منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   قسم الكتب الدينية (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=56)
-   -   كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=278816)

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:48 PM

كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات
القمص تادرس يعقوب ملطي
هذا الكتاب



https://st-takla.org/Gallery/var/albu...-Malaty-02.jpg
هذا الكتاب في حقيقته هو محصلة معسكرين للشباب، أُقيما في ولاية فيكتوريا، أستراليا:
1- "مؤتمر الشباب القبطي" بدير القديس أنبا أنطونيوس، الأحد 17 يناير - الثلاثاء 19 يناير 1993.
2- "المؤتمر القبطى للفتيان"، فيليب ايلاند، الأربعاء 20 يناير - الجمعة 22 يناير 1993.
أُقيم المؤتمران حول موضوع "الطهارة"، وقد قامت الابنة المباركة نيفين حنا وبعض الأخوة والأخوات بتنسيق الكلمات والأسئلة والإجابات...
وقد آثرت تعريبها مع شيء من التصرف لنفع أبنائنا في مصر.

القمص تادرس يعقوب ملطي

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:49 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
مقدمة

بسم الآب والابن والروح القدس
الله الواحد. آمين.
أشكر إلهي الذي سمح لي بهذه الفرصة أن التقى لبضعة أيام مع شبابنا وفتياننا في سيدنى وملبورن، لمناقشة مواضيع شبابية روحية في جو روحي كنسي إنجيلي.
وإنني أشكر قداسة البابا شنودة الثالث الذي طلب منى الاشتراك في هذه المعسكرات.
وبالرغم من مرضى في تلك الفترة لكنني، أشعر بفرح شديد أن أعيش هذه الفترة في عالم الشباب والفتيان تحت قيادة روح الله القدوس.
وإنني هنا أقدم جزءًا مما نوقش في ملبورن، راجيًا أن أقدم أيضًا كتابًا يحوى ما نوقش في سيدنى.
إلهنا الصالح يسوع يتقبل هذا العمل لبنيان نفوسنا.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:50 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة والتشبه بالسيد المسيح

"لأن هذه هي إرادة الله قداستكم،
أن تمتنعوا عن الزنا...
لأن الله لم يدعنا للنجاسة بل في القداسة،
إذًا من يرذل لا يرذل إنسانًا بل الله الذي أعطانا روحه القدوس"
1 تس 3:4،7،8.
يُعَّرف قاموس اكسفورد الطهارة بكونها "حالة نقاوة بلا شر ولا خطية، وعدم امتزاج بمادة أخرى..."
ويقدم لنا القديس بولس في (1 تس 3:4،8) عبارتين، تساعداننا على تقديم تعريف للطهارة. العبارة الأولى: "لأن هذه هي إرادة الله قداستكم، أن تمتنعوا عن الزنا"، والثانية: "إذًا من يرذل لا يرذل إنسانًا بل الله الذي أعطانا روحه القدوس".
ربما يسأل البعض:
+ لماذا إرادة الله هي قداستنا؟
+ لماذا عندما نرذل الطهارة نُحسب كمن يرذل الله نفسه وليس إنسانًا؟

+ لماذا ينشغل الله بطهارتنا؟
+ لماذا لا يتركنا الله بحريتنا؟ ماذا ينتفع بسلوكنا في حياة قدسية؟
لكى نفهم سرّ اهتمام الله بطهارة أولاده نقدم مثالًا بسيطًا. عندما يُولد طفل، قد يعلق الطبيب قائلًا بأنه يشبه والدته. وإذ يسمع الأب ذلك يجتاح في نفسه شعور بالغيرة، إذ يود أن يحمل الطفل شبهه هو. هكذا خلال الحب الوالدي كل من الأب والأم يشتهيان أن يكون الطفل على شبههما. هذه المشاعر في الواقع هي ظل لحب الله الأبوي.
رغبة الوالدين في رؤية ابنهما صورة لهما ليس فقط في الشكل وإنما في مفاهيمهما وسلوكهما ينبع عن ارتباطهما القوى به، أو قل هو ثمرة الحب الطاهر المشترك، دون حرمان الابن من حرية إرادته. لأن الحب يجعل إرادة الابن على شبه إرادة أبيه. هكذا بالحب تصير إرادة الإنسان متفقة مع إرادة الله أبيه. لهذا يليق بأبناء الله أن يصيروا مرآة لصورته، لا أن يصيروا أناسًا نبلاء ذا أخلاق عالية، بل يصيروا هيكل الله يسكنه الروح القدوس.
منذ سقوط أدم، فسدت صورة الله في الإنسان، فجاء آدم الثاني، ربنا يسوع المسيح مخلصنا ليصلح الصورة الفاسدة، ويخلق الإنسان الجديد الداخلى، فيمارس بنوته لله أبينا السماوي، حاملًا شبه المسيح مخلصه.
جاءت رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس تؤكد هذه "الطبيعة الجديدة" التي قُدمت لنا كأبناء لله، خلالها صرنا هيكل الله، يسكن الروح القدس في قلوبنا.
"لأننا عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" 10:2.
"فلستم إذًا بعد غرباء ونزلاء،
بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله.
مبنيين على أساس الرسل والأنبياء،
ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية...
الذي فيه أنتم أيضًا مبنيون معًا مسكنًا لله في الروح" 19:2-22.
"إلى إنسان كامل،
إلى قياس قامة المسيح" 13:4.
تمثل هذه المفاهيم عصب اللاهوت عند القديس بولس،فلو أننا سألناه قبل إيمانه بالسيد المسيح عن حاله الدينى عندما كان يضطهد كنيسة المسيح، لأجاب:
"إني إنسان بار حسب الناموس،
أعرف الشريعة وأفهمها،
أحفظ نبوات العهد القديم عن ظهر قلب،
أصوم مرتين كل أسبوع، وأقدم العشور،
إنسان غيور على ديانتي وتقليدات آبائي،
دارس ناجح وقائد لامع."
أما وقد التقى بالسيد المسيح القائم من الأموات وهو في طريقه إلى دمشق اكتشف انه كان يسلك الطريق المضاد، وشعر بحاجته للإتحاد مع الله، والتمتع بالبنوة له، لكي يحمل مثال المسيح وصورته!
متى شعر مؤمن بضعفه وهزيمته في معركته ضد الشهوات احتاج أن يكتشف بنوته لله. فإن وقف في معركة الطهارة بمفرده تصيبه الهزيمة، أما إن اتكأ على روح الله فينال الغلبة.
إذ يكتشف الإنسان بنوته لله يتوب، ويغّير طريقه بعمل نعمة الله فيه. عندئذ يدرك أن الطهارة هي ناموس حياته الطبيعي. أما إذا تجاهل بنوته لله وعضويته في جسد ربنا يسوع المسيح تصير الشهوات الجسدية هي ناموسه الطبيعي. بمعنى آخر، النقاوة أو الطهارة بالنسبة للمؤمن ليست من عندياته، إنما تخص ذاك الذي مات على الصليب، وأرسل روحه القدوس لتقديس كنيسته وكل عضو فيها، يهبها له وينسبها إليه، فيحسب المؤمن بارًا وطاهرًا!
ذكر القديس أغسطينوس في كتابه "الاعتراف" أن أباه كان يحثه على ممارسة أعمال غير لائقة مثل الارتباط بفتيات، وانه في صباه كان قائدًا لجماعة من الفتيان يقوم معهم بحملات سطو على حدائق جيرانه، فيسرق الكمثرى. لم يكن محتاجًا إليها إنما كان يقدمها للخنازير. كان هدفه في هذا كله أن يكون قائدًا، ولو في حملات سرقة!
قيل عنه إنه عاش في علاقة غير شرعية مع سيدة أنجب منها طفلًا، وبقى معها في هذه العلاقة يطلب حياة الطهارة، لكنه يشعر بالعجز عن تحقيقها. كان في صلاته يطلب تأجيل التوبة يومًا فيومًا، إذ كان يشعر بلذة الشهوات وعجزه عن الاستغناء عنها. سمع يومًا عن القديس أنبا أنطونيوس من خلال كتاب القديس أثناسيوس الرسولي عنه. دُهش كيف أمكن لرجل قبطي بسيط أمي أن يصير قائدًا روحيًا عظيمًا يجتذب النفوس إلى ملكوت الله، بينما هو فيلسوف متعلم لا يقدر أن يحيا في الطهارة. عندئذ انطلق إلى الحديقة، وارتمى على جذع شجرة تين وصار يصلى باكيًا طالبًا الطهارة والعفة.
رآه صديقه اليبّوس يبكى بحرارة فتاب معه. وإذ جاءت المرأة تقرع بابه، سألها القديس أغسطينوس: "من تطلبين؟" أجابت بدهشة: "أغسطينوس!" قال لها: "أغسطينوس مات! أما الذي يحدثك فهو يسوع المسيح الذي في قلب أغسطينوس!" تابت السيدة وصارت أمًا لديرٍ، بينما صار أغسطينوس أسقفًا، وجذب كثيرين إلى حياة الطهارة، مقدمًا لهم راحة داخلية في الرب. لقد صار ناموس أغسطينوس ومن تابوا معه هو بر المسيح ونقاوته!

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:51 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة والشريعة الموسوية

في سفر اللاويين نتعرف على الشرائع الخاصة بالتقديس وذلك خلال دم الذبائح، بكونها رمزًا لذبيحة ربنا يسوع المسيح. بجانب هذا نجد شرائع متعددة خاصة بتطهير الجسد وتطهير خيمة الاجتماع. أما غاية تقديسنا أو طهارتنا كما أعلنها هذا السفر الإلهي فهي: "كونوا قديسين لأني أنا قدوس" لا44:11، 45؛ 26:20. هذه ليست مجرد وصية، بل هي وعد إلهي لنا! عندما تهاجمك أفكار شهوانية، ارفع قلبك إلى أبيك السماوي، الله القدوس، مطالبًا إياه أن يحقق فيك وعده الإلهي: أن تكون قديسًا لأنه هو قدوس!

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:52 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الجهاد الروحي والخضوع للشهوات الجسدية

يليق بنا أن نميز بين الجهاد ضد الشهوات والخضوع لها.

إذ يبلغ الإنسان سن المراهقة يهاجم بأفكار شهوانية. هنا يلزمه أن يدرك أن هذا الأمر طبيعى، وأن الحرب خارجية يثيرها عدو الخير. خلال هذا الهجوم يشعر المؤمن بحاجته إلى عمل الثالوث القدوس فيه، فينعم بالشركة مع السيد المسيح، والاتحاد مع الآب، وذلك بفعل الروح القدس. هذا هو طريق تتويجنا!
على أي الأحوال يليق بك ألا تطيع هذه الشهوات. بل تسرع نحو السيد المسيح لتجد لك فيه ملجأ.
مادمت في الجسد يليق بك أن تجاهد روحيًا لكي تغلب.
متى قامت معركة في قلبك لا تحسب نفسك مهزومًا، بل تذكر أنك عضو حيّ في جسد ربنا يسوع، وجندي حقيقي، تقاوم القوى المضادة التي تَودّ أن تستعبدك بالشهوات الجسدية... ومع كل إثارة للشهوات تنعم بفرصة للجهاد الروحي فتنال بالنعمة نموًا روحيًا وإكليلًا!
إنك بالحقيقة مكرم جدًا في عيني الله.
أنت هو الإنسان الذي لأجله أرسل الله شريعته وأنبياءه وأعد له طريق الخلاص، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.إنه يودّ أن يمجد جسدك ونفسك في السموات فتحيا في مجد وكرامة!

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:52 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة ليست تدميرًا للحواس والعواطف

لا تيأس لأنك إنسان عاطفي، فالعواطف هي هبة إلهية، إن تقدست صارت لك عونًا في حياتك وشركتك مع المسيح. إن كنت بلا عاطفة، لن تقدر أن تحب الله وخليقته.
فالطهارة ليست تدميرًا لحواسنا وعواطفنا، إنما هي هبة إلهية لتقديس طاقاتنا وإمكانياتنا الخارجية والداخلية. بهذا نفهم: "هذه هي إرادة الله - قداستنا!"
يليق ألا يوجد عضو واحد في جسدك غير طاهر، لأن كل أعضائك هي خليقة الله الصالحة. إنه الراعي الصالح الذي خلقنا صالحين.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:53 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة وتقديس الجسد

لا تتطلع إلى أجساد الآخرين كأداة لإشباع شهواتك، فإن الله مخلصك هو مخلصه (أو مخلصها) أيضًا. يقول القديس أغسطينوس إننا إخوة وأخوات في المسيح يسوع. فلا يليق بنا أن نتطلع إلى الغير كأداة لمتعتنا، بل كشخص نحترم كيانه كله، جسدًا وروحًا، يتمجد معنا في يوم الرب العظيم!

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:54 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
بين الحب والشهوة

يليق بنا أن نميز بين الشهوة والحب؛ فالحب هو عطاء الإنسان ذاته للغير، لأجل بنيان ومجد الغير، أما الشهوة فهي إشباع للـego (الذات)، وتمتع بالشهوات الجسدية.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:56 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة والإنسان الداخلي

"لا تكن زينتكن الزينة الخارجية،
من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب،
بل إنسان القلب الخفي،
في العديمة الفساد،
زينة الروح الوديع الهادئ،
الذي هو قدام الله كثير الثمن"
1 بط 3:3،4.
تحدثنا في الموضوع السابق عن معنى الطهارة من وجهة نظرنا كأولاد لله.
هنا يتحدث القديس بطرس إلى النساء (الزوجات)، بكونهن عادة يعطين اهتمامًا لجمالهن أكثر من الرجال. يليق بنا عندما نتحدث عن الطهارة ألا نقف عند حدود الامتناع عن التصرفات الشهوانية أو حتى الأفكار الدنسة، فإن الطهارة أمر يمس كياننا الداخلى (إنسان القلب الخفي)، وقد تحدث عنه القديس بطرس الرسول. الطهارة تعنى أننا مشغولون لا بزينتنا الخارجية بل بحياتنا الداخلية.
مشكلة الإنسان أنه غالبًا ما يتطلع إلى الحياة الداخلية بكونها أمرًا خياليًا بعيدًا عن الواقع العملي، فهو يريد الأمور الخارجية التي يتحسسها ويراها.

على أي الأحوال الإنسان ليس جسدًا مجردًا، بل جسد ونفس، ولا يمكن الفصل بينهما إلا بالموت. وحتى بعد الموت يتحدا معًا ليُكافئا معًا أو يسقطا في العقوبة معًا. لهذا يلزمنا أن نحرص على اقتناء قلب طاهر وأن نهتم بإنساننا الداخلى.
من ينشغل بالإنسان الخارجي، بسهولة يكون غير طاهر، لأنه يهتم بما هو زمني ومؤقت. أما من يركز أنظاره على الإنسان الداخلى فبسهولة يحيا في طهارة.
باهتمامنا بالإنسان الداخلى، ندرك أننا خليقة قابلة للموت، لكن نفوسنا خالدة! وكما يرى كثير من آباء الكنيسة انه يوجد ثلاثة أنواع من الموت.
1- موت عن الخطية.
2- موت عن الله.
3- موت الجسد.
لا تموت النفس كالجسد، بل تحيا إلى الأبد، إما في حياة أبدية أو عقاب أبدى،لكنها تهلك أبديًا متى اعتزلت عن الله نفسه مصدر حياتها. لهذا إن كنا نكرم أنفسنا (our souls) ونقدرها نستطيع بسهولة أن نتخلى عن الشهوات الجسدية، إذ ندرك كم هي ثمينة!
يقول ربنا يسوع المسيح: "ملكوت الله داخلكم" لو 21:17. كان اليهود يتطلعون إلى ملكوت أرضى، بينما أقام مسيحنا ملكوته في قلوبنا. لهذا إن أردت الطهارة تتطلع إلى إنسانك الداخلى واحرص على خلاص نفسك.
عندما انشغل القديسان مكسيموس ودوماديوس ابنا الإمبراطور فالنتينوس بالإنسان الداخلى تركا مركزهما العظيم ليعيشا في كهف وسط البرية بمصر. فإن سألهما أحد عن الحياة التي تركاها وراءهما في قصر أبيهما لأجابا: "إننا أسعد خليقة الله في كل المسكونة".
عندما تتطلع في أعماق قلبك، واضعًا حياتك بين يدَّي الله، متجاوبًا مع عمل الروح القدس في داخلك تصير أسعد إنسانٍ في العالم! إن صار هذا هو حالك لن تهزمك شهوات أو يغلبك دنس ما، بل تصير طاهرًا في كل جوانب حياتك، تشعر بشبع روحي داخلي!
أقدم لك مثالًا: لو أن إنسانًا في طريقه إلى مناقشة رسالة الدكتوراة علانية أمام الأساتذة والطلبة والأصدقاء، سبَّه سائق سيارة، هل تظن انه ينشغل بهذا السب؟ حتمًا لا، فإنه لا يبالى بتصرف السائق، لأن كل فكره وأحاسيسه وكل طاقاته ممتصة في مناقشة الرسالة، مترقبًا نواله درجة الدكتوراة بمرتبة الشرف. هكذا كابن لله، إن سبَّك أحد، تقول في داخلك: "وقتي أثمن من أن ينشغل بهذا الأمر!" مادمت منشغلًا بملكوت الله الذي في داخلي.
إذ يريدنا القديس بولس أن ننشغل بالملكوت الداخلى، يطلب منا ألا ندخل في المناقشات الغبية المضيعة للوقت، وألا نتكلم باطلًا (أف 29:4؛ 2 تى 23:2).
الإنسان الذي ينشغل بالتفاهات كأن يرد الشر بالشر لن يدرك قيمة حياته الداخلية، كم هي ثمينة! لهذا يقدم لنا القديس بطرس الرسول مفتاح الطهارة: "إنسان القلب الخفي!" 1 بط 4:3.
التأمل المستمر في مجد إنساننا الداخلى يعيننا ليس فقط على التمتع بالطهارة في معناها الضيق، أقصد الامتناع عن الشهوات الجسدية، وإنما أيضًا في معناها الواسع، أي النقاوة من كل الخطايا. اضرب لذلك مثلًا: المؤمن الذي يهتم بمجده الداخلى يبغض أن يكون مرائيًا أو بوجهين، قائلًا في نفسه: "إني لا أخاف المجتمع، ولا حتى من ضميري، بل أخشى ما يحطم ملكوت الله المُقام في قلبي! كيف يمكنني أن أخدع الغير بكلمات عذبة وأنا أيقونة السماء عينها؟!".
متى كانت مواطنتك في السماء تصير كل مشاكلك الزمنية تافهة، إذ تشعر أن قلبك مرفوع في السماء. هذا هو مفتاح نقاوتنا، أن نرفع قلوبنا إلى السماء. وكما يقول القديس أغسطينوس إنه إذ ترفع قلبك إلى السماء ترتفع بعد ذلك كل أعضاء جسدك معه. هكذا فعل القديس أنطونيوس الذي ترك كل شيء واهتم بملكوت الله فيه، فاستطاع بحياته الطاهرة أن يجتذب هراطقة إلى الكنيسة، إذ شاهدوا فيه اهتمامًا بحياته الداخلية.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:57 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة تشرق على كل جوانب حياتك

"فأطلب إليكم أيها الإخوة،
برأفة الله،

أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة،
مرضية عند الله،
عبادتكم العقلية.
ولا تشاكلوا هذا الدهر.
بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم.
لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة"
رو 1:12-2.
يحلو لي أن استخدم كلمة "تشرق"، لأننا حينما نتحدث عن الطهارة نرى شمس البر، ربنا يسوع المسيح نفسه، مشرقًا على حياتنا، واهبًا إيانا أن نكون على مثاله. ونحن أيضًا من جانبنا نشرق بالمسيح يسوع الذي فينا على حياة الآخرين بإشعاعات النقاوة التي للمسيح يسوع.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:58 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة بذل ومكافأة

إذا ما تأملنا قول الرسول بولس: "تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة" رو 1:12 نطرح تساؤلا: ما هي العلاقة بين الطهارة وبذل الذات أو الذبيحة الحيّة؟
الطهارة لا تعنى امتناعًا عن الخطية فحسب، لكنها ممارسة الحب، ببذل الذات لحساب الغير لخلاصهم ولمجدهم الأبدي.
فالرسول بولس كان يبذل ذاته كل يوم، حاسبًا اليوم الذي يعبر دون تقديم ذبيحة حب روحية لله ولشعبه يومًا ضائعًا. "لكن ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة" في 7:3.
عرف الرسول بولس أنه حين يبذل نفسه من أجل المسيح يكلل. هكذا بالنسبة للطهارة، فقد يتعجب البعض، قائلين: لماذا نُحرم من الملذات العالمية؟ لماذا لا نذهب إلى الحفلات الماجنة؟ لماذا لا نشاهد بعض البرامج التليفزيونية؟ إنه بامتناعنا عنها ننعم بمكافأة سماوية ثمينة، باقتنائنا حياة الشركة مع مخلصنا. هذا هو إكليلنا: اقتناء رب المجد في قلوبنا، فنسلك كما سلك ذاك، بتقديم أجسادنا ذبيحة يومية حية، كما قدم هو ذاته ذبيحة حب لأجل خلاص العالم.
حين نقبل الطهارة كبذل، لا نمارس حرمانًا، ولا يصيبنا كبتًا، إنما نقتنى مسيحنا الباذل، وننعم بالامتثال به... هكذا يصير البذل ذاته مكافأة.
حين قدم أبونا إبراهيم ابنه إسحق ذبيحة، نعجب كيف إن إسحق الشاب القوى وهو في حوالي الثامنة عشرة من عمره لأبيه الشيخ المسن الذي ناهز الـ110 عامًا، وقَبِلَ أن يربطه ويقدمه ذبيحة!
لقد رأى إسحق مع أبيه إبراهيم في اليوم الثالث علامة تشير إلى موضع الذبيحة (تك 4:22)، رأى علامة الصلب والقيامة في اليوم الثالث، فتهللت نفس إبراهيم (يو 56:8)،وتهلل إسحق معه إذ حمل ظل المسيح المصلوب القائم من الأموات... وتحولت ذبيحته إلى مكافأة!
هكذا الطهارة بما تحمله من بذل وامتثال بالسيد المسيح القدوس تحول الإنسان إلى ملاك.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 04:59 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة تحل مشاكلنا اليومية

قيل إن أحد الرهبان جاء يومًا إلى قداسة البابا شنودة (وكان في ذلك الحين أسقفًا للتعليم الكنسي) يطلب منه مشورة، لأن رئيس الدير يعامله بجفاء، فأجابه ألا يترك الدير ويذهب إلى آخر، وإنما يتقدس للرب ويعيش بروح الطهارة والقداسة. عندئذ لا يكترث بمعاملة رئيس الدير له، لأن الرئيس وكل الرهبان يتلمسون فيه القداسة، ويدركون انه رجل الله، فيخشونه، لئلا ينالوا عقابًا سماويًا. فحين يكون الله القدوس إلى جانبنا خلال الطهارة ننال حلًا لكل مشاكلنا.
جاءني شاب صاحب مشروع بالإسكندرية، وقدم لأول مرة اعترافًا صريحًا، وكان قد اجتذبه أحد أقربائه للتوبة، وكان قريبه هذا يصغره أكثر من 10 سنوات. قدم الشاب توبة صادقة... وكانت المفاجأة انه في اليوم التالي لاعترافه جاءه شاب اعتاد أن يؤذيه ويضايقه في عمله هو وأصحابه الأشرار، وقال له، "لقد جلسنا بالأمس معًا وتساءلنا فيما بيننا: لماذا نؤذيك؟ وقررنا أن نصير أصدقاء لك، فهل تقبل ذلك؟" وهكذا حين سلك طريق الطهارة تحول حتى أعداؤه إلى أصدقاء له،بالطهارة نتصالح في استحقاقات الدم الثمين مع القدوس، فيهبنا الله مصالحة أعدائنا لنا.
عندما يصير قلبك طاهرًا، تعمل نعمة الله في حياتك، فتحول كل الأمور لخيرك.
كما سبق فقلت أن الطهارة تصير الإنسان ملاكًا. من يعيش طاهرًا يعيش في المسيح يسوع، ويتمتع بعمل الروح القدس في قلبه. أما الذي يُصرّ على الدنس فتعزله الخطية عن الله مصدر حياته وقداسته، ويشعر بالعزلة والوحدة حتى إن بدا كأن كثيرين يحبونه ويلتفون حوله.
إن كنت أعيش طاهرًا في المسيح يسوع أصير مسكنًا للروح القدس، وأشعر بشبع وفرح حتى إن تركني العالم كله، لأن إلهي معي في أعماقي!

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:00 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة تقيمك ملكًا!

كان يوسف إنسانًا طاهرًا، لذلك باركه الله ووهبه النجاح، بل وجعله بركة لكثيرين، أينما حّل!
كان يوسف منذ صباه الإنسان المطيع، دمث الخلق، ذا قلب نقى، ومع ذلك بيع بأيدي إخوته عبدًا. ظُلم من امرأة سيده بسبب طهارته، وعاش مُجرّبًا، أُلقي بين المجرمين في السجن، لكن السجّان كرَّمه ووهبه حرية التصرف... وأخيرًا صار الرجل الثاني بعد فرعون في مصر كلها!
خلال الطهارة ارتفع يوسف من البيت إلى السجن ثم إلى العرش ليشبع احتياجات المصريين وكل القبائل المحيطة بمصر، واستضاف أسرته. وهكذا صار يوسف رمزًا للسيد المسيح الذي بيع بثلاثين من الفضة لكنه ملك على خشبة، وبنعمته أشبع الجموع من كل الأمم والشعوب والألسنة، أشبع كنيسته بجسده ودمه المبذولين.
هذه هي ثمرة طهارة يوسف أنه صار ملكًا، يحمل ظل المسيح الملك مشبع كنيسته!
على العكس نعرف عن أحد ملوك مصر -أنطونيوس- إذ سقط في الشهوة، وأغواه جمال كليوباترة فقد عرشه،كان عظيمًا في أعين شعبه لكنه صار عبدًا للشهوة ففقد ملكه، وصار مثلًا سيئًا للعالم كله. هكذا تحول الشهوات الملك إلى عبد!

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:00 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
الطهارة تحول حياتك إلى سماء

يتحقق اقتناء الطهارة باقتناء السيد المسيح نفسه الذي يشرق على كل جوانب حياتك: في البيت، وفى العمل، وأثناء عبادتك، وفى علاقتك بالغير، كما تؤثر على مفاهيمك وأفكارك. هكذا تتحول حياتك كلها إلى سماء إذا ما اقتنيت الطهارة.
قيل إن فنانًا أراد أن يصوّر وجه السيد المسيح، فشاهد إنسانًا جميل الصورة، دائم الابتسامة، يعكس وجهه سلامه الداخلى، فقرر أن يرسم وجهه ليمثل صورة السيد المسيح. مرت أعوام وأراد ذات الفنان أن يصوَّر وجه يهوذا الإسخريوطي كخائن، فوجد إنسانًا عبوسًا بائسًا مملوء كآبة، فاقد الجمال، فأخذ يرسم وجهه. بادره الرجل بقوله: "هل تذكرني؟!" أجابه الفنان بالنفي، عندئذ استرسل الرجل في حديثه يعلن انه هو ذات الشخص الذي سبق فرسمه منذ سنوات. وإذ ظهرت علامات الدهشة على الفنان صارخًا: "مستحيل! كيف تغيرت ملامحك هكذا؟!" أجابه الرجل: "الخطية والدنس!"
هكذا يؤثر الدنس حتى على ملامح وجهك، وعلى أفكارك وسلوكك،إنه يدمر كل ما في حياتك!
حينما نتحدث عن الطهارة إنما نتحدث عن الله السماوي.
لتكن لك هذه الخبرة، لا خلال الكتب أو العظات، وإنما بالممارسة العملية الحقة.
أخيرًا نقول: إن أردت أن تعيش كما في السماء بلا هَّم عش طاهرًا في الرب!

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:01 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
أثر الطهارة على إنساننا الداخلي

حين تسلك في الطهارة تتناغم كل إمكانياتك الداخلية معًا وتتوافق في انسجام مبدع. فالإنسان غير الطاهر يعانى من الارتباك والهّم (القلق)، ويدخل في صراع بين شهوات جسده وشهوات نفسه (غلا 17:5). بينما تشتهى نفسه الارتفاع نحو السمويات ينحدر جسده بالشهوات إلى وحل هذا العالم...
الخطية تحجبنا عن الله كما عن إخوتنا، وتفسد نظرتنا حتى إلى الخليقة الجامدة، أما الطهارة بفعل الروح القدس فينا فتهبنا خبرة الاتحاد مع الله الآب أبينا والشركة مع مخلص نفوسنا يسوع، والمصالحة مع أنفسنا كما مع الغير، والتناغم في حياتنا الداخلية!

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:02 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كيف يمكننا أن نسيطر على عواطفنا حتى لا تسود على أفكارنا؟

يلزمنا أن نميز بين السيطرة على عواطفنا وتقديسها.
السيطرة على عواطفنا يتطلب منا الضبط، فنكون كالفارس الذي يسيطر على الخيل بشدّ اللجام؛ غير أن سيطرتنا على عواطفنا تختلف، لأن هدفنا هو تقديس مشاعرنا.
نعطى لذلك مثلًا: قائد المركبة الذي يسير في اتجاه خاطئ خطير، يلزمه أن يُصلح مساره بمهارة وحكمة، متفاديًا إيقاف المركبة؛ وهذا يتطلب منه أمرين:
أولًا: ترك المسار الخاطئ.

ثانيًا: السلوك في الطريق السليم.
هذا ما يقوله المرتل: "حدّْ عن الشر واصنع الخير" مز 14:24. وكأن ترك الشر يجب أن يصاحبه صنع الخير، وهكذا يتلازم الأمران معًا.
هذا يعنى أننا لا نلغى عواطفنا ونحطمها، بل أن نسيطر عليها ونوجهها، وذلك بعمل الروح القدس فينا، هذا الذي يقدس عواطفنا لبنيان الكنيسة ونمونا الروحي.
يليق بنا أن نكون عاطفيين. كيف يمكن للكاهن بدون العاطفة ممارسة الأبوة الحانية تجاه أبنائه؟! وهكذا كل من يحيا في شركة مع ربنا يسوع المسيح يلزمه ألا يكون مسلوب العاطفة بل له العواطف المقدسة التي يوجهها الروح القدس.
الكاهن بعاطفته المملوءة حبًا يصلى من أجل المرضى والمسافرين والأرامل والغرباء والمساجين والراقدين، بل ومن أجل الأنهار والزروع،هكذا في الصلوات الليتورجية يعبر الكاهن مع الشمامسة والشعب عن مشاعرهم تجاه الله كما تجاه الخليقة السمائية والأرضية في المسيح يسوع.
لم يكن القديس يوحنا الذهبي الفم جافًا في مشاعره، بل ملتهبًا بعواطف فياضة مقدسة، متى غاب عن شعبه يومًا واحدًا، يأتي في اليوم التالي ليعبر لهم عن مدى اشتياقه إليهم، حاسبًا أن اليوم قد عبر عليه كعامٍ كاملٍ. مرة أخرى يقول لشعبه إنهم أثمن من عينيه، لأنه ماذا ينتفع بعينيه إلا أن يرى بهما محبوبيه؟!
وعبر القديس أنبا أنطونيوس عن مدى حبه لأولاده في الرهبنة، بل وللعالم كله، إذ لم يكف عن الصلاة من أجل الجميع.
وعند الضرورة نزل إلى العالم يسند الذين في السجون قبيل استشهادهم، كما نزل مرة أخرى يسند البابا أثناسيوس وكل الكنيسة في جهادهم ضد الأريوسيين منكري لاهوت السيد المسيح.
هكذا أيضًا بالنسبة للقديس أنبا بولا السائح الذي لم يرَ وجه إنسان لأكثر من سبعين عامًا عاشها في البرية الداخلية، لم يفتر عن الصلاة من أجل كل بشر، وقد أعلن الله للقديس أنبا أنطونيوس انه يبارك أرض مصر من أجل حبيبه بولا، ومن أجله يبارك النيل وأهوية السماء الخ...
هكذا يعيش حتى المتوحدون في البرية في حياة قاسية لكن ليس بدون عاطفة، إذ يسكبون أنفسهم حبًا في الصلاة من أجل الغير.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:03 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
ما معنى القداسة أو الطهارة الكاملة؟

الكمال أمر نسبى، فما تحسبه كاملًا في عينيك قد يكون غير كامل في عينَّي القديس أنبا أنطونيوس.
المؤمن يشبه وعاءً إذا امتلأ إلى آخره ظن أنه كامل، لكنه متى نما روحيًا أي كبر الإناء يدرك في نفسه أنه لم يبلغ بعد الكمال. وكأنه مع كل نمو روحي يدرك المؤمن انه في حاجة إلى جهاد أكثر لكي يبلغ بنعمة الله إلى الكمال.
بالنسبة للقديس بولس فكان يشتهى أن يصير على صورة المسيح، ويبلغ "قياس قامة ملء المسيح" أف 13:3،لهذا لم يكف عن أن يجاهد كل يوم لينمو بغير توقف، مدركًا أن طريق الكمال بلا حدود، لكنه يعمل في غير يأس. كما بلغ نوعًا من الكمال أو الطهارة تأهل لكي يكلل، الأمر الذي يفرح قلبه.
إنه كعضو في جسد المسيح يلتزم بالنمو الدائم، أما الكمال المطلق فهو صفة الله وحده، لن يدركها الإنسان في هذا العالم... إنما دائم السير في طريق الكمال الملوكي.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:03 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كيف نعرف أننا نعيش في الطهارة؟

يمكنك أن تشعر بذلك، إليك بعض الأمثلة:
أ- إذا ما تطلعت إلى شيء ما فاشتهيته، أو إلى شخص ما فطلبته لك لكي تشبع عواطفك بجماله أو رقته أو مواهبه، فأنت لست بعد طاهرًا. أما إن تطلعت إلى شخص أو شيء جميل ومجدت الله بروح القداسة فأنت طاهر.
ب- انشغال الإنسان بالأرضيات وامتصاص فكره فيها، كالاهتمام الدائم بأحدث الأزياء والموضات styles في مختلف الميادين يكشف عن عدم النقاوة، بالرغم من أن هذه الأمور في ذاتها ليست خطية!
يليق بالمؤمن ألا يُبتلع فكرة بهذه الأمور... انه يستخدمها، لكنها لا تستخدمه أو تستعبده.
جـ- يمكن للمؤمن حتى إن كان ذا أعمال كثيرة ومسئوليات ضخمة أن ينشغل بمسيحه أثناء ممارسته لعمله... حتى إن عمل في حديقة بيته، شاعرًا أنه في حضرة السيد المسيح، له القلب الناري الملتهب بالرغبة في خلاص الغير وخلاص نفسه.
هكذا تُفهم الطهارة، ليست امتناعًا عن شهوات الجسد فحسب بل تمس كل كيان المؤمن،إنها قدسية الحياة كلها، أينما ُوجد المؤمن، وتحت كل ظروف حياته!

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:04 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
هل يمكن للإنسان أن يتأمل في الله أثناء عمله، عندما يستلزم العمل تركيزًا شديدًا مثل مسك الحسابات أو عمل تقدير ميزانيات؟!

كان بالإسكندرية جرّاح أمراض عصبية (للمخ)، وكان نابغًا. جاءته سيدة تشكى له من أورام في المخ وتحتاج إلى عملية جراحية. سألته السيدة عن نسبة نجاح العملية، فأجابها في تعجب: "هل أنت إنسانة مؤمنة؟! أتصلين؟! أتثقين في الله؟!" وإذ أجابت بالإيجاب قال لها إنه قبل أن يلمس بيده المشرط يطلب عون الله، وانه يثق في الله الذي يعمل به... وانه يترك النتيجة في يدَّي الله الذي يعينه.
هذا هو شعور جَّراح ناجح... أنه في حضرة الله دائمًا، حتى في لحظات انهماكه في عمل عملية جراحية خطيرة تمس "مخ" الإنسان،كان يشعر أن الله هو العامل فيه وبه حتى في الأمور الزمنية... وبالفعل كان ناجحًا في إجراء عملياته.
لتبدأ إذن بالصلاة، طالبًا من الله أن يعمل بك ومعك، ولترفع قلبك من حين إلى حين تصرخ إلى مخلصك ولو إلى ثوانٍ بكلمات تسندك، مثل: "اللهم ارحمني أنا الخاطي!"، "اللهم اسندني فأخلص!"، "يا يسوع مخلصي كن معي!" بهذا تشعر أنك في حضرة الله، ومُمتص فيه حتى أثناء عملك.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:05 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
غالبًا ما ينشغل شبابنا بالأمور الدنسة التي توجد في المجتمع، فتصير جزءًا من حياتهم. أظن أن المشكلة الكبرى أننا لا نحب الطهارة، فإن للدنس متعته مع سهولة ممارسته، فكيف نقتنى حب الطهارة؟

إنك محتاج أن تتذوق عذوبة الطهارة، سّلْ الله لكي يهبك هذه الخبرة.
جاءني يومًا ما شاب يسألني: "هل تظن أنه يمكن لشاب أن يعيش دون علاقة مع إنسان من الجنس الآخر؟ هل يمكن لإنسان أن يعيش بالحق في طهارة، أم أنها تجلب له حالة كبت مع شعور بالحرمان؟" لقد ظن أن من يعيش طاهرًا يدخل في حالة انهيار، وبدون الطهارة ينعم بالحياة المفرحة، حيث يشترك في الحفلات ويدخل في علاقات تجلب له السعادة. بعد الحديث معه عن الطهارة قدم الشاب توبة وتركني ليعود فيشهد عن فرح حياة الطهارة وبهجتها. بعدما اختبر الحياة الطاهرة المقدسة انتهى إلى أن الطهارة هي حياة، والدنس موت.
من الضروري أن تختبر عذوبة الطهارة عمليًا في حياتك.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:06 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كيف أعرف إن كانت عواطفي مقدسة أم شريرة؟

إن كانت عواطفك ممتصة في "الذات"، تحب ذاتك، وتقيم منها مركزًا للعالم وللمجتمع وللأسرة، مشتاقًا أن تأخذ لا أن تعطى، فإن عواطفك منحرفة.
إن كنت تشتاق أن تعطى ذاتك للغير لأجل خلاصهم وبنيانهم، كما قدم السيد المسيح ذاته لخلاص البشرية كلها، فإن عواطفك مقدسة.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:07 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كيف أدرك أنني لست عثرة للغير، أُثير فيهم أفكارًا أو تصرفات دنسة؟

عندما نشعر أننا عثرة للغير يلزمنا أن نبذل كل الجهد ألا نكون هكذا.
على أي الأحوال، فإنه حتى بالنسبة لبعض القديسين أو القديسات يتعثر فيهم أو فيهن البعض لا إراديًا. إن كان الأمر بالنسبة لك هكذا، فالخطأ ليس من جانبك، مادمت تبذل كل الجهد، وليس لك نيّة شريرة. لا تتضايق من أجل هذه العثرة التي لا ذنب لك فيها، إنما صلِ لأجل المتعثرين فيك.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:08 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
إن شعرت أن طموحك في الحياة هو أن تكرس كل وقتك وحبك وطاقتك لربنا يسوع، فلماذا تتزوج؟

لا يقدر كل أحد أن يعيش غير متزوج. كثيرون متزوجون يكرسون حياتهم لربنا يسوع المسيح.
لا نستطيع القول بأنه يلزم على الكل ألا يتزوجوا، ولا أن كل من تزوج بالضرورة لم يكرس حياته بالكلية لله.
يوجد كهنة كثيرون متزوجون، ويمارسون بالحق الحياة المقدسة. ولدينا أبونا ميخائيل إبراهيم مثالًا حيًا لإنسان متزوج وله أبناء ووهبه الله صنع معجزات.
الزواج حياة مقدسة مادام الزوجان يسلكان تحت قيادة روح الله القدوس.
جاءني إنسان مرة يقول لي إنه يشعر بالجرم لأنه تزوج، حاسبًا إياه زنا قانوني. هذه فكرة خاطئة تشجبها الكنيسة كبدعة ضد الإيمان. هناك فارق بين الزواج والعلاقات الشهوانية. فبالشهوة يطلب كل طرف أن يشبع شهواته الجسدية، وتكون "الذات" مركزًا لحياته. أما العلاقات الجسدية في الزواج فهي ثمرة حب لا غاية. الزواج ليس وسيلة لإشباع شهوات جسدية، إنما هو اتحاد شخصين، تقوم بينهما العلاقات الجسدية كثمرة حب. قد تُمارس العلاقات وقد لا تُمارس، كما في حالات الصوم، لكن هذا لا يعنى فقدانهما روح الحب. فالحب هو فوق كل شيء، يُعبر عنه بأمور كثيرة، أحدها العلاقات الجسدية.
يوجد أناس حتى بعد إنجاب أطفال يعيشون في بتولية بكامل إرادتهما،إنهم لا يشعرون كمن انفصلوا عن بعضهم البعض، بل لا يزال الحب قانون حياتهم. بمعنى آخر العلاقات الجسدية ليست أمرًا أساسيًا، وفى نفس الوقت ليست أمرًا دنسًا. إنها ليست بالأمر المحرم، وفى نفس الوقت لا تحرمنا من الحياة المقدسة.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:08 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
لقد قلت إن الله خلق كل شيء صالحًا، فلماذا سمح للخطية أن تدخل العالم؟

خلق الله كل شيء صالحًا، بما فيه حرية الإرادة. إنه يقدس حرية الإنسان. فلو أنه منع الخطية من دخولها إلى العالم، لحطم بهذا حريتنا الإنسانية.
إنه لا يدفعني نحو الخطية ولا يشجعني عليها، وإنما على العكس وهبني قوة لأحيا في القداسة. لكنني بإرادتي أفسدت هذه الحرية وأسأت استخدامها. فالخطأ ليس من جانب الله بل هو خطأي أنا!
إن منعني من الخطية أصير أشبه بدمية أو جهاز تسجيل يديره سيده كما يشاء، يمينًا أو يسارًا. لكن الله وهبنا القدرة أن نكون صالحين وأن نعيش في القداسة بكامل حرية إرادتنا.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:09 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
ما هي خطوات التوبة؟

يلزمني أن اكتشف ضعفي وخطاياي. هذا يتطلب منى فحص نفسي تحت قيادة روح الله القدوس.
المشكلة هي أننا ننشغل دائمًا بالأنشطة الخارجية، ولا نعطى للنفس فرصتها لتتأمل داخلها بروح الرب. نحتاج بحق على الأقل مرة كل أسبوع أن نجلس مع أنفسنا ونقدم حسابًا عن حياتنا: عن عواطفنا وأحاسيسنا ومشاعرنا وأفكارنا ووقتنا وعبادتنا وسلوكنا مع الغير وإخلاصنا في الدراسة أو العمل الخ.
عندما تعرف نفسك تعرف الله. يعرف الإنسان نفسه خاطئًا وأنه في حاجة إلى يسوع المسيح المخلص،عندما ندرك أننا أول الخطاة نعرف مدى حاجتنا إلى ربنا يسوع كمخلص لنا، وإذ ندرك حاجتنا إليه نتجاوب مع عمل الروح القدس في قلوبنا.
أمران أساسيان في التوبة:
* أن تجلس مع نفسك بأمانة، وتفحص ضميرك بعمل الروح القدس فيك.
* أن تكتشف الله مخلصك، تثق فيه، وتسأله التوبة والشفاء وعمل روحه فيك.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:10 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كيف يمكنني أن أبدأ الحياة في طهارة؟

1- أقطع كل مصادر الشر: الأصدقاء الأشرار، المجلات الرديئة، وكل المؤثرات التي تجرفك عن طريق الطهارة. يلزمني أن أقطع كل هذه الأمور مادمت جادًا في عمل الله في حياتي. لكن قطع هذه الأمور لا يعنى إني صرت طاهرًا، إنما هي علامة على رغبتي في الحياة كابن لله وأن أحمل صورته فيّ.
2- إعطِ لنفسك فرصة لمراجعة حياتك واكتشاف ضعفاتك وأخطائك. راجع معاملاتك مع الأسرة، فربما تتعامل مع والديك بعجرفة، فإن هذا هو أحد المصادر الخطيرة لإثارة الشهوات فيك. عندما أعصى والديّ، يعصى جسدي نفسي! هذه مشكلة عامة ليست فقط بين الشباب وإنما حتى بين الكبار،لهذا يليق بك أن تراجع حياتك وعلاقاتك الأسرية، ومعاملاتك مع أصدقائك وفى الكنيسة ومع الله وأيضًا مع جسدك.
3- صلِ واطلب صلوات الغير عنك: صلاة أب اعترافك، وأصدقائك الروحيين. فإننا جميعًا في حاجة أن نصلى لأجل بعضنا البعض.
ابدأ دراستك في الكتاب المقدس بعمق وجدية.
قدم توبة، واسأل الله مغفرة خطاياك، ثم الجأ إلى أب اعترافك.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:11 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
هل الكنيسة مكان للخطاة أم للقديسين؟

الكنيسة كما يقول البابا أثناسيوس الرسولي هي مستشفى.
إنها مستشفى يعمل فيها مخلصنا يسوع المسيح لشفاء كل البشرية، فيجعل منهم قديسين. وكما يقول القديس بولس الرسول: "إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" 1 تى 15:1، إذ كان يشعر بحاجته إلى الطبيب السماوي.
إننا لا نيأس من خلاص أحد قط.
الخلاص مقدم لكل أحد؛ الله ينتظر الكل ليردهم إليه ويخلصهم،لهذا فإن أبواب الكنيسة، بل أبواب الفردوس، مفتوحة تنتظر كل الخطاة بلا استثناء، مهما تكن خطاياهم.
أهم شيء هو أن تبدأ التوبة، فإن الكنيسة تشجع أبناءها على التوبة اليومية حتى يحفظوا ثيابهم طاهرة. كأن التطهير أو الغسل عمل يومي مستمر. لذلك ففي كل ساعة إذ نصلى بالأجبية نترنم في المقدمة بمزمور التوبة [50 (51)]، طالبين غسل نفوسنا.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:23 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كيف يمكننا أن نغلب الأفكار الشريرة عندما تهاجمنا؟

يجب أن نميز بين الأفكار التي تهاجمنا من الخارج، وتلك التي تنبع في داخلنا.
تذكر أنه في مثل سنك كشاب (أو شابه) لابد أن تهاجمك مثل هذه الأفكار، وعليك أن تتطلع إلى هذه المعركة كفرصة لاقتناء إكليل النصرة. فبدون المعركة لا توجد نصرة ولا إكليل! جاهد إذًا ولا تيأس. لا تسمح لأفكار الخطية أن تسود عليك، مهما كانت ضراوة هذه الهجمات.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:25 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
لماذا يُعتبر الزنا خطية؟


أنت ابن الله القدوس الذي يريدك أن تحمل صورته وتتشبه به.
حينما تفقد القداسة تفسد شخصيتك؛ وكأن الزنا يفقدك التشَّبه بالله. وهذه هي الخطية!
الخطية لا تعنى مجرد أذية الغير، فهذا شق واحد للسلوك غير الصالح. أذكر أن الزنا يؤذى أهم كائن بالنسبة لك وهو نفسك! إنه يحطم طهارتك، الصورة المقدسة التي على شبه الله، هذه التي وهبك الله إياها.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:26 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كيف اتخذ داود الملك وسليمان الحكيم رجلا الله الكثير من الزوجات لإشباع شهواتهما؟



إذا ما تأملنا أسلوب حياة داود النبي ندرك انه لم يتخذ الزوجات لإشباع شهواته، وإنما ربما يتزايد شعب الله ويتكاثر في ذلك الحين. هكذا أيضًا بالنسبة لأبينا إبراهيم أب الآباء.
اجتاز داود النبي أوقات عصيبة، ومع ذلك محتفظًا بسلامه الداخلي، ولم يفقد شجاعته. كذلك لا نغفل مشاعر الحب الرقيقة التي أظهرها داود النبي نحو أعدائه... فلو كان داود رجل ملذات لهجر شعبه بل وهجر الله في وقت آلامه المرة واضطهاده. لكننا نجده على نقيض ذلك، فبالرغم من أن حياته كانت سلسلة لا تنقطع من الآلام لم يكف عن تمجيد الله والترنم بالمزامير، يظهر ذلك عندما اضطهده ابنه أبشالوم أو أخيتوفل مشيره أو حتى شعبه، فقد سجل لنا الكثير من المزامير في مثل هذه المناسبات بابتهاج. حقًا غالبًا ما يبدأ المزمور بنغمة الحزن المرّ أو العتاب، لكنه يختمه بتقديم الشكر لله مخلصه. هذا يكشف عن حياة بعيدة عن الشهوات الأرضية.
لسنا نتجاهل سقوطه مع امرأة أوريا الحثي، لكن من الظلم أن نتهمه بأنه رجل ملذات بسبب هذه السقطة التي تاب عنها بدموع لا تجف. لو كان داود رجل ملذات فلماذا لم يصارع لينتزع العرش؟ فقد وُجدت أمامه الفرصة لتحقيق ذلك ولم يستغلها،كان هدفه الأول في حياته أن يتمتع بعمل الله.
أما عن سليمان، فقد كانت له خبرة سيئة. يروى لنا الكتاب المقدس انه اتخذ زوجات كثيرات غريبات الجنس، أخذهن من أجل المتعة، وقد دفع الثمن غاليًا كما يخبرنا سفر الجامعة. حمل ثمرة الخطية، لكنه تاب. وقد سجل لنا خبرته في الشر، كما قدم لنا نفسه مثالًا طيبًا للتوبة.
إذا ما تطلعنا إلى إنسان طاهر مثل يوسف، يمكننا أن ندرك ما للطهارة من أثر على حياته، بل كيف تركت بصماتها على تاريخ الخلاص كله.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:28 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
لا أحب الذهاب إلى الحفلات، لكنني أحيانا اضطر إلى ذلك، مع أنني لا استمتع بها، فماذا أفعل؟

إذا كنت لا تشعر بالسعادة، فلماذا تذهب؟
لماذا تضع نفسك في تجربة؟
احذر، لأنك ربما أنت الآن في حالة روحية عالية لا تستمتع بالحفلات، لكن قد تتغير مشاعرك، فتضعف وتسقط.
كن جادًا وحازمًا مع نفسك.
قد تسأل: "ما هو الضرر من الرقص؟"
أجيبك بسؤال: "هل تظن أنك تمجد الله أثناء الرقص؟" كن صريحًا مع نفسك، فأنت عضو في جسد المسيح، ابن لملك الملوك. يليق بك أن تسلك بما يليق وكرامتك ومركزك.
أنت سفير لربنا يسوع المسيح، أرسلك إلى هذا العالم كممثل له. تصور لو أن سفيرًا ما في استراليا سلك بغير لياقة، بما يمس سمعة بلده، كيف تتصرف حكومة بلده معه؟ إنها تطلب منه التخلي عن مركزه فورًا،هكذا أنت سفير لله مخلصك. أنت سماء، كل ما تمارسه هو باسم السيد المسيح السماوي.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:29 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
أحيانا تعبر بي شكوك وهواجس خاطئة، وأنا أعلم أنها تدنس قلبي، فماذا أفعل لأصير طاهرًا؟

كما سبق أن قلت، علينا أن نكتشف خطايانا ونعترف بها تحت قيادة الروح القدس واهب التوبة. أما الثمر فيظهر في حينه.
يلزمنا أن نثق في الله غافر الخطية بلا يأس ولا توانٍ.

في زيارة لي إلى الصعيد التقيت مع شخص كان يعترف عندي حين كان طالبًا بالجامعة، وكان هذا الشاب محاربًا بأفكار جسدية بطريقة لم أسمع مثلها قط. وكان يتضرع بدموع كل يوم طالبًا من الله أن ينقذه منها،قال لي في لقائي معه بعد سنوات: "إن السنوات التي عشتها أثناء دراستي بالجامعة، وكنت فيها أصارع بعنف ضد الشهوات، قد نفعتني كثيرًا في خدمتي الحالية وسط الشباب بالصعيد. فهنا -في الصعيد- يخجل الشاب أن يعترف بمشاكله الجنسية، لكن خلال خبرتي التي سندتني في إدراك ضعف الإنسان قدمت كل محبة لهم، فصاروا أصدقاء يصارحونني بضعفاتهم، وقد استخدمني الله لتوبة كثيرين وبنيانهم الروحي. لقد أدركوا إني لست خادمًا نازلًا من السماء، إنما أشاركهم ضعفهم، حوربت مثلهم!"
لا تخشى الأفكار الدنسة، إنما صارع معها، فإنك إذ تنعم بالطهارة تجتذب أيضًا كثيرين إلى التوبة.
مرة أخرى التقيت بأخت هربت مع إنسان لتتزوج به، وكان هذا الشخص ليس الوحيد في حياتها، بل أحبت كثيرين قبله، وسلكت حياة دنسة. التقيت معها، وكان معي شماس متزوج... رفضت أن تتحدث الأخت معي، وقد أصرت على إنكار إيمانها، لكن ما أن تحدث معها الشماس قائلًا لها: "نحن لسنا ملاكين من السماء... أنا شخصيًا كانت لي خبرة في شبابي..." بدأت تتجاوب معنا، وجاءت معنا إلى الكنيسة، وقدمت توبة صادقة. لقد شعرت أننا لم نأتِ لندينها، وإنما لنترفق بها، لأننا جميعًا شركاء في الضعف.
لست أقول هذا لكي نستسلم للدنس بل علينا أن نقاومه، واثقين في الله واهب الطهارة، الذي يستخدم ضعفنا لخلاص الغير أيضًا.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:30 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
لقد استخدمت تعبير "حتى تكلل" عدة مرات، ماذا تعنى بالإكليل ونحن نصارع الدنس؟

تعبير "حتى تكلل" تعنى إدراكك أنك ملك (رؤ 6:1؛ 10:5) وأن مسيحك هو ملك الملوك (رؤ 14:17،1 تى 15:6) وملك القديسين (رؤ 30:15). أنت ملك تسيطر على أفكارك وعواطفك وأحاسيسك. وكما يقول مار إسحق السرياني: إن الراهب (المسيحي) ملك، يقول لهذا الفكر اذهب فيذهب، ولذاك تعال فيأتي. هكذا يكون الملك الروحي. تفتخر بأنك قائد، لك سلطان لا من عندك بل من الله العامل فيك. هذا يهبنا نوعًا من الشبع الداخلي.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:31 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
أرجو توضيح ما يعنيه بولس الرسول بقوله: "ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" رو 2:12؟

للعالم شكله، ولله صورته.
لك أن تحمل صورة العالم أو التشبه بالله مخلصك.
حولتنا الخطية إلى صورة العالم، لكننا بالمعمودية تغيَّر شكلنا وتجددت طبيعتنا، كما أننا ننعم بتجديد ذهني يومي خلال التوبة المستمرة، بعمل الروح القدس الذي نلناه في المعمودية والميرون.
بالخطية فقدنا طبيعتنا الممجدة أو الأصلية، والآن بالمعمودية صار لنا سلطان أن نعيش على صورة ربنا يسوع المسيح. وعلينا أن نمارس التوبة اليومية حتى تكمل فينا صورة الله.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:31 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كيف نواجه مشكلة الكسل؟

إليك تدريب بسيط يمكن استخدامه على مستوى كل حياتك العملية، وليس فقط الحياة الروحية.
إبدأ بالعمل الأكثر أهمية، وأعطه الأولوية في برنامجك اليومي. بالنسبة للصلاة كمثال، إذا شعرت بالتعب والرغبة في النوم، قل لنفسك: "سأصلى الصلاة الربانية وكفى..." بعد نهايتها قل: كذلك أصلى: "صلاة الشكر"، ثم شجع نفسك وصلى المزمور الخمسين.... وهكذا تجد نفسك قد اشتقت إلى الصلاة.
لا تؤجل العمل الروحى إلى الغد، بل قل في داخلك: "أعمل الآن واستريح غدًا"،فإن التأجيل إلى الغد يدخل بك إلى تأجيل آخر فثالث...
أذكر أن العمل الروحى يحول حتى تعب الجسد إلى راحة، فحينما أنام ولو ساعات قليلة مع نفس هادئة مستريحة في الرب أشعر براحة جسدية أفضل من النوم ساعات أطول بقلب مضطرب ونفس مملوءة غمًا.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:32 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
كيف ننمو في حب حياة الصلاة ومحبة الله؟

لكي تحب الصلاة اختبر تدريب ترديد اسم ربنا يسوع أو "صلاة يسوع" ردد باستمرار عبارات مختصرة سريعة مثل: "الّلهم ارحمني أنا الخاطي"، "خلصني يا إلهي"، "اللهم التفت إلى معونتي، يا رب أسرع وأعنى".
داوم على ذلك طول النهار كلما سنحت لك الفرصة. بهذا عندما تقف للصلاة تشعر بتعزية ليست بقليلة. أما إذا قضيت يومك كله مرتبكًا بأمور الحياة دون ترديد هذه الصلوات التي تسمى "الصلاة السهمية"، فيصعب عليك وقت الصلاة أن تركز في الله وتتأمل فيه وتشعر بحضرته. فالحديث المتصل مع الله طول النهار له فاعليته، إذ يهيئ النفس للتوبة.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:32 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
هل اهتمامي بالإنسان الداخلي أمر صعب؟

إذا ما اتكلنا على ذواتنا وإمكانياتنا البشرية صار الأمر صعبًا بل ومستحيلًا، أما إذا التجأنا إلى نعمة الله الغنية، وجاهدنا بجدية فيكون الأمر سهلًا.
كذلك يجب علينا في جهادنا الروحي أن نتذكر فاعلية حياة الشركة مع المسيح يسوع ربنا. إذ يلزمنا أن نهتم بعضنا ببعض، ونصلى لأجل بعضنا البعض. هذا الاختبار عاشته الكنيسة الأولى كما جاء في سفر الأعمال، فكان لها حياة الشركة في العمل والعبادة والجهاد الروحي... عندما كان القديس بطرس في السجن، كانت الكنيسة تصلى معًا بنفس واحدة بلجاجة من أجله في علية بيت مارمرقس الرسول (أع 5:12، 12).
حينما تتحدث مع صديقك عبر الهاتف لا تنشغل بصيحات السيارات الأخيرة والأحداث الزمنية، بل ركز على خلاص نفسك وخلاص إخوتك.
أمران هامان في توبتنا: اتكالنا على نعمة الله وسلوكنا بروح كنسي جماعي.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:33 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
أحيانًا يصعب علىّ أن أتحدث في الأمور الروحية مع أصدقائي، فماذا أفعل؟

لماذا تستصعب الحديث في الأمور الروحية؟ ألا ترى شهود يهوه كيف يجاهدون بكل طريقة لنشر تعاليمهم مع أنها خاطئة وخطيرة؟!
هل تخجل وأنت تتحدث عن الحق، وتهتم بخلاص نفس أخيك الثمينة للغاية، مدركًا أن نجاحه الروحي هو لنموك أنت أيضًا؟!
قل في نفسك: إنني لا أخجل من إنجيل المسيح وصليبه، فإنه قوة الله للخلاص.
هل علاقتك بالسيد المسيح مخجلة؟
أيهما مُخجل: حديثك من أجل خلاص أخيك وأبديته ورفع قلبه إلى السمويات أم الحديث معه في الزمنيات؟!
لا تخجل حتى إن رفض الناس كلماتك، فعليك أن تلقى بالبذار داخل قلوب الغير ليعمل الله فيهم في حينه،وكما يقول الرسول بولس: "أنا غرست وأبولس سقى، لكن الله كان يُنمى" 1 كو 6:3.
يليق بكل مؤمن أو بكل عضو في جسد المسيح ألا يهتم بخلاص نفسه وحده بل يعمل بغير خجل من أجل خلاص إخوته.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:34 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
أحيانا يسهل علينا أن نتحدث مع أناس لا يعرفون السيد المسيح عن الخلاص، بينما يصعب علينا أن نحدث أفراد أسرتنا أو أصدقاءنا عنه. يظن بعض المؤمنين من الذين نشأوا في الكنيسة واعتادوا على الذهاب إليها كنوع من الواجب أنهم أبرار وصالحون، ولا يحتاجون إلى توبة، فكيف نتحدث مع هؤلاء؟

كثيرًا ما يكون للأبناء -شبابًا كانوا أو أطفالًا- تأثيرهم القوى على حياة الوالدين، من خلال سلوكهم وكلماتهم أيضًا. علينا أن نقترب من والدينا بحكمة واتضاع وطاعة ولا ننسى المحبة والوداعة.
قال لي أحد أستاذة الجامعة إن والده روى له هذه القصة. حين كان الابن في حوالي الثامنة من عمره سمع في مدارس الأحد أننا حين نصلى يرسل الله ملاكًا فيحرسنا. وعندما رجع الطفل (حاليًا أستاذ بالجامعة) إلى المنزل لاحظ أن والده ذاهب لينام دون أن يصلى، فقال له: "كيف تنام يا أبى دون أن تصلى؟ ألا تريد أن يرسل الله لك ملاكًا يحرسك؟" وكما يقول الأب إنه منذ تلك اللحظة لم يتوقف عن الصلاة قبل النوم.
علينا أن نعمل بغير يأس، بحكمة وطاعة ووداعة، فلكل بذرة ثمرها في حينه،ولكن احذر أن تقيم من نفسك معلمًا لوالديك، إنما تعامل معهم بروح الاتضاع.

Mary Naeem 05 - 05 - 2014 05:35 PM

رد: كتاب الطهارة: أحاديث، أسئلة وإجابات القمص تادرس يعقوب ملطي
 
هل يكفى أن نكون أنقياء في الداخل، ولنا النية الصالحة، قائلين بان الروح القدس يملأ قلوبنا ويرشدنا، متجاهلين الصوم وقراءة الكتاب المقدس والعبادة الجماعية في الكنيسة الخ...؟

في إيماننا المسيحي الأرثوذكسي لا نفصل بين الحياة الداخلية والحياة الخارجية، وبين عمل الروح وعمل الجسد. عندما نصوم، هذا الصوم للجسد يسند النفس في صلواتها لتنمو بروحانية. هكذا يشترك الجسد مع النفس في الجهاد الروحي!


الساعة الآن 10:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025