منتدى الفرح المسيحى

منتدى الفرح المسيحى (https://www.chjoy.com/vb/index.php)
-   كتب البابا شنودة الثالث (https://www.chjoy.com/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث (https://www.chjoy.com/vb/showthread.php?t=260453)

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:32 PM

كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث

أن الاحتفال بالأعياد السيدية هو جزء من عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية، وهى بممارسة طقوسها وصلواتها في هذه الأعياد إنما ترتفع ببنيها من الواقع المنظور، إلى الدخول في طقس مجد أعظم روحاني.. فتتذوق التمتع بالسماء وهى على الأرض؛ حيث تحتفل بأعياد السيد الرب مشتركة مع قديسيه وملائكته.
ولتلك الأهمية نشر موقع الفرح المسيحي سلسلة كتب مقالات عن الأعياد السيدية لمؤلفين متعددين، وقد راعينا أن لا تكون مجرد طقس جاف أو معلومات عقلية ولكنها كتبت بأسلوب ومنهج متميز كتأملات روحية عن العيد السيدي، غير متجاهلين الظروف التاريخية أو الطقس، لتعبر عن عقيدتها الأرثوذكسية طريق الروحانية العميقة.
وسوف تجد أيها الزائر العزيز في هذا الكتاب بعض التأملات الروحية التي كتبت لتحثنا، فنشارك بأرواحنا وقلوبنا في هذا العيد المقدس حتى ندخل في معية الكنيسة وهى مجتمعة حول الفادي والمخلص والملك المسيح في موكبه الظافر.. وهذا القسم هو تجميع لنبذة "أحد الشعانين" من سلسلة نبذات الأعياد السيدية التي نشرها قداسة البابا شنودة الثالث، بالإضافة للتأملات الخاصة بأحد السعف التي نُشِرَت في كتاب قداسته "مجموعة تأملات في أسبوع الآلام". ليت الرب يستخدم هذا البحث لفائدة الجميع لنوال بركة هذا العيد المقدس. آمين.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:35 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
مقدمة عن الأعياد السيدية



لقد أمر الله الشعب منذ القديم بحفظه الأعياد كعيد الفصح (خر 12: 24، لا 23: 4) وعيد الخمسين أو الحصاد (خر 23: 16) وغيرها من الأعياد اليهودية التي كان يحتفل بها شعب إسرائيل، والسيد المسيح بنفسه قد مارسها بطقوسها في زمان تجسده على الأرض.
وان كانت الأعياد التي فرضت على الشعب قديمًا بطقوسها ظلا لبركات عهد النعمة، لذلك أوصت الكنيسة بنيها بحفظ الأعياد بصلاتها وألحانها وطقوسها لنوال بركتها لأن الاشتراك في العيد هو دخول في شركة العيد ونوال بركته.
وفى مقدمة الأعياد الكنسية الأعياد السيدية وهى الخاصة بالسيد المسيح الذي أنعم علينا بالفداء لذلك فالاحتفال بهذه الأعياد السيدية هو تذكار نوال هبات الله وبركاته التي فاضت على البشرية من خلال تجسدهوصلبهوقيامته تلك التي ملأت الكنيسة بغنى رحمة ونعمة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، لذلك فإن الأعياد السيدية لم ترتب لتكون مجرد تذكارًا روحيًا أو للتمتع ببعض التأملات الروحية بل لتعيشها في عمقها في الروح ونتذوقها من خلال ممارسة الطقس الكنسي الذي يرتفع بها ويسمو بنفوسنا لكرامة العيد نفسه.
وقد مارست الكنيسة منذ عهد الرسل الأطهار الأعياد السيدية وأمرت بنيها أن يحتفلوا بها ورتبت طقوس الاحتفال بها. وأحد الشعانين هو أحد الأعياد السيدية السبعة الكبيرة ويوافق الاحتفال به الأحد السابع من الصوم الأربعيني المقدس فهو الأحد الذي يسبق عيد القيامة، وفيه تحتفل الكنيسة بتذكار دخول السيد المسيح الظافر إلى أورشليم قبل آلامه، وللمرة الأخيرة في حياته على الأرض، فيه دخل ملك السلام (ملك ساليم) إلى مدينته (أورشليم)، دخل في هذا اليوم ليملك على خشبة ويتوج بإكليل شوك، دخل ليتمم عمله الكهنوتي كرئيس كهنة بتقديم ذاته ذبيحة ليصنع فداءا أبديا.
انه عيد جليل لترتفع فيه أصواتنا مع الكنيسة قائلين: (أوصنا في الأعالي.. مبارك الآتي باسم الرب).` https://st-takla.org/Pix/Priests/divider-3.jpg
الأعياد السيدية الكبيرة هي:
  1. البشارة 29 برمهات
  2. الميلاد 29 كيهك
  3. الغطاس 11طوبه
  4. الشعانين الأحد السابع من الصوم
  5. القيامة اليوم الثامن بعد الشعانين
  6. الصعود.. أربعون يومًا بعد القيامة
  7. العنصرة.. خمسون يومًا بعد القيامة
الأعياد السيدية الصغيرة هي:
  1. الختان 6 طوبه
  2. دخول المسيح الهيكل 8 أمشير
  3. دخوله أرض مصر 24 بشنس
  4. عرس قانا الجيل 13 طوبه
  5. التجلي 13 مسرى
  6. خميس العهد.. الخامس بعد الشعانين
  7. أحد توما.. ثامن القيامة

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:37 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
نتبع الرب في شركة آلامه



إننا في هذا الأسبوع نتتبع المسيح خطوة خطوة.
نتتبعه في آلامه، وفي كل الأحداث التي مرت، ونحن نرتل له تسبحة مستمرة، قائلين "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين..." ونزيد عليها في بعض الأيام عبارات توحي بها الأحداث.
نعيش معه كل يوم، بأرواحنا وأفكارنا وأحاسيسنا.
بل وبكل كياننا. نستقي أخبار هذا اليوم ونبوءاتها من القراءات المقدسة، ونعيش الأحداث التي مرت به. وكأننا نعمل مثلما قال له القديس بطرس الرسول: "تركنا كل شيء وتبعناك" (متى 7:19).
فنحن في البصخة المقدسة نترك كل شيء ونتبعه.

https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...With-Jesus.jpg
متذكرين أيضا ما قيل عن النسوة القديسات إنهن تبعنه من الجليل يخدمنه (متى 27: 55). "وأخر كثيرات اللواتي صعدن معه إلى أورشليم" (مر 15: 41). ليتنا نشعر أننا نعيش معه هذا الأسبوع بنفس الشعور وبنفس الإحساس والعاطفة... نتبعه، ونصعد معه.
ما أجمل ما قالته راعوث لنعمى "لا أتركك... حيثما ذهبتِ أذهب، وفيما وحيثما بتِ أبيت.. حيثما متِ أموت" (را 1: 16، 17). ونحن بنفس الشعور نتبع المسيح له المجد حيثما ذهب خلال هذا الأسبوع، تذهب أفكارنا معه وتأملاتنا. مشاعرنا معه، نتبعه خطوة خطوة، بنفس التسبحة..
وهنا نعبر عن احتجاجنا عما صدر من آبائنا الذين قال لهم "تبقى ساعة وقد أتت الآن، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته، وتتركونني وحدي" (يو 16: 32).
كلا يا رب، لن نتركك أبدأ وحدك، متفرقين كل واحد إلى خاصته، بل سنجتمع حولك.
سنجتمع حولك في كلامك، بكل مشاعرنا وبكل قلوبنا. لا نستطيع أن نتركك، وأنت الذي لم تترك أحدا في آلامه، ولم تترك أحدًا في آلامك...
ونحن هنا نعتذر عن آبائنا الرسل الثلاثة، الذين طلبت إليهم قائلًا: "أمكثوا ههنا واسهروا معي". فلم يستطيعوا... وعاتبتهم قائلا "أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة؟! اسهروا وصلوا" (متى 26: 38،. 4) وللأسف تركوك وناموا، لأن أعينهم كانت ثقيلة... ولكننا هنا يا رب، سنسهر معك الليل كله في الصلاة، وليس مجرد ساعة واحدة... بل نرد أن نسهر معك البصخة كلها.
هنا وتعجبني عبارة قالها بولس الرسول، تصلح شعارا لهذا الأسبوع وهي:
"لأعرفه وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبها بموته" (فى 3: 10). كثيرون عاشوا مع السيد المسيح، وحتى الآن لم يعرفوه بعد بل حتى في أسبوع الآلام نسمع السيد المسيح يقول لتلميذه فيلبس معاتبا "أنا معكم زمانا هذه مدته، ولم تعرفني يا فيلبس؟!" (يو 14: 9). ويُخَيَّل إليّ أن السيد المسيح يقول نفس العبارة للكثير منا. وبعض الناس عرفوا السيد الرب. ولكنهم لم يدخلوا في شركة آلامه. ولكننا في البصخة المقدسة نود أن نقول له:
اسمح لنا يا سيد -ولو من بعيد- أن نشترك معك في آلامك، أو مجرد أن نكون معك فيها.
سنتتبع الأحداث وتاريخ هذا الأسبوع الكبير الذي مرَّ بك، يوما فيوما. ونقدم لك مشاعرنا في كل يوم... إن الكتبة والفريسيون والكهنة لم يعرفوك، أما نحن فقد عرفناك، والعيب أن هؤلاء قد استغلوا إخلاءك لذاتك لكن يتجرأوا عليك...
فلنرجع بذاكرتنا إلى أحداث تلك الأيام. ومع أن سبت لعازر وأحد الشعانين ليسا من أيام أسبوع الآلام، إلا أننا سنتناولهما كمقدمة، وباختصار شديد جدًا..

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:38 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
سبت لعازر

كانت المعجزة الكبيرة التي أقام بها الرب لعازر منْ الموت، معجزة مذهلة جعلت الكثيرين يؤمنون. ومع ذلك لم تترك تأثيرا روحيا في رؤساء الكهنة والفريسيين. وانطبق عليهم قول أبينا إبراهيم "ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون" (لو 16: ا 3). ولم يكتفوا بعدم الإيمان، بل جمعوا مجمعا ضد المسيح "ومن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه" (يو 53،47:1)... فما الذي أضاع هؤلاء؟
لعل الذي أضاعهم: الذات وقساوة القلب.
كانت "الذات" تقف حائلًا بينهم وبين المسيح. فهم كانوا يبحثون عن عظمتهم الشخصية وعن مراكزهم، لذلك نظروا إلى المسيح في كل معجزاته كمنافس لهم في السلطة والشعبية وفكروا أن يقتلوه... ولم يقولوا كيوحنا المعمدان، "ينبغي أن ذاك يزيد، وإني أنا أنقص" (يو 3: 35).
ليتنا في هذا اليوم نفكر: كم مرة وقفت "الذات" عقبة في طريق محبتنا له؟ وتشمل الذات كبرياءنا الشخصية، ورغباتنا وشهواتنا، ومحبتنا للمديح.
كذلك قساوة القلب تطفئ كل عمل للروح.
والعجيب أن المعجزتين السابقتين لأسبوع الآلام، عملت كل منهما في يوم سبت. فتح عيني المولود أعمى، وإقامة لعازر.
فهل اختار الربع يوم السبت بالذات ليصحح تفكير اليهود عن شريعة فعل الخير في السبوت، أو ليثبت أن الإنسان لا يجوز له أن يعتمد على كبرياء فكره؟
على كلٍ، ليتنا نأخذ فكرة عن عمل الخير في يوم الرب، وإقامة الموتى بالخطية فيه، وشفاء الذين فقدوا بصيرتهم الروحية. ومن جهة حياتنا في التوبة نثق بأن:
الله قادر أن يقيمنا، ولو كانت قلوبنا أنتنت.
لا يأس إذن، مادام السيد المسيح هو الذي يقيم... والمعروف أن الخطية موت روحي. والسيد قادر أن يقيم موت الجسد وموت الروح، مهما طالت المدة.
ولنستعد يوم سبت لعازر، لنتناول يوم أحد الشعانين.
نذكر موت لعازر وإقامته، فنذكر خطايانا والقيام منها. ونستعد للتناول في يوم الأحد الذي نستقبل فيه المسيح ملكًا.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:39 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
أحد الشعانين



كلمة شعانين عبرانية من "هو شيعه نان" ومعناها يا رب خلص، ومنها الكلمة اليونانية "أوصنا" التي استخدمها البشيرون في الأناجيل وهى الكلمة التي كانت تصرخ بها الجموع في خروجهم لاستقبال موكب المسيح وهو في الطريق إلى أورشليم. ويسمى أيضًا بأحد السعف وعيد الزيتونة، لأن الجموع التي لاقته كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة فلذلك تعيد الكنيسة وهى تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة وهى تستقبل موكب الملك المسيح.
ومن طقس هذا اليوم أن تقرأ فصول الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها في رفع بخور باكر وهى بهذا العمل تعلن انتشار الأناجيل في أرجاء المسكونة، ومن طقس الصلاة في هذا العيد أن تسوده نغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة وهى التي تستخدم في هذا اليوم وعيد الصليب، وهى بذلك تبتهج بهذا العيد كقول زكريا النبي:
"ابتهجي يا ابنة صهيون...

https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...-Sunday-06.jpg
اهتفي يا ابنة أورشليم...
هوذا ملكك يأتي إليك ...

وهو عادل ومنصور...
وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" (زك 9: 9، 10)
إنه يوم عيد سيدي، نحتفل فيه بألحان الفرح، قبل أن ندخل في ألحان البصخة الحزينة. وفيه استقبل اليهود المسيح ملكًا على أورشليم، ويخلصهم من حكم الرومان، ولكنه رفض هذا المُلك الأرضي. لأن مملكته روحية...
المسيح رفض أن يملك على أورشليم، ولكنه يفرح أن يملك على قلبك...
قلبك عند الله، هو أعظم من أورشليم إنه هيكل للروح القدس ومسكن للّه. فكّر كثيرًا هل الله يملك عليك كلك: قلبك وفكرك وحواسك وجسدك ووقتك...؟
قل له تعال يا رب واملك. هوذا أنا لك...
إن كانت مملكتك يا رب ليست من هذا العالم. فتعالَ. عندي لك مملكة تناسبك، تسند فيها رأسك وتستريح. لعلك تجد راحتك في قلبي. وإن وجدت فيه عصاة أو متمردين عليك... تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك (مز 44).
لا تنشغل بالسعف في هذا اليوم، بل انشغل باستقبال المسيح في قلبك ملكًا عليه، فأنت تحتاج أن يملك الربِ عليك، لكي يدبر أهل بيتك حسنا.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:41 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
القراءات الكنسية لعيد أحد الزعف

تدور جميع قراءات هذا اليوم حول عيد الشعانين، وتتعلق بمراحل خدمة هذا اليوم وهى صلوات عيد الشعانين، ويليها مباشرة بعد قداس العيد صلاة التجنيز والتي تقام بعد توزيع الأسرار مباشرة. فمزمور عشية الشعانين (مز 117: 25 ، 26) وفيه تقول كلماته: "رتبوا عيدًا في الواصلين إلى قرون المذبح " وذلك المزمور يشير إلى دخول السيد المسيح قرية بيت عنيا والتي أقيم فيها عشاء له، كما يشير إلى دخول المسيح أورشليم لتسليم ذاته.
أما إنجيل العشية (يو 12: 1-11) ويقص حادثة زيارة المخلص لبيت عنيا ونبؤته عن آلامه وتكفينه، إذ أن الأحداث قد صارت قريبة جدًا من هذا اليوم .
وقى مزمور باكر (مز 67: 19، 23) إعلان بركة الله بخلاصه وفدائه "مبارك الرب الإله. مبارك الرب يومًا فيومًا" لأن في هذا العيد قد اقترب يوم الصلب (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وإنجيل باكر زيارة المسيح إلى بيت زكا وفي قوله اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضًا ابن إبراهيم هو إعلان خلاصه المزمع أن يتممه في دخوله إلى أورشليم (لو 19: 1-10) ومزمور الإنجيل (مز 80: 3، 1، 2)، (مز 64: 1،2)
تشير النبوات فيها إلى خروج الجموع لاستقبال المسيح وتسابيحهم له في هذا اليوم المجيد فتذكر "ابتهجوا بالله معيننا هللوا الإله يعقوب"، "لك ينبغي التسبيح يا الله في صهيون".
وفى الرسائل المقدسة التي تقرأ في هذا اليوم إشارة إلى هذا العيد عن أورشليم لإتمام الفداء فيبين القديس بولس في رسالته (عب 9: 11-28) أن المسيح وقد جاء رئيس كهنة الخيرات العتيدة، قد دخل مرة واحدة إلى الأقداس .. بدم نفسه.. فوجد فداء أبديًا.
أما الكاثوليكون فيبدأ القديس بطرس رسالته عن ألام المسيح المزمع أن يتممها "فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد" (1 بط 4: 1-11).
وفى قراءات الابركسيس (اع 28: 11-31) إعلان ملكوت لله للعام، ففي هذا اليوم يدخل الملك إلى مدينته ليدعوا أبناء مملكته لذلك يذكر أعمال الرسل أن " جميع الذين كانوا يدخلون إلى بولس الرسول كان يكرز لهم بملكوت الله".
وفى الأناجيل الأربعة (مت 21: 1-17)، (مر11: 1-11)، (لو 19: 29-48)، (يو 12: 12-19) قصة هذا العيد في تفاصيل أحداثها الجميلة، فتكتمل الصورة الرائعة لهذا الحدث المجيد.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:42 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
خلاف في معنى المُلك



في يوم أحد الشعانين دخل السيد المسيح إلى أورشليم كملك. ولم تواجهه في ذلك مشكلة من الرومان، لم يكن ينافس قيصر... إنما قامت المشكلة من الداخل، من داخل شعبه، من زعماء اليهود، إذ حدث خلاف بينهم في معنى الملك.
قبل المسيح أن يدخل أورشليم كملك، إذ ملكوته قد اقترب. نعم اقترب اليوم الذي يقضى فيه على مملكة الشيطان، ويدوس بموته على الموت الذي أدخلته الخطية إلى العالم، فيؤسس مُلكا خاصا. ولكن اختلف فهم اليهود معه في معنى المُلك.
هو يريد ملكًا روحيًا. وهم يريدون ملكًا دنيويًا.
إنه يريد أن يؤسس مملكهً ليست من هذا العالم، مملكة روحية تُبنى على الحب، يملك فيها الله لا الإنسان. ولكنهم كانوا يريدون مملكة كإحدى ممالك العالم، تبنى على السلطة، يكون رئيسها من نوع شمشون أو جدعون، أو يكون قائدًا كيشوع. يريدون مظهرًا خارجيًا أساسه القوة والجيش. أما ملك الله عليهم فلم يفكروا فيه...
لقد هتفوا "أوصنا يا أبن داود". وكلمة أوصنا أو هوشعنا، معناها خلصنا... ولكنهم طلبوا منه الخلاص كابن لداود، كوريث لعرشه وتاجه، وليس كابن لله...

https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...okrator-02.jpg
هو أراد أن يخلصهم من خطاياهم، فاسمه يسوع أي مُخلِّص (متى 1: 2). أما هم فما كانوا يريدون إلا خلاصًا من حكم الرومان.
لقد أراد أن يخلصهم من عبودية الشيطان والخطية والعالم، وهى عبودية أصعب بكثير من عبودية الرومان. لأن العبودية لقيصر قاصرة على غربة هذا العالم. بينما العبودية للشيطان تضيع أبدية الإنسان كلها...
كان المسيح يريد القلب، واليهود يريدون العرش.
هو يريد أن يحررهم من الخطية. أما هم فلا يشغلهم إلا التحرر من الحكم الأجنبي. وما كان يخطر لهم على بال ذلك الفهم الروحي الذي يقصده بعبارة "إن حرركم الابن، فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يو 8: 36).
كان لابد إذن من اصطدام بين فكره وفكرهم...
عندما دخل إلى أورشليم كملك، فرح به البسطاء.
بينما تضايق منه الكهنة والشيوخ والكتبة والفريسيون.
عامة الشعب فرحوا به، لأنه كان متواضعًا لا يتعالى عليهم، وهوذا قد أتاهم وديعًا راكبًا على جحش ابن أتان (زك 9: 9). ارتجت المدينة كلها للقائه (متى 21: 10). وبسبب المعجزات التي أجراها آمن به كثيرون (12: 10). ويقول معلمنا لوقا الإنجيلي إن الشعب كله كان متعلقًا به يسمع منه (لو 19: 48).. هتف الكل له. وفرشوا ثيابهم في الطريق، واستقبلوه بكل ترحيب...
أما الرؤساء فنظرتهم إليه لم تتجرد من الذات.
وهذه الذاتية أتعبت قلوبهم، وقادت كل تصرفاكم، وأدت بهم إلى الحقد والمؤامرة والجريمة، الأمر الذي ما كان يتفق مع كهنوتهم، ولا مع علمهم، ومثالياتهم...
لقد أزعجهم ترحيب الشعب به، وتملكتهم الغيرة فحسدوه، وانتقدوا صياح التلاميذ وهتاف الأطفال... وقالوا "هوذا العالم قد ذهب وراءه" (يو 12: 19).
عجبًا. وأي ضرر في أن يسير العالم وراءه؟!
أليس هذا الذي اشتهاه يوحنا العمدان من قبل، أن تكون العروس للعريس... وهو ينظر من بعيد ويفرح (يو 3: 29). ولكن هؤلاء الرؤساء والمعلمين لم يكونوا من نوع يوحنا المعمدان بل لم يستطيعوا أن يقولوا إن معمودية يوحنا من السماء. وعندما سألهم السيد المسيح عن ذلك، قالوا لا نعرف. وكانوا يعرفون...
الذاتية قادتهم إلى محبة الاستحواذ على الجماهير.
قادتهم الذاتية إلى الباطل، إلى الكذب، وإلى محبة الظهور. وأسلمت داخلهم إلى ذهن مرفوض. فنظروا إلى المسيح كمنافس وكرهوه!
ولما دخل المسيح إلى أورشليم كملك، لم يرحبوا به، ورفضوا أن يملك عليهم وهتفوا فما بعد "ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15). بينما كانوا ينتظرون مجيء المسيا الذي يخلصهم من حكم قيصر حسب مفهومهم!! حقًا ما أسهل أن تقود محبة الذات إلى النفاق، وإلى تملق الرؤساء، إن كان لك تحقيق للذات، حسبما يوهم الفهم المنحرف...
أما رفض هؤلاء للمسيح، فلم يضره بل أضرهم.
لقد أساءوا إلى أنفسهم وليس إليه. كان السيد الرب يؤسس الملكوت الذي حرموا أنفسهم منه. وكان يبنى الكنيسة، ويدبر قضية الخلاص. أما هؤلاء الكهنة والشيوخ والمعلمون، فكانوا منشغلين بسلبياتهم: يدبرون المؤامرات، ويشجعون الخونة، ويبحثون عن شهود كذبة، ويفكرون في قتل المسيح، ويعملون على إثارة الشعب ضده. ويشعرون بملء السعادة إن ساعدهم الشيطان على تحقيق رغباتهم الأثمة...
ومعارضات هؤلاء الكهنة ومؤامراتهم، لم تمنع ملكوت المسيح.
وهذا الملك الوديع الذي دخل إلى أورشليم راكبًا على جحش. هذا الذي رفض أن يملك على أورشليم مفضلًا أن يملك على خشبة، والذي أسس ملكه الروحي، والمسامير في يديه... انتشر ملكه إلى أقصى الأرض على الرغم من كل المؤامرات...
وأنت، ما هي تأملاتك في يوم أحد الشعانين؟
في اليوم الذي نودي فيه بالمسيح ملكًا على أورشليم...
قل له تعال يا رب واملك. ليأت ملكوتك في قلبي، وفي قلوب جميع الناس. ليأت ملكوتك على كل الشعوب وفي كل البلاد. لتعرف في الأرض، وفي جميع الأمم خلاصك (مز 66).
ابعد يا رب عني كل ما يعرقل ملكوتك داخلي. ابعد عنى الذاتية التي منعت ملكوتك عن رؤساء كهنة اليهود. وابعد عنى الحرفية التي أبعدت الفريسيين عن ملكوتك. وابعد عنى الحسد والغيرة التي بسببها ابتعد الكتبة والشيوخ والرؤساء...
أطلب من الرب أن يملك قلبك. إنما لا تغلقه أنت.
قل له: "مستعدٌ قلبي يا رب مستعد قلبي" (مز 56). وافتح قلبك لكل تأثير روحي، واقبل عمل الله فيك. ولا تطفئ الروح. ولا تتجاهل صوت الله في داخلك...

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:43 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
المسيح ملكنا



لما أتت الساعة ثبت يسوع وجهه للذهاب إلى أورشليم ( لو 9: 51) عندما قال "لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم" (لو 13: 33)، ومن الواضح أن يسوع قصد أن يكون وصوله إلى أورشليم متزامنًا مع موسم عيد الفصح، ولا شك انه كان يعلم أن المعارضة المتزايدة له ستبلغ قمتها في العاصمة اليهودية، ويؤكد كل من البشيرين مرقس ولوقا الخطر الذي توقعه يسوع وتلاميذه نتيجة ذهابه إلى أورشليم (مر 10: 32، لو 9: 51)
وقد بدأ الأسبوع الأخير بيوم الأحد حيث كان دخوله الظافر إلى أورشليم (مر 11: 1-11) والطريق من أريحا إلى أورشليم يرتفع 400 مترًا بمنحدر طويل أحيانًا وشديد الانحدار أخرى ويبلغ حوالي 27 كيلو مترًا وعلى هذا الطريق كان حديث يسوع عن السامري الصالح ( لو 10: 30 )، وقد اقترب إلى أورشليم، وكان دخوله عن طريق بيت فاجي (مت 21: 1) وهى ضاحية تقع على المنحدر الجنوبي لجبل الزيتون، وكانت الألوف المحتشدة تردد:
أوصنا لابن داود...
أوصنا في الأعالي...

مبارك الآتي باسم الرب...
بينما هم يتقدمون الموكب الملكي، فالملك آتيا إلى مملكته، وريث داود (مت 1: 1) وكان وقت الربيع ويذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس انه تجمعت في أورشليم في ذلك الوقت حوالي مليونان ونصف من اليهود، وكانت تلك الجماهير من اليهود آتيه من كل حدب وصوب من الأماكن القريبة والبعيدة في أنحاء الإقليم تتجه إلى أورشليم مدينة الملك داود، لتقدم ما أمرت به الشريعة، فقد كان لزامًا على كل يهودي أن يحضر إلى أورشليم للاحتفال بعيد الفصح، أعظم أعياد اليهود، وفيه تذكار خلاصهم (خر 12).. " وفي الطريق إلى أورشليم تجمعت الألوف حول موكب الملك الآتي إلى المدينة المقدسة، وفي نفوس متأججة بالحماس كان الذين تقدموا والذين تبعوا يصرخون قائلين "أوصنا. مبارك الآتي باسم الرب. مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب. أوصنا في الأعالي" (مر 11: 9، 10) وهى تسبحة داود النبي (مز 17: 23 – 27) عن المسيا الآتي إلى ملكته وقد تزاحمت الجموع وهى تحف بموكب المسيح فانضم إليهم الجليلين الآتين إلى العيد وهم يعرفونه جيد فكثيرًا ما رأوه يسير في مدنهم وقراهم يشفى المرض ويعلم، وتزايد الزحام بصورة كبيرة حتى تحول الميل الأخير من المسيرة إلى موكب ضخم، وفي نهاية الرحلة كانت الجموع الغفيرة تحيط به وهم يفرشون الثياب وأغصان الشجر أمامه إذ كان الحجاج قد دخلوا المدينة قبل مجيئه إليها بوقت قليل، وقد استقبلوه كمسيا المنتظر (يو 12 : 12، زك 9: 9) ومع أن السيد المسيح يعلم ماذا ينتظره فاليهود يريدون أن يقتلوه وقد تزايد حق رؤساء الكهنة عليه ومع ذلك لم يدخل أورشليم متخفيا لكنه دخل في موكبه ظاهرا للجميع ليظهر انه بإرادته جاء ليواجه صليبه الذي من أجله جاء إلى العالم.
حينما اقترب من أورشليم تنبأ بخرابها (لو 13: 34، 35، 19، 19: 41) وبكى عليها وهو يرثيها "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المراسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك.." (مت 23: 27، 28) " انك لو علمت أنت أيضًا حتى في يومك هذا ما هو لسلامك" (لو 19: 41) " ولكن الآن قد أخفى عن عينيك فإنه ستأتي أيام يحيط بك أعداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة وبهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرًا على حجر لأنك لم تعرفي زمان افتقادك" (لو 19: 41 – 44) فمدينة لم تلتفت إليه ورؤساءها حنقوا عليه والآن تحققت نبوة حزقيال النبي " فالكاروبيم رفعت أجنحتها والبكرات معها وفارق مجد الرب المدينة ووقف على جبل الزيتون" (خر 11: 33)، لذا بكى عليها في دخوله " فقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله" (يو 1: 11) وكان دخول السيد إلى أورشليم في موكب ظافر بين أصوات الهتاف حوله حتى أنها وصلت إلى الملايين المتواجدين بالمدينة للاحتفال بعيد الفصح بل وصلت إلى آذان قيافا وحنان رؤساء الكهنة في الهيكل وأن المدينة ارتجت كلها قائلة من هذا، "فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصره الجيل" (مت 21: 10) وبعد أن عبر وادي قدرون دخل أورشليم في هذا الموكب واتجه مباشرة إلى الهيكل (مر 11: 11) وهناك عبر له التلاميذ عن دهشتهم للحجارة العظيمة التي كانت مازالت باقية من بقايا أساس أسوار الهيكل، ولأن الوقت قد أمسى خرج يسوع إلى بيت عنيا من اثنتي عشر ليفض الليل فيها فلم يكن من السهل إيجاد مكان للمبيت في أورشليم في أيام العيد هذه لذلك كان السيد المسيح له المجد يخرج ليبيت خارج المدينة في جبل الزيتون ثم يعود في الصباح إلى الهيكل يعلم.
المسيح ملكنا جاء اليوم ليملك في مدينته فوق الصليب الذي أعدته له أمته بل أعد له من السماء لأن من أجل السرور الموضوع أمامه.. سر أن يستحقه الأب بالحزن. فالصليب من مشيئته وقبله طوعا.. أطاع حتى الموت.. بإرادته ومسرة الرب بيده تنجح. واليوم جاء ليملك فوق تل الجلجثة على خشبة عوض عن العرش الذي يحمله الكاروبيم ملائكته ويمسك في يمينه قصبه عوضا عن صولجان المجد ويقبل إكليل الشوك بدلا من التاج الملكي لهامته المقدسة ، هذه هي ساعة ملكه وهو يراها واضحة في دخوله إلى أورشليم وهى الجموع الغفيرة التي تشق أصواتها عنان السماء وهى تهتف مبارك الملك الآتي باسم الرب، هي نفسها بعد أيام قليلة سوف تصرخ اصلبه.. اصلبه، وهو لم لم ينزعج لذلك فقد جاء لا ليؤسس مملكة أرضية طالبا ولاء هذه الجموع المتقبلة لكنه جاء ليؤسس مملكته الروحية في قلوب الناس وملكه على البشرية فهو لم يرتض يومًا أن يصير ملكًا أرضيا ورفض ذلك إذ قال لهم مملكتي ليست من لا تنقرض (دا 2: 44) جاء ليهدم مملكة الشيطان ويحرر أولاده من عبوديتهم، جاء ليهدم بيت القوى وينزع سلاحه (لو 11: 22) لذلك فهو يدخل اليوم ظافرا ليملك في قلوبنا ويفك قيوم عبوديتها ويرفع النير عنا ويطلقنا أحرارًا من الخطية التي استعبدنا لها زمانا طويلًا، لذلك نبتهج اليوم بمجيئه وخلاصه ونخرج لننضم إلى موكبه مع الأطفال باسم والتلاميذ الأطهار ونهتف:
مبارك الآتي الرب.. أوصنا يا ابن داود.. أوصنا في الأعالي.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:45 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
المسيح عادل ومنصور

كان لليهود عقيدة في ذلك الحين أن المسيح سيكون مجيئه في قوة واقتدار عظيمين (أر23: 5، 6) وهذا ما دعا الجميع أن تستقبله بهذا التكريم الزائد والحفاوة البالغة بحرارة وحماس شديدين حتى أن الفريسيين قال بعضهم لبعض "انظروا أنكم لا تنفعون شيئًا هوذا العالم كله قد ذهب وراءه" (يو 12: 19). لقد كان دخوله في موكب كمقتدر وظافر فكان يحيط به هؤلاء المرضى الكثيرين الذين شفاهم خاصة هؤلاء الآتين من الجليل في الشمال ومنهم الآتين من اليهودية ومن أنحاء الاقليم فقد كان طوال سنوات خدمته لا يكف عن صنع المعجزات فقد فتح أعين الكثيرين يتقدمهم المولود أعمى وبارتيماوس وشفى أمراضًا متعددة يتقدمهم المخلع وذو اليد اليابسة ونازفة الدم.. لقد تمت فيه نبوة إشعياء النبي (أش 35: 5، 6) ويتقدم الموكب لعازر الذي أقامه من القبر، كان الجمع ينحني أمامه وهم يفرشون ثيابهم في الطريق ويهتفون أمامه أوصنا.. خلصنا. فهو المعلم المقتدر الذي له السلطان ليس على الأمراض والعاهات فقط بل على الموت أيضًا وله سلطان كخالق على الطبيعة فهم يذكرون يوم أن امتلأت الشباك بالسمك ويوم أن انتهر الريح والبحر الهائج ومشى على المياه ويوم أن بارك في السمك والخبزات القليلة التي أشبعت الآلاف ويوم أن حول الماء خمرا في بداية خدمته في قانا الجليل، أنهم يحيطون بموكب المسيا القوى الغالب الذي هربت من أمامه الشياطين وصرخت نحن نعرفك من أنت قدوس الله. نعم يا أحبائي فقد قال: رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء (لو 10: 17) وقال أيضًا الآن رئيس هذا العالم يطرح خارجا اندحرت مملكته وانحل سلطانه أمام سلطان أمام المسيح، والتلاميذ يتذكرون جيدا شهادة السماء له في يوم عماده حين كان صاعدا من الماء إذ انشقت السموات وصار صوت الآب هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. وجاء الروح القدس واستقر عليه كما شهد بذلك يوحنا المعمدان وكذا حين أظهر مجد لاهوته على الجبل في التجلي انه الإله الظاهر في الجسد الذي له سلطان أن يغفر الخطايا فقد قال للمرأة الخاطئة مغفورة لك خطاياك...
لقد كان دخوله وسط هؤلاء الذين كانوا يعرفونه جيدا ورأوا معجزاته واقتداره، لقد داخلا المدينة عادلا ومنصورا ولما اقترب من منحدر جبل الزيتون ابتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم لأجل جميع القوات التي نظروها (لو 20: 38 )

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:46 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
المسيح ملك السلام

تبتهج قلوبنا اليوم بدخول ملك السلام فيها فهو اليوم يراه داخلا أورشليم ملك سلام فلم يمتط فرسا مهيئا للحرب والقتال بل أتانًا وديعًا. لذلك قيل "واقطع المركبة من إفرايم والفرس من أورشليم وتقطع قوس الحرب ويتكلم بالسلام للأمم" (زك 9: 10) إذ هو رئيس السلام، وقد أخبر عنه يعقوب إسرائيل انه " لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون ومعناها المسيا وله يكون خضوع شعوب، رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنه ابن أتانه" (تك 49: 11) هو ملك ساليم (أورشليم) ملك البر والسلام (عب 7: 1) لقد كانت مسيرته وسط الجموع "وقد قطع كثيرون أعصانا من الشجر وفرشوها في الطريق" (مر 11: 8). "وآخرون أخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه" (يو 12: 12) انه منظر مدهش أن تخرج هذه الجموع وهى تحمل سعف النخل وأغصان الزيتون كأعلام للسلام وهى تستقبل ملك السلام وهم يعيدون إلى الذاكرة احتفال عيد المظال حيث كانوا يحتفلون به في ابتهاج وقد أمرت الشريعة " يأخذون لأنفسكم ثمر أشجار بهجة وسعف النخل وأغصان أشجار..وتفرحون أمام الرب إلهكم.. تعيدونه عيدا للرب" (لا 23 : 33، 34).
لقد انحنى الشعب يفرش الأرض بأغصان الشجر أمام الغصن الجيد الذي تحدث عنه أرميا النبى " في تلك الأيام وفي ذلك الزمان أنبت لداود غصن البر فيجرى عدلا وبرا في الأرض" (أر 33: 15).
لم يدخل المسيح أورشليم إلا كملك سلام وتمت فيه النبوة "يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على كرسيه ويكون كاهنا وتكون مشورة السلام بينهما" (زك 6: 13).
اليوم يدخل المسيح حياتنا ليمنحنا سلامه الذي يفوق كل عقل، ففي ميلاده رنمت الملائكة أنشودة السلام، وفي صعوده أعطى الكنيسة السلام واليوم نرنم مع الجموع..
سلام في السماء، ومجد في الأعالي (لو 19: 19: 39).

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:47 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
المسيح مخلص العالم

كانت الجموع تردد في أصوات حماسية.. أوصنا يا ابن داود.. وهى نبوه من المزمور 118 عن المسيح المخلص لذلك تذمر الفريسيون وقالوا له: يا معلم انتهر تلاميذك. أجابهم انه أن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ (لو 19: 39 ) لأن النبوة تحققت وهذا هو زمان اكتمالها، أنها صرخة البشرية على لسان هؤلاء المحيطين به قائلين.. أوصنا.. خلصنا.. فهذا هو فرح البشرية بخلاصها. الفادي المخلص يتقدم اليوم وصار وأكثر قربا من الصليب، أنه يتقدم نحو الموت لخلاص العالم ولعل هذا هو السبب أن السيد المسيح ركب أتانا وجحش كرمز لليهود والأمم، فالاتان والجحش اللذان جلس عليها المخلص يشيران إلى الأمة اليهودية التي كانت شعبه في القديم. والأمم الذين كانوا مرفوضين وبعيدين ( أف 2: 11-15) وكانا كلاهما ساقطين ومربوطين في الخطية لذلك أمر السيد المسيح تلاميذه أن يحلوهما قائلا للتلميذين "حلاهما".
أما جلوسه على الأتان والجحش وإشارة إلى ملكه على البشرية ونلاحظ أن التلميذين حل الأتان والجحش وكانا مربوطين خارجا عن الطريق إشارة إلى إرسالية التلاميذ فيما بعد لبشارة الأمم الذين كانوا بعيدين وأن يحلوهم من ربط الشيطان. فالأمم كانت عقولهم حيوانية بهيمية (أى 12: 11) وكانوا خارجين عن طريق البر فدخلوا الإيمان.
كما هو مكتوب "سَأَدْعُو الَّذِي لَيْسَ شَعْبِي شَعْبِي، وَالَّتِي لَيْسَتْ مَحْبُوبَةً مَحْبُوبَةً" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 9: 25؛ هو 1: 10) والأمم الذين كانت قلوبهم صلبة مثل الحجر صاروا حجارة حية مقدسة في بيت الله لذلك قال السيد المسيح أن سكت هؤلاء (اليهود) فالحجارة (الأمم) تنطق.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:48 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
كمال النبوات

لقد كملت نبوات الأنبياء اليوم، فالمسيح دخل أورشليم كملك وركب على جحشًا وأتانًا ليكمل المكتوب (زك 9: 9). وركب أتانًا وجحشًا لم يركبه أحدًا من الناس وفي ذلك معنى رمزي يشير إلى أن المسيح هو رئيس لعهد جديد لأن هذا يذكرنا أن البقرتين اللتين لم يعلمهما نير جرتا العجلة الجديدة الموضوع عليها تابوت عهد الله والذي كان بواسطته خلاص الشعب وفيه حضور الله (1 صم 6: 10) ومن الملاحظ أن الجحش كانت تصحبه أمه وهذا يشير إلى أن القديم يسير بجوار الجديد، فالجديد لم ينقض القديم أو الناموس لكنه يكمله كما قال الرب: "لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لانقض بل لأكمل.." (مت 5: 17).
وفى ذلك معنى عميق آخر هو أن البقرتان اللتان لم يعلمهما نير جرتا العجلة الجديدة الموضوع عليها تابوت عهد الله لتدخل إلى أرض الموعد، وهنا المسيح داخلا إلى مجده ليتمم الخلاص بموته وقيامته المزمع أن يتممه بعد أيام من دخوله الظافر لأورشليم ويفتح لنا أبواب الفردوس الذي ظل مغلقا منذ آدم رأس البشرية.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:49 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
المسيح وديع ومتواضع

كان المسيح وديعا ومتواضعا وقد قال تعلموا منى هذا فقد عاش لا يملك شيئًا. اختار أما فقيرة لتكون أما له، ونسب إلى أب كان يعمل تجارًا، وولد في مذود للحيوانات إذ لم يكن له موضع في البيت وعاش وليس له مكان يسند فيه رأسه. كان يستعير بيتا ليستريح فيه. أو مكانا ليعظ فيه، وإذا أراد أن يعبر البحر كان يستعير قاربًا، وفي عشاء الفصح استعار عليه، وحتى في موته لم يكن القبر الذي وضع فيه كان يملكه
لذلك لم يكن غريبا على تواضعه أن يستعير جحشًا واتانًا يركبهما، ولم يكن هناك وسادة مريحة لتوضع فوق ظهر الأتان وإنما رضى ببعض ثياب الصيادين من تلاميذه.
إنها صورة من تواضعه ووداعته ذاك الذي أخلى ذاته من مجده وأخذ صورة عبد ووجد في الهيئة كإنسان، تواضع ليرفعنا وتعب ليريحنا وأتى إلينا يدعونا أنه محتاج إلينا. فقد قال لتلاميذه رسالة إلى صاحب الجحش "وإن قال لكما أحد شيئا فقولا الرب محتاج إليهما فللوقت يرسلهما" (مت 21: 3). إنه يدعونا في متواضع ووداعة انه محتاج إلينا، فقد قال يوما لامرأة سامرية أعطني لأشرب كأن لا يملك وهو الذي قال لها أنه يعطى الماء الحي. أن المسيح يرسل التلاميذ بذات الرسالة عينها "الرب محتاج إليك"، محتاج أن تحمله إلى الآخرين ليعرفوه ومحتاج إليك ليستريح فيك.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:56 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
المسيح ملك



كلنا نعترف بالمسيح ملكًا. وهو لم يرفض الملك بصفة عامة، إنما رفض الملك الدنيوي.
مُلك المسيح هو ملك أزلي أبدى. وقد قيل عنه في سفر الرؤيا مرتين إنه "ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ 19: 16؛ 17: 14). وقد قال عنهّ دانيال النبي "سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول. وملكوته ما لا ينقرض" (دا 7: 14).
ومنذ ولادته، وكأن هذا المُلك هو التبشير الذي بُشِّرَ به الناس. فقد أتى المجوس قائلين "أين هو المولود ملك اليهود؟" (متى 2: 2). وكانت أولى هداياهم له الذهب إشارة إلى مُلكه. وفي بشارة الملاك للعذراء قال عنه "يعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد. ولا يكون لملكه نهاية" (و 1: 32، 33).
فما المعنى الروحي لجلوسه على كرسي داود أبيه؟
كان لداود في المُلك قصة. لقد مُسِحَ ملكا من صغره. ولكنه لم يتسلم ملكه بعد مسحه مباشرة... ولكن انتظر فترة، حتى مات شاول الملك المفروض. وحينئذ ملك داود. وهكذا السيد المسيح مسح ملكًا "بزيت البهجة أكثر من رفقائه" وغنّى له المرتل في المزمور: "قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك" (مز 44). ولكنه انتظر حتى أبصر الشيطان، رئيس هذا العالم (يو 12: 31) ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو 10: 18). ثم ملك الرب أخيرًا على خشبة (مز 95).

https://st-takla.org/Pix/Jesus-Christ...okrator-25.jpg
ونحن ننادي السيد المسيح بلقب: ملك السلام.
وذلك في لحن (إب أورو) حيث نقول له "يا ملك السلام أعطنا سلامك". وفي شرقية الكنيسة نرسم صورته كملك جالس على عرشه، تحيط به الحيوانات الأربعة غير المتجسدة، التي ترمز أحيانا إلى الأناجيل الأربعة..
والمسيح ملك للعالم كله، وليس لشعب معين.
كما أراد اليهود أن ينصبوه ملكا علهم وحدهم! في رقعة محدودو من الأرض، ولفترة محدودة من الزمن، هذا الذي ليست لملكه نهاية"...
وعلى صليبه وُضِعَ لافتة: "يسوع ملك اليهود" (متى 27: 37).
وحتى اللص الذي كان إلى جراه على الصليب اعترف به ملكا وربا، وقال له "أذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك" (لو 23: 42).
المسيح له مُلك روحي، يملك به على القلوب.
وله أيضًا مُلك سماوي، مُلك أبدى.
ونحن نؤمن أنه يأتي في ملكه ليدين الأحياء والأموات، الذي ليس لملكه انقضاء. وقد سماه الإنجيل ملكًا في دينونته، إذ يقول ذلك: "ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي رثوا المُلك المُعَد لكم منذ تأسيس العالم" (متى 25: 34). ونحن ننتظر ملكوته هذا، حينما يأتي في مجد أبيه، على السحاب، مع ملائكته، في ربوات قديسيه...
السيد المسيح رفض المُلك المُقَدَّم له من الناس
بعد معجزة الخمس خبزات والسمكتين، أرادوا أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا (يو 6: 15). ولكنه رفض وانصرف إلى الجبل وجده. وفي يوم أحد الشعانين هتفوا له كملك، فرفض أيضًا، لسببين: يرفض الملك الأرضي. وأيضا لأنه لا يأخذ مُلكا من أيدي الناس، كما قال "مجدًا من الناس لست أقبل" (يو 5: 41).
إن له مُلكًا مع الآب بحكم طبيعته الإلهية.
وله ملكًا آخر بالدم، حين اشترانا بدمه.
لقد دفع دمه الكريم فداء عنا، واشترى حياتنا له بعد أن كنا مبيعين للموت بسبب الخطية. وأصبحنا بهذا الدم ملكًا له، لذلك قيل أنه "مَلَكَ على خشبة".
وقد حاول الشيطان بكافة الطرق أن يبعده عن هذا المُلك، الذي يملكه بصليبه، عارِضًا عليه أنواعًا أخرى من المُلك..
بل كان المُلك هو إحدى تجاربه على الجبل.
إذ عرض عليه الشيطان "جميع ممالك العالم ومجدها" (متى 4: 8). ولكن المسيح رفض كل هذا، وانتهر الشيطان فذهب عنه.
السيد المسيح له مُلكه الطبيعي، ولا يأخذ ملكاَ من أحد.
وفي يوم أحد الشعانين باشَرَ مُلكه الروحي.
وبدأ هذا المُلك بأمرين: أحدهما تطهير الهيكل، وثانيهما تغيير القيادات الدينية الخاطئة الموجودة في أيامه. وسنتأمل هذين الأمرين معًا..

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:57 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
تطهير الهيكل من الباعة

إن تطهير الهيكل يدل على سلطان مارسه السيد المسيح في ذلك اليوم، بكل قوة. ولم يستطع أحد أن يتصدى له أو يمنعه مما كان يفعله... وهكذا:
طهّر الهيكل بكل سلطان، وبكل حزم وقوة.
" أخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل"،
"وقلب موائد الصيارفة، وكراسي باعة الحمام"،
"ووبَّخ الناس بشدة قائلًا: "مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (متى 21: 12، 13).
"ولم يدع أحدًا يجتاز الهيكل بمتاع" (مر 11: 16).
وحسب رواية الإنجيل لمعلمنا يوحنا البشير، في موضع مبكر، يقول عن الرب إنه "صنع سوطًا من حِبال، وطرد الجميع من الهيكل الغنم والبقر، وكبّ دراهم الصيارف، وقَلَبَ موائدهم. وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذه من ههنا" (يو 2: 14-16).
وهذا يرينا أن المسيح الوديع كان حازمًا أيضًا.
لا شك أن موقف المسيح في تطهير الهيكل، يرينا مدى شخصيته المتكاملة، التي تجمع الفضائل كلها. فهو وإن كان وديعًا ومتواضع القلب (متى 11: 29)، إلا أنه حينما يلزم الأمر، يمكن أن يكون حازمًا جدًا، يتصرَّف بقوة، كما حدث في ذلك اليوم..
كان الرب حازمًا، بأسلوب لم يتعودوه من قبل. وكان حزمه ممزوجًا بالتعليم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى. وهكذا نفذ ما يريد، بوضع الأمور في وضعها السليم.
كان لا بد من تطهير الهيكل بأية الطرق...
فالهيكل هو بيت الله. وبيت الله له قدسيته وهذه القدسية واجب ينبغي الحفاظ عليه. والغيرة المقدسة تدعو إلى ذلك. وحسنٌ أن السيد المسيح أعطانا قدوة ومثالًا في هذا الأمر. ولذلك ورد بعد تطهيره للهيكل "فتذكر تلاميذه أنه مكتوب: غيرة بيتك أكلتني" (يو 2: 17).
هؤلاء المخطئون في الهيكل، صبر الرب عليهم زمانًا، بكل هدوء.
ولما لم ينصلحوا بالهدوء، استخدم معهم الشدة.
في إصلاح أي إنسان، الرب مستعد أن يستخدم الكلمة الطيبة، وهو مستعد أيضًا أن يستخدم السوط، ولو للتخويف وليس للضرب. الأمران ممكنان. فبأيهما تريد أن ينصلح حالك؟
إن كنت حساسًا سريع التأثر. قلبك يتبكَّت في داخلك من كلمة روحية تسمعها أو تقرأها، من عظة، من لحن، من منظر، يقول لك الرب هذا يكفى. أما إن كنت لا تنتفع من الكلمة الطيبة، فالسوط ممكن: المرض، التجارب، الحوادث، الضيقات... والوسائل كثيرة. والرب يختار المناسب لك.
كالطبيب يمكن أن يستخدم الأدوية. فإن لم تنفع، يستخدم المشرط...
إن السيد المسيح لم يقم فقط بتطهير الهيكل، وإنما أيضًا:
أنذر بخراب هذا الهيكل، وبخراب أورشليم...
لقد بكى على أورشليم وقال لها "ستأتي أيام يحيط بك أعداؤك بمترسة، ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة. ويهدمونك وبنيك فيكِ، ولا يتركون فيكِ حجرًا على حجر، لأنكِ لم لعرفي زمان افتقادك (لو 19: 43، 44).
أيضًا "هوذا بيتكم يُترَك لكم خرابًا" (متى 23: 38). وذكر لتلاميذه صراحة أن الهيكل سوف لا يبقى فيه حجر على حجر (متى 24: 1، 2).
وقال: "متى نظرتم رجسة الخراب -التي قال عنها دانيال- قائمة في المكان المقدس -ليفهم القارئ- فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال.." (متى 24: 15، 16).
أما أنت أيها المبارك، فإن سمعت في أسبوع الآلام أن السيد المسيح قد طهَّر الهيكل وقد أنذر بخرابه، أصرخ حينئذ وقل:
تعال يا رب في قوة، وطهِّر هيكلي أنا أيضًا.
ألسنا نحن أيضًا هياكل لله، وروح الله يسكن فينا (1 كو 3: 16)؟ إذن تعال يا رب وطهر هيكلي. أقلب الموائد التي فيه، قبل أن تقلبني هي وتضيع أبديتي.
لا تترك قلبي للرغبات والشهوات والانفعالات، فيصبح مثل سوق يبيعون فيه ويشترون. إنما انضح علىّ بزوفاك فأطهر. وحينئذ يمكنني أن أنشد معك "بيتي بيت الصلاة يُدْعَى". افعل يا رب هذا بسرعة، قبل أن يخرب الهيكل.
إن السيد المسيح لم يقم فقط بتطهير الهيكل من الباعة، وإنما قام أيضًا بتطهيره من القيادات الدينية العابثة به، استكمالًا لهذا التطهير، وتمهيدًا لنشر ملكوته الروحي...

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:58 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
تطهير الهيكل من القيادات

لكي نفهم هذه النقطة التي لجأ إليها السيد، علينا أن نتتبع الأمور منذ تطهيره الهيكل لنرى ماذا حدث.
ماذا فعل قادة اليهود إزاء تطهير الهيكل؟
لم يقدروا أن يتصدوا للمسيح فيما فعل أو يمنعوه. إنما "كان رؤساء الكهنة والكتبة ووجوه الشعب يطلبون أن يهلكوه" (مر 11: 18؛ لو 19: 47). والذي عاقَهم هو أنهم خافوا الشعب. فانتظروا الفرصة المناسبة لتنفيذ مؤامرتهم.
وكل ما فعلوه، إنهم قالوا له لما قابلوه: "بأي سلطان تفعل هذا؟!" (متى 21: 23؛ لو 20: 2). ولم يعطهم إجابة، بل سألهم سؤالًا عن يوحنا العمدان أسكتهم فصمتوا.
كان السيد المسيح مزمعًا أن يعين قيادات لكنيسته.
فكان من الطبيعي تغيير هذه القيادات القائمة.
هذه القيادات التي لا تفهم ملكوت الله بطريقة روحية، والتي لا تسلك سلوكا روحيًا، بل تضلل الشعب وتتحكم فيه... هذه القيادات التي تعاهدت على أن كل مَن يعترف بالمسيح لا بد أن تخرجه من المجمع (يو 9: 22). وهكذا أصبحت عائقا في طريق ملكوت الله... لذلك كان لابد من تغييرها. وكان الرب قد صبر على كل هؤلاء، من كتبة، وفريسيين، وصدوقيين، وناموسيين، وكهنة، ورؤساء كهنة، وشيوخ. واحتملهم زمانا طويلًا، بطول أناة عجيبة، وهدوء ووداعة. أما الآن فالوقت مُقَصِّر، ولم تبق سوى أيام على الجلجثة.
كان لا بد من تغيير الكهنوت اليهودي.
وذلك لسببين: أولهما أن المسيحية ستقوم على كهنوت آخر على طقس ملكي صادق (عب 7)، يختلف عن الكهنوت الهاروني الذي يقوم بتقديم ذبائح حيوانية، كانت مجرد رمز إلى ذبيحة المسيح. وانتهى عهد تلك الذبائح الحيوانية. كما أن الكهنوت الهاروني كان بالوراثة من نسل هرون. أما الكهنوت المسيحي فسيكون لكل مَنْ هو مستحق، ولا يتقيد مطلقا بسبط معين أو أسرة معينة. وهناك سبب آخر لتغيير الكهنوت اليهودي، وهو أنهم سلكوا فيه بطريقة خاطئة، وارتكبوا شرورًا عديدة لا تجعلهم مستحقين للكهنوت، فكان لابد من إدانتهم علنًا، حتى لا يكونوا عائقًا أمام الشعب، وأمام الكهنوت المسيحي الجديد.
وهكذا ضرب المسيح للكهنة مَثَل الكرّامين الأردياء.
وختم هذا المَثَل بقوله لهم: "لذلك أقول لكم إن ملكوت الله يُنْزَع منكم، ويُعطى لأمة تعمل أثماره" (متى 21: 43). وأراهم أن رفضهم له يضرهم هم ويسحقهم، وأشار إلى قول المزمور "الحجر الذي رفضه البناءون، هذا قد صار رأس الزاوية" ثم أنذرهم بان عداوتهم له ستنتهي - بضياعهم، فقال: "مَنْ سقط على هذا الحجر يترضَّض. ومن سقط هو عليه يسحقه". يقول الكتاب "ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون أمثاله، عرفوا أنه تكلم عليهم" (متى 21: 44، 45).
لكنهم لم يتوبوا، ولم يستفيدوا من إنذاره.
وإنما يقول الكتاب عنهم بعد سماعهم لإنذار المسيح "وإن كانوا يطلبون أن يمسكوه، خافوا من الجموع..." (متى 21: 46)... بل إنهم بعد هذا الكلام بيوم، بدأوا يتفقون مع يهوذا على خيانته لمعلمه وتسليمه لهم مقابل مال يعطونه له...
أما السيد المسيح، فالتفت إلى باقي الأصنام الموجودة في أيامه ليحطمها، ويريح تلاميذه منها، قبل أن يسلم روحه في يدي الآب.
وهكذا أيضًا وبخ الكتبة والفريسيين توبيخًا مرًا.
إنه لم يفعل ذلك من قبل. بل أخذ فترة طويلة يقابل كل انتقاداتهم وتشهيرهم بالحوار والتعليم، بكل هدوء. ولكنهم لم يشاءوا أن يستفيدوا... وحتى فى هذا الأسبوع، وبعد تطهير الهيكل من الباعة "ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة" (متى 22: 15). ولكن السيد أفحمهم في كل مناقشاتهم معه، وأحرجهم، وخصوصًا بعد سؤاله لهم عن علاقة المسيح بداود: هل هو ابنه أم ربه "فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله البتة" (متى 22: 45، 46). وهكذا وبخهم الرب بشدة وقال:
"ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون" (متى 23).
وكان ذلك قبل الفصح بيومين فقط (متى 26: 2). وقد أراد أن يكشفهم قبل أن يُصْلَب، حتى لا يبقى لهم تأثير على الشعب فيما بعد يعطل الملكوت.
فقال لهم إنهم قادة عميان، وإنهم يعلمون تعليمًا خاطئًا، وأنهم يحبون المتكأ الأول ومديح الناس، وأنهم يحملون الناس أحمالًا ثقيلة عسرة الحمل.. وأنذرهم قائلًا: "كيف تهربون من دينونة جهنم؟!" وحمَّلهم مسئولية الدماء الذكية التي سُفِكَت... وقال إنهم يغلقون ملكوت السموات، فما دخلوا ولا جعلوا الداخلين يدخلون" (متى 23).
إنها ثورة قادها المسيح قبيل صلبه ضد "القبور المبيضة من الخارج، وفى داخلها عظام نتنة"..
وكما وبخ الكتبة والفريسيين، كذلك أبكم الصدوقيِين والناموسيين...
كان الصدوقيون لا يؤمنون بالأرواح ولا الملائكة ولا القيامة... ومع ذلك كانوا طبقة بارزه وسط اليهود، وكان منهم رؤساء كهنة.. وقد حاولوا في هذا الأسبوع الأخير أن يحرجوا المسيح بسؤال عن القيامة من جهة المرأة التي تزوجت سبعة، الواحد تلو الآخر بعد موته، لمن تكون في القيامة، فأجابهم إجابة شعر بها الكل أنه أبكم الصدوقيين (متى 22: 34). فسقطت هيبتهم حتى أمام الفريسيين "ولم يتجاسروا أن يسألوه عن شيء" (لو 20: 40).
وحدث أنه لما جلب الرب الويلات على الكتبة والفريسيين، أن الناموسيين قالوا له: "يا معلم، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضًا" (لو 11: 45). فأجابهم قائلًا:
وويل لكم أنتم أيضًا أيها الناموسيون...
وصبَّ عليهم نفس الويلات ونفس الإدانات التي صبّها من قبل على الكتبة والفريسيين (لو 11: 46-52). فكلهم مجموعة واحدة من المعلمين الكذبة، يجب أن تسقط هيبتهم أمام الناس، لكي يفسحوا المجال أمام تلاميذ المسيح.
وهكذا قامت حركة التطهير التي قادها المسيح.
لم يتركها لتلاميذه، لئلا يكون الموقف صعبًا عليهم، بل قادها بنفسه. ووقف بهذا رؤساء الكهنة والكهنة والكتبة والفريسيين والناموسيين والصدوقيين. وتآمر الكل ضده ليصلبوه. ولم يبالِ بشيء من هذا لأنه جاء ليبذل نفسه عن العالم كله، ولكي يضع أمام الناس التعليم السليم النقي. ولم يشأ أن يستبقى هؤلاء المعلمين الخاطئين، لأنه في تأسيس الكنيسة:
لن يضع رقعة جديدة على ثوب عتيق.
وهكذا في كنيسة المسيح اختفت كل هذه الطوائف، لا كتبة ولا فريسيين ولا صدوقيين ولا ناموسيين.. ودفع السيد المسيح ثمن حركة التطهير هذه، وتألم لكي نستريح نحن. ومن أجلنا احتمل ظلم الأشرار.
وأنت أمام تطهير الهيكل اسأل نفسك:
هل أنا من الكرامين الأردياء كهؤلاء؟ أم خدمتي مقبولة؟
هل أنا من المقاومين للمسيح؟ هل الذاتية تتعبني مثلهم ؟
هل أنا في تعاملي، أحمِّل الناس أحمالًا عسرة؟
هل أنا أتعاون مع المسيح في تطهير هيكلي، أم أقاومه كما قاومه أولئك الذين نزع الملكوت منهم؟
وفى تطهير المسيح للهيكل، أطلب منه أيضًا أن يطهر كل مكان مقدس يدعى عليه اسمه.
وليتك تغنى مع المسيح وتقول:
بيتي بيت الصلاة يُدعى.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 04:59 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
الهيكل في أورشليم

كان صاحب الفكرة في بناء هيكل للرب هو داود النبي (2صم، 1 مل 5) وقد أعد الأموال والمعدات، ولكنن الذي بناه هو سليمان ابنه، وقد بناه فوق جبل موريا بأورشليم (2صم 24) وكان هيكلاً عظيمًا وفخمًا وكان ذلك قبل المسيح بحوالي ألف سنة. وظل الهيكل محتفظا بعظمته ما يقرب من أربعة قرون (968 ق.م. - 587 ق.م.) حتى هدمه البابليون بعد أن هاجموا أورشليم وسبوا أهلها ونهبوا كنوز الهيكل (2مل 25، 2 أخ 36).
أما الهيكل الثاني فكان هيكل زربابل الذي بناه في موقع الأول بعد أن سمح كورش الفارسي لليهود أن يذهبوا إلى أورشليم ويبنون، فكانوا يرممون القديم ويبنون فوق ما تهدم واستمر بناؤه بين (537 ق.م. - 515 ق. م.) وكان البناء أضخم من الأول ولكنه أقل فخامة (أسفار عزرا ونحميا وزكريا) وظل هذا الهيكل قائما حوالي خمسة قرون.
أما الهيكل الثالث وهو الذي كان أيام السيد المسيح وفي هذا الهيكل دخل فيه مرارًا وعلم، وفي هذا اليوم دخله في موكبه الظافر. وكان الهيكل بالنسبة لليهود هو مركز عقيدتهم وبالنسبة لرؤسائهم هو حصنهم المنيع.
وهذا الهيكل بناه هيرودس وبدأ في البناء في السنة الثامنة لحكمه حيث استأذن رعاياه في إعادة بناء هيكل زربابل بعد أن تداعى البناء وقام بذلك ألفا كاهنا على مدى ثمانية عشر شهرا واستغرق بناؤه ستة وأربعين سنة (يو 2: 20) وتم البناء في عهد أغريباس الثاني عام 64 م.، أما اللمسات الأخيرة فقد امتدت إلى ما قبل حلول الكارثة الأخيرة عام 70 م بستة شهور حين دمر جنود تيطس الروماني البناء كله، لتتم نبوة السيد المسيح عنه: "لا يترك حجر إلا وينقض" (مت 24: 22)
وكان الهيكل أهم مباني المدينة المقدسة وكان حسب وصف يوسيفيوس المؤرخ اليهودي هو الرواق الخارجي وكان ضعف مساحة أورقة هيكل زربابل، وبنى جدرانه هيرودس، وكانت المساحة كما رسمها تشمل الرواق الخارجي وهو ما يسمى بدار الأمم ويحيط به صفوف من الأعمدة الضخمة وكانت المداخل الرئيسية للرواق تظهر في الغرب والجنوب، والوصول إلى الرواق من المدخل الرئيسة الغرب عن طريق بوابة (كوبنيوس)، وتوجد في الجنوب بوابتا (هولدا).
أما الأروقة الداخلية فكان الرواق الكبير منها مفتوحا ليهود والأمم على السواء، فصار مركزا للحياة الصاخبة والأعمال التجارية وكانت الدار الخارجية تزدحم بتجار الماشية والأغنام وباعة الحمام، وجلس الصيارفة فيها يستبدلون العملات الأممية بشاقل الهيكل لأنه كان لا يجوز تقدمتها في خزانة الهيكل، واستغل الصدوقيون وهم المشرفون على الهيكل هذا الموقف ففرضوا ضرائب على التجار وشاركوها في الأرباح وقد أثروا من ذلك إثراء فاحشًا، وتحول المكان إلى سوق صاخب مما أهدر قدسية الهيكل، وهذا هو ما جعل السيد المسيح ينتهرهم ويوبخهم بقوله لهم: "بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (مر 11: 17).
أما الهيكل بمعناه الحرفي فكان يبدأ عندما يصل الشخص إلى سلسلة من الجدران والأبنية والأروقة التي تقوم على شرفات متتابعة في النصف الشمالي للمبنى والجدار العظيم الذي جعل المبنى أشبه بحصن تخترقه تسع بوابات بنيت فوقها بيوت ضخمة من طابقين تشبه الأبراج، وكانت البوابات أربعًا في الجدار الشمالي وأربعًا في الجنوب، ووحدة في الجدار الشرقي، وكانت الأخيرة أفخمها جميعا، وكانت هذه البوابة الشرقية هي المخل الرئيسي للهيكل وبنيت من نحاس أصفر كورنث وسميت البوابة الكورنثية، وغشيت البوابات بالذهب والفضة، وتدلت فوقها زخارف ضخمة من الذهب في شكل عنقود العنب وقد تطهرت السيدة العذراء عند أحد هذه البوابات (لو 2: 27)، وكانت البوابة الكورنثية تؤدى إلى (دار النساء) وهو مكان ذو أعمدة وسمى كذلك لأنه كان مفتوحًا للنساء كما للرجال، وكان هو مكان التجمع للعبادة الجماهيرية (لو 1: 10)، وكان يخصص للسيدات رواق يدور حول الدار، وكانت المزامير ترنم في (دار إسرائيل)، وعند درجاتها أخذ السيد المسيح يسأل المعلمين (مت 21: 23). أما مكان القدس فكان دخوله وقفا على الكهنة دون غيرهم، وكان السنهدريم يجتمع في مكان يسمى البلاط وهو غرفة متصلة بالمذبح .
وكان الهيكل في شكله العام كتلة متلألئة من الرخام الأبيض وواجهته مغطاة بالذهب وعلى بعد ياردات من المذبح الكبير، ويؤدى سلم من اثنتي عشر درجة إلى المدخل المغطى الذي يحيط بالمبنى الرئيسي للمعبد، وكان الهيكل عامة تحفة في فن هندسته وارتفاعه الشاهق والصلابة التي كانت تتميز بها جدرانه الخارجية، والثروة الفنية والزخرفة التي تحلت بها المباني والسقوف التي فوق الأعمدة وقد أضفى جمال شرفاته وأروقته على الهيكل روعة وبهاء.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 05:00 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
السيد في هيكله

عندما دخل المسيح أورشليم توجه توًا إلى الهيكل، بيت أبيه، كما قالت النبوة "يأتي السيد بغتة إلى هيكله، السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرون به" (ملا 3: 1).
وفى هذا اليوم لم يفعل المسيح شيئا أكثر من مشاهدة الهيكل وإلقاء نظره عليه ولما نظر حوله إلى كل شيء إذ كان الوقت قد أمسى خرج إلى بيت عنيا مع الاثني عشر ليصرف فيها هذه الليلة (مت 21: 17، ملا 11:11) وحينما عاد في الغد إلى الهيكل قام وطهر الهيكل بسلطان عظيم كما فعل في بدء خدمته (يو 2: 13-17) فقد كان الهيكل في هذه الأيام السابقة لعيد الفصح يزدحم بالناس ودخل المسيح من الباب وكانت الساحة الخارجية في هذه الأسابيع سوقا لتجارة الحيوانات والطيور التي كانت تشترى لتقديمها كذبائح، ومكان لصرف العملة الأجنبية التي يجلبها معهم الحجاج من خارج الإقليم واستبدالها بشاقل الهيكل (خر 30: 13). فقد كانت الشريعة تحرم التداول بأي عمله سوى الشاقل في دفع الرسوم الدينية والتقدمات. وقد شجع الكهنة وأعوانهم هذه السوق وقد عضوا نظرهم عن هذه التعديات وكانوا يثرون من ذلك ثراءاً فاحشا، وحين دخل السيد إلى هيكله قلب موائد الصيارفة وساق الحيوانات إلى الخارج ومنع المارة من استخدام ساحات الهيكل كطريق عبور كما هو مكتوب "غيره بيتك أكلتني" (مز 69: 19) وكما يقول إشعياء النبي "لا يكون بعد بائع في بيت رب الجنود" (أش 56: 67)
وكان يعلم بسلطان موبخا إياهم وقائلا: بيتي بيت الصلاة يدعى لجميع الأمم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص (مر 11: 17).
يا رب يا من دخلت هيكلك في هذا اليوم وطهرته بغيره محبتك وجلست تعلم فيه، ليتك تدخل في داخلي وتطهر القلب بسلطانك تقلب فيه طمع المال والعالم وتخرج الشهوات الحيوانية إلى خارج وتمنع أن تمر فيه أي أفكار لا ترض صلاحك، وأنت وحدك الذي له السلطان.
فأرجوك أن تدخل هيكل قلبي في هذا اليوم فأفرح بهذا العيد حينما تملك فيه وتضئ بتعاليمك المحيية جوانبه المظلمة فيصير هذا اليوم لي عيدًا مقدسًا.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 05:01 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
المسيح فصحنا

كانت المرة الأخيرة التي دخل فيها السيد المسيح أورشليم وكان اليوم هو العاشر من نيسان وفيه كان الشعب اليهودي يهتم بشراء خروف الفصح وإبقائه إلى اليوم الرابع عشر من الشهر ليذبح في المساء بين العشاءين لأن فيه تذكار خلاص الشعب من الملاك المهلك وتحررهم من العبودية.
"فالرب كلم موسى في مصر قائلًا.. هكذا كلم نبي إسرائيل أن يشتري كل منهم خروفًا حوليًا لا عيب فيه ويحفظ عندهم من العاشر في الهلاك إلى الرابع عشر منه ليذبح عند المساء" (خر 12، 23: 4 – 8).
وفى اليوم العاشر من نيسان دخل المسيح حمل الله بإرادته وسط حملان الذبائح الداخلة إلى أورشليم فيكون تحت الحفظ أربعة أيام ليصلب في يوم الجمعة العظيمة (1 كو 5: 7) اليوم الذي يذبح فيه خروف الفصح.
وهذا ما أخبر به تلاميذه حين قال لهم: قد أتت الساعة ليتمجد أبن الإنسان، الحق الحق أقول لكم أن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي نبقى وحدها ولكن أن ماتت تأتى بثمر كثير.. لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة وأنا أن ارتفعت (على الصليب) اجذب إلى الجميع قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعًا أن يموتها (يو 12 : 24 – 36)
وحين دخل السيد هذا اليوم أورشليم تزايد عليه حنق ليكمل تدبير الفداء ويقدم نفسه ذبيحة، حملا بلا عيب ليطهر ضمائرنا وليبطل الخطية بذبيحة نفسه (عب 9: 14، 26) وفيه وجد أيوب النبي أجابه للسؤال الذي كرره مرتين كيف يتبرر الإنسان.. (أى 9: 22، 25: 4)

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 05:02 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
الاستقبال الروحي للعيد

يدخل المسيح في هذا العيد ملكا ليملك ، ومخلصا ليخلصنا، يريد أن يطهر قلوبنا ويسكن فيها.
اليوم يسير في موكبه بين أحبائه الأبرار القديسين. فمن هم الذين فرشوا ثيابهم في الطريق سوى الذين هم على مثال الشهداء الذين بذلوا أجسادهم وحياتهم من أجله .
زمن هم الذين زينوا الطريق أمام الرب بأغصان الشجر وسعف النخل سوى القديسين الذين أضاءت فضائلهم بمحبته.
ومن هم الذين أعطوه الجحش ليجلس عليه كعرش يحمل الملك سوى الذين يقدمون كل يوم حياتهم ورغباتهم ليملك عليها .
ومن هم الذين دخل الرب هيكلهم سوى الذين يقدمون اليوم قلوبهم طاهرة ليسكن فيها. لنصعد في هذا العيد مع الرب في موكبه الظافر وسط الرسل والتلاميذ الأطهار والأطفال الأبرار حاملين سعف النخل وأغصان الزيتون. نقرش قلوبنا إلى أورشليم السمائية مدينة الملك العظيم حيث مجد الله وهيكله الحي السمائي فنشترك مع قديسيه وملائكته وهم أمام العرش يخدمونه نهارًا وليلًا في هيكله المقدس والجالس على العرش يحل فوقهم (رؤ 7: 15).
ملحوظة: هنا توجد صورة عن الباب الذهبي الضخم المفتوح على الشرق في القدس، ويرجع أن يسوع دخل بالقرب منه لما دخل أورشليم.

Mary Naeem 01 - 03 - 2014 05:03 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
صلاة في عيد حد الزعف

+ أعطيني يا ربى يسوع المسيح القيثارة الحسنة التي لداود النبي (رؤ 14: 2 ) لأسبح تسبيح الأطفال ولأهتف معهم في هذا اليوم.. وأوصنا لابن داود.. مبارك الآتي باسم الرب.. أو صنا في الأعالي.
+ علمني يا رب الاتضاع والوداعة لأنك قلت بفمك المبارك: تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب.
فأتأمل صعودك إلى أورشليم هكذا متواضعًا وليس ذلك غريبًا الاتضاع هو في جميع أعمالك.
+ أعطيني يا رب أن أسمع صوتك المحبوب لنفسي: .. لا تخافي يا ابنة صهيون.. وقل لكهنتك أن يحلوني من ربط خطاياي كما قلت لتلاميذك الأطهار أن يحلوا الجحش والأتان.
+ ليتني أقوم اليوم في هذا العيد وافرش الطريق أمامك مع من فرشوا الثياب في الطريق وهم الذين غسلوها وبيضوها في دم الخروف (رؤ 7: 14) فأتعلم كيف أزين الطريق أمامك بأعمال المحبة وسائر الفضائل.
+ ليتني أكون باب الهيكل ذلك الباب الملكي الذي دخلت فيه وأنت آتيًا إلى أورشليم المدينة المقدسة (رؤ 21: 21).
+ ليتني أحسب اليوم بين تلك الحجارة الناطقة الكريمة في هيكلك المقدس (رؤ 21: 19 ). وبين الأساسات المقدسة (رؤ 21: 19)[FONT=. المرجع: موقع كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت].[/FONT]
+ قومي يا نفسي اصعدي مخلصك لأورشليم السمائية (رؤ 7: 9-12) وسط هذا الجمع الكثير الذي لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة الواقفين أمام العرش وأمام الخروف وهم متسربلون بالثياب البيض وفي أيديهم سعف النخل وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف وأسرعي واسجدي مع الملائكة والقوات السمائية وانطقي معهم قائلة:
البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا إلى أبد الآبدين. آمين.

amiranassar 21 - 06 - 2015 11:22 AM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

Mary Naeem 21 - 06 - 2015 02:00 PM

رد: كتاب أحد الشعانين - البابا شنوده الثالث
 
شكرا على المرور


الساعة الآن 09:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025