارات على هذا الجسم النورانى، فازداد تألقاً وقاموا بتحطيم المصابيحالكهربائية القائمة حول الكنيسة ، ثم أطفأوا أنوار المنطقة، فبدت أم النور أشد نوراً، وأكثر ضياء ووضوحاً.

أنتشر النبأ وتناقلته الألسن والصحف ، وطيرته وكالات الأنباء إلى بلاد العالم أجمع . ولما تكرر هذا الظهور عدة ليالى ، وفى أوقات وبصور وأشكال مختلفة ، فإذبمئات الألوف - سواء من أبناء الكنيسة ، أو من غيرهم - يزحفون لمشاهدة هذا الظهور، ويقفون ساعات طوال يترقبونه.

ومن أحداث الظهور العجيبة أنه فى الساعة الثالثة إلا ربعاً فجر يوم الثلاثاء 30 أبريل 1968 كانت الألوف تقف فى الشوارع المحيطة بالكنيسة مترقبة ظهورها.فإذا بهم يرون حمامتين تنطلقان من فوق الكنيسة ثم ظهر شكل نورانى كالسحاب الذى توهج ، وظهرت منه العذراء دفعة واحدة، وكانت فى هذه الليلة تتحرك إلىاليمين ، والى اليسار، وتومئ برأسها وتبسط يديها للناس كأنها تحييهم وتباركهم. واستمرت على هذا الحال حتى الساعة الخامسة.

وقد استمر الظهور شهوراً طويلة صاحبه ظهور أجسام نورانية تشبه النجوم وانطلاق حمام بجسم نورانى فى سماء الكنيسة طائراً إلى أعلا حتى يتلاشى، وانطلاقكميات هائلة من البخور من أعلى سطح الكنيسة.

ونال نعمة الشفاء مئات من ذوى الأمراض المستعصية التى عجز الطب عن علاجها. فقد فتحت أعين العميان، وبرأ المشلولون ، وقام المقعدون من مختلفالأديان والجنسيات، فعم الفرح ، والعزاء للجميع ومجدوا الله كثيراً.

وصاحب هذا الظهور أيضاً ظهور البتول أم النور لأفراد كثيرين فى منازلهم ، تعزيهم وتشفى أمراضهم دون تفرقة بين دين أو جنسية.
وأمام هذا الحدث ارتفعت القلوب بتمجيد الله ، وتأكد لأبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عظمة كنيستهم ، وصحة عقيدتها ، ورسوخها حتى عاد إلى أحضانهاكثيرون ممن خدعوا بمذاهب فلسفية الحادية، أو عقائد دينية غريبة.

وكان لابد للكنيسة أن تقول كلمتها وبعد الدراسة والبحث الدقيق أمر قداسة البابا بإصدار بيان بابوى عن هذا الظهور أذيع يوم السبت الموافق 26 برموده سنة1684 الموافق 4 مايو 1968 فى مؤتمر صحفى عقد فى المقر البابوى وحضره عدد كبير من رجال الصحف ووكالات الأنباء والإذاعة فى مصر والخارج ومنبينهم صحفيين حضروا خصيصاً من الخارج لحضور هذا المؤتمر.

وقام نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف بتلاوة البيان باللغة العربية ثم باللغة الإنجليزية.


بيان من المقر البابوى بالقاهرة


منذ مساء يوم الثلاثاء 2 أبريل 1968 الموافق 24 برمهات 1684 توالى ظهور السيدة العذراء أم النور فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى باسمها بشارعطومانباى بحى الزيتون بالقاهرة.

وكان هذا الظهور فى ليالى مختلفة كثيرة لم تنته بعد ، بأشكال مختلفة، فأحياناً بالجسم الكامل وأحياناً بنصفه العلوى ، يحيط بها هالة من النور المتلألئ، وذلك تارةمن فتحات القباب بسطح الكنيسة ، وأخرى خارج القباب وكانت تتحرك وتتمشى فوقها، وتنحنى أمام الصليب العلوى، فيضئ بنور باهر، وتواجه المشاهدين،وتباركهم بيديها وإيماءات رأسها المقدس، كما ظهرت أحياناً بشكل جسم كما فى سحاب ناصع أو بشكل نور يسبقه انطلاق أشكال روحانية كالحمام شديد السرعة.وكان الظهور يستمر لفترة زمنية طويلة وصلت أحياناً إلى ساعتين وربع كما فى فجر الثلاثاء الموافق 30 أبريل سنة 1968 الموافق 22 برمودة سنة 1684 حيناستمر شكلها الكامل المتلألئ من الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين إلى الخامسة صباحاً.

وشاهد هذا الظهور آلاف عديدة من المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب ومن الأجانب ومن طوائف رجال الدين والعلم والمهن وسائر الفئات الذين قرروا يقينرؤيتهم لها. وكانت الأعداد الغفيرة تتفق فى وصف المنظر الواحد بشكله وموقعه وزمانه بشهادات إجماعية تجعل ظهور السيدة العذراء أم النور فى هذه المنطقةظهوراً متميزاً فى طابعه، مرتقياً فى مستواه عن الحاجة إلى بيان أو تأكيد.

وصحب هذا الظهور أمران هامان: الأول انتعاش روح الإيمان بالله والعالم الآخر والقديسين وإشراق نور معرفة الله على كثيرين كانوا بعيدين عنه، مما أدى إلىتوبة العديدين وتغير حياتهم . والثانى حدوث آيات باهرة من الشفاء المعجزى للكثيرين ثبت علمياً وبالشهادات الجماعية.

وقد قام المقر البابوى بجمع المعلومات عن كل ما سبق بواسطة أفراد ولجان من رجال الكهنوت الذين تقصوا الحقيقة وعاينوا بأنفسهم هذا الظهور وأثبتوا ذلك فىتقاريرهم التى رفعوها إلى قداسة البابا الأنبا كيرلس السادس.

والمقر البابوى إذ يصدر هذا البيان يقرر بملء الإيمان ، وعظيم الفرح. وبالشكر الانسحاقى أما العزة الإلهية أن السيدة العذراء أم النور قد والت ظهورها بأشكالواضحة ثابتة فى ليال كثيرة مختلفة لفترات متفاوتة وصلت فى بعضها لأكثر من ساعتين دون انقطاع، وذلك ابتداء من مساء الثلاثاء 2 أبريل سنة 1968 الموافق24 برمهات 1684 حتى الآن بكنيسة السيدة العذراء القبطية الأرثوذكسية بشارع طومانباى بحى الزيتون فى طريق المطرية بالقاهرة وهو الطريق الثابت تاريخياًأن العائلة المقدسة قد اجتازته فى تنقلاتها خلال إقامتها بمصر.

جعل الله هذه البركة رمز سلام للعالم ، وبمن لوطننا العزيز، وشعبنا المبارك الذى سبق الوحى الإلهى فنطق به: "مبارك شعبى مصر".

السبت 4 مايو عام 1968 المقر البابوى بالقاهرة
26 برمودة سنة 1684

***


هذا وقد أصبح هذا الظهور عيداً كنسياً تعيد له الكنيسة ، وأدرج فى السنكسار تحت يوم 24 برمهات.

لقد كان هذا الحدث الإلهى العجيب يحمل عزاء خاصاً لقلب البابا المثقل بحمل صعب، ومسئوليات جسيمة، فقبله بسنة تقريباً هبت على الكنيسة عاصفة صعبة منالتجارب، محملة بمشكلات مستعصية، هزت بعنف ذلك الجسد الضعيف، فلزم البابا الفراش شهوراً يبكى فيها فراقه للمذبح، ومتوجعاً من طعنات المعاندين وكانالظهور ليطمئنه إلى انه فى العمر بقية، وان العذراء شفيعته العظيمة، وهى تقول له تشجع، ولا تيأس، فأنا أيضاً "قد جاز فى نفسى سيف، وأعلنت أفكار منقلوب كثيرة".

والبابا إزاء هذه المساندة الإلهية الفذة برؤيته للبتول أم النور ، بدأ يستعد لاستقبال جسد حبيبه ناظر الإله مارمرق س الرسول.


http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:36 AM

عودة جسد القديس مارمرقس الرسول

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...okFO1yImJ0q_Ir


لم يكن ما يفصل بين جسد القديس مارمرقس الرسول فى البندقية، وبين رأسه بالإسكندرية هو البحر المتوسط بمئات أمياله ، إنما شئ آخر أعمق بكثير: إنها مايزيد عن إحدى عشر قرناً من عمر الزمان ، جعلت الفرقة بينها حقيقة تاريخية أقرب إلى ظواهر الطبيعة ، كشروق الشمس وهطول المطر.. وكانت فى أقل القليلكفيلة بأن تجعل الأمر رازحاً تحت جبال النسيان ، لا يمكن أن يجذب انتباه أحد، ولا يمكن أن يحرك مشاعر إنسان.
وتوالى على الكرسى المرقسى بعد حادث سرقته، ونقله إلى البندقية، عشرات من الآباء البطاركة ، لم يخطر ببال أى منهم أن يحاول استعادة الجسد.. حتى جاءالبابا كيرلس السادس.

ألا يجب علينا إذاً أن نقف لنتساءل .. ما الذى دفعه إلى المطالبة باستعادة الجسد؟
* أهل هو إحساسه العميق بالارتباط بينه وبين مارمرقس باعتباره انه ابن ، وخليفة حقيقى لهذا الكاروز؟
* أم لأنه عاش تاريخ كنيسته وأمته وتمثل هذا التاريخ فى كيانه ، وأحس بفضل القديس مرقس على الأمة المصرية ، وأنه نقلها ببشارة الإنجيل من ظلمة الوثنيةإلى نور المسيح. وان وجاب الابن العارف بجميل أبيه أن يسعى وراء جسده أينما كان.
أم أن هناك إعلان دفعه إلى أن يطالب بالجسد الحبيب ، وهذا أمر يجب تصديقه ، ما دام نداء البابا قوبل من الطرف الآخر باستجابة لم تكن متوقعة.


أليس هذا هو العمل الإلهى الخفى
فى إحدى مقابلات البابا مع القاصد الرسولى بالقاهرة، قال البابا : "ألم يحن الوقت لكى تعطونا جسد القديس مرقس الرسول؟" أجاب سيادته بأدبه الجم: "نحن لانستطيع أن نؤخر طلباً لقداسة البابا" .. فقال البابا : "شكراً .. أنى سأرسل فى طلبه إلى قداسة بابا روما، وأنى واثق من أن مساعينا ستكلل بالنجاح".
وعلى أثر هذا الحديث بدأت المفاوضات لإعادة الجسد الطاهر فبعث البابا كيرلس برسالة إلى قداسة البابا بولس يطلب فيها إرجاع جسد القديس مرقس إلى مصر،فرحب بابا روما بذلك ، وأرسل إلى بطريرك البندقية- حيث يوجد الجسد- يطلب موافقته. ولكنه رفض محتجا بأنه لا يستطيع التفريط فى هذا الجسد الطاهر ،فهو شفيع البندقية، فضلاً عن أنه من معالمها السياحية الهامة. ولكن بابا روما عاد يكرر الطلب ، بينما بطريرك البندقية ظل متمسكاً برفضه إلى أن وافق فى النهاية- بعد صلوات البابا كيرلس ودموعه - على أن يعيد جزء من الجسد . ومع السرور والبهجة أعلن الخبر ، واستعدت الكنيسة لاستقبال جسد أبيها الروحى،ومؤسس كرسى الإسكندرية.

أوفد البابا كيرلس وفداً مكوناً من خمسة وسبعين فرداً بينهم أساقفة وكهنة ورهبان وشمامسة وعلمانيين، مع وفد من الكنيسة الأثيوبية ، أقلتهم جميعاً طائرة خاصة .وقد استقبل الوفد فى روما بحفاوة بالغة . وتم الاحتفال رسمياً يوم 22 يونيو سنة 1968 (15 بؤونه) بتسليم الجسد وسط فرحة غامرة.
واستقل الوفد الطائرة عائداً مساء يوم 24 يونيو سنة 1968 حيث وصل إلى مطار القاهرة الدولى فى ساعة الحادية عشر والنصف ليلاً وكان فى انتظار الجسد مايزيد على المائة ألف مواطن فضلا عن أعضاء الوفود الأجنبية والهيئات الدينية والدولية المصرية.
وتدخلت حكمة السماء فى ذلك اليوم لتظهر قدسية جسد هذا الرسول العظيم، فقد كان مقررا أن تصل الطائرة المقلة للجسد الطاهر فى الساعة الخامسة بعد الظهر،ولكنها أصيبت بعطب أخر وصولها إلى الساعة الحادية عشر والنصف مساء. وعندما كانت الطائرة تحلق فى سماء المطار استعدادا للهبوط، ظهرت حمامةبيضاء حلقت على ارتفاع منخفض، شوهدت فى ظلام الليل، فصاح الحاضرون مسبحين وممجدين الله بصوت يشبه الرعد وعند هبوط الطائرة ظهرت الحمامةالبيضاء مرة ثانية فوق جسم الطائرة التى كانت محركاتها مازالت تدور ويصدر عنها صفير قوى.

وصعد البابا كيرلس سلم الطائرة وحمل الجسد الطاهر وسط تهليل الجميع وهتافهم فاهتزت أرجاء المطار.
وعند ركوب قداسة البابا سيارته حاملاً الجسد على ركبتيه رأى البعض الحمامة البيضاء داخل السيارة بجوار الجسد الطاهر.
وقد أودع الجسد مكاناً خاصاً فى الكاتدرائية المرقسية القديمة بعد أن دار به البابا فى أنحائها مع الكهنة والشمامسة وسط الترتيل والتسبيح حاملين الصلبان والشموعوالبخور.
ويخبرنا السيد دكتور/ يوسف منصور رئيس شمامسة الكاتدرائية انه اعتاد دخولها زهاء خمس وعشرين عاماً فى أى وقت يشاء حتى فى منتصف الليل لأداءتسبحة نصف الليل وباكر. ولكنه فى الليلة التى كان الجسد الطاهر مازال موجوداً بها، حدث أن توجه إليها حوالى الساعة التاسعة مساءاً، وبعد أن فتح الباب أرادالدخول شعر بهيبة ورهبة عظيمة تملها فاعتراه خوف شديد، حتى انه لم يستطع الدخول، بل أغلق الباب وخرج مسرعاً مبهوتاً.

كذلك شاهد السكان المحيطين بالكاتدرائية نوراً عجيباً فوق قبابها ليلة وجود الجسد الطاهر بها قبل نقله إلى الكاتدرائية الجديدة.
كما اخبرنى أحد المقيمين بالمقر البابوى - رفض ذكر اسمه - انه أثناء وجود الجسد الطاهر بالكاتدرائية القديمة رأى فى الساعة الثالثة والنصف صباحاً رؤيةعجيبة. فقد رأى رجلاً تبدو عليه سمات النسك الشديد والبساطة المتناهية ، يمشى رافعاً يده وبها كتاب، ويمشى خلفه البابا كيرلس السادس حاملاً الصليب وعصاالرعاية فى هيبة ووقار، ورأى خلفها بعضاً من أبناء البابا. فتعجب من هذا المنظر وسأل أحد الموجودين : "من هذا الذى يسير أمام البابا العظيم ، وكيف؟ .."فأجابه ذاك بصوت جهورى اهتززت معه جدران الحجرة فى عنف: "الست تعرف من هذا ؟ .. انه حامل البشارة العظيم".

وقد روى الشخص ما حدث فى الرؤية لقداسة البابا، فقال له: "انه مارمرقس يا ابنى اللى أنا بمشى وراه دائماً" .
وفى 26 يونيو عام 1968 وبعد إقامة أول قداس بالكاتدرائية المرقسية الجديدة - أودع الجسد الطاهر فى مزاره الجميل بتلك الكاتدرائية حسبما ذكرنا فى البابالخاص بها.
http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:37 AM

البابا كيرلس مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر


http://copts-united.com/uploads/379/pope2.jpg
كانا قطبين عظيمين أحدهما زعيم سياسى والآخر أب روحى .. التقى الاثنان على طريق واحد، فسارا وأيديهما متشابكة وإرادتهما، ورغبتهما واحدة: إسعاد كل فردمن أبناء هذا الوطن. ولقد كانت محبتها لبعض .. وتقدير واحترام كل منهما للآخر مثار إعجاب.. حتى قالت "إذاعة صوت أمريكا" يوم نياحة البابا: لقد توفىالصديق الوفى لعبد الناصر". وبدلاً من أن نقف عند الوصف فلنقترب من الأحداث لنرى ما كان بينهما من حب وتقدير وتفاهم ، كان لمصلحة البلاد.
* كان أول لقاء بينهما عام 1959 إذ قام البابا كيرلس السادس بزيارة الرئيس عبد الناصر، وتبادلا أحاديثاً ودية. ويومها قال البابا للرئيس " إننا لو أقمنا مصنعاًبملايين الجنيهات وألحقنا به الآلاف من العمال الذين لا وعى لهم، ولا وازع دينى عندهم، فماذا نجنى؟ انهم سيجهزون على المصنع. ولكن يا سيادة الرئيس لوأقمنا مصنعاً بمائتى جنيه وألحقنا به عشرة عمال يتمتعون بالضمير الحى الطاهر، مخلصين لله والوطن فإن إنتاج مثل هذا المصنع سيفوق بكثير إنتاج المصنعالأول الذى تكلف الكثير والكثير. لذلك يا سيادة الرئيس، أنى بعون الله سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الله وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقة ليشب أبناء الوطنوحدة قوية لديها الإيمان بالله والحب للوطن". فأثنى السيد الرئيس على وطنية البابا وحبه لبلاده. ودعى كل منهما للآخر بالتوفيق والنجاح.


* التقيا ثانية فى 8 مايو 1965، وكانت الزيارة الثانية للبابا كيرلس السادس وكان لقاءاً مثمراً له أثاره العظيمة. لقد ذهب الوفد المرافق للبابا ، وهو يحمل مشكلةأو مشاكل معينة ، ولكن أحداً لم يكن يعرف أفكار البابا، ولا يتوقع أيضاً النتائج الباهرة التى أسفر عنها هذا اللقاء:

- الرئيس : لا تفكر فى هذا الأمر يا والدى . إن تلك الكنيسة ستبنى.
- البابا: أشكركم يا سيادة الرئيس.
ثم استطرد البابا قائلاً:
- أن الأمر الأهم بالنسبة لنا أن تتفضلوا مرة بزيارة أولادكم فى البطريركية ، فسيكون لهذه الزيارة أبلغ الأثر، وسترفع من الروح المعنوية لأولادك.

- ليس لدى مانع .. ولكن يا والدى ألا ترى أن المكان الذى أنت فيه الآن قد أصبح غير لائق بك.

- نعم يا سيادة الرئيس.. إننا نفكر فى بناء مقر آخر .. كاتدرائية جديدة.
- يسعدنى أن أحضر احتفال وضع حجر الأساس، ولكن هل لديكم ما يكفى لهذا البناء الضخم.
- إن الله سيعيننا ، كما أن أولادنا لا يبخلون بالمال فى سبيل إنجاز عمل عظيم كهذا.
- ستدفع الدولة مبلغ مائة ألف جنيه مساهمة فى هذا البناء العظيم ...
- أشكركم يا سيادة الرئيس .. على ان مساندتكم المعنوية والروحية لا تقدر بمال.

ثم عادا إلى موضوع حديثهما الأول :

- لقد اطلعت على تقارير شاملة عن هذا الموضوع .
- إنى أحاول - يا سيادة الرئيس - بكل جهدى أن أجد حلا لهذه المشاكل دون جدوى.
- يبين من التقرير الذى اطلعت عليه أنك يا والدى قد عملت ما فى وسعك .. وأن هذا الشخص سبب لكم متاعباً كثيرة ، وسأتخذ قراراً بإقصائه من نصبه.
كما كان من نتائج هذا الاجتماع أن أمر الرئيس بفتح كنيسة حدائق حلوان التى ظلت مغلفة ما يقرب من العام، وقال الرئيس: أن أماكن العبادة لابد أن تنتشر.ويجب ان يعرف الجميع الله. وان الإيمان يجب أن يمس كل القلوب.

ونقل السيد الرئيس رغبة أسرته فى مقابلة البابا ، فرحب بذلك ودخل قداسته بصحبة الرئيس إلى منزله حيث تقابل مع أبناء سيادته ودعا لهم بالتوفيق، وبدوامالصحة والسعادة، كما تبادل معهم الهدايا التذكارية . وبعد ذلك خرج مودعاً من السيد الرئيس بحفاوة بالغة.

* فى 10 مايو عام 1967 - زار قداسته السيد الرئيس. وفى هذه الزيارة رأى سيادته إصدار قرار جمهورى بإنشاء مجلس لإدارة أوقاف البطريركية ، بعد انفشل المجلس الملى فى أداء هذا العمل ، مما أدى إلى عجز فى ميزانية البطريركية تحدثت عنه الصحف. وقد تبرع السيد الرئيس بمبلغ عشرة آلاف جنيه لسد هذاالعجز، وأمكن بذلك دفع مرتبات العاملين بالبطريركية التى توقف دفعها لمدة شهور.

كما عرض الأساقفة المرافقين لقداسة البابا مشاكل ايبارشياتهم على السيد الرئيس، وكانت هذه الفرصة للعمل على حلها.

ومما هو جدير بالذكر أن قداسة البابا طلب مرتين السماح بإنهاء الزيارة حفظاً على وقت الرئيس، ولكن الرئيس كان يقول مبتسماً فى ود عميق "ميعاد الزيارة لمينته بعد" وظلا يتحدثان فيما يعود بالخير على البلاد.
وعندما هم البابا بالانصراف قال السيد الرئيس أنى أضم صوتى لأصوات المهنئين بعيد جلوس غبطتكم متمنياً لكم أياماً سعيدة". فشكره البابا بامتنان كبير واضعاًيده على صدر الرئيس فى لطف وهو يقول: إنى أضع يدى على يد الله.. لأنه مكتوب عندنا: "أن يد الله على قلوب الرؤساء" فاغتبط الرئيس وسر بهذا الحديثكثيراً .

وفى مساء ذات اليوم حضر أحد رجال الدولة الرسميين إلى قداسة البابا حيث أبلغه شعور الارتياح الذى يشعر به الرئيس لهذه الزيارة. وأشار إلى أن الرئيسكان يشعر بالآم فى صدره زالت جميعها عندما وضع البابا يده فوق صدره.

* فى يونيه 1967 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تنحيه عن رئاسة الجمهورية أثر نكسة 5 يونيو المشئومة وقد اكن هذا الخبر وقعاً بالغ السوء فى نفس قداسةالبابا. فاستدعى سكرتيره الخاص وطلب الاستعداد للذهاب إلى منزل الرئيس فى صبيحة الغد ليناشده البقاء رئيساً للجمهورية. وليبلغه تمسك الأقباط بسيادته فىمركز القائد والزعيم للبلاد.. وفى يوم 9 يونيو صلى البابا القداس وهو حزين، وبعده خرج وبصحبته بعض الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة وتوجهوا إلى منزلالرئيس، ولكن ملايين البشر كانت قد سدت كل الطرق المؤدية إلى المنزل فصدرت تعليمات من رئاسة الجمهورية بأن تقوم سيارة تابعة للقوات المسلحة بفتحالطريق أمام سيارة البابا حتى وصلت إلى منزل الرئيس حيث كان فى استقبالهم السيد محمد أحمد سكرتير السيد الرئيس " أمين سر اتحاد الجمعية العربية وقتها"..وكان عناق بالبكاء . وأعلن البابا تمسكه والأقباط معه بقيادة الزعيم عبد الناصر. وقد وعد سيادته بإبلاغ ذلك إلى السيد الرئيس ومتعذراً عن عدم إمكان مقابلةسيادته. لأنه قد لزم مسكنه الخاص بعد إعلان تنحيه.. ولكن ما عاد البابا إلى المقر البابوى حتى طلب من الخدم أن يستعدوا لضرب الأجراس، وكأنه كان يتنبأ ..وما هى إلا لحظات حتى أعلن السيد/ أنور السادات "رئيس مجلس الأمة وقتئذ" بأن الرئيس قد نزل على إرادة الشعب، واستجاب لندائه الملح بالبقاء. ودقت أجراسالكاتدرائية المرقسية فرحة مستبشرة. وفى صباح يوم 10 يونيو توجه قداسة البابا إلى القصر الجمهورى حيث كتب كلمة مؤثرة فى سجل الزيارات معلناً فرحتهبنزول السيد الرئيس على إرادة الشعب.

* حضر الزعيم جمال عبد الناصر حفل افتتاح الكاتدرائية الجديدة الذى أقيم يوم 25 يونيو سنة 1968 وكان اللقاء بين القائدين حاراً وفريداً.

وعند صعودهما سلم الكاتدرائية لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية حدث أن امسك السيد الرئيس بيد البابا متوكئاً، وصدرت عنه أنة خفيفة فسأله البابا فى دهشة:"ما بالك يا سيادة الرئيس .. ولم تتألم .. لعلنى أنا الذى يحق لى أن أتأوه، إذ مازلت أشعر بألم فى ساقى أثر الجلطة التى أصابتنى فى العام الماضى" ، فأجابهالرئيس قائلاً : "أنى اشعر بآلام شديدة فى ساقى أنا أيضاً". فقال البابا: "ولماذا لم تخبرنا بذلك إننا كنا على أتم استعداد لتأجيل الحفل حتى تتماثل سيادتكم للشفاءالكامل" فأجاب الرئيس بابتسامة رقيقة : "لا ... بل أنا مسرور هكذا".

* وعندما ذهب السيد الرئيس للعلاج من مرض أصاب أوردة ساقه فى "تسخالطوبو" بالاتحاد السوفيتى ، طلب البابا أن يتحدث تليفونياً مع سيادة الرئيس ، ليطمئنعلى صحته .. وجرى بينهما حديث ودى للغاية ، وقال الرئيس فى حديثه للبابا إنه كان يتمنى أن يكون البابا بصحبته لعلاج أوردة ساقه أيضاً، فشكره البابا بامتنانداعياً له بالصحة، راجياً له الشفاء العاجل، مبلغاً إياه دعاءه من أجل عودته للوطن موفور الصحة.

وعاد السيد الرئيس بعد ذلك بيومين . وكان البابا ضمن مستقبليه فى أرض المطار. وتعانقا طويلاً بصورة لفتت أنظار الموجودين . وقال الرئيس للبابا: "لماذا لمترسل مندوباً عن غبطتكم وأنت لم تتماثل بعد للشفاء التام؟ واطمأن البابا على صحة الرئيس.

***


وعندما فجعت الأمة بفقد زعيمها الخالد جمال عبد الناصر، توجه البابا للعزاء، وظل صامتاً مدة طويلة ، وهو فى صمته يقول: أن المصاب مصابنا جميعاً. والفقيدفقيدنا جميعاً..


***


لقد رحل الرجلان عنا فى فترة وجيزة .. لقد تركا فى قلوبنا جرحاً عميقاً. وفى نفوسنا حزناً شديداً.. وسيذكر التاريخ أنهما ضحيا بكل شئ فى سبيل رسالتهما ...حتى بحياتهما.

http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:39 AM

خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى عهد البابا كيرلس السادس

https://2.bp.blogspot.com/_OOkgWyKkav...8%B5%D8%B1.jpg

كلمة البكباشى جمال عبد الناصر فى كنيسة الأقباط الأرثوذكس بالمنصورة



9/4/1953
أيها المواطنون الأعزاء:
أشكركم من كل قلبى على هذا الترحيب الذى كنت أنتظره وأتوقعه؛ فإننا جميعاً نمثل مصر العزيزة التى نتمنى لها دائماً المستقبل الراقى والقوة والعظمة، وحتى تسير مصر فى طريقها يجب أن نتمثل بشعار الحركة وهو الاتحاد والنظام والعمل، وكلنا متحدون ولله الحمد. أشكركم وأرجو أن يديم الله علينا الاتحاد فهو سبيلنا إلى أهدافنا.



http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:40 AM

كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى زيارته لمطرانية الأقباط الأرثوذكس فى بنى سويف
مواطنى الأعزاء:
إنى أحب دائماً أن أقول مواطنى الأعزاء؛ لأننا سواء فى هذا الوطن، لا فرق بين مسلم وقبطى، لأن رصاص العدو المستعمر لا يفرق بين مسلم وقبطى، وإنما يهدف إلى قلب كل مواطن، فإننا كلنا أبناء وطن واحد، وإذا ارتقى ذلك الوطن فسنرتقى، وإذا انتكس هذا الوطن فسننتكس؛ ولهذا ندعو دائماً للاتحاد.



http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:42 AM

كلمة البكباشى جمال عبد الناصر فى كنيسة الأقباط الأرثوذكس بالسويس
3/11/1953


http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...0s1QUxcxZjfs-Q



أيها المواطنون:

إن هذه المواكب الوطنية تَجاوب صحيح لما يوجد فى قلوبنا نحوكم، وإننا - بإذن الله - إذا استطعنا أن نحكم عواطفنا إلى حين، فإننا سنصل حتماً إلى أهدافنا رضى أم أبى المستعمرون.





كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى كنيسة مارى جرجس بطنطا
31/12/1953
إننا لا نفرق بين مواطن وآخر؛ لأننا فى الجيش لم نفرق بين مسيحى ومسلم، وفى حرب فلسطين لم تفرق القنابل بين مسلم ومسيحى. وترحم على الصاغ القبطى فؤاد نصر هندى شهيد الوطن فى فلسطين الذى اندفع فى قوة واستشهد فى سبيل مصر باعتباره مصرياً فقط لا مسيحياً، والرصاص فى الميدان يتجه إلى قلوب الجميع. إننى أؤكد لكم أننا جميعاً أبناء وطن واحد، نعمل لصالح الوطن وكرامته، وإننا متحدون نعمل لعزة الوطن وحرية البلاد.


كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى وفد رجال الدين الأرثوذكس من سوريا

22/2/1956
إنه لمن دواعى غبطتى أن أتقبل من قداسة الأب الموقر بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس هذه الرسالة الأخوية الكريمة مقرونة بقلادة الرسولين بطرس وبولس. وهى إن رمزت إلى شىء فإلى التعاطف والترابط، وإن دلت على شىء فعلى المحبة الوطيدة والمودة الأكيدة بين القطرين الشقيقين والشعبين الصديقين.
وإنه ليسرنى غاية السرور أن أغتنم هذه الفرصة؛ لأبعث إلى قداسة البطريرك الموقر بأخلص الشكر القلبى، مقروناً بخير ما أتمناه لإخواننا السوريين الأعزاء من ازدهار وتقدم ورخاء، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى أن نحقق لقطرينا العزة الكاملة والحرية الشاملة.




كلمة الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة إرساء حجر الأساس لدير الراهبات بحلب

18/2/1960

يسعدنى أن ألتقى بكم فى هذه المناسبة الخيرة، وأذكر حينما قرأت الخطاب الذى وصلنى من رئيس الجمعية للمشاركة فى وضع حجر الأساس لهذا الدير؛ وَعَدت فى هذا الوقت، وكان الرد بالوعد بأننى سأشترك فى أول زيارة لى لحلب، وكان هذا هو تعبيراً عن التقدير للعمل الطيب والعمل الخيّر الذى يعم على أبناء الوطن جميعاً.
وأنتهز هذه الفرصة لأشيد بالمثل العليا الإنسانية والأخلاقية التى تعبر عنها هذه الأعمال الجليلة؛ لأنها فعلاً أساس للمجتمع الاشتراكى الديمقراطى التعاونى المبنى على الإخاء والمحبة، وعلى أن يتضامن الفرد مع أخيه. وهذا الأساس الذى تقوم به هذه الجمعية فى جميع الميادين إنما نريد أن نعممه فى جميع أنحاء الوطن، وفى جميع المجتمعات؛ حتى يكون هناك تكافل بين الأخ وأخيه، وحتى يكون هناك اهتمام بالعجزة وباليتامى، وحتى تكون الناحية الاجتماعية ناحية مُغطاة من الدولة ومن الشعب، حتى يشعر كل فرد من أبناء هذه الأمة أنه يشعر بالرفاهية، ويشعر بالحياة العزيزة منذ مولده حتى ينهى مدته فى هذه الدنيا.
وهذه الرسالة التى تقوم بها هذه الجمعية هى مثل لنحتذيه؛ حتى نستطيع فعلاً أن نبنى الوطن الذى نريد، الوطن القائم على المحبة وعلى التضامن وعلى الإخاء، والوطن المبنى على عدم التفرقة، والوطن الذى يبنى على عدم التفرقة إنما هو الوطن القوى المتين. وقد حاول أعداؤنا دائماً أن يبثوا الفرقة بين صفوفنا، بين صفوف الوطن الواحد لينفذوا فى وطننا، وينفذوا فى بلدنا، ولكنى كنت دائماً أقول لإخوتكم فى مصر: إن رصاص الأعداء أو قنابل الأعداء لا تفرق بين مِلة ومِلة، أو بين دين ودين، أو بين عقيدة وعقيدة، ولكنها تجمع أبناء الوطن الواحد تحت علم واحد؛ فإن القنابل التى نزلت على بورسعيد لم تفرق بين المسلم والمسيحى، ولم تفرق بين المذهب والمذهب، ولكنها كانت تستهدف أبناء الوطن باعتبارهم عربا تجمعهم الراية.. راية الجمهورية العربية المتحدة، أو الراية المصرية فى هذا الوقت، أو الراية السورية فى هذا الوقت.
هذا هو إيمانى، وتلك هى عقيدتى، وكنا فى حرب فلسطين، وكانت تجمعنا كتيبة واحدة - نحن المسلمين والمسيحيين - ولم يكن الرصاص الذى يوجه إلينا يفرق بين المسلم والمسيحى، ولكنا كنا جميعاً نحارب فى فلسطين من أجل العرب ومن أجل العروبة، ومن أجل إنقاذ العرب ومن أجل إنقاذ العروبة، وكان اللاجئون الذى يهربون من الطغيان الصهيونى إلى صفوفنا لا تفرقة بينهم - بين المسلم والمسيحى - لأن العروبة هى التى كانت تجمع الجميع، وكما كنا نشعر فى كل وقت فإن الدين لله والوطن لكل فرد من أفراده. والله يوفقنا ويوفقكم دائماً إلى ما فيه خير وطننا.




http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:44 AM

كلمة الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة وضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة

24/7/1965

http://www.newmiracles.org/images/po...rillos6-12.jpg


أيها الإخوة :

يسرنى أن أشترك معكم اليوم فى إرساء حجر الأساس للكاتدرائية الجديدة. وحينما تقابلت أخيراً مع البابا فى منزله فاتحته فى بناء الكاتدرائية، وأن الحكومة مستعدة للمساهمة فى هذا الموضوع. ولم يكن قصدى من هذا فعلاً المساهمة المادية فالمساهمة المادية، أمرها سهل وأمرها يسير، ولكنى كنت أقصد الناحية المعنوية.
هذه الثورة قامت أصلاً على المحبة وعلى الخير، ولم تقم أبداً بأى حال من الأحوال على الكراهية أو على التعصب. هذه الثورة قامت من أجل مصر ومن أجل العرب جميعاً. هذه الثورة قامت وهى تدعو للمساواة ولتكافؤ الفرص؛ والمحبة والمساواة وتكافؤ الفرص من أول المبادئ التى نادت بها الأديان السماوية، لأننا بالمحبة والمساواة وتكافؤ الفرص نستطيع أن نبنى المجتمع الصحيح، المجتمع السليم الذى نريد والذى نادت به الأديان.
نادى الدين المسيحى ونادى الدين الإسلامى بالمحبة، ونادى الدين المسيحى ونادى الدين الإسلامى بالمساواة وتكافؤ الفرص، نادوا بالعمل من أجل الفقراء، ومن أجل المساكين، ومن أجل العاملين.. استنكرت الأديان الاستغلال بكل معاينة، والاستعباد بكل معانيه، وكلنا نعلم أن المسيح عليه السلام كان ضحية للاستعباد والذل؛ استعباد الاحتلال الرومانى، وذل الاحتلال الرومانى، وتحمل من العذاب ما لم يتحمله بشر.
كلنا نعلم هذا، ولكنه تحمل هذا فى سبيل رسالته السماوية، وفى سبيل نشر الدعوة؛ لأن هذا العذاب وهذا الأمل جعل منه المثل الأعلى فى كل بقاع العالم.
وبعد هذا خرج المسيحيون فى كل العالم يدعون للدين الإلهى، ويتقبلون العذاب بصبر وإيمان، وكان دائماً لسانهم يدعو - رغم العذاب - إلى المحبة وإلى الإخاء.
أيها الإخوة:
على مر العصور وعلى مر الأيام وفى أيام الإسلام كان المسيحيون والمسلمون إخوة فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وأشار القرآن إلى ذلك.
إذن الأُخوة والمحبة بين المسلم والمسيحى قديمة من أيام محمد عليه الصلاة والسلام، وإذا كنا ندعو إلى تمكين هذه الأُخوة وهذه المحبة فإنما نعمل بما أملاه علينا الله.. لم يدعو الله أبداً إلى التعصب ولكنه دعى إلى المحبة. وحينما دخل الإسلام فى مصر استمرت المحبة بين الأقباط وبين المسلمين، لم يُحولوا عن دينهم قسراً ولا عنفاً؛ لأن الإسلام لم يعترف بالقسر، ولم يعترف بالعنف، بل اعترف بأهل الكتاب، واعترف بالمسيحيين إخوة فى الدين وإخوة فى الله.
هذا هو مفهوم الثورة للديانات؛ بالمحبة، بالإخاء، بالمساواة، بتكافؤ الفرص نستطيع أن نخلق الوطن القوى الذى لا يعرف للطائفية معنى، ولا يحس بالطائفية أبداً، بل يحس بالوطنية؛ الوطنية التى يشعر بها الجندى فى ميدان القتال. وكما قلت لكم فى أول الثورة حينما كنا فى فلسطين، فى سنة 48: كان المسلم يسير جنباً إلى جنب مع المسيحى، ولم تكن رصاصة الأعداء تفرق بين المسلم والمسيحى.
وحينما تعرضنا للعدوان فى سنة 56 وضُربت بورسعيد، هل فرقت قنابل الأعداء بين المسلم والمسيحى ؟‍! إننا جميعاً بالنسبة لهم أبناء مصر، لم يفرقوا بين مسلم ومسيحى. على هذا الأساس سارت الثورة، وكنا نعتقد دائماً أن السبيل الوحيد لتأمين الوحدة الوطنية هو المساواة وتكافؤ الفرص، كان المواطنون جميعاً لا فرق بين مواطن ومواطن؛ فى المدارس الدخول بالمجموع، مش ابن فلان ولا ابن علان، ولا مسلم ولا مسيحى، أبداً. فى الجامعة الدخول بالمجموع اللى بيجيب المجموع بيدخل، إن شاء الله يطلعوا 90% منهم أولاد غفََر، أو أولاد فلاحين أو أولاد عمال، موضوع مش بتاعنا أبداً.. احنا عندنا مساواة، مافيش فرق عندنا بين ابن الغفير ولا ابن الوزير، دا متساوى مع دا، مافيش تمييز بين مسلم ومسيحى اللى بيجيب النمر بيدخل.
يدخلوا 30% مسيحيين، 50% مسيحيين مش موضوعنا أبداً، بيدخلوا كلهم مسلمين مش موضوعنا أبداً، بيدخلوا كلهم مسيحيين مش موضوعنا أبداً.. المهم اللى يجيبوا أحسن نمر همه اللى بيدخلوا، ودى نعتقد انها شريعة العدل وشريعة المساواة.
فى التعيينات فى الحكومة فى القضاء، بالأقدمية، اللى بيجيب نمره أحسن بيروح القضاء، مانعرفش دا ابن مين ولا دا ابن مين، ولا دا دينه إيه ولا دا دينه إيه.
فى كل الوظائف نسير على هذا المنوال.
فى الترقى، جميع الترقيات فى الدولة بالأقدمية لغاية الدرجة الأولى، كل واحد بياخد دوره بالأقدمية، مافيش فرصة حتى للمتعصبين إنهم يتلاعبوا.
طبعاً دا سبيلنا، ودا سبيل الثورة، ودى الناحية المعنوية اللى أنا حبيت أبينها لكم بمساهمة الحكومة وحضورى معاكم النهارده فى إرساء حجر الأساس.
احنا كحكومة وهيئة حاكمة، وأنا كرئيس جمهورية مسئول عن كل واحد فى هذا البلد مهما كانت ديانته، ومهما كان أصله أو حسبه أو نسبه، احنا مسئولين عن الجميع، ومسئوليتنا دى احنا مسئولين عنها قدام ربنا فى يوم الحساب. طبعاً كلنا عايزين الكمال؛ والكمال لا يتحقق إلا بالنضال والكفاح. معروف عندكم المثل فى هذا فى نشأة المسيحية وفى كفاح السيد المسيح، وفى الإسلام وفى كفاح سيدنا محمد، الكمال لم يتم حتى الآن، من آلاف السنين الإنسان يطالب بالكمال ويطالب بالمثل العليا، ولكن المجتمع فيه الطيب وفيه الخبيث، فيه السليم وفيه غير السليم.
طبيعى هذه هى المثل اللى احنا بننادى بها والمبادئ، ولكن لابد أن نجد أمامنا مشاكل وعقبات، هذه المشاكل والعقبات فى فئة المتعصبين، سواء كانوا مسيحيين أو كانوا مسلمين، بيخلقوا مشاكل، وكلنا بنعرف على الخناقات اللى بتحصل فى بعض القرى وفى بعض الأماكن، وبيطلع واحد متعصب مسلم يثير الناس، أو يطلع واحد متعصب مسيحى يثير الناس، ونبص نلاقى الإخوات ابتدوا يعادوا بعض ويخانقوا بعض. ولكن - الحمد لله - هذه الحوادث، حوادث قليلة جداً، ولكن نرجو ألا ينعكس صدى هذه الحوادث القليلة علينا وناخدها كمثل عام أبداً.
احنا علينا واجب ان احنا ندعو المتعصبين إلى الهداية؛ سواء كانوا مسلمين أو كانوا مسيحيين، علينا واجب ازاى؟ إذا وجدنا المتعصبين مسلمين وشادين، المسيحيين ما يشدوش، وإذا وجدنا المسيحيين المتعصبين وشادين، المسلمين ما يشدوش وأنا باعتبر دى قضية وطنية وقضية بناء المجتمع.. العقلاء يستطيعوا انهم يحلوا هذه المشاكل الصغيرة - أنا باتكلم فيها بصراحة - اللى بتظهر كل عدة أشهر فى مكان ناء، أو قرية صغيرة، أو مكان من الأمكنة.
طبعاً خُلق العالم وخُلق معه التعصب والمتعصبون، وسينتهى العالم وحيفضل معاه - حتى ينتهى - التعصب والمتعصبون.
دا موضوع لن ينتهى أبداً، ولكن علينا احنا ان احنا العقلاء منا، إنهم يخففوا من غلواء التعصب والمتعصبين، وباقول لكم: فيه متعصبين مسلمين وفيه متعصبين مسيحيين، ولكن المتعصب المسلم لا يمثل اتجاه المسلمين أبداً، والمتعصب المسيحى لا يمثل اتجاه المسيحيين أبداً، كل دول شواذ، ونحن نفخر ونحمد الله ان بلدنا ليست فيها طائفية أو تعصب وانقسام. اللى باتكلم عليه دا حوادث فردية صغيرة، ولكن زى ما باقول احنا عايزين الكمال؛ وعشان كده أنا باتكلم عليه بوضوح، وباتكلم عليه بصراحة.
عايزين الكمال، وعايزين الوحدة الوطنية اللى بُنيت بالدم سنة 19 وقبل سنة 19 تتدعم وتقوى، وعايزين كل واحد فى بلدنا يثق بنفسه ويثق ان البلد بلده؛ بلد المسلم وبلد
المسيحى 100%، كل واحد منهم له الفرصة المتساوية المتكاملة، الدولة لا تنظر والمجتمع لا ينظر إلى الدين، ولا ينظر إلى الأب، ولا ينظر إلى الأصل، ولكنه ينظر إلى العمل وإلى الجهد، وإلى الإنتاج، وإلى الأخلاق.
وبهذا نبنى فعلاً المجتمع الذى نادت به الأديان السماوية التى نص الميثاق على احترامها.
أرجو الله أن يدعم المحبة بين ربوع هذا الوطن، وأن يدعم الإخاء، وأن يوفقكم جميعاً.




http://www.116.popekirillos.com/images/misc/moveme.gif

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:47 AM

البابا كيرلس مع الرئيس أنور السادات


http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...cnSEeSX-RG9yaQ




عندما أراد الشعب أن يختار قائداً حكيماً يمسك بدفة الأمور ، بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، اجمع على اختيار السيد/ أنور السادات لهذه الرسالة العظيمة. وقد توجهالبابا إلى سيادة الرئيس أنور السادات على رأس وفد من الكنيسة القبطية مؤيدين ترشيح سيادته لرئاسة الجمهورية ، معبرين عن ارتياحهم لزعامته.
وقد تحدث إليهم سيادته ، معبراً عن تقديره للبابا كيرلس السادس ، ولمشاعره الوطنية ، وقال سيادته : ".. إنى اشكر قداسة البابا الذى اعرفه حق المعرفة . وقد حضرتبنفسى حفل تنصيبه. وكنت فخوراً. واعتبر هذا التأييد عوناً لى فى المهمة الملقاة على عاتقى. لقد قرأت تاريخ بلدى ، واليوم وفى حضور قداسة البابا أقول : " لقد آنالأوان لكى تأخذ كنيسة الإسكندرية مكانها كما كان عبر التاريخ .."

مرت الأيام وتثقل البابا بمرض أقعده، فأوفد سيادة الرئيس السيد دكتور محمود فوزى رئيس الوزراء وقتئذ للاطمئنان على صحته، وأمر بوضع كل إمكانيات وزارةالصحة تحت تصرف الأطباء المعالجين لقداسته، كما أمر بوضع طبيبه الخاص تحت تصرفه إذا احتاج الأمر.
وقبل وفاة البابا بيوم واحد أبدى رغبته فى الذهاب إلى السيد/ أنور السادات ليعلن تأييده لخطواته الوطنية. ولما علم الرئيس بذلك أرسل له مقدرا له مشاعره راجيا أرجاءالزيارة إلى حين أن تتحسن صحته.
ولكن البابا أرسل له برقية رائعا متنبئا بما سيأتى به الغد، إذ قال: "سيخلد التاريخ لسيادتكم فى أنصع صفحات دوركم العظيم فى الحفاظ على السلام فى الشرق الأوسطولكن إصرار العدو على التوسع أغلق الأبواب فى وجه محاولات بناء السلام ولم يكن أمامكم إلا الطريق المشروع".

ولما تنيح البابا توجه السيد الرئيس إلى البطريركية مقدما العزاء، حيث قال"أنى كنت دائما أعتزز بقداسة البابا الراحل".

Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:48 AM

البابا كيرلس و دولة أثيوبيا
 
البابا كيرلس و دولة أثيوبيا


http://dc118.4shared.com/img/8861114...R4.JPG?sizeM=3


أثيوبيا جزء غال وحبيب فى الكرازة المرقسية. دخلتها المسيحية فى القرن الرابع الميلادى على يد القديس المصرى فرومنتيوس فى عهد البابا أثناسيوس الرسولى.وظلت علاقتها وطيدة بالكرسى المرقسى منذ ذلك الوقت. كما أن الكنيسة القبطية موضع احترام وتقديس الأثيوبيين حكام ورعية.
ولكن عدو الخير لا يهدأ يريد أن يمزق الجسد الواحد ، ومع ازدياد نزعات الاستقلال الوطنى فى العالم اجمع، ومع دسائس الاستعمار، ومع الضعف الذى أصابالكنيسة القبطية فى سنيها الأخيرة التى سبقت مجىء البابا كيرلس السادس كل هذا أوهن العلاقة بين الكنيستين بحث أصبحت مهددة بالانفصام، حتى انه كان منالمحتمل ألا يصل وفد أثيوبى لحضور حفل رسامة البابا كيرلس السادس. وعلى ذلك كان من الأعمال الهامة التى اضطلع بها قداسته فى بداية حبريته هو العملعلى إيجاد صيغة جديدة للعلاقة بين الكنيستين القبطية والأثيوبية، وهو الأمر الذى كان يحتاج إلى كثير من الحكمة والمرونة.

وقد أرسل قداسته رسالة - بعد ظهور القرعة الهيكلية وقبل الرسامة - إلى جلالة الامبراطور هيلاسلاى قال فيها: ".. أبعث بهذه الرسالة إلى جلالتكم بعد أن شاءتنعمة الله واختارت ضعفى لهذا المنصب الخطير، لأنه "لا يأخذ هذه الكرامة إلا المدعو من الله كما هرون أيضاً" (عب 5: 4).
وأنى اشعر بدعوة الله وبجسامة المسئوليات التى تتطلبها رعاية النفوس أثق أن الذى دعانى هو القادر أن يعيننى على توجيه سفينة كنيسته إلى ميناء الخلاص.ويهمنى أكثر ما يهمنى أن تقوم هذه الخدمة المقدسة على الأسس المسيحية القوية من محبة وإخلاص وسلام.
ويسرنى أن اعبر لجلالتكم عن ما يكنه قلبى من حب وافر وتقدير عظيم لشعبنا الأثيوبى العزيز ، ولكنيسة مارمرقس ببلادكم المباركة. ولا شك انه متى سرتمحبة الله المسيحية الحقيقية والفهم والتقدير المتبادل، فإنه يمكن تذليل كل الصعوبات ، والوصول إلى حلول مرضية وبدء عهد جديد يساعد على توطيد هذه الرابطةالمقدسة التى طالما حاميتم عنها جلالتكم، وسهرتم على صيانتها وتوطيدها طوال حياتكم.

فكل هدفنا هو تحقيق رسالة السيد المسيح فى كنيسته وخلاص نفوس الشعب ورفعة الكنيسة. وفى سبيل ذلك تستطيع المحبة أن تعمل كل شئ وتتغلب علىالصعاب بسلام. أن احتياجات الكنيسة الأثيوبية العزيزة ستكون من أول ما سنبحثه فى المجمع المقدس إن شاء الله بعين الرعاية والتقدير بعد الرسامة، أنى واثقبأن أخوتى الآباء المطارنة والأساقفة فى الإقليم المصرى ، يقدرون معى هذه الاحتياجات التى سنقابلها بنعمة الرب ، بنفس روح المحبة لتقوية كنيسة القديسمرقس.
ومما يزيد ابتهاجى أن يشترك اخوتى ليقانا باباسات (مطران) وأساقفة أثيوبيا فى وضع أيديهم على رأس بابا الإسكندرية فى صلاة الرسامة لأول مرة فى تاريخكنيستنا، مما سيزيدنى شعوراً بعمق هذه الرابطة وقوتها. كذلك يسرنى أن توافدوا جلالتكم مندوبين عن شخصكم العزيز، وكذلك لقانا باباسات وأساقفة أثيوبياحتى يشتركوا فى هذه المناسبة التاريخية يوم الأحد 10 مايو سنة 1959.

وأنى أتطلع بعين الفرح إلى ذلك اليوم الذى ألتقى فيه بجلالتكم فى أثيوبيا العزيزة، وفى الإقليم المصرى أيضاً حتى يتم سرورنا الروحى فى الرب ...".
ثم عادل قداسة البابا فى 16 مايو 1959 - أى بعد الرسامة - وأرسل رسالة أخرى إلى جلالة الإمبراطور ، قال فيها ".. لقد تأثرنا بالغ التأثر، وقدرنا شعور الألمالذى عبرتم عنه جلالتكم فى رسالتكم الشفهية لعدم تمكنكم من الاشتراك فى حفل الرسامة.
ونحن نضرع إلى الله أن تحل نعمة روحه القدوس فترد إلى الكنيسة سلامها وطمأنينتها بروح المحبة المخلصة والتسامح التى ضمناها فى رسالتنا السابقة ".. انسىما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام " (فيلبى 3: 13). ضارعين إلى الله أن يجعل هذه الروح تسود على الكنيسة ، والعالم أجمع حتى يعم السلام والرخاء.

ونحن نقدر ونشكر للعواطف النبيلة التى أيدتموها جلالتكم نحو شخصنا الضعيف، فبهذه الروح سنتعاون جميعنا على تحقيق مقاصد السيد المسيح المقدسة فىحياتنا. ان الاحتياجات الروحية والاجتماعية المتزايدة لشعب الله فى هذه الأيام ومسئوليات الكنيسة نحوها تتضاعف يوماً بعد آخر مما يتطلب العناية بتنظيم أعمالالكنيسة الرعوية والإدارية بالطريقة التى تمكنها من تأدية رسالتها، وتحقيق مسئولياتها على الوجه الذى يريح ضميرنا أمام الله عن جسامة هذه المخدومة منا (2كو8: 20).
وسيشمل هذا التنظيم بنعمة الله جميع أقاليم الكرازة المرقسية التى يتسع عمل الرب فيها بشكل ملحوظ.

ولشعورنا بازدياد التبعات الملقاة على كنيسة مارمرقس فى أثيوبيا فى نهضتها الحديثة ، بفضل جلالتكم واهتمامكم ، يسرنا أن يكون رفع مركز رئيس كنيسةمارمرقس بأثيوبيا موضع عنايتنا بصفة خاصة، مع تنظيم سلطاته فى الرسامات بما يرشدنا إليه الروح القدس، ونحن نثق أن الرب سيرشدنا إلى ما فيه خيرالجميع ، حسب وعدة الصادق، لأنه حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم" (متى 18: 30).
لذا يسرنا أن نوفد إليكم اخوتنا الآباء المطارنة .. لتأكيد مشاعرنا السابق التعبير عنها، ولدعوة من يقع عليه اختيار جلالتكم من أبناء الكنيسة للحضور الينا،والاشتراك فى دراسة هذا التنظيم ، ورسم حدوده ومسئولياته تحت قيادتنا الشخصية ، حتى تحقق الكنيسة رسالتها لمجد الله وخلاص النفوس.

ولا يفوتنا أن نعبر لجلالتكم عن ازدياد سرورنا حينما سمعنا نبأ قرب تشريفكم للإقليم المصرى ، الأمر الذى ابتهج له الجميع لشوقهم إلى شخصكم المحبوبوأثيوبيا العزيزة.
وبناء على اقتراح البابا ، حضر إلى القاهرة وفد أثيوبى. وبدأت المفاوضات التى مثل الكنيسة القبطية فيها: نيافة الأنبا لوكاس مطران منفلوط المتنيح ، والأنبايؤانس مطران الخرطوم المتنيح والأنبا باسيليوس مطران القدس ، والمهندس يوسف سعد والسادة السفراء عدلى اندراوس ، وديمترى رزق والأستاذ دكتور مرادكامل ، وسكرتارية القمص مكارى السريانى (نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات).
وانتهت المفاوضات إلى اتفاقية أقرها المجمع المقدس ، وتم توقيعها فى 25 يونيو 1959. والملاحظ أن قداسة البابا كان يدرس مع وفد المفاوضات المصرى كلنص من نصوص الاتفاقية دراسة مستفيضة.


وفيما يلى نص الإتفاقية:
1- بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خليفة القديس مارمرقس الإنجيلى ، وهو الأب الروحى الأعلى لكنيسة القديس مرقس بأثيوبيا، ويجب أن يكونعلى الدوام قبطياً مصرياً من والدين مصريين، ومقره الدائم كرسى الإسكندرية فى الإقليم المصرى وسلطانه مصون وشخصه فوق أى تجريح.

ويذكر اسم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى كل القداسات والصلوات بأثيوبيا، وتكون زيارة قداسة بابا الإسكندرية لأثيوبيا موضع الترحيبويقابل قداسته بجميع مظاهر التكريم والتبجيل الجديرة بمركزه السامى باعتباره الأول فى الكنيسة.

2- يشترك ممثلون عن أثيوبيا بعدد محدود مع الناخبين المصريين فى انتخاب خليفة القديس مرقس ويحدد عددهم قداسة البابا.
3- يجب أن يكون قائمقام الكرازة المرقسية على الدوام قبطياً مصرياً من والدين مصريين.
4- يرفع مركز مطران (ليقانا باباسات) الكنيسة الأرثوذكسية للدولة الأثيوبية، وهو خليفة القديس تكلا هيمانوت إلى بطريرك جاثليق (رئيساً لقانا باباسات) ويختاروفقاً لقوانين وتقاليد كرسى القديس مرقس بالإسكندرية من بين الرهبان الأثيوبيين الذين لا تعلو مرتبتهم عن درجة القمص ، (وهو المبدأ المعمول به فى سائرالكرازة المرقسية) على انه نظراً لظروف خاصة يستثنى فى هذه المرة فقط رفع درجة مطران أثيوبيا الحالى الأنبا باسيليوس إلى بطريرك جاثليق.

5- عندما يتم اختيار بطريرك جاثليق أثيوبيا وفقاً لقانون الكنيسة ، وعندما يعتمد هذا الاختيار ويصدق عليه من صاحب الجلالة الإمبراطور. تجرى سيامتهوتنصيبه وفقاً لقانون الكنيسة على يد البابا البطريرك الجالس على الكرسى السكندرى للقديس مرقس.
6- يؤذن لبطريرك جاثليق أثيوبيا بسيامة مطارنة وأساقفة على الأمكنة التى تستلزمها حاجة كنيسة أثيوبيا، على انه يجب أساساً قبل سيامتهم أن يقطع المطارنةوالأساقفة المنتخبون على أنفسهم العهد الكتابى الملحق بهذا ويرسل هذا العهد الموقع منهم إلى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فوراً بعد اعتماد انتخابهممن جلالة إمبراطور أثيوبيا.
7- ولكى يعتمد البابا تسجيلهم رسمياً ، يرسل البطريرك جاثليق أثيوبيا مع هذا العهد الموقع منهم تاريخ حياة المطارنة والأساقفة والبيانات الخاصة بهموبإيبارشياتهم ويأمر البابا بإرسال تاريخ حياة مطارنة وأساقفة الكرازة المرقسية مع ذكر إيبارشياتهم إلى جميع أقاليم الكرازة.

8- كلما رأى البابا أن يعقد اجتماعاً لمعالجة المواضيع المتعلقة بالعقيدة أو الأمور التى تمس عموم كرازة القديس مرقس يحيط بطريرك جاثليق أثيوبيا علماً بذلك،ويؤلف قداسته مجمعاً مقدساً عاماً من بين مطارنة وأساقفة المجمع المقدس المصرى وسائر المجامع المقدسة الإقليمية بالكرازة المرقسية للفصل فى هذه المسائل.

وكلما أثير أمر يمس شخصية بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أو ينال من قداسته، يختص هذا المجمع المقدس أيضاً بالفصل فى ذلك.

9- يحتل بطريرك جاثليق اثيوبيا فى أثناء حياة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المركز الثانى فى المنزلة بعد البابا، وفى حالة غياب البابا يحتلبطريرك جاثليق أثيوبيا المركز الثانى فى المنزلة بعد قائمقام الكرازة المرقسية.
10- يعين بابا الكرازة المرقسية ممثلاً كنسياً مصرياً فى أثيوبيا وممثلاً كنسياً أثيوبياً فى مصر لتسهيل العلاقات بين نواحى الكرازة المرقسية فى مصر وأثيوبيا.
11- توثيقاً لدوام الصلاة الروحية القائمة بين كنيسة مصر وكنيسة أثيوبيا سيجرى فى مجال التعليم الدينى تبادل فى الأساتذة والطلبة وبالمثل فيما يخص حياةالرهبنة سيجرى تبادل الرهبان.
12- تخضع الأمور الآتية لمشاورات متصلة بين قداسة البابا وبطريرك جاثليق أثيوبيا.

أ- تقرير إنشاء ايبارشيات جديدة للكرازة المرقسية خارج الأقاليم القائمةحالياً التى ستظل لشاغليها وسيامة مطارنة وأساقفة لتلك الايبارشيات الجديدة كلما أثير هذاالأمر من جانب بطريرك جاثليق أثيوبيا.
ب- إنشاء لجان خاصة لدراسة الشئون المتصلة بالنهضة الروحية والدراسات الدينية وتنظيم البعثات.

***

والحق بهذا الشرط نص العهد الذى يتعهد به المطارنة والأساقفة الأثيوبيين عند سيامتهم وهو كما يلى:

"أتعهد أنا --- بأن أظل أمينا لعقيدتى وإيمانى القبطى الأرثوذكسى إيمان كنيسة الإسكندرية وكرسى القديس مرقس الإنجيلى. وأتعهد أن أحترم قوانين كنيستناالتى انتقلت إلينا من الرسل وخلفائهم القديسين الثلاثمائة والثمانية عشر المجتمعين بنيقية وآباء الكنيسة وأن اجل بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيةخليفة القديس مرقس وأن اعتبره بابانا.

وقد عاهدت نفسى ألا اشترك فى سيامة بطريرك أثيوبيا أو أى بطريرك آخر دون موافقة واعتماد قداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وأعد أن أظلوفياً لعهدى أمام الله والكنيسة".
وتعتبر هذه الاتفاقية من الأعمال الخالدة التى أنجزها قداسة البابا بمعونة السماء . ووثيقة هامة فى تاريخ العلاقة بين الكنيستين ، فحفظتها قوية متينة، واغتبط لهاالشعب الأثيوبى.
وقد تم رفع درجة الأنبا باسيليوس (المتنيح) من درجة مطران أثيوبيا إلى بطريرك جاثليق، وذلك فى يوم 28 يونيه 1959 ، فى حفل أقيم بالكاتدرائية المرقسيةبالقاهرة ، أذيع على الهواء. وقد حضره جلالة الإمبراطور هيلاسلاسى.

زيارات البابا لأثيوبيا

لم يزر أثيوبيا عدد يذكر من باباوات الإسكندرية . فالزيارة الأولى قام بها البابا ميخائيل أبان حكم الخليفة المنتصر بالله . والزيارة الثانية فى عهد البابا كيرلسالرابع. ولم تكن هاتان الزيارات بغرض رعوى، بل لحل مشاكل سياسية بين مصر وأثيوبيا.
وقد قام الأنبا يؤانس سنة 1930 بزيارة ثالثة تعتبر الزيارة الرعوية الأولى. وجاءت زيارة البابا كيرلس السادس لتكون هى الزيارة الرعوية الثانية ، ثم عادوزارها مرة أخرى لرئاسة مؤتمر الكنائس الشرقية الأرثوذكسية ، فكان بذلك أول بطريرك يزور أثيوبيا مرتين.

الزيارة الأولى
سافر قداسته إلى أثيوبيا فى فجر يوم الأربعاء 26 أكتوبر سنة 1960. وقد قضى الساعات السابقة لسفره فى صلاة بدأت فى التاسعة مساء ، واستمرت حتىمنتصف الليل، واشترك فيها بعض المطارنة ورجال الاكليروس والشعب. وبعدها صاحبته الجموع إلى المطار، وودعته وداعاً حاراً. ووصل قداسته أديس أبابا عندالظهر، واستقبل فى المطار استقبالاً رسمياً كرؤساء الدول. وكان على رأس المستقبلين جلالة الإمبراطور هيلاسلاسى ، وأعضاء الأسرة الإمبراطورية ،والبطريرك الجالثليق، ورئيس الوزراء ، والوزراء والأساقفة ، وحكام المقاطعات. وأطلقت المدافع 21 طلقة ، ثم توجه البابا بعد وصوله إلى كاتدرائية الثالوثالأقدس، حيث أقام صلاة الشكر. وفى المساء حضر حفل استقبال كبير فى القصر الإمبراطورى. ثم أقام صلاة رفع بخور عشية بكنيسة العذراء الخاصة بالدارالبطريركية.

وفى يوم الخميس دشن كنيسة رئيس الشمامسة اسطفانونس، وطاف حولها بصحبة الإمبراطور ثلاث مرات فى موكب دينى جميل. ثم زار بعد ذلك كنيسة العذراءالطاهرة بجبل (أنطوطو) ، وفى المساء أقام قداسته صلاة رفع بخور عشية بكنيسة "ملص آلم" مخلص العالم.
وفى يوم الجمعة زار كنيسة "أديس آلم" أى العالم الجديد ، وهى كنيسة ذات شهرة دينية وتاريخية ذائعة الصيت فى أثيوبيا. وبعد الظهر زار كلية الثالوث الأقدساللاهوتية بأديس أبابا، وقد القى مديرها "الأسقف بولاديان الأرمنى الأرثوذكسى" كلمة ترحيب بقداسة البابا . وفى المساء أقام صلاة رفع بخور عشية بالكنيسة التىيوجد بها ضريح الإمبراطور منليك الثانى.

وفى يوم السبت أقام قداسته صلاة القداس حسب عادته كل صباح فى كنيسة مخلص العالم . ثم توجه إلى دير "ليبانوس" أشهر دير أثيوبى حيث يوجد قبر القديستكلا هيمانوت وهو يبعد عن العاصمة بمسافة تزيد عن الساعتين بالسيارات. وبعد ذلك توجه إلى كنيسة "تسجى مريم".
وفى صباح الأحد أقام القداس الإلهى بكاتدرائية العذراء مريم بالبطريركية بأديس أبابا. وتناول الإفطار بعد ذلك على مائدة الأنبا باسيليوس البطريرك الجاثليق. وفىالمساء أقام قداسته صلاة رفع بخور عشية فى كنيسة قصر رئيس مجلس الشيوخ.
وفى فجر يوم الاثنين أقام قداسته فى كنيسة مارمرقس الملحقة بالقصر الإمبراطورى حضره الإمبراطور وأعضاء الأسرة الإمبراطورية وتناولوا من الأسرارالمقدسة . وعلى متن طائرة من سلاح الطيران الأثيوبى سافر قداسته إلى منطقة "لاليبلا" ذات الشهرة العالمية لكنائسها الاثنى عشر المنحوتة فى الجبل من القرنالثانى عشر. وقد استغرقت الرحلة ست ساعات منها ثلاث ساعات بالطائرة ومثلها بالسيارات فى طرق جبلية وعرة.

وبدأ قداسته يوم الثلاثاء بإقامة صلاة القداس فى كنيسة "مخلص العالم" وزار مستشفى القديس بولس وتفقد مرضاه جميعاً. ثم زار مدرسة تدريب الشرطة ، ومدرسةالقديس بولس اللاهوتية . وأقام صلاة رفع بخور عشية فى كنيسة رئيس الملائكة جبرائيل.
أما يوم الأربعاء وهو اليوم الثامن للرحلة ، فكان يوافق يوم الاحتفال بالعيد الثلاثين لتتويج جلالة الإمبراطور. فتوجه البابا إلى كنيسة القديس جورجيوس لابساًالملابس الكهنوتية الأثيوبية ، وخرجت العاصمة كلها لتحيته واستقباله. وعندما وصل جلالة الإمبراطور إلى الكنيسة ، استقبله البابا عند الباب وعانقه، وتأبطذراعه إلى داخل الكنيسة.

وبعد ذلك توجه قداسته إلى البرلمان الأثيوبى ، ومن المقصورة الإمبراطورية الكبرى تابع مراسيم افتتاح الدورة البرلمانية. ثم عاد قداسته إلى كنيسة القديسجورجيوس وأقام القداس الإلهى الذى انتهى فى الثالثة بعد الظهر، إذ كان اليوم أربعاء. وفى مساء ذات اليوم أقام جلالة الإمبراطور حفلاً لتوديع قداسته راجياً منهأن يكرر هذه الزيارة الرعوية. كما حضر حفل التوديع الذى أقامه له الأنبا باسيليوس البطريرك الجاثليق بالبطريركية . وأقام البابا صلاة رفع بخور عشية فىكنيسة الملاك روفائيل.
وفى اليوم التاسع للرحلة أقام قداسته قداساً فى كاتدرائية الثالوث الأقدس فى أديس أبابا . ثم استقل قداسته ومرافقوه وأعضاء بعثة الشرف طائرة خاصة إلى منطقةجوندار. وعند بحيرة تانا منبع النيل الأزرق هبطت الطائرة إلى ارتفاع منخفض وباركها قداسته . ولما وصلت الطائرة إلى مطار جوندار كان فى استقباله حاكمالمقاطعة والكهنة والشعب. وبعد أن قضى قداسته بعض الوقت هناك سافر إلى إقليم إرتريا ، وتفقد أبنائه هناك.

وبذلك انتهت الرحلة الرعوية الأولى لأثيوبيا. وكان البابا فيها موضع ترحيب من الجميع فقد أقيم لقداسته خلالها العديد من حفلات الاستقبال والتكريم. وكانقداسته أول باباوات الإسكندرية الذى يزور أقاليماً أثيوبية خارج أديس أبابا. وقد عاد قداسته والوفد المرافق له إلى القاهرة فى مساء يوم الاثنين7/11/1960 وقد استقبل فى المطار استقبالاً شعبياً كبيراً.

الزيارة الثانية
فى عام 1965 سافر قداسته إلى أثيوبيا ليرأس المؤتمر التاريخى لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية (غير الخلقيدونية). وقد رفض جلالة الإمبراطور أن يعقد المؤتمرفى غيبة البابا كيرلس، فأجل أعمال المؤتمر حتى حضر قداسته ورأس الاجتماع. وتفصيل ذلك أنه فى خريف عام 1964 وجه الإمبراطور الدعوة لقداسة البابالرئاسة هذا المؤتمر. ولكن البابا أناب عنه بعض أصحاب النيافة المطارنة . ولكن ما كاد أن يذاع فى أثيوبيا أن قداسة البابا سوف لا يحضر حتى قرر الإمبراطورإرجاء انعقاد المؤتمر إلى أن يتمكن قداسته من الحضور. وتمت الاتصالات اللاسلكية فى غير المواعيد المقررة لها بين أديس أبابا والقاهرة ، ففتحت مكاتب هيئةالمواصلات السلكية واللاسلكية . واستدعى الموظفون الفنيون على وجه السرعة وفى لحظات كان نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف يتصل من أثيوبيابالمقر البابوى بالقاهرة. كما اتصل السيد السفير المصرى من هناك بوزارة الخارجية بالقاهرة . ثم حضر على متن طائرة أثيوبية مبعوثاً خاصاً من قبلالإمبراطور هو السيد/ قرياقص بساده - رجل الأعمال المعروف فى أثيوبيا - يحمل رسالة شخصية من الإمبراطور إلى البابا يكرر فيها الرجاء لقداسته بالحضوروكان حديث السيد/ قرياقص ممزوجاً بالدموع.

وكما تمت الاتصالات على هذا النحو السريع والمفاجئ . تم السفر كذلك ، فقد غادر البابا دير مارمينا بمريوط إلى الإسكندرية ظهر الخميس 14 يناير 1965 ،ووصل القاهرة صباح الجمعة ، واستقل الطائرة الأثيوبية الخاصة بعد منتصف الليل إلى أديس أبابا . وعند سلم الطائرة تعانق قداسة البابا وجلالة الإمبراطور ،وأطلقت المدافع 21 طلقة . كما سمعت الزغاريد المصرية ، واغرورقت عيون المستقبلين بدموع الفرح، بل وقد بلغ التأثر ببعضهم أن أجهش بالبكاء بصوتمسموع.
وفى أثناء وجود البابا هناك ، قام بافتتاح كاتدرائية القديسة العذراء مريم بعد ترميمها، كما رأس الاحتفال بعيد الغطاس، وكذلك الاحتفال بعيد رئيس الملائكة الجليلميخائيل.

وسنعود إلى الحديث عن هذا المؤتمر فى فصل آخر.

مع الإمبراطور هيلاسلاسى الأول
ما أشد سعادة الأب عندما يلتقى بابن حبيب .... وما اكثر فرحة الابن حينما يرى أباه الحنون... وهكذا كان يتم دوماً لقاء البابا كيرلس بالإمبراطور هيلاسلاسىالأول.
لقد حضر جلالة الإمبراطور إلى مصر سبع مرات فى خلال حبرية البابا كيرلس السادس، وفى كل مرة كان يحرص على حضور القداسات والصلواتبالكاتدرائية. .
وفى كل مرة يصل فيها جلالته إلى القاهرة كان يجد دائماً فى استقباله وفداً من الأباء المطارنة والأساقفة . وذات مرة قال البابا لجلالته : انه كان يود ان يستقبله فىالمطار لولا توعك صحته فصاح جلالته على الفور باللغة العربية قائلاً: "مش ممكن ... مش ممكن " ، وعاد ليكمل حديثه بالأمهرية "إن الأب لا يذهب لاستقبالابنه بل الابن يأتى لأخذ البركة" فرد البابا بقوله : "أن الأب يفرح بقدوم ابنه ويهل لاستقباله عند ملامسته أرض الوطن".

وقد حضر جلالة الإمبراطور عام 1966 إلى القاهرة، وزار البابا وكانت الزيارة ودية للغاية. ثم قام قداسته برد الزيارة لصاحب الجلالة فى قصر الضيافة بالقاهرة،حيث كان ينزل جلالته.. وقد تبرع بمبلغ أربعون ألف دولار (ستة عشر ألف جنيه) مساهمة منه فى مشاريع الكنيسة . وقال البابا لجلالته انه سيخصص مبلغ ثلاثةآلاف جنيه لمشروعات دير مارمينا والباقى سيستخدم فى بناء الكاتدرائية الجديدة. فرد جلالته بأن المبلغ كله فى يد الوالد والأب العظيم للكنيسة كلها.
وتصادف أن يكون ذلك اليوم موافقاً للاحتفال بالعيد السابع لحبرية البابا. فربت جلالة الإمبراطور على يد البابا وقال باللغة العربية : "عقبال مائة سنة يا بابا" ...فبدت الدهشة على الوجوه .. وتابع جلالته حديثه باللغة الأمهرية معبراً عن شكره العميق لزيارة البابا له.

وفى عام 1967 وفى أعقاب النكسة عرف البابا ان شيئاً من عدم الوضوح يشوب موقف أثيوبيا فأرسل خطاباً لجلالة الإمبراطور عن طريق السفارة الأثيوبيةبالقاهرة يطالبه فيه بدراسة عميقة لقضية العدوان على الأراضى العربية ، وألا ينسى اللاجئين من شعب فلسطين. وكان رد جلالته فورياً إذ أرسل للبابا برقيةيقول فيها انه قد أمر مندوب بلاده فى الأمم المتحدة بالوقوف بجانب العرب فى قضيتهم العادلة". وقد أرسلت وزارة الخارجية فى مصر لقداسة البابا خطابشكر وتقدير.

***

لقد كان الأثيوبيين ، وعلى رأسهم جلالة الإمبراطور يحبون البابا حباً جماً ، إذ يرون فيه كما قال جلالته "صورة الآباء القديسين الحكماء المملوئين من روح الله".


Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:51 AM

الكنيسة القبطية ومكانتها العالمية

http://productnews.link.net/general/...1124212_s4.jpg


ما قبل العصر الكيرلسى


لا أجد مفراً من الإشارة السريعة إلى الأحداث المريرة التى مرت بالكنيسة قبل رسامة البابا كيرلس السادس. فقد فوجئنا يوماً بالصحف تخرج علينا لتقول أن شباباًقاموا ليلاً بخطف الأنبا يوساب من مقره فى البطريركية ، ونقلوه إلى أحد أديرة الراهبات. وكان هذا العمل تعبيراً جامحاً عن السخط على ما يجرى فى البطريركيةفى ذلك الوقت. ولعلنا نذكر أن الأنبا يوساب قضى أيامه الأخيرة فى الدير، اختير مجلس بطريركى من ثلاث مطارنة ليقوم بتصريف شئون الكنيسة.
ولن نستطرد أكثر من ذلك فى سرد تلك الأحداث الحزينة التى مرت بالكنيسة. وإنما أردت أن يتصور القارئ الحضيض الذى وصلت إليه سمعة الكرسى الرسولىالعظيم.

ولننتقل سريعاً إلى الصفحة الزاهية الناصعة البياض.

ماذا بعد عام واحد من رسامة البابا كيرلس
لم ينقض عام واحد على رسامة البابا كيرلس حتى التفت حوله قلوب رؤساء الكنائس فى مصر والعالم. وعادت الكنيسة لتأخذ مكانة عالمية كمكانتها التى كانت تحتلها منذ القرون الأولى للمسيحية. ويرجع الفضل فى هذا إلى عمل الله فى شخص البابا القديس، الذى صلى وبكى، وترك يد الله تعمل.
ها هو ذا نيافة المطران الياس زغبى النائب البطريركى للروم الكاثوليك يقول عن البابا: "إن أبرز صفة يتميز بها البابا كيرلس هو انه رجل الله ورجل الصلاة.ويعتبر نفسه وسيطاً بين الله وشعبه. ويعتمد اكثر ما يعتمد على نعمة الله لا على الوسائل البشرية وحدها التى كثيراً ما تبوء بالفشل".

ونجد جريدة سويسرية "كاثوليكا انيو" تقول: "معروف عن قداسته أنه رجل صلاة ، وحب ، ورحمة .. وحينما توجه المطارنة - أمراء الكنيسة - إلى قداسته ينبئونه باختيار الروح القدس له "بابا" انحنى قداسته مقبلاً أيدى كل منهم قبلة السلام".. واختتمت الجريدة حديثها بقولها "إن أفريقيا لتعيش أجمل أيام حياتها ، كما أن الحب والتواضع يسود كل العلاقات بين الطوائف المسيحية المختلفة، وذلك من يوم ارتقاء القديس كيرلس هذا العرش التاريخى العظيم".
ولننظر أيضاً إلى ما جرى بينه وبين غبطة البطريرط خريستفورس (99 عاماً) بطريرك الروم الأرثوذكس. فقد حدد موعداً مع البابا لزيارته ، ولكن وعكة صحيةألمت به مما دعا البابا إلى طلب إلغاء الزيارة ، على أن يقوم هو بزيارته فى المستشفى، فرفض غبطة البطريرك خريستفورس وحضر فى موعده فقال له البابا: لماذامنعتنى من أن أنفذ وصية السيد المسيح له المجد ، الذى قال : " كنت مريضاً فزرتمونى" . فرد غبطة البطريرك : "لو لم أجد من يحملنى إليك لأتيتك زاحفاً على يدى
". وطلب من البابا الصلاة من أجل شفائه.

أما غبطة البطريرك المسكونى اثيناغورس. فقد جلس طويلاً مع قداسة البابا كيرلس ممسكاً بيده ، ولا يريد تركها، ضارباً بمواعيده عرض الحائط ، وقال فى حديثه الطويل: "أنت قديس .. أنت أروع مما سمعنا وقرأنا أرجو أن تمنحنى البركة يا قداسة البابا".
كما قال المرحوم الدكتور القس إبراهيم سعيد رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر "انه هبة من الله فى القرن العشرين للكنيسة القبطية الأرثوذكسية".
ولأول مرة فى تاريخ السلك الدبلوماسى ، يجتمع أعضاء منه يمثلون اثنين وعشرين دولة ، لتحية قداسته ، والمثول بين يديه ونوال البركة .. كان على رأسهم عميدالسلك الدبلوماسى بالإسكندرية مندوب الولايات المتحدة الأمريكية ، وكان من بينهم سفير الفاتيكان والقنصل العام الروسى. وعندما تقدم مندوب لبنان وقبل يدى قداستهعدة مرات، وقال لقد فرحنا كثير ... كثير بارتقاء قداستكم العرش .. الله يديمك لشعبك ، ويطول فى عمرك ، ويحقق آمالك. وأمل الشعوب فيك ... ثم وجه دعوة لقداسة البابا لزيارة لبنان . أما عميد السلك الدبلوماسى فقال: جئنا للبركة والتحية ، ونحن نشكر الظروف التى هيأت لنا مثل هذا الاجتماع التاريخى .. لقد كنا نتتبع بشغف أنباء الكرسى البابوى حتى اختاركم الله لهذه الشعوب التى ترعاها قداستكم ، وكان أعظم اختيار لأقدس بابا ... ".

ومن ناحية أخرى ، قام البابا كيرلس بزيارات لكنائس الطوائف المسيحية فى القاهرة والإسكندرية ورشيد. وكان لهذه الزيارات أثراً جميلاً فى النفوس . وهكذا التفت حوله القلوب والنفوس، وأحبته وأجلته.

***

قارئى العزيز - هذه هى مكانة الكنيسة ممثلة فى شخص البابا ، بعد عام واحد من رسامته . ولا يمكن أن يكون هذا إلا نتيجة عمل الله فى هذا الرجل البار الذى أعطاه أن يجد نعمة فى أعين الجميع.

مؤتمر أديس أبابا
انعقد هذا المؤتمر فى شهر يناير سنة 1965 وقد رفض الإمبراطور هيلاسلاسى أن يبدأ أعماله فى غيبة البابا كيرلس ، فتأجل انعقاد المؤتمر حتى حضر البابا ورأس المؤتمر.
ويعتبر هذا المؤتمر أول مجمع مسكونى للكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية فى العصور الحديثة ، فقد حضره : مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك انطاكيةوسائر المشرق ، وقداسة الأنبا فاسكين الأول الكاثوليكوس الأعلى للأرمن باتشميازين (أرمينيا بالاتحاد السوفيتى) وقداسة الأنبا خورين كاثوليكوس كيليكيا الأرمنبانتلياس (لبنان) ونيافة الأنبا ثاوفيلس مطران هرر ونائب جاثليق أثيوبيا (الذى كان مريضاً) والأنبا باسيليوس جاثليق الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بالهند.

ورغم اتفاق هذه الكنائس جميعاً فى العقيدة إلا أنها كانت متباعدة والعلاقات بينها متقطعة الأوصال. ومن هنا يمكن أن ندرك الأهمية التاريخية لهذا المؤتمر.
وقد ناقش المجتمعون أموراً هامة تتعلق بالخدمة والكرازة فى العالم المعاصر، وعلاقة الكنائس المجتمعة بالكنائس الأخرى. وانهى المؤتمر أعماله بعد أن اتخذ عدة قرارات.
هذا، وقد نبه البابا كيرلس إلى : "انه إذا كانت الكرازة لازمة بين المتطلعين إلى المسيحية ، فهى ألزم بين المسيحيين أنفسهم لكى لا يكونوا مسيحيين بالاسم ، بلمتمسكين بمسيحيتهم عن إيمان كامل". وقد صفق المؤتمر لهذه العبارة تصفيقاً حاداً. وهذه العبارة صادرة عن مفهوم صحيح وعميق لمعنى الكرازة بالمسيح التى لايمكن أن تنجح إلا إذا صدرت من مؤمن حقيقى ممتلئ من روح الله.

وقد قابل العالم بالسرور أنباء انعقاد هذا المؤتمر، وعبرت عن ذلك البرقيات التى تلقاها البابا باعتباره رئيساً للمؤتمر، وقال قداسة بابا روما فى برقيته : "تميز هذاالعام باجتماع فريد شاركتم قداستكم الرؤساء الآخرين الموقرين لكنائسكم المسيحية، وذلك لبحث اكثر الطرق فاعلية للشهادة لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح وللإنجيل الذى أعلنه".
وضماناً لاستمرار الوحدة التى أحياها هذا الاجتماع ، تقرر أن يكون لمؤتمر هذه الكنائس سكرتارية دائمة، تنعقد مرة كل عام فى أحد الكنائس الأعضاء. وعند انعقاده الأول مرة 1966 بالقاهرة اشترك المجتمعون فى قداس عيد الميلاد المجيد المذاع من الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، وكان تعبيراً عن الوحدة القائمة بين هذه الكنائس .ونحن لا نذكر أن أقيم فى مصر مثل هذا القداس التاريخى - الذى جمع شتات أبناء العقيدة الواحدة - منذ قرون طويلة.


استقبال رؤساء الكنائس
توافد على زيارة البابا عدد كبير من رؤساء الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية والأسقفية والكاثوليكية ، بجانب عدد لا حصر له من اكليروس وشعب الكنائس المختلفة ، فلا يمر أسبوع دون أن يستقبل البابا زائراً أو اكثر من ضيوف مصر من الكنائس الأخرى ، إذ يحرص معظم من يمر بمصر من المسيحيين أن ينال شرف مقابلة بابا الإسكندرية.

المجالس والمؤتمرات الدينية
- تدعم مركز الكنيسة فى مجلس الكنائس العالمى وأمكن أن تشترك فى عضوية اللجان الهامة فيه. وقد مكنتها عضويتها فى المجلس من الدفاع عن قضايا الوطن والرد على موجات الدعاية المغرضة.

- حرصت الكنيسة على أن تحتل مكانتها فى معظم المجالس الدينية والكنيسة العالمية كمجلس السلام المسيحى، والاتحاد الدولى لجمعيات الكتاب المقدس، والاتحاد الدولى للطلبة المسيحيين، والهيئة الدولية للإذاعات المسيحية والمجلس العالمى للتربية المسيحية ، ومجلس كنائس كل أفريقيا، ورابطة كليات اللاهوت بالشرق الأوسط. ... وغيرها .
- أوفدت الكنيسة مندوبين عنها لحضور :
أ- مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية (الخلقيدونية ) فى رودس عام 1961.
ب- العيد الألفى لأديرة جبل آثوس الشهيرة سنة 1963.
جـ- مجمع الفاتيكان الثانى فى دوراته الأربعة سنة 62،63،64،1965.


الكنائس القبطية بالخارج
سعت الكنيسة وراء أبنائها فى الخارج لترعاهم وتحفظهم من الشتات ، والذوبان فى المجتمعات الجديدة التى يعيشون فيها. ومع إنشاء هذه الكنائس تمتد الكرازة إلىأفاق جديدة .. ومع إنشاء كل كنيسة نجد الصحف الأجنبية تفرد الصفحات للتحدث عن الكنيسة القبطية وتاريخها، وعن البابا كيرلس السادس الرجل القديس ، وكهذاعادت الكنيسة لتشع بنور إيمانها الصحيح إلى أطراف قصية من العالم:
1- أوفد البابا كيرلس كهنة إلى بلاد أوربا لإقامة الشعائر الدينية فى مختلف مدنها.
2- أقيمت كنيسة بدولة الكويت عام 1961.
3- أنشئت كنيسة فى تورنتو بكندا سنة 1964.

4- أنشئت كنيسة فى موتريال بكندا سنة 1967.
5- أنشئت كنيسة بسيدنى سنة 1969.
6- أنشئت كنيسة بملبورن سنة 1970.
7- أنشئت كنيسة بنيوجيرسى سنة 1970.
8- أنشئت كنيسة بكاليفورنيا سنة 1970.
ويلزم قبل أن انهى كلمتى أن أشير إلى حدثين هامين حدثا فى العصر الكيرلسى سيجعلان اسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية راسخاً فى الأذهان لأجيال طويلة.
الحدث الأول : هو تجلى العذراء البتول أم النور فى كنيستها بالزيتون . إن هذا الحدث الإلهى طير اسم الكنيسة إلى العالم أجمع ، وجعله على كل لسان ومعروفاً بكللغة . واحتلت الكنيسة مكانة قدسية فريدة ممتازة ما كانت تصل إليها بآلاف الزيارات والكتابات والنشرات والبعثات.

والحدث الثانى : هو عودة جسد القديس مرقس من البندقية ، وما كان له من دوى عالمى ، أكد عمل الله فى كنيسته القبطية ، نظراً لموافقة قداسة بابا روما على عودةالجسد بعد 1143 عاماً من نقله من الإسكندرية.

http://www.mina.marigergs.com/vb/images/misc/moveme.gif



Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:52 AM

بناء دير مارمينا

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...bLvU6-GG4_MeTn


الشهيد العظيم مارمينا فتى مصرى ، ينتمى إلى عائلة كبيرة من طبقة الحكام . هجر الجندية إلى الصحراء ليمتلئ بفيض نعم السماء، وبعدها أعلن إيمانه بالمسيح،واستشهد على اسمه المبارك بعد أن لحقته اضطهادات مريرة. وقد أعلن الله عظم كرامة هذا القديس بما اظهر من جسده فى مريوط من آيات ومعجزات ، فأنشئتعلى اسمه كنائس فى تلك المنطقة، كان أكبرها الكاتدرائية العظيمة ذات الهياكل السبعة، شيدها الإمبراطور الرومانى اركاديوس من الرخام والأحجار النادرة وقدعمرت المنطقة التى وجدت بها الكنائس نظراً لكثرة الوافدين لنوال البركة. فوجدت المحال التجارية والمصانع، والحمامات ، بل والمنازل والقصور الفاخرة،تحوطها المروج واصبح الطريق إليها ممهداً تسلكه الآلاف . وكل هذا يشير بأجلى بيان إلى عظمة مكانة هذا الشهيد بين قديسى الكنيسة.

وقد تعرضت الكنائس ، والمنطقة كلها بعد عدة قرون للتخريب والدمار، فزال عنها المجد والبهاء. وانتقل جسد القديس مارمينا من مدينة إلى أخرى معرضاً بذلكللضياع بصورة ربما لم تحدث لجسد قديس آخر. ولكن الله حفظه على مر الأزمان ، حتى عندما ألقى به إلى النيران لم يحترق، بل تبدى منه نور بهى . وكان اللهيظهر فى كل مرة يضيع فيها، وفى كل مكان ينتقل إليه ، أن هذه العظام المقدسة هى لجنده الباسل شهيده مارمينا" (راجع فى هذا الشأن كتاب مارمينا العجايبىإصدار كنيسة مارمينا بفلمنج بالإسكندرية).
فليس ثمة شك إذاً فى أن الله دفع البابا كيرلس لإحياء مجد وذكرى هذا القديس الوطنى العظيم، ليتبوأ مكانته اللائقة به، والى بعث الحياة والعمران مرة أخرىفى تلك الأرض التى ملأها مارمينا من قبل بالحياة والعمران وان ما فعله البابا هو حدث هام من سلسلة الأحداث بل المعجزات التى دبرها الله لتبقى ذكرى هذاالقديس دائمة إلى الأبد ، على ما سيتأكد بالأكثر وشيكاً.


نداء مارمينا
ترجع علاقة البابا بما رمينا إلى سنى طفولته ، كما عرف القارئ فى صدر الجزء الأول من هذا الكتاب. وعند رهبنته شاء الله أن يدعوه الأنبا يؤانس باسم ميناتيمناً براهب بار كان من رهبان دير البراموس، فازداد حب البابا للقديس مينا، وعاش يتشبه به ، ويتشفع ببركة صلواته. وعندما أرغم على ترك الطاحونة ، شيدكنيسة على اسمه فى مصر القديمة.ز ولكن هذا لم يكن كافياً ليشفى غليل محبة البابا لشفيعه مارمينا، فعشق أن يعيش فى رحابه بمريوط ، فأرسل يطلب منمصلحة الآثار التصريح له بالسكن فى حجرة تحت كنيسة مارمينا الأثرية هناك. وظل انتظاره وهو يرسل الاستعجالات ، حتى جاءه الرد بالموافقة بعد ظهورالقرعة باختياره بطريركاً . وكانت هذه بشرى جميلة، وإعلان سمائى أدرك البابا مغزاه ... انه لم يسكن فى حجرة ألح فى طلبها وهو راهب، بل سيعمر المنطقةكلها بعد أن أصبح بابا الإسكندرية.

وإن كان الزائر لمنطقة "بومينا" ينفطر قلبه حزناً وأسى على ما لحقها من تخريب أودى بنضرة الحياة، وسحق عظمة البناء ، وعصف بخضرة المروج فإنه منناحية أخرى سيبتهج للعمل المجيد الذى قام به قداسة البابا فى هذه البقعة النائية القاحلة، التى هجرتها الحياة من قرون طويلة ، فغمرها بإيمانه ، وأشاع فيها منروحه الطموحة البناءة التى تقودها العناية الربية لقد عاد إليها نبض الحياة ، وعلا فيها صوت التسبيح .. كما عاد إليها مالكها القديم "الشهيد مارمينا" خالعاً عليهاأثواب الخلود مرة أخرى. ولم يثن البابا عن المضى فى العمل ، سنة المتقدم ، ولا مشقة الطريق ، ولا رهبة المكان ووحشته . ولا مصاعب جلب المياه ، وموادالبناء، فتمت على يديه آية عظيمة.

***

أرسل البابا إلى هيئة تعمير الصحارى بطلب شراء خمسين فداناً بجوار المدينة الأثرية بمريوط ، ثم أعقبه بطلب شراء خمسين أخرى.
وفى عام 1959 ، وفى لو عيد للشهيد مارمينا بعد سيامة البابا أقيم بالكنيسة الأثرية سرادق كبير ، وأوفد البابا فى عشية العيد سكرتيره الخاص ليقيم صلاة رفعبخور عشية العيد ، وليطمئن على الاستعدادات الجارية للاحتفال بالعيد. وفى صباح الغد أقام البابا هناك صلاة التسبحة والقداس الإلهى، وتقرب من الأسرارالمقدسة حوالى خمسمائة رجل وامرأة ، وبعد ذلك اتجه إلى الأرض التى اشتراها من هيئة تعمير الصحارى، وصلى فيها وباركها، ووضع حجر أساس ديرمارمينا، وفى أثناء هذا الاحتفال طلب بعض الحاضرين من البابا أن يجلس على الكرسى الكبير الذى أعد لقداسته فرفض قائلاً : "أن هذا الكرسى لمارمينا".

وبدأ المقاولان السكندريان شاروبيم وفرج اقلاديوس العمل، فأقيمت كنيسة صغيرة ، وحجرة لقداسة البابا ، وأخرى لعمل القربان ، وكان البابا ومرافقوه يقضوه فىهاتين الحجرتين أياماُ بل شهوراُ فى ظروف قاسية لا يتوافر فيها أمن أو راحة ، وذلك للاطمئنان على سير العمل.
وافقت مصلحة الآثار بعد ذلك على طلب للبابا بنقل كمية من الأحجار ليست لها قيمة أثرية لاستخدامها فى بناء الدير. وقام الطب بالعمل فى نقل الأحجار باستخدامالجرارات، واستغرق ذلك سنتين كاملتين وأقيم سور حول مساحة تقدر بخمسة عشر فداناً من أرض الدير، وبنيت هناك بعض القلالى وكنيسة أخرى ، دشنت فىاحتفال كبير حضره آلاف المصلين. ولكن الحنين إلى كنيسة مارمينا الأثرية ، دفع البابا إلى أن يمتطى دابة ، وتوجه بها إلى هناك للتبرك من أرض مارمينا.

ولكن الكنيسة الأثرية بهياكلها السبعة كانت تجذب أفكار البابا فشرع فى بناء كنيسة أخرى تشابهها فى عظمتها، إحياء لذكرى حبيبه البطل الذى كان الناس يأتونإليه من مختلف بقاع الأرض : أباطرة ، وقادة ، وأغنياء ، وفقراء ، ملتمسين بركة صلواته وشفاعاته. ومساحة هذه الكنيسة تزيد على مساحة الكاتدرائية المرقسيةالقديمة بالقاهرة، وقد ترك البابا مبلغ خمسة وخمسون ألفاً من الجنيهات لإتمام هذه الكنيسة التى تليق بالبطل الشهيد.

البابا فى رحاب مارمينا
كان البابا يحب مارمينا حباً عظيماً وخاصاً ، وكان مارمينا يسانده مساندة قوية ، ويصنع معه الكثير من المعجزات:

* فما أن يصل البابا إلى دير مارمينا حتى تبدو عليه علامات الصحة والعافية ، ولا يستخدم الأدوية التى أتى بها ويقول : " لقد وصلنا إلى ميناء الخلاص" . و "
عند مارمينا لا داعى لأدوية العالم". وكما كان أقل القليل من الطعام يكفيه قوتاً.
* وفى رحابه أيضاً يجد دائماً العزاء . فكم من مرة ذهب إلى هناك مثقلاً بالمشاكل، ويعود وقد تذللت الصعاب وذابت، قال لى قداسة البابا يوماً ونحن هناك ،وكان حزيناً مهموماً: "يا ابنى لا داعى لنزولنا للعالم مرة ثانية .. ألن نجد هنا رغيف خبز كل يوم، مع قليل من ملح الجبل ". ولكن لم تمض أيام معدودة حتىخلصه الله من أتعابه وعاد إلى أبنائه المشتاقين إليه بدموع الفرح والشكر لله ولمارمينا.

* وفى ليلة عيد القيامة عام 1965 ، أرسل الله للبابا هناك سواحاً حضروا معه صلاه قداس العيد. وكان حضورهم عزاء للبابا، وبعد ذلك حلت كثير من المشاكلالمستعصية.
* عندما وصل البابا إلى المنطقة لأول مرة، هطل المطر بعد انقطاعه مدة طويلة ، ففرح الأعراب القاطنين حول الدير كثيراً، وأصبحوا يستبشرون خيراً بمجىءالبابا ، ويسألون عن موعد حضوره للدير ولما علموا بنياحة البابا حزنوا وحضروا يعزون الأباء والرهبان. وطلبوا أن يدفن البابا فى الدير هناك ، فعرفهم الآباء أنالبابا قد ترك وصية بذلك.
* ما كنا نقول للبابا أن بعض المؤن قد نفذت ، حتى نجد فى الغد زائر يأتى ومعه الكثير منها، وكنا جميعاً نتعجب. ولكن البابا كان يقول : "ألم أقل لكم لا تطلبواشيئاً، فالرب يعرف احتياجاتكم جميعها . اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره"

* عندما كان البابا يصلى فى المنطقة الأثرية يوماً كانت سيارة خاصة تسير مسرعة ، لتصعد فوق جرف منحدر بشدة. ولكن هذه السيارة تتوقف فجأة نصفها علىحافة الجرف ، والنصف الآخر معلقاً فى الهواء ويخرج من فيها متعجبين لنجاتهم !! وكأمر البابا استخدمت سيارة نقل فى سحبها وعادت لتكمل سيرها دون انيلحقها ضرر.
* سقط عامل يدعى "مسعود" وهو من عمال المقاولين شاروبيم وفرج اقلاديوس، تحت عجلات جرار أثناء العمل فى بناء الكنيسة ، وتكسر ساقاه ، فبكى البابالأجله وطلب شفاعة مارمينا. ودخل العامل المستشفى ، ويخرج منها ليعود إلى عمله كأن لم يكن قد مسه سوء من قبل.

* كم من مرة يطلب البابا من آباء الدير أن يضيئوا " الكلوبات " لتنير لسيارة متعثرة فى الطريق ، وبعد وقت ليس بقليل تحضر سيارة للدير يقول أصحابها انهمضلوا الطريق، ولم يرشدهم سوى الضوء "الكلوبات" من بعيد. وكانوا يتعجبون عندما يعرفون ان البابا قد أمر بإشعال الكلوبات.

ماذا حدث هناك
لعلك يا قارئى العزيز لست فى حاجة إلى دليل على أن يد الله كانت هناك، بعد كل ما ذكرنا. ومع ذلك فإليك أحداث وتواريخ ثابتة لن يمحوها الزمن ولن ينساهاأحد.
* قدم البابا إلى صحراء مريوط فى نوفمبر 1959. وبعدها بدأ فى زياراته الرعوية للمحافظات. متفقداً أبناءه هناك . ومما يذكر انه كان يردد دائماً عندما يعتزمالقيام بزيارة أو مقابلة هامة ، بأنه أرسل مارمينا قبله.

* فى يونيه 1960 ، وكان البابا فى دير مارمينا ، فكر فى القيام بزيارة رعوية لأثيوبيا ، استجابة لدعوة كان قد وجهها له الإمبراطور هيلاسلاسى الأول. وسافرالبابا إلى أثيوبيا فى أكتوبر سنة 1960 ، وسط فرحة الشعب الأثيوبى الغامرة.
* فى خريف عام 1964، وجه الإمبراطور هيلاسلاسى دعوة لقداسة البابا لرئاسة مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الذى عقد فى أثيوبيا ومن المعروف أنالمؤتمر أجل أعماله حتى يصل قداسة البابا ، وكان وقتها فى مريوط، ومن هناك عاد إلى القاهرة وسافر إلى أثيوبيا ، على ما سبق أن أوضحنا فى فصل سابق.
* وفى أسبوع الآلام المقدسة عام 1965 كان البابا فى دير مارمينا. ووجهت له الدعوة لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر. وقد توجه البابا مباشرة من دير مارميناإلى منزل السيد الرئيس فى 9 مايو 1965 ، وكانت مقابلة تاريخية. كما سبق أن أشرنا فى فصل سابق.

* فى سبتمبر عام 1966 ترك البابا الدير إلى الإسكندرية لمقابلة غبطة بطريرك فنلندا الذى أرسل خطاباً يقول فيه: " لا أريد شيئاً سوى رؤية وجه البابا كيرلسالملائكى، ونوال بركاته الرسولية" . وقد سافر البابا إلى الإسكندرية لما عرف أن غبطة البطريرك مصمم على الحضور لمقابلته فى الصحراء.
* فى الصوم الكبير عام 1967 فى دير مارمينا، فكر البابا فى عمل الميرون المقدس. وقد تم ذلك ، كما سبقت الإشارة.
* وفى نفس الوقت وجهت الدعوة لقداسة البابا لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر حيث حلت مشكلة الأوقاف الخيرية ، التى أدت إلى نتائج وخيمة ، وعجز المجلسالملى عن سداد مرتبات العاملين بالبطريركية وكنائس أخرى لعدة شهور.

* وفى نفس السنة أيضاً أرسل البابا كيرلس من مريوط أيضاً إلى قداسة بابا روما بطلب إعادة جسد القديس مرقص الرسول.
* فى يونيو عام 1968 قدمت الوفود العالمية المشتركة فى افتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة إلى دير مارمينا بمريوط حيث أثنت على مجهودات البابا كيرلسالسادس الذى أعاد الحياة إلى أطلال تلك المنطقة وتناول أعضاء الوفود الغذاء على مائدة الدير.
* فى صيف عام 1969 وصلت للبابا، وكان فى دير مريوط خطابات من عدة دول أفريقية تطلب الانضمام لكنيسة الإسكندرية.
* فى سنة 1970، وفى آخر زيارة للبابا كيرلس للدير قبل انتقاله إلى السماء، أرسل إلى بابا روما يطلب إعادة جسد القديس أثناسيوس الرسولى، البطريركالعشرون من بطاركة الإسكندرية ، والملقب بحامى الإيمان القويم. وكان البابا ينوى دفنه فى الكنيسة المسماة باسمه فى منطقة السيوف بالإسكندرية والموقوفة علىدير الشهيد مارمينا بمريوط.


Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:53 AM

الأوقاف القبطية

http://www.almorakeb.com/temp/Super1...umb300x190.jpg



منذ صدور لائحة ترتيب واختصاصات المجلس الملى العام فى 14 مايو 1883 والخلافات فى الكنيسة لا تنتهى بين المجلس وبين الرئاسة الدينية . حتى أن الباباكيرلس الخامس"آثر النفى إلى الدير على أن يسلم زمام الكنيسة ، وأوقاتها إلى المجلس الملى" كما جاء فى السنكسار تحت اليوم الأول من شهر مسرى. ولكن هذهالخلافات قد انتهت فى عصر البابا كيرلس السادس ولم يعد للمجلس الملى سلطة التصرف فى إدارة أوقاف الكنيسة، بل أسند هذا الاختصاص إلى هيئة أوقاف الأقباطالأرثوذكس كنص المادة الثانية من القرار الجمهورى رقم 1433 لسنة 1960 الصادر بإنشائها.
وقد تم حصر الأوقاف القبطية . بمعرفة هذه الهيئة ووضعت النظم الكفيلة بحسن إدارتها. أمكن استعادة اكثر من مائة وقف قبطى خيرى كانت مغتصبة. وقد أمكن أيضاًتنمية الكثير من الأوقاف ، وزاد دخلها لاستثماره فيما يعود بالنفع على الكنيسة. ويبلغ عدد الأوقاف التى تخضع لإشراف الهيئة ما يزيد على المائتى وقف.

وفى عام 1967 توقف المجلس الملى عن دفع مرتبات الكهنة والعاملين بالكنائس التابعة للبطريركية والموظفين والعاملين بها، وبالأراضى والأملاك التابعة للمجلس. فقامالمجلس بإرسال عريضة للسيد رئيس الجمهورية وبعض السادة الوزراء ملقياً التبعة على البابا بحجة عدم تعاونه معهم. وعلى أثر ذلك تمت مقابلة بين السيد رئسالجمهورية وبين البابا. وتفضل السيد الرئيس بدفع منحة قدرها عشرة آلاف جنيه مساهمة من الدولة لمواجهة العجز فى ميزانية البطريركية.
وفى أعقاب ذلك صدر القرار الجمهورى رقم 2326 لسنة 1967 بتشكيل لجنة إدارة الأوقاف القبطية ، ونص فيه على "تولى البطريرك الشئون المالية للكنائسوالمعاهد الدينية. وله أن يفوض فى ذلك المطارنة والأساقفة فى حدود اختصاصاتهم. أو من يرى تفويضه فى ذلك من غيرهم" وبناء على هذا القرار صدر قراروزير الداخلية بتشكيل اللجنة المشار إليها. وقد حصرت أملاك البطريرك، وبحثت حالة كل عين على حدة. ووضعت الأسس الكفيلة بحسن إدارة واستغلال هذه الأملاك.وعملت على تنميتها، وأقيمت أول عمارة سكنية على أرض دير الملاك البحرى بالقاهرة. وأمكن استغلال ربع هذه الأوقاف فى المشروعات الكنسية المختلفة.

أما الموقف بالنسبة لاستبدال الأراضى الزراعية الموقوفة على الأديرة والكنائس وخلافها، فإنه قد تم تسليم جزء من القدر المطلوب استبداله إلى الهيئة العامة للإصلاحالزراعى، وهو عبارة عن 1361 فداناً موقوفة على أديرة : الأنبا أنطونيوس ، والأنبا بولا ، والبراموس. وبلغ ثمن هذا القدر حوالى 300000 جنيه، ادرج فى ميزانيةعام 68-1969.
وقد رأت هيئة الأوقاف القبطية إرجاء تسليم باقى الأوقاف حتى يتم استيفاء ثمن ما سلم من أطيان.




Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:56 AM

رعاية الكهنة وأسرهم

http://lh3.ggpht.com/-DDhlC65dbRM/S2...g-3O6KU/22.jpg


ومن أعمال البابا الجليلة أيضاً التى تدل على استنارة بصيرته ، وعلى حرصه فى المحافظة على هيبة الكهنوت وعلى احترامه له، أن أصدر أمراً بابوياً كريماً يوم31/12/1970 بإنشاء اللجنة البابوية لرعاية الكهنة وأسرهم ، كما وضعت اللائحة التى تنظم هذه الرعاية . وقد كفلت اللائحة للكاهن من الحقوق ما يلى:-
(أ) الرعاية الصحية فى حالة المرض: بحيث يمنح الكهنة الذين يصابون بأمراض مزمنة أو مستعصية إعانات شهرية يصدر بتحديد قيمتها فى أول كل سنة ميلاديةقرار من اللجنة البابوية المشار إليها ، وبحيث لا تقل عن ثلاث جنيهات شهرياً لمدة سنة من تاريخ ثبوت المرض أو لحين الشفاء أو الوفاة ، وفى حالة الدرنوالجذام والأمراض العقلية والأورام السرطانية تمتد الإعانة لمدة سنتين أو لحين الشفاء أو الوفاة.

(ب) تتحمل اللجنة تكاليف العمليات الجراحية التى تجرى للكهنة بحد أقصى 60 جنيه للعمليات الكبرى، و 20 جنيهاً للعمليات المتوسطة ، و15 جنيه للعملياتالصغرى. وفى حالة تعدد العمليات تعتبر كل منها مستقلة حتى ولو لم يوجد فاصل زمنى. كما لا تدخل فى تكلفة العمليات مساهمة اللجنة فى حالات الأمراضالمزمنة والمستعصية. كما حددت اللائحة الحد الأقصى لمصاريف الإقامة بالمستشفيات دون إجراء عمليات جراحية بمبلغ 25 جنيه، بشرط ألا تتكرر أكثر من مرةخلال السنة الواحدة.
(جـ) يستحق للكاهن الذى صاب بعجز كامل معاش شهرى يعادل 100% من دخله المسجل باللجنة بحد أقصى قدره ثلاثون جنيهاً شهرياً ، وذلك طوال مدةالعجز ، ويجوز فى حالات معينة تجاوز الحد الأقصى.

(د) تمنح أسرة من يتوفى من الكهنة معاشاً بواقع 80% من دخله المسجل باللجنة ، وبحد أقصى ثلاثون جنيهاً شهرياً.
(هـ) فى حالة العجز المؤقت يجوز أن يمنح الكاهن إعانة شهرياً مؤقتة لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد أو إلى تاريخ انتهاء العجز أيهما أسبق. وتحدد قيمة المعونةبقدر ما يصيب دخل الكاهن من نقص، وبشرط ألا تزيد قيمتها عن ثلاثون جنيهاً شهرياً.
(و) عند وفاة الكاهن تصرف منحة تعادل معاش الوفاة عن شهرين ، وذلك لمواجهة نفقات الجنازة بحد ادنى عشرة جنيهات.
ويشترط لاستحقاق هذه المزايا جميعاً صدور قرار من اللجنة بمنحها على ألا يجاوز تاريخ صدور هذا القرار شهر من تاريخ تقديم المستندات.

وقد عمل بهذه اللائحة اعتباراً من أول مارس سنة 1971 وتبرع قداسة البابا بمبلغ 600 جنيه لصندوق اللجنة.
وهكذا يكون البابا قبل نياحته قد وضع حلاً لمشكلة هامة بالنسبة للاكليروس.. كانت من المشاكل التى طال عليها الأمد. وكان الحل أملاً من آمال الآباء الكهنة ،وحلماً من أحلامهم ، طمأنهم على حاضرهم ومستقبلهم ومستقبل أسرهم، ويعتبر أيضاً ترجمة عملية لوصايا الكتاب المقدس بتكريم خدام الله العاملين فى كرمه.كما ان الحل أسعد أبناء الكنيسة الغيورين على كرامة آبائهم رجال الكهنوت.
هذه هى بعض أيامك العظيمة ..

وسر عظمتها .. هو فى سر امتلائك من مواهب الروح القدس.
فأيامك العظيمة .. بدأت عندما أحببت المسيح فهجرت العالم.
.. بين أهلك
.. فى الدير
.. فى المغارة
.. فى طاحونة لا فرش لك فيها ، ولا غطاء.
ورغم كل هذه الأيام العظيمة
لم تسع وراء مديح.
لم تخطب ود المادحين ، أو المنافقين
.. فمديحاً من الناس لم تطلب.
لأن الله فى داخلك …
ولا تحتاج القوة الإلهية إلى ثناء لسان بشرى

فامتلاؤك .. هو سر عظمة أيامك.


Magdy Monir 13 - 05 - 2012 06:58 AM

صبر .. وتعزية .. ونصرة .. فى آتون التجارب

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...by3Ic4Ybc7D3Ve

"وجميع الذين يريدون أن يعيشوا فى التقوى

فى المسيح يسوع يضطهدون"
(2 تى 3: 12)


"متحيرين لكن غير يائسين.
مضطهدين لكن غير متروكين مطروحين لكن غير هالكين"
(2 كو 4: 9)


"تعزياتك تلذذ نفسى"
(مز 94: 19)


منذ أن وطأت قدماى المقر البابوى لم يمض يوم دون أن أرى قداسة البابا وهو يسكب دموعاً غزيرة على المذبح المقدس أو فى قلايته ، ألماً وحزناً وتوجعاًعلى الكنيسة ومشاكلها، فقد كان يقابل يوماً العديد من المشاكل ، وتصل أسماعه أنباء الكثير من التصرفات المحزنة المبكية ، ومهاجمة بعض العاقين وعدمطاعتهم وجحودهم . لقد كان سيلاً دافقاً من المشكلات لم ينقطع طوال اثنى عشر عاماً، كل منها يدمى قلبه الرقيق ، ويتعب نفسه الوديعة ، وكان قداسته يعبر عنحمله الثقيل بقوله (لو كان هم واحد لاحتملته ، ولكنه هم وثانى والثالث).

وفى وسط هذه المشاكل لم يقف وحيداً ، كان يخطو فوق الأشواك يعانى من ضراوة الحرب والمعاندين ، ولكن ذراع الرب الرفيعة كانت تؤازره ، وباللجاجة فىالصلاة كان يخرج من الأكل أكلاً ومن الجافى حلاوة، مردداً تنهدات قلبية عميقة "عيناى تنظران للرب فى كل حين .. لأنه يجتذب من الفخ رجلى .. أنظر إلىارحمنى لأنى ابن وحيد وفقير أنا.. أحزان قلبى قد كثرت أخرجنى من شدائدى يارب .. أنظر إلى مذلتى وتعبى وأغفر لى جميع خطاياى. أنظر إلى أعدائى فإنهمقد كثروا .. بغضاً ظلماً أبغضونى .. احفظ نفسى ونجنى. لا أخزى لنى توكلت عليك".

وقد أثارت قوة تحمله وصبره وجلده فى مقابلة المشاكل والصدمات العنيفة دهشة الكثيرين، حتى قال مرة أحد المسئولين "إن هذا الرجل جبل وليس إنسان" .وعندما تكاثرت عليه مشاكل الكنيسة بشكل أثر على صحته صرح أحدهم متأثراً "إننا لا نستحق هذا الرجل".
ولكن الرب كان دائماً يفيض عليه بالتعزيات فى جهاده وآلامه ، فكان يزوره القديسون والسواح. فقد زاره أبونا عبد المسيح المتوحد (البراموسى) أبان فترة عصيبةمرت بالبابا ، وتعزيا فيها معاً بكلمات النعمة. (أبونا عبد المسيح راهب أثيوبى حضر من بلاده إلى مصر سيراً على الأقدام رغبة فى الرهبنة. وقد التحق بديرالبراموس، ثم توحد فى مغارة تبعد عن الدير بمسافة ساعتين سيراً على الأقدام . وزيارته للبابا تعتبر من المرات النادرة التى تر كفيها الصحراء، وسببها هوتضايقه من كثرة الذين يذهبون لزيارته- رغم قلتهم بصحبة رهبان الدير ، فجاء شاكياً للبابا، طالباً منه أن يصدر أمره بمنع الزوار عنه. وأصدر البابا أمراً بذلكقائلاً: "اتركوه لعل الله يرفع غضبه عن العالم بصلواته" . وتبادل مع البابا أحاديث التعزية . وقد سأله البابا عن رتبته الكهنوتية ، فأجاب انه لا يعرف . وسأله عنمدة إقامته فى مصر ، فأجاب انه حضر قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بثلاث سنوات. وأعطاه البابا قليلاً من الترمس ، ولكنه لم يأخذ سوى ثلاث حبات فقط ،وعندما ألح البابا عليه ليتناول المزيد اخرج من جيبه قربانة وقال أنه يحمل الغذاء، ولا يستطيع أن يأخذ مما أخذ ، وهذا يعنى أنه لم يتناول طعاماً منذ الصباح، وقدبات الرجل ليلته على كوم من الرمل فى فناء البطريركية.)

كما حدث أيضاً فى ليلة عيد القيامة المجيد سنة 1965 أن كان البابا موجوداً بدير مارمينا بصحراء مريوط ، وكان فى جعبته مشاكل أقل ما يقال فى وصفهاأنها مرة. مما جعله حزيناً منكسر القلب ، وأثناء الصلاة أمرنا بإطفاء الأنوار اكتفاء بالشموع، وانهمرت الدموع غزيرة من عينيه وتساقطت على القربانةالمقدسة، وهو يحاول منعها دون جدوى ، وكان القداس طويلاً انتهى فى الساعة الثالثة والنصف صباحاً وبعد القداس قال لى : "هل رأيت الضيوف الذين كانوافى الكنيسة يا ابنى" فقلت له : "أين كانوا يا سيدنا ، وقداستكم أمرتهم بمغادرة الدير منذ الصباح" فقال: "لا أقصد هؤلاء بل أن الكنيسة كانت ملآنة يا ابنى حتىأنى لم أجد مكاناً لآخر يدخل ، وهم الذين أمرونى بإطفاء الأنوار".

ثم غادر البابا الكنيسة متعزياً بعد أن أرسل الله له هؤلاء السواح القديسين (السواح هم كبار القديسين ، الذين مازالوا فى الجسد . وهم يجتمعون فى الكنائسويرفعون الصلوات ، ولا يراهم إلا القديسين العظام الذين كشف عن أعينهم . ولكن يحدث أن يكشف الله عظمة قديسيه فيسمع بعض الناس، ولو من غير المؤمنينأصوات تسبيح هؤلاء السواح دون أن يروهم) … وهو عندما رآهم ازدادت دموعه . ولا شك انهم قد رفعوا قلوبهم إلى السماء طالبين من أجل سلامة الكنيسة وقداستجابت فبعدها بأيام معدودات حلت معظم المشاكل.
شكراً لله فقد كانت الصعاب تذلل إذ تمتد يد الله مظهرة عظمة الرجل وثبات صبره وعمق أتضاعه. والغريب حقاً أنه فى وسط مشاكله وأتعابه وأمراضه كان يقابلالناس بابتسامته الوديعة التى لم تفارق شفتيه يوماً وبكلماته الحلوة المعزية كان يقول لأولاده السائلين عن صحته مطمئناً إياهم (الحمد لله الصحة كويسة والندى عليناشبرين)…

نعم .. "بين هؤلاء (القديسين) يتكئ الحبيب ويقدسهم محولاً مرارة ريقهم إلى حلاوة تفوق حد التعبير ، ويجعل السمائيين يعزونهم ويقودونهم" . ماراسحقالسريانى
ولنقترب إلى أتون التجارب . لنرى ماذا صنع رجل الله ، وكيف كان الله معه.

مات .. ومات مشروعه السقيم
ففى السنوات الأولى من حبرية البابا كيرلس ناصبه أحد المطارنة العداء ، وسعى لإصدار قرار لعمل مجلس وصاية عليه مدعياً أنه رجل غير متعلم ، ولا هم لهإلا الصلاة فقط وانه لا يكفى أن يكون البطريرك رجل صلاة، وجال فى أنحاء الجمهورية يجمع توقيعات من الأباء أعضاء المجمع المقدس. وقد حزن البابا كثيراًعندما علم أن من بين أحبائه من وقع له.

وبعد أن فرغ هذا المطران من جمع ما استطاع من توقيعات عاد إلى ابروشيته ليقدم مشروعه إلى الجهات المختصة ووصل خبر عودته إلى البابا وهو فىالإسكندرية وعند دخوله إلى الكاتدرائية المرقسية لرفع بخور عشية ، رفع وجهه نحو السماء، وقال بصوت حزين : "يا مارمرقس ستكون هذه آخر ليلة أدخل فيهاعندك، وسأذهب إلى الصحراء ولا أعود لك مرة ثانية إذا تمت مشورة الرجل ده".
وقبل عشية اليوم التالى ، فاضت روح هذا المطران إلى خالقها بعد تناوله مادة سامة بطريق الخطأ.. ومات معه مشروعه السقيم.

طيب روح .. روح
وآخر جاء إلى البابا عقب إصداره قراراً فى مشكلة من مشاكل الكنيسة ، وبدلاً من أن يستوضح حقيقة ألأمر، هاجم البابا ولامه وردد عبارات لا تليق : "أنتأخطأت .. هذا غير جائز .. هذا لا يحق" دون أن يكون له إلمام بالمشكلة فتضايق البابا، وقال له فى غضب (طيب روح .. روح) وبعد هذا مباشرة أصيب هذاالشخص بذبحة صدرية ، نقل بسببها إلى المستشفى حيث فاضت روحه.


تشاوروا على مسيح الرب
وآخرون تكتلوا بهدف واحد هو محاربة البابا حتى يفضل، فكانوا يحاولون سد السبيل أمامه بشتى الطرق، ساعين لإبعاده أو وضعه تحت وصايتهم .. ولكن اللهرأى ضيقة البابا، ، وكتب عنده سفر تذكرة . والبابا مع علمه بكل ما يصنعون خطوة بخطوة وكان يقابلهم بوداعة ويحادثهم فى محبة ، وكل ما يفعله : صلاةودموع .. لتسير البيعة فى أمان وسلام ، ولكنها صلاة المظلوم المتألم … ولم تمضى سوى فترة قصيرة حتى مضى الواحد وراء الآخر من عالمنا هذا. وحزن الباباعليهم لسنوات. وهو يقول : "عندما كان يموت أى منهم كان يأخذ جزء من روحى".


روح ربنا يعرف شغله
عندما أراد البابا يوماً رسامة أحد الأباء الرهبان أسقفاً لإحدى الايبارشيات ، حضر إليه شخص ادعى انه كبير أراخنة هذه الإيبارشية ، وعرفه انه لا يرضى بهذاالراهب أسقفاً، وأغلظ فى القول مع قداسة البابا حتى انه قال له : (لو رسمته يا سيدنا سنرجعه إليك مرة ثانية). وعندئذ غضب البابا وقال له : (روح … وربنايعرف شغله) … ولكنه لم يعد إلى منزله ثانية فقد توفى أثر حادث فى الطريق.

تحرى الصدق
دأبت إحدى الجرائد على مهاجمة البابا لفترة طويلة ولم تكن تتورع عن أن تنعته بصفات رديئة ، وتحاول أن تلصق به أموراً باطلة عارية من الصحة .. كل هذاوالبابا يقرأ ويصمت مع انه يستطيع أن يفعل الكثير .. حتى جاء اليوم الذى أغلقت فيه الجهات المسئولة تلك الجريدة. وسمع هذا النبأ أحد أبناء البابا الذين كانوايتألمون لهذا الهجوم ، وأقبل يهنئه ، فقال له البابا : (بتقول إيه .. جريدة (كذا) أغلقت .. دى يا ابنى فيها 200 عامل كلهم وراهم أسر ياكلوا منين ) . وأسف الباباجداً واتصل بالمسئولين ، ولكنهم عرفوه بأن هذه الجريدة قد انتهى أمرها إلى الأبد. فسعى قداسته حتى الحق عمالها جميعاً بأعمال طباعة.

ومما يذكر انه أثناء فترة هجوم الجريدة عليه تقابل مع أحد كتابها ، فعاتبه فى محبة ولطف وقال له : "الصحافة يجب أن تتحرى الأمانة ، ولكنكم لستم أمناء .. كلما تكتبونه لا أساس له من الصحة. . لماذا لم تأتينى لتتأكد .. هل بابى مغلق " ، وصرفه بالبركة.

هو أيضاً نبى
قبض رجال الأمن يوماً على أحد موزعى المنشورات ضد قداسة البابا ، وكان هذا الشخص من أكثر الأشخاص نشاطاً فى هذا المجال فلما علم قداسة البابا ذلك أمرأحد رجال البطريركية بالاتصال فوراً بالمسئولين للاطمئنان على هذا الشخص، فاتصل تليفونياً وعرفهم بأن هذا الشخص من أبناء قداسة البابا ويهمه أمره، فكانرد المسئولين "لا تقل انه ابن البابا فليس بين أبناء البابا مجرمين.. وعلى كل حال طمئن البابا فإننا لن نؤذيه وسوف نطلق سراحه …


بداية الأمراض
وآخر اجتمع مع قداسة البابا اجتماعاُ طويلاً ، وتحدث عن إحدى مشاكل الكنيسة . وعرف قداسته من سياق الحديث أن مديرى المشكلة هم من احب أبنائه إليه،فكانت طعنة موجعة له. وبعد ما انصرف هذا الشخص قال البابا : "أنه قد أتعب قلبى اليوم" . ومضى حزيناً مثقلاً ، فقد كان وقع الكلمات عليه مؤثراً . وفى المساءامرنى باستدعاء السيد الطبيب يوسف يواقيم الذى حضر وقرر أن البابا قد أصيب بجلطة فى ساقه، ولكنه لم يصارح البابا بذلك ، واكتفى بأن طلب إليه تعاطىالدواء فى مواعيده، وان يخلد إلى الراحة التامة . وسافر الطبيب إلى الإسكندرية، ومن هناك اتصل تليفونياً بالبابا. ولما عرف انه لم ينفذ تعليماته صرخ قائلاً: "لابديا سيدنا تأخذ الدواء" . وحضر مباشرة إلى القاهرة ، فوجد ان الجلطة سبحت بمقدار 10 سنتيمتر فى الدم.فاستدعى (كونسلتو) من الأطباء ، قرروا أن يلازم الباباالفراش مدة شهرين .. واستسلم البابا لأمرهم . وأمرنا أن نخفى أمر مرضه عن الشعب لئلا ينزعج أبناؤه. ولكن كل من كان له اتصال بالبطريركية كان يعلمبمرض البابا.

ثم أصيب البابا بترسب الكالسيوم فى فقرات الظهر والمفاصل وظل طريح الفراش شهرين آخرين يعانى آلاماً صعبة .. كل ذلك وهو يأمر بإدخال أبنائه إليه وهوعلى فراشه فى أية لحظة، ويسأل عن كل كبيرة وصغيرة فى الكنيسة كلها دون أن يستريح.
وحدث فى هذا الأثناء أن حضر الأنبا يؤانس مطران الخرطوم للعلاج بالقاهرة ن وكان يسأل عن البابا ولا يقوى على الدخول إليه وبقول : " لما يقوم بالسلامة" ،ولكن طال مرض البابا فاضطر الدخول للسؤال عنه. ولم يكاد أن يصل إلى السرير حتى انفجر باكياً قائلاً : "قم يا بابا .. فهذه ليست نومتك .. لمن تريد أن تتركنا.. الرب يبقيك لنا وللكنيسة وشعبك" فاستدار البابا متأثراً وقال له : "أنا بخير والحمد لله ، ولا ينقصنى سوى دعواتكم". ورفض أن يتناول شيئاً مما قدم له وهويقول: " لما يقوم بالسلامة". واسترد البابا صحته بعد مدة ليست بالقصيرة وأقبل نيافته فرحاً مسروراً بسلامة أبيه ، يهنئه ويقبله بالفرح.

هذه لمحة سريعة عن الأحزان والتجارب التى تحملها خادم ورسول أمين للمسيح شأنه شأن كل المجاهدين الذين سبقوه مجتازاً من البابا الضيق سائراً فى الطريقالكرب. وهو لم يخر ولم يفشل وهذه علامة السائرين فى الحق، أولئك المكتئبين فى كل شئ لكن غير متضايقين ، متحيرين لكن غير يائسين ، مضطهدين غيرمتروكين ، مطروحين لكن غير هالكين.
سيدى وأبى قد صبرت ، ليس صبر المغلوب على أمره إنما صبر القادر … كنت تستطيع ولكنك أثرت أن تنفذ الوصية.
سيدى كنت تخفى عنا آلامك بابتسامتك ، ولا تدعنا نشاركك فيها ، إذ ما كنت تبغى عزاء من لدن إنسان، إذ أن الله يفيض عليك به.

ليت روحك تظل معنا.


Magdy Monir 13 - 05 - 2012 07:01 AM

من معجزات البابا كيرلس السادس

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...ibtUs1ZDjighLg


† الساعة المفقودة :



يروى نيافة الاسقف رئيس دير مارمينا بمريوط : أنه كان هناك زيارة لدير مارمينا بمريوط ، من مدينة الاسكندرية ،
و فقدت أثناء هذه الزيارة ساعة لإحد الآنسات ووجدها واحد من البدو (الاعراب سكان الصحراء) ، و سلمها للبابا كيرلس السادس بعد أنتهاء الرحلة ، و هو لا يعرف طبعاً لمن هذه الساعه.. و بعد أسابيع زار قداسة البابا مدينة الاسكندرية ، و بينما طابور الزوار ممتد لنوال البركة .. إذا بقداسة البابا كيرلس يشير لإحدى الآنسات ، و يقول لها "إنتى يا بنتى .. ألم تفقدى ساعتك فى دير مارمينا بمريوط ؟ ، خذى هذه ساعتك".. وذهلت الفتاة ، وسجلت هذه الحادثة فى سجل المعجزات بدير مارمينا.

† صلاة حتى الصباح :


روى المتنيح القس مرقس يسطس (من طهطا) قال : أخذت أبنته حقنة بطريق الخطأ، فأصابت عصب الساق إصابة تسبب عنها الشلل و قال أكثر من طبيب : لا أمل فى شفاء العصب و أشاروا بالعلاج الطبيعى و عولجت به ثمانية أشهر بلا نتيجة طيبة و أشار طبيب كبير بالتدخل الجراحى فرفض أهلها أجراء الجراحة.. وذات ليلة أتتها شقيقتها الطالبة بجامعة أسيوط و جلست إلى جوارها على السرير ، و رأت ان تواسيها بقراءة أحد كتب معجزات البابا كيرلس ثم أخذت تتشفع به .. و بعزيمة الشباب و بقوة الايمان حرمت نفسها النوم و طردته عن جفونها إذ باتت طول الليل مستيقظة نشيطة الروح مستغرقة فى الصلاة ، و فى طلب شفاعة البابا كيرلس .. و مكثت على هذا الحال حتى الصباح. أما الآبنة المريضة فقد غلبها النوم وعندما أستيقظت وجدت نفسها قادرة على الحركة السهلة فتركت فراش المرض و قامت كأنه لم يكن بها شئ ردئ.. فقد شُفيت.

† خلعت الحزام بالأمر :


يقول الاستاذ ثابت سدراك جرجس - مدرس بالمعاش (محرم بك - الاسكندرية) : فى 5 مايو 1989 شعرت بألم شديد بالظهر وظهر بعد عمل الاشعات أنه بسبب ألتهاب فى الفقرة الرابعة (القطنية) من العمود الفقرى و قد أعجزنى هذا عن القيام من الفراش و أعجزنى أيضاً عن السير. فكنت راقداً على لوح خشبى بأمر الطبيب. وبعد العرض على أطباء كثيرين أستقر الرأى على معالجتى عند الدكتور/ جمال السيد لبيب و هو من كبار أطباء جراحة المخ و الاعصاب و أستدعى الأمر عمل حزام خاص يصمم لمثل هذا المرض. و بكيت كثيراً لشدة آلامى المرة و طلبت شفاعة القديسين البابا كيرلس و مارمينا و عاتبتهم لآنهما تركانى طول مدة العلاج (ثلاثة أشهر) و وضعت كتاب معجزات البابا كيرلس تحت مرتبتى و نمت. و فجأة بين اليقظة و النوم رأيت البابا كيرلس و الشهيد مارمينا واقفين أمامى و أمرانى أن أخلع الحزام ، وبطريقة لا شعورية خلعت الحزام ثما أنصرفا .. وفى الصباح الباكر أندهشت لآنى وجدت الحزام موضوعاً بجوارى فتذكرت ماحدث أثناء نومى فنهضت من الفراش و وجدت نفسى قادراً على السير بطريقة طبيعية فقد زال المرض تماماً و تم شفائى .. و كان ذلك فى أكتوبر 1989 و من ذلك الوقت و أنا والحمد لله فى صحة جيدة.



Magdy Monir 13 - 05 - 2012 07:02 AM

من معجزات البابا كيرلس السادس

http://images.alanbabarsom.multiply....&nmid=62629267

† مارمينا كان منتظراً لك ! :


السيدة عزيزة صليب - أستراليا - كتبت تقول : حضرت إلى مصر بعد غيبة، و كان بعينى مرض المياه البيضاء، فتوجهت إلى دير مارمينا بمريوط و أنا أصرخ و أقول " يا مارمينا كن معايا و أشفع فيا " .. و على باب الدير وجدت راهباً شاياً أعطانى زيتاً فى زجاجة و قال لى " أدهنى عينك بهذا الزيت و الرب يشفيك ". و دخلت الدير و زرت مزار الشهيد مارمينا العجائبى و مزار البابا كيرلس السادس وطلبت من أحد آباء الدير أن يدهننى بهذا الزيت فشعرت بالراحة و بدء الشفاء. ثم سافرت بعد ذلك إلى أستراليا وظهر لى البابا كيرلس السادس فى رؤيا و قال لى : " مارمينا كان مستنيكى فى الدير و أعطاك زيتاً و قال أرشمى عينك به. أنت دلوقتى عينك كويسة ". وفعلاً صحوت من النوم ووجدت أن عينى قد أكتمل شفاؤها و أصبحتا وكأن لم يكن بهما أى مرض !

† علاج الجلطة فى الدير ! :



يقول الاستاذ حنا يوسف حنا - أستاذ المحاسبة بالقاهرة و الاسكندرية. حدث أنى أصبت بجلطة نتيجة لخطأ أحد شركائى فى المكتب. وكان هذا الخطأ مقصوداً ويريد مرتكبه أن يهدمنى. وقد وقعت فى المكتب على أثر هذه الاصابة و حُملت الى السيارة ثم إلى المنزل و منعنى الطبيب من الحركة تماماً حتى يتم عمل رسم قلب، ولكنى أتصلت تليفونيا بالبابا كيرلس السادس وعرفته بما حدث لى. ولما عرفته بأنى أصبت بجلطة قال " حد الله. لن يصيبك مكروه، بس أنت عليك تروح دير مارمينا و شوف هيحصل آيه ". ورغم أنى ممنوع من الحركة بأمر الطبيب. ولم أستطع قيادة سيارتى من المكتي إلى المنزل بعد إصابتى وهى مسافة 3 كيلومترات تقريباً. فكيف يمكننى أن أقطع المسافة الكبيرة إلى الدير؟ .. ولكن مادام البابا كيرلس قد قال فلابد أن أنفذ. وفى غفلة من أسرتى سافرت صباح اليوم التالى إلى الدير .. ودخلت إحدى حجراته ونمت نوماً عميقاً و شعرت أن هناك شخصاً ما يقوم بتحريك شئ مثل المكواه على جسدى فى أتجاه القلب .. ولما استيقظت بعد حوالى 3 ساعات وجدت نفسى على خير ما يرام. فأردت أن أتأكد من أننى قد شفيت تماماً، فتوجهت إلى الاسكندرية ثم أخذت أسبح فى الماء لمدة ثلاث أو أربع ساعات .. فى جهاد قاتل لكى أطمئن على نفسى و الحمد لله لم أجد فىّ أى مكروه.

† أعطينى ماء اللقان :



فى مستشفى لندن لعلاج السرطان أكتشف فى جسد أبينا المتنيح بيشوى كامل ورم سرطانى فى البطن كان يُرى فى شكل بروز غير طبيعى أسفل البطن و أكدت الابحاث أنه هو ... السرطان. وتحدد موعد إجراء العملية الجراحية لآستئصاله. و سأل أبونا بيشوى تاسونى أنجيل : هل جهز الاطباء كل شئ للعملية .. باكر ؟ فقالت: نعم يا أبانا.. فقال: أعطينى ماء اللقان الذى صلى عليه البابا كيرلس، لكى نعمل عملنا نحن كذلك!.. ورشم جسده بالماء، وفى الصباح عندما جاء من يأخذونه إلى غرفة العمليات طلب منهم أبونا بيشوى السماح له بأخذ صورة صغيرة للسيدة العذراء ليضعها تحت ظهره. فسمح له الطبيب بعد جهد شديد .. وفتح الطبيب ويا للعجب! أكتشف غياب الورم تماماً ووجود أثار جراحة لم تعملها يد بشرية .. وهنا خرجت الممرضة الانجليزية تصرخ فى كل مكان و هى تحمل صورة السيدة العذراء و تقول : العذراء بتاعة الكاهن المصرى شفته.



Magdy Monir 13 - 05 - 2012 07:03 AM

من معجزات البابا كيرلس السادس

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...RBjxDKBOy399pp


† الكاهن الذى أسرع.. :


كان أحد كهنة الإسكندرية معتاداً عند مجيئة إلى القاهرة أن يتوجه لمقابلة البابا كيرلس قبل ذهابه إلى أسرته ولكنه فى مرة ذهب إلى منزل الاسرة مباشرة و كانوا يتناولون الغداء فجلس معهم و أكل .. و فى المساء ذهب لمقابلة البابا كيرلس السادس، ويذهل إذ يسمعه يقول له: "مش الاول تيجى للبابا .. وبعدين تروح لعائلتك يـ أبونا" فتأسف الأب الكاهن و قبّل يد البابا معتزراً، ولكن البابا نظر إليه وقال له: "ولقيتهم طابخين لك..." و عدّد الاصناف التى أكل منها بالضبط فأجاب الكاهن "أيوه يا سيدنا" وكان هذا السؤال تمهيداً لدرس أخر .. أذ يسترسل البابا قائلاً: "الواحد لما يجى يأكل مش يستريح شوية وبعدين يصلى قبل الاكل.. ويأكل بالراحة..ولا يأكل على طول كده".. و تتملك الدهشة الآب الكاهن، إذ كيف عرف البابا كل هذه التفاصيل وانحنى طالباً الصفح .. فأبتسم البابا مانحاً أياه البركة .. وترك الأب الكاهن المقر الباباوى ، متعجباً .. مندهشاً ، ممجداً لله..

† الرائحة الذكية :



فى كتابه " البابا كيرلس السادس .. رجل فوق الكلمات "، قال الاستاذ مجدى سلامة : كان أمر مدهشا حقا عندما كنت أسجل سيرة قداسة البابا كيرلس السادس، كنت أتنسم رائحة بخور ذكية. حاولت أن أبحث عن مصدرها دون جدوى، فلم يكن أحد بالمسكن قد وضع بخورا فى أى مكان.. لكن مصدر الرائحة الذكية مصدر ربانى. زكم كنت سعيدا للغاية عندما أختبرت هذا بنفسى .. حقا، هذا الرجل كان رجل الله.

† شفاء المشلول :



يقول الحبر الجليل ألآنبا فيلبس مطران الدقهلية : حدث أمامى، ونحن نصلى فى كنيسة الملاك بالظاهر أن كان بين المصلين رجل مشلول، وكانت حالته واضحة لا تحتاج إلى شرح أو شكوى. فتقدم البابا نحوه، وهو يغادر الكنيسة بعد القداس ، ووضع الصليب على رأسه، فأرتجف الرجل و قام و تحرك فى الحال وسط أندهاش و تصفيق الحاضرين .. فقد شُفى الرجل من الشلل .. حقا أنه الايمان الذى يصنع المعجزات ، و المؤمنين الذين منحهم الله موهبة صناعة المعجزات .. ليتمجد اسم الله و رجاله الابرار.

† الابواب المغلقة :


يقول الحبر الجليل ألآنبا فيلبس مطران الدقهلية : حدث يوما ان أتصل بى قداسة البابا فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وقال " أنت لسه نايم؟ .. تعالى بسرعة ، وهات ملابس الصلاة " فتوجهت إلى المقر البابوى، و انا متعجب و أتساءل أين سيصلى البابا فى هذا الموعد ؟ سألت عم عزمى سائق قداسته ، وكذلك الاستاذ سليمان رزق (نيافة الانبا مينا رئيس دير مارمينا فيما بعد ) عما إذا كان أى منهما قد أخبر البابا بأن الساعة الآن هى الواحدة بعد منتصف الليل، وأنه موعد مبكر للغاية، فأجاب بالنفى. لكنى فوجئت بقداسته يخرج من قلايته، ولم نستطع أن ننبهه إلى أن الوقت غير مناسب. المهم أننا ذهبنا إلى كنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة، فوجدنا الباب مغلقا بطبيعة الحال، فطلب قداستة من عم عزمى أن يفتح الباب، فحاول وفشل ، وكذلك الاستاذ سليمان. ثم شخصى الضعيف. وكدنا نرجع أدراجنا، ولكن البابا تقدم ورشم الباب بعلامة الصليب، وقال " أفتحى أيتها الآبواب الدهرية ليدخل ملك المجد"، فإذا بالباب ينفتح على مصراعية، فذهلنا للغاية و دخل البابا ونحن خلفه نرتل لحن " إب أورو.." و لحن "إكأز ما رؤوت.." ثم صلينا مزامير نصف الليل ، و التسبحة و رفعنا بخور باكر، و ظل قداسة البابا تسع ساعات و نصف يصلى وهو فى منتهى النشاط و الانتعاش الروحى ، حتى أنتهاء القداس الثانى فى العاشرة و النصف صباحاً.. و قال قداسة البابا كيرلس و نحن فى السيارة " ليس هناك أحلى من الصلاة المبكرة، إنها تشعر الإنسان بالفرح الإلهى، ويحس بأشتراك الملائكة معه" قال هذا بروح هادئة وديعة.. لقد تركت هذه المعجزة فى نفسى أثراً كبيرا جدا لآيام كثيرة و ماذالت مسرور بها.



Magdy Monir 13 - 05 - 2012 07:16 AM

من معجزات البابا كيرلس السادس

http://orsozox.org/uphoto/images/212...7555787641.jpg


† أشربوا من الزير :


تروى لنا قرينة الآب الورع القس أنطونيوس فرج ، راعى كنيسة السيدة العذراء بعياد بك بشبرا- القاهرة :أن شقيقتها الصغيرة تقربت من الاسرار المقدسة بكنيسة بابليون الدرج، ولكنها لم تصرف المناولة (ويكون ذلك بشرب الماء حتى لا يتبقى من الجسد و الدم أية أجزاء فى الفم) تقول اننا ذهبنا لآبونا مينا (البابا كيرلس السادس) فى الطاحونة و طلبنا منه ماء لتشرب أختى.. فقال "أشربوا من الزير" ، فأخذنا الكوب وحاولنا عدة مرات أن نملأه، وهو يقول لنا "أملوه من الزير"، ولكن الزير كان فارغاً.. فقلنا له أخيراً "أن الزير ليس به ماء"...فقال "ياسلام!!" و أخذ الكوب، ودون أن يدخله بتمامه فى الزير. قدمه لنا مملوءا حتى حافته .. فبهتنا، و مجدنا الله .

† بين الصلاة و الطب :

أصيب السيد عادل عزيز يعقوب فى صباه بمرض جلدى، فشوه جسمه كله، وذهب إلى أبونا مينا(البابا كيرلس قبل رسامته بطريركياً للكرازة المرقسية)فى مصر القديمة و عرفه بمرضه.. فأعطاه قليلاً من ماء مصلى عليه، وأمره أن يستحم به ولكن أفراد الأسره تخوفوا من ذلك حيث أن تعاليم الاطباء كانت بألا يضع ماء على جسده .. وبعد مشاورات طويلة قرروا أطاعة أمر القمص مينا، وأستحم بالماء ، وفى صباح اليوم التالى كان جسده قد برأ تماماً من مرضه.

† هل حقيقة رفض زيارتها :
ذهبت السيدة مرجريت إلى أبونا مينا المتوحد تدعوه لزيارتها ليصلى لطفلها المريض . ولكن أبونا مينا أعتزر عن الآستجابة لطلب الزيارة، على أنه طمأنها قائلاً : أن الله سيشفيه. وعند منتصف الليل رأت رؤية، أذ أبونا مينا قد حضر لها و سألها عن أبنها المريض، فلما قدمته له صلى عليه و أنصرف . وبعد ذلك قامت لتجد أبنها و قد هبطت حرارته إلى المعدل الطبيعى و تماثل للشفاء ، وما ذاد فى عجبها أنها أشتمت رائحة بخور جميلة تملأ الحجرة ..

† بصلواتك يا بابا كيرلس :


أصيبت السيدة جميانة القمص حنا جرجس بمرض خطير فى عينيها وعولجت لدى أطباء كثيرين. وفى أحد القداسات التى كان يقيمها البابا كيرلس السادس قالت " بصلواتك يا بابا كيرلس .. بصلواتك يا سيدنا الرب يشفينى ". تقول هذه السيدة أنها شعرت بشئ يمسك برأسها، وبسخونة شديدة بها، فبكت كثيراً. وعند إنتهاء القداس شعرت بتحسن كبير. ولما ذهبت للطبيب قال لها : "دى معجزة.. أشكرى ربنا، لقد زال عنك الخطر".

† في احد كتب معجزات البابا كيرلس السادس ذُكر ان احد الاشخاص كان يسكن مع شقيقه وزوجه شقيقه وفي يوما ما طلبوا منه ان يبحث عن مكان اخر للسكن وكان ذلك يوم خميس وفي الصباح خرج هذا الانسان الي الشارع بدون ان يفطر وليس معه نقود وذهب الي شقيقيته التي كانت بالقرب من مسكن شقيقه وكانت مشغوله ولم تقدم له وجبه الافطار ايضا ولم تساله عما يضايقه وخرج من عندها مهموما لايعلم اين يذهب ووقف عند محطه الترام يائسا ويعبث في المفاتيح اللتي في يده فسقطت منه علي الارض علي بعد قريب منه فلما هم باخذها وجد قطعه نقود فئه الخمسه قروش فقال في نفسه اشتري سندوتشين فول وطعميه ويبقي معي قيمه مواصلات الذهاب للكاتدرائيه والعوده منها وفعلا قام بشراء الطعام فول وطعميه واكل وذهب الي الكاتدرائيه وقابل سيدنا البابا كيرلس هناك فلما راه البابا كيرلس حزينا من ملامح وجهه ساله مالك ياابني فرد علي البابا وقال له الظاهر ان ربنا ناسيني فرد عليه البابا وقال له ناسيك ازاي ولسه مااكلك فول وطعميه ! هنا اكتشف هذا الانسان انه امام معجزه سمائيه فخرج من عند البابا وعاد الي بيت شقيقه اللذي قابله هو وزوجته بترحاب غير عادي .. الرب قريب جدا منك .

† ضيوف تحت السريـــــــــر ! :

منذ حوالى سنة أعطت عائلة مسيحية بالأسكندرية لأحد الأشخاص صورة كبيرة لقداسة البابا كيرلس السادس لكى يعمل لها بروازاً مناسباً لكى تُعلقها فى المنزل . وبالفعل صنع لها البرواز وأحضره لهم ، ولكنه فوجئ بعدم وجود أحد فى المنزل ، فأضطر أن يتركه لهم عند الجيران فى الشقة المجاورة ، وقال للسيدة التى فتحت له : "من فضلك لما الست (فلانة) تيجى أبقى إعطى لها هذا البرواز" وكانت هذه الجارة غير مسيحية ولكنها خجلت من الضيف وأخذت منه البرواز . وبعد أن أغلقت الباب ، فكرت فيما سيصنع زوجها المتعصب إذا رأى البرواز وبدأت تخاف .. وأخيراً .. هداها تفكيرها إلى وضع البرواز تحت السرير حتى الصباح ، ثم تعطيه لجارتها بعد نزول زوجها للعمل . وكان لهذه الأسرة الغير مسيحية ابناً مشلولاً ينام على السرير الموضوع تحته برواز قداسة البابا كيرلس وفى الفجر فوجئ الأب والأم بدخول ابنهما عليهما فى الحجرة يمشى على قدميه طبيعياً بلا أى مرض .. فأنذهلا .. ولما سألاه : "إيه اللى حصل ؟؟ " أجاب : "فيه قسيس طويل وعريض كده جه وشفانى وقال لى : خلاص أنت خفيت .. قوم روح لأبوك وأبقى قوله : " مش عيب تحطوا الضيوف تحت السرير .. !! " إنذهل الأب من هذا الكلام ، وعندئذ بدأت الزوجة تخبره بالقصة كلها وما فعلته لتتجنب غضبه . فذهبا وأخرجا صورة البابا كيرلس من تحت السرير وصمم هذا الرجل على الاحتفاظ بالبرواز ليعلقه فى شقته ، وأخبر جيرانه المسيحيين بهذه المعجزة ، وعرض أن يدفع لهم ثمن البرواز ، وأعتذر لهم أنه لن يفرط فيه أبداً .. ومنذ ذلك الوقت صارت علاقته بالمسيحيين طيبة جداً جداً ..
حقاً المحبة تسطيع أن تغير أقسى القلوب .. بركة صلوات البابا كيرلس تكون معنا .
آمين



Magdy Monir 13 - 05 - 2012 07:21 AM

من معجزات البابا كيرلس السادس

http://img708.imageshack.us/img708/3...2140279bo7.jpg


الصديق ينجو

السيدة دكتور / م. س. جرسي سيتي – الولايات المتحدة الامريكية

اني طبيبة وزوجي طبيب ، وشاء الله أن تكون تجربتنا مع المرض ، وفي أعز ما لدينا ، فقد ولد ابني "جون" ووزنه أقل من الوزن الطبيعي ، ومنذ ولادته وهو لاينام صباحا أو مساءا الا أقل القليل وبصعوبة بالغة لمعاناته المستمرة من حالة عدم القدرة علي اخراج الهواء بعد الرضاعة مما سبب له انتفاخا شديدا في بطنه مع عجزه عن التخلص من هذه الغازات ، فكان يتألم بشدة ويستغرق في بكاء يحرمه من النوم.
ترتب علي ذلك اصابة الطفل بفتق في السرة من (الحزق المستمر)، حزنت جدا لما وصل اليه وكذلك والده ، اذ ان حالة الطفل تتدهور ولم تفلح معه الأدوية ، ونحن نعلم كأطباء ان الفتق لن يلتئم قبل بلوغه سن السادسة نظرا لصغر سنه وضعف عضلاته.
كنت أراقب الفتق الذي يزداد يوما بعد يوم حتي أصبح كبيرا ومنظره مؤلم للنفس، فربطت بطنه ووضعت صورتين لمارمينا والبابا كيرلس داخل الرباط وطلبت من الله بلجاجة ودموع شفاءه سريعا وليس بعد ست سنوات.
وخلال فترة وجيزة أثناء تغيير ملابسه لاحظت ان السرة طبيعية ، ولا يوجد أثر للفتق ، فأردت ان اتأكد مما أري امام عيني، فانتظرت الي أن سعل الطفل عدة مرات ، ولم تنتفخ السرة علي الاطلاق ، فأيقنت أن الله قد استجاب لدموعي وشفي ابني ونجاه من العذاب ، وآمنت بشفاعة قديسي الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد عشرين عاما من المرض
السيد/ س. ع. و. – مدينة نصر
كان والدي مريضا بالبروستاتا لمدي زمني طويل ...عشرون عاما تقريبا، ولما ساءت حالته نقل الي مستشفي صيدناوي بشارع الجمهورية بالقاهرة ، وبعد عمل التحاليل والأشعات ، قرر الأطباء أن هناك ورم سرطاني بالبروستاتا ويجب استئصاله . وقد أفزعتنا هذه النتيجة وامتلأت قلوبنا خوفا لأنه فضلا عن خطورة المرض كان والدي في السابعة والسبعين من عمره. حول ابي الي معهد الأورام بالقاهرة حيث أجريت له أشعات وتحاليل أيدت ما جاء بالتقارير السابقة ، وحدد يوم لاجراء العملية.
وقد رتب الله أمرا عجيبا ليجذبنا الي الكنيسة ، ولنعرف عظم شفاعة قديسيه ففي اليوم السابق للعملية بينما كنت جالسا مع أبي ( في معهد الأورام ) أتت سيدة عرفتنا بأنها تفتقد المرضي ، وعندما علمت أن العملية سوف تجري في الغد ، وبينا لها مدي خطورتها أشارت علينا بالتوجه لكنيسة الشهيد مارمينا بفم الخليج ، وهي قريبة من المستشفي . وفعلا قمت بزيارة هذه الكنيسة مع شقيقتي وتشفعنا بمارمينا وحبيبه البابا كيرلس ، وقد أعطانا أحد الشمامسة صورة لمامينا بها حنوط ، وصورة أخري للقديسين قزمان ودميان ، وأشار علينا بوضعها في جيب المريض ، وعند رجوعنا الي المستشفي نفذنا ما قيل لنا. وكانت أمنيتنا أن تتم العملية بنجاح وينجو والدي من أخطارها.
في الغد دخل أبي غرفة العمليات لكن بعد أقل من نصف ساعة أعادوه لغرفته دون اجراء العملية وعرفنا أنه عملت أشعة لتحديد مكان الورم ، وكانت المفاجأة أن لا أثر له، علما بأنهم نفس الأطباء الذين كتبوا التقارير يوم دخول والدي المستشفي . شكرا لله الذي يصنع أعظم مما نطلب أو نتوقع. لقد خرج والدي في نفس اليوم بعد هذه المعجزة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعطاني البابا لأشرب
السيدة س. س.
العجوزة
أقص عليكم ما حدث معنا منذ بضعة أيام ، وبالتحديد يوم 31/8/1988 . فقد كنت مع والدتي وبعض الاقارب في العلمين لقضاء عطلة الصيف ، وقد تركني زوجي مع ابنتي الصغيرة "سارة" عائدا الي القاهرة لمباشرة عمله.
في يوم الاثنين 29/8 ارتفعت درجة حرارة ابنتي ، ولم تكن معي أي أدوية سوي مهبطات الحرارة ، فأعطيتها منها علي أمل أن ينتهي المرض العارض في صباح الغد كما يحدث لكثير من الاطفال ، ولكن الحرارة واصلت الارتفاع حتي بلغت 39 درجة ، فتملكني الخوف وأنا في وسط الصحراء بلا أطباء أو دواء ، لكن كان معي زيت مارمينا ، وأحد كتب معجزات البابا كيرلس فدهنت الطفلة بالزيت ، ووضعت الكتاب خلف رأسها . وعند منتصف الليل تحسست الفتاة فوجدت الحرارة منخفضة ، وظلت هكذا حتي الصباح.
استيقظت"سارة "فسألتها عما اذا كانت تريد شرب اللبن كعادتها ، فاذا بها تقول لي " لأ.... البابا كيرلس شربني ميه" وسألناها عما حدث ، فقالت : " البابا كيرلس شالني ...وشربني ميه ، واداني (أعطاني ) قربان هو ومارمينا ". ومنذ ذلك الوقت هبطت حرارتها واستمتعت الطفلة ببقية أيام العطلة. نسيت أن أقول ان ابنتي تبلغ من العمر عامين وسبعة أشهر فقط ، ولكنها تعرف البابا كيرلس السادس ، ومارمينا جيدا من الصور والكتب الموجودة في كل مكان في بيتنا




Magdy Monir 13 - 05 - 2012 07:26 AM

من معجزات البابا كيرلس السادس



http://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...96579487_n.jpg

الفقرات العنقية
السيدة/ س. س. مدرسة فلسفة
في أغسطس 1982 أحسست بألم مفاجىء في العنق أثر على الأذنين والعينين، وصاحبه أيضاً "تنميل" في ذراعي. ومع الوقت زاد الصداع والألم. توجهت إلى عدد من الأطباء، وعملت العديد من الأشعات، فتبين أن هناك تشوهات في الفقرات العنقية، ولذا مارست العلاج الطبيعي لمدة ليست بالقصيرة، ولكن دون تحسن يذكر، بل كانت النتائج كلها عكسية.
وقد عرضت نفسي على طبيب أجنبي زار مصر…… ولكن بلا جدوى.
لجأت إلى صاحب الأبوة الحانية البابا كيرلس السادس الذي عرفته عن طريق الكتب التي صدرت عنه…. لقد قرأتها بشغف بعد أن وجه كثيرون نظري إليها. وقد لازمني الألم رغم أستمرار مطالعتها، ولكن إيماني بقوة صلاته، وعظم شفاعته لم يتزعزع، بل كنت أبكي بمرارة، ودموع من قلب حزين نتيجة للآلام العنيفة التي أقاسيها، وكنت أضع صورة على رقبتي، وأنا جيه: "إنني أعرفك في حياتك…. وها أنا ألجأ إليك اليوم طالبة شفاعتك، فأصنع معي معجزة كما فعلت مع الكثيرين" كنت أسكب نفسي سكيباً أمام الله.
وبعد ذلك حدثت المعجزة… فجأة وجدت أن الألم قد زال، ونلت الشفاء.
ومن ذلك اليوم توطدت العلاقة بيني وبين قداسته، فهو حبيبنا الذي يلازمنا في كل ضيقة، نطلب شفاعته، فنجده سريع التلبية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب البابا
السيدة/ م. ف. أدمنتون – كندا
منذ حوالي ثلاث سنوات (تاريخ الرسالة يناير 1987) كنت متضايقة لسبب ما، وأنا أعاني أصلاً من التهاب في أعصاب الصدر، وأي إحساس بالضيق يثير لدىً شعور بالإختناق في الرقبة، وألم في ذراعي.
بدأت الآلام في ذلك اليوم من ناحية القلب وكانت خفيفة، فظننت أنها ستزول وشيكاً، ولكنها على العكس أشتدت حتى باتت غير محتملة، فلم أعد قادرة على التنفس، أو الكلام.
أضطرب أولادي لمنظري… فأكبرهم في الرابعة عشر من عمره… لايعرفون ماذا يفعلون، أو كيف يتصرفون، وزوجي في عمله لايمكن الأتصال به، وشقسقتي القريبة مني خرجت الى السوق.
علا صوت صراخهم، وبكائهم حولي… تذكرت وأنا في هذه الحال كتاب معجزات البابا كيرلس، فأشرت لابنتي لكي تحضره، وبمجرد أن وضعته على صدري – أقول والله يشهد على ما أقول – زال اللم في لمح البصر حتى أنني لم أصدق نفسي، وتركت الفراش…. وأولادي أيضاً وهم غير مصدقين، أندفعوا نحوي يحتضنونني فرحين بنجاتي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرض خطير
السيد ر. ع. أ. البلينا
كانت زوجتي مريضة بمرض خطير، وقرر الأطباء بسببه حجزها في غرفة مظلمةلمدةثلاثة أيام بشرط أن تكون الأضاءة خافتة وبلون أحمر لقد كان هذا كلامهم ولكننيقررت أمر آخرا ... رأيت السفر الي القاهرة لعرضها علي أطباء العاصمة، وهناكنزلت ضيفاً علي أخي الأستاذ/ م. المقيم في ... شارع ........... بالمنيل .و في مساء يوم وصولي الي القاهرة جاءت لزيارتنا بالمنيل شقيقتي "...."القاطنة بحلوان.
ولما رأت زوجتي مريضة هكذا، قالت لنا: "لا دكتور، ولاحاجة، بكرة نروح بيها لأبونا مينا المتوحد (البابا كيرلس السادس) وبأذنالله يصلي لها وتشفي من غير حاجة لأي دكتور .. "وقد سررت بهذه المشورةلأنما سمعته عن قداسه هذا الراهب حببني فيه دون أن أراه .و قد قضيت تلك الليلة قلقاً للغاية. وفي السابعة من صباح يوم الخميسالموافق 28 فبراير 1959 (علي ما أتذكر) ذهبنا الي مصر القديمة ودخلنا كنيسةالشهيدمارمينا لنلتقي بكاهن وقور ظننته أبونا مينا، لكنه قال: " أنا أبونامنصور، وأبونا مينا بيخدم القداس .. أدخل تبارك منه". ولما رأيته في الهيكلأثناءالخدمة كانت الهيبة والوقار باديان عليه، وجعلاني في رهبة طوال الوقت .
وبعد أنتهاء الصلاة أقترب مني، فأسرعت اليه. وإذا به يقول: "خذالقربانةدي، وأستنا نصف ساعة لما أجيلك". وبالضبط بعد ثلاثون دقيقة جاء الينا وكنا ثلاثة. أنا وزوجتي المريضة وشقيقتي، وقال لزوجتي: "مالك .. قولينعظمك يا أم النور" وبعد تلاوتها، قال: "كمان بالحقيقة نؤمن .." وأثناءتلاوتها أرتج كل جسدها، وساءت حالتها، وخرج من فمها سائل أشبه برغوةالصابون، كما جحظت عيناها. وإذ بأبونا مينا يقول لها: "لا تخافي يانرجس ".. فذهلت لهذه المفاجاة، وتملكني خوف شديد. إذ كيف عرف أسمها دون أنيسألأحد؟.
ولكنه وجه كلامه لي في أبتسامة قدسية أتذكرها دائماً وحتي كتابةهذهالسطور قائلاً "أنت من أي بلد؟" فقلت: "من برديس"، ولكنه رد عليالفور والبسمة الطاهرة لا تفارق وجهة: "أنت من البلينا، وهي من برديس". والعجيب أن هذه هي الحقيقة التي عرفها أبونا مينا، ولكنها غابت عني.وعندئذ قامت زوجتي في هدوء تام، وكأن ليس بها أي مرض. ثم أعطاني زجاجةصغيرة بها ماء، وقال: "خذ هذه بركة". ودخل الهيكل، وأتي بكوب ماءأخر، وسقي زوجتي، ثم وضع يده علي كتفي وقال: "أنت جيت في أتوبيس واحد، ولماتخرج أوعي تركب أتوبيس، لكن تروح دير مارجرس، وهناك طوق مارجرجس طوقهابه وخذوا كلكم بركة من هناك" .وبصراحة لقد وضعت يدي في جيبي، وقبل أن أخرجها قال لي أبونا مينا





Magdy Monir 13 - 05 - 2012 07:31 AM

من معجزات البابا كيرلس السادس


http://img136.imageshack.us/img136/9608/akrls3lj8.jpg




ورقة طلاق
الأب الورع القمص مينا منصور عزيز – الكاهن المنتدب لرعاية المسحيينالعربببنغازي – ليبيا .أحب أن أحدثكم عن معجزة حدثت بشفاعة البابا كيرلس في الخمس مدن الغربية وبالذات في مدينة بنغازي . التي أختارني الرب لخدمة مذبحها، وقد عاصرتهابنفسي، وأتشرف أن أروي ملخصاً لها .سيدة مصرية تزوج منها رجل مرموق، وهو في ليبيا، وأسكنها سكناً ممتازاً وماكاد يمضي علي زواجهما بضعة شهور حتي قلب لها ظهر المجن، وفاجأها بورقةطلاقأمام المحاكم الليبية . وكانت صدمة مخيفة لها في بلاد الغربة حيث تجدنفسهابلا مأوي، ولا عمل رغم أنها جامعية، ولا معين، ولكنها أتكلت عليالله، ولجأت للكنيسة التي وقفت بجوارها، وقدمت طعناً في الطلاق .أذلها وطردها، ثم بعد الحاح ورجاء قبل أن تحتل حجرة نائية من السكن، وعاملها معاملة الخدم، وأغلق دونها جميع غرف السكن، وتركها وسافرللخارج ولم يعد، ولم يستطيع العودة للظروف السياسية .. ووجدت مجموعة مفاتيححاولت كليوم، وعلي مدي شهر كامل أن تفتح باقي الغرف، ولكنها لم تفلح عليالأطلاق، وتأزمت أمورها جداً بعد أن تراكم عليها أكثر من 300 دينار إيجارات و70دينارأنارة. وأبتدأت تخاف من الوحدة والظلام بعد قطع التيار الكهربائي عنالشقة .
وكانت دائماً تلجأ الي الكنيسة في محنتها حتي جائتني يوم تشكي من ظروفها، ووجدت في يدي "كتاب معجزات البابا كيرلس"، وصورته علي الغلاف يشع منهاالنور، والقداسة، فأمسكت بالكتاب تقبله قئله: "أعطني يا أبي هذا الكتابلأسعدبقراءته، وليؤنس البابا كيرلس وحشتي ووحدتي". وجائتني بعد يومين منزعجة كل الأنزعاج، وقالت وهي تلهث. أن الباباكيرلسصنع معي معجزة.... ظللت أطالع كتاب المعجزات حتي المعجزة التي صلب فيهابصليبهعلي باب الكنيسة المغلق بالأقفال والسلاسل في الصباح الباكر. فأنفتحتبقوةالصليب .. وطلبت منه قائله: "يا بابا كيرلس أصنع معي معجزة، وأفتح ليالأبواب المغلقة قلت هذهثم نمت. وأستيقظت، وكانت يدي تدفعني لتجربةالمفاتيح، فما كدت أضع نفس المفتاح الذي كنت أضعه كل يوم في الباب، ولايفتح، وأنا أقول صلواتك يا أنبا كيرلس حتي أنفتح الباب، ووجدت نفسي داخلالحجرة المغلقة، فتركت كل شئ وأتيت لأخبرك".
كانت الرهبة تغمر كل حواسها وهي ترتعد وتبارك الرب، وطلبت بألحاح أنأتركلها الكتاب، والأنبا كيرلس بصورته وهيبته علي غلافه.... وكان هذامفتاحاًلحل مشاكلها .أنها معجزة تجاوزت حدود مصر الي الخمس مدن الغربية في ليبيا التي كانت، ومازالت أحد أيبارشيات بطريرك وبابا الأسكندرية. صلاته وشفاعته تكون معنا الي الأبد أمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعالي ياعبد السلام
السيد/ س. ن. ش. أرض شريف بشبرا – القاهرة.
أنا صاحب المعجزة المنشورة بصفحة 31 بالجزء الأول من كتاب معجزات البابا كيرلس الطبعة الثانية. وقد سمعت معجزة ممن حدثتمعه في 31 ديسمبر 1973، وهو السيد/عبد السلام أحمد، وهو سوداني الجنسية ومقيمبعين شمس الشرقية 11 شارع ..... . ويعمل سائق أجرة رقم .... (جراج ......بعينشمس ). والمعجزة هي كالأتي :كنا خمسة أفراد من الأسرة نؤدي واجب العزاء بمصر الجديدة، وعند خروجنا منهناك. أستقلينا سيارة أجرة. ونحن في طريقنا وصلنا الي ضريح الرئيس جمال عبدالناصر، فقالت بنت شقيقتي: "هنا ضريح الرئيس وهنا مدفن المتنيح الباباكيرلس السادس. وبعد ذلك سيعملوا ....."، وهنا قاطعها السائق والتفتالينا وكلمنا بشدة وعنف، وقال: "أسمع من فضلك أنت وهي .... أتكلموا علي كلالناس ولكن محبش إن تتكلموا علي البابا كيرلس بشيء بالمرة "وكان غاضباً جداً. ولكنأتممت الحديث معه لكي أعرف سر هذا الأعزاز وسألته عما إذا كان له واقعةمعينةمع البابا كيرلس، فعرفني أنه صنع معه معجزة وأبتدأ يقصها علينا،وهي:
كانت أبنتي في الأعدادية، وطلبت منها والدتها أن تحضر لها "منخل" منعندالجيران، وكان هذا في وقت الغروب، وتعثرت البنت في الطريق، ووقعتعليالأرض، وبعدها أصابتها غيبوبة دائمة، وكانت لا تأكل ولا تشرب وأصبحلونهاشاحباً، وأنقطعت عن الدراسة، في حين أنها كانت متفوقة، وقد عرضتهاعليالأطباء بالقصير حيث كنت أعمل، لكن دون جدوي. وقد أنفقت وقتها مبلغ 160جنية .وقد أشار أحد أخواننا المسيحيين بالقصير بأن أتوجه الي البابا كيرلسليصلي منأجلها، وأن شاء الله تشفي، وفعلاً أخذت البنت وأمها، وتوجهنا اليالقاهرة وذهبت الي البطريركية القديمة، ولكن البابا لم يكن موجوداً، وعرفتأنه يصلي في الكاتدرائية الجديدة. فتوجهت الي هناك، ودخلت الكنيسةفوجدتالسيدات يقفن في جهة والرجال في جهة. فأوقفت زوجتي مع السيدات، وأناوقفتمع الرجال الي أن أنتهت الصلاة، ووجدت الناس تتقدم وتسلم عليه، وتقبليده. أنا ذهبت لأسلم وأقبل يده، ولكن من شدة الزحام لم أستطيع الوصول اليه، فإذا به ينظر الي، وقال لي: "وأنا أخر الناس) "تعالي يا عبدالسلام"ناداني بالأسم .. وقال لي: "أنت جاي علشان بنتك فهيمة مريضة، وأن شاءاللهتشفي ".عندما سمعت هذا الكلام – دون معرفة سابقة، أرتعشت، وكادت المية تخرجمني، ولكن مسكت نفسي، وسلمت عليه، وقبلت يده الكريمة. وأحضر كوب به ماء، و"عزم عليه....." (أفهمت السائق أن مفيش تعزيم، ولكن هذه صلاة يرفعهااليالله). فعاد السائق ليقول. "أيوه كان يصلي، ورش البنت بالميه، وكلف أحدالواقفين بأحضار قطنة بها زيت، ودهن البنت. وقال: "إن شاء الله تشفي.... وأسمع البنت ديه هتنام مدة يومين علي بعض وحوالي الساعة أتنين بعد الظهرأي بعد 48 ساعة تقريباً ستقوم من النوم، وتصرخ وتقول: "الحقني يا بوي" تعرفأنهاشفيت، وأذا لم تصرخ تحضرها لي ثانية.
وفعلاً بعد 48 ساعة قامت البنتمنالنوم، وصرخت وقالت "الحقني... يا بوي..... أنت عارف الراجل الشيخ ( (تقصدالبابا كيرلس السادس) اللي كنا عنده أمبارح كان بيجري وراء ثلاثة، وبيضربهمبالعصي "والثلاثة دول أرواح شريرة لبسوا البنت عندما سقطت في الطريق وقت أحضارالمنخل، كما قال لي قداسة البابا أن بها ثلاثة أرواح شريرة، والحمد لله، رجعتالبنت لطبيعتها الأولي، وشفيت بصلوات البابا العظيم .الي هنا أنتهت المعجزة،
وقد سألت هذا الرجل إذا كانت لديه مانعاً من أنيدليبهذه الواقعة إذا طلب منه ذلك، فكانت أجابته: "زي ما تحب في البوليس...أمامالحكومة.... في أي مكان أنا مستعد.
__________________

السيد دكتور ص. أ. ج. -بو قرقاص – المنيا.

أصبت يوم 6 / 12 / 1876 بجلطة بالشريان التاجي كما دلت علي ذلك العديد منصوررسوم القلب، وتقارير الأطباء. لازمت الفراش مدة تناهز الشهريين وكان قد تحدد يوم 26/1/1977 موعداً للسفر الي القاهرة للعرض علي أساتذة القلب . وفي هذا اليوم حوالي الساعة الخامسة أو السادسة صباحاً ما بين نومي ويقظتي، لمحت علي كرسي مجاور للسرير، البابا كيرلس، فقلت له علي الفور . "لماذا تركتني كل هذه المدة"، فرد علي وقال: "لم أتركك" ووضع يده علي قلبي، وقال: "لا يوجد الأن عندك شيء".
نهضت من فراشي ذلك اليوم في الساعة السادسة صباحاً علي غير العادة في منتهي النشاط، فسألتني زوجتني: "يعني صاحي بدري ؟" ..... فرديت الحمد لله.....البابا كيرلس كان عندي الأن .لم أعبأ بتعليمات الأطباء، ولا بقيوضهم المفروضة علي، فأستقليت السيارة وظللت علي عجلة القيادة حوالي خمس ساعات دون أن أشعر بأي تعب .و في نفس اليوم ليلاً توجهت لأحد الأطباء الأخصائيين، فقال لي أني غيرمصاب بأي شيء. وفي اليوم التالي عرضت علي أثنين من أساتذة القلب فقرروا أن حالتي طيبة، وليس بي أي مرض، ولما عرضت عليهم رسوم القلب القديمة قالوا.... أنها معجزة.






Magdy Monir 13 - 05 - 2012 07:38 AM

من معجزات البابا كيرلس السادس

http://img87.imageshack.us/img87/4316/211fn3.jpg


مش مهم الكتاب بالنسبالك

قال أحد الرهبان.
منذ كنت طالباً بالثانوي وأنا أسعد بلقاء البابا كيرلس، كما كنت مواظباًعلي حضور قداساته المبكرة، أحضرها قبل موعد بدء اليوم المدرسي .ذهبت ذات يوم الي قداسته، ومعي بعض كتب الثانوية العامة التي كنت سأتقدمللأمتحان لها مثل غيري من أبناء البابا الذين كانوا قد أحضروا كتبهم ليفتحها لهم، وكان البابا يجيب لهم طلبهم في أناة وعطف كعادته، وعندما جاء دوريقال لي: "مش مهم الكتاب بالنسبة لك"، وأخذني من يدي الي الهيكل، وطاف بيحول المذبح ثلاث مرات؟...... وأنا في دهشة من أمري.... خاصة لأنني عندما دخلت الي الهيكل دخل في أثري طلبة أخرين، لكن البابا أخرجهم جميعاً...... وقد ظننت – وأنا في هذا السن المبكر – أن كلمة البابا بأن الكتاب مش مهم بالنسبة لي...هوأنني سأرسب في الأمتحان .وبعد أن أتممت تعليمي ببضع سنوات، وتوجهت الي الدير طلباً لحياة الرهبنة، حدث أمر أخر ..... فقد تأخرت رسامتي راهباً مدة أعتبرتها طويلة، فكنت حزيناً متألماً. وفي أحد الأيام أستبد بي الضيق، لأنه ستتم رسامة أحد الأخوة طالبي الرهبنة، وستؤجل رسامتي أنا الي وقت لاحق، وكان الأباء الرهبان يهنئونه ذا الأخ .توجهت الي كنيسة الدير، وأخذت أصلي باكياً، ثم غفوت قليلاً. وفي هذهالأثناء رأيت البابا كيرلس في رؤيا ..... رأيته حقيقة واقفاً أمامي، يناديني، ولما سألني هن سبب حزني، شكوت له من تأخر رسامتي، ولكنه طمأنني بأن رسامتي ستتم قريباً، فقلت: "أن أخي ( .... ) هو الذي سيرهبن"، ولكن البابا قاللي أن رهبنتي ستكون قبل هذا الزميل، ثم أنصرف عني. فقمت مسروراً فرحاً إذا أتاني حبيبي وشفيعي العظيم البابا كيرلس، وطمأنني الي أن بغيتي ستتحقق، وكان صوته لا يفارق أذني .... ووعده لي يهدهد مشاعري، ويثلج قلبي .ولم ينقض الشهر الذي كنا فيه حتي تمت رسامتي وسط تعجب الأباء الرهبان، بينما تمت رسامة زميلي الأخر بعد حوالي ستة شهور .بقي أن أذكر أن هذه الواقعة حدثت بعد نياحة البابا كيرلس السادس، شفيعي طوال حياتي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انا شفته بعد نياحته
الدكتور/ ح. ي. ح.

أنا شفت البابا كيرلس بعد نياحنه، وأظن أن أي واحد في الدير هنا (كان الحديث في دير الشهيد العظيم مارمينا بمريوط) ويمكن أن يري البابا وأنه كأحدالسواح، وأنه هنا يظهر كثيراً جداً، وأنه يتمشي في الدير ليلاً. أنا شفته بعدنياحته في دير مارمينا بمصر القديمة في يوم أحد. فقد كان شقيقه القمص ميخائيل مريضاً. ولم أكن أستطيع – بعد نياحة البابا – الذهاب الي دير مارمينا بمصرالقديمة. وقال لي نيافة الأنبا صموئيل: "يا راجل يبقي شقيق البابا مريض، ومترحش تزوره؟"، فقلت له. "مش قادر أدخل هذا المكان بعد نياحة البابا." فرد نيافته بأن الواجب شيء، ومش قادر شيء أخر، وأقنعني بضرورة الذهاب للسؤال عن أبونا ميخائيل .فذهبت الي هناك يوم أحد، وكان وصولي قرب نهاية القداس، وفي الجزءالأخيراللي أحنا بنسجد فيه عند (تناهتي). وأنا بأسجد وجدت واحد بلباس قسس أورهبان. وأنا أعرف أنه لما يجي قسيس أو راهب بيقف قدام عند الهيكل، فأيهاليخلي ده يقف هنا، لأني أنا كنت واقف في أخر الكنيسة . فمن باب حبالأستطلاعبصيت، لقيت البابا كيرلس هو الي واقف بملابسه. فقلت له: "أزيك ياسيدنا"، فقال لي: "ما بتجيش ليه؟ .... مارمينا بيتشفع لك وأن بصلي لك".فقلتله: "سيدنا " ..... وتلعثمت. فقال لي: " لا، أنا عايزك تيجي دائماً، وكمان عايزك تقول لأبونا ميخائيل أنه طيب بخير، وأن الدكاترة قالوا له أن أيامك قليلة .... لا لسة أيامه مارحتش". فقلت له: "حاضر يا سيدنا "وبعد أنتهاء القداس ورش الماء، توجهت لزيارة أبونا ميخائيل، ومش عارفأقولله أيه .. هل معقول أني أقول له أني شفت أخوك؟ .... فقلت أن أحسن حل أنيأخترعحكاية كدة، يعني توحي اليه أنه هيطيب. وقلت له شوف يا أبونا أنا شفتقداسةالبابا كيرلس في حلم أمبارح. وقال لي تروح لأبونا ميخائيل، وتقول لهأنهطيب بخير. وفعلاً قام أبونا ميخائيل من المرض وأقتنع أني شفت الحلم .بعد أنقضاء فترة زمنية أتصل بي أبونا ميخائيل تليفونياً، وعرفنني أنهرايحدير مارمينا بمريوط وأنه حاجز لي مكان، وأنا أي واحد يقولي نروح الديرأجرى وألهث، فأنبسط جداً أني رايح الدير، ومع مين ؟ .... مع أبونا ميخائيل .و يوم الرحلة حجز لي مكان بجوارة، وقال: "أنت فاكر من سنتين كده أنكقلت ليأنك شفت البابا في حلم"، فقلت له: "أيوه". وقال لك: "أني هطيب، فقلت له: "أيوه". فقال لي: "عليك حل وبركة أن تقول لي الحقيقة "فقلتله: "دي هي الحقيقة"، فقال لي: "لا .. لأن أنا شفت البابا أمبارح، وقاللي أسأل حنا هيقول لك الحقيقة... ".وهنا أسقط في يدي، فقلت له ما حدث .... وقد بررت له عدم ذكر الحقيقة أنيخشيتألا يصدقني ولكنه رد علي وقال: "أن عالم القديسيين عالم غير محدود، عليعكس حياتنا نحن علي الأرض .... نحيا في عالم محدود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اديني عملت له العملية
السيد الدكتور / ع. ن. – جسر السويس .
ولد طفلي يوسف وبه فتق أربي أيمن خلقي. وقد عرضناه علي أساتذة أطباء بالجامعة. وكان رأي الجميع هو أن تجري له الجراحة فوراً وألا سوف تحدث مضاعفات جسيمة. والحقيقة أن أيماننا بالبابا كيرلس السادس، وشفيعه مارمينا كان أكبر تأثيراً علينا من رأي هؤلاء الأطباء العظام . ولذا فقد قررنازيارةدير مارمينا بمريوط لنوال البركة. ومعنا الطفل رغم وعورة بعض أجزاء الطريق، وصغر سن الضغير الذي لا يتعدي بضعة أشهر . وبعد عودتنا أخذ الفتق في الظهورمرة أخري مع ألام رهيبة، ولم تفلح معها أي أدوية من المسكنات ومع تكرارهذه الألام كان يزداد أيماننا من يوم الي أخر بأن القديس الأنبا كيرلس، وشفيعه مارمينا العظيم لن يتركا الطفل. وفي يوم 22 يوليو 1978 رأت والدنه أثناء نومها ليلاً، البابا كيرلس السادس يحضر الي منزلنا، ويطلب أحضار أبنها لكي يعمل له العملية، فأحضرته وسلمته للقديس العظيم، فوضع يده المباركة علي مكان الداء، ثم سلمه الي أمه ثانية، وقال لها. "خذي يوسف أهة، أديني عملت له العملية".
قامت الأم من رؤيتها علي صوت بكاء الطفل، ولم نجد أي أثر للفتق بالرغم من صراخة، وحزقة المستمر. وتمت المعجزة، فالي الأن لم يظهر أي أثر علي أن الفتق موجودا.





Magdy Monir 13 - 05 - 2012 07:41 AM

من معجزات البابا كيرلس السادس


http://www.st-mina.com/galleries/pop...illosVI-02.jpg




البخور في الغرفة
السيدة/ أ. ع. –الأقصر.
لقد صنع معي قداسة البابا من قبل معجزة شفاء ظهرت في الجزء الثاني صفحة (16) وفيما يلي المعجزة التي حدثت مع زوجي :في سنة 1969 كان زوجي مريضاً، وكنا نقيم في أسوان حيث مقر عمله. وقد حولته جهة عمله الي مستشفي أسوان للعلاج. فقرر الأطباء –بعد أجراء التحاليل- أنمرضه لا يرجي منه الشفاء، فسافر الي القاهرة، ومكث فيها مدة أسبوعين بمستشفي الكاتب بالدقي، حيث أجريت له أشعة مرة أخري، وأنتهي الأطباء الي أن المرض خطير ولا فائدة من علاجة .وبعد ذلك عدنا الي بلدتنا (الأقصر). وحضر أبن خال زوجي من كوم أمبو للزيارة والأطمئنان. وقد عرفنا أنا ذاهب الي الأسكندرية، فطلب منه زوجي أن يتوجه لمقابلة قداسة البابا كيرلس، ويطلب شفاعته وصلواته لأجل شفاء زوجي .و قد ذهب الي البطريركية هناك. وظل جالساً حتي ينصرف الزوار ليتمكن من مقابلة البابا، ولكن البابا أغلق الباب بعد أنصراف الزوار، وعرفه الموجودين بالبطريركية أن سيدنا لن يقابل أحد مادام قد أغلق الباب .وبعد قليل خرج البابا كيرلس، ونادي علي قريبنا، وقال له: "تعالي يابتاع الأقصر". فعرفه أبن خال زوجي بالحالة، وطلب أن يصلي من أجله. فأعطاه سيدنا البابا قطعة قطن بها زيت، وطلب منه أن يدهن بها زوجي، وقال له أن ستنا العذراء ومارمينا العجايبي سيزوراه، وسيريحاه من أتعابه كلها. ولمنعرف فيهذا الوقت المقصود من هذا الكلام. هل هو شفاء. أم نهاية سعيدة .و لما دهنت زوجي بالزيت، أبتدأ يشعر بشيء من الراحة وينام، لأنه لميكنينام ليلاً، أو نهاراً، لأن الأدوية المنومة التي كان يتعاطاها قد فقدت مفعولها نظراً لطول أستعمالها .أخذنا ننتظر زيارة الأم الحنونة مريم، والقديس العظيم مارمينا العجايبي وبعدشهر تماماً، يوم 5 / 9 / 1969 ليلاً، وفي ميعاد التسبحة التي كانيقيمهاالبابا كيرلس السادس بعد منتصف الليل، هتف بي هاتف – بعد ما صليت – أن أرشم زوجي بعلامة الصليب المقدس من رأسه الي أخمص قدميه. وأنا أنتظر الزيارة المقدسة لشفائه، وأطفأت نور الغرفة، وجلست بجوار المرحوم زوجي .و فجأه ظهرت أمامي دائرتين من نور كشبه الأيقونة. وقد دققت النظر فيهما، فوجدت واحدة بها صورة والدة الأله مريم، والأخري بها صورة القديس مارمينا العجايبي، ففرحت لذلك جداً. وأخذ هذا المنظر يتحرك داخل الغرفة، وقدأيقظت زوجي ليري المنظر. ولكنه كان متعباً، فلم يتمكن .وفي الساعة 4.30 صباحاً أيقظني أبني الأكبر علي صوت حشرجة، ولم أكن أعرف أن هذه هي النهاية، وقد كان يرتعش، ولكني كنت أتوقع أن تحدث له معجزة شفاء. وبعد ذلك دخلت شقيقتي لتري زوجي، فوجدت الآتي: وجدت زوجي يرفع ملابسه، ويشير الي بطنه، ويخاطب ستنا مريم، والقديس مينا العجايبي، ويقول: "هنا الألم يا ستي يا عذراء. هنا. تعالوا. تعالوا. وبعدها أسلم روحه علي يدي ستنا العذراء مريم الطاهرة والشهيد مارمينا. فكانت زيارتهما لأراحته من ألامه كما قال قداسة البابا كيرلس السادس .لقد ظل البخور في الغرفة مثل الدخان الأبيض، ليل نهار، برائحته الذكية لمدةأربعة عشر يوماً متواصلة .وهكذا عرفنا أن كل كلمة يقولها البابا كيرلس السادس لا تسقط أبدا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبقي مارمينا يحل لك المشكلة
*******
يروي الأستاذ الدكتور/ حنا يوسف حنا. توجد في دير مارمينا بمريوط سيارة جيب، ورغم قدمها فهي ماتزال تعمل فيخدمةالدير، ولها قصص وذكريات نذكر هنا أحداهما. يقول دكتور حنا: "أن لهذه السيارة ذكريات عمرها من عمر الدير وأناسأحكيأحدي هذه القصص". في عام 1966 علي ما أظن، كان البابا كيرلس موجوداً بالأسكندرية وكان دائماً يقول لي: روح تفقد أحوال الدير. فكنا نذهب بهذه السيارة. وكان سائق البطريركية بالأسكندرية يتضايق جداً من الذهاب الي الدير بتلك السيارة. وفيأحد الأيام أستجمع هذا السائق شجاعته وقال لي: "أنا عايز أقولك كلمتين. أنت مش عاجبني. كل يوم والتاني توصل واحد الدير أيه ده . وكل حاجة تقول ليمارمينا. مارمينا. أنت بتضحك علي مين. يا راجل عيب. أنت راجل كبير. ومارمينا أنت شفته. دا أنت أستاذ في الجامعة .وهنا قاطعته، وطلبت منه أن يلزم حدوده، ويقوم بالعمل المكلف به فسكتالرجل وظل يقود السيارة متضرراً. وفي الطريق الرملي. وبعد حوالي خمسة أوستة كيلو، سمعنا صوت في السيارة، فتوقفنا عن المسير، وتبين أن الردياتيرمثقوب، وقال لي السائق: "أدي مارمينا يا سي دكتور. ويبقي مارمينا يحل لك المشكلة يا سي دكتور. أدي السماء وأدي الأرض. ده علشان أثبت لك أنك رجل مخدوع، وأنه بتحصل لك تهيئات. وريني شطارتك. فكانت العملية عملية تحدي .وإزاء كل هذه الظروف قلت وبصوت عالي: "يا مارمينا يا عجايبي" ومفيش دقيقة، ألا ولقيت واحد شايل صفيحة مياة 4 جالون. وسأل أنتم عايزيين ميه ؟. فقلتله: "الله يخليك". فقال لنا: "أتفضلوا" نظر الي السائق بأستهزاء، فقال لي السائق: "هة. طيب ما الميةهنحطها فيالردياتير من ناحية هتنزل من الناحية التانية". وتذكرت أن البابا كيرلسكانمن عادته أن يضع قطنة بزيت في تابلوه السيارة، فأخذتها ووضعتها في مكانالثقبحتي يمكن الوصول الي الدير بأي طريقة، وبعدين يحلها ربنا، وقمت أنابقيادةالسيارة حتي وصلنا الي الدير. وهناك كشفت علي الميه فلاحظت أنها لم تنقص .ولما عدنا الي الأسكندرية توجهنا الي ميكانيكي لأصلاح الثقب، فأخذ يفحصالردياتير، ثم عاد ليسأل عن العيب الذي بالسيارة، فعرفه السائق بقصة القطنة..... ولكن الميكانيكي صاح وقال: "الثقب ملحوم"، فأخذنا نبحث عن مكانه فلم نجده ولم نجد القطنة، بل ووجدنا أثر اللحام واضحاً. وكانت هذه أعظممفاجأةلنا، وخاصة السائق الذي أعتراه خوف شديد، وتوسل الي أن أصفح عنه، فقلت له: "جري أيه ؟ . مش أنا اللي بيحصل لي تهيئات؟ . مش أنا الي ما أستاهلش أكون أستاذ جامعة؟ .." وتوسل الي ألا أخبر قداسة البابا، الذي لما رأني وبعدأنسأل عن أحوال الدير، فأجابني بقوله: "زعلك الأسطي ... السائق"؟. فلم أستطيع أن أجيب بشيء نفياً أوأثباتًا. ولكن البابا عاد ليقول لي: "زعلك، وقال لكأنت ما تنفعش أستاذ جامعة، وبيحصلك تهيئات . بخاطره".
__________________
لاتبكي لا تخافي
****
السيدة/ ل. ف. شارع أزمير – بالأسكندرية
لم أر البابا كيرلس طوال حبريته التي دامت أثنا عشر عاماً إلا مرة واحدة، لمأعرف عنه سوي أنه رجل صلاة وتعبد. وهذا أفضل ما يُعرف عن أنسان .وقع في يدي الجزء الأول من كتب معجزات البابا كيرلس، فأخذت أقرأ فيه بشغف، وحركتني رغبة عارمة لأن أعرف كل كبيرة، وصغيرة عن سيرة سيدنا الطوباوي البابا كيرلس .وتستطرد وتقول :كنت أشعر براحة كبيرة عند قراءة سيرته العطرة، ومعجزاته الباهرة. كنت أحس بالهدوء والأمان، لذا وضعت ميدالية للبابا كيرلس، وحبيبه مارمينا عليصدري، وحملت له صورة في حقيبتي، وما كنت أنام إلا وصورته تحت وسادتي .وفي يوم من الأيام في شهر أغسطس سنة 1979 شعر زوجي بألم في جانبه الأيمن. شخصه الجراح المعرف بالأسكندرية دكتور/محمود عبد الهادي بأنه "فتق أيمن"، علماً بأن زوجي كان قد أجري عملية فتق أيسر منذ عام تقريباً .ولا يتصور أحد مدي ما أصابنا من حزن، وما أصاب زوجي من ألم. إذ وجدنفسهأمام عملية صعبه، واليمة وسبق له أن ذاق ألمها قبل مدة قصيرة .هرعت الي الصلاة، متشفعة بالبابا كيرلس السادس الذي كنت أحادثه هو، وشفيعه العظيم القديس مينا العجايبي، وأقول له: "أنت الي هتعمله العملية منأجلصلاة البابا كيرلس". وحدث أن سافر الطبيب المعالج الي الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عشرين يوماً يعود بعدها ليجري العملية الي زوجي .وخلال هذه الأيام القلائل ظهر ورم (مثل الليمونة) في مكان العمليةالأوليفشعرنا أنها لم تنجح، وأن الطبيب قد أخفي عن زوجي هذه الحقيقة تخفيفاً عنه، إذ لاحظ أرتباكه، وحزنه العميق. وقد أكد ظنوننا هذه طبيب أخر معروف بالأسكندرية هو الأستاذ الدكتور/ كمال عبد الله، وشخص الحالة بأنها "فتقأيسر مرتجع". وهنا أصابنا ذعر شديد والم نفسي مبرح. إذ شعرنا أننا نتخبط وما زاد فيألمنا، أنني أستيقظت في أحدي الليالي لأجد أبني "مجدي" يعاني من ألتهاب شديد في خده، فكدت أنهار تماماً، وخشيت أن يكون هذا الورم علامة أمر خطير، فظللت أبكي بدون أنقطاع .كنت أصلي بدموع، وأطلب من شفيعي البابا كيرلس ألا يتخلي عني، وأناجيه، وأقول له، وأنا ممسكة بصورته: "هلاقيها منين ولا منين يا أنبا كيرلس زوجي، وأبني كمان. أشفيهم بشغاعتك".
وظللت أبكي حتي غلبني النوم .لقد كنت أمسك بصورة البابا كيرلس الموجودة علي كتاب المعجزات الجزء الثالث، وفي أثناء نومي ظهر لي البابا بنفس هذا المنظر، وحول وجهة هالة من النور، وقال لي: "لا تبكي، لا تخافي. سوف أرشم فوزي (زوجي)، والولدين بالزيت. لاتخافي لا تبكي"، ثم أتجه اليهم، ورشمهم بالزيت .أستيقظت في الصباح فرحة مسرورة، ولكني أتجهت والدموع في عيني – اليصورةالقديس لأقول له: "" صحيح يا سيدنا أنا شفتك. ولا ديه تهيئات؟" وفي المساء طمأنناالطبيب اليأن ما يعاني منه أبني ليس شيئاً يدعو الي الأنزعاج، بل هو نتيجة التهاب باللوز، سوف يختفي بعد أجراء العملية، وهنا سكت روعي بالنسبة لأبني، وهدأت أعصابي، ورويت الحلم، فصرخ أبني مجدي، وقال: "دا صحيح يا ماما البابا دهنيبالزيت بالليل". وهنا أيقنت أنني قد رأيت البابا كيرلس حقاً. فشكرتاللهعلي ذلك، وقلت لزوجي: "أنك ستشفي بأذن الله، ومارمينا سيجري لك العملية، وليس أحد الأطباء". في نفس اليوم زارنا طبيب أخر، وفحص زوجي فحصاً دقيقاً، وفأجأنا بحقيقة عجيبة، أكدت زيارة البابا لمنزلنا، قرر الأطباء أنه لا أثر للفتق سواء للأيسر أو الأيمن .. أما الورم فقد زال تماماً، وقد فحص زوجي بعد ذلك طبيبان أخران، فلم يجدا أثر للمرض .وبعد ذلك بأيام ذهبنا الي دير الشهيد مارمينا بمريوط وصليت الي الله، وأنافي مزار البابا، وأنا علي ثقة من أن مارمينا والبابا كيرلس مش هيكسفوني .أما زوجي فقد كان سعيداً بهذهالرحلة، فتناول من الأسرار المقدسة، وتوجهالي المنطقة الأثرية سيراً علي الأقدام، ولم يشعر طوال اليوم بأدني تعب، رغمأنه كان قبلاً يطالبني بأسترداد قيمة الأشتراك، لأنه لن يحتمل مشقةالرحلة .بعد كل هذا عاد الطبيب من الولايات المتحدة، وأكد لزوجي أنه قد شفيتماماً منكل الأمراض، أما أنا فقد كنت متأكدة من ذلك .و أبني مجدي أجري عملية أستأصال اللوزتين بنجاح. وأبني الأخر جورج، فقدشفيمن مرض أصابه بعد ذلك. فتذكرت أن البابا كيرلس عند ظهوره لي قد رشم زوجي، وكلا الولدين، رغم أن أبني جورج لم يكن مريضاً وقتها .أني دائماً أتشفع بهذا القديس، وكلي أطمئنان أنه لن يتركني . وعندما أتطلع الي صورته أسعد بأبتسامته الهادئه فتملأني بالراحة مهما كانت الظروف صعبة، أوعسيرة.
________________

البابا لعبد الناصر من الجفاء الي المحبة
من اجفاء الي المحبة طلب البابا مقابلة السيد الرئيس جمال عبد الناصر أكثر من عشر مرات كي يعرض عليه بعض المضايقات والمشاكل التي تتعرض لها الكنيسة ومع الأسف لم يجد أستجابة، حتي جاء لزيارة البابا صديق هو عضو في مجلس الشعب، وكان يحب البابا ودائم الزيارة للبابا منذ أن كان أبنه مريضاً وصلي له البابا وربنا شفاه. يومها كان البابا متضايقاً جداً فسأله عن سبب مضايقته وعرفه البابا عن عدم أستجابه الرئيس لمقابلته، وكانت العلاقة بين هذا الرجل وعبد الناصر وطيدة فوعد البابا بأنه سوف يحدد مع عبد الناصر ميعاداً للمقابلة. وفعلاً حدد الموعد وجاء ليصطحب البابا الي قصر الرياسة في سيارته وحدث أن قابل الرئيس عبدالناصر البابا بفتور شديدي جداً قائلاً بحدة: "إيه فيه إيه .. هم الأقباط عاوزين إيه .. مالهم الأقباط، هم كويسين قوي كده .. أحسن من كده إيه .. مطالب مطالب مطالب".

فرد البابا مبتسماً: "مش تسألني وتقولي فيه أيه" فرد عبد الناصر محتداً: "هو فيه وقت علشان أقولك وتقولي ... ما هومفيش حاجة". غضب البابا جداً وقال للرئيس: "ده بدل ما تستقبلني وتحييني بفنجال قهوة وتسمعني وفي الأخر يا تعمل يا ماتعملش ؟ كده من الأول تحاول تعرفني إن مافيش وقت لعرض موضوعاتي؟
وخرج البابا عن طوعه وقام ليمشي وقال وهو محتداً جداً: "منك لله . منك لله". رجع البابا الي البطرخانة وظل عضو مجلس الشعب يعتذر للبابا ولكن البابا قال له: "إنت كتر خيرك تمكنت من تحديد موعد المقابلة، أما أستقبال عبد الناصر لي بهذه الطريق أنت مالكش ذنب فيه".
بعدها دخل البابا الي الكنيسة ووقف يصلي الي الله بقلب متضرع أن يحل هذه المشكلة ودخل الي فراشه لينام .و لكن حوالي الساعة الثانية صباحاً طلب عبد الناصر البابا بأقصي سرعة فحضرعضومجلس الشعب الي البطرخانة وحاول مقابلة البابا لكن تلميذه قال له " البابا نايم ومش هقدر أصحيه " والعجيب أن البابا كان منتظراً لابساً وفتح الباب قائلاً: "يا لله يا خويا .. يا لله" وذهب البابا الي منزل عبد الناصر وصعد الي غرفه أبنته المريضة دون أن يشرح له أحد ما حدث أو يقول له أنها مريضة، وصلي لها وقال: "ولا عيانة ولاحاجة " ولكن ماذا حدث لأبنه عبد الناصر!!!!!! بعد أن خرج البابا محتداً من عند عبد الناصر فوجيء أهل منزله أن أبنته تعبانه جداً فأحضروا لها العديد من الأطباء الذين جزموا جميعاً أنها لا تعاني منمرض عضوي. لحظتها إفتكر عبد الناصر قول البابا له (منك لله) لذلك أسرع في طلب البابا في هذا الوقت المتأخر؟، لكن بعد أن صلي لها البابا قامت سليمه معافاة وكأن لم يحدث لها شيئاً ساعتها تفتح قلب الرئيس للبابا وللأقباط وللكنيسة.
وقال للبابا باسماً: "أنت من النهاردة أبويا". وأحضرزوجته وأولاده وقال للبابا: "صلي لهم يا أبويا زي ما بتصلي لأولادك المسيحيين". فصلي لهم البابا ومنذ هذا اليوم كانت المحبة والتقدير والأحترام بينهم دائماً .وما كان البابا يحضر للرئيس أي من مشاكل الكنيسة إلا والرئيس يساعد في حلها بكل ما في أستطاعته حتي أن الرئيس أمر بأن تساعد الدولة بمبلغ (مائه الفجنيهاً) مساهمة في بناء الكاتدرائية الكبري وقد حضر الأفتتاح بنفسه والقي كلمة جبارة يومها قوبلت بعاصفة تصفيق من الأقباط الحاضرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

ضيقة عظيمة
ضيقة عظيمة لمصر كلهابعد حرب 5 يونيو أو نكسة يونيو عام 1967 التي أصابت الشعب المصري كلهبفاجعة أصابت كل مصري بإحباط شديد وكانت ضيقة واحدة لكل الشعب بقطبيةالمسلم والمسيحي معاً .و أما هذا الحادث فقد كان له عند قداسة البابا كيرلس واقع أشد وطأة، فبعد تلك النكسة أعلن قداسته أنه سيتم إقامة صلوات القداس الألهي في كل الكنائس القبطية من أجل مصر حتي يعطيها الله النصرة والحماية .وإذ بأذاعة إسرائيل تتهكم علي هذا التصريح البابوي بإقامة الصلوات وتقول: " أبشر يا عبد الناصر، فإن معك كيرلس السادس أما نحن فمعنا الأسطول السادس "فياتري عزيزي القارئ أيهما كان الأقوي؟تعال نري الأحداث التاريخية لنري أيهما كان الأقوي ...لقد نجح عبد الناصر ببركة صلوات وتأييد قداسة البابا في أعادة بناء القوات المسلحة المصرية من جديد بأستراتيجية جديدة هي "إزالة العدوان" وإن ماأُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. كما نجح في فرض حرب الأستنزاف علي أسرائيل والتيبدأت بمعركة (رأس العش) بعد عشريين يوماً فقط من معركة يونيو 1967 ... وأستمرت المعارك وأخذت تتصاعد من مراحل من الصمود الي المواجهة الي الردع الي التحدي، ملحقة بالعدو خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات طوال ثلاث سنوات (1976 – 1970). وحتي بعدما توفي الرئيس جمال عبد الناصر لقد أيد البابا كيرلس السادس الرئيس أنور السادات وصلت الكنيسة من أجله ومن أجل مصر فإنها لم تكن قضية فد بل كانت قضية شعب بأكمله.وتنيح قداسة البابا المعظم البابا كيرلس السادس بسلام في 9مارس 1971. وجلس قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث أدام الله حياته علي عرش مارمرقس وأكمل المسيرة الوطنية التي بدأها البابا كيرلس السادس فكل الكنائس وكل الشعب المسيحي يصلي من أجل مصر وجيش مصر ونصر مصر ولكن هل بعد نياحة البابا كيرلس السادس هل ماتت صلواته من أجل أبناءه







الساعة الآن 03:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025