![]() |
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي مبارك شعبي مصر "مبارك شعبي مصر" (إش 19: 25) وعد الله لشعبه قائم على الدوام، إذ سبق فأعلن إنه راكب على سحابة سريعة وخفيفة، قادم إلى مصر (إش 19: 1) وإنه يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخومها (إش 19: 19). تحقق هذا بهروب العائلة المقدسة من أمام وجه الطاغية هيرودس، لتجد وسط الأمم ملجأ لها: وكأن السيد المسيح قد جاء في طفولته ليضع بنفسه حجر أساس كنيسته في مصر، التي صارت أحد الكراسي الأربعة الأولى في العالم مع كنائس أورشليم وإنطاكية وروما، ثم انضم إليهم كرسي القسطنطينية فيما بعد. تلألأ نجم كنيسة مصر بمدرسة الإسكندرية معلمة العالم المسيحي تفسير الكتاب، خاصة رمزيا وروحيا، وقائدة حركة الدفاع عن الإيمان المستقيم على مستوى مسكوني. من مصر انطلقت حركة الرهبنة المسيحية بكل صورها لتسحب قلب الكنيسة إلى البرية، فتمارس الحياة الداخلية الملائكية، في نفس الوقت الذي فيه انفتحت أبواب البلاط الإمبراطوري لرجال الدين، وكان الخطر يلاحق الكنيسة حيث يختلط العمل الروحي الكنسي الهادئ بالسلطة الزمنية والسياسية. حملت كنيسة مصر صليب عريسها عبر الأجيال فاحتملت الآلام حتى من المسيحيين أنفسهم، وبقيت تقدم للفردوس أعدادا بلا حصر من الشهداء والمعترفين، عبر العصور، فاستشهدت أحيانا مدنًا بأسرها، وكان الكثيرون يتسابقون على نوال أكاليل الاستشهاد بفرح وبهجة قلب. كنيستنا قديمة جديدة: قديمة بكونها رسولية أسسها القديس مار مرقس الإنجيلي، تقليدية، تحفظ وديعة الإيمان الرسولي بلا انحراف؛ جديدة على الدوام بمسيحها الحي الذي لا يشيخ وروح الله الذي يجدد شبابها (مز 103: 5). الكنيسة القبطية غنية بحياتها الإنجيلية النسكية، وتراثها الآبائي الأصيل، وعبادتها السماوية، وطقوسها الروحية، وألحانها الحية الفعالة، وأيقوناتها الجميلة. تسحب القلب إلى السماء دون تجاهل للواقع الإنساني والحياة اليومية. يمكننا أن نقول بأنها كنيسة رسولية معاصرة، تحمل الحياة الرسولية والفكر الإنجيلي للإنسان المعاصر بلا انحراف فيجد فيها حياة وعذوبة وقوة وروح مع تقدير وتقديس للفن والأدب والثقافة البشرية. تعرف الكنيسة بكثرة قديسيها من نساك ورعاة وشعب، قدمت عبر العصور قديسين ولا تزال تقدم قديسين إلى يومنا هذا. فهي تؤمن أولا بالحياة القدسية والشركة العملية مع الله القدوس قبل إشباع الفكر بدراسات عقلانية جافة. هي كنيسة الشعب كله، لكل عضو دوره الايجابي، سواء كان كاهنًا أو علمانيًا، رجلًا أو امرأة، شيخًا أو طفلًا. هي كنيسة العائلة كما هي كنيسة كل عضو، كنيسة الفتاة كما هي كنيسة الفتي والطفل. يستطيع حتى الرضيع أن يجد بهجته فيها خلال بساطة طقوسها وعذوبة ألحانها فتجده "يلاغى" متهللا كمن هو في بيته الخاص أو بيت أبيه بلا كلفة، ويجد عالم اللاهوت متعة خلال أعماق مفاهيم هذه الطقوس بعينها! أخيرا فإنني أرجو في الرب تقديم الخطوط العريضة لفكر الكنيسة ومفاهيمها ككنيسة إنجيلية رسولية أبائية تحمل الفكر السماوي، وتؤمن بقدسية الإنسان في كليته، واحترام كل موهبة، وتقدير كل نفس، ليعلن السيد المسيح السماوي في داخلها كعريس أبدى يقدس عروسه ويجملها بروحه القدوس، ويضمها إليه فتنعم بمجده الأبدي. حقا، ربما اضطر إلى الحديث عن الجانب القومي المصري، لكنني أود بروح الله القدوس أن يدخل كل قارئ إلى الفكر الأرثوذكسي ليعيشه كل إنسان أيا كانت جنسيته، كعضو في جسد المسيح الواحد، خلال الإيمان الواحد والروح الواحد. القمص تادرس يعقوب ملطي عيد القديس مرقس الرسول، نوفمبر 1986 |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
من هم الأقباط؟
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
تعبير "أقباط" تعبير "أقباط" يعادل كلمة "مصريين"، وهو تعبير مشتق عن اليونانية "إيحيبتوس" Αίγυπτος، مأخوذ بدوره عن المصرية القديمة "هاك كابتاح" بيت روح بتاح، من أعظم الآلهة في الأساطير المصرية. منذ الفتح العربي وحتى يومنا هذا يستخدم هذا التعبير عن مسيحي مصر تمييزًا لهم عن المواطنين المسلمين. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أبناء الفراعنة | الخلفية والعقائد الدينية الأقباط هم خلف قدماء المصريين، لذلك يدعون أبناء الفراعنة المحدثين. لعب الأقباط دورًا رئيسيًا في العالم المسيحي، خاصة خلال الخمسة قرون الأولى، لأن خليفتهم قد ساعدتهم على قبول المسيحية بغيرة متقدة، متمتعين بأعماقها خلال حياتهم النسكية، حياة التأمل، ودراسة الكتاب المقدس. وإنني أود في هذا المقال أن ألقى بالضوء على الثقافة المصرية القديمة، واستجابتها نحو الإيمان المسيحي الجديد. 1- خليفتهم الدينية: يشتهر قدماء المصريين بالفكر الديني كأمر طبيعي نشأوا عليه منذ العصور الأولى (3). بقول المؤرخ هيرودت Herodotus: "المصريون متدينون بمبالغة، يسبقون كل جنس البشر". حدث شبع لشغفهم الديني بقبولهم الإيمان المسيحي الذي لا يضع حدودا للنمو الروحي، بل يرفع المؤمنين نحو حضن الآب لينعموا بالتشبه بالله، وبالشركة العميقة معه، والتعرف على الأسرار الإلهية. 2- أساسهم العملي المرتفع:مع ما بلغه العلم الحديث من تقدم فائق خاصة في القرن الأخير لكن لا تزال أعمال قدماء المصريين العلمية منذ ألاف السنين قبل الميلاد تعتبر سرًا غامضًا. نذكر على سبيل المثال الأهرامات بقدراتها الفنية وأسرارها، والتحنيط، والنحت، والألوان الخ. هذه جميعها لا تزال تحت البحث، حتى ظنّ البعض أن قدماء المصريين يعملون تحت قيادة أناس خارقين (رجال فضاء) جاءوا من كواكب أخرى. ويرى البعض أنه لولا حرق مكتبة الإسكندرية واندثار أسرار علمية ذات شأن كبير لبلغ الإنسان إلى الفضاء منذ وقت مبكر جدًا. على أي الأحوال تسخير قدماء المصريين لكل طاقاتهم العلمية لحساب الفكر الديني مثل إقامة الأهرامات والتحنيط كان له أثره على الأقباط، إذ رأوا العلم ليس عدو الدين ولا مناقضا له، إنما يرونه عاملا لحسابه، وقد جاءت مدرسة الإسكندرية المسيحية تفتح أبوابها أمام العلماء والفلاسفة، إذ تؤمن أن كل علم أو فلسفة يمكن أن يخدم الحياة الروحية لصادقة. 3- عقائدهم الدينية:أ] عرفت كل مدينة رئيسية في مصر نوعًا من الثالوث، لكنه كان ثالوثًا يختلف تمامًا عن "الثالوث القدوس" في الفكر المسيحي. ب] اعتقد فلاسفتهم في كائن واحد أعظم، والمثل الأفضل في ذلك هو الملك اخناتون (1383-1365 ق.م.). ج] بينما انغمست غالبية الحضارات القديمة في الحياة الأرضية، تطلب الملذات الزمنية، إذ بالفكر المصري يمتص بالعالم الآتي وبالقيامة. عندما قبلوا المسيحية انشغلوا بمجيء المسيح القائم من الأموات، بألحانهم الطويلة وأصوامهم الشديدة محتملين هذا بفرح هذا الاتجاه الأسخاتولوجى (الأخروي) له أثره على عبادتنا وليتورجياتنا بل وعلى حياتنا اليومية. د] الصليب: اتجه المصريون إلى تعريف الصليب كعلامتهم الخاصة بالحياة الأبدية "علامة أونخ"، التي أمسك بها الخالدون آلهة وفراعنة. علامة "اونخ" تأخذ شكل صليب مع قمة دائرية، تبناها الأقباط واستخدموها منذ عصر مبكر جدًا. ه] بجانب هذا عرف المصريون فكرة وحدة الله، أبديته، لا محدوديته، أيضا حنو محبته (4). |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
العائلة المقدسة في مصر
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
مصر في الكتاب المقدس ركز الكتاب المقدس على أورشليم "أرض السلام" أو "رؤية السلام" بكونها مركزًا لأرض الموعد، فيها يعلن الله سكناه وسط الناس: يقبل أن يكون له في داخلها هيكل مقدس، فيه يمارس الشعب عبادته ويقدم الذبائح والتقدمات ويتهلل بالأعباء الكثيرة علامة الفرح السماوي. هذه هي أورشليم رمز السماء التي دعيت أورشليم العليا الحرة أمنا جميعًا (غل 4: 26)، يقابلها من الجانب الآخر بابل ومصر. بابل تمثل حالة عصيان الله مع العنف والعجرفة (برج بابل، تك 11) ومقاومة الله في أشخاص مؤمنين (السبي البابلي)، والزنا والرجاسات (رؤ 17: 5). أما مصر فإذ عُرِفَت بخيراتها الكثيرة والتجاء إسرائيل ويهوذا إلى فرعونها للاحتماء من بابل كانت تمثل محبة العالم والاتكال على الذراع البشرى (1مل 18:21). كانت مصر ملجأ للكثيرين خاصة في فترات الجوع، فجاء إليها أبونا إبراهيم (تك 12:10). واستقبلت يوسف الذي صار الرجل الثاني بعد فرعون يقدم من مخازنها لكل البلاد المحيطة بها، واليها جاء أبونا يعقوب وبنوه حيث بدأت نواة شعب الله والأسباط الاثني عشر في داخلها، وظهر أول قائد لهم هو موسى العظيم في الأنبياء يسنده هارون أول رئيس كهنة في تحريرهما الشعب من عبودية فرعون. يقول اسطفانوس: "فتهذب موسى بكل حكمة المصريين، وكان مقتدرا في الأقوال والأعمال" (أع7:20). من بين الأنبياء الذين جاءوا إلى مصر إرميا الذي حث الشعب ألا يهربوا إلى مصر، لكنه عبثًا حاول أن يثنيهم عن عزمهم، بل أرغموه على مرافقتهم في رحلتهم (إر 41:1: 43: 7). وقد نطق بنبواته الأخيرة في تحفنيس في مصر (إر43:8-44: 3). هذا وقد صارت مصر تمثل جماعة الأمم الذين جاء إليهم السيد المسيح ليقيم كنيسته وشعبه الجديد منهم. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
مبارك شعبي مصر بروح النبوة نظر هوشع النبي ابن الله الحي منطلقًا من بيت لحم، حيث لم يكن له أين يسند رأسه في كل أورشليم، ليلتجئ إلى أرض مصر، ويجد له موضعا في قلوب الأمميين، فقال على لسان الآب: "من مصر دعوت ابني" (هو11:1). وفي أكثر تفصيل يحدثنا إشعياء النبي عن هذه الرحلة المقدسة، فيقول: "يدخل الرب أرض مصر محمولا على سحابة خفيفة فتتزلزل أوثانها. ويقام للرب مذبح في أرض مصر" (إش 19: 1). ويفسر القديس كيرلس الكبير هذه النبوة بقوله: "السحابة المتألقة التي حملت الرب يسوع إلى مصر هي أمه العذراء مريم التي فاقت السحاب نقاء وطهرا. أما المذبح الذي أقيم للرب في وسط أرض مصر فهي الكنيسة المسيحية التي قامت على أنقاض الهياكل الوثنية على أثر تزلزل أوثانها وانهيار برابيها أمام وجه الرب يسوع". لهذا تسبح الكنيسة في عيد دخول السيد المسيحمصر، قائلة "افرحي وتهللي يا مصر مع بنيها وكل تخومها، لأنه قد أتى إليك محب البشر، الكائن قبل كل الدهور". يمكننا أن نقول أن مجيء المسيح السماوي إلى أرضنا صبغ كنيستنا بروح البركة الربانية، فجاءت عبادتها وطقوسها وألحانها تحمل نغم الحياة السماوية. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
المسيرة المقدسة لمصر لعل أهم المحطات التي توقفت فيها العائلة المقدسة هي: 1- تل بسطة: انطلقت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى مصر عن طريق صحراء سيناء، تسير في طريق القافلة الجنوبي بمحاذاة ساحل البحر الأبيض المتوسط من غزة إلى رفح، ثم اجتازت إلى رينوكوالور (2) حاليا العريش ومنها إلى أو ستراكينى التي صارت فيما بعد كرسي الأسقف إبراهيم الذي اشترك في مجمع أفسس عام 431م (3). آخر محطة في صحراء سيناء هي مدينة البلسمو حاليا الفرما (4)، الواقعة ما بين العريش وبورسعيد، وهى مفتاح الدخول إلى أرض مصر من الجانب الشرقي. عبرت العائلة بعد ذلك إلى مدينة بسطة أوتل بسطة بجوار مدينة الزقازيق حاليا، حيث استراحت تحت شجرة قيل أنها بقيت على قيد الحياة حتى سنة 1850 م. وفى تل بسطة تفجرت عين ماء استقى منها السيد المسيح وكان ماؤها مصدر بركة في الإبراء من الأمراض. دخلت العائلة المدينة فسقطت الأصنام معا أثار الكهنة ضدها، واضطرت إلى النزوح خارج المدينة في موضع يدعى الآن "مسطرد". 2- المطرية:انتقلت العائلة المقدسة إلى بلبيس، ومن هناك اتجهت إلى "منية جناح" التي تدعى حاليًا "منية سمنود"، ثم عبرت النهر إلى سمنود، ومنها إلى البرلس. عبرت فرع النيل إلى الجهة الغربية حيث سخا، ثم سارت غربا بمحازاة وادي النطرون جنوب برية شهيت التي صارت فيما بعد فردوسا للرهبان، الملائكة الأرضيين. اتجهت العائلة المقدسة إلى عين شمس في المكان المعروف حاليا بالمطرية حيث استراحت تحت ظلال شجرة تعرف الآن باسم "شجرة العذراء"، تعتز بها الكنيسة. تفجرت على مقربة منها عين ماء، ونبتت على جوانبها زهور البلسم أو البلسان التي تضاف إلى الأطياب التي يصنع منها الميرون المقدس. وتعتبر المطرية مع شجرة العذراء من أهم المناطق التي جاء إليها رحالة العصور الوسطى ولا يزال يزورها السواح إلى يومنا هذا. 3- مصر القديمة:كنيسة السيدة العذراء ودير الراهبات بحارة زويلة يحتضنان المركز الثالث الذي يقدسه الأقباط كموضع باركته العائلة المقدسة: أما الموضع الذي جذب الأنظار فهو المغارة التي شيدت عليها كنيسة القديس سرجيوس" أبى سرجة" في القرن الرابع بمنطقة بابيلون بمصر القديمة، وقد احتفظت بمقصورة خاصة تحت الأرض بها مذبح وشرقية نيش () يحتمل أن يكون الطفل يسوع قد اضطجع فيها. لم يمضى أسبوع حتى تحطمت الأوثان فثار الكهنة، وخرجوا وراء العائلة الغريبة التي اضطرت أن تسير إلى منف ثم المعادى في الموضع الذي شيدت عليه كنيسة السيدة العذراء، وربما كان معبدًا يهوديا قبل بناء الكنيسة، والتي بقبابها الحالية تشير أنها من صنع القرن الثالث عشر (5). 4- في صعيد مصر:عبرت العائلة المقدسة النيل واجتازت إلى صعيد مصر، إلى مير والقوصية بمحافظة أسيوط. وفى جبل قسقام اختفت حوالي سنة شهور، في الموضع الذي أقيم عليه الآن دير العذراء الشهير بالمحرق. من هناك أعلن للقديس يوسف أن يرجعوا حيث سلكوا طريقا آخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط، وهناك بقوا قليلا في مغارة بجبل أسيوط المشهورة بدير العذراء بجبل درنكة بأسيوط. كنيسة العذراء بالزيتون:يحتمل أن تكون العائلة المقدسة فد مرت في ذات الطريق وقد ظهرت القديسة مريم في يوم 4 أبريل عام 1968، وبقى الظهور يتكرر شهورا كثيرة لمدة ساعات طويلة علنًا أمام الجماهير. وقد انشغل العالم الكنسي كله بهذا الظهور الفريد الذي ردّ كثيرين إلى الإيمان عمليًا. مقصورة العذراء "العزباوية":توجد قصة طريفة بخصوص هذه التسمية، فقد أنشئت على عزبة كان يزرع فيها فلاح بطيخًا حيث مرت به العائلة المقدسة. طلب القديس يوسف من المزارع إن سأله احد الجند عنهم أن يخبره بأنهم عبروا به حين كان يزرع البطيخ. وفعلا بعد يومين مرّ به الجنود القادمون من أورشليم فسألوه إن كانت قد عبرت به عائلة غريبة، فأجاب بما قال له القديس يوسف. وإذ كان النبات قد ظهر وأثمر بطيخا خلال اليومين بطريقة معجزية ظن الجنود أن العائلة قد مرت من الطريق من شهور فأبطأوا في اقتفاء أثرها؛ وقد صارت هذه المقصورة بركة لكثيرين. جبل الكفقيل أن العائلة المقدسة، عند عبورها في النيل عند جبل الطير بالقرب من سمالوط، أن صخرة عظيمة كادت تسقط من جبل هناك على السفينة فخافت القديسة مريم، أما الطفل يسوع الذي له السلطان على الطبيعة فمد يده وللحال توقفت الصخرة، وانطبع كف يده عليها. دعي الجبل إلى يومنا هذا "جبل الكف". وقد أمرت الملكة هيلانة ببناء كنيسة في نفس الموضع. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كرسي القديس مرقس تدعى الكنيسة القبطية أو كنيسة الإسكندرية "كرسي مار مرقس"، أحد الكراسي الأربعة الأولى: أورشليم، أنطاكية، الإسكندرية وروما.
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كيف دخلت المسيحية مصر؟ يعتبر القديس مرقس هو مؤسس الكنيسة القبطية. على أي الأحوال، تشير الشواهد إلى المسيحية قد دخلت إلى مصر حتى قبل القديس مرقس، وإن كان بلا شك على نطاق ضيق للغاية. فيما يلي بعض النقاط التي لها اعتبارها في هذا الشأن: 1- يشير سفر أعمال الرسل إلى اليهود الذين من مصر، وقد حضروا يوم العنصرة (أع 2: 10) هؤلاء بالتأكيد عند عودتهم إلى بلدهم نقلوا إلى أقاربهم ما رأوه وما سمعوه عن السيد المسيح. 2- أشار ذات السفر إلى رجل يهودي أسكندري يدعى أبولس، وصل إلى أفسس. وقد نعت أنه "فصيح مقتدر في الكتب"، بشر بغيرة روحية، كان قادرا أن يوضح من الكتب المقدسة أن يسوع هو المسيح المنتظر (أع 18: 4 و28). يحتمل أن يكون أبولس هذا هو أحد جماعة صغيرة مسيحية من أصل يهودي عاشت في الإسكندرية. 3- وجه القديس لوقا إنجيله إلى "العزيز ثاوفيلس"، مؤمن مسيحي من الإسكندرية (لو 1: 3). 4- جاء في السنكسار القبطي (14 بشنس) cuna[arion عن كرازة سمعان الغيور في منطقتي جنوب مصر والنوبة (2). |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديس مرقس مؤسس الكنيسة المصرية القبطية يعتز الأقباط برسولية كنيستهم، هذه الكنيسة التي أسسها القديس مرقس أحد السبعين رسولًا (مر10:10) وأحد الإنجيليين الأربعة. يتطلع إليه الأقباط باعتباره أول حلقة في سلسلة البطاركة الـ117 دون انقطاع، ولكونه على رأس فيض الشهداء (3). هذه الرسولية لا تقوم فقط على تأسيس الكنيسة وإنما أيضا على مثابرة كنيستنا في الحفاظ على ذات الإيمان الذي سلمه الرسل وخلفاؤهم الآباء القديسون. حياة القديس مرقسمواطن أفريقي من والدين يهوديين ينتميان لسبط لاوي (4). عاشت أسرته في قيروان حتى هجم عليهما البربر وفقدا ممتلكاتهما، فانتقلوا إلى أورشليم ومعهما طفلهما يوحنا مرقس (أى 12: 13 و25؛ و15:37). واضح أنه تلقى قسطا كبيرا من التعليم، فصار يجيد التحدث باليونانية واللاتينية إلى جانب العبرانية. كانت أسرته متدينة للغاية، ملتصقة جدا بيسوع المسيح. من أقاربه القديس برنابا ابن عمه، والقديس بطرس. لعبت والدته مريوم دورًا هامًا في الأيام الأولى في كنيسة أورشليم (5). كونها هي أول كنيسة مسيحية في العالم، فيها أسس السيد المسيحالافخارستيا المقدسة (مر 14:12-26)، وفيها ظهر الرب للتلاميذ بعد قيامته، وأرسل روحه القدوس عليهم. التصق الشاب مرقس بالرب، الذي اختاره أحد السبعين رسولا (6). أشير إليه في الكتاب المقدس في بعض الأحداث الخاصة بالرب؛ فقد كان حاضرا في عرس قانا الجليل، وهو الرجل الذي كان حاملًا الجرة حينما ذهب تلميذان ليعدا الموضع للفصح (مر 14: 13 و14 لو 22: 11) وهو ذات الإنسان الذي هرب عريانًا عند الصليب (مر14: 51) (7) لهذا تصر الكنيسة على دعوته: ثيؤريموس أي ناظر الإله، لمنع مغالطات بعض المؤرخين. القديس مرقس والأسديرمز الأسد للقديس مرقس، لسببين: 1- بدأ إنجيله بوصف يوحنا المعمدان كأسد يزأر في البرية (مر 1: 3). 2- قصته الشهيرة التي وصفها القديس سويرس بن المقفع: حدث أن أسدا ولبؤة ظهرا ليوحنا مرقس ووالده ارساليس وهما في الطريق إلى الأردن. ارتعب الأب، وطلب من ابنه أن يهرب ويبقى هو يلاقى مصيره؛ لكن يوحنا مرقس أكد لوالده أن يسوع المسيح ينقذهما، ثم بدأ يصلي، فسقط الوحشان ميتين وآمن الأب بالسيد المسيح، وبعد زمن قليل رقد. كرازته مع الرسلفي البداية رافق القديس بطرس في رحلاته التبشيرية داخل أورشليم واليهودية. وبعد ذلك رافق القديسين بولس وبرنابا في أول رحلتيهما التبشيرية إلى أنطاكيا وقبرص وأسيا الصغرى. لسبب أو آخر تركهما راجعا إلى بلده (أع 13: 13) في الرحلة الثانية رفض القديس بولس أن يأخذه معه لأنه سبق فقطع الرحلة الأولى ورجع، بسبب هذا انفصل القديس برنابا عن القديس بولس، وذهب الأول إلى قبرص مع ابن عمه مرقس (أع 15: 36-41). هناك رقد في الرب وقام القديس مرقس بدفنه. بعد ذلك احتاج القديس بولس إلى القديس مرقس وقاما بالكرازة معا في كولوسي (4: 11) وروما (فى 24؛ 2تي 4:11) وربما في فينسيا. فى أفريقياعمل القديس مرقس الحقيقي هو في أفريقيا، فقد ترك روما إلى بنتابوليس (8)، موطن ميلاده. إذ ألقى بذار الإيمان وصنع معجزات كثيرة. سافر إلى مصر عبر الواحات بصحراء ليبيا فصعيد مصر، ثم إلى الإسكندرية، حيث دخلها من الباب الشرقي عام 61م. عند وصوله تهرأ حذاؤه، فذهب إلى إسكافي يدعى انيانوس. وإذ استخدم الإسكافي مخرازا ثقب يده، فصرخ "يا الله الواحد". تهلل القديس مرقس بهذا، وبعد شفائه لجرحه بطريقة معجزية، تشجع وبدأ يكرز لأول من قبل الإيمان (9). التهبت الشعلة، وأخذ انيانوس الرسول إلى بيته حيث اعتمد هو وأهل بيته وكثيرون تبعوه. لوحظ نشر المسيحية بهدوء إذ ثار الوثنيون وكانوا يطلبون القديس مرقس في كل موضع. وإذ أحدق به الخطر سام أسقفا (أنيانوس)، وثلاثة كهنة، وسبعة شمامسة لخدمة الجماعة. إن حل به خطر، ترك الإسكندرية إلى برقة، ومنها إلى روما حيث التقى بالقديس بطرس وبولس، وبقى هناك حتى استشهادهما عام 64م. إذ عاد إلى الإسكندرية (عام 65م)، وجد القديس مرقس أن المسيحيين قد ازداد عددهم جدا. وصاروا قادرين على بناء كنيسة لها اعتبارها فىبوكاليا. استشهادهفي عام 68م، جاء عيد القيامة في ذات يوم عيد سيرابيس، فاجتمع عامة الوثنيين الثائرين في هيكل سيرابيس بالإسكندرية، وهجموا على المسيحيين ببوكليا، ألقوا القبض على القديس مرقس وحيث ربطوه وصاروا يسحبونه في شوارع المدينة الرئيسية. فكانت الجماهير تصرخ: "ليؤتي بالثور إلى بوكاليا"، حيث كان الموضع صخريا، هناك كانت الثيران تعلف لذبحها للأوثان. ألقى القديس في السجن عند المساء، حيث تمتع برؤية ملاك يشجعه، قائلا: "لقد جاءت ساعتك يا مرقس، الخادم الصالح، لكى تنال مكافأتك. تشجع، فقد كتب اسمك في سفر الحياة.". وإذ اختفى الملاك شكر القديس مرقس الله الذي أرسل له ملاكه. فجأة ظهر له المخلص نفسه، وقال له" السلام لك يا مرقس تلميذي وإنجيلي". صرخ القديس: "يا ربى يسوع المسيح"، لكن الرؤية اختفت. فى الصباح، سحب مرة أخرى في المدينة، ربما أثناء موكب الغلبة ليرابيس، حتى تنيح. مزق جسده الملطخ بالدماء، وقد أرادوا حرقه لكن ريحا هبت وأمطارا سقطت بغزارة فتفرقت الجماهير. سرق المسيحيون جسده، ودفنوه سرا في مقبرة نحتت في صخرة تحت مذبح الكنيسة. وفاتهأثناء الانشقاق الذي حدث بين الأقباط والملكيين (10)، احتفظ الأقباط بالرأس والآخرون بالجسد. وفى عام 644م. تسلل جندي إلى الكنيسة حيث كان الرأس مدفونا، فأخذها إلى سفينة حاسبا إياها كنزا. وإذ أمر عمرو بن العاص (قائد الفرق العربية) أن تترك السفن الإسكندرية بقيت هذه السفينة على الشاطئ لا تتحرك، عندئذ اعترف الجندي بما فعل، فرد عمرو الرأس إلى البابا بنيامين (11). لم يبق جسد القديس في مصر، إذ سرق ونقل إلى فينيسيا بواسطة تجار إيطاليين. لقد بنوا كاتدرائية عظيمة باسمه هناك، معتبرين أن القديس شفيعهم. وفى عام 1968 قدم البابا بولس السادس جزءا من رفات القديس إلى البابا المصري كيرلس السادس، بقي محفوظا في الكاتدرائية الجديدة بالقاهرة. أعماله الرسوليةكان القديس مرقس رسولا ذا فكر متسع، فكانت خدمته مثمرة، غطت ميادين كثيرة، ضمت:
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الكنيسة القبطية والفكر الرسولي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة رسولية، ليس فقط لأن مؤسسها هو القديس مرقس الرسول الذي خدم فيها وأقام أسقفا وكهنة وشمامسة لمعاونته في خدمتها واستشهد في الإسكندرية، ولا فقط لأن بطريركها هو خليفة مارمرقس خلال سلسلة من الباباوات منذ العصر الرسولي دون انقطاع، وإنما أيضا لبقائها تحفظ في حياتها وروحانياتها وليتورجياتها وعقائدها الفكر الرسولي؛ فهي امتداد حتى للكنيسة في عيد الرسل دون انحراف. قد تتهم كنيستنا أحيانا بالجمود ورفضها للتنازلات، لكنها بالحقيقة ليست هي كنيسة جامدة بل أمينة ومحافظة للحياة الرسولية، تود تقديم وديعة الإيمان بكل صورة في أمانة عبر الأجيال. أذكر على سبيل المثال في عام 1971 كنت أعمد طفلا في مدينة دالاس بالولايات المتحدة الأمريكية، وإذ كان حاضرا أحد رعاة الكنائس الأمريكية العماد، جلست مع الراعي على انفراد، فقال لي: "هذا الطفل محظوظ ولما سألته عن سبب هذا التعليق أجاب: "خلال هذا الطقس الطويل للعماد أحسست كأني في جو العصر الرسولي". يقول الآب جنجمان في كتابه: "الليتورجيا الأولى (1)" في التكوين العام للقداس احتفظت الطقوس الشرقية بكثير من الملامح الأولى التي اختفت في الطقس الروماني فبينما يتغير قداسنا من يوم إلى آخر، إذ بالشرق يكرر ذات الطقس بلا تغيير." إذ لم يحدث تغيير يذكر في عبادتها بليتورجياتها وطقوسها وألحانها، كما بقت محافظة على العقيدة بكثير من الحزم. يتجلى السيد المسيح فيها ليجتذب الكثيرين إليه خلالها، عاملا في أعضائها بقوة الروح. أذكر على سبيل المثال، حوالي عام 1979، حضر إنسان أمريكي إلى كنيستنا بالإسكندرية مارجرجس باسبورتيح وكان مرتبطا بموعد هام. جاء لمجرد حضور نصف ساعة في الكنيسة كنوع من السياحة؛ حاول المرافق له أن يذكره بالميعاد ليخرج فرفض التجاوب معه حتى نهاية القداس الإلهي. وعندما خرج قال له أنه كان يشعر بجاذبية للقداس الإلهي بالرغم من عدم معرفته لكلماته، إذ لم يكن يعرف العربية، أحس أنه كمن في السماء. قد تكرر هذا الأمر كثيرا في بلاد المهجر. وإنني أتركك تتلمس هذا الفكر الرسولي عند حديثنا عن الكنيسة في حياتها التعبدية وفى نظرتها للعقائد والتقليد الكنسي وحياتها السلوكية الخ. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الأقباط والاضطهاد الروماني
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الدولة الرومانية والمسيحيون المصريون غالبا ما كان الأباطرة الرومان في اضطهادهم للمسيحيين يركزون على مصر وخاصة الإسكندرية، للأسباب التالية: 1- نجاح كنيسة الإسكندرية ونجاح مدرستها في جذب حتى الفلاسفة للإيمان الجديد. 2- كانت الإسكندرية تمثل مركزًا حيويًا لم العاصمة الرومانية بالمحاصيل. لذلك غالبا ما كان الأباطرة يخشون حدوث أي ثورة في مصر، الاتهام الذي أثار قسطنطين ضد القديس أثناسيوس إنه منع إرسال المحاصيل إلى القسطنيطينية. 3- شجاعة مسيحي مصر ورغبتهم الصادقة في نوال أكاليل الاستشهاد حير المضطهدين، حتى جاء دقلديانوس بنفسه إلى الإسكندرية يمارس الاضطهاد. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الأقباط والاستشهاد أصر الأقباط أن يبدأوا تقويمهم ببدء حكم دقلديانوس عام281 م.، ودعوه "تقويم الشهداء" إذ ربحت الكنيسة في عهده أعدادا كبيرة من الشهداء. يتمجدون في الفردوس. في حوالي الحادي عشر من شهر سبتمبر من كل عام نحتفل ببدء العام القبطي، ندعوه "عيد النيروز"، فيه نحتفل بعيد الشهداء، لتهيئة روحية لبدء العام. بهذا الفهم الفريد تظهر كنيسة الإسكندرية للعالم إيمانها الروحي العميق، وانفتاح بصيرتها على الأبدية، ومفهومها للاستشهاد. فهي لا تتطلع إلى الاستشهاد كموت أو كأمر مرعب بل بالحري تراه ميلادًا جديدًا ودخولًا إلى الفردوس.
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الأقباط والاضطهادات الرومانية يلقب المؤرخون كنيستنا "كنيسة الشهداء"، ليس فقط بسبب الأعداد غير المحصية من شهداء كنيستنا، وإنما أيضا من أجل الشوق الصادق لأعضائها نحو التمتع بالاستشهاد. حينما منعوا من العبادة لم يلجأوا إلى السراديب ولا صاروا يتعبدون في المقابر بل كانوا يمارسون العبادة علانية في الحقول. كثير من الأقباط كانوا يتنقلون من موضع إلى آخر يطلبون أكاليل الاستشهاد. بدأت موجات الاضطهاد في مصر منذ القرن الأول، حينما استشهد الرسول مرقس على أيدي عامة الوثنيين الثائرين، بينما أخذ الوالي موقف المستطيب للأمر أو على الأقل موقف الصامت. صمتت المصادر التاريخية عن الاضطهادات التي حدثت في مصر حتى سيامة البطريرك الثاني عشر ديمتريوس (67-118 م.)، إلا أن هذا لا يعنى عدم حدوث اضطهادات في هذه الفترة. نذكر على سبيل المثال إنه بعد موت كوروزون (106 م) لم يكن ممكنًا سيامة بطريرك لمدة ثلاث سنوات بسبب الاضطهاد (5) مثل آخر، في عهد البطريرك السابع أومنيوس (129 -151 م.)، استشهدت القديسة صوفيا، من مدينة منفيس القديمة بمصر الوسطى. في عهد سبتميوس ساويرس (193-211 م.) عانى الأقباط من مرارة الاضطهاد الذي استمر حوالي سبع سنوات. لقد زار ساويرس مصر، وذهب إلى الصعيد حيث وجد المسيحية منتشرة. فأصدر أمره في الحال أن يزيد الوالى اضطهاده ويمنع الكرازة مهما كلفه الأمر، أغلقت مدرسة الإسكندرية. واضطر عميدها القديس إكليمندس إلى الهروب، واحتل أوريجانوس مكانه وهو في السابعة عشر من عمره. في عام 250 م. أصدر داكيوس منشور الكل الولاة أن يعيدوا إحياء ديانة الدولة بكل وسيلة، أما في مصر فقد بدأ الاضطهاد غالبا قبل إصدار المنشور. آلاف من المسيحيين استشهدوا في المدن والقرى؛ في عاميّ 257، 258 م. أصدر الإمبراطور فاليريان منشورين لتحطيم الكنيسة، فألقى القبض على القيادات الكنسية بمصر وقرطاجنة، ونفى البابا ديوناسيوس الاسكندرى. في عهد دقلديانوس، أعلن لقيوس دوميتوس دومتيانوس، قائد روماني بالإسكندرية، إنه إمبراطور. في الحال نزل دقلديانوس بنفسه إلى ساحل مصر واستولى على المدينة بعد حصار ثمانية أشهر. في عام 302 م. بدأ دقلديانوس اضطهاده للمسيحيين بطرد كل جندي يرفض تقديم ذبائح للآلهة الرومان، وفى السنة التالية أصدر مرسومه الإمبراطورى ضد المسيحيين. يبدوا أن الاضطهاد في مصر فاق أغلب مدن العالم أن لم يكن جميعها، فقد اعتقد دقلديانوس أن رأس الحية في مصر، إن سحقت أمكن بسهولة الإنهاء على المسيحية في كل الإمبراطورية، وقد بلغ عدد الذين ضربت أعناقهم بالسيف 800000 مسيحي مصري. يليق بنا ملاحظة أن اضطهاد دقلديانوس عضده مكسيموس دازا (305-213 م.) والى مصر وسوريا. وقد أتم عهده بسفك الدماء أكثر من كل الاضطهادات الواردة في تاريخ الكنيسة. ينسب شهداء عصره للاضطهاد الدقلدياني. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أمثلة للشهداء الأقباط وأعمالهم قبل مجمع خلقيدونية أعمال الشهداء خلال موجات الاضطهاد كرس كثير من القادة الروحيين حياتهم لمساندة الشهداء والمعترفين، فكانوا يزورون السجون، ويرافقون المعترفين في المحكمة، وأحيانا يذهبون معهم إلى ساحة الاستشهاد. كتب بعضهم حياة الشهداء ومحاكماتهم واستشهادهم كشهود عيان، دعيت كتاباتهم "أعمال الشهداء".
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الشهيدة ثيودورة العذراء الاسكندرانية استدعيت إلى المحكمة، في أثناء الاضطهاد الدقلديانى، وكان الاتهام أنها مسيحية، ربما لأنها رفضت الزواج بأحد الأشراف. أرسلت إلى بيت للدعارة، حيث أنقذها جندي مسيحي يدعى ديديموس أعطاها ملابسه. وإذ أرسل ديديموس للاستشهاد ظهرت ثيؤدورة لتنعم معه بالإكليل. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديس مارمينا العجايبى من أشهر الشهداء في الشرق والغرب، وذلك بسبب المعجزات التي تمت بصلواته عنا. هذا ما يشهد به الأعداد الكبيرة من الأواني الفخارية الصغيرة التي تحمل صورته واسمه، وجدها علماء الآثار في كثير من المدن في العالم، مثل هيدليرج بألمانيا، ميلان، دالماتا بيوغوسلافيا، مارسيل، دنقلة بالسودان، أورشليم. ولد القديس مينا عام 258م في نقيوس. كانت اوفيمية والدته التقية عاقرا، تطلب من الله طفلا، وذلك في عيد القديسة مريم وأمام أيقونتها، فسمعت صوتا يقول: "آمين". لذلك دُعِيَ "مينا". توفى والده أودكسيوس والى أحد الولايات، وعندما بلغ مينا الخامسة عشر من عمره التحق بالجيش، ونال مرتبة عالية. بعد ثلاث سنوات ترك الجيش ليعيش في البرية. إذ نظر رؤيا أسرع إلى الوالي وشهد ليسوع المسيح، وقد جذب احتماله للعذابات غير المحصية الكثير من الوثنيين حتى الاستشهاد. دفن جسده في مريوط، بجوار الإسكندرية، وقد اكتشفته ابنة الملك زينون، إذ رقدت هناك وشفيت من مرضها، بنى الملك كنيسة هناك، وأنشأ مدينة حيث كان الناس يأتون للاستشفاء من أنحاء العالم. هناك أنشأ المتنيح البابا كيرلس السادس ديرا. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديسة رفقة كانت القديس رفقة وأبناؤها الخمسة من مدينة قوص بالصعيد، تقدموا للوالي هناك بعد ما وزعوا كل ممتلكاتهم على الفقراء والمحتاجين. كانت أسرة القديسة مشهورة ومحبوبة من كل المواطنين، لهذا أرسلهم الوالي إلى أرمانيوس والى الإسكندرية الذي كان في زيارته في شبرا (ضاحية بدمنهور) في ذلك الوقت. هناك احتملوا عذابات قاسية، وأخيرا قطعت أعناقهم مقدمين مثلا عظيمًا لمحبة الاستشهاد. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الشهيدة دميانة إحدى مشاهير الشهداء المصريين، عاشت مع أربعين عذراء في قصرها كدير. وفى عهد دقلديانوس وبخّت والدها مرقس والى البرلس (الزعفران)، لأنه جحد السيد المسيح، وحثته على الاستشهاد. لاقت عذابات عنيفة، واستشهدت مع العذارى. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديسة كاترينا في القرن السابع كتب أنه يصعب وجود قديس (أو قديسة) أشهر من القديسة كاترينا، العذراء الاسكندرانية (7)، التي واجهت الاستشهاد في سن مبكر في الثامنة عشر من عمرها، عام 307 م. بارونيوس يقول بأنه لا يوجد في بلجيكا بلده مدينة تخلوا من كنيسة أو مذبح باسمها (8)، وكان عيدها من الأعياد الرسمية في بعض البلاد الأوروبية مثل انجلترا في القرن 13. قيل إنها احتملت عذابات مريرة، تجرأت لتدخل في حوار عام مع فلاسفة الإسكندرية وحولتهم هم وبعض رجال القضاء إلى المسيحية. وأن جسدها نقل إلى جبل سيناء بواسطة ملائكة (9). بوجه عام ينظر إليها كشفيعة للمدارس، ربما بسبب حوارها مع فلاسفة الإسكندرية. في أوروبا، عام 1063 م. أنشأ شبه دير تكريما لها، حيث ينذر الملتحقون به الطهارة والبتولية. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الشهيد أريانا والى انصنا لم تعرف الإمبراطورية الرومانية واليا قاسيا مثل أريانا، الذي كرس كل طاقته لممارسة العذابات العنيفة ضد المسيحيين، حتى أن بعض الولاة بمصر وخارج مصر اعتادوا أن يرسلوا إليه المسيحيين الرافضين جحد إيمانهم. كان يجد لذته العظمى في التنقل بين البلاد، مثل إسنا (لاتوبوليس) بالصعيد حيث قتل أسقفها وكل شعبه. عرف أن شماسا مسيحيا يدعى اولونيوس بمدينة أنتويه، فاستدعاه وإذ خاف الشماس أرسل صديقه الزمار الوثني فليمون ليظهر أمام الوالي (متخفيا) بعد أن قدم له ذهبا، وهناك يقدم ذبائح للأوثان. ارتدى الزمار ملابس الشماس ووقف أمام الوالي، لكن نعمة الله غيرته، ورفض تقديم ذبائح للأوثان. بعد محاولات فاشلة متعددة أرسل الوالي يستدعى فليمون الزمار، ظانا أن ابولونيوس أمامه، حاسبًا أن الزمّار قادرا بالموسيقى أن يغير إيمانه، وإذ بحث الرسول عن فليمون فلم يجده التزم أخ فليمون أن يكشف الأمر. في غضب شديد أمر الوالي باستدعاء فليمون والشماس أمامه، وأنزل عليهما عذابات مُرة، وألقى بالسهام على أجسادهم، لكن سهما ما لم يصبهما، بل أن أحد السهام ارتد نحو الوالي وفقأ عينيه. صرخ الوالي مستنجدًا، فقال له فليمون أن ينتظر إلى اليوم التالي ليأخذ من تراب قدميهما فتشفى عينيه، وذلك بعد قتلهما بسبب عدم إنكارهما للإيمان. قطع عنقي المسيحيين، ولم يستطع أريانا أن ينام الليل، وفى الصباح جاء إلى قبر الشهيدين وفعل ما أمره به فليمون، عندئذ شفيت عينه في الحال. في حزن وتوبة قبل الوالي الإيمان المسيحي، وقام بإطلاق المسيحيين من السجن. وإذ جاء دقلديانوس إلى الإسكندرية ثار جدًا، غير مصدق ما حدث، فأرسل يستدعى أريانا. أطاع أريانا، وقبل رحيله زار مقبرة الشهيدين ومعه الرسل، حيث سمعوا صوتا يشجعه على الاستشهاد. وهب الله أريانا عطية صنع المعجزات، وأخيرا استشهد مع رسل الإمبراطور الذين قبلوا المسيحية. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
شهداء الكتيبة الطيبية في عام 286 م. ثارت بعض قبائل بلاد الغال ضد الإمبراطور مكسيميانوس، بقيادة قائدين رومانيين، أجولونيوس وأمونديوس، فاستدعى كتيبة من الشرق تدعى "الطيبية" إذ نشأت في منطقة طيبة بمصر. كان قوامها 6666 شخصًا. قبل الدخول في المعركة أمرهم الإمبراطور أن يقسموا ويمارسوا الطقوس الوطنية، لكنهم رفضوا ذلك، بمعاونة قائدهم موريتوس (موريس). قطعت رؤوس عشر العدد أمام الكل، فعوض الخنوع كتبوا رسالة إلى الإمبراطور، جاء فيها: "أيها القيصر العظيم، نحن جنودك، وفى نفس الوقت عبيد الله. يلزمنا أن نمارس الخدمة الوطنية (في الجيش)، لكننا بقلوبنا نخضع لله. ننال منك الجزاء الوقتي، أما الأبدي فمن الله. لا يمكننا أن نطيع أوامر ضد وصايا الله". عند قراءة الرسالة صدر الأمر بقتل عشر أخر من الجند، فرفض البقية تقديم ذبائح للأوثان فاستشهدوا. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
مدرسة الإسكندرية وعلماؤها قبل ظهور المسيحية بزمن طويل اشتهرت الإسكندرية بمدارسها المتنوعة، ولعل أعظمها هو "المتحف" أو "الموزيم" التي أسسها بطليموس، وصارت أشهر مدرسة في الشرق. ضمت مكتبتها الضخمة ما بين مائتين ألفا ونصف مليون مخطوطا وكتابا في أيام بطلميوس الأول. بجانب هذه المدرسة، مدرسة السيرابيوم ومدارس يهودية كثيرة انتشرت في بقاع البلاد. نستطيع القول بأن الإسكندرية كمدينة عالمية قد اختيرت بيتا للعلم (2) كانت مركزا فريدا للحياة الفكرية المتألقة (3)، ازدهرت فيها ثقافات متنوعة من مصرية وهيلينية (يونانية) ويهودية لتقيم ثقافة جديدة. في مثل هذا الجو لم يكن أمام الكنيسة بديل آخر سوى إقامة مركز للتعليم المسيحي (4)، يسندها في مواجهة المعركة التي شنتها هذه المدارس القوية.
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
المدرسة المسيحية شهد القديس جيروم أن القديس مرقس قام بتأسيس مدرسة الإسكندرية المسيحية (5)، فقد أوحى له بالروح القدس أن يقيمها للتعليم بالمسيحية، كطريق لتثبيت الدين الجديد في هذه المدرسة على أساس راسخ (6). صارت مدرسة الإسكندرية أقدم مركز للعلوم القدسية في تاريخ المسيحية (7)، إذ نشأ فيها أول نظام للاهوت المسيحي، كما انطلقت منها طريقة التفسير الرمزي للكتاب المقدس. في هذا الأمر، يقول "كانت مدرسة الإسكندرية التعليمية (ديدسقاليون) بلا شك أشهر معهد عقلي في العالم المسيحي الأول، وكان اهتمامها الأول منصبا على دراسة الكتاب المقدس، وقد ارتبط اسمها بالتفسير الكتابي. كان شغل هذه المدرسة التفسيرية الأول هو اكتشاف المعنى الروحي في كل موضع وراء السطور في الكتاب" (8). |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
تطور مدرسة الإسكندرية بدأت مدرسة الإسكندرية كمدرسة للموعوظين، تضم طالبي العماد من أمم ويهود لتعليم الإيمان المسيحي، تقدم لهم دراسات تؤهلهم لنوال سر المعمودية. فتحت المدرسة أبوابها أمام الجميع، يلتحق بها أناس من ديانات مختلفة وثقافات متباينة وذو مراكز اجتماعية مختلفة وأعمال متفاوتة. في القرن الثاني صار للمدرسة أثرها الفعال على حياة الكنيسة، كما يظهر من الآتي: 1- استطاعت أن تروى ظمأ المسيحيين في المعرفة الدينية، وأن تشجع على الدراسات العالية، وتخلق مجالا للبحث في ميادين كثيرة. 2- أوجدت أعدادا كبيرة من قادة الكنيسة المشهورين عبر الأجيال، كثير منهم تأهلوا للجلوس على كرسي القديس مرقس. 3- بغيرتها نحو الكرازة، ربحت الكثير من النفوس للإيمان المسيحي، سواء في مصر أو الخارج. 4- بروح مسكوني صادق، جذبت طلبة من أمم أخرى؛ صار الكثير منهم قادة وأساقفة في كنائسهم. 5- خلقت إدراكا عاما لأهمية التعليم كأساس للتكوين الديني، وقد استفادت كل كنيسة في مصر بهذا الأمر بطريقة أو أخرى. 6- قدمت للعالم أول دراسات لاهوتية منهجية. 7- استخدمت الفلسفة كسلاح للمناورة لتضرب بهم في عقر دارهم (9). |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
برنامج مدرسة الإسكندرية 1- من الخطأ أن نحدد نشاط هذه المدرسة باللاهوت (10)، فقد كانت دراستها تقوم على أساس موسوعي شامل تبدأ الدراسة بسلسلة من العلوم العلمانية (غير الدينية)، ثم تتدرج إلى الأخلاقيات والفلسفة الدينية، وأخيرًا إلى اللاهوت المسيحي، خلال تفسير الكتب المقدسة. هذا المنهج الموسوعي في التعليم يحتل التقليد الإسكندري، وجد أيضا في المدارس الوثنية واليهودية. 2- كتب القديس كليمندس الثلاثة تكشف عن برنامج المدرسة في ذلك الحين بطريقة واضحة، إذ كان البرنامج يضم ثلاثة صفوف.
3- اتسمت هذه المدرسة بأن العبادة تسير جنبا إلى جنب مع الدراسة (11). الأساتذة والطلبة يمارسون الصلوات والأصوام والحياة النسكية بطرق متنوعة. حياة العفة والكمال التي اتسموا بها كانت مثلًا يُقْتَدَى بها؛ وكانت البتولية مستحبة التزم بها كثيرون. وبجانب نسكهم في الطعام والشراب عاشوا زاهدين الممتلكات الزمنية (12). |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
عمداء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية نظرة سريعة على أسماء عمداء المدرسة تكفى للكشف عن تاريخ المدرسة وسموها بين المعاهد المناظرة لها. من بين قادتها أثيناغوراس، بنتينوس، كليمندس، اوريجين، هيرقلاس، الاسكندر، ديونسيوس، بيريوس، تيؤغنوستس، بطرس خاتم الشهداء، مقاريوس، ديديموس الضرير. بجانب أثناسيوس الرسولى، كيرلس الكبير، وديسقورس الخ.
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أثيناغوراس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 1- أثيناغوراس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: كان شغوفا بالكتابة ضد المسيحية، فقرأ الكتاب المقدس ليحقق غايته بأكثر دقة فإذا بالروح القدس يمسك به بقوة ليصير مدافعا عن الإيمان الذي كان يقاومه. كما صار من أشهر عمداء المدرسة اللاهوتية المسيحية (13)، وقد بقى مرتديا زى الفلاسفة. كتب أثيناغوراس دفاعه عن المسيحية عام 177م في 37 فصلا، وجهه إلى الإمبراطور مرقس أورليوس انطونيوس وابنه كومودس شريكه في الحكم. كما كتب "عن قيامة الموتى" في 25 فصلًا. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
بنتينوس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 2- بنتينوس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: تولى رئاسة المدرسة حوالي عام 181 م. كان رواقيًا مشهورًا، اعتنق المسيحية على يديّ أثيناغوراس؛ إليه ينسب إدخال الفلسفة والعلوم إلى المدرسة لكسب الهراطقة والوثنيين المثقفين. أدخل الأبجدية القبطية، مستخدما الحروف اليونانية مضيفا إليها سبعة حروف من اللهجة الديموطيقية القديمة، كما تمكن من ترجمة الكتاب المقدس إلى القبطية تحت إشرافه يعاونه في هذا تلميذاه اكليمندس وأوريجانوس. ترجم الكثير من الأدب المسيحي إلى هذه اللغة بكونها آخر شكل من تطور اللغة المصرية القديمة. في عام 190 م.، اختاره البابا ديمتريوس الاسكندرى للذهاب إلى الهند، في عمل كرازة، وقد أحضر معه من الهند إنجيل القديس متى مكتوبًا بيده بالعبرية كان قد وصل على يدي الرسول برثلماوس (14). قام بشرح كل أسفار الكتاب المقدس. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديس كليمندس الاسكندرى عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 3- القديس كليمندس الاسكندرى عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: أبو الفلسفة المسيحية الإسكندرانية (15) كان متمرنًا في الكتب المقدسة، ولد حوالي عام 150 م.، كان دائم البحث عن الله؛ حتى بعد اعتناقه المسيحية قام برحلات باهظة يبحث عن معلم حقيقي يتتلمذ على يديه، أخيرا استقر بالإسكندرية حيث جذبته محاضرات القديس بنتينوس. سيم كاهنًا بالإسكندرية، وإذ سافر أساتذة إلى الهند تسلم رئاسة المدرسة إلى حين عودته، وإذ تنيح القديس بنتينوس تسلم رئاستها من جديد. تتلمذ على يديه أوريجانوس والكسندروس أسقف أورشليم. في أيام الاضطهاد الذي أثاره سبتيموس سويرس حوالي عام 202 م. اضطر إلى مغادرة الإسكندرية والتجأ ربما إلى فلسطين وسوريا، حيث تنيح عام 215 م. أول كاتب مسيحي يقدم التعليم المسيحي في مواجهة مع أفكار العصر وتقدمه، لقد أمن أن قوام الكنيسة والكتب المقدسة ليس متضاربا مع الفلسفة اليونانية، وأنه لا عداوة بين المسيحية والفلسفة. الخلاف هو أن الفلاسفة القدامى لم يستطيعوا إلا نوال ومضات من الحق الذي ترك للمسيحية أن تعلنه في المسيح الحق الكامل. ثالوث في الكتابة: نصح لليونانيين، المعلم، المتفرقات. الأول يحث الوثنيين على قبول الإيمان، الثاني يدعو إلى التمتع بالحياة المسيحية تحت قيادة المعلم (السيد المسيح). الثالث يعلق على الحاجة إلى المعرفة. كتب أيضا: "من هو الغنى الذي يخلص؟"، "المجمل"، رسالة عيد الفصح وأعمال أخرى مفقودة. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
أوريجانوس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 4- أوريجانوس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: يقول كواستن: "بلغت مدرسة الإسكندرية أوج عظمتها في عهد أوريجانوس (16)، خليفة القديس إكليمندس. وهو المعلم والباحث الممتاز في الكنيسة الأولى، شخصيته لا يشوبها عيب، يحمل في تعليمه دائرة معارف، ويعتبر احد المفكرين الأصليين الذين شاهدهم العالم (17). غير أن انحرافه في بعض العقائد مثل الاعتقاد بخلاص الشيطان والخلاص الجامع لكل البشرية. مع قبول الكهنوت بعد أن خصى نفسه ألزم الكنيسة القبطية أن تحرمه في حياته، بينما حرمته الكنائس الأخرى وحرمت أفكاره في مجمع القسطنيطينية الثاني سنة 553 م. يبدو أنه ولد سنة 185 م. بالإسكندرية، اهتم به والده ليوثيدس فهذبه بمعرفة الكتاب المقدس. في عام 202 م. أُلْقِيَ القبض على والده، فاشتهى أوريجانوس أن يشارك والده إكليل الاستشهاد، ولما منعته والدته أرسل إلى أبيه يقول: "احذر أن تغير قلبك بسببنا". لجأ إلى سيدة غنية لكنه لم يحتمل البقاء كثيرا لأنها قبلت رجلا هرطوقيًا يدعى بولس الأنطاكي ينشر هرطقة في بيتها. صار يعلم الوثنيين الأدب والنحو، فوجد الفرصة سانحة لاجتذاب بعضهم للإيمان بل وهيأ بعضهم لقبول الاستشهاد. وإذ رحل القديس إكليمندس من الإسكندرية أثناء الضيق تسلم أوريجانوسمدرسة الإسكندرية في الثامنة عشرة من عمره. عاش يكرس حياته لقراءة الكتاب المقدس وتفسيره رمزيا، بروح نُسكي، وبسبب حضور النسوة إلى محاضراته خصى نفسه. قام بعدة رحلات منها زيارة روما سنة 212 م.، وبلاد العرب سنة 214 م.، 224 م.، وفلسطين عام 216 م. حيث صار يفسر الكتاب أمام أسقفها وأسقف أورشليم الأمر الذي أغضب البابا ديمتريوس، لأنه بحسب التقليد الإسكندري لا يجوز لعلماني أن يعظ في حضرة أساقفة. سافر أيضًا إلى أنطاكية ليلتقي بمامسيا والدة الإمبراطور، وذهب إلى اليونان لشئون كنسية، وفى عودته عبر بفلسطين فسامه أسقف قيصرية كاهنا حتى يمكن له أن يعظ في وجود الأساقفة. الأمر الذي اغضب البابا ديمتريوس، لأنه قبل السيامة من غير أسقفه، فحسبها باطلة، خاصة وأنه كان قد خصى نفسه. انعقد مجمع بالإسكندرية واستبعد أوريجانوس منها، فاحتضنه أسقف قيصرية لينشئ مدرسة جديدة بها. أثناء الاضطهاد الذي أثاره مكسيميان التجأ إلى أنطاكية، ليعود بعد ذلك إلى فلسطين. وفى أيام داكيوس (249-251 م.) ألقى القبض عليه واحتمل عذابات كثيرة، وإن كان لم يمت أثناءها، لكنه مات بعد فترة وجيزة، ربما بسبب الآلام. أهم كتاباته: الهكسابلا (السداسيات)، يحوى ستة أعمدة متوازية تشمل نصوص الكتاب المقدس بالعبرية واليونانية؛ أما تفاسيره الرمزية فشملت تقريبًا كل حقل الكتاب المقدس، كتاباته العقيدية مثل "حق المبادئ"، "مناقشة مع هيراقلدس"، "عن القيامة"، "حث على الاستشهاد"، كما له عدة رسائل. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
هيرقلاس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 5- هيرقلاس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: "ياروكلاس"؛ أحد تلاميذ العلامة أوريجانوس المشهورين، درس الأفلاطونية الحديثة قبل معلمه أوريجانوس، على يدي أمونيوس الشماس. صار مساعدا لأوريجين، ثم خليفة له عندما هرب إلى فلسطين. اكتشف القديس ديمتريوس إمكانياته الروحية في الكرازة فسامه على الكاتدرائية. جذب الكثير من الوثنيين إلى الإيمان المسيحي كما أظهر حبًا فائقا في خدمة المؤمنين. وفى عام 224 م. اختير خليفة للقديس ديمتريوس بابا الإسكندرية. احتمل الاضطهاد، وكان يفتقد المدن والقرى في أنحاء البلاد يسند المؤمنين. وفى زياراته سام حوالي 20 أسقفًا ليهتموا برعاية شعب الله. وقد أراد الشعب مع الكهنة في مصر. الذين أحبوه جدا أن يميزوه عن بقية الأساقفة، فدعوه بالقبطية "بابا" التي تعنى "أب"، وهكذا يعتبر أول مسئول كنسي في العالم المسيحي يحمل هذا اللقب، قبل أن يستخدم في روما. قيل أن البابا هيراقلاس طلب من أوريجانوس أن يعود إلى الإسكندرية (18)، لكنه اعتذر بأن مدرسة الإسكندرية (18)، لكنه اعتذر بأن مدرسة الإسكندرية قد استقرت وأن مدرسة قيصرية تحتاج إلى رعايته (19). استطاع بسيرته الفاضلة أن يجتذب الكثيرين، فعلى يديه أمن يوليوس افريقايانوس (20). |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديس ديونسيوس الاسكندرى عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 6- القديس ديونسيوس الإسكندري عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: لقبه القديس أثناسيوس: "معلم الكنيسة الجامعة" (21). ولد بالإسكندرية مع نهاية القرن الثاني حوالي عام190 م. من أبوين وثنيين غنيين، كان من مذهب الصابئة يعبد الكواكب، محبا للقراءة، يعمل كطبيب ناجح. مرت به أرملة عجوز ومعها كتابات الرسول بولس تريد بيعها، فاشتراها منها، وأخذ يدرسها ويفحصها، فأعجب بها وحسبها أفضل ما قرأها من كتب الفلاسفة. مضى إلى الكنيسة حيث التقى بشماس يدعى أغنسطين الذي دفع إليه رسائل معلمنا بولس الرسول كاملة فقرأها وقبل الإيمان المسيحي. مضى جيونسيوس إلى البابا ديمتريوس ونال منه سر العماد. ثم التحق بالمدرسة اللاهوتية، حيث تتلمذ على يدي العلامة أوريجانوس، وصار أحد كواكبها اللامعين (22). سيم شماسًا بواسطة البابا ديمتريوس، وقسا بواسطة البابا هيراقليس. خلف هيراقليس في رئاسة المدرسة حوالي 16 أو 17 عاما كما خلفه في الباباوية عام 247 م. في اضطهاد داكيوس للكنيسة عام 250 م. بقى في داره أربعة أيام بينما حملوه من يديه ورجليه ورفعوه إلى خارج السجن. وفى اضطهاد فاليريان عام 257 م. نفى إلى قرية خفرو، فصار يبشر الوثنيين، اضطر الوالي إلى نفيه إلى بصحراء ليبيا فاهتم ببعث رسائل لشعبه. وفى عهده هوجمت مدينة الإسكندرية بواسطة قبائل بربرية، كما تمرد اميلينوس والي الإسكندرية على الإمبراطور فنشبت حرب مدنية انتهت بأسر الوالي بينما تدمرت المدينة وحلت بها مجاعة وأوبئة. مركز هذا القديس وعلمه واعتداله ألزمه بالتدخل في كثير من الصراعات داخل مصر وخارجها، مثل انقسام بنوفاتيوس الذي سيم على كرسي روما بطريقة غير شرعية، وهرطقة نيبيوس أسقف أرسينوا بالفيوم، وسابليوس أسقف بتولمايس (المدن الخمس الغربية) وبولس السومسطائي، كما تدخل في النزاع بين اسطفانوس أسقف روما وكبريانوس أسقف قرطاجنة بخصوص معمودية الهراطقة. بخصوص كتاباته يقول نيل: "فقدان كتابات ديونسيوس هي إحدى الخسائر العظمى التي لحقت بالتاريخ الكنسي (23). |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
ثيؤغنستس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 7- ثيؤغنستس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: كاهن إسكندري ولاهوتي، نعرف عنه القليل جدًا من خلال مقتطفات له وردت في فوتيوس وأثناسيوس وغريغوريوس أسقف نيصص. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الأب بيريوس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 8- الأب بيريوس عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: كاهن مثقف، مفسر ممتاز لكلمة الله وكارز، يدعوه جيروم: "أوريجانوس الصغير". نشر مقالات كثيرة في مواضيع متعددة، منها مقاله عن هوشع النبي. و"عن إنجيل لوقا"، و"عن والدة الإله"، "حياة القديس بامفيليوس"، كما كتب اثني عشر "لوغيا" أي يخص اللوغوس. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديس بطرس خاتم الشهداء (17) عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 9- القديس بطرس خاتم الشهداء (17) عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: هو ثمرة صلوات أمه التي كانت بدموع تطلب أن يهبها الله ابنًا يخدمه كل أيام حياته. أقيم أغنسطسًا (قارئًا) في السابعة من عمره، وشماسا في الثانية عشرة، وقسًا في السادسة عشر. قيل أنه كثيرا ما يرى يد ابن الله تناول المؤمنين بيد البابا ثاؤونا. اهتم بدراسة الكتاب حتى تأهل أن يكون مديرا لمدرسة إسكندرية اللاهوتية ونال لقب "المعلم البارع في المسيحية". وهو كاهن أفحم سابيليوس أسقف بطولمايس منكر حقيقة الثالوث، حاسبا أنهم ثلاثة أشكال لإعلان الله الذاتي. سيم بابا للاسكندرية عام 302 م.، وسط اضطهاد دقلديانوس ومكسيميانوس للكنيسة. انشق ضده مليتوس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) وصار يرسم أساقفة وكهنة. سام أريوس شماسا ثم قسا بالإسكندرية، وإذ لاحظ في عظاته عبارات يشتم منها إنكار لاهوت السيد المسيح وعدم مساواته للآب حرمه؛ وعندما سجن البابا حذر تلميذيه أرشلاوس والكسندروس منه، إذ رأى السيد المسيح في رؤيا مشقوق الثوب، ولما سأل السيد أجابه أن آريوس مزق ثوبه. إذ تجمهر الشعب حول السجن لإنقاذ باباهم (عام 311 م.)، أرسل هو إلى القائد سرًا ليخطط لخروجه إلى موضع الاستشهاد، حتى لا يكون سببًا لمتاعب أحد من شعبه. له مقالات لاهوتية ورسائل حوت قوانينه الخاصة بمن جحد الإيمان أثناء الاضطهادات وتاب. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
القديس ديديموس الضرير عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية 10- القديس ديديموس الضرير عميد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية: ولد حوالي عام 313 م. وفقد بصره في الرابعة من عمره، فاخترع الحروف البارزة بالنحت ليقرأها بأصبعه، بهذا سبق برايل 15 قرنًا. حفظ الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة عن ظهر قلب كما نبغ في النحو والبيان والفلسفة والمنطق والرياضة والموسيقى، وذاع صيته في كل مكان. صار مديرًا للمدرسة بعد نياحة مقاريوس، فتتلمذ على يديه القديسون غريغوريوس النزينزى وجيروم وروفينوس وبالاديوس. كان صديقًا حميمًا للقديس أنبا أنطونيوس، إذ زاره الأخير عدة مرات، كما زاره القديس بالاديوس أربع مرات. دافع عن أوريجانوس، وقاوم الآريوسيين مناظرا إياهم. فسّر الكتاب المقدس بعهديه بجانب مقالاته "عن الثالوث"، و"عن الروح القدس"، و"ضد أتباع ماني"، و"عن الفلسفة"، و"عن التجسد". سأترك الحديث عن بعض آباء مدرسة الإسكندرية مثل القديسين أثناسيوس وكيرلس الكبير وديسقورس إلى الفصول التالية الخاصة بالمجامع المسكونية ومشكلة طبيعة السيد المسيح الخ. |
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الكنيسة القبطية والمجامع المسكونية
|
الساعة الآن 12:46 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025