![]() |
كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث مقدمة الكتاب |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
ما هو المطهر؟ هو في اعتقاد الكاثوليك حالة، أو هو مكان، أو هو حالة ومكان... هو نار وعذاب، وحبس، واعتقال. هو عقوبات، ووفاء قصاص، وعملية تكفير... وسببه هو أن توفي النفس للعدل الإلهي، الديون التي غادرت النفس هذا العالم وهي مثقلة بها. سواء كانت هذه الديون، هي جرم الخطايا العرضية، أو بقايا أو آثار الخطايا المميتة المغفورة من جهة الذنب، وليس من جهة العقوبة. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر عقوبة وتكفير ويعرف أخوتنا الكاثوليك المطهر، بأنه مكان وحالة للتطهير بواسطة عقوبات زمنية. وقد حدد مجمع ليون ومجمع فلورنس " أن الذين يخرجون من هذه الحياة، وهم نادمون حقيقة وفي محبة الله، لكن قبل أن يكفروا عن خطاياهم وإهمالاتهم بأعمال توبة وافيه، تتطهر نفوسهم بعد الموت بعقوبات مطهرة". [مجمع ليون، ومجمع فلورنس] (1). يقسم أخوتنا الكاثوليك العذاب إلى نوعين: أ – عذاب الخسران، أو عذاب الحرمان. "وهو الحرمان من رؤية الله والتمتع به. ولكن هذه العقوبة تقترن دائمًا بالثقة الوطيدة في السعادة الأخيرة [بعد المطهر]. لأن الموتي في المطهر يعرفون أنهم أبناء الله وأصدقاؤه. ويتوقون إلى الاتحاد به اتحادا صميمًا. فيزيدهم شعورهم هذا ألمًا بهذا الفراق المؤقت" (1). والعذاب الآخر هو عذاب الحواس. ويجمع علماء اللاهوت على أن عذاب الحواس يضاف إلى عذاب الحرمان (1). وهنا تبدأ مناقشة مشكلة (النار) والخلاف حولها... وقد ورد في كتاب (اللاهوت النظري) إن " النفوس المعتقلة في المطهر تكابد عذاب الخسران يفقدانها الخير الأعظم. ولكن هذا العذاب لا يسقطها في اليأس، لأنها ترجو الفوز يومًا ما بالسعادة السماوية" (3). " وفوق ذلك أنها تقاسي عذاب الحس كما يستدل عليه من أقوال الآباء ومن كلام المجمع الفلورنتينى الذي قال عن هذه النفوس " إنها تطهر بالعذابات" (3). وجاء في قرارات مجمع ترنت (جلسة 14 فصل 8). "التائب يتكبد تلك القصاصات، لكي يفي عدل الله الذي أهانه بخطاياه". ورد في كتاب اللاهوت النظري: العقاب الزمني تستوجبه الخطايا المرتكبة بعد المعمودية، لا يترك بمحو الذنب... والحال أنه كثيرًا ما يتفق أن يموت البعض مثقلين بخطايا عرضية، وأن بعض الصالحين يموتون قبل أن يتمموا وفاء ما يلزمهم من الكفارة عن العقاب الزمني المرتب على الخطيئة المميتة فما الحكم على مثل هؤلاء: أنهم يهلكون، ولكن هذا مناف للصواب؟! أم أنهم يفوزون بالغبطة السماوية، وهم ملطخون بالدنس، وهذا أيضًا بعيد عن المعقول؟! أم أنهم بمجرد موتهم ينقون من كل إثم. وهذا ما لا دليل عليه؟! بقي إذ التسليم بأنه يوجد بعد الموت حال غير ثابته فيها تطهر النفوس من كل دنس قبل دخولها فردوس الأبرار وهذه الحال هي المطهر. ________________________ (1) مختصر في علم اللاهوت العقائدي ج 2 ص 150، 151. (2) اللاهوت النظرى لالياس الجميل ج 2 ص 498. (3) مختصر في علم اللاهوت العقائدى – ج 2 ص 151، ص 152. · اللاهوت النظرى – لالياس الجميل ج 2 ص497. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر نار وقد حدث اختلاف في طبيعة هذه النار: هل هي نار مادية أم لا. "فالآباء اللاتين يقولون إنها نار فيزيقية (طبيعة)". ويقول كذلك العديد من علماء اللاهوت الحديثين، معتمدين على ما ورد في (1كو3: 15). ولكن الإعلانات الرسمية الصادرة عن المجامع، التي أثارها اليونان الأرثوذكس المنكرون لوجود نار مطهرة، تتكلم فقط عن عذابات مطهرة، لا عن نار مطهرة (2). الآباء اللاتين أخذوا النار على المعني الحرفي. وقالوا بأنها نار فيزيقية للتطهير، جعلت لتمحو الخطايا العرضية التي لم يكفر عنها. وقد ورد في كتاب (اللاهوت النظرى): " أما القول بوجود نار حقيقية في المطهر، فهو رأي كثير الاحتمال، لإجماع اللاهوتيين عليه، ولأن كثيرًا من الآباء قالوا به. إلا إنه ليس إيماننًا" (3) |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر عذاب يتحدث المجمع التريدنتيني عن " عذاب زمني يجب علي الخاطئ التائب وفاؤه، في هذا العالم، أو في الآتي في المطهر، قبل أن يفتح له طريق الملكوت السماوي". [الجلسة 6 – قانون 3]. وقيل في كتب الكاتشيزم، في كتاب التعليم المسيحي الذي أصدرته الرابطة الكهنوتية ببيروت – المطبعة الكاثوليكية سنة 1964 م. 411 – ما مصير النفس بعد الموت؟ بعد الموت تمثل النفس أمام الخالق، لتؤدي حسابًا عن أعمالها. وهذه هي الدينونة الخاصة – هل النفس البارة السماء حالًا بعد الدينونة الخاصة الجزاء العادل. 417 – هل تدخل النفس البارة السماء حالًا بعد الدينونة؟ إن النفس البارة بعد الدينونة الخاصة، غالبًا تدخل المطهر، وهو عذاب أليم، به تفي النفس ما تبقي عليها من عقاب زمني. هذا هو ما يتعلمه أولادنا في المدارس الكاثوليكية عن المطهر... ويقول الأب لويس برسوم في كتابة (المطهر) ص5 عن العذابات الجهنمية " المقصود هنا بالعذابات الجهنمية، كما لا يخفى، هو العذابات المطهرية التي لا فرق بينها وبين العذابات الجهنمية، إلا فيما عدا أن الأولى دائمة والثانية مؤقتة"!! |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر لمن؟! يقسم أخوتنا الكاثوليك كل البشر إلى ثلاثة أنواع: أ – نوع بار كامل صالح ن وهذا يذهب إلى السماء، مباشرة بعد الموت. ب – نوع شرير. وهذا يذهب مباشرة إلى جهنم. ج – نوع ثالث مؤمن، وبار، ومحب لله. ولكن عليه للعدل الإلهي ديونًا لم يقم بوفائها بعد. وهذا يذهب إلى المطهر. وهذا النوع يشمل غالبية البشر. وهذه الديون إما بسبب الخطايا العرضية التي لم يقدم عنها توبة، أو فجأة الموت قبل التوبة. أو بسبب خطايا مميتة تاب عنها، وغفرت له، ونال الحل عنها. ولكنه مات قبل أن يوفي حسابها من العقوبة. وقد حدد مجمع ليون ومجمع فلورنس " أن الذين يخرجون من هذه الحياة، وهم نادمون حقًا، وفي محبة الله، ولكن قبل أن يكفروا عن خطاياهم وإهمالاتهم بأعمال توبة وافية، تتطهر نفوسهم بعد الموت بعقوبات مطهرة" (1). وفي شرح هذه الأنواع الثلاثة قال الأب لويس برسوم في كتابة (المطهر): "وإنه طبقًا لهذه الدينونة الخاصة، لا الدينونة الخاصة، لا الدينونة العامة، يتقرر مصير الإنسان الأبدي: فإن كان صالحًا كل الصلاح، يذهب توا إلى السماء كلعازر المسكين الذي نقتله الملائكة إلى أحضان إبراهيم" (لو16: 22). "أما إذا كان شريرًا الشر كله، فإنه يذهب إلى جهنم النار، مثل ذلك الغني الذي يذكره القديس لوقا في (16: 24)". أما إذا كان بين، أي صالحًا الصلاح كله، ولا شريرًا كله، كما هي الأغلبية الساحقة من بني البشر، فإنه يذهب إلى المطهر، إلى ما شاء الله أو بالحر كما يقول الإنجيل "حتى يوفي آخر فلس " عليه للعدالة الإلهية (متى 5: 26). ثم يعود المؤلف ليشرح فكره " بتعبير آخر " فيقول: " من مات وهو حالة " النعمة المبررة " وليست عليه أية ديون نحو العدل الإلهي يفي بها، كالطفل المعمد مثلًا، فإنه يذهب إلى السماء مباشرة، حيث يعاين الله وجهًا لوجه إلى الأبد (1كو13: 12). "وأما إن مات مجردًا من حلة العرس " النعمة المبررة" (راجع متى 22: 1 – 14) أي من كان ضميره مثقلًا بوزر الخطة المميته التي لم يتب عنها، فإنه يذهب من فوره إلى عذاب اللهيب الأبدي". " وأما من فارق الحياة، وهو في حالة النعمة المبررة، ولكن ضميره كان مثقلًا الخطايا، مما يغفر في الدهر الآتي، فإنه يذهب إلى المطهر لينال مغفرة تلك الخطايا، لا بالحل منها كما في سر التوبة، بل بالحل منها عن طريق تطهيره بنار المطهر" (4). ويقول نفس المؤلف أيضًا في نفس كتابة ص13 عن حالة النفس عند الموت: "وأما إذا كانت مذنبة بذنوب عرضية، ومن ثم حاجة إلى تطهير ن فإنها تحت وقر هذه الذنوب، تحس بحالة الانسحاق، بحيث أنها تنحدر إلى المطهر من تلقاء ذاتها". أما متى تنتهى العقوبة في المطهر، فيقول المؤلف في ص21: " حتى إذا ما تطهرت النفس تمامًا من كل شائبة خطية، وأوفت ما تبقي عليها من قصاصات زمنية مرتبة على خطاياها المميتة المغفورة، أدخلت من فورها إلى السماء، مقر الطوباويين من الملائكة والقديسين". ويقول نفس المؤلف في ص21 أيضًا تعليقًا على قول السيد المسيح إن التجديف على الروح القدس لا مغفرة له في هذا الدهر، ولا في الدهر الآتي (متى12: 32). ويقول: معني ذلك أن هناك من الخطايا ما يغفر في الدهر الآتي. فإذا سألت: " ما هي الخطايا التي تغفر في الدهر الآتي؟"... أحببتك أنها الخطايا غير الثقيلة، أي الخطايا العرضية، كالخطايا التي تصنع دون معرفة كاملة، أو دون إرادة كاملة، وكخطايا السهو إلى ذلك. ويخلص من ذلك أن هذه الخطايا عقوبتها في المطهر (ص22). ذلك " لأن الخطايا الثقيلة، لما كان عقابها جهنم هي أبدية، إذن فهي غير قابلة للمغفرة في الدهر الآتي" (ص21). |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
مكان المطهر ورد في كتاب (اللاهوت النظرى): " وأما ما يتعلق بمكان المطهر، فغير محقق. وقد ارتأى القديس توما أنه في أسفل الأرض حيث هي جهنم، بحيث أن النار التي تعذب الهالكين في جهنم، هي عينها تطهر الصالحين في المطهر" (4). الأب لويس برسوم يسمي المطهر " السجن المؤقت" (ص21). وهو يحاول أن يثبت أن المطهر هو السجن، من قول الرب " كن سريعًا في مراضاة خصمك مادمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي، ويسلمك القاضي إلى الشرطي، فتلقى في السجن" (متى5: 25، 26). ويقول عنه أيضًا إنه " مكان الألم والكآبة والتنهيد" (ص22). ومن العجيب إن الأخوة الكاثوليك في حالة لأثبات وجود المطهر من آيات الإنجيل، اعتمدوا على قول الرسول "لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة مما في السماوات وما علي الأرض وما تحت الأرض" (في2: 10). فقال الأب لويس برسوم في كتابة (المطهر) ص26. "ولكن من هم الذين يجثون باسمه تحت الأرض؟ تري، هل هم الهالكون الذين في جهنم؟ كلا بالطبع...". وإذن فلا مفر من الاعتقاد بأن الذين تجثو لاسم يسوع ركبهم تحت الأرض، هم النفوس المعتقلة إلى الحين، في ذلك المكان الواقع في باطن الأرض والذي أعده الله لتطهير الذين ينتقلون من عالمنا إلى العالم الآخر، ولا تحلو نفوسهم من بعض الشوائب والعيوب، التي تحرمها مؤقتًا من دخول السماء. والنتيجة هي. شئنا أم أبينا – فلابد من التسليم بوجود المطهر"!! |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر سجن واعتقال إذن هنا تعليم بأن المطهر هو سجن تحت الأرض، في باطن الأرض، يذهب إليه الذين لهم بعض الشوائب ليتطهروا... وتعبير السجن أو الاعتقال قرره مجمع تريدنت Council of Trident للكاثوليك: الذي قرر في جلسته الخامسة والعشرين أنه " لما كانت الكنيسة الكاثوليكية التي يرشدها القدس، قد علمت في مجامعها المقدسة، وحديثًا في هذا المجمع المسكوني بآثمة مطهرًا، وأن النفوس المعتقلة فيه تساعد بصلوات المؤمنين ولا سيما بذبيحة المذبح الكفارة، فإن هذا المجمع يوصي الأساقفة بأن يهتموا الاهتمام كله بأن يؤمن المؤمنين بهذا التعليم الصادق عن المطهر...". 5 – الأب لويس برسوم: المطهر ص39، 40. وقيل في تعريف المطهر أيضًا إنه: " حبس يدعي نار المطهر فيه أنفس الأتقياء إلى زمان معين ومحدود، وتتطهر لكي تقدر أن تدخل الوطن السماوي وبلادها الأبدية، التي لا يدخل إلها شيء نجس". "تذهب إليه نفوس الأبرار بعد الموت: إما لتتطهر من خطاياها الطفيفة، أو لتوفي عن قصاصات الخطايا المغفورة، إن لم تكن قد وقت عنها وهي على الأرض". وقيل عن المطهر " يدخل إليه جميع الذين يموتون في الكنيسة الكاثوليكية، ولكنهم لم يوفوا بعد قصاص خطاياهم الزمني بكامله، بحسب قانون سر التوبة وهو مكان عذاب". |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
تاريخ المطهر الكتاب المقدس كله، من أول سفر التكوين إلى آخر سفر الرؤيا، لا تجد فيه عبارة المطهر، لا في العهد القديم، ولا في الأناجيل ولا الرسائل، ولا في أي سفر من الأسفار. فمتي عرفت هذه العبارة؟! يقول الأب لويس برسوم الفرنسيسكاني في كتابه (المطهر) ص40. " وأما الذي قرر أن يسمي "مكان تطهير النفوس" باسم (المطهر)، وذلك بناء علي التقليد الشائع وقتذاك وسلطة الآباء القديسين، فهو البابا أينوشنسيوس الرابع في خطاب له لأسقف توسكولو (مدينة بجوار رومه 6 مارس سنه 1254 أي في منتصف القرن الثالث عشر. وهنا نسأل: ما هي المجامع الكاثوليكية التي قررت المطهر: يجيب نفس المؤلف في صفحة 39 من كتابة: " هذه العقيدة حددها كل من مجمع لاتران المسكوني Fourth Council of the Lateran سنة 1215، ومجمع ليون المسكوني (1545 – 1563) Council of Lyon. وأيادها تأييدًا كاملًا آخر مجمع مسكوني، ألا وهو مجمع فاتيكان الثاني Second Vatican Council بقوله " إن هذا المجمع يتقبل، بعمق التقوى، إيمان أجدادنا المبجل، الخاص بهذه الشركة الحيوية القائمة بيننا وبين أخوتنا الذين وصلوا إلى المجد السماوي، أو الذين لا يزالون يتطهرون بعد موتهم". منه هنا نري أن عقيدة المطهر لم تقرر عند الكاثوليك إلا في القرن 13، وتثبتت عندهم في القرن 15. وقد عارضها جميع الأرثوذكس في العالم، سواء الكنائس الأرثوذكسية القديمة، التي رفضت مجمع خلقدونية سنة 451 م، أو الكنائس الأرثوذكسية القديمة، التي أنبثاق الروح في القرن الحادي عشر، أو الكنائس البيزنطية التي رفضت أمور عديدة جدًا منذ القرن 15. وأصبحت الكاثوليكية – في قضية المطهر – تواجه كل هؤلاء. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
نهاية المطهر يري أخوتنا الكاثوليك أنه لا بقاء للمطهر بعد الدينونة العامة. فقد ورد في كتاب (مختصر في علم اللاهوت العقائدي)9 الجزء الثاني ص 153، 154. لن يدوم المطهر إلى ما بعد الدينونة الأمة (قضية عامة). " بعد ما صدر الديان الأعظم حكمة (متي 25: 24، 41)، لن يكون غير السماء والجحيم". "أما المدة المحددة للامتحان المطهر، فلا سبيل إلى معرفته لكل نفس بمفردها، ويقول أيضًا " يدوم المطهر لكل نفس إلى أن تتطهر من كل إثم وعقاب وعندئذ تدخل مطهرة إلى النعيم السماوي". وورد في كتاب اللاهوت النظري لالياس الجميل ص498: " إنه من المحقق أيضًا أن المطهر لا يتجاوز يوم الدينونة الأخيرة. وأن العذابات فيه تختلف شدة وخفة باختلاف الخطايا التي تكفر النفوس فيه عنها". |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
معونة للنفوس في المطهر وسط العذابات التي يكابدها المعتقلون في المطهر، تعلم الكنيسة الكاثوليكية بأن هؤلاء يعانون بصلوات المؤمنين، وبتقديم ذبيحة الأفخارستيا المقدسة. وبالأعمال الصالحة التي للمؤمنين، كالاحسانات هناك معونة أخري من القديسة العذراء، التي يلقبها الكاثوليك بسيدة المطهر. وقيل أيضًا إن البابا له سلطان على تخفيف العقاب. وقيل إن النفوس التي فيه تعان بصلوات الأنبياء بذبائح المذبح المرضية. وعن الذين يدخلون المطهر، ورد في معجم اللاهوت الكاثوليكى، الذي ترجمة المطران عبده خليفة، عن المطهر منذ العصور الوسطي، ليدل على مراحل التطهير والإنسان يخضع لهذه المراحل التطهيرية، إذ يموت مبررًا بالنعمة، بمقدار ما تكون حالة " العقاب " المستحق لا تزال موجودة فيه. ولم تزال بزوال الخطايا بالغفران يوم التبرير". ويقول " يجب أن لا تمنعنا كلمة المطهر من أن نجد كلمة أصح وأحسن لتدل على هذه المراحل التي نوهنا عنها. علمًا بأن النظريات النفسانية والتربوية لا تخبزها كثيرًا (وهذه الملاحظة تنطبق خاصة على الكلمة الألمانية Fegfeuer التي تعني حرفيًا: النار المطهرة (ملاحظة المترجم). |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر عند الكاثوليك إن المطهر مكان عذاب، وعذاباته تشبه عذابات جهنم. وهو مكان سجن واعتقال، ويوجد تحت الأرض، كالهاوية. وهو نار، أيًا كان نوع هذه النار... وهو للقصاص، حتى للخطايا المغفورة. ويدخله الغالبية العظمى من البشر، الأبرار الأتقياء، من محبي الله وأولاده... حتى من أجل الشهوات والهفوات، والخطايا غير الإرادية، والتي بغير معرفة... أتراه يعطى صورة عن عدل الله وقداسته، كما يقال؟! ولكنه لا يعطى صورة عن محبة الله، الذي أحب حتى بذل (يو3: 16).. إن هذا هو المطهر:- المطهر هو أسوأ صورة للحياة بعد الموت! |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر ضد الكفارة والفداء عجيب أننا نقرأ في القرارات والشروحات الخاصة بالمطهر، عبارة "يكفر عن خطاياه" أو عبارة "يوفي ديونه تجاه العدل الإلهي"!! بينما الكفارة هي عمل السيد المسيح وحده. وهو وحده الذي وفي كل مطالب العدل الإلهي. ولو كان الإنسان يستطيع أن يكفر عن خطاياه، أو يوفي مطالب العدل الإلهي، ما كانت هناك ضرورة أن الابن يخلي ذاته، ويأخذ شكل العبد، ويتجسد ويصلب ويتألم ويموت...!! ما لزوم التجسد إذن؟ وما لزوم الفداء؟ وما الحكمة فيه؟! أساس عقيدة الكفارة والفداء، أن الإنسان عاجز كل العجز عن إيفاء مطالب العدل الإلهي... مهما فعل، ومهما عوقب، ومهما نال من عذاب... والآيات الكتابية الخاصة بكفارة المسيح كثيرة جدًا، منها: (1يو2: 1، 2) " وإن أخطأ أحد، فلنا عند الآب: يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا، ليس فقط، بل لخطايا كل العالم. (1يو4: 10) " ليس إننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفرة عن خطايانا". (رو 3: 24، 25) "متبررين مجانًا بنعمته، بالفداء الذي بيسوع المسيح. الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة". الله هو يكفر عنا. لذلك قيل في المزمور: " لك ينبغي التسبيح يا الله. معاصينا أنت تكفر عنها" (مز65: 1، 3). نعم أنت، وليس نحن. لأن الجزاء غير المحدود للخطايا، لا يستطيع مطلقًا أن يوفيه الإنسان المحدود. ولو كانت العقوبة تصلح للتكفير، لكان الله قد أستخدم العقوبة بدلًا من إخلاء الذات والتجسد والفداء.. الكفارة منذ العهد القديم، تتعلق بالدم والموت... لذلك قيل في الكتاب بكل صراحة " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب9: 22). وقال السيد المسيح نفسه لتلاميذه القديسين "هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين، لمغفرة الخطايا" (متى26: 28). وهكذا كثرت الذبائح في العهد القديم. وكانت كلها رمزًا للسيد المسيح. وكان دمها الذي يكفر به، رمزًا لدم هذا المصلوب. وهكذا تنبأ اشعياء النبى قائلًا: " كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقة. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6). لاحظ عبارة "إثم جميعنا". فمادام قد حمل آثام الكل، فما معني العقوبة في المطهر؟! أليس هو الذي حمل العقوبة، كل العقوبة، عنا. ودفع الثمن، كل الثمن، عنا " وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لآجل آثامنا" (اش53: 5). نحن عاجزون عاجزون عن إيفاء العدل الإلهي، وسنظل عاجزين إلى أبد الآبدين. وتكفير الإنسان عن خطاياه بعقوبة أو نسك، هو أمر مرفوض لاهوتيًا. لذلك نحن نرفض كل العبارة التي فيها عقيدة المطهر عن إيفاء الإنسان للعدل الإلهي، والتكفير عن خطاياه بعذابات، أيًا كانت مدتها، وأيًا كانت شدتها. لأن المطهر ضد عقيدة الخلاص. فالكفارة من عمل المسيح وحده. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر ضد عقيدة الخلاص فالخلاص هو بالدم فقط، دم المسيح وحده... هذه هي عقيدة مغفرة الخطايا في المسيحية. دم المسيح، هو المطهر الوحيد الذي نؤمن به، بالمعني اللاهوتي السليم. وهذا هو ما قاله القديس يوحنا الحبيب في تطهيرنا. وليتنا نحفظ عبارته هذه الخالدة: " دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو1: 7). وعبارته (كل خطية) عبارة شاملة، تشمل كل أنواع الخطايا التي يذكرها أخوتنا الكاثوليك: الخطايا العرضية، والخطايا المميتة... الخطايا الطفيفة، والخطايا الثقيلة... نعم، يطهرنا من كل خطية. وكما قيل أيضًا " هو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا من كل إثم" (1يو1: 9). الشرط الوحيد هو التوبة " إن اعترفنا بخطايانا " " إن سلكنا في النور" (1يو1: 7، 9). وهذا التطهير تعبر عنه آيه وهي " غسلوا ثيابهم، وبيضوا ثيابهم في دم الحمل" (رؤ7: 14). قال القديس يوحنا هذا عن " جمع كثير، لم يستطيع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنه " كانوا واقفين أمام العرش ومستر بلين بيض" (رؤ7: 9). وعن هذا الدم، قال القديس بولس الرسول " بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءًا أبديًا" (عب9: 12). وقال " إذ لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا" (أف1: 7). ولذلك اشترانا الرب بدمه الكريم. ولذلك غني أمامه الأربعة والعشرون كاهنًا في سفر الرؤيا، وقالوا له " اشترينا لله بدمك، من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة" (رؤ5: 9، 10). من أجل هذا نحب الصليب، الذي عليه دفع ثمن خطايانًا. أما أجل هذا نحب الصليب، الذي عليه دفع ثمن خطايانا أما وجود المطهر، فهو إهانة لعمل الصليب. لذلك عجبت لأناس يكرمون الصليب، ويؤمنون بالمطهر!! نقول إنه على الصليب ظهر الحب الإلهي "هكذا أحب الله العالم حتى بذل.." (يو3: 16). فكيف يتفق هذا الحب مع عذاب المطهر عن الشهوات والهفوات والخطايا المغفورة؟! لاشك أن الذين ينادون بالمطهر، وبمفهوم وفاء الإنسان للعدل الإلهي... إنما يقدمون للأسف عقيدة جديدة، وهي المناداة بالخلاص الجزئي! كما لو كان الخلاص الذي جاء به المسيح، هو فقط خلاص من وصمة الخطية، ليس خلاصًا من عقوبة الخطية!!... خلاصًا من الخطايا التي لم يكمل القصاص عنها!!... أو قل كما لو كلن المسيح قد قدم خلاصًا عن الخطية الجدية، ولم يقدم خلاصًا عن الخطايا الفعلية التي لابد نوفي عنها قصاصًا، سواء على الأرض أو بعد الموت!! وهذا الخلاص الجزئي يقف ضده قول القديس بولس: " فمن ثم يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله" (عب7: 25). " يخلص إلى التمام"... ما أجمل هذه العبارة في الرد على المطهر. أي أنه خلاص تام كامل، ليست فيه على الإنسان بقية من قصاص... لقد دفع السيد المسيح الثمن كاملًا للعدل الإلهي، وشهد على الصليب قائلا " قد أكمل" (يو19: 30).. إذن ليس هناك نقص نكمله نحن في وفاء العدل الإلهي... إن المطهر وعذاباته، إهانة صريحة لكمال كفارة المسيح!!! وكأن (المعذبين في المطهر) يصرخون إلى السيد المسيح قائلين: أين خلاصك، وها نحن نتعذب؟! أين الذي دفعته عنا، وها نحن ندفع الثمن؟! ما معنى قولك إذن لله الآب "والعمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته" (يو17: 4)...؟! |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر يتناقض مع بشرى الخلاص المفرحة إن المطهر هو تناقص صريح مع بشرى الخلاص المفرحة!! ما معنى أن مجد الرب أضاء، ووقف ملاك الرب يبشر الرعاة بميلاد قائلًا " لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو1: 9 – 11)... وكأن أخوتنا الكاثوليك يعاتبون هذا الملاك قائلين: "ما هو هذا الفرح العظيم الذي تبشرنا به؟! وكيف لا نخاف ونيران المطهر وعذاباته تهددنا، كأن لا خلاص ولا مُخَلِّص؟!!... وأين هذا الفرح العظيم الذي يكون لجميع الشعب، مادامت عذابات المطهر تنتظره؟! وهل يستطيع مسيحي أن يهتف مع بولس الرسول قائلًا "لي اشتيهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جدًا" (في1: 23). أم أنه يقول على العكس: أخاف أن أنطلق من الجسد، وأكون في المطهر بكل ما فيه من نار وعذاب وسجن!! حقًا إن الموت هو رعب بالنسبة إلى المؤمنين بالمطهر، وضد بشارة الخلاص المفرحة.. فليس الجميع في المستوى الروحي الذي لبولس الرسول، الذي قال " لي اشتهاء أن أنطلق". ومن من البشر يمكنه أن يضم أنه مات وقد وفي عقوبة خطاياه؟! لا شك أن الكل يعتمد على الخلاص الذي قدمه المسيح... ولكن كيف تنفق كلمة الخلاص مع المطهر، إلا لو كان خلاصًا جزئيًا؟! وحاشا أن يكون هذا، وهو الذي " يخلص إلى التمام" (عب7: 25). أهم ما في رسالة المسيح أنه المخلص. وقد سمي يسوع، " لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى1: 21). وقد جاء إلى العالم "لكي يخلص ما قد هلك" (متى18: 11). وقد شهد القديس يوحنا الرسول قائلًا "نحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد ارسل الإبن مخلصًا للعالم" (1يو4: 14). والقديس بطرس الرسول يدعوه "المخلص يسوع المسيح" (2بط 1: 1) (2بط2: 20). والقديس بولس الرسول يدعوه "الرب يسوع المسيح مخلصنا" (تى1: 4). فما موقفه كمخلص من المطهر؟! أما يقدر هذا الذي خلص المؤمنين به من " البحيرة المتقدة بالنار والكبريت" أن يخلصهم أيضًا من هذا المدعو (المطهر)؟!... أما يقدر هذا الذي خلص العالم كله من خطاياه، أن يخلص أيضًا من هذه التي تسمى خطايا عرضية، ومن الخطايا الأخرى التي غفرت ولم تستوف قصاصًا من الكنيسة...؟! وما معنى " يخلص إلى التمام"...؟ وكيف يدعي مخلصًا، (والذين في المطهر) يدفعون ثمنًا لخلاصهم؟! إن مفهوم الخلاص في ظل المطهر، كان عثرة كبيرة لأخوتنا البروتستانت. حتى أنهم في محبتهم الاطمئنان على خلاص الناس، صاروا يسألون كل من يتعرفون عليه " هلي خلصت يا أخ؟ " " هل قبلت المسيح فاديًا ومخلصًا". وأصبح موضوع الخلاص من أهم الموضوعات التي يتكلمون عنها ويكتبون ويسألون. حتى في نسخ الأناجيل التي يوزعها الجدعونيون، يرفقون بها تعهدًا بقبول المسيح فاديًا ومخلصًا... وهنا أحب أن أسأل في محبة كملة وفي صراحة: هل يعتقد أي أخ كاثوليكى أن المسيح قد خلصته، بينما نار المطهر تتهدده حتى لو تاب؟ وذلك لأن نار المطهر، يدخلها الأبرار محبو الله الذين لهم خطايا عرضية وخطايا مميته قد غفرت بالتوبة ولكن لم تستوف قصاصها بعد. ولذلك يقول الأب لويس برسوم في كتابه المطهر ص5 إن المطهر هو لحالة " هي الأغلبية الساحقة من بنى البشر" (سطر13)... وكما يقول كتاب التعليم المسيحي (الكاتشزم) الذي يتعلمه أولادنا في المدارس الكاثوليكية تحت رقم 417 " إن النفس البارة، بعد الدينونة الخاصة، غالبًا أليم، به تفي النفس ما تبقي عليها من عقاب زمني"... لاحظوا هنا الذي ينال العذاب الأليم هو النفس البارة! ذلك لأن الأبرار – في ظل عقيدة المطهر – يتعذبون هم أيضًا كالأشرار!! والفرق بينهما أن الأبرار عذابهم مؤقت، والأشرار عذابهم دائم...!! أين الخلاص إذن الذي قدمه المسيح؟! وأين البشارة المفرحة التي يحملها الإنجيل؟! وكيف نطلب من الناس أن يؤمنوا بمخلص للعالم، يسمح أن النفس البارة من عقاب زمني؟! ومن الذي فرض عليها هذا العقاب الزمنى، وحدود هذا العقاب، حتى تعرف ما تبقى عليها؟ أهي الكنيسة؟! هنا وتعرض أخوتنا للعثرة الثانية من جهة السلطان الكنسى. هذا السلطان الذي يفرض عقوبات على النفوس التائبة، لابد أن توفيها، ولو بعد الموت، بعذاب أليم في المطهر... وهكذا أنكروا سلطان الكهنوت. ولما رأوا أن هذا السلطان تسنده قوانين كنيسة، أنكروا هذه القوانين أيضًا، وأنكروا معها التقاليد كذلك... وبخاصة لأن عقيدة الكاثوليك في المطهر، قررها مجمع فلورنس في القرن الخامس عشر قبل ظهور البروتستانتية بقليل... فلماذا كل هذا يا أخوتي، من الجانبين. وما هي القصاصات الكنسية التي تفرض على الخطاة؟ إنها أعمال التوبة. وهنا الأعمال أخوتنا البروتستانت للعثرة الثالثة من جهة قيمة الأعمال. هذه الأعمال التي يؤدى التقصير فيها إلى "عذابات المطهر"...! وهذه الأعمال التي يمكنها أن توفي العدل الإلهى، وتكون ثمنًا للخطية...! حقًا إن الأعمال الصالحة لأزمة، وأعمال التوبة لازمة، فقد قال الكتاب " اصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة" (متى3: 8). ولكنها لا يمكن أن توفى عقوبة العدل الإلهى، ولا يمكن أن يكفر الإنسان بها عن خطاياه..! وهكذا فإن المبالغة التي خرجت عن الحد في قيمة الأعمال، جعلت كثيرين من البروتستانت قيمة الأعمال جملة... |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر ضد التوبة، وضد الكهنوت والمغفرة إن مفعول التوبة كما يشرحة لنا الكتاب المقدس هو: بالتوبة تمحي الخطية، ويغفرها الله، ولا يعود يذكرها، ولا يحاسب الإنسان عليها، بل يسامحه، ويصفح عنه، ويطهره من خطاياه. وكل هذا واضح من آيات عديدة في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. وكل هذا أيضًا ضد عقيدة المطهر. فلنتأمل إذن ما يقوله الكتاب: 1 – فمن جهة محو الخطية، يقول الكتاب: (أع3: 19) " فتوبوا وارجعوا، فتمحى خطاياكم". (أش 44: 22) " قد محوت كغيم ذنوبك أمواتا في الخطايا وغلف جسدكم، أحياكم معه، مسامحًا لكم بجميع الخطايا، إذ محا الصك الذي نفسى، وخطاياك لا أذكرها". 2 – وهذه الخطايا التي محاها الله، كيف يعود ويفرض عليها عقوبات وهي قد محيت، وما عاد يذكرها؟! ومن جهة أنه ما عاد يذكرها، نذكر أيضًا قول الرب: (ار31: 34) " لأنى أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد". (حز18: 21، 22) " فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها، وحفظ كل فرائضي، وفعل حقًا وعدلًا، فحياة يحيا. لا يموت. كل معاصيه التي فعل لا تذكر عليه. في بره الذي عمل يحيا. 3 – وإن كان الله لا يعود يذكر الخطايا التي تاب عنها الإنسان، فبالتالي لا يعاقب. لأن المعاقبة معناها أن الله لا يزال يذكر هذه الخطايا، ولم يغفرها بعد... 4 – وهو لم يقل فقط أنه لا يذكرها، بل أيضًا لا يحاسبها على التائب: وهنا نري المرتل يفرح بهذا الأمر، ويقول في المزمور: (مز32: 1، 2) " طوبى للذي غفر إثمه وسترت خطيته. طوبي للإنسان الذي لا يحسب الرب له خطية". (2كو5: 19) " إن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعًا فينا كلمة المصالحة". 5 – كيف إذن بعد هذه المصالحة، يعود فيلقى التائبين في عذابات المطهر؟! وكيف يتفق هذا مع قول الكتاب " غير حاسب لهم خطاياهم "؟! مادام الله قد غفر، فإن الأمر يكون قد أنتهي. ولا يحتاج الأمر إلى تطهير، لأن الله يمزج الأمرين معًا، إذ يقول: (ار33: 8) " وأطهرهم من كل إثمهم الذي أخطأوا به إلى. وأغفر كل ذنوبهم التي أخطأوا بها إليَّ". 6 – هنا يكون التطهير أثناء الحياة على الأرض، وليس بعد الموت. يكون بعمل الروح القدس في التغير، وليس بعذاب المطهر. أنظروا ماذا يقول الرب عن التطهير في سفر أشعياء: (أش1: 18) " هلم نتحاجج – يقول الرب – إن كانت خطاياكم كالقرمز، تبيض كالثلج. وطبعًا هذا يكلم الأحياء على الأرض، وليست الأرواح بعد الموت. بل أن داود النبى في المزمور الخمسين " أنضح على بز وفاك فاطهر، وأغسلنى فأبيض من الثلج"، "اغسلنى كثيرًا من إثمي، ومن خطيئتي تطهرني" (مز50). وطبعًا التطهير هنا على الأرض، وليس بعد الموت في المطهر. وعمل الله في التطهير الإنسان بروحه القدوس، يبدو في سفر حزقيال في قول الرب: (حز36: 25 – 29) " وأرش عليكم ماء طاهرًا فتطهرون. من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم أطهركم. وأعطيكم قلبًا جديدًا، واجعل روحًا جديدة فيداخلكم. وأنزع قلب الحجر من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم. أجعلكم تسلكون في فرائضي، وتحفظون أحكامى وتعلمون بها... وتكونون لي شعبًا، وأنا أكون لكم إلهًا. وأخلصكم من جميع نجاساتكم". نعم، هذا هو التطهير الحقيقي، يعمل الله فيه، ونعمته المطهره المجددة المبررة، وليس بأسلوب العذاب والعقاب. إن الذهب قد تضعه في النار، فيتطهر وتسقط عنه شوائبه. لأنه معدن لا يحس ولا يشعر. أما الإنسان قد تضعه الذي له روح وعقل ونطق وقلب ومشاعر، فلا تصلح معه نار تطهره، إنما يطهره عمل الله، وسكنى روح الله فيه، ونعمة الله التي تهب القلب الجيد والروح الجيدة. فيتطهر الإنسان بالتوبة ومحبة الله ونقاوة القلب. 7 – والتطهير لا يكون بعد الموت، حيث لا حروب من الجسد ومن المادة ومن العالم ومن الشيطان، إنما يكون هنا، حيث لا حروب من الجسد ومن المادة ومن العالم ومن الشيطان، إنما يكون هنا، حيث توجد الحروب وينتصر الإنسان فيه بقوة من الله. إن الفكرة التي يقدمها المطهر ليست عملية تطهير، إنما هي عملية عقاب ومجازاة. ولذلك قيل في هدفها إنها تكفير لا تطهير... وليست أدري كيف سميت بالمطهر؟ أي تطهير يوجد في النار والعذابات والعقوبة التي قد تجعل القلب يتضايق ويتذمر كلما طالت المدة، ويشك في محبة الله. فبدلًا من أن يتطهر يزداد إثمًا على إثم.. 8 – أيضًا عذابات المطهر لا يتفق مع المغفرة، ولا مع التحليل الذي يسمعه التائب من فم الكاهن. ما فائدة التحليل، الذي بعد سماعه من المفروض أن يخرج التائب والسلام يملأ قلبه، لأنه قد ألقى عبثًا ثقيلًا من على كاهله، وأنتقلت الخطية منه إلى كتف المسيح ليحملها عوضًا عنه... ولكن بفكرة المطهر، يجد التائب المعترف أنه لم يستفيد شيئًا. وأن الخطية لا تزال قائمة ضده، تهدده بمستقبل مرعب في المطهر. إن عقوبة المطهر بهذا الوضع تعطي شكًا في تحليل الكاهن وفي سر التوبة. 9 – إن ضرورة بقاء العقوبة بعد الموت، على الرغم من المغفرة، أمر لا يتفق مع تعليم الكتاب. وأكبر توضيح لذلك قصة الإبن الضال الذي لما عاد إلى أبيه، أنتقل من الموت إلى الحياة (لو15: 24، 32). ولم يلق عقابًا، بل العكس وجد المحبة والقبول والإكرام، والحلة الأولى، والخاتم في يده... إنها الصورة التي نذكرها عن محبة الله وغفرانه... بعكس عقيدة المطهر التي تعطينا صورة قاتمة عن المغفرة التي لا تعفى من العقوبة... 10 – إن صورة المطهر، تذكرنا بالعهد القديم، ولعنات الناموس وكأننا لم ننل بعد خلاص الرب ونعم الفداء. إنها تطالب بثمن الخطية، كأن لم يدفع على الصليب. وتجعل العقوبة لا تزال قائمة، كأن الفداء لم يتم بعد. وتنسينا الصلح الذي تم بيننا وبين الله بكفارة إبنه. إن عقيدة المطهر لا تعيش في العهد الجديد الذي يقول فيه الكتاب إن المسيح "أسلم من أجل خطايانا وأقيم من أجل تبريرنا" (رو4: 25). وأنه " حمل خطايانا في جسده على الخشبة" (بط2: 24). إنه العهد الجيد الذي يقول لنا: "الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاه، مات المسيح لأجلنا. فبالأولى كثيرًا ونحن متبررون الآن بدمه، نخلص به من الغضب. لأنه وإن كنا أعداء قد صولحنا مع الله بموت إبنه، فبالأولى كثيرًا ونحن مصالحون نخلص بحياته" (رو5: 8 – 10). 11 – إن عذاب المطهر لون من الدينونة. ونحن بموت المسيح نجونا من الدينونة. وهوذا الكتاب يقول " لا شيء من الدينونة الآن على الذين في المسيح يسوع السالكين حسب الجسد، بل حسب الروح" (رو8: 1). وتقول: هذا للسالكين ليس بالروح. وماذا عن الذين يخطئون خطايا عرضيه أو مميته؟ أقول لك إنها بالتوبة تمحي، بدم المسيح ويبقى أمامهم ذلك الرجاء المفرح " لاشيء من الدينونة"... 12 – إن عقيدة المطهر ضد عقيدة الخلاص المجانى: هذه التي ذكرها الكتاب صراحة " متبررين مجانًا بنعمته بالفداء" (رو3: 24). فإن كان الإنسان يدفع ثمن خطيته: سنوات عذاب يقضيها في المطهر، حينئذ يكون هو الذي دفع الثمن، وليس المسيح الذي دفع عنه. ولاهوتيًا لا يستطيع هو أن يدفع الثمن، لأن الثمن الحقيقي هو الموت أي الهلاك. وقد مات المسيح عنا " لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16). وأخذنا نحن استحقاق هذا الموت مجانًا... والمطلوب منا هو التوبة، والسلوك بالروح. تبقي بعد ذلك العبارة التي تتكرر تقريبًا في كل الكتب التي نشرت عن المطهر، وهى أن ناره للتطهير. لماذا؟ 13 – لأن الماء لا يمكن أن يدخلها شيء دنس أو نجس (رؤ21: 27). هذا حق. ولكن من قال إن التائب دنس أو نجس؟! إنه بالتوبة أبيض من الثلج. تطهر بالتوبة. طهره الله حسب وعده الصادق: "من كل نجاساتكم، ومن كل أصنامكم أطهركم... وأخلصكم من كل نجاساتكم" (حز36: 25، 29). إن داود صار طاهرًا، ليس بالمطهر، وإنما بتوبته وبعمل الله فيه، إذ قال " وتغسلنى كثيرًا من إثمى، ومن خطيتى تطهرنى". التائبون سيدخلون السماء أطهارًا. يغسلهم كما غسل أرجل تلاميذه، وقال لهم: أنتم الآن أطهار... (يو13: 10). 14 – في فرح الرجاء، يفرح التائبون إذ غفرت لهم خطاياهم، بل محيت (أع3: 19). ولكن المنادين بالمطهر، يقولون إن التوبة قد محت وصمة الخطية وليست عقوبة الخطية. ولا تزال العقوبة قائمة تؤدى عنها حسابًا هنا أو في المطهر!!... حقًا أقول كما قال داود النبى: أقع في يد الله، ولا أقع في يد إنسان. لأن مراحم الله واسعة (2صم 24: 14). الله يقول: لا أذكرها بعد. لا تحسب عليه. يبيض كالثلج... أمحوها أغفرها عن آثامهم. أطهرهم من نجاساتكم. لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم (يو12: 47). والإنسان يقول لابد من العقوبة. وإن لم يوفها على الأرض، يقضى زمنًا غير محدد في المطهر... "كرحمتك يا رب ولا كخطايانا"... وهنا نسأل سؤالًا هامًا إلى إجابة أهم، وهو: هل المسيح على الصليب حمل خطايانا فقط، أم حمل أيضًا عقوبتها؟ وإن كان قد حمل العقوبة، فما لزوم الحديث إذن عن العقوبة في المطهر؟ وإن كانت المغفرة للخطايا فقط دون التنازل عن عقوبتها، فالويل لنا جميعًا... قد هلكنا!! والجميع إلى بحيرة النار والكبريت. وإن كانت المغفرة ترفع العقوبة، فلا مطهر إذن. 15 – يا أخوتى، نادوا بالرحمة، لا بعذابات مطهريه. فالرب يقول: " طوبى للرحماء، فإنهم يرحمون " (متى5: 7). واطمئنوا على العدل الإلهى، لا تقلقوا عليه!! كلنا نؤمن بالعدل الإلهي، الذي لابد أن يقتص من غير المؤمنين، ومن غير التائبين، ومن كل السالكين بالجسد والسالكين في الظلمة. أما بالنسبة للمؤمنين التائبين، فالعدل الإلهى استوفى حقه على الصليب... "لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو3: 16). هل الخطايا التي يتعذب الناس بسببها في المطهر، حملها المسيح أم لم يحملها؟ مات عنها أم لم يمت؟ دفع ثمنها أم لم يدفع؟ إن كان المسيح قد دفع الثمن، فلا لزوم للمطهر؟ وإن كان المسيح لم يدفع الثمن، فلا تكفى لغفرانها نار المطهر، ولا نار الأبدية كلها. 16 – إن الذين ينادون بضرورة وفاء الإنسان للعدل الإلهى، نضع أمامهم قصة السيد المسيح الرب في لقائه مع سِمعان الفريسى والمرأة الخاطئة التائبة، وقوله في مثال المدينين: " وإذ لم يكن لهما ما يوفيان، سامحها جميعًا" (لو7: 42). هذه هي رحمة الله نحو جميع البشر، وكلهم – كهذين المدينين – لا يستطيعون الوفاء بالعدل الإلهى... بالتوبة يسامحهم جميعًا. ليس لنقص في عدله، أو لأن عدله ضاع بسبب رحمته، حاشا!! وإنما لأن العدل الإلهى قد وفي حقه على الصليب... 17 – أما إن كان لابد أن ندفع للعدل ثمنًا للعدل الإلهى بعد موتنا. فإننا بصراحة تامة، نكون قد هدمنا كل عقائد الفداء والكفارة والخلاص بالدم، وبالتالي نهدم التجسد أيضًا والهدف منه... إن الرب في مثال المدينين، قد غفر للمديون بخمسمائة، كما للمديون بخمسين (لو7: 41)... للمديون بالكثير، وللمديون بالقليل... عارفًا تمامًا أن كلًا من هذين "ليسا لهما ما يوفيانه"... لا مُقْتَرِف (الخطايا المميتة) يستطيع أن يوفى ولا صاحب (الخطايا العرضية) يستطيع أن يوفى... يكفيها التوبة والسلوك الروحي وسلامة العقيدة... |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر ضد عدل الله ورحمته يقول أخوتنا الكاثوليك إن المطهر هو لإيفاء العدل الإلهى، بالعقوبة عن الخطية. ونحن نرد هنا بأمرين: 1 – العدل الإلهي أستوفى حقه تمامًا على الصليب: وذلك حينما صاح الإبن المصلوب قائلًا "قد أكمل" (يو19: 30). حينما دفع ثمن خطيته، لكل أحد، في كل زمن حينما دفع ثمن خطايا الماضي والحاضر والمستقبل. حينما قدم كفارة غير محدودة، تكفى لمغفرة خطايا العالم كله. وهنا نسأل أخوتنا الكاثوليك سؤالًا هامًا وخطيرًا وهو: ما مدى كفاية كفارة المسيح؟. هل كان فيها نقص في إيفاء العدل الإلهى، حتى يكملها الإنسان بعذاب في المطهر؟!! فإن كانت الكفارة التي قدمها المسيح عنا كافيه ووافية، وكاملة من كل ناحية، فما لزوم العذاب لإيفاء العدل الإلهى؟! ألم يكن العدل قد دفع حقه تمامًا، حينما ظلت النار تشتغل في ذبيحة المحرقة حتى تحولت إلى رماد (لا6: 8 – 13) وتنسم الله منها رائحة الرضى (تك8: 21). وصارت ذبيحة المسيح كمحرقة "محرقة وقود رائحة سرور للرب" (لا1: 9، 13، 17). وهنا نسأل السؤال الثاني الخاص بالعدل الإلهى: 2 – هل يوافق العدل الإلهى أن يستوفى حقه عن الخطية مرتين؟! يستوفى العدل الإلهى من المسيح مصلوبًا نيابة عن الإنسان، يستوفيه كاملًا غير منقوص. ثم يعود ليطالب الإنسان بإيفاء العدل عن نفس الخطايا مرة أخرى، كأن لم تكن ذبيحة المسيح؟!! من قال إن العدل الإلهى يطالب بثمن؟! ألم يدفع له الثمن من قبل، وهكذا قال الرسول " لأنكم اشتريتم بثمن" (1كو6: 20). فهل من العدل أن يستوفى الله الثمن مرتين؟!.. ثم نحب أن نسأل أيضًا: 3 – ما هو هذا الثمن الذي يطالب به العدل الإلهى؟ ومن الذي قرره؟ أنى لا أجد له إشارة في الكتاب اطلاقًا...! أخوتنا الكاثوليك يتحدثون عن خطايا قد غفرت، ولم تستوف قصاصها بعد فما هو هذا القصاصات؟ ومن الذي وضعه؟ ومن قال إن الله يطالب بقصاص بعد المغفرة؟! أم هي قصاصات وضعتها الكنيسة؟ ومات التائب قبل أن يوفيها؟! فتفرض الكنيسة وجود توفى فيه هذه القصاصات... إن كانت القصاصات صادرة من الكنيسة، وإنها كذلك... فالكنيسة التي لها سلطان الربط، لها في نفس الوقت سلطان الحل (متى18: 18). وهنا لا يكون الأمر خاصًا بالعدل الإلهى، وإنما بالعدل الكنسى... بولس الرسول فرض عقوبة على خاطئ كورنثوس (1كو5: 5). فلما تاب هذا الخاطئ، رفع الرسول القديس عقوبته. وبعد أن كان يقول لأهل كورنثوس "اعزلوا الخبيث من بينكم" (1كو5: 13). عاد يقول لهم في رسالته الثانية " مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي من الأكثرين، حتى تكونوا بالعكس تسامحونه بالحرى وتعزونه، لئلا يبتلع مثل هذا من الحزن المفرط" (2كو2: 6، 7). لقد فعل هذا مع الخاطئ ليس فقط له خطيته مميته، بل أقول مميته جدًا، لدرجة أن الرسول وبخ الشعب كله بسببها. ولم تفرض على خاطئ كورنثوس سنوات في المطهر. ولم يحدد لعقوبته زمان معين. وإنما رجع الرسول في عقوبته بسبب عمق التوبة. ولأنها أتت بنتيجتها الروحية. فالقصاصات الكنسية لون من العلاج أكثر من أن يكون عقوبة وقصاصًا. إنه قصاص يدخل في التدبير الروحي، وليس وفاء للعدل الإلهى.. فالعدل الإلهى يقول إن " أجرة الخطية هي موت" (رو6: 23). والعدل الإلهى يقول إن هذا الموت قد أستوفى على الصليب. ولكن لا يستحقه سوى المؤمنين التائبين. ولهذا يقول " إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3، 5). والعدل الإلهى يقول إن الخطية تمحى بالتوبة. وهكذا يقول الكتاب "توبوا وارجعوا فتمحى خطاياكم" (أع3: 19). طبعًا تمحى بأن تنتقل إلى حساب المسيح، كما قال ناثان النبى لداود " الرب نقل عنك خطيئتك، لا تموت" (2صم 10: 13). وحينما تنقل خطيته المؤمن التائب إلى حساب المسيح، حينئذ يمحوها بدمه الكريم. 4 – فهل من العدل المطالبة بثمن خطيئته قد محيت؟. أليس المطالبة بدفع ثمنها في المطهر بعد محوها بالدم، هو أمر ضد العدل الإلهى؟! قلنا إن الكنيسة هي التي قررت تلك العقوبات، وهي تستطيع أن ترفعها. ولا يكون هذا ضد العدل في شيء. لأنها كانت للعلاج، ولا علاج بعد الموت... وهنا أحب أن أسجل حقيقة هامة. وهى: حسبما ورد في قوانين الكنيسة، كل العقوبات الكنسية تنتهي عند الموت، أو عند الأشراف على الموت. ولا توجد عقوبة كنيسة بعد الموت!! وحتى حينما كانت الكنيسة تمنع إنسانًا لمدة معينة من سر الأفخارستيا، بسبب خطيئة قد ارتكبها، كان إذا اشرف على الموت، ترجع الكنيسة عن عقوبتها، وتمنحه السر المقدس... يقينًا لا توجد عقوبة تستمر حتى الموت، فكم بالأولى لو كانت تستمر بعد مغفرتها!! وهنا نسأل: 5 – هل من العدل الإلهى أن تستمر العقوبة بعد المغفرة، إلى ما بعد الموت؟! هنا ويتعرض أخوتنا الكاثوليك الموضوع (العقاب الزمنى). ويقولون إن الله عاقب داود بعد المغفرة مرتين عقابًا زمنيًا: إحداهما بعد خطيته الزنا والقتل (2صم10). والثانية بعد عد الشعب (2صم24: 10 – 17). نقول، وقد عاقب الله سليمان بشق المملكة، عاقب موسى بعدم دخول أرض الموعد، وعاقب آدم وحواء، وعاقب شمشون، ولكن... ولكن كل هذه كانت عقوبات أرضية. ولم يحكم على أحد من هؤلاء بعذاب بعد الموت... وكلها عقوبات لا علاقة لها إطلاقًا بموضوع المطهر... حتى موسى الذي فرض عليه أن لا يدخل أرض الموعد، عاد بعد الموت فدخلها، حينما ظهر مع السيد المسيح على جبل التجلى (مز9: 4). كما أن هذه العقوبة لا علاقة لها بالمطهر، ولا بعذاب بعد الموت... هاتوا لي مثلًا واحدًا من الكتاب عن شخص بار تعذب بعد الموت لكي يتطهر من خطايا...!! مثلًا وحدًا لا غير... نقطة أخري أذكرها في علاقة المطهر بالعدل الإلهى، وهي: 6 – هل من العدل الإلهى أن تعاقب الروح دون الجسد؟! بينما قد يكون الجسد أكثر خطأ وأكثر مسئوليته، أو قد يكون هو الذي أحذر الروح عن مستواها بسبب شهواته. والقديس بولس نفسه يقول " أسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهى ضد الروح، الروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحداهما الآخر" (غل5: 16، 17). فهل من العدل أن الروح التي كانت تقاوم الجسد في شهواته، هي التي تذهب وحدها إلى عذابات المطهر بعد الموت، ولا يتعذب الجسد، لا حسيًا ولا معنويًا؟! أم أن العدل يقتضي أن الجسد والروح، اللذين اشتركا معًا في غالبية الخطايا، هما يعاقبان معًا، أو يتطهران معًا... وهذا لا يحدث إلا إذا عادا وأتحدا معًا في القيامة. وفي تلك الحالة لا يكون هناك تطهير، وإنما ثواب دائم أو عقاب دائم. وفي القيامة. وفي تلك الحالة لا يكون هناك تطهير، وإنما ثواب دائم أو عقاب دائم. وفي ذلك فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو5: 28، 29). أي أنه إذا كانت هناك عقوبة، تكون للأثنين معًا، بعد القيامة، حسب قول الرب... على أن هذا الأمر سنبحثه بالتفصيل في حديثنا عن الدينونة العامة... هنا وأتعرض إلى نقطة أخرى خاصة بالعدل الإلهى، فأقول: 7 – هل من العدل الإلهى أن أن يعاقب على الشهوات، وخطايا الجهل والخطايا غير الإدارية، وباقي الخطايا العرضية في المطهر تشبه عذابات جهنم؟! فهكذا تحدثت الكتب الكاثوليكية التي بين أيدينا، والتي تعطي هذه الصورة البشعة عن معاملات الله للناس...! بينما يقول المرتل للرب في المزمور " لاتدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لا يتزكى، يا رب من يثبت؟! لأن من عنك المغفرة" (مز130: 3). هل من العدل أن يعاقب الله طبيعتنا البشرية الضعيفة بهذه المعاملة، حتى في عصر النعمة؟! وهوذا المرتل – في العهد القديم – يقول في المزمور عن الرب " لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازيانا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السموات فوق الأرض، قويت رحمته على خائفيه. كعبد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا. كما يترأف الأب على البنين، يترأف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن.." (مز103: 10 – 14). نعم إن عدل الله يذكر أننا تراب نحن؟ يعاملنا حسب ضعف طبيعتنا، وحسب شدة الحروب الموجهة إلينا من الشيطان... ولذلك فإن الكنيسة المقدسة في صلواتها عن المتنقلين، تقدم عنهم دفاعًا أمام العدل الإلهى فتقول " إذ لبسوا جسدًا، وسكنوا في هذا العالم " وتقول أيضًا: "لأنه ليس إنسان بلا خطية، ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض". فكيف إذن من أجل الشهوات يتعذب إنسان في نار المطهر؟! هوذا المرتل يقول للرب " الشهوات من يشعر بها؟! من الخطايا المستترة ابرئنى" (مز19: 12). لو كان المطهر بديلًا للقصاصات الكنسية التي لم توف، لا يكون هذا عدلًا. لأن عذابات المطهر، أقسى بكثير من العقوبات الكنسية: لنفرض مثلًا أن شخصًا أخطأ وتاب. وفرضت عليه الكنيسة بعض عقوبات: مثل الحرمان من التناول فترة معينه، أو الصوم عدة أيام، أو عددًا من المطانيات (السجدات)، أو ما أشبه.. ومات هذا الإنسان قبل أن يوفى هذه العقوبات... هل من العدل أن يوفى بدلها عذابات في المطهر. يقول أحد الأباء الكاثوليك إنها تشبه العذابات الجهنمية؟! إلى جوار " نار الخسران " أي فقدان عشرة الله وملائكته وقديسيه... هل هذا عدل؟ أن يكابد التائب البار عقوبة مرعبة، بدلًا من عقوبة كنيسة علاجية محتمله؟ هل يجوز أن يقول لك شخص " أما أن تدفع الخمسة قروش التي أنت مدين بها، أو أن تجلد مائة جلدة لوفاء هذا الدين "؟! هذا لو كان هناك دين وفاؤه... أما حنان المسيح فيقول عن سمعان الفريسي والمرأة الخاطئة " وإذ لم يكن لهما ما يوفيان، سامحها جميعًا" (لو7: 42). إن كان كل هذا يقال في الموضوع المطهر عن الالتجاء إلى عدل الله، فماذا نقول إذن عن الرحمة والحب؟! إن محبة الله التي جعلته يبذل إبنه الوحيد من أجل خلاصنا، هل محبته هذه تسمح بعذابات مطهرية من أجل خطايانا عرضية، أو بسبب (خطايا مميته) قد تاب إنسان عنها وغفرت له... أين الرحمة هنا؟! تقول " هنا العدل". أقول لك: لا تتعب ضميرك من جهة العدل، فقد أستوفى حقه بالفداء على الصليب... |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر ضد وعود الله كيف يقول الله عن خطايانا التي تبنا عنها: لا أذكرها. لا تحسب عليه. لا يحسب لهم الرب خطية. تمحى. تبيض كالثلج. اطهرهم. أغفر كل ذنوبهم. ثم يعود بعد ذلك لكي يطالبنا بهذه الخطايا، التي قال إنه لا يعود يذكرها، ويطالبنا بعقوبة لها، فيها عذاب...؟! [أنظر وعود الله في (أع3: 19) (اش44: 22) (اش43: 25) (مز32: 1، 2) (أر31: 34) (أر33: 8)]. وماذا عن وعود الله بالمغفرة، والصفح، والمصالحة (2كو5: 21)، والمسامحة، ومحو الصك الذي علينا (كو2: 14). وإنه كعبد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا (مز103: 3)؟! إننا نعلم أن الله أمين في مواعيده، حسب قول الكتاب " لأن الذي وعد هو أمين" (عب10: 23). ويقول الرسول في ذلك: " إن أعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم" (1يو1: 9). إذن تطهير الله لنا من خطايانا، أمر يتفق مع أمانته وعدله. ويقول القديس بولس الرسول " أمين الذي يدعوكم، الذي سيفعل أيضًا" (1تس5: 24). إننا نفرح جدًا، ونحيا في رجاء، نعتمد على صدق الله في مواعيده. بل نطمئن بالأكثر حينما نسمع قول الرسول: " إن كنا غير أمناء، فهو يبقى أمينًا، لن يقدر أن ينكر نفسه" (2تى2: 13). حقًا، صادقة هذه الكلمة، ومستحقة لكل قبول... فلنعتمد إذن على صدق الله في مواعيده، ولا نسمح أن يشككنا فيها أحد. وعود الله أمينة لا رجعة فيها. فإن تاب إنسان وغفر له الله، لا يعود يعيره بخطايانا، أو يعاقبه عليها، أو يقول له: باق عليك حساب يجب أن توفيه. بل يقول "لا يحسب له الرب خطية" (مز32: 2)، والذي غسله الله من خطاياه، كما قيل " الذي أحبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه" (رؤ1: 5)، هذا لم تعد عليه خطية بعد، بل صار أبيض من الثلج (مز50). وهنا يبدو جمال التوبة، وجمال المغفرة... أما المطهر فهو ضد وعود الله. وهو صورة قاتمة، عنهم المغفرة، وعن محبة الله ورحمته، وصدق مواعيده. أيضًا الشخص الذي اصطلح مع الله (2كو5: 18) لا يعود الرب يكسر صلحه معه ويحاسبه على شيء تنازل الله عنه في صلحه. هل معقول أن شخصًا تصطلح معه، ثم ترجع إلى بيتك، فتجده قد أرسل الشرطة لقيادتك إلى السجن؟! صدقونى ولا مع العلمانيين، أهل العالم، يحدث مثل هذا الأمر. بل على العكس: الله في مغفرته، يبعد عنا خطايانا، كعبد المشرق عن المغرب (مز103). فإن أراد الرب معاقبتك على خطية في المطهر، تقول له: ما هذا يا رب؟! ألم تقل لا أعود أذكرها؟! ومادمت قد نقلتها إلى حساب المسيح، فلماذا تحاسبنى أنا؟! هل عمليه النقل لم تتم؟! يقول بعض الكاثوليك إن وعود الله خاصة بوصمة الخطية، وليست خاصة بعقوبة الخطية!! ونحن نسأل من أين هذا التفسير؟! ما دليله الكتابي؟ ما تفسيره اللاهوتي؟ ما معنى أن يعقد الله معك مصالحة، قوامها أن يغفر، ولا يحسب لك خطية، ثم يطالبك بعدها بثمن الخطية والتي وعد أنه لا يحسبها عليك، بل لا يذكرها؟! المطالبة بثمنها معناه انه عاد يذكرها...! مثل شخص يعقد صلحًا، ويتعهد أنه لا يطالبك بدين. ثم ترجع إلى بيتك، فتجد أنه ارسل لك شريطًا يقودك إلى السجن بسبب هذا الدين!! هل معاملات الله مع الناس من هذا النوع؟! حاشا... |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
تفسير آية يخلص كما بنار يخلص كما بنار (1كو3: 15). هذه الآية من أهم الآيات الكتابية التي يعتمد عليها الكاثوليك، في محاولة لإثبات المطهر، ولذلك سنوليها أهتمامًا خاصًا يناسب تركيزهم عليها. وقبل كل شيء أحب أن أقول: (1) هذه الآية ذكرت في أثناء الحديث عن الخدمة والخدام، وليس في مجال الحديث عن الدينونة والعقاب. ولهذا الأمر أهميته: ومن أجل هذا، ولكي لا تفصل الآيه عن المناسبة التي قيلت فيها، نقول إن بولس كان يتكلم عن خدمته هو وأبولس، وأن الواحد منها غرس والآخر سقى، ولكن الله كان ينمى. وإن كل واحد سيأخذ اجرته حسب تعبه. مشبهًا الخدمة بعمل الفلاحة قائلًا "نحن عاملان مع الله، وأنتم فلاحة الله، بناء الله" (1كو3: 5 – 9). ثم أنتقل في تشبيه الخدمة بالبناء " أنتم بناء الله " إلى قوله " حسب النعمة المعطاة لي – كبناء حكيم – وضعت أساسًا، وآخر يبنى عليه. ولكن فلينتظر كل واحد كيف يبنى عليه. فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا غير الذي وضع، الذي هو يسوع المسيح" (1كو10، 11). (2) هنا بولس الرسول كبناء حكيم، كخادم يعرف أصول الخدمة، أو كما تقول إحدى الترجمات، كأستاذ أو معلم حكيم في البناء master builder as a wise وضع الأساس الذي هو الإيمان بالمسيح، وسيترك البناء لباقى الخدام، لباقى البنائين، ويرى كيف يبنون عليه. ولذلك يقول في رسالته لأهل كورنثوس " إن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباء كثيرون، لأنى أنا ولدتكم في المسيح" (1كو4: 15). أنا ولدتكم ووضعت الأساس الذي هو الإيمان. وبقى الأمر متروكًا لهؤلاء المرشدين الكثيرين كيف سيبنون عليه: ذهبًا وقشًا. وكل واحد من هؤلاء المرشدين له طريقته. بولس بشر أهل كورنثوس، ولكنه سوف لا يبقى في كورنثوس باقى حياته، لأن له خدمة واسعة في أماكن متعددة. يكفى أنه وضع الأساس، وسيترك باقى الخدام يبنون عليه. كما قال أيضًا عن تشبيه الكرازة بعمل الفلاحة " أنا غرست، وأبولس الشيء المغروس. فما الذي حدث بعد هذا؟ حدث انقسام هدد العمل كله. وقال البعض أنا لبولس وآخر أنا لأبولس (ع3، 4). فما الذي سيحدث في البناء فيما بعد؟ ا مصير العمل الكرازة؟ يقول: "ولكن إن كان أحد يبنى على هذا الأساس ذهبًا فضة حجارة كريمة، خشبًا عشبًا قشًا، فعمل كل واحد سيصير ظاهرًا، لأن اليوم سيبسنه. لأنه بنار يستعلن. وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقى عمل أحد قد بناه، فسيأخذ أجرة. إن احترق عمل أحد، فسيخسر. أما هو فسيخلص، ولكن كما بنار" (1كو3: 12 – 15). (3) نلاحظ هنا أنه يتكلم عن العمل، وليس عن الأشخاص. وهو يتكلم عن خدمة الخدام وليس عن عامة الناس... إنه يكلم الخدام، المبشرين، الوعاظ، الرعاة، المعلمين، خدام الكلمة، وليس كل أحد... هؤلاء الذين يبنون الملكوت، ويقومون بالعمل الكرازى، كيف سيبنون. وهل عملهم سيبقى أم يحترق. وما الذي سوف يضعونه على أساس الإيمان: هل سيضعون ذهبًا فضة حجارة كريمة، من الأمور التي تبقى ولكنها تتنوع في مدى قيمتها؟ أم سيضعون خشبًا قشًا، من الأمور التي تحترق، ولكنها أيضًا تتنوع في سرعة أحتراقها. والبعض يمكن إنقاذه كالقش.. بولس الرسول تهمه الخدمة، يهمه العمل، وعن هذا يتحدث: فيقول عمل كل واحد سيصير ظاهرًا، لأن اليوم سيبين هذا العمل. هذا العمل سوف يسعلن بنار عمل واحد. هل يبقى العمل. أم إن العمل يحترق. إذن النار هنا للعمل، وليس للأشخاص. فكلام صريح " سيمتحن النار عمل كل واحد"... لكي تبينه: هل هو، ذهب فضة، حجر كريم، أم خشب، عشب، قش... لم يقل إن الأشخاص سيحترقون بنار، إنما قال إن علهم سيحترق. (4) الذي سيجوز في النار هو العمل، وليس الشخص: ليس الخادم، إنما خدمته، من أي نوع هي؟ هل ستبقى أم تحترق؟ وعلينا أن نضرب أمثلة للأعمال التي تحترق، والأعمال التي تبقى. الخدمة التي لها ثمر في الكنيسة، والتي لا ثمر لها... (5) فالعمل الذي يشبه الذهب والفضة والحجر الكريم هو عمل من يخدم بطريقة روحية عميقة لبناء النفوس: بحيث يكون الهدف الوحيد هو الله وملكوته. بأسلوب روحى مقنع ومؤثر، يجذب النفوس إلى الله، مع جهد وتعب في التربية الروحية، وحل كل المشاكل التي تصادف المجاهدين في طريقهم، ومعرفة الحروب الروحية وطريقة الانتصار عليها وحث الناس على الثبات، وتشجيعهم وتقويتهم والصلاة من أجلهم. كالرعاة والمرشدين الذين قال عنهم الرسول " أطيعوا مرشديكم وأخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم، كأنهم سوف يطيعون حسابًا..." (عب13: 17). وكما قال الرسول عن نفسه " في تعب وكد، في أسهار مرارًا كثيرة، في جوع وعطش، في أصوام كثيرة، في برد وعرى، عدا ما هو دون ذلك، التراكم على كل يوم، الاهتمام بجميع الكنائس. من يضعف وأنا لا أضعف. من يعثر وأنا لا ألتهب" (2كو11: 27 – 29). "لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل أحد " " لست أحتسب لشئ، ولا نفسى ثمينة عندي، حتى أتمم بفرح سعيى والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله" (أع20: 31، 24). هذا هو البناء الذهب الذي لا يتزعزع. هذا هو العمل الروح القوى الذي لا يحترق. لأنه تعليم بطريقه جادة روحية باذلة من أجل خلاص النفس وربطها في ثبات بالله. إنه بناء وطيد. يسقط المطر وتجئ الأنهار، وتهب الرياح، وتقع على هذا البناء. فلا يسقط. تمتحن النار هذا العمل يبقى في النفوس، ويبقى لي اليوم الأخير. والخادم الذي يأخذ أجرته، ويأخذها تعبه (1كو3: 14، 8). والنار هننا ربما تكون التجارب أو الاختبارات الروحية أو الحروب أو الضيقات... التى يتعرض لها كل عمل روحي، أو تتعرض لها الكنيسة كلها، فيظهر من فيها هو الذهب، ومن فيها هو القش. من يثبت، ومن لا يثبت. من يحترق بسرعة كالقش، ومن يحترق ببط كالخشب، ومن لا يحترق على الإطلاق كالذهب والأحجار الكريمة. فإذا أخذت النار للاختبار، فإن كلمة اليوم تعنى اليوم الذي يحل فيه امتحان هذا التعليم الذي علم به الخادم ومدى ثباته في أنفس سامعيه. أما إذا كان المقصود باليوم الأخير (1كو4: 5)، فتكون النار هي العدل الإلهى، الذي "سينير خفايا الظلام، ويظهر آراء القلوب".. إنها نار أخرى... فكلمة نار لها معان عديدة، ورموز عديدة في الكتاب... قلنا إن هناك من يخدم بأسلوب روحى عميق. ولكن ليس الجميع يخدمون كذلك. (6) فهناك من عدم يخدم بأسلوب تطغى فيه المعرفة لا الروح، كما لو كان يخرج علماء لا عابدين... كما لو كان بعد تلاميذه ليكونوا دوائر معارف، لا أن يكونوا اشخاصًا روحيين. يعطيهم دينيًا لا تداريب روحية فيه. يخلط الدين بالفلسفه، ويحوله إلى مجرد فكر. لا فرق نده بين تدريس رحلات بولس الرسول، وبين اكتشافات كولومبوس Christopher Columbus، أو حروب نابليون Napoleon Bonaparte... كلها فروع من المعرفة تمامًا... وهذا الأسلوب تحاشاه القديس بولس تمامًا... وقال "وأنا لما أتيت إليكم أيها الأخوة، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة... وكلامي وكرازتى لم يكونا الناس، بل بقوة الله"، "لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح" (1كو2: 1، 4) (1كو1: 17). (7) هذا العمل الكرازي الذي هو بالفلسفة وحكمة الناس، يمكن أن يحترق. وكذلك الذي هدفه الفصاحة والبلاغة وتنميق الألفاظ والسجع وموسيقى العبارات. كلها خدمة قد تعجب البعض، وقد تبهرهم الفصاحة، أو السجع، أو النطق والعقل. وربما في نفس لا تترك أثرًا روحيًا في نفوسهم. قد تسبقي ألفاظًا مأثورة في ذاكرتهم، ولكنها لا تحدث تغييرًا في حياتهم. وإذا صادفتهم نار التجارب والأمتحانات الروحية، لا يثبتون أمامها. ويجد الخادم أو المعلم أو الراعى أن عمله قد أحترق. وإن أحترق عمله يخسر (1كو3: 15)، يخسر تعبه ويخسر مخدوميه، ويخسر مكافأته وجهده وتعليمه، وكرازته وخدمته، إذ لم تأت بثمر روحى... ولكنه يخلص كما بنار... (8) وبنفس الوضع نتحدث عمن تتحول خدمته إلى مجرد أنشطة، وعمل كثير، وأهتمام بأمور كثيرة، وبموضوعات جانبية عديدة، دون التركيز على العمل الروحى. وهكذا يحترق عمله كخادم. ولكنه من أجل تعبه وغيرته ونيته الطبية، يخلص كما بنار... يخلص كما بنار أي يخلص بصعوبة بجهد، كمن يمر في نار وينتشله اله منها قبل أن يحترق. عمله قد أحترق ولكن الله – من فرط رفاته – لم يسمح أن هذا الخادم نفسه يحترق، متذكرًا تعبه وجهده ورغبته في خلاص الناس. غير أن أسلوبه في الخدمة لم يكن سليمًا... (10) والنار هنا ليست نار مطهر. لأنه لم يقل يخلص في نار، أو في النار، وإنما كما بنار... فالنار هنا لم تكن له، وإنما كانت لعمله. كما قال الرسول "سيمتحن النار عما كل واحد ما هو" (ع13). وقد أمتحنت النار عمله فوجدته خشبًا أو عشبًا أو قشًا. وكان ممكنًا أن يهلك هو أيضًا، لأنه لم يخدم بطريقة سليمة، ولأن كلامه لم يكن "روحًا وحياة" (يو6: 63). ولكنه خلص، بصعوبة... "كما بنار " ولم يقل خلص في النار. (11) كلمة (نار) هنا استخدمت بطريقة مجازية، وليست حرفية ولنا مثال عن شخص " خلص كما بنار " هوشع الكاهن: قال زكريا النبي " وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائمًا قدام ملاك الرب، والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه. فقال الرب للشيطان: لينتهرك الرب يا شيطان، لينتهرك الرب الذي أختار الرب الذي أورشليم أفليس هذا شعله منتشله من النار؟!" (زك3: 1، 2). فما معنى عبارة "شعلة منتشلة من النار"؟! معناها مثلًا: أفترض أن قطعة خشب وقعت في النار، واشتعلت النار. ولكن رحمة الله تدخلت، انتشلتها – وهي مشتعلة – من النار، قبل أن تحترق، ومنحتها حياة... هكذا كان يهوشع الكاهن، وهو لابس ثيابًا قذرة أمام الملاك. فنزعوا عنه الثياب القذرة، وألبسوا ثيابًا مزخرفة وعمامة طاهرة. ولم تكن النار التي أنتشل منها يهوشع، نارًا مطهرية. إذ كان حيًا على الأرض ولم يمت بعد. ولكنها الإثم الذي تعرض له، أو تعرضت له الأمة كلها ممثلة في شخصه (زك3: 4، 9) وبنفس المعنى نفهم عبارة " يخلص كما بنار " أو عبارة " نخلص كمن يمر في نار"... لا فرق. والمعنى أنه يخلص بصعوبة، لأنه قصر في تعليم الشعب، فاحترق عمله الكرازى والرعوي... 12 – وعبارة " يخلص كما بنار " تذكرنا في معناها بقول القديس بطرس الرسول " إن كان البار بالجهد يخلص..." (1بط4: 18). وطبعًا عبارة " يخلص " هنا، لها عبارة مقدرة، أي يخلص إذا تاب... إذا أنسحق قلبه بسبب ضياع خدمته وتعبه، وندم على أنه خدم بأسلوب خاطئ... 13 – وهناك آية وردت في رسالة القديس الرسول، تشبه تمامًا ما حدث ليهوشع الكاهن، وتفسر أيضًا معنى " يخلص كما بنار"... قال: " ارحموا البعض مميزين. وخلصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار" (يه22: 23). فكل إنسان محاط بالإثم، أو معرض للضياع والهلاك، يكون، وكذلك الخدام والرعاة، هم أيضًا معرضون للضياع والهلاك بسبب المسئولية الملقاة عليهم في خلاص النفوس وبناء الملكوت. وبعضهم يخلص بصعوبة، بسبب ضعفات الخدمة، وأخطاء الخدمة، وعثرات الخدمة. ولكن الله يخلص مثل الخادم – كما بنار – م أجل إيمانه وتعبه وغيرته، حتى إن فشلت خدمته... |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر ليس هو.. هذا الإقتباس الذي أستدل به أخوتنا الكاثوليك من (1كو3)، ليس هو عن المطهر اطلاقًا. وما كان بولس يتحدث عن المطهر، وإنما عن الخدمة... وقد شرحنا هذا الأمر بالتفصيل. نضيف هنا بضعه إثباتات للدلاله على أن حديث الرسول لا يمكن أن ينطق على مفهوم المطهر عند الكاثوليك. (14) هنا الكل يتعرض للنار، بينما المطهر لنوعية من الناس! النار هنا يتعرض لها الذهب، كما يتعرض لها القش. ويتعرض لها الأحجار الكريمة، كما يتعرض لها العشب. وهذا ضد المعتقد الكاثوليكى في المطهر. فلو طبقنا المثل حسب تفسيرهم، فإن الذهب يرمز إلى القديسين الكبار الذين يذهبون توًا إلى الفردوس، ولا يمكن أن يمروا على نار المطهر! بل لهم (زائد) تصلح لإعانة الذين في المطهر!! وكذلك الفضة والأحجار الكريمة... (15) هنا النار للامتحان، وليست للتعذيب كنار المطهر. لاختبار العمل، وليس لتعذيب الشخص... إذ يقول الرسول " وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو" (ع13) لبيان معدن العمل... تعلنه وتبينه. بينما نار المطهر – حسب المعتقد الكاثوليكى – هي للعقوبة، والتكفير عن الذنب، ولإيفاء العدل الإلهى...! وكل هذه أمور لا علاقة لها إطلاقًا بهذا الإمتحان أو الاختبار الذي يذكره الرسول... (16) والنار هنا تحرق البعض وتبيده، بينما نار المطهر المفروض فيها أنها تطهير...! النار في هذا المثل تحرق القش والعشب والخشب... بينما المفروض في نار المطهر أنها تطهر الإنسان وتنتقيه، وتعده لحياه أفضل بالدخول إلى الفردوس، لا أن تحرقه وتبيده...! وواضح جدا أن المثل هنا لا ينطبق، لأنه لا يؤدي إلى الغاية الموجودة من المطهر. فالقش لا يمكن أن يتطهر ويتحول إلى ذهب أو فضة. والعشب لا يمكن أن يتطهر ثم يدخل إلى الملكوت... هنا كما نرى صورة غير المطهر تمامًا. الناس الذين كالذهب والفضة والحجارة الكريمة، لا يحتاجون إلى تطهير. والذين كالخشب والعشب والقش يدخلون الملكوت، بل يحترقون... (17) هنا النار للخسارة بالنسبة إلى الخشب والعشب والقش، بعكس النار في المطهر! يقول الرسول " إن أحترق عمل أحد، فيخسر)" (ع15). وفي المطهر لا حريق ولا خسارة – حسب المعتقد الكاثوليكى – وإنما سداد لديون، وإعداد لأبدية سعيدة، وإعانة من الكنيسة ومن صلوات القديسين، وانتفاع بالذبيحة التي تقدم عن تلك النفوس.. أين الحريق والخسارة. (18) نار المطهر لها تأثير واحد، بعكس النار في هذا المثل. النار هنا: تأثيرها على الذهب. أما نار المطهر، فعملها واحد في كل النفوس، حسب اعتقاد أخوتنا الكاثوليك. إذن المثل لا ينطبق. لأنه هنا يوجد عمل يبقى في النار، ويأخذ صاحبة أجرة أي مكافأة. بينما عمل آخر يحترق، صاحبه يخسر.. (19) لا يجوز يا أخوتى أن نأخذ عبارة قيلت في مناسبة، فنفصلها عن هذه المناسبة، وعن كل ما قيل من كلام، ونرض عليها معنى من عن دياتنا لا تحتمله. وإذا وقفت أمامنا كلمة (نار) لابد أن نفحص ما المقصود بها: هل هي نار الاختبار والامتحان، كما في (1كو3: 13)؟ أم هي نار التعذيب كالبحيرة المتقدة بالنار والكبريت (رؤ20: 10)؟ أم هي مار الإثم وما يتبعه من هلاك، التي تعرض لها يهوشع الكاهن (زك3: 2). أم هي نار بمعنى صعوبة، كما في (1كو3: 15). أم هي نار المطهر التي لا أعرف لها شاهدًا من الكتاب.. (20) كذلك عقائد الدين، لابد أن تسندها آيات صريحة وواضحة وتعليم كتابى لا يحتمل اللبس والتأويل. ولا يمكن أن تؤخذ عن طريق الاستنتاج أو التفسير الشخصي. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
تفسير آية لا تُغفَر له في العالم، ولا في الدهر الآتي محاولة أخرى يستخدمها أخوتنا الكاثوليك لثبات المطهر، هي قوله عن الذي يجدف على الروح القدس إنه "لا تغفر له في هذا العالم، ولا في الدهر الآتى" (متى12: 32). ويستنتجون من هذا وجود مغفرة في الدهر الآتى، ويقولون إن هذه المغفرة تتم في المطهر!! وورد حول هذه الآية في ملحق الترجمة اليسوعية الكتاب المقدس (طبعة سنة 1951 ص488). "وفي هذا القول إشارة إلى أن من الخطايا ما يغفر في الدهر الآخر، وهو برهان قاطع على وجود المطهر. وذلك أن الخطية لا تغفر في السماء، حيث لا يدخل أدنى دنس، ولا في الجحيم يتطهر فيه الإنسان من الخطايا العرضية التي لا تستوجب جهنم، ولا يدخل صاحبها السماء ما لم يتطهر منها. نلاحظ أن الرب قال " في الدهر الآتى "، ولم يقل في المطهر. كلمة الدهر تدل على زمان، وليس على مكان. أما المغفرة في هذا الدهر فتتضح من قول الرب " كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولًا في السماء" (متى18: 18). وقوله " من غفرتم له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو20: 23). وفي العلاقات الشخصية "اغفروا يغفر لكم" (لو6: 37). ولكن ما معنى المغفرة في الدهر الآتي: لا يعنى المطهر إطلاقًا، فالسيد لم يذكر كلمة مطهر في كلامه. ولم يوجد أحد من الآباء الأول، فسر هذه الآية على أنها مغفرة في المطهر، فلم تكن عقيدة المطهر الكاثوليكية قد ظهرت بعد.. فلذلك كل تفاسير الأباء الأول لا تسند عقيدة المطهر. لا في هذه الآية، ولا في كل الآيات الأخرى التي يحاول الكاثوليك الاعتماد عليها.. وكذلك كل ما ورد في التقاليد القديمة. وإنما المغفرة في الدهر الآتى تفسر على أمرين. 1 – أولهما حالة إنسان لم تتح له فرصة لنوال مغفرة على الأرض: كإنسان كان في غربة، ولم يجد كاهنًا يعترف عليه وينال منه حلًا. ولكنه كان تائبًا. هذا ينال المغفرة في الدهر الآتى، أو تعلن له تلك المغفرة التي لم يسمع ألفاظها بأذنيه، وإن كان أحسها في قلبه.أو سائح من السواح hermit – anchorite – كان يعيش في وحدة لا يرى فيها وجة إنسان، لمدة سنوات من هذا العالم. هذا ينال المغفرة أو تعلن له في الدهر الآتى. أو إنسان أساء إلى شخص، وندم على ذلك، وعزم من كل قلبه أن يذهب إليه ويصالحه ويعتذر إليه، ونسمع منه قد غفر له إساءته. ولكنه مات قبل ذلك أثناء غربة أو سفر. هذا ينال هذه المغفرة في الدهر الآتى. 2 – النوع الثاني إنسان حرم من الكهنوت ظلمًا، ومات محرومًا. هذا ينال المغفرة في الدهر الآتى. وما أسهل أن يقع هذا الظلم، من أشخاص أو حتى من مجامع. ويحدث إما أن الكنيسة تراجع نفسها في الأمر وتحاليل الشخص بعد موته، بعد سنوات أو في دهر آت. وإما أن الله الذي يحكم للمظلومين، يغفر لهذا الشخص في الدهر الآتى، مادام قد حرم ظلمًا.. 3 – وعلى العموم فإن المغفرة في الدهر الآتى لا تكون بمظهر. تكون مغفرة من مراحم الله، التي تقبل التوبة، والتي ترفع ظلمًا قد وقع، والتي تعرف ظروف الإنسان، كالغربة مثلًا، أو السياحة في الجبال. فيغفر الرب بتحويل خطية هذا التائب إلى دم المسيح، دون أن يدخله إلى المطهر، أو يعرضه لعذاب.. فالمغفرة والتعذيب لا يتفقان! 4 – أما من يجدف على الروح القدس، فلا يغفر له هذا الدهر، ولا في الدهر الآتى. وهكذا نكون قد قدمنا تفسيرًا لهذه الآيه، بدون التعرض إطلاقًا لموضوع المطهر الذي لم يتعرض له الرب نفسه. ولا يجوز آيات الكتاب فوق ما تعنى، ولا أن يفرض عليها شخصي، ما كان صاحبة ليفرضه لو عاش في القرن الحادي أو الثاني عشر، قبل مجمع ليون ومجمع فلورنسا. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
تفسير آية تجثو كل ركبة من تحت الأرض يعتمد أخوتنا الكاثوليك أيضًا في محاولة أخرى لإثبات المطهر، من قول القديس بولس الرسول: "ولكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء، ومن على الأرض، ومن تحت الأرض" (في 2: 10). من الذين تحت الأرض؟ 1 – يقول أخوتنا الكاثوليك: هم المنفوس المعتقلة إلى حين، في ذلك المكان الواقع في باطن الأرض، والى أعده الله لتطهير الذين ينتقلون من عالمنا إلى العالم الآخر، ولا تخلو نفوسهم من بعض الشوائب والعيوب، التي تحرمهم موقتًا من دخول السماء". 2 – ولقد رجعت إلى تفسير القديس يوحنا ذهبى الفم، فوجدته يقول: "إن كل ركبة من في السماء: تعنى الملائكة والقديسين ومن على الأرض: تعنى الأحياء المؤمنين الذين على الأرض. ومن تحت الأرض: أي الشياطين، وهم يخضعون للسيد المسيح شاءوا أم أبوا..". ولذلك قال القديس بطرس الرسول".. يسوع المسيح، الذي هو في يمين الله. وليس قد مضي غريبًا أن يركع الشياطين. فقد قال معلمنا القديس يعقوب الرسول إن " الشياطين يؤمنون ويقشعرون يركع له ويهرب ويجرى. وكذلك كل أتباعه.. 3 – إنما هناك بين سجود الأبرار للرب، وسجود الأشرار: الأبرار – ملائكة وقديسين – يسجدون للرب في حب. والأشرار – بشرًا وشياطين – يسجدون للرب في رعب. يسجدون في خوف. ألم يخف منه الشياطين، وصرخوا قائلين " ما لنا ولك يا يسوع إبن الله. أجئت إلى هنا قبل الوقت لتهلكنا" (متى8: 29). وكما صرخ الشيطان مرة وقال له " ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا. أنا أعرفك من أنت قدوس الله" (مر1: 24) (لو4: 34: 41). 4 – على أن غالبية المفسرين يقولون إن عبارة " من في السماء ومن على الأرض، ومن تحت الأرض "، إنما هي رمز للخليقة كلها. فالخليقة كلها تسبح الله، كما نشد نحن كل يوم في صلاة التسبحة psalmody عن المزمور 148 وفيه "سبحوا الرب من السموات، سبحوه في الأعالي. سبحوه يا جميع ملائكته.. سبحيه يا أيتها الشمس وأيها القمر.. سبحى الرب من الأرض أيتها التنانين وكل اللجج.. الجبال وكل الآكام.. الوحوش وكل البهائم.. الدبابات والطيور…" (مز148). ويذكرنا هذا بتسبحة الخليقة كلها في سفر الرؤيا: يقول القديس يوحنا الرائي " وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، وما على البحر، كل ما فيها سمعتها قائلة: للجالس على العرش وللحمل البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى الآبدين (رؤ5: 13). نعم كل الخليقة، بما في ذلك من تحت الأرض، تسبح الله وتعطية الكرامة أما أن نقول إن عبارة (ومن أن نقول إن عبارة (ومن تحت الأرض) تعنى الأبرار والصديقين، الذين لهم هفوات، ولذلك فإن الله يخسف بهم الأرض، ويعذبهم تحت الأرض في نار وعقوبات، ثم يرفعهم إلى السماء، بعد أن تكون كرامتهم قد نزلت إلى الأرض فهذا كلام غير مقبول ولا معقول، ولا يتفق مع معاملة الله للأبرار والصديقين.. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
حروب يهوذا المكابي والصلاة على الموتى دليل آخر يقدمه أخوتنا الكاثوليك لإثبات المطهر، يأخذونه في سفر المكابيين الثاني، الإصحاح الثاني عشر. وقد ورد فيه عن ورد فيه حروب يهوذا المكابي: "وفي الغد جاء يهوذا ومن معه، على ما تقتضيه العادة، ليحملوا جئت القتلى، ويدفنوهم مع ذي قرابتهم في مقابر آبائهم. فوجدوا تحت ثياب كل واحد من القتلى أنواطًا مع ذي قرابتهم في مقابر آبائهم فوجدوا تحت ثياب للجميع أن ذلك كان سبب قتلهم. فسبحوا كلهم الرب الديان العادل الذي يكشف الخبايا. ثم أنثنوا يصلون تمحى تلك الخطية المجترمة كل المحو". "وكان يهوذا النبيل يعظ القوم أن ينزهوا أنفسهم عن الخطيئة ثم جمع من كل واحد تقدمة، فبلغ المجموع ألفى درهم من الفضة. فأرسلهم إلى أورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطية". "وكان ذلك من أحسن الصنيع وأتقاه لاعتقاد في قيامة الموتى. لأنه لو لم يكن مترجيًا قيامة الذين سقطوا، لكانت صلاته من أجل الموتى باطلًا وعبثًا. ولاعتباره أن الذين رقدوا بالتقوى قد أدخر لهم ثواب جميل. وهو رأى مقدس تقوى. ولهذا قدم الكفارة عن الموتى ليحلوا من الخطية" (2مك12: 36 – 46). ونحن نتفق مع الكاثوليك في أن هذه القصة تدل على الإيمان بالقيامة، وعلى الاعتقاد بالصلاة عن الموتى، وتقديم الذبائح عنهم. ولكن لا علاقة لهذه القصة بالمطهر في كثيرًا وقليل. كثيرًا أو قليل. ولا يوجد في النص أية اشارة إلى المطهر، ولا إلى غفران الخطية عن طريق المطهر. إنما هي عن أناس آمنوا بالقيامة، وصلوا من أجل موتاهم، وجمعوا تبرعات وأرسلوها إلى أورشليم لتقديم ذبائح عنهم. ولا أزيد من هذا وتحميل النص فوق ما يطيق، هو مجرد محاولة لاستنتاج شخصى لا يوجد ما يسنده أو يؤيده. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
تفسير الصديق يسقط سبع مرات ويقوم من الآيات التي يستخدمها بعض الكاثوليك في محاولة لإثبات المطهر، قول الكتاب في سفر الأمثال: " الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم24: 16). صدقوني لقد تعجبت جدًا، حينما قرأت في كتاب (المطهر) للأب لويس برسوم مجرد استخدام هذه الآية، وأيضًا تحليله لها بقوله: " إن السقوط الذي تذكره الآية، هو السقوط في بعض الهفوات... والنقائص الصغيرة... التي تعيب ولاشك الإنسان الصديق... إلا أنها لا فقده برارته (بره) " إلى أن يقول: " والآن لنفرض أن الموت قد داهم هذا الصديق، قبل أن يكفر عن كل سقطاته السبع التي أرتكبها في يومه... فماذا يكون مصيره؟ ترى أيزج به الله في جهنم النار؟! كلا بالطبع، لأنه بار وصديق، وواضح أن سقاته غير قاتلة. فماذا إذن؟ أيعفو عنه، ويدخله من فوره السماء والحياة الأبدية؟! الجواب كذلك كلا. لأن عدالة الله تطالب بحقها كاملًا لآخر فلس " ثم يقول: "وبالتالي، فلا مناص من الإلقاء به في سجن مؤقت، حتى يؤدي ما بقي عليه من دين! وهذا السجن المؤقت هو المطهر "! الرد: تصوروا يا أخوتي أن الصديق البار، الذي لا يزال محتفظًا ببره، لابد أن يلقى في النار، ويكابد عذاب المطهر، ويدخل سجنًا مؤقتًا من أجل بعض هفوات، لابد أن يكفر عنها، ويؤدى ما بقى عليه من دين!! هل هذه هي البشارة المفرحة التي نادى بها الإنجيل؟ هل هذه هي بشرى الملاك وقت ميلاد المسيح " ها أنا أبشركم بفرح عظيم، يكون لكم ولجميع الشعب، أنه قد ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب" (لو2: 10، 11). وإذا كان الصديق البار، سيدخل النار من أجل هفوات، إن دهمه الموت فجأة، إذن فجميع الناس سيذهبون إلى النار!! أتستطيع أن نقول إن هذه هي عقيدة المسيحية؟! أين إذن عقيدة الخلاص الذي قدمه المسيح؟! وأين الكفارة والفداء؟ وما عمل الدم الكريم المسفوك على الصليب؟ هل كل هذا ينسى تمامًا، ولا يبقى سوى أن الإنسان لابد أن يكفر بنفسه عن أعماله، لابد أن يدخل النار، حتى عن الهفوات!!! إن هذا المطهر ليس فقط يعطى أسوأ صورة للحياة بعد الموت.. بل آسف إن قلت: إنه يسئ إلى صورة الله نفسه. الله الحنون العطوف الطيب، الذي قال عنه الرسول " الله محبة" (1يو4: 7). الله الذي أعطانا المحبة التي تطرح الخوف إلى خارج" (1يو4: 18). الله الذي يقول حتى في العهد القديم " هل مسرة اسر بموت الشرير – يقول السيد المسيح الرب – إلا برجوعه عن طرقة فيحيا" (حز18: 23). الله المحب هذا، يصورونه لنا بأنه يفاجئ بالموت إنسانًا بارًا وصديقًا ليلقيه في نار المطهر من أجل هفوات!!! " أبهتي أيتها أن تكون هذه المسيحية التي بشر بها المسيح، وبشر بها الرسل والآباء... والمسيحية التي قال فيها السيد المسيح الرب " ما جئت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو12: 47). والتي قال فيها المرأة المضبوطة في ذات الفعل " ولا أنا أدينك. أذهبي ولا تخطئي أيضًا" (يو8: 11). هل كل ذلك دفاع عن العدل الإلهي؟! اطمئنوا، العدل الإلهى قد وفي حقه على الصليب... ومادام الإنسان قد تاب خطاياه إلى حساب المسيح، فيمحوها بدمه، ولا تبقى عليه دينونة بعد. إن الله ليس مخيفًا بهذه الصورة، التي يقدمها هذا الأب الكاثوليكي للناس... وعدله ليس سيفًا ناريًا مسلطًا على رقاب الناس، يهددهم بالنار وبالعذاب والعقوبات، حتى على الهفوات. وصفات الله لا يتعارض مع بعضها البعض، ولا تنفصل عن بعضها البعض فهو عادل، وهو أيضًا رحيم، والصفتان غير منفصلين، بحيث يقول: عدل لله، عدل رحيم كما أن رحمته عادلة، استوفت على الصليب. والعجيب أن هذه الآيه التي أستخدمها المؤلف، لا تقول فقط إن الصديق يسقط سبع مرات، بل تقول " ويقوم". وقد أغفل المؤلف كلمة " ويقوم". فهو سبع مرات، لأن كل إنسان معرض للسقوط. ولكنه في كل مرة يسقط، يقوم مباشرة، لأنه صديق. وفي قيامة من سقطته، ينال المغفرة بالتوبة (أع3: 19). ولا يبقى عليه دين، لأن الله نقل عنه خطيئته، فلا يموت (1صم12: 13)... نقلها إلى حساب الحمل الذي يحمل خطايا العالم كله... فهو لا يكفر عن خطاياه السبع، لأن الكفارة وجودة هناك على الجلجثة هناك، تستطيع أن تمحو خطايا الكل... وهذا البار الصديق أما نفعته الصلاة على الراقدين في شئ؟! وإن كانت هذه الصلاة لا تشفع حتى في هفوات وسهوات الأبرار والصديقين، فما لزومها إذن؟! وما نفعها لغيرهم ممن لم يصلوا إلى مستواهم برًا وصدوقية؟! أما يكون هذا التفسير المطهرى هجومًا على هذه الصلاة، يشجع أخوتنا البروتستانت على إنكارها، ويصبح عثرة لهم. رحمة بطقوس الكنيسة أيها الأخوة. رحمة بصلواتها. ولا تبنوا عقيدة بهدم عقيدة أو عقائد أخرى... كل هذه التفسيرات الخاطئة في موضوع المطهر كانت عثرة لأخوتنا البروتستانت. فثاروا على الأعمال جملة، وعلى أنواع الإمانة. بل حتى على بعض ثمار التوبة من إنسحاق وحزن ودموع وإذلال في المزمور الخمسين " أردد لي بهجة خلاصك" (ع12). ومع أننا لا نوافق على بهجة الخلاص بدون الندم والانسحاق النفس وإذلالها، إلا أننى أقول: إن هذا الإتجاة البروتستاتنى، هو رد فعل للمطهر و(للغفرانات). |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
تفسير آية حتى يوفي الفِلس الأخير يحاول أخوتنا الكاثوليك إثبات عقيدة المطهر من قول السيد المسيح في العظة على الجبل في موضوع الصلح: "كن سريعًا في مراضاة خصمك، مادمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم إلى القاضي. ويسلمك القاضى إلى الشرطي، فتلقى في السجن. الحق أقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير" (متى5: 25، 26). فيقولون إن السجن هو المطهر، يلقى إن السجن هو المطهر، يلقى فيه الإنسان، ولا يخرج منه حتى يوفى كل ما عليه من عقوبات... الرد: 1 – يمكن أخذ كلام الرب بطريقة حرفيه عن المعاملات مع الناس: فهو كان يتكلم عن الصلح بين الناس. فقال " إن قدمت قربانك على المذبح، وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فاترك قربانك قدام المذبح، واذهب أولًا اصطلح مع أخيك... "(متى5: 23، 24). ونحن نأخذ هذه الآيات بمعناها الحرفي عن الصلح... ثم يقول الرب بعدها مباشرة " كن مراضيًا لخصمك سريعًا...". 2 – ولكنها حتى لو أخذت بالمعنى المجازى، فلا علاقة لها بالمطهر: القديس أوغسطينوس في تفسيره للعظة على الجبل، قال إن خصمك هو ضميرك، ويجب أن ترضى ضميرك سريعًا... وكل الآباء – الذين سلكوا طريقة التفسير المجازى – قالوا إن القاضى هو الله. والسجن هو جهنم. والشرطي هو الملاك الموكل بالهاوية وعبارة " حتى توفي الفلس الأخير " هي تعبير يدل على الاستحالة، يوضع إلى جوارها " ولن توفي"... هنا ونقول: 3 – مستحيل على الإنسان أن يوفي العدل الإلهي، مهما قضى في السجن: هذه قاعدة إيمانية. وبسببها تجسد الإبن الكلمة، لكي يوفى عنها. ولذلك ناب عن البشرية في دفع ثمن الخطية ووفاء العدل الإلهي. وسواء كانت الخطية كبيرة أم صغيرة خشبة أم قذى (متى7: 3) بعوضة أم جمل (متى23: 24). فإنه ينطبق على النوعين قول الرب " وإذا لم يكن لهما ما يوفيان، سامحها جميعًا" (لو7: 42). 4 – القاضى هو الله الديان العادل. وقضاؤه يكون في يوم في يوم الدينونة الرهيب. وحينئذ يكون الإلقاء في سجن، هو الإلقاء في جهن، التي لا خروج منها إطلاقًا. وهنا يكون الخصم، هو العدالة الإلهية، أو هو وصايا الله. وهنا يقف أمامنا سؤال هام وهو: 5 – كيف يمكن للإنسان وهو في السجن أن يوفى؟! إن كنت قد ظلمت إنسانًا، أو كنت في عداوة مع إنسان، كيف تصالحه وأتت في السجن؟! زكا استطاع ذلك وهو على الأرض، بقوله "ها أنا يا رب، أعطى نصف أموالى للمساكين. وإن كنت قد وشيت بأحد، أرد أربعة أضعاف" (لو19: 8). أما لو كان قد ذهب إلى (المطهر)، فكيف كان يمكنه أن يرد الربعة أضعاف؟! 6 – أم هل يظن أخوتنا الكاثوليك أن العذاب هو الذي يوفى؟! وفي هذه الحالة تكون عقوبة جهنم قد حلت محلها عقوبة المطهر، ولو بطريقة جزئية، وتكون كفارة المسيح بلا معنى ولا هدف. ولا يمكن هناك كل فداء. لأن الفداء معناه أن نفسًا والعقوبة غير محدودة؟! إننا لا نستطيع أن نوفى العدل الإلهى، ولا في أقل خطية. مشكلة الأخوة الكاثوليك، أنهم يظنن أن عبارة " حتى يوفى الفلس الأخير " تعنى أنه يمكن الخروج من السجن بعد وفاء الفلس الأخير!! 7 – ولكن تعبير حتى توفى الفلس الأخير، يعنى الاستحالة، مثل أي سؤال تعجيزى لا يمكن الإجابة لا يمكن عليه. وسنضرب لهذا التعبير أمثلة: أ – مثل قول العذاري الحكيمات للعذاري الجاهلات " اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن" (متى25: 9). وكان من المستحيل أن يبتعن. ب – ومثل قول القديس بولس الرسول " فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسى محرومًا من المسيح، لأجل أخوتى أنسبائى حسب الجسد" (رو9: 3). وطبعًا مستحيل أن يكون محرومًا من المسيح ومستحيل أيضًا حرمانه من المسيح سببًا في خلاص أخوته وأنسبائه. ولكن تعبير تفهم منه الاستحالة. ج – ومثال آخر وهو قول الرسول في إثبات القيامة " إن كان الموتى لا يقومون، فلماذا يعتمدون لأجل الأموات" (1كو15: 29). وطبعًا لأنهم يؤمنون بالقيامة، وإن كان من الاستحالة أن تفيدهم هذه المعمودية! كما أن هؤلاء الذين يعتمدون لأجل موتاهم، سبق لهم أن تعمدوا. فمعموديتهم هنا مرتين، أمر غير جائز... د – وهنا بالمثل يقول: حتى توفى الفلس الأخير، أقول لك من المستحيل لك من المستحيل أن توفى. فمن الخير لك التوبة وأنت في حياتك على الأرض، والصلح مع أخيك ههنا، قبل أن تلقى بسبب ذلك في السجن الذي لن تخرج منه... معنى كلمة (حتى): أ – عبارة حتى لا تعنى زمنًا محدودًا، ينتهى الأمر بعده. وهذا واضح عند أخوتنا الكاثوليك الذين يؤمنون مثلنا بدوام بتولية القديسة العذراء مريم. وعلى هذا الأساس يفهمون عبارة (حتى) في قول الكتاب عن العذراء. " ولم يعرفها حتى ولدت إبنها البكر" (متى 1: 25). ومعروف طبعًا انه لم يعرفها بعد ولادة إبنها البكر... ولا داعى لأن نشرح هذه العبارة شرحًا مستفيضًا، فليس هذا مكانه. والكاثوليك يرون أن أستخدام كلمة (حتى) هنا، لا يعنى أن ما بعدها عكس ما قبلها. ب – ميكال زوجة الملك داود، لما استهزأت به حينما رقص أمم تابوت العهد قال الكتاب عنها: " ولم يكن لميكال بنت شاول ولد حتى ماتت" (إلى يوم مماتها) (2صم6: 23). وطبعًا ولا بعد موتها كان لها ولد. ج – ومن الأمثلة الهامة جدًا "لاهوتيًا" ما قيل عن رب المجد: " قال الرب لربي: أجلس عن يمين حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك" (مز11: 1). وطبيعي أنه ظل جالسًا عن يمين الآب، حتى بعد أن وضع أعداءه موطئًا القدميه. كل هذه الأمثلة عن معنى كلمة (حتى) واستخدامها في الكتاب، يعرفها أخوتنا الكاثوليك جيدًا، ويستخدمها في إثبات دوام بتولية العذراء... فلماذا يقفون الآن من كلمة (حتى) موقفًا مغايرًا؟!. نقطة إعتراض أخرى نحب أن نقولها هنا: 9 – كيف توفي الروح في (المطهر) كل ديونها حتى الفلس الأخير، بينما الجسد ليس معها: شريكها الأثيم، الذي كان يشترك معها في غالبية خطاياها، بل كان يدفعها إلى الخطية دفعًا لتشترك هي معه " والجسد يشتهى ضد الروح" (غل5: 17). كيف يفلت هذا الشريك المخالف، وتقف الروح وحدها لكي توفى الكل " حتى الفلس الأخير "؟!؟! وهل نستطيع أن نوفى الفلس الأخير، بينما الجسد لم يعاقب. والمعروف في عقيدة المطهر أنه للأرواح فقط، التي لا تموت بموت الجسد. إذن المقصود بالسجن في جهنم بعد الدينونة، وليس المطهر بعد الموت. وحتى يوفى الفلس الأخير، يفهم أنه بعدها " ولن يوفى"... أي يبقى في جهنم إلى الأبد. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
الذين يعاصرون القيامة يقول القديس بولس الرسول: "أما نحن الأحياء إلى مجيء الرب، لا نسبق الراقدين... لأنه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء. والأموات في المسيح سيقومون أولًا. ثم نحن الأحياء الباقين، سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس 4: 16، 17). فهؤلاء الذين يعاصرون القيامة، ويخطفون إلى السماء، لا يدخلون المطهر طبعًا، مهما كانت لهم خطايا عرضية أو غيرها. فكيف يتم العدل الإلهى، كاثوليكيًا؟ ومن غير المعقول أن نقول إن كل الذين يخطفون إلى السماء، لم تكن لهم ساعة الاختطاف أية شهوات أو هفوات، أو أية خطية أخرى يرى المعتقد الكاثوليكي أنها تحتاج إلى عقوبة... فإن كان عدل الله يسمح بمسامحة هؤلاء المختطفين، فينفس المنطق ألا يسامح السابقين لهم في الزمن، مادامت العدالة الإلهية راضية، ولا حاجة إلى مطهر... أم هل يحتج البعض ويقولون: كيف يختطفون دون أن يتطهروا؟! ويبقى السؤال قائمًا: كيف التصرف مع هؤلاء؟ وكيف يمكن تحليل الأمر لاهوتيًا... وينفس المنطق يمكن أن نسأل عن مجموعة أخرى من معاصرى القيامة: كانت عليهم عقوبة. وجاءت القيامة قبل أن يتمموها... ومعروف في المعتقد الكاثوليكي أنه لا مطهر بعد القيامة. فما العمل في باقي العقوبة التي لم تستوف. هل تتنازل عنها الكنيسة؟ وهل يتنازل عنها الله؟ وإن كان التنازل ممكنًا، فلماذا لا يعمم؟ ولماذا لا ينطبق على كل من يدركه الموت – وليس – القيامة – قبل أن يتمم العقوبات المفروضة عليه؟ وحينئذ لا يكون مطهر... أما إن كان التنازل غير ممكن، أو هو ضد العدل الإلهى... فإن مشكلة لاهوتية تقوم، وتبقى بلا حل...! |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
مشكلة الجسد والروح حسب عقيدة المطهر، طبيعي أن الروح فقط هي التي تتطهر بعذابات المطهر. فماذا إذن عن تطهير الجسد؟ سيأتي يوم القيامة، وتتحد الروح بالجسد. وهنا المشكلة: هل تتحد الروح التي – فرضًا – قد دفعت ثمنًا غاليًا في نار المطهر لأجل تطهيرها، هل تقبل أن تتحد بجسد لم يتطهر، وكان شريكًا لها في بعض الخطايا، ويأتى ليتحد معها بسهولة. أم تقول الروح له: أبعد عنى. أنا قد تطهرت بالنار، وأنت لم تزل من الأشرار!! كمنظر عروس جميلة، يريد أن يتزوجها رجل أبرص، فتنفر منه، ونرفض أن تكون معها جسدًا واحدًا ولعل الروح المطهرة تقول للجسد الذي لم يتطهر، هوذا الكتاب يقول: "أية شركة للنور مع الظلمة؟!" (2كو6: 14). ولعل البعض يقول: إن الجسد قد، بعذاب آخر، حينما أكله الدود، وتحول إلى تراب! والرد عليه جاهز. وهو أن الجسد لم يتعذب مطلقًا. فهو حينما مات، لم يعد يحس مطلقًا، ولم يعد يحس مطلقًا، ولم يشعر بدود، ولا بالتحول إلى تراب... إذن أين العذاب الذي يماثل عذاب الروح؟! فإن قيل إن الجسد يتطهر حينما يقوم جسدًا روحانيًا (1كو15: 44). هذا حسن وصدق. ولكن هذه العملية تمت بنعمة الله وهباته، ولم يساهم فيها الجسد بأي ثمن، ولم يقم بوفاء للعدل الإلهي، ولا بوفاء قصاصات كنيسة. فلماذا يحدث له هكذا، ويأخذ هذا التغير والتجلى بلا ثمن، بينما الروح تدفع الثمن، كما تقول عقيدة المطهر؟! وهل يعامل الله الجسد بهذا التمييز، بينما الروح التي هي أرفع في مستواها، لا تخطى بشيء من المساواة؟! لا شك أنها مشكلة، تواجه عقيدة المطهر... وتنتظر إجابة عادلة... هل تطالب الروح بأن يدخل الجسد مثلها إلى النار، ويدفع الثمن، ويأتيها متطهرًا؟! ولكنه لا يشعر بعذاب النار، إلا إتحدث به الروح به الروح، واصبح بذلك يحس ويشعر... والاتحاد يكون في وقت القيامة. من أجل هذا، تكون دينونة الجسد والروح، هي بعد القيامة. بعد إتحادهما معًا... وهنا تبطل نار المطهر التي يقال إنها بعد الموت مباشرة للدينونة وليس للتطهير... وتبقى المشكلة بلا حل... |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
قديسو العهد القديم هل دخل أحد منهم إلى (المطهر)؟ من أمثال آبائنا ابراهيم ونوح ولوط وإيليا وداود، والأنبياء... أقصد هل كابدوا عذابات مطهرية للتكفير عن خطاياهم؟ ولا شك أنه كانت لهم أخطاء، فالكتاب يقول "ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" (مز14: 3). وقد ذكر الكتاب بعض خطايا هؤلاء القديسين، على الرغم من برهم. فإن كانوا في العهد القديم لم يدخلوا مطهرًا، فهل يكون الدخول في المطهر من سمات العهد الجديد عهد النعمة؟! وإن قلت: كانوا قبل الصليب في الهاوية، أو في الجحيم... أقول لك: ولكنهم ما كانوا مطلقًا في مكان عذاب، ولم يكابدوا عذابات مطهرية. إنما كانوا في مكان إنتظار، يرقدون على رجاء، في إنتظار الخلاص. فما موقف العدل منهم؟ نفس (العدل الإلهى) الذي باسمه يوجد المطهر؟! ولماذا تطالب (النفوس المطرية) بنفس المعاملة التي عومل بها قديسو العهد القديم؟ ويبقى السؤال بلا جواب... ونعود فنسأل: وإن كان السيد المسيح قد طهر قديسى العهد القديم، فلماذا لم يطهر أبناء النعمة في العهد الجديد؟! |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
ما فائدة الصلوات؟! إن كانت النفوس التي في (المطهر) تعان بصلوات الأحياء، فلماذا هي باقية فيه؟ على الرغم من كل القداسات المقامة، ومن كل الصلوات المرفوعة، ومن كل الصلوات المرفوعة، وعلى الرغم من الغفرانات المحسوبة لهم، وعلى الرغم من تخليص العذراء الكاملة الطهر وشفاعتها المقبولة...؟! هل ستظل باقية " حتى توفى الفلس الأخير" (متى5: 26)؟! وهل كل الصلوات والغفرنات والشفاعات، لا تقوى على نار المطهر هذه، إلا بتخفيف حدتها، وتقليل مدتها، أحيانًا...؟! وهل الخطايا العرضية تستحق كل هذا العذاب، وكل هذا التوسل من الكنيسة، أحيائها، وقديسيها المنتقلين؟! وإن كانت الكنيسة لها سلطان التخفيف، فلماذا لا يكون لها سلطان الإلغاء؟ وهل يفلت المؤمنون من عقوبة (الخطايا المميتة) الثقيلة بوفاء عقوبات عنها، ثم يتعذبون في المطهر بسبب هذه الخطايا العرضية؟! وقد قيل إن الإيمان بالمطهر، بدأ يضاف إلى قانون الإيمان عند الكاثوليك، منذ أيام البابا بيوس الرابع Pope Pius IV. حيث يقول الشخص في قانون الإيمان الكاثوليكي "أعتقد أعتقادًا ثابتًا بوجود مطهر، وأن النفس المحبوسة فيه تغاث بصلوات المؤمنين". |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
المطهر تطهير أم تكفير؟! سؤال هام نسأله في موضوع المطهر، وهو: هل المطهر هو مطهر؟ هل هو للتطهير أم تكفير؟ هل تدخله النفوس لتتطهر من ذنوبها، أو لتكفر عن ذنوبها؟ وإن كان القصد هو التطهير، فالنفوس بالتوبة، وبالرجوع إلى الله، وبعمل الله فيها... الله الذي قال " ارش عليكم ماء طاهرًا فتطهرون من كل نجاساتكم، ومن كل أصنامكم أطهركم. وأعطيكم قلبًا جديدًا... وأجعل روحى في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضى..." (حز36: 25 – 7)... هكذا يكون التطهير، وليس بالتعذيب. أما إن كان القصد هو وفاء العدل الإلهى، ووفاء الديون التي على النفس، والتخلص من القصاص، بالعذاب، يكون الهدف هو التكفير وليس التطهير. ويكون اسم (المطهر) اسما لا ينطبق على الواقع. وهذا هو الحادث تمامًا... وهذا هو الهدف منه هي العقيدة الكاثوليكية التي تعبر عنها كل الكتب التي صدرت عن المطهر " إنسان لم يوف عقوباته على الأرض، لم يوف العدل الإلهى... فيكفر عن تلك الخطايا في المطهر، لأن السماء لا يدخلها دنس ولا رجس (رؤ21: 27) وهذا هو الموقف حتى من الإنسان البار الصديق الذي أرتكب هفوات!! (أم24: 16). ويسأل المؤلف بكل جرأة: وماذا عن خطيته، والسماء لا يدخلها دنس؟! والإجابة واضحة، يقول القديس يوحنا الرسول: " إن أخطأ أحد، فلنا شفيع عند الله الآب: يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضًا" (1يو2: 1، 2). أما نسيان كفارة المسيح، أو أعتبارها غير كافية، والاعتماد على عذاب الإنسان في المطهر لوفاء العدل الإلهى، فهذا أمر ضد الإيمان المسيحي. وما أسهل أن نورد هنا عشرات الآيات الخاصة بالفداء الذي قدمه السيد المسيح، والكفارة التي قدمها. وليس فقط أنه منحنا الخلاص. وإنما بالأكثر حصر الخلاص فيه وحده. ويكفى قول القديس بطرس عن الرب: " ليس بأحد غيره الخلاص" (أع 4: 12). ويتابع القديس كلامه فيقول " لأن ليس آخر تحت السماء، قد أعطى بين الناس، به ينبغى أن نخلص" (أع4: 12). أما في عقيدة المطهر، فكون الإنسان يوفي عن نفسه العدل الإلهى، فمعناه أن يقوم بخلاص نفسه بنفسه، وكأن المسيح لم يخلصه. ويرفض أن يقول مع داود النبى " كأس الخلاص آخذ، وباسم الرب أدعو" (مز116: 13). وتكفير الإنسان عن خطاياه، تعليم ضد الإنجيل. ومع ذلك فالتكفير بالأعمال البشرية تعليم أنتشر بين البعض... كأنسان يتعبه ضميره بسبب خطيته، فيقول: أكفر عن خطيتى بأيام صوم أفرضها على نفسى!! أو بعض أعمال النسك! كلها تعبيرات لا تتفق مطلقًا مع الفهم اللاهوتي للكفارة... وهؤلاء الذين يقولون: لابد أن يذهب الإنسان إلى المطهر، ليكفر عن خطاياه العرضية، وعن خطاياه الأخرى المغفورة التي لم تستوف عقوبتها... إنما يذكرونني بصرخة داود النبى وهو يقول: " كثيرون يقولون لنفسى: ليس له خلاص بإلهه" (مز3). أما نحن فنؤمن بخلاص الرب، خلاصه الكامل الشامل، الذي يشمل كل ما يطلق على الخطية من أسماء: العرضية والمميتة، والإرادية وغير الإرادية، وخطايا الجهل، والجهل الخفية والظاهرة... الكل بلا استثناء. كما يقول الكتاب: " والرب وضع عليه إثم جميعنا" (اش53: 6) " ودم يسوع المسيح ابنه، يطهرنا من كل خطيته... ومن كل إثم" (1يو1: 7، 9). مادام الرب " قد وضع عليه إثم جميعنا "، إذن فليس علينا إثم بعد. لأنه قد نقل عنا(2صم12: 13)... نقل عنا إلى الذي يرفع خطايا العالم كله (يو1: 29). نعم لا يكون علينا إثم، مادمنا قد آمنا بالمسيح وبخلاصه وفدائه وتبنا... وسلكنا في النور، ولم نخالف عقيدة إيمانية... لإذن " لا شيء من الدينونة " علينا بعد (رو8: 1). هذا هو خلاص الرب، الكامل الشامل، الرافع لكل عقوبة. هذا هو الخلاص الذي رفع عنا كل دينونة. كما يقول الرب نفسه " الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي، ويؤمن بالذى أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتى إلى دينونة، بل قد أنتقل من الموت إلى الحياة" (يو5: 24). وعبارة " لا دينونة " يكررها القديس بولس الرسول أيضًا في (رو8: 1). لا دينونة إذن على خطايا قد غفرت. مادام الإنسان قد تاب، فهو قد تطهر من خطيته، واستحق تكفير المسيح عنها بدمه. عملية التطهير تتم بدم وليس بنيران المطهر. أما العذب في المطهر، فإنه لا يطهر، ولا يكفر عن خطيه. إن النفوس تتطهر بمحبة الله التي تحل محل محبة الخطية. ومحبة الله لا تأتى نتيجة التعذيب في نار المطهر، تحت الأرض... والتطهير لا يأتى إلا بالتوبة، ولا توبة بعد الموت.... فالعذارى الجاهلات أردن أن يبحث عن زيت بعد الموت فلم يجدن، ووقفن خارج الباب (متى 25: 1 – 12)، على الرغم من أنهن كن عذارى، ينتظران العريس، بإيمان أنه الرب، وكانت معهن مصابيح. ومن الدلائل على أنه لا توبة بعد الموت، قول الرب لليهود: " إن لم تؤمنوا أتى أنا هو، تموتون في خطاياكم" (يو8: 24). وقال لهم أيضًا "أنا أمضى، وستطلبونني وتموتون في خطاياكم. وحيث أمضى أنا، لا تقدرون أنتم أن تأتوا" (يو8: 21). فما معنى عبارة " تموتون في خطاياكم "؟ أتراها تعنى أن يتخلص الإنسان من هذه الخطايا بعد الموت ويتطهر ويذهب إلى الفردوس؟! كلا طبعًا معنى قوله بعدها " حيث أمضي أنا لا تقدرون أنت أن تأتوا "؟! |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
أمثلة الغفرانات الكاثوليكية الغفرانات عند أخوتنا الكاثوليك هي منح يمنحها الباباوات لمن يتلو تلاوات أو صلوات خاصة، أو لمن يزور أماكن مقدسة معيني. والغفرانات لها علاقة وطيدة بالمطهر. فهي تساعد على خصم مدد منه (سنوات وأيام) سواء لشخص الخاطئ، أو لشخص آخر، إن كانت هذه الغفرانات على نيته أو على ذمته. كما قيل عن غفرانات الوردية، إنه يمكن تخصيصها كلها للنفوس المطهرية. ونتيجة لكثرة التلاوات والصلوات والزيارات المقدسة التي يقوم بها بعض القديسين قد يحصلون على غفرانات أكثر مما يحتاجون لتغطية عقوبة شهواتهم وخطاياهم العرضية. وتسمى هذه بزوائد فضائل القديسين. ويمكن أن تنفع النفوس التي في المطهر، فتخفف عنهم العقوبة أو تقلل المدة. وسنذكر الآن بعض أمثلة من الغفرانات. أمثلة من غفرانات الزيارات: ورد في كتاب "قانون الرهبانية الثالثية العالمية" الذي جمعه "أحد الأخوة الأصاغر" وطبع في مطبعة الآباء الفرنسيكان بأورشليم سنة 1887 م: إن الحبر الرومانى قد منح يزور هيكل تلك الأخوة، في الأيام المذكورة في كتاب القداس الرومانى " يربح في ذلك اليوم ما يكسبة في رومة عينها". وقد أورد جولًا بتلك الأيام وغفراناتها، لا غتنام هذا الخير من معرفة تلك الأيام، وما منح فيها من غفران: 1 – أول كانون الثاني – ختان السيد – غفران 30 سنة و30 أربعينية. 2 – ساردس كانون الثاني – الغطاس – غفران 30 سنة و30 سنة و30 أربعينية. 4 – أربعاء الرماد وأحد الرابع من الصيام: لكل غفران 15 سنة و15 أربعينية. 5 – أحد الشعانين: غفران 25 سنة و25 أربعينية. 8 – كل يوم من االصيام الكبير – غير ما ذكر – لكل غفرا 10 سنوات و10 أربعينات. 11 – 25 نيسان – القديس مرقس الإنجيلى – غفران 30 سنة و30 أربعينية. 15 – أحد العنصرة والأيام الثمانية التالية – غفران 30 سنة و30 أربعينية. [يلاحظ أننا اخترنا بعض أمثلة أيام من تلك القائمة الطويلة]. وورد في الكتاب أيضًا أن البابا لاون 13 منح غفران 300 يومًا لكل مرة يحضر فيها شخص الصلاة التي تقام إكرام القديس فرنسيس السارونى. وهناك غفرانات من الباب ليو الرابع، والبابا بسكال الثاني. تسع سنوات غفرانًا، لكل درجة يصعدها جاثيًا من درجات السلم المقدس وهي 28 درجة!! أي غفران 252 سنة لصعود السلم كله... أمثلة للغفران بسبب التلاوات: ورد في كتاب " الصلوات اليومية " الكاثوليك الغفرانات الآتية: 1 – غفران 50 يومًا لكل مرة فيها المصلى " بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين". 2 – غفران سبع سنوات وسبع أربعينات، لكل مرة تتلى فيها أفعال الإيمان والرجاء والمحبة. وهذه عبارة عن صلوات كل منها عبارة عن ثلاثة أو أربعة أسطر. 3 – غفران 100 يومًا لكل مرة يقول الملصى " يا ملاك الله المتقلد حراستي من رأفته تعالى، أثر عقلى وأحرسنى، ويردنى وأرشدني، وخلصتني من الشرير، آمين". 4 – فران 100 يومًا لكل مرة فيها المصلى " هلم بالروح القدس، وأملأ قلوب مؤمنيك وأضرم فيها نار محبتك المقدسة". 5 – غفران 300 يومًا لكل من يدعو قلب يسوع الأقدس. 6 – غفران 300 يومًا لكل من يقول " يل يسوع ومريم... " 7 – غفران 7 سنين وسبع أربعينات، لكل من يقول " يا يسوع ومار يوسف..." الخ... وورد في كتاب تحفة الزهور الزكية للنفوس ص279. غفران 100 لكل مرة " أبانا... "ولكل مرة " السلام.. وغفران 10 سنوات، وعشر أربعينات، ومرة في النهار، لمن يتلوها جهارًا أو مع آخرين في كنيسة أو في غير ذلك. غفرانات خاصة بالوردية: ورد في كتاب " تحقيق الأمنية في عبارة الوردية". الذي طبع في القاهرة 1986 م، بعض وعود القديسة العذراء منها: ص15: "أخلص كل يوم من المطهر من كان من مخلصى العبادة لورديتى. ص20: كل غفرانات الوردية بأسرها يسوع تخصيصها للنفوس المطهرية. ص26: غفرانات وهبات عديدة أثبتها البابا لاون 13 في السنوات 1887، 1892، 1899. غفرانات خاصة بمسبحة قلب يسوع: عن كتاب " صلوات أحباء قلب يسوع". صدر سنة 1956 م. وتتلى مسبحة قلب يسوع، على مثال مسبحة القديسة مريم العذراء، فتعطى الغفرانات الآتية: ص14 – غفران 300 يومًا، لمن يقول " يا قلب مريم الحلو، كن خلاصى". وغفران 100 يومًا لصلاة أخرى. ص7 – غفران 300 يومًا لمن يقول أبانا، والسلام، والمجد، على نية الكنيسة. ص22 – غفرانات منحها البابا بيوس التاسع سنة1876، منها غفران 100 يومًا وغفران 80 يومًا، لصلوات. ص48 – طلبة القربان المقدس – غفران سنتين، إذا تليت علانية. غفرانات ساعة الموت: " إن كانت إلى جواره الوردية أو الأيقونة: يربح غفرانًا بسببها. ولا يشترط أن تكفى معلقة بجيدة، أو ملتوية على ذراعه، أو مضبوطة بيده. بل يكفى أن تكون على الفراش قريبة منه، ولو لم يرها ولا يلامسها ولا يعلم بها... غفرانات شهر قلب يسوع: وهي في شهر يونيو، ومنها: 1 – غفرانات ممنوحة من البابا بيوس العاشر Pope Pius X في 8 أغسطس سنة 1906، وفي 26 يناير سنة 1908. يمنح غفرانًا كاملًا لمن يزور الكنائس التي يحتفل فيها بشهر قلب يسوع في آخر أحد من يونيو. فكل من يحرص على إقامة هذه الاحتفالات ينال: أ- غفران 500 يومًا لآجل كل عمل صالح مآله انتشارها أو إتقانها. ب – غفرانًا كاملًا في كل مرة يتناول فيها القربان المقدس في شهر يونيو. 2 – غفران ممنوحة البابا لاون في30 مايو سنة 1902: غفران سبع سنوات وسبع أربعينات، وغفرانًا كاملًا، لمن يحضر شهر قلب يسوع 10 مرات على الأقل، في كنيسة أو بيت، ويزور كنيسة أو معبدًا في شهر يونيو. ومن الأمثلة أيضًا: غفرانات سنة اليوبيل الخاصة بالموتى. [المرجع كتاب: مختصر اللاهوت الأدبى]. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
الغفرانات عند الكاثوليك 1 – المفروض في الغفران أنه لمغفرة خطية أو خطايا: فما معنى منح غفران، بسبب صلوات، أو تلاوات مقدسة، أو زيارة لأديرة أو كنائس؟! ما هو الشئ، الذي يغفر هنا؟ إلا لو كانت كلمة L. InduIigence لها معنى آخر غير الغفرانات، وإنها لذلك. فالترجمة إذن تحتاج إلى تعديل. 2 – المبدأ اللاهوتى الثابت هو أن المغفرة وسيلتها التوبة. " توبوا فتمحى خطاياكم" (أع3: 19) و" إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3، 5). فما دخل التلاوات والزيارات بالمغفرة؟ وما دخل الاحتفالات بالمغفرة التي لا تكون إلا بالتوبة، سواء كانت احتفالات خاصة باليوبيل أو شهر قلب يسوع أو أعياد قديسين؟ وما أشبه...؟! وأيضًا ما دخل العذراء في الوردية بأمور المغفرة. يمكن أن تشفع العذراء. ولكن لابد من التوبة. 3 – إن الغفرانات عن طريق التلاوات والزيارات والاحتفالات، لا يمكن أن تتم بدون الرجوع إلى الله، ونقاوة القلب، ويترك الخطية. 4 – مجرد التلاوات يغفل العمق الروحي للصلاة. فما اسهل أن يكرر الإنسان صلاة عشرات أو مئات المرات، ويكون ذلك بلا عمق وبلا روح... والمسألة ليست كثرة تلاوات. فالصلاة ليست مجرد تلاوة. وإنما ينبغى أن تكون فيها عناصر روحية، كأن تكون الصلاة بإيمان، بخشوع، بحرارة، بفهم، بروح، بعاطفة وحب، بتأمل... إلخ أما مجرد التلاوة للحصول على غفرانات، فاسلوب غير روحى... وربما صلاة واحدة قصيرة بعمق وروح، تكون أكثر قائدة من مائة صلاة بمجرد التلاوة... إن العشار صلى صلاة قصيرة، بكلمات قصيرة، بكلمات قليلة، وخرج بها مبررًا (لو18: 14). بينما كانت صلاة الفريسى أطول منه بكثير، ولم يستفيد شيئًا! كذلك صلاة اللص اليمين كانت قصيرة، ولكنها بإيمان وعمق، فاستحق به وعد الرب له بالفردوس (لو23: 42، 43). 5 – وما معنى تحديد الغفرانات بأيام وسنين واربعينات؟! على أي أساس وضعت هذه الأرقام؟ وما سندها اللاهوتى؟ وما سنهدها الكتابى؟ وهل هي مجرد أقساط تدفع من حساب إنسان؟ وهل هي خصم من حساب المطهر، وعلى أي أساس؟! وأيهما أسهل: أن يقول شخص (أبانا الذى) مرة، أم يقضى 100 يومًا في عذاب المطهر؟ وأين التوازن بينهما. بحيث أن من يتلو (أبانا الذى) مرة، يغفر له 100 يومًا!! مائة يومًا من أين؟ أو من ماذا؟ من أي حساب. وما معنى غفران 252 سنة لمن يصعد درجات السلم المقدس جانبًا؟! هل صعود هذه الدرجات يوازى عذاب 252 سنة في المطهر، بعذابات تشبة عذابات جهنم...؟! على أي أساس وضعت هذه الأرقام والمدد من الغفرانات؟ ولعل الإجابة هي: على أساس السلطة الكنسية، السلطة الممنوحة للكهنوت. ونحن نؤمن أيضًا بالسلطة الكنسية الكنهوتية. ولكننا نسأل: على أي أساس منحت السلطة الكنيسة هذه الغفرانات؟ نقول هذا لأنه من فم الكاهن تطلب الشريعة (ملا2: 7). فلماذا قالت الشريعة في هذا الأمر؟ إننا نسأل... 6 – هل زيارة الأماكن المقدسة هي للبركة أم للغفران: ما معنى أن زيارة مكان معين، في يوم معين بالذات، تمنح غفران 30 سنة و30 أربعينية؟! وما ذنب الذي لم تسمح له ظروف عمله، أو ظروفه المالية، أو ظروف صحته بزيارة ذلك المكان المقدس؟! وما ذنب إنسان مكان سكناه بعيد جدًا عن هذا المكان المقدس، هل يحرم من المغفرة كل هذه السنوات، دون ذنب جناه، ويتمتع بها شخص دون فضل منه، بل ظروفه أفضل؟! 7 – ما معنى أن يغفر لشخص 15 سنه لعمل، و25 سنه لعمل آخر، و30 سنه لعمل ثالث؟! أو تختلف هذه الغفرانات باختلاف يوم الزيارة ووعده. أو تختلف مدة الغفران إن قيلت الصلاة سرًا أو قيلت الصلاة أو قيلت علانية! ولماذا الغفران أحيانًا بالأيام، وأحيانًا بالأربعينات، وأحيانًا بالسنوات أو بعشرات السنوات؟! بودي لو يقدم أحدهم رسالة علمية لأحد المعاهد اللاهوتية، ليشرح الحكمة في هذه الأرقام وهذه الغفرانات، وأساسها اللاهوتي والكتابى والكنسى... لأنى وقفت أمامها متحيرًا، كما وقف دانيال النبي أمام إحدى الرؤى على الرغم من شرح رئيس الملائكة له، وقال "وكنت متحيرًا من الرؤيا ولا فاهم" (دا8: 27). نحن نفهم أنه توجد مغفرة، أولا مغفرة. أما المغفرة الجزئية المحددة بأرقام سنين وأيام، فلا نفهمها! إنسان يتوب، فيغفر الله لهه. أو لا يتوب فلا يحظى بمغفرة. أما أن تغفر له مدة محددة، ويظل الحساب جاريًا بينه وبين العقوبة... فهذا شيء لا وجود له في الكتاب المقدس! وأما أن يموت هذا الإنسان، ويبقى حسابه جاريًا، يسدده بعد الموت... فهذا أمر أكثر خطورة. إن موضوع المغفرة، يحتاج إلى بحيث مع أخوتنا الكاثوليك: 1 – هل المغفرة عمومًا هي بدم المسيح وكفارة وفدائه ويستحقها الإنسان بالتوبة، وينالها في أسرار الكنيسة؟ 2 – أم المغفرة هي بالقصاصات التي تقررها الكنيسة على التائبين؟ 3 – أم المغفرة هي بوفاء العدل الإلهى بالعذاب في المطهر؟ وتكفير الإنسان عن نفسة بعقوبات؟ 4 – أم المغفرة هي بمنح الغفرانات حسب القوائم التي نشرنا بعضها؟ 5 – أم هي بزوائد القديسين، أو تخليص العذراء للنفوس المطهرية؟ 6 – وهل المغفرة تكون كاملة أم جزئية؟ 7 – وهل المغفرة تكون فقط من وصمة الخطية، وتبقى العقوبة قائمة؟ وتبقى لي الإنسان دينونة لم ترفعها عنه كفارة المسيح؟ أما نحن فنؤمن بالبند الأول من هذه البنود السبعة. ونرى أن مغفرة الرب لنا كاملة وشاملة، لا ندخل بعدها في دينونة. ولا عقوبة بعد الموت الخطايا المغفورة؟ |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
زوائد القديسين | زوائد الفضائل نحن مؤمن بالقديسين، وببركتهم وشفاعتهم، ونمجد حياتهم الفاضلة، ونحتفل بأعيادهم، وندشن أيقوناتهم، ونبنى الكنائس على أسمائهم، ونتلو قصصهم في كتاب السنكسار cuna[arion أثناء القداسات على المؤمنين، ونذكرهم في ألحاننا وفي القداس الإلهي. ولكننا على الرغم من كل ذلك نسأل: 1 – هل يمكن أن تكون للقديسين زوائد؟ أو زوائد فضائل؟ إن المطلوب هو الكمال، فهل زاد أحد من القديسين على الكمال؟ يقول ربنا يسوع المسيح في العظة على الجبل "فكونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (متى5: 48). فهل أستطاع أحد من القديسين أن يصل إلى هذا الكمال المطلوب؟! هوذا القديس بولس الرسول يقول " إن المسيح جاء إلى العالم، ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1تى1: 15). والقديس يوحنا الرسول يقول " إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نصل أنفسنا وليس الحق فينا" (1يو1: 8). والقديس يعقوب الرسول يقول " لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا" (يع3: 2). وهوذا الرب نفسه يقول: متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقلوا إننا عبيد بطالون" (لو17: 10). من فينا تمم جميع الوصايا، ووصل إلى رتبة عبيد بطالين؟! فإن كنا لم نفعل بعد جميع ما قد أمرنا الرب به، فأين هو الكمال إذن. ولا أقول أين هي الزوائد؟ فلنسمع القديس بولس الرسول يقول: "ليس إنى قد نلت أو صرت كاملًا، ولكنى أسعى لعلى أدرك" (فى3: 12). ويكرر العبارة قائلًا "أنا لست أحسب نفسى أنى قد أدركت، ولكني... أمتد إلى ما هو قدام، أسعى نحو الغرض" (فى3: 13، 14). فإن كان هذا القديس الذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو15: 10)، وصعد إلى السماء الثالثة (2كو12: 2، 4) يقول إنه لم يصل إلى الكمال، ولم يدرك، وإنه لا يزال يسعى لكي يدرك. فهل يعقل أن نقول عن قديس إن زوائد؟ أو أن له فضائل فوق المستوى المطلوب؟! فإن كان هذا المعنى غير مقبول، ننتقل إلى الآخر: 2 – هل يعقل أن إنسانًا ينال غفرانًا فوق احتياج خطاياه، فيزيد عن حاجته؟! وإن كانت خطاياه كلها قد غفرت. فما معنى أن تمنحه الكنيسة غفرانًا ليس هو في حاجة إليه، فيزيد عن احتياجه ويبقى رصيدًا يستخدمه لصالح غيره من النفوس المطهرية!! وإن كان في غير حاجة إلى غفران، فلماذا يطلب مغفرة خطاياه كل يوم في الصلاة الربانية. بصراحة إن عبارة زوائد القديسين، هي عبارة زائدة. يبقي بعد ذلك التفسير الثالث لزوائد القديسين وهو: 3 – إن هذا القديس تلا تلاوات كثيرة أخذ عليها غفرانات، وزار كثيرًا من الأماكن المقدسة التي تحسب لها غفرانات، وأصبح له من كل ذلك رصيدًا يسمى زوائد. والأمر لا يتعلق بفضائل زائدة، ولا بخطايا مغفورة! وكل إنسان يستطيع أن يقوم بمثل هذه التلاوات والزيارات والاحتفالات المقدسة، ويكون له رصيدًا من غفرانات لا يحتاج إليها. ويبقى اللاهوتى يحتاج إلى تفسير... ثم نسأل سؤالًا آخر: 4 – هل يمكن لإنسان أن يعطى من زوائد لغيره؟ ويجيب الرب عن هذا السؤال في مثل العشر عذارى: حيث قالت الخمس الجاهلات للخمس الحكيمات "أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا تنطفئ". فأجابت الحكيمات قائلات " لعله لا يكفى لنا ولكن. بل أذهبن إلى الباعة وأبتعن لكن" (متى25: 8، 9). في مسألة الخلاص والمغفرة لابد من التوبة لكل أحد. وإلا فإن "بر البار عليه يكون. وشر الشرير عليه يكون" (حز18: 20). 5 – كل ما نقوله إن القديسين يتشفعون. ولكن لا يعطون من (زوائد!) لآخرين... لا أحد من القديسين له زوائد. ولا فضائل أحد يمكن أن تعطى لغيره... إنما هم يشفعون... ولعل البعض هنا يسأل: ألم يتفوق القديسون على غيرهم ويزيدون؟ نقول نعم، من جهة المقارنة بغيرهم يزيدون عن غيرهم. ولكنهم أمام الله لم يصلوا بعد إلى الكمال المطلوب، كما قال بولس عن نفسه (في 3: 12 – 14). 6 – كما أن تفوق القديسين لا يوهب للغير، إنما له منزلته، وله أكاليله. وفي هذا يقول الكتاب إن " نجمًا يمتاز عن نجم في المجد" (1كو15: 41). وقال بولس الرسول عن نفسه وجهاده " وأخيرًا وضع لي أكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل..." (2تى4: 8). بولس أخذ إكليل الجهاد، وإكليل البتولية، وإكليل البر، وأيضًا إكليل الشهادة. وقديسون آخرون بعضًا من هذه الأكاليل، كل حسب مرتبته. ولكنهم لم يهبوا من أكاليلهم لآخرين. إنما هم يصلون من أجلنا، وصلاة البار تقتدر في فعلها (يع5: 16). إنهم يعطوننا من بركتهم وصلواتهم. وليس من زوائد! |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
مشاركة المسيح في عملية التكفير عند الكاثوليك عبارة لأب كاثوليكي:- في كتاب (المطهر) للأب لويس برسوم ص48، بعد حديث طويل من (العقاب ألزمني) الذي وقع على داود النبى، يقدم المؤلف اعتراضًا بخصوص الكفارة بدم المسيح، ويرد عليه فيقول: " قد يقول قائل إن ذلك كان في العهد القديم. وأما في العهد الجديد، فتكفى التوبة للفوز بدخول السعادة الأبدية. لأن المسيح قد كفر عنا. ومن ثم فلم يعد بعد من عقاب أو عقوبات علينا، نحتاج أن نكفر عنها". " ولكن هذه مغالطة، أبعد ما تكون عن الواقع والحقيقة. إذ كما يعلن القديس بولس "إننا إنما نشارك المسيح في آلامه، لنشارك في مجده" (رومية 8: 17). وهذا يعنى أننا لم نشارك المسيح في عملية التكفير، قلما يكون عن خطايانا فلن نشاركه في مجده "!! تعقيبصدقوني أنني قرأت هذه العبارة فذهلت من أمرين: 1 – اعتباره أن القول بأن المسيح قد كفر عن خطايانا، وإننا لم نعد في حاجة أن نكفر عنها، إنما هو مغالطة أبعد ما تكون عن الواقع والحقيقة!! 2 – اعتباره أن الشركة في آلام المسيح، تعنى أن نشارك المسيح في عملية التكفير، على الأقل في التكفير عن خطايانا!! هذا الأمر يجعلنا ندخل في موضوع أخطر من المطهر، وهو ما قدم به المسيح من كفارة... العجيب أن المؤلِّف يشرح بعد ذلك أنه لا خلاف أن المسيح هو فادي الأنام وليس سواه، وأنه "ليس بأحد غيره الخلاص" (أع4: 12)، وأن دم المسيح يطهرنا من خطية (1يو1: 7). ثم يقول " ومع ذلك لم يعف داود من العقاب الزمني المرتب على الخطية " ويستطرد: "مما تقدم يبدو بوضوح بأن هناك – فضلًا عن العقاب الأبدي يعفى منه التائب بمجرد حله من وصمة الخطية هذا العقاب الكفارة "إن لم يأخذ مجراه في هذه الدنيا، فلا مفر من أن يأخذ مجراه في الآخرة، في المطهر" (ص48). إذن لابد في المعتقد الكاثوليكي، إن الإنسان لابد أن يكفر عن خطاياه، بعقوبات على الأرض، أو في المطهر. وتعتبر هذه العقوبات شركة في الآم المسيح، حسب قول الأب الكاتب..! وهنا نود أن نورد حقيقتين إيمانيتين أساسيتين وهما: 1 – الكفارة عن الخطايا هي بدم المسيح وحده... وحده. 2 – شركة آلامنا مع المسيح، ليست إطلاقًا شركة في الكفارة. المسيح هو الذبيحة الوحيدة المقبولة للكفارة عن الخطايا. لأن المفروض في الذبيحة أن تكون بلا عيب، وأن تكون غير محدودة لتفي العقوبة غير المحدودة بسبب خطيته غير محدودة، موجهة ضد الله غير المحدود. ومن هنا كان لا بد من التجسد الإلهي. أما الإنسان، فلا يصلح أن يكون كفارة، أبًا كان. "الجميع زاغوا وفسدوا، وأعوزهم مجد الله. ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" (مز14: 2، 3). والسيد المسيح يقول "إن عملتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون" (لو17: 10). لا الإنسان يمكنه أن يكفر عن خطيئته، ولا عن خطيئة غيره، لأنه إنسان خاطئ محدود. "وذبيحة الأشرار مكرهة للرب" (أم15: 8). مهما تاب الخاطئ، ومهما أنسحق قلبه، ومهما مارس من تأديبات وعقوبات أرضية، ومهما صنع ثمارًا تليق بالتوبة... فلن يشترك مع المسيح في عملية التكفير.. إنه بكل هذا يستحق كفارة المسيح، لا أن يشترك معه في التكفير عن الخطية. إن الأمور اللاهوتية تحتاج إلى دقة في الفهم، وإلى دقة في التعبير. والكتاب المقدس بعديه يحصر الكفارة في الدم، في دم المسيح وحده لا غير لا يقوم إنسان بعملية التكفير، ولا يشترك في عملية التكفير، مهما تألم، ومهما دخل في شركة الآم المسيح... وهنا نسأل: ما معنى شركة الآم المسيح؟ |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
شركة آلام المسيح يقول القديس بولس الرسول "لأعرفه وقوة قيامته، وشركة آلامه، متشبهًا بموته" (في3: 10). وورد في (في1: 29) لآته قد وهب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله"... وتتألموا لأجله، ليس معناها أن تتألموا في المطهر. كلا طبعًا، وإنما: تتألموا من أجل البر. وتتألموا لأجل الخدمة والكرازة ونشر الملكوت. والقديس بطرس الرسول يقول " إن تألمتم من أجل البر فطوباكم" (1بط3: 14). هنا تألمتم من أجل البر، وليس من أجل الخطايا والتكفير عنها، ووفاء العدل الإلهى... وبنفس المعنى يقول القديس بولس الرسول " جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يضطهدون" (2تى3: 12). هذه هي الآم من أجل المسيح... آلام الطريق الكرب والباب الضيق (متى7) والجهاد والتعب. والقديس بولس الرسول الذي قال عن الرب " لأعرفه وقوة قيامته وشركة الآمه " هو نفسه شرح شركة الآلام هذه في (2كو11)، وكلها عن تعبه في نشر الكلمة، وما لاقاه في سبيل ذلك من ضرب وجلد وسجن واضطهاد، وجوع وعطش، وبرد وعرى، بأسفار كثيرة، بميتات مرارًا كثيرة، بأخطار في البر والبحر، بأخطار من اليهود ومن الأمم ومن أخوة كذبة. وكل هذه الآلام لا علاقة لها مطلقًا بالمطهر، ولا بالتكفير عن الخطايا... ولذلك بعد أن قال "وهب لكم... أن تتألموا لأجله"، قال بعدها مباشرة "إذ لكم الجهاد عينه الذي رأيتموا في" (في1: 29، 30). هذا التعب في الجهاد، لأجل نشر الملكوت، هو الشركة في آلام المسيح، التي قال عنها الرسول لأن السيد المسيح هو الذي بدأ التعب لأجل الملكوت... إنه ليس إطلاقًا شركة في التكفير. فالتكفير عمل المسيح وحده. وليس هو عن آلام المطهر، لأن الرسول بعد قوله "إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضًا معه "، قال مباشرة: " فإنى أحسب أن الآم الزمان الحاضر، لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا" (رو8: 17، 18). إذن هو يتكم عن الآم الزمان الحاضر، وليس عن آلام المطهر بعد الموت. هذا هو الألم نشترك فيه مع المسيح. ليس مطلقًا آلام التكفير التي كانت على الصليب. حاشا... أقرأ أيضًا أمثلة أخرى لهذه الآلام في (2كو4)، (2كو6). يكفر الآن فقط أن نقتبس منها قوله " في كل شيء نظهر أنفسنا كخدام لله: في صبر كثير في شدائد في ضرورات، في ضيقات في ضربات في سجون، في اضطرابات في أتعاب، في أسهار في أصوام.." (2كو6: 4، 5). أما آلام التكفير فاجتازها المسيح وحده وهو يقول " قد دست المعصرة وحدى، ومن الشعوب لم يكن معى أحد.." (اش63: 3). هذا هو الذي قاله الرب " الآتى من آدم بثياب حمر " اش63: 1). وكون عملية الكفارة قد قام بها الله وحده، دون آية شركة معه من الإنسان، فهذا بلا شك يتفق مع قول الكتاب "متبررين مجانًا بنعمته، بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة..." (رو3: 24). إن قال أحد إن الإنسان يشترك مع الرب في عملية التكفير، فإنه يناقص عقيدة الخلاص المجانى بالدم بالفداء. فكلمة (مجانًا) في (رو3: 24) معناها أن الإنسان لم يدفع أي ثمن م جانبه، لا إيمانًا ولا أعمالًا. تقول إذن وما قيمة الإيمان والأعمال والتوبة وممارسة الأسرار من جهة الإنسان أليست اشتراكًا. أقول لك كلا إن ثمن الخلاص دفعه المسيح وحده. أما الإيمان والأعمال والتوبة والأسرار، فكلها لكي نستحق هذا الخلاص المجانى وهذه الكفارة المجانية... إن الإيمان ثمنًا للخلاص، ولا الأعمال هي الثمن، ولا الأسرار، ولا التوبة. إنما الخلاص ثمنه دم المسيح وحده وهو يوهب مجانًا للمؤمنين التائبين المعمدين... التوبة فيها الآم: آلام الاعتراف، وكشف النفس، وتبكيت النفس، والخزى والعار وآلام الندم والدموع ووخز الضمير... وربما آلام تأديبات أيضًا. ولكن ليست هذه كلها تكفيرًا عن الخطايا، ولا اشتراكًا في التكفير. ولكن نفعل هذا لنصل إلى محبة الله ونقاوة القلب، ونستحق بذلك الخلاص المجانى، الذي ثمنه الوحيد هو دم المسيح وكفارته... هذا الخلاص نلناه، لا بأعمال التوبة، ولا بالعقوبات والقصاصات. " لا بأعمال في بر عملناها، بل بمقتضى رحمته خلصنا، بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس، الذي سكبه علينا يسوع المسيح مخلصنا..." (تى3: 5، 6). أما اعتبار الإنسان شريكًا للمسيح في عمل الكفارة، فلا يمكن إطلاقًا أن تسنده آيه واحدة من لأنجيل. ولا يجوز أن نفهم الشركة في الآلام فهمًا خاطئًا. ونعتبرها شركة في عملية التكفير عن الخطايا. فآلام المسيح لم تكن فقط آلامًا على الصليب من أجل الفداء والكفارة، وإنما حياته كلها كانت سلسلة من الآلام، حتى قيل عنه إنه " رجل أوجاع ومختبر الحزن" (اش53: 3). والذي يدرس الكتاب جيدًا، يعرف أن النار التي تعرضت لها ذبيحة المحرقة حتى تحولت إلى رماد (لا6)، هي غير النار التي تخبر بها تقدمه الدقيق (لا2). وليس الآن مجال شرح هذه الأمور البسيطة. وهكذا نحن نشترك في الآم المسيح على الأرض، ولكن ليس آلام الفداء والكفارة. |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
العقوبات الكنسيّة يشدد أخوتنا الكاثوليك على العقاب الزمنى، أي الذي له زمن، وفي هذا يختلف عن العقاب الأبدي. ويقولون إن مغفرة الخطية، لا يمنع من عقوبتها بعد المغفرة. ويضربون لإثبات ذلك أمثلة من الكتاب. ثم يشددون في لزوم هذا العقاب الزمنى، حتى إنه إذا لم يوف على الأرض، يصير وفاؤه في المطهر بعد الموت... وهذه نقطة هامة في عقيدة المطهر. ونحن نوافق على أرضية. ولكن لا نوافق على عقوبة بعد الموت. وكل العقوبات التي تحملها الأبرار أو التائبون، والتي سجلها الكتاب المقدس، كلها عقوبات أرضية، وليست عذابات بعد الموت. هي عقوبات أرضية، وليست عقوبات مطهرية. كما أن الكتاب لا يقول إن هناك عقوبة أرضية على كل خطية. وإلا وقع الإنسان في اليأس. لأننا في كل يوم نخطئ. ولأننا " في أشياء كثيرة نعثر جميعنا" (يع3: 2). "وإن قلنا إنه ليس لنا خطية، نصل أنفسنا وليس الحق فينا" (10يو1: 8). وإن كانت هناك عقوبة أرضية على كل خطية، لأصبحت حياتنا سلسلة لا تنقطع أبدًا من العقوبات أبدًا من العقوبات، وبهذا يقع الإنسان في إحباط. والكتاب المقدس يحمل أمثلة عديدة لمغفرة بلا عقاب وبلا عذاب: وإلا فما هي العقوبة الأرضية التي وقعت على الابن الضال (لو15)؟! أو ما هو العقاب الزمنى الذي تعرض له زكا العشار (لو19)؟! أو ماذا كانت العقوبة التي وقعها الرب على المرأة الخاطئة التي ضبطت في ذات الفعل، والتي قال لها " ولا أنا أدينك. أذهبي بسلام ولا تخطئي أيضًا" (يو8: 11). أو ما هو العقاب الزمنى الذي نالته المرأة الخاطئة التي بللت قدمي الرب بدموعها ومسحتها بشعر رأسها؟! هذه التي فضلها الرب على الفريسى. وقال إنه " قد غفرت لها خطاياها الكثيرة، لأنها أحبت كثيرًا". ثم قال لها " إيمانك قد خلصك، اذهبى بسلام" (لو7: 37 – 50)... فهل ذهبت هذه أو غيرها إلى المطهر؟! أو ما هي العقوبة الأرضية التي فرضت على إنكار بطرس؟! وما هو العقاب الزمنى الذي فرض على شاول الطرسوسى في اضطهاده للكنيسة. حقًا إن بطرس وبولس تعبا في حياتهم. ولكنه كان تعبًا من أجل الكرازة له مكافأته وأكاليله ومجده. ولم يكن عقابًا على خطية... نقطة أخرى نقولها. وهو أن العقوبة الأرضية هي للفائدة الروحية، وليس للتكفير...! ليست هي ثمن الخطية، إنما هي تأديب وعلاج. إنها توقع لتقود إلى التوبة، كما حدث لخاطئ كورنثوس، أو لتقود إلى الانسحاق والاتضاع كما حدث لداود النبى. أو أنها تكون درسًا للآخرين، مثلما قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس " الذين يخطئون، وبخهم أمام الجميع، لكي يكون عند الباقين خوف" (1تى5: 20). ولكن لا يمكن مطلقًا أن تكون للتكفير، أو لإيفاء العدل الإلهى. أما " أجرة الخطية فهي الموت" (رو6: 23) أي الموت الأبدي فأن أخطا إنسان، وفرض عليه الكاهن صومًا أو مطانيات، فلا يكون هذا الصوم أو هذه الميطانيات وفاء العدل الإلهى. فلا وفاء للعدل الإلهى آلا بدم المسيح. إن القصاصات الكنسية لا علاقة لها مطلقًا بوفاء العدل الإلهى: أيستطيع إنسان أخذ تأديبات من الكنيسة أن يقول لله: أنا الآن لست مديونًا لك بشئ، لأنى وفيت ديوني بالقصاصات الكنسية؟!! هذا كلام لا يمكن أن يقبله أي لاهوت مسيحى. لأن ديوننا لم يستطيع إيفاءها سوي دم المسيح، الذي هو وحده يطهرنا من كل خطية (1يو1: 7)... أما ما تفرضه الكنيسة من عقوبات، ما هو إلا لون من العلاج أو التأديب. لذلك فعبارة (قصاصات)، لوفاء الإلهى، عبارة غير سليمة. ربما كلمة (تأديبات) أكثر توافقًا من كلمة (قصاصات)... ونظام العقوبات بسنوات، لم يرد في الإنجيل. ولكن وضعته الكنيسة. طبعًا وضعته بسلطانها الإلهى في الحل والربط (متى18: 18). ونحن لا مانع في هذا. ولكن نمانع في أن السلطان الإلهى يستخدم في الربط، ولا يستخدم في الحل...! إن الكنيسة التي فرضت العقوبة، بسلطانها أن ترفعها. وإن كانت قد فرضت عقوبة العلاج، لتقود الخاطئ إلى التوبة، وبعد الموت لا علاج ولا توبة... العقوبة الكنسية، كما تفرضها الكنسي، يمكن أن ترفعها. إذن من واجب الكنيسة أن ترفع عقوبتها عند الموت. وإلا يكون في صلاتها عن الموتى لون من التناقض!! لأنها في صلاتها ع الموتى، أعنى عن المنتقلين، تطلب لهم من الله الرحمة والمغفرة، وإن يرحهم في فردوس النعيم، بينما هي في عقيدة المطهر لا تزال مصرة على العقوبة والقصاص على أن العدل الإلهى لم يستوف حقه بعد، ومصرة على أن المغفرة لا تمنع العقوبة، حتى عند الموت...!!! والعقوبات الكنسية هي في الحياة الأرضية فقط هي عقوبات أرضية. لا يمكن أن يكون لها امتداد بعد الموت. والمفروض أن الكنيسة حينما تعطى عقوبة كنيسة، تحاليل الشخص منها في جنازة، حينما تصلي عليه " أوشيه الراقدين". وتوجد أمثلة كثيرة في القوانين الكنيسة، كانت الكنيسة فيها توقف العقوبة عند التعرض للموت، وتسمح للمعاقب أو المقطوع من شركة الكنيسة أن يتناول من الأسرار المقدسة، ومنها: (انقرا6) على الرغم من أن الذين ذبحوا للأوثان، كانت تحكم عليهم بسنوات حرمان من الكنيسة، إلا أن هذا القانون يقول: "على أنه في حين الخطر، أو توقع الموت لمرض أو لأي سبب، فليصر بشروط محددة". (انقرا 22) عن القائلين عمدًا: يسمح لهم بالشركة التامة في آخر حياتهم. (قيصرية الجديدة – 6) " إذا تزوجت امرأة بأخوين، فلتطرح خارجًا، أي من الشركة، حتى ساعة موتها، إذ يطبق عليها حينذاك فعل الرحمة، فتقبل مع التائبين، بشرط أن تتعهد إذا شفيت من مرضها أن تحل رباط الزيجة". (نيقية 13). وهو أول مجمع مسكوني، يضع قاعدة وهي: " إذا اشرف إنسان على الموت، فيجيب ألا يحرم من الزاد الأخير الذي لا غنى عنه" (وعلى الإجمال إذا أختصر شخص، وطلب أن يناول القربان، فليمنحه الأسقف سؤله بعد الفحص". (قرطاجنة: 7) ويسمى هذا المجمع مجمع افريقيا (سنة417م) – ويقرر: " إذا صار أحدهم في خطر الموت أثناء غياب الأسقف، وطلب مصالحته أمام المذبح الإلهى، فيجيب على القس أن يستشير الأسقف، ثم يصالح الرجل المريض حسب طلبه، موطدًا إياه بالنصائح الخلاصية". (باسليوس 73): القديس باسيليوس الكبير معروف بتشدده. ولكنه يقول: " من أنكر المسيح ثم أعترف بخطيئته وتاب، وبقي نائحًا مدة حياتهم، يناول الأسرار المقدسة ساعة موته " (غ. النيسى2): يقول القديس أغريغوريوس اسقف نيصص، وهو أخو القديس باسيليوس الكبير ما يشبه ذلك: "الذين يسقطون دون تهديد أو إكراه وينكرون المسيح... لا يجوز قبولها في الشركة إلا ساعة موتهم". وهكذا نرى من كل ما سبق لقوانين القرن الرابع وبداية الخامس: إن الكنيسة في أكثر عصورها تشددًا، وفي أبشع الخطايا: مثل إنكار المسيح، والذبح للأوثان، والقتل العمد، ما كانت تترك الخاطئ يترك العالم وعليه قصاصات. بل كانت تقبله في الشركة – إذا تعرض للموت – وتناوله من الأسرار المقدسة. أما ما يقال في عقيدة المطهر الكاثوليكية، من أن إنسانًا يموت وعليه قصاصات من الكنيسة، يوفيها بعد موته بعذابات مطهرية، فهذا أمر لم يعرفه مطلقًا تاريخ الآباء الأولين، وأيضًا لا تعرفة الرحمة. ولا يوجد له أي سند كتابي... كما أن هناك ملاحظة هامة نقولها، وهي: نظام العقوبات الكنسية كان مرتبطًا الخورس في الكنيسة الذي ألغى قبل إعلان عقيدة المطهر بقرون طويلة. كان الخاطئ المحكوم عليه من الكنيسة يقضى خارج الكنيسة، أو سنوات في خورس الباكين، أو في خورس الراكعين، أو في خورس التائبين. ثم ينتقل إلى خورس المؤمنين، فيحضر قداس الموعوظين وينصرف، أو يحضر قداس القديسين ولا يتناول. ثم يسمح له بشركة الكاملة والتناول من الأسرار المقدسة وهذا النطام أنتهى تمامًا حوالى القرن السادس تقريبًا... أيضًا لا يمكن القول بأنه لابد من عقوبة، حتى على الخطايا (العرضية): إن لم نأخذها على الأرض، فلابد أن نأخذها بعد الموت! هذا الكلام غير مقبول... لننتظر ماذا قال الكتاب المقدس، في العقوبات الكنسية أو العقوبات الأرضية، حتى بالنسبة إلى درجات صعبه من الخطيئة، كالانحراف في الإيمان والتعليم، والسلوك بلا ترتيب... قال: " إن كان أحد يأتيكم، ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه، يشترك في أعماله الشريرة" (2يو10: 11). "نوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب، وليس التعليم الذي أخذه منا" (2تس3: 6). "تجنب مثل هؤلاء" (1تى6: 5) " ولا تخالطوا الزناة" (1تى5: 9). "لاتخالطوا ولا تؤكلوا مثل هذا" (1كو5: 11). " الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع، لكي يكون عند الباقين خوف" (1تى5: 20). فهل يمكن أن تحل عذابات المطهر، محل إحدى هذه العقوبات؟ إذا كان المطهر يعتمد على عقوبات كنيسة لم يوف حسابها. فلنبحث معًا ما هي هذه العقوبات؟ وهل هي متساوية مع المطهر، حتى يحل المطهر محلها؟ بعضها منع التناول، أو ممارسة بعض أيام صوم، أو نسك معينة، أو بعض مطانيات (سجدات)، أو عدم قبول تقدمات ذلك الخاطئ... فهل هذه العقوبات يحل محلها عذاب المطهر، لتوفي حسابها، وهل يكون هذا عدلًا...؟! |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
الصلاة على المنتقلين إننا نصلى من أجل الراقدين، الذين انتقلوا من عالمنا الحاضر. وكل الكنائس التقليدية، أرثوذكسية، وكاثوليكية، تصلى من أجلهم. ولكن الكاثوليك يأخذونها علينًا، كما لو كانت إثباتًا للمطهر. نحن نصلي لأجل الراقدين، عملًا بصلاة القديس بولس الرسول من أجل أنيسيفورس، وقوله عنه "لِيُعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 1: 18). والمقصود بذلك اليوم هنا، هو يوم الدينونة. كما قال عنه نفسه " وأخيرًا وضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل. وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2تى4: 8). ولم يكن القديس بولس يطلب راحة لأنيسيفورس في (المطهر)! وإنما (في ذلك اليوم)، يوم الدينونة الرهيب، حينما يقف أمام الديان العادل. هذه هي الرحمة الدائمة. ونحن نطلب للراقدين الراحة، فنقول يا رب نيحهم. والنياح كلمة سريانية بمعنى الراحة، تعودنا استخدامها. فما المقصود بمعنى الراحة هنا. نقصد راحة لنفوسهم في مكان الانتظار، لأن يوم الدينونة لم يأت موعده. أي أنهم لا يكونون في قلق أو في اضطراب، وهم في إنتظار يوم الدينونة نطلب أن يعطيهم الرب راحة نفسية، راحة لنفوسهم التي قد نتذكر خطاياها فتتعب، إنما حينما تتذاكر مراحم الله، تشعر براحة... والصلاة على الراقدين، ليس فيها أي ذكر للمطهر إطلاقًا. فنحن لا نطلب مطلقًا أن يريح الله تلك النفوس من عذاب المطهر، كأن يقصر مدته، أو أن يخفف حدته، أو أن يخرجهم منه، أو أن يعطيهم احتمالًا له...!! كلا فالصلاة على الراقدين لا تطلب شيئًا من هذا كله، لأننا لا نؤمن بشئ من هذا كله... إنما نطلب لهذه النفوس راحة في مكان الانتظار، مادامت الدينونة لم تأت بعد... هذا هو اعتقادنا، لا داعي لأن يقوم أحد بتأويل صلواتنا على غير المقصود منها. وأن ينسب إلينا ما لا نعتقد به. كأن يقول أحد الكُتّاب الكاثوليك -سامحه الله- إن طلب النجاة من العذابات الجهنمية " المقصود هنا بالعذابات الجهنمية -ما لا يخفى- هو العذابات المطهرية، التي لا فرق بينها وبين العذابات الجهنمية، إلا فيما عدا أن الأولى دائمة والثانية مؤقتة". نحن نقول في الصلاة على الراقدين "نيحهم في فردوس النعيم"، ولا نقول نيحهم في المطهر!! ونقول " في الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة " بينما المطهر هو موضع للحزن والكآبة والتنهد... ونقول أيضًا عن الراحة الأبدية " في أورشليم السمائية، في كورة الأحياء إلى الأبد"... أين سيرة المطهر في كل هذه الصلوات. عجيب أن هذا المؤلف يريد إثبات المطهر من كتب الصلوات للكنيسة القبطية الأرثوذكسية!! أبعد يا ابنى عن هذا المجال، فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أدري بعقيدتها... سؤال آخر نحب أن نقدمه في الصلاة على الراقدين: أي عزاء تقدمه الكنيسة لأهل الميت في صلواتها في يوم وفاته؟! إن بولس الرسول لم يرفع فقط من أجل أنيسيفورس، إنما صلى أيضا من أجل بيت أنيسيفورس أن يعطيهم الرب رحمة (2تى1: 16). ونحن ما هو العزاء الذي نقدمه لأسرة المتوفي؟ هل نقول لهم إنه يتعذب حاليًا في المطهر. ولكن اطمئنوا، إننا نصلى أن مدته لا تطول، ونصلى أن عذابه يخف...؟! نعزيهم بصلوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن تلك النفس: أفتح لها يا رب باب الرحمة... اقبلها إليك... ولتحملها ملائكة النور إلى الحياة... ولتتكئ في أحضان آبائنا القديسين ابراهيم واسحق ويعقوب... ثم ما فائدة الصلاة على المنتقلين، إن كان الميت يتعذب؟! يتعذب أثناء الصلاة عليه لا تكون في لحظة وفاته، بل بعدها بساعات ويتعذب بعد الصلاة أيضًا، إذ تكون مدة عقوبته في المطهر مستمرة...! ما شعور أهل المتوفي بقيمة صلواتنا؟! وما شعور المتوفي نفسه وهو في المطهر؟! هل يعان وقتها لبضع دقائق، ثم يرجع إلى عذابه كما كان... والحكم هو الحكم... يستمر فيه حتى يتمم كل القصاص المفروض عليه!! إن كنيستنا القبطية تقرأ الحل على روح أثناء صلاتها. تحالـله من جميع الخطايا التي فعلها وهو في الجسد. وكأنها تقول للرب: هذه النفس خرجت من عندنا، وهي محا لله من جهة الكنيسة. لا نربطها في شيء وبقى أن نتركها في رحمتك يا فاحص القلوب والأفكار، ويا عارف الخفيات والأسرار... ولكننا مع ذلك نشفع فيها، إذ ليست جسدًا. وسكنت في هذا العالم، وأنت يا رب " تعرف ضعف ونقص البشرية " وأنه ليس إنسان بلا خطية، ولو كانت حياته يومًا واحدًا على الأرض..."... فلماذا لا تحنو الكنيسة الكاثوليكية مثلنا على روح الميت، وتحاللـه؟! لماذا تجعله يخرج من العالم وهو مربوط من جهة قصاصات لم يقم بوفائها...؟! لماذا تقول له نحاللك من وصمة الخطية، ولا نحاللك من عقوبتها...؟! لماذا تتمسك بالعقوبة إلى هذا الحد، الذي يحتاج إلى تطهير وتكفير؟! لماذا لا نثق بدم المسيح الذي " يقدر أن يطهر إلى التمام" (عب7: 25)، لماذا تثق بدم المسيح الذي " يطهرنا من كل خطية... ومن كل لإثم" (1يو1: 7، 9). ما الحاجة بعد إلى تطهير؟! ألم يقل الكتاب " كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقة. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (اش53: 6). وإن كانت الكنيسة قد أعطت حلًا في الصلاة على الراقدين، فإن فكرة المطهر تبطل مفعولة. وذلك أن الخاطئ بعد حل الكنيسة له، يذهب ليتعذب ويدفع الثمن! وكأن تحليل الكنيسة بلا قيمة...! كأنما أحد القضاة حكم بتبرئة منهم، أو برفض الدعوى أو حفظ القضية. ومع ذلك يقال لهذا المتهم: عليك أن تقضى عشر سنوات في السجن!! ما قيمة الحكم الذي حصل عليه إذن؟! هناك دليل آخر على أن الصلاة على الموتى لا علاقة لها بالمطهر ولا بإعانة النفوس التي فيه، وهي: إن الكنيسة تصلى على أرواح الجميع، حتى عن نفوس القديسين: فهي بالإضافة إلى صلاة الجناز، تصلى لأجل الجميع وتقول " أولئك الذين أخذت نفوسهم يا رب نيحهم في فردوس النعيم. وتصلى أيضًا عن أرواح القديسين، ثم تقول بعد ذلك " بركاتهم المقدسة فلتكن معنا آمين"... إنها شركة بين الذين أنتقلوا والذين على الأرض... ملاحظة أخرى نضيفها وهي أن الكنيسة لا تصلى لأجل الهالكين. وذلك عملًا بقول الرسول عن الخطية التي للموت (1يو5: 16). فان مات إنسان منتحرًا، ولم يكن فاقد العقل، لا نصلى عليه. وإن مات أحد أثناء ارتكابه جريمة، لا نصلى عليه. كذلك إن مات وهو في هرطقة أو بدعة أو ارتداد... أو إن مات وهو في خطية لم يتب عنها... |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
الدينونة العامة يعتقد أخوتنا الكاثوليك بدينونة خاصة بعد الموت مباشرة: وهي غير الدينونة العامة التي بعد قيامة الأجساد... فيرون أن الإنسان بعد موته مباشرة يقف أمام لينال الحكم: إما أن يكون شريرًا فيذهب مباشرة إلى جهنم، أو يكون بارًا فيذهب إلى المطهر، لتتطهر نفسه، ويكفر عن خطيته ويوفي ديونه... ولكننا نقول إنه: لم يذكر الكتاب سوي الدينونة العامة. وسنحاول أن نفحصها معًا لنرى على أي شيء تدل: يشرح الرب خير الدينونة فيقول: " ومتى جاء إبن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه [أي في مجيئه الثاني]، فحينئذ يجلس على كرسى مجده، ويجتمعه أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعى الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين معه: تعالوا إلى يا مباركي أبى، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأنى جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتمونى... فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب متى رأيناك جائعًا فاطعمناك؟ أو عطشانًا فسقيناك... فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى الصغار فبي فعلتم"... " ثم يقول للذين عن اليسار: اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (متى25: 41). · وعبارة " اذهبوا إلى النار المعدة لإبليس، معناها أنهم لم يكونوا قد ذهبوا إليها بعد". لأنه من غير المعقول أن يكونوا قد ذهبوا إلى هذه النار بعد الدينونة الخاصة، ثم يخرجهم الرب منها يوم القيامة ليختلطوا بالأبرار. ثم يفرزهم عنهم، ويوقفهم عن يساره، ويعود فيقول لهم " اذهبوا إلى النار... "؟! · نلاحظ أيضًا أنه بدأ يقول لهم حيثيات حكمة: "لأنى جعت فلم تطعمونى، عطشت فلم تسقونى. كنت غريبًا فلم تأو ونى.. إلخ " حينئذ يجيبونه هم أيضًا قائلين "يا رب متى رأيناك جائعًا أو عطشانًا أو غريبًا أو عريانًا أو مريضًا أو محبوسًا، ولم نخدمك؟ " فيجيبهم قائلًا: الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبى لم تفعلوا" (متى25: 42 – 45). هنا نرى لونًا من المحاكمة، وحوارًا وفرصة للدفاع عن النفس. ثم ينفذ الحكم بعد ذلك " فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية. (متى25: 46). ومعنى هذا أنه لم تكن محاكمة من قبل... بدليل أن الأبرار ما كانوا يعلمون، معنى حيثيات الحكم، بدليل أنهم سألوا الرب " متى يا رب رأيناك...؟ والرب بدأ هنا (بعد القيامة) يشرح لهم ذنوبهم، وما كانوا قبلًا يفهمون... فإذا كان المضي إلى العذاب الأبدي، وإلى الحياة الأبدية، يكون بعد القيامة والفرز والمحاكمة، فكيف يقال إنه بعد الموت مباشرة، في دينونة خاصة؟! 2 – وكون الدينونة تكون بعد القيامة واضح من قول الرب: " تأتى ساعة، فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو5: 28، 29). إذن هنا قيامة عامة، ولا يذهبون إلى الحياة أو إلى الدينونة إلا بعدها... بعد أن تتحد الأرواح بالأجساد التي تخرج من القبور، ويقف الإنسان كله أمام الله... وهناك شاهد آخر على هذا وهو: 3 – يقول الرب " فإن ابن الإنسان سوف يأتى في مجده أبيه مع ملائكته. وحينئذ يجازى كل واحد بحسب عمله" (متى16: 27). وعبارة " حينئذ يجازى " معناها أنه لم يجازهم من قبل، وإنما حينئذ، حينما يأتى في مجد أبيه مع ملائكته. 4 – هذه المجازاة في المجيء، هي جزء من قانون الإيمان النيقاوى: وهو قانون الإيمان تؤمن به جميع الكنائس، وفيه نقول عن المجئ الثاني للسيد المسيح: "يأتى في مجده ليدين الأحياء والأموات". 5 – نفس المعنى نراه في تفسير الرب لمثل الزوان، إذ يقول: " الحقل هو العالم، والزارع الجيد هو بنو الملكوت، والزوان هو بنو الشرير والحصاد هو إنقضاء العالم. والحصادون هم الملائكة". " هذا يكون في إنقضاء العالم، يرسل أبن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم في أتون النار. (متى13: 38 – 41).أي أن هذه الدينونة تكون عند إنقضاء العالم. والأشرار يطرحون في أتون النار في أنقضاء العالم، وليس بعد الموت مباشرة... وكلمة " يجمعون " معناها يأتون بهم من كل مكان... وماذا عن الأبرار؟ ينابع الرب شرحه فيقول: "حينئذ يضئ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم. من له أذان للسمع فليسمع". وعبارة حينئذ، أي في ذلك الوقت، في إنقضاء العالم، في الدينونة العامة، وليس بعد الموت مباشرة... "ومن له أذنان للسمع فليسمع". وعبارة حينئذ، أي في ذلك الوقت، في إنقضاء العالم، في الدينونة العامة، وليس بعد الموت مباشرة... "ومن له أذنان للسمع فليسمع". 6 – يشبه هذا ما ورد في رسالة يهوذا الرسول: " وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلًا: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه... ليصنع دينونة على الجميع... ويعاقب جميع فجارهم على جميع أعمال فجورهم... وعلى جميع الكلمات الصعبة... إلخ" (يه 14: 15). إذن هؤلاء لم يكونوا قد عوقبوا قبلًا، وإنما سيعاقبون حينما يأتى الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع... على هؤلاء الفجار وعلى غيرهم... 7 – ومن الآيات الواضحة في هذا المجال قول بولس الرسول: "لأنه لابد أننا جميعًا أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو5: 10). فلا يمكن أن تقف الروح وحدها، لكي تنال جزاء ما كان بالجسد، خيرًا كان أم شرًا. إذن لابد من الوقف أمام كرسى المسيح، بعد أن تتحد الروح بالجسد. وعبارة " أننا جميعًا، تعنى الدينونة العامة. وهنا نود أن نقول بعض ملاحظات عما يسمونه (الدينونة الخاصة): 8 – ما لزوم الدينونة العامة، بعد الدينونة الخاصة؟ إن كان الخاطئ – في الدينونة الخاصة – قد صفى حسابه، وأخذ عقابه أو ثوابه، فما لزوم الدينونة العامة بالنسبة إليه؟! مادام الإنسان قد وقف الله ونال دينونته، البار ذهب إلى السماء، والشرير ذهب إلى جهنم، وأنتهى الأمر... فما لزوم الدينونة العامة إذن؟ وما هدفها؟ وما قيمتها؟ وما تأثيرها على تلك النفوس؟... ولكن تكون لها قيمة، إن كانت هي الدينونة الوحيدة التي يتقرر فيها مصير الإنسان. 9 – ومن الآيات الواضحة في الدينونة، ما ورد في سفر الرؤيا: " ثم رأيت عرشًا عظيمًا أبيض، والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع " [هذا عن نهاية العالم طبعًا] " ورأيت الأموات صغارًا وكبارًا واقفين أمام الله. وأنفتحت أسفار، وأنفتحت سفر آخر هو سفر الحياة. ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. وسلم البحر الأموات الذين فيه، وسلم الموت والهاوية الأموات الذين فيها. ودينوا كل واحد بحسب أعماله. وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار... (رؤ20: 11 – 15) كيف توجد دينونة قبل أن يقف كل الأموات أمام الله، وقبل أن يسلم البحر والهاوية الأموات الذين فيهما؟! وقيل أن تفتح الأسفار وتكشف الأعمال؟ 10 – والقديس بولس الرسول يتكلم عن الدينونة في المجيء الثاني واستعلان ربنا يسوع المسيح، فيقول: "إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقًا، وأباكم الذين تتضايقون راحة معنا، عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، في نار لهيب، معطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله... الذين سيعاقبون بهلاك أبدي" (2تس1: 6 – 9). فكيف نقول إن الدينونة تكون بعد الموت مباشرة، على الرغم من كل هذه الآيات الصريحة؟! 11 – وأيضًا لا يتفق العقاب بعد الموت مباشرة، مع قول بولس الرسول"... ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب، تدخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة سيجازى كل واحد بحسب أعماله" (رو2: 5، 6). وهنا يتكلم عن المجازاة في يوم الغضب، يوم الدينونة. 12 – وأيضًا هذه الدينونة التي بعد الموت، ويكافأ فيها الأبرار، كما يعذب الأشرار، لا تتفق مع كلام الكتاب عن الأكاليل حيث يقول القديس بطرس الرسول للرعاة " صائرين أمثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة، تنالون اكليل المجد الذي لا يبلى" (1بط5: 3، 4). وكذلك قول الرسول عن إكليل البر الموهوب له. قال "وأخيرًا وضع لي إكليل البر، الذي لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2تى4: 8). |
رد: كتاب لماذا نرفض المطهر؟ لقداسة البابا شنودة الثالث
قصة الغني ولعازر يستدل بعض أخوتنا الكاثوليك على الدينونة الخاصة من قصة الغنى ولعازر، وقول السيد المسيح إن لعازر كان يتعزى في حضن ابراهيم. وأن الغنى " رفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب... وقال " يا أبى ابراهيم أرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لساني، لأنى معذب في هذا اللهيب" (لو16: 24)... ونحن نناقش معًا هذه القصة: 1 – يجمع الكثير من المفسرين على أنها قصة رمزية: قالها السيد المسيح ليحض الأغنياء على عدم التمتع في الأرض، وترك الفقراء والمساكين محتاجين. وإلا فإن المسكين سيتعزى في السماء، بينما يتعذب الغنى الشحيح. 2 – ومن الدلالة على ذلك حاجة الغنى إلى قطرة ماء ليبرد لسانه في ذلك اللهيب. فالمفروض أن جسد الغنى كان في القبر وروحه هي التي كانت في الهاوية. والروح غير مادية، ولا يمكن أن يصلح لنا أن يبل لعازر طرف إصبعه بماء لكي يبردها في ذلك اللهيب!! ثم ما معنى كلمة "يبرد لسانى" حيث لا يوجد له جسد، ولا لسان؟! لعل هذه النار، هي عذابه النفسي، إذ شعر بالضياع والهلاك، بلا رجاء... بدليل أنه طلب من أجل أهله، حتى لا يتعذبون هم أيضًا، ولم يطلب من أجل نفسه، وبخاصة بعد أن أعلن له أبونا ابراهيم قائلًا كل ذلك بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت حتى أن الذين يريدون العبور من هنا إليك لا يقدرون، ولا الذين من هناك يجتازون إلينا" (لو16: 26). أو لعل النار التي قال النبي إنه عذب بلهيبها هي نار الندم أو الخوف، إذ لا توجد أمامه فرصة لتغير وضعه. أما الهوة المثبتة فهي هوة اليأس... إذ هو شاعر أنه لا رجاء له. أما أبونا ابراهيم فله رجاء في الخلاص. ولذلك تنطبق عليه عبارة "فرحين في الرجاء" (رو12: 12)... وهنا لعلنا نسأل عن المعنى الرمزي أيضًا لقول الغنى " لأن لي أخوة خمسة" (لو16: 28). 3 – الرقم خمسة كما يقول القديس اوغسطينوس يرمز للبشر. فالخمس العذاري الحكيمات يرمزن إلى كل البشر الخطاة. ورقم خمسة يتميز به الإنسان في حواسه الخمسة، وفي أطرافه (أصابع يديه وقدميه)... فكأن الغنى الهالك، يتكلم عن البشر الهالكين، أو كل أقاربه وأحبائه حتى لا يهلكوا هم أيضًا... 4 – الغنى في هذا المثل يرمز إلى الهالكين الذين لا رجاء لهم. فلا علاقة له إذن بالمطهر، حسب المعتقد الكاثوليكي. ولكن عذابه لم يحن موعده. فالألم من خوف العقوبة الأبدية شيء، ومكابدة هذه العقوبة الأبدية شيء آخر. هو في مكان انتظار سيخرج منه في يوم الدينونة الرهيب إلى العذاب الأبدي، إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت. فما هو فيه ليس هو الدينونة، إنما الخوف من الدينونة. 5 – حينما ذكر السيد المسيح هذا المثل، لم يكن الخلاص قد تم، ولم يكن أبونا ابراهيم قد دخل الفردوس بعد. كان من الراقدين في الهاوية على رجاء... وظل هكذا إلى أن تم صليب المسيح، "ونزل إلى أقسام الأرض السفلى، وسبي سبيًا وأعطي الناس عطايا" (أف4: 8، 9). ونقل هذه النفوس إلى الفردوس... ومنهم أبونا ابراهيم ولعازر المسكين. فكل الآباء قبل الصب كانوا منتظرين في الهاوية، كما قال الرسول " في الإيمان مات هؤلاء أجمعون، وهم لم ينالوا المواعيد، لكنهم نظروها من بعيد وصدقوها وحيوها..." (عب11: 13)... وكانوا منتظرين خلاص الرب. وفي ذلك الوقت لم يكن ابراهيم في النعيم الأبدي. وقد أنتقل بعد الصليب إلى الفردوس... على أن الفردوس أيضًا، هو مكان أنتظار، سينتقل منه أبونا ابراهيم إلى النعيم الأبدي، إلى أورشليم السمائية. أما الآن فإن " كل الخليقة تئن وتتمخض معًا " حتى الرسل الذين لهم باكورة الروح (رو8: 21 – 23). "منتظرين التبنى فداء أجسادهم"، هذا الذي يتوقعونه بالصبر (رو8: 25). هؤلاء الأبرار هم محرسون بإيمان... " لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير" (1بط1: 5). حينما نقام في مجده، وفي قوة، ويلبس هذا الفاسد عدم فساد (1كو15: 43 – 49). 6 – على أن هذه القصة – من ناحية أخري – تدل على 3 أمور هامة: أ – أن هناك مكانين فقط: أحدهما للعزاء، والآخر للعذاب، ولا ثالث لهما. ب – أنه لا يمكن أن ينتقل الإنسان بعد الحساب من مكان إلى آخر حسب قول أبينا ابراهيم (لو16: 26). ج – أنه لا شفاعة ترجي بعد صدور الحكم الإلهى. وكل هذه الأمور الثلاثة ضد المطهر... القصة إذن رمزية، ولا تدل على دينونة خاصة. 7 – أما إذا كان الإنسان بعد الموت " أعمله تتعبه" (رؤ14: 13) ويبدأ أن يحس بأنه ضائع، غذ تقف خطاياه إمامه تزعجه... أو يحس براحة في الضمير وثقة. فهذا إحساس للنفس، وليس دينونة... كتلميذ يخرج من أداء الامتحان، وهو فرح واثق بنجاحه، إذ قد أجاب حسنًا. وتلميذ آخر يخرج وهو يبكى، متأكدًا من رسوبه. ومع ذلك يبقى الاثنان في أنتظار النتيجة. ولا يعتبر أحد منهما أنه نجح أو رسب، إلا بعد إعلان النتيجة. ونحن نصلى لأجل الذين أنتقلوا من عالمنا، لأن النتيجة لم تعلن بعد. وهم لا يزالون في الإنتظار... ونحن نصلى لأجل الذين أنتقلوا من عالمنا، لأن النتيجة لم تعلن بعد. وهم لا يزالون في مكان الإنتظار... |
الساعة الآن 11:49 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025